Professional Documents
Culture Documents
أقسام القيا1
أقسام القيا1
مقدمة:
جلي
الفرع األول :قياس ّ
اَألولى :
الفرع األول :قياس ْ
الخاتمة.
1
مقدمة:
7إن
أم77ا في االص77طالح الش77رعي فّ 7
إن األدل77ة في اللغ77ة هي جم77ع كلم77ة دلي77ل ،ومعن77اه اله77اديّ ،
ّ
األدل77ة هي" :م77ا ُيس77تدل ب77النظر الص77حيح في77ه على حكم ش77رعي عملي على س77بيل القط77ع أو
الظن" ]١[،واألدل 77ة في الفق 77ه اإلس 77المي على ن 77وعين ،وهم 77ا األدل 77ة النقلي 77ة والعقلي 77ة فاألدل 77ة
والسنة النبوية واإلجماع وش77رع من قبلن77ا ،فه77ذه المص77ادر راجع77ة
ّ النقلية هي :القرآن الكريم
أم77ا الن77وع الث77اني فهي األدل77ة العقلي77ة ،وهي :القي77اس
إلى النق77ل وليس للعق77ل دور في إثباته77اّ ،
ألن ج77وهر إعم77ال ه77ذه األدل77ة
7ميت عقلي77ة ّ
والمص77لحة المرس77لة والع77رف واالستص77حاب ،وسّ 7
ه7و النظ7ر وال7رأي واالجته7اد باالس7تناد لقواع7د اإلس7الم الثابت7ة ب7الوحي ،فاألدل7ة هي مص7ادر
تحدث ه 77ذا المق 77ال عن القي 77اس في
األحك 77ام وهي المبين 77ة والكاش 77فة لألحك 77ام الش 77رعية ،وس 7ّ 7ي ّ
ويبين مفهوم وأركان وأنواع القياس.
أصول الفقه ّ
2
إن القي7اس ه7و أح7د أدل7ة الفق7ه اإلس7المي العقلي7ة ،وه7و مص7در من
القياس في أصول الفقهّ :
مصادر األحكام المتفق على األخذ بها وفقًا لما ذكره الكثير من العلماء ،حيث اتفق جمهور
أن البعض ق 77 7د تو ّس7 7 7ع في األخ 77 7ذ ب 77 7ه
العلم 77 7اء على حجي 77 7ة القي 77 7اس وإ مكاني 77 7ة األخ 77 7ذ ب 77 7ه ،إاّل ّ
أم77ا الم77ذهب الص77حيح فه77و التوس77ط وه77ذا م77ا ك77ان علي77ه الس77لف
والبعض اآلخ77ر ق77د تش7ّ 7ددواّ ،
حيث أخ7ذوا بالقي77اس وفقً7ا لم77ا لض77وابط مح7ّ 7ددة ،ومنه7ا أن ال يوج77د في المس77ألة نص ش77رعي
ألن الرجوع إلى النص واألخذ به أولى من إعمال العقل وإ عط77اء الحكم
يبين حكمها الدقيق ّ
ّ
بطري77ق القي77اس ،كم77ا يجب أن يص77در القي77اس من العلم77اء الم77ؤهلين ال77ذين اس77تكملوا ش77روط
نص عليه 77 7 7ا الفقه77 7 7اء
االجته 77 7 7اد المعت 77 7 7برة ،إلى غ77 7 7ير ذل77 7 7ك من الض 77 7 7وابط والقواع77 7 7د ال77 7 7تي ّ
بيان لمفهوم
عمليا في أحكامهم وفتاويهم ،وفيما يأتي ٌ
واقعا ً
واألصوليون 7في كتبهم وطبقّوها ً
واصطالحا ،باإلضافة إلى الحديث عن أركان القياس وأنواعه:
ً القياس وتعريفه لغةً
إن مص77طلح القي77اس ه77و أح77د المص77طلحات الفقهي77ة ال77تي وق77ع الخالف في
مفه وم القي اس ّ
ويطل7ق على
تعريفها اللغوي واالصطالحي ،فالقياس في اللغة ُيطلق على التقدير والمس7اواة ُ
إرادة معرفة مق7دار الش7يء ،كم7ا ّأن7ه ي7د ّل على اإلص7ابة نح7و ق7اس اله7دف أي أص7ابه ،وي7د ّل
لف 77ظ القي77اس في اللغ 77ة على االقت 77داء والتأس77ي ،وق77د اختل77ف أه 77ل العلم في ك 77ون لف77ظ القي 77اس
أي من ه 77ذه المع 77اني يك 77ون القي 77اس حقيق7 7ةً وفي ّأيه 77ا يك 77ون
مش 77ترك لفظي أم معن 77وي وفي ٍّ
أم77ا القي 77اس في االص 77طالح فل 77ه الكث 77ير من التعريف 77ات ،فقي 77ل القي 77اس ه 77و" :مس 77اواة
7ازاّ ،
مج ً 7
المسكوت للمنصوص في علة الحكم" ،وقيل" :هو ب77ذل المجته77د الجه77د في اس77تخراج الح77ق"،
وقي77ل" :ه77و تس77وية الف77رع باألص77ل في العل77ة والحكم" ،كم77ا قي77ل" :ه77و إثب77ات حكم معل77وم في
7وم آخ77ر الش77تراكهما في عل77ة الحكم عن77د المثبِت" ،إلى غ77ير ذل77ك من التعريف77ات والس77بب
معلٍ 7
في كثرته 77ا ه 77و اختالفهم في ك 77ون القي 77اس ه 77و اس 77تدالل المجته 77د وفك 77رة المس 77تنبِط ،أم ه 77و
أما التعريف المختار عن77د األص77وليين المعنى الذي يد ّل عليه الحكم في أصل الشيء وفرعه ّ
7وم على معل77وم فيبأن77ه" :حم77ل معلٍ 7
7طالحا ّ
فه77و تعري77ف الب77اقالني ،حيث ع7ّ 7رف القي77اس اصً 7
3
7امع بينهم77 7ا من ٍ
حكم أو ص77 7فة أو نفيهم77 7ا عن77 7ه"، إثب77 7ات ٍ
حكم لهم77 7ا أو نفي77 7ه عنهم77 7ا ،بٍ 7 7
7أمر جٍ 7 7
والسبب في اختي77ار ه7ذا التعري77ف ع77دم ورود اعتراض77ات علي77ه بالنس7بة للتعريف77ات األخ77رى،
7تنادا إلى ال77دليل وه77و المس77اواة في
كم77ا ّأن77ه ق77د جم77ع في ك77ون القي77اس من عم77ل المجته77د اسً 7
العل77ة والحكم ،فالمجته77د ُيعم77ل فك77ره وينظ77ر عن77د ورود مس77ألة جدي77دة ليس فيه7ا حكم ش77رعي
ودلي 77ل خ 77اص ،ف 77إن وج 77د مس 77ألة أخ 77رى ش 77بيهة به 77ا ومس 77اوية له 77ا في العل 77ة أعطى المس 77ألة
يأت ٍ
بحكم جديد وإ نما اجتهد في استخراجه. الحادثة حكم المسألة األصلية ،فهو لم ِ
أقسام القياس
تقاسيم القياس كثيرة اشتهر منها خمسة واشتهر من هذه الخمسة اثنان هما:
التقسيم األول :تقسيمه من ناحي77ة ظني77ة القي77اس وع77دم ظنيت77ه ويقس77مه الش77افعية بال77ذات
التقسيم الثاني :وهذا التقسيم باعتبار القوة والتبادر ويقسم إلى قسمين هما:
جلي وهو :ماكانت العلة في77ه منصوص77ة أو غ77ير منصوص77ة ولكن قُط77ع قياس ّ o
في 77ه بنفي ت77أثير الف77ارق بين األص77ل والف 77رع مث 77ل :قي77اس األم 77ة على العب77د في
سراية العتق من البعض إلى الكل فإن الفارق بينهما هو الذكورة واألنوثة.
خفي وهو :م77الم ُيقط77ع في77ه بنفي ت77أثير الف77ارق بين األص77ل والف77رع إذا
قي اس ّ o
4
القياس من حيث درجة العلة
هذه الحالة مقيس ،والت77أفيف عليهم7ا مقيس علي7ه ،ج7اء دلي77ل خ7اص في بي7ان تحريم77ه ﴿ :فَاَل
ُأف َواَل تَْنهَ ْر ُهمَا[ ﴾ اإلس77راء]23 :؛ وعلي77ه ف77إن دف77ع الوال77دين ف77رع ومقيس غ77ير تَُق7ْ 7ل لَهُمَا ٍّ
منص 77 7وص علي 77 7ه ،والت 77 7أفيف على الوال 77 7دين أص 77 7ل ومقيس علي 77 7ه منص 77 7وص علي 77 7ه ،والعل 77 7ة
الجامعة بينهما العقوق ،أما الحكم :فهو تحريم الدفع كما ُح ِّرم التأفيف.
اَألولى؛ ألن ال7دفع أولى في التح7ريم من ق7ول "ُأف"؛ ل7ذلك س َّ7ماه أه7ل
وق7د ُسِّ 7مي ه7ذا بقي7اس ْ
العلم كذلك ،بمعنى أن حكم المقيس أولى من حكم المقيس عليه.
القي اس المس اوي :وه 77و تس 77اوي حكم المقيس والمقيس علي 77ه؛ كقي 77اس إتالف م 77ال الي 77تيم
على أكل 77ه ،فال يوج 77د دلي 77ل خ 77اص من الكت 77اب والس 77نة ُيح 7ِّ 7رم إتالف م 77ال الي 77تيم ،وق 77د أن 77زل
َِّ
تَامى ظُْل ًم77ا ِإَّنمَا يَْأ ُكلُ َ
ون ال اْلَي َ
َأم َ7و َ
ون ْ7 تع77الى آي7ةً ُيح77رم فيه77ا أك77ل م77ال الي77تيمِ ﴿ :إ َّن الذ َ
ين يَْأ ُكلُ َ
صلَ ْو َن َس ِع ًيرا[ ﴾ النساء :وقد ق77اس العلم77اء إتالف األم77وال على أكله77ا، ِ
في ُبطُونِ ِه ْم َن ًارا َو َسَي ْ
واإلتالف يتساوى مع األكل.
5
القياس من حيث اتجاهه:
العلَّة في أي زم77ان ومك77ان ،مثاًل إهالك اهلل تع77الى لع77اد ﴿ :و ِفي ع ٍ
َاد ِإ ْذ الطرد :وه77و اطِّراد ِ
َ
لعلَّة معص77 7يتهم ل77 7ه،
َأرس ْ7 7لَنا علَْي ِهم ال7ِّ 7 7ريح اْلع ِقيم[ ﴾ ال77 7ذاريات ،]41 :فق77 7د أهلكهم اهلل تع77 7الى ِ
َ َ َ َ ُ ْ َ
و ُك ْف77رهم بآيات 77ه ،فه 77ذه ِعلَّة ُمطَّ ِردة؛ أي :إن وج 77ود ق 77وم كف 77روا بآي 77ات اهلل ،وعص 77وا اهلل ،فال
ُيجلب لهم إال هذا الحكم الذي ه77و الهالك ع77اجاًل أم آجاًل ؛ ل77ذلك ُسِّ 7مي بقي77اس الط77رد؛ يع77ني:
أن الحكم يطَّ ِرد باطِّراد ِ
العلَّة .وفيه أقسام:
قياس الدِّاللة أو الدَّاللة :وه77و اتف77اق المقيس والمقيس علي77ه في العل77ة ،لكن ال يك77ون االتف77اق
واضحا بينهما ،حيث ُيع7رف ذل7ك ب7دليل العلَّة؛ ل7ذلك ُسِّ 7مي بقي7اس الدالل7ة؛ أي :ال ُيع7رف إال
ً
ب 77دليلها ال ب 77ذاتها؛ يع 77ني :ب 77أثر العل 77ة ،مث 77ال ذل 77ك :ام 77رأة ليس له 77ا زوج فحملت ،تق 77اس على
الزانية ،فهي مقيس والزانية مقيس عليه ،والعل77ة الجامع77ة بينهم77ا الزن77ا ،وق77د عرفن77ا الزن77ا في
حال77ة المقيس ألث77ر العل77ة وه77و الحم77ل ،فالحم77ل أث77ر لل ِجم77اع؛ ل77ذلك س77مي بقي77اس الدالل77ة؛ أي:
العلَّة ،والحكم الالزم لها هو إقامة الح77د على الحام77ل من غ77ير زوج
بدليل العلة وليس بذات ِ
6
ك ،والحكم في ه 77ذه الحال 77ة ه 77و دف 77ع قيم 77ة العب 77د إلى س 77يِّده،
الجامع 77ة بينهم 77ا أن كليهم 77ا ممل 77و ٌ
وليست الدية التي هي مائة ناقة مع الكفَّارة؛ أي :صيام شهرين.
ت ِإ ْن َو َ
ض َ 7عها ((َأر َْأي َ
وقي اس العكس :ه77و عكس الحكم؛ مثال77ه قول77ه علي77ه الص77الة والس77المَ :
7ان لَهُ ِفيه77 7ا ْ 7
َأج ٌ 7ر))، ض 7 7عها في اْل َح ِ
الل كَ 7 7 7ان َعلَْي7ِ 7 7ه ِفيه77 7ا ِو ْزٌر؟ فَكَ َذِل َ
ك إذا َو َ َ
ِ
في اْلحَ رام َأكَ 7 7
7ؤجر؛ ل77ذلك ُسِّ 7مي بقي77اس العكس؛ أي :عكس الظ77اهر، والمفه77وم أن77ه إن وض77عها في حالل ُيَ 7
وحد اهلل ُيخلَّد في الجن77ة ،وه77ذا الن77وع
فمثاًل ال77ذي أش77رك باهلل ُيخلَّد في الن77ار ،وبالت77الي فال77ذي َّ
المسمى بقياس العكس.
َّ هو
إ ًذا فأنواع القياس مبحث شاسع أصولي مهم ،اعتنى ب7ه العلم77اء؛ ألن7ه من مص77ادر التش7ريع
واجب على ط77الب العلم؛ ألن77ه ال ُيمكن أن ُيف77تي في دين اهلل ،وأن
ٌ واس77تنباط األحك77ام ،وه77و
وسَّنة رسوله من غير أن يطَِّلع على هذا المبحث المهم والضروري. يفهم كتاب اهلل ُ
7
القياس من حيث مناسبة الحكم للعلة
قياس مؤثّر:
ٌ
ما كانت العلة الجامعة فيه ثابتة بنص أو إجماع ،وهو ما أثرالوصف الجامع في77ه عين77ه في
عين الحكم ،أو نوعه في نوع الحكم ،ومثاله ما ذكرناه في القياس الجلي سابقًا.
قياس مالئم:
ٌ
بنص أو
ما أثّ77ر جنس العلّ77ة في77ه في جنس الحكم ،وت77رتّب الحكم في77ه على وف77ق الوص77ف ال ّ
إجم77اع ،أي ّأن77ه مالئم لتص7ّ 7رف الش77رع ،ومتّف77ق على ص77حة التعلي77ل ب77ه وبن77اء القي77اس علي77ه؛
وذلك كجعل المشقّة علّة لجلب التيسير أينما ُوجدت ،وجعل دفع الحرج علّة لرخصة الجمع
في المطر.
8
الخاتمة:
من خالل الع77رض الس77ابق يمكن التوص77ل بوض77وح إلى جمل77ة من النت77ائج على النح77و اآلتي:
- ١ع 77 7رف األص 77 7وليون 7القي 77 7اس لغ 77 7ة في مص 77 7نفاتهم بعب 77 7ارات مختلفـة ،ومعـان متعـددة:
كالتقدير ،والمساواة ،واستعالم القدر ،واإلصابة ،واالعتبار ،والتمثيل والتشـبيه ،والمماثل.
-تف77 7اوتت عب77 7ارات أئم77 7ة األص77 7ول في التعب77 7ير عن حقيق77 7ة القي77 7اس ،وبي77 7ان ماهيتـه ،تبعـا
الختالفهم في اعتباره دليال مستقال كالكتاب والسنه ،أم أنه من عمل المجتهد
-ه77 7ذا األص77 7ل من أص77 7ول التش77 7ريع وق77 7ع الخالف بين علم77 7اء األص77 7ول في حجيت77 7ه وكون77 7ه
مص77درا للتش77ريع الفقهي من ع77دم ذل77ك ،وق77د ذهب الجمه77ور إلى الق77ول بحجيت77ه وأن ااهلل -
تع 77الى -تعب 77دنا ب 77ه عقال وش 77رعا- ٤ .أرك 77ان القي 77اس عن 77د جمه 77ور األص 77وليين أربع 77ة هي:
أص77ل ،وف77رع ،وعلـة ،وحكـم األص77ل- ٥ .ينقس77م القي77اس إلى خمس77ة أقس77ام :بحس77ب المع77نى
الجامع في الفرع ويقسـم إلى :أولى ومساو وأدنى ،كما ينقسم القياس إلى جلي وخفي ،وإ لى
م77ؤثر ومالئم ،وإ لى قي77اس عل77ة ودالل77ة وقي77اس في مع77نى األص77ل ،وإ لى قي77اس إخال77ة وس77بر
وتقسيم وشبه واطراد وصحة وبطالن.
وبع77 7د ،ف77 7إن مم77 7ا تتأك77 7د التوص77 7ية ب77 7ه في الخت77 7ام العم77 7ل على فتح ب77 7اب الدراس77 7ة لكث77 7ير مـن
موض77 7وعات علم أص77 7ول الفق77 7ه ومس77 7ائله ،وبحثه77 7ا على وج77 7ه يظه77 7ر الخالف ويعم77 7ل علـى
الجم77ع بين وجه77ات النظ77ر وتقريبه77ا م77ا أمكن ذل77ك ،وأختم بحثن77ا ه77ذا بم77ا ب77دأنا بـه مـن حم77د
ااهلل -تع77الى -على م77ا من ب77ه علين77ا من إتمام77ه ،ف77إن وفقن77ا في إخراج77ه ف77ذلك فضـل ااهلل -
تع 77الى ،-وإ ن ك 77ان غ 77ير ذل 77ك فإنم 77ا نحن بش 77ر نخطئ ونص 77يب ،ه 77ذا وأسـأل ااهلل أن يجع 77ل
عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم ،وأن يوفقنا لخدمة دينه القويم ،إنه على مـا يشاء قدير وبما
قصدنا عليم ،وصلى ااهلل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
9
المراجع
10