Professional Documents
Culture Documents
MB 2
MB 2
محاضرات في مقياس:
اإلدارة االستراتيجية
إعداد:
السنة الجامعية
2020/2019
الفهرس
الصفحة العنوان
I فهرس املحتويات
I قائمة االشكال
I قائمة الجداول
1 املقدمة
الفصل األول :املؤسسة وعالقتها باملحيط
4 املبحث األول :مفهوم املؤسسة واملحيط
4 املطلب األول :مفهوم املؤسسة االقتصادية
5 املطلب الثاني :تطور مفهوم املؤسسة االقتصادية
5 املطلب الثالث :تأثير املحيط على املؤسسة
6 املطلب الرابع :تأثير املؤسسة على املحيط
7 املبحث الثاني :محيط املؤسسة االقتصادية
7 املطلب األول :مفهوم محيط املؤسسة
8 املطلب الثاني :خصائص محيط املؤسسة
9 املطلب الثالث :تصنيف محيط املؤسسة
10 املطلب الرابع :مكونات محيط املؤسسة
13 املبحث الثالث :مظاهر تحوالت محيط املؤسسة والسلوكات االستراتيجية اتجاه البيئة
13 املطلب األول :مظاهر تطور املؤسسة
14 املطلب الثاني :التحوالت الخارجية
15 املطلب الثالث :التحوالت الداخلية
16 املطلب الرابع :السلوكات االستراتيجية للمؤسسة اتجاه بيئتها
الفصل الثاني :تطوراإلدارة االستراتيجية
21 املبحث األول :مراحل تطوراإلدارة االستراتيجية
21 املطلب األول :مرحلة التخطيط املالي (املوازنات)
21 املطلب الثاني :مرحلة التخطيط املستند على التنبؤ
22 املطلب الثالث :مرحلة التخطيط االستراتيجي
22 املطلب الرابع :مرحلة اإلدارة االستراتيجية
24 املبحث الثاني :أساسيات حول التخطيط االستراتيجي ،االستراتيجية ،اإلدارة االستراتيجية.
24 املطلب األول :التخطيط والتخطيط االستراتيجي
25 املطلب الثاني :االستراتيجية
29 املطلب الثالث :اإلدارة االستراتيجية
I
32 املبحث الثالث :مراحل تطوراإلدارة االستراتيجية
32 املطلب األول :مرحلة التصميم
32 املطلب الثاني :مرحلة التنفيذ
33 املطلب الثالث :مرحلة التقييم
34 املبحث الرابع :أهمية اإلدارة االستراتيجية ومدارس الفكراالستراتيجي
34 املطلب األول :أهمية اإلدارة االستراتيجية
35 املطلب الثاني :مدارس الفكر االستراتيجي
36 املطلب الثالث :تطور مدارس الفكر االستراتيجي
38 املبحث الخامس :سيرورة اتخاذ القرارفي املؤسسة
38 املطلب األول :مفهوم اتخاذ القرار
39 املطلب الثاني :ظروف اتخاذ القرار في املؤسسة
39 املطلب الثالث :مراحل اتخاذ القرار في املؤسسة
41 املبحث السادس :خطوات صياغة القرارات االستراتيجية
41 املطلب األول :مفهوم القرارات االستراتيجية
42 املطلب الثاني :خصائص القرار االستراتيجي
43 املطلب الثالث :مداخل صنع القرارات االستراتيجية
الفصل الثالث :الرؤية االستراتيجية ومجال نشاط املؤسسة
46 املبحث األول :نشاطات وهوية املؤسسة من املنظوراالستراتيجي
46 املطلب األول :مفهوم هوية املؤسسة
47 املطلب الثاني :املنظور االستراتيجي لهوية املؤسسة
47 املطلب الثالث :نشاطات املؤسسة
49 املبحث الثاني :صياغة األهداف والرؤية االستراتيجية للمؤسسة
49 املطلب األول :رسالة املؤسسة
50 املطلب الثاني :أهمية رسالة املؤسسة
51 املطلب الثالث :العوامل املؤثرة على رسالة املؤسسة
52 املبحث الثالث :األهداف والغايات االستراتيجية
52 املطلب األول :مفهوم الغايات واالهداف
53 املطلب الثاني :خصائص وأهمية األهداف االستراتيجية
54 املطلب الثالث :الرؤية االستراتيجية
55 املطلب الرابع :أهمية الرؤية االستراتيجية
55 املطلب الخامس :التقييم االستراتيجي لنشاطات املؤسسة
الفصل الرابع :التشخيص الخارجي للمؤسسة
61 املبحث األول :أساسيات حول التشخيص االستراتيجي
II
61 املطلب األول :مفهوم التشخيص االستراتيجي
62 املطلب الثاني :أهمية التشخيص االستراتيجي
62 املطلب الثالث :مبادئ التشخيص االستراتيجي
63 املبحث الثاني :التشخيص الخارجي للمؤسسة
64 املطلب األول :مفهوم التشخيص الخارجي (البيئة الخارجية)
64 املطلب الثاني :مكونات البيئة الخارجية
65 املطلب الثالث :أهمية التشخيص الخارجي للبيئة
65 املبحث الثالث :أدوات التشخيص الخارجي
65 املطلب األول :تشخيص البيئة العامة لنموذج PESTL
67 املطلب الثاني :تشخيص عناصر البيئة املباشرة
67 املطلب الثالث :تحليل املنافسة )(M.PORTER
الفصل الخامس :التشخيص الداخلي للمؤسسة
73 املبحث األول :أساسيات حول التشخيص الداخلي للمؤسسة
73 املطلب األول :التشخيص الداخلي (البيئة الداخلية)
73 املطلب الثاني :مفهوم البيئة ومكوناتها
74 املطلب الثالث :أهمية التشخيص الداخلي
75 املبحث الثاني :أدوات التشخيص الداخلي
75 املطلب األول :املدخل الوظيفي
77 املطلب الثاني :مدخل سلسلة القيمة
78 املطلب الثالث :مدخل املوارد
81 املبحث الثالث :عالقة التشخيص املحيط الداخلي باملحيط الخارجي (نموذج سوات )S.W.O.T
81 املطلب األول :مفهوم تحليل سوات S.W.O.T
81 املطلب الثاني :اإلطار العام لتحليل S.W.O.T
82 املطلب الثالث :استراتيجيات نتائج تحليل S.W.O.T
83 املبحث الرابع :أدوات التحليل اإلستراتيجي على مستوى النشاط الواحد
83 املطلب األول :دورة حياة منتوج
84 املطلب الثاني :منحنى الخبرة (التعلم)
86 املطلب الثالث :مصفوفة النمو
87 املبحث الخامس :أدوات التحليل على مستوى حافظة النشاطات
87 املطلب األول :نموذج جماعة بوسطن اإلستشارية BCG
89 املطلب الثاني :نموذج ماكنزي MAKINCY
90 املطلب الثالث :نموذج ARTHAR - DILLITLE ADL
الفصل السادس :الخيارات االستراتيجية على مستوى املؤسسة
III
95 املبحث األول :أساسيات حول الخياراإلستراتيجي
95 املطلب األول :مفهوم الخيار اإلستراتيجي
96 املطلب الثاني :أهمية الخيار اإلستراتيجي
96 املطلب الثالث :مراحل وصعوبات صنع الخيار اإلستراتيجي
97 املبحث الثاني :الخيارات اإلستراتيجية على مستوى املؤسسة
98 املطلب األول :إستراتيجية النمو
99 املطلب الثاني :إستراتيجية االستقرار
100 املطلب الثالث :استراتيجية االنكماش
101 املبحث الثالث :الخيارات اإلستراتيجية على مستوى وحدات األعمال
103 املطلب األول :اإلستراتيجيات التنافسية
106 املطلب الثاني :اإلستراتيجيات التعاونية
107 املطلب الثالث :اإلستراتيجيات الوظيفية
الفصل السابع :إجراءات وصعوبات تنفيذ ومر اقبة الخيارات اإلستراتيجية
113 املبحث األول :املتطلبات التنظيمية لتنفيذ اإلستراتيجية
113 املطلب األول :مفهوم التنفيذ اإلستراتيجي
113 املطلب الثاني :املتطلبات التنظيمية لتنفيذ اإلستراتيجي
115 املطلب الثالث :تسيير التغير اإلستراتيجي ومستوياته
117 املبحث الثاني :مر اقبة الخيارات اإلستراتيجية
117 املطلب األول :مفهوم الرقابة اإلستراتيجية
117 املطلب الثاني :أهمية الرقابة اإلستراتيجية
118 املطلب الثالث :خطوات الرقابة االستراتيجية
119 املبحث الثالث :املداخل التقليدية والحديثة للرقابة اإلستراتيجية
119 املطلب األول :املدخل التقليدي للرقابة اإلستراتيجية
119 املطلب الثاني :املدخل املعاصر للرقابة االستراتيجية
120 املطلب الثالث :املدخل النقدي للرقابة اإلستراتيجية
122 املبحث الرابع :مداخل تنفيذ اإلستراتيجية
122 املطلب األول :مدخل إصدار األوامر
122 املطلب الثاني :مدخل التغير التنظيمي
122 املطلب الثالث :املدخل التعاوني
123 املطلب الرابع :املدخل الثقافي
123 املطلب الخامس :املدخل االبداعي
125 الخاتمة
126 قائمة املراجع
IV
فهرس األشكال
الصفحة عنوان الشكل رقم الشكل
12 نموذج القوى الخمس Porter 01
28 أبعاد االستراتيجية 02
31 مكونات اإلدارة االستراتيجية 03
33 مراحل اإلدارة االستراتيجية 04
37 هيراركية االستراتيجيات في املنظمة 05
40 سيرورة اتخاذ القرار في املؤسسة 06
48 إطار Abellلتحديد مجال األعمال 07
50 نموذج الرسالةCampbell 1991 : 08
51 الرسالة-األهداف -الرؤية 09
53 خصائص األهداف 10
56 نشاطات املؤسسة املولدة للقيمة 11
63 مبادئ التشخيص االستراتيجي 12
68 تحليل املنافسة (نموذج )M. PORTER 13
75 االمكانيات الداخلية من منظور البيئة الخارجية للمؤسسة 14
77 أنشطة املؤسسة املولدة للقيمة 15
83 مراحل دورة حياة املنتوج 16
84 منحنى الخبرة )التجربة) 17
85 مصفوفة ))B.C.G 18
85 مصفوفة ماكينزي 19
87 نموذج (ARTHAR-DILLITE (A.D.L 20
98 البدائل االستراتيجية الستراتيجية النمو 21
102 االستراتيجيات على مستوى وحدات األعمال 22
103 االستراتيجيات التنافسية لـ PORTER 23
114 العناصر التنظيمية لتنفيذ االستراتيجية 24
118 نموذج مراحل الرقابة االستراتيجية 25
119 املدخل املعاصر للرقابة االستراتيجية 26
121 النظام الرقابي املتكامل 27
V
فهرس الجداول
الصفحة عنوان الجدول رقم الجدول
23 املراحل املتعاقبة في تطور اإلدارة االستراتيجية 01
32 مقارنة التسيير التقليدي بالتسيير االستراتيجي 02
43 القرار االستراتيجي والقرار املستقبلي 03
83 نقاط القوة الضعف /الفرص والتهديدات /االستراتيجيات املختارة 04
86 مصفوفة النمو 05
VI
مالحظة:
هذه املطبوعة موجهة إلى طلبة السنة الثالثة إدارة أعمال وكل من يهتم بتسيير
املؤسسات وعلى القارئ أن يعرف مختلف مدارس التسيير وتقنيات إدارة املؤسسات
تشكل اإلدارة اإلستراتيجية نقلة جديدة في مجال التسيير الحديث ،خالفا لألنماط التقليدية في التسيير والتي
إن تطورات املحيط الحالية التي مست بيئة املؤسسة الداخلية والخارجية وقلة دورة حياة املنتجات وبروز
الصناعات القائمة على املعرفة والتكنولوجيا واالستعالم أوجد مقاربات جديدة في تسيير ويقظة املؤسسة والتوجه نحو
املقاربة االستراتيجية القائمة أساسا على إيجاد توافق بين قدرات املؤسسة الجوهرية وامكانياتها ومختلف الفرص
والتهديدات التي تفرضها البيئة الخارجية حيث تتجه املؤسسات التي تبني خيارات استراتيجية تتيح لها االستمرارية على
ولغرض تشريح هذه املقاربة الحديثة في التسيير املعروفة بمقاربة التسيير االستراتيجي للمؤسسات قمنا بتقسيم هذه
1
الفصل األول:
املؤسسة وعالقتها باملحيط
املؤسسة وعالقتها باملحيط الفصل األول:
تمهيد:
تشكل املؤسسة االقتصادية نواة وقاطرة التنمية في جميع بلدان العالم ،ولقد تطورت أشكالها عبر فترات وأنماط
االقتصاد ،وأنماط التسيير ،وأشكال امللكية فهي على العموم مركز اهتمام الباحثين في مجال التسيير بغض النظر عن
طبيعتها وحجمها ،حيث تطورت لتأخذ األشكال الحديثة سواء من حيث أنماط التسيير وأدوارها االجتماعية أو االقتصادية
أو السياسية وهي تعكس اهتمام املدارس الفكرية اإلدارية حول زيادة كفاءة هاته املؤسسات في املجال اإلنتاجي والخدمي
لتبقى بذلك محل تطوير واهتمام مستمر نتيجة املحيط الذي تعيش فيه ودورها األساس ي في املجتمع.
3
املؤسسة وعالقتها باملحيط الفصل األول:
تعرف املؤسسة االقتصادية على أنها "منظمة اقتصادية واجتماعية مستقلة نوعا ما ،تؤخذ فيها القرارات حول
تركيب الوسائل البشرية املالية واملادية بغية خلق قيمة مضافة حسب األهداف في نطاق زمكاني".1
كما أن املؤسسة عبارة عن تنظيم اقتصادي مستقل ماليا في إطار قانون اجتماعي معين ،هدفه دمج عوامل
االنتاج أو تبادل السلع والخدمات بين أعوان اقتصاديين أخرين بغرض تحقيق نتيجة مالئمة وهذه الشروط االقتصادية
تختلف اختالف الحيز الزماني واملكاني.2
يشير هذا التعريف إلى أن املؤسسة كيان أو تنظيم ذو صيغة اقتصادية بمعنى يتجه إلى املفهوم االقتصادي،
بغرض انتاج منافع وقيم وتبادل سلع وخدمات بين مختلف األعوان وحاجات املؤسسات واملجتمع ،ويخضع إلى قوانين
تنظمها حسب مكان تواجدها وفق النصوص التشريعية السائدة في كل دولة.
كما تعرف على أنها كل هيئة قانونية متصلة في شخص مادي أو معنوي ،تتخذ قراراتها في ظل استقالليتها املالية
وتنتج سلعا وخدمات.3
يشير هذا التعريف إلى أن املؤسسة عبارة عن كيان معنوي أو شخصية اعتبارية لها االستقاللية املالية وحرية
التصرف والقرارات في اإلنتاج وتوزيع الخدمات وحرية التصرف في األموال واالستثمار.
يتجه هذا التعريف إلى وصف املنظمة بأنها عون اقتصادي واجتماعي لها االستقاللية املالية تقوم بتجميع أو
تتجمع بداخلها موارد مالية ومادية وبشرية إلنتاج سلع وخدمات ذات قيمة لخدمة أهداف املجتمع في وقت مناسب ومكان
مناسب وهي بذلك تشكل نظام اقتصادي واجتماعي.
فاملؤسسة إذن عبارة عن عون اقتصادي واجتماعي يتم فيها تنسيق عوامل النتاج لغرض انتاج سلع وخدمات
لتلبية احتياجات وطلبات املجتمع في األسواق حيث يتقاسم األفراد السلطات فيها وتوزيع املهام ،وفق قدرات وإمكانيات
تحوز عليها حيث تقدم املفاهيم السابقة مفاهيم ساكنة حول املؤسسة ذات بعد داخلي (اإلنتاج ثم االستهالك).
1عبد الرزاق بن حبيب ،اقتصادية املؤسسة ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة املالية ،ط ،2006 ،3ص.28
2ناصر دادي عدون ،اقتصاد املؤسسة ،دار املحمدية ،الجزائر ،ط ،1998 ،1ص .11
Jean longate et jacque muller , economie d’entreprise, dunod, paris, 2004, p1. 3
4
املؤسسة وعالقتها باملحيط الفصل األول:
فالكثير من الدراسات ترى أن نجاح املؤسسة يعني حسن اختيار أفرادها وفشلها هو سوء اختيار األفراد،
فمستويات التعليم وأنماط التدريب وتطور املهن وزيادة فرص تأهيل األفراد كلها لها انعكاسات على نمو وتطور املؤسسة.
.2املواد األولية :تشكل املواد األولية مصدرا مهما لنجاح املؤسسة في األسواق حيث املؤسسات الحديثة التي تحاول تلبية
رغبات الزبائن وتفضيالتهم من خالل ترجمة ذلك إلى قرارات وأفعال في امليدان ،فجودة املواد األولية تعني جودة
مخرجاتها وجودة منتجاتها وخدماتها املختلفة وبالتالي فاملحيط له تأثير كبير على حاضر ومستقبل املؤسسة ،ويتطلب
ذلك البحث عن مصادر املواد األولية بالنوعية الجيدة.
.3التطورات التكنولوجية :يشكل التطور التكنولوجي أحد العوامل املهمة في تأثيرها على املؤسسة ،سواء من حيث
تقنيات اإلنتاج أو تقنيات التسيير ،فاملسايرة للواقع التكنولوجي تفرض على املؤسسة أن تتمتع باليقظة تجاه محيطها
التكنولوجي (اليقظة التكنولوجية).
فاملؤسسات الحديثة تتجه إلى عصرنة أدوات اإلنتاج أو ما يعرف بالتجديد التكنولوجي الذي له دور كبير في زيادة
اإلنتاجية وسرعة التوصيل وسرعة اإلنتاج ،فالتطورات التكنولوجية تمثل طفرة كبيرة في املؤسسات الحديثة وهي رهانات
على املؤسسة اكتسابها واالستثمار فيها.
.4نمو شبكة النقل واملواصالت :حيث يؤدي توفر شبكات النقل (السكك الحديدية ،املطارات وغيرها) مؤهالت إضافية
لنمو املؤسسات وتطور أرباحها وتواجد منتوجاتها وتوسعها جغرافيا فكلما توسعت البنية التحتية كلما زادت الحركة
التجارية للمؤسسات االقتصادية.
5
املؤسسة وعالقتها باملحيط الفصل األول:
تدعيم القطاعات :وهو ش يء ضروري بالنسبة لتلك املؤسسات التي تساهم في خلق التواصل بين قطاعات تعتمد على -
مخرجات ومدخالت بعضها البعض ،فالقطاع الفالحي يحتاج إلى مؤسسات القطاع الصناعي لزيادة مردوديته،
والقطاع الصحي يحتاج أيضا إلى القطاع الصناعي لتطويره.
.3خصائص املؤسسة االقتصادية:
تتميز املؤسسة االقتصادية بغض النظر عن حجمها ،طبيعة نشاطها عمومية أو خاصة بالصفات التالية:1
-للمؤسسة شخصية قانونية مستقلة من حيث امتالكها لحقوق وصالحيات أو من واجباتها ومسؤولياتها.
القدرة على اإلنتاج أو أداء الوظيفة التي وجدت من أجلها. -
أن تكون املؤسسة قادرة على البقاء بما يكفل لها تمويل كافي وظروف سياسية مواتية وعمالة كافية وقادرة على تكييف -
نفسها مع الظروف املتغيرة.
التحديد الواضح لألهداف والسياسات والبرامج وأساليب العمل. -
ضمان املوارد املالية لكي تستمر عملياتها ويكون ذلك عن طريق اإليرادات الكلية أو عن طريق القروض أو املزج بينهما. -
ال بد أن تستجيب املؤسسة للبيئة التي تعمل فيها وتتعامل معها وتتفاعل معها. -
فكل هاته الخصائص تمكن املؤسسة االقتصادية أن تكون أكثر تحقيقا للجدوى االقتصادية ،كما تتيح لها التواجد في
األسواق من االستعالم عن من فيها ومعرفة زبائنها جيدا كما أن الخصائص السابقة تجعل املؤسسة أكثر ذكاء في تعاملها
مع التغيرات البيئية واملتابعة املستمرة ملحيطها الداخلي والخارجي وتكون أكثر تكييفا مع رغبات الزبائن عن طريق املراقبة
املستمرة والدائمة واالستعالم خاصة املؤسسات الحديثة التي تريد الدفاع عن وضعها التنافس ي من خالل عمليات
التجديد واالبتكار املستمر في عملياتها ومنتجاتها وأسواقها وبالتالي ضمان نموها وديمومتها حتى في فترات االضطراب من
خالل حشد املوارد املالية والكفاءات الداخلية التي تحوز عليها.
املبحث الثاني :محيط املؤسسة االقتصادية.
املطلب األول :مفهوم محيط املؤسسة.
تشير العديد من الكتابات في مجال التسيير أن بيئة املؤسسة برزت كعوامل حيوية في العقود األخيرة ومحدد
أساس ي لنجاح وإخفاق املؤسسات نظرا للتفاعالت املتباينة على درجة تأثيرها وعلى توجيه الكثير من القرارات االستراتيجية
للمؤسسة وصعوبة البعض في التأقلم معها.
ويقدم محمود أبو بكر مصطفى مفهوم لبيئة املؤسسة "على أنها اإلطار الذي تتحرك فيه املنظمة ،وتتعامل معه
لتحقيق أهدافها وتشمل مجموعة التغيرات أو القيود أو املواقف أو الظروف التي يمكن أن تكون خاضعة أو غير خاضعة
لسيطرة أو رقابة املؤسسة".2
ويقدم هذا املفهوم حيز مكاني أو إطار يتفاعل في املؤسسة مع التغيرات ويخضع للقيود التي يفرضها ذلك اإلطار
والذي يمكن للمنظمة التحكم فيه والتأثير عليه حسب درجة قدرتها على استعمال وسائلها لجعله خاضعا لسيطرتها.
1عمر صخري ،اقتصادية املؤسسة ،ديوان املطبوعات الجامعية ،ط ،2007 ،5ص 24ص 25ص.26
2محمود أبو بكر مصطفى ،التفكيراالستراتيجي وإعداد الخطة االستراتيجية ،الدار الجامعية ،مصر ،2020 ،ص.162
7
املؤسسة وعالقتها باملحيط الفصل األول:
كما يقدم فيليب غولرميك إطارا آخرا ملفهوم محيط املؤسسة بالقول بأنه "دائرة الفاعلين االقتصاديين التي
تتواجد املؤسسة في مركزها وتتفاعل املؤسسة مع هؤالء الفاعلين الذين هم شركاء اقتصاديين ينجم عن أي عملية تبادل
معهم تدفقات اقتصادية أو حقوق وواجبات.1
ويشير هذا التعريف إلى أن املؤسسة تتواجد في محيط فيه شبكة من التفاعالت والعالقات تمثل نواتها
حيث تسمح لها تلك العالقات أن تنمو وتتطور وتبادل املنافع معهم في شكل تدفقات مالية وتخضع للقوى التي تحيط بها
وتعمل في ظل التشريعات املوجودة.
ويشير عبد الرزاق بن حبيب إلى أن بيئة املؤسسة عبارة عن مجموعة من عناصر مؤثرة ولكن غير متحكم فيها من
قبل املؤسسة فهي تؤثر على خدمات هذه األخيرة إما إيجابا أو سلبا.2
إذن املفاهيم السابقة تؤكد أن بيئة املؤسسة ذلك الوسط الذي يتميز بمجموعة قوى تؤثر عليها ال تستطيع
املؤسسة التحكم فيها وتؤثر عليها من خالل الفرص والتهديدات التي تحد وتعقد من تطورها.
Philippe Guillermic, la gestion d’entreprise pas à pas, vvibert, paris, 2015, p13 1
2عبد الرزاق بن حبيب ،اقتصاديات املؤسسة ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ط ،2013 ،5ص .37
3منصف بن خديجة ،اليقظة االستراتيجية في املؤسسة االقتصادية ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة عنابة ،2006 ،ص .17
8
املؤسسة وعالقتها باملحيط الفصل األول:
إن تلك الخصائص سالفة الذكر تفرض على املؤسسة تحليل جيد ملكونات بيئتها وأن بقائها واستمرارها يتوقف
على األقل في املدى البعيد على معرفة بيئتها الخارجية والداخلية حيث أن تلك البيئات تجود عليها بالفرص والتهديدات
وتضعها أمام الرهانات التالية:
محددات وعوامل نجاح املؤسسة تفرضها البيئة الخارجية. -
قدرات وضعف املؤسسة الداخلية تشكل مصدر قوة لها في التكيف. -
استجابة املؤسسة للتغيرات الحاصلة في البيئة الخارجية تساعدها على التأقلم والتكيف وعدم االستجابة لها يضع -
املؤسسة في مشاكل استراتيجية لها تأثير على مستقبل املؤسسة.
فهم ومعرفة البيئة يمثل مصدرا للفرص والتهديدات وشرطا أساسيا للتحكم فيها. -
كما أن فهم املؤسسة لبيئتها يؤدي إلى التقليل من االضطرابات البيئية بفعل خلق آليات وأساليب للتكييف من خالل -
حشد مواردها وتسييرها بطريقة استراتيجية والذي يسمح في النهاية بتشكيل خريطة مستقبلية لتتحرك املؤسسة
ضمن اإلمكانيات املتاحة والفرص الخارجية ،فإن استراتيجية املؤسسات وسلوكاتها عبارة عن ردود أفعال للتغييرات
التي تشهدها البيئة الخارجية عن طريق التكييف والتأقلم معها إذ هي أرادت البقاء واالستمرار.1
املطلب الثالث :تصنيف محيط املؤسسة.
قدمت العديد من التصنيفات لبيئة املؤسسة فمنها من يصنفها حسب درجة االستقرار ،ومنها من يصنفها حسب
درجة التعقد ،ومنها من يصنفها حسب درجة االضطراب فتشكل املؤسسة ميزتها وقدرتها ودرجة السيطرة التي تتمتع بها
اتجاه تلك البيئة ويقدم الركابي التصنيفات التالية:2
.1البيئة الهادئة العشوائية :تتصف هذه البيئة باالستقرار وتتوزع عناصرها بشكل عشوائي ،وليس هناك عالقات
منتظمة بينهم ،فهي لها ارتباطات ضعيفة بين عناصرها وتستطيع املؤسسة التكيف معها كوحدات منفردة وصغيرة،
حيث عادات وتقاليد املستهلكين والسوق كلها عوامل مستقرة.
.2بيئة هادئة مجتمعة :وهي بيئة مستقرة ،مكوناتها بطيئة التغيير ،يمكن التنبؤ بها ،املوارد في هذه البيئة ال توزع عشوائيا
بل يمكن التركيز على أماكن أو عناصر معينة.
.3بيئة قلقة متفاعلة :بيئة املنظمة هنا تتصف بالديناميكية وغير مستقرة تفرض على املنظمة تحديد الهدف التنظيمي
ولها حرية السلطة والتصرف في اتخاذ مبادرات ومواجهة التحديات التنافسية وبتر ردود األفعال.
.4البيئة الهائجة أو املضطربة :وتتصف بنشوء قوى متحركة (ديناميكية) ،حيث يصعب فيها التنبؤ بالتغيرات والقوى
مثل :زيادة عدد املؤسسات ،قوة الترابط بين القطاع االقتصادي ،واالعتماد املتزايد على البحث والتطوير ملواجهة
التحديات التنافسية.
فالتغييرات املفاجئة في هذا النوع تهدد االستقرار واستمرارية املؤسسة خاصة التغيرات التكنولوجية وظهور منافسين
جدد.
1الشريف حمزاوي ،مفهوم االستراتيجية في إدارة األعمال ،مجلة التواصل ،العدد ،9جوان ،2002ص ص .56-55
2كاظم نزار الركابي ،اإلدارة االستراتيجية :العوملة واملنافسة ،دار وائل للنشر والتوزيع ،األردن ،ط ،2014 ،1ص .121
9
املؤسسة وعالقتها باملحيط الفصل األول:
إن املؤسسات الحديثة تغيرت بيئتها بفعل التطورات التكنولوجية وتغير عادات املستهلكين ،وتطور أشكال
املنافسة في األسواق ،إضافة إلى انتقال املركز التنافس ي للمؤسسات من التركيز على املحيط الخارجي إلى التركيز على البيئة
الداخلية كمصدر دائم للتميز والتفرد فضال عن االستراتيجيات املطبقة والخبرات التي تحوز عليها في مجال تعاملها مع
محيطها الخارجي وقدرة املسيرين على التعلم التنظيمي ،فالبيئة ليس معطاة بل يتم صناعتها من القادة والعمال والكفاءات
التي تحوز عليها.
جوهر التسيير االستراتيجي الحديث الذي يحاول فك االرتباط بين املؤسسة وبيئتها الخارجية عن طريق
اإلستراتيجيات االستباقية والتغيير االستباقي وتحديث االستراتيجيات على اعتبار أن املؤسسات األكثر ابتكارا هي املؤسسات
التي تقوم بالتغيير والتحضير له وحشد اإلمكانيات الالزمة له واالتجاه للسيطرة أكثر.
فاملؤسسات باختالفها يتوقف درجة تأثير البيئة عليها حيث قدراتها وسلوكاتها ورؤيتها لألحداث من خالل القراءة
الجيدة ملسيريها والحبرات التي يتمتعون بها واألحداث املاضية التي تعتبر كمرجع أساس ي لنطاق التعقد وحجم ودرجة التغيير
وقوة هياكلها وثقافتها.
كأدوات توظفها لخلق بيئة تساعد املؤسسة على االستمرار" ،فاالستراتيجية التي تتبعها املؤسسة تكون مرتبطة
ومكملة لالستراتيجيات السابقة ألن املؤسسة تكون قد اكتسبت مهارات وأفعال مارستها عبر مرور الزمن تجعلها تواجه
بيئتها بقوة".1
1الشريف حمزاوي ،مفهوم االستراتيجية في إدارة األعمال ،مرجع سبق ذكره ،ص .56
2صالح عبد الرضا رشيد ،دهيش جالل ،اإلدارة االستراتيجية ،األردن ،2018 ،ص .10
3ماهر أحمد ،اإلدارة االستراتيجية ،الدار الجامعية ،مصر ،1999 ،ص .95
10
املؤسسة وعالقتها باملحيط الفصل األول:
فمواكبة التغيرات التكنولوجية في األسواق الدولية يشكل بوابة السبق في األسواق ذات الكثافة التنافسية ويمنح
تميز املؤسسة ويجب أن تركز املؤسسة على املتغيرات اآلتية:
1موس ى اللوزي ،التنمية اإلدارية ،دار وائل للنشر ،األردن ،ط ،2012 ،2ص .249
2الطاهر نعيم إبراهيم ،أساسيات إدارة األعمال ومبادئها ،ط ،1عالم الكتب الحديث ،األردن ،2010 ،ص .153
11
املؤسسة وعالقتها باملحيط الفصل األول:
الداخلون
الجدد
املنتجات
البديلة
يقدم نموذج porterتفسير للقوى الخمسة التي تؤثر على نشاطها وهي:1
1تشارلزهر ،جاريث جونز ،اإلدارة االستراتيجية :مدخل متكامل ،ترجمة عبد العزيز الرفاعي ،سيد أحمد املتعالي ،دار املريخ ،الرياض ،ج ،2
،2001ص .146
12
املؤسسة وعالقتها باملحيط الفصل األول:
1إسماعيل محمد السيد ،اإلدارة االستراتيجية :مفاهيم وحاالت تنظيمية ،اإلسكندرية ،2000،ص .169
2محسن الغالبي ،وائل محمد ،اإلدارة االستراتيجية ،منظورمنهجي متفاعل ،دار وائل ،األردن ،ط ،2015 ،5ص .283
13
املؤسسة وعالقتها باملحيط الفصل األول:
املسايرة الداخلية والخارجية ملحيطها ومحاولة تجديد مواردها وهياكلها وبنيتها التنظيمية لتكون أكثر قدرة على استباق
األحداث ومن مظاهر تطورات محيط املؤسسة ما يلي1:
1بخاخشة موس ى ،إدارة املعرفة كاستراتيجية لتحسين فعالية وتنافسية املؤسسة االقتصادية ،رسالة دكتوراه علوم التسيير ،جامعة
عنابة ،2015 ،ص .164
2عالوي عبد الفتاح ،القري ع الرحمن ،2005 ،تكنولوجيا املعلومات واالتصال ،مدخل استراتيجية في اقتصاد املؤسسة ،امللتقى الدولي
الثالث حول تسيير املؤسسات ،املعرفة الركيزة الجديدة وتحدي تنافسية املؤسسات ،جامعة بسكرة 12 ،و 13نوفمبر ،2005ص .322
3نفس املرجع السابق ،ص .323
4بخاخشة موس ى ،مرجع سبق ذكره ،ص .166
14
املؤسسة وعالقتها باملحيط الفصل األول:
يشير مصطلح املنظمات املتعلمة إلى املنظمات التي طورت القدرة على القدرة على التكيف مع الظروف املحيطة
من خالل تعديل سلوكاتها وتحسين عملياتها باستمرار خاصة مع ظهور كتاب argirs 1978والذي اعتبر أن املنظمة
املتعلمة هي التي تدعو إلى توسيع معارفها وتبادلها وتجديدها باستمرار.3
فتطور بيئة املنظمة التنافسية جعل املنظمات تبحث عن وسائل لزيادة تعلمها من أجل اكتساب املعارف
واالحتكاك أكثر بالزبائن للتعلم منهم.
فاالضطرابات البيئية جعلت املدراء يعيدون النظر في دور األفراد في املؤسسة باعتبارهم حاملي هذا التعلم
"فالشركات لم تعد تكتفي بالتعلم ،وإنما تبحث عن الطرق واألساليب التي تجعلها تحقق التعلم األسرع واألعمق وتحويل ما
تعلمته إلى منتجات وخدمات أو عالقات أو عمليات محسنة أو جديدة تصل بها إلى السوق بشكل أفضل وأسرع مما يأتي
به املنافسون".4
فاملنظمات املتعلمة توفر للمؤسسة عمليات ابتكار واسعة نتيجة االكتساب الدائم للمعرفة وبالتالي تكيف قدرة
املؤسسة نحو الفرص املتاحة في البيئة الخارجية.
15
املؤسسة وعالقتها باملحيط الفصل األول:
فاملنظمات الحديثة ستكون أحد األدوات التي تتميز بالتراكم املعرفي واملمارسات األفضل في االبتكار التسويقي،
االبتكار الجذري ،وبالتالي السرعة للدخول إلى األسواق وما هو ما اصطلح عليه شومبيتر ( )SCHUMPETERبالتعلم األسرع
وال ربح إال ربح املبتكر األول وأن هذا الربح يتسم بالعمر القصير.
فاملنظمات املتعلمة تكون منظمات يقظة وأكثر ذكاء لتصبح لها القدرة على ادماج األحداث الخارجية وبالتالي
مواجهة األخطار التي تتعرض لها.
1تريجو ،زيمرمان ،استراتيجية اإلدارة العليا ،ماهية وكيفية تشغيلها ،ترجمة البرنس إبراهيم علي ،الدار الدولية للنشر والتوزيع ،مصر،
،1998ص .115
2منصف بن خديجة ،اليقظة االستراتيجية في املؤسسة ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة عنابة ،2006 ،ص .33
3نفس املرجع ،ص .36
16
املؤسسة وعالقتها باملحيط الفصل األول:
فهاته االستراتيجية أو السلوك يتطلب من املؤسسة التجديد والتحسين املستمر في العمليات ،اإلنتاج ،والتواجد
املبكر في األسواق بفعل عمليات االبتكار.
.4استراتيجية الترقب (:)Les strategies préactives
تتبعها املؤسسات التي تترقب نتائج املنافسين اآلخرين سواء كانت باإليجاب أو السلب ،وتحاول اكتشاف املزايا في
استراتيجيات املؤسسات األخرى ،وبالتالي االستعادة من أخطاءها وتصحيح قراراتها االستراتيجية ،واتخاذ القرارات
الصحيحة وهي بذلك تمنح للمؤسسة فرص تقليل التكاليف واألخطاء التي وقع فيها املنافسون اآلخرون ،وتقليل املخاطرة.
17
املؤسسة وعالقتها باملحيط الفصل األول:
خالصة الفصل:
إن التطورات التي تعيشها املؤسسة (بيئة) فرض عليها أن تكون أكثر ذكاء وقدرة على التعلم وتغير األهداف حسب
املعطيات والظروف ( )Flexibilityمن خالل املسايرة الداخلية والخارجية ملحيطها وتحليل محيطها الداخلي والخارجي وتبني
سلوكات استراتيجية تتوافق مع الظروف التنظيمية لها ومحاولة استيعاب تطورات املحيط واستباق األحداث ،وخلق آليات
للتكيف وبالتالي زيادة اندماجها أكثر في املحيط التنافس ي والذي يفرض عليها أن تكون أكثر يقظة وجمع كافة املعلومات
وقراءة جيدة ملسيرها واالنفتاح أكثر على بيئتها التنافسية الشديدة التغير والتعقد والتنوع .فضال عن الفرص والتهديدات
18
الفصل الثاني:
تطوراإلدارة االستراتيجية
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني:
تمهيد :
إن تطورات البيئة ذات املخاطر ،ومختلف التهديدات أجبرت املؤسسات على فقدان الكثير من املزايا التي كانت
تحظى بها في السابق نتيجة ثبات واستقرار املحيط الذي كانت تنشط فيه.
فاإلدارة االستراتيجية (تسير االستراتيجي) اليوم يشكل نافذة املؤسسة ،ويحاول بناء عالقة مع محيطها من خالل
لقد تطور مفهوم اإلدارة االستراتيجية وفق العديد من املراحل (االقتصاد الصناعي وهيمنة أفكارM porter
املمجدة للبيئة الخارجية لتليها املقربة الداخلية القائمة على املوارد والكفاءات ( )R V Bوسنحاول في هذا الفصل تسليط
الضور على عاته املقاربات والتطورات من التخطيط طويل املدى إلى التخطيط االستراتيجي إلى وضع االستراتيجيات
20
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني:
فالكتابات في مجال التسيير االستراتيجي ومختلف تطوراته ،قد رست على 04مراحل أساسية حسب 1980
Glueckكما يلي:
في هاته املرحلة كان التركيز فيها منصب فقط على اتخاذ القرارات ذات التأثير على النمو الداخلي واالستثمار
فقط.
وقد وجهت لها انتقادات بسبب محدودية تلك املوازنات ،وأصبحت غير مناسبة خاصة بعد الحرب العاملية ،II
وظهور تحديات خاصة بالنسبة للمنتجات األسواق ودرجة التعقيد في البيئة التكنولوجية لتترك الجال ملرحلة ثانية أكثر
استيعابا لتلك التغيرات .
ما يميز هاته املرحلة رواج فكرة التخطيط طويل املدى ،وأصبحت األطر الزمنية لتقيم نتائج القرارات اطول
مرحلة املوازنة األولى.
21
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني:
وتؤكد الدراسات ان سرعة التغيرات البيئية في تلك الفترة وتعقدها ،وتسارع وتيرة التقدم الصناعي ،أفقد هاته
املرحلة أو هذا النمط من التخطيط الذي يمتد لسنوات بريقه ،وعدم قدرته في االستجابة للتغيرات لقلة كفاءة التخطيط
طويل األمد كفلسفة وتقنية تستفيد مناه املنظمات في تحقيق أهدافها وتحوله إلى ألية روتنية ،فضال عن حدة املنافسة
وبطئ نمو االسواق واإلعتماد على تقنيات قائمة على افتراضات محدودة ،مما أدى إلى التفكير في أليات جديدة ومرحلة
جديدة أخرى تعرف بالتخطيط الشامل لسد فجوة نقائص التخطيط طويل املدى ،وإعطاء أكبر قدر لإلدارة العليا في
الرقابة على كافة نشاطات املؤسسة.
فهاته املرحلة تميزت بمعرفة عروض املنافسين ودراسة تفضيالت الزبائن ،وإعادة النظر في القدرات الداخلية
للمنظمة وهي كلها أدوات تبحث عن إيجاد توازن بين االمكانيات املتاحة وفرص وتهديدات البيئة الخارجية.
إن هاته املرحلة أو كما تسمى بمرحلة التخطيط اإلستراتيجي ،أعطت نظرة جديدة لبناء ووضع استراتيجية
املنظمة انطالقا من التحليل الشامل ملحيطها من جهة ومراجعة املنافسة وتوزيع املوارد ،ودراسة دورة حياة املنتجات
ومنحنى الخبرة وتحليل حافظة النشاطات ،مما يعطي تصورا جديدا للفرص املوجودة ،و كيفية خلقها و بالتالي مراجعة
قدرات املنظمة و امكانياتها و النظر الى منافسيها ،و بالتالي صياغة استراتيجية دقيقة مما أدى الى بروز مرحلة جديدة
تقدم تصورا أكثر وضوحا و دقة املرحلة الثالثة .
22
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني:
23
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني
➢ فحسب معيار األهمية و الشمولية هناك تخطيط استراتيجي و تكتيكي و تشغيلي .
➢ و حسب معيار الزمن هناك تخطيط طويل املدى و قصير املدى و متوسط املدى .
➢ و حسب املركزية هناك تخطيط مركزي و تخطيط ال مركزي .
بالنسبة للتخطيط االستراتيجي ،راج هذا املصطلح خالل فترة منتصف الخمسينات من القرن املاض ي و كان أكثر
استخداما في الدول املتقدمة ،وأحد التقنيات املستخدمة ،و محدد أساس ي في نجاح أو فشل املنظمات ،و لقد بين
) (peters1991بأن أهمية التخطيط االستراتيجي تكمن في أنه يمثل أساليب و طرق التعامل مع الفرص و التهديدات
املوجودة في البيئة و بم يحقق مصالح املنظمة .
و عموما فان التخطيط االستراتيجي يساهم في بقاء و نمو و تطور املنظمة من خالل التوافق مع التغيرات الحاصلة
في بيئتها الداخلية و الخارجية ،فهو يساعد على تحديد الخيارات االستراتيجية املتاحة امامها .
يعرف التخطيط االستراتيجي حسب Good steng and pfeiffer 1993.على انه عملية توجيه و تكامل األنشطة
االدارية و التنفيذية في املؤسسة لرؤية املستقبل و تطوير االجراءات فالعمليات الضرورية لتحقيق ذلك املستقبل.
أما كوفمان و هيرمان koufman and herman 1991فيرى بأن التخطيط االستراتيجي عملية للتجديد التنظيمي
حيث يتوفر اطار عمل للتحسين و اعادة هيكلة البرامج و االدارة و تقديم تقدم املؤسسة ،إذن فالتخطيط االستراتيجي
يتعلق بتحديد االولويات ووضع االستراتيجيات ،و تكوين البرامج و رسم السياسات .
يجي ب التخطيط االستراتيجي على جملة من التساؤالت ،ماذا ،و ملاذا ؟ أي يرتبط مفهومه بوجود املنافسة و
الخصم يراد التأثير عليه من خالل التميز و التفوق و يتضمن مجموعة من الخطوات منها:
تحديد املهمة أو الغاية . -
تحديد البيئة . -
تحديد األهداف . -
تقييم املوارد املتاحة . -
تقييم القيود الداخلية و الخارجية. -
فالتخطيط االستراتيجي يكشف للمؤسسة حجم االختالفات التي يمكن مراعاتها اثناء وضع الخطة و تنفيذها ،
كما أن التخطيط االستراتيجي يجعلنا دائما ال نتغافل عن مراجعة الخطة ،و تحديثها الدوري عن طريق املعلومات الوافدة
عن املتغيرات البيئية ،كما يعلمنا دائما ان ال نتتبع تطبيق البرامج املعتادة بطريقة عمياء او ميكانيكية .
24
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني
إن التخطيط االستراتيجي هو جزء من االدارة االستراتيجية ،و احد مراحلها ،و يهدف في النهاية الى معرفة و
مساعدة املنظمات على تقديم اداء افضل ،بفضل توجيه األهداف وفق متغيرات البيئة الخارجية و الداخلية و بالتالي
تكييف قدراتها و امكانياتها و غاياتها و دراساتها ،مما يعطي لها حيوية جديدة في التعامل مع مختلف التغيرات لضمان
الوصول الى إنجاز أهدافها.
على أربعة عناصر أساسية1. ويشير ( )steiner 1977إلى أن التخطيط االستراتيجي يقوم
.1املستقبلية في إتخاذ القرارات :أي ضرورة تحديد بدائل اتباعها مستقبال من خالل استكشاف مختلف التهديدات
وتحديد األهداف املستقبلية وكيفية تحقيقها .
.2العملية :حيث يبدأ بتحديد االهداف ثم السياسات وتطوير الخطط املستقبلية فهو عملية مستمرة وهاته
اإلستمرارية ناتجة عن التغيرات املستمرة في البيئة الخارجية والداخلية ،حيث يتم تغير لخطط وفق التغيرات
الحاصلة في محيط املنظمة.
.3الفلسفة :التخطيط االستراتيجي يعبر عن فسلفة املنظمة وفلسفة املدراء ونظراتهم ملستقبل املنظمة حيث أن هاته
الفلسفة والطموحة تختلف من شخص ألخر نتيجة مختلف اإلجراءات والقواعد التي يعملون على ممارستها داخل
املنظمة .
.4الهيكلية :أي ترابط بين مختلف الخطط سواء كانت على املستوى العام أو البرامج املتوسطة أو الرامج القصيرة ،
حيث الهيكلية هنا تتجه نحو ايجاد العالقة تربط بين مختلف الخطط و هذه الهيكلية تساعد االدارة العليا على تحويل
الخطط الى قرارات محددة التجاه املنظمة بغرض تحقيق أهدافها .
راج هذا املفهوم أكثر في أوساط األكاديميين و متخذي القرارات في املؤسسات ،و أصبحت أكثر تداوال في اوساط
املال و االعمال في بداية الستينات من القرن املاض ي .
و يعد الفرد شاندلر alfred chandlerمن اآلباء املؤسسين في كتابه املشهور بعنوان statègies et striucturres
de l’entrepriseحيث ربط نجاح االستراتيجية بالهياكل التنظيمية و أن الهيكل يتبع االستراتيجية ،شكلت فترة الستينات
و السبعينات و الثمانينات و التسعينات مسرحا أكاديميا لبوزغ.
العديد من املفكرين و املنظرين في هذا املجال على غرار ( ) ansoff 1965و منتزبرغ mintzberg 1979و ( porter
)1980و ( )htax 1990و ()montgomery 1995
1طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص.102-101 ،
25
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني
غير أن تطبيق مفهوم االستراتيجية في ميدان األعمال ظهر حين أكد ( )newman 1951على أهمية االستراتيجية
في التخطيط للمشروع االقتصادي و مساهمة كل من ( )andrews, ansoffفي الستينات بمزج و مقابلة فرص االعمال مع
املوارد التنظيمية وظهر االهتمام بالتحليل البيئي بواسطة مصفوفة ( )s.w.o.tنقاط القوة والضعف الفرص والتهديدات
( millesونماذج العمل بتحليل محفظة األعمال ( )b.c.Gوماكينزي ( )McKinseyوحصل بداية من الثمانيات تحلو جوهري
عن نموذج مدرسة التصميم إلى نموذج ( )M. Porter1980وتناول الوضع الشمولي للمنظمة ،فضال عن تعزيز التفوق
التنافس ي بتطبيق الكفايات الجوهرية ،واملوارد املعرفية ،حيث يرد ( )Macmillan 2000بتوضيح الغرض والقصد الدافع
نحو املستقبل وبالتالي خلق رؤي مستقبلية للمنظمة الجديدة والتغلب على املنافسين وبناء القدرات االستراتيجية.
حسب شاندلر ( ) Chandlerتعرف اإلستراتيجية على أنها تحديد الغايات واالهداف الطويلة املدى اختيار
وسائل العمل ،وتخصيص املوارد الالزمة لبلوغ تلك االهداف.1
بينما يعرفها زيمرمان وتريقو ( " )trego and zimmarman 1980على انها تصور املنظمة ملا تريد أن تكون عليه في
ملستقبل وليس لكيفية وصول املنظمة الى هذا الوضع.3
بينما يعرفها ما يكل يورتر ( )M. Porterعلى أنها بناء وإقامة دفاعات ضد القوى التنافسية أو إيجاد موقع في
الصناعة حيث تكون تلك القوى أضعف ما يكون.4
ويقدم ( )martinetتعريفا لالستراتجية على أنها الكفيلة التي توظف بها املؤسسة مواردها بهدف تغير التوازن
التنافس ي لصالحها فهي تتمثل أساسا في مجاالت النشاط الذي تختاره املؤسسة للنهوض أو الحفاظ أو التطوير أو
اإلستحاف.5
ويقدم ( )mintz barg1997مفهوما شموليا لإلستراتيجية يشمل خمسة تعاريف أساسية يكمل بعضها البعض
( )ps5( )fivepsأيوهي كالتالي.perspective, plan, ploy, pattern, position :
.1االستراتيجية كخطة :)stratégy as a plan( :وينظر إليها كنشاط مقصود للتعامل مع ملواقف املتباينة ،إذ تمتلك
الخطة صفتين حيث تعد قبل األنشطة والثانية تعد لتحقيق أهداف محددة.
.2االستراتيجية كمناورة :)shategyas as a ploy( :أي خطة لجذاع املنافسين ،ومراوغتهم وهي أقرب إلى التكتيك.
.3اإلستراتيجية كنموذج: )stratégy as a pattern( :وينظر إليها على أنها نموذج أو أسلوب في عملية تدفق األنشطة
املختلفة خالل عمليات الحراك والتنفيذ ،وهي نتاج لعملية التعلم التنظيمي وتراكم الخبرات.
1طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .35
2عيس ى حيرش ،مرجع سبق ذكره ،ص .28
3أكرم سالم الجنابي ،مرجع سبق ذكره ،ص.25
4صالح بن حبتور ،مرجع سبق ذكره ،ص.34
5 a.c. martinei : stratègie , ed vviber, paris 1983, p 38.
26
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني
.4االستراتيجية كوضع :(stratégy as a position) :ينظر إليها هنا كوضع قائم من خالل سوق التعامل مع الزبائن
وما تكسبه من مركز عملياتها ومنتجاتها وخدماتها املقدمة.
.5االستراتيجية كمنظور :)Strategy as a perspective( :أي أن االستراتيجية تعبر من خالل منظورها عن أغراض
املنظمة وتصوراتها وتوجهاتها املرتبطة برسالتها وقيمها املحورية ويشترك في نشأتها العاملون على مختلف املستويات .
إن التعريفات السابقة ،تشير إلى أن االستراتيجية توضح طريقة تحقيق املنظمة ألهافها من خالل عمليات مواؤمة
بين مختلف األنشطة التي تمارسها والبيئة التي تعمل فيها لغرض تحقيق ميزة تنافسية أو سبق تنافس ي وايجاد موقع لها
في بيئة الصناعة التي تنشط فيها املنظمة.
لقد أشار ( )porterإلى أن اإلستراتيجية في طبيعتها تبحث عن تحقيق تناغم ومواءمة استراتيجية كشرط جوهري
لتحقيق امليزة التنافسية ،ويشرط أن تكون دائمة ومتفردة يصعب على املنافسين تقليدها.
ويعتبر هذا التوجه لديه اتجاه حديث في تبني مفهوم اإلستراتيجية بمفهومها الشامل وعدم التركيز على الفاعلية
التشغيلية فقط وتحسين كفاءة العمليات وخفض التكاليف ويعتبره خطأ قائل يتمثل في تجاهل الوضع االستراتيجي
للمنظمة .
هذا االتجاه الحديث تم تعزيزه بعوامل النجح الحرجة املتصلة في املوارد املعرفية والفكرية التي تجوز عليها
املنظمة ،إن االستراتيجية في مفاهيمها هي اإلجابة عن األسئلة التالية:
ماذا يمكن أن نفعل. -
ماذا نريد أن نفعل. -
ماذا بإمكاننا أن فعل. -
ماذا يجب علينا أن نفعل. -
ولإلجابة ن هاته التساؤالت يجب معرفة ما يلي:
القطاع االقتصادي الذي تنشط فيه املؤسسة. -
تحليل املنافسين. -
معرفة القيود املختلفة. -
مجموعة الضغط املختلفة. -
فما تقوم به املؤسسة في النهاية هو اجراء حوصلة ملجموعة هذه املتغيرات السابقة ،وهي دالة ملجموعة الفرص
والتهديدات املوجودة في البيئة املختلفة من جهة ومن جهة أخرى هي دالة أو تابع لنقاط القوة والضعف في التنظيم القائمة
وكذا طموحات املسيرين فكل استراتيجية تبنى على تشخيص داخلي وخارجي.
وبالتالي يمكن القول في النهاية بأن االستراتيجية تصف طرق تحقيق املنظمة ألهدافها مع األخذ بعين اإلعتبار
الفرص والتهديدات في البيئة وإمكانيات املنظمة ،حيث أن هناك ثالثة عوامل أساسية يجب مراعاتها في وضع االستراتيجية
وهي:
28
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني
ويشكل التسيير استراتيجي محرك أساس ي في املنظمات الحديثة املبنية على التوجيهات طويلة األمد ،وقيادة
املؤسسة في ظل اقتصاد السوق وضغوطات املنافسة الدولية ،حيث نادى الكثير منظريها بإيجاد مختلف تأثيرات البيئة
وانعكاساتها على أدائها وتحقيق أهدافها .
ويعد ما بكل بورتر ( ،)m.porter19980أحد أضهر كتاب اإلدارة االستراتيجية الحديثة والذي يرى أن إدارة
املنظمات وفق هذا املدخل االستراتيجي يشكل أحد الوسائل الفعالة لتحسين تلك العمليات وتجنب فشل املنظمات من
خالل التقييم املستر للتغيرات البيئية الداخلية والخارجية ،وايجاد املوارد الالزمة ،وتركز الدراسات الحديثة والسابقة
على الدور الكبير واملهم للقيادات اإلستراتجية ذات الخبرة.
فهؤالء القادة هم قارب النجاة ويوصف القائد اإلستراتيجي على أنه قبطان سفينة يقود املؤسسة في ظل
عواصف وأمواج عالية ويشكل قارب نجاة بالنسبة لها.
إن اإلدارة االستراتيجية علم وفن صياغة القرارات اإلستراتيجية وتنفيذها وهي مصدر نجاح أو فشل املنظمة
تعرف اإلدارة االستراتجية حسب فليب كوتلر ( " )f.kotler 1980بأنها عملية تنمية وصياغة العالقة بين املؤسسة
البيئة التي تعمل فيها من خالل تحديد رسالة وأهداف واستراتيجيات النمو والخطط لكل العمليات واألنشطة التي
تمارسها.1
بينما يشير يقورأسون ( ")igoransoff1965على أنها تصور املؤسسة عن العالقة املتوقعة بينها وبين بيئتها بحيث
يوضح هذا التصور نوع العمليات التي يجب القيام بها على املدى البعيد والذي يجب أن تذهب إليه املؤسسة والغايات
التي يجب أن تحققها.2
أما ( )Glueck1980يعرفها على أنها مجموعة القرارات واملمارسات االدارية ذات لصلة بتحديد لتوجه االستراتيجي
بطريقة متميزة3. للمنظمة وتكوين ميزة تنافسية مستدامة تمكنها من تحقيق أهدافها
1فالح حسين الحسيني ،اإلدارة االستراتيجية:مفاهيمها ،مداخلها عملياتها املعاصرة ،دار وائل للنشر ،األردن ،عمان ،2000 ،ص .26
2ثابت عبد الرحمان ادريس ،جمال الدين محمد مرس ي ،االدارة االستراتيجية مفاهيم ونماذج تطبيقية ،الدار الجامعية االسكندرية ،مصر
،2002ص .22
3أكرم سالم الجنابي ،مرجع سبق ذكره ،ص.32
29
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني
ويضيف ( )dess and miller 1993على أنها منظومة من الخطط واألهداف والسياسات املتعلقة بتحقيق التواؤم
بين موارد املنظمة والظرف البيئي املحيط للوصول إلى األهداف الستراتيجية بكفاءة وفاعلية.1
ويرى ( ) johnsone et al 2008أنها عبارة عن رسم توجه املنظم ومجال عملها على االمد البعيد بشكل يسمح لها
بتحقيق املزايا التي تمكنها من مواجهة التهديدات البيئية ،وتلبية احتياجات السوق وتوقعات أصحاب املصالح من خالل
تشكيلة املوارد املتاحة.2
ويرى ( ) thompsonأنها رسم االتجاه املستقبلي للمنظمة وبيان غايتها على املدى البعيد واختيار النمط
االستراتيجي املالئم في ضوء العوامل واملتغيرات البيئية داخليا وخارجيا ثم تنفيذ االستراتيجية وتقويمها.3
فاإلدارة االستراتيجية إذن هي عملية تكييف املنظمة لتصبح أكثر مالءمة مع بيئتها بما يضمن لها االستمرار
والنمو والبقاء في املدى البعيد ،حيث هذا النمو يتسم بالدينامكية ويحمل في طياته تحقيق رسالة املنظمة عن طريق
تخصيص املوارد وتوجيهها بما يخدم أهداف املنظمة.
فاإلدارة اإلستراتيجية تشكل أحد األليات التي تعتمد على فهم طريقة تحقيق املنظمات ألهدافها من خالل ايجاد
نوع من التوافق مع البيئة التي تنشط فيها وتحليل قدراتها من خالل وضع رؤية واضحة وجمع ملعلومات وتحليلها وصياغة
القرارات اإلستراتيجية وتنفيذها وتقيمها.
إن اإلدارة اإلستراتيجية تهدف إلى تعديل اتجاهات املنظمة ويجعلها أكثر مالءمة مع بيئتها وذلك من خالل رصد
ومراقبة دائمة لألحداث الخارجية وما تتطلبه من تغيرات ومعرفة حجم وقوة التغير .
فاملؤسسات تتراجع وتتقادم تحت تأثير املنافسة هذا التحول ،والتقادم يفرض على املؤسسة تأمين بقائها من
خالل تجديد قدراتها وامكانياتها بإستمرار كتجديد األسواق ،تجديد التكنولوجيا وتشكل هذه النشاطات التي تتظافر إلى
تحقيق هذا املسعي بالتسيير االستراتيجي ،فأي تغير في البيئة يتطلب اتخاذ قرارات استراتيجية تترجم إلى افعال تمكن
املؤسسة في النهاية من تحقيق سبق تنافس ي في األسواق ،إن التسيير اإلدارة االستراتيجية االستراتيجي يحمل في طياته الكثير
من املضامين التالية:
وبالتالي فإن اإلدارة االستراتيجية وحسب التحليالت السابقة تتضمن مكونات جوهرية وأساسية ترتبط
بالصياغة واالختيار والتنفيذ والرقابة كما يوضحه الشكل التالي:
تحليل المحيط
معايير االختيار
الهيكل التنظيم
تسير التغير
تخصيص الموارد
Source : johnson G et scholes H : satirique emtion fraincaise dirigèèe par frèry, Emtire pubri-vnion parisi 2000 p
365.
إن اإلدارة االستراتيجية يوصفها عملية صياغة وتنفيذ األعمال والقرارات التي تؤدي الى تحقيق أهداف املؤسسة
تتصف على أنها تتميز بجملة من األسس تجعلها تختلف عن اإلدارة التقليدية أو التسيير العادي أو الجاري ويمكن توضيح
ذلك كما يلي:
31
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني
مرحلة II
بدائل استراتيجية
توسع -انكماش -المحافظة
مرحلة
اتخاذ القرارات تطبيق االستراتيجية
III
تقييم االستراتيجية
املصدر :عبد العزيز بن حيتور ،اإلدارة االستراتيجية :إدارة جديدة في عالم متغير ،دار املسيرة للنشر والتوزيع ،األردن،
عمان ،ط ،2004 ،1ص .65
33
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني
ويرى الباحثان ( )pearce and robinson 1997أن أهمية اإلدارة االستراتيجية تتجه إلى ما يلي:1
تقييم البيئة الخارجية للمنظمة بما تتضمنه من متغيرات في البيئة العامة والبيئة التنافسية . -
توضيح صورة املنظمة والتي تظهر قدراتها ومواردها الداخلية صياغة مهمة ورسالة املنظمة والتي تعكس فلسفتها -
وأهدافها.
اختبار مجموعة من األهداف طويلة األجل. -
تحليل البدائل االستراتجية من خالل إحداث التوافق بين موارد املنظمة والظروف السائدة في البيئة الخارجية. -
تحديد اكثر البدائل من حيث الجاذبية في ضوء رسالة املنظمة ومواردها وظروفها البيئية. -
تنفيذ الخيرات االستراتيجية من خالل تخصيص املوارد مع مراعاة األبعاد التالية (األفراد الهياكل ،التنكولوجيا، -
أنظمة التحفيز).
تقسيم مدى نجاح االستراتيجيات واالستفادة من املعلومات املتولدة في زيادة فعالية القرارات اإلستراتيجية -
املستقبلية.
إلى األهمية التالية2: كما أن املدخل اإلستراتيجي في إدارة املنظمات يتجه -
تحسين قدرة املؤسسة على التعامل مع املشكالت . -
تبني قرارات جماعية يولد الكثير من البدائل اإلستراتيجية. -
مشاركة العاملين. -
توضيح االدوار. -
الحد من مقاومة التغير. -
وضوح الرؤية املستقبلية. -
تحقيق التفاعل البيئي في املدى الطويل . -
تدعيم املركز التنافس ي للمؤسسة. -
التخصيص الفعال للموارد واإلمكانيات. -
مصاحب املقولة املعروفة" فكل في السوق أوال ثم في التنظيم ثانيا :وأول من مهد الطريق لبزوغ الكثير من الرائدين
في هذا املجال على غرار يقور IGOR ANSOFFومايكل يورتز .M.PORTER
وتوم بيترز TOM PETERSوهنري متزيرغ H.MNTZBERGفكل هؤالء وضعوا نموذجا أو مقاربة فكرية.
ولخص هنري منتزبرغ .1998 H. MINTIZBERGما يقارب عشرة مدارس فكرية ثالثة منها توجيهية
( )PRESCRITIVEتهتم بالتوجيه أكثر من العمليات التنفيذية وهي مدارس التصميم والتخطيط واملترز ،وسبعة منها
وصفية ( )DESCIRPTIVEتختلف استنادا على مقدماتها وإلى طبيعة عملياتها وهي مدارس الريادة واإلدراك والتعلم والقوة
والسلطة والثقافة والبيئة والتشكيل ويمكن توضيحها كما يلي:1
.1مدرسة التصميم :تفترض مدرسة التصميم أن صياغة اإلستراتيجية تتم بعملي مفاهيمية مدروسة لتحقيق املواءمة
مع البيئة اعتمادا على مطابقة عناصر الضعف والقوة الفرص والتهديدات ( )S.WO.Tحيث يكون للمدراء دورا قياديا
في التصميم وامكانات املنظمة.
.2مدرسة التخطيط :ينظر أصحاب هاته املدرسة إلى أن عملية صياغة اإلستراتيجية عبارة عن عملية تخطيط رسمي
تراعي فيها خطوات مدروسة السيما ضع األهداف املوازنات البرامج وتفاصيل ألنشطة التشغيلية ومطابقة عناصر
الضعف والقوة الفرص والتهديدات ( )S.W.O.Tوفق منهج التقويم الخارجي والداخلي حيث تكون مقننة مع قليل من
الحرس مما يخفض مستوى املبادرة والتفكير االستراتيجي.
.3مدرسة التمركزأو التموضع :أنصار هاته املدرسة يرون بأن صياغة االستراتيجية هي عملية تحليلية تهدف إلى اتخاذ
وضع استراتيجية من خالل تحليل معطيات بيئة الصناعة القطاعية وتميل أكثر إلى اسهامات .PORTERI
.4مدرسة الريادة :تؤكد هاته املدرسة على أهمية الرؤية ملستقبلية في صياغة االستراتيجية ،بمعنى انها مدركة في ذهن
القائد اعتمادا على خبراته املرتكمة وحكمته وبعد نظره وحدسه ،وتكون مدروسة على املدى البعيد ،لكنها منبثقة
بالتفاصيل كما أن لها صلة باألعمال واملشاريع الريادية من قبل املؤسسين أو املالكين.
.5املدرسة اإلدراكية :أنصار هاته املدرسة يشددون على الجانب املعرفي واإلداركي الذي يحصل في عقل االستراتيجي أو
القادة اإلستراتجيون وكيفية التعلم (تعاملهم) مع املعلومات وفهمهم لكل املتغيرات وفق إدراك ذهني ووعي وذكاء
متقدم حيث يمكنهم وضع صيغ إستراتيجية جديدة تختلف عن الصيغ القديمة يفعل قدرات اإلداركية للمستقبل.
.6مدرسة التعلم :انصار هاته املدرسة يرون أن صياغة اإلستراتيجية عملية تعلم من خالل املراحل ومجريات التنفيذ
ومستجدات البيئة والتغيرات املوجودة في الواقع وهي استراتجية ليست مدروسة وقصدية بل تكون تعلمية تمزج بين
لتفاعل الناتج عن التفكير والنشاط العلمي وتبادل الخبرات واملعارف بين العاملين مما يعزز قدرات ومهرات املنظمة
الناتجة عن لخبرة والقدرة على اإليداع والتكيف البيئي.
.7مدرسة السلطة القوة :وتمثل املدرسة العملياتية ويرجع الفضل في تأسيسها إلى WHITTINGION 1993حيث ترى
أن صياغة االستراتيجية تحصل نتيجة عملية تفاوض بين أصحاب السلطة أو القوة داخل املنظمة كما ترى بأن
السلطة مهمة في تحديد التفاعل بين املنظمة والبيئة الخارجية أي مع الفاعلين داخل الصناعة وتنتهي باملساومات
واإلقناع في تشكيل التحالفات واملشاريع املشتركة وهاته املدرسة ترى بأن السلطة أو القوة لها دورا في تحديد وصياغة
االستراتيجيات.
.8املدرسة الثقافية :روادها هاته املدرسة يشددون على أن صياغة االستراتيجية تكون بشكل جماعي أو عملية جماعية
( )COLLECTIVEويرون أن ثقافة املؤسسة هي عملية تفاعل اجتماعي تعبر عن فهم مشترك بين جميع العاملين من
خالل القيم واالفكار التي يؤمنون بها مما يدفع لصياغة استراتيجية ناجحة.
.9املدرسة البيئية :أنصار هاته املدرسة يؤكدون على أن صياغة االستراتيجية داخل املنظمة ما هو إال رد فعل على
القوى البيئية ويردون أن البيئة الخارجية تشكل عامال حاسما لصياغة االستراتيجية.
.10املدرسة التشكيلة :هاته املدرسة ترى بأن صياغة االستراتيجية هي عملية تحول ( )TRONSFORMATIONمن حالة
إلى اخرى.
1عيس ى حيرش ،اإلدارة االستراتيجية الحديثة ،دار الهدى ،الجزائر ،لسنة ،2012ص.35
36
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني
املحدد ودور مختلف املجاالت في بناء امليزات التنافسية ،وكيف تستجيب كل وحدة من وحادات االعمال للظروف
التنافسية والصناعية واملتغيرات.1
إن هاته االستراتيجية تفرض على املنظمة ايجاد أليات لتطوير تلك الواحدات سواء من حيث املنتجات أو
الخدمات والتنسيق مع اإلدارة العليا لغرض تأكيد وتحقيق االهداف العامة للمنظمة ،فهي تتوجه أساسا إلى البحث
عن توقع للمؤسسة في السوق من خالل تلك الواحدات التي تساهم بشكل كبير في كيفية خلق ميزات تنافسية من
خالل التركيز على املوارد الداخلية كرافعة لها للحفاظ على امليزة التنافسية.
.3االستراتيجية على املستوى الوظيفي :توجه هاته االساتراتيجيات إلى املستويات الوظيفية فلكل وظيفة استراتيجية
خاصة بها ،كالغستراتيجية التسويق ،استراتيجية االنتاج ،االستراتيجية املالية ،حيث تهدف الى تعظيم مرودية هاته
الوظائف وإعداد مختلف السياسات الخاصة بها ،فاالستراتيجية على املستوى الوظيفي ال تهتم بالعمليات اليومية
التي تحدث داخل املنظمة ولكن تضع إطارا عاما لتوجيه هذه العمليات .2
وعموما فإن هذه املستويات تبقى مترابطة وعلى املدراء ايجاد أليات لتنسيق بين هاته املستويات لزيادة القدرة
التنافسية للمنظمة ،والشكل التالي يوضح تلك املستويات.
الشكل رقم ( :)05هيراركية االستراتيجيات في املنظمة.
االستراتيجيات الوظيفية
معرفة املنافسين
تعظيم اإلنتاجية -الوظائف -ملوارد
Source : wheelenand j, david hunger Stategie manaoement and business policy/ Toward GLO
bale sostaimabicity 2012, p68.
1طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .215
2أحمد القطامين ،التخطيط االستراتيجي واالدارة االستراتيجية ،دار مجدالوي للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2002 ،ص .36
37
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني
فهو إذن يتعلق باملستقبل املجهول الذي يميز بما سيحدث مستقبال ،فالقرار هو حسم األمر لبعض وجهات
النظر والقرارات املتعارضة ،حيث يجب على متخذ القرار أن يكون ذو وعي وإطالع دائم على ما يجري في محيطه.
إن عدم الرغبة في إيجاد بديل محدد تفاديا لاللتزام ،قد يؤدي بالضرر لصالح متخذ القرار ويطلق العالم برنارد
Bernardعلى هذه القرارات بالقرارات السلبية ويعتقد أنها من صفات املدير الكفء الذي يدرك املواقف التي تدفع به إلى
عدم إتخاذ القرار.
كما يعرف على أنه عملية تقوم على اإلختيار املدرك للغايات والتي ال تكون في الغالب إستجابة أوتوماتيكية أو ردود
أفعال مباشرة.2
إن التعاريف السابقة تتفق على أن عملية إتخاذ القرار هي مجهودات إدارية تهدف من وراءه املؤسسة إلى إختيار
بديل من بين البدائل املطروحة .حيث املفاضلة بينها سنكون على أساس اإلمكانيات املتوافرة والوقت واملردودية املتحققة
من وراء ذلك.
كما يعرف على أنه عملية إختيار بديل واحد من بديلين محتملين أو أكثر لتحقيق هدف أو مجموعة من األهداف
خالل فترة زمنية معينة ،وفي ضوء معطيات لكل من البيئة الداخلية والخارجية واملوارد املتاحة للمؤسسة.3
خليل محمد الغراوي ،اتخاذ القراراإلداري ،دار كنوز املعرفة ،األردن ،2006 ،ص .21 1
نواف كنعان ،اتخاذ القرارات اإلدارية بين النظرية والتطبيق ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2009 ،ص .83 2
عبد الغفار حنفي ،عبد السالم أبو القحف ،التنظيم وإدارة األعمال ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،1993 ،ص .138 3
38
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني
فاتخاذ القرار هو حسم لوجهات النظر املختلفة والقائمة على تحليل جيد لبيئة املؤسسة الداخلية والخارجية
والذي يهدف إلى إيجاد نوع من املوازنة بين املوارد املتاحة والقيود الداخلية والخارجية.
إن مجهودات علماء اإلدارة خاصة H. Simonوأفكاره ومبادئه حول العقالنية املحدودة والغير محدودة (نظرية
الرشد والواقعية) والتي ترجمت في كتابه (مدخل إتخاذ القرار) والتي يجزم فيها بمحدودية الفكر اإلنساني في إتخاذ القرارات
دقيقة نتيجة لدقة ولغياب وتحليل جيد للمعلومات املتوفرة أعطى دفعا كبيرا لفهم إتخاذ القرارات إلى املؤسسة ذات
األبعاد اإلقتصادية والسلوكية واإلنسانية واإلجتماعية نتيجة إلصطدام كافة القرارات بالواقع امليداني أو نمط القيادة
وثقافة وكفاءة املدراء في تلك املؤسسات وهي كلها متعلقة بظروف إتخاذ تلك القرارات.
املطلب الثاني :ظروف إتخاذ القرارات.
ويقصد بها الظروف والسياق العام التي تتم فيه القرارات حيث تشير العديد من الدراسات أن ظروف إتخاذ
القرارات تشمل ما يلي:
.1حالة التأكد التام :في هاته الحالة فإن متخذ القرار أمامه كافة املعلومات الالزمة وكل املوارد الالزمة إلتخاذ القرارات،
ويفترض أن متخذ القرار في هاته الحالة يحدد كل البدائل املمكنة على ضوء املعلومات املتوفرة ففي ظل هذه الحالة
ال يواجه متخذ القرار أي صعوبة في تقييم البدائل املتاحة ألجل إختبار أفضلها.1
.2حالة املخاطرة :وهنا يكون ملتخذ القرار معلومات قليلة ،وحيث كلما زادت جودة املعلومات كلما كانت الحالة أقرب
إلى حالة التأكد التام وتبرز حالة املخاطرة بصعوبة تحديد الخيارات األفضل حيث تنسب الكثير منها إلى التقدير الذاتي
والخبرة املتراكمة لديه ويقوده ذلك إلى تقدير أعلى قيمة متوقعة يمكن الحصول عليها في ظل إحتمالية حدوث كل حالة
من الحاالت الطبيعية.2
.3حالة عدم التأكد :متخذ القرار في هذه الحالة ال يمكن أن يقدر إحتمال كل بديل لعدم توفر معلومات سابقة مثل
إنتاج منتج جديد وعدم توفر معلومات تاريخية ،وفي هاته الحالة يفتح املجال أمامه إلعتماد عدة معايير منها معيار
أقص ى أقص ى –أو معيار التفاؤل -ومعيار أقص ى أدنى ومعيار التشاؤم أو معيار الندم ،واملعيار العقالني ومعيار
الواقعية.
املطلب الثالث :مراحل سيرورة إتخاذ القرارات في املؤسسة.
تتفق معظم الدراسات أن هناك 06مراحل إلتخاذ القرار في املؤسسة كما يلي:
.1إستكشاف املشكلة :تعرف املشكلة على أنها إنحراف عن الهدف املحدد سلفا ،وتعبر عن حالة عدم التوازن بين ما هو
كائن وبين ما يجب أن يكون ويتطلب وقت التعرف عليها ،ومعرفة آثارها وإكتشاف أعراضها.
.2تشخيص املشكلة :أي تحديد العناصر املشكلة منها ومعرفة حجم تلك العناصر وطبيعة تأثيرها ودرجة تعقدها حيث
يجب توفر معلومات عن البدائل واإلستعانة باملستشارين واملختصين والذين يساعدون على التشخيص الدقيق لها.
مؤيد الفضل ،األساليب الكمية في اإلدارة ،دار اليازوري للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2004 ،ص .35 1
حمدي طه ،مقدمة في بحوث العمليات ،ترجمة أحمد حسين علي حسين ،دار املريخ ،اململكة العربية السعودية ،1996 ،ص .535 2
39
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني
.3إيجاد البدائل لحل املشكلة :وتعتبر من أصعب املراحل نظرا لتفرع البدائل والحلول حيث عملية خلق البدائل ،تعتبر
مرحلة شاقة نظرا للظروف التي يمر بها متخذ القرار فقد تكون عقبات مادية أو تكنولوجية أو عقبات إقتصادية
لتشكل في النهاية قيودا لتلك الحلول وبالتالي تضع متخذ القرار أمام عدة مزايا وعيوب لتلك البدائل املقترحة.
.4تقييم البدائل :وهي مرحلة املفاضلة بين البدائل املقترحة والتي تقتض ي فيما بعد املقارنة بين املزايا والعيوب لكل بديل
من حيث الوقت والتكلفة والتنفيذ ،وتلعب التغذية العكسية دورا أساسيا في إعادة تقييم صالحية تلك البدائل.
ومن بين املعايير املستخدمة في تقييم البدائل ما يلي:
إمكانية تنفيذ البديل مثل توفر املوارد. -
تكاليف تنفيذ البدائل مثل الخسائر واملكاسب. -
آثار تنفيذ البديل. -
العوامل امللموسة والغير ملموسة كإرتفاع تكاليف التدريب التي تخص تنفيذ أحد البدائل. -
.5إختيارالحل املناسب :أي إختيار البديل املتفق عليه لحل املشكلة بعد الحصول على املعلومات الكافية.
.6التقييم ومر اقبة القرار :حيث يتم ذلك داخل املنظمة وبالتالي إيجاد نوع من التناغم والتناسق بين اإلمكانيات
الداخلية والقيود الخارجية وإكتشاف الصعوبات وإعادة تقييم البدائل.
ويوضح الشكل التالي سيرورة إتخاذ القرار.
الشكل رقم ( :)06سيرورة إتخاذ القرارفي املؤسسة.
إكتشاف المشكلة
تشخيص المشكلة
تقييم البدائل
املصدر :نواف كنعان ،إتخاذ القرارات اإلدارية بين الو اقع والتطبيق ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2007 ،ص .111
40
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني
نظرية هيربرت سيمون H. SIMONوالعقالنية املحدودة :جاءت هاته النظرية ردا على توجهات املدرسة الكالسيكية -
التي تقر بأهمية الهياكل والتصميم كأحد املنافذ األساسية لجودة القرارات املتخذة ،تتلخص هاته النظرية في أن
متخذ القرار ال يمكنه بلوغ العقالنية الكاملة لعدة أسباب.
وأقر هنا H. SIMONبمبدأ العقالنية املحدودة ولخص األسباب التي تجعل متخذ القرار أن يكون قراره محدود
في بعض األحيان وسماها بالقرارات املرضية وأرجع ذلك ملا يلي:
شخصية املدير :الخوف من الفشل – ثقافة املدير – اإلطالع الواسع – الخبرة – املعرفة. -
الظروف املحيطة باملقرر :ظروف إقتصادية – ضغوطات سياسية. -
الظروف املتعلقة باملعلومات :عدم توفر معلومات بالكمية املطلوبة والدقة املطلوبة. -
كل هاته األفكار تؤكد هاته النظرية أنه ال يمكن التوصل إلى قرار صحيح مائة باملئة ولكنها تبقى قرارات مرضية
ومقبولة
محسن ظاهر الغالبي ،وائل محمد إدريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .141 1
41
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني
كانت مادية أو بشرية لنجاحها ،وهي ذات أهمية لها تأثير على حاضر وتوسع نمو املؤسسة في السوق مستقبال وتقدير حجم
التحديات املفروضة.
املطلب الثاني :خصائص القراراإلستراتيجي.
تنفرد القرارات اإلستراتيجية املؤسسة عملية من الخصائص تختلف عن القرارات العادية في الحياة اليومية
للمؤسسة فهي تتخذ في املستويات العليا من التنظيم (اإلدارة العليا) حيث الخبرة واملعرفة والتجربة ،كما تمتاز بفترة زمنية
وأفق بعيد املدى ،فالتغيرات البيئية أفقدت املقاربة أو التنظيم املغلق جدواه ،حيث التنبؤ واستشراف املستقبل ومعرفة
التهديدات والفرص وتطور األسواق والزبائن كلها أحداث خارجية ينبغي إدماجها في صنع القرارات اإلستراتيجية التي تتعلق
بالنتائج املرغوب بتحقيقها مستقبال وبالتالي هاته القرارات في الكثير من األحيان هي إستجابة لتأثيرات البيئة الخارجية من
جهة ومن جهة أخرى فإن القرارات اإلستراتيجية تبقى رهينة البيئة واملوارد الداخلية كعوامل (روافع) أساسية في نجاحها.
فاملنظمات الحديثة يرتبط نجاحها اإلستراتيجي باملقدرات والقدرات الجوهرية اإلستراتيجية كاملعارف والكفاءات
وبالتالي فإن القرار اإلستراتيجي يبنى في النهاية على حجم املوارد املخصصة له.
لقد أشار كل من )1993( Johnson And Scholesعلى أن القرار اإلستراتيجي ينبغي أن يتميز بالخصائص التالية:1
-إن القرار اإلستراتيجي يتعلق أو يرتبط بمجال نشاط املنظمة حيث أنه يحدد ما إذا كانت املنظمة سنركز على
نشاط أو قطاع معين أو أنها ستمارس عدة نشاطات وتكمن أهمية هذه الخاصية تحدد املسؤولين عن إدارة تصور
حدود املنظمة .
القرارات اإلستراتيجية تعمل على مطابقة نشاط املنظمة وظروف البيئة التي تعمل فيها. -
القرارات اإلستراتيجية تعمل على إحداث املجانسة بين نشاط املنظمة مع مواردها وأن القرارات اإلستراتيجية ال -
تهتم بمواجهة تهديدات البيئة أو اإلستفادة من فرصها فقط ولكنها تعمل على مقابلة موارد املنظمة مع هذه
الفرص والتهديدات.
تمثل املوارد بعدا جوهريا في القرارات اإلستراتيجية للمنظمة فاملنظمة التي تأخذ قرارا إستراتيجيا بتوسيع -
نشاطاتها عليها أن توفر املوارد الالزمة لتنفيذ هذا القرار سواء كانت موارد مالية أو مادية أو مهارات أو خبرات
فنية.
تؤثر القرارات اإلستراتيجية على القرارات العملية من حيث الحاجة إلى إصدار مجموعة قرارات تشغيلية. -
إن القرارات اإلستراتيجية ال تتأثر فقط بالقوى البيئية وبتوفر املوارد ،ولكنها تتأثر أيضا بقيم وتوقعات أولئك -
الذين يمتلكون القوة داخل املنظمة وخارجها ،فالكثير من القرارات هي إنعكاس ملواقف ومعتقدات هؤالء داخل
املنظمة.
تمتلك القرارات اإلستراتيجية خاصية التأثير بعيد املدى على املنظمات. -
ويمكن توضيح الفروقات القائمة بالقرار اإلستراتيجي والقرار املستقبلي كما يلي:
طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد إدريس ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .159 ،158 1
42
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني
طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد إدريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .161 1
43
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني
ويدعم هذا التحالف كل من " )1988( HAVAN And MAJLUFIبأن املنظمات تعتبر كيانات سياسية تتأثر بجماعات
املصالح الداخلية وإنجاز صيانة عملية صناعة القرار اإلستراتيجي ،كما أن صناعته تنبثق من خالل إجراءات املساومة
والتفاوض وتبادل املصالح السياسية.1
.3املدخل التدريجي (العملي) :يمثل هذا املدخل مقاربة تجمع بين املدخل الشمولي من جهة واملدخل السياس ي /السلوكي
من جهة أخرى ويحاول أن يكون أكثر واقعية حيث يذهب كل من )1989( Wooldrige & Floydإلى وجود 03إفتراضات
أساسية:
في القرارات اإلستراتيجية يمتلك صناع القرار معلومات محدودة. -
املنظمة ال تمثل كيانا إقتصاديا فقط بل كيان سياس ي وإجتماعي. -
القرارات اإلستراتيجية مبادرات مستقلة عن املستويات التشغيلية. -
فرغم وصفات املدخل السلوكي واملدخل الشمولي على حدى ،تبقى عملية صنع القرار اإلستراتيجي تخضع إلى
التجربة وزيادة املعارف حيث الكثير من الشركات تخضع فيها عملية صنع القرار اإلستراتيجي إلى الدمج والتحليل ومعرفة
املهارات السلوكية الجيدة لنجاحه وهو ما أثبتته )1992( Guinnإلى أن املدخل التدريجي يمثل طريقة طردية إدارية هادفة
وفعالة ونشطة لتطوير ودمج الطريقتين التحليلية والسلوكية /السياسية عن طريق التعلم املستمر من امليدان.
.4املدخل الحدس ي /العاطفي :أنصار هذا املدخل يشددون على الخبرة واملوهبة واالحساس كروافع لصناعة القرار
اإلستراتيجي ويمجدون فكرة العصف الذهني ،ويبررون ذلك بالحصول على قرارات إستراتيجية ذات نتائج جيدة
بإستخدام إجتهاداتهم الخاصة أفضل من الطرق العلمية واملنهجية املتخذة ويعاب على هذا املدخل بعدم إستخداماته
الفعالة في صناعة القرار اإلستراتيجي.
.5مدخل أصحاب الرؤى :أنصار هذا املدخل يرون أن النموذج القيادي خاصة القيادة التحويلية الداعمة لكل جديد
وإبتكار في املنظمة هم أكثر األشخاص الذين يتمتعون بنظرة ورؤية لتطور املنظمة في املستقبل.
حيث يرى الغالبي وإدريس (" )2010أن سلوكيات القيادة اإلبداعية ومنهجها في توليد األفكار الجديدة وتصور
مستقبلي للمنظمة يعطيها دفقا للتطور والتقدم.2
.6مدخل الحشد العشوائي :وفق هذا املدخل فإن صناعة القرارات اإلستراتيجية يأتي نتيجة تفاعل عشوائي بين جميع
املستويات اإلدارية نتيجة ضغوطات تعيشها املنظمة حيث الحلول وصناعة القرار يشارك فيها الجميع بدون قيود
واملبادرة تأتي من أطراف قد ال تكون من اإلدارة العليا (املديرون) ويبرر )1993( DAFTذلك بالقول بأن " املنظمات
الغير متطورة التي تدار بشكل جيد وفعال يفقد املديرون املبادرة ليتم تطوير القرار في ظل ضغوط غير منظمة ومرتبة
من أطراف تتدافع بعشوائية".3
ويعتبر هذا املدخل مناسبا في ظل األزمات الفجائية ويبرز مشكالت غير متوقعة تستلزم حلوال آنية أمام فرص
وخيارات محدودة سيكون ناتج القرار فيها مدخال مقبوال لتجاوز الحاالت الطارئة.
.7مدخل اإلختيار الطبيعي :يميل هذا املدخل إلى اإلستراتيجيات السلبية التي تطبع املنظمة وعدم االكتراث لقوة
املتغيرات البيئية وسرعتها حيث تبقى اإلدارة العليا ضعيفة التدخل وتطوير البدائل وهو ما يدعمه كل من الغالبي
وإدريس ( ،2007ص )164فإن أهم إشكالية في هذا املدخل تتمثل في سلبية اإلدارة وعدم أخذها كمحرك أساس ي
لعمل املنظمة والركون فقط إلى معطيات البيئة.
.8املدخل التكاملي :يمثل هذا املدخل مرجعية أساسية تجمع بين أكثر من مدخل من املداخل السابقة في صناعة القرار
اإلستراتيجي بل ويمكن ألي منظمة استخدام إثنين أو أربعة مداخل دفعة واحدة حيث يؤكد )1993( Johnsonبأن
اعتماد هذا املدخل يمثل حالة دائمة الحضور بوصف اإلجراءات التي تتبناها اإلدارة هي خليط من مداخل عديدة.
وتشير الكثير من الدراسات املستوحاة من واقع الشركات أن قراراتها اإلستراتيجية استندت إلى مجموعة مداخل مهمة
نظرا للمزايا التي تضم فلسفتها ،وهي:
-املدخل الشمولي :بوصفه منهجا علميا متكامال يرتبط بعمليات ومراحل التخطيط اإلستراتيجي.
املدخل التدريجي :لكونه يستند إلى الواقعية بين التحليل املوضوعي والعالقات والسلوكات التي تضبط العالقات -
واملصالح لدى املؤسسة.
مدخل الحشد العشوائي :حيث األفكار واإلقتراحات قد تنبع من املستويات الوسطى أو الدنيا وليس اإلدارة -
العليا فقط.
مدخل اإلختيارالطبيعي :حيث يكون لإلدارة دور محدودا نتيجة لضغوط البيئة املتزايدة واملعقدة وبالتالي تقليص -
هامش اإلقتراح لديها.
45
تطوراإلدارة االستراتيجية الفصل الثاني
خالصة الفصل:
اإلدارة اإلستراتيجية نقلت جدلية في مجال التسيير ،رافقت موجة التحوالت في محيط املؤسسة ،وأدت بها إلى
البحث عن إيجاد توافق بين بيئتها الداخلية والخارجية والقدرات التنظيمية التي تحوز عليها ،حيث أفرزت العديد من
املدارس الفكرية وتحاول كل واحدة إعطاء منهجا خاصا بها ،وتتفق كل الدراسات واملدارس على أن تسيير املؤسسات
بطريقة إستراتيجية سيجنبها الفشل في املستقبل من خالل وضع إطار شمولي يتم فيه وضع اإلستراتيجيات والعمل على
تنفيذها وتقويمها ،لتمكن املؤسسة في النهاية من تحقيق سبق تنافس ي في ظل البيئة التي تنشط فيها حيث تمتاز هذه األخيرة
46
الفصل الثالث:
الرؤية االستراتيجية ومجال نشاط
املؤسسة
الرؤية االستراتيجية ومجال نشاط املؤسسة الفصل الثالث
تمهيد:
إن املؤسسة ماهي إال املجموع الكلي ملختلف النشاطات التي تؤديها واملنتجات والخدمات التي تقدمها والقطاعات
السوقية التي تقوم بخدمتهم ،من خالل قدراتها وهياكلها وخططها ،فالقرارات االستراتيجية واألهداف التي تضعها
والطموحات التي تريد الوصول إليها من خالل املنافع التي تقدمها كلها تشكل عوامل النجاح أساسية لتحقق بفعل ترجمة
شكل األهداف املوضوعية في رسالتها لتصبح تشكل التزاما يعبر عن هوية املؤسسة لتكون مرئية للزبائن حيث تحمل في
48
الرؤية االستراتيجية ومجال نشاط املؤسسة الفصل الثالث
1عبد اللطيف محمود أحمد جودة ،دور الثقافة التنظيمية في التنبؤ بقوة الهوية-دراسة حالة الجامعات األردنية ،مجلة جامعة دمشق
للعلوم االقتصادية والقانونية ،العدد ،2سنة ،2010ص .128
2نفس املرجع ،ص .130
49
الرؤية االستراتيجية ومجال نشاط املؤسسة الفصل الثالث
من الناحية االستراتيجية أو املنظور االستراتيجي يجب املحافظة عليها ألنها تشكل وسيلة دعم لتحقيق املركز
التنافس ي للمؤسسة وذات قوة داخلية تتمثل بالتزام العاملين بتشكيل شكل الهوية من خالل تماسكهم في العمل وااليمان
بنفس املبادئ والرؤى وتكريس جهودهم ولها تأثير على مستقبل املؤسسة.
إن املنظور االستراتيجي للهوية املؤسساتية يعطي لها بعد األداء القوى و الجيد ،مما يزيد في شعور االفراد باالنتماء
وبالتالي زيادة الوالء و الدفاع عن تلك الهوية من طرف أعضاء املؤسسة و عمالها و ترتبط الهوية برسالة املنظمة حيث يرى
Nortomأن تحديد االتجاه االستراتيجي في أي منظمة و في إطار هذه الرسالة يتم تحديد الئحة القيم األساسية التي تعمل
عليها .1
إن هوية املؤسسة توضح ما يقدمه من منتجات و خدمات و سلوكات و معتقدات موظفيها و هي تعبير عن سلوكات
جماعية قوية داخل املؤسسة مقارنة مع باقي املؤسسات األخرى .و يلعب القادة االستراتيجيون دورا بارزا في تشكيل هوية
املؤسسة عن طريق خلق الوالء و االنتماء و تحقيق األهداف الفردية و مشاركة العاملين في تثبيت تلك الهوية.
املطلب الثاني :املنظوراالستراتيجي للهوية املؤسساتية.
تعد هوية املؤسسة أداة لتطوير املؤسسة في السوق من خالل إبراز نشاطاتها املختلفة ،وخلق هذا التصور في -
أذهان الزبائن.
تساعد هوية املؤسسة على وصف نشاطات املؤسسة. -
هوية املؤسسة تساعد على بناء صورة إدراكية لدى الزبائن واملنتجات والخدمات التي تقدمها تختلف عن األخرين. -
هوية املؤسسة من الناحية االستراتيجية تهدف إلى البقاء من خالل التفاعل اإليجابي بين العمالء واملؤسسة. -
لكل هوية شعار ينجز في امليدان بخلق خدمات مميزة للعالمة التجارية في السوق مما يزيد في رقم أعمالها. -
الهوية القوية للمؤسسة يمنحها وقت أطول. -
الهوية املؤسساتية هي التي تميز املؤسسة في السوق وتعكس مختلف القرارات االستراتيجية. -
املطلب الثالث :نشاطات املؤسسة.
تؤدي املؤسسات عدة نشاطات مختلفة ،فوجود أي مؤسسة مرتبط بحاجة املجتمع إليها أو حاجاته ملنتوج أو -
خدمة معينة ،بحيث تعمل املؤسسات جاهدة من خالل تعبئة املوارد املالية واملادية والبشرية لتلبية تلك
الحاجات.
ترتبط نشاطات املؤسسة بالقرارات االستراتيجية التي تقوم باتخاذ وتنفيذها في امليدان. -
نشاطات املؤسسات متنوعة ،انتاج خدمات ،تقديم منتجات ،خدمات ملموسة وغير ملموسة وخدمات متنوعة -
مقسمة حسب فئات املجتمع ومحددة بطلبياته ،فضال عن أفاق توسع تلك النشاطات والنمو وتجاوز املحلية إلى
الدولية.
إن نشاطات املؤسسات من الناحية أو املنظور االستراتيجي تحدده املكانة التنافسية لها من خالل ميزة تلك -
النشاطات عن النشاطات التي تقدمها املؤسسات األخرى فهي تهدف إلى الوضع التنافس ي الذي يحقق لها أرباح
واستمرارية في املدى الطويل.
1محمد فوزي العتوم ،رسالة املنظمة وأثرها في تحقيق امليزة التنافسية ،رسالة ماجستير تخصص إدارة اعمال ،جامعة دمشق ،عمان،
األردن ،2003 ،ص .15
50
الرؤية االستراتيجية ومجال نشاط املؤسسة الفصل الثالث
قد تميز املؤسسة بنشاط واحد تقوم من خالله بتلبية قطاع سوقي معين ،كما أنها تتميز بمجموعة نشاطات تقوم -
من خالله بتلبية أكثر من قطاع ويعتمد ذلك على املوارد التي تحوز عليها فضال عن السيولة املالية واملهارات و
شبكات التوزيع التي تؤمن وصول منتجاتها إلى القطاعات املستهدفة.
إن مزاولة املؤسسة نشاطاتها ،أي ترجمة القرارات االستراتيجية إلى أفعال يتطلب وضع سياسات وبرامج إجرائية -
وإدارة مزيج األنشطة املختلفة ،والتنسيق بين كل وظائف املؤسسة فضال عن تخصيص املوارد الالزمة وإلنجاز
تلك النشاطات واملراقبة والتحليل الجيد لبيئة املؤسسة الداخلية والحراجية لتستطيع في النهاية انجاز أنشطتها
االستراتيجية بناء على تحديد املدخالت الالزمة ،التغذية العكسية املستمرة لقبول منتجاتها ،وخدماتها في
األسواق ،ودراسة أبحاث السوق وهي كالها تشكل عوامل أساسية وحاسمة تسمح بكسب رضا الزبائن في السوق
والتي يعطي لها طابع الديمومة واالستمرارية على املدى الطويل وتعرف كل هاته األنشطة املتكاملة باألنشطة
االستراتيجية ملا تقوم به املنظمة أو املؤسسة في امليدان.
لقد اقترح Abellإطارا خاصا يحدد فيه مجال نشاط املؤسسة وفق ثالثة أبعاد من املطلوب إرضاءه "ماهي -
مجموعة العمالء ،وماهي مجموعة الحاجات والرغبات املطلوب إشباعها ،حاجات ورغبات العميل ،وكيف يتم
الوفاء بحاجات ورغبات العمالء ،ماهي املوارد املميزة" ،ويحاول Abellتشريح نشاطات املؤسسة بأنها ليست من
فراغ بل أن ممارسة تلك النشاطات في ظل غياب وتحديد تلك األبعاد خطأ استراتيجي قد يرهن مستقبل املؤسسة
من خالل ضعف نشاطاتها وتدهور سمعة املؤسسة في امليدان فضال عن حشد املوارد املميزة لضمان مركز
تنافس ي وبالتالي مزاولة نشاطاتها واستمراريتها بطريقة منفتحة نحو التغيرات االستراتيجية التي تطرح على محيطها
ويوضح الشكل تلك األبعاد.
الشكل رقم ( :)07إطار Abellلتحديد مجال األعمال.
حاجات
ورغبات
العمالء
املصدر :تشارلز هل ،جاريت جونز ،اإلدارة االستراتيجية :مدخل متكامل ،ترجمة محمد الرفاعي ،سيد أحمد املتعالي،
دار املريخ للنشر ،الرياض ،السعودية ،ج ،1ص .79
إن نشاطات املؤسسة تخلق القيمة في نظر العمالء سواء أنشطة الدعم أو األنشطة األساسية من خالل الجودة -
وقلة التكاليف واالستخدام الجيد للموارد وتوظيفها وهو ما عبر عنها مايكل بورتر بأنها نشاطات مولدة للقيمة
وخالقة للميزة التنافسية وبالتالي إعطاء بعد استراتيجي لهاته النشاطات داخل املؤسسة.
51
الرؤية االستراتيجية ومجال نشاط املؤسسة الفصل الثالث
1مصطفى محمود أبو بكر ،التفكيراالستراتيجي وإعداد الخطة االستراتيجية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،2010 ،ص .35
2عيس ى حيرش ،مرجع سبق ذكره ،ص .72
3عبد العزيز صالح بن حيتور ،مرجع سبق ذكره ،ص .69
4عيس ى حيرش ،مرجع سبق ذكره ،ص .74
52
الرؤية االستراتيجية ومجال نشاط املؤسسة الفصل الثالث
املعايير
السلوكية معايير تحكم سلوكات املؤسسة
املصدر:
املطلب الثاني :أهمية رسالة املنظمة.
يرى ) (DAVID : 1995أن أهمية رسالة املنظمة تكمن في ما يلي:1
تنمية اإلجماع على الغايات األساسية وإعطاء تصور واضح لطبيعة عمل املنظمة. -
تعطي الرسالة معايير موحدة ألساليب تخصيص املوارد. -
تعزيز االنتماء وتبني مناخ تنظيمي وموحد. -
تساعد على تعزيز القيم واالتجاهات اإليجابية. -
تمثل حلقة وصل ملختلف مكونات االتجاه االستراتيجي (القيم -الرؤية -الغايات -األهداف االستراتيجية). -
تمد اإلدارة باألسس الواضحة واملعايير املحددة لعملية االختيار االستراتيجي. -
وأضاف (عوض )2001 :إلى ما يلي:
تسهيل عميلة اتخاذ القرار لوجود مرشد واضح لها. -
تسهيل التعامل مع األطراف الخارجية والداخلية. -
تساعد في تقييم برنامجها وسياساتها االعالنية من خالل التركيز على نواحي القوة في املنظمة. -
-تعطي شعورا للعاملين بجدية اإلدارة العليا في تحقيق األهداف.
وتكون مختصرة وتعكس في النهاية القيم التي تؤمن بها ،كما تتضمن شعارات تعكس سلوكاتها في امليدان
وبالتالي تكون سباقة للوعود التي قطعتها على نفسها.
إن رسالة املنظمة تعكس األهداف التي تريد تحقيقها أو التوجه الحالي (ما هو نشاطنا الحالي) بينما الرؤية
االستراتيجية ما يمكن تحقيقه في املستقبل (التوجه املستقبلي) كأن نكون رواد العالم مستقبال ،بحيث تضمن وضع الرسالة
الواضحة ،تحديد األهداف والغايات التي تترجم في تحويل تلك الرسالة إلى أداء واقعي وفعلي في امليدان وبالتالي تحقيق
إنجازات املؤسسة .
1طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد إدريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .188
53
الرؤية االستراتيجية ومجال نشاط املؤسسة الفصل الثالث
مهما تعددت التعاريف والتحليالت املعطاة لرسالة املنظمة فإن كلها تجتمع على ان الرسالة تتضمن النقاط
التالية حسب :(morrisey 1996)1
ماهي األعمال التي تمارسها املنظمة. -
من هم عمالء املنظمة. -
ما هي أسواق املنظمة الحالية واملستقبلية. -
ما هي املنتجات والخدمات التي تقدمها املنظمة. -
ما هي القيم التي تؤمن بها املؤسسة. -
ما هي مقاييس النجاح األساسية. -
إن أهمية رسالة املنظمة تساهم كثيرا في توحيد جهود العاملين داخل املنظمة من خالل إشراك العاملين في
صياغتها ،فضال عن تحديد اتجاهات التوسع والنمو والخدمات ،حيث تضع املنظمة حدودا التجاهات التوسع املستقبلي.
املطلب الثالث :العوامل املؤثرة على رسالة املنظمة.
تتسم بيئة االعمال الحديثة بالكثير من التعقد والتغيير والتحديات الش يء الذي يجعل صياغة الرسالة أمرا
صعبا وبعبارة أخرى هنالك الكثير من املتغيرات التي ينبغي على املؤسسة تداركها وهي كالتالي:
.1نتائج تقييم البيئة :حيث يسمح تقييم البيئة الداخلية والخارجية بإعادة النظر في طبيعة رسالة املنظمة ألنها تتعلق
بتنفيذ قرارات في امليدان لها انعكاس على سمعتها وتلبية رغبات املستهلكين.
.2إمكانيات املنظمة :حيث يؤدي غياب اإلمكانيات إلى ظهور تعارض بين ما تقرره املنظمة وما تنجزه في امليدان.
.3اهتمامات املدراء في اإلدارة العليا :وهي الفلسفة والقيم التي يؤمن بها املدراء ،والطموحات املراد تحقيقها ،والتحوالت
الخارجية ،قراءة املدراء لها ،والخبرة املتراكمة لديهم كلها تشكل عوامل مهمة إلعادة صياغة رسالة املنظمة.
.4مكونات رسالة املنظمة :إن التفريق بين الرؤية والرسالة واألهداف االستراتيجية يمكن توضيحه في الشكل التالي:
الشكل رقم ( :)09الرسالة-األهداف -الرؤية.
إن عدم تحقيق الغايات واألهداف فإن رسالة املنظمة ورؤيتها تبقى حبرا على ورق وشعارات جوفاء ال تلقى
طريقها إلى التنفيذ.
1 1طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد إدريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .187
54
الرؤية االستراتيجية ومجال نشاط املؤسسة الفصل الثالث
فالرسالة تمثل ما تريد إنجازه املنظمة حاليا ،بينما تصف الرؤية ما تريد ان تكون عليه مستقبال املنظمة.
املبحث الثالث :األهداف االستراتيجية والغايات االستراتيجية.
إن من مهام التفكير االستراتيجي القدرة على بناء الغايات واالهداف والتي تشتق من الرسالة ورؤيتها ،وهي
تعبير عن النتائج املرغوب الوصول إليها على مستويات زمنية مختلفة (املدى الطويل -املتوسط -القصير) لتشكل تلك
األهداف املحصلة النهائية لألنشطة التي تقوم بها املؤسسة.
املطلب األول :مفهوم الغايات واألهداف.
إن املؤسسات تمتلك أهدافا عديدة يتم تحقيقها لفضل املوارد التي تحوز عليها ،إال أن تلك األهداف تشكل
تجاذب وصراع بين الكثير من منظري الفكر اإلداري التسييري.
فالنظرية االقتصادية الكالسيكية تصف بأن املؤسسة تبحث عن تحقيق الربح املطلق من خالل مالكيها.
تعترض النظرية السلوكية على كيفية تحقيق تلك األهداف نتيجة أن األهداف متعددةمن جهة ومن جهات
متنوعة وليس املالك فقط بل أيضا رضا العاملين.
بينما نظرية املساومة أن املنظمة خاليا اجتماعية تتداخل في املصالح وعلى املؤسسة تلبية أهداف كل هذه
األطراف وبالتالي الوصول إلى تحقيق الحد األدنى من األهداف.
وتجيب النظرية السياسية على أن تحقيق أهداف املؤسسة يمر عبر تحقيق أهداف الالعبين األساسيين
واملؤثرين وأصحاب القوة لتجيب نظرية األهداف املرنة في األخير بأن تحقيق أهداف املؤسسة ينطلق من التوافقات
واملساومات بين مختلف األطراف وفق الظروف وطبيعة التنازالت.
يتداخل كل مصطلح الغايات ) (goalsمع األهداف ) (objectivesفي املؤسسة على أنهما مصطلحان مترادفان
لكن الواقع عكس ذلك.
فحسب hunger 1994يرى بأن الغايات تعبير عام عن أمر مرغوب فيه دون أن يكون تحديده بمقدار او
زمن التحقيق ،فاملؤسسات غاياتها تحقيق األرباح لكن أرباحها تتحدد بسنوات أو مدى زمني.1
إن الغايات أهداف شاملة وعامة توضع بصورة مجردة ،ويدخل في إطارها النمو ،التوسع ،الربح ،االلتزام -
باملسؤولية االجتماعية.
فالغايات أهداف شمولية تتمثل بأفضليات عامة وترتبط باالستراتيجية العامة للمؤسسة. -
أما األهداف تعرف على أنها" :حالة مرغوبة أفضل من الوضع الحالي واملطلوب الوصول إليه خالل فترة زمنية -
معينة".2
كما أن األهداف حالة وسيطة مطلوبة لترجمة رسالة ورؤية املؤسسة إلى قياسات محددة بتسلسل منطقي
وفق اعتبارات تعكس ما يلي:
الحالة أو الوضع املرغوب بتحقيقه. -
وسيلة لقياس التقدم اتجاه الوضع املرغوب. -
نتيجة يمكن تحقيقها. -
1عبد الباري إبراهيم الدرة ،سعود جرادات ،مرجع سبق ذكره ،ص .106
2طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد إدريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .107
55
الرؤية االستراتيجية ومجال نشاط املؤسسة الفصل الثالث
إطار زمني يمكن من خالله تحقيق أهداف املنشودة وعموما فإن املؤسسة تصبو إلى تحقيق أهداف ونتائج -
كمحصلة نهائية تتسم بالطابع املرن من طرف القيادة العليا تشتق منها األهداف التشغيلية والسياسات وغيرها
لتبقى بذلك تناضل من أجل تحقيق الغايات املنشودة.
املطلب الثاني :خصائص وأهمية األهداف االستراتيجية.
.1خصائص األهداف :يرى ) (Koufman 2003أن أهداف املؤسسة تتميز بجملة من الخصائص حيث يجب أن تكون
محددة وقابلة للقياس ومحددة بنتيجة وبوقت زمني وذات ارتباط باالستراتيجية العامة للمنظمة ويمكن مراجعتها في
ظل تقييم البيئة الداخلية والخارجية.
إن أهداف املؤسسة تحمل في طياتها الكثير من الخصائص نوجزها فيما يلي:
أن تكون تلك األهداف مرتبطة بالرسالة والرؤية املستقبلية للمؤسسة. -
أن تكون عملية واقعية يمكن تحقيقها وفق الظروف واملعطيات الحالية. -
أن تتصف بالتحدي. -
أن تكون قابلة للقياس. -
أن يكون هناك جدول زمني لتحقيقها. -
ويمكن تلخيصها تلك الخصائص وفق الشكل التالي:
الشكل رقم ( :)10خصائص األهداف.
محددة
يمكن
موقوتة
قياسها خصائص
األهداف
االستراتيجية
املصدر :عبد الباري إبراهيم الدرة ،سعود جرادات ،اإلدارة االستراتيجية في القرن الحادي والعشرين ،دار وائل للنشر ،األردن ،ط ،2014 ،1
ص .109
.2أهمية األهداف:
إن وضع األهداف في املؤسسة والعمل على تحقيقها يعد أحد مرتكزات النجاح في البيئة الحديثة ،حيث يعمل
القادة االستراتيجيون على إيجاد نوع من التناغم بين حجم املتغيرات وحجم املوارد املخصصة لتحقيق تلك النتائج.
56
الرؤية االستراتيجية ومجال نشاط املؤسسة الفصل الثالث
وتشير دراسات كل من ) (kutman 2003و ) (certon 1997و ) (thompson 1993إلى أن أهمية األهداف
تتجه إلى ما يلي:1
تصف املستقبل املرغوب للمنظمة وتعطي وضوحا على نجاح االستراتيجية. -
تعتبر مرشدا التخاذ القرارات. -
تعتبر أساسا ألي نظام إداري وعنصرا مهما في عملية التخطيط وتساعد في التوجيه والرقابة. -
تساعد بوضع الترابط املنطقي لألهداف في املستويات اإلدارية الثالثة. -
تعتبر األهداف أداة اتصال وتنسيق فعالة لجميع املستويات اإلدارية داخل املنظمة. -
تلعب األهداف دورا كبيرا في عملية تحفيز اإلنجاز وتجنب اإلحباط في املؤسسة. -
يتم من خاللها تجديد مراكز املساءلة واملسؤولية وتحديد األدوار لألفراد. -
كما أنها تساهم في توجيه قدرات املنظمة وتحديد األولويات. -
تضع معايير لتقييم األداء ألنها ملزمة لتحقيق النتائج. -
تساعد قادة منظمات األعمال في توصيل توقعات واحتياجات املنظمة على الفئات املهمة (العاملين ،العمالء، -
املستثمرين...إلخ).
تترجم االستنتاجات والرؤى ملختلف القضايا املهمة التي وضعت في إطار قياسات محددة ومفيدة. -
املطلب الثالث :الرؤية االستراتيجية.
تشكل الرؤية االستراتيجية طموحا مشروعا للمؤسسات التي تحقق نجاحات كبيرة ،هاته اإلنجازات تقودها
على طموحات في املستقبل ويلهمها ذلك التعود والرغبة القوية النابعة من الثقة الالمتناهية في قدراتها املتميزة من جهة
الرغبة في تحقيق ما تريدت وما تطمح إليه بناءا على تحليالت واقعية ملتغيرات املحيط الذي تعيش فيه.
إن توجه املنظمة نحو املستقبل أو ما يعرف بالرؤية االستراتيجية يختص بها القادة في تلك املنظمات من خالل
الخبرة التي يحوزون عليها ،وقراءة جيدة للمحيط الذي يعملون فيه وهي من مهام قادة التغيير الذين يحددون الجوانب التي
تريد املؤسسة أ ن تحقق فيها نجاحاتها املستقبلية وهي تعبير عن طموحات غير مرئية لكنها تبقى في اذهان املسيرين إلى أن
تلقى طريقها إلى امليدان ويستعملون في ذلك أدوات ليستخدمها العاملين في املؤسسة وتجسيد تلك االحالم على أرض الواقع.
إن الرؤية تمثل الوضع املستقبلي التي تريد املؤسسة وترغب الوصول إليه وهي تعبير عن طموحات املؤسسة
في املستقبل كأن تصبح رواد العالم مثال ،كل هاته الطموحات تخلق حوافز داخلية تشكل بناء لقوة العمل وإطارا متكامال
من املوارد املختلفة لبلوغها ،من خالل النضال لكافة أعضاء املؤسسة.
تعرف الرؤية االستراتيجية على أنها" :تلك التصورات والتوجهات والطموحات ملا يجب أن يكون عليه الحال،
أي تحديد إلى أين تتجه املنظمة ،وتسير إلى ما تطمح إليه املنظمة والوصول إلى ذلك مستقبال".2
كما تعرف على انها" :ما تطمح املنظمة ان تكون عليه في املستقبل لذلك يتطلب إحداث تغيير ومتابعة التقدم
لكي يتحقق في املستقبل الذي تم تصوره".3
1طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .223
2عبد الباري إبراهيم ،سعود جرادات ،مرجع سبق ذكره ،ص .99
3طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .210
57
الرؤية االستراتيجية ومجال نشاط املؤسسة الفصل الثالث
ويحذر ) :(synder 1994من أن عبارة إدراك املستقبل أمر يتسم باملفارقة ،فهو من ناحية يعكس الواقعية
أي أنه مرئي وحقيقي ومن ناحية أخرى يتضمن إلهاما لزمن لم يتحقق بعد أحالمه.1
إن تلك اإللهامات التي عبر عنها synderعبارة عن رؤية استراتيجية يراها ) (karpur 1994بأنها تعبير عن
مستقبل يراد تكوينه ،وهي ترتبط باألهداف والظروف وطرق تحقيق هذا التصور ،فاألهداف تبقى أهدافا إلى أن تتحقق
وتتجاوز املنطق الوصفي.
إن الرؤية االستراتيجية طموح مشروع ألية مؤسسة في إطار رسالتها واستراتيجياتها الكلية متقيدة بالظروف
الحالية وتعمل جاهدة لتسهيل وصول املنظمة إلى الصورة املستقبلية املرغوبة من خالل التعامل والتنسيق بين كافة
األنشطة التي تؤديها املنظمة.
إن امتالك املؤسسات لرؤية واضحة املعالم ال ينبغي إهمال حاضرها الذي يقودنا على املستقبل من خالل
حشد املوارد والظروف املحيطة باملؤسسة ،فالرغبة في التفوق مستقبال يقوم على التميز واإلبداع ومشاركة جميع العاملين
وتجديد الطاقات وترسيخ القيم والضوابط التي تسهل تحقيق تلك الرؤية في امليدان.
املطلب الرابع :أهمية الرؤية االستراتيجية.
إن امتالك املؤسسات لرؤية استراتيجية واضحة يعد ذو أهمية في الوقت الحالي لشدة العوامل البيئية ويقدم
) (Namaki 1992تلك األهمية كما يلي:
ضرورة أن تراقب املنظمات وتسيطر على املستقبل نتيجة املد التنافس ي في الوقت الحاضر ،وهذا األمر يعطي -
معنى حقيق التجاهات تطورها في املستقبل.
تبرز الرؤية الحاجة إلى استراتيجيات إبداعية مستندة من مزايا تفوقها ،خاصة و أن هاته االستراتيجيات تلبي -
تطلعات العمالء ،وتعزيز منظورهم اتجاه املؤسسة.
تبعد املنظمة عن حاالت الفشل وعدم امتالك منظور األعمال. -
تحث على إحداث تغيرات جوهرية مطلوبة في ثقافة املؤسسة وتعطي مبرر لنماذج سلوكية جديدة. -
تبعث حالة من التفاعل اإليجابي بين جميع العاملين في املؤسسة وبالتالي إيجاد نوع من املرونة في اإلنجاز وبناء -
قوة املنظمة ومحاولة إيصال هاته الرؤية لجميع العمال في املؤسسة.
تحفز العاملين اتجاه الرؤية الجديدة. -
الرؤية تعتبر محرك أساس ي للعمل داخل املؤسسة. -
املطلب الخامس :التقييم االستراتيجي ألهداف للمؤسسة.
إن نشاطات املؤسسة هي املولدة للقيمة ،فالسبق التنافس ي اليوم يبنى على القيمة وليس التكلفة ،فمن
الناحية االستراتيجية والتسويقية يجب إعطاء أهمية لخلق القيمة من وجهة نظر الزبون ،فاملؤسسات عبارة عن أنشطة
لخلق القيمة فيها ،هاته القيمة تأتي من نشاطات أساسية وأنشطة داعمة.
إن التقييم االستراتيجي لنشاطات املؤسسة ،يحمل تحديد أبعاد التفوق التنافس ي من خالل خلق القيمة
وخفض التكلفة والتميز والتي تتموقع وتنشأ من خالل تحليل النشاطات الداخلية كاإلنتاج ،التسويق واملالية.
1طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .210
58
الرؤية االستراتيجية ومجال نشاط املؤسسة الفصل الثالث
إن تجزئة املؤسسة إلى مجموعة من األنشطة تهدف إلى التعرف على املصادر الحالية واملحتملة للميزة
التنافسية.
وحسب M.porterفإن املؤسسة تحصل على السبق االستراتيجي من خالل ممارسة نشاطاتها ذات األهمية
االستراتيجية بأقل تكلفة أو بشكل مميز عن منافسيها األمر الذي يتطلب فحصا دقيقا لهاته النشاطات.
إن األنشطة املولدة للقيمة وامليزة االستراتيجية تأتي من األنشطة الرئيسية (امدادات داخلية ،اإلنتاج ،امداد
خارجي ،التسويق ،املبيعات ،التوزيع والخدمات املختلفة).
أما األنشطة الداعمة تضم كل من (التطور التكنولوجي ،تسيير املوارد البشرية واملشتريات).
ويضح الشكل التالي مختلف نشاطات املؤسسة املولدة للقيمة.
الشكل رقم ( :)11نشاطات املؤسسة املولدة للقيمة.
البنية التحتية للمؤسسة.
أنشطة الداعمة
األنشطة الرئيسية
Source : M.porter (1990), l’avantage concurrentiel dunod, paris , p 53.
.1األنشطة الرئيسية :وتشمل:
أ .االمداد الداخلي :أي األنشطة املرتبطة بتدفق املدخالت ،استالم املوارد ،التخزين.
ب .العمليات اإلنتاجية :مختلف العمليات ملعالجة وتحويل املدخالت إلى سلع وخدمات.
ج .امدادات خارجية :وتشمل عمليات الدعم واالسناد في تشكل نشاطات لوجستيكية ملنتجات املؤسسة كخدمات
النقل والتوزيع.
د .الخدمات :خدمات ما بعد البيع ،خدمات الترتيب ،قطع الغيار.
ه .التسويق :مختلف الوسائل التي تسهل وصول السلعة إلى املستهلك.
فكل هاته األنشطة تشكل أحد الروافع في منح املؤسسة ميزة استراتيجية خاصة إذا كانت منعدمة لدى
املؤسسات املنافسة األخرى.
.2األنشطة الداعمة:
وهي أنشطة تخلق التفرد والتميز للمؤسسة من خالل الدعم الذي تقدمه لألنشطة الرئيسية بحيث تسمح
بزيادة الفعالية والكفاءة وتشمل:
أ .التموين :الحصول على الوسائل الالزمة لعمل األنشطة الرئيسية والتي تعد ضرورية لتوليد القيمة مثل املواد
األولية ،وسائل اإلنتاج.
59
الرؤية االستراتيجية ومجال نشاط املؤسسة الفصل الثالث
ب .التطويرالتكنولوجي :ويشمل وسائل تطوير املنتجات وتحسينها ،اآلالت وغيرها ،فقد تفتقد املؤسسات ملثل هاته
الوسائل وبالتالي ال تكون مولدة للقيمة.
ج .املوارد البشرية :حيث تساهم في دعم مختلف نشاطات املؤسسة وتشكل نقطة ارتكاز في إنجاز اهداف املؤسسة.
د .البنية التحتية :وتشمل كل من الهيكل التنظيمي ،نظم الرقابة ،ثقافة املؤسسة باإلضافة إلى النشاطات اإلدارية
كالتخطيط واملالية.
ويرى M.porterأن التفوق كثيرا ما ينشأ من الترابطات والتداخالت املوجودة ما بين األنشطة التي تقودنا إلى
ما يلي:
نشاطات تساهم بشكل مباشر في خلق القيمة كتصميم املنتج. -
نشاطات تساهم بشكل غير مباشر في خلق القيمة وتسهيل أداء النشاطات الرئيسية. -
نشاطات تتولى ضمان الجودة لبقية النشاطات كالرقابة ،تكييف املنتج ،تعديله. -
60
الرؤية االستراتيجية ومجال نشاط املؤسسة الفصل الثالث
خالصة الفصل:
إن صياغة رسالة املؤسسة واألهداف وغاياتها وتحقيق طموحاتها يمثل أحد األدوات املهمة لتحقيق نجاحات
متميزة وتحسين األداء من خالل وضع أهداف واضحة قابلة للقياس ومربوطة بنشاطات املؤسسة وكل ذلك يتطلب قراءة
من خالل ثالثية " جماعة الزبائن ،الحاجات التي تخدمها تلك النشاطات ،أسلوب تلبية تلك الحاجات"،
لتكون في النهاية أنشطة مولدة للقيمة تسمح للمؤسسة بتحقيق ميزة استراتيجية.
61
الفصل الرابع:
تمهيد:
تعمل املؤسسات اليوم في ظل بيئة سريعة التغير والتعقد والتجديد ،متداخلة العوامل ذات أبعاد خارجية
وداخلية ،حيث يتطلب ذلك دراسة تأثيرات املحيط الخارجي الذي يتميز بالفرص والتهديدات من أجل بناء استراتيجيات
ملواجهتها.
ويعد التشخيص الخارجي أحد االدوات املهمة للتعرف على تلك املتغيرات الخارجية من خالل االدوات املستعملة
التي تساعد على التكيف املؤسسة معها ،حيث سنعرض تلك األدوات املساهمة في تقليل نتائج تأثيرات البيئة الخارجية
بالتفصيل.
63
التشخيص الخارجي للمؤسسة الفصل الرابع
1طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع يبق ذكره ،ص .253
2نفس املرجع ،ص 253
3 A. MARTINET.SIA6NOSTIC SOTRATEGIORVE.VUIBERT.PAOIS 1994 P : 27
خالد محمد حمدان ،وائل إدريس ،االسترتيجية والتخطيط االستراتيجي ،دار اليازوري للنشر ،األردن ،عمان ،2009 ،ص .72 4
5عامر أحمد ،جميلة أيمن ،التسيير االستراتيجي وصياغة االستراتجية التنافسية ،ملتقى الدولي الرابع حول التنافسية واالستراتيجيات
التنافسية خارج املحروقات ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،يوم 11/ 10/9/8ماي ،ص 220
64
التشخيص الخارجي للمؤسسة الفصل الرابع
إن التعاريف السابقة تحاول التوضيح بأن مهمة التشخيص االستراتيجي تدور حول فهم أكثر وتقدير لقدرات
املؤسسة الداخلية ومدى قوتها وضعفها ،وفهم عميق للفرض املتاح والتهديدات وبناء استراتيجيات توسعية الكتساب
الفرص املوجودة من خالل نقاط التي تتمتع بها املؤسسة وهو ما يعطي سبق نافس ي للمؤسسة مقارنة بمنا فيها في السوق
من خالل بناء قاعدة مستمرة ومتحددة من املعلومات باالعتماد على املسح البيئي.
املطلب الثاني :أهمية التشخيص االستراتيجي.
تكمن أهمية التشخيص االستراتيجي في تحديد العناصر االستراتيجية التالية:1
يعطي صورة عن مستقبل املؤسسة. -
يساعد على وضع الخطط ومختلف البدائل االستراتيجية. -
اكتشاف توقع التغيرات في بيئة املؤسسة الداخلية والخارجية. -
تحديد الفرص املتاحة أمام املؤسسة. -
يساعد على تخصيص املوارد املتاحة. -
معرفة نقاط القوة والضعف في البيئة الداخلية والخارجية. -
نجاح املؤسسة يعتمد على دقة التحليل االستراتيجي بيئتها الداخلية والخارجية. -
يساعد املؤسسة على وضع القرارات االستراتيجية. -
املطلب الثالث :مبادئ التشخيص االستراتيجي.
يرتكز التشخيص االستراتيجي على مجموعة من املبادئ تابعة من خصائصه وتشمل ما يلي:
تحديد العناصر االستراتيجية في البيئة الداخلية (القوة –الضعف). -
تحديد العناصر االستراتيجية في البيئة الخارجية (الفرص –التهديدات). -
معرفة متطلبات السوق. -
املزدوجة بين بعدي البيئة الخارجية والداخلية في اختيار (االستراتيجية). -
أن يتميز التشخيص االستراتيجي باملرونة الكافية. -
توفير قاعدة معلوماتية عن محيط املؤسسة. -
ضمان التدفق الدائم واملستمر واليقظة واالستعالم الجيد عن كافة املتغيرات الحاصلة في محيط املؤسسة -
الداخلي والخارجي.
إن التشخيص اإلستراتيجي يتطلب جهودا كبيرة من قبل القائمين على املؤسسة ،وخبرة املدراء فيها فضال عن -
الكفاءات املوجودة والتعلم التنظيمي ويعطي تصورا عن األبعاد الداخلية والخارجية للمؤسسة ،وتحاول في
النهاية اعطاء تصور واليات لضمان كيف املؤسسة مع نتائج تحليل محيطها الخارجي والداخلي ،وبالتالي بناء
استراتيجية ناجحة حيث يضم في طياته بعدين أساسيين (البعد الداخلي والخارجي) ويوضح الشكل التالي شكل
االبعاد.
1نادية العارف ،اإلدارة االستراتيجية :إدارة األلفية الثالثة ،الدار الجامعية ،االسكندرية ،مصر ،2010 ،ص .20
65
التشخيص الخارجي للمؤسسة الفصل الرابع
التشخيص االستراتيجي
القدرات املوارد
حالة محيط املؤسسة
االستراتيجي
Source : jean pierre helfer, m.kalika , johson, stratégie et organisation, paris, p55.
66
التشخيص الخارجي للمؤسسة الفصل الرابع
1حسن محمد حسن ،اثر املواءمة االستراتيجية بين عومل البيئة الداخلية والخارجية على أداء املؤسسة االقتصادية ،رسالة ماجستير ،
جامعة الشرق االوسط ،2014األردن ،ص .95
2طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .255
3نفس املرجع ،ص.256
67
التشخيص الخارجي للمؤسسة الفصل الرابع
إن بقاء املؤسسات واستمراريتها يتوقف على األقل في املدى البعيد على معرفة مكونات تلك البيئة وحجم التغير
فيها ،وتحاول املؤسسات الحديثة بإستمرار والتجاوب معها ،هذا التجارب الذي يخلق بيئة جديدة لها تمكنها من
االستمرارية ،فالبيئات الثابتة ال تخلق فرصتا وال تهديدات.
املطلب الثالث :أهمية التشخيص الخارجي للبيئة.
إن قدرة املؤسسة على رصد ما يحدث في البيئة الخارجية من تغيرات إجابية (فرص) وتغيرات سلبية (تهديدات)
يساعدها في ضع أولويات للتطوير الداخلي لزيادة قدرتها على النمو والريادة في األسواق.
فنجاح املؤسسات الحديثة يعتمد على تشكيل قدرات من الداخل (خلق امكانيات ملواجهة تغيرات البيئة
الخارجية واسباقها وليس التأقلم معها.
إن أهمية تشخيص وتحليل البيئة الخارجية يساعد املؤسسة على مايلي:1
الوقوف على أثار املتغيرات الخارجية وتشخيص العوامل املسببة لها. -
تحديد التهديدات واملشاكل واملخاطر التي تحملها البيئة الخارجية للمؤسسة. -
تحديد الفرص وكيف تستطيع املؤسسة تعظيم الفوائد منها. -
كشف الخيارات الحاسمة التي يجب على املؤسسة اتخاذها في األمد القصير والطويل. -
املساعدة على وضع االهداف االستراتيجية وتعديلها في ضوء النتائج املستخلصة. -
املساعدة على تحديد املالية املتاحة واملطلوبة لتمويل الخطة التنفيذية. -
إن أهمية البيئة الخارجية تكمن في أنها مصدر نجاح املؤسسة وأحد القيود التي ينبغي تجاوزها فهي إذن أحد املصادر
التالية :
محددات وعوامل لنجاح تفرضها البيئة الخارجية . -
استجابة املؤسسة للتغيرات الحاصلة في البيئة الخارجية هو قرار استراتيجي أساس ي وعدم االستجابة يضع -
املؤسسة في مشاكل استراتيجية (تجاهل استراتيجي).
فهم ومعرفة البيئة الخارجية (مصدر الفرص واملخاطر شرط أساس ي للتحكم فيها. -
املبحث الثالث :أدوات التشخيص الخارجي.
املطلب األول :تشخيص البيئة العامة لنموذج .PESTL
إن التشخيص اإلستراتيجي الخارجي يحاول مراقبة بيئة املؤسسة عبر زاوية الفرض والتهديدات الحالية
واملستقبلية في متغيراتها الخارجية ويتجه هذا التشخيص إلى التركيز على مايلي:
-تشخيص عناصر البيئة العامة .PESTL
تشخيص عناصر البيئة املباشرة. -
تحليل املنافسة (.)M.PORTER -
1مجيد كرخي ،التخطيط االستراتيجي :عرض نظري تطبيقي ،دار املناهج للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2009 ،ص .159
68
التشخيص الخارجي للمؤسسة الفصل الرابع
تشخيص البيئة العامة :ويشير إلى العوامل الخارجية التي لها تأثير مباشر على نشاط املؤسسة وهي مصدر -
الفرص والتهديدات ،ويقوم هذا التشخيص على دراسة تأثير املتغيرات السياس ي املقاربة ،االجتماعي والثقافية،
التكنولوجية ،االيكولوجية .
ويعرف تحليل PESTLنسبة إلى املتغيرات البيئية . -
THECHNOLOGIOVE ,ECOLOGIQVE ,LEGAL. POLITIOVE. ECONOMIOVTE, SOUIO CVLTVREL
-إن تحليلي بيستل ( (PESTEL ANALYSIE
يعتبر أحد االدوات املستعملة في تقويم البيئة الخارجية التي ستؤثر على أداء املؤسسة ،ويهدف إلى جمع املعلومات
التي توجه عملية اتخاذ القرارات االستراتيجية وينتج هذا النموذج ويسمح بإكتشاف الفرص الجديدة واستغاللها لفاعلين
حسب RESTAGI TRIED 2016 :P328.
حيث يتفق أغلب الباحثين إلى أن تلك املتغيرات تشمل ما يلي:1
.1املتغيرات االقتصادية:
وتشمل خصائص الوضع اإلقتصادي العام ،حالة الرخاء أو الكساد االقتصادي والعناصر املكونة للمحيط
االقتصادي ،معدل الفائدة ،معدل التضخم ،معدالت الطلب ،السلبيات النقدية واملالية للدولة ،معدل نمو االقتصاد،
توافر عوامل االنتاج ،نظم االستثمار ومصادر الطاقة.
.2املتغيرات اإلجتماعية والثقافية:
حيث تؤثر تلك املتغيرات االجتماعية والثقافية من جانب الطلب على منتجات املؤسسة وتشمل معدل النمو السكاني،
التركيبية الثقافية للمجتمع (عاداته وتقاليده) مستويات التعليم القيم والعادات) ومن خاللها تؤثر بأشكال مختلفة على
املؤسسة سواء من حيث قدرتها على فهم األسواق وفهم العمالء ،وفهم أنشطة اإلستهلك.
.3املتغيرات السياسية والقانونية:
تؤثر هاته املتغيرات على عالقة سياسات" الدولة بالدول االخرى التي تعمل بها منظمات األعمال وتشمل تلك املتغيرات
االستقرار السياس ي ،قوانين االستيراد التسهيالت لجمركية ،قوانين حماية البيئة فالدولة هي مصدر السلطة من خالل
القوانين التي تقوم بسنيها وتشريعها.
.4املتغيرات التكنولوجية:
تشكل هاته ملتغيرات ضرورة أساسية لدمج املؤسسة في املحيط التكنولوجي ،فالتطورات التكنولوجية لها دور كبير
في تطوير قدرات املؤسسة فضال عن التحكم فيها واملتابعة املستمرة لها فعلى املؤسسات متابعة التجديد في الدورات
التكنولوجية التي تمنح املؤسسة تميزا في نوعية املنتجات والخدمات التي تقدمها.
وتؤدي إلى خفض التكاليف ،ويدخل فيها اجمالي اإلنفاق على البحث والتطوير وبراءات االخراع ،االبتكار والتحسين
التكنولوجي من خالل املعدات واآلالت معدل التغير التكنولوجي في الصناعة ،والتكنولوجيا التي سيخدمها املنافسون.
1طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سبق ذكره ،ص.385
69
التشخيص الخارجي للمؤسسة الفصل الرابع
.5املتغيرات االيكلولوجية:
وتشمل املصادر الطبيعة ،وكل ما يخص الوسط الطبيعي ،وتكاليف الطاقة ،املسؤولية االجتماعية للمؤسسات،
درجات التلوث وهي كلها متغيرات لها تأثير على املؤسسات الحديثة ،حيث يجب إعطاء أهمية كبيرة لهاته املتغيرات نظرا
لتأثيرها على نشاط املؤسسة.
.6املتغيرات الدولية والعاملية :
وتشمل مجمل القيم التي تحكم العالقات بين املؤسسات اإلقليمية والدولية وسبل التعاون بينها وااللتزمات بينها
وخاصة في نفس امليدان.1
وتشمل تلك املتغيرات مختلف التكتالت االمقاربة ) fawo (opec) (om.cاالحالف العسكرية.
املنازعات االقتصادية ،فهاته املنظمات والتكتالت لها تأثير على الفرص والتهديدات التي تخلقها للمؤسسات.
املطلب الثاني :تشخيص البيئة املباشرة.
وتشمل القوى أو العوامل التي لها تأثير مباشر على املؤسسة ولها عالقة بالسوق وتشمل العمالء املوردين،
املنافسون ،املمولين ،النقابات العمالية.
.1تحليل العمالء :إن العميل في النهاية يقرر الشراء أو عدم الشراء وبالتالي يؤثر على مبيعات املؤسسة وأرباحها ويتناول
هذا التحليل (تجزئة) السوق سلوك الشراء لدى املستهلك هذه االحتجاجات غير املشبعة.
.2تحليل املنافسة (املركز التنافس ي) :ويقصد به فهم املنافسين ويساعد هذا التحليل على فهم شروط املنافسة
ومتطلباتها ،مقارنة مع املنافسين ،نقاط قوتهم ضعفهم ،معرفة الحصة السوقية ،الطاقة اإلنتاجية ،فاعلية قنوات
التوزيع.
.3تحليل الوردين :قدرة املؤسسة على الحصول على املواد األولية ،أسعار املواد األولية.
فحسب ( )ROBINSA 1997فإن أغلب التحليالت التي تخص املوردين تركز على ما يلي:2
هل أسعار املوردين مناسبة. -
هل يعتمدون على خصومات ،وتسهيالت. -
هل املوردين يغيرون بإستمرار أسعارهم وجودة املواد األولية. -
املطلب الثالث :تحليل املنافسة (نموذج .)M. PORTER
وفق هذا النموذج املعروف بنموذج القوى الخمسة نجد أن هيكل القطاع يمارس تأثيرا كبيرا في تحديد قواعد
اللعبة التنافسية وعلى االستراتيجية التي يمكن للمؤسسة اعتمادها.
إن االفتراض األساس ي لهذا النموذج أن تحصل املؤسسة على ميزة تنافسية والتي تقاس بقدرتها على توليد األرباح
من خالل حصولها على مكانة في صناعتها تسمح بالدفاع لها على نفسها بقوة أمام القوى التنافسية األخرى والتأثير بصالحها
من االستراتيجات التنافسية.
أقر ( )M. PORTERبأن املنافسة في قطاع ما تتجاوز بكثير سلوكيات املنافسين الحاليين بل تتعداهم إلى القوى
األخرى التي تحكم قواعد املنافسة وبالتالي فمردودية مؤسسة ما تتحدد وفق عاملين اثنين هما جاذبية القطاع الذي
تتخلله قوى املنافسة والعامل الثاني يرجع إلى الوضعية التنافسية النسبية للمؤسسة إزاء منافسيها.
ومن وجهة نظر ( )M.PORTERفإن منظمات األعمال يجب أن تعير أهمية كبيرة لقوى املنافسة ومتابعة تطور
التغيرات الحاصلة في هذه القوى ملعرفة تأثيرها على استراتيجي املنظمة1.
الداخلون
الجدد
قوة
املنافسون في قوة
املوردون تعارض الصناعة الزبائن
الزبائن
املوردين الشدة -املزاحمة
تحديد البدائل
املنتجات
البديلة
1طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .269
71
التشخيص الخارجي للمؤسسة الفصل الرابع
حيث إلمكان الداخلين الجدد إلى السوق تغير قواعد اللعبة واملنافسة لصالحهم من خالل القدرات واملوارد
املميزة التي يمتلكونها والتي تشكل نقطة ضعف ملؤسسات الحالية ويعتمدون على تخفيض األسعار ،مما يسبب تكاليف
للمؤسسات وانخفاض مروديها ،وقد تلجأ املؤسسات األخرى إلى وضع حواجز الدخول إلى البيئة التنافسية كإقتصاديات
الحجم ،تميز املنتجات ،قنوات توزيع حيث تساهم هاته الحواجز في إلبقاء على املكانة التنافسية لهاته املؤسسات.
.3تهديد املنتجات البديلة:
يعمل املنافسون على تحدي املؤسسة بطرح بدائل من السلع والخدمات املختلفة تحل محل منتجات املؤسسات
العاملة في نفس القطاع وبالتالي تؤثر حتما على مردودية القطاع وتحد من جاذبيته.
.4قوة مساومة املوردون:
تشكل قوة املوردون تهديدا للقطاع ،من خالل الضغوطات التي يمارسونها كرفع األسعار ،او تقديم مواد أولية ذات
جود ضعيفة ويمكن لهؤالء أن يجتمعوا و يشكلون قوة ضغط (لوبي) يرهن مستقبل املؤسسة وتشتد قوة مساومتهم في
الحاالت التالية:
-تمركز املوردون في السوق ،امتالك زبائن خارج القطاع.
امتالك امكانيات التكامل الخلفي. -
تميز منتجاتهم بالجودة. -
.5قوة مساومة الزبائن:
تشكل قوة مساومة الزبائن تهديد تنافس ي كبير من خالل فرض أسعار منخفضة والتطلع إلى تلقي خدمات أفضل
وتشكل املفاوضة حول الجودة أحد األسباب التي يمتلكها هؤالء .
إن املشترين يكونون أكثر قوة في الحاالت التالية:
عندما يتألف عرض الصناعة من شركات صغيرة متعددة بينما املشترون قليلي العدد ولكنهم كثيرا الحجم. -
عندما يقوم املشترون بشراء كميات كبيرة في هاته الظروف يمكن أن ستغلوان قوتهم الشرائية كعامل ضغط -
للمساومة على تخفيضات السعر.
ما يمكن قوله أن تحليل البيئة الخارجية يساعد املؤسسات على التعرف على الفرص املتاحة والتهديدات املحتملة إال
أن هذا املؤرخ واجهته عدة انتقادات وأهمل جوانب البيئة الداخلية التي تؤدي إلى قلب هيكل الصناعة وإحداث تغير
كاالبتكار مثال ليقودنا في الفصل الوالي للحريت عن التحليل االستراتيجي الداخلي كتوجه جديد وأن التفوق التنافس ي
مصدره قدرات املؤسسة الداخلية حيث يرى " :lynchأنه ومنذ منتصف الثمانينات ،وحتى الوقت الحاضر ،بدأ كتاب
اإلدارة اإلستراتيجية بتطوير منظور فكري حول املوارد وأهميتها في تحقيق املزايا التنافسية للمنظمات ،وذلك كرد فعل على
مدخل تحليل هيكل الصناعة الذي لم يكن واضحا بالصورة الكافية القادرة على توضيح كافة الجوانب التي تقود إلى تحقيق
امليزة التنافسية".1
1محي الدين قطب ،الخياراالستراتيجي وأثره في تحقيق امليزة التنافسية ،دار حامد لنشر والتوزيع ،عمان األردن ،ط ،2012 ،1ص .109
72
التشخيص الخارجي للمؤسسة الفصل الرابع
الخالصة:
إن التشخيص االستراتيجي يشكل أحد األدوات املهمة في مد املؤسسة بكافة املعلومات وزيادة تحكم املدراء في
اتخاذ القرارات وتسيير املؤسسات فالتشخيص الخارجي يعتبر اليوم أداة لتحقيق التجاوب بين املؤسسة والبيئة من خالل
الكشف عن الفرص والتهديدات ومراقبة األحداث الخارجية وطبيعة رد املؤسسة عليها من خالل أدواته املختلفة وهو
أحد األدوات املفتاحية التي تمكن املؤسسات الحديثة من بناء مختلف االستراتيجيات اإلصالحية أو التوسعية وتدارك
73
الفصل الخامس:
التشخيص الداخلي للمؤسسة
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
تمهيد:
إن استمرارية املؤسسة في األسواق يرتبط بقدرتها على لتنافس الحالي واملستقبلي وفق القدرات و اإلمكانيات التي
تحوز عليها داخل بيئتها الداخلية حيث يشكل تشخيص محيطها الداخلي قاعدة خلفية لكل سبق تنافس ي تزيد الوصول
إليه وتحليل ملختلف مكوناته الدالية (الهيكل التنظيمي الثقافة –املوارد) والتي تشكل نقاط قوة وضعف تجعلها تبني
سلوكات استراتيجية أكثر استباقية إلستغالل الفرص والتقليل من التهديدات مستخدمة في ذكر أدوات لتشخيص ذلك
املحيط من خالل تشخيص (الوظائف-سلسلة القيمة-تحليل املوارد) كروافع أساسية لبناء استراتيجية ناجحة وهو ما
75
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
1
2الشريف حمزاوي ،ثقافة التوجه نحو السوق :املوارد غير املنظورة واالداء املتميز ،مداخلة ضمن امللتقى الوطني حول األداء املتميز
املؤسسات ،أيام 27/6نوفمبر ،2007جامعة 8ماي ،1945قاملة ،ص .54
3جعفر عبد هللا موس ى إدريس ،اإلدارة االستراتيجية ،خرازم العلمية ،اململكة العربية السعودية ،ط ،2013 ،1ص.159
4طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد إدريس ،مرجع سبق ذكره ،ص.281
5سيد خطاب عايدة ،اإلدارة االستراتيجية في قطاع األعمال والخدمات ،عين الشمس ،مصر ،ط ،1998 ،2ص.58
76
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
إن التحليالت السابقة ترى بأن بيئة املؤسسة الداخلية تشمل كافة العوامل والعناصر الداخلية التي تستطيع
املؤسسة التحكم فيها والتأثير عليها وتطويرها لصالح بناء استراتيجيات دقيقة داخل املؤسسة.
وبعبارة اخرى فإن البيئة الداخلية يتجه تحليل مكوناتها الى جمع كافة املعلومات عن املوارد املشكلة للمؤسسة
وتحليلها للكاشف عن نقاط القوة والضعف فيها مقارنة باملنافسين في نفس القطاع ،حيث تتيح لها نقاط القوة بإستغالل
الفرص ونقاط الضعف يعطي للمؤسسة هامشا لتصححها وتقويمها .
إن البيئة الداخلية هي مصدر تفوق تنافس ي للمؤسسة من خالل العناصر أو املكونات التي تسمح لها بالتفوق،
هاته املكونات التي كانت محل تضارب من حيث األطر املكونة لتلك البيئة الداخلية.
ترى العديد من الدراسات االستراتيجية أن هناك العديد من املكونات التي اقتحمت لتحديد مكونات البيئة
الداخلية.
يرى ( )porter 1980أن مكونات البيئة الداخلية تشمل األنشطة واالنظمة الفرعية املشكلة للمنظمة .
بينما يركز )(narayanan 1993أن مكونات البيئة الداخلية تركز على اإلطار املادي امللموس األنظمة الوظيفية،
والنظام املعلوماتي وأيضا أطرا معرفية وأساليب تخص اإلبداع ونظام القيم في املؤسسة.
وتركز الدراسات الحديثة وهي املعتمدة بكثرة والتي القت اجماعا كبيرا في املجال االستراتيجي للمؤسسات على
غرار ( )weelem,hunger 2006بأن مكونات البيئة الداخلية تشمل 03عناصر أساسية وهي (الهيكل التنظيمي ،ثقافة
املؤسسة ،موارد املؤسسة).
وهاته العناصر تشكل قدرات داخلية تعطي للمؤسسة طابع التفوق التنافس ي وتسمح بناء استراتيجيات ناجحة
في املؤسسة من خالل قوة كل عنصر تأثيراته والقيمة التي يخلقها للمؤسسة مقارنة مع غيرها من املؤسسات.
املطلب الثالث :أهمية التشخيص الداخلي (البيئة الداخلية).
إن تشخيص املحيط الداخلي ملكونات املؤسسة يعطي لها األهمية التالية:1
يعطي الفهم الدقيق للبيئة الداخلية من خالل عناصر القوة والضعف إمكانية لإلدارة يجعل الخيارات االستراتيجية -
أكثر واقعية.
تستطيع إدارة املنظمة تحقيق مزايا تنافسية من خالل التركيز على القوة لدافعة التي تعطي للمؤسسات ميزات -
متفردة قد تكون في الثقافة التنظيمية أو املوارد والكفاءات البشرية.
يتيح الفهم ا لجيد للبيئة الداخلية من معرفة طبيعة األعمال والقطاعات والصناعات التي تستطيع فيها املنظمة -
تحقيق األداء العالي.
يساعد فهم البيئة الداخلية للمنظمة وتحويلها على معرفة التطور الحاصل في مواردها بطريقة منهجية وبالتالي -
التركيز على املوارد األساسية والتي تكون قاعدة أساسية في املناقشة.
يساهم تقييم القدرات الداخلية للمؤسسة في التحكم أكثر في مدخالت عمليات االنتاج وضبط التكاليف. -
يمكن تحليل البيئة الداخلية من حشد املوارد وضبطها القتناص الفرص املوجودة في البيئة الخارجية . -
معرفة البناء التنظيمي (الثقافة –الهيكل-املوارد) ومدى تماسكه قدرته على التقليل من التهديدات . -
1طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .284
77
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
إن أهمية التشخيص الداخلي يعطي للمؤسسة نظرة استشرافية حول املزايا وحجم التحديات و الرهانات املطروحة -
أمامها في البيئة الخارجية وبالتالي فإن هذا التشخيص يقود املؤسسة إلى معرفة مايلي:
إكتشاف املزايا التي تتمتع بها املنظمة مقارنة مع املنافسين -
إكتشاف نقاط القوة والضعف املتمثلة في املحاسن والعيوب ونقص املعلومات واملهارات واملعرفة مقارنة مع األخرين. -
تقييم مواقع املجاالت الوظيفية باملقارنة مع الوضع ملثالي الذي تتطلبه البيئة الخارجية. -
إن التحليل الداخلي يقدم قاعدة معلومات مهمة توظفها املؤسسة فيما يلي:
-كيف يمكن استخدام نقاط القوة الداخلية في تعظيم الفرص املتاحة.
كيف يمكن االستفادة من نقاط القوة في مواجهة التهديدات البيئة الخارجية). -
ماهي األنشطة الواجب التخلص منها حتى تستطيع املنظمة البقاء في السوق. -
والشكل التالي يوضح االمكانيات الداخلية من منظور البيئة الخارجية:
الشكل رقم ( :)14االمكانيات الداخلية من منظورالبيئة الخارجية للمؤسسة.
البيئة الداخلية
نقاط الضعف نقاط القوة
نقاط ضعف لخط (دون نقاط قوة يمكن استغاللها الفرص
التهديدات
الخارجية
البيئة
إن املعلومات املراد الحصول عليها من نتائج التقييم لكل من البيئة الداخلية والخارجية هو معرفة املركز
التنافس ي وتتمة اختيار االستراتيجية املناسبة الهجوم-استقرار......الخ).
املبحث الثاني :أدوات التشخيص الداخلي.
إن تشخيص املحيط الداخلي للمؤسسة أو ما يعرف بالتحليل البيئي الداخلي برز كإتجاه جديد سعى إلى معرفة
قوة وضعف املوارد املشكلة للمؤسسة مقارنة مع الوضع املثالي للبيئة الخارجية ،وهو ما يمكن تناوله بالتحليل والبحث في
تلك األدوات التي تستعملها املؤسسة وتعتمد عليها في تشخيص جوانب قوتها وفضولها فمن بين األدوات التي تناولتها العديد
من الدراسات والتي القت قبوال رواجا في أوساط كتاب اإلدارات االستراتيجية هي (املرحل الوظيفي-مدخل سلسلة القيمة
–مدخل املوارد).
املطلب األول :املدخل الوظيفي.
يشير هذا املدخل إلى أن قوة املؤسسة تتضمن في قوة الوظائف املشكلة لها ،والتي تختلف حسب طبيعة كل
مؤسسة وتحاول كل مؤسسة تجاوز تصور تلك الوظائف من خالل املوارد املخصصة لها ،وتشمل مايلي:
(التسويق-االنتاج-املوارد التسيير ،التطوير ،املالية ......الخ.
78
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
.1تشخيص وظيفة املوارد البشرية :يقوم هذا التشخيص على معرفة جوانب القصور في العمالة املشكلة للمؤسسة
والكفاءات واملهارات التي تحوز عليها ومختلف املكونات االجتماعية وتوجهاتها وعادة ما يركز على مايلي:1
مدى فعالية تخطيط املوارد البشرية. -
مستويات األجور والحوافز. -
الظروف املادية واملعنوية للعامل. -
درجة والء العاملين وشعورهم باالنتماء للمؤسسة. -
مستوى املهارات الفنية والتقنية واملعرفية للعاملين واملدراء في املؤسسة ،الخبرة ،معدل الدوران. -
.2تشخيص الوظيفة التسويقية :يشير تشخيص هاته الوظيفة :إلى مجموعة األنشطة التي تتضمن انسياب السلع
والخدمات من املنتج إلى املستهلك.2
إن انسياب السلع والخدمات من املؤسسات املنتجة الى املستهل تتطلب من إدارة التسويق تغذية عكسية حول
الخدمات التي يردها املستهلك ،قنوات التوزيع مدى توفر السلعة في أوقات الطلب ،اجراء دراسات بحثية أو ما يعرف
ببحوث التسويق وترجمة تلك املعلومات إلى قرارات تخدم في النهاية املستهلك.
وعموما فان املؤسسات الحديثة التي ترفع شعار املستهلك تاج فوق روؤسنا القائمة على التوجه التسويق الحديث
تهدف الى معالجة مايلي:3
نقاط القوة والضعف في السياسات السعرية . -
-مزايا وعيوب السياسات السعرية ملنتجات لجديدة .
-تطوير طرق الترويج ( كاإلعالن-البيع الشخص ي خدمات مابعد البيع ،وفاء الزبائن ،االسم التجاري.
.3تشخيص الوظيفة املالية :يركز التشخيص هنا على جوانب القوة املالية في املؤسسة ،مصادر التمويل (داخلي –
خارجي) ومدى توفر السيولة ،وعموما فإن تشخيص هاته الوظيفة يتضمن كيفية إدارة أموال املؤسسة بطريقة
تحقق املواءمة بين السيولة والربحية ،فضال عن معدل العائد على االستثمار ومعدل النمو الربحية.
.4تشخيص الوظيفة االنتاجية :يركز هذا لتشخيص على جوانب مهمة كأنظمة االنتاج ،املواقع االنتاجية ،املزايا
والعيوب التقنية للمنتج (جودة عمليات التصنيع) لطاقة االنتاجية للصانع وعموما فإن تشخيص هاته الوظيفة
يتجه الى " تحقيق جودة ملنتج و الخدمة وجودة املطابقة ،اذ ينصب اإلهتمام على مقارنة املنتج لخصائص التصميم
املعتمدة.4
.5تشخيص وظيفة البحث والتطوير :وتتجه الى تشخيص املنتجات الجديدة الناتجة عن عمليات التحسين االبتكار ،
تشخيص طاقات البحث.
.6اإلدارة والتنظيم :تشخيص الهيكل التنظيمي تفوض لسلطة ،مرونة التنظيم ،اتخاذ القرارات.
1عبد الفتاح املغربي ،عبد الحميد رعباط ،مرجع سبق ذكره ،ص .133
2محمد أحمد عوض ،االدارة االستراتيجية :االصول واالسس العلمية لدار الجامعية ،مصر ،2000 ،ص ص.157-154 ،
3سعد غالب ياسين ،مرجع سبق ذكره ،ص .85
4عبد لكريم محسن ،مجيد النجار ،إدارة االنتاج والعمليات ،مكتبة الذاكرة ،بغداد ،العراق ،2006 ،ص.63
79
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
81
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
عاملها األساس ي ذلك املنظور املؤسس على املوارد الذي يأخذ بعين االعتبار املؤسسة واستراتيجيتها من خالل حافظة
النشاطات ( منتجات -األسواق) بل من خالل مواردها الداخلية املدية والغير املادية.1
يرتكز هذا املدخل حسب ) bounfour (2000على خمس أسس تدور حور ما يلي:2
-أداء املؤسسة يتحدد او يتوقف باألساس على مواردها بدال من هيكل السوق.
املؤسسات غير متجانسة بما تحوزه من موارد وكفاءات. -
تشكيل املوارد يتطلب وقت. -
بعض االصول الحرجة ليست قابلة للمتاجرة (الشهرة املعارف الضمنية). -
نظرة ديناميكية ومتناسقة للموارد يجب أن تطور داخل املؤسسة. -
إن مرحل املوارد يعتبر من املدخل الحديثة في التحليل االستراتيجي الذي يعطي االهمية كبيرة للموارد والقدرات -
الداخلية وتحديد أداء املؤسسات .
.1مفهوم املوارد:
ويشير مصطلح املوارد الداخلين إلى أنها ،تلك االمكانيات املتاحة في املؤسسة إلى املزيج من االمكانيات املالية والبشرية
والتكنولوجيا واألنظمة اإلدارية املختلفة ونظام املعلومات.3
وحسب ( )barnay 1991فقد أعطى 03تصنيفات للموارد :
الرأس املال املادي :التجهيزات التكنولوجيا. -
الرأس املال البشري :الخبرة ،الذكاء ،املعرفة). -
-الرأس املال التنظيمي :الهيكل التنظيمي و العالقات التنظيمية .
.2خصائص املوارد:
إن املوارد في املؤسسة مولدة للميزة التنافسية ومصدرا استراتيجيا تتضمن خصائص تتميز بما يلي:4
-الندرة :أي محددة لدى بعض املؤسسات وال يمكن للمؤسسات االخرى الحصول عليها.
القيمة :يجب أن يكون للمورد قيمة يسمح بإنتهاز الفرص وتجنب التهديدات ويسهل املنظمة الدخول لألسواق -
ويسم في إضافة قيمة للمنتج النهائي.
صعبة التقليد :يجب أن يتصف املورد بصعوبة التقليد ملنع املنافسين من اكتسابه ،فمثال املوارد التي تسمح -
للمؤسسة بتحقيق امليزة التنافسية معقدة اجتماعيا مثال العالقات ما بين األفراد ،سمعة املؤسسة وهي ظواهر
إجتماعية يصعب تقليدها.
البدائل :حتى يحافظ املورد على قيمة ال يجب أن يكون له بديل حتى يتسنى للمنافسين نقله . -
أن يكون مدى الحياة :حيث تظل املوارد والكفاءات مدى الحياة غير محدودة وتزداد قيمتها كلما زاء استعمالها. -
1سماللي يحضية ،أثر استراتيجية املوارد والكفاءات على امليزة التنافسية ،أطروحة دكتوراه ،جامعة الجزائر ،2005 ،ص .65
2bounfour. A : (2000) : la valevr dynamiorve ducapital immateriel, revve francaise degestion n 130, p112.
3احمد القطامين ،اإلدارة االستراتيجية ،دار مجدالوي ،األردن ،عمان ،ط ،2002 ،1ص.62
4موساوي زهية ،نظرية املوارد والتحديد ،مداخلة ضمن امللتقى الدولي حور االداء املتميز للمنظمات والحكومات ،أيام 09-4مارس ،2004
جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،ص.145
82
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
الحيازة :حسب ( )barnayعلى املؤسسة تنظيم اجراءاتها وهيكلتها للحصول على القيمة الكامنة ملواردها عند -
تحقيق امليزة التنافسية.
إن قدرة املؤسسة على تحقيق استمرارية تفوقها التنافس ي يتطلب التحديد املستمر ملورادها والتحليل الدقيق لبيئتها
التنافسية املحيطة فاملوارد الداخلية أصبحت قوة خفية تساهم في خلق القيمة من خالل عمليات االبتكار وهي رمز
للربحية من خالل العوائد املحققة.
ويمكن القول بأن مفهوم املوارد ( )ressourcesيشير إلى مجموع األصول واإلمكانيات ومختلف أنماط العمل وطرق
إنجاز أهداف املؤسسة إضافة إلى املعارف والصورة والسمعة ،والثقافة التنظيمية السائدة التي تستطيع املؤسسة
التحكم فيها وتوجيهها إلى نحو يزيد من يقظتها في املحيط الذي تنشط فيه وتوفر لها املزيد من التميز من خالل تعبئة املوارد
في إنجاز استراتيجياتها وهي بذكر تشكل محصلة لنقاط قوة تمكنها من تقوية مركزها التنافسية مقارنة باملؤسسات األخرى
.3تصنيفات املوارد :تصنف املوارد الداخلية الى ما يلي:1
-املوارد املنظورة :وتشمل األصول املادية ( كاألرض -العمل –اآلالت -املعدات ،رؤوس األموال املصانع.
املوارد غيراملنظورة :وتشمل اجراءات االختراع ،سمعة الشركة ،العالمة التجارية ،شبكات الشركة). -
القدرات :وتشمل مهارات األفراد ،الروتينات التنظمية ،الثقافة التنظمة ،الثقة بين اإلدارة العمال. -
إن املوارد الداخلية تشكل قدرات داخلية تتمتع بها املؤسسة وهي كامنة وغير واضحة تستطيع املؤسسة استغاللها
في بناء استراتيجيات وهي أحد نقاط قوتها لتحقيق املزيد من الفعالية.
ويضيف تشارلز هل ،وجاريت جونز بأن موارد املنظمة هي كل ما يتعلق باملوارد املادية ،كاألرض املباني ،املصانع،
التجهيزات) واملوارد املعنوية السمعة ،املهارات التسويقية.2
إن التعاريف السابقة ترى بأن موارد املؤسسة تشمل موارد ملموسة وأخرى غير ملموسة ،وهي تشكل نقاط قوة
ونقاط ضعف بالنسبة للمنافسين حيث تستطيع املؤسسة من خاللها تجاوز مختلف االخطار والتهديدات ،واقتناص
الفرص الخارجية بينما يظل انعدامها لدى مؤسسات أخرى تهديدا لها ،بالتالي ثالثي قوتها التنافسية ،حيث تشكل تلك
القدرات الكامنة أحد االدوات الستحداث القيمة لدى الزبون.
فحسب ( " morgan (1996أن املؤسسات القوية ماليا في اقتصاد موجه بالسوق تتمتع بميزة تفوق تنافسية في
موقع السوق ،وهذه امليزة تأتي من املوارد ،فالعوامل الداخلية تعطي ربحية للمؤسسة نسبة ( )%50-%45في حين يتراوح
التباين املفسر للصناعة نسبة ( )%10-8ومن هنا يتضح أن ربحية املؤسسات تتأثر بالعوامل الداخلية (نظرية املوارد)
على حساب النموذج الهيكل الصناعة ( )porterالعوامل الخارجية ،3وهو ما يعطي األهمية القصوى للتحليل الداخلي
للمؤسسة كمصدر تفوق كنافس ي دائم لها.
يعرف عادة بعامل النمو يعطي منظمة األعمال توجهها املستقبلي ويمكن تلخيص االفعال االستراتيجية
الضرورية التي يمكن ملنظمة األعمال ان تعتمدها في اطار هذه التوجهات .
املبحث الرابع :عالقة تشخيص املحيط الداخلي باملحيط الخارجي .نموذج سوات
(.)S.W.O.T
إن نموذج ( )S.W.O.Tأو ما يعرف بالتحليل االستراتيجي الثنائي هو نتاج عملية تشخيص السيئة الداخلية
والخارجية للمؤسسة ،وطبيعيا فإنه يوفر كم هائل من املعلومات عن بيئة املؤسسة والفرص والتهديدات فضال عن نقاط
القوة ونقاط الضعف.
إن الهدف من عملية التحليل هي ربط نتائج تحليل البيئة الداخلية والخارجية وتحديد تلك العالقة التي تترجم في مختلف
القرارات االستراتيجية التي تختارها املؤسسة بناء على التناسق واملوادمة بين قدرات املؤسسة واملتغيرات الخارجية وبالتالي
يقدم هذا التحليل إطارا عاما للموازنة وتحقيق العالقة بين االستراتيجية املختارة كما أنه يفيد في بيان نوع االستراتيجية
أو الدافع االستراتيجي لذي يجب على املنظمة استخدامه لكي تكسب ميزة تنافسية) .)ROW1994
يشير نموذج سوات ( )S.W.O.Tإلى العالقة بين متغيرات املحيط الداخل:
نقاط القوةSTREVGHS . -
نقاط الضعف weaknesses -
متغيرات املحيط الخارجي. -
الفرص opportvnitès : -
التهديداتthreats. -
املطلب األول :مفهوم تحليل سوات .S.W.O.T
يعرف نموذج S.W.O.Tعلى أنه تحليل يهدف إلى مقارنة نقاط القوة والضعف في املنظمة بالفرص والتهديدات
التي تعرضها البيئة (.1)wright 1998
ويضيف ( )robinson 1994بأنه تشخيص نظامي لعوامل القوة والضعف الداخلية والفرص والتهديدات
الخارجية واالستراتيجية التي تمثل التوافق االفضل بينهما.2
إن مصفوفة ( )S.W.O.Tتقوم على تقدير وتقيم نقاط القوة والضعف في املحيط الداخلي والفرص والتهديدات
املوجودة في البيئة واملحيط الخارجي للمؤسسة.
حيث تسمح في النهاية بتحديد أربع استراتجيات الى املؤسسة االستريجيات هجومية استراتيجيات اصالحية ،
استراتيجيات دفاعية ،استراتيجيات انكماش).
املطلب الثاني :اإلطارالعام لتحليل .S.W.O.T
يقوم هذا التحليل على 04أطر أساسية لتعلق بمعرفة مايلي:
الفرص :وتمثل الفرص الظروف واالحداث املواتية في البيئة الخارجية ذات التأثير االيجابي. -
التهديدات :وتشمل لتغيرات السلبية في البيئة الخارجية للمؤسسة والتي لها تأثير على نمو وتطور ملؤسسة -
ومركزها التنافس ي.
1طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .323
2نفس املرجع ،ص .323
84
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
نقاط القوة :وهي صفات ومؤهالت تملكها املؤسسة وتساعدها في التفوق على املؤسسات األخرى وقد تسهل -
مهارات احتياجات أسواق لها القدرة على خدمتهم .
نقاط الضعف :وتمثل الجوانب السلبية في ملؤسسة ،كالنقص في املهارات ،االمكانيات مقارنة مع غيرها من -
املنافسين وتؤدي إلى فشلها ،حيث تسعى املؤسسة الى توجيه نقاط القوة إلصالح ذلك العجز.
إن أهمية نموذج S.W.O.Tفوضته البيئات املتغيرة في محيط املؤسسة الداخلي والخارجي ذات املتغيرات املعقدة والتي
تشكل مصدر نجاح أو فشل املؤسسة ،فنموذج S.W.O.Tرغم قدمه اال أنه مازال يحظى بالكثير من االحترام ،حيث يساهم
في تقديم الحلول االستراتيجية للمؤسسة ،وعلى تحقيق أهدافها ،من خالل توفير قاع معلومات حول القيود املفروضة
نحو التوسع من جهة ومن جهة أخرى استشراف الفرص املوجودة في محيط املؤسسة ،فضال عن تطوير االمكانيات
الداخلية للمؤسسة وزيادة كفاءة انشطتها الداخلية.
املطلب الثالث :استراتيجيات نتائج تحليل .S.W.O.T
إن تحليل S.W.O.Tيقدم إطارا مرجعيا يتم من خالله مقارنة نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات لتكون
املحصلة في النهاية 04استراتيجيات أساسية أو ما يعرف باملواءمة بين أوضاع الداخلية والخارجية لتحديد االستراتيجيات
األربعة التالية:
.1االستراتيجيات الهجومية :تتجه املؤسسة إلى هاته االستراتيجية عندما تتمتع املؤسسة نقاط قوة في بيئتها الداخلية
وتتوفر الفرص املتاحة في البيئة الخارجية .
.2االستراتيجيات االصالحية :وتسمى العالمة ،تتجه إليها املؤسسات التي تعاني من نقاط ضعف داخليين لحاول دون
استغالل الفرص املتاحة في البيئة الخارجية.
.3االستراتيجيات الدفاعية :تتجه املؤسسة الى هذا النوع من االستراتيجيات عندما تمتلك نقاط قوة كبيرة ولكنها
تواجه تهديدات شرسة من البيئة الخارجية.
.4االستراتيجيات االنكماشية :تتجه إليها املؤسسات في حالة ما إذا كانت تمتلك نقاط ضعف داخلية وتواجه تهديدات
كبيرة من البيئة الخارجية فاملؤسسة هنا في وضعية ال تحسد عليها فهي تواجه قصور في الداخل وتهديدات في الخارج
وبالتالي تركز على التقليل من نقاط ضعفها من جهة وتقليل تهديدات البيئة الخارجية من جهة أخرى.
والجدول التالي يوضح مضمونة :S.W.O.T
85
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
86
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
.3مرحلة النضج :املنتج ،هنا يحقق أكبر ربح فاملبيعات تستمر في الزيادة وكان وتيرة أقل حتى تصل إلى قطة االستقرار
السوق مهيكلة الحواجز عالية بسبب املنافسة العالية ،التحليل االستراتيجي هنا يذهب إلى إنشاء حواجز لعدم دخول
شركات أخرى والتوجه نحو عوامل أخرى غير السعرية له صلة باملستهلكين وتفادي املواجهة.
.4مرحلة التدهور (الشيخوخة) :تتميز بثبات وانخفاض املبيعات األرباح ضعيفة جدا ركود السوق ،عدم القيام
بالنشاط التسويقي Dymarketigالتركيز غلى األنشطة املالية التغطية التكاليف استبدال املنتج ،وتعديله ،إن
التحليل االستراتيجي يجب أن يذهب إلى تحديد االستراتيجية املناسبة خاصة التسويقية في كل مرحلة من مراحل
املنتج للحفاظ على املركز التنافس ي للشركة والشكل التالي يوضح تلك املراحل:
الشكل رقم ( :)16مراحل دورة حياة املنتوج.
املبيعات
الزمن
التقديم النمو النضج التدهور
املصدر :تامر الكبرى ،استراتيجيات التسويق ،دار اليازوري للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2008 ،ص.115
87
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
تكلفة الوحدة
250
200
150
100
50
10 20 30 40 50 الخبرة (حجم
االنتاج المستواكم
Source : schoefler s. buzell. r.d , impact of srtategic planning on profit performance, h.b.r, march – april
(1974).
.) منحنى الخبرة )التجربة:)17( الشكل رقم
تكلفة الوحدة
10 السعر هامش
9 تخفيضC الربح
السعر
8 B
A
7
10 20 30 40 الخبرة
Source : schoefler s. buzell. r.d , impact of srtategic planning on profit performance, h.b.r, march – april
(1974).
88
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
جرت العادة على تمثيل منحنيات الخبرة على خطوط مستقيمة تظهر كما يلي:
املؤسسة ( :)Aالخبرة لها كبيرة تتمتع بميزة تنافسية على أساس التكلفة وتشغل هذا الوضع لتحقيق هوامش -
عالية.
املؤسسة ( :)Bلها خبرة متوسطة ،موقع معتدل ،تحاول تحسين هوامشها من خالل الرفع من حجم االنتاج. -
املؤسسة ( :)Cلها خبرة ضعيفة جدا ،عليها تطوير تلك الخبرة أ الخروج نهائيا من مجال النشاط. -
املطلب الثالث :مصفوفة النمو.
تركز هاته املصفوفة على االستراتيجيات املناسبة و الواجب اتباعها بالنسبة ألي نشاط تمارسه املؤسسة ,حيث
يواجه صاحب(صانع القرار ) مسألتين
األولى :تتصل باألسواق التي سيتعامل معها. -
-الثانية :تتعلق باملنتجات التي يمكن تقديمها حيث نواجه 04بدائل ممكنة .
.1استراتيجية التغلغل في السوق :تنطوي على تقديم منتجات حالية في االسواق الحالية النشاط الترويجي _ التوزيع
.2استراتيجية تنمية و تطويرمنتجات جديدة :تنطوي على ادخال منتجات جديدة لألسواق الحالية (النمو و التطوير)
.3استراتيجية توسيع السوق :تقديم منتجات حالية ألسواق جديدة (مناطق جغرافية) و هي مبنية على فكرة التوزيع .
.4استراتيجية التنويع :تقديم منتجات جديدة ألسواق جديدة .اختالف درجة التنويع املترابط و الغير مترابط .
الجدول التالي يوضح ذلك:
الجدول رقم ( :)05مصفوفة النمو.
املنتج
املنتجات الجديدة املنتجات املطورة املنتج الحالية
توسيع خطوط اإلنتاج - تعزيز جهود البحث والتطوير - التغلغل في السوق -
االسوق الحالية
احالل منتجات جديدة محل القديمة - إدخال التنوع - البحث عن الكفاءة واملرونة -
التنويع - إضافة خصائص جديدة - الحفاظ على املوقع -
البحث عن املنتجات مرتبطة ببعضها - تحسين استخدامات مختلف - تحسين التميز للمنتجات -
تحسين استخدام املوارد - املنتجات تحسين نمو العالمات التجارية -
نمو خطوط اإلنتاج - تجزئة االسواق - جذب عمالء جدد -
االسواق املستهدفة
التنويع العمودي - تمييز املنتجات - اضافة قنوات توزيع جديدة -
السوق
تحسين مرونة العمليات - زيادة الدعاية واالعالن - استخدام االسعار للدفاع عن -
استخدام تكنولوجيا مترابطة. - تغير األسعار - املوقع
تحسين الجودة وتقديم خدمات - التحسين والتطوير السريع -
تنويع في قاعات غير مرتبطة - االستعالم عن وجود منتجات - الذهاب ألسواق الجديدة -
األسواق الجديدة
االندماج واالستحواذ في قطاعات - جديدة مخصصة ملختلف شراء تحسين جاذبية املنتج -
تكنولوجية مترابطة وغير متربطة املستهلكين نمو الجهد الترويجية والدعائية -
التنويع في قطاعات مختلفة في دوارت - استخدام قنوات توزيع جديدة - قبول الخسائر خالل فترة -
حياتها من ناحية املبيعات واألرباح وسائل اعالمية جديدة تقديم املنتج
Source : Raymond-Alain thiètart la stratègie d’entreprise Mcgraw Hill, paris
89
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
املبحث الخامس :أدوات التحليل االستراتيجي على مستوى حافظة النشاطات .
املطلب األول :نموذج جماعة بوسطن االستشارية (.)B.C.G
يستخدم هذا النموذج في املؤسسات املتعددة املنتجات فمن الطبيعي أنه ال يصلح في املنتجات الوحيدة ،وهو
اداة تستخدم في تقيم وإدارة وحدات األعمال االستراتيجية (تقيم املركز التنافس ي لكل منتج ).
يعتمد على مؤشرين :معدل نمو السوق والحصة السوقية.
معدل نمو السوق: -
يمكن قياسه من خالل املعطيات االحصائية املتوفرة لدى الشركة (هل السوق يسير في الزيادة النقصان ،قياس التطورات
البيئية الخارجية فاملؤسسة تعتمد على النمو الحالي والنمو املستقبلي فالحالي من خالل االحصائيات املاضية واملعلومات
املتوفرة لدى املؤسسة ،أما النمو املستقبلي املتوقع نقيسه من خالل أساليب النمو.
الحصة السوقية: -
تقاس بحجم املبيعات لوحدة االعمال محل الدراسة إلى مبيعات أكبر منافس ،فمثال إذا كانت الحصة السوقية عالية،
فاملؤسسة مسيطرة على السوق ( رائدة ) ،فمثال مؤسسة لها حصة سوقية %30مؤسسة منافسة لها تمتلك % 50فإن
30
الحصة السوقية =
50
وتوضح الحصة السوقية في النهاية مدى ضعف أو سيطرة املؤسسة على السوق التي تعمل فيه ،انطالقا من
هاذين املؤشرين قدم مستشاري بوسطن مصفوفة ) )B.C.Gيوضحها الشكل التالي:
الشكل رقم ( :)18مصفوفة ).)B.C.G
معدل نمو السوق
II I
النجم عالمة االستفهام ؟
عالي -نمو كبير -وجود فرص للنمو
-احتياجات مالية مرتفعة -احتياجات مالية ضخمة
الحاجة إلى سيولة املوارد
%10
-تدفقات مالية ()0 -تدفقات مالية ()-
معدل السيولة
توازن عجز
منخفض III IV
البقرة الحلوب $ الكالب
-نمو منخفض -نمو منخفض
-احتياجات مالية قليلة -احتياجات مالية قليلة
-تدفق مالي ()+ -تدفق األموال ()0
فائض توازن سلمي
عالي x10 منخفض x1 الحصة السوقية x0
املصدر :عبد السالم أبو قحف ،أساسيات اإلدارة االستراتيجية ،الدار الجامعية ،االسكندرية ،مصر ،2005 ،ص
.215
90
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
تتضمن مصفوفة ) 04 )B.C.Gمناطق ( خانات ) وكل خانة تدل على االنعكاسات املالية لكل نشاط ،وما إذا كان
هذا املوقع يولد سيولة نقدية أو يستهلك سيولة نقدية.
.1املجموعة Iعالمات االستفهام:
املنتجات التي تقع في هذا املربع تتمتع بحصة سوقية منخفضة وتمثل منتجات في بداية دورة حياتها فاالستفهام
يدل على أن املؤسسة تواجه إشكالية التطور أو الترك ومن هو االصلح لها.
وتحتاج الى قدر كبير من السيولة النقدية حتى تنافس الصناعات املزدهرة ،فالتحليل االستراتيجي هنا يكون مبني
على قرارات عقالنية ومدروسة وهل يمكن للمؤسسة السقاط املنتوج من حافظة نشاطاتها.
أما أفضل االسترتيجيات هنا للمنظمة " أن تقوم بإتباع استراتيجية التركيز الذي يساعدها على تخطي االنخفاض
في حصتها ومحاولة االستفادة من معدل نمو السوق كما يمكنها اتباع استراتجية النمو والتوسع وقد ال تتيح امكانيات
املنظمة اال اتباع ستراتيجية االنكماش.1
.2املجموعة IIالنجوم :املنتجات التي تقع في هذه املنطقة تمثل افضل منتجات املنظمة وأكثرها سيولة تقدرية واكثرها
ربحية.
هذه املنتجات لها معدل نمو عالي وحصة سوقية مرتفعة وتدفقات نقدية قوية تحاول املؤسسة تحويل هاته
النجوم إلى بقرات نفدية ،واملؤسسة أيضا تحاول توجيه التسير من االستمارات واالموال إلبقاءها في مستوى النجمومية
والوقوف في وجه املنافسين ،فإن النجوم غالبا ما تستهلك النقد بدل من توليد ففي هذه الظروف على املنظمة اتباع
استراتيجية النمو والتوسع ،فاملنظمة كلتي تحافظ على الريادة تعمل على الزيد من استمارات النمو.2...
.3املجموعة ( IIIالبقرة الحلوب):
املنتجات التي تقع في هذه املنطقة لها حصة سوقية عالية وتدفقات مالية كبيرة أكبر من التكاليف يمكن تعزيز هذه
الواحدات عن طريق االنفاق على البحث والتطوير وتقديم منتجات جديدة في السوق.
فالتدفقات الداخلية أكبر من التدفقات الخارجية املؤسسة تحقق أرباح كبيرة متال ذلك قطاع البترول.
.4املجموعة الرابعة ( )IVالكالب الخطرة:
املنتجات التي تقع في هاته الخانة لها حصة سوقية ضعيفة سق يتميز بالركود املؤسسة هنا في وضعية ال تحسد عليها ربح
ضعيف ،فهي ال تمثل مصدر أساس ي للسيولة النقدية وبالتالي يجب إسقاطها من حافظة نشاطاتها.
-املنتجات في هذه املنطقة خطرة تضر بسمعة املؤسسة وتجعلها عرضة للتهديدات وبالتالي ينبغي القضاء عليها من خالل
استراتيجية التصفية أو االنكماش .
وفي ضوء التحليل السابق يمكن اقتراح 04استراتيجيات في هذا لنموذج:
منقطة البناء (اإلعمار) ( :)bouldهاته االستراتيجية تحاول تناب وحدات االعمال الحرجة (عالمات االستفهام) من -
أجل تحويلها الى وحدات ممتازة عن طريق توجيه االستثمارات لها ( تحقيق جودة السلعة النشاطات الترويجية ،تعزيز
املنتجات الحالية.
استراتيجية الحفاظ :)hold( :تستخدم في حماية وحدات األعمال القوية. -
1طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سابق ،ص .369
2نفس املرجع ،ص .369
91
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
استراتيجية الحصاد ( : )haverstتطبيق عندما يكون املستقبل غامضنا أو معتما لوحدة االعمال أي تحقيق أكبر -
قدر ممكن من األرباح قبل استبعاد هذه الوحدة.
استراتيجية االستبعاد divest :وهي استراتيجية اإلسقاط أو التخلص وهي تناسب وحدات األعمال الضعيفة -
واستثمار السيولة في وحدات أعمال االخرى.
فاملؤسسة تحاول من خالل نموذج ) )B.C.Gايجاد التوليفة ملناسبة من املنتجات ،فهي تبحث عن توازن املحفظة أو
ما يسمى بتوزيع املخاطر ،فنموذج ) )B.C.Gرغم قدمه إال أنه ما زال يحظى بالكثير من العناية ،ومن أهم مزايا هذا
النموذج مايلي:1
بساطة النموذج. -
ومن اهم املأخذ عليه مايلي2: مرئيته من خالل النظر املضغوطة يمكن قراءته -
عدم التحديد الدقيق مستويات النموذجي السوق. -
اعتماد النموذج أساسا على التكاليف. -
اعتماد النموذج على فرضيات ال يمكن تعميمها. -
املطلب الثاني :مصفوفة ما كينزي (. )mckinsey
أول ما طبقت في شركة جنرال الكتربك General electricوجاءت على أنقاض وقصور نموذج ) ،) B.C.Gيعتمد
هذا النموذج على بعدين (مؤشرين):
-جاذبية السوق( ،جاذبية الصناعة).
قوة األعمال (الوضعية التنافسية القدرة التنافسية). -
هذا النموذج ال يستخدم عدل النمو كمؤشر حيد عكس نموذج ) )B.C.Gكما استخدام متغيرات عديدة لقياس األداء
وبالتالي تجاوز فكرة الحصة السوقية كبعد ال يعبر عن نمو املؤسسة.
.1جاذبية السوق (جاذبية الصناعة) :وهي محصلة لعدد من األبعاد أو املتغيرات وتشمل الحجم الحالي للسوق أو
اإلجمالي ،معدل نمو السوق ( الزيادة-النقصان) معدل الربح –ابتكارات تكنولوجية ،واملؤسسة مفروض عليها معرفة
مكانتها في السوق مقارنة مع األخرين.
.2الوضعية التنافسية إلى القدرة التنافسية :يمكن تقييمها انطالقا من العوامل الفرعية التالية :الحصة الوقية
املالية-مقدار املوارد البشرية التكلفة البيئية للوحدة ،جودة املنتجات ،أصالتها سمعتها ،العالقة مع املوزعين عن
طريق معامالت أو ترجيحات ()...5،4،3،2،1
وتستطيع املؤسسة أن تعرف من خالل هذه املؤشرات مجاالت النشاط التي تولد لها اإليرادات وما هي املناطق التي
تحتاج الدعم ،فهذا النموذج يحاول التساؤل وتحديد من فأتي ايرادات املؤسسة .
أنشطة مقبولة
SOURCE : TARONDEAU. JEANCLOUDE : STRATEGIE INDUSTRIELL 2e= EDITION VIVBERT. PARIS : 1993
P32.
كلما اقتربت املجاالت من الركن العلوي ) (A.A.Aاأليسر كانت مكانة تنافسية عالي ،وجاذبية عالية) كانت
املؤسسة أكثر ربحية ( ،منطقة التطوير) .
وكلما اتجهنا نحو الجزء السفلي ( )C.C.Cكان مجال النشاط رديئا وبالتالي التخلي عن هذا النشاط الخروج من
السوق.
وكلما توجهنا نحو الوسط ( )Bاألنشطة املقبولة تحاول املؤسسة الحفاظ عليها ،وتحاول تحسين نشاطاتها .
إن مزايا هذا النموذج مايلي:
يسمح لنا بتقييم ليس مجاالت النشاط الحالية فقط بل مجاالت النشاط الكامنة واملختلفة . -
هذا النموذج يعطي صورة أدق املؤسسة التنافسية . -
أ ما جوانب الضعف فيه فهو يعطي طابع غير موضوعي لبعض جوانب التقييم حيث يمكن من تشخيص ألخر ،كما
يعطي بدقة الوضع الحقيقي والتنافس ي ملنتجات املؤسسة.
وعموما كائن هذا النموذج يعتمد على إعطاء عامالت ترجيح لكل األبعاد السابقة في املتغيرين ويحاول جمعها ،لتكون
في النهاية معبرة عن قوة جاذبية الصناعة والوضعية التنفسية.
املطلب الثالث :نموذج (.ARTHAR-DILLITE (A.D.L
يعتمد هذا النموذج على متغيرين أو مؤشرين هما :
-املركز التنافس ي.
النضج الوظيفي -
93
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
يعتبر هذا النموذج من بين النماذج التي تساعد على اختيار االستراتيجية املناسبة لنجاح املؤسسة ويطلق عليه اسم
مصفوفة هوفر ويعاكس تطور املنتجات واألسواق واملركز التنافس ي لها ويعتمد على دورة حياة املنتج التي تحتاج الى سيولة
مالية في كل مرحلة (حالة نموذج ).
.1املركزالتنافس ي :و يعتمد على مردودية الوظائف انطالق وظيفة االنتاج _ وظيفة املالية –املوارد )
.2النضج الوظيفي :محدد لعدة متغيرات منها األنواع املنتجات _ استقرار حصة السوق _ و كلها كانت الوظيفة في حالة
نضج كان الخطر أقل و تكون عوامل التقييم محددة مسبقا .
ويوضح الشكل التالي نموذج :
الشكل رقم ( :)20نموذج (.ARTHAR-DILLITE (A.D.L
إن نموذج ADLيلخص أرابع استراتيجيات للمؤسسة وهي التطور الطبيعي _ التطور االنتقائي _ اعادة توجيه و
التخلي .إ ن الهدف من املحفظة االستراتيجية التي يمكن اتباعها فقد نجد املؤسسة تتبع اكثر من استراتيجية لتطوير
منتجات جديدة و التخلي عن منتجات قديمة و بمعنى اخر اتخاذ القرار العقالني انطالق من قوة الشكة _ مواردها األصلية
و معطيات البيئة الخريجة وجاذبية األسواق حيث تختار املؤسسة النموذج األنسب لها .
94
التشخيص الداخلي للمؤسسة الفصل الخامس
الخالصة:
إن تشخيص املحيط الداخلي يعطي للمؤسسة نظرة خاصة حول مواطن قوتها وضعفها في القدرات واالمكانيات
التي تحوز عليها بيئتها الداخلية من جهة ،ويعطي لها تصورا عن مركزها التنافس ي بشكل عام هذا التصور الذي يمكنها من
إعادة بناء قدراتها في إطار أهدافها اإلستراتيجية الحالية واملستقبلية ،وبالتالي تعظيم الفرص املتاحة في البيئة الخارجية
ومواجهة التهديدات ،مما يمكنها في النهاية من ايجاد موائمة استراتيجية بين القدرات الداخلية و مخاطر البيئة الخارجية ،
وبالتالي ربط تحليلها الداخلي بالتحليل الخارجية لتشكيل اتجاه استراتيجي صحيح في املستقبل و محاولة بناء ميزة
95
الفصل السادس:
الخيارات االستراتيجية في املؤسسة
الخيارات االستراتيجية في للمؤسسة الفصل السادس
تمهيد:
ترتبط استمرارية املؤسسة بقدرتها على التنافس الحالي واملستقبلي ،وفق القدرات واإلمكانات التي تحوز عليها
هاته األخيرة تشكل مرجعية أساسية لتكوين الخيارات اإلستراتيجية في ضوء التحليل الدقيق ملحيطها الخارجي والداخلي
واألهداف التي تسعى إليها .فالنجاح والتفوق التنافس ي كثيرا ما يرتبط بالخيار االستراتيجي أو البديل األفضل الذي تم
توليده في ظل ظروف البيئات املعقدة واملتغيرة واملكاسب الناتجة عن تلك الخيارات االستراتيجية ،لتصل في النهاية إلى
97
الخيارات االستراتيجية في للمؤسسة الفصل السادس
يعرفه Thompsonعلى أنه" :ذلك الخيار الذي يقابل احتياجات وأولويات املنظمة والقادر على تحقيق أهدافها من -
وجهة نظر صانعي القرار واملؤثرين فيه أكثر من أي بديل آخر والذي يمكن أن ينفذ بنجاح".1
ويشير هذ ا التعريف أن وضع الخيار االستراتيجي يستند إلى حاجة املؤسسة لها انطالقا من كفاءة مواردها
أحد والقدرات التي تتمتع بها والذي يساهم في تحقيق األهداف والغايات املقصودة وطموحات املديرين في تبني
الخيارات املتاحة والذي يؤدي في النهاية إلى تحقيق سبق تنافس ي في األسواق.
كما يعرف على أنه" :حالة ناتجة عن املقابلة بين نقاط القوة والضعف الداخلية للمنظمة بالفرص والتهديدات -
الخارجية املحتملة".2
يشدد هذا التعريف على أن الخيار االستراتيجي هو محصلة نهائية لدالة الفرص والتهديدات التي تمنحها وتعمل
فيها بيئة املنظمة والقدرات الداخلية املشكلة لها سواء كانت كفاءات بشرية أو مادية والتي تساعد في النهاية على تحقيق
الوضع األفضل للمنظمة مقارنة بمنافسيها.
كما يعرف على أنه" :عملية اختيار البديل االستراتيجي األفضل من بين البدائل املتاحة الناتجة لتفاعل عوامل البيئة -
الخارجية تمثل بالفرص والتهديدات من ناحية وعوامل البيئة الداخلية املتصلة بنقاط القوة والضعف من جهة
أخرى".3
بينما يشير " : Dimmockعلى أن الخيار االستراتيجي عبارة عن الهدف النهائي املتفق عليه من مجموعة أو جماعات -
التحالف املسيطرة والنابع من تفاعل عناصر القوة اإليديولوجية إلدراك الطموحات والقيم لهذه املجموعة مع البيئة
كأساس لتحديد املسارات اإلستراتيجية للمنظمة".4
إن هذا التعريف يجزم على تحقيق التوافق النهائي لتعظيم املنفعة والقيمة في املستقبل لجميع األطراف وإيجاد
نوع من التوافق والتعايش مع األهداف املسطرة والطموحات والقبول.
وعموما فإن الخيار االستراتيجي عبارة عن نوع من التوازن بين الذي يجمع بين تحليل دقيق لنتائجها الداخلية
والخارجية سواء تعلق األمر بقدراتها أو املخاطر التي تهدد ذلك الخيار ،فضال عن أهداف وطموحات املسيرين ،ليعبر
ذلك الخيار في النهاية عن درجة التوازن والتكيف والتطبيق والقيمة التي يخلقها حاضرا أو مستقبال لوضع املنظمة في
السوق وأمام منافسيها.
1محي الدين قطب ،الخياراالستراتيجي وأثره لتحقيق امليزة التنافسية ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،ط ،1عمان ،األردن ،2012 ،ص .19
2نفس املرجع ،ص .19
3زكريا مطلك الدوري ،اإلدارة االستراتيجية ،دار اليازوري للنشر والتوزيع ،األردن ،2015 ،ص .211
4محمد الصميدعي ،استراتيجية التسويق مدخل كمي وتحليلي ،دار الحامد ،األردن ،2010 ،ص .102
98
الخيارات االستراتيجية في للمؤسسة الفصل السادس
فاملنظمات الكبيرة تملك املوارد والصغيرة محدودة في هذا الجانب وتبقى املخاطر تسيطر على املسيرين من حين
آلخر وإن تعددت توصيات املستشارين لصعوبة تنفيذ ذلك من جهة وسمعة املنظمة التي تكون على املحك ألنه بكل بساطة
يتعلق بالنجاح واالخفاق املستقبلي.
فتحديد الرؤية الواضحة والدقيقة ألعمالها في املستقبل يتوقف على درجة االعتماد على الخيار األمثل والذي
يكون مبني على الواقعية والعقالنية واالمكانيات املتوفرة وهو ما يزيد من أهمية الخيار االستراتيجي الذي تتخذه املنظمة.
تحقيق وضع تنافس ي متميز للشركة من خالل تبني االختيار االستراتيجي الذي يحقق رسالة املنظمة التي تم رسم -
خطوطها وحدودها وفق الرؤيا االستراتيجية آلفات املستقبل.
وضع املسارات االستراتيجية املناسبة للمنظمة من مثال التفاعل بين عناصر القوة واإليديولوجيا واإلدراك -
والطموحات والقيم لجماعات التحالف مع البيئة.
يوضح آفات تطور املنظمة في املستقبل بناء على حجم املوارد املتاحة. -
تساهم تلك الخيارات في تحسين موارد املنظمة مستقبال. -
املطلب الثالث :مراحل وصعوبات صنع الخياراالستراتيجي.
يتفق أغلب الباحثين في املجال االستراتيجي واملجال التسويقي على غرار ) (DAVID , 1995 :310و (JOHSON
) AND SCHOLES , 1993 : 203والحسين )(2000 , 205أن تلك املراحل مجمعة في 03مراحل أساسية:2
.1مرحلة توليد البدائل االستراتيجية :حيث توضع مجموعة من البدائل االستراتيجية املتاحة واملمكنة التطبيق
واملتناسبة مع األهداف التي تسعى املنظمة إلى تحقيقها.
.2تقويم البدائل االستراتيجية :تجرى عملية التقويم اعتمادا على مجموعة من املعايير الكمية وغير الكمية ،فاملعايير
الكمية تتضمن صافي الربح ،سعر السهم ،الحصة السوقية ،العائد على االستثمار ،العائد على حق امللكية ،معدل
دوران العمل.
أما املعايير النوعية فتتمثل في مقابلة االستراتيجية لألهداف وتناغم االستراتيجية مع املتغيرات البيئية ،وتوافق
االستراتيجية مع القدرات املالية للمنظمة ،وتحقيق املرونة والتكيف ،وتحقيق املزايا التنافسية فضال عن إمكانيات
التطبيق وتكون مقبولة من جماعة املصالح ،وإمكانية تطبيقها وتحقيق األهداف بأقل املوارد.
1عبد العزيز صالح بن حبتور ،اإلدارة االستراتيجية :إدارة جديدة في عالم متغير ،دار املسيرة لنشر والتوزيع ،عمان ،ط ،2004 ،1ص ص
.255 ،254
2أكرم سالم الجنبابي ،اإلدارة اإلستراتيجية وتحديات القرن :21مفاهيم ،نظريات ،مداخل ،دار املنهل ،األردن ،2017 ،ص.187
99
الخيارات االستراتيجية في للمؤسسة الفصل السادس
.3اختيار البديل االستراتيجي املناسب :بعد التقويم يتم اختيار البديل املناسب الذي يحقق األهداف وفق توجيهات
إدارة املنظمة ولكل بديل إيجابيات وسلبيات.
وتطرح عادة الكثير من التساؤالت خاصة حول املزايا والعيوب لكل بديل استراتيجي وما إذا كان يوفر مكاسب
تنافسية للمنظمة وهو ما يطرح إعادة النظر أو توليد بدائل جديدة وهو ما ذهب إليه ) DAVID (1995 :194بالقول
بأن هناك عدد غير محدود من األعمال املمكنة كبدائل إستراتيجية إال أنه يجب التركيز على شكل البدائل األكثر
جاذبية فيما يتعلق باملنافع واملآخذ واألرباح والكلفة.1
هناك الكثير من الصعوبات واملعوقات التي تحد من صنع خيار إستراتيجي دقيق مبني على تصورات عقالنية ومن بين
تلك الصعوبات ما يلي:2
.1املعلومات :قد ال تتوفر كامل املعلومات لصانعي الخيار اإلستراتيجي أو قد يكون يؤدون أعمالهم في ضوء معلومات غير
كاملة أو غير صحيحة وفي كلتا الحالتين يتأثر العدد املتاح من البدائل وبالتالي فإن استمرارية صنع الخيار االستراتيجي
تبدو أمرا غير مناسب.
.2الوقت وضبط التكلفة :إذ أنه في حالة تخطي صانع الخيار االستراتيجي األبعاد الزمنية املحددة له ويتجاوز تكلفة ما
هو مسموح به ،فإن فاعلية قراره ستتدهور وبالتالي تتأخر مناهج العمل عن التنفيذ.
.3انقطاع االتصال :إذ قد تكون املعلومات املفيدة واملناسبة متوافرة فعال في املنظمة ،إال أنها بعيدة عن املتناول أيدي
اإلدارتين املشاركتين في صنع الخيار االستراتيجي.
.4السوابق املماثلة :إن األفعال السابقة والسياسات املوضوعة قد يفسد التفكير والتروي عند صانعي الخيار
االستراتيجي ،وهنا تحول األعمال السابقة دون دراسة وتفهم البدائل املغرية.
.5اإلدراك والتبصر :إن الخيار االنتقائي من بين ما هو موجود يؤثر وبشكل ملحوظ على عملية الخيار االستراتيجي في
هذه الحالة يكون سلوك صانعي الخيار معتمدا على املشاهدة ولكن بالقدرة اإلدراكية السلمية والتبصر والحكم
املوضوعي في ضوء املحددات الداخلية والخارجية ليصل صانعي الخيار إلى مبتغاهم من دون تقصير.
وعموما فإن عملية صنع الخيار االستراتيجي يتطلب اإلحاطة بكل جوانب النجاح واالنفتاح على البيئة الخارجية
والتخلص من الثقافات السابقة والسرعة في انجاز الخيار وتقديرات صانعي الخيار.
املبحث الثاني :الخيارات االستراتيجية على مستوى املؤسسة.
إن الخيارات على مستوى املؤسسة كثيرا ما يسميها البعض اإلستراتيجيات الكبرى ،ألنها تعطي دفعا للمؤسسة بالنمو
مستقبال أو تغييرا جذريا في أنشطتها ،فعامل الخبرة والحنكة وأقدمية السوق وطريقة التنافس والقدرات الجوهرية ،والنمو
في فترات االضطراب ورياح التغيير كلها عوامل تجعل املؤسسات أكثر ليونة مع محيطها التنافس ي ،فالدراسات األدبية في
مجال اإلدارة تركز على 03خيارات أساسية :إستراتيجية النمو ،إستراتيجية االستقرار ،إستراتيجية االنكماش.
1طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .403
2محي الدين قطب ،مرجع سبق ذكره ،ص .85
100
الخيارات االستراتيجية في للمؤسسة الفصل السادس
وترتبط إستراتيجية النمو في الغالب بتوسيع أعمالها ونشاطاتها الحالية وزيادة أسواقها ومبيعاتها وخلق أسواق
جديدة وتقديم تشكيالت جديدة.
يوفر النمو مزايا إضافية إلدارة املنظمة العليا فكلما كانت املنظمة أكبر حجما حقق لها ذلك مزايا أفضل. -
تمكين املؤسسة من البقاء في السوق. -
منح املؤسسة فرصة لالستفادة من اقتصاديات الحجم وتخفيض التكاليف لتغذية قدرتها التنافسية. -
تحسين حجم عوامل اإلنتاج لزيادة التشغيل. -
املصدر :عبد الباري درة ،محمد سعود ،اإلدارة االستراتيجية في القرن 21النظرية والتطبيق ،دار وائل للنشر ،ط ،1األردن ،2014 ،ص .180
.1استراتيجية التركيز :وهنا تركز املؤسسة على تحقيق النمو من خالل تركيز مواردها في اتجاه واحد أو منتج واحد
وبالتالي هاته االطالة تسمح لها بتراكم الخبرة ،فهذا التركيز يسمح لها بتوظيف مزيد من الجهد والوقت لدخول أسواق
جديدة وإيجاد منتجات جديدة.2
ويصاحب هذا النوع من االستراتيجية العتماد على بديلين هما:3
التركيز العمودي :ويعني التوسع في نشاط املنظمة باالعتماد على نقل املواد األولية لوحدها بدال لشركات أخرى -
ويؤدي ذلك إلى تكامل عمودي خلفي باتجاه املواد األولية أو تكامل عمودي أمامي باتجاه املستهلك فإقامة مدارس
خاصة باملنظمة والسيطرة على إضافة التوزيع من خالل دخولها في ذلك.
التركيز األفقي :يكون من خالل دخول أسواق جديدة ليؤدي إلى ما يسمى بالتكامل األفقي ،حيث يساعد ذلك في -
تقليل تكاليف الصفقات وعقد صفقات جديدة بتكاليف أقل وبالتالي لجعلها أكثر كفاءة باالستفادة من
اقتصاديات الحجم الكبير.
.2استراتيجية التنويع :تستهدف هذه االستراتيجية دخول املؤسسة إلى قطاعات جديدة غير مألوفة سابقا وغير مرتبطة
بنشاط املؤسسة الحالي ،فضال عن إضافة منتجات جديدة لها ارتباط بهوية ونشاط املؤسسة األصلي ،وهي بذلك
تحاول توزيع مخاطرها ومناطق نفوذها وتحقيق أرباح عالية وتتبع في ذلك نمطين هما:
التنويع املركزأو املتوسط :ويعني إضافة منتجات جديدة لها عالقة وارتباط نشاط املؤسسة األصلي قد يكون في -
أحد مجاالت اإلنتاج أو التسويق كأن تدخل املنظمة في سوق قطع الغيار على أن تكون مختصة في صناعة
السيارات وبالتالي تمكنها من استثمار قدراتها وتوفير عائد مالي مغري.
التنويع املختلط أو غير املترابط :تهدف من خاللها املؤسسة إلى تنويع نشاطاتها وإضافة منتجات جديدة تماما -
عن نشاطها األصلي ،ويتيح هذا النمط من التنويع فوائض مالية تمكنها من تحسين قدراتها اإلنتاجية وبالتالي زيادة
تمركزها التنافس ي في األسواق ،ومثال على ذلك دخول شركة لصناعة الحواسيب إلى مجال صناعة الطائرات أو
صناعة الباخرات وغيرها.
املطلب الثاني :استراتيجية االستقرار.
تقوم هاته االستراتيجية على فكرة الحفاظ واإلبقاء على الوضع الحالي والنجاحات الحالية العتبارات تتعلق
بالحفاظ على األرباح املكتسبة والتواجد في األسواق التقليدية لها التي تدر عليها موارد مالية محدودة ويحاول أصحاب
وأنصار هذه االستراتيجية عدم تحدي املنافسين والعمل في هدوء ،وتصلح في الصناعات التي تتميز باالستقرار وعدم وجود
اضطرابات سيئة فاستراتيجية االستقرار تعني استمرار املنظمة في العمل مستقبال وفقا ملا هو جار فحسب BOSEMAN
( ،)1989إن توجه املنظمة عن استراتيجية االستقرار إذا كانت البيئة الخارجية البمحيطة لن تتغير بشكل جوهري في
املستقبل القريب ،مما يجعلها تستمر بنفس منتجاتها ،قطاعات أعمالها ،أهدافها ،خططها ،سياستها ومراجع عملها
الحالية دون تغير.1
إن هاته االستراتيجية تحقق للمؤسسات مكاسب على املدى املتوسط ،لكن قد تفقد بريقها في املستقبل ويرجع
اهتمام ودوافع املؤسسة لها العتبارات تتعلق باالقتناع باملستويات املتحققة في األداء الحالي ،فضال عن تجنب املخاطر
الناتجة عن التوسع وتوظيف فائض املوارد لتحسين وتجديد قدراتها التنظيمية التي تعتبر مصدرا مهما ملزاياها التنافسية.
.1استراتيجية عدم التغير :وهي استراتيجية الحفاظ على الوضع الراهن واستمرار الشركة لخدمة عمالئها بنفس
األسلوب الذي كان متبعا في املاض ي ،فمزيج املنتجات وقنوات التوزيع واألسواق والعمالء واألهداف تبقى نسبيا بال
تغيير.
.2استراتيجية التقدم بحذر :وهي استراتيجية مؤقتة ملنظمة ترغب في االنتظار لحين ما تتضح طبيعة البيئة الخارجية
ومعرفة مالئمة تلك البيئة لعملها.1
.3استراتيجية الربح :تنطلق هذه االستراتيجية من فكرة التضحية بالنمو مستقبال ،فهي تحاول تحقيق مكاسب آنية
من خالل االلتفات إلى الصفقات غير املجدية والتي تشكل تكاليف تعيق نمو املؤسسة في األجل القصير وهي تحاول
بذلك خلق موارد لوقت الحاجة ملواجهة تعقيدات البيئة الخارجية غير املستقرة والتي قد تكبح جماح نموها بالشكل
املرغوب فيه مستقبال.
املطلب الثالث :استراتيجية االنكماش.
مالمح هذه االستراتيجية يبرزها املوقف التنافس ي للمؤسسة الضعيف الذي يترجم في ضعف األداء وتدهور
املبيعات وقلة األرباح فاملؤسسة هنا تعيش ضعفا كبيرا يزداد سوءا مع مرور الوقت.
وتعبر استراتيجية االنكماش على أنها استراتيجية دفاعية تستخدمها املنظمة عندما يكون وضعها التنافس ي
ضعيفا في بعض أو جميع خطوط منتجاتها والناتج عن األداء الضعيف.2
كما تعبر على أنها االستراتيجية التي تتبعها املنظمة ملواجهة أزمات طارئة تأمل املنظمة في مرورها ونجاح املنظمة
في البقاء نتيجة لقدرتها على تقليص حجم نشاطها .3فاستراتيجية االنكماش تتجه إليها املؤسسة نتيجة عوامل داخلية
كضعف الكفاءة التشغيلية فضال عن عوامل خارجية تفرضها ضغوطات املنافسة وتعقيدات البيئة االقتصادية التي
تعيش فيها املؤسسة والتي تحد من تحقيق أهدافها.
وعموما فإن املؤسسات التي تتبع هذه االستراتيجية يستقر بها الحال إلى عدة بدائل أو خيارات منها:4
وعموما فإن هاته االستراتيجية تهدف إلى تحسين الكفاءة التشغيلية وهو حال املؤسسات التي تعاني من ضغط
. التكاليف ووضع حد للنفقات العامة وإعادة تأهيل املؤسسة من جديد
1عبد الباري إبراهيم درة ،محمد سعود ،مرجع سبق ذكره ،ص 186
2مؤيد سعيد سالم ،أساسيات اإلدارة اإلستراتيجية ،دار وائل ،األردن ،ط ،2015 ،1ص .173
3محمد أحمد عوض ،اإلدارة اإلستراتيجية :األصول واألسس التعليمية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،2000 ،ص .187
4عبد الباري إبراهيم درة ،محمد سعود ،مرجع سبق ذكره ،ص .188
103
الخيارات االستراتيجية في للمؤسسة الفصل السادس
.2استراتيجية الشركة األسيرة :وتعني موافقة املؤسسة على جعل نفسها أسيرة من خالل التنازل عن استقالليتها لجهة
أخرى تنقذها من وضعها السلبي.
فقد تتخلى املؤسسة عن بعض نشاطاتها التسويقية وتصبح معتمدة على مؤسسة أخرى للقيام بذلك أو التخلي عن
بعض الوظائف لصالح مؤسسات أخرى نتيجة لنقص مواردها املالية وهي نوع من اإلنقاذ لها إلى حين استقرار وضعها الحالي
بدل بيع أحد وحداتها.
.3استراتيجية التصفية (البيع للغير) :وهي أحد القرارات السيئة للمؤسسة ذات الحجم الكبير فالتصفية املبكرة أحد
أدوات انقاذ املؤسسة ،وتلجأ إليها الشركات لبيع بعض الفروع أو وحداتها ومثال على ذلك شركة FORDو
LANDROVERاملتعثرتان إلى شركة .TATAMOTORS
.4استراتيجية اإلفالس :وهي آخر البدائل االستراتيجية املكرهة للمؤسسة ،وتعلن إشهار إفالسها ،وحقوق األطراف
األخرى عليها ،وتوزيع األصول بطريقة نقدية على املساهمين واملالكين.
املبحث الثاني :الخيارات على مستوى وحدات األعمال.
استخدم مصطلح وحدات األعمال ألول مرة في شركة جنرال الكتريك التي كانت تضم 200وحدة لكل منها سوق معينة
واستراتيجية خاصة بها.
تشكل هاته الخيارات دعما كثيرا لتنافسية املؤسسة في السوق وتعمل مجتمعة على تحسين الوضع التنافس ي ملنتجات
أو خدمات املؤسسة في صناعة معينة أو قطاع سوقي معين.
ويقصد بالخيار االستراتيجي على مستوى وحدات العمل شكل االستراتيجية التي ترتبط بالوحدة التي تبيع السلع
والخدمات وليس الشركة األم التي تتكون من عدة وحدات ،وكذلك ليست استراتيجيات الوظائف التي تتعلق بوظائف
املنظمة.1
إن الخيارات االستراتيجية املطروحة على مستوى وحدات األعمال تتعلق باملنافسة في األسواق املألوفة التي يكون فيها
الصراع كبيرا وتتصف وتشبه باملحيط األحمر كداللة على دموية تلك املنافسة وشراستها ،ويعد تحديد الخيارات
االستراتيجية على مستوى وحدات األعمال من القضايا الرئيسية وتصنف إلى صنفين :االستراتيجيات التنافسية
واالستراتيجيات التعاونية.
1عبد الباري إبراهيم الدرة ،محمد سعود ،مرجع سبق ذكره ،ص .207
104
الخيارات االستراتيجية في للمؤسسة الفصل السادس
االستراتيجيات االستراتيجيات
التعاونية التنافسية
املصدر :طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،اإلدارة االستراتيجية :منظور منهجي متكامل ،دار وائل للنشر ،ط،3
عمان ،األردن ،2015 ،ص .417
105
الخيارات االستراتيجية في للمؤسسة الفصل السادس
طريقة التنافس :وتشمل استراتيجية املنتج ،استراتيجية التموقع ،استراتيجية التسعير ،التوزيع ،التصنيع. -
حلبة املنافسة :وتتضمن اختيار ميدان التنافس لألسواق واملنافسين. -
أساس التنافس :وتشمل األصول واملهارات املتوفرة لدى الشركة التي تعتبر أساس امليزة التنافسية. -
إن االستراتيجيات التنافسية املوضوعة من طرف املؤسسة هدفها تحقيق التميز عن اآلخرين وتعطي لها أفضلية ومدى
تنافس ي في السوق الذي تنشط فيه.
Competitive scope
differentiation Cost leadership Broad target
نطاق التنافس
استراتيجية التركيز سوق مستهدف ضيق
Focus strategy Narrow taget
استراتيجية التركيزعلى التمايز استراتيجية التركيزعلى التكلفة
Differentiation focus Cost focus
امليزة التنافسية
Competitive advantage
املصدر :عبد الباري إبراهيم ،محمد سعود ،اإلدارة اإلستراتيجية في القرن الحادي والعشرين ،دار وائل للنشر ،األردن ،ط ،2014 ،1ص
.217
من الشكل نالحظ أن M.PORTERقدم ثالث استراتيجيات بغرض تحقيق أداء أفضل عن بقية املنافسين في
الصناعة ،وهذه االستراتيجيات تعد كمزايا تنافسية تتفوق من خاللها املنظمة على منافسيها وتشمل ما يلي:
1تشارلز هل ،جاريت جونز ،اإلدارة االستراتيجية :مدخل متكامل ،ترجمة محمد الرفاعي ،سيد أحمد املتعالي ،دار املريخ للنشر ،الرياض،
السعودية ،ج ،1ص ص .309 ،308
106
الخيارات االستراتيجية في للمؤسسة الفصل السادس
1نبيل مرس ي خليل ،امليزة التنافسية في مجال األعمال ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،1996 ،ص .37
2عبد الباري إبراهيم الدرة ،محمد سعود ،مرجع سبق ذكره ،ص .218
3نبيل مرس ي خليل ،التخطيط االستراتيجي ،دار املعرفة الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،ط ،1996 ،1ص .223
4سعد غالب ياسين ،االدارة الدولية ،دار اليازوري ،عمان ،األردن ،ط ،1999 ،1ص.160
5عبد العزيز صالح بن حبتور ،مرجع سبق ذكره ،ص .229
107
الخيارات االستراتيجية في للمؤسسة الفصل السادس
وتمايز الخدمة كسهولة الطلب وسرعة التسليم فضال عن تمايز املوظفين وتمايز قنوات التوزيع ومدى تغطيتها ،إضافة
إلى تمايز الصورة والهوية وما يحمله الزبائن عن الشركة.
إن استراتيجية التميز يكتب لها النجاح في املؤسسة عندما يقدر املستهلكون قيمة االختالفات في املنتج أو الخدمات
التي يحصلون عليها مقارنة باملنتجات األخرى وبالتالي زيادة الوالء ملنتجات الشركة.
إن النجاحات السابقة تدمرها مجموعة من املخاطر "فأساليب التمايز التي تتبعها املنظمة تصبح أقل أهمية
للمشترين األمر الذي يؤدي إلى صعوبة الحفاظ على السعر املرتفع".1
فاملزايا التي تحصل عليها املؤسسة من جراء تبني هاته االستراتيجية ال يعني الحفاظ على نجاحها باستمرار نتيجة
ما يلي:
عدم قدرة الشركة في املدى الطويل لالحتفاظ بهذا التميز من طرف عمالئها. -
تقليد املنافسين ملنتجات وخدمات الشركة. -
ضخامة تكاليف التميز (سواء في املعدات ،أموال ،البحث والتطوير وتحسين املنتج). -
عدم جدوى حواجز الدخول نتيجة مجهودات املنافسين في مجال البحث والتطوير أو استخدام مواد أولية رفيعة -
تسمح بتحسين جودة املخرجات.
.3استراتيجية التركيز:
تقوم هاته االستراتيجية على التركيز على قطاع محدد من املستهلكين سواء أفراد أو منظمات وتكمن أهمية هذا
النوع من االستراتيجيات في التركيز على قطاع محدد من السوق بدل التعامل مع السوق بأكمله وبالتالي القدرة على خدمة
ذلك القطاع بطريقة أفضل من خالل توجيه كل املوارد واملجهودات نحوه.
يتطلب نجاح هاته االستراتيجية ما يلي:2
وجود مجموعات مختلفة ومتميزة من املستثمرين ممن لهم حاجات مختلفة أو يستخدمون املنتج بطرق مختلفة. -
عدم محاولة أي منافس آخر التخصص في نفس القطاع السوقي املستهدف. -
عندما ال تسمح موارد الشركة إال تغطية قطاع سوقي معين. -
عندما تتفاوت قطاعات الصناعة بشكل كبير من حيث الحجم ومصدر النمو والربحية. -
إن استراتيجيات التركيز أحد االستراتيجيات التي تركز على األسواق الصغيرة والغير مكتظة باملنافسين وبالتالي تمكن -
املؤسسة من االستجابة السريعة لخدمة متطلبات عمالئها ،والعمل على تلبية رغبات ميوالتهم وبالتالي زيادة وفائهم
ومواجهة أخطارها ينبغي بناء قطاع معلومات تسويقي حول معرفة الزبائن ودرجات تفضيالتهم نتيجة لهجرتهم إلى
منتجات بديلة قد يقدمها غيرهم نظرا ملحدودية السوق.
إن استراتيجية التركيز تحاول استخدام والتركيز على التكلفة والتمايز.3 -
1عبد الباري إبراهيم الدرة ،محمد سعود ،مرجع سابق ،ص .219
2إسماعيل محمد السيد ،االدارة االستراتيجية :مفاهيم وحاالت تطبيقية ،الدار الجامعية للطباعة والنشر ،عمان ،األردن ،2020 ،ص .204
3عبد الباري إبراهيم الدرة ،محمد سعود ،مرجع سبق ذكره ،ص.220
108
الخيارات االستراتيجية في للمؤسسة الفصل السادس
• التركيزعلى التكاليف:
وتركز على خدمة زبون أو خبراء من السوق املستهدف من خالل توفير املنتجات والخدمات بتكاليف منخفضة،
حيث تعتبر املنتجات تحمل قيمة إضافية للمؤسسة مقارنة مع املنافسين.
• التركيزعلى التمايز:
ومعناه البحث عن التميز داخل القطاع التي تقدم له خدمات أو سوق جغرافية محددة وضيقة أو خط إنتاج
محدد أو زبون معين ،حيث تميز نفسها عن باقي املنافسين ،فالتمايز قد يكون في املنتجات أو الخدمات ويكون موجها
أساسا لطلبات املستهلكين الذي يرغبون في الحصول واقتناء منتجات لها خصائص فريدة عن منتجات املنافسين.
1عبد الباري إبراهيم الدرة ،محمد سعود ،مرجع سبق ذكره ،ص .220
2أكرم سالم الجنابي ،اإلدارة االستراتيجية وتحديات القرن :21مفاهيم ،نظريات ومداخل ،دار املنهل ،عمان ،األردن ،2017 ،ص .201
3عيس ى حيرش ،مرجع سبق ذكره ،ص .299
109
الخيارات االستراتيجية في للمؤسسة الفصل السادس
1عبد الباري إبراهيم الدرة ،محمد سعود ،مرجع سبق ذكره ،ص .223
2طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .424
3نفس املرجع ،ص .424
4عبد الباري إبراهيم الدرة ،ناصر مسعود ،مرجع سبق ذكره ،ص .226
110
الخيارات االستراتيجية في للمؤسسة الفصل السادس
املستهلك نحو عالمة املؤسسة وبناء صورة له ،ومحاولة تقريب السلعة منه من خالل إيجاد استراتيجية توزيع مباشرة أو
غير مباشرة واعتماد وسطاء في ذلك ،وبالتالي فنجاح االستراتيجية التسويقية في املؤسسة يقودنا إلى االستغالل الكفء
ملوارد املؤسسة وتوجيهها نحو الدخول إلى األسواق وكيفية املنافسة فيها وكيفية هيمتنها على القطاع الذي يقوم فيه
بتسويق منتجاتها.
.3االستراتيجية املالية:
تهدف هاته االستراتيجية إلى طريقة تحقيق املوازنة في املؤسسة كما تكشف على استراتيجية التمويل وما إذا كانت
تعتمد على هيكل التمويل الذاتي أو هيكل التمويل الخارجي الذي يزيد في حجم التدفقات املالية ومختلف القرارات املالية
في املؤسسة ،والتي لها انعكاس على الدورات االستثمارية وعموما البحث عن األموال من مختلف املصادر وبأقل التكاليف
والتركيز أكثر على العائد والربحية ،وتهتم االستراتيجية املالية بفحص العديد من املؤشرات الخاصة باملديونية ،الربحية،
االستخدام وهذه الجوانب تعطي مؤشرات على كافة استخدامات املوارد املالية.1
فاالستراتيجية املالية تبحث في كيفية الحصول على مصادر التمويل وتحليل املشاريع االستثمارية وحساب األرباح
املتوقعة وتكلفة واملدة الزمنية الالزمة ،وتوزيع األرباح واألسهم وفي النهاية استخدام تلك املوارد في التمويل واالستثمار
ومعرفة أفضل الطرق الستغاللها لتعزيز األداء وتحسين الوضع التنافس ي للمؤسسة.
.4استراتيجية البحث والتطوير:
تعد هاته االستراتيجية مهمة جدا في الصناعات الحديثة القائمة على املعرفة واالبتكار ،وقلة دورة حياة املنتجات
وقصر عمرها ،فالدورات االبتكارية تزيد من تنافسية املؤسسة في األسواق أو القطاعات التي تنشط فيها "فقد ازداد التأكيد
على دور البحث والتطوير في إضافة قيمة من خالل روابط داخلية بوظيفتي التصنيع واالبتكار".2
إن نمو املؤسسة في سوق تنافسية يرتبط بمدى تقديمها ملنتجات جديدة من خالل تطوير وتحسين املنتجات من
خالل استراتيجية البحث والتطوير سواء في املجال اإلنتاجي أو مجال التصنيع أو في مجال التسويق.
إن استراتيجية البحث والتطوير تقودنا إلى ما يلي:3
حل مشاكل اإلنتاج وزيادة حجمه من خالل املعارف املحصلة. -
تحسين نوعية املنتجات تصبح أكثر قدرة على التنافس. -
تقليص تكاليف اإلنتاج. -
تغير أو إحالل تقنيات تساعد على استخدام املوارد. -
.5استراتيجية املوارد البشرية:
إن نجاح وتفوق املؤسسة كثيرا ما يعزى إلى حسن اختيار واستقطاب الكفاءات والعاملين فيها سواء من حيث
املهارات أو طريقة إدارة هاته القوى ،حيث تساهم في النهاية في تحسين مخرجات املؤسسة "فالتطورات التكنولوجية،
وتخفيض حجم العمالة ،وإعادة توصيف الوظائف ،والنقل ،والتدريب املستمر للعمالة ،وتغيير أساليب العمل ،كلها
1ظاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .423
2ظاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .422
3قويدري محمد ،و اقع و أفاق أنشطة البحث والتطويرفي البلدان املغربية ،امللتقى الدولي حول التنمية البشرية وفرص االندماج في اقتصاد
املعرفة ،جامعة ورقلة 9 ،و 10مارس ،2004ص 250
111
الخيارات االستراتيجية في للمؤسسة الفصل السادس
محاور لها تأثير على حاضر ومستقبل املؤسسة ،فجوانب تطوير وتدريب وتصميم فرق العمل وزيادة مهارات العاملين تعتبر
مفردات مهمة ضمن هذه االستراتيجية.1
فالصناعات الحديثة هي صناعات قائمة على استخدام تكنولوجيا اإلعالم واالتصال واملعارف وتختلف جذريا عن
الصناعات التقليدية السابقة ،حيث تزيد فيها تنوع مزيج املهارات والتحكم في أنظمة اإلعالم واالتصال ،وسرعة التدريب
الش يء الذي يزيد في إعادة النظر وتحصيص نفقات التكوين لزيادة معارف ومهارات العاملين في تلك املؤسسات ،حيث
عمليات إدارة املوارد البشرية من اختيار وتعيين وترقية ،وأنظمة الحوافز والتدريب كلها استراتيجيات تزيد من قدرة اإلدارة
على استغالل املوارد و تنفيذ االستراتيجيات في املستوى األعلى.2
فاملؤسسات الحديثة تعتمد على نظم املعلومات متطورة بفضل توظيف واستخدام تكنولوجيا اإلعالم واالتصال
) (TICوهي توفر في ذلك بنية تحتية لشبكات االتصال ،تسمح بتدفق املعلومات على كافة املستويات التنظيمية للمؤسسة
مما يسمح باتخاذ قرارات دقيقة سواء تعلق األمر بالعمالء اإلكسترانات EXTRANETأو خارجيا INTRANETوهي بذلك
تحاول بناء استراتيجية اتصال داخليا وخارجيا من خالل توفير بيئة وهياكل تكنولوجية ،حيث استراتيجية نظم املعلومات
تقوم على دمج تكنولوجيا املعلومات واالتصال في نشاط املؤسسات الحديثة أصبح يرتبط بخصائص املصانع الحديثة
والصناعات الحديثة القائمة واملرتبطة باملعلومات واملعارف واالتصاالت املستمرة باألسواق ،ناهيك عن االتصال املباشر
باملستهلكين ومختلف الزبائن وهي كلها عوامل تجعل االعتماد عليها أكثر من ضرورة ورهان حقيقي البد من الوصول إليه.
.7استراتيجية الشراء:
تتجه هاته االستراتيجية إلى تنويع مصادر الشراء ،والتوريد ملختلف العمليات اإلنتاجية التي تقوم بها املؤسسة
وعدم االكتفاء بمورد واحد أو مصدر واحد ،فتنويع الشركاء يزيد من قدرة التفاوض حول عمليات الشراء املختلفة
فاستراتيجية الشراء من مصدر واحد يتم اللجوء إليه لضمان الحصول على التجهيزات بالنوعية األفضل ،حيث يتمتع
باملوثوقية العالية.3
وتتبع املنظمات استراتيجية الشراء من مصدر واحد إذا كانت تتمتع بطاقة تخزين عالية وإنتاج آني كما يمكنها من
تنويع مصادر الشراء إذا كانت لها خطوط إنتاج متعددة تفرض عليها التعامل مع أكثر من مورد أو كما يسمى التوريد
املتوازي ،حيث يكون اهتمام املؤسسة يجمع بين جودة املادة األولية والسعر.
1ظاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سبق ذكره ،ص .423
2محمد إبراهيم ،إدارة املوارد البشرية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،2009 ،ص .324
3عبد الباري إبراهيم الدرة ،ناصر مسعود ،مرجع سبق ذكره ،ص .260
112
الخيارات االستراتيجية في للمؤسسة الفصل السادس
خالصة الفصل:
إن الخيار االستراتيجي يشكل أداة ومرجعية أساسية لتحقيق أهداف املنظمات وصانعي القرارات ،فنجاح هاته
األخيرة مربوط بالنتائج الدقيقة لعملية املفاضلة بين جملة البدائل املطروحة واملقترحة والقابلة للتنفيذ في ضوء اإلمكانيات
واملوارد واملخاطر التي تفرضها تغيرات املحيط الداخلي والخارجي ،فضال عن القيمة التي تخلقها تلك البدائل االستراتيجية،
وبالتالي على األنظمة إيجاد نوع من التوازن بين نقاط قوتها وضعفها وطموحات مسيريها وتبقى جميع البدائل املقترحة
مقبولة سواء على مستوى املؤسسة أو وحدات األعمال على املستوى الوظيفي لتحقق في النهاية السبق التنافس ي.
113
الفصل السابع:
إجراءات وخطوات تنفيذ ومر اقبة
الخيارات االستراتيجية
إجراءات وخطوات تنفيذ ومر اقبة الخيارات االستراتيجية الفصل السابع
تمهيد:
تشكل عملية التنفيذ اإلستراتيجي أصعب مراحل التغيير اإلستراتيجي في املؤسسات كونها ترتبط بترجمة تلك
الخيارات إلى أفعال ،ومحك على أرض الواقع ،ومدى قدرة املدراء على توفير البناء الالزم لذلك ،وبالتالي تظل عملية التنفيذ
مربوطة إلى حد كبير بمدى قدرة املؤسسة على حشد الطاقات التسييرية وتوجيه سلوكات العاملين وإيجاد نوع من التوافق
بين األهداف التي يحملها الخيارات اإلستراتيجية ومداخل تنفيذ ذلك ،وكيفية إدارة عمليات التنفيذ.
115
إجراءات وخطوات تنفيذ ومر اقبة الخيارات االستراتيجية الفصل السابع
بينما أشار ) (wheelen and hunger, 2012على أنها عملية وضع اإلستراتيجيات والسياسات موضع التنفيذ من
خالل تطوير البرامج واملوازنات واإلجراءات االزمة.2
تشير التعريفات السابقة إلى أن عملية تنفيذ اإلستراتيجية ماهي إال ترجمة للخطط املوضوعة إلى أرض الواقع
ومحاولة تجسيدها في شكل أفعال وإيجاد دعم لها من طرف املدراء والعاملين وحشد كافة املوارد لنجاحها ،وتكثيف الدعم
للشرح والتفسير والتوجيه ملا تحمله من عملية تغيير في مستقبل املنظمة ،حيث يحتاج كل ذلك إلى تكامل جهود املنظمة
على كافة املستويات.
بينما يرى ) (macmillan and stampose, 2010أنها محصلة األنشطة التي تهدف إلى تنفيذ اإلستراتيجية فعليا
من خالل الدور التوجيهي املهم لقيادة املنظمة وعمليات التغيير املدعومة بالثقافة التنظيمية واشراك العاملين.3
بينما يرى أخرون "أن عملية تنفيذ اإلستراتيجية تلك العملية التي ينوط بها تحويل اإلستراتيجية من موضوعها النظري
إلى واقعها العملي وذلك بتحويلها إلى إجراءات عمل في إطار بناء نظم الخطط ،وتخصيص املوارد البشرية واملادية ،ونظم
األفراد والحوافز ،ونظم املعلومات اإلدارية والقيادة.4
فالتعريفات السابقة تشير إلى أن عملية التنفيذ عبارة عن عمليات تغيير في املنظمة تتخللها إجراءات جديدة ،تتطلب
جهود كبيرة من طرف القيادة اإلدارية من خالل بذل جهود لدعم وتحفيز األفراد لقبول األوضاع الجديدة من خالل
إشراكهم في عملية التنفيذ ،وتغيير سلوكاتهم ،وحشد املوارد الالزمة لنجاح وتنفيذ تلك اإلستراتيجيات الجديدة ،فعملية
التنفيذ تعتمد على التعبئة وحشد املوارد املختلفة.
تشكل املتطلبات التنظيمية أحد الركائز األساسية لتنفيذ ونجاح الخيارات اإلستراتيجية والبدائل املقترحة ،على
مستوى املؤسسة ،فهي تشكل مرجع أساس ي وبناءا قويا متماسكا ومترابط فالغايات تبرر الوسائل التي تعمد عليها في عملية
التنفيذ.
ومن بين املتطلبات التنظيمية التي القت رواجا كثيرا في أوساط التسيير اإلستراتيجي نموذج ماكينزي التي قدمته شركة
ماكينزي لالستشارات ،MACKNSY CONSULTING COMPANYحيث يحدد 07متطلبات تنظيمية أساسية كما يوضحه
الشكل التالي:
االستراتيجية
املهارات
املوظفين
األنظمة
staff
systems
style structure
املصدر :الطاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ،اإلدارة االستراتيجية :منظور منهجي متكامل ،دار وائل للنشر ،األردن ،ط ،2015 ،3ص .458
يتضح من الشكل السابق ،أن املتطلبات التنظيمية لنجاح تنفيذ اإلستراتيجية تشمل العناصر التالية:
.1القيم والغايات املشتركة :وتمثل القيم والتطلعات والطموحات التي يشترك فيها جميع العاملين في املنظمة والتي ال
تكون صريحة وتشكل تلك القيم معتقدات راسخة في املنظمة والتي تشكل مفتاح أساس ي وروح جماعية داخل
املؤسسة وال تتعارض التغيير وتصبح داعمة لالستراتيجية.
.2اإلستراتيجية :وهي مجموعة املمارسات والخطط املرسومة الهادفة إلى تحقيق تفوق على املنافسين والتي وضعت بناءا
على تحليالت داخلية وخارجية وتخصيص املوارد ومراعاة أصحاب املصالح ومرشد لرسم االتجاه املستقبلي للمنظمة.
.3املهارات :وتمثل القدرات واإلمكانيات والكفاءات التي تحوز عليها املنظمة وتشكل لها سبق تنافس ي أمام املنافسين من
خالل القيم التي توفرها للمنظمة.
.4األنظمة :وتشكل قواعد وأسس العمل املرشدة واملستخدمة في جميع مستويات املنظمة ،كأنظمة املعلومات الخبيرة،
أنظمة الرقابة واالنتاج ،وأنظمة قياس األداء.
117
إجراءات وخطوات تنفيذ ومر اقبة الخيارات االستراتيجية الفصل السابع
.5املوظفين :وهم ركائز املنظمة في تنفيذ اإلستراتيجية بفعل ما يحملون من قدرات ومهارات وتوجهاتهم فعلى املؤسسة
االهتمام بهم ومكافأتهم على التنفيذ وترقيتهم فهم يمثلون املحاربون في معركة التنفيذ.
.6نمط اإلدارة :ويمثل طريقة وأسلوب تسيير املنظمة وفلسفتها التنظيمية ،وماهي القيم التي تعتنقها وتحاول بثها داخل
التنظيم وتصبح مع مرور الوقت كإيديولوجيا تسري في التنظيم ،ويحاول املدراء دوما إعطاء نمط تسيير خاص
بمؤسساتهم ،فاملؤسسة دوما انعكاس لشخصية القائد.
.7الهيكل :إن أغلب مواضيع تنفيذ اإلستراتيجية ترتبط وتتصل بنوعية الهياكل التنظيمية وكثيرا ما تطرح تساؤالت حول
توافق شكل الهياكل مع اإلستراتيجيات املختارة ،فالهيكل كل ما يوجد داخل املنظمة ويعبر عن التنظيم وطرق
االتصال ،املهام واملسؤوليات وطرق التنسيق بينهم.
فعند تقييم الهياكل وتشغيلها البد من التفكير في الجوانب األساسية للتمكين ومدى قدرة العمال على تحمل
املسؤولية فاألنظمة االجتماعية كثيرا ما تميل لالستقرار وكثرة اإلجراءات والقوانين تعيق عملية التنفيذ والتغيير.
فأنظمة املعلومات واالتصال داخل املنظمة يجب أن تضمن التنسيق بين مختلف الوحدات واألقسام وتمكن من
متابعة نشاطات هذه األقسام فالهياكل توضع دوما من أجل تنفيذ اإلستراتيجية ،فقد نجد الهياكل الحالية غير قادرة تماما
على تنفيذ اإلستراتيجية وبالتالي الحاجة الضرورية لتغيير وتعديل تلك الهياكل أمرا ضروريا.
وعموما فإن مشاكل تنفيذ اإلستراتيجية تدور حول عناصر أساسية ومهمة تشمل الهيكل ،الثقافة التنظيمية
وحشد املوارد وهي تشكل مفتاحا أساسيا لنجاح وتنفيذ اإلستراتيجية داخل املؤسسة.
إن تنفيذ اإلستراتيجيات على مستوى املنظمة يعني بكل بساطة إجراء عمليات تغير خاصة على مستوى بنية
املنظمة ،فهل يمكن فصل الفكرة عن التنفيذ.
إن تسيير التغيير يتعامل مع عدم التأكد الذي ينطوي على مخاطر تكون تكاليفه كبيرة جدا ،فهي طبعا صراعات
مدارس وأفكار وتيارات تحاول فصل التفكير عن الفعل ،وهو ما يقودنا إلى القول في النهاية ،حول كيفية ادماج الفكرة أو
التفكير والتنفيذ ،وهو ما يقودنا إلى عالقة جدلية بين صياغة اإلستراتيجية وتنفيذها.
فاملدراء والقادة لهم دور كبير في كيفية التعامل مع التغيير وإدارته ،وتصور املؤسسة مجموعة مترابطة ومعرفة
السياق الذي يتم فيه التغيير اإلستراتيجي.
فهناك الكثير من االفتراضات على أن عملية التغيير اإلستراتيجي مفهومة للجميع وكل األطراف فال بد أن يحصل
حولها إجماع كبير.
118
إجراءات وخطوات تنفيذ ومر اقبة الخيارات االستراتيجية الفصل السابع
فالكثير من الكتابات حول التغير اإلستراتيجي تنطلق من أن الرغبة في املحافظة على املمارسات واملعتقدات
السائدة ستؤدي إلى الجمود أو ما يسمى بنظام املعتقدات والسلوكات الحالية) (le paradigmeالذي يصعب عمليات
التغيير فضال عن تغير الرموز والروتينات التنظيمية.
فالطريقة التي يحدث بها التغيير اإلستراتيجي هي رهن للسياق والظروف الخاصة واملحيطة بكل مؤسسة فقط،
ينجح التغيير في مؤسسة وال ينجح في مؤسسة أخرى وليست الوصفة صالحة لكل مؤسسات.
فاملدراء والقادة لهاته املؤسسات مطالبون بالتحكم واملفاضلة بين املقاربات الخاصة بعملية تسيير التغيير
اإلستراتيجي ،وهم مطالبون أيضا بخلق السياق املناسب لتسيير التغيير داخل مؤسساتهم ،وكل هذه االفتراضات تشكل
قاعدة خلفية لنجاح عمليات التغير اإلستراتيجي في املؤسسة.
الطريقة التي يتصرف بها االفراد في عالقاتهم مع بعضهم تؤدي إلى نشوء إستراتيجيات وظيفية تختلف عن
اإلستراتيجيات املوضوعة ،فسلوكات األفراد داخل الهيكل تؤدي إلى ظهور إستراتيجيات ناشئة ،فضال على أن مستويات
التغيير اإلستراتيجي تتطلب توضيح مدى التغير الالزم إدخاله على مستوى املؤسسة.
أن إعادة توجيه املنظمة يتطلب تغييرات كاملة على املستويات الصناعة ،املنظمة ،املنتجات ،األسواق ويقترحون
مستويات التغيير التالية:1
.1استراتيجية االستقرار :وتمثل إعادة عملية التخطيط املعتمدة ،وعادة ال تتطلب مهارات جديدة أو تضيف مهام
مختلفة ،وتركز على أنشطة الفحص والرقابة واالستفادة من منحنيات الخبرة السابقة.
.2تغيرات روتينية في االستراتيجية :ال تجرى تغيرات كبيرة ،بل إعادة النظر في السياسات السعرية والتوزيعية وتكون
منصبة ومتجهة أكثر إلى املنتجات وفق رغبات وحاجات العمالء ،والتغيرات تهدف إلى تكييف تلك السياسات مع
تفضيالت العمالء.
.3تغيرات استراتيجية محدودة :تمس هاته االستراتيجية توجه املنظمة نحو أسواق جديدة من خالل تقديم منتجات
جديدة في إطار نفس أصناف املنتج وخطوط اإلنتاج ،حيث يتطلب ذلك إجراء تغيرات إلضافة منتجات أو تطوير أو
تحسين منتجات سابقة ،حيث يتطلب ذلك فحص ودراسة األسواق الجديدة حتى تسهل عملية التواجد فيها دون أية
مشاكل تذكر.
.4تغيرات مهمة :وتكون منصبة ومتجهة إلى عمق املنظمة ،فمثال الخيارات على شاكلة االندماج أو االستحواذ او إضافة
خطوط ّإنتاج جديدة في نفس الصناعة كلها تغيرات مهمة ،حيث يتطلب من املنظمة تكييف هياكلها التنظيمية لتكون
أكثر توافقا مع االستراتيجية الجديدة فضال عن نشوء ثقافة جديدة تتعارض مع الثقافات السابقة.
.5إعادة توجيه املنظمة :وهي تغيرات جوهرية وجذرية ألنها ستنقل املنظمة إلى صناعات جديدة وبالتالي فعملية التنفيذ
يتطلب بناءات جديدة من حيث روافع نجاحها سواء في الهياكل أو السياق الثقافي لها حتى ال تصطدم بمقاومة التغيير
لهاته االستراتيجية.
1طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد إدريس ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .445 ،444
119
إجراءات وخطوات تنفيذ ومر اقبة الخيارات االستراتيجية الفصل السابع
مواكبة الفعالية اإلدارية من خالل تصويب النظم اإلدارية فهي عملية تكاملية مع البيئة الخارجية والداخلية ورسالة -
املنظمة ونتائج األداء.
وبالتالي فإن أهمية الرقابة االستراتيجية تكمن أساسا في مد ومساعدة اإلدارة العليا بكافة املعلومات املسجلة
حول االنحرافات التي تظهر من حين ألخر نتيجة تغيرات داخلية أو خارجية تؤدي إلى اخفاق أو نقص في املوارد أو تغيير
سياسات قد تؤدي إلى االخالل بتحقيق ورهن األهداف املوضوعة وتهدد من تطبيقها.
حيث تسمح تلك اآللية من الوقوف على حجم اإلنجاز الفعلي ومدى مطابقته ملعايير األداء املتفق عليها ،حيث
تتجه املنظمات إلى عدة مداخل أو نماذج لقياس الرقابة االستراتيجية تتأرجح بين مداخل التقليدية ومداخل الحديثة وفق
مراحل وفلسفة جديدة حيث املنظمات الحديثة يطبعها االستمرارية املحتدمة في التنافس والتحسين املستمر نتيجة عدم
استقرار بيئة عملها.
املطلب الثالث :خطوات الرقابة االستراتيجية.
تتخذ الرقابة االستراتيجية خطوات متسلسلة تشمل العناصر التالية:
.1تحديد معاييراألداء :وهي معايير تستخدم لقياس النتائج وعادة ما تكون باألرقام كالجانب والحسابات أو نوعية تتعلق
بالجوانب الغير ملموسة (براءات االختراع ،املعارف املتولدة...إلخ).
.2قياس األداء :إجراءات قياسات لألداء املنجز وتسجيله.
.3تقييم األداء :أي مطابقة مستويات األداء املتحققة ومقارنة ذلك مع املعايير املحددة سلفا.
.4التعرف على االنحر افات :أي تحديد مديات االنحراف عن املعدالت املوضوعة سابقا وما إذا كانت ال تتفق مع
املعدالت املخططة ،وتوظيف املعلومات املجمعة ملعالجة القصور الحالي وإمكانية التنبؤ مستقبال.
.5تصحيح االنحر افات :وتتمثل في تحليل االنحرافات وتحليل بدقة أسباب القصور في األداء واتخاذ اإلجراءات ومعالجة
تلك االنحرافات كما يوضحه الشكل التالي:
الشكل رقم ( :)25نموذج مراحل الرقابة االستراتيجية.
تأسيس األهداف
غير مطابق
مطابق
عدم اتخاذ اإلجراءات
التصحيحية
املصدر :علي أكرم الجنابي ،اإلدارة االستراتيجية في القرن :21مفاهيم ،نظريات ومداخل ،دار املنهل ،األردن ،2017 ،ص .245
121
إجراءات وخطوات تنفيذ ومر اقبة الخيارات االستراتيجية الفصل السابع
إن النموذج السابق يترجم املعايير والخطوات التي تم شرحها سابق ،حيث يعتمد وبدقة على حجم املعلومات
املرتدة وتوقيتها املناسب املحدد للقرارات السريعة ،حيث أن املنظمات الحديثة هي منظمات كثيفة االستعمال لتكنولوجيا
املعلومات مما يجعلها أكثر املنظمات تحسينا لعملياتها من حين آلخر خاصة أنظمتها الرقابية التي تساعدها في التزود من
حين آلخر لسير مختلف عملياتها ونشاطاتها.
الرقابة االستراتيجية
املصدر :أكرم سالم الجنابي ،اإلدارة االستراتيجية وتحديات القرن :21مفاهيم ،نظريات ومداخل ،دار املنهل ،األردن ،2017 ،ص .247
من الشكل نالحظ أن الرقابة االستراتيجية وفق املدخل املعاصر تعتمد على نمطين هما رقابة معلوماتية ورقابة
سلوكية ،حيث تهتم الرقابة املعلوماتية باملعلومات الوافدة من البيئة الداخلية وظروف األداء ،والقدرة على توفير
اإلمكانيات والتسهيالت املساعدة على اإلنجاز ،بينما املعلومات الخاصة بالبيئة الخارجية تشير إلى معلومات حول تطورات
بيئة املؤسسة ،املنافسين وبيئة الصناعة ،والفرص والتهديدات التي ترهن نجاح استراتيجية املنظمة.
حيث تلك املعلومات أداة قوية توفر يقظة خارجية للمؤسسة حول حجم التغييرات في بيئتها التي تتطلب املراقبة
املستمرة والتجديد املستمر ومراجعة االستراتيجيات املختارة وأهدافها ،بحيث تجعلها أكثر مرونة ) (flexibilityوليونة في
تعاملها مع األحداث الخارجية ،فضال عن توفير معلومات حول الزبائن (معرفة الزبائن ،معرفة املنتجات ومعرفة
املنافسين).
فاملنظمة لكي تستطيع مسايرة محيطها تحتاج إلى معرفة تطورات هذا األخير من خالل الرصد املستمر والسرعة
في تنسيق األحداث واالطالع الجيد والذي يمكن املؤسسة من اتخاذ القرارات املناسبة انطالقا من حجم املعلومات املتوفرة
التي تأتي من محيطها والتي ينبغي على املؤسسة أن تقوم بتحليل ذلك املحيط (املحيط التقني التكنولوجي) ودراسة مختلف
العالقات مع منافسيها ومورديها ومواطن قوتها وضعفها وكيفية تعاملها مع األسواق املختلفة.
بينما تتجه الرقابة السلوكية إلى سلوكات العاملين في تنفيذ تلك االستراتيجيات بكل دقة وبأقل التكاليف من
خالل الخبرات التي تم الحصول عليها واملكتسبة ،حيث التعلم التنظيمي أساس نجاح تلك االستراتيجيات فضال عن السياق
التنظيمي الذي يشكل بناءا أساسيا منسجما وليس متعارضا مع أهداف وطموحات األفراد.
كما أن الرقابة السلوكية توفر قاعدة معلومات للمدراء يستدل بها على كافة مستويات املنظمة خاصة خطط
العمل ،وهدر املوارد املختلفة ،وما يتصل بها من كفاءة وفعالية األساليب واملهارات التي تحوز عليها املوارد البشرية املشكلة
للمنظمة.
يعتبر هذا املدخل من املداخل الحديثة في الرقابة االستراتيجية "حيث يعتمد على نظام التغذية األمامية ،بهدف
ربط النظام لعمليات اإلدارة االستراتيجية بشكل تفاعلي من خالل السيطرة على املقدمات املنطقية أو التنبؤات الفردية
لعملية التخطيط وإجراء الفحص املستمر للتأكد من صحة املقدمات في مرحلتي الصياغة والتنفيذ".1
وبعبارة أخرى فإن هدا املدخل يعتبر منهجا متكامال للمنهج أو املدخل املعاصر السابق حيث يؤخذ بعين االعتبار
مختلف مراحل اإلدارة االستراتيجية بدءا باملعلومات املجمعة عن البيئة الخارجية ويستمر أثناء تنفيذ االستراتيجية ويهتم
بالرقابة قبل التنفيذ ،أو ما يسمى بالرقابة املبدئية "والتي تهدف إلى منع حدوث املشاكل وظهورها من خالل التركيز على
املدخالت ،والتأكد من سالمتها".2
كما يمتد إلى الرقابة املتزامنة مع التنفيذ ،كما يشمل الرقابة بعد التنفيذ كما يوضحه الشكل التالي:
الشكل رقم ( :)27النظام الرقابي املتكامل.
A B C
-ثقافة املنظمة
-إدارة الجودة الشاملة.
-الرقابة الذاتية.
فهذا النموذج يعتبر من املداخل األكثر حداثة في استباق األحداث والتغيرات في بداية إعداد مدخالت صياغة
االستراتيجية وتحليل جيد للبيئة الخارجية حتى ال تتعارض مع االتجاهات االستراتيجية ،ويحاول تقليص وردم الهوة بين
124
إجراءات وخطوات تنفيذ ومر اقبة الخيارات االستراتيجية الفصل السابع
الصياغة والتنفيذ والتي كانت تتميز بفترة زمنية كبيرة في املدخل التقليدي ،ويحاول تغطية تلك النقائص و تجاوز الهدر في
التكاليف والوقت ومراقبة جودة املخرجات.
فهذا املدخل يحاول قياس االستعدادات والقدرات الجوهرية للمنظمة ،والتوقع السريع لألحداث والرد عليها ،من
خالل نظام املعلومات املخصص لذلك بحيث يجعل الخيارات االستراتيجية أكثر مرونة حيث الجهود تكون مكرسة للتغذية
العكسية السريعة والرد وتكامل الجهود ملتابعة التنفيذ الجيد للخيارات االستراتيجية.
وبذلك تسمح للمنظمة باالستمرارية والتكيف السريع وإجراءات التصحيحات املبكرة من خالل نظام الرقابة
االستراتيجية واملتكامل والذي يعتبر كأداة ووسيلة يقظة تعتمد عليه املنظمات الحديثة في تحقيق أهدافها فهو يحاول
الرقابة على كافة املستويات االستراتيجية من خالل التركيز على جودة املدخالت والعمليات املستمرة الداخلية وصوال إلى
الرقابة على املخرجات وبذلك يسمح ببناء نظام رقابة استراتيجي متكامل بين جميع أجزاءه.
1طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .461 ،460
125
إجراءات وخطوات تنفيذ ومر اقبة الخيارات االستراتيجية الفصل السابع
عمليات التنفيذ والذي يترتب عليها التزام ووالء لجهود املنظمة في تنفيذ ذلك الخيار االستراتيجي ،ومن املآخذ على هذا
املدخل هو كثرة وجهات النظر وبالتالي اقتراح آليات عديدة للتنفيذ.
املطلب الرابع :املدخل الثقافي.
يمثل هذا املدخل ركيزة أساسية أكثر من املداخل السابقة فهو يشدد على اشراك املستويات الدنيا في عمليات
الصياغة والتنفيذ ،ومن خالل جهود املدراء في بناء أنظمة االتصال وتقوية الروابط بين املستويات التنظيمية املشكلة
للمؤسسة.
يتطلب تنفيذ االستراتيجية في هذا املدخل ثقافة قوية تحاول كسر الحواجز بين املفكرين واملنفذين من خالل
بناء نظام للقيم املشتركة بين جميع العاملين في املؤسسة.
ويعد املدخل الثقافي أو السياق الثقافي مهما ويساهم كثيرا في نجاح عمليات التغيير ،ألنه يتجه مباشرة إلى
تغيير أنماط التفكير الحالية ودمج كل العمال في االستراتيجية الجديدة ،ويصبح الجانب الثقافي عامل موحد للتغيير داخل
املؤسسة.
املطلب الخامس :املدخل اإلبداعي.
أصحاب هذا املدخل يركزون على تناغم الصياغة والتنفيذ ،ويدفع القادة العمال ويشجعونهم على ابتكار
أساليب جديدة في التنفيذ دون تقيدهم ببرامج وهو يمثل نوع من الحرية والتحدي فيما يرونه مناسب لهم ويصلح في
الشركات الكبيرة ذات الوحدات املتعددة.
126
إجراءات وخطوات تنفيذ ومر اقبة الخيارات االستراتيجية الفصل السابع
خالصة الفصل:
إن تنفيذ الخيارات االستراتيجية للمؤسسة يتطلب جهودا كبيرة سواء على مستوى القيادات أو على مستوى
املوارد املتوفرة ودرجة التناغم بين املكونات الثالثة (الهيكل ،الثقافة ،املوارد املتوفرة) ،فهي تشكل إطارا مرجعيا لنجاح هذه
االستراتيجيات املختارة فعملية التنفيذ تعتبر املحك الحقيقي في تجسيد تلك األفكار والتصرفات على أرض الواقع ،حيث
القبول بها والتعاون والتشارك في وضعها والوالء لها كلها أدوات يمكن استعمالها وتشكل روافع أساسية لنجاح عمليات
التغيير في املؤسسة ،هاته النجاحات ال تكتمل إال بتوفير نظام رقابي متكامل باستخدام عدة مداخل تساهم في زيادة فرص
127
الخاتمة
إن تحسين تنافسية املؤسسات اليوم في ظل تطورات املحيط التنافس ي املتميز بجملة من التحوالت ذات املد
التكنولوجي واملعرفي أصبح يرتبط ارتباطا وثيقا بما تحوز عليه من قدرات داخلية ،فضال عن تشخيص دقيق لبيئتها
الخارجية ،وهو ما يوفره التسيير االستراتيجي (اإلدارة االستراتيجية) للمؤسسات ،حيث يمد املؤسسة بخريطة استباقية
الستشراف األحداث ويحاول إعطاء نماذج لتفسير وتكييف املؤسسة مع كل املتغيرات ووضع أدوات للتحليل والتقييم
وبالتالي إيجاد قاعدة معلومات ومعارف لتصبح املؤسسة أكثر يقظة وذكاء اتجاه محيطها وأسواقها وزبائنها ،وبالتالي التسيير
االستراتيجي أحد املقاربات املهمة في إيجاد تطابق حقيقي بين استراتيجيات املستقبلية وقراءة جيدة لواقعها الحالي.
128
قائمة املراجع
129
قائمة املراجع
.21الشريف حمزاوي ،ثقافة التوجه نحو السوق :املوارد غير املنظورة واالداء املتميز ،مداخلة ضمن امللتقى الوطني
حول األداء املتميز املؤسسات ،أيام 27/6نوفمبر ،2007جامعة 8ماي ،1945قاملة .
.22الشريف حمزاوي ،مفهوم االستراتيجية في إدارة األعمال ،مجلة التواصل ،العدد ،9جوان .2002
.23صالح عبد الرضا رشيد ،دهيش جالل ،اإلدارة االستراتيجية ،األردن.2018 ،
.24طاهر محسن الغالبي ،وائل محمد ادريس ،اإلدارة االستراتيجية ،منظور منهجي متفاعل ،دار وائل ،األردن ،ط،5
.2015
.25الطاهر نعيم إبراهيم ،أساسيات إدارة األعمال ومبادئها ،ط ،1عالم الكتب الحديث ،األردن.2010 ،
.26عامر أحمد ،جميلة أيمن ،التسيير االستر اتيجي وصياغة االستراتجية التنافسية ،ملتقى الدولي الرابع حول
التنافسية واالستراتيجيات التنافسية خارج املحروقات ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،يوم 11/ 10/9/8ماي.
.27عبد الرزاق بن حبيب ،اقتصاديات املؤسسة ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ط.2013 ،5
.28عبد الرزاق بن حبيب ،اقتصادية املؤسسة ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة املالية ،ط.2006 ،3
.29عبد العزيز صالح بن حبتور ،اإلدارة االستراتيجية :إدارة جديدة في عالم متغير ،دار املسيرة لنشر والتوزيع ،عمان،
ط.2004 ،1
.30عبد الغفار حنفي ،عبد السالم أبو القحف ،التنظيم وإدارة األعمال ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر.1993 ،
.31عبد اللطيف محمود أحمد جودة ،دور الثقافة التنظيمية في التنبؤ بقوة الهوية-دراسة حالة الجامعات األردنية ،
مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ،العدد.2010 ،2
.32عبد لكريم محسن ،مجيد النجار ،إدارة االنتاج والعمليات ،مكتبة الذاكرة ،بغداد ،العراق .2006 ،
.33عالوي عبد الفتاح ،القري ع الرحمن ،2005 ،تكنولوجيا املعلومات واالتصال ،مدخل استراتيجية في اقتصاد
املؤسسة ،امللتقى الدولي الثالث حول تسيير املؤسسات ،املعرفة الركيزة الجديدة وتحدي تنافسية املؤسسات ،جامعة
بسكرة 12 ،و 13نوفمبر .2005
.34عمر صخري ،اقتصادية املؤسسة ،ديوان املطبوعات الجامعية ،ط.2007 ،5
.35عيس ى حيرش ،اإلدارة االستراتيجية الحديثة ،دار الهدى ،الجزائر ،لسنة .2012
.36فالح حسن الحسين ،اإلدارة االستراتيجية ،دار وائل للنشر.2000 ،
.37فالح حسين الحسيني ،اإلدارة االستراتيجية:مفاهيمها ،مداخلها عملياتها املعاصرة ،دار وائل للنشر ،األردن،
عمان.2000 ،
.38قويدري محمد ،و اقع و أفاق أنشطة البحث والتطوير في البلدان املغربية ،امللتقى الدولي حول التنمية البشرية
وفرص االندماج في اقتصاد املعرفة ،جامعة ورقلة 9 ،و 10مارس .2004
.39كاظم نزار الركابي ،اإلدارة االستراتيجية :العوملة واملنافسة ،دار وائل للنشر والتوزيع ،األردن ،ط .2014 ،1
.40ماهر أحمد ،اإلدارة االستراتيجية ،الدار الجامعية ،مصر. ،
.41مجيد كرخي ،التخطيط االستراتيجي :عرض نظري تطبيقي ،دار املناهج للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.2009 ،
.42محمد إبراهيم ،إدارة املوارد البشرية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية.2009 ،
.43محمد أحمد عوض ،اإلدارة اإلستراتيجية :األصول واألسس التعليمية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية.2000 ،
.44محمد الصميدعي ،استراتيجية التسويق مدخل كمي وتحليلي ،دار الحامد ،األردن.2010 ،
.45محمد فوزي العتوم ،رسالة املنظمة وأثرها في تحقيق امليزة التنافسية ،رسالة ماجستير تخصص إدارة اعمال،
جامعة دمشق ،عمان ،األردن.2003 ،
130
قائمة املراجع
.46محمود أبو بكر مصطفى ،التفكيراالستراتيجي وإعداد الخطة االستراتيجية ،الدار الجامعية ،مصر..2020 ،
.47محي الدين قطب ،الخيار االستراتيجي وأثره في تحقيق امليزة التنافسية ،دار حامد لنشر والتوزيع ،عمان األردن،
ط.2012 ،1
.48مصطفى محمود أبو بكر ،التفكيراالستراتيجي وإعداد الخطة االستراتيجية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر،
.2010
.49منصف بن خديجة ،اليقظة االستراتيجية في املؤسسة االقتصادية ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة عنابة،
.2006
.50موساوي زهية ،نظرية املوارد والتحديد ،مداخلة ضمن امللتقى الدولي حور االداء املتميز للمنظمات والحكومات ،أيام
09-4مارس ،2004جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة.
.51موس ى اللوزي ،التنمية اإلدارية ،دار وائل للنشر ،األردن ،ط.2012 ،2
.52مؤيد الفضل ،األساليب الكمية في اإلدارة ،دار اليازوري للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.2004 ،
.53مؤيد سعيد سالم ،أساسيات اإلدارة اإلستراتيجية ،دار وائل ،األردن ،ط.2015 ،1
.54نادية العارف ،اإلدارة االستراتيجية :إدارة األلفية الثالثة ،الدار الجامعية ،االسكندرية ،مصر.2010 ،
.55ناصر دادي عدون ،اقتصاد املؤسسة ،دار املحمدية ،الجزائر ،ط .1998 ،1
.56نبيل مرس ي خليل ،التخطيط االستراتيجي ،دار املعرفة الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،ط.1996 ،1
.57نبيل مرس ي خليل ،امليزة التنافسية في مجال األعمال ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر.
.58نجم عبود نجم ،إدارة الالملموسات ،إدارة ما ال يقاس ،دار اليازوري ،األردن.2010 ،
.59نواف كنعان ،اتخاذ القرارات اإلدارية بين النظرية والتطبيق ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.2009 ،
131