You are on page 1of 24

‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫النظام المحاسبي المالي في ظل اختالف ممارسات المحاسبة بين المرجعيتين الفرنسية واألنجلوسكسونية‬
‫‪Financial accounting system in light of the different accounting practices between‬‬
‫‪French and Anglo-Saxon‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫أ‪ /‬ياسين بشير‬ ‫أ‪ /‬المعتز باهلل منادي‬
‫‪1‬جامعة فرحات عباس – سطيف ‪ -1‬الجزائر‬
‫‪ 2‬جامعة‪ :‬فرحات عباس – سطيف ‪ - 1‬الجزائر‬

‫تاريخ االستالم ‪2018-06-12 :‬؛ تاريخ المراجعة ‪ 2018-11-21:‬؛ تاريخ القبول ‪3122/23/36:‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫سعت اجلزائر من خالل تقريب نظامها احملاسيب ادلايل من معايَت احملاسبة الدولية (‪ )IAS/IFRS‬السددراك‬
‫النقائص اليت كانت موجودة يف ادلخطط احملاسيب الوطٍت‪ ،‬ومسايرة الدغَتات احلاصلة يف رلال احملاسبة يف العامل‪،‬‬
‫وانطالقا من اجلدل الواسع حول ادلفاىيم اجلديدة اليت أتى هبا النظام احملاسيب ادلايل وخلفيدها النظرية‪ ،‬فإن ىذه‬
‫الورقة البحثية هتدف إىل دراسة ومعرفة اخللفية الفكرية للنظام احملاسيب ادلايل وأىم شليزاهتا‪ ،‬وقد خلص البحث إىل‬
‫أن النظام احملاسيب ادلايل ىو مزيج بُت ادلرجعيدُت الفرنسية واألصللوسكسونية‪ ،‬ألن فيو شليزات ادلرجعية الفرنسية من‬
‫حيث الشكل والذي فرضدو اخلاصائص االقداصادية والسياسية والثقافية للجزائر‪ ،‬وفيو شليزات ادلرجعية‬
‫األصللوسكسونية من حيث ادلضمون كاإلطار الداصوري للمحاسبة ادلالية‪.‬‬
‫كلمات المفتاحية‪ :‬ادلمارسات احملاسبية‪ ،‬ادلرجعية الفرنسية‪ ،‬ادلرجعية األصللوسكسونية‪ ،‬مرجعية معايَت احملاسبة‬
‫الدولية (‪ ،)IAS/IFRS‬احملاسبة اجلزائرية‪.‬‬
‫‪M4- M42‬‬ ‫‪JEL‬‬ ‫تصنيف‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Algeria has been seeking to harmonize its Financial Accounting System to the‬‬
‫‪International Accounting Standards (IAS/IFRS) in order to reduce the deficiencies that‬‬
‫‪existed in the national accounting plan and to accompany the changes of accounting in‬‬
‫‪the world. And based on the big debate about the new concepts which Financial‬‬
‫‪Accounting System had given, this research paper aims at studying the theoretical‬‬
‫‪background of the previous system. This research found that the financial accounting‬‬
‫‪system is a combination of French (continental) and Anglo-Saxon references, because it‬‬

‫‪elmouatez@gmail.com‬‬ ‫طالب دكدوراه‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪yacine19bech1@hotmail.fr‬‬ ‫طالب دكدوراه‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪4‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫‪contained the specifications of the continental reference in form which imposed by the‬‬
‫‪economic, political and cultural characteristics of Algeria, and the specifications of the‬‬
‫‪Anglo-Saxon reference in content as the conceptual framework of financial accounting as‬‬
‫‪well.‬‬
‫‪Keywords: Accounting practices, French (Continental) Reference, Anglo-Saxon‬‬
‫‪Reference, (IAS/IFRS) Reference, Algerian Accounting‬‬
‫‪Classification JEL‬‬ ‫‪M4- M42‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إن تعدد األنظمة احملاسبية ناتج عن تنوع ادلرجعيات احملاسبية الدولية‪ ،‬اليت أعلها ادلرجعية الفرنسية (القارية)‬
‫وادلرجعية األصللوسكسونية‪ .‬يرجع ىذا الدنوع ألسباب سلدلفة منها الثقافية‪ ،‬القانونية‪ ،‬االجدماعية‪ ،‬السياسية‬
‫واالقداصادية وغَتىا‪ ،‬ولكل منهما خاصائص دتيزه عن اآلخر‪ .‬ونظرا للطلب ادلدزايد دلسدعملي ادلعلومة احملاسبية‬
‫لزيادة مسدوى اإلفاصاح وتوحيد قواعد الدطبيق العملي احملاسبية‪ ،‬جلعل ادلعلومة احملاسبية أكثر مالءمة وموثوقية‬
‫وقابلية للمقارنة‪ ،‬ظهرت مرجعية ثالثة ىي مرجعية ادلعايَت احملاسبية الدولية (‪ ،)IAS/IFRS‬يف زلاولة لدقريب‬
‫وتوفيق ومن مث توحيد ادلمارسات والقواعد احملاسبية ادلطبقة يف األنظمة احملاسبية الدولية‪ ،‬لداصَت ادلعلومة احملاسبية‬
‫وادلالية أكثر تناسقا‪ ،‬وتاصبح القوائم ادلالية صاحلة للمقارنة من فًتة ألخرى‪ ،‬من منشأة ألخرى ومن دولة ألخرى‪.‬‬
‫مل تكن اجلزائر يف منأى عن ىذا الدوجو العادلي ضلو مرجعية ادلعايَت احملاسبية الدولية خاصوصا يف ظل ما يسمى‬
‫بالعودلة احملاسبية‪ ،‬فسايرت زلاسبدها ىذا الدوجو؛ فبعد أن كانت تعدمد على ادلخطط احملاسيب الوطٍت‪ ،‬تبنت النظام‬
‫احملاسيب ادلايل‪ ،‬لددماشى مع الدوجهات االقداصادية واالجدماعية اليت عرفدها‪ ،‬وأيضا لوضع النظام احملاسيب يف خدمة‬
‫األىداف ادلسطرة يف ىذه الدوجهات‪.‬‬
‫مع بداية تطبيق النظام احملاسيب ادلايل ادلسدوحى أساسا من ادلعايَت احملاسبية الدولية ذات ادلرجعية األصللوسكسونية‪،‬‬
‫عرف ذلك الكثَت من ادلشاكل والاصعوبات خاصوصا منها الثقافية واجلبائية‪ ،‬لدميز مفاىيمو وماصطلحاتو عما كان‬
‫عليو ادلخطط احملاسيب الوطٍت ذو ادلرجعية الفرنسية‪ .‬ما يقودنا إىل الدساؤل‪:‬‬
‫في ظل اختالف الممارسة المحاسبية وتوجه الجزائر نحو المعايير المحاسبية الدولية‪ ،‬هل اعتمد‬
‫فقط في النظام المحاسبي المالي على المرجعية األنجلوسكسونية‬
‫ولإلجابة على ىذا الدساؤل ؽلكن تقسيمو إىل السؤالُت الفرعيُت الداليُت‪:‬‬
‫‪ -‬ىل يف اعدماد اجلزائر للنظام احملاسيب ادلايل تبنت كليا ادلرجعية األصللوسكسونية‬
‫‪5‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫‪ -‬ىل ختلت اجلزائر يف النظام احملاسيب ادلايل حقا عن ادلرجعية الفرنسية‬


‫هدف البحث‪:‬‬
‫إن فكرة ىذه الورقة البحثية تنبع من ا جلدل الواسع الذي دار بُت الفاعلُت األساسيُت يف حقل احملاسبة اجلزائرية‬
‫حول ادلاصطلحات وادلفاىيم اجلديدة اليت اعدمدىا النظام احملاسيب ادلايل انطالقا من أىدافو حىت القواعد احملاسبية‬
‫ادلدبعة فيو‪ ،‬ومدى اسدطاعة بيئة احملاسبة اجلزائرية الدوافق معها‪ .‬فدهدف ىذه الورقة البحثية إىل الدعرف على اخللفية‬
‫الفكرية والنظرية للنظام احملاسيب ادلايل وأىم شليزاتو وخاصائاصو وأسباب اعدماده‪ .‬عرب الدطرق أوال إىل اخدالفات‬
‫شلارسات احملاسبة والدوافق الدويل‪ ،‬مث دراسة ادلرجعيات احملاسبية يف العامل وخاصائاصها‪ ،‬وأخَتا النظام احملاسيب ادلايل‬
‫يف ظل شلارسات احملاسبة للمرجعيات الدولية‪.‬‬
‫اختالفات ممارسات المحاسبة والتوافق الدولي‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أهم االختالفات الموجودة في ممارسات المحاسبة‪:‬‬ ‫‪.1.1‬‬

‫إن تغَت النظم احملاسبية من دولة إىل أخرى ومساح النظام احملاسيب الواحد بدطبيق عدة قواعد زلاسبية؛ تسبب يف‬
‫وقوع اخدالفات عدة يف شلارسات احملاسبة‪ .‬فمن بينها‪ :‬االخدالف يف حتقق اإليراد‪ ،‬االخدالف يف حتميل‬
‫ادلاصاريف‪ ،‬االخدالف يف طرق العرض واإلفاصاح واالخدالف يف طرق القياس وغَتىا‪.‬‬
‫إن أ وىل االخدالفات ىي اخدالف ادلاصطلحات وادلفاىيم احملاسبية‪ .‬فباإلضافة إىل االخدالف الناتج عن اللغة‪،‬‬
‫ىناك اخدالف ا ناتج عن اسدعمال ماصطلحات ومفاىيم زلاسبية دون غَتىا‪ ،‬فمثال قانون الشركات اإلصلليزي ؽليز‬
‫بُت االحدياطي وادلخاصص‪ ،‬على أساس أن ادلخاصص عبئ على الربح‪ ،‬فال ؽلكن الوصول إىل الربح دون أخذه‬
‫بعُت االعدبار‪ ،‬يف حُت أن االحدياطي ىو عدم توزيع جزء من الربح لددمكن الشركات من مواجهة مشكالهت ا‬
‫ادلالية احملدملة ‪ .‬وصلد أن أدبيات احملاسبة ختالف ذلك يف الكثَت من األحيان‪ ،‬فشركات الدأمُت تسدخدم ماصطلح‬
‫االحدياطي للدعبَت عن األعباء اليت تواجو الشركة مبا يشبو ادلخاصاصات كاحدياطي األخطار السارية‪ ،‬أو االحدياطي‬
‫احلسايب‪ ،‬أو كما ىو معمول بو يف الشركات األمريكية اليت تسدعمل ماصطلح االحدياطي الدحميلي كبديل‬
‫للمخاصاصات أحيانا‪.1‬‬

‫‪1‬حسُت القاضي‪ ،‬مأمون محدان‪ ،‬المحاسبة الدولية ومعاييرها‪ ،‬دار الثقافة للنشر والدوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،1‬إ‪ ،2008 ،1‬ص ‪.22‬‬
‫‪6‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫أما عند ا حلديث عن اإليراد‪ ،‬أمجع احملاسبون على أن اإليراد يدحقق بالبيع سواء النقدي منو أو القاصَت األجل‪،‬‬
‫أل ن القاصَت منو يعد مضمون الدحاصيل بدرجة كبَتة‪ ،‬إال أن شلارسات احملاسبة تشهد الكثَت من النماذج اليت‬
‫أثارت اجلدل يف توقيت االعًتاف بو‪ ،‬كالبيع بالدقسيط الذي يكون فيو سعر البيع النقدي أقل من سعر البيع‬
‫بالدقسيط وأكرب من تكلفة ادلندجات‪ ،‬فوجد أ نو منهم من يسجل عملية البيع بسعر البيع بالدقسيط وآخر بسعر‬
‫البيع النقدي وآخر بسعر الدكلفة إىل غاية احلاصول على كامل األقساط‪ ،‬فيخدلف بذلك الربح من فئة إىل أخرى؛‬
‫األمر الذي أوجد فريقان‪ ،‬األول منهما ال يعًتف باألرباح إال بعد اسديفاء تكلفة ادلندج من األقساط‪ ،‬والثاين‬
‫يعًتف باألرباح كل عام حسب نسبة األرباح من األقساط إىل الدكلفة‪.‬‬
‫كذلك بالنسبة للبيع الدأج َتي فادلبلغ الذي يسجل بو األصل ادلباع منهم من يعدربه سعر الدكلفة إىل غاية‬
‫الدحاصيل النقدي لسعر البيع احلقيقي وعندىا يعًتف بالربح‪ ،‬ومنهم من يقيده بثمن البيع احلقيقي وال يدخل فيو‬
‫الفوائد الناجتة عنو‪ ،‬ومنهم من يسجلو بسعر البيع مبا يف ذلك الفوائد الناجتة عنو‪.1‬‬
‫ويف ما ؼلص حتميل ادلاصاريف فنالحظ أن اىدالك األصول الطويلة األجل مثال ؼلدلف من دولة إىل أخرى‪،‬‬
‫بسبب اخدالف طرق االىدالك وتعددىا‪ ،‬وتعدد األسس ادلعدمد عليها يف اخديار األسلوب األمثل الىدالك أصل‬
‫معُت دون آخر؛ ض ف إىل ذلك وجود أنظمة زلاسبية تسمح باالىدالك ادلعجل لألصول من أجل مساعدة‬
‫ادلنشآت على اسدبدال أصوذلا دلواكبة الدطورات الدكنولوجية ادلدسارعة‪ ،‬وأنظمة أخرى ال تسمح بذلك‪ .‬زد على‬
‫ذلك تعدد طرق تقييم ادلخزونات‪ ،‬الذي يؤدي الخدالف الندائج‪ .‬ما ياصعب عملية ادلقارنة‪.‬‬
‫وإذا ذىبنا إىل طرق عرض القوائم ادلالية‪ ،‬فمنذ ظهور ادليزانية العمومية كنديجة لنظام القيد ادلزدوج وىي على شكل‬
‫احلرف (‪ ) T‬الالتيٍت؛ إال أن تطور زلاسبة الدكاليف واحملاسبة اإلدارية أدى بكثَت من ادلنشآت إىل تطوير شكل‬
‫ادليزانية العمومية لدعرض على شكل تقرير مايل مبا ؼلدم أىداف الدحليل ادلايل‪.‬‬
‫وأىم اخدالفات شلارسات احملاسبة ىي طرق القياس احملاسيب ‪ ،‬فالنظام احملاسيب الدقليدي كان يعدمد على أساس‬
‫الدكلفة الدارؼلية‪ ،‬لكنو بدأ يدغَت مع تغَت الظروف االقداصادية‪ ،‬فدطورت أسس القياس والدقييم لداصبح أقرب دتثيال‬
‫للواقع من أساس الدكلفة الدارؼلية‪ ،‬فبالرغم من أن أسس القياس اليت اعدمدهتا النظريات الدقليدية للمحاسبة‬
‫اسدندت على الدحقق والدليل ادلوضوعي؛ إال أن النظريات احلديثة للمحاسبة اعدمدت على مبادئ أخرى يف‬

‫‪1‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬


‫‪7‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫الدقييم مبا ؼلدم الظروف االقداصادية‪ .‬ولكن مع ذلك صلد أن األنظمة احملاسبية لكثَت من الدول ال تزال حتافظ‬
‫على أساس الدكلفة الدارؼلية يف القياس كفرنسا وأدلانيا‪ ،‬مع تعديلها أحيانا للدخلص من اآلثار الدضخمية للقوة‬
‫الشرائية للنقد بواسطة عمليات إعادة الدقييم الالحقة‪ .‬وىو ما يدل أن ىذه القيم ليست قيم اسدبدالية وال ىي‬
‫تكلفة تارؼلية ما ياصعب يف عملية ادلقارنة نديجة الخدالف الندائج ادلدحاصل عليها‪.1‬‬
‫التوافق الدولي والتوحيد المحاسبي‪:‬‬ ‫‪.2.1‬‬

‫يعود االىدمام لدطوير زلاسبة موحدة إىل سبعينيات القرن العشرين لألسباب الدالية‪:‬‬
‫‪ -‬تضاعف ادلعامالت الدجارية بُت شركات األعمال الدولية؛‬
‫‪ -‬تضاعف وتطور وتنوع الشركات الدولية؛‬
‫‪ -‬تضاعف االسدثمارات بُت سلدلف الدول واالحدمال الكبَت إىل زيادهتا مسدقبال؛‬
‫‪ -‬زيادة احلاجة إىل معايَت موحدة لدكون أساسا لالسًتشاد هبا يف العمليات الدجارية؛‬
‫‪ -‬تطور مفهوم الدضخم الذي أصبح من الواجب مراعاتو يف شلارسات احملاسبة احلديثة؛‬
‫‪ -‬زيادة الدبادالت بالعملة الاصعبة بُت سلدلف دول العامل والشركات الدولية؛‬
‫‪ -‬ظهور ادلنظمات احملاسبية الدولية وإشراكها يف عملية وضع القواعد وادلعايَت احملاسبية‪.‬‬
‫ىذه األسباب جعلت االىدمام بدقريب شلارسات احملاسبة عرب سلدلف دول العامل يزداد‪ ،‬بغية الدنسيق بينها‬
‫وادلنظمات ادلهنية احملاسبية ادلخدلفة لدقريب قواعد وتطبيقات احملاسبة‪ ،‬وتقليل االخدالفات لدكون عملية ادلقارنة‬
‫أكثر سهولة‪.‬‬
‫إن الدوافق احملاسيب (‪ ) Harmonisation‬ىو ماصطلح يسدعمل يف احملاسبة الدولية‪ ،‬يقاصد بو الدنسيق بُت القواعد‬
‫احملاسبية ادلخدلفة بُت الدول للدخفيف من االخدالفات يف شلارسات احملاسبة‪ .2‬لذلك فقد عرف الدوافق احملاسيب‬
‫بأنو "تطبيق معايَت زلا سبية سلدلفة بطرق معينة بدال من معيار واحد للجميع‪ ،‬وبعبارة أخرى فالدوافق ىو عملية‬
‫زيادة انسجام النظم احملاسبية ادلوجودة يف الدول ادلخدلفة يف العامل‪ ،‬وذلك عن طريق الدخلص من ادلمارسات غَت‬

‫‪1‬نفس ادلرجع‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Stephan BRUN, IAS / IFRS: Les Normes Internationales d'Information Financière,‬‬
‫‪Gualino Éditeur, Paris, 2006, P19.‬‬
‫‪8‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫الضرورية ادلوجودة بينها"‪ .1‬لذلك يدضمن الدوافق احملاسيب الدوفيق بُت وجهات النظر ادلخدلفة‪ ،‬فما ىو إذا إال‬
‫عملية اإلنقاص م ن الدطبيقات ادلخدلفة والدقليل منها‪ .‬وي عد الدوافق أيضا زلاولة جلمع األنظمة احملاسبية ادلخدلفة‬
‫مع بعضها فهي عملية مزج شلارسات احملاسبة ادلدنوعة يف ىيكل منهجي مرتب يعطي ندائج مدوافقة ومدناسقة‪،‬‬
‫فدشدمل على اخديا ر ومقارنة األنظمة احملاسبية لغرض مالحظة ومعرفة نقاط االتفاق واالخدالف‪ ،‬مث بعد ذلك‬
‫العمل على مجع تلك األنظمة مع بعضها‪ .2‬وىذا ما يعٍت أن الدوفيق احملاسيب كان قد ظهر إىل الوجود قبل‬
‫الدوحيد احملاسيب (‪ ،)Normalisation‬الذي ىو بدوره يعٍت اسدبدال كل ادلعايَت أو القواعد احملاسبية مبعيار أو‬
‫قاعدة زلاسبية واحدة‪ ،‬وىو يدل أن اإلجراءات احملاسبية ادلطبقة غلب أن تكون نفسها يف كل الدول‪ ،‬لذلك ىو‬
‫زلل اندقاد من كثَت منها‪ .‬ومنو فالدوحيد احملاسيب ىو احلالة اليت تكون فيها كل شلارسات احملاسبة مدناسقة‬
‫ومدجانسة دون تباين أو اخدالفات‪ ،‬وىو بذلك الدماثل يف كل مبادئ وشلارسات احملاسبة‪.‬‬
‫ىناك من يرى أن الدوحيد ىو فرض رلموعة من القواعد ادلوحدة والاصارمة‪ ،‬أي مبعٌت الثبات يف الدبويب والدسجيل‬
‫وادلاصطلحات والقياس‪ .3‬لذلك ىو يهدف إىل‪:‬‬
‫‪ -‬حتسُت القواعد احملاسبية مع األخذ يف احلسبان الظروف االقداصادية السائدة عند إعداد القوائم ادلالية؛‬
‫‪ -‬الفهم اجليد للمعلومة احملاسبية وادلالية؛‬
‫‪ -‬تسهيل عمليات توحيد وإدماج احلسابات‪ .‬وسهولة عملية ادلقارنة للمعلومات احملاسبية وادلالية زمنيا وبينيا‪.‬‬
‫والشكل الدايل يوضح الدطور الزمٍت لعمليات الدوافق والدوحيد الدويل وخاصائص كل مرحلة‪:‬‬

‫‪1‬أمُت السيد أمحد لطفي‪ ،‬إعداد وعرض القوائم المالية في ضوء معايير المحاسبة‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2008 ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪2‬زلمد سامل الدينوري‪" ،‬رسالة ماجسدَت"‪ ،‬قائمة التدفقات النقدية في ظل اعتماد الجزائر معايير المحاسبة الدولية‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،2009 ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪3‬أمُت السيد أمحد لطفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪01‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫شكل رقم (‪ :) 01‬التطور الزمني لعمليات التوافق والتوحيد الدولي وخصائص كل مرحلة‪:‬‬
‫‪2005‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫‪1960‬‬
‫واحدة‬ ‫أقل عددا‬ ‫كثَتة‬ ‫االخديار احملاسيب‬

‫وحيدة وعادلية‬ ‫أكثر إلزامية ودقة‬ ‫أقل إلزامية ودقة‬ ‫القواعد‬

‫موحدة‬ ‫الاصالبة‬ ‫إمكانية ادلقارنة‬ ‫سلدلفة‬ ‫اخلاصائص‬

‫الدعيَت‬ ‫الدوحيد‬ ‫الدوافق‬ ‫ادلراحل‬

‫ادلاصدر‪:‬‬
‫‪Elena BARBU,"40 Ans De Recherche En Harmonisation Comptable International" , au cite‬‬
‫‪http://pagesperso-range.fr/celine.chatelin/congresAFC2004/fichierpdf/livret%20des%20resumes.pdf,‬‬
‫‪le 01/11/2016, P: 4‬‬
‫ضرورة وأهداف وفوائد التوافق الدولي‪:‬‬ ‫‪.3.1‬‬

‫إن تكامل وترابط أسواق ادلال العادلية كان العناصر األساسي الذي اسدوجب توفيق القواعد احملاسبية؛ بسبب‬
‫صعوبة مقارنة ادلعلومات ادلالية للشركات بينيا وزما نيا‪ ،‬وادلسدوى العايل نوعا ما لألحكام الشخاصية عند إعداد‬
‫احلسابات‪ ،‬ضف إىل ذلك ادلعلومة احملاسبية غَت مقبولة وغَت مفهومة يف كل أسواق ادلال العادلية كون ادلاصطلحات‬
‫ادلالية غَت مدجانسة ما صلم عنو نقص يف شفافية ادلعلومة احملاسبية أو ضعف نوعيدها‪.1‬‬
‫وحسب إنثوفن‪ )Einthoven(2‬فإ ن عملية الدوافق احملاسيب تدور حول النقاط الثالث الدالية‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد تعاريف موحدة للمفاىيم وادلاصطلحات احملاسبية؛‬
‫‪ -‬توفَت معايَت إلحاصاء وحساب ومعاجلة ادلعلومة احملاسبية؛‬
‫‪ -‬إعداد احلسابات واجلداول اخلدامية وادللخاصة لألحداث ادلالية خالل الدورة احملاسبية‪.‬‬
‫من ىنا نفهم أن دوافع إغلاد توافق دويل زلاسيب‪ ،‬يهدف إىل تطوير إجراءات وقواعد زلاسبية تسمح بـ‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة شفافية ادلعلومة احملاسبية ادلفاصح عنها يف القوائم ادلالية للشركات ادلدرجة يف البورصة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Samir MEROUANI, Le Projet Du Nouveau Système Comptable Financier Algérien,‬‬
‫‪Anticiper Et Préparer Le Passage Du PCN 1975Aux Normes IFRS,"Mémoire de Magistère",‬‬
‫‪École Supérieure de Commerce. Alger, non publier, 2007, p35.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid, P 36.‬‬
‫‪00‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫‪ -‬إمكانية مقارنة القوائم ادلالية للشركات من جنسيات سلدلفة بينيا‪ :‬فادلقارنة هتدف لدقييم األداء ادلايل‬
‫للشركات ومنو تقييم البدائل االسدثمارية ادلداحة‪ ،‬األمر الذي يوفر حرية تنقل األموال بُت الدول؛‬
‫‪ -‬زيادة ثقة ادلسدثمرين يف ادلعلومة احملاسبية وادلالية‪ :‬كوهنم ؽلدلكون قوائم مالية ذات موثوقية عالية تساعدىم‬
‫يف عملية اختاذ القرارات االقداصادية‪ ،‬ودتكن احملللُت ادلاليُت من فهم جيد وموضوعي للقوائم ادلالية؛‬
‫‪ -‬إغلاد حلول للمشاكل احملاسبية اليت تواجو األنظمة احملاسبية احمللية‪ :‬فالكثَت من الدول النامية ال توجد هبا‬
‫منظمات زلاسبية ومهنية وال حىت ىيئات سلداصة بإنداج قواعد وإجراءات العمل احملاسيب‪ ،‬فدوجهها ضلو‬
‫الدوافق الدويل سيساعدىا يف حل مشاكلها احملاسبية احمللية‪ ،‬ما يسمح ذلا بدوفَت الوقت واجلهد وادلال؛‬
‫‪ -‬يوفر الدوافق الدويل للشركات خاصة ادلدعددة اجلنسيات الوقت واجلهد ادلبذول يف توحيد قوائمها ادلالية اليت‬
‫كانت تعدىا وفق شلارسات ومبادئ زلاسبية زللية تكون غالبا سلدلفة من دولة إىل أخرى؛‬
‫‪ -‬تسهيل عملية تدقيق ومراجعة احلسابات‪ :‬ألن الكثَت من مؤسسات احملاسبة الدولية تقوم مبراجعة‬
‫حسابات الشركات مدعددة اجلنسيات‪ ،‬فدواجهها مشكلة اخدالف ادلعايَت والقواعد احملاسبية من دولة‬
‫ألخرى ما غلربىا على إغلاد برامج خاصة بكل دولة‪ ،‬وتأىيل احملاسبُت على كل نظام زلاسيب‪ ،‬ما يرفع من‬
‫تكلفة تدقيقها‪ ،‬وبالدايل فالدوافق احملاسيب سيسهل عملية الددقيق وادلراجعة ويقلل من تكلفدها؛‬
‫‪ -‬تسهيل عملية الدخول إىل البورصة يف كافة أضلاء العامل ما يسمح بدوفَت ماصادر دتويل أخرى للشركات‪1‬؛‬
‫‪ -‬رفع مسدوى مهنة احملاسبة يف دول العامل ادلخدلفة‪ ،‬حيث أن الدول اليت توجد هبا أنظمة زلاسبية ضعيفة‬
‫وبدائية سوف حتفز على اختاذ اإلجراءات الالزمة لدبٍت وتشغيل األنظمة احملاسبية الدولية؛‬
‫‪ -‬توفَت إمكانية الدجميع ادلرحلي للبيانات احملاسبية مبا ؼلدم احدياجات ادلسدويات االقداصادية‪.‬‬
‫ومنو فاذلدف من توفيق ادلمارسات احملاسبية الدولية يكمن يف توفَت مفاىيم وقواعد وإجراءات زلاسبية‬
‫موحدة ومطبقة يف مجيع الشركات وأسواق ادلال العادلية‪.‬‬
‫إن الدوجو إىل تقريب القواعد أو النظم احملاسبية يطرح إشكالية ادلرجعيات احملاسبية السائدة يف العامل‪ ،‬ألن ىذه‬
‫ادلرجعيات لديها تاصورات ومفاىيم زلاسبية سلدلفة‪ ،‬فمثال ادلرجعية األصللوسكسونية تعدمد على احلقيقة االقداصادية‬
‫لبنود القوائم ادلالية‪ ،‬يف حُت ادلرجعية الفرنسية تعدمد على ناصوص القوانُت ادلكدوبة‪ .‬لذلك فدوفيق شلارسات‬

‫‪1‬خالد مجال اجلعارات‪ ،‬معايير التقارير الدولية ‪ ،2002‬دار إثراء للنشر والدوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط ‪ ،2008 ،1‬ص ‪.50‬‬
‫‪01‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫احملاسبة يسدوجب دراسة أوجو االخدالف والشبو بُت ادلرجعيدُت إلغلاد نظام زلاسيب موحد أو قواعد زلاسبية‬
‫موحدة تلقى القبول العام من كل األنظمة احملاسبية والفاعلُت االقداصاديُت‪.‬‬
‫المرجعيات المحاسبية في العالم‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫المرجعية الفرنسية (القارية)‪ :‬احملاسبة وفقا للمرجعية الفرنسية (أوروبا القارية أو النموذج الالتيٍت) ىي‬ ‫‪.1.2‬‬

‫زلاسبة تدميز بداريخ طويل يرجع إىل القرن السابع عشر بفرنسا‪ ،‬وؽلدد رلال تطبيقها إىل دول غَت أوروبية على غرار‬
‫اجلزائر‪ ،‬ساحل العاج‪ ،‬اليابان‪.‬‬
‫النظام احملاسيب يف ىذه الدول يشًتك يف رلموعة من اخلاصائص‪ ،‬ىذا ما غلعلنا أمام ظلوذج زلاسيب‪ ،‬فهذه الدول‬
‫تدميز رلد معاهتا بثقافات القانون ادلكدوب‪ ،‬الذي يركز على قوانُت ال تًتك اجملال إىل أي ثغرات‪ ،‬لذا فأنظمدها‬
‫احملاسبية ىي قوانُت تسدعرض مجيع الدفاصيل اليت تدطرق إىل كل مراحل سَت العملية احملاسبية‪.‬‬
‫بالدايل فالنظام احملاسيب وفق ىذه ادلرجعية يقوم على رلموعة كبَتة من ادلراحل والدعليمات والعروض ادلوحدة‬
‫والرمسية‪ ،‬ورلموعة من القواعد احملاسبية اجلامدة والاصعبة الدغيَت‪ ،‬اليت ال تًتك أي رلال لألحكام الشخاصية نديجة‬
‫لدغليب األثر القانوين على احلقيقة االقداصادية لألحداث ادلالية‪ ،‬وتكون الدولة فيو الفاعل الرئيس يف وضع القواعد‬
‫احملاسبية‪ ،‬واذليئات ادلهنية يف ىذه الدول دورىا ثانوي يدمثل يف االسدشارات اليت تنشر على شكل آراء‪.‬‬
‫وادلالحظ كذلك أن القانون الضرييب لو تأثَت كبَت على ادلمارسة احملاسبية يف ىذه ادلرجعية ألنو يعدربىا نظاما‬
‫لدحديد الوعاء الضرييب والرسوم ادلخدلفة؛ ألن اىدمام القانون الضرييب بدحديد األرباح اخلاضعة للضريبة جعلو‬
‫يسعى للدأثَت على النظام احملاسيب من أجل تثبيت القواعد احملاسبية ادلدبعة يف تقييم البنود احملاسبية‪ ،‬وىذا ما ندج‬
‫عنو الكثَت من ادلشاكل سواء على ادلسدوى احملاسيب أو ادلسدوى الضرييب‪ .‬فمثال ادلاصاريف زلاسبيا تطرح تبعا‬
‫للنظام الضرييب‪ ،‬أي أهنا تسجل وترتب وفقا للحسابات اليت يقرىا القانون الضرييب‪ ،‬حىت وإن كان ذلك يؤثر على‬
‫احلقيقة االقداصادية للماصروف‪ .1‬ومن ىنا أصبحت احملاسبة وفق ادلرجعية الفرنسية وسيلة إثبات قانونية إضافة إىل‬
‫كوهنا أداة حلساب الربح اخلاضع للضريبة‪ .‬وبالدايل فالفئة ادلسدهدفة من ادلعلومة احملاسبية ىنا ىي الدولة وأجهزهتا‬
‫يف ادلقام األول‪ ،‬مث محاية ادلساعلُت وادلؤسسات ادلالية ادلمولة للمشاريع االقداصادية ثانيا‪ .‬والدوحيد احملاسيب يف ىذه‬

‫‪1‬‬
‫‪Pascal BARNETO, Normes IAS \ IFRS Application Aux États Financier, dunod, Paris,‬‬
‫‪2Edition, 2004, P 5.‬‬
‫‪02‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫الدول يفرض وجود إطار زلاسيب يعدمد على ما يسمى بادلخطط احملاسيب أو مدونة حسابات‪ ،‬ىذا ادلخطط‬
‫احملاسيب يضمن الدناسق يف قواعد الدسجيل احملاسيب لألحداث ادلالية يف مجيع ادلنشآت‪ ،‬وػلدوي على رلموعة من‬
‫احلسابات اليت تسمح بادلقارنة السنوية للحسابات أو ادلقارنة البينية بُت الشركة واألخرى‪ .‬وىو أيضا األمر الذي‬
‫يسمح للمؤسسات الاصغَتة وادلدوسطة بدخفيض تكاليف تطوير سلطط زلاسيب خاص هبا‪ ،1‬ويسهل من عمليات‬
‫الددقيق الداخلي للشركات‪ ،‬ىذا ادلخطط باصفة عامة يسمح بًتتيب عناصر ادليزانية وجدول حسابات الندائج على‬
‫حسب طبيعدها‪.‬‬
‫أما يف ما ؼلص اإلطار الداصوري للمحاسبة كما ىو معمول بو يف الدول األصللوسكسونية‪ ،‬أين يدم حتديد ادلفاى يم‬
‫احملاسبية وطرق الدقييم ووظائف وأىداف احملاسبة فإن ادلرجعية الفرنسية ال دتلك مثل ىذا اإلطار‪ ،‬إال أنو يعدرب‬
‫موجودا ضمنيا نظرا لوجود رلموعة من ادلبادئ احملاسبية كمبدأ االسدمرارية‪ ،‬مبدأ الثبات يف إتباع النسق و‪...‬‬
‫المرجعية األنجلوسكسونية‪ :‬احملاسبة األصللوسك سونية ظهرت يف بداية القرن الداسع عشر مع تطور‬ ‫‪.2.2‬‬
‫‪2‬‬
‫الثورة الاصناعية‪ ،‬وىذا النموذج يطبق يف كثَت من الدول‪ ،‬أغلبهم أعضاء يف منظمة الكومنويلث‬
‫"‪ ،"Commonwealth‬نذكر منهم أسًتاليا‪ ،‬كندا‪ ،‬الواليات ادلدحدة األمريكية‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬إندونيسيا وغَتىا‪.‬‬
‫إن الدفريق بُت النموذج األ صللوسكسوين والنموذج القاري يدضح يف رلموعة من اخلاصائص اليت يدميز هبا النظام‬
‫االقداصادي والقانوين والثقايف يف كل دولة مطبقة أل حد النموذجُت‪ .‬فعلى خالف ادلرجعية الفرنسية‪ ،‬الدول اليت‬
‫تبنت ادلرجعية األصللوسكسونية تدميز بثقافات ذات تقاليد‪ ،‬فنظامها القانوين يعدمد على العرف بشكل كبَت‪ ،‬مبعٌت‬
‫أن القوانُت اليت تنشر ىي عبارة عن مبادئ عامة‪ ،‬ويًتك اجملال للقضاء لوضع األحكام القضائية على حسب‬
‫األعراف ادلوجودة يف اجملدمع‪ ،‬وىو احلال يف احملاسبة‪.‬‬
‫ىذه الثقافة للدول األصللوسكسونية مسحت بظهور منظمات مهنية سلداصة يف احملاسبة‪ ،‬والقواعد احملاسبية فيها جترب‬
‫على الشفافية يف نشر ادلعلومة احملاسبية‪ ،‬فهي تًتك للمهنيُت مسؤولية تطوير القواعد واإلجراءات العامة للمحاسبة‪،‬‬
‫وتنظيم مهنة احملاسبة داخل الشركات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Samir MEROUANI, Op, Cit, P 29.‬‬
‫‪ 2‬عاصام زلمد البحياصي‪" ،‬قياس التنوع في النظم المحاسبية الدولية"‪ ،‬رللة اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،‬ع‪ ،2006 ،1‬ص ‪.191‬‬
‫‪03‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫يف الدول األصللوسكسونية‪ ،‬النظام الضرييب واجلبائي ال يؤثر على شلارسات احملاسبة‪ ،‬فالنديجة اجلبائية حتسب بعيدا‬
‫عن النديجة احملاسبية‪ ،‬ما يربر وجود ازدواجية يف النظام احملاسيب‪ ،1‬األول مدخلو جبائي والثاين مايل‪.‬‬
‫إذن فالقواعد احملاسبية يف النظام األصللوسكسوين هتدم بادلبادئ والفروض احملاسبية وكيفية عرض زلدوى القوائم‬
‫ادلالية اليت تدكيف مع اإلطار الداصوري للمحاسبة‪ ،‬يف حُت أن النموذج القاري يهدم بكيفية سَت احلسابات‬
‫واإلجراءات احملاسبية من مدخالت النظام احملاسيب إىل ادلعاجلة ومن مث ادلخرجات‪.‬‬
‫إن النظام احملاسيب األصللوسكسوين يركز أيضا على مفهوم الاصورة الوفية‪ ،‬فهي تسمح بالقيام بدطبيق قواعد زلاسبية‬
‫اسدثنائية من أجل إظهار احلقيقة االقداصادية للشركات‪ ،‬وىو ما يسمح بالكالم عن مبدأ زلاسيب آخر ىو اجلوىر‬
‫فوق الشكل‪ ،‬أي إظهار احلقيقة االقداصادية للشركات أوىل من احًتام اجلانب القانوين للبنود احملاسبية‪.2‬‬
‫تدميز ا لدول األصللوسكسونية بنظام اقداصادي حر‪ ،‬أين صلد أسواق مالية مدطورة تضمن دتويل االقداصاد ككل‪،‬‬
‫وىذا ما غلعل ادلعلومة احملاسبية توجو باخلاصوص إىل ادلسدثمرين يف ىذه األسواق ادلالية ألهنم يهدمون أساسا برحبية‬
‫الدوظيفات‪.‬‬
‫ولكون ادلعلومة احملاسبية موجهة إىل ادلسدثمرين أو سلطات البورصة يف شكل واضح وصادق يعرب عن الوضعية‬
‫االقداصادية وادلالية للشركات‪ ،‬فإن ىذا ما يفسر تنوع القوائم ادلالية وتنوع اإلفاصاح هبا‪ .‬وىو أيضا يفسر اىدمام‬
‫النظام احملاسيب األصللوسكسوين بالدوجو إىل زلاسبة الدسيَت والنشر الدائم حلساب الندائج حسب طبيعة احلسابات‪.‬‬
‫يف ىذه ادلرجعية أيضا نادرا ما صلد مدونة حسابات‪ ،‬فالقوائم احملاسبية ليست ذلا شكل قانوين‪ ،‬فهي رمسية إذا‬
‫كانت حتًتم مبدأ الاصورة الوفية وتعرب عن احلقيقة االقداصادية للشركات‪ .‬أيضا ال توجد فيها إلزامية تدقيق‬
‫احلسابات قانونيا‪ ،‬ولكن الشركات تطلب ذلك دوريا ألجل أخذ آراء ادلخداصُت يف احلسابات اليت نشرهتا‪ ،‬ىذا ما‬
‫غلعل الددقيق أداة مسدقلة يف خدمة االقداصاد احلر‪.‬‬
‫أخَتا ؽلكن القول أن سن القواعد احملاسبية يف ىذه الدول يرتبط بالوضع والسياق االقداصادي ذلا‪ ،‬على عكس‬
‫الدول اليت تدبٌت ادلرجعية الفرنسية‪ ،‬أل ن وضع القواعد احملاسبية يف الدول األصللوسكسونية يدم عن طريق ىيئات‬

‫‪1‬‬
‫‪Catherine MAILLET, Anne LE MANH, Les Normes Comptable Internationales IAS/IFRS,‬‬
‫‪Berti Edition, Alger, 2007, P11.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Pascal BARNETO, Op, Cit, P 05.‬‬
‫‪04‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫مهنية سلداصة مسدقلة قانونيا عن الدولة‪ .‬ومبدأ االقداصاد احلر يؤثر على كل القواعد واإلجراءات احملاسبية ادلدبعة‪ ،‬ما‬
‫ندج عنو أن ادلعلومة احملاسبية موجهة خاصياصا إلشباع رغبات الفاعلُت أو ادلدعاملُت االقداصاديُت بالدرجة األوىل‪.‬‬
‫مرجعية المعايير المحاسبية الدولية (‪ :)IAS/IFRS‬تعدرب مرجعية ادلعايَت احملاسبية الدولية مرجعية‬ ‫‪.3.2‬‬

‫قائمة بذاهتا رغم أهنا تندمي إىل النموذج األصللوسكسوين‪ .‬ظهرت ىذه ادلرجعية يف الثلث األخَت من القرن العشرين‬
‫حُت أنشئت جلنة معايَت احملاسبة الدولية (‪)IASC‬‬
‫سنة ‪ ،1973‬باتفاق حاصل بُت ادلنظمات ادلهنية لدول أسًتاليا‪ ،‬كندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬أدلانيا‪ ،‬اليابان‪ ،‬ادلكسيك‪ ،‬ىولندا‪،‬‬
‫إىل رللس‬ ‫‪2001‬‬ ‫ادلملكة ادلدحدة‪ ،‬إيرلندا والواليات ادلدحدة األمريكية‪ .‬تغَت امسها فيما بعد‪ ،‬شهر أفريل عام‬
‫معايَت احملاسبة الدولية (‪ ،) IASB‬بعدما مت إعادة ىيكلة اللجنة وإعطاء أكثر صالحية واسدقاللية وأعلية للمجلس‪،‬‬
‫فأصبح أع ضاء اجمللس ليسوا شلثلُت لبلداهنم؛ وتغَتت بذلك تسمية ادلعايَت من معايَت احملاسبة الدولية (‪ )IAS‬إىل‬
‫معايَت الدقارير ادلالية الدولية (‪ ،) IFRS‬فدحول اىدمام اجمللس من ادلعايَت اليت هتدم بالقواعد احملاسبية إىل ادلعايَت‬
‫اليت هتدم بادلعلومة ادلالية وإعداد القوائم ادلالية‪ .1‬لذا فإن معايَت احملاسبة الدولية (‪ )IAS/IFRS‬موجهة أساسا‬
‫ل لشركات ادلدعددة اجلنسيات أو الشركات العادلية ادلدرجة يف البورصة‪.‬‬
‫رللس معايَت احملاسبة الدولية ىو منظمة خاصة غَت حكومية ذات طابع غَت رحبي‪ ،‬مسدقلة وتعمل للماصلحة‬
‫الدولية‪ ،‬فادلعايَت اليت تاصدر عنه ا ليست ذلا إلزامية الدطبيق يف أي دولة كانت‪ ،‬وال ؽلكن ألي دولة أن تفرض‬
‫عليها إصدار معايَت تدطرق إىل كيفية حساب األرباح اخلاضعة للضريبة وقيمة الضرائب الناجتة عنها‪ ،‬فمثال يف‬
‫اجلزائر سواء اسدعملنا ادلعايَت الاصادرة عن اجمللس أم ال‪ ،‬أو اسدعملنا ادلخطط احملاسيب ادلايل أم ال‪ ،‬فإن قواعد‬
‫حساب الضرائب على األرباح أو الرسوم تدحدد وفقا دلا ينص عليو القانون الضرييب وليس القانون احملاسيب‪.‬‬
‫ومن بُت إغلابيات مرجعية ادلعايَت احملاسبية الدولية (‪ )IAS/IFRS‬نذكر‪:2‬‬
‫‪ -‬ىذه ادلرجعية معًتف ذلا بالنوعية العالية من سلدلف األطراف ادلهدمة باحملاسبة يف العامل‪ ،‬مثل بورصات‬
‫القيم‪ ،‬معدي احلسابات‪ ،‬احملللون ادلاليون‪ ،‬مندجي القواعد احملاسبية وطنيا أو زلليا وغَتىم؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Smail OULD AMER, "la normalisation comptable en Algérie, présentation de nouveau‬‬
‫‪system comptable et financier", revue des sciences économique et de gestion, université Ferhat‬‬
‫‪Abbas, Sétif, Algérie, N 10, 2010, p 29.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Catherine MAILLET, Anne LE MANH, Op, Cit, P 12.‬‬
‫‪05‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫‪ -‬يدميز نظام عمل رللس (‪ )IASB‬بادلرونة‪ ،‬ما يسمح بدغيَت وحتسُت وأحيانا تكميل ادلعايَت الاصادرة عنو يف‬
‫الكثَت من اجلزئيات إذا كانت ىذه األخَتة مربىن عليها منطقيا من معدي احلسابات وبورصات القيم؛‬
‫ألن معايَت احملاسبة الدولية (‪ )IAS/IFRS‬غلب أن تعكس بدقة احلقيقة االقداصادية للشركات ما‬
‫يسدوجب حتسينها وتطويرىا باسدمرار‪ ،‬وألن العامل يدغَت بسرعة فعلى ىذه ادلعايَت أن تدماشى وتدكيف مع‬
‫ىذه احلركية أو الديناميكية االقداصادي ادلدسارعة‪1‬؛‬
‫‪ -‬مبا أن اجمللس ىو منظمة خاصة فإنو ال يندمي إىل أي دولة وىو ػلدوي على عضوية أكثر من مئة دولة ‪،‬‬
‫لذلك فإن ادلعايَت الاصادرة عنو ىي يف خدمة أىداف احملاسبة وليست يف خدمة أعضائو‪.‬‬
‫النظام المحاسبي المالي في ظل ممارسات المحاسبة للمرجعيات الدولية‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫تطور ممارسات المحاسبة الجزائرية في ظل المرجعيات الدولية‪:‬‬ ‫‪.1.3‬‬

‫ورثت اجلزائر عقب اسدقالذلا عن االسدعمار الفرنسي رلموعة من القوانُت اليت اعدربهتا غنائم حرب‪ ،‬من بينها‬
‫ادلخطط احملاسيب العام (‪ )PCG‬الفرنسي لسنة‪ ،1957‬مبوجب القانون رقم ‪ 157/62‬ادلؤرخ يف ‪ 31‬ديسمرب ‪1962‬؛‬
‫من ىذه النقطة بدأ الدوجو ضلو ادلرجعية الفرنسية (القارية)‪.‬‬
‫كان ادلخطط احملاسيب العام مسدعمال يف كافة ادلنشآت اجلزائرية على شكل سلطط زلاسيب وطٍت‪ ،‬لكنو مل يكن‬
‫يقدم ادلعلومات احملاسبية الكافية اليت كان ػلداجها مسدعملوىا‪ ،‬ما أوجب تعديلو ليدوافق مع النظام االقداصادي‬
‫والسياسي ادلدبع من اجلزائر بعد االسدقالل‪ .‬ألن ىذا ادلخطط يسدجيب دلدطلبات النظام االقداصادي احلر الذي‬
‫يدأثر بعوامل السوق‪ ،‬وليس لنظام اقداصادي موجو كالذي تبندو اجلزائر‪ ،2‬إضافة اىل أن ىذا ادلخطط عدل يف‬
‫ليدماشى مع الدعليمة الرابعة األوربية‪ .‬فأصبح بالنسبة للجزائر ادلخطط احملاسيب العام يعرب عن‬ ‫‪1971‬‬ ‫فرنسا سنة‬
‫رلموعة من النقائص اليت التدماشى مع االقداصاد ادلوجو‪ ،‬فالقوائم ادلالية ادلعدة وفقو حتداج جملموعة من الدعديالت‬

‫‪1‬زلمد رمزي جودي‪ " ،‬إصالح النظام المحاسبي الجزائري للتوافق مع المعايير المحاسبية الدولية "‪ ،‬رللة أحباث اقداصادية وإدارية‪ ،‬جامعة زلمد خيضر‪،‬‬
‫بسكر‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد السادس‪ ،2009 ،‬ص ‪.75 - 74‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Samir MEROUANI, Op, Cit, P 57.‬‬
‫‪06‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫حىت تفي بالغرض وحتقق األىداف ادلرجوة منها‪.1‬ىنا بدأت (اجلزائر) تفكر يف توفيق نظامها احملاسيب مع األنظمة‬
‫احملاسبية ادلشاهبة ذلا يف الدوجو االقداصادي لكن مع مراعاة ظروف اقداصادىا اخلاص‪.‬‬
‫يف احلقيقة كانت أوىل زلاوالت تعديل ادلخطط احملاسيب العام سنة ‪ ،1969‬عن طريق إنشاء ىيئة تعمل على تطوير‬
‫يلزم تطبيق ىذا ادلخطط مع بداية سنة ‪ .1971‬لكن ىذا‬ ‫‪1970‬‬ ‫سلطط زلاسيب جديد‪ ،‬فكان قانون ادلالية لسنة‬
‫تاريخ إنشاء اجمللس األعلى لدقنيات احملاسبة‬ ‫‪1972‬‬ ‫ماي‬ ‫‪05‬‬ ‫ادلشروع مل يرى النور‪ .‬يف السياق نفسو‪ ،‬يوم‬
‫(‪ ،)CSTC‬أعطى وزير ادلالية أمرا باسددراك كل النقائص ادلوجودة يف أي وسيلة أوتقنية تساعد على الدسيَت ورثت‬
‫من العهد االسدعماري‪ ،‬دتاشيا مع ادلسعى الذي تبندو اجلزائر وىو االقداصاد ادلوجو اإلشًتاكي‪.‬‬
‫أقرت وزارة ادلالية بضعف ادلخطط احملاسيب العام وزلدوديدو يف مسايرة الدغَتات احلاصلة يف االقداصاد اجلزائري‪،‬‬
‫فأمرت بدطويره وإغلاد بديل جيد وفعال يدماشى واالقداصاد ادلوجو‪ ،‬عن طريق االسدفادة من جتارب الدول اليت‬
‫تبنت االقداصاد ادلوجو قبل اجلزائر كدراسة ادلخطط احملاسيب دلنظمة الدول اإلفريقية وادللغاش وادلوريس‬
‫وتشيكسلوفاكيا (‪.)OCAM‬‬
‫يف ىذا اإل طار كلف وزير ادلالية اجمللس األعلى لدقنيات احملاسبة مبهمة تطوير سلطط وطٍت زلاسيب يدماشى‬
‫والظروف االقداصادية للجزائر؛ وإصالح نظام احملاسبة العمومية (احلكومية) أيضا‪.‬كان من بُت األمور اذلامة‬
‫الواجب األخذ هبا يف تطوير سلطط زلاسيب جديد ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تطوير سلطط زلاسيب يدماشى ويدكيف مع الظروف االقداصادية يف اجلزائر؛‬
‫‪ -‬تثبيت وتبسيط ادلاصطلحات احملاسبية وحتديد قواعد إعداد القوائم ادلالية؛‬
‫‪ -‬األخذ يف احلسبان مسدعملي ادلعلومة احملاسبية كالبنوك ومراكز الدخطيط وغَتىم؛‬
‫‪ -‬تزويد احملاسبة الوطنية مبعلومات سهلة الدجميع وواضحة ومفيدة‪ ،‬دتكن من عمليات اإلحاصاء والدنبؤ؛‬
‫‪ -‬تطوير سلطط زلاسيب وطٍت يساعد ادلنشآت اجلزائرية على حساب الدكاليف واإليرادات‪ ،‬حبيث تعدرب‬
‫كوسيلة مساعدة يف الدسيَت واختاذ القرارات الرشيدة‪.‬‬

‫‪1‬سفيان سليمان‪The New Financial Accounting System in Algeria; The Horizons and the " ،‬‬
‫‪ ،"Challenges‬ادللدقى الدويل األول حول‪ :‬النظام احملاسيب ادلايل اجلديد يف ظل معايَت احملاسبة الدوية جتارب‪ ،‬تطبيقات وآفاق‪ ،‬ادلركز اجلامعي الوادي‪،‬‬
‫اجلزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪‬‬
‫‪Les plans comptables de l'Organisation Commune Africaine, Malgache et Mauricienne et Tchécoslovaque.‬‬
‫‪07‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫‪23‬‬ ‫يف ‪29‬أفريل ‪ 1975‬صدر األمر رقم ‪ 75-35‬الذي يعاجل نطاق تطبيق ادلخطط احملاسيب الوطٍت (‪ ،)PCN‬ويف‬
‫جدير بالذكر أن ىذا ادلخطط ػلدوي على مدونة‬ ‫‪.1976‬‬ ‫صدر أمر بدطبيقو ابدداء من جانفي‬ ‫‪1975‬‬ ‫جوان‬
‫حسابات كما ىو معمول بو يف ادلرجعية الفرنسية‪.‬‬
‫ادلؤرخة‬ ‫‪047/89/CE/DC/F/185‬‬ ‫عرف ادلخطط احملاسيب الوطٍت أربع إضافات أساسية دتثلت يف الدورية رقم‬
‫ماي ‪ ، 1989‬ادلدعلق مبحاسبة العمليات ذات العالقة باسدقاللية ادلنشأة من خالل تقسيم حساب‬ ‫‪24‬‬ ‫بداريخ‬
‫رأمسال الشركة اىل "رأمسال مسددعى" وآخر "رأمسال غَت مسددعى"‪ ،‬وحسابات الشركاء قسمت إىل "مساعلات‬
‫نقدية" و"مساعلات غَت نقدية"‪ ،‬ومت إضافة حساب جديد يسمى "الشركاء ادلغيبون (ادلفلسون)"؛ والدورية رقم‬
‫ادلدعلقة مبحاسبة مساعلة العمال يف أرباح ادلنشأة‬ ‫‪1990‬‬ ‫مارس‬ ‫‪11‬‬ ‫ادلؤرخة بداريخ‬ ‫‪046/90/CE/DC/F/635‬‬

‫الذي يعاجل‬ ‫‪1995‬‬ ‫أكدوبر‬ ‫‪02‬‬ ‫الاصادر يف‬ ‫‪95/001‬‬ ‫وإتقان طرق الدسجيل احملاسبية ادلدعلقة هبا؛ والدوجيو رقم‬
‫زلاسبة توزيع األرباح وزلاسبة حسابات الشركاء وغَتىا‪...‬؛ والدوجيو رقم ‪ DGC/MF/581‬الاصادر يف ‪ 21‬أفريل‬
‫‪ 1997‬الذي نشر قائمة احلسابات ادلدعلقة باحلساب ‪ 15‬فارق إعادة الدقييم وطرق زلاسبة ىذا الفارق‪.‬‬
‫إن قانون ادلخطط احملاسيب الوطٍت‪ ،‬واإلضافات اليت تبعدو‪ ،‬تعطي االنطباع أن احملاسبة يف اجلزائر تعدمد على ثقافة‬
‫القانون ادلكدوب‪ ،‬الذي ال يًتك أي رلال لالجدهاد احملاسيب‪ .‬كما أن من خاصائص ىذ ادلخطط االىدمام بطرق‬
‫سَت احلسابات‪ ،‬وأولوية الشكل القانوين على اجلوىر االقداصادي‪ ،‬إضافة إىل وجود مدونة حسابات‪ ،‬وتوجيو‬
‫سلرجات النظام احملاسيب حلساب اجملمعات الكربى والضرائب الواجب دفعها‪ .‬يؤكد توجو النظام احملاسيب اجلزائري‬
‫ضلو ادلرجعية الفرنسية (القارية)‪.‬‬
‫اعتماد النظام المحاسبي المالي‪:‬‬ ‫‪.2.3‬‬

‫بدأ الدفكَت يف تطوير ادلخطط احملاسيب الوطٍت سنة ‪ 1987‬من خالل تناصيب وزارة ادلالية جملموعة عمل قدمت سنة‬
‫قام اجمللس الوطٍت للمحاسبة (‪)CNC‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪ 1991‬مشروع نظام زلاسيب لكن دون نديجة ملموسة‪ .‬ويف سنة‬
‫اجلزائري‪ ،‬وشلثلُت عن اخلرباء احملاسبُت اجلزائريُت‪ ،‬وشلثلُت عن اخلرباء احملاسبُت واجمللس الوطٍت حملافظي احلسابات‬
‫(‪ )CNCC‬الفرنسي‪ ،‬بوضع مشروع نظام زلاسيب يدوافق مع معايَت احملاسة الدولية‪ ،1‬يف إطار برنامج مت دتويلو من‬

‫‪1‬‬
‫‪Nacer Eddine SADI, "Épistémologie de la normalisation comptable dans les pays en‬‬
‫‪transition à l’économie de marché L’expérience d’un PED du Sud à ex-orientation‬‬
‫‪08‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫البنك الدويل‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت بدأ الدفكَت اجلدي يف تطوير ادلخطط احملاسيب الوطٍت‪ .‬وانطلقت فكرة الدوجو ضلو‬
‫ادلرجعية األصللوسكسونية ادلمثلة يف مرجعية معايَت احملاسبة الدولية (‪.)IAS/IFRS‬‬
‫وقد قامت وزارة ادلالية بدنظيم ملدقيات لدكوين ادلكونُت يف رلال معايَت احملاسبة الدولية (‪ )IAS/IFRS‬والدغَتات‬
‫و‪ ،2005‬األمر الذي يؤكد االىدمام مبرحعية‬ ‫‪2004 ،2003‬‬ ‫اليت سدطرأ على النظام احملاسيب اجلزائري سنوات‬
‫معايَت احملاسبة الدولية (‪.)IAS/IFRS‬‬
‫كان أمام اجلزائر ثالث خيارات لدطوير نظامها احملاسيب‪ ،‬أوذلم تكييف ادلخطط الوطٍت احملاسيب مع معايَت احملاسبة‬
‫الدولية (‪ ،)IAS/IFRS‬وثانيهم تبٍت معايَت احملاسبة الدولية مباشرة‪ ،‬وآخرىم إنشاء سلطط وطٍت زلاسيب جديد‬
‫يدوافق مع معايَت احملاسبة الدولية‪ .‬ففضلت اجلزائر اخليار األخَت لعدة أسباب أعلها الدكاليف الباىظة لدكييف‬
‫ادلخطط احملاسيب الوطٍت مع معايَت احملاسبة الدولية‪ ،‬وثقافة القانون ادلكدوب اليت تفرض وضع سلطط زلاسيب مبدونة‬
‫حسابات‪ .‬وىذا ما يعٍت أن ادلرجعية احملاسبية الفرنسية يف اجلزائر ال تزال قائمة رغم بداية الدوجو ضلو مرجعية معايَت‬
‫احملاسبة الدولية‪.‬‬
‫قام رللس احلكومة مبناقشة ومراجعة مشروع َّأويل لقانون نظام زلاسيب مايل يدوافق ومعايَت‬ ‫‪2006‬‬ ‫يف ‪ 12‬جويلية‬
‫احملاسبة الدولية‪ ،‬وأصبح ىذا ادلشروع ساري ادلفعول بعد سنة حيث نشر يف اجلريدة الرمسية‪ .‬وكلف اجمللس األعلى‬
‫للمحاسبة (‪ ) CNC‬بوضع خطة عمل من أجل فهم معايَت احملاسبة الدولية‪ ،‬وتكوين مكونُت جدد فيها بغية‬
‫الدطبيق اجليد دلشروع النظام احملسيب ادلايل‪.‬‬
‫يف ‪ 13‬ماي ‪ 2007‬صادق رللس الوزراء على مشروع النظام احملاسيب ادلايل‪ ،‬وكلفت وزاريت الدعليم العايل والدكوين‬
‫ادلهٍت بالشروع يف إعادة صياغة برامج الدكوين يف احملاسبة‪ ،‬ويف ‪ 25‬نوفمرب ‪ 2007‬صادق الربدلان على القانون رقم‬
‫‪ 07/11‬الذي أوضح ادلاصطلحات وادلفاىيم األساسية اليت غلب اإلعدماد عليها يف إعداد القوائم ادلالية‪ ،‬وكذلك‬
‫الفروض وادلبادئ احملاسبية واخلاصائص النوعية للمعلومة ادلالية واحملاسبية‪ ،1‬وتقرر موعد االنطالق يف تطبيقو بداية‬
‫ماي ‪ ،2008‬ادلكمل وادلدمم لقانون‬ ‫‪26‬‬ ‫الاصادر يف‬ ‫‪156/08‬‬ ‫إال أن ادلرسوم الدنفيذي رقم‬ ‫‪،2009‬‬ ‫من جانفي‬
‫_‪ ،‬أرجأ بداية تطبيقو إىل‬ ‫‪07/11‬‬ ‫النظام احملاسيب ادلايل ادلدضمن تطبيق أحكام القانون السابق _ قانون رقم‬

‫‪socialiste : l’Algérie", Communication Congrès AFC, Grenoble, France, 2012, sur le site internet :‬‬
‫‪http://hal.archives-ouvertes.fr/docs/00/69/10/22/PDF/512_Sadi.pdf. le 21/10/2016, p18.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Smail OULD AMER, Op, Cit, P 29.‬‬
‫‪11‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫‪2009‬‬ ‫جانفي ‪ ،2010‬نديجة نقص اخلربة لدى اجلزائر يف معايَت احملاسبة الدولية‪ .‬ليأيت القانون ادلؤرخ يف ‪ 25‬مارس‬
‫ليحدد قواعد الدقييم واحملاسبة لبنود القوائم ادلالية وكذلك زلدوياهتا‪ ،‬مرفوقا مبدونة احلسابات ذات األرقام الثالثة‪.‬‬
‫وؽلكن أن نوضح الدطور الزمٍت لدبٍت النظام احملاسيب ادلايل يف الشكل الدايل‪:‬‬
‫شكل رقم(‪ :)02‬التطور الزمني لتبني النظام المحاسبي المالي‬
‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬

‫إصدار قانون يبُت قواعد‬ ‫تكوين ادلكونُت يف رلال معايَت احملاسبة‬


‫بداية الدطبيق‬ ‫ادلاصادقة على مشروع قانون نظام‬
‫الدقييم واحملاسبة وزلدوى‬ ‫الدولية‬
‫زلاسيب مايل‬
‫الكشوف ادلالية‬
‫إصدار مرسوم تنفيذي يبُت إرجاء‬ ‫مناقشة رللس احلكومة مشروع نظام‬

‫تطبيق النظام اجلديد‬ ‫الباحثُت‪.‬‬


‫ادلاصدر‪ :‬من إعداد زلاسيب‬

‫إن إنشاء نظام زلاسيب مايل باالسدناد إىل معايَت احملاسبية الدولية يربز جليا النية يف الدوجو إىل مرجعية معايَت‬
‫احملاسبة الدولية (‪ ،) IAS/IFRS‬وىو ما يدل على الدوجو إىل تبٍت مفاىيم زلاسبية أصللوسكسونية‪ ،‬وفق خاصائص‬
‫ادلرجعية الفرنسية (القارية) اليت تفرض وجود قانون زلاسيب مكدوب‪.‬‬
‫وهتدف اجلزائر من خالل توفيق زلاسبدها مع معايَت احملاسبة الدولية السددراك النقائص اليت كانت موجودة يف‬
‫ادلخطط احملاس يب الوطٍت‪ ،‬وإغلد حلول مناسبة ذلا‪ ،‬ومسايرة الدطورات احلاصلة يف رلال احملاسبة يف العامل وتغَتات‬
‫البيئة االقداصادية يف اجلزائر‪ .‬وؽلكن أن نلخص ىذه األىداف يف‪:‬‬
‫‪ -‬إغلاد حلول زلاسبية للعمليات اليت مل يعاجلها ادلخطط احملاسيب الوطٍت؛‬
‫‪ -‬مسايرة الدغَتات احلاصلة يف االقداصاد اجلزائري اخلارج من االقداصاد ادلوجو ضلو االقداصاد احلر؛‬
‫‪ -‬تبٍت تطبيق ادلعايَت احملاسبية الدولية قاصد تقريب وتوفيق ادلمارسة احملاسبية يف اجلزائر من ادلمارسات الدولية‬
‫القائمة على ىذه ادلعايَت ادلاصادق عليها من كثَت من الدول؛‬
‫‪ -‬دتكُت ادلؤسسات االقداصادية من تقدمي معلومات مالية تدميز باخلاصائص النوعية والكمال والشفافية‪1‬؛‬
‫‪ -‬تسهل القواعد وادلمارسات احملاسبية؛‬
‫‪ -‬االسدجابة لالحدياجات ادلخدلفة دلسدعملي ادلعلومة احملاسبية من مسدثمرين ومقرضُت وموردين و‪...‬؛‬

‫‪ 1‬عاشور كدوش‪" ،‬متطلبات تطبيق النظام المحاسبي الموحد (‪ )IAS/IFRS‬في الجزائر"‪ ،‬رللة اقداصاديات مشال إفريقيا‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪،‬‬
‫الشلف‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد السادس‪ ،2009 ،‬ص ‪.295‬‬
‫‪10‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫‪ -‬دتكُت عملية تقييم البنود احملاسبية على أساس السوق‪ ،‬وضمان مقروئية أفضل للحسابات بالنسبة‬
‫للمسدثمرين األجانب يف إطار عملية الشراكة‪.‬‬
‫النظام المحاسبي المالي والمرجعيات الدولية‪:‬‬ ‫‪.3.3‬‬

‫إن تبٍت نظام زلاسيب مايل يدوافق مع مرجعية ادلعايَت احملاسبية الدولية كان ىو اخليار األمثل للجزائر دلا تدمدع بو من‬
‫خاصائص ثقافية‪ ،‬اقداصادية وسياسية‪ .‬وسنظهر يف ما يلي خاصائص النظام احملاسيب ادلايل وادلرجعية ادلدبعة يف ذلك‪:‬‬
‫أ‪ .‬أعمال المجلس الوطني للمحاسبة‪ :‬قام اجمللس الوطٍت للمحاسبة بعدة أعمال من أجل وضع نظام‬
‫زلاسيب يدوافق مع ادلعايَت احملاسبية الدولية على غرار‪:‬‬
‫‪ -‬وضع نظام زلاسيب يسدطيع تقريب ادلمارسات احملاسبية يف اجلزائر من ادلعايَت احملاسبية الدولية‪ ،‬وبذلك‬
‫توجهت اجلزائر إىل ادلرجعية األصللوسكسونية‪ ،1‬عن طريق حتقيق أىداف النظام احملاسيب ادلايل من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬تغطية نقائص ادلخطط الوطٍت للمحاسبة‪ ،‬كاسدعمال القيمة العادلة يف تقييم األصول ادلالية‪ ،‬تطبيق‬
‫االطلفاض يف القيمة بعد االىدالك‪ ،‬وىي مفاىيم مسدوحاة من مرجعية ادلعايَت احملاسبية الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬اسدعمال مدونة حسابات رغم أهنا غَت موجودة يف ادلعايَت احملاسبية الدولية‪ ،‬واليت ىي من شليزات‬
‫ادلرجعية الفرنسية‪ ،2‬ومعاجلة احلالة اخلاصة بادلؤسسات الاصغَتة وادلدوسطة اليت تقوم مبسك زلاسبة‬
‫مبسطة ال تعدمد على ادلعايَت احملاسبية الدولية؛‬
‫‪ -‬وضع إطار قانوين للنظام احملاسيب ادلايل وفقا لثقافة القانون ادلكدوب يف اجلزائر وخاصائص ادلرجعية‬
‫الفرنسية‪ ،‬ليكون ىذا النظام ملزم الدطبيق‪ ،‬من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬حتديد ىذا القانون نطاق تطبيق النظام‪ ،‬وادلفاىييم احملاسبية وطرق الدقييم واحملاسبة واعداد القوائم ادلالية‬
‫وزلدوياهتا‪ ،3‬وىو ما يطلق عليو اإل طار الداصوري للمحاسبة ادلالية يف ادلرجعية األصللوسكسونية؛‬
‫‪ ‬إصدار مرسوم تنفيذي من أجل إلزامية تطبيق النظام احملاسيب ويوضح كيفية ذلك‪.‬‬

‫‪1‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.291‬‬


‫‪2‬‬
‫‪NacerEddine SADI, Op, Cit, P 19.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Amel BENYEKHLEF, "Le système comptable algérien étude comparative avec les pays de‬‬
‫‪l’Europe de l’Est et les organismes de normalisation comptable internationale", revue des‬‬
‫‪chercheurs, université Kasdi Merbah, Ouargla, Algérie, N 8, 2010, p 31.‬‬
‫‪11‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫‪ -‬اإلعداد لدطبيق النظام احملاسيب ادلايل‪ :‬أشرف اجمللس الوطٍت للمحاسبة على عمليات اإلعداد لدطبيق‬
‫النظام احملاسيب ادلايل للدوافق مع ادلعايَت احملاسبية الدولية عن طريق تسطَت عدة إجراءات نظرا ألن اجلزائر‬
‫مل تكن دتلك إطارات مؤىلة ومكونة يف ىذا اجملال‪ ،1‬فالدخطيط للدوافق مع معايَت احملاسبة الدولية‬
‫يسدوجب وضع أنظمة زلاسبية على ثال ث مسدويات‪ ،‬الشركات الكربى‪ ،‬ادلؤسسات الاصغَتة وادلدوسطة‬
‫وادلنشآت احلرفية‪ ،‬وختدلف ىذه ادلنشآت يف تطبيقها للمعايَت حسب الدطورات اليت وصلت إليها‪،‬‬
‫ولدحقيق األىداف ادلرجوة من النظام احملاسيب ادلايل وتسهيل تطبيقو‪ ،‬قامت اجلزائر بدخاصيص ادلؤسسات‬
‫الاصغَتة وادلدوسطة بنظام احملاسبة ادلبسط يدوافق وأىداف احملاسبة يف ىذا النوع من ادلنشآت‪ ،‬مبا ؼلدم‬
‫مسدعملي معلوماهتا احملاسبية‪.‬‬
‫ب‪ .‬بيئة مهنة المحاسبة‪ :‬بعد أن أصبح النظام احملاسيب ادلايل حيز الدطبيق تغَتت بيئة األعمال باصفة عامة‬
‫وبيئة احملاسبة اجلزائرية باصفة خاصة‪ ،‬فكان‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة تكييف واقع العمل احملاسيب يف اجلزائر‪ :‬منذ إعادة ىيكلة ادلؤسسات يف اجلزائر نديجة لعوامل‬
‫اقداصادية واجدماعية وسياسية‪ ،‬أعيد ىيكلة ىيئات احملاسبة يف اجلزائر فأنشأت منها واحدة تابعة للدولة‪،‬‬
‫باصفدها ادلكلف بدطبيق النظام احملاسيب ادلايل‪ ،‬وأخرى خاصة‪ ،‬علا اجمللس الوطٍت للمحاسبة (‪)CNC‬‬
‫والدنسيقية الوطنية للخرباء احملاسبُت وزلافظ ي احلسابات واحملاسبُت ادلعدمدين‪ .‬وبذلك نالحظ أن احملاسبة‬
‫يف اجلزائر تعدمد على ادلرجعية الفرنسية من حيث ماصدر القواعد واإلجراءات احملاسبية ألن الدولة من‬
‫تاصدرىا‪ ،‬أما اذليئة الثانية ما ىي إىل ىيئة للدفاع عن حقوق احملاسبُت والعاملُت يف رلال احملاسبة؛‬
‫‪ -‬إعادة تكييف مناىج الددريس للدخاصص احملاسيب مع النظام احملاسيب ادلايل‪ :‬ألن تدريس احملاسبة كان يدأثر‬
‫بثبات العملية احملاسبية اليت اعدربت كدقنية أو لعبة حسابات ووسيلة إثبات فقط حسب ادلرجعية الفرنسية‬
‫ادلعدمدة آنذاك‪ ،‬ولكن تدريس احملاسبة غلب أن يدميز بالدطور والدحرك لدربير القواعد احملاسبية ادلدبعة‪،‬‬
‫لذلك أصبحت مقاييس ادلالية والدسيَت والدعريف بادلهنة احملاسبية تدرس للدكيف مع النظام احملاسيب ادلايل‬
‫ادلسدمدة مفاىيمو من مرجعية ادلعايَت احملاسبية الدولية (‪.)IAS/IFRS‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Samir MEROUANI, Op, Cit, p (92;100).‬‬
‫‪12‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫‪ -‬سلرجات النظام احملاسيب ادلايل‪ :‬يف ادلخطط احملاسيب الوطٍت كانت سلرجات النظام مبوجب القانون موجهة‬
‫دلاصاحل الضرائب‪ ،‬رغم الدطورات احلاصلة يف االقداصاد اجلزائري الذي بدأ يدوجو نوعا ما إىل االقداصاد‬
‫احلر‪ .‬ولكن وفق النظام احملاسيب ادلايل فإن سلرجات النظام احملاسيب موجهة باألساس إىل ادلسدثمر لددماشى‬
‫وادلرجعية األصللوسكسونية ادلعدمدة‪.‬‬
‫ج‪ .‬النظام المحاسبي المالي والقانون الجبائي‪ :‬إن تطبيق النظام احملاسيب ادلايل اسدوجب إغلاد آلية لالندقال‬
‫من النديجة احملاسبية إىل النديجة الضريبية‪ ،‬ألن ىذا النظام مل يعطي األولوية يف سلرجات النظام للماصاحل‬
‫الضريبية‪ ،‬ىذه اآللية تعدرب معقدة جدا‪ ،‬ما دفع ماصاحل الضرائب للقيام بـ‪:1‬‬
‫‪ -‬احملافظة على رابط بُت احملاسبة والضريبة‪ ،‬وأن تكون ادلعاجلات الضريبية أقل ما ؽلكن؛‬
‫‪ -‬إذا كانت ادلعاجلة احملاسبية ال مفر منها غلب أن تكون بسيطة وسهلة وزلدودة حلد كبَت؛‬
‫‪ -‬ضمان ثبات الوعا ء اجلبائي على األقل على مسدوى االقداصاد الكلي‪.‬‬
‫ومن ىنا نسدنج أن احملاسبة يف اجلزائر ذات خلفية جبائية‪ ،2‬وأصبح على إدارة الضرائب أن تدعامل مع الشركات‬
‫من جهة ومع ادلهنة الضريبية من جهة أخرى‪ ،‬للدكيف مع ىذا النظام ادلايل احملاسيب‪.‬‬
‫لذلك أوجب النظام احملاسيب ادلايل على ادلنشآت اجلزائرية اإلفاصاح عن معلومات يف مالحقها ختص النديجة‬
‫احملاسبية وعالقدها بالضريبة ادلبينة يف جدول حسابات الندائج‪ ،‬ما اسدوجب إ غلاد طريق عمل للمرور من النديجة‬
‫احملاسبية إ ىل النديجة الضريبية‪ ،‬وىي النديجة اليت حتسب على أساسها قيمة الضريبة على أرباح الشركات‪ ،‬وىناك‬
‫عدة عوامل توجد ىذا االخدالف بُت النديجدُت أعلها‪:‬‬
‫‪ -‬تقييم األصول واخلاصوم على أساس القيمة العادلة يف تاريخ االقدناء‪ :‬رغم أن النظام الضرييب احلايل يعدمد‬
‫يف تقييمو لألصول على الدكلفة الدارؼلية‪ ،‬إ ال أن النظام احملاسيب ادلايل طرح بديال آخر للدقييم وىو القيمة‬
‫العادلة‪ ،‬وىذا ما يطرح بعض ادلشاكل احملاسبية أمام ماصاحل الضرائب‪.‬‬
‫‪ -‬الضريبة ادلؤجلة‪ :‬من أجل االندقال من النديجة احملاسبية إ ىل النديجة الضريبية‪ ،‬وجد أن ىذا يسدغرق وقدا‪،‬‬
‫فأجرب النظام احملاسيب ادلايل الشركات على الدفع مقدما أقساط للضريبة‪ ،‬تسمى الضريبة ادلؤجلة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ibid, p 108.‬‬
‫‪2‬مدين بن بلغيث‪ " ،‬إشكالية التوحيد المحاسبي _ تجربة الجزائر _" ‪ ،‬رللة الباحث‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد األول‪ ،2002 ،‬ص‬
‫‪.56‬‬
‫‪13‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫‪ -‬تغيَت القواعد احملاسبية يف الدقييم‪ :‬النظام احملاسيب ادلايل يوجب اإلفاصاح عن كل تغيَت يف القواعد احملاسبية‬
‫واألسباب اليت أدت إىل ذلك‪ ،‬وغلب أن ي ظهر ىذا الدغيَت مباشرة يف جدول حسابات الندائج‪ ،‬وقد قبلت‬
‫ماصاحل الضرائب ذلك؛‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫عرفت احملاسبة يف اجلزائر منذ نشأهتا عديد الدغَتات‪ ،‬فبداية بادلخطط احملاسيب العام الفرنسي مث ادلخطط‬
‫احملاسيب الوطٍت وصوال إىل النظام احملاسيب ادلايل دتاشيا وادلعايَت احملاسبية الدولية‪ .‬فبعد االسدقالل ورثت اجلزائر عن‬
‫االسدعمار الفرنسي رلموعة من القوانُت اليت اسدعملدها لسد الفجوة القانونية احلاصلة‪ ،‬من بينها ادلخطط احملاسيب‬
‫العام‪ ،‬من ىذه النقطة بدأ الدوجو ضلو ادلرجعية الفرنسية‪.‬‬
‫للمخطط احملاسيب الوطٍت‪ ،‬وما تبعو من إضافات‪ ،‬يدل على أن احملاسبة يف اجلزائر‬ ‫‪1975‬‬ ‫إن قانون سنة‬
‫تعدمد على ثقافة القانون ادلكدوب‪ .‬لذلك من خاصائص ىذا القانون االىدمام بطرق سَت احلسابات وأولوية‬
‫اجلانب القانوين على الظاىر االقداصادي‪ ،‬إضافة إىل وجود مدونة حسابات‪ ،‬وتوجيو سلرجات النظام احملاسيب‬
‫حلساب اجملمعات الكربى وحتديد الوعاء الضرييب‪ .‬وىذا تأكيد لدوجو النظام احملاسيب اجلزائري ضلو ادلرجعية‬
‫الفرنسية‪.‬‬
‫وىو عبارة عن قانون زلاسيب مسدوحى من ادلعايَت احملاسبية‬ ‫‪2007‬‬ ‫بعد ظهور النظام احملاسيب ادلايل سنة‬
‫الدولية (‪ ،)IAS/IFRS‬يربز بوضوح نية اجلزائر يف الدوجو إىل مرجعية ادلعايَت احملاسبية الدولية‪ ،‬وتبٍت مفاىيم‬
‫زلاسبية اصللوسكسونية لكن وفق خاصائص ادلرجعية القارية اليت تفرض وجود قانون زلاسيب مكدوب‪.‬‬
‫إن تقريب النظام احملاسيب ادلايل من مرجعية ادلعايَت احملاسبية الدولية اليعٍت عدم وجود اخدالفات‬
‫كاسدعمال مدونة احلسابات اليت ال وجود ذلا يف ادلعايَت احملاسبية الدولية‪ ،‬واليت ىي من شليزات ادلرجعية الفرنسية‪.‬‬
‫ومعاجلة احلالة اخلاصة بادلؤسسا ت الاصغَتة وادلدوسطة اليت تقوم مبسك زلاسبة مبسطة ال تسدند إىل معايَت احملاسبة‬
‫الدولية‪ .‬ونالحظ أن احملاسبة يف اجلزائر تعدمد على ادلرجعية الفرنسية من حيث ماصدر القواعد واإلجراءات‬
‫احملاسبية ألن الدولة ىي من تاصدرىا عن طريق سن رلموعة من القوانُت‪.‬‬
‫حدد قانون النظام احملاسيب ادل ايل نطاق تطبيق النظام‪ ،‬وادلفاىيم احملاسبية وطرق الدقييم واإلفاصاح وإعداد‬
‫القوائم ادلالية وزلدوياهتا‪ ،‬وىو مبثابة اإلطار الداصوري للمحاسبة ادلالية يف ادلرجعية األصللوسكسونية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد ‪ 60‬العدد ‪8602/ 10‬‬ ‫___________________________________________________‬

‫إن سلرجات النظام احملاسيب ادلايل موجهة باألساس إىل ادلسدثمر لددماشى ومرجعية ادلعايَت احملاسبية الدولية‬
‫(‪ )IAS/IFRS‬ادلعدمدة وبالدايل ادلرجعية األصللوسكسونية‪ .‬األمر الذي أوجد ازدواجية يف النظام احملاسيب‪ ،‬أحدىم‬
‫ؼلدم احدياجات ادلسدثمرين من ادلعلومة احملاسبية‪ ،‬والثاين خفي يهدف حلساب النديجة خلدمة ماصاحل الضرائب‪.‬‬
‫زد على ذلك تطبيق مبد أ أولوية احلقيقة االقداصادية على اجلانب القانوين أظهر عدة مفاىيم زلاسبية‬
‫جديدة يف اجلزائر أعلها القيمة العادلة‪ ،‬الرفع من مسدوى اإلفاصاح وزيادة عدد القوائم ادلالية وادلعلومات الواجب‬
‫اإلفاصاح عنها يف ادلالحق‪ ،‬وظهور ماصطلح الضريبة ادلؤجلة يف الظرائب‪ ،‬وىذا ما ؽليز ادلرجعية األصللوسكسونية‬
‫عن ادلرجعية القارية‪.‬‬
‫شلا سبق ؽلكن القول أ ن النظام احملاسيب ادلايل رغم توجهو إىل مرجعية ادلعايَت احملاسبية الدولية‬
‫(‪ ،)IAS/IFRS‬فهو يعدرب مزغلا بُت ادلرجعيدُت الفرنسية واألصللوسكسونية‪ .‬ألن فيو خاصائص ادلرجعية الفرنسية من‬
‫حيث الشكل وىذ ا ما تفرضو ادلميزات االقداصادية والسياسية والثقافية للجزائر‪ ،‬وفيو خاصائص ادلرجعية‬
‫األصللوسكسونية من حيث ادلضمون كأىداف النظام احملاسيب وادلفاىيم ادلسدعملة فيو‪.‬‬
‫أخَتا‪ ،‬إن كون طبيعة النظام احملاسيب يف اجلزائر تعدمد على ثقافة القانون ادلكدوب الذي كرسدو ادلرجعية‬
‫الفرنسية‪ ،‬فإنو غلب احلذر خالل تطبيق النظام احملاسيب ادلايل وباألخص يف ادلسائل اليت عوجلت وفق مفاىيم‬
‫ادلرجعية األصللوسكسونية‪ .‬ودراسة خاصائص ىذه ادلرجعية األخَتة جيدا قبل الشروع يف موافقدها مع بيئة األعمال‬
‫اجلزائرية‪ .‬كما يسدحسن الدكوين ادلدواصل للعامل البشري وفق ىذه ادلرجعية لدحقيق األىداف ادلرجوة من النظام‬
‫احملاسيب ادلايل‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫أمُت السيد أمحد لطفي‪ ،‬إعداد وعرض القوائم المالية في ضوء معايير المحاسبة‪ ،‬الدار اجلامعية‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫اإلسكندرية‪.2008 ،‬‬
‫حسُت القاضي‪ ،‬مأمون محدان‪ ،‬المحاسبة الدولية ومعاييرها‪ ،‬دار الثقافة للنشر والدوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إ‪.2008 ،1‬‬
‫خالد مجال اجلعارات‪ ،‬معايير التقارير الدولية ‪ ،2002‬دار إثراء للنشر والدوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪15‬‬
8602/ 10 ‫ العدد‬60 ‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد‬ ___________________________________________________

The New Financial Accounting System in Algeria; The " ،‫ سفيان سليمان‬.4
‫ النظام احملاسيب ادلايل اجلديد يف ظل‬:‫ادللدقى الدويل األول حول‬،"Horizons and the Challenges
.2010 ،‫ اجلزائر‬،‫ ادلركز اجلامعي الوادي‬،‫ تطبيقات وآفاق‬،‫معايَت احملاسبة الدوية جتارب‬
‫ رللة‬،"‫) في الجزائر‬IAS/IFRS( ‫ "متطلبات تطبيق النظام المحاسبي الموحد‬،‫عاشور كدوش‬ .5
.2009 ،‫ العدد السادس‬،‫ اجلزائر‬،‫ الشلف‬،‫ جامعة حسيبة بن بوعلي‬،‫اقداصاديات مشال إفريقيا‬
،‫ غزة‬،‫ رللة اجلامعة اإلسالمية‬،"‫ "قياس التنوع في النظم المحاسبية الدولية‬،‫عاصام زلمد البحياصي‬ .6
.2006 ،1‫ع‬
،"‫ " إصالح النظام المحاسبي الجزائري للتوافق مع المعايير المحاسبية الدولية‬،‫زلمد رمزي جودي‬ .7
.2009 ،‫ العدد السادس‬،‫ اجلزائر‬،‫ بسكر‬،‫ جامعة زلمد خيضر‬،‫رللة أحباث اقداصادية وإدارية‬
‫ قائمة التدفقات النقدية في ظل اعتماد الجزائر معايير‬،"‫ "رسالة ماجسدَت‬،‫زلمد سامل الدينوري‬ .8
.2009 ،‫ جامعة باتنة‬،‫المحاسبة الدولية‬
‫ جامعة قاصدي‬،‫ رللة الباحث‬،"_ ‫ " إشكالية التوحيد المحاسبي _ تجربة الجزائر‬،‫مدين بن بلغيث‬ .9
.2002 ،‫ العدد األول‬،‫ اجلزائر‬،‫ ورقلة‬،‫مرباح‬
10.BARBU Elena,"40 Ans De Recherche En Harmonisation Comptable
International", au cite : http://pagesperso-range.fr/celine.chatelin/congresAFC2004/
fichierpdf/livret%20des%20resumes.pdf. Le 01/11/2016.
11.BARNETO Pascal, Normes IAS \ IFRS Application Aux États Financier,
dunod, Paris, 2Edition, 2004.
12.BENYEKHLEF Amel, "Le système comptable algérien étude comparative
avec les pays de l’Europe de l’Est et les organismes de normalisation
comptable internationale", revue des chercheurs, université Kasdi Merbah,
Ouargla, Algérie, N 8, 2010.
13.BRUN Stephan, IAS / IFRS: Les Normes Internationales d'Information
Financière, Gualino Éditeur, Paris, 2006.
14.MAILLET Catherine, LE MANH Anne, Les Normes Comptable
Internationales IAS/IFRS, Berti Edition, Alger, 2007.
15.MEROUANI Samir, Le Projet Du Nouveau Système Comptable Financier
Algérien, Anticiper Et Préparer Le Passage Du PCN 1975 Aux Normes
IFRS,"Mémoire de Magistère", École Supérieure de Commerce. Alger, non publier,
2007.
16
8602/ 10 ‫ العدد‬60 ‫مجمة دفاتر بوادكس المجمد‬ ___________________________________________________

16.OULD AMER Smail, "la normalisation comptable en Algérie, présentation


de nouveau system comptable et financier", revue des sciences économique et
de gestion, université Ferhat Abbas, Sétif, Algérie, N 10, 2010.
17.SADI NacerEddine, "Épistémologie de la normalisation comptable dans les
pays en transition à l’économie de marché L’expérience d’un PED du Sud à
ex-orientation socialiste : l’Algérie", Communication Congrès AFC, Grenoble,
France, 2012, sur le site internet : http://hal.archives-ouvertes.fr/docs/00/69/10/22/
PDF/512_Sadi.pdf. le 21/10/2016.

17

You might also like