Professional Documents
Culture Documents
توزان
توزان
تقدمي
تعترب اإلدارة اإلسرتاتيجية من العوامل اهلامة و احلامسة لنجاح املؤسسات ،كما أن ممارسة اإلدارة اإلسرتاتيجية
ساهم بشكل كبي ف تكييف املؤسسات مع حميطها و قدرهتا على االستجابة السريعة لبيئتها الداخلية واخلارجية .
على املستوى األكادميي ،فإن هذا املقياس له أمهية ابلغة خاصة لطلبة ختصص إدارة أعمال السنة الثالثة ،يندرج
هذا املقياس ف السداسي اخلامس ،وحدة التعليم األساسية بيث يتوقع من الطالب أن يكون قادرا على :
فهم واضح ف كيفية التشخيص البيئي للبيئة الداخلية و مكونتاها و البيئة اخلارجية و مكوانهتا.
فهم أمهية اإلدارة اإلسرتاتيجية و تطبيقها ف املؤسسات و لتحقيق األهداف تشمل املطبوعة على إثن
عشرة حماضرة حسب املقرر الوزاري.
احملاضرة األوىل
احملاضرة الثانية
1
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
احملاضرة الثالثة
احملاضرة اخلامسة
2
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
3
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
احملاضرة السابعة
احملاضرة الثامنة
.Iاسرتاتيجيات النمو
.IIاإلسرتاتيجيات االنكماشية (الدفاعية)
.IIIإسرتاتيجيات االستقرار
احملاضرة التاسعة
4
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
احملاضرة العاشرة
اخلامتة
قائمة املراجع
احملاضرة األوىل
5
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
تعترب املؤسسة الدعامة الرئيسية لبناء اقتصاد الدول واالقتصاد هو ركيزة كل دولة ،وعليه فهناك عالقة وطيدة
وكبية جتمع بني املؤسسة واالقتصاد ،فكل التحوالت اليت حتدث وتطرأ على االقتصاد يالزمه تغيي على هذه
األخية.
ومما ال شك فيه أن احمليط الذي تنشط فيه مؤسسات اليوم ،يشهد الكثي من التحوالت نتيجة للتطور
التكنولوجي وحترير األسواق ،وما صاحبه من االجتاه حنو األسواق العاملية ،ابإلضافة إىل العديد من التغيات
األخرى اليت أدت إىل بروز املنافسة وتعدد أشكاهلا.
إن هذه التغيات املتسارعة مل ت كن أكثر خطرا وال أشد هتديدا مما عليه اليوم مما أصبح لزاما على مؤسسات
اليوم التكيف مع كل ما حيدث ف حميطها وعدم االكتفاء برد الفعل بل السبق للرايدة وقيادة السوق من خالل
اآلليات التسييية اليت تتبناها هذه األخية.
مفهوم املؤسسة :من الصعب أن جند تعريفا موحدا متفقا عليه ملصطلح املؤسسة فقد مت تعريفها وفقا .I
لعدة زوااي ووجهات نظر فهناك من عرفها على أهنا "عبارة عن جتمع إنساين متدرج تستعمل وسائل
فكرية ومادية ومالية الستخراج حتويل ،نقل وتوزيع السلع أو اخلدمات طبقا ألهداف حمددة من طرف
املديرية ابالعتماد على حوافز الربح واملنفعة االجتماعية بدرجات خمتلفة".1
كما مت تعريف املؤسسة على أهنا وحدة إنتاجية بيث جند ف كل بلد عدد كبي من املؤسسات اليت ختتلف من
حيث الشكل القانوين ،احلجم أو طبيعة النشاط .وللمؤسسة دور هام ف اقتصاد السوق ،إذ أهنا تقوم إبنتاج سلع
وخدمات وبتوزيع ايرادات وكذلك توفي مناصب العمل ،وحىت تتمكن املؤسسة من القيام بنشاطها اإلنتاجي
تستخدم عوامل إنتاج خمتلفة هي املواد األولية ،العامل البشري ،ورأس املال ابإلضافة إىل القدرة على التنسيق بني
هذه املوارد".2
1درمحون هالل ،احملاسبة التحليلية ،نظام معلومات لتسيي ومساعدة على اختاذ القرار ف املؤسسة االقتصادية" أطروحة دكتوراه العلوم
االقتصادية ،ختصص نقود ومالية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيي ،جامعة اجلزائر ،2005ص.13
2انصر دادي عدون" ،اقتصاد املؤسسة" ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،1999 ،ص9
6
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
كما عرفها LEBRETONأبن" :املؤسسة تعين كل شكل تنظيم اقتصادي مستقل ماليا والذي يقرتح نفسه
إلنتاج سلع أو خدمات للسوق".1
كما عرفا F.PERROUXأبهنا" :منظمة جتمع أشخاص ذوي كفاءات متنوعة وتستعمل رؤوس أموال وقدرات
من أجل إنتاج سلعة ما ميكن أن تباع بسعر أعلى من تكلفته".2
إن كل هذه التعاريف اليت أعطيت للمؤسسة تنصب ف جمملها ف اجلوانب التالية:
)1املؤسسة عون اقتصادي فهي عبارة عن جمموعة من عناصر اإلنتاج املادية واملالية والبشرية ،تستخدم ف
إنتاج سلع وخدمات هبدف الربح
)2املؤسسة نظام اجتماعي :فهي تركيبة اجتماعية تنشأ لتحقيق أهداف مجاعية مشرتكة ،حيث يركز هذا
التعريف على جانب األفراد وفق هيكل تنظيمي معني
)3املؤسسة كنظام :يتكون من جمموعة من األنظمة الفرعية املتفاعلة فيما بينها تفاعال منسجما لتحقيق
هدف ما.
التطور التارخيي للمؤسسة .II
إن الشكل الذي نرى عليه املؤسسة اليوم ليس هو ما كانت عليه ف بداية ظهورها بل جاء نتيجة تطورات
متالحقة ومراحل خمتلفة ابختالف العوامل اليت أدت إىل ظهورها وميكن إجياز هذه املراحل ف:
مرحلة اإلنتاج األسري البسيط :أي أن اإلنتاج من قبل األفراد كان يتم املنازل ،فقد كان إشباع -1
حاجات ورغبات األفراد اعتمادا على الفالحة وتربية املواشي ،وقد كانت حمصورة داخل األسر ،أما
إشباع بقية احلاجات كان يتم عن طريق املقايضة أي سلعة بسلعة أخرى.
مرحلة الوحدات احلرفية ،توسعت نشاطات األفراد املنزلية وأصبح كل طائفة تقوم إبنتاج نوع معني -2
من اإلنتاج ،وهذا بعد التطور الذي عرفه اجملتمع .بيث أصبح يتم تكوين وحدات حرفية بتجميع
أصحاب احلرف املتشاهبة إلنتاج منتوج ما حتت إشراف أقدمهم وكبيهم.
7
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
نظام الصناعات املنزلية :حيث يقوم التاجر بتوفي املواد األولية ووسائل اإلنتاج ويكلف احلرفيني -3
ابإلنتاج بكميات معينة ومواصفات حمددة داخل منازهلم مت يتوىل عملية البيع.
مرحلة الصناعة اآللية (املانيفاكتورة) واملقصود هبا مرحلة بناء املصانع وإدخال اآللة ف إنتاج السلع -4
ملواجهة الطلب املتزايد ،حيث شهدت هذه الفرتة ظهور الثورة الصناعية خالل القرنني 18و19
نشأت هذه األخية لتبدأ من اجنلرتا لتنتشر بعد ذلك إىل فرنسا وأملانيا وابقي دول أوراب الغربية وهي
عبارة عن حتوالت علمية تقنية عميقة برزت خاصة ف الصناعة واملواصالت .ولقد كان هلذه األخية
آاثر كبية ألقت بظالهلا على املؤسسات وتطورها ومن أبرز آاثرها.1:
/1تغي طريقة العمل وحتول اإلنتاج من املنازل إىل املصانع وظهور الصناعات الرأمسالية؛
مرحلة املؤسسات العابرة للقارات :وهي املرحلة األخية حيث تشكلت املؤسسة االقتصادية -5
احلديثة ،ومل تعد تعمل داخل الدولة فقط بل جتاوزت احلدود للدولة األم وللقارة اليت تنتمي إليها
موسعة نشاطها هبدف حتقيق أرابح حملية وأجنبية ومسيت ابلشركات متعددة اجلنسيات.
8
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
كل املؤسسات أصبحت تشكل نظاما مفتوحا ،تتفاعل مع حميطها ذو العالقة املعقدة وختضع حملدداته ،لذا
تكتسي دراسة عالقة املؤسسة أاي كان نوعها مبحيطها أمهية ابلغة سواءا من حيث اجلوانب النظرية ،أومن حيث
اجلوانب التطبيقية ،ففي حني هتتم اجلوانب النظرية بوضع اإلطار العام للبحث ف هذه العالقات ،فإن اجلوانب
التطبيقية تعتين بدراسة هذه العالقة ف شكلها العملي ،انطالقا من معطيات تتعلق ابملؤسسة نفسها.
وتعترب دراسة احمليط الذي تنشط فيه املؤسسة أمرا ف ابلغ األمهية ابعتبار أن هذه األخية جتد نفسها دائما
ف عالقة مستمرة مع حميطها فمنه حنصل على كل مواردها املادية ،املالية والبشرية وإليه يكون مصب منتوجاهتا
وخدماهتا ،كما أن على املؤسسة أن أتخذ بعني االعتبار كل متغيات هذا األخي عند وضع وتصميم
اسرتاتيجياهتا .فاحمليط تؤثر ويتأثر ابملؤسسة ،كما أن هذه األخية أيضا تؤثر وتتأثر هبذا األخي.
كما يعرف احمليط أبنه جمموعة العوامل أو املتغيات الداخلية واخلارجية سواء ميكن قياسها أوال ،واليت تقع
داخل حدود املؤسسة أو خارجها ،واملؤثرة أو اليت حيتمل أن تؤثر على فعالية وكفاءة األداء التنظيمي واليت مت
إدراكها بواسطة اإلدارة أو مل يتم إدراكها ،على أهنا متثل فرصا أو قيودا.1
كما مت تعريف حميط املؤسسة على انه "جمموعة من القيود اليت حتدد سلوك املؤسسة ،كما انه حيدد
مناذج أو التصرفات الالزمة لنجاح وبقاء املؤسسة أو حتقيق أهدافها".3
ميكنه إعطاء تعريف آخر للمحيط أبنه كافة املتغيات والعوامل اليت هلا عالقة مباشرة أو غي مباشرة مع
املؤسسة وتؤثر على نشاطها ومدى كفاءهتا.
هنا يتم إلقاء نظرة على أهم خصائص احمليط ألن ذلك يساعد على دراستها وسهولة حتليلها ومن هذه اخلصائص
نذكر:1
1بالل خلف السكارنة "التخطيط االسرتاتيجي" دار امليسرة للنشر والتوزيع ،عمان ،الطبعة االوىل ،2010ص192
2مداح عرايب "تطبيق التسيي االسرتاتيجي ف ظل اقتصاد السوق" رسالة ماجستي ،جامعة اجلزائر ،1997 ،ص47
3مصطفى حممود أبو بكر "التفكي االسرتاتيجي وإعداد اخلطة اإلسرتاتيجية" الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،2000 ،ص69
9
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
حدود احمليط :إن كل ما يقع داخل حدود املؤسسة أو خارجه يقع ضمن إطار دراسة بيئة املؤسسة. -1
التفرد :حيث ختتلف بيئة كل مؤسسة عن املؤسسات األخرى ،فبالرغم من اشرتاك بعضها ف -2
جمموعة من اخلصائص ،إال أن درجة أتثي هذه اخلصائص ختتلف من مؤسسة ألخرى.
تغري احمليط :وهذا مرتبط بطبيعة احلياة ،حيث حتكم كل مؤسسة عوامل متقلبة إلثبات فيها ،وأن -3
بعضها ما ميكن قياسه ،والبعض اآلخر ما ال ميكن قياسه.
صعوبة التحكم مبتغريات احمليط :إن التغيات اليت حتيط ابحمليط ليس من السهل التحكم فيها ،فهي -4
ليست متغيات فيزاي ئية كدرجة احلرارة ،أو اجلاذبية أو تفاعالت كيمائية ،ميكن السيطرة عليها،
وتوجيهها فإن ما حيكم بيئة املؤسسة هو متغيات اجتماعية واقتصادية من الصعوبة ف كثي من
األحيان إحكام السيطرة عليها ابلرغم من إمكانية التنبؤ ببعضها والسيطرة النسبية على البعض
اآلخر.
التأثري املتداخل للمتغريات :وهذا يعين أن املتغيات اليت تؤثر على بيئة املؤسسة ذات آاثر متداخلة، -5
كل يؤثر ويتأثر مبتغيات أخرى ،فالعوامل االجتماعية تؤثر ابلعوامل السياسية وتتأثر هبا ،كذلك
العوامل االقتصادية تؤثر وتتأثر وهكذا
خضوع املؤسسة آلاثر احمليط :حيث ال ميكن ألي مؤسسة أن تعيش وتعمل منعزلة عن احمليط، -6
فهي ختضع ملؤثراهتا ،وتساهم ف حتديد مستوى أدائها ومنوها كما أهنا ترتك بعض اآلاثر على احمليط.
فعالية آاثر احمليط :ختتلف كل مؤسسة عن أخرى ف اكتشاف وحتليل عوامل احمليط اليت تؤثر عليها، -7
هلدا فإن جناح أية مؤسسة يكم ن ف قدرهتا على التحليل العميق والكفء لبيئتها الداخلية واخلارجية
من اجل وضع اليد على العوامل ذات الفعل املؤثر على نشاطها.
تصنيفات حميط املؤسسة: .II
فهناك العديد من علماء االقتصاد واإلدارة ممن تطرق إىل تصنيف حميط املؤسسة وختتلف هذه التصنيفات
حسب طبيعة العالقة بني املؤسسة وهدا األخي ،وحسب درجة التعقيد والسيطرة للمحيط ،كما أن احلدود بني
يونس ابراهيم حيدر" ،التحليل االسرتاتيجي -أساليبه ومناذجه وأدواته" سلسلة الرضا للمعلومات ،2012ص63 1
10
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
املؤسسة وحميطها واسعة جدا ال ميكن رمسها بشكل دقيق ،وقد مجعها 1Beoudoileف التقييم الذي يظهر
ف الشكل البياين ( ) 1
- Jean longtte, jaque muller « economie d’entreprise » édition dunord, paris, 1997p19.
-قطاع النشاط :يعد قطاع النشاط احمليط املباشر ويشمل األطراف واملتغيات اليت تتعامل بشكل مباشر مع
املؤسسة ،وهي جمموعة من األنظمة الفرعية حتت النظام األوسع وهو حميط املؤسسة األبعد ،أي أهنا تتضمن كافة
العوامل الكامنة خارج نطاق املؤسسة اليت تتفاعل مع عملها وتؤدي إىل دعمها أو عرقلتها ويشمل املوردون
والزابئن.
• املوردون :وميثلون جمموع اجلهات أو األفراد الذين يقدمون مدخالت املؤسسة من مواد خام ومعدات
نوعية ومستلزمات ومعلومات بغرض ضمان بقاء املؤسسة ،وهو يؤثرون كذلك ف املؤسسة خالل نوعية
املدخالت اليت يقدموهنا وأسعارها وانتظام توريدها.
1
Jean longtte, jacque muller « économie d’entreprise » édition dunord, paris 1997
11
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
ف الفرتة األخية بدأ الرتكيز على البحث عن أفضل مصادر التوريد أبقل تكلفة وأعلى مستوى جودة ،حىت تنجح
املؤسسة ف التنافس ف ظل العوملة ،ويؤثر املورد على نشاط أي مؤسسة وخياراهتا اإلسرتاتيجية وذلك ميثل قوة
التفاوض لدجى املوردين وهتديدهم برفع أسعار مواردهم أو منتوجاهتم أو حىت سعر املعلومة ،وكذا التأثي على
جودة منتجات املؤسسة.
• الزابئن :وهم األفراد أو املؤسسات (جمموع األنظمة) اليت حتصل على خمرجات املؤسسة املعنية من السلع
واخلدمات ،وميكن أن حيدث هذا التبادل بني املؤسسة والزابئن مباشرة أو من خالل مؤسسات أخرى
وسيطة ،فهم هبذا ميثلون مصدر املردودية والربح لدى املؤسسة ،وميثل جمموع الزابئن السوق املستهدف
من قبل املؤسسة.
-احمليط التنافسي :تتطلب عملية متابعة احمليط التنافسية األخذ ف االعتبار التغيات اليت حتدث ف مالمح
وخصائص املنافسني ،القطاعات السوقية املختلفة ،احتمال دخول منافسني جدد ،قوة العمالء واملوردين ومدى
االلتزام ابلتطوير واالبتكار ف املنتجات اجلديدة ،البد هنا من األخذ ف احلسبان أن املنافسة تنقسم إىل منافسة
مباشرة وتتمثل ف التنافس القائم بني املؤسسات على إشباع نفس احلاجة عند القطاع السوقي املستهدف ،أما
املنافسة غي املباشرة فتتمثل ف التنافس القائم بني املؤسسات املختلفة
للحصول على املوارد املتاحة والتعامل مع املوزعني ،1وذلك على خالف تقييم 2Ban D.Villeالذي يقسم
احمليط التنافسي إىل ثالثة أقسام هي:
-منافسة مباشرة :تضم جمموعة املؤسسات اليت تنتج نفس املنتوج ابلنسبة للمؤسسة
منافسة غي مباشرة :وتضم املؤسسات اليت تنتج السلعة أو اخلدمة البديلة ملنتوج املؤسسة.
منافسة مرتقبة :تضم جمموعة الدخالء اجلدد ف إنتاج القطاع وميكن أن تكون مباشرة أو غي مباشرة.
-احمليط العمومي :يضم هذا املستوى من حميط املؤسسة ،جمموع اجلماهي ،وهذا األخي هو جمموعة من األفراد
املنتظمة وغي ملنتظمة اليت ميكن هلا التأثي على قرارات املؤسسة ويقسم إىل ثالثة أنواع من اجلماهي:
حممد صاحل احلناوي "اإلدارة اإلسرتاتيجية " الدار اجلامعية طبع ونشر وتوزيع ،2000ص85 1
12
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
• اجلمهور املتبادل :تكون العالقة فيه بني املؤسسة وعامل املال (البنك ،الدولة ،املسامهني.)...
• اجلمهور املبحوث عنه :اإلعالم والسلطات العمومية
• اجلمهور غي املرغوب فيه :وهو الذي يهتم ابملؤسسة من حيث وجودها مثل أفواج الضغط ،والسلطات.
أما حسب تقسيم Ban D.Villeفاحمليط العمومي يضم اجلماعات واهليئات النظامية التالية:
• اجلمهور الواسع :وهو يكون بشكل غي منظم وهو ما يسمى عادة ابلرأي العام ،هذا اجلزء من احمليط
العمومي له قوته النسبية اليت تعكسها حرص املؤسسة على حتسني صورهتا عند الرأي العام حىت تتمكن
من حتقيق منوها وتضمن عدم االعرتاض على قراراهتا اإلسرتاتيجية.
• عامل املال :جمموع املؤسسات اليت توفر املوارد املالية للمؤسسة سواء كانت بنوك ،دولة ،هيئات استثمار.
• مجاعات الضغط ،هو مجاعات أو هيئات منظمة ،هدفها الدفاع عن مصلحة معينة ،من أشهرها تيار
االستهالك ،الذي ظهر ف أمريكا مع بداية الستينات ،ومثال على ذلك أيضا النقاابت العمالية ،واملهنية
واليت تؤثر على درجة توافر العمالة ونوعيتها ،وتساعد أحياان على فض النزاعات اليت قد تظهر بني
املؤسسة والعاملني هبا.
• اجلمهور احمللي :يضم عائالت العمال إذ أن استقرار ينعكس على مردوديته.
• السلطات العمومية :وتلعب هذه األخية دورا حيواي ف نشاط املؤسسة ،سواء من حيث القوانني
والتشريعات اليت تصدرها ،أومن حيث الدعم والتسهيالت املمنوحة هلا (مثل اإلعفاءات ،القروض،
اإلعفاءات الضريبية) ،أو من خالل دخول احلكومة (القطاع العام) كمنافس ف السوق إبنتاج نفس
السلعة أو تقدمي نفس اخلدمة.
-احمليط الكلي :يتكون هذا املستوى من احمليط من جمموعة هلا أكرب توزيع ويشمل التيارات االجتماعية،
السياسية ،االقتصادية والتكنولوجية ،تتفاعل هذه األخية ف التأثي على املؤسسة ،وتتفاوت من مؤسسة إىل
أخرى ،وفيما يلي أهم هذه العناصر:
• احمليط االقتصادي :وهو جمموعة العوامل االقتصادية اليت تؤثر على اجملتمع بكافة مؤسساته ،ومنها حالة
الوضع االقتصادي العام من حيث التضخم والركود أو النمو ،وبطبيعة احلال فإن هذه األوضاع تؤثر على
املؤسسة بطرق خمتلفة ،أي أن منها ميكن أت يؤدي إىل تسهيل أو إعاقة سعي املؤسسة لبلوغ أهدافها.
13
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
• احمليط االجتماعي والثقايف :يشمل االجتاهات ،القيم ،العادات والتقاليد السائدة ف اجملتمع ،وتؤدي هذه
اخلصائص االجتماعية إىل بلورة التغيات ف أمناط احلياة ،اليت تؤثر ف السلع واخلدمات اليت هي خمرجات
املؤسسة والعالقة بينها وبني األفراد العاملني هبا ،وإن كان هدف كل مؤسسة هو تقدمي سلعا أو خدمات
يرغب هبا العمالء ،عليه أن يتفهموا هذه اخلصائص االجتماعية.
• احمليط الدميغرايف :هو جمموعة العوامل اخلاصة بطبيعة السكان ،الذين يشكلون جمموع املستهلكني
ملنتجات املؤسسة ،من حيث التأثي للفئات العمرية وهجرة السكان من منطقة ألخرى واملزاج العام هلم
من حيث تفضيالهتم ،تراكيبهم االجتماعية ،نسب الوفيات ،نسب الوالدات...اخل.
• احمليط الطبيعي :ويشمل التيارات املدافعة عن الطبيعة واحمليط ،ويسمى ابلتيار االيكولوجي الذي أوضح
أن احمليط أصبحت معرضة لالختالل مت اخلطر نذكر منها ،التلوث الصناعي ،التلوث الذري ،هذه
التأثيات السالبة تتطلب رد فعل منظم ،لتفاذي أو للتقليل من هذه السليبات ابستعمال الطاقات البديلة
وإنتاج سلع بديلة.
• احمليط العلمي والتكنولوجي :ويعترب من أهم املتغيات املؤثرة على قرارات املؤسسة واسرتاتيجياهتا ،حيث
تؤدي إىل زايدة الطلب أو اخنفاضه على بعض املنتجات ،كما قد تؤثر على العمليات اإلنتاجية وجودة
املخرجات النهائية ،وقد يرتتب على ذلك إعادة تدريب العاملني على التقنيات احلديثة ،يالحظ ف
السنوات األخية ازدايد االهتمام مبفهوم اجلودة الشاملة ،وتناسق املؤسسات على احلصول على شهادات
اجلودة العاملية املبنية على التكنولوجيا الدقيقة مثل اإليزو.
• احمليط السياسي والقانوين :ميثل القوى السياسية اليت تعين أتثي اجلو السياسي العام للدولة اليت تنشط هبا
املؤسسة ،إذ تتأثر ابألهداف العامة لسياسة الدول والفرص املسموح هلا ابستغالهلا،وذلك حسب
التشريعات واألنظمة ،كما أن مشرتايت احلكومة من السلع تؤثر ف حجم مبيعات املؤسسة بسبب احلجم
الكبي لتلك املشرتايت.
يتضح لنا أن احمليط الذي خت ضع له املؤسسة واسع جدا ،وال ميكن أبي حال حتديد احلدود الفاصلة بني
املؤسسة وحميطها مهما كانت درجة الدقة والتحليل ،ألن احمليط يتصف ابلتعقيد واليقني وكذا عدم التجانس
واالضطراب.
14
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
احملاضرة الثانية
يقصد ابحمليط الداخلي للمؤسسة كل القوى اليت تعمل داخل املؤسسة نفسها وتشمل احمليط الداخلي،
اهليكل التنظيمي للمؤسسة أبشكاله املتعددة ،وثقافة املؤسسة وموارد املؤسسة اليت تضم اإلنتاج ،التسويق ،املالية،
البحث والتطوير ،املوارد البشرية ،ونظم املعلومات.
-عناصر احمليط الداخلي :هناك عدة تصنيفات للبيئة الداخلية للمؤسسة ميكن إدراجها ف ما يلي:
✓ اهليكل التنظيمي؛
✓ املوارد وتشمل :التسويق ،املالية ،األباث والتطوير ،التصنيع ،املوارد البشرية ،ونظم املعلومات؛
✓ ثقافة املؤسسة.
✓ الوضع املال؛
✓ الوضع االنتاجي؛
15
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
✓ القدرات التسويقية؛
✓ القدرات البحثية؛
✓ اهليكل التنظيمي؛
✓ املوارد البشرية؛
✓ ظروف املعدات والتجهيزات؛
✓ األهداف واالسرتاتيجيات السابقة.
التصنيف الثالث :ويقوم على أساس ما يسمى بسلسلة القيم value chainويقصد بسلسلة القيمة أن
املؤسسة ميكن اعتبارها سلسلة من األنشطة الرامية إىل حتويل املدخالت إىل خمرجات ،وهذه العمليات تتألف من
عدد من األنشطة األساسية وعدد من األنشطة الداعمة وتتمثل هذه األخية ف:1
أمحد القطامني "اإلدارة االسرتاتيجية ،مناذج وحاالت تطبيقية" ،دار جمدالوي للنشر والتوزيع ط ،2002ص111 1
16
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
وبناءا على التصنيفات السابقة ميكن حتديد أهم عناصر أو مكوانت احمليط الداخلي على النحو التال:
-اهليكل التنظيمي :وهو اإلطار العام الذي حيدد العالقات بني املوارد البشرية ،املوارد املالية ،املوارد األولية،
املعلومات ،التسويق ،األباث والتطوير ،واملتعارف عليها عامة.
-ثقافة املؤسسة :هلا أتثيا كبيا على صياغة األهداف واالسرتاتيجيات وهي بشكل عام جممل ما يكتسب
الفرد قيم ومعتقدات وأفكار وسلوكيات من اجملتمع الذي يعيش فيه.
-املوارد :وتشمل خمتلف موارد املؤسسة وهي املوارد البشرية ،املوارد املالية ،املوارد املادية ،املعلومات،
التسويق ،األباث والتطوير واملتعارف عليها عامة.
17
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
احملاضرة الثالثة
تعترب اإلدارة اإلسرتاتيجية من املواضيع احلديثة ضمن إدارة األعمال اليت تتميز ابلتطور السريع على مدى السنوات
األخية ،حيث تعترب هذه األخية املؤسسة نظام كلي وتسعى إىل معرفة أسباب تطور بعض املؤسسات من
تراجعها ،كما تعترب أحد األدوات اليت تستعني هبا اإلدارة العليا لتحقيق التميز والسبق ف بيئة حتكمها عدة
متغيات ،وحتوالت وال ميكن اجلزم بردود أفعاهلا.
التخطيط هو وظيفة تعين تبصر املستقبل للمؤسسة ،ليس للتنبؤ فحسب وإمنا للسيطرة عليه ،وصياغته مبا
حتقق صاحل املؤسسة واألهداف املرجوة بتحقيقها.
.1مفهوم التخطيط
يعرف التخطيط على انه نشاط يتعلق ابملستقبل ،واالستعداد له ومواجهة سلبياته ،وتنمية اجيابياته ،وفق ما
يرتبط ابملستقبل من متغيات متوقعة احلدوث أو حمتملة ،كما أن التخطيط ميثل أهم عناصر اإلدارة وهو عملية
االستعداد الختاذ القرار .
18
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
كما ميكن تعريف التخطيط أبنه عملية منظمة واعية الختيار أفضل احللول املمكنة للوصول إىل أهداف
معينة ،فهو ليس ترتيب األولوايت ف ضوء ما هو متاح من إمكانيات مادية وبشرية ومالية.
خيتلف التخطيط طويل املدى على التخطيط االسرتاتيجي على الرغم من وجود توازن ف عمليات املؤسسة.
حىت هناية عقد الستينات من القرن ،مل يكن هناك متييز واضح بني التخطيط االسرتاتيجي والتخطيط
الطويل املدى.
وقد اختلف الباحثون خالل تناوهلم ملفهوم التخطيط طويل املدى ،حيث يرى البعض أن التخطيط الذي
تزيد مدته عن سبع سنوات ويهدف إىل عملية التغيي ف كافة أبعاد املؤسسة فهو ختطيط طويل املدى.
وللتمييز بني التخطيط الطويل املدى والتخطيط االسرتاتيجي أورد محامي الشيخ 1االختالفات التالية:
التخطيط طويل املدى يفرتض أن االجتاهات املستقبلية هي عبارة عن امتداد للوضع السابق ،كما -1
أن اإلدارة العليا ف هذا النوع من التخطيط تفرتض أبن األداء املستقبلي سيكون أفضل من األداء ف
املاضي ولذا غالبا ما تضع أهداف تفاؤلية .أما ف التخطيط االسرتاتيجي فال يفرتض أن يكون
املستقبل د ائما أفضل من املاضي أو امتداد له .وعليه اخلطوة األوىل هي حتديد اخليارات املتاحة
للمؤسسة ،وهذا ما يتطلب حتديد املخاطر والفرص واليت تساعد ف تطور األداء املستقبلي
للمؤسسة.
يعتمد التخطيط طويل املدى على حقائق ف شكل أرقام وبياانت حم ّددة بزمن حم ّدد ف حني يعتمد -2
التخطيط االسرتاتيجي على قيم هلا جوانب تعكس إميان اإلدارة أبهداف تضع كل امكانياهتا
لتحقيقها.
ف التخطيط طويل املدى يكون الرتكيز على مرحلة االعداد و التنفيذ بينما يكون الرتكيز ف التخطيط -3
االسرتاتيجي على مرحلة التفكي والتكوين.
1علي حيىي الدجين "واقع التخطيط االسرتاتيجي ف ضوء معايي اجلودة" دراسة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه ف أصول الرتبية ،2006
ص126
19
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
التخطيط طويل املدى يعاجل فرتة زمنية أطول من 5سنوات تصل ف مداها إىل عشرين عاما ،ويبن -4
على أساليب التنبؤ لتحقيق األهداف السيما األهداف ذات الصفة الشمولية ،ف حني التخطيط
االسرتاتيجي يبن على ا لتحليل البيئي ،ويعاجل األهداف العامة.
لقد احتلت اإلسرتاتيجية مكانة كبية ،وأصبحت تدرس ف كل امليادين خاصة تلك املتعلقة ابإلدارة
العامة،واملؤسسة خاصة ،كما تزايدت أمهية هذا املفهوم ف الواقع العملي ف السنوات األخية ملا أصبح احمليط
يتميز بعدم الوضوح ،الناتج عن التغيات اليت تسارعت فيه وف املؤسسة ب ّد ذاهتا.
جيمع الباحثون املهتمون ابلفكر االسرتاتيجي أن أصول التمييز بني املستويني التكتيكي واالسرتاتيجي ف
القيادة يرجع إىل امليدان العسكري ،فتشابه منطقيت الصراع العسكري ف ميدان احلرب و الصراع التنافسي ف
السوق أدى إىل نقل الفكر االسرتاتيجي للميدان التسييي ،وحسب جل الباحثني مت ذلك مع هناية اخلمسينات
وبداية الستينات اي بعد احلرب العاملية الثانية.
نقلت كلمة االسرتاتيجية strategyمن احلضارة اليواننية عن الكلمة األصلية هلا اسرتاتيجوس .strategos
وقد نشأ اصطالح اإلسرتاتيجية ف رحاب األدب العسكري ،فحىت القرن التاسع عشر ارتبط هذا املصطلح
تعرف
بشكل صريح ابخلطط املستخدمة إلدارة قوى احلرب ووضع اخلطط العامة ف املعارك والقواميس العسكرية ّ
20
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
يعرف torangoاإلسرتاتيجية أبهنا "علم اإلسرتاتيجية أبهنا "فن القيادة أو اإلدارة لشؤون احلرب" " ،كذلك ّ
1
وفن ختطيط العمليات العسكرية ف جمال واسع" ،وحديثا متّ اقتباس هذا املصطلح وظهر ف جمال العلوم اإلنسانية
و االجتماعية فعلى سبيل املثال صار مصطلح اإلسرتاتيجية يستخدم ف اإلدارة من منطلق أن أي مؤسسة عليها
أن تضع إسرتاتيجية لنفسها ،وأن متارس اإلدارة اإلسرتاتيجية وتضع ختطيط اسرتاتيجيا لنفسها على املدى الطويل
خصوصا مع تغي بيئة األعمال.
.IIتعريف اإلسرتاتيجية
كل ما تقوم به اإلدارة لتحقيق أهداف املؤسسة ،حيث يكمن اهلدف األمسى
إذا اعتربت اإلسرتاتيجية هي ّ
هو حتقيق أداء متفوق ابملقارنة مع املنافسني.
عرفها
تطرق العديد من رواد الفكر االسرتاتيجي إىل تعريف اإلسرتاتيجية كمصطلح عملي ،فقد ّ
chaudlerأبهنا":حتددي املؤسسة ألهدافها وغاايهتا على املدى البعيد ،وختصيص املوارد لتحقيق هذه
األهداف والغاايت".2
عرف اإلسرتاتيجية أبهنا "عبارة عن تصور املؤسسة لطبيعة العالقة املتوقعة مع احمليط أما Ansoffفقد ّ
اخلارجية ،واليت ف ضوئها حت ّدد نوعية األعمال اليت ينبغي القيام هبا على املدى البعيد".3
عرفت اإلسرتاتيجية أبهنا"الوسيلة أو الطريقة اليت من خالهلا تعمل املؤسسة على حتقيق أهدافها
كما ّ
ورسالتها ،ومبعن أوسع هي الوسيلة للوصول إىل النهاايت وهذه النهاايت تتعلق أبهداف ورسالة املؤسسة".4
1مدحت حممد أبو النصر ،مقومات التخطيط االسرتاتيجي" ،اجملموعة العربية للتدريب والنشر ،مصر ،2009 ،ص .121
2طاهر الغاليب ،وائل ادريس"،االدارة االسرتاتيجية منظور منهجي متكامل" ،دار وائل للنشر والتوزيع ،ع مان ،2007 ،ص .4
3مدحت حممد أبو النصر ،مرجع سابق ذكره ،ص 122
منصور حممد امساعيل العريقي ،اإلدارة اإلسرتاتيجية" ،دار الكتاب اجلامعي ،الطبعة الثانية ،2011 ،ص 324
21
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
من خالل ما ورد أعاله ف تعريف اإلسرتاتيجية نالحظ توافق الباحثون ف جانب ،واختلفوا ف جانب
آخر ،فمنهم من اعترب اإلسرتاتيجية خطة لتحقيق األهداف وفق سلوك معني ،ومنهم من اعتربها قرارات خاصة
ابلقيادة لتحقيق اهلدف وفق منوذج حيتوي على جمموعة إجراءات واستفسارات ،ومنهم من اعتربها نشاط ،والبعض
وصفها أبهنا عِلم وفن الستخدام املوارد الصطحاب القرار.
3
مرت اإلسرتاتيجية مبراحل عدة حىت وصلت إىل شكلها احلال .و هذه املراحل مت تقسيمها كالتال:
-1املرحلة األوىل :التخطيط املال األساسي (موازانت سنوية تقديرية) .و ف هذه املرحلة قام املدراء إبجراء
التخطيط املال من خالل املوازانت التقديرية لسنة واحدة قادمة ،و املعلومات اليت تبن على ضوئها هذه املوازانت
مأخوذة من احمليط الداخلية للمؤسسة.و هي غي شاملة و ال ختضع لتحليل دقيق ،ابستثناء معلومات حمدودة جدا
يقدمها رجال املبيعات لإلدارة ،و املدى الزمين هلذا النوع من التخطيط هو سنة مالية واحدة فقط.
نظرا إىل املوازانت التقديرية السنوية أصبحت أقل فائدة على املدى الطويل ،فقد اقرتح املدراء وضع خطط مخسيه
تغطس مخس سنوات قادمة ،يتم إعدادها بناءا على معلومات من احمليط الداخلية للمؤسسة إضافة إىل جتميع
معلومات من احمليط اخلارجي ة بطريقة شخصية ،و كل مدير يسعى إىل احلصول على أكرب عدد ممكن من املوارد
22
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
املالية إلدانة ،و تعقد اجتماعات كثية لتنظيم هذه اخلطط ،واملدى الزمين هلذا النوع من التخطيط يرتاوح ينب
-3املرحلة الثالثة :التخطيط اإلسرتاتيجي :نتيجة عدم فاعلية اخلطط اخلماسية و للمشاكل اليت حتدث
بسبب التجاذب بني مدراء اإلدارات على املوارد فقد اجتهت اإلدارة العليا إىل السيطرة على عملية التخطيط من
أيدي املستوايت اإلدارية املباشرة ،و مث تركيزها ف أيدي فريق التخطيط ،و اليت ترتكز ف تطوير اخلطط
اإلسرتاتيجية للمؤسسة ،سيساعده ف ذلك مستشارون يزودون فريق التخطيط مبعلومات مهمة و أساليب
و جتتمع اإلدارة العليا مع فريق التخطيط لتقييم و حتديث اخلطة اإلسرتاتيجية عند احلاجة لذلك ،و هذا النوع
من التخطيط يركز فقط على صياغة اإلسرتاتيجية و يرتك التطبيق للمستوايت اإلدارية الوسطى و املباشرة ،حيث
-4املرحلة الرابعة :اإلدارة اإلسرتاتيجية :يعد التحقق من أن أفضل اخلطط اإلسرتاتيجية ال تساوي شيئا
بدون مسامهة و التزام املستوايت اإلدارية املباشرة ف صياغتها و تطبيقها ،قامت اإلدارة العليا بتشكيل جمموعة
ختطيطية من املدراء و املوظفني الرئيسني من عدة مستوايت إدارية من خمتلف األقسام ،و جمموعات العمل ،
بيث تقوم هذه اجملموعة التخطيطية بتطوير عدد من اخلطط اإلسرتاتيجية املتكاملة ،و وضع تفاصيل للتطبيق و
التقييم و الرقابة ،و بدال من حماولة التوقع الدقيق للمستقبل ،فإن اإلدارة تركز على وضع سيناريوهات عدة
إن توجيه إس رتاتيجية املؤسسة من التخطيط إىل التسيي حماولة من أصحاب الفكر اإلسرتاتيجي آلخذ بعني
االعتبار ،و يشكل أحسن متغيات احمليط و العوامل الداخلية و السعي حنو توجيه اإلسرتاتيجية وتنفيذها ،و
23
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
اجلديد ف هذه املرحلة هو سد الفجوة بني التخطيط و التنفيذ ،و كذا حماولة التوفيق بني املدى القصي و
الطويل.
و يرى عبد اجمليد الكرخي : 1أن اإلسرتاتيجية من حيث املفهوم و احملتوى و األبعاد مرت بعدة مراحل اترخيية
-2طهور أول منوذج للتخطيط اإلسرتاتيجية ف إدارة األعمال ( منوذج هارفارد ) سنة .1920
-4انتشار فرضية مفادها أن جلميع املؤسسات إسرتاتيجيات سواءا أعلنتها أو مل تعلنها ،و سواء اعرتفت أم
-5اخلطة بعيدة املدى أتخذ معن اإلسرتاتيجي ة اليت تسعى املؤسسة من خالهلا إىل الوصول إىل ما تطمح و
-6تبن التخطيط اإلسرتاتيجي كأداة إدارية ف مجيع مؤسسات األعمال ف القطاع اخلاص من سنة .1960
-7أصبح التخطيط اإلسرتاتيجي أداة لإلدارة احلكومية ( القطاع العام منذ سنة .) 1980
-8تناول تفسيات جديدة لإلسرتاتيجية و بعض العلوم ذات العالقة هبا ،بدأ من سنة .1986
1عبد اجمليد الكرخي ،التخطيط اإلسرتاتيجي املبين على النتائج ،وزارة الثقافة و الرتاث ،قطر ، 2014 ،ص .73
24
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
احملاضرة الرابعة
عرض Miutzberg1سنة 1998تصنيف لإلدارة اإلسرتاتيجية إىل عدة مدارس فكرية و اليت ميكن أن
تعرف اجملال الكبي لألباث و ممارايت اإلدارة اإلسرتاتيجية و ميكن توضيحها ف هذا اجلدول
25
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
ميكن اإلدارة اإلسرتاتيجية أبهنا جمموعة القرارات و املمارسات اإلدارية اليت حتدد أداة املؤسسة ف املدى
الطويل بكل فاعلية و كفاءة و يتضمن ذلك وضع أو صياغة اإلسرتاتيجية و تطبيقها و تقوميها ابعتبارها منهج أو
أسلوب عمل.
كما عرفها 1Gluekأبهنا سلسلة من القرارات و األفعال اليت تقود إىل تطوير إسرتاتيجية أو إسرتاتيجيات
و يرى سعد غالب ايسني 2أن اإلدارة اإلسرتاتيجية متثل منظومة من العمليات املتكاملة ذات العالقة بتحليل
احمليط الداخلية و اخلارجية و صياغة إسرتاتيجية مناسبة و تطبيقها و تقييمها ف ضوء حتليل أثر املتغيات املهمة
عليها ،و كذلك مما يتضمن حتقيق ميزة تنافسية للمؤسسة ،و تعظيم إجنازها ف أنشطة األعمال املختلفة.
1السامل مؤيد " دور أساسيات اإلدارة اإلسرتاتيجية ،املداخل و املفاهيم و العمليات " دار النشر و التوزيع ، 2009 ،ص .18
2سعد غالب ايسني " أساسيات اإلدارة اإلسرتاتيجية " ،دار اليازوري للنشر ،عمان ،ط ، 1998 ، 1ص .2
26
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
كما عرفها Thompsonو 3 Stricklعلى أن اإلدارة اإلسرتاتيجية هي العملية اليت بواسطتها يتمكن
املدراء من أتسيس اجتاه املدى الطويل للمؤسسة ،و حتديد أهدافها و تطوير إسرتاتيجيات لغرض حتديد هذه
كما يرى هيجنز 1أن الغدارة اإلسرتاتيجية هي العملية اإلدارية اليت تستهدف إجناز رسالة املؤسسة من خالل
و عليه و انطالقا من التعاريف السابقة ميكن تعريف اإلدارة اإلسرتاتيجية أبهنا جمموعة من القرارات والنظم
اإلدارية اليت حتدد رؤية و رسالة املنظمة ف األجل الطويل ف ضوء ميزانيتها التنافسية ،و تسعى حنو تنفيذها من
خالل دراسة و متابعة و تقييم الفرص و التهديدات البيئية ،و عالقتها ابلقوة و الضعف ف بيئتها الداخلية ،و
و ختتلف اإلدارة اإل سرتاتيجية عن التخطيط اإلسرتاتيجي و التخطيط التشغيلي فاإلدارة اإلسرتاتيجية هي مثرة
لتطور مفهوم التخطيط اإلسرتاتيجي ،و توسيع نطاقه و أغناء ألبعاده ،فالتخطيط اإلسرتاتيجي هو عنصر من
عناصر اإلدارة اإلسرتاتيجية ،و ليس اإلدارة اإلسرتاتيجية بعينها ألن اإلدارة اإلسرتاتيجية تعين أيضا إدارة التغيي
فاإلدارة اإلسرتاتيجية هتتم ابحلاضر و املستقبل معا ،ف حني أن التخطيط اإلسرتاتيجي هي عملية تنبؤ لفرتة
3
Thompson and strickl « strate gic management –concepts and cases MC.gram-
Hill ,2003 p 21.
زيد عيوي " ،اإلدارة اإلسرتاتيجية " ،دار كنوز املعرفة للنشر و التوزيع ،عمان ، 2006 ،ص .18-17 1
27
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
ف املؤسسات الكربى ذات املنتجات املتعددة أو خطوط اإلنتاج الواسعة هناك عادة ثالث مستوايت
لإلسرتاتيجية هي:1
أوال :اإلسرتاتيجية على مستوى املؤسسة :هي اإلسرتاتيجية اليت تركز على املؤسسة ككل ،ويرتكز االهتمام
األساس هلا ف حتديد جماالت األعمال ( األنشطة ) اليت تعني على املؤسسة أ ن تنشط فيها مبعن هل تركز على
نشاط أو صناعة واحدة ،أ و تركز على عدة نشاطات سواءا كانت أنشطة مرتبطة أو غي مرتبطة و املسؤولية
الكربى تقع على عاتق اإلدارة العليا ،و إطارها الزمين طويل املدى وبعبارة أدق إسرتاتيجية املؤسسة هي تلك
اثنيا :اإلسرتاتيجية على مستوى القطاع ( وحدات األعمال ) :تتوىل اإلدارة اإلسرتاتيجية ف هذا املستوى
صياغة و تنفيذ اخلطة اإلسرتاتيجية اخلاصة بكل وحدات األعمال مبعن تكون اإلدارة اإلسرتاتيجية مسؤولة عن
ختطيط و تنظيم كل األنشطة اخلاصة ابخلطة اإلسرتاتيجية للوحة و اختاذ القرارات الالزمة لتنفيذها.
اثلثا :اإلسرتاتيجية على مستوى الوظيفة ( الوظيفية ) :هي تلك اإلسرتاتيجية اليت تسعى إىل حتسني فعالية
الوظائف األساسية للمؤسسة ( مثل :اإلنتاج ،التسويق ...اخل ) و تتحقق فاعلية وظائف املؤسسة من خالل
1عبد احلميد عبد الفتاح املغريب " اإلدارة اإلسرتاجتية ف مواجهة حتدايت القرن احلادي و العشرين " ،املكتبة العصرية ، 2003 ،ص
.19
28
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
وضع إسرتاتيجيات لكل وظيفة لتحقيق الكفاءة و اجلودة ،و االستجابة للعمالء على مستوى كل وظيفة من
الوظائف ،ابختصار فإن إسرتاتيجية كل وظيفة هي إسرتاتيجية اليت هتتم خبلق مزااي تنافسية للوظائف.
إستراتيجية المؤسسة
إستراتيجية القطاع
إستراتيجية الوظيفة
املصدر :منصور إمساعيل العريقي " اإلدارة اإلسرتاتيجية " دار الكتاب اجلامعي ،الطبعة الثانية ، 2011 ،ص.30
فاملؤسسات تستخدم األنواع الثالثة من اإلسرتاجتيات ف الوقت نفسه كما أن هذه اإلسرتاجتيات تكمل و تدعم
بعضها بعض ،أما اإلسرتاجتيات الوظيفية تدعم إسرتاجتيات األعمال اليت يدورها تدعم اإلسرتاجتيات على مستوى
املؤسسة.
29
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
عمليات اإلدارة اإلسرتاتيجية ميكن دراستها و تطبيقها بطريقة مرتبة و جيدة من خالل منوذج يعكس أنواع
خمتلفة من املراحل ،و النموذج التال يعرض طريقة واضحة و عملية لصياغة و تطبيق و تقييم اإلسرتاجتيات و
األهداف السنوية
الهيكل
التنظيمي
صياغة التحليل البيئي
اإلستراتيجية 2
1
املصدر :فالح حسني عداي احلسني " اإلدارة اإلسرتاتيجية ،مفاهيمها مداخلها ،عملياهتا املعاصرة " دار وائل للنشر ،ط ، 2000 ، 1ص .48
جتدر اإلشارة إىل أنه ف الواقع العلمي يتم ترتيب املراحل حسب أولويتها فيمكن للمؤسسة ممارسة كل هذه
العمليات أو بعضها ف الوقت نفسه ،و عليه فإن اإلدارة اإلسرتاتيجية تتكون من العمليات اليت تشمل عدة
نشاطات أساسية و متداخلة هي :
أوال :التحليل البيئي :و يقصد به مراقبة و تقييم املعلومات البيئية الداخلية و اخلارجية للمؤسسة وتقدميها
لإلدارة.
اثنيا :صياغة اإلسرتاتيجية :و يشمل صياغة اإلسرتاتيجية تطوير رسالة املؤسسة بناءا على التعرف على
الفرص و التهديدات ف احمليط اخلارجية و حتديد عناصر القوة و الضعف ف احمليط الداخلية و أتسيس األهداف
طويلة املدى و وضع إسرتاتيجيات البديلة ،و مرحلة صياغة اإلسرتاتيجية ابلذات تشمل حتديد نوع األعمال اليت
ترغب الدخول فيها ،و األعمال اليت يتم التوسع ف النشاطات القائمة.
اثلثا :تطبيق اإلسرتاتيجية :أي وضع اإلسرتاتيجية املسطرة موضع التنفيذ من خالل اهليكل التنظيمي ،
األهداف السنوية ،السياسات ،اإلجراءات ،القواعد ،الربامج و املوازانت.
رابعا :الرقابة اإلسرتاتيجية :و هي املرحلة األخية من مراحل صياغة اإلسرتاتيجية و تشمل رصد تقييم
مراحل اإلدارة اإلسرتاتيجية بشكل عام ( التحليل البيئي ،الرسالة و األهداف ...اخل ) للتأكد من أهنا تطبق
31
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
بشكل الصحيح فهي عبارة عن تقييم األداء الفعلي و مقارنة مع األهداف املوضوعة ،مت اختاذ إجراءات التغيي
اإلسرتاتيجي.
احملاضرة اخلامسة
إن وجود أية املؤسسة يرتبط ارتباط وثيق بوجود رسالة معينة لتحقيقها و هذه الرسالة تشتق من احمليط احمليطية
للمؤسسة و اجملتمع الذي تعيش فيه .و عادة ما تبدأ املؤسسة برسالة حمدودة واضحة ،ولكن مع مرور الوقت و
تغي أذواق املستهلكني و التطور التكنولوجي ،و تغي تشكيلة املنتجات وتعدد األسواق ،فإن هذه الرسالة
تتطلب تعديالت توافق املتغيات اليت تواجه املؤسسة.
الرؤية هي صورة املستقبل اليت تقود املؤسسة إىل النجاح و تنبؤها ماذا ستصبح و ماذا ستعمل ف املستقبل أو
بعبارة أخرى فإن الرؤية هي صورة ذهنية تتطلع هبا املؤسسة للوصول إليها ف املستقبل ،وهي ال تبدو حقيقة اآلن
و لكن ستصبح حقيقية ف املستقبل .و عليه فإن استشراف املستقبل.
32
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
كما عرفها سعد غالب ايسني أبهنا " فكرة عامة جمردة قريبة من احللم اإلنساين ،و هي منظور مستقبلي
لإلدارة و العاملني فيها ،تتضمن عادة أكثر املعاين اتساعا " .1
كم مث تعريفها أبهنا " تصور مستقبلي للمؤسسة ينطوي عليه التحدايت للدور و الغاايت املستقبلية للمؤسسة
يتجاوز حدودها البيئية و وضعها التنافسي " .2
حتدد رسالة املؤسسة الغرض األساسي الذي أنشئت من أجله ،و حتدد نطاق عملها من حيث املنتجات و
األسواق اليت تقوم املؤسسة خبدمتها ،فالرسالة ببساطة متثل اإلطار الرئيس املميز للمؤسسة عن غيها من
املؤسسات ،و رسالة املؤسسة تكون مدونة ف وثيقة قانونية للمؤسسة عند التأسيس .ومتتاز ابلثبات النسيب و ال
يتم تغيها ،أو تعديلها إال ف احلاالت النادرة ،و خاصة إذا غيت املؤسسة من طبيعة نشاطها و تتضمن رسالة
تفسير لمؤسسها
لدورها االقتصادي و التكنولوجيا المستخدمة
االجتماعي
1
www.nagah.edn, 2017/10/01تاريخ اإلطالع The strategic management process 2006:
34
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
منصور حممد إمساعيل العريقي ،مرجع سابق ذكره ،ص .153 1
35
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
-3شركة : Food Lionفريق الشركة سيعمل جاهدا لالستفادة من قدراته و موارده إلرضاء كل عميل
،و من خالل تزويده مبنتجات متنوعة أبقل سعر و جودة عالية ،ف ظل ظروف عمل ممتاز ابلنظام و الراحة و
الصياغة و الصداقة.
خامسا :القيم :
ال توجد مؤسسة سواء كانت صغية أو كبية حديث التكوين أو مضي عليها فرتة من الزمن إال و هلا وجهات
نظر ف التعامل مع الظروف اليت حتيط هبا ،و نوع العالقات و التعامل مع األطراف األخرى الذين تربطهم مصاحل
هبا.
إن القيم تشرح بشكل مفصل و واضح كيف تتصرف املؤسسة مع اآلخرين و كيف تدير نفسها ،فهي جتيب
على السؤال التال :كيف حندد ف التعامل مع احمليط ،و كيف تتعرف على ما يرغب به اآلخرون ف التعامل
معنا.
و عليه فإن القيم هي " املعتقدات األساسية اليت تؤمن هبا املؤسسة ،و االعتبارات اليت تعمل ف ظلها ،واليت
تنظم عالقتها جبميع األطراف ذات العالقة ".1
سادسا :خصائص القيم :
تتميز القيم الفاعلة و اليت تعترب أحد الركائز األساسية لبناء إسرتاتيجية انجحة ب: 1
-1أن تكون انبعة مما تؤمن به املؤسسة و املستند إىل واقع سلوكها اليومي ،و ما تطمح إليه.
-2أن يعكس ما تريده العاملون من عالقات مع أصحاب املصاحل و على رأسهم الزابئن.
-3أن تكون متجانسة و متفاعلة بيث تصب مجيعها ف هدف مشرتك و هو حتقيق كفاءة و فاعلية
للمؤسسة.
1
Bill birnbaun « strategic mission-vision-values » 2004 p42
جميد الكرخي ،مرجع سابق ذكره ،ص .170 1
36
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
تبدو للوهلة األوىل أن صياغة األهداف و أتسيسها عملية سهلة و غي معقدة ،و لكن الواقع العملي يتبث
غي ذلك ،فإن عملية وضع األهداف عملية معقدة جدا حيث أهنا متثل حمصلة تفاعل جمموعة أصحاب املصاحل
( مالكا ،مدراء ،عاملني )...الذين ميلكون أهداف خمتلفة ،وأحياان متعارضة ،و ابلتال فإن أهداف املؤسسة
اليت تصاغ جيب أن توازن ف النهاية بني مصاحل و ضغوطات جمموعات األصحاب املصاحل املختلفة.
إذا اعتربت رسالة املؤسسة هي السبب أو املربر ف وجودها ،فإن األهداف متثل أو تعرف أبهنا النتائج املطلوب
حتقيقها ف املستقبل القريب و البعيد ،وحىت تكون األهداف فعالة جيب أن تتمتع ابخلصائص التالية:1
• أن تكون حمددة متاما ،و كمية ،و قابلة للقياس ،و حمددة إبطار زمين ،مثل أن يكون هدف املؤسسة
هو حتقيق حصة سوقية بنسبة معينة ( ) %20خالل اخلمس سنوات القادمة ،فيالحظ أن هذا اهلدف حمدد و
كمي وميكن قياسه و حمدد إبطار زمين.
• أن يكون اهلدف واقعيا ،و معقوال و ميكن حتقيقه ،فإذا كان اهلدف مبالغا فيه فإن هذا يؤدي إىل
صعوبة حتقيقه ،و ابلتال الشعور ابإلحباط ،و إذا كان اهلدف أقل من املستوى املطلوب ،فسيؤدي هذا إىل
إهدار املوارد.
• أن يكون اهلدف مفهوما و واضحا و غي غامض.
• أن يتميز اهلدف ابلتحدي ،لكي يدفع العاملني إىل العمل لتحقيقه و إثبات قدراهتم.
• أن تكون األهداف هرم ية و متسلسلة مبعن أن تكون هناك أهداف على مستوى املؤسسة ،كما على
مستوى القطاع ،مث على مستوى الوظيفة ،جيب أن أهداف كل مستوى تسبق من أهداف املستوى السابق له.
• أن تكون األهداف متالئمة و منسجمة بيث ال يوجد تعارض بني أهداف األقسام و الوظائف
أمهية و فوائد األهداف : .II
األهداف احملددة بشكل واضح و دقيق حتقق املؤسسة فوائد عدة منها:2
كوماس و هيليني ،دافيد هنجر " اإلدارة اإلسرتاتيجية " ترمجة حممود مرسي ،زهي الصباغ ،معهد اإلدارة العامة ، 1990 ،ص 31 1
عبد احلميد عبد الفتاح املغريب " اإلدارة اإلسرتاتيجية ملواجهة حتدايت القرن الواحد و العشرون " املكتبة العصرية ، 2003 ،ص.91 2
37
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
• أن األهداف متثل املنارة اليت ترشد مجيع العاملني ف املؤسسة و تساعد على حتديد املسار العام هلا ،فال
ميكن تصور جهد مجاعي فعلي دون أهداف حمددة.
• األهداف تساعد أصحاب املصاحل املختلفة على فهم أدوارهم املطلوبة ف إطار املؤسسة.
• ختلق أساسا للتفاهم و التنسيق بني املدراء الذين قد ميثلون قيما و مواقف خمتلفة عند صياغتهم للقرارات.
• حتديد أهداف طويلة املدى بشكل واضح و حمدد يقلل بشكل كبي من احتمال الصراع ف مرحلة
التطبيق اإلسرتاتيجي.
• تعمل األهداف كمعيار لتقييم على مستوى األفراد ،و اجملموعات و اإلدارات و األقسام ،واملؤسسة
ككل.
• األهداف تقوي الدوافع لدى األفراد العاملني ف املؤسسة ،حيث أن معرفة األهداف تساعد األفراد و
تدفعهم إىل السعي لتحقيقها.
و بشكل عام ميكن القول أن من الصعوبة تصور أن حتقق املؤسسة أي جناح بدون أن متثل أهدافا واضحة
و حمددة.
تصنيف األهداف :ميكن تصنيف األهداف وفق لعدة معايي هي :1 .III
.1و فق ألمهيتها و مدى أتثريها :تصنف األهداف وفق هلذا املعيار إىل :
• األهداف إسرتاتيجية :و هي األهداف اليت تكو أتثيها بعيد املدى و يشمل كل املؤسسة ،وتوضع عادة من
قبل اإلدارة العليا ،وحتدث تغيا نوعيا ف املؤسسة ،مثل هدف زايدة احلصة السوقية للمؤسسة خالل اخلمس
سنوات القادمة.
• األهداف التكتيكية :و هي األهداف اليت تضعها عادة اإلدارة الوسطى ،و مستمدة من األهداف
اإلسرتاتيجية ،وأتثيها متوسط األجل ،و متثل حلقة الوصل بني األهداف اإلسرتاتيجية واألهداف التشغيلية
مثل هدف مدير املالية أال تزيد مديونية املؤسسة عن %10من قيمة األصول املتداولة.
• األهداف التشغيلية :و هي األهداف اليت تضعها اإلدارة املباشرة ،و تكون مستمدة من األهداف التكتيكية
و اإلسرتاتيجية ،و أتثيها قصية األجل ،و من أمثلتها هدف املخزون الشهري.
حممد أمحد عوض " ،اإلدارة اإلسرتاتيجية ،األصول و األسس العلمية " ،الدار اجلامعية ، 2004 ،ص .57 1
38
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
.2تصنيف األهداف وفق للمجاالت :و هنا تصنف األهداف إىل أهداف إنتاجية ،مالية ،تسويقية ،إدارية
،موارد بشرية ...اخل.
.3تصنيف األهداف وفق لإلطار الزمين :و هنا تصنف األهداف إىل أهداف طويلة املدى و هي اليت حتدد
النتائج و الغاايت املطلوبة و املرغوبة لتحقيق رسالة املؤسسة ،و متتد لفرتة زمنية أطول من سنة ،و هي جزء من
مرحلة صياغة اإلسرتاتيجية و أهداف قصية املدى أو السنوية هي اليت حتدد النتائج املطلوبة حتقيقها خالل السنة
،و جيب أن تستمد من األهداف طويلة املدى ،و هي أهداف أدائية و مدهتا سنة فأقل ،و هي ضرورية ف
مرحلة التطبيق اإلسرتاتيجي و جيب أن تنسجم مع األهداف طويلة املدى ،و أن تكون داعمة هلا و
اإلسرتاتيجيات املطبقة و ختدم األهداف السنوية كموجهة لألفعال و األنشطة و اجملهودات اليت يقوم هبا أعضاء
املؤسسة ،و متثل مصدرا مهما لتحفيز العاملني ،و يعرب عن هذه األهداف ابلربية ،احلصة السوقية ...اخل.
و حىت تتحقق األهداف بشكل عام و األهداف قصية املدى بشكل خاص جيب دعمها بسياسات
واضحة.
.4تصنيف األهداف وفق ألصحاب املصال :يرى أغلبية الباحثني ف هذا املوضوع أن على املؤسسة أن ال
ترتكز على تعظيم مصاحل اجملموعة واحدة فقط كاملالك مثال ،ابلعكس جيب أن توجه مبصاحل مجيع األطراف و
من هؤالء األطراف نذكر :1
• أهداف اإلدارة العليا :نظري فإن الغدارة العليا جيب أن تكون ابجتاه زايدة العائد على االستثمار
للمسامهني ،مع األخذ بعني االعتبار السعي حنو حتقيق املصاحل نفس األطراف ،ولكن منذ بدأ املالك بتوظيف
مسيين ملؤسساهتم اختلف األمر فهناك من يرى أن اإلدارة ختدم مصاحلها بتطبيق اإلسرتاتيجيات اليت حتقق هلم
ذلك ،وهناك من يرى أن اإلدارة متتلك نفس مصاحل املالك أو املسامهني فهناك بعض الدراسات 2تشي إىل أن
هناك احتاد أو حتالف قوي بني املدراء و املالك.
• أهداف املالك املسامهني :املالك هم املستشرين الذين قاموا بتأسيس شركة هبدف احلصول على أكرب
عائد ممكن لرأس املال املستثمر ،و بقاء حنو الشركة و استمرارها.
39
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
• أهداف املستهلكني :و هم ميثلون فئة السوق املستهدفة ابلنسبة للمؤسسة ،ابعتبار أن لديهم القدرة
على شراء السلع و اخلدمات اليت تقدم كما لديهم قوة أتثي كبية على نتائج املؤسسة وتتمثل أهدافهم ف:
-ضمان توفي السلع و اخلدمات حسب أذواقهم و إمكانياهتم.
• أهداف اجملتمع :تنتمي املؤسسات إىل احمليط اليت حتيط هبم ،و تعترب جزءا منها تتأثر هبا و تؤثر فيها ،
و بقدر ما تستفيد املؤسسة احمليط و اجملتمع احمليطني هبا ،فإهنا مسؤولة أيضا اجتاههما.
تعتمد عملية التقسيم اإلسرتاتيجي لنشاطات املؤسسة على مفهومني أساسيني1مها الزوج (منتجات -أسواق)
فاألول يتعلق بتعريف ميادين نشاط املؤسسة ابستعمال بعدين مها املنتج نفسه ،و السوق الذي يتجه له ،إن هذا
املفهوم يسهل على املؤسسة معرفة العوامل احلامسة للنجاح على مستوى كل زوج على حدا ،و منه إمكانية تقييم
قيمة كل زوج.
أما الثانية فيتعلق مبجموع املهارات اليت جيب أن متلكها املؤسسة على اإلطالق ،و حىت تكون ذات قدرة تنافسية
،و من خالله ميكن معرفة الكفاءة املميزة ف بعض امليادين مثل اإلنتاج ،البحث ،الشراء و غي ذلك وعلى
أساس احلرفة ميكننا رصد بشكل واضح خمتلف مركبات رؤوس األموال اخلاصة هبا.
1مراح عرايب احلاج " أمهية التحليل اإلسرتاتيجي ف تقييم الرأمسال غي املادي للمؤسسات االقتصادية " ،جملة مشال إفريقيا العدد اخلامس ،
جامعة حسني بن بوعلي ،السلف ،ص .209-208
40
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
مهما يكون مفهوم الذي تعتمد عليه املؤسسة ،فاهلدف هو البحث عن تقسيم نشاطاهتا إىل أكثر من قسم
إسرتاتيجي ،بيث يصبح ميثل كل واحد منهما جمموعة من املنتجات أو اخلدمات املتجانسة على املستويني التقين
و التنافسي ( نوع الزابئن املستهدفني ،احلاجة املشبعة أو وظيفة املنتج أو التكنولوجيا املستخدمة ) مث تشكيل
حمفظة النشاطات اإلسرتاتيجية ، d’activité Portefeuilleو اليت ميكن حتليلها بشكل مستقل و على
أساسها حيكم املسي أو صاحب املؤسسة على القيمة اإلسرتاتيجية للمؤسسة ككل.
احملاضرة السادسة
ينطلق التشخيص اإلسرتاتيجي من حتليل إمكانيات و موارد املؤسسة من أجل رصد نقاط القوة والضعف ،و
حتليل احمليط اخلارجي من أجل رصد الفرص و التهديدات.
و يقصد التشخيص اإلسرتاتيجي أبنه " عملية فحص العناصر اإلسرتاتيجية و حتديدها ف البيئتني الداخلية و
اخلارجية.
يقصد ابلتشخيص اإلسرتاتيجي البيئي هو " التعرف على عناصر احمليط اخلارجية لتحديد الفرص اليت ميكن
استغالهلا و االستفادة منها ،أو التهديدات اليت ميكن جتنبها أو التحقق منها من قبل املؤسسة ،والتعرف على
عناصر احمليط الداخلية و تقييمها ( اهليكل التنظيمي ،املوارد )...لتحديد عناصر القوة والضعف ف وظائف
املؤسسة ".1
فالتشخيص اإلسرتاتيجي يتضمن احمليط الداخلية و اخلارجية ،و ألن التشخيص البيئي مكلف ويستغرق وقت
طويال ،فيجب توجيهه حنو العناصر ذات التأثي القوي على حاضر و مستقبل املؤسسة.
لكي يكون التشخيص البيئي فعاال و ختدم إسرتاتيجية املؤسسة جيب أن يكون :
41
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
▪ الرتكيز على عناصر القوة و الضعف الواقعية عند إجراء تشخيص احمليط.
▪ الوضوح الكامل ف حتصل عناصر احمليط و االبتعاد عن املناطق الرمادية.
▪ التمييز بني ما عليه املؤسسة ف الوقت احلاضر و ما ميكن أن تكون عليه ف املستقبل.
▪ يفضل أن يكون التحليل للواقع خمتصرا وسيطا ،بعيدا عن التعقيد.
▪ جيب أن يكون التشخيص موضعيا يتجنب التحيز.
-1وضع نظام معلومات إداري فعال يتضمن مدخالت اخلطة و خمرجاهتا ،ألن هذا النظام يساعد املؤسسة
على تقييم نقاط ضعفها و قوهتا مبوضوعني و كفاءة.
-2إجراء كشف كامل لبيئة املؤسسة عن طريق إجراء املسموحات و االستقصاءات اليت تتطلبها مهام و
طبيعة التشخيص.
-3وضع تصور سيناريو للمستقبل لكي يتم تقييم عناصر القوة و الضعف أو الفرص و التهديدات ذات
العالقة ملستقبل املؤسسة.
يعترب فهم الديناميكية التنافسية أحد أبعاد األساسية ف التشخيص اإلسرتاتيجي ويتلخص فهم الديناميكية ف
معرفة هيكل املنافسة ،من حيث عدد املنافسني و طبيعتهم ،و كذلك شكلها إذا كانت ابألسعار ،ابلتكاليف ،
ابجلودة ،ابإلبداع الصناعي ،كما تسمى احمليط التنافسية ابحمليط اخلاصة (الصناعية) و هي جزء من احمليط
اخلارجية ،و تعرف أبهنا احمليط اليت متارس أتثيا نتفاوت ف املؤسسات.
.Iمكوانت احمليط التنافسي
أهم ما يشغل املؤسسة هو مدى حدة املنافسة ف إطار النشاط أو الصناعة اليت تنشط فيها هذه األخية ،و
حسب Porterأن احمليط التنافسية هي عبارة عن حمصلة القوى اخلمس ،و هذه القوى هي املنافسة بني
42
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
املؤسسات احلالية التهديد الناشئ عن املخاطر اليت أتيت من املنافسني احملتملني ،القوة التفاوضية للعمالء أو
املستهلكني ،القوة التفاوضية للموردين ،و هتديد السلع و اخلدمات البديلة ،و الشكل رقم ( )06يوضح تلك
القوى التنافسية عند . Porter
التنافس القائم
القوة التفاوضية للموردين القوة التفاوضية للمستهلكني
بني املؤسسات
املصدر :رفاعي ،حممد سيد أمحد " ،اإلدارة اإلسرتاتيجية مدخل متكامل " ،دار النشر و التوزيع 2014 ،ص .418
-يرى Porterأنه كلما زادت القوى أي عامل من هذه العوامل احملددة أعاله كلما قلة بدرجة أكرب قوة
املؤسسات القائمة على رفع األسعار و حتقيق األرابح ،أي أن قوة هده العناصر تشكل هتديدا للمؤسسات
القائمة و ضعف هذه العناصر ميثل قوة العناصر القائمة.
-1التنافس القائم يف الصناعة :تتوقف درجة املنافسة ف الصناعة على حدة و كثافة املنافسة بني
املؤسسات داخل الصناعة ،و تشي املنافسة إىل الصراع التنافسي بني املؤسسات ف القدرة على الظفر بصة
سوقية على حساب األخرى و ميكن أن يتم التنافس ابستخدام السعر ،تصميم املنتج ،اإلنفاق على الرتويج ،
جهود البيع املباشرة و خدمة ما بعد البيع.
43
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
إن حدة املنافسة بني املؤسسات القائمة تشكل هتديدا قواي بني الربية ألهنا ختفض األسعار و تزيد من
النفقات.
-2خطر دخول منافسني حمتملني :املنافسون احملتملني هم املؤسسات اليت ال تتنافس حاليا ف الصناعة ،و
لكن لديها القدرة على ذلك إن رغبة بذلك و عادة حتاول املؤسسات القائمة فعليا ف صناعة ما أن
حتول دون دخول منافسني جدد.
و يتوقف خطر دخول منافسني جدد على مدى ارتفاع عوائق الدخول إىل الصناعة ،أي العوامل اليت جتعل
دخول املؤسسات إىل الصناعة أمرا مكلف و صعبا ،و تتمثل مصادر عوائق الدخول ف ما يلي :1
• الوالء للعالمة التجارية.
• مزااي التكلفة املطلقة.
• اقتصادايت احلجم.
• تكاليف حتول املستهلك.
• اللوائح و األنظمة احلكومية.
فإذا متكنت املؤسسات القائمة من بناء والء للعالمة اخلاصة مبنتجاهتا و امتلكت مزااي التكلفة املطلقة
وكذلك حتقيق ووفرات احلجم ،أصبحت هي املستفيد من تكاليف حتول املستهلك العالية ومتتع بماية قانونية
فإن خطر دخول منافسني جدد سيقلص بشكل كبي.
-3القوة التفاوضية للموردين :و هم املؤسسات و األفراد الذين ميدون املنتجني ابملوارد اليت حيتاجوهنا
إلنتاج سلع و خدمات معينة ،و هناك طرق عديدة يستطيع املوردون من خالهلا التأثي ف األرابح
احملتملة لصناعة معينة ،أمهها زايدة أسعار السل ع و اخلدمات اليت يقدموهنا هلذه الصناعة ،أو ختفيض
جودة السلع و اخلدمات اليت يقدموهنا للصناعة.
و بشكل عام فإن املوردون ميثلون هتديدا عندما تكون لديهم القدرة على فرض األسعار اليت يتعني على
املؤسسة اليت يتعاملون معها دفعها ملا للموارد و اخلدمات املقدمة هلا ،أو ختفيض جودة تلك السلع و اخلدمات و
من مث ختفيض ربية املؤسسة ،و العكس إذا كان املوردون ضعافا فإن املؤسسة تفرض عليهم أسعار منخفضة ،و
مواد و خدمات عالية اجلودة.
44
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
-4القوة التفاوضية للزابئن و املستهلكني :املستهلك هو الفرد أو املؤسسة اليت متتلك الرغبة الكامنة ف
منتوج املؤسسة ،و القدرة على شرائه ،أو هو الشخص الذي يدفع نقودا للحصول على سلع و
خدمات املؤسسة و هم يشكلون هتديدا أو قوة على املؤسسة من خالل املطالبة بسعر منخفض أو جودة
أفضل لنفس السعر.
-5قوة املنتجات البديلة :إن النجاح اإلسرتاتيجي يعتمد بصورة جزئية على وجود بدائل بنفس النوعية أو
بنوعية أفضل و لكن أبقل تكلفة ملنتجات املؤسسة ،لذلك قوة أضعف كل من املورد أو املشرتي يعتمد
مباشرة على أمهية املواد ف الصناعة و إمكانية تعويضها مبواد أو منتجات أخرى ذات أسعار تفضيلية
مناسبة ،ابإلضافة إىل وجود ضماانت عملية ابستمرار لتدفق السلع أو املنتجات البديلة من املصادر
التوريد إىل املؤسسة.
و القوة النسبية للمنتجات البديلة تقاس بشكل أفضل من خالل احلصة السوقية اليت متتلكها هذه املنتجات
البديلة لزايدة طاقتها و احرتافها ف السوق.
1
( )C.Martinet عمليا طرق التشخيص اإلسرتاتيجي متنوعة من حيث املضمون و كذلك الشكل ،ويعترب
أن خمتلف هذه الطرق حمصورة من بعدين أساسني يتمثالن ف اعتبار معايي التحليل (عدد املعايي املعتمدة ) و
درجة التشكيل (البقية اليت تقدم هبا النتائج التحليلية و ميكن تلخيصها ف ما يلي :2
أوال :منوذج :SWOT
يعترب حتليل SWOTأحد أفضل األدوات املستخدمة ف التشخيص ،وأول من ابتدعه Albert
Humphreyمن جامعة سنغافورة ف عقد الستينات مستخدما بياانت عن 500شركة.
45
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
يقصد بنموذج SWOTأسلوب يستخدم ف التحليل اإلسرتاتيجي من خالل تقييم و حتليل أربعة نقاط
رئيسية،وقد جاء هذا األسلوب اختصار للكلمات اإلجنليزية التالية :
، Strengths ,weaknesses,opportunities,threatsو اليت تعين بسب التسلسل القوة ،الضعف ،
الفرص و التهديدات ،و قد استحدث هذا األسلوب ف 1960و أخذت به املؤسسات لتشخيص وضعها أو
حتليل واقع منتجاهتا ،إن هذا التحليل يشمل العناصر املوضحة ف الشكل التال :
الشكل ( : )07منوذج حتليل SWOT
التهديدات الفرص
-ماهي االجتاهات و الظروف اليت الفرص
-ماهي االجتاهات و الظروف اليت
قد تؤثر سلبا عليك ؟
إجيااب وعليك ؟
الظروف اليت -ماهيقد تؤثر
االجتاهات
-هل لديك دعم اثبت ؟
املناحة لك ؟
الفرصعليك ؟
هل إجيااب
-قد تؤثر
-ما هو أتثي نقاط ضعفك ف
- -هل الفرص املناحة لك ؟
زايدة خماوفك ؟ -
-
46
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
املصدر :جميد الكرخي " التخطيط اإلسرتاتيجي املبين على النتائج " ،وزارة الثقافة والرتاث،قطر 2014 ،ص .210
يستخدم هذا التحليل بصورة عامة عادة عند تقييم املؤسسات و ميكن استخدامه بعدة طرق ذكية أخرى
للحصول على تقييم و بشكل عام يتم توظيف نقاط القوة غي املستغلة ف حتسني الوضعية التنافسية للمؤسسة ،
كما ميكن االستفادة من نقاط الضعف و العمل على إصالحها.
أما فيما يتعلق ابلتهديدات و الفرص املتاحة فعن طريق القوى الداخلية ميكن التأثي ف نقاط الضعف الداخلية
أو التهديدات اخلارجية ،و كذلك عن طريق الفرص اخلارجية املتاحة ميكن إجياد فرص استثمار جديدة و
استغالهلا.
إن PESTتعين حتليل العوامل اخلارجية ،و اليت تفيد عند إجراء البحوث قبل البدء ف مشروع ما و هذه
العوامل هي :
-السياسية :و هي القوانني و القضااي العاملية و التشريعات و اللوائح اليت قد يكون هلا أتثي على عمل
املؤسسة إما مباشرة و غي مباشرة حاضرا أو مستقبال.
-االقتصاد ية :مثل الضرائب و أسعار الفائدة ،و التضخم و أسواق األسهم و ثقة املستهلك ،كلها جيب
أن تؤخذ بعني االعتبار.
-االجتماعية :مثل التغيات ف منط احلياة و اجتاهات الشراء ،وسائل اإلعالم ...،اخل.
-التكنولوجية :االبتكارات و احلصول على التكنولوجية و تراخيص براءات االخرتاع.
47
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
املصدر :جميد الكرخي " التخطيط اإلسرتاتيجي املبين على النتائج " ،وزارة الثقافة والرتاث،قطر ،2014 ،ص .213
و بصورة عامة مث مجع كل أدوات التشخيص اإلسرتاتيجي ف ثالث طرق رئيسية :1
-1الطرق الوصفية :و اليت تعتمد على عدد كبي من املتغيات النوعية ،و ابلنظر إىل توسعها يصعب
تقدمي و تشكيل تصميم هلا ،حيث تكون النتيجة على اإلجابة ذات طابع نوعي ،كاستعمال سلم من (.)5-1
-2الطرق التشكيلية :و معظمها مقرتحة من طرف أكرب مكاتب االستشارة األمريكية BCG
( )Boston Consulting Groupأو )Arthur D.Little( ADLأو Mckinseyفهي تتفوق على
الطرق الوصفية من حيث أهنا تتنقل من التحليل إىل القراءة املباشرة لوضعية املؤسسة من خالل فهم التدفقات
النقدية و توزيعها كما أن هلا طابع ديناميكي من خالل حماكاة الوضع املستقبلي.
48
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
-3الطرق املفتوحة :فهذه املناهج تعتمد على الرؤى النظرية ،و تنحصر فقط ف التحاليل اليت تركز
على متغيات مسبقة ،و بعض املختصني يسموهنا ابلطرق االستكشافية ،و من أمثلتها حتليل Porterهليكل
املنافسة من منوذج القوى اخلمس للمنافسة.
تكمن أمهية احمليط التكنولوجي ف أتثي على الديناميكية التنافسية واحد من املكوانت األساسية .ميكن اعتبار
التكنولوجيا ف معناها الواسع كتطبيق عملي للعلم على املنتج و أسلوب اإلنتاج ويسميها (أوكيل) 1إبداعا
تكنولوجيا إذا كانت تتعلق ابملستجدات اإلجيابية اليت متس خمتلف املنتجات و أساليب اإلنتاج .و تكمن أمهية
اإلبداع التكنولوجي ف أاثره االقتصادية على املؤسسة ،واليت يلخصها ف مسامهته ف ختفيض التكلفة النهائية ،
الرفع من جودة املنتجات ورفع القدرة اإلنتاجية للمؤسسة و حتقيق أكرب مردودية ممكنة.
هذه اآلاثر الثالثة (التكلفة ،اجلودة ،املردودية ) تؤكد الدور احلاسم للتكنولوجيا ف الدينامكية التنافسية بني
املؤسسات .بفعل هذا الدور ،اهتمت معظم مناهج التحليل اإلسرتاتيجي بتحليل التكنولوجيا اليت أصبحت متثل
بعدا اثلثا بعد املنتج و السوق واحد حمددات الرأمسال غي املادي.
هتتم هذه املناهج جبرد و تقييم التكنولوجيا ،و كذلك توقع التطور املستقبلي هلا .ففي ما خيص جرد
التكنولوجيا أي تصنيفها و ترتيبها يقدم كمعيارين لذلك ومها مرحلة نضج التكنولوجيا (الظهور،و التطور،
االستقرار ،التقهقر و التقادم ) ودرجة انتشار التكنولوجيا :أي نسبة امتالك مؤسسات هلذه التكنولوجية.
ويسمح الشكل البياين رقم ( ) 05من جتسيد هذين املعيين ،حيث يوضح الشكل البياين (أ) على اليسار أن
املؤسسة متلك تكنولوجيا مستقرة و متقهقرة ،مما ال يسمح هلا ابنتهاز الفرص و تتعرض ابلتال لتهديد املؤسسات
املنافسة .أما الشكل الب ياين (ب) على اليمني فيوضح أن املؤسسة متوازنة تكنولوجيا مما جيعل املؤسسة قادرة على
التجديد التقين و إمكانية حتقيق إبداع تكنولوجي.
49
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
احملاضرة السابعة
ميثل التشخيص الداخلي للمؤسسة اجلانب الثاين من التشخيص اإلسرتاتيجي ،ويتعلق مضمونه بتحديد
نقاط القوة و الضعف على مستوى خمتلف ميادين النشاط اإلسرتاتيجي ،فستخلص مثل هذه النقاط بتشخيص
كل من القدرات املادية و غي املادية مبا فيها البشرية ،املالية ،التكنولوجية ...،
يرتكز هذا التشخيص على بعض املناهج املختلفة و اليت غالب ما يركز عليها خرباء التحليل اإلسرتاتيجي.
تشمل موارد املؤسسة جمموعات عديدة من املوارد هي :املوارد البشرية و املوارد املالية و املوارد املادية و
املعلومات ،و نظرا ملا هلذه املوارد من أمهية وظيفية و قيمة إسرتاتيجية للمؤسسة ،ففي كل املوارد اليت متلكها
املؤسسة فإن اإلسرتاتيجيني يبحثون عن عناصر القوة متكن املؤسسة من االستفادة من الفرص املوجودة ف احمليط
اخلارجية أو املواجهة و التقليل من أخطار و هتديدات البيئية.
و الكفاءة هي االستخدام األمثل للموارد إلنتاج خمرجات معينة و تقاس كفاءات املؤسسة مبقدار مدخالهتا
املطلوبة إلنتاج خمرجات معينة و كلما كانت املؤسسة أكثر كفاءة قل مقدار املدخالت املطلوبة إلنتاج خمرجات
معينة ،و أهم املدخالت املطلوبة ف أي عملية إنتاجية تشمل املوارد البشرية ،املادية و التكنولوجية ،أما
املخرجات فتشمل السلع و اخلدمات اليت تنتجها املؤسسة.
إن من املسلمات األساسية ف اإلدارة الناجحة أن ينصب اهتمام املدراء اإلسرتاتيجيني على خلق حالة
حقيقية من التوازن بني اخلطط اإلسرتاتيجية و بني املوارد املتاحة داخل املؤسسة لتمويل تلك اخلطط ،و
اإلمكانيات املتاحة داخل املؤسسة متثل ذلك املزيج من اإلمكاانت املالية و البشرية و التكنولوجية و األنظمة
اإلدارية نظم املعلومات و نظم التسويق الفعالة و اإلمكاانت ذات الصلة ابلبحث و التطوير.
50
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
يقصد إبدارة املوارد البشرية جمموعة النشاطات اخلاصة ابجتذاب األفراد و االحتفاظ هبم ،وتطويرهم بغرض
حتقيق أهداف املؤسسة و أهداف الفرد.
وهنا جيب على املدراء اإلسرتاتيجيون حتليل عنصر املوارد البشرية للتعرف على عناصر القوة فيها لتنميتها و
االستفادة منها أمام الفرص املتاحة ف اجملتمع ،و التعرف على جوانب الضعف حملاولة جتنبها و تالقيها ،و من
أهم عناصر القوة ف جمال املوارد البشرية:1
-وضع توصيف وظيفي جيد للوظائف و وصف جيد للعاملني بيث يتم حتديد املهام و النشاطات بدقة و
وصف املؤهل أو اخلربة املطلوبة من طرف األفراد املتقدمني للوظيفة.
-االختيار اجليد للعنصر البشري العامل.
-توفي العناصر ذات الكفاءة و اخلربة و التأهيل.
-االستخدام الكفء و الفعال للعنصر البشري لزايدة اإلنتاج.
-االهتمام بربامج التدريب و التنمية للعاملني.
-رفع الروح املعنوية للعاملني من خالل املشاركة ،و إعطاء احلوافز املادية و املعنوية اجتاه التوافق بني أهداف
الفرد و املؤسسة من خالل دراسة احتياجات كل طرف و العمل على حتقيقها.
-خلق فرص أمام العاملني للتقدم الوظيفي.
-خلق التعاون بني نقاابت العمال و املؤسسة و إحداث التطوير املستمر ف املؤسسة.
اثلثا :التشخيص اإلسرتاتيجي للموارد املالية
إدارة مصادر و استخدامات األموال يتضمن وضع األسس العليمة السليمة لكيفية حتصيل األموال للمؤسسة
و استخدامها و الرقابة عليها ،و تتطلب اإلدارة اإلسرتاتيجية أن يكون هناك نظام حمكم يوازن بدقة بني
اإلمكاانت املالية املتاحة و حجم اخلطط اإلسرتاتيجية املوضوعة.
51
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
-التنظيم الداخلي السليم لإلدارة املالية ،و القيام ابألعمال املنوطة هبا كاحلساابت و التكاليف واملراجعة
بشكل فعال و سليم.
-املشاركة الفعالة ف دراسة القرارات االستثمارية و التمويلية اليت تتخذها املؤسسة.
-املوازنة بني السيولة و الربية و ماله عالقة بذلك من التخطيط هلذه السيولة و إدارهتا.
-الرقابة على إدارة الذمم من حيث األرصدة و فرتات االئتمان ،حيث يؤثر ذلك على حجم التمويل
املطلوب.
-الرقابة على االستثمار ف السلع و املواد املخزنة.
رابعا :تشخيص التنظيم و التسيري يف املؤسسة.
كل مؤسسة متتلك هيكال تنظيميا يعكس كيفية تقسيم و توزيع السلطات و املسؤوليات إىل أخرى لعدة
اعتبارات تتعلق مبعايي التقسيم ،الوظيفة ،املنتج ،الزابئن ،أفواج العمل ...اخل ،بطبيعة احمليط (مستقر ،
ديناميكي) و املؤسسة (حجمها ،مهمتها و شكلها القانوين) ،نوعية اإلسرتاتيجية (التخصيص ،التميز ،التنويع
،االندماج )...و منط و درجة السلطة ( مركزية و ال مركزية املعتمدة ،صراع أو تعاون ) فاحلصول على قدر كبي
من التحفيز و التنسيق يتوقف ابألساس على نوعية و قيمة هذا التنظيم الذي يضمن يدوره أكرب مستوى من
األداء.
كما يرى خرباء التحليل اإلسرتاتيجي على ضرورة حتليل السلطة داخل املؤسسة (ألنه حسب) ألنه ال يوجد
عمل ممكن بدون سلطة للتأثي و اإلكراه .هلذا تعترب السلطة كعالقة أتثي متبادل بني األفراد و اجملموعات و هي
وسيلة لصياغة الضوابط اليت جتعل األهداف املتبعة من طرف املؤسسة متطابقة مع كل ما ميكن أن يعارض أو
خيتلف عنها.
52
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
احملاضرة الثامنة
يقصد ابخليار اإلسرتاتيجي عملية اختيار بديل أو أكثر من البدائل اإلسرتاتيجية اليت مث استخدامها أو توليدها
ابستخدام أدوات التحليل اليت تشمل مصفوفة SWOTمثال ،أخدين بعض املعايي النوعية مع مراعاة أن حتقق
كل بديل األهداف املقصودة.
هي اسرتاتيجيات اليت تركز على املؤسسة ككل ،ويرتكز االهتمام ف حتديد جماالت األعمال اليت يتعني على
املؤسسة أن تشارك فيها.
فالسؤال اإلسرتاتيجي الذي يطرح ف هذا املستوى :هو ما النشاطات اليت جيب على املؤسسة أن تزاوهلا مبعن
أن اإلسرتاتيجية على مستوى املؤسسة تسعى لتطوير حمفظة نشاطاهتا.1
اسرتاتيجيات النمو .I
ف هذا النوع من اإلسرتاتيجيات ترفع املؤسسة مستوى أهدافها عما كانت عليه سابقا ،و تطور منتجات جديدة
،و تفتح أسواق جديدة ،و تستحدث عمليات إنتاج جديدة ،و ختلق استخدامات جديدة ملنتجات قدمية.
و تلجأ املؤسسات إىل هذا النوع من اإلسرتاتيجيات ف عدة حاالت منها: 2
-عندما تكون القطاعات أو بيئة الصناعة اليت تنتمي إليها املؤسسات مضطربة و متقلبة ،ألن إتباع
إسرتاتيجية االستقرار ال حتقق هنا سوى جناح أو ميزة قصية األجل.
-ألن النمو حيقق أرابحا أفضل للمؤسسة.
-ألن النمو يعكس فائدته على اجملتمع كله.
1عبد السالم أبو قحف " أساسيات اإلدارة اإلسرتاتيجية " الدار اجلامعية 1992ص .219
2منصور حممد إمساعيل العريقي ،مرجع سابق ذكره ص .121
53
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
-تلجأ املؤسسات إلسرتاتيجيات النمو ألهنا متكن املدراء من تغطية تكاليف املؤسسة و تزيد من فرص
ترقيتهم ،و القرتان النمو يشكل عام ابلنجاح.
• عندما تكون املؤسسات ف بداية دورة حياهتا ،أو تكون ف مرحلة تتميز ابرتفاع الربية و زايدة الفوائض
املالية.
أ -اسرتاتيجيات التكامل :و تشمل اسرتاتيجيات التكامل األمامي ،و اسرتاتيجيات التكامل اخللفي ،و
اسرتاتيجيات التكامل األفقي ،و يشار إليها ف بعض املراجع ابسرتاتيجيات التكامل الرأسي أو العمودي ،و كل
هذه االسرتاتيجيات تسمح للمؤسسة ابلسيطرة على املوردين و املستهلكني.
-اسرتاتيجيات ال تكامل األمامي :ف إسرتاتيجية امتالك أو زايدة الرقابة على أنشطة وسائل و منافذ توزيع
خمرجات املؤسسة و التعامل املباشر مع زابئنها.
-اسرتاتيجيات التكامل اخللفي :و يقصد هبا إسرتاتيجية السيطرة و امتالك أنشطة و مصادر توريد
احتياجات أو مدخالت املؤسسة من دون اللجوء إىل املوردين.
-اسرتاتيجيات التكامل األفقي :و يقصد هبا قيام املؤسسة ابمتالك أو سيطرة الشركات املنافسة.
ب -اسرتاتيجيات التنويع :و هناك نوعان أساسيان من اسرتاتيجيات التنويع هي إسرتاتيجية التنويع
املتمركز ،و إسرتاتيجية التنويع املختلط.
-إسرتاتيجية التنويع املتمركز :و تغطي هذه اإلسرتاتيجية إضافة منتجات جديدة خمتلفة ،غي أن هلا
عالقة و ارتباط مبنتجات قائمة.
-إسرتاتيجية التنويع املختلط :و يقصد هبا إضافة منتجات جديدة ،و لكنها غي مرتبطة ابملنتجات
احلالية أو القائمة.
ج -اإلسرتاتيجيات املكثفة :و مسيت هبذا االسم ألهنا تتطلب جمهودا مكثف لتطوير الوضع التنافسي
ملنتجات املؤسسة ،و منها: 1
-إسرتاتيجية اخرتقا السوق :و تسعى هذه اإلسرتاتيجية إىل زايدة احلصة السوقية ملنتجات احلالية.
54
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
-إسرتاتيجية تطوير السوق :تقوم هذه اإلسرتاتيجية على أساس تقدمي املنتجات احلالية إىل أسواق
جغرافية جديدة.
-إسرتاتيجية تطوير املنتج :تسعى هذه اإلسرتاتيجية إىل زايدة املبيعات من خالل تطوير أو تعديل
خصائص و مواصفات السلع و اخلدمات احلالية.
اإلسرتاتيجيات االنكماشية (الدفاعية) : .II
ف هذه النوع من اإلسرتاتيجيات ختفض املؤسسة مستوى أهدافها عما كانت عليه سابقا ،و تلجأ املؤسسة
إلتباع هذه اإلسرتاتيجيات عندما تكون هذه األخية غي انجحة ف أعماهلا ،أو عندما ال تصل املؤسسة إىل
حتقيق أهدافها عن طريق إتباع إسرتاتيجية النمو و من أنواع هذه اإلسرتاتيجيات نذكر :1
أ -إسرتاتيجية ختفيض التكاليف :و ف هذه اإلسرتاتيجية تقوم املؤسسة إبعادة تنظيم أو ترتيب نفسها
من خالل ختفيض التكاليف.
ب -إسرتاتيجية بيع أو التخلص :و هي عبارة عن بيع قسم أو جزء من املؤسسة ،و تستخدم غالبا
هذه اإلسرتاتيجية لتوفي رأس املال ،أو لضمان االستثمارات املستقبلية ،أو لتخليص املؤسسة من األعمال غي
املربة اليت تتطلب مبالغ كبية لتشغيلها ،أو للتخلص من النشاطات اليت ال تتناسب مع طبيعة األنشطة األخرى
ف املؤسسة
و متارس املؤسسة هذه النوع من اإلسرتاتيجية ف احلاالت التالية:2
-عندما ال توفق ف إسرتاتيجية ختفيض التكاليف
-عندما حيتاج النشاط أو القسم الذي مت التخلص منه إىل استثمارات كبية تفوق إمكانيات املؤسسة
-عندما يكون القسم أو النشاط هو املسؤول عن األداء السيئ للمؤسسة بشكل عام.
ج -إسرتاتيجية التصفية :و يقصد هبا بيع كل أصول املؤسسة و إغالقها ،و التصفية هي ابإلفالس ،
و هي إسرتاتيجية صعبة ،و لكن من األفضل تطبيقها بدال من االستمرار ف اخلسارة.
و يتم اللجوء إىل هذه اإلسرتاتيجية ف احلاالت التالية :3
-عندما تكون املؤسسة قد طبقت إسرتاتيجية ختفيض التكاليف و مل تنجح.
1حممد أمحد عوض " اإلدارة اإلسرتاتيجية " الدار اجلامعية 2004ص .71
2عبد احلميد عبد الفتاح ،مرجع سبق ذكره ،ص .149
3نفس املرجع ،ص .153
55
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
-عندما يكون اخليار الوحي د أمام املؤسسة هو اإلفالس ،فإن إسرتاتيجية التصفية تعترب أفضل وسيلة
منظمة و خمططة للحصول على أكرب قدر من النقدية من بيع أصول املؤسسة.
إسرتاتيجيات االستقرار : .III
و ف هذا النوع من اإلسرتاتيجيات تبقى املؤسسة على مستوى أهدافها كما كانت عليها سابقا ،أي أن املؤسسة
هنا ختصص كل مواردها لتحقيق أهدافها احلالية ،و تركز على زايدة مستوى أدائها ،و تتخذ القرارات
اإلسرتاتيجية املرتبطة فقط ابلتحسينات التدرجيية ف أدائها الوظيفي ،و يقتصر نشاطها على تقدمي السلع و
اخلدمات لزابئنها احلاليني.
و إسرتاتيجيات االستقرار تعترب نسبيا قليلة املخاطر ،و فعالة ابلنسبة للمؤسسات الناجحة اليت تعمل ف
صناعات انمية ،و متارس نشاطها ف بيئة مستقرة ،و من األسباب اليت جتعل املؤسسات تتبن مثل هذه
اإلسرتاتيجيات هي :1
-استقرار البيئة.
-عندما ال ترغب املؤسسة ف املخاطرة.
-التغي ف اإلسرتاتيجيات يتطلب التغي ف توزيع املوارد ،و هذا يعترب حتوال صعبا ابلنسبة للمؤسسات
،و حتتاج إىل فرتة زمنية طويلة.
-و على العموم فإن املؤسسات اليت تتبن إسرتاتيجيات االستقرار هي تلك املؤسسات اليت تركز على
إنتاج سلعة واحدة ،و تنمو من خالل احملافظة على حصتها اليت تنمو بشكل اثبت.
2
و من إسرتاتيجيات االستقرار نذكر :
أ -إسرتاتيجية عدم التغيري :ف هذه اإلسرتاتيجية تستمر املؤسسة ابنتهاج نفس املسار الذي كانت
تنتهجه ،و يعتمد جناح هذه اإلسرتاتيجية على عدم التغي ف البيئة الداخلية و اخلارجية.
56
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
ب -إسرتاتيجية الرتيث :و فيها يتم ختفيض األهداف على مستوى النمو السريع إىل مستوى النمو
مبعيل كانت حىت تركز ا ملؤسسة نشاطها على حتسني الكفاءة اإلنتاجية ،و تستخدم هذه اإلسرتاتيجية عندما
حتتاج املؤسسة إىل فرتة رد النفس.
ت -إسرتاتيجية احليطة و احلذر :و تلجأ املؤسسة إىل هذه اإلسرتاتيجية عند ظهور عوامل مؤثر ف
البيئة اخلارجية للمؤسسة تعوق استمرارها ،و من أهم العوامل اخلارجية مثل صدور قوانني جديدة ،دخول منافس
قوي أو حدوث تغيات سياسية و اقتصادية و غي متوقعة.
57
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
احملاضرة التاسعة
يرى بورتر PORTER1و هو خبي ف اإلسرتاتيجيات على مستوى القطاع ،أن املؤسسات تستطيع
ممارسة ثالثة إسرتاجتيات هي :إسرتاتيجية القيادة ف التكاليف ،إسرتاتيجية التمييز للمنتجات و إسرتاتيجية
الرتكيز للتفوق على املؤسسات املنافسة هلا ف ميدان نشاط معني ،حيث أن إسرتاتيجية القيادة ف التكاليف تركز
على إنتاج منتجات تكون أقل تكلفة من منتجات املنافسني دون املساس ابجلودة ،و إسرتاتيجية التمييز هي
إسرتاتيجية موجهة إلنتاج منتجات فريدة عالية اجلودة على املستوى شامل و لكل سوق ،و إسرتاتيجية الرتكيز
يقصد هبا إنتاج منتجات تشبع احتياجات اجملموعة الصغية من السوق املستهدف ،و تركز إما على التكاليف أو
التميز .
أوال :إسرتاتيجية القيادة يف التكاليف
و تقوم هذه اإلسرتاتيجية على أساس إنتاج و توصيل السلع و اخلدمات للمستهلكني بسعر منخفض ،
مقارنة ابملنافسني دون املساس ابجلودة و مستوى اخلدمات ،و تستدعي هذه اإلسرتاتيجية بناء إمكانيات إنتاجية
ذات كفاءة عالية اجلودة ،و االستمرار ف ختفيض التكاليف من خالل اإلنتاج ابقتصادايت احلجم الكبي و التعلم
و اخلربة املكتسبة اليت تقود إىل ختفيض التكاليف والرقابة على التكاليف الثابتة .
و هكذا فإن الفكرة األساسية ف إسرتاتيجية القيادة ابلتكاليف هي أن تقدم املؤسسة سعر أقل من املنافسني
مبنتجاهتا دون املساس ابجلودة ،أما عن خماطر تبين هذه اإلسرتاتيجية أن املنافسني قد يتبنون نفس اإلسرتاتيجية مما
يقود الصناعة إىل حتقيق أرابح منخفضة .
اثنيا :إسرتاتيجية التميز
و تتطل ب هذه اإلسرتاتيجية على أن تقوم املؤسسة إبنتاج سلعة أو خدمة تعرف على مستوى األعمال أبهنا
مميزة ،و هذا يعطي املؤسسة القدرة و احلق ف فرض سعرا أعلى من سعر السوق ونطاق هذه اإلسرتاتيجية هو
السوق كامال ،و أتخذ إسرتاتيجية التميز أشكاال عدة منها:2
-التميز القائم على أساس العالمة التجارية أي أن املؤسسة متلك عالمة جتارية مميزة.
مداح عراييب " حماضرات ف إسرتاتيجية املؤسسة " ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف .2003 ، 1
58
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
هي تلك اإلسرتاتيجيات اليت تسعى لتحسني فعالية الوظائف األساسية للمؤسسة اليت تشمل التسويق ،
اإلنتاج ،اإلدارة املالية ،البحث و التطوير و إدارة املوارد البشرية ،و يتم ذلك من خالل وضع إسرتاتيجية لكل
وظيفة لتحقيق الكفاءة و اجلودة و التجديد و االستجابة للعمالء على مستوى كل وظيفة من الوظائف ،و من
بني اإلسرتاتيجيات الوظيفية نذكر :2
إن الكفاءة هي االستخدام األمثل ملوارد املؤسسة و تقاس مبقدار املدخالت املطلوبة إلنتاج خمرجات معينة
أي الكفاءة = املدخالت ⁺املخرجات ،و كلما كانت املؤسسة أكثر كفاءة كلما قل مقدار املدخالت املطلوبة
إلنت اج املخرجات معينة ،ففي جمال التسويق مثال ميكن للمؤسسة تبن جمموعة من اإلسرتاتيجيات لتحقيق
الكفاءة منها :تنفيذ محالت إعالنية موجهة للعمالء مستخدمة وسائل إعالنية ذات انتشار واسع وتكلفة
منخفضة ،و توحيد اإلعالانت .
59
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
و ف جمال إدارة املوارد البشرية مثال ميكن للمؤسسة أن حتقق الكفاءة من خالل إتباع جمموعة من
اإلسرتاتيجيات من أمهها تدريب العمال و تطبيق نظام األجر مقابل األداء.
إن اجلودة هي مطابقة اإلنتاج للتصميم و تلبية حاجات و رغبات املستهلكني ،و هناك جمموعة من
اإلسرتاتيجيات ميكن للمؤسسة استخدامها لتحقيق اجلودة ف جمال وظيفة البحث و التطوير ،ميكن للمؤسسة
تصميم املنتج بطريقة تسهل تصنيعه و وفق رغبات الزبون و ف جمال البنية التحتية تستطيع املؤسسة ممارسة عدة
إسرتاتيجيات منها االلتزام إبدارة اجلودة الشاملة و حتديد األهداف و خلق احلوافز.
تتحقق االستجابة املتفوقة للمستهلك من خالل :حتديد و إشباع حاجات املستهلكني بشكل أفضل من
املنافسني ،كما ف حالة تطوير منتجات جديدة تتمتع مبزااي ال تتواجد ف املنتجات احلالية ،و هناك جمموعة من
اإلسرتاتيجيات اليت ميكن للمؤسسة االستعانة هبا لتحقيق االستجابة اجليدة للمستهلكني.
-ف جمال وظيفة التسويق ميكن للمؤسسة أن حتقق رغبات املستهلك من خالل التعرف اجليد على
اجتاهات السوق و ربط التغذية العكسية مباشرة بوظيفة اإلنتاج و اعتبار العميل هو البداية و النهاية و ف جمال
البنية التحتية تستطيع املؤسسة االستجابة للعمالء من خالل التزام القيادة الواسع حنو العميل.
60
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
احملاضرة العاشرة
بعد صياغة اإلسرتاتيجية سواءا على مستوى املؤسسة أو ميدان النشاط أو الوظائف ،و كذلك بعد اختيار
البديل اإلسرتاتيجي املناسب ،فإنه أتيت عملية التنفيذ اليت تعترب املرحلة ما قبل األخية من عمليات اإلدارة
اإلسرتاتيجية.
▪ العمليات اليت من خالهلا يتم تنفيذ إسرتاتيجيات املؤسسة ،و املتمثلة ف وضع اهليكل التنظيمي و
األهداف السنوية ،و وضع السياسات و الربامج ...اخل.
▪ حتويل اخلطة اإلسرتاتيجية للمؤسسة إىل فعل مث نتائج.
▪ وضع اإلسرتاتيجيات موضع التنفيذ من خالل اهليكل التنظيمي ،األهداف السنوية ،السياسات ،
الربامج ،املوازانت و اإلجراءات و القواعد.
كما عرفت تنفيذ اإلسرتاتيجية أبهنا " سلسلة من األنشطة و الفعاليات املرتابطة اليت متارس لوضع
اإلسرتاتيجية موضع التنفيذ من خالل الربامج التنفيذية و امليزانيات و اإلجراءات ،و تشمل هذه األنشطة
الرتكيب التنظيمي ،السياسات التنظيمية ،نظم املعلومات ،األفراد ،القيادة ،نظم املكافآت ،نظام االتصاالت
،نظام التخطيط و نظام التقييم و الرقابة ". 2
1نبيل حممد مرسي " اإلدارة اإلسرتاتيجية – تكوين و تنفيذ اإلسرتاتيجيات التنافس " ،دار اجلامعة اجلديدة للنشر ، 2003ص .93
2زكراي مطلك الدوري " اإلدارة اإلسرتاتيجية " دار اليازوري العلمية للنشر ،ص45
61
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
/1اهليكل التنظيمي الذي يعترب اإلطار العام الذي حيدد العالقات (السلطة و املسؤولية – نطاق اإلشراف –
املركزية و الالمركزية) ،بني املستوايت اإلدارية و حتدد األقسام و الوظائف و يسند االختصاصات و عليه فإن
اهليكل التنظيمي يتبع اإلسرتاتيجية لذلك جيب أن يكون مناسب.
/2األهداف السنوية :متثل عنصرا مهما من عناصر تطبيق اإلسرتاتيجية خاصة عندما يتم وضع إسرتاتيجيات
وظيفة مفصلة.
/3السياسات التنظيمية :و هي متثل أداة مهمة من أدوات التنفيذ اإلسرتاتيجي و هي عبارة عن إرشادات عامة
توضح و تبني للعاملني كيفية العمل عند قيامهم ب تنفيذ األعمال مما يؤدي إىل حتقيق األهداف و تعترب السياسات
خططا ذات طابع تكراري.
/4الربامج :عبارة عن خطة تستخدم ملرة واحدة فقط صممت لتنفيذ مشروع معني.
/5املوازانت :كما سبقت اإلشارة فإنه بعد أن يتم وضع األهداف ،و بعد أن تصاغ اإلسرتاتيجيات ،و حتدد
اهليكل التنظيمي ،يتم البدء ابختاذ بعض األنشطة لضمان جناح اإلسرتاتيجيات و من هذه األنشطة ضرورة توزيع
املوارد املختلفة على أعمال املؤسسة للتأكد من أن كل وحدة من وحدات املؤسسة تعمل بشكل جيد ،و توزع
هذه املوارد يتم اجنازه من خالل ما يسمى املوازنة التقديرية ،و اليت تعرف أبهنا خطة مستقبلية حمددة بلغة
األرقام.
/6اإلجراءات :هي عبارة عن اخلطوط التفصيلية و املتابعة اليت تتبع ف تنفيذ عملية معينة.
/7القواعد :تشي القواعد إىل ما جيب عمله و ما ال جيب عمله من قبل العاملني.
62
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
إن التغيات و عدم استقرار بيئة املؤسسات يفرض على هذه األخية الوعي هبذه التغيات و إحداث
التغيات املطلوبة.
يعرف التغي اإلسرتاتيجي أبنه " حترك املؤسسة بعيدا عن وضعها القائم ،اجتاه وضع مستقبلي مرغوب فيه ،
هبدف تعزيز ميزاهتا التنافسية ،و قد يكون هذا التغيي بشكل تدرجيي أو جذري أو طارئ" .1
متر عملية التغيي اإلسرتاتيجي مبراحل عدة ميكن تلخيصها ف الشكل التال :
63
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
املصدر :عبد احلميد عبد املفتاح املغريب " اإلدارة اإلسرتاتيجية ملواجهة حتدايت القرن احلادي و العشرين " 2003ص 163
)1الشعور ابحلاجة للتغيي :إن التغيات البيئية و نتائج التقارير لسي األعمال ف املؤسسة هي اليت تولد
مدى احلاجة للتغيي اإلسرتاتيجي ،ففي حالة وجود خلل ف جزء من أجزاء اإلسرتاتيجية كاألهداف أو
اإلسرتاتيجية املتبعة ،أو التكنولوجيا املستخدمة ،أو اهليكل التنظيمي ،أو الروح املعنوية السائدة لدى
)2التهيئة لعملية التغيي اإلسرتاتيجي :إن التهيئة لعملية التغيي تكون عن طريق طمأنة العمال أبن التغيي لن
64
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
)3حتديد جماالت التغيي :إن ال تغيي اإلسرتاتيجي من حيث املبدأ يشمل مجيع أجزاء املؤسسة ،و ال ميكن
حصره على جزء معني فيمس ثقافة املؤسسة و رسالتها و أهدافها و إسرتاتيجياهتا ابإلضافة للهيكل
)4حتديد أساليب التغيي :فهناك عدة وسائل ميكن استخدامها لتحقيق التغيي اإلسرتاتيجي منها اإلدارة
)5حتديد السلطات املخولة ابلتغيي اإلسرتاتيجي :و يقصد بسلطة التغيي اإلسرتاتيجي تلك اجلهة املخولة
إبحداث عملية التغيي ،و تكون مسؤولة عنه ،و هناك بدائل عدة للقيام هبذا الدور فقد تكون اإلدارة
)6اختاذ اإلجراءات :و يتم ذلك من خالل إصدار القرارات املناسبة إلحداث عملية التغيي ،و هناك ال بد
)7تقييم عملية التغيي :من خالل عملية املتابعة املستمرة ميكن حتديد مدى تطبيق القرارات املتعلقة بعملية
التغيي ،و حتديد و معرفة أسباهبا ،و تقدمي احللول املناسبة ،و نتائج التقييم متثل معلومات مرتدة
65
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
جتمع كل التعاريف اليت تناولت مفهوم الرقابة اإلسرتاتيجية أهنا تقييم األداء الفعلي و مقارنته ابألهداف املوضوعة
(املخططة) أثناء البناء اإلسرتاتيجي ،مث اختاذ اإلجراءات لتصحيح أي احنراف عن هذه األهداف.
66
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
الرقابة اإلسرتاتيجية جيب أن تتوفر فيها متطلبات أساسية لتكون فعالة و هي :1
-1جيب أن تركز فقط ف احلصول على املعلومات الضرورية املطلوبة إلعطاء صورة دقيقة و واضحة
لعمليات املؤسسة.
-2عملية الرقابة جيب أن تزودان ابملعلومات ف الوقت احملدد دون أتخي حىت ميكن استخدامها ف الوقت
املناسب.
-3نظام الرقابة اإلسرتاتيجية جيب أن يركز على مبدأ املكافأة عندما يتم حتقيق األهداف احملددة أو جتاوزها
،يدال من الرتكيز على العقوابت .
-4جيب استخدام الرقابة قصية و طويلة املدى.
-5نشاطات التقييم اإلسرتاتيجي جيب أن تكون اقتصادية ،مبعن يكون هناك تناسب بني التكاليف و
الفوائد من وراء الرقابة.
-6املوضوعية مبعن تكون معايي التقييم اليت يستخدمها النظام الرقايب موضوعية قدر اإلمكان ،وغي
خاضعة للمعايي و االعتبارات الشخصية.
-7امل رونة :مبعن أن تكون الوسائل الرقابية و املعايي املستخدمة قابلة للتعديل مبا يتالءم مع الظروف
املتغية.
67
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
مث بمد هللا و عونه اجناز هذه املطبوعة البيداغوجية و اليت تتضمن مقياس من اإلدارة اإلسرتاتيجية و املوجه
و اليت سعينا من خالل مضموهنا إىل التطرق إىل خمتلف احملاور املتعلقة هبذا املوضوع و ذلك حسب املقرر
الوزاري.
إن مقياس اإلدارة اإلسرتاتيجية يهدف إىل متكني الطالب من القدرة على حتليل و تشخيص خمتلف
فمقياس اإلدارة اإلسرتاتيجية ليس جمرد مقياس نظري و إمنا ذو توجه تطبيقي خاصة ف ظل الظروف الراهنة اليت
68
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
.1املراجع ابلعربية
▪ أمحد القطامني "اإلدارة االسرتاتيجية ،مناذج وحاالت تطبيقية" ،دار جمدالوي للنشر والتوزيع ط،2002
▪ بالل خلف السكارنة "التخطيط االسرتاتيجي" دار امليسرة للنشر والتوزيع ،عمان ،الطبعة االوىل
،2010
▪ درمحون هالل ،احملاسبة التحليلية ،نظام معلومات لتسيي ومساعدة على اختاذ القرار ف املؤسسة
االقتصادية" أطروحة دكتوراه ف العلوم االقتصادية ،ختصص نقود ومالية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم
التسيي ،جامعة اجلزائر 2005
▪ زيد عيوي " ،اإلدارة اإلسرتاتيجية " ،دار كنوز املعرفة للنشر و التوزيع ،عمان . 2006 ،
▪ السامل مؤيد " دور أساسيات اإلدارة اإلسرتاتيجية ،املداخل و املفاهيم و العمليات " دار النشر و التوزيع
2009 ،
▪ سعد غالب ايسني " أساسيات اإلدارة اإلسرتاتيجية " ،دار اليازوري للنشر ،عمان ،ط 1998 ، 1
،
▪ طاهر الغاليب ،وائل ادريس"،االدارة االسرتاتيجية منظور منهجي متكامل" ،دار وائل للنشر والتوزيع،
عمان2007 ،
▪ عبد احلميد عبد الفتاح املغريب " اإلدارة اإلسرتاجتية ف مواجهة حتدايت القرن احلادي و العشرين " ،
املكتبة العصرية2003 ،
▪ عبد احلميد عبد الفتاح املغريب " اإلدارة اإلسرتاتيجية ملواجهة حتدايت القرن الواحد و العشرون " املكتبة
العصرية 2003 ،
▪ عبد اجمليد الكرخي ،التخطيط اإلسرتاتيجي املبين على النتائج ،وزارة الثقافة و الرتاث ،قطر 2014 ،
▪ كوماس و هيليني ،دافيد هنجر " اإلدارة اإلسرتاتيجية " ترمجة حممود مرسي ،زهي الصباغ ،معهد
اإلدارة العامة 1990 ،
▪ حممد أمحد عوض " ،اإلدارة اإلسرتاتيجية ،األصول و األسس العلمية " ،الدار اجلامعية 2004 ،
▪ حممد صاحل احلناوي "اإلدارة اإلسرتاتيجية " الدار اجلامعية طبع ونشر وتوزيع 2000
▪ مداح عرايب "تطبيق التسيي االسرتاتيجي ف ظل اقتصاد السوق" رسالة ماجستي ،جامعة اجلزائر،
،1997
69
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
مدحت حممد أبو النصر ،مقومات التخطيط االسرتاتيجي" ،اجملموعة العربية للتدريب والنشر ،مصر، ▪
2009
مصطفى حممود أبو بكر "التفكي االسرتاتيجي وإعداد اخلطة اإلسرتاتيجية" الدار اجلامعية ،اإلسكندرية، ▪
2000
منصور حممد امساعيل العريقي ،اإلدارة اإلسرتاتيجية" ،دار الكتاب اجلامعي ،الطبعة الثانية،2011 ، ▪
انصر دادي عدون" ،اقتصاد املؤسسة" ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر1999 ، ▪
نبيل حممد مرسي " اإلدارة اإلسرتاتيجية – تكوين و تنفيذ اإلسرتاتيجيات التنافس " ،دار اجلامعة ▪
اجلديدة للنشر 2003
▪ يونس ابراهيم حيدر" ،التحليل االسرتاتيجي -أساليبه ومناذجه وأدواته" سلسلة الرضا للمعلومات
.2012
.2املراجع ابألجنبية
▪ حاج صدوق بن شرقي" ،املؤسسة االقتصادية العمومية واقتصاد السوق" مذكرة مكملة لنيل شهادة
املاجستي ،جامعة اجلزائر 2004
▪ علي حيىي الدجين "واقع التخطيط االسرتاتيجي ف ضوء معايي اجلودة" دراسة مقدمة لنيل شهادة
الدكتوراه ف أصول الرتبية 2006
▪ مراح عرايب احلاج " أمهية التحليل اإلسرتاتيجي ف تقييم الرأمسال غي املادي للمؤسسات االقتصادية"،
جملة مشال إفريقيا العدد اخلامس ،جامعة حسني بن بوعلي ،السلف
.4احملاضرات وامللتقيات
▪ مداح عراييب " حماضرات ف إسرتاتيجية املؤسسة " ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف .2003 ،
70
مطبوعة بيداغوجية لمقياس اإلدارة اإلستراتيجية من إعداد األستاذة توزان فاطمة
املواقع االلكرتونية
71