You are on page 1of 10

‫خطة البحث‪:‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫المبحث االول‪ :‬مفهوم القياس‬

‫المطلب االول‪ :‬تعريف القياس‬

‫المطلب الثاني‪ :‬شرح التعريف‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع القياس‬

‫المطلب االول‪ :‬باعتبار القوة‬

‫جلي‬
‫الفرع األول‪ :‬قياس ّ‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قياس الخفي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القياس من حيث درجة العلة‬

‫اَألولى‪ :‬‬
‫الفرع األول‪ :‬قياس ْ‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قياس المساوي‬

‫المطلب الثالث ‪:‬القياس من حيث مناسبة الحكم للعلة‬

‫الفرع األول‪ :‬القياس مؤثر‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قياس مالئم‬

‫الخاتمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫‪7‬إن‬
‫أم‪77‬ا في االص‪77‬طالح الش‪77‬رعي ف‪ّ 7‬‬
‫إن األدل‪77‬ة في اللغ‪77‬ة هي جم‪77‬ع كلم‪77‬ة دلي‪77‬ل‪ ،‬ومعن‪77‬اه اله‪77‬ادي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫األدل‪77‬ة هي‪" :‬م‪77‬ا ُيس‪77‬تدل ب‪77‬النظر الص‪77‬حيح في‪77‬ه على حكم ش‪77‬رعي عملي على س‪77‬بيل القط‪77‬ع أو‬
‫الظن"‪ ]١[،‬واألدل ‪77‬ة في الفق ‪77‬ه اإلس ‪77‬المي على ن ‪77‬وعين‪ ،‬وهم ‪77‬ا األدل ‪77‬ة النقلي ‪77‬ة والعقلي ‪77‬ة فاألدل ‪77‬ة‬
‫والسنة النبوية واإلجماع وش‪77‬رع من قبلن‪77‬ا‪ ،‬فه‪77‬ذه المص‪77‬ادر راجع‪77‬ة‬
‫ّ‬ ‫النقلية هي‪ :‬القرآن الكريم‬
‫أم‪77‬ا الن‪77‬وع الث‪77‬اني فهي األدل‪77‬ة العقلي‪77‬ة‪ ،‬وهي‪ :‬القي‪77‬اس‬
‫إلى النق‪77‬ل وليس للعق‪77‬ل دور في إثباته‪77‬ا‪ّ ،‬‬
‫ألن ج‪77‬وهر إعم‪77‬ال ه‪77‬ذه األدل‪77‬ة‬
‫‪7‬ميت عقلي‪77‬ة ّ‬
‫والمص‪77‬لحة المرس‪77‬لة والع‪77‬رف واالستص‪77‬حاب‪ ،‬وس‪ّ 7‬‬
‫ه‪7‬و النظ‪7‬ر وال‪7‬رأي واالجته‪7‬اد باالس‪7‬تناد لقواع‪7‬د اإلس‪7‬الم الثابت‪7‬ة ب‪7‬الوحي‪ ،‬فاألدل‪7‬ة هي مص‪7‬ادر‬
‫تحدث ه ‪77‬ذا المق ‪77‬ال عن القي ‪77‬اس في‬
‫األحك ‪77‬ام وهي المبين ‪77‬ة والكاش ‪77‬فة لألحك ‪77‬ام الش ‪77‬رعية‪ ،‬وس ‪7ّ 7‬ي ّ‬
‫ويبين مفهوم وأركان وأنواع القياس‪.‬‬
‫أصول الفقه ّ‬

‫‪2‬‬
‫إن القي‪7‬اس ه‪7‬و أح‪7‬د أدل‪7‬ة الفق‪7‬ه اإلس‪7‬المي العقلي‪7‬ة‪ ،‬وه‪7‬و مص‪7‬در من‬
‫القياس في أصول الفقه‪ّ :‬‬
‫مصادر األحكام المتفق على األخذ بها وفقًا لما ذكره الكثير من العلماء‪ ،‬حيث اتفق جمهور‬
‫أن البعض ق ‪77 7‬د تو ّس‪7 7 7‬ع في األخ ‪77 7‬ذ ب ‪77 7‬ه‬
‫العلم ‪77 7‬اء على حجي ‪77 7‬ة القي ‪77 7‬اس وإ مكاني ‪77 7‬ة األخ ‪77 7‬ذ ب ‪77 7‬ه‪ ،‬إاّل ّ‬
‫أم‪77‬ا الم‪77‬ذهب الص‪77‬حيح فه‪77‬و التوس‪77‬ط وه‪77‬ذا م‪77‬ا ك‪77‬ان علي‪77‬ه الس‪77‬لف‬
‫والبعض اآلخ‪77‬ر ق‪77‬د تش‪7ّ 7‬ددوا‪ّ ،‬‬
‫حيث أخ‪7‬ذوا بالقي‪77‬اس وفقً‪7‬ا لم‪77‬ا لض‪77‬وابط مح‪7ّ 7‬ددة‪ ،‬ومنه‪7‬ا أن ال يوج‪77‬د في المس‪77‬ألة نص ش‪77‬رعي‬
‫ألن الرجوع إلى النص واألخذ به أولى من إعمال العقل وإ عط‪77‬اء الحكم‬
‫يبين حكمها الدقيق ّ‬
‫ّ‬
‫بطري‪77‬ق القي‪77‬اس‪ ،‬كم‪77‬ا يجب أن يص‪77‬در القي‪77‬اس من العلم‪77‬اء الم‪77‬ؤهلين ال‪77‬ذين اس‪77‬تكملوا ش‪77‬روط‬
‫نص عليه ‪77 7 7‬ا الفقه‪77 7 7‬اء‬
‫االجته ‪77 7 7‬اد المعت ‪77 7 7‬برة‪ ،‬إلى غ‪77 7 7‬ير ذل‪77 7 7‬ك من الض ‪77 7 7‬وابط والقواع‪77 7 7‬د ال‪77 7 7‬تي ّ‬
‫بيان لمفهوم‬
‫عمليا في أحكامهم وفتاويهم‪ ،‬وفيما يأتي ٌ‬
‫واقعا ً‬
‫واألصوليون‪ 7‬في كتبهم وطبقّوها ً‬
‫واصطالحا‪ ،‬باإلضافة إلى الحديث عن أركان القياس وأنواعه‪:‬‬
‫ً‬ ‫القياس وتعريفه لغةً‬

‫إن مص‪77‬طلح القي‪77‬اس ه‪77‬و أح‪77‬د المص‪77‬طلحات الفقهي‪77‬ة ال‪77‬تي وق‪77‬ع الخالف في‬
‫مفه وم القي اس ّ‬
‫ويطل‪7‬ق على‬
‫تعريفها اللغوي واالصطالحي‪ ،‬فالقياس في اللغة ُيطلق على التقدير والمس‪7‬اواة ُ‬
‫إرادة معرفة مق‪7‬دار الش‪7‬يء‪ ،‬كم‪7‬ا ّأن‪7‬ه ي‪7‬د ّل على اإلص‪7‬ابة نح‪7‬و ق‪7‬اس اله‪7‬دف أي أص‪7‬ابه‪ ،‬وي‪7‬د ّل‬
‫لف ‪77‬ظ القي‪77‬اس في اللغ ‪77‬ة على االقت ‪77‬داء والتأس‪77‬ي‪ ،‬وق‪77‬د اختل‪77‬ف أه ‪77‬ل العلم في ك ‪77‬ون لف‪77‬ظ القي ‪77‬اس‬
‫أي من ه ‪77‬ذه المع ‪77‬اني يك ‪77‬ون القي ‪77‬اس حقيق‪7 7‬ةً وفي ّأيه ‪77‬ا يك ‪77‬ون‬
‫مش ‪77‬ترك لفظي أم معن ‪77‬وي وفي ٍّ‬
‫أم‪77‬ا القي ‪77‬اس في االص ‪77‬طالح فل ‪77‬ه الكث ‪77‬ير من التعريف ‪77‬ات‪ ،‬فقي ‪77‬ل القي ‪77‬اس ه ‪77‬و‪" :‬مس ‪77‬اواة‬
‫‪7‬ازا‪ّ ،‬‬
‫مج ‪ً 7‬‬
‫المسكوت للمنصوص في علة الحكم"‪ ،‬وقيل‪" :‬هو ب‪77‬ذل المجته‪77‬د الجه‪77‬د في اس‪77‬تخراج الح‪77‬ق"‪،‬‬
‫وقي‪77‬ل‪" :‬ه‪77‬و تس‪77‬وية الف‪77‬رع باألص‪77‬ل في العل‪77‬ة والحكم"‪ ،‬كم‪77‬ا قي‪77‬ل‪" :‬ه‪77‬و إثب‪77‬ات حكم معل‪77‬وم في‬
‫‪7‬وم آخ‪77‬ر الش‪77‬تراكهما في عل‪77‬ة الحكم عن‪77‬د المثبِت"‪ ،‬إلى غ‪77‬ير ذل‪77‬ك من التعريف‪77‬ات والس‪77‬بب‬
‫معل‪ٍ 7‬‬

‫في كثرته ‪77‬ا ه ‪77‬و اختالفهم في ك ‪77‬ون القي ‪77‬اس ه ‪77‬و اس ‪77‬تدالل المجته ‪77‬د وفك ‪77‬رة المس ‪77‬تنبِط‪ ،‬أم ه ‪77‬و‬
‫أما التعريف المختار عن‪77‬د األص‪77‬وليين‬ ‫المعنى الذي يد ّل عليه الحكم في أصل الشيء وفرعه ّ‬
‫‪7‬وم على معل‪77‬وم في‬‫بأن‪77‬ه‪" :‬حم‪77‬ل معل‪ٍ 7‬‬
‫‪7‬طالحا ّ‬
‫فه‪77‬و تعري‪77‬ف الب‪77‬اقالني‪ ،‬حيث ع‪7ّ 7‬رف القي‪77‬اس اص‪ً 7‬‬

‫‪3‬‬
‫‪7‬امع بينهم‪77 7‬ا من ٍ‬
‫حكم أو ص‪77 7‬فة أو نفيهم‪77 7‬ا عن‪77 7‬ه"‪،‬‬ ‫إثب‪77 7‬ات ٍ‬
‫حكم لهم‪77 7‬ا أو نفي‪77 7‬ه عنهم‪77 7‬ا‪ ،‬ب‪ٍ 7 7‬‬
‫‪7‬أمر ج‪ٍ 7 7‬‬
‫والسبب في اختي‪77‬ار ه‪7‬ذا التعري‪77‬ف ع‪77‬دم ورود اعتراض‪77‬ات علي‪77‬ه بالنس‪7‬بة للتعريف‪77‬ات األخ‪77‬رى‪،‬‬
‫‪7‬تنادا إلى ال‪77‬دليل وه‪77‬و المس‪77‬اواة في‬
‫كم‪77‬ا ّأن‪77‬ه ق‪77‬د جم‪77‬ع في ك‪77‬ون القي‪77‬اس من عم‪77‬ل المجته‪77‬د اس‪ً 7‬‬
‫العل‪77‬ة والحكم‪ ،‬فالمجته‪77‬د ُيعم‪77‬ل فك‪77‬ره وينظ‪77‬ر عن‪77‬د ورود مس‪77‬ألة جدي‪77‬دة ليس فيه‪7‬ا حكم ش‪77‬رعي‬
‫ودلي ‪77‬ل خ ‪77‬اص‪ ،‬ف ‪77‬إن وج ‪77‬د مس ‪77‬ألة أخ ‪77‬رى ش ‪77‬بيهة به ‪77‬ا ومس ‪77‬اوية له ‪77‬ا في العل ‪77‬ة أعطى المس ‪77‬ألة‬
‫يأت ٍ‬
‫بحكم جديد وإ نما اجتهد في استخراجه‪.‬‬ ‫الحادثة حكم المسألة األصلية‪ ،‬فهو لم ِ‬

‫أقسام القياس‬

‫تقاسيم القياس كثيرة اشتهر منها خمسة واشتهر من هذه الخمسة اثنان هما‪:‬‬

‫التقسيم األول‪ :‬تقسيمه من ناحي‪77‬ة ظني‪77‬ة القي‪77‬اس وع‪77‬دم ظنيت‪77‬ه ويقس‪77‬مه الش‪77‬افعية بال‪77‬ذات‬ ‫‪‬‬

‫إلى ثالثة أنواع هي‪:‬‬

‫التقسيم الثاني‪ :‬وهذا التقسيم باعتبار القوة والتبادر ويقسم إلى قسمين هما‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫جلي وهو‪ :‬ماكانت العلة في‪77‬ه منصوص‪77‬ة أو غ‪77‬ير منصوص‪77‬ة ولكن قُط‪77‬ع‬ ‫قياس ّ‬ ‫‪o‬‬

‫في ‪77‬ه بنفي ت‪77‬أثير الف‪77‬ارق بين األص‪77‬ل والف ‪77‬رع مث ‪77‬ل‪ :‬قي‪77‬اس األم ‪77‬ة على العب‪77‬د في‬
‫سراية العتق من البعض إلى الكل فإن الفارق بينهما هو الذكورة واألنوثة‪.‬‬

‫خفي وهو‪ :‬م‪77‬الم ُيقط‪77‬ع في‪77‬ه بنفي ت‪77‬أثير الف‪77‬ارق بين األص‪77‬ل والف‪77‬رع إذا‬
‫قي اس ّ‬ ‫‪o‬‬

‫بالمثق ‪77‬ل ـ أي‬


‫ك‪777‬انت العل ‪77‬ة في‪777‬ه مس ‪77‬تنبطة من حكم األص ‪77‬ل مث ‪77‬ل‪ :‬قي ‪77‬اس القت ‪77‬ل ُ‬
‫الشيء الثقيل تقتل به ـ على المحدد أي اآللة الحادة عموم‪7‬اً بج‪77‬امع القت‪77‬ل العم‪77‬د‬
‫العدوان‬

‫‪4‬‬
‫القياس من حيث درجة العلة‬

‫باَألولى؛ ألن الف‪77‬رع (المقيس) يك‪77‬ون في حكم‪77‬ه أولى من المقيس علي‪77‬ه‪،‬‬


‫اَألولى‪ُ  :‬س ِّمي ْ‬
‫قياس ْ‬
‫خاص ُيبيِّن تحريمه‪77‬ا؛ أي‪ :‬تح‪77‬ريم ال‪77‬دفع‪ ،‬ف‪77‬دفعهما في‬
‫ٌّ‬ ‫فمثاًل مسألة دفع الوالدين لم ِ‬
‫يأت دلي ٌل‬

‫هذه الحالة مقيس‪ ،‬والت‪77‬أفيف عليهم‪7‬ا مقيس علي‪7‬ه‪ ،‬ج‪7‬اء دلي‪77‬ل خ‪7‬اص في بي‪7‬ان تحريم‪77‬ه‪ ﴿ :‬فَاَل‬
‫ُأف َواَل تَْنهَ ْر ُهمَا‪[ ﴾ ‬اإلس‪77‬راء‪]23 :‬؛ وعلي‪77‬ه ف‪77‬إن دف‪77‬ع الوال‪77‬دين ف‪77‬رع ومقيس غ‪77‬ير‬ ‫تَُق‪7ْ 7‬ل لَهُمَا ٍّ‬
‫منص ‪77 7‬وص علي ‪77 7‬ه‪ ،‬والت ‪77 7‬أفيف على الوال ‪77 7‬دين أص ‪77 7‬ل ومقيس علي ‪77 7‬ه منص ‪77 7‬وص علي ‪77 7‬ه‪ ،‬والعل ‪77 7‬ة‬
‫الجامعة بينهما العقوق‪ ،‬أما الحكم‪ :‬فهو تحريم الدفع كما ُح ِّرم التأفيف‪.‬‬

‫اَألولى؛ ألن ال‪7‬دفع أولى في التح‪7‬ريم من ق‪7‬ول "ُأف"؛ ل‪7‬ذلك س َّ‪7‬ماه أه‪7‬ل‬
‫‪ ‬وق‪7‬د ُس‪ِّ 7‬مي ه‪7‬ذا بقي‪7‬اس ْ‬
‫العلم كذلك‪ ،‬بمعنى أن حكم المقيس أولى من حكم المقيس عليه‪.‬‬

‫‪  ‬القي اس المس اوي‪ :‬وه ‪77‬و تس ‪77‬اوي حكم المقيس والمقيس علي ‪77‬ه؛ كقي ‪77‬اس إتالف م ‪77‬ال الي ‪77‬تيم‬
‫على أكل ‪77‬ه‪ ،‬فال يوج ‪77‬د دلي ‪77‬ل خ ‪77‬اص من الكت ‪77‬اب والس ‪77‬نة ُيح ‪7ِّ 7‬رم إتالف م ‪77‬ال الي ‪77‬تيم‪ ،‬وق ‪77‬د أن ‪77‬زل‬
‫َِّ‬
‫تَامى ظُْل ًم‪77‬ا ِإَّنمَا يَْأ ُكلُ َ‬
‫ون‬ ‫ال اْلَي َ‬
‫َأم َ‪7‬و َ‬
‫ون ْ‪7‬‬ ‫تع‪77‬الى آي‪7‬ةً ُيح‪77‬رم فيه‪77‬ا أك‪77‬ل م‪77‬ال الي‪77‬تيم‪ِ ﴿ :‬إ َّن الذ َ‬
‫ين يَْأ ُكلُ َ‬
‫صلَ ْو َن َس ِع ًيرا‪[ ﴾ ‬النساء‪ :‬وقد ق‪77‬اس العلم‪77‬اء إتالف األم‪77‬وال على أكله‪77‬ا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫في ُبطُونِ ِه ْم َن ًارا َو َسَي ْ‬
‫واإلتالف يتساوى مع األكل‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪5‬‬
‫القياس من حيث اتجاهه‪:‬‬

‫قياس الطرد وقياس العكس‪:‬‬

‫العلَّة في أي زم‪77‬ان ومك‪77‬ان‪ ،‬مثاًل إهالك اهلل تع‪77‬الى لع‪77‬اد‪ ﴿ :‬و ِفي ع ٍ‬
‫َاد ِإ ْذ‬ ‫الطرد‪ :‬وه‪77‬و اطِّراد ِ‬
‫َ‬
‫لعلَّة معص‪77 7‬يتهم ل‪77 7‬ه‪،‬‬
‫َأرس ‪ْ7 7‬لَنا علَْي ِهم ال‪7ِّ 7 7‬ريح اْلع ِقيم‪[ ﴾ ‬ال‪77 7‬ذاريات‪ ،]41 :‬فق‪77 7‬د أهلكهم اهلل تع‪77 7‬الى ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫و ُك ْف‪77‬رهم بآيات ‪77‬ه‪ ،‬فه ‪77‬ذه ِعلَّة ُمطَّ ِردة؛ أي‪ :‬إن وج ‪77‬ود ق ‪77‬وم كف ‪77‬روا بآي ‪77‬ات اهلل‪ ،‬وعص ‪77‬وا اهلل‪ ،‬فال‬
‫ُيجلب لهم إال هذا الحكم الذي ه‪77‬و الهالك ع‪77‬اجاًل أم آجاًل ؛ ل‪77‬ذلك ُس‪ِّ 7‬مي بقي‪77‬اس الط‪77‬رد؛ يع‪77‬ني‪:‬‬
‫أن الحكم يطَّ ِرد باطِّراد ِ‬
‫العلَّة‪ .‬وفيه أقسام‪:‬‬

‫قياس الدِّاللة أو الدَّاللة‪ :‬وه‪77‬و اتف‪77‬اق المقيس والمقيس علي‪77‬ه في العل‪77‬ة‪ ،‬لكن ال يك‪77‬ون االتف‪77‬اق‬
‫واضحا بينهما‪ ،‬حيث ُيع‪7‬رف ذل‪7‬ك ب‪7‬دليل العلَّة؛ ل‪7‬ذلك ُس‪ِّ 7‬مي بقي‪7‬اس الدالل‪7‬ة؛ أي‪ :‬ال ُيع‪7‬رف إال‬
‫ً‬
‫ب ‪77‬دليلها ال ب ‪77‬ذاتها؛ يع ‪77‬ني‪ :‬ب ‪77‬أثر العل ‪77‬ة‪ ،‬مث ‪77‬ال ذل ‪77‬ك‪ :‬ام ‪77‬رأة ليس له ‪77‬ا زوج فحملت‪ ،‬تق ‪77‬اس على‬
‫الزانية‪ ،‬فهي مقيس والزانية مقيس عليه‪ ،‬والعل‪77‬ة الجامع‪77‬ة بينهم‪77‬ا الزن‪77‬ا‪ ،‬وق‪77‬د عرفن‪77‬ا الزن‪77‬ا في‬
‫حال‪77‬ة المقيس ألث‪77‬ر العل‪77‬ة وه‪77‬و الحم‪77‬ل‪ ،‬فالحم‪77‬ل أث‪77‬ر لل ِجم‪77‬اع؛ ل‪77‬ذلك س‪77‬مي بقي‪77‬اس الدالل‪77‬ة؛ أي‪:‬‬
‫العلَّة‪ ،‬والحكم الالزم لها هو إقامة الح‪77‬د على الحام‪77‬ل من غ‪77‬ير زوج‬
‫بدليل العلة وليس بذات ِ‬

‫بالر ْجم إن كانت ثيًِّبا‪ ،‬وإ اَّل فالجلد إن كانت بِ ْك ًرا‪.‬‬


‫َّ‬

‫‪7‬ابه في األص‪77‬ل‪ ،‬أو بين األص ‪7‬لَ ِ‬


‫ين‪ ،‬إذ ن ‪77‬رى َأنقيس على ه ‪77‬ذا‬ ‫قي اس الش به‪ :‬وه‪77‬و وق ‪77‬وع التش‪ُ 7‬‬
‫الح‪7ِّ 7‬ر أو على البه ‪77‬ائم‪،‬‬
‫األص ‪77‬ل أم على اآلخ ‪77‬ر؟ مث ‪77‬ال ذل ‪77‬ك‪ :‬قي ‪77‬اس العب ‪77‬د المقت ‪77‬ول خط ‪ً77‬أ على ُ‬
‫والعلَّة‬
‫والح ُّ‪7‬ر المقت‪77‬ول خط‪ً77‬أ مقيس علي‪77‬ه‪ِ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫وعم‪77‬وم المملوك‪77‬ات‪ ،‬فالعب‪77‬د المقت‪77‬ول خط‪ً77‬أ مقيس‪7ُ ،‬‬
‫معا َب َشٌر‪ ،‬والحكم المطل‪77‬وب ه‪77‬و وج‪77‬وب دف‪77‬ع ِّ‬
‫الديَة إلى س‪77‬يِّد العب‪77‬د؛ لكن‬ ‫الجامعة بينهما أنهما ً‬
‫‪7‬اس علي‪77‬ه العب‪7ُ 7‬د ه‪77‬و‬
‫بعض أه‪77‬ل العلم خ‪77‬الفوا في ذل‪77‬ك‪ ،‬وق‪77‬الوا‪ :‬إن األص‪77‬ل ال‪77‬ذي ينبغي أن ُيق‪َ 7‬‬
‫فالعلَّة‬
‫ك‪ ،‬ويتش‪77 7‬ابه م‪77 7‬ع المملوك‪77 7‬ات‪ِ ،‬‬ ‫الممل‪77 7‬وك؛ كالبهيم‪77 7‬ة ال‪77 7‬تي قُتِ ْ‬
‫لت خط‪ً77 7‬أ؛ ألن العب‪77 7‬د ممل‪77 7‬و ٌ‬

‫‪6‬‬
‫ك‪ ،‬والحكم في ه ‪77‬ذه الحال ‪77‬ة ه ‪77‬و دف ‪77‬ع قيم ‪77‬ة العب ‪77‬د إلى س ‪77‬يِّده‪،‬‬
‫الجامع ‪77‬ة بينهم ‪77‬ا أن كليهم ‪77‬ا ممل ‪77‬و ٌ‬
‫وليست الدية التي هي مائة ناقة مع الكفَّارة؛ أي‪ :‬صيام شهرين‪.‬‬

‫‪7‬ابه بين أص‪7 7‬لَ ِ‬


‫ين؛ بين أن ُيق ‪77‬اس‬ ‫‪ ‬إ ًذا يوج ‪77‬د ف ‪77‬رق في الحكم حس ‪77‬ب الح ‪77‬التين؛ حيث وق ‪77‬ع التش ‪ُ 7‬‬
‫العلَّة الجامع‪7‬ة بينهم‪7‬ا أن كليهم‪7‬ا َب َش‪ٌ7‬ر‪ ،‬أو ُيق‪7‬اس على البهيم‪7‬ة‪ ،‬وتك‪7‬ون‬
‫على الح ِّ‪7‬ر‪ ،‬فنعت‪7‬بر أن ِ‬
‫ُ‬
‫سمى هذا بقياس َّ‬
‫الشَبه‪.‬‬ ‫وي َّ‬ ‫ِ َّ‬
‫معا مملوكان‪ُ ،‬‬ ‫العلة الجامعة بينهما أنهما ً‬

‫ص‪ّ 7‬رح في‪77‬ه بالوص‪77‬ف الج‪77‬امع بين األص‪77‬ل والف‪77‬رع‪ ،‬وتك‪77‬ون‬


‫ض‪َ 7‬ح أو ُ‬
‫‪ ‬قياس العلة‪ :‬وه‪77‬و م‪77‬ا َو ُ‬
‫فيه العل‪7‬ة موجب‪7‬ة للحكم؛ ال يتخلّ‪7‬ف عنه‪77‬ا‪ .‬مثال‪7‬ه‪ :‬قي‪7‬اس تح‪77‬ريم ش‪7‬تم أو ض‪77‬رب الوال‪77‬دين على‬
‫حرمة التأفيف؛ لعلة اإليذاء وعدم اإلحسان إليهما‪ ،‬فهي متحقّق‪7‬ة في الف‪7‬رع(الش‪77‬تم والض‪7‬رب)‬
‫تخي‪77‬ل أن يتخلَّف الحكم في الف‪77‬رع ويثبت في األص‪77‬ل‬
‫أك‪77‬ثر منه‪77‬ا في األص‪77‬ل(الت‪77‬أفيف)‪ ،‬وال ُي ّ‬
‫ويمنع التأفيف‪ ،‬هذا غير مستحسن عقالً‪.‬‬
‫فيباح الشتم والضرب‪ُ 7‬‬
‫فحسب‪ُ ،‬‬

‫ت ِإ ْن َو َ‬
‫ض ‪َ 7‬عها‬ ‫((َأر َْأي َ‬
‫وقي اس العكس‪ :‬ه‪77‬و عكس الحكم؛ مثال‪77‬ه قول‪77‬ه علي‪77‬ه الص‪77‬الة والس‪77‬الم‪َ :‬‬
‫‪7‬ان لَهُ ِفيه‪77 7‬ا ْ ‪7‬‬
‫َأج ‪ٌ 7‬ر))‪،‬‬ ‫ض ‪7 7‬عها في اْل َح ِ‬
‫الل ك‪َ 7 7‬‬ ‫‪7‬ان َعلَْي‪7ِ 7 7‬ه ِفيه‪77 7‬ا ِو ْزٌر؟ فَكَ َذِل َ‬
‫ك إذا َو َ َ‬
‫ِ‬
‫في اْلحَ رام َأك‪َ 7 7‬‬
‫‪7‬ؤجر؛ ل‪77‬ذلك ُس‪ِّ 7‬مي بقي‪77‬اس العكس؛ أي‪ :‬عكس الظ‪77‬اهر‪،‬‬ ‫والمفه‪77‬وم أن‪77‬ه إن وض‪77‬عها في حالل ُي‪َ 7‬‬
‫وحد اهلل ُيخلَّد في الجن‪77‬ة‪ ،‬وه‪77‬ذا الن‪77‬وع‬
‫فمثاًل ال‪77‬ذي أش‪77‬رك باهلل ُيخلَّد في الن‪77‬ار‪ ،‬وبالت‪77‬الي فال‪77‬ذي َّ‬
‫المسمى بقياس العكس‪.‬‬
‫َّ‬ ‫هو‬

‫‪ ‬إ ًذا فأنواع القياس مبحث شاسع أصولي مهم‪ ،‬اعتنى ب‪7‬ه العلم‪77‬اء؛ ألن‪7‬ه من مص‪77‬ادر التش‪7‬ريع‬
‫واجب على ط‪77‬الب العلم؛ ألن‪77‬ه ال ُيمكن أن ُيف‪77‬تي في دين اهلل‪ ،‬وأن‬
‫ٌ‬ ‫واس‪77‬تنباط األحك‪77‬ام‪ ،‬وه‪77‬و‬
‫وسَّنة رسوله من غير أن يطَِّلع على هذا المبحث المهم والضروري‪.‬‬ ‫يفهم كتاب اهلل ُ‬

‫‪ ‬‬

‫‪7‬‬
‫القياس من حيث مناسبة الحكم للعلة‬

‫ُيقسم القياس من هذه الناحية إلى قسمين اثنين‪:‬‬

‫قياس مؤثّر‪:‬‬
‫ٌ‬

‫ما كانت العلة الجامعة فيه ثابتة بنص أو إجماع‪ ،‬وهو ما أثرالوصف الجامع في‪77‬ه عين‪77‬ه في‬
‫عين الحكم‪ ،‬أو نوعه في نوع الحكم‪ ،‬ومثاله ما ذكرناه في القياس الجلي سابقًا‪.‬‬

‫قياس مالئم‪:‬‬
‫ٌ‬

‫بنص أو‬
‫ما أثّ‪77‬ر جنس العلّ‪77‬ة في‪77‬ه في جنس الحكم‪ ،‬وت‪77‬رتّب الحكم في‪77‬ه على وف‪77‬ق الوص‪77‬ف ال ّ‬
‫إجم‪77‬اع‪ ،‬أي ّأن‪77‬ه مالئم لتص‪7ّ 7‬رف الش‪77‬رع‪ ،‬ومتّف‪77‬ق على ص‪77‬حة التعلي‪77‬ل ب‪77‬ه وبن‪77‬اء القي‪77‬اس علي‪77‬ه؛‬
‫وذلك كجعل المشقّة علّة لجلب التيسير أينما ُوجدت‪ ،‬وجعل دفع الحرج علّة لرخصة الجمع‬
‫في المطر‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫من خالل الع‪77‬رض الس‪77‬ابق يمكن التوص‪77‬ل بوض‪77‬وح إلى جمل‪77‬ة من النت‪77‬ائج على النح‪77‬و اآلتي‪:‬‬
‫‪- ١‬ع ‪77 7‬رف األص ‪77 7‬وليون‪ 7‬القي ‪77 7‬اس لغ ‪77 7‬ة في مص ‪77 7‬نفاتهم بعب ‪77 7‬ارات مختلفـة‪ ،‬ومعـان متعـددة‪:‬‬
‫كالتقدير‪ ،‬والمساواة‪ ،‬واستعالم القدر‪ ،‬واإلصابة‪ ،‬واالعتبار‪ ،‬والتمثيل والتشـبيه‪ ،‬والمماثل‪.‬‬

‫‪-‬تف‪77 7‬اوتت عب‪77 7‬ارات أئم‪77 7‬ة األص‪77 7‬ول في التعب‪77 7‬ير عن حقيق‪77 7‬ة القي‪77 7‬اس‪ ،‬وبي‪77 7‬ان ماهيتـه‪ ،‬تبعـا‬
‫الختالفهم في اعتباره دليال مستقال كالكتاب والسنه‪ ،‬أم أنه من عمل المجتهد‬

‫‪-‬ه‪77 7‬ذا األص‪77 7‬ل من أص‪77 7‬ول التش‪77 7‬ريع وق‪77 7‬ع الخالف بين علم‪77 7‬اء األص‪77 7‬ول في حجيت‪77 7‬ه وكون‪77 7‬ه‬
‫مص‪77‬درا للتش‪77‬ريع الفقهي من ع‪77‬دم ذل‪77‬ك‪ ،‬وق‪77‬د ذهب الجمه‪77‬ور إلى الق‪77‬ول بحجيت‪77‬ه وأن ااهلل ‪-‬‬
‫تع ‪77‬الى‪ -‬تعب ‪77‬دنا ب ‪77‬ه عقال وش ‪77‬رعا‪- ٤ .‬أرك ‪77‬ان القي ‪77‬اس عن ‪77‬د جمه ‪77‬ور األص ‪77‬وليين أربع ‪77‬ة هي‪:‬‬
‫أص‪77‬ل‪ ،‬وف‪77‬رع‪ ،‬وعلـة‪ ،‬وحكـم األص‪77‬ل‪- ٥ .‬ينقس‪77‬م القي‪77‬اس إلى خمس‪77‬ة أقس‪77‬ام‪ :‬بحس‪77‬ب المع‪77‬نى‬
‫الجامع في الفرع ويقسـم إلى‪ :‬أولى ومساو وأدنى‪ ،‬كما ينقسم القياس إلى جلي وخفي‪ ،‬وإ لى‬
‫م‪77‬ؤثر ومالئم‪ ،‬وإ لى قي‪77‬اس عل‪77‬ة ودالل‪77‬ة وقي‪77‬اس في مع‪77‬نى األص‪77‬ل‪ ،‬وإ لى قي‪77‬اس إخال‪77‬ة وس‪77‬بر‬
‫وتقسيم وشبه واطراد وصحة وبطالن‪.‬‬

‫وبع‪77 7‬د‪ ،‬ف‪77 7‬إن مم‪77 7‬ا تتأك‪77 7‬د التوص‪77 7‬ية ب‪77 7‬ه في الخت‪77 7‬ام العم‪77 7‬ل على فتح ب‪77 7‬اب الدراس‪77 7‬ة لكث‪77 7‬ير مـن‬
‫موض‪77 7‬وعات علم أص‪77 7‬ول الفق‪77 7‬ه ومس‪77 7‬ائله‪ ،‬وبحثه‪77 7‬ا على وج‪77 7‬ه يظه‪77 7‬ر الخالف ويعم‪77 7‬ل علـى‬
‫الجم‪77‬ع بين وجه‪77‬ات النظ‪77‬ر وتقريبه‪77‬ا م‪77‬ا أمكن ذل‪77‬ك‪ ،‬وأختم بحثن‪77‬ا ه‪77‬ذا بم‪77‬ا ب‪77‬دأنا بـه مـن حم‪77‬د‬
‫ااهلل ‪ -‬تع‪77‬الى‪ -‬على م‪77‬ا من ب‪77‬ه علين‪77‬ا من إتمام‪77‬ه‪ ،‬ف‪77‬إن وفقن‪77‬ا في إخراج‪77‬ه ف‪77‬ذلك فضـل ااهلل ‪-‬‬
‫تع ‪77‬الى‪ ،-‬وإ ن ك ‪77‬ان غ ‪77‬ير ذل ‪77‬ك فإنم ‪77‬ا نحن بش ‪77‬ر نخطئ ونص ‪77‬يب‪ ،‬ه ‪77‬ذا وأسـأل ااهلل أن يجع ‪77‬ل‬
‫عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم‪ ،‬وأن يوفقنا لخدمة دينه القويم‪ ،‬إنه على مـا يشاء قدير وبما‬
‫قصدنا عليم‪ ،‬وصلى ااهلل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المراجع‬

‫‪"1‬كتاب تيسير علم أصول الفقه"‪.،‬‬

‫‪"2‬كتاب تيسير علم أصول الفقه"‪،‬‬

‫‪"3‬كتاب معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة"‪،‬‬

‫‪"4‬كتاب مجلة البحوث اإلسالمية‪..‬‬

‫‪"5‬كتاب مجلة البحوث اإلسالمية‬

‫‪" .6‬كتاب العدة في أصول الفقه"‪،‬‬

‫‪" 7‬كتاب معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة"‪.،‬‬

‫‪ 8‬كتاب النظرات في أصول الفقه‬

‫‪ 9‬كتاب قواطع األدلة للسمعاني‪.‬‬

‫‪10‬‬

You might also like