You are on page 1of 4

‫حك هللا اإلعتزاز‬ ‫الخصابص العامة للشرٌعة اإلسالمٌة‬ ‫إكمال الدٌن ووفاة الرسول (ص)‬ ‫الحرٌة والتوحٌد‬

‫نص اإلطالق‪:‬‬
‫باإلسالم‬ ‫لال هللا سبحانه‪”:‬لل ٌا أٌها الناس إنً رسول هللا إلٌكم جمٌعا؛ الذي له‬
‫نصوص االنطالق‪:‬‬
‫َضٌتُ لَكُ ُم‬ ‫لال تعالى‪ ( :‬ا ْلٌ َوْ مَ أ َ ْك َملْتُ لَكُ ْم ِدٌنَكُ ْم وَ أَتْ َم ْمتُ عَلٌَْكُ ْم نِعْ َمتًِ وَ ر ِ‬
‫ملن السماوات واْلرض‪ ،‬ال إله إال هو‪ٌ ،‬حًٌ وٌمٌت‪ ،‬فؤمنوا باهلل ورسوله‬ ‫اإلس َْالمَ ِدٌن اا ) [المابدة‪] 3 :‬‬ ‫سبك فً لول هللا عز وجل من سورة ٌس حدٌثه عن حال الكفار فً‬
‫ِْ‬
‫الوضعٌة المشكلة ‪:‬‬ ‫النبً اْلمً الذي ٌإمن باهلل وكلماته‪ ،‬واتبعوه لعلكم تهتدون”‪ .‬سورة‬ ‫ولال عز وجل‪( :‬وَ مَا ُم َح َّمدٌ إِالَّ َرسُولٌ ل َ ْد َخلَتْ مِ نْ لَبْ ِل ِه ال ُّرسُلُ أَف َ ِإنْ مَاتَ أَوْ‬ ‫نار جهنم ” إنا جعلنا فً أعنالهم أؼالال فهً إلى اْلذلان فهم‬
‫اْلعراؾ اآلٌة ‪158‬‬ ‫َّللا شٌَْب اا‬ ‫لُتِلَ انْمَلَبْت ُ ْم عَلَى أ َ ْعمَابِكُ ْم وَ َمنْ ٌَنْمَلِبْ عَلَى عَ ِمبٌَْ ِه فَل َنْ ٌ َ ُ‬ ‫مممحون” وفً ذلن داللة على أن الجزاء من جنس العمل‪ ،‬فظنهم‬
‫ض َّر َّ َ‬
‫وي عن أمٌر المإمنٌن عمر بن الخطاب رضً هللا عنه أنه لال‪( :‬كن ّا‬ ‫عن أبً هرٌرة رضً هللا عنه أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص لال‪“ :‬إن الدٌن ٌسر‪ ،‬ولن‬ ‫َّللا الشَّاك ِِرٌ َن ) [آل عمران‪] 144:‬‬ ‫الخاطا أن بإمكانهم التحرر من عبودٌة هللا عز وجل ومن اتباع‬
‫ٌشاد الدٌن أحد إال ؼلبه‪ ،‬فسددوا ولاربوا‪ ،‬وأبشروا‪ ،‬واستعٌنوا بالؽدوة‬ ‫وَ سٌََج ِْزي َّ ُ‬ ‫الرسول صلى هللا علٌه وسلم كان سببا فً هذه الصورة من العذاب‬
‫أذلة فؤعزنا هللا باإلسالم‪ ،‬فإذا ابتؽٌنا العزة فً ؼٌر اإلسالم أذل ّنا هللا)‬ ‫الشرح‪:‬‬
‫( المستدرن للنٌسابوري)‪ .‬لماذا ٌرؼب عمر رضً هللا عنه فً‬ ‫والروحة وشًء من الدلجة”‬ ‫المشٌنة من العذاب‪.‬‬
‫صحٌح البخاري‪ ،‬كتاب اإلٌمان‪ ،‬باب الدٌن ٌسر ولول النبً علٌه السالم‬ ‫ا ْلٌ َوْ م أ َ ْك َملْت لَكُ ْم ِدٌنكُ ْم‪ :‬أ َ ْحكَامه وَ ف َ َرابِضه فَل َ ْم ٌَنْ ِزل بَعْدهَا ح ََالل وَ الَ َح َرام‪.‬‬
‫االعتزاز باإلسالم؟؟ وكٌؾ ٌكون االعتزاز به ؟ وما مظاهر هذا‬ ‫وَ أَتْ َم ْمت عَلٌَْكُ ْم نِعْ َمتًِ‪ :‬بالهداٌة إِلى اإلٌمان وإِ ْكمَا ِل الدٌن وَ لٌِلَ بِدُخُو ِل َمكَّة‬
‫االعتزاز ؟‬ ‫أحب الدٌن إلى هللا الحنٌفٌة‪.‬‬ ‫ضعٌة مشكلة‪:‬‬
‫آمِ نٌِ َن‪.‬‬
‫المراءة والتدبر ‪:‬‬ ‫المفاهٌم اْلساسٌة‪:‬‬ ‫انْمَلَبْت ُ ْم عَلَى أ َ ْعمَابكُ ْم‪َ :‬ر َجعْت ُ ْم إلَى الْكُفْر‪.‬‬
‫كلماته‪ :‬أوامر هللا سبحانه وأحكامه المنزلة والموجودة فً المرآن الكرٌم‬ ‫خلت فاطمة من عملها فوجدت أمها تحزم أمتعتها وهً عازمة‬
‫اتبعوه‪ :‬اعملوا بؤوامره واجتنبوا نواهٌه‬ ‫تحلٌل عناصر الدرس‬
‫‪ -‬لال تعالى‪ٌَ‘ :‬م ُول ُو َن لَبِنْ َر َجعْنَا إِلَى الْ َم ِدٌن َ ِة لٌَُخ ِْر َج َّن ْاْلَعَ ُّز مِ نْهَا‬ ‫على السفر بؤختها المرٌضة إلى ضرٌح موالي إبراهٌم‬
‫ْاْلَذَلَّ وَ ِ َّ ِ الْ ِع َّزة ُ وَ ِل َرسُو ِل ِه وَ ِللْ ُم ْإمِ نٌِ َن وَ ل َ ِك َّن الْ ُمنَافِمٌِ َن الَ ٌَعْل َ ُمو َن” (‬ ‫تهتدون‪ :‬ترشدون وتوفمون إلى طرٌك الحك‪.‬‬ ‫إكمال الدٌن ونجاح الدعوة‬ ‫طلبا لشفاء مرضها الذي عجز اْلطباء عن عالجه‪ .‬لالت فاطمة‪:‬‬
‫المنافمون‪) 8/‬‬ ‫ٌسر‪ :‬سهل ومٌسر وضده العسر‪.‬‬ ‫تمت أعمال الدعوة‪ ،‬وإبالغ الرسالة‪ ،‬وبناء مجتمع جدٌد على أساس إثبات‬ ‫إلى أٌن ٌا أمً ؟ لالت اْلم ‪ :‬إلى موسم موالي إبراهٌم‬
‫ٌشاد‪ :‬من الشدة وهً المبالؽة والمؽالبة والزٌادة على ما أمرت به‪.‬‬ ‫اْللوهٌة ّ ‪ ،‬ونفٌها عن ؼٌره‪ ،‬وعلى أساس رسالة دمحم صلى هللا علٌه‬ ‫عسى أن تشفى أختن المسكٌنة فمد أخبرتنً إحدى جاراتً أن‬
‫وسلم رسالة اإلسالم الدٌن الخالد‪ ،‬الذي اكتمل وتمت به نعمة هللا على‬
‫‪ -‬لال تعالى‪ ( :‬وَ َمنْ أ َ ْحسَ ُن لَوْ الا مِ َّمنْ دَعَا إِلَى َّ ِ‬
‫َّللا وَ عَمِ لَ صَا ِلحاا وَ لَالَ‬ ‫فسددوا ولاربوا‪ :‬السداد واإلصابة‪ ،‬فإن لم ٌتٌسر فمارب‬ ‫ابنها لد شفً تماما ببركة هذا الولً الصالح‪ .‬أجابت‬
‫أبشروا‪ :‬الخبر السار والمفرح من هللا تعالى‬ ‫عباده‪ .‬والذي ٌصلح لكل زمان ومكان ال ٌنمصه شًء‪ ،‬وال ٌمبل التطوٌر‬
‫سلِمِ ٌ َن) ( فصلت‪) 32/‬‬ ‫ِإنَّنًِ مِ َن الْ ُم ْ‬ ‫فاطمة ؼاضبة ‪ :‬ما هذا ٌا أمً ألم تعلمً أن طلب الشفاء من ؼٌر‬
‫الؽدوة‪ :‬العبادة صباحا‬ ‫أو التعدٌل أو التمدٌم أو التؤخٌر‪ .‬فهو الدٌن الذي ال ٌ ُمبل من العباد ؼٌره‪،‬‬ ‫هللا نوع من الشرن الذي حرمه هللا تعالى؟ وهو المابل ” وإن‬
‫الروحة‪ :‬العبادة مساء‬ ‫اإلس َْالمِ ِدٌن اا فَل َنْ ٌُمْبَلَ مِ نْه ُ وَ هُوَ فًِ ْاآلخِ َر ِة مِ َن‬ ‫لال تعالى‪ ) :‬وَ َمنْ ٌَبْت َِػ ؼٌَْ َر ْ ِ‬ ‫ٌمسسن هللا بضر فال كاشؾ له إال هو وإن ٌمسسن بخٌر فهو على‬
‫فهم المفردات والعبارات ‪:‬‬ ‫الدلجة‪ :‬العبادة لٌال‬ ‫الْخَاس ِِرٌ َن ( [آل عمران ‪] 85‬‬ ‫كل شًء لدٌر” وهو المابل أٌضا على لسان إبراهٌم علٌه السالم‬
‫اْلحكام الشرعٌة لآلٌات المرآنٌة‪:‬‬ ‫َضٌتُ‬ ‫وفً لوله تعالى‪ ) :‬الٌْ َوْ مَ أ َ ْك َملْتُ لَكُ ْم ِدٌنَكُ ْم وَ أَتْ َم ْمتُ عَلٌَْكُ ْم نِعْ َمتًِ وَ ر ِ‬ ‫” وإذا مرضت فهو ٌشفٌن‪.‬‬
‫لعزة‪ :‬الموة والرفعة‬ ‫اإلس َْالمَ ِدٌن اا ( ٌمول ابن كثٌر رحمه هللا فً تفسٌره‪ ” :‬هذه أكب ُر نِع َم‬ ‫لَكُمُ ْ ِ‬
‫المهانة‪ :‬الضعؾ والذل‬ ‫تإكد اآلٌة المرآنٌة على عالمٌة الشرٌعة اإلسالمٌة‪ ،‬وأن الرسول صلى‬
‫هللا علٌه وسلم بعثه هللا إلى الناس لاطبة‪ ،‬ومن أهم ما جاء به وجوب‬ ‫هللا – تعالى – على هذه اْل َّمة؛ حٌث أكمل تعالى لهم دٌنَهم‪ ،‬فال ٌحتاجون‬
‫اإلٌمان باهلل وإتباع رسوله علٌه السالم‪.‬‬ ‫نبً ٍ ؼٌر نب ٌِ ّهم – صلَوات هللا وسال ُمه علٌه –‬ ‫دٌن ؼٌره‪ ،‬وال إلى ّ‬ ‫إلى ٍ‬ ‫فهوم التوحٌد والحرٌة والعاللة بٌنهما‬
‫حدٌد المستفاد من النصٌن ‪:‬‬ ‫تنبٌه هللا تعالى للمؽالٌن والمتشددٌن فً دٌن هللا بالؽلبة والمهر؛ ْلن‬ ‫اإلنس والج ِ ّن‪ ،‬فال حاللَ إال َّ‬ ‫ِ‬ ‫ولهذا جعله هللا تعالى خاتمَ اْلنبٌاء‪ ،‬وبعَثَه إلى‬
‫أساس الدٌن اإلسالمً الٌسر ورفع الحرج عن الناس‪.‬‬ ‫ما أحل َّه‪ ،‬وال حرام إال َّ ما ح َّرمه‪ ،‬وال دٌن إال َّ ما شرعَه‪ ،‬وكلّ شًء أخب َر به‬ ‫ال ربعً بن عامر مخاطبا رستم لابد جٌش الفرس‪:‬‬
‫‪ -‬بٌانه هللا تعالى أن العزة له ولرسوله وللمومنٌن ‪ ،‬أما المنافمٌن‬ ‫ك وصدق ال كذب فٌه وال خُلؾ‪ ،‬كما لال تعالى‪ ﴿ :‬وَ ت َ َّمتْ كَ ِلمَتُ َر ِب ّ َن‬ ‫فهو ح ّ‬
‫المحور اْلول‪ :‬اإلسالم دٌن هللا للعالمٌن‪:‬‬ ‫ِص ْدلاا وَ عَ ْدال ا ﴾ [اْلنعام‪] 115 :‬؛ أي‪ :‬صدلاا فً اْلخبار‪ ،‬وعدال ا فً اْلوامر‬
‫فلهم الذل والمهانة‪.‬‬ ‫حن لوم ابتعثنا هللا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة هللا‬
‫‪ - 2‬اْلمر بالمعروؾ والنهً عن المنكر والعمل الصالح من مظاهر‬ ‫أوال ‪ :‬مفهوم الخصابص العامة لإلسالم‪:‬‬ ‫والن َّواهً‪ ،‬فل َّما أكمل لهم الدٌّن ت َّمت علٌهم ال ِن ّعْمة؛ ولهذا لال تعالى‪﴿ :‬‬ ‫رب العباد‪ ،‬ومن ضٌك الدنٌا إلى سعة الدنٌاواآلخرة‪ ،‬ومن جور‬
‫اعتزاز المسلم بدٌنه‪.‬‬ ‫المٌزات والصفات التً ٌنفرد بها دٌن اإلسالم عن ؼٌره من الدٌانات‬ ‫َضٌتُ لَكُ ُم ْاإلسْال َم ِدٌن اا ﴾؛‬ ‫الٌْ َوْ َم أ َ ْك َملْتُ لَكُ ْم ِدٌنَكُ ْم وَ أَتْ َم ْمتُ عَل َ ٌْكُ ْم ِن ْع َمتًِ وَ ر ِ‬ ‫اْلدٌان إلى عدل اإلسالم”‬
‫والمناهج اْلخرى‪ ،‬والهدؾ منها هو تحمٌك مصالح العباد فً الدنٌا‬ ‫ورضٌ َه‪ ،‬وبعث به‬ ‫ِ‬ ‫سكم‪ ،‬فإن َّه الدٌّن ال َّذي أحب َّه هللا‬ ‫أي‪ :‬فارضوه أنت ُم ْلنف ُ ِ‬ ‫ٌَن آَدَم وَ حَلملنَاهْم فً الْبر والْب َحر‬
‫۞ ولَمد كَّرْ منَا ب ِ‬
‫واآلخرة‪.‬‬ ‫أفضل ال ُّرسُل الكرام‪ ،‬وأنزل به أشرؾَ كت ُ ِبه”‪.‬‬ ‫وَ رَزلْنَاهم من الطٌَّب َات وفَضْلنَاُهْم على كثٌٌر م ّمن خلَمنَا‬
‫المحور اْلول‪ :‬لٌمة العزة فً اإلسالم ومركزٌتها ‪:‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬مفهوم الشرٌعة اإلسالمٌة‪:‬‬ ‫وعن عُمر بن الخطَّاب – رضً هللا عنْه – أ َّن رجال ا من الٌهود لال له‪ٌ :‬ا‬ ‫ت َفضٌال) ( ‪ 70‬سورة اإلسراء)‬
‫أ‪ -‬مفهوم العزة‬ ‫هً أحكام هللا تعالى المنزلة على المكلفٌن‪ ،‬من عمابد وعبادات ومعامالت‬ ‫أمٌ َر المإمنٌن‪ ،‬آٌة ٌ فً كتابِكم تمرإونَها‪ ،‬لو علٌنا – معش َر الٌهود –‬
‫تطلك العزّة فً اللؽة على الموة والؽلبة والشدة ‪،‬ونفاسة الشًء‬ ‫وأخالق‪ ،‬مؤمورون بإتباعها طبما لما جاء فً المرآن الكرٌم والسنة‬ ‫أي آٌة؟ لال‪ ﴿ :‬الٌْ َوْ مَ أ َ ْك َملْتُ لَكُ ْم ِدٌنَكُ ْم‬ ‫نزلت الت َّخذنا ذلن الٌوم عٌداا‪ ،‬لال‪ّ :‬‬
‫وعلو لدره‪ .‬وٌعتز باإلسالم من افتخر وتباهى به‪ .‬وفً االصطالح‪:‬‬ ‫النبوٌة‪.‬‬ ‫‪ -‬مفهوم التوحٌد والحرٌة‬
‫اإلسْالمَ ِدٌن اا ﴾‪ ،‬لال عمر‪“ :‬لد عرفْنا‬ ‫َضٌتُ لَكُمُ ْ ِ‬ ‫وَ أَتْ َم ْمتُ عَلٌَْكُ ْم نِعْ َمتًِ وَ ر ِ‬
‫العزة فً اإلسالم هً االرتباط باهلل‪ ،‬وارتفاع بالنفس عن موضع‬ ‫ثالثا‪ :‬اإلسالم ربانً المصدر والوجهة‪:‬‬ ‫َّبً – صل َّى هللا علٌْه وسل َّم –‬ ‫التوحٌد لؽة ‪ :‬هو مصدر وحَّد ٌوحد توحٌداا؛ أي‪ :‬جعل الشًء‬
‫ذلن الٌوم‪ ،‬والمكان ال َّذي نزلت فٌه على الن ّ‬ ‫واحداا‪ ،‬ومنه لولهم‪ :‬وحَّد البلدة؛ أي‪ :‬جعلها‬
‫المهانة‪ ،‬والتحرر من رق اْلهواء والسٌر وفك ما ش ّرعه هللا‬ ‫مفهوم الربانٌة‬ ‫وهو لابمٌ بعرفة ٌوم جمعة”‪ .‬متفك علٌه‬
‫ورسوله‪.‬‬ ‫الربانٌة هً انساب أحكام الشرٌعة اإلسالمٌة إلى الرب جل وعال‪ ،‬واْلمر‬ ‫واحدة تحت حاكم واحد‪.‬‬
‫مرض الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‬ ‫واصطالحاا ‪:‬هو إفراد هللا تعالى فً ألوهٌته‪ ،‬وربوبٌته‪ ،‬وأسمابه‬
‫ب – لٌمة العزة ومركزٌتها فً اإلسالم‬ ‫بتبلٌؽها من طرؾ رسوله الكرٌم دمحم ملسو هيلع هللا ىلص‪ .‬لال تعالى‪ ”:‬إنا أنزلنا إلٌن الكتاب‬ ‫بعد عودته ملسو هيلع هللا ىلص من حجة الوداع بمً فً المدٌنة النبوٌة شهري محرم‬
‫هً حالة نفسٌة تصاحبها لوة معنوٌة‪ ،‬وتنبثك منهما ألوال وأفعال‬ ‫بالحك لتحكم بٌن الناس بما أران هللا”‬ ‫وصفاته‬
‫وصفر‪ ،‬وفً أواخر صفر وأوابل شهر ربٌع اْلول ابتدأ به المرض‪.‬‬
‫تدل على الشعور بالفخر واالستعالء واالستمالل عن الكافرٌن‪،‬‬ ‫ق أَو الل ُّ ْإم مصدر‬
‫‪ .‬الح ِ ُّرٌَة لؽة ‪ :‬الخل ُوص من الشَّوابب أَو الر ّ‬
‫ولد م ّر مرض النبً ملسو هيلع هللا ىلص بمراحل مختلفة‪ :‬بدأ بالصداع ثم اشتد علٌه‪،‬‬
‫تواضع ورحمة بالمإمنٌن‪ .‬فاهلل ٌؤمرنا‬ ‫وصدق االنتماء لهذا الدٌن مع‬ ‫رابعا‪ :‬اإلسالم دٌن شامل‪ :‬ومعناه؛ إحاطة الشرٌعة اإلسالمٌة بكل مجاالت‬ ‫فاستؤذن نساءه فً أن ٌمرض فً بٌت عابشة‪ ،‬فبمً فً بٌتها حتى وفاته‬ ‫ح َّر‬
‫ٍ‬
‫أن نكون أعزاء‪ ،‬ال نذل وال نخضع ْلحد من البشر‪ ،‬والخضوع إنما‬ ‫الحٌاة الدٌنٌة والدنٌوٌة واْلخروٌة‪.‬‬ ‫ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬وكان فً أول اْلمر ٌخرج إِلى المسجد فٌصلً بالصحابة‪ ،‬ثم لما عجز‬ ‫الحً الذي ال ٌخضع لمهر أو‬ ‫ّ‬ ‫واصطالحا ‪:‬حالة ٌكون علٌها الكابن‬
‫ٌكون هلل وحده‪.‬‬ ‫لال هللا تعالى‪“ :‬ونزلنا علٌن الكتاب نبٌانا لكل شًء”‪.‬‬ ‫عن الخروج استخلؾ أبا بكر على الصالة‪.‬‬ ‫لٌد أو ؼلبة وٌتص ّرؾ طبم اا إلرادته وطبٌعته خالؾ عبودٌ ّة‬
‫لمد حرص المرآن الكرٌم فً فترة العهد المكً وما صاحب َها من‬ ‫خامسا‪ :‬اإلسالم دٌن عالمً‪:‬‬ ‫ولد أوصى ملسو هيلع هللا ىلص فً مدّة مرضه ببعض الوصاٌا منها‪:‬‬ ‫‪ -2‬عاللة التوحٌد بالحرٌة‬
‫نفس المسلم ‪ ،‬ولعل‬‫ً العزة فً ِ‬ ‫أحداث علىى ترسٌخ وتؤسٌس معان َ‬ ‫* سالمة الدٌن اإلسالمً من النمص والخلل والتعارض‬ ‫– الوصٌة باْلنصار رضً هللا عنهم وإِكرام كرٌمهم والتجاوز عن‬ ‫الدعوة إلى التوحٌد تمثل بحك ثورة مدوٌة على أنواع االستبداد‬
‫الحكمة فً ذلن أن هللا أراد أن ٌتربى المسلمون على حب هذه الكلمة‬ ‫* حفظه من التحرٌؾ والتزوٌر والزٌادة والنمصان‪.‬‬ ‫مسٌبهم‪.‬‬ ‫المسٌطرة على عمول الناس ‪ ،‬وتحررا شامال للروح‬
‫حتى ٌستشعروا الموة والؽلبة والرفعة فً أنفسهم وٌعتزوا بمن له‬ ‫– الوصٌة ب ِإخراج المشركٌن من جزٌرة العرب‪.‬‬ ‫اإلنسانٌة من براثن االستعباد ‪ ،‬وانمالبا كامال على أصناؾ الرق‬
‫الكبرٌاء فً السماوات واْلرض‪ .‬أما آٌات العزة المدنٌة فكانت‬ ‫مفهوم العالمية‬ ‫والعبودٌة التً انؽمست فٌها اإلنسانٌة ‪ ،‬إن الدٌنونة هلل‬
‫عموم الرسالة اإلسالمٌة على جمٌع الناس‪ ،‬رؼم اختالؾ ألوانهم‬ ‫– الوصٌة بالصالة‪ ،‬وبمِ لن الٌمٌن من العبٌد والخدم وما شابههم من‬
‫صرٌحة فً طلب العزة و تهٌٌج نفوس المإمنٌن على اكتسابها‬ ‫الضعفاء‪.‬‬ ‫بالتوحٌد ” تحرر البشر من الدٌنونة لؽٌره ‪ ،‬وتخرج الناس من‬
‫والترهٌب من تركها‪.‬‬ ‫وأجناسهم ولؽاتهم وأعرالهم‪.‬‬ ‫عبادة العباد إلى عبادة هللا وحده ‪ ،‬وبذلن تحمك لإلنسان‬
‫لال هللا تعالى‪“ :‬وما أرسلنان إال رحمة للعالمٌن‬ ‫– ِإحسان الظن باهلل‪ ،‬لال ملسو هيلع هللا ىلص لبل موته بثالثة أٌام‪ :‬ال ٌموتن أحدكم ِإال‬
‫وهو ٌحسن الظن باهلل عَ َّز وَ َجلَّ‪.‬‬ ‫كرامته وحرٌته الحمٌمٌة ‪ ،‬هذه الحرٌة وتلن اللتان ٌستحٌل‬
‫تجلٌات العالمٌة‬ ‫– التحذٌر من اتخاذ لبره مسجدا‪.‬‬ ‫ضمانهما فً ظل أي نظام آخر ؼٌر النظام اإلسالمً ٌدٌن فٌه‬
‫المحور الثانً‪ :‬داللة العزة هلل تعالى ولرسوله وللمومنٌن‬ ‫الدٌن اإلسالمً صالح لكل زمان ومكان‬ ‫– التحذٌر من التنافس فً الدنٌا وااللتتال علٌها ف ِإن ذلن من أسباب‬ ‫الناس بعضهم لبعض بالعبودٌة ‪ ،‬فً صورة من صورها الكثٌرة‪.‬‬
‫وتجلٌاتها فً المعتمد والسلون‬ ‫* انتشار اإلسالم فً جمٌع بماع العالم‬ ‫إن دعوة التوحٌد فً المفهوم اإلسالمً تعنً الدعوة إلى محاربة‬
‫إن العزة الحمٌمٌة الصادلة منشإها من هللا‪ ،‬هو الذي ٌهبها لمن‬ ‫الهالن‪.‬‬
‫* خطاب هللا لعباده‪ٌ :‬ا أٌها الناس‪ٌ -‬ا أٌها الذٌن آمنوا – ٌا‬ ‫وفاة النبً ملسو هيلع هللا ىلص‬ ‫كل صنوؾ االستعباد التً ٌمكن أن تنزل باإلنسان ‪ ،‬فهً‬
‫ٌشاء من عباده‪ ،‬وكل عزة لعزٌز من الخلك تندرج تحتها‪ .‬لال تعالى‬ ‫تعنً الثورة على خضوع اإلنسان لإلنسان‬
‫(وهلل العزة ولرسوله وللمإمنٌن ولكن المنافمٌن ال ٌعلمون) (‬ ‫عبادي‪ٌ -‬ا بنً آدم‪.‬‬ ‫ْـً الموت كان بجواره ِإناء فٌه ماء فكان ٌدخل ٌدٌه فً‬ ‫ؼش ُ‬ ‫لما أخذه ملسو هيلع هللا ىلص َ‬
‫المحور الثانً‪ :‬اإلسالم دٌن التجدٌد والوسطٌة واالعتدال‪:‬‬ ‫الماء وٌمسح بهما وجهه وٌمول‪ :‬ال إِله إِال هللا إِن للموت سكرات‪.‬‬ ‫وتعنً الثورة على خضوع اإلنسان للخرافات واْلساطٌر وتعنً‬
‫المنافمون‪ .) 8/‬لال البؽوي فً تفسٌرها‪ :‬فعزة هللا‪ :‬لهره من دونه‪،‬‬ ‫الثورة على خضوع اإلنسان لملذات الدنٌا وشهواتها‪.‬‬
‫وعزة رسوله‪ :‬إظهار دٌنه على اْلدٌان كلها‪ ،‬وعزة المإمنٌن‪ :‬نصر‬ ‫أوال‪ :‬اإلسالم دٌن الوسطٌة والتوازن واالعتدال‪:‬‬ ‫ثم ثَم ُل واشتدّ وجعه حتى لم ٌستطع النطك‪ ،‬فكان ٌمول‪ :‬مع الذٌن أنعم هللا‬
‫هللا إٌاهم على أعدابهم‪(،‬وَ ل َ ِك َّن الْ ُمنَافِمٌِ َن الَ ٌَعْل َ ُمون) ذلن لو علموا ما‬ ‫ومعناه؛ التوسط واالعتدال فً تطبٌك اْلحكام الشرعٌة بٌن الدنٌا واآلخرة‬ ‫علٌهم من النبٌٌن والصدٌمٌن والشهداء والصالحٌن‪ ،‬اللهم اؼفر لً‬
‫لالوا هذه الممالة‪.‬‬ ‫وبٌن العمل والعبادة وبٌن الروح والجسد… فال إفراط وال تفرٌط‪.‬‬ ‫وارحمنً‪ ،‬وألحمنً بالرفٌك اْلعلى‪ ،‬فكان آخر ما لاله‪ :‬اللهم بالرفٌك‬ ‫ظاهر الحرٌة فً ظالل التوحٌد‬
‫ومن تجلٌات العزّة فً المعتمد والسلون‬ ‫لال هللا تعالى‪”:‬ربنا آتنا فً الدنٌا حسنة وفً اآلخرة حسنة ولنا عذاب‬ ‫اْلعلى ثالثاا‪.‬‬
‫– االرتباط باهلل عز وجل إٌمانا وٌمٌنا ودعاء وتوكال وخوفا‬ ‫النار”‬ ‫ووصل الخبر إِلى الصحابة بالمسجد وفٌهم عمر بن الخطاب‪ ،‬فكان ذلن‬ ‫حرٌر العمل البشري من الشرن واْلوها م‬
‫– التعلك بكتاب هللا لراءة وتدبرا وعلما وعمال‬ ‫َّللا‬ ‫ً‬
‫َ ُ ِ َ َّ ُ‬ ‫َض‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫وَ‬ ‫ُ‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َّللا‬
‫ٍ ِ َ َّ ُ‬ ‫ً‬ ‫َض‬ ‫ر‬ ‫ْر‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫بو‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫جاء‬ ‫ثم‬ ‫علٌهم‪،‬‬ ‫شدٌدة‬ ‫صدمة‬ ‫ٌحرر التوحٌد العمل البشري من الشرن ومن الخضوع لؽٌر هللا‬
‫ثانٌا‪ :‬اإلسالم دٌن الٌسر ورفع الحرج‪:‬‬
‫– الثمة بنصر هللا وانتصار الدٌن‪ ،‬والشعور بالرضى عن الذات‬ ‫ِس»‪ ،‬فَؤَب َى‪ ،‬فَتَشَ َّهدَ‬ ‫ِس»‪ ،‬فَؤَب َى‪ ،‬فَمَالَ ‪«:‬ا ْجل ْ‬ ‫عَنْه ُ ٌُكَ ِل ّمُ النَّاسَ ‪ ،‬فَمَالَ‪« :‬ا ْجل ْ‬ ‫تعالى فالبشرٌة فً كثٌر من مراحلها لد أؼرلت فً الخرافات‬
‫فهو تطبٌك اْلحكام الشرعٌة بصورة معتدلة كما جاءت فً كتاب هللا وسنة‬
‫والثمة بالنفس‬ ‫نبٌه ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬من ؼٌر تشدُّد ٌ ُح ِّرم الحالل‪ ،‬وال تمٌ ُّع ٌ ُحلِّل الحرام‪.‬‬ ‫َّاس‪ ،‬وَ ت َ َركُوا عُ َم َر‪ ،‬فَمَالَ‪ ” :‬أ َ َّما بَعْدُ‪،‬‬ ‫َّللا عَنْه ُ‪ ،‬فَمَالَ إِلٌَْ ِه الن ُ‬ ‫ً َُّ‬ ‫َض َ‬ ‫أَب ُو بَك ٍْر ر ِ‬ ‫والخضوع لألساطٌر وأصبحت أسٌرة لألوهام ولما تملٌه علٌها‬
‫– تحرٌر المسلم من الجشع والطمع فٌترفع عن الملذات والمؽرٌات‬ ‫لال هللا تعالى‪ٌ “ :‬رٌد هللا بكم الٌسر وال ٌرٌد بكم العسر”‪.‬‬ ‫صل َّى هللاُ عَلٌَْ ِه‬ ‫صل َّى هللاُ عَلٌَْ ِه وَ سَلَّمَ‪ ،‬ف َ ِإ َّن ُم َح َّمداا َ‬ ‫ف َ َمنْ كَا َن مِ نْكُ ْم ٌَعْبُدُ ُم َح َّمداا َ‬ ‫عمول الكهنة والسحرة وباتت مسلوبة اإلرادة والعمل أمام‬
‫– تحمٌك العفة بترن المعاصً صؽٌرها وكبٌرها‬ ‫ثالثا‪ :‬اإلسالم دٌن االجتهاد والتجدٌد‪:‬‬
‫َّللا تَع َالَى‪{ :‬‬ ‫ًَ الَ ٌَمُوتُ ‪ ،‬لَالَ َّ ُ‬ ‫َّللا ح ٌّ‬ ‫َّللا‪ ،‬ف َ ِإ َّن َّ َ‬
‫وَ سَلَّمَ ل َ ْد مَاتَ ‪ ،‬وَ َمنْ كَا َن ٌَعْبُدُ َّ َ‬ ‫تسلطهم حتى أوهم هإالء اإلنسان أنه ال ٌمكن الوصول إلى ربه‬
‫– تزكٌة النفس وتوجٌهها نحو الطاعات‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وَ مَا ُم َح َّمدٌ إِالَّ َرسُولٌ ل َ ْد َخلَتْ مِ نْ لبْ ِل ِه ال ُّرسُلُ أف ِإنْ مَاتَ أوْ لتِلَ انملبْت ُ ْم عَلى‬
‫َ‬ ‫إال عبر طرٌمهم والخضوع ْلشخاصهم‪ .‬فجاء التوحٌد وإخالص‬
‫إسماط اْلحكام الشرعٌة على الولابع المستجدة‪ ،‬ؼٌر المذكورة فً المرآن‬ ‫َّللا الشَّاك ِِرٌ َن‬ ‫أ َ ْعمَابِكُ ْم وَ َمنْ ٌَنْمَلِبْ عَلَى عَ ِمبٌَْ ِه فَل َنْ ٌ َ ُ‬
‫الكرٌم وال السنة النبوٌة‪ ،‬وهً عملٌة خاصة بالعلماء المجتهدٌن‪.‬‬ ‫َّللا شٌَْب اا وَ سٌََج ِْزي َّ ُ‬ ‫ض َّر َّ َ‬ ‫العبودٌة هلل لتحرٌر عمول الناس من هذه اْلوهام وتخلٌصهم من‬
‫َّللا أَنْ َزلَهَا َحت َّى ت ََالهَا أَب ُو بَك ٍْر‬ ‫َّللا لَكَؤ َ َّن النَّاسَ ل َ ْم ٌَكُون ُوا ٌ َ ْعل َ ُمو َن أ َ َّن َّ َ‬ ‫} وَ َّ ِ‬ ‫االستعباد بكل أنواعه‪ .‬كما دعا اإلسالم إلى تحرٌر العمل البشري‬
‫المحور الثالث ‪ :‬العزة فً الصلة باهلل‪ ،‬والذلة فً الصدود‬ ‫لال علٌه السالم‪ “ :‬إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران‪ ،‬وإذا حكم‬ ‫َّاس‪ ،‬فَمَا ٌ ُ ْ‬
‫س َم ُع بَشَ ٌر إِالَّ ٌَتْل ُوهَا‪.‬‬ ‫َّللا عَنْه ُ‪ ،‬فَتَلَم َّاهَا مِ نْه ُ الن ُ‬ ‫ً َّ ُ‬ ‫َض َ‬ ‫ر ِ‬ ‫فً أدابه للعبادات و فً معامالته بؤنواعها وفً المعارؾ‬
‫عن الدٌن‪:‬‬ ‫فاجتهد ثم أخطؤ فله أجر”‪.‬‬ ‫وكانت وفاته ٌوم االثنٌن الثانً عشر من ربٌع اْلول من السنة الحادٌة‬ ‫‪ -2‬تحرٌر اإلنسان من الخضوع لؽٌر هللا‪.‬‬
‫إن العزة خلك عظٌم ٌجب أن ٌتصؾ به المإمن‪ ،‬حتى ٌموى ارتباطه‬ ‫عشرة من هجرته – ملسو هيلع هللا ىلص ‪ ، -‬وعمره ثالث وستون سنة‪ ،‬وفً ٌوم الثالثاء‬ ‫اإلنسان فً ظل عمٌدة التوحٌد ٌحرر نفسه من الخضوع لؽٌر هللا‬
‫بخالمه فٌمتثل ْلوامره وٌعبده حك العبادة‪ ،‬وٌستعلً عن الملذات‬ ‫وؼُسّل وكُفن فً ثٌاب بٌض ثالث سُحولٌ ّة من لطن‪ ،‬لٌس فٌها لمٌص وال‬ ‫كٌفما كان نوعه‪ ،‬فهو ال ٌعبد إال هللا وال ٌخضع إال هلل وال ٌتوجه‬
‫والمح ّرمات خوفا منه سبحانه‪.‬‬ ‫عمامة‪ .‬ودُفن فً مكانه الذي توفً فٌه فً بٌت عابشة رضً هللا عنها‪.‬‬ ‫بالخوؾ والرجاء واالستعانة واالستؽاثة وطلب الرزق والصحة‬
‫فالدافع للعزة هو طلب مرضاة هللا وإكرام النفس وصونها عما ٌهٌنها‬ ‫وصل ّى الناس علٌه أرساال ٌدخل لوم فٌصلون ثم ٌخرجون وال ٌإمهم أحد‪.‬‬ ‫وؼٌرها إال من هللا عز وجل ‪ .‬فاْلنسان الموحد متحرر من‬
‫وٌذلها‪ ،‬وتلبٌة حاجاتها فً اكتساب الفضابل واْلخالق الحسنة التً‬ ‫فاْلنسان الموحد متحرر من كل صنوؾ التبعٌة والخضوع لؽٌر‬
‫من خاللها تكمل شخصٌتها‪ .‬أما الذل فدوافعه تكمن فً العجز والكسل‬ ‫هللا سواء كان هذا المخضوع له صالحا أو فاسدا أو كاهنا أو‬
‫عن الطاعات وأداء العبادات واالرتماء فً ملذات الدنٌا واإلعراض‬ ‫ساحرا حٌا أو مٌتا‪.‬‬
‫عن اآلخرة‪.‬‬
‫إن مآل العزٌز أفضل وأحسن من مآل الذلٌل عند هللا ال ٌستوون أبدا‪،‬‬ ‫‪ -3‬تحرٌر اإلنسان من الخضوع للشهوات والملذات‬
‫فمد جاء فً الحدٌث أن الرسول ملسو هيلع هللا ىلص لال‪ ( :‬المإمن الموي خٌر وأحب‬ ‫عندما أراد الؽرب أن ٌجسد الحرٌة الشخصٌة أطلك العنان‬
‫إلى هللا من المإمن الضعٌؾ)‪ .‬فال ٌلٌك بالمإمن العزٌز أن ٌتصؾ‬ ‫للشهوات والؽرابز ْلبعد حدود؛ حتى تحولت إلى لٌد جدٌد‬
‫بصفة الذل والهوان حتى ال ٌفمد صفة العزّة التً منحه هللا إٌاها‪.‬‬ ‫ٌؤسر الفكر والسلون واْلخالق‪ ،‬أما اإلنسان فً ظل عمٌدة‬
‫التوحٌد فإنه ٌتحرر من لٌود النفس والشهوات التً تمود اإلنسان‬
‫إلى الهالن والضٌاع كما تسبب فً تشتت اْلسر وانحالل‬
‫المجتمعات‪ ،‬فالخضوع للشهوات واالنمٌاد لها لٌس حرٌة بمدر ما‬
‫هو عبودٌة فً أبشع صورها والتً تنافً وممصد هللا من خلك‬
‫اإلنسان‬
‫حك النفس والتوسط واإلعتدال‬ ‫مماصد الشرٌعة اإلسالمٌة‬ ‫اإللحاد بٌن الوهم والحمٌمة‬ ‫حكمة التصور اإلسالمً للحرٌة‬
‫نصوص االنطالق‪:‬‬ ‫نصوص االنطالق‪:‬‬ ‫نصوص االنطالق‪:‬‬ ‫لال هللا تعالى‪( :‬وَ لَم َ ْد َك َّر ْمنَا بَنًِ آدَمَ وَ َح َملْنَاهُ ْم فًِ الْب َ ِّر وَ الْبَح ِْر وَ َر َزلْنَاهُم‬
‫َٰ‬ ‫ضلْنَاهُ ْم عَل َ َٰى كَث ٌٍِر ِ ّم َّمنْ َخلَمْنَا تَفْ ِض ا‬ ‫ت وَ ف َ َّ‬ ‫ِ ّم َن الطَّ ٌِ ّب َا ِ‬
‫لالﷻ ‪“:‬وَ كَذَ ِل َن َجعَلْنَاكُ ْم أ ُ َّمة ا وَ سَطاا ِل ّتَكُون ُوا شُ َهدَا َء عَلَى الن ِ‬
‫َّاس وَ ٌَكُو َن ال َّرسُولُ‬ ‫سبْت ُ ْم أَنَّمَا َخلَمْنَاكُ ْم عَبَثاا وَ أَنَّكُ ْم إِلٌَْنَا الَ تُرْ َجع ُو َن‪،‬‬
‫لال هللا سبحانه‪“ :‬أَف َ َح ِ‬ ‫لال هللا سبحانه‪“ :‬إِ َّن ال َّ ِذٌ َن ٌُلْحِ دُو َن فًِ آٌ َاتِنَا الَ ٌ َ ْخفَوْ َن عَلٌَْنَا ۗ أَفَمَن‬ ‫ٌال) اإلسراء اآلٌة‪70‬‬
‫عَلٌَْكُ ْم شَ ِهٌداا ” سورة البمرة اآلٌة‪142‬‬ ‫ك ۖ الَ إِ َٰل َه َ إِالَّ هُوَ َربُّ الْع َرْ ِش الْك َِرٌمِ ” سورة المإمنون‬ ‫فَتَع َالَى َّ ُ‬
‫َّللا الْ َم ِل ُن الْ َح ُّ‬ ‫شبْت ُ ْم ۖ إِنَّه ُ‬‫ٌُلْم َ َٰى فًِ الن َِّار َخٌْ ٌر أَم َّمن ٌ َؤْتًِ آمِ ن اا ٌ َوْ مَ الْ ِمٌ َا َم ِة ۚ ا ْع َمل ُوا مَا ِ‬ ‫ك مِ ن َّر ِب ّكُ ْم ۖ فَمَن شَا َء فَلٌْ ُ ْإمِ ن وَ مَن شَا َء فَلٌْ َ ْكفُرْ ۚ إِن َّا‬ ‫ولال أٌضا‪( :‬وَ ل ُ ِل الْ َح ُّ‬
‫لال ملسو هيلع هللا ىلص ‪“:‬جاء ثالثة رهط إلى بٌوت أزواج النبً ملسو هيلع هللا ىلص ٌسؤلون عن عبادة النبً‬ ‫اآلٌة ‪116‬و‪. 117‬‬ ‫بِمَا تَعْ َمل ُو َن ب َِصٌ ٌر”‪ .‬سورة فصلت اآلٌة‪39‬‬ ‫ست َ ِؽٌثُوا ٌُؽ َاثُوا ِبمَاءٍ‬ ‫س َرا ِدلُهَا ۚ وَ ِإن ٌ َ ْ‬ ‫م‬
‫ِِ ْ ُ‬‫ه‬‫ب‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫َا‬
‫ح‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ر‬
‫ا‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ٌ‬ ‫ل‬
‫ِمِ‬ ‫أ َ ْعت َ ْدنَا لِلظَّا‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص فلما أخبروا كؤنهم تمالوها‪ ،‬فمالوا‪ :‬وأٌن نحن من النبً ملسو هيلع هللا ىلص لد ؼفر له ما‬ ‫لال اإلمام أبو حامد الؽزالً رحمه هللا‪ “ :‬إن ممصود الشرع من الخلك‬ ‫ض بِؽٌَ ِْر‬ ‫ً ال َّ ِذٌ َن ٌَتَكَب َّ ُرو َن فًِ ْاْلَرْ ِ‬ ‫لال هللا تعالى‪“ :‬سَؤَص ِْرؾُ عَنْ آٌ َاتِ َ‬ ‫ش ِوي الْوُ جُوهَ ۚ بِبْسَ الشَّ َرابُ وَ سَاءَتْ مُرْ تَفَم اا‪ .‬إِ َّن ال َّ ِذٌ َن آ َمن ُوا‬ ‫كَالْ ُم ْه ِل ٌ َ ْ‬
‫تمدم من ذنبه وما تؤخر‪ .‬لال أحدهم‪ :‬أما أنا فإنً أصلً اللٌل أبدا‪ ،‬ولال آخر‪:‬‬ ‫خمسة‪ :‬وهو أن ٌحفظ علٌهم دٌنهم ونفسهم وعملهم ونسلهم ومالهم‪..‬فكل‬ ‫ش ِد الَ ٌَت َّخِ ذُوهُ‬‫ك وَ إِنْ ٌَرَوْ ا كُلَّ آٌ َ ٍة الَ ٌ ُ ْإمِ ن ُوا بِهَا وَ إِنْ ٌَرَوْ ا سَبٌِلَ ال ُّر ْ‬ ‫الْ َح ّ ِ‬ ‫ت ِإن َّا الَ ن ُِضٌ ُع أ َ ْج َر َمنْ أ َ ْحسَ َن عَم اَال) الكهؾ اآلٌات‪29‬‬ ‫وَ عَمِ ل ُوا الصَّا ِلحَا ِ‬
‫ا َٰ‬
‫أنا أصوم الدهر وال أفطر‪ ،‬ولال آخر‪ :‬أنا أعتزل النساء فال أتزوج أبدا‪ .‬فجاء‬ ‫من ٌتضمن حفظ هذه اْلصول الخمسة فهو مصلحة‪ ..‬وكل ما ٌفوت هذه‬ ‫ٌال ۚ ذَ ِل َن بِؤَن َّ ُه ْم كَذَّب ُوا بِآٌ َاتِنَا‬ ‫ٌال وَ إِنْ ٌَرَوْ ا سَبٌِلَ الْؽ ًَّ ِ ٌَت َّخِ ذُوهُ سَبِ‬ ‫سَبِ ا‬ ‫‪.‬و‪30‬‬
‫رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص إلٌهم فمال‪ :‬أنتم الذٌن للتم كذا وكذا‪ ،‬أما وهللا إنً ْلخشاكم هلل‬ ‫اْلصول فهو مفسدة ودفعها مصلحة”‪ .‬المستصفى‪ ،‬أبو حامد الؽزالً‬ ‫وَ كَان ُوا عَنْهَا ؼَا ِفلٌِ َن”‪ .‬سورة اْلعراؾ اآلٌة‪146‬‬ ‫المفاهٌم اْلساسٌة‬
‫وأتماكم له‪ ،‬لكنً أصوم وأفطر‪ ،‬وأصلً وأرلد‪ ،‬وأتزوج النساء فمن رؼب‬ ‫‪. 284/ 2‬‬ ‫المفاهٌم اْلساسٌة‪:‬‬ ‫‪ .‬كرمنا‪ :‬شرفنا ورفعنا من مكانته‬
‫عن سنتً فلٌس منً “‪( .‬صحٌح البخاري)‬ ‫المفاهٌم اْلساسٌة‪:‬‬ ‫آمنا‪ :‬مطمبنا ومرتاحا بفوزه برضا هللا سبحانه‪.‬‬ ‫سرادلها‪ :‬لهٌبها ودخانها‬
‫شرح المفردات والمعانً‪:‬‬ ‫عبثا‪ :‬باطال وبدون هدؾ وال ممصد‪.‬‬ ‫سؤصرؾ‪ :‬سؤبعد وأجنب‪.‬‬ ‫‪ .‬كالمهل‪ :‬ما تمت إذابته من المعادن‬
‫وسطا‪ :‬تموم على منهج معتدل ال إفراط فٌه وال تفرٌط‪.‬‬ ‫المصلحة‪ :‬المنفعة وضدها المفسدة والمضرة‪.‬‬ ‫سبٌل الرشد‪ :‬طرٌك الهدى والسداد‪.‬‬ ‫‪ .‬مرتفما‪ :‬ممرا متكؤ‬
‫شهداء ‪ :‬جمع شهٌد ‪ ،‬وهو من ٌإدي الشهادة ‪.‬‬ ‫دفعها‪ :‬رفعها وإزالتها‪.‬‬ ‫سبٌل الؽً‪ :‬طرٌك الضالل والفساد‪.‬‬ ‫‪:‬اْلحكام الشرعٌة لآلٌات المرآنٌة‬
‫الرهط‪ :‬جماعة من ثالثة إلى عشرة‪.‬‬ ‫اْلحكام الشرعٌة للنصوص‪:‬‬ ‫اْلحكام الشرعٌة لآلٌات المرآنٌة‪:‬‬ ‫كرم هللا اإلنسان وفضل على سابر المخلولات؛ بؤن سخر له كل ما فً‬
‫تمالوها‪ :‬وجدوها للٌلة ممارنة مع أعمالهم‪.‬‬ ‫‪ٌ . 1‬ستنكر هللا سبحانه وتعالى على الذٌن ال ٌإمنون بالبعث والنشور‪،‬‬ ‫ٌتوعد هللا الذٌن ٌمٌلون عن الحك فً حججه وأدلته‪ ،‬وٌعدلون عنها‬ ‫‪.‬البر والبحر‪ ،‬ورزله من طٌبات اْلرض‬
‫الدهر‪ :‬السنة‪ ،‬العام‪.‬‬ ‫والحساب والجزاء‪ ،‬مع نفً العبث عن صفاته وأفعاله جل عاله‪.‬‬ ‫تكذٌبا بها وجحودا لها‪ ،‬بفضحهم ٌوم المٌامة‪ ،‬وإبعاد اْلمن والطمؤنٌنة‬ ‫خٌر هللا تعالى اإلنسان بٌن اإلٌمان والكفر‪ ،‬مع تهدٌد ووعٌد منه تعالى‬
‫رؼب عن سنتً‪ :‬أعرض عنها‪ ،‬ولم ٌتمسن بها‪.‬‬ ‫‪ . 2‬تؤكٌد اإلمام أبً حامد الؽزالً على أن التشرٌع اإلسالمً ٌموم على‬ ‫عنهم‪.‬‬ ‫للذٌن اختاروا طرٌك الكفر والطؽٌان من الكفار‪ ،‬ووعد وبشرى منه‬
‫مضامٌن‬ ‫جلب المصالح ودفع المفاسد‪ ،‬عن طرٌك حفظ الضرورٌات الخمس‪.‬‬ ‫وصؾ هللا تعالى الذٌن ٌجحدون بآٌاته وٌتبعون سبل الؽً والضالل‬ ‫‪.‬سبحانه للمإمنٌن الذٌن اختاروا طرٌك الصالح والفالح‬
‫النصوص‪:‬‬ ‫المحور اْلول‪ :‬الشرٌعة اإلسالمٌة عدل ورحمة وكفالة لحموق‬ ‫والكفر‪ ،‬بؤنهم متكبرون بؽٌر حك‪ ،‬ومكذبٌن آلٌاته وؼافلٌن عن‬ ‫المحور اْلول‪ :‬الحرٌة مفهومها‪ ،‬مرتكزاتها وضوابطها‬
‫لدرته…‪.‬‬
‫اإلنسان‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬مفهوم الحرٌة فً اإلسالم‬
‫‪ ¤‬جعل هللا اْلمة اإلسالمٌة أمة وسطا تموم على منهج التوازن واالعتدال فً‬ ‫أوال ‪ :‬مفهوم مماصد الشرٌعة اإلسالمٌة‪:‬‬ ‫المحور اْلول‪ :‬مفهوم اإللحاد وأوهام الملحدٌن‪:‬‬ ‫ما منحه هللا تعالى لإلنسان من إمكانٌة التصرؾ اإلرادي المجرد عن كل‬
‫تطبٌك أحكامها الشرعٌة‪.‬‬ ‫أ‪ .‬لؽة‪ :‬المصد‪ ،‬هو العدل والتوسط‪ ،‬واستمامة الطرٌك‪.‬‬ ‫أوال ‪ :‬مفهوم اإللحاد‪:‬‬ ‫‪.‬ضؽط أو إكراه‪ ،‬لتحصٌل حمه وأداء واجبه دون تعسؾ أو اعتداء‬
‫‪ ¤‬استنكار النبً علٌه السالم على الذٌن ٌؽالون وٌتشددون فً الدٌن‪ ،‬بؤنهم‬ ‫ب‪ .‬اصطالحا‪ :‬هً الؽاٌات والحكم واْلسرار التً وضعها الشارع عند كل‬ ‫لؽة‪ :‬المٌل عن المصد‪.‬‬
‫بعٌدون عن نطاق السنة المؤمور بها شرعا‪.‬‬ ‫اصطالحا‪ :‬مذهب فكري اعتمادي‪ٌ ،‬موم على إنكار وجود هللا‪ ،‬واعتبار‬
‫‪ :‬ثانٌا‪ :‬ضوابط الحرٌة فً اإلسالم‬
‫حكم من أحكامه‪ ،‬لتحمٌك عبودٌة هللا وحفظ مصالح العباد‪.‬‬ ‫العبودٌة هلل تعالى‪ :‬بمعنى التحرر من عبادة اإلنسان أو الدواب أو‬
‫مفهوم التوسط واالعتدال‪:‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬الممصد من تشرٌع اإلسالمً‪:‬‬ ‫الدٌن وهم صنعه اإلنسان‪ ،‬والكون وجد صدفة‪.‬‬
‫الهوى… إلى إخالص العبادة هلل وحده‪ ،‬لال تعالى‪”:‬وما خلمت الجن‬
‫لؽة‪:‬‬ ‫• تحمٌك مصالح الناس فً الدارٌن ( الدنٌا واآلخرة)‬ ‫ثانٌا‪ :‬أنواع اإللحاد‪:‬‬ ‫‪”.‬واإلنس إال لٌعبدون‬
‫التوسط ‪ :‬العدل‪ ،‬وااللتصاد فً اْلمور‪.‬‬ ‫• جلب المصالح ودفع‬ ‫اإللحاد بإنكار وجود هللا‪:‬‬
‫االعتدال ‪ :‬الحكم بالعدل والمساواة والتوسط ‪.‬‬ ‫رضا هللا تعالى‪ :‬المطلوب من المسلم تحصٌل مرضاة هللا تعالى؛ بؤن‬
‫المفاسد‬ ‫وهو المظهر اْلساس للملحدٌن‪ ،‬وبالعمل والمنطك ٌمكن الرد على‬
‫اصطالحا‪:‬‬ ‫‪ٌ.‬ؤتمر بؤوامره وٌنتهً عن نواهٌه‪ ،‬وٌستمٌم فً حٌاته‬
‫• تحمٌك عبودٌة هللا تعالى‪.‬‬ ‫هإالء بؤن الصدفة ال ٌمكنها أن تصنع الكون بهذا المستوى من‬
‫هما لفظان متماربان فً المعنى ٌمصد بهما‪ :‬التزام المنهج العدل اْللوم‪،‬‬ ‫المسإولٌة‪ :‬هللا تعالى خٌر اإلنسان بٌن اإلٌمان والكفر‪ ،‬وحمله مسإولٌة‬
‫ثالثا‪ :‬ألسام المماصد الشرعٌة‪ ( :‬الضرورٌات‪ ،‬الحاجٌات‪،‬‬ ‫التوازن ووضع اْلمور على ممٌاس منضبط‪ ،‬فجسد اإلنسان وحده كفٌل‬
‫والحك الذي هو وسط بٌن الؽلو والتنطع‪ ،‬وبٌن التفرٌط والتمصٌر ‪.‬‬ ‫‪ .‬أفعاله وتصرفاته‪ ،‬بؤن ٌرضى بمصٌر اختٌاره إن كان حسنا أو سٌبا‬
‫برد هذه الشبه‪ ،‬ففٌه ٌتبٌن عجٌب صنع الخالك‪ ،‬إذ لم ٌستطع اإلنسان‬
‫مجاالت التوسط واالعتدال‪:‬‬ ‫التحسٌنٌات)‪:‬‬ ‫رؼم ذكابه ونبوؼه العلمً والمعرفً أن ٌصنع جسدا واحدا فمط على‬ ‫المحور الثانً‪ :‬حدود الحرٌة وصورها فً اإلسالم‬
‫ش ُروا‬ ‫ت الص ََّالة ُ فَانت َ ِ‬ ‫‪ ¤‬التوسط واالعتدال بٌن العمل والعبادة‪:‬لال ﷻ “ف َ ِإذَا ل ُ ِضٌ َ ِ‬ ‫أوال‪ :‬الضرورٌات‪:‬‬ ‫منوال خلك هللا تعالى لإلنسان أو الحٌوان‪ ،‬وهو المابل سبحانه‪”:‬وفً‬ ‫) أوال‪ :‬حدود الحرٌة‪( :‬حرٌتً وحرٌة اآلخرٌن‬
‫َّللا”‬ ‫ض وَ ابْتَؽ ُوا مِ ن ف َ ْ‬
‫ض ِل َّ ِ‬ ‫فًِ ْاْلَرْ ِ‬ ‫‪ . 1‬مفهومها‪:‬‬ ‫اْلرض آٌات للمولنٌن وفً أنفسكم أفال تبصرون وفً السماء رزلكم‬ ‫أال تإدي الحرٌة إلى تهدٌد سالمة النظام العام‬
‫‪ ¤‬التوسط واالعتدال بٌن الدنٌا واآلخرة‪:‬لالﷻ ” وَ ابْت َِػ فٌِمَا آت َا َن َّ ُ‬
‫َّللا الدَّا َر‬ ‫المماصد والمصالح الضرورٌة التً البد منها‪ ،‬لحفظ حٌاة اإلنسان‪ ،‬بحٌث‬ ‫وما توعدون”‬ ‫أال تخالؾ حكما شرعٌا من المرآن الكرٌم والسنة النبوٌة‬
‫ْاآلخِ َرة َ وَ الَ تَنسَ ن َ ِصٌب َ َن مِ َن الدُّنٌْ َا وَ أ َ ْحسِن كَمَا أ َ ْحسَ َن َّ ُ‬
‫َّللا إِلٌَْ َن “‬ ‫إذا فمدت لم تجر مصالح اإلنسان على استمامة؛ بل على فساد وتهارج‪.‬‬ ‫اإللحاد فً أسماء هللا وصفاته‪:‬‬ ‫أال تسبك حمولا أهم منها‪ ،‬فالبد من ترتٌب اْلولوٌات والضرورٌات‬
‫‪ ¤‬التوسط واالعتدال فً كسب المال وإنفاله ‪:‬لالﷻ‪ :‬وَ الَ ت َ ْجع َ ْل ٌَدَ َن َمؽْل ُولَة ا‬ ‫‪ . 2‬ألسامها‪:‬‬ ‫لال هللا تعالى‪“ :‬وهلل اْلسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذٌن ٌلحدون‬ ‫أال تإدي حرٌة الفرد إلى اإلضرار بحرٌة اآلخرٌن‬
‫إِل َ َٰى عُن ُ ِم َن وَ الَ تَبْسُ ْطهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَمْعُدَ َمل ُو اما َّم ْحسُو ارا “‬ ‫حفظ الدٌن‪ :‬شرع هللا العبادات وأمر بتوحٌده‪ ،‬وفً الممابل حرم الشرن‬ ‫فً أسمابه”‪ ،‬فمن صور اإللحاد بها مثال‪ :‬وصؾ هللا تعالى بما ال ٌلٌك‬ ‫ثانٌا‪ :‬أنواع الحرٌة فً اإلسالم‬
‫‪ ¤‬التوسط واالعتدال بٌن الحموق والواجبات‪ :‬لال ملسو هيلع هللا ىلص ‪ «:‬إن لربن علٌن حما‪،‬‬ ‫واإللحاد والردة عن الدٌن من أجل المحافظة على الدٌن‪.‬‬ ‫بجالله وعظمته‪ ،‬تعطٌل أسماء هللا عن معانٌها‪ ،‬تشبٌه صفاته بصفات‬ ‫الحرٌة الدٌنٌة ( العمدٌة)‪ :‬لمد أباحت شرٌعة اإلسالم حرٌة االعتماد؛‬
‫ولنفسن علٌن حما‪ ،‬وْلهلن علٌن حما‪ ،‬فؤعط كل ذي حك حمه » ‪.‬‬ ‫حفظ النفس‪ :‬من ضرورٌات النفس صونها وحماٌتها‪ ،‬والبماء على الحٌاة‪،‬‬ ‫خلمه…‬
‫‪ ¤‬التوسط واالعتدال فً أداء العبادات‪:‬لال ملسو هيلع هللا ىلص ‪ «:‬إن الدٌن ٌسر ‪ ،‬ولن ٌشاد‬ ‫ومن جانب العدم شرع المصاص‪ ،‬وحرم لتل النفس‪.‬‬ ‫أي أنها ال تجبر أحدا ا على اختٌرا معتمده لال تعالى‪“ :‬ال َ إِ ْك َراهَ فًِ ال ِدّ ِ‬
‫ٌن”‬
‫اإللحاد بالمرآن الكرٌم كله أو بعضه‪:‬‬ ‫‪.‬إال أن علٌه تحمل مسإولٌة حسن أو سوء اختٌاره‬
‫الدٌن أحد إال ؼلبه ‪ ،‬فسددوا ولاربوا وأبشروا ‪ ،‬واستعٌنوا بالؽدوة والروحة‬ ‫حفظ العمل‪ :‬دعا اإلسالم إلى ضرورة إعمال العمل والفكر‪ ،‬وحرم الخمر‬ ‫ٌإمن البعض ببعض الحمابك واْلحكام فً المرآن الكرٌم وٌنكرون‬
‫وشىء من الدلجة »‪.‬‬ ‫وكل مسكر‪.‬‬ ‫حرٌة التفكٌر والتعبٌر والرأي‪ :‬فلمد أعطى اإلسالم لإلنسان حرٌة‬
‫البالً بدعوى عدم فهمها أو عدم مالبمتها ْلفكارهم وحٌاتهم‪ ،‬كمن‬
‫ً ِوعَا اء شَ ًّرا‬ ‫‪ ¤‬التوسط واالعتدال فً المؤكل واللباس‪:‬لال ملسو هيلع هللا ىلص ‪«:‬مَا مَأل َ آدَمِ ٌّ‬ ‫حفظ العرض‪ :‬اعتنى اإلسالم باْلسرة أبا وأما وأبناء… وحرم االعتداء‬ ‫تنكر فرضٌة الحجاب الشرعً بسبب عدم التناعها باآلٌات المرآنٌة‪،‬‬
‫التفكٌر فً حدود اآلداب العامة واْلخالق الفاضلة‪ ،‬شرٌطة عدم السب‬
‫صلْبَه ُ‪ ،‬ف َ ِإنْ كَا َن ال َ َمحَالَة َ فَثُل ُثٌ ِلطَع َامِ ِه‬ ‫ب اب ِْن آدَمَ أُكُالَتٌ ٌ ُ ِم ْم َن ُ‬ ‫س ِ‬ ‫مِ نْ ب َ ْط ٍن‪ .‬بِ َح ْ‬ ‫على اْلعراض بالزنا والمذؾ‪.‬‬ ‫وهإالء هم من لال فٌهم الحك سبحانه وتعالى‪”:‬أفتإمنون ببعض‬
‫‪.‬واللعن والكذب والمذؾ‪ ،‬وكل ما ٌدخل ضمن آفات اللسان‬
‫س ِه»‪.‬‬‫وَ ثُل ُثٌ ِلشَ َرا ِب ِه وَ ثُل ُثٌ ِلنَف َ ِ‬ ‫حفظ المال‪ :‬أمر الشرع بضرورة تنمٌة المال‪ ،‬بالكسب الطٌب والرزق‬ ‫حرٌة طلب العلم والتعلم‪ :‬طلب العلم و المعرفة حك كفله اإلسالم للفرد‪،‬‬
‫الكتاب وتكفرون ببعض‪ ،‬فما جزاء من ٌفعل ذلن منكم إال خزي فً‬
‫ولال ‪ «:‬من لبس ثوب شهر ٍة فً الدنٌا ألبسه هللا ثوب مذل ٍة ٌوم المٌامة‪ ،‬ثم‬ ‫الحالل‪ ،‬وحرم فً الممابل السرلة والربا‪.‬‬ ‫ومنحه حرٌة السعً فً تحصٌله‪ ،‬أما ما كان من العلوم بحٌث ال ٌترتب‬
‫الحٌاة الدنٌا وٌوم المٌامة ٌردون إلى أشد العذاب”‪.‬‬
‫ألهب فٌه نارا ا »‪.‬‬ ‫المحور الثانً‪ :‬المصالحالحاجٌة والتحسٌنٌة ضمان للعٌش‬ ‫على تحصٌله مصلحة‪ ،‬وإنما تتحمك به مضرة ومفسدة‪ ،‬فهذا منهً‬
‫أثر االلتزام بمنهج التوسط‪:‬‬
‫اإللحاد بإنكار البعث‪:‬‬ ‫‪.‬عنه‪ ،‬مثل علم السحر والكهانة‬
‫الكرٌم‪:‬‬ ‫لال تعالى على لسان بعضهم‪”:‬وما هً إال حٌاتنا الدنٌا نموت ونحٌا‬
‫‪ ¤‬المداومة على العمل‪ :‬فمد سبل النبً علٌه السالم عن أحب اْلعمال إلى‬ ‫الحرٌة السٌاسٌة‪ :‬وهً حك اإلنسان فً اختٌار سلطة الحكم ‪،‬‬
‫هللا‪ ،‬فمال‪“ :‬أدومها وإن لل”؛‬ ‫ثانٌا‪ :‬الحاجٌات‪:‬‬ ‫وما ٌهلكنا إال الدهر” ‪ ،‬ولد أجابهم هللا تعالى فً سخرٌتهم على النبً‬
‫وانتخابها… ‪ ،‬وتنبٌهها إذا انحرفت عن منهج هللا و شرعه‪ ،‬بدون‬
‫هً مصالح ومماصد ٌحتاج إلٌها اإلنسان للتٌسٌر علٌهم ورفع الحرج‬ ‫علٌه السالم لابال‪ ”:‬لال من ٌحًٌ العظام وهً رمٌم‪ ،‬لل ٌحٌٌها الذي‬
‫‪ ¤‬توزٌع الجهد والطالة توزٌعا عادال على العبادة وعلى اْلعمال الدنٌوٌة‬ ‫فوضى وال نزاع‪ .‬حرٌة العمل‪ ،‬وحرٌة التملن‪ ،‬والحرٌة المدنٌة‪ ،‬حرٌة‬
‫عنهم‪ ،‬ولكن ال تبلػ مبلػ الضرورٌات إال أن فمدانها ٌلحك الحرج والضٌك‬ ‫أنشؤها أول مرة وهو بكل خلك علٌم”‪.‬‬
‫اْلخرى‪.‬‬ ‫اإلرادة‬
‫‪ ¤‬تجنب الملل والضجر؛‬ ‫بالناس‪ ،‬كالرخص فً العبادات‪ ،‬وتشرٌع البٌوع‪.‬‬ ‫المحور الثانً‪ :‬حمابك اإلٌمان تدحض أوهام الملحدٌن‪:‬‬
‫‪ ¤‬إعطاء كل ذي حك حمه (هللا‪ ،‬النفس‪ ،‬اْلهل‪.)..‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التحسٌنٌات‪ /‬الكمالٌات‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬منهج المرآن الكرٌم فً دحض أوهام الملحدٌن‪:‬‬
‫مصالح ومماصد تحسٌنٌة‪ ،‬تتطلبها المروءة‪ ،‬ومكارم اْلخالق‪ ،‬كالنوافل‬
‫مخاطر االبتعاد عن منهج التوسط‬ ‫فً العبادات‪ ،‬وآداب الطعام والشراب فً العادات‪.‬‬
‫تتنوع أسالٌب المرآن الكرٌم فً الرد على الملحدٌن‪ ،‬فتارة ٌستعمل‬
‫اْلسلوب الوصفً التصوٌري لتمرٌب المعنى إلى أذهانهم علهم‬
‫الرسول ملسو هيلع هللا ىلص ونمزوذج الكمال البشري‬
‫واالعتدال‪:‬‬ ‫• وظٌفة المماصد الشرعٌة‪:‬‬ ‫أهمٌة المدوة فً حٌاة اإلنسان‪:‬‬
‫ٌمتنعون‪ ،‬وتارة ٌستعمل أسلوب الترؼٌب والترهٌب بالشدة أو اللٌن فً‬
‫‪ ¤‬تنفٌر الناس من دٌن هللا؛‬ ‫وظٌفة مصلحٌة‪ :‬إذ أن المماصد تموم على حفظ مصالح الناس‪ ،‬عن طرٌك‬ ‫ٌعتبروجود المدوة الحسنة فً حٌاة الفرد أمرا ضرورٌا فً توجٌه‬
‫الخطاب‪ ،‬وتارة ٌذكرهم بالحساب اْلخروي وما ٌنتظرهم من عذاب‪،‬‬
‫‪ ¤‬االنمطاع عن العبادة‪ :‬لال علٌه السالم‪ “ :‬إن الدٌن ٌسر‪ ،‬ولن ٌشاد الدٌن‬ ‫جلب المنافع لهم‪ ،‬ودفع المفاسد والمضار عنهم‪.‬‬ ‫سلون اإلنسان نحوا لفضابل وترن الرذابل‪ .‬ولد أمرا هلل تعالى‬
‫وتارة أخرى ٌضرب اْلمثلة لٌتضح الممال‪ ،‬وأٌضا ٌعرض حججهم‬
‫أحد إال ؼلبه…”؛‬ ‫وظٌفة بٌانٌة‪ :‬إذ من خالل مماصد الشرٌعة اإلسالمٌة‪ ،‬نبٌن أحكام الشرع‬ ‫المسلم باإللتداء بالرسول (ص) لٌتمكن من حمل شرٌعة اإلسالم‬
‫الناكرة لوجود هللا وٌبطلها بؤدلة ممنعة…‬
‫‪ ¤‬التمصٌر فً أداء الحموق والواجبات؛‬ ‫بضرورٌاته وحاجٌاته وتحسٌنٌاته‪.‬‬ ‫وترجمتها بسلوكه وتصرفاته لٌحولها إلى ولابع عملً محسوس‬
‫أمثلة ذلن‪:‬‬
‫‪ ¤‬الولوع فً التطرؾ واالنحراؾ؛‬ ‫وظٌفة تشرٌعٌة‪ :‬فالمجتهد ٌبنً فً تشرٌع اْلحكام على المضاٌا المستجدة‬ ‫وملموس‪...‬‬
‫لال تعالى‪“ :‬لل لبن اجتمعت الجن واإلنس على أن ٌؤتوا بمثل هذا‬
‫‪ ¤‬الخروج عن السنة النبوٌة الصحٌحة‪.‬‬ ‫على المماصد‪ ،‬فما كان منها منافٌا لها ٌحرمه‪ ،‬وما كان ٌجري مجراها‬ ‫المرآن ال ٌؤتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهٌرا”‪.‬‬ ‫مظاهرالكمال البشري فً شخص الرسول (ص‪):‬‬
‫ٌبٌحه وٌجوزه‪.‬‬ ‫لال تعالى‪“ :‬أ َ ْم ُخ ِلم ُوا مِ نْ ؼٌَ ِْر شَ ًْءٍ أ َ ْم هُمُ الْخَا ِلم ُو َن ‪ .‬أ َ ْم َخلَم ُوا‬ ‫وصؾ هللا تعالى أخالق نبٌه الكرٌم (ص) بموله [ إن كل على خلك‬
‫وظٌفة حمولٌة‪ :‬فمد ضمنت لنا حفظ الحموق وصونها‪ ،‬ولوال ذان النتهكت‬ ‫ت وَ اْلرْ ضَ ب َل ال ٌ ُولِن ُو َن ‪ .‬أ َ ْم ِعنْدَهُ ْم َخ َزابِ ُن َر ِب ّ َن أ َ ْم هُمُ‬
‫السَّمَوَ ا ِ‬ ‫عظٌم‪ ]..‬ولما سبلت أم المإمنٌن عابشة (رضً هللا‪ )..‬عن خلمه‬
‫الحموق واستبٌحت الحرمات‪.‬‬ ‫سٌْطِ ُرو َن”‪.‬‬‫الْ ُم َ‬ ‫(ص) لالت‪《 :‬كان خلمه المرأن》فبؤخالله (ص) تحمك له الكمال‬
‫ثانٌا‪ :‬آثار اإللحاد‪:‬‬ ‫البشري وصار المدوة الحمٌمٌة لكل مسلم ومسلمة فً كل أخالله‬
‫الخروج عن الفطرة‪ :‬فطرنا هللا تعالى على العبادة كفطرتنا على‬ ‫التً منها‪:‬‬
‫اْلكل والشرب والتنفس والنوم…فاإلنسان لزاما أن ٌعبد فإما أن ٌعبد‬ ‫كافة‬
‫* رحمته (ص) التً شملت العالمٌن ‪.‬‬
‫حجرا أو دابة أو شهوته أو هواه‪ ،‬أو ٌرتفع عن ذلن كله وٌعبد الذي‬ ‫* حلمه وعفوه (ص) فكان ٌزٌد من إٌذاء الناس له صبرا فال ٌنتمم‬
‫خلمهم‪ ،‬ومن تم فإذا أنكر الملحدون العبودٌة فستضطرب فطرتهم ولن‬ ‫لنفسه منهم‪.‬‬
‫تكون سوٌة‪.‬‬ ‫* جوده وعطابه وكرمه (ص) فكان ٌعطً عطاء من الٌخاؾ فمرا‪.‬‬
‫العذاب النفسً‪ :‬توعد هللا الذٌن ٌلحدون به بالملك واالضطراب‬ ‫* خشٌته وعباده (ص) فكان ٌحرص على العباد وٌكثرمنها‪.‬‬
‫والحرب النفسٌة‪ ،‬لابال سبحانه‪“ :‬فمن ٌرد هللا أن ٌهدٌه ٌشرح صدره‬
‫لإلسالم‪ ،‬ومن ٌرد أن ٌضله ٌجعل صدره ضٌما حرجا كؤنما ٌصعد فً‬
‫السماء”‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫العذاب المادي‪ٌ :‬عذب هللا المالحدة فً الدنٌا لبل اآلخرة‪ ،‬لال تعالى‪:‬‬
‫“فال تعجبن أموالهم وال أوالدهم‪ ،‬إنما ٌرٌد هللا لٌعذبهم بها فً الحٌاة‬
‫الدنٌا وتزهك أنفسهم وهو كافرون”‪.‬‬
‫حك البٌبة‪ -‬إن هللا جمٌل ٌحب الجمال‬ ‫واجبنا نحو الرسول )ص(‬ ‫النظر والتفكٌر سبٌل العلم وا إلٌمان‪.‬‬ ‫الرحمة والرفك‬
‫نصوص االنطالق‪:‬‬ ‫نصوص االنطالق‪:‬‬ ‫نصوص االنطالق‪:‬‬ ‫الوضعٌة – المشكلة‪:‬‬
‫لال هللا تعالى‪“ :‬إِن َّا أَرْ سَلْنَا َن شَا ِهداا وَ ُمب َ ِ‬
‫شّ ارا وَ ن َ ِذٌ ارا‪ِ ،‬ل ّت ُ ْإمِ ن ُوا بِا َّ ِ وَ َرسُو ِل ِه‬ ‫شّ ارا وَ ن َ ِذٌ ارا‪ِ ،‬ل ّت ُ ْإمِ ن ُوا بِا َّ ِ وَ َرسُو ِل ِه‬‫لال هللا تعالى‪“ :‬إِن َّا أَرْ سَلْنَا َن شَا ِهداا وَ ُمب َ ِ‬ ‫خ مِ نْه ُ النَّهَا َر ف َ ِإذَا هُم‬ ‫سل َ ُ‬‫– لال هللا سبحانه وتعالى‪ ﴿ :‬وَ آٌ َة ٌ ل َّ ُهمُ اللٌَّْلُ ن َ ْ‬ ‫ٌمال أن المجتمعات االسالمٌة تعرؾ كثٌرا من مظاهر العنؾ التً ٌتعرض‬
‫َٰ‬
‫ٌال” سورة الفتح اآلٌتان ‪8‬و‪9‬‬ ‫وَ تُع َ ِ ّز ُروهُ وَ ت ُوَ ِل ّ ُروهُ وَ تُسَ ِب ّحُوهُ ب ُ ْك َرة ا وَ أ َ ِص ا‬ ‫ٌال” سورة الفتح اآلٌتان ‪8‬و‪9‬‬ ‫وَ تُع َ ِ ّز ُروهُ وَ ت ُوَ ِل ّ ُروهُ وَ تُسَ ِب ّحُوهُ ب ُ ْك َرة ا وَ أ َ ِص ا‬ ‫ستَم َ ٍّر لَّهَا ۚ ذَ ِل َن تَمْ ِدٌ ُر الْع َِز ٌِز الْعَلٌِمِ‬ ‫س تَج ِْري ِل ُم ْ‬ ‫ُّم ْظ ِل ُمو َن (‪ ) 37‬وَ الشَّ ْم ُ‬ ‫لها الناس فً أنفسهم و أموالهم وأعراضهم‪ ،‬نتٌجة طبٌعة تعالٌم الدٌن‬
‫لال عز وجل‪”:‬ف َ َال وَ َر ِب ّ َن الَ ٌ ُ ْإمِ ن ُو َن َحت ََّٰى ٌ ُ َح ِكّ ُمو َن فٌِمَا شَ َج َر بٌَْن َ ُه ْم ثُمَّ الَ‬ ‫لال عز وجل‪”:‬ف َ َال وَ َر ِب ّ َن الَ ٌ ُ ْإمِ ن ُو َن َحت ََّٰى ٌ ُ َح ِكّ ُمو َن فٌِمَا شَ َج َر بٌَْن َ ُه ْم ثُمَّ الَ‬ ‫س‬‫َّ ْ ُ‬‫م‬ ‫ش‬ ‫ال‬ ‫الَ‬ ‫)‬ ‫‪39‬‬ ‫(‬ ‫ٌمِ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫(‪ ) 38‬وَ الْم َ َم َر لَدَّرْ نَا ُه َمن َ ِازلَ َحت ََّٰى عَادَ كَالْع ُرْ ج ِ‬
‫ُون‬ ‫االسالمً وما ٌدعو إلٌه من عنؾ و عدم الرأفة‪ .‬فما حمٌمة هذا االدعاء؟‪.‬‬
‫سلٌِ اما”‪ .‬سورة النساء اآلٌة‬ ‫ضٌْتَ وَ ٌُسَ ِل ّ ُموا ت َ ْ‬ ‫س ِه ْم َح َرجاا ِ ّم َّما ل َ َ‬ ‫ٌ َِجدُوا فًِ أَنف ُ ِ‬ ‫سلٌِ اما”‪ .‬سورة النساء اآلٌة‬ ‫ضٌْتَ وَ ٌُسَ ِل ّ ُموا ت َ ْ‬ ‫س ِه ْم َح َرجاا ِ ّم َّما ل َ َ‬ ‫ٌ َِجدُوا فًِ أَنف ُ ِ‬ ‫سبَحُو َن‬ ‫ك النَّه َِار ۚ وَ كُلٌّ فًِ فَلَنٍ ٌ َ ْ‬ ‫ٌ َنبَؽًِ لَهَا أَن تُد ِْر َن الْم َ َم َر وَ الَ اللٌَّْلُ سَابِ ُ‬ ‫النصوص الشرعٌة‪:‬‬
‫‪64‬‬ ‫‪64‬‬ ‫(‪ ﴾ ) 40‬سورة ٌس‬ ‫‪106‬‬ ‫لال تعالى‪« :‬و ما أرسلنان إال رحمة للعالمٌن» [سورة اْلنبٌاء‪] ،‬‬
‫المفاهٌم اْلساسٌة‪:‬‬ ‫المفاهٌم اْلساسٌة‪:‬‬ ‫– جاء بالل ٌإذن رسول ملسو هيلع هللا ىلص بالصالة ‪ ،‬فلما رآه ٌبكً لال ‪ٌ :‬ا رسول هللا ‪،‬‬ ‫عن عابشة أم المإمنٌن لالت لال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ٌ« :‬ا عابشة إن هللا رفٌك‬
‫أرسلنان‪ :‬بعثنان وأوحٌنا إلٌن‪.‬‬ ‫أرسلنان‪ :‬بعثنان وأوحٌنا إلٌن‪.‬‬ ‫لم تبكً ولد ؼفر هللا لن ما تمدم وما تؤخر ؟ لال ‪ :‬أفال أكون عبدا شكورا‬ ‫ٌحب الرفك ‪ ،‬و ٌعطً على الرفك ما ال ٌعطً على العنؾ ‪ ،‬وما ال ٌعطً‬
‫شاهدا‪ :‬على أمته علٌه السالم‪ ،‬أنه لد بلؽهم الرسالة اإللهٌة‪.‬‬ ‫شاهدا‪ :‬على أمته علٌه السالم‪ ،‬أنه لد بلؽهم الرسالة اإللهٌة‪.‬‬ ‫ك‬‫‪ ،‬لمد نزلت علً اللٌلة آٌة وٌل لمن لرأها ولم ٌتفكر فٌها ‪ ﴿ :‬إِ َّن فًِ َخلْ ِ‬ ‫على ما سواه»‬
‫مبشرا‪ :‬التبشٌر هو الخبر السار والمفرح‪ ،‬أي تبشٌر المإمن بالجنة وضده‬ ‫ت ْلُولًِ‬ ‫ض وَ ا ْختِالؾِ اللٌَّْ ِل وَ النَّه َِار آلٌ َا ٍ‬ ‫ت وَ اْلرْ ِ‬ ‫السَّمَاوَ ا ِ‬
‫مبشرا‪ :‬التبشٌر هو الخبر السار والمفرح‪ ،‬أي تبشٌر المإمن بالجنة‬ ‫لاموس المفاهٌم‪:‬‬
‫اإلنذار‪.‬‬ ‫وضده اإلنذار‪.‬‬ ‫َّللا لٌِ َا اما وَ لُع ُوداا وَ عَلَى ُجن ُوبِ ِه ْم وَ ٌَتَفَكَّ ُرو َن فًِ‬ ‫ب(‪) 190‬ال َّ ِذٌ َن ٌ َ ْذكُ ُرو َن َّ َ‬ ‫اْللْب َا ِ‬ ‫أرسلنان‪ :‬بعثنان‬
‫تعزروه‪ :‬اإلجالل والنصرة‪.‬‬ ‫تعزروه‪ :‬اإلجالل والنصرة‪.‬‬ ‫ض َربَّنَا مَا َخلَمْتَ هَذَا ب َاطِ ال ا سُبْحَان َ َن ف َ ِمنَا عَذَابَ‬ ‫ت وَ اْلرْ ِ‬ ‫ك السَّمَاوَ ا ِ‬ ‫َخلْ ِ‬ ‫ٌعطً‪ٌ :‬حمك‬
‫تولروه‪ :‬التعظٌم والتفخٌم‪.‬‬ ‫تولروه‪ :‬التعظٌم والتفخٌم‪.‬‬ ‫الن َِّار(‪ ( ﴾ ) 191‬سورة آل عمران ‪ ( .) 191- 190‬أخرجه اإلمام ابن حبان‬
‫فً صحٌحه‪ ،‬كتاب الرلابك‪ ،‬باب التوبة‬ ‫مضامٌن النصوص‪:‬‬
‫تسبحوه‪ :‬التسبٌح هلل تعالى بالؽداة والعشً‪.‬‬ ‫تسبحوه‪ :‬التسبٌح هلل تعالى بالؽداة والعشً‪.‬‬ ‫– تبٌن االٌة ان هللا تعالى ارسل رسوله رحمة مهداة للعالمٌن‬
‫ٌحكمون‪ٌ :‬جعلونن حكما علٌه‪ ،‬تمضً بٌنهم بالحك‬ ‫س ِه ْم َحت َّى ٌَتَبٌَ َّ َن ل َ ُه ْم أَنَّه ُ‬ ‫اق وَ فًِ أَنْف ُ ِ‬ ‫– لال تعالى‪﴿ :‬سَن ُِرٌ ِه ْم ءاٌاتِنَا فًِ اآلف َ ِ‬
‫ٌحكمون‪ٌ :‬جعلونن حكما علٌه‪ ،‬تمضً بٌنهم بالحك‬ ‫– الدعوة إلى اتخاد الرفك وسٌلة للوصول إلى المبتؽى‬
‫شجر بٌنهم‪ :‬أشكل و التبس علٌهم من اْلمور‪.‬‬ ‫شجر بٌنهم‪ :‬أشكل و التبس علٌهم من اْلمور‪.‬‬ ‫ك أَوَ لَم ٌَكْؾِ بِ َر ِب ّ َن أَنَّه ُ عَلَى كُ ِلّ شَ ًْءٍ شَ ِهٌدٌ(‪( ﴾) 53‬سورة فصلت ‪:‬‬ ‫الْ َح ُّ‬
‫اآلٌة ‪.) 53‬‬ ‫– اتصاؾ هللا عز وجل بالرفك‬
‫حرجا‪ :‬ضٌم اا أو شكًّا‪.‬‬ ‫حرجا‪ :‬ضٌم اا أو شكًّا‪.‬‬
‫ٌسلموا تسلٌما‪ٌ :‬نمادون له من ؼٌر منازعة وال ممانعة‪ ،‬وٌإمنون بنبوته‬ ‫معانً الكلمات والعبارات‬ ‫المحور اْلول‪ :‬مفهوم الرحمة والرفك و داللتهما فً المول و‬
‫ٌسلموا تسلٌما‪ٌ :‬نمادون له من ؼٌر منازعة وال ممانعة‪ ،‬وٌإمنون بنبوته‬
‫علٌه السالم‪.‬‬ ‫علٌه السالم‪.‬‬ ‫– { لمستمر لها }‪ :‬أي مكان لها ال تتجاوزه‪.‬‬ ‫العمل‬
‫اْلحكام الشرعٌة‪:‬‬ ‫اْلحكام الشرعٌة‪:‬‬ ‫خ مِ نْه ُ النَّهَار}‪ َ:‬نخرجه منه كما ٌسلخ جلد الشاة عن لحمها‪.‬‬
‫سل َ ُ‬‫– { اللٌَّْلُ ن َ ْ‬ ‫أ – حمٌمة الرحمة‪:‬‬
‫‪ . 1‬من مماصد بعثة الرسول إلامة الحجة على الناس‪ ،‬وتبشٌر المإمنٌن‬ ‫‪ . 1‬من مماصد بعثة الرسول إلامة الحجة على الناس‪ ،‬وتبشٌر المإمنٌن‬ ‫والسلخ‪ :‬الكشط و النزع‪.‬‬ ‫– صفة ٌتعاطؾ بها الخلك و ٌشفك بها الموي علىىالضىعٌؾ‪ ،‬و ٌتواد بها‬
‫بالجنة وإنذار الكافرٌن من النار‪ ،‬ومن واجبنا تجاهه علٌه السالم‪ ،‬التصدٌك‬ ‫بالجنة وإنذار الكافرٌن من النار‪ ،‬ومن واجبنا تجاهه علٌه السالم‪،‬‬ ‫ُون الْم َ ِدٌم }‪ :‬العرجون هو عذق النخلة الذي ٌحمل الشمارٌخ‬ ‫– { الْع ُرْ ج ِ‬ ‫بنو آدم‪.‬‬
‫به وتعظٌم وإجالل شؤنه‪.‬‬ ‫التصدٌك به وتعظٌم وإجالل شؤنه‪.‬‬ ‫التً تحمل البلح‪ ،‬ووجه الشبه بٌنه وبٌن الممر هو التموُّ س الذي ٌكون‬ ‫– تعنً الرأفة و الرفك و اللٌن فً التعامل مع الكابنات التً ٌعٌش معها‬
‫‪ . 2‬الرضا بحكم رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص فٌما ٌمضً به على اختالؾ أفهام الناس‬ ‫‪ . 2‬الرضا بحكم رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص فٌما ٌمضً به على اختالؾ أفهام الناس‬ ‫علٌه هذا اْلخٌر فً مرحلة الهالل‪ ،‬وٌكون علٌه عذق النخلة بعد أن‬ ‫االنسان‪.‬‬
‫وتفرلة آراءهم‪.‬‬ ‫وتفرلة آراءهم‪.‬‬ ‫ٌ ُصبح لدٌما ا‪.‬‬ ‫– وهً رلة فً الملب بها ٌؤلم االنسان لمصاب كل متالم ومفجوع ‪ ،‬فٌرحم‬
‫– { ٌتفكرون }‪ٌ :‬تؤملون‪ ،‬وٌعملون خواطرهم فً اْلشٌاء‪.‬‬ ‫الصىؽٌر‪ ،‬وٌعطىؾ على الفمٌىر‪ ،‬وٌسىاعد المحتاج‪ ،‬وٌطعىم المسكٌن ‪،‬‬
‫التحلٌل‪:‬‬ ‫التحلٌل‪:‬‬
‫المحور اْلول‪ :‬التصدٌك بنبوة دمحم ملسو هيلع هللا ىلص ركن من أركان اإلٌمان‪:‬‬ ‫مضامٌن النصوص‪:‬‬ ‫وٌرق للضىعٌؾ ‪ ،‬وٌشفك على المبتلى … ولد بعث تعالى نبٌه رحمة‬
‫المحور اْلول‪ :‬التصدٌك بنبوة دمحم ملسو هيلع هللا ىلص ركن من أركان اإلٌمان‪:‬‬ ‫– النص اْلول‪ :‬سبك المرآن الكرٌم بذكر أمور الفلن لبل أن تعرؾ‬ ‫مهداة للعالمٌن لال تعىلى ‪« :‬و ما أرسلنان إال رحمة للعالمٌن» [سوورة‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم السنة النبوٌة‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬مفهوم السنة النبوٌة‪:‬‬ ‫اإلنسانٌة اْلجهزة واآلالت المعمدة الحدٌثة بمرون طوٌلة دلٌل على أنه‬ ‫اْلنبٌاء‪106] ،‬‬
‫لؽة‪ :‬السبٌل والمنهج والطرٌمة محمودة كانت أو مذمومة‪.‬‬ ‫لؽة‪ :‬السبٌل والمنهج والطرٌمة محمودة كانت أو مذمومة‪.‬‬ ‫وحً من هللا تعالى‪.‬‬ ‫– ولد شخص ملسو هيلع هللا ىلص تلن الرحمة فً معامالته مع اصحابه وأعدابه على‬
‫اصطالحا‪ :‬ما أضٌؾ إلى النبً علٌه السالم لوال‪ ،‬أو فعال‪ ،‬أو تمرٌرا‪ ،‬أو صفة‬ ‫اصطالحا‪ :‬ما أضٌؾ إلى النبً علٌه السالم لوال‪ ،‬أو فعال‪ ،‬أو تمرٌرا‪ ،‬أو‬ ‫– النص الثانً‪ :‬تحذٌر النبً ملسو هيلع هللا ىلص لارئ هذه اآلٌات دون التفكر فٌها‪ ،‬فٌحرم‬ ‫السواء ‪ ،‬لال محفزا ومرؼبا على هذا الخلك ‪ « :‬من ال ٌرحم الناس ال‬
‫خِ لمٌة أو خُلمٌة‪ ،‬أو سٌرة‪.‬‬ ‫صفة خِ لمٌة أو خُلمٌة‪ ،‬أو سٌرة‪.‬‬ ‫بذلن أجر هذه العبادة وٌزداد بعدا عن هللا تعالى‪.‬‬ ‫ٌرحمه هللا عز وجل « ‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬مماصد بعثة الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‪:‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬مماصد بعثة الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‪:‬‬ ‫– النص الثالث‪ :‬ما من اكتشاؾ ظهر‪ ،‬إال والمرآن الكرٌم أدخله فً هذه‬ ‫ب – حمٌمة الرفك‪:‬‬
‫تبلٌػ الرسالة السماوٌة؛‬ ‫‪o‬‬ ‫تبلٌػ الرسالة السماوٌة؛‬ ‫‪o‬‬ ‫اآلٌة الكرٌمة‪.‬‬ ‫الرفك هو‪ :‬لٌن الجانب فً المول والعمل‪ ،‬والتؤنً فً اْلمور واْلخذ‬
‫إرشاد الناس إلى توحٌد هللا وعبادته؛‬ ‫‪o‬‬ ‫إرشاد الناس إلى توحٌد هللا وعبادته؛‬ ‫‪o‬‬ ‫النظر والتفكر‪ :‬المفهوم والمجاالت والمماصد‬ ‫بؤٌسرها ‪،‬والمشً فٌها بتإدة وحلم‪ ،‬وترن الشدة والؽلظة فً ذلن‪،‬‬
‫تزكٌة النفوس وتطهٌرها؛‬ ‫‪o‬‬ ‫تزكٌة النفوس وتطهٌرها؛‬ ‫‪o‬‬ ‫‪ -1‬مفهوم النظر والتفكر‬ ‫والرفك صفة من الصفات الطٌبة بل هو الخٌر كله‪ ،‬لال رسول هللا صلى‬
‫تعلٌم الكتاب والحكمة؛‬ ‫‪o‬‬ ‫تعلٌم الكتاب والحكمة؛‬ ‫‪o‬‬ ‫هللا عل ٌه وسلم‪ ( :‬من أعطً حظه من الرفك فمد أعطً حظه من الخٌر‪،‬‬
‫الرحمة بالعالمٌن؛‬
‫مفهوم النظر‪:‬‬
‫‪o‬‬ ‫الرحمة بالعالمٌن؛‬ ‫‪o‬‬ ‫النظر لؽة‪ :‬نظر ٌنظر نظرا والنظر تؤمل الشًء بالعٌن‪.‬‬ ‫ومن حرم حظه من الرفك فمد حرم حظه من الخٌر)‬
‫تجسٌد نموذج الكمال البشري؛‬ ‫‪o‬‬ ‫تجسٌد نموذج الكمال البشري؛‬ ‫‪o‬‬ ‫مظاهر الرفــــــــك‪:‬‬
‫اصطالحا ‪ٌ :‬فٌد فً سٌاله العام التنبٌه إلى ضرورة إعمال العمل وعدم‬
‫إلامة الحجة على الناس ٌوم المٌامة؛‬ ‫‪o‬‬ ‫إلامة الحجة على الناس ٌوم المٌامة؛‬ ‫‪o‬‬ ‫‪ - 1‬الرفك باْلهل والخدم‪ ،‬لالت عابشة رضً هللا عنها‪« :‬ما ضرب رسول‬
‫تعطٌله وحثه على التؤمل فً الكون واالهتداء إلى البراهٌن واْلدلة‬
‫إتمام مكارم اْلخالق…‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫إتمام مكارم اْلخالق…‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫هللا ملسو هيلع هللا ىلص شٌبا لط بٌده‪ ،‬وال امرأة‪ ،‬وال خادما‪ ،‬إال أن ٌجاهد فً سبٌل هللا‬
‫والبحث واالستمصاء عن اآلٌات والحجج الدالة على خالك الوجود‪ ،‬وبارئ‬
‫المحور الثانً‪ :‬واجب المإمن تجاه الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‪:‬‬ ‫المحور الثانً‪ :‬واجب المإمن تجاه الرسول صلى هللا علٌه‬ ‫النعم‪ ،‬ومدبر النظام فً هذا الوجود ‪.‬‬ ‫…» (صحٌح اإلمام مسلم)‬
‫‪ . 1‬اإلٌمان والتصدٌك به‪ٌ :‬عتبر اإلٌمان بالرسول ملسو هيلع هللا ىلص ركن من أركان اإلٌمان‬ ‫وسلم‪:‬‬ ‫‪ - 2‬الرفك باْلطفال‪ ،‬فعن أنس رضً هللا عنه لال‪« :‬كان رسول هللا صلى‬
‫مفهوم التفكر‪:‬‬
‫الذي ال ٌكتمل إٌمان المرء إال به‪ ،‬وهو التصدٌك الجازم بنبوته ورسالته علٌه‬ ‫‪ . 1‬اإلٌمان والتصدٌك به‪ٌ :‬عتبر اإلٌمان بالرسول ملسو هيلع هللا ىلص ركن من أركان‬ ‫هللا علٌه وسلم ٌزور اْلنصار‪ ،‬وٌسلم على صبٌانهم‪ ،‬وٌمسح على‬
‫‪ - 1‬التفكر لؽة‪ :‬التؤمل وإعمال الخاطر فً الشًء”‪.‬‬
‫السالم‪ ،‬لال تعالى‪ٌ“ :‬ا أٌها الذٌن آمنوا آمنوا باهلل ورسوله والكتاب الذي نزّل‬ ‫اإلٌمان الذي ال ٌكتمل إٌمان المرء إال به‪ ،‬وهو التصدٌك الجازم بنبوته‬ ‫رإوسهم» (رواه النسابً وابن ماجه)‬
‫‪ - 2‬اصطالحا‪ :‬عبادة توظؾ فٌها أدوات المعرفة من حواس وعمل وللب‪،‬‬
‫على رسوله”‪.‬‬ ‫ورسالته علٌه السالم‪ ،‬لال تعالى‪ٌ “ :‬ا أٌها الذٌن آمنوا آمنوا باهلل ورسوله‬ ‫‪ - 3‬الرفك فً تعلٌم الجاهل‪ ،‬رفمه ملسو هيلع هللا ىلص باْلعرابً الذي بال فً المسجد…‬
‫لصد تموٌة االرتباط باهلل تعالى‪ ،‬باالنتمال من معرفة المخلوق الى معرفة‬
‫‪ . 2‬محبته ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من واجب المإمن تجاه الرسول علٌه السالم كمال محبته‪ ،‬ولد‬ ‫والكتاب الذي نزّل على رسوله”‪.‬‬ ‫‪ - 4‬رفك اإلمام بالمؤمومٌن لموله ملسو هيلع هللا ىلص ‪ٌ « :‬ا أٌها الناس‪ ،‬إن منكم منفرٌن‪،‬‬
‫الخالك جل وعال‪.‬‬
‫جسد الصحابة المحبة الحمٌمٌة للنبً علٌه السالم‪ ،‬حٌنما افتدوه بؤموالهم‬ ‫‪ . 2‬محبته ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من واجب المإمن تجاه الرسول علٌه السالم كمال محبته‪،‬‬ ‫فؤٌكم ما صلى بالناس فلٌتجوز‪ ،‬فإن فٌهم المرٌض والكبٌرة وذا الحاجة»‬
‫وأنفسهم وأوطانهم وأهلٌهم… لال علٌه السالم‪“ :‬ال ٌإمن أحدكم حتى أكون‬ ‫‪ -2‬مجاالت النظر والتفكر ومماصده‬ ‫(صحٌح البخاري)‬
‫ولد جسد الصحابة المحبة الحمٌمٌة للنبً علٌه السالم‪ ،‬حٌنما افتدوه‬
‫أحب إلٌه من والده وولده والناس أجمعٌن”‪.‬‬ ‫بؤموالهم وأنفسهم وأوطانهم وأهلٌهم… لال علٌه السالم‪“ :‬ال ٌإمن‬
‫مجال االفاق‬ ‫مجاالت الرحمة‪:‬‬
‫‪ . 3‬طاعته وامتثال أوامره‪ :‬لال هللا تعالى‪“ :‬وما آتاكم الرسول فخذوه وما‬ ‫أحدكم حتى أكون أحب إلٌه من والده وولده والناس أجمعٌن”‪.‬‬ ‫لمد وجهتنا االٌات المتعددة فً كتاب هللا عزوجل‪ ،‬واْلحادٌث النبوٌة‬
‫تتسع مجاالت الرحمة فً االسالم لتشمل كل حركات وسكنات المإمن ‪،‬‬
‫نهاكم عنه فانتهوا واتموا هللا”‪ ،‬ولال عز وجل أٌضا‪“ :‬لل إن كنتم تحبون هللا‬ ‫‪ . 3‬طاعته وامتثال أوامره‪ :‬لال هللا تعالى‪“ :‬وما آتاكم الرسول فخذوه وما‬ ‫الشرٌفة إلى إجالة الفكر وإطالته فً هذا الكون الفسٌح‪ ،‬باعتباره من‬
‫منها ‪:‬‬
‫فاتبعونً ٌحببكم هللا وٌؽفر لكم ذنوبكم”‪.‬‬ ‫الكتاب المنظور الدال على عظمة الخالك ولدرته لال تعالى ‪“ :‬إن فً خلك‬
‫نهاكم عنه فانتهوا واتموا هللا”‪ ،‬ولال عز وجل أٌضا‪“ :‬لل إن كنتم تحبون‬ ‫ح الذُّ ِ ّل مِ َن ال َّر ْح َم ِة‬
‫ِض ل َ ُهمَا َجنَا َ‬ ‫‪ - 1‬الرحمة بالوالدٌن‪ :‬لال تعالى‪“ :‬وَ ا ْخف ْ‬
‫‪ . 4‬االلتداء به‪ :‬إن لنا فً رسوله هللا ملسو هيلع هللا ىلص لدوة وأسوة حسنة‪ ،‬نمتدي به فً‬ ‫السموات واالرض واختالؾ اللٌل والنهار الٌات ْلولً اْللباب الذٌن‬
‫هللا فاتبعونً ٌحببكم هللا وٌؽفر لكم ذنوبكم”‪.‬‬
‫ٌذكرون هللا لٌاما ولعودا وعلى جنوبهم وٌتفكرون فً خلك السموات‬
‫ص ِؽٌ ارا” (سورة اإلسراء‪ ،‬اآلٌة‪) 24:‬‬ ‫ب ارْ َح ْم ُهمَا كَمَا َربٌَّ َانًِ َ‬ ‫وَ لُل َّر ّ ِ‬
‫ألواله وأفعاله وأحواله‪ ،‬لال تعالى‪“ :‬لمد كان لكم فً رسول هللا إسوة حسنة‬ ‫‪ . 4‬االلتداء به‪ :‬إن لنا فً رسوله هللا ملسو هيلع هللا ىلص لدوة وأسوة حسنة‪ ،‬نمتدي به فً‬ ‫‪ - 2‬الرحمة بالصؽٌر والكبٌر‪ ،‬لال ملسو هيلع هللا ىلص ‪ « :‬لٌس منا من لم ٌولر الكبٌر‪،‬‬
‫لمن كان ٌرجوا هللا والٌوم اآلخر وذكر هللا كثٌرا”‪.‬‬ ‫ألواله وأفعاله وأحواله‪ ،‬لال تعالى‪“ :‬لمد كان لكم فً رسول هللا إسوة‬ ‫االرض ربنا ما خلمت هذا باطال سبحانن فمنا عذاب النار‪ ”.‬ال عمران‬
‫وٌرحم الصؽٌر‪ ،‬وٌؤمر بالمعروؾ‪ ،‬وٌنهى عن المنكر » (مسند اإلمام‬
‫‪ . 5‬تولٌره وتعظٌم شؤنه‪ :‬تولٌره وتعظٌمه من آكد حموله على أمته ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬لال‬ ‫حسنة لمن كان ٌرجوا هللا والٌوم اآلخر وذكر هللا كثٌرا”‪.‬‬ ‫‪191- 190‬‬
‫أحمد)‪.‬‬
‫تعالى‪ “ :‬إنا أرسلنان شاهدا ومبشرا ونذٌرا‪ ،‬لتومنوا باهلل ورسوله وتعزروه‬ ‫‪ ،‬وصدق هللا العظٌم المابل‪:‬‬
‫‪ . 5‬تولٌره وتعظٌم شؤنه‪ :‬تولٌره وتعظٌمه من آكد حموله على أمته صلى‬ ‫ك لَكُ ْم مِ نْ‬‫‪ - 3‬الرحمة بٌن اْلزواج‪ ،‬لال جل شؤنه‪ ” :‬وَ مِ نْ آٌَ َاتِ ِه أَنْ َخل َ َ‬
‫وتولرون وتسبحوه بكرة وأصٌال”‪.‬‬ ‫ك أَوَ ل َ ْم‬
‫س ِه ْم َحت َّى ٌَتَبٌَ َّ َن ل َ ُه ْم أَنَّه ُ الْ َح ُّ‬
‫اق وَ فًِ أَنْف ُ ِ‬
‫﴿ سَن ُِرٌ ِه ْم آٌ َاتِنَا فًِ اآلف َ ِ‬
‫هللا علٌه وسلم‪ ،‬لال تعالى‪ “ :‬إنا أرسلنان شاهدا ومبشرا ونذٌرا‪ ،‬لتومنوا‬ ‫سكُن ُوا إِلٌَْهَا وَ َجعَلَ بٌَْنَكُ ْم مَوَ دَّة ا وَ َر ْحمَة ا إِ َّن فًِ ذَ ِل َن َآلٌَ َا ٍ‬
‫ت‬ ‫سكُ ْم أَزْ وَ اجاا ِلت َ ْ‬ ‫أَنْف ُ ِ‬
‫‪ . 6‬الصالة علٌه‪ :‬البخٌل من أمته علٌه السالم من إذا ذكر عندهم النبً لم‬ ‫ٌَكْؾِ بِ َربِ ّ َن أَنَّه ُ عَلَى كُ ِ ّل شَ ًْءٍ شَ ِهٌدٌ﴾ فصلت‪:‬‬
‫باهلل ورسوله وتعزروه وتولرون وتسبحوه بكرة وأصٌال”‪.‬‬ ‫ِلمَوْ مٍ ٌَتَفَكَّ ُرو َن” سورة الروم‪ ،‬اآلٌة‪21:‬‬
‫ٌصلوا علٌه‪ ،‬لال تعالى‪ “ :‬إن هللا ومالبكته ٌصلون على النبً ٌا أٌها الذٌن‬ ‫‪ . 6‬الصالة علٌه‪ :‬البخٌل من أمته علٌه السالم من إذا ذكر عندهم النبً لم‬ ‫مجال اْلنفس‬ ‫‪ - 4‬الرحمة بالجار‪ ،‬لال ملسو هيلع هللا ىلص ‪ « :‬من كان ٌإمن باهلل والٌوم اآلخر فال ٌإذ‬
‫آمنوا صلوا علٌه وسلموا تسلٌما”‪.‬‬ ‫ٌصلوا علٌه‪ ،‬لال تعالى‪ “ :‬إن هللا ومالبكته ٌصلون على النبً ٌا أٌها الذٌن‬ ‫إن توجٌه النظر والتفكر إلى النفس من أعظم صور هذه العبادة‪ ،‬ولد أمر‬ ‫جاره»‬
‫‪ . 7‬نشر دعوته‪ :‬المسلم مكلؾ شرعا بتبلٌؽه أحكام اإلسالم ونشرها عن‬ ‫آمنوا صلوا علٌه وسلموا تسلٌما”‪.‬‬ ‫هللا عز وجل بضرورة التفكر فً النفس والحث على ذلن‪ ،‬فخلك اإلنسان‬ ‫‪ - 5‬الرحمة بالفمراء والمحتاجٌن والضعفاء واْلرامل واْلٌتام فمد كان‬
‫طرٌك النصح والتوجٌه واإلرشاد واالمتثال بها فً نفسه… لال علٌه السالم‪:‬‬ ‫‪ . 7‬نشر دعوته‪ :‬المسلم مكلؾ شرعا بتبلٌؽه أحكام اإلسالم ونشرها عن‬ ‫آٌة من آٌات هللا العظٌمة‪ ،‬خاصة إذا علِمنا أن كل طور من أطوار الخلك‬ ‫النبً ملسو هيلع هللا ىلص رحٌما بهاه الفبة فؤتً ضعفاءهم وٌعود مرضاهم‪ ،‬وٌشهد‬
‫“بلؽوا عنً ولو آٌة”‪.‬‬ ‫طرٌك النصح والتوجٌه واإلرشاد واالمتثال بها فً نفسه… لال علٌه‬ ‫البشري ٌعدُّ آٌة فً ذاته‪،‬‬ ‫جنابزهم‪ ،‬وكٌؾ ال وهو الرحمة المهداة للعالمٌن‪.‬‬
‫السالم‪“ :‬بلؽوا عنً ولو آٌة”‪.‬‬ ‫فؤول ما ٌجب على اإلنسان أن ٌتفكر فٌه هً نفسه التً بٌن جنبٌه‪ :‬كٌؾ‬ ‫‪ - 6‬الرحمة بالعصاة والمذنبٌن‪ ،‬فإنهم ٌحتاجون إلى رحمة التوجٌه‬
‫خلمه هللا؟ ولم خلمه؟ وما مصٌره؟ وما مظاهر اإلعجاز فً خلمه؟‬ ‫والهداٌة لطاعة هللا‪.‬‬
‫لال تعالى ‪ ”:‬أولم ٌتفكروا فً أنفسهم “الروم‪7‬‬ ‫‪ - 7‬الرحمة بالحٌوان‪ ،‬فهو مخلوق ذو إحساس‪ ،‬لذلن جعلت الجنة جزاء‬
‫مماصده‬ ‫لمن أشفك علٌه‪ ،‬والنار جزاء لمن لسً للبه علٌه‬
‫– ترسٌخ االٌمان فً للب المإمنٌن‪.‬‬
‫– توطٌد العاللة بالخالك عز وجل‪.‬‬
‫– النظر والتفكر ٌورث العلم ‪،‬والعلم ٌصل باالنسان إلى معرفة هللا‪ ،‬وكلما‬
‫ازدادت معرفته باهلل‪ ،‬ازداد انضباطا لشرعه واشتدت استمامته‪.‬‬
‫– تحمٌك خشٌة هللا عزوجل مصدالا لموله تعالى ‪ ”:‬إنما ٌخشى هللا من‬
‫عباده العلماء” فاطر ‪28‬‬
‫– ترسٌخ محبة هللا تعالى فً النفس‪.‬‬
‫– تحمٌك شكر هللا تعالى على نعمه‬
‫التً ال تعد وال تحصى‪.‬‬
‫أهمٌة النظر والتفكر فً تطوٌرالعلم وترسٌخ اإلٌمان وتموٌته‪.‬‬
‫للتفكر والنظر فً الكون بالػ اْلثر على الفرد من حٌث الرلً به فً‬
‫مدارج ورحاب الممامات اإلٌمانٌة التً ترفع المتصؾ بها من مستوى‬
‫عموم الناس إلى مصاؾ العارفٌن المتذولٌن حالوة الحب عن علم ‪ ،‬ذلن‬
‫أن فعل التفكر ٌورث العلم‪ ،‬والعلم ٌسمو بصاحبه لٌصل به درجات متمدمة‬
‫من اإلٌمان‪ ،‬بحٌث كلما ازداد علمه ازداد إٌمانه‪ ،‬وهو المعبر عنه بموله‬
‫تعالى ‪ ”:‬إنما ٌخشى هللا من عباده العلماء”فاطر‪28‬‬
‫النظر والتفكر فً الكون عبادة‬
‫كثٌر من المسلمٌن ٌعتمدون أن العبادات مرتبطة بالجوارح ال تتعداها‪،‬‬
‫معرضٌن عن باب كبٌر من أبواب التمرب إلى هللا ‪.‬والملٌل منهم ٌدرن أن‬
‫ثمة عبادة عملٌة ال تمل أهمٌة عن سابمتها‪ ،‬بل لد تفولها درجة اعتبارا‬
‫لما ٌنبنً علٌها‪ ،‬ثم إذا فهموا ذلن فملٌل منهم من ٌعمل بها فٌدلك النظر‬
‫فً اٌات هللا المسطورة فً كتابه والمنثورة فً كونه وخلمه ‪،‬وٌكفً هذه‬
‫العبادة شرفا أنها تجمع بٌن وعً العمل وحظور الملب‪ .‬لال وهب بن منبه‬
‫“ ما طالت فكرة امرئ لط إال فهم‪ ،‬وما فهم إال علم‪،‬وما علم إال عمل‬
‫“ إحٌاء علوم الدٌن ْلبً حامد الؽزالً‪،‬ج‪، 4‬ص‪234،‬‬
‫االجتهاد والتجدٌد‬ ‫حك البٌبة‪ -‬إن هللا جمٌل ٌحب الجمال‬
‫لال هلل تعالى ‪ " :‬وما كان المومنون لٌنفروا كافة‪ ،‬فلوال نفر من كل فرلة‬
‫منهم طابفة لٌتفمهوا فً الدٌن‪ ،‬ولٌنذروا لومهم إذا رجعوا إلٌهم‬ ‫لال هللا تعالى‪ " :‬وَ آٌ َة ٌ ل َّ ُهمُ ْاْلَرْ ضُ الْ َمٌْت َة ُ أ َ ْحٌٌَْنَاهَا وَ أ َ ْخ َر ْجنَا مِ نْهَا َحب ًّا‬
‫‪ .‬لعلهم ٌحذرون " سورة التوبة اآلٌة‪123‬‬ ‫فَمِ نْه ُ ٌ َؤْكُل ُو َن" سورة ٌس اآلٌة ‪32‬‬
‫عن عمرو بن العاص رضً هلل عنه أنه سمع رسول هلل صلى هللا علٌه‬ ‫قال عز وجل‪ ":‬أَوَ ل َ ْم ٌَرَوْ ا أَن َّا َخلَمْنَا لَهُم ِ ّم َّما عَمِ لَتْ أٌَْ ِدٌنَا أَنْع َا اما ف َ ُه ْم‬
‫وسلم ٌمول" ‪ :‬إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فلهم أجران‪ ،‬وإذا حكم‬ ‫لَهَا مَا ِلكُو َن‪ ،‬وَ ذَلَّلْنَاهَا ل َ ُه ْم فَمِ نْهَا َركُوب ُ ُه ْم وَ مِ نْهَا ٌ َؤْكُل ُو َن"‪.‬سورة ٌس‬
‫فاجتهد ثم أخطؤ فله أجر " صحٌح البخاري‪ ،‬كتاب االعتصام بالكتاب‬ ‫اآلٌتان ‪. 71- 70‬‬
‫والسنة‬ ‫المفاهٌم اْلساسٌة‪:‬‬
‫المفاهٌم اْلساسٌة‪:‬‬ ‫اي‪ :‬دلٌل وحجة وبرهان‪.‬‬ ‫ة‬
‫لٌنفروا ‪ :‬لٌخرجوا لطلب العلم طابفة ‪:‬فبة واحدة منهم‪ ،‬ما ٌكفً ‪.‬‬ ‫اْلرض المٌتة‪ :‬الماحلة التً ال تنبت‪.‬‬
‫حكم ‪ :‬اجتهد‪ ،‬أصدر حكما‪ ،‬لضى‪..‬‬ ‫حبا‪ :‬ثمارا‬
‫اْلحكام الشرعٌة‪:‬‬ ‫أنعاما‪ :‬اإلبل والبمر والؽنم المعز‪.‬‬
‫‪ 1‬تحدٌد اآلٌة لشروط المجتهد المتمثلة فً طلب العلم‪ ،‬والتفمه فً الدٌن‪،‬‬ ‫دللناها‪ :‬سخرناها لخدمة اإلنسان‬
‫والعمل على تبلٌؽه‪ ،‬واعتباره من فروض الكفاٌة‪.‬‬ ‫اْلحكام الشرعٌة‪:‬‬
‫‪ 2‬جزاء المجتهد المصٌب عند هلل أجران؛ أجر االجتهاد‪ ،‬وأجر إصابة‬ ‫* بٌان لدرة هللا تعالى على إحٌاء اْلرض المٌتة الماحلة‪ ،‬وإخراج‬
‫الحك‪ ،‬وجزاء المجتهد المخطا أجر واحد هو أجر اجتهاده‪.‬‬ ‫ثمارها وخٌراتها لتبرهن على جمٌل صنع الخالك‪.‬‬
‫المحور اْلول ‪ :‬مفهوم التجدٌد واالجتهاد والعاللة بٌنهما‪:‬‬ ‫* خلك هللا تعالى اْلنعام خدمة لإلنسان‪ ،‬وسخر له ركوبها وأكلها‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم التجدٌد واالجتهاد‪:‬‬ ‫لتحمٌك الوظٌفة االستخالفٌة‪.‬‬
‫‪ 1‬مفهوم االجتهاد‪:‬‬ ‫التحلٌل‪:‬‬
‫لؽة ‪ :‬من الجهد والمشمة‪.‬‬ ‫المحور اْلول‪ :‬مفهوم الجمال فً اإلسالم‪:‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬استفراغ الوسع وبذل الجهد للوصول إلى حكم شرعً‪.‬‬ ‫الجمال لؽة‪ :‬ضد المبح‪ ،‬وهو الحسن والبهاء والزٌنة‪.‬‬
‫‪ 2‬مفهوم التجدٌد‪:‬‬ ‫إصطالحا‪ :‬حسن الشًء ونضارته وكماله على وجه ٌلٌك به‪،‬‬
‫لؽة ‪ :‬الحدٌث‪ ،‬ونمٌضه البِلى‪.‬‬ ‫والجمال فً اإلسالم ٌنطبك على حسن الخِ لمة‪ ،‬ونبل الخُلك‪ ،‬وكرم‬
‫اصطالحا ‪ :‬له معنٌان ‪ :‬إحٌاء الدٌن فً النفوس‪ ،‬وإسماط اْلحكام الشرعٌة‬ ‫الفعل‪...‬‬
‫المجتهد فٌها على المضاٌا المستجدة‪.‬‬ ‫المحور الثانً‪ :‬مظاهر الجمال فً المرآن الكرٌم والسنة‬
‫ثانٌا ‪ :‬العاللة بٌن التجدٌد واالجتهاد‪:‬‬ ‫النبوٌة‪:‬‬
‫من أهم الخصابص التً تمٌز الشرٌعة اإلسالمٌة عن ؼٌرها‪ ،‬خاصٌة‬
‫المرونة والشمول وصالحٌتها لكل زمان ومكان‪ ،‬والهدؾ‬ ‫م ظاهر الجمال فً المرآن الكرٌم‪:‬‬
‫منها مواكبة اْلحداث والولابع التً ال تنحصر‪ ،‬وتتجدد بتجدد الزمان‬ ‫ورد لفظ "جمٌل" و "جمال" فً المرآن الكرٌم فً مواضع عدة‬
‫والمكان‪ ،‬ففتح اإلسالم باب االجتهاد أمام العلماء فً‬ ‫بعضها تتحدث عن الجمال الحسً‪ ،‬وأخرى عن الجمال المعنوي‬
‫المسابل التً لم ٌذكر فٌها نص شرعً لطعً؛ لصد تجدٌد هذا الدٌن‬ ‫والخُلمً فمثال نجد‪:‬‬
‫والتصدي لجمٌع النوازل والمضاٌا المستجدة ببٌان حكمها‬ ‫قال تعالى‪" :‬ولكم فٌها جمال حٌن ترٌحون وحٌن تسرحون"‪ ،‬جاءت‬
‫الشرعً‪ ،‬فالعاللة إذا بٌنهما هً عاللة تكامل وترابط وتوافك‪.‬‬ ‫هذه اآلٌة فً معرض حدٌث سبحانه عن اْلنعام وما فٌها من جمال‬
‫ثالثا ‪ :‬أمثلة للمضاٌا المستجدة‪:‬‬ ‫ومتاع‪.‬‬
‫أطفال اْلنابٌب‪ ‬‬ ‫قال تعالى‪" :‬فصبر جمٌل وهللا المستعان على ما تصفون"‪ ،‬اآلٌة‬
‫بنون الحلٌب‪ ‬‬ ‫على لسان سٌدنا ٌعموب علٌه السالم حٌنما أخبره أبناإه بكذبة أن‬
‫االستنساخ‪ ‬‬ ‫ٌوسؾ علٌه السالم أكله الذبب‪.‬‬
‫زراعة اْلعضاء‪ ‬‬ ‫قال تعالى‪" :‬فاصفح الصفح الجمٌل" ‪ ،‬وجمال الصفح فً التؽاضً‬
‫عملٌات التجمٌل‪ ‬‬ ‫عن إساءات اآلخرٌن لوجه هللا‪ .‬الشامل المولع اْلول فً المؽرب‬
‫استبجار اْلرحام‪ ‬‬ ‫قال تعالى‪" :‬واصبر على ما ٌمولون واهجرهم هجرا جمٌال"‪ ،‬فمد‬
‫المحور الثانً ‪ :‬مجاالت االجتهاد وشروطه وضوابطه‪:‬‬ ‫أمر هللا تعالى نبٌه علٌه السالم إزاء المشركٌن‪ ،‬بالهجر الجمٌل الذي‬
‫أوال ‪ :‬مجاالت االجتهاد‪:‬‬ ‫ٌشعر المهجور بسوء تصرفه مع إبماء حبل الود معه‪.‬‬
‫قال تعالى‪" :‬وسرحوهن سراحا جمٌال" ‪ ،‬ومعناه الطالق بإحسان تام‬
‫‪ 1‬ما ال ٌجوز االجتهاد فٌه‪:‬‬ ‫للمرأة المطلمة بضمان متعتها وكسوتها ونفمتها‪ ،‬والحرص على‬
‫كل ما ورد بنص من المرآن أو السنة لطعً الداللة( المعنى )والثبوت (‬ ‫عدم تعنٌفها وضربها‪....‬‬
‫المصدر ‪ ).‬‬
‫ما أجمع علٌه علماء اْلمة ‪‬‬ ‫م ظاهر الجمال فً السنة النبوٌة وتجلٌاته من خالل‬
‫‪ 2‬ما ٌجوز االجتهاد فٌها ‪:‬‬ ‫السٌرة النبوٌة‪:‬‬
‫كل ما ورد فٌه نص شرعً ظنً الداللة أو الثبوت‪ ،‬ولٌس فٌه إجماع‬ ‫يعتبر وصؾ الصحابة رضوان هللا علٌهم للرسول ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬نموذجا جمالٌا‬
‫لبدٌع خلك هللا تعالى‪ ،‬وما ذكر عنه علٌه السالم من نور وجهه‬
‫لألمة‪ . ‬‬
‫وتناسك أعضاءه‪ ،‬وخلوه من العٌب والنمص‪ ،‬ورابحته التً كانت‬
‫المسابل المعاصرة والمستجدة‪ . ‬‬
‫كرٌح المسن‪....‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬شروط االجتهاد وضوابطها‬ ‫أما امتاز النبً علٌه السالم بجمال الخُلك وحسن المعاملة‪ ،‬إذ كان‬
‫ٌمكن تمسٌمها إلى شروط مرتبطة بفمه الشرع‪ ،‬وأخرى مرتبطة بفمه‬ ‫ٌلمب بالصادق اْلمٌن لبل البعثة‪ .‬وبعد البعثة وصؾ جمال أخالله‬
‫الوالع‪:‬‬ ‫بموله تعالى‪" :‬وإنن لعلى خلك عظٌم" ‪ ،‬وفً سٌرته علٌه السالم‬
‫‪ 1‬شروط فمه الشرع‪:‬‬ ‫نمؾ على جمال أخالله من خالل‪ :‬تبسمه‪ ،‬تسامحه‪ ،‬حلمه‪ ،‬جوده‪،‬‬
‫اإللمام باللؽة العربٌة وعلومها‬ ‫حٌاءه‪ ،‬عدله‪ ،‬أمانته‪ ،‬عطفه‪ ،‬رحمته‪ ،‬رفمه‪....‬‬
‫العلم بالمرآن الكرٌم والسنة النبوٌة وعلومهما‬ ‫أ ما فٌما ٌخص البٌبة فمد جعل النبً علٌه السالم إماطة اْلذى عن‬
‫معرفة المسابل التً أجمع علٌها العلماء‬ ‫الطرٌك شعبة من شعب اإلٌمان‪ ،‬وأجزى المثوبة لمن ٌساهم فً‬
‫ضبط علم أصول الفمهم ومماصد الشرٌعة اإلسالمٌة‬ ‫التشجٌر والتثمٌر‪ ،‬ودعا إلى إحٌاء اْلرض الموات‪ ،‬كما حث على‬
‫‪ 2‬شروط فمه الوالع‪:‬‬ ‫النظافة والطهارة‪...‬‬
‫العلم بوالع الناس وأحوال حٌاتهم‬ ‫المحور الثالث‪ :‬العناٌة بجمال البٌبة سمة ضرورٌة‬
‫أن ٌكون معاصرا للمضٌة المستجدة‪..‬‬ ‫للمجتمع المسلم‪:‬‬
‫ثالثا ‪ :‬ضرورة االجتهاد والحاجة إلیها‬ ‫خلك هللا البٌبة جمٌلة فً مظهرها من حٌث اْلشكال واْللوان‬
‫‪ 1‬ظنٌة الكثٌر من النصوص الشرعٌة من المرآن الكرٌم ومن السنة‬ ‫والروابح واْلحجام والمالمس والتناسك والتنظٌم ‪ ...‬لال علٌه‬
‫النبوٌة‪ ،‬والتً تحتمل معان اجتهادی سماحة اإلسالم‪ ،‬والتوسعة على‬ ‫السالم‪ " :‬إن هللا جمٌل ٌحب الجمال"‪ .‬وأمر هللا تعالى اإلنسان‬
‫الناس وتٌسٌر أمورهم‪...‬‬ ‫بضرورة الحفاظ على الجمال البٌبً‪ ،‬لما لذلن من أهمٌة تتمثل فً‬
‫‪ 2‬نصوص الشرعٌة محددة ومحصورة‪ ،‬والولابع واْلحداث متجددة ؼٌر‬ ‫أن الوجود البشري وبماءه على اْلرض رهٌن بنماء البٌبة وجمالها‪،‬‬
‫محصورة‪.‬‬ ‫وأي تلوث بٌبً فهو ٌهدد الحٌاة البشرٌة والبماء اإلنسانً‪ ،‬لال‬
‫تعالى‪ " :‬ظهر الفساد فً البر والبحر بما كسبت أٌدي الناس"‪....‬‬

You might also like