Professional Documents
Culture Documents
ملخص دروس مادة - النظريات التربوية - 2022
ملخص دروس مادة - النظريات التربوية - 2022
-1مفهوم النظرية:
لغة :يدل لفظ النظرية على تقصي الحقيقة والبحث عن المعنى ،ولفظ نظرية مشتق من النظر الذي يحمل داللة
وتقصي معناه وحقيقته بالفهم والتجريب واالختبار،
ِّ معنى التأمل العقلي ،و الفعل (نظر) ،معناه :حاول فهمه
ض} [يونس ،]101 :وتتكرر الدعوة إلى النظر في ت َواأل َ ْر ِّ وفي القرآن الكريم{ :قُ ِّل ا ْن ُ
ظ ُروا َما َذا فِّي ال َّ
س َم َاوا ِّ
تركيب اإلنسان والحيوان والنبات ،وحال المجتمعات
اصطالحا :يحيل لفظ النظرية على معاني التأمل والمالحظة العقلية ،باعتبارهما نوعا من أنواع البرهان ،ذي
النسق المتدرج في طرح األفكار من جهة ،واالنتقال بها من المقدمات إلى الحصيلة ،من جهة أخرى.
عرف كيرلنجر ) (Kerlingerالنَّظرية بأنها" مجموعة من البنى أو المفاهيم المتفاعلة ،والتعاريف، وقد َّ
واالفتراضات ،والقضايا التي تمثل وجهة نظر منتظمة لتفسير ظاهرة ما والتنبؤ بها من خالل إيجاد عالقات
بين متغيرات بهدف تفسيرها وفهمها وضبطها".
يقول( ارنولد روس " ) Rossإن النظرية بناء متكامل ،يضم مجموعة تعريفات ،وافتراضات ،وقضايا
عامة تتعلق بظاهرة معينة ،بحيث يمكن أن يستنبط منها منطقيا مجموعة من الفروض القابلة لالختبار"
يعرف موريس أنجرس النظرية بأنها " :مجموعة من المصطلحات والتعريفات واالفتراضات لها عالقة
ببعضها البعض ،والتي تقترح رؤية منظمة للظاهرة ،وذلك بهدف عرضها ،والتنبؤ بمظاهرها".
ال شك ،في أن النظرية تبنى على فرضيات تختبر بالتجربة ،وتخضع لمبادئ تتسم بالعقلية؛ الحتمية والسببية،
لتنتهي بصياغة قانون ما ،في مجال معين ،يربط بين ظواهر قابلة إلخضاعها للدراسة أوال ،والمنهج ثانيا ،و
تعد النظرية زمرة من االفتراضات والتعميمات ،التي تستهدف تقديم تفسيرات لظواهر ،والعمل على وصفها
قبل ذلك ،ومن المفاهيم المشكلة لها نجد:
– االفتراضات :هي تعميمات إذا حددت العالقة بين مفصلين أو أكثر؛
-الفرضيات :هي تعميمات ذات دعم تجريبي محدود؛
-المبادئ :هي تعميمات بدعم تجريبي كبير؛
-القوانين :هي تعميمات ذات درجة كبيرة من الدعم التجريبي (أكثر من المبادئ)
-2مفهوم التربية :
التربية من الفعل ربا ( ربي) تعني النمو والزيادة ،و في القرآن الكريم "وترى األرض هامدة فإذا أنزلنا
عليها الماء اهتزت و ربت و أنبتت من كل زوج بهيج" ( الحج ،اآلية )05
أما اصطالحا " فالتربية هي عملية تنمية متكاملة و دينامية تستهدف مجموع إمكانات الفرد البشري (عقليا
و جسديا ونفسيا و اجتماعيا و وجدانيا) ،تتحقق التربية على أكمل وجه إذا شملت كل النواحي السابقة و عملت
على تكاملها.
والتربية بمعناها الشامل :تغيُّر في السلوك وتنميته إلى الدرجة التي تمكن اإلنسان من اإلسهام الفعَّال في
تحقيق حاجات الحاضر ،ومواجهة تحدِّيات المستقبل ،وتسخير موارد البيئة وخبرات الماضي عبر رحلة النشأة
والحياة والمصير.
ومن أهداف التربية نمو طاقات الفرد وإمكانياته على أساس احترام شخصيته وإفساح الفرص المناسبة
أمامه لتنمية هذه الطاقات ،وبذلك فالتربية هي عملية نمو شاملة للطفل جسميا وعقليا ،واجتماعيا وسط جماعة
اجتماعية معينة تعمل على الوصول به إلى أقصى ما تؤهله له قدراته الطبيعية.
و التربيـة عمليـة قـصدية متدرجـة بخطـوات ومراحـل متتابعـة محددة األهداف والمحتوى واألسـاليب
والوسـائل والعمليـات والفعاليـات التي يقـوم عليهـا أفراد مؤهلون متخصصون ،أعدوا للقيام بجميع التزاماتها
للنهوض بـالفرد المربى وصـوالً إلى أقـصى درجـات الكمـال اإلنساني الممكنـة بتنمية قدراته وامكاناتـه
ومواهبـه وملكاته واستعداداته المختلفة .
- 3النظرية التربوية:
إن للنظرية التربوية ،الدور نفسه الذي تقوم به النظرية الفيزيائية أو الطبيعية ،أو النفسية أو االجتماعية أو
االقتصادية… ،ألنها تعمل على تقديم تصور عام عن ظاهرة ما ،حسب المجال ،بالبحث عن مكوناتها ،وأسبابها
ونتائجها.
1-3تعريفها:
هي "مجموعة من المدركات و التصورات المنطقية المنظمة التي يكونها األشخاص حول نظام التربية
الستخدامها في تطوير هذا األخير ( ، ")Y Bertrandومن التعاريف الشائعة للنظرية التربوية أنها " كل تفكير
يتناول بالتحليل مشكالت التربية ،ويقدم اقتراحات للتطوير والتحسين والتغيير والتجديد ،وهي مرفقة ومدعمة
بخلفية من األفكار والمفاهيم المنظمة والمنسجمة بشكل منهجي ،غايات و أهداف التربية ،التعلم والتعليم
والتدريس ،المعلم مكانته كفاءاته التربوية والبرامج التعليمية وعالقتها بفلسفة وقيم المجتمع.
و "قد تأخذ النظرية التربوية بعدا فلسفيا ،خاصة إذا تمحورت حول قضية األهداف التربوية التي تشكل
األساس في كل تربية نظامية مقصودة .و قد تكون النظريات التربية أقل شمولية في حال معالجتها ألحد أبعاد
المنظومة التربوية (المعلم ،المتعلم ،البيئة التعليمية ،طرق التدريس ،اإلدارة و التسيير.)...
وتعتبر النظرية التربوية نوعا ً مختلفا ً عن النظريات الشائعة في العلم ،بينما تكون النظرية العلمية وصفية
تفسيرية في أساسها ،فإن النظرية التربوية ال تحاول تفسير العالم ،إذ إن وظيفتها األساسية عالجية إرشادية،
وبينما تحاول النظرية العلمية تفسير ما هو قائم ،تحاول النظرية التربوية وصف وتقرير ما ينبغي أن نفعله مع
الناشئة ،وليس معنى هذا أن النظرية التربوية ال تعين على تفسير وفهم ما يحدث في المدارس وغيرها من
المؤسسات التعليمية ،ولكن معناه فقط أن الطابع العملي هو الطابع الغالب على النظرية التربوية.
2-3وظائف النظرية التربوية:
إن فهمنا لمعنى النظرية يزيد من إدراكنا بعض الوظائف المرتبطة بالنظرية ،حيث إن العلماء والمربين
أن ثمة أربعة وظائف للنظرية في التربية ،وهي: يرون َّ
الوصف :وصف مجال الظاهرة والعوامل التي تشكلها وصفا ً دقيقا ً ومحددا ً وواضحا ً.
التفسير والفهم :القدرة التفسيرية للنظرية بالظواهر وفهمها فهمها ً عميقا
التنبؤ :القدرة التنبؤية للنظرية بالظواهر واألحداث
توجيه الممارسة :أي استناد خيارات وقرارات المربين والمطبقين في انتقاء الخبرات على مبادئ وأسس
النَّظرية بهدف تجويد الممارسات الصفية. ،وهذا يعني في المقام األول انتقاء الخبرات التربوية وتنظيمها بطرق
منطقية تراعي طبيعة المادة من جمة وخصائص المتعلم وكمتطلبات التنفيذ وظروفه من جهة أخرى ،مما يؤدي
إلى تعظيم األثر التراكمي أو الناتج التربوي للممارسة.
و فلسفة التربية تعني " تحديد المكونات الرئيسة لشخصية اإلنسان الذي تتطلَّع التربية إلى إخراجه ،والمجتمع
الذي تعمل على تنميته في ضوء عالقات كل منهما بالمنشأ والكون والحياة واإلنسان والمصير ،ولتجسيد هذه
العالقات في واقع تربوي ملموس تركز فلسفة التربية على أربعة ميادين رئيسة هي (الوجود -المعرفة – القيم
-طبيعة اإلنسان)".
ويرى ( نيللر) إلى أن "فلسفة التربية هي تطبيق الفلسفة النظرية العامة على مجال التربية ويترتب على
ذلك أن هذه الفلسفة التربوية تقوم بوظائف الفلسفة العامة ،فهي تأملية تحليلية ناقدة وهي أيضا ً إرشادية
توجيهية".
-فهي تأملية عندما تسعى لتكوين رؤية عن طبيعة كل من اإلنسان والمجتمع والكون والحياة والمعرفة والقيم
-وهي ناقدة وتحليلية حيث تقوم بتحليل المفاهيم ودراسة المسلمات وتوضيح معاني المصطلحات التربوية،
كما تقوم بتحليل األهداف التربوية ونقدها وفق قواعد المنطق وتبعا ً للقدرة على التطبيق والتحقق وتقوم بتحليل
السياسات التربوية والممارسات.
-وهي إرشادية توجيهية عندما تقترح غايات وأهدافا ً جديدة وعندما تشير باستخدام آليات وأفكار من شأنها أن
تساعد في مواجهة المشكالت التربوية بصورة أفضل وتوجيه الواقع التربوي لتحقيق أهدافه.
وإذا كانت الفلسفة التربوية وثيقة الصلة بالفلسفة العامة و تعتمد على األسلوب الفلسفي والنظريات الفلسفية
في معالجتها لبعض القضايا األساسية ،فإنها أيضا ً أي الفلسفة التربوية تستمد من:
معتقدات المجتمع الدينية والسياسية والبد من وجود اتساق بينها وبين مجموعة المعتقدات الدينية
والسياسية السائدة في المجتمع،
ثقافة المجتمع بمعنى عاداته وتقاليده وقيمه وتقنياته وأجهزته المادية وأحواله االقتصادية ومؤسساته..
فهي تعبير عن ثقافة المجتمع وتصحيح لها في آن واحد ،كما أنها تعكس طموحاته وآماله وأهدافه في
حياة أفضل ومجتمع أرقى ،وثمة رافد رابع لفلسفة التربية
نتائج البحوث العلمية في شتى نواحي العلم ألنها تفتح آفاق جديدة للمفكر التربوي وتختصر أمامه
الطريق لتحديد مساره.
ج -األساليب و الوسائل:
تتحدد قيمة األساليب والوسائل وفاعليتها بمقدار إسهامها في بلورة هوية اإلنسان المتعلم ،واستخراج قدراته
وفضائله ،وتمكينه من تسخير بيئته المحيطة لتكون محصلة ذلك كله تقلده المركز المحترم في المجتمع.
و تستخدم األساليب التربوية واو الطرائق التربوية البيداغوجية في معنى عام للداللة على مجموعة من المبادئ
و التوجيهات التربوية التي تميز وضعية تربوية محددة بما تتضمنه من بعد عالئقي وتنظيمي و إخباري ،..كما
تستخدم لتشير إلى أشكال محددة في العمل الديداكتيكي ،و تعكس توزيعا معينا للعمل و النشاط التربوي بين
المدرس و المتعلم".
أما الوسائل فهي " المواد التي ال تعتمد أساسا على القراءة و استخدام األلفاظ و الرموز لنقل معانيه و فهمها اةو
هي مواد يمكن بواسطتها زيادة نجاعة التدريس و تزويد التالميذ بخبرات تعلمية باقية األثر"
د -إنسان التربية:
اإلنسان الذي تتطلع نظريات التربية إلى إخراجه هو الذي يقوم بالعمل الصالح كامالً ،والسؤال الذي يطرح
نفسه كيف تعمل التربية على إخراج اإلنسان الصالح الذي يقوم بالعمل المشار إليه؟ لإلجابة عن هذا السؤال ال
بُ َّد من أمرين :األول تعريف العمل و الثاني كيف يتولد العمل؟ والعمل حركة بقصد ،وال نسمي الحركة بغير
قصد عمالً.
ثانيا :النظرية الشخصانية أو اإلنسانية:
يشكل التيار االنساني القوة الثالثة في علم النفس المعاصر بعد التحليل النفسي والسلوكية ،وهو يضم
مجموعة اتجاهات صاغها علماء ذوي خلفيات متباينة ورؤى مشتركة والحقيقة أن ذلك االتجاه قد بدأ بجهد
طائفة من المعالجين النفسيين الذين يعرفون في الوقت الحالي باسم طائفة علماء النفس االنساني عندما أخذوا
يعيدون تغيير نظريات العالج النفسي بالتأكيد على قدرة اإلنسان على توجيه نفسه ذاتيا من خالل قدرته على
التعلم الذاتي وتوظيف لقدراته وامكانياته.
وتعد النظرية اإلنسانية أو الشخصانية نظرية اجتماعية وأخالقية تقوم على القيم العليا المطلقة لإلنسان أي
أنها تركز اهتمامها على اإلنسان حيث تقوم النظرية على المبدأ األخالقي الذي يتضمن احترام الشخص
اإلنساني والقيم العليا التي تخدم الشخص.
و تركز انشغاالتها أساسا على مفهوم الذات والحرية ومفهوم استقاللية الفرد ،تتطلق أيضا من فكرة مفادها أن
الشخص أو المتعلم هو المعني في أي موقف تعلمي بالتحكم في تربيته باستعمال طاقاته الداخلية ومن أهم
روادها :أدلر ،روجرز ،نيل ،ماسلو ،لوين ،أنجرس....،
وقد جاءت هذه الفلسفة التربوية المتمركزة حول الشخص كرد فعل ضد التيار التكويني المتمحور حول
تعليم فوجي يقدم في شكل محاضرات ،وهي معارضة ركزت في تساؤالتها بشكل خاص على مشكلة المكانة
الضيقة التي تحتلها الذاتية أو الحرية في العملية التربوية ،ومن ثم حدد أصحاب هذا االتجاه ألنفسهم هدف جعل
الدينامية الذاتية للطفل والطالب تحتل مركز انشغاالتهم التربوية ،وتلخص عبارة "بناء شخص حر" المبحث
العام لمجموع النظريات التربوية الشخصانية.
و ظهرت خالل الستينات و السبعينات كتابات عديدة حول التربية الشخصانية حيث تم خالل تلك الفترة
إنشاء العديد من المدارس التي تتخذ الفرد كمحور للعملية التربوية رغم وجود فوارق بين األفراد ،و أطلق على
مثل هذه المدارس اسم "المدارس الشاملة" كتلك التي أنشئت في بريطانيا و المعروفة بمدرسة "سمرهيل" .و
ظهرت نماذج أخرى من المدارس التي تتبنى االتجاه الشخصاني في التربية تعرف ب"المدارس البديلة" أين
يتوقع أن يكون الطفل سعيدا جدا.
فالتربية -حسب الشخصانية -ال بد أن تتحرر من اإلكراهات التي تفرضها البرامج التعليمية والسلطة
البيداغوجية حيث يمتكن المتعلم من بناء الكينونة الذاتية ،وقدمت النظرية الشخصانية البديل عن بيداغوجيا
تقليدية تروم بناء الذات الفردية وهو نموذج يقوم على الحرية في العملية التعلمية و يستهدف بناء اإلنسان الحر.
و يعد روجرز ( )1961،Rogersمن أهم المفكرين في النظريات الشخصانية ،إذ تقوم نظريته على أن
الناس يجب أن يفهموا على أساس الكيفية التي ينظرون بها الى انفسهم والعالم المحيط بهم ،ويؤكد "روجرز" -
ضمن االتجاه الشخصاني -على أن الفعل التربوي يجب أن يقوم على حرية المتعلم وعلى رغباته وعلى ارادته
في التعلم ،وليس تكاثر المدارس الحرة والمتفتحة والبديلة الذي عرفته الستينات والسبعينات من هذا القرن سوى
برهانا على قوة هذا الفكر التربوي من جهة وليس اعتماد هذا التيار في صياغته مقاربة االنشغال بالتطور
المتكامل للطفل سوى دليال اخر على تلك القوة من جهة ثانية.
وفي هذا السياق ،اقترح "روجرز" نظريته البيداغوجية الالتوجيهية انطالقا من أبحاثه في مجال العالج
النفسي ،ليطبقها فيما بعد في المجال التربوي ،وصار رائد التيار التربوي الالتوجي ِّهي "الذي يقوم على فرضية
مفادها ،أن التلميذ يرغب تلقائيا في التعلم دون إكراه ،وأن التعلم تجربة ذاتية ،ال يمكن أن يختبرها سوى
المتعلم نفسه ،فنقوم بتوفير جو بيداغوجي يماثل جو العالج النفسي الال توجيهي داخل النظام التربوي ،الذي
يسمح للتلميذ بتوجيه ميوله بنفسه ،حيث ال يتم التركيز على التعليم والمعارف العلمية والتحكم في تقنيات نقل
المعرفة ،بقدر االهتمام بتوفر بعض السمات الشخصية ،واالتجاهات ،والمواقف التي تشجع على حرية
التعلم".
خصائص النظرية الشخصانية:
االصرار على وجود مجموعة من االختالفات بين الشخصيات المتنوعة والتي تميز كل شخصية عن غيرها
من الشخصيات
عدم قابلية الشخصانية لالختصار أي أن كل شخصية عبارة عن عنصر كامل ومتكامل ال يمكن تجزئتها أو
التعامل مع حالة معينة منها فقط.
لكل انسان شخصية مميزة و ال نتشابه بالضرورة مع أي شخصيات أخرى إال في بعض السمات المشتركة
التي ترتبط بالعادات العائلية أو االجتماعية.
تركز على العالقات والروابط التي تربط بين االنسان ومحيطه سواء رابطة الدين أو العرف أو اللغة أو غيرها
من الروابط األخرى.
مسلمات النظرية الشخصانية:
تتضمن نظريات الشخصانية مسلمات أربعة تتلخص فيما يلي:
-الخبرة :يمر اإلنسان بسلسلة من الخبرات المتواصلة وهي التي تؤثر في سلوكه من محيطه أو من داخله؛
وهذه الخبرات بعضها غير سار وال ينسجم مع مفهوم الذات وال مع القيم االجتماعية وبالتالي يؤدي إلى عدم
الرضا وعدم التوافق
-الفرد :يرى روجرز أن لدى كل فرد دافعا قويا لتحقيق ذاته ،وهو في المحيط والواقع الذي يعيش فيه يسعى
لتحقيق ذاته لكسب حب اآلخرين واحترامهم وتقديرهم وقبولهم له ،وخصوصا الجماعة المرجعية أو األشخاص
المهمين في حياته من أبوين ومعلمين ومسؤولين.
-السلوك :هو ما يقوم به الفرد من نشاط عقلي أو جسمي من أجل اشباع حاجاته ،والسلوك أن يتفق مع مفهوم
الذات والمعايير االجتماعية ،وهذا ما يؤدي إلى التوافق النفسي عند الفرد وعندما يتعارض السلوك مع مفهوم
ذاته والمعايير االجتماعية ،فلن يرضى الفرد عن سلوكه ويحدث احباط وعدم الراحة ولن يحصل على السعادة
وسوء توافق ....
-المجال الظاهراتي :وهو المدركات الشعورية للفرد في بيئته وهو عالم الخبرة المتغيرة باستمرار.
افتراضاتها:
االفتراضات التي يقوم عليها االتجاه اإلنساني في تفـسير مواقـف الـتعلم والتعليم نلخصها ما يلي:
يولد كل فرد بطبيعة أساسية داخلية ،تتشكل هذه الطبيعة الداخلية بالخبرات واألفكار الالشعورية
والمشاعر ،ولكنها ليست محددة هذه القوى.
إن األفراد لديهم القدرة على تبني خيارات في نموهم وتطورهم داخل العائلة و في المواقف التعليمية.
يؤدي الوالدان والمعلمون دورا مهما في مساعدة األطفال على اتخـاذ الخيارات ت العقلية عن طريق
إشباع حاجاتهم المختلفة ،وينبغي أن يتم ذلـك بمـساعدتهم ،و إتاحة الفرص لألطفال للنمو وفق أقصى
طاقاتهم.
تتغير الذات وتنمو نتيجة النضج والتعلم ،وتنمو من خالل عمليات التفاعل بـين الفرد والبيئة المحيطة.
إن للعالقة بين الطالب والمعلمين أثرا ً كبيرا ً على التعلم ،و ينبغي أن يتم الكشف عن الجوانب اإلنسانية
بنفس القدر الذي يتم به الكشف عن الجوانب المعرفية.
أن يثق المعلمون بالطالب ،وأن يتركز التعلم على المتعلم.
إن الكشف عن مشاعر الطالب وانفعاالتهم واجبا وضروريا للتعلم.
أن يهيئ المعلم جوا ً صفيا يسوده الدفء واإليجابية والقبول.
أن يبذل المعلم جهده لكي يظهر إنسانيته في العالقات والممارسات والنـشاطات التعليمية.
ثالثا :التربية في الفلسفة الطبيعية (جون جاك روسو أنموذجاً) :
يعد الفيلسوف "روسو" هو أول من وضع أصول الفلسفة الطبيعية الحديثة في التربية ،و تستند الفلسفة الطبيعية
في نظرتها لإلنسان إلى مبدأين أساسيين هما (أن النفس اإلنسانية خيرة) وأن (الحاضر أصل تطور المستقبل)
ورتبت على هذين المبدأين نتائج منها أن طبيعة الطفل خيرة ،ومن الضروري تركه وما يريد في حرية كاملة
من نادى بضرورة إتباع الطبيعة في كل شيء.
ولذلك يفترض جان جاك روسو في اإلنسان أربع فرضيات:
أن اإلنسان الطبيعي هدف العملية التربوية.
أن الطبيعة اإلنسانية تفى أن الرجل أو األطفال يولدون ذوي طبيعة خيرة.
باستطاعة اإلنسان بلوغ الكمال.
أن تقديم المعرفة المناسبة لإلنسان ،طفالً ومراهقا ً وراشداً.
والتربية عند روسو هي الحياة ،وهي ضرورية ما دامت تستمر طول العمر ،والتربية عند الطبيعيين يقول
روسو أنها عملية إعالء من شأن الطبيعة المادية البشرية والدعوة إلى حياة الطبيعة ،والحط من شأن المدنية
القائمة ،والدعوة إلى تنظيم المجتمع وإعادة بناء الدين بما يتفق والطبيعة البشرية واإليمان بالعواطف
والمشاعر اإلنسانية واإليمان بحقوق العامة والعطف عليهم واإليمان بالطبيعة الخيرة لإلنسان.
حيث يرى أن التربية وفقا لقوانين الطبيعة معناها أن األحكام الغريزية واالنفعاالت الفطرية والغرائز
الطبيعية ،واآلثار األولى هي أصدق أساس للعمل من التفكير والحذر والخبرة الناشئة عن االرتباط باآلخرين،
ويرى أن التربية السيئة التي تصدر عن اإلنسان يجب أن يقابلها ضرب أخر من التربية مصدره الطبيعة اآلمنة
التي ال يعتريها خوف بحيواناتها ،و نباتاتها ،وقواها الطبيعية المختلفة.
و تتعارض نظرة روسو مع التربية التقليدية وخصوصا على الطفل ،حيث ثار على هذه التربية وبالضبط على
نظرتها إلى الطفل ،بأنه راشد مصغر ،ال قيمة له وال حقوق ،حتى يستطيع محاكاة الراشدين ورفض أن يفرض
عليه ثياب وعادات وسلوك الراشدين أو يفرض عليه أسلوب الراشدين من حيث مطالبته بدراسات الموضوعات
نفسها التي يدرسها الراشدين وأن يحفظ ما يليق عليه وأن يعيش حياة شكلية مصطنعة.
-أفكاره التربوية:
تضمن كتاب أميل أهم أفكار روسو التربوية ،والذي أعلى من قيمة الطفل وأعطاه كل الرعاية واالهتمام وهذا
كله في الطبيعة ومن الطبيعة ،فهذه األخيرة كانت الملهمة لروسو في كل أفكاره.
تحقق التربية عند روسو هدفها عندما تسمح للطفل أن يعيش حياته وفق ميله الطبيعي.
تعبيرا عن آراء الفلسفة في الطبيعة البشرية والتي هي بدورها رد فعل متطرفة لفساد المجتمع ً وتشكل آراؤه
في تلك الحقبة التي عايشها.
إن أصحاب هذا المذهب يهتمون بطبيعة الطفل وأساس التربيـة عـنـدهم ال يتمثل في اإلعداد للمستقبل حيث
يقول "روسو" إن الطبيعة تتطلب منهم أن يكونوا أطفاال قبل أن يصبحوا رجاال وعلى المربين أن ال يحملوا
الطفل ما ال طاقة به ،وإال عاش تعيسا" ومن هنا ينحصر دور المربي عندهم في مالحظة نمو الطفل نمـوا
طبيعيًـا وتهيئة الفرص والظروف المالئمة لهذا النمو والتشديد على خبرة الطفل وميوله.
أن تكون تربية الطفل بين سن الخامسة والثالثة عشرة سلبية ،ال يُعلَّم فيها الطفل شيئا ً وال يُربى خاللها أي
تربية بل يُترك للطبيعة ،محاطا ً بأجهزة وأدوات من شأنها أن تُوسع مداركه .ويؤمن الطبيعيون بأن التربية
ضحى بالحاضر المتيقن في سبيل مستقبل هي عملية إعداد للحاضر ال للمستقبل ،ومن الخطأ عندهم أن يُ َ
مضنون.
يرأى أن الطبيعة تتطلب أن يكون األطفال أطفاال قبل أن يكونوا رجاال وال يجوز أن نفرض عليهم حياة
الراشدين وأفكارهم ومقاييسهم في السلوك ،ألن الطفل كائن في طريق النمو ،ورأى ضرورة العناية بنشاط
الطفل وإتاحة الفرصة أمامه ليتحرك بحرية ،ليلعب ويتمتع بحياة الطفولة والتقليل من األوامر والنواهي التي
يصدرها الكبار له ،ألن التضييق على الطفل قد يؤدي إلى ضرر بالغ ،كما أن التربية األولى التي تقدم
للطفل يجب أن تكون قوامها المحافظة على القلب من الرذيلة ،وعلى العقل من الزلل ،وليس على تلقين
مبادئ الفضيلة والحق"
-مصادر التربية عند روسو:
يرى بأن مصادر التربية أنها ثالثة ،الطبيعة ،اإلنسان ،واألشياء ،حيث يقول في هذا الصدد " التربية تأتينا إما
من الطبيعة ،أو من اإلنسان ،أو من األشياء ،فنمو وظائفنا وجوارحنا الداخلية ذلكم هو تربية الطبيعة ،وما
نتعلمه من اإلفادة من ذلك النمو ذلكم هو تربية الناس ،وما نكتسبه من خبرتنا عن األشياء التي نتأثر بها ،فذلكم
هو تربية األشياء".
ويرى أن اإلنسان يسيطر على اثنين فقط من هذه القوى ،بينما يعجز عن السيطرة على قوة الطبيعة حيث يقول
" ومن ضروب التربية الثالثة تلقي تربية الطبيعة خارجة عن إرادتنا ،وأما تربية األشياء فال تدخل تحت
سلطاننا إال بمقدار .وأما تربية الناس فتلك دون سواها مطوعة لنا بحق ،بيدا أننا ليس مسيطرين عليها إال
افتراضا".
تأثرت المدرسة السلوكية ،وخصوصا مع واطسون بأفكار تورندياك الذي يرى بأن التعلم هو عملية إنشاء
روابط أو عالقات في الجهاز العصبي بين األعصاب الداخلية التي يثيرها المنبه المثير ،واألعصاب الحركية
التي تنبه العضالت فتعطي بذلك استجابات الحركة ،واعتقد بأن قوانين آلية التعلم يمكن أن ترد إلى قانونين
أساسين:
-قانون المران أو التدريب ،أي أن الروابط تقوى باالستعمال وتضعف باإلغفال المتواصل ؛
-ثم قانون األثر ،الذي يعني بأن هذه الروابط تقوى وتكتسب ميزة على غيرها وتؤدي إلى صدور رضى عن
الموقف إذا كانت نتائجه إيجابية.
كما أنه من بين ملهمي المدرسة السلوكية (بافلوف) ،الذي الحظ أنه كلما اقترن المثير الشرطي بالدافع
السيكولوجي إال وتكونت االستجابة الشرطية االنفعالية ،ورأى بأن المثيرات الشرطية المنفرة تشكل عوائق
حاسمة للتعلم وانبناء االستجابات النمطية.
-الطريقة الكلية Globaleالتي يقترحها ديكرولي ،فهي تمكن لمتعلم من االنطالق من العام إلى الجزئي من
السياق إلى العناصر أو األجزاء . ،فالحرف يقدم في سياق الكلمة ،والكلمة في سياق الجملة حيث يتخذ معناها
ألوانا متعددة . ،والجملة في سياق النص ألن هذا األخير هو الذي يعطيها مكانا أو وظيفة خاصة وبذلك يتمكن
المتعلم من اللغة تمكنا يمكنه من إدراك بنيتها وظائفها المتنوعة.
و هناك شخصان تركا أثرهما في البحوث التي تناولت موضوع التعلم إنهما "باشالر" و "بياجيه" إال أن
أعمال بياجيه هي التي طبعت بشكل أكبر في علم النفس الوراثي و البحوث التربوية ،وتعتبر وجهة نظر هذا
األخير بنائية من حيث جوهرها ،إذ يؤكد بعدم وجود لدى االنسان لبنيات معرفية مسبقة و فطرية ،وأن كل ما
يورث هو ن شاط الذكاء ،وهو يعتقد أن الطفل ال يولد مبرمجا جاهزا على نحو كلي ،بل يتفاعل مع بيئته
ووسطه ،ويتكون في نسق التفاعل بين البيئة والوراثة ،فالطفل ليس كيانا جامدا ،أو صفحة بيضاء بخضع
لشروط البيئة و يتكون بمقتضاها ،بل هو كائن إيجابي فاعل أيضا يتشكل في نسق البيئة فيشكلها و تشكله في آن
واحد ،و ينتهي بياجيه إلى تأكيد أن التطور العقلي عند الطفل عملية تتسم بالحيوية والنشاط و أن الطفل ليس
راشدا صغيرا ،و أن تفكيره و طبيعته يختلفان عن طبيعة الراشد و تفكيره بصورة نوعية.
هذا تعد و فلسفة "باشالر" من حيث جوهرها فلسفة جدلية وبنائية ،فالفرد يبني معرفته من خالل إجراء
فحص نقدي لمعارفه و تجاربه الراهنة ،و هو يرى أن فلسفة النفي ليست فلسفة سلبية ،بل بالعكس إنها تقول نعم
لتغيير مبادئ المعرفة ذاتها ،نعم للنشاط البناء ،ألن المعرفة العلمية تعد كعملية بناء تتطور دون انقطاع ،فالفرد
باس تطاعته إثراء وجهات نظره كلما قال ال للتفسيرات القديمة و عارضها ،ألنها في اعتقاده أن المعارف السابقة
التي تكون في ذهن التلميذ تعد عائق معرفي له.
تعد نظرية عالم النفس الفرنسي الشهير " بياجيه " ( ) Piagetمن النظريات المعرفية النمائية المهمة في
تاريخ نظريات التعلم ،وذلك ألنها تتوجه بالبحث نحو الكيفية التي تنمو وتتطور من خاللها المعرفة لدى الفرد
انطالقًا من تطور مراحله العُمرية حسب نموه ،فاإلدراك القائم على ذلك التغيُّر الفيزيولوجي يتطور من حالة
إلى حالة أ خرى في كل مرحلة ،إذ تحكم الفرد في كل مرحلة عمرية مجموعة من اإلدراكات واالستراتيجيات
الفكرية التي تؤدي إلى تغيير في أنماط سلوكه ،ولذلك حاول بياجيه االعتماد على تلك التغييرات في فهم
العوامل المعرفية المؤدية إلى ذلك.
ويرى بياجيه أن نظريات النمو المعرفي الكالسيكية تأخذ في حسبانها ثالثة جوانب أساسية تساهم في تشكيل
معارف الفرد وفي النضج البيولوجي والتفاعل مع البيئة الطبيعية والتفاعل مع البيئة االجتماعية إال أنها تهمل
عامال أساسيا في النمو يسميه بياجي بـ" التوازن " ويعمل عمى تنسيق العوامل الثالثة.
إن النمو المعرفي هو من أهم عناصر السلوك المدخل للمتعلم ،الذي يجب أن يحيط به المعلم لما له عالقة
مباشرة بالممارسات التعليمية وخبرات التعلم ؛ وعلية ينظر بياجيه إلى النمو المعرفي من منظورين هما البنية
العقلية والوظائف العقلية ،ويعتبر أن فهم النمو المعرفي ال يتم إال بمعرفتهما.
و يشير البناء العقلي إلى حالة التفكير التي توجد لدى الفرد في مرحلة ما من مراحل نموه ،أما الوظيفة
العقلية فتشير إلى العمليات التي يلجأ إليها الفرد عند تفاعله مع مثيرات البيئة التي يتعامل معها.
نتطرق إلى اتجاهين كبيرين في الحركة التكنولوجية للتربية األول هو االتجاه النسقي والثاني هو اتجاه الوسائط
المتعددة.
يتفق الباحثون على أن المصدر الغزير للنظريات التكنولوجية هو النظرية العامة لألنساق وإرادتها في تنظيم
كل العمليات دون إهمال أي شيء ،وترجع البدايات األولى لتطبيق نظرية األنساق في ميدان التربية إلى
األمريكيين ،فهم أول من حاول تجسيدها خالل الخمسينات وواصلوا محاوالتهم هذه من خالل كتاباتهم التي
تناولت موضوع تطبيق النظرية النسقية في التربية.
و يرى " كينيث " أن تطوير التعليم يعتمد بدرجة أساسية على نظرية النظم التي تنظر للتعليم على أنه نظام
ينطوي على عدد من العالئق السلوكية التي يمكن إخضاعها لمنهج تحليل النظم ،كما ينطوي على منظومة من
المكونات المتعددة و المتداخلة كاإلدارة و التلميذ و المنهج و المعلم والمواد وغيرها من المكونات التي تعمل
لتحقيق أهداف معينة ،هذه المكونات هي التي تنظر إليها نظرية النظم على أنها في حاجة إلى تنسيق و تنظيم
لعملية التفاعل بينها بهدف تحسين أساليب التعليم و تعزيز التنمية الفردية و الجماعية.
و عليه ،فهذا االتجاه يكمن في فحص العالقات بين العنصر حسب الغايات المنشودة ،ويوصي أنصار هذا
االتجاه بعدم إهمال أي مكون من مكونات العملية التربوية ،كما يوصون بوضع تعاريف كاملة وتامة لهذه
المكونات انطالقا من ثالث أمور أساسية الغايات السيرورات العناصر و يدعون أيضا إلى االنطالق في العمل
التربوي باستعمال أسلوب نسقي و اتباع سيرورة محددة ومعينة وهي السيرورة التي تنطلق من تحليل الغابات
و مميزات الطالب ،وتمر عبر تصور لنظام تعليمي -تعلمي ،وكذلك عبر القيام بتجريب النظام وتقوعه لتنتهي
إلى إدراج التعديالت الضرورية.
و لقد حاولت النظريات التكنولوجية للتربية أن تطبق نظرية األنساق في ميدان التربية ،وهي النظرية التي بناها
عالم البيولوجيا لودفيك فون بيرتالونفي ونشرها سنة 1968في كاتبه "النظرية العامة لألنساق" .وتدل هذه
النظرية على منهج للتعامل مع الظواهر والمعطيات باعتبارها نظاما متفاعال دينامكيا ،يشمل عناصر مترابطة
وعالقات مع المحيط " ،فباعتبار الفعل التربوي ظاهرة من ظواهر الحياة ،يجب أن نتبنى بخصوصه نظرة
شاملة ويجب تحليله كشكل من أشكال الحياة من حيث أجزائه ،أما تحليل عمليات معينة معزولة الواحدة عن
األخرى ،ال يمكنه أن يقدم تفسيرا شامال لظاهرة التعليم والتعلم.
و تقوم هذه النظرية على مبدأ أساسي يتمثل في الهندسة التربوية للعملية التعليمية أو ما يُعرف بتصميم التعليم
والذي يعتبر جملة من الخطوات المنطلقية والعلمية المتبعة لتصميم التعليم وإنتاجه وتنفيذه وتقويمه مع األخذ
بعين االعتبار الغايات التربوية وطبيعة المتعلم وحاجاته وتستهدف هندسة التعليم تطوير كل عناصر العملية
التعليمية لتحقيق فعالية الفعل التعليمي ويمكن اعتبار هندسة التعليم همزة الوصل بين العلوم النظرية ممثلة في
العلوم السلوكية والمعرفية والعلوم التطبيقية ممثلة في استخدام التكنولوجيات الحديثة في العملية التربوية ،ويقوم
تصميم التعليم على مبادئ خمسة هي :فردانية التعليم التخطيط على المديين القصير والطويل ،ضرورة
التخطيط والتنظيم ،األخذ بعين االعتبار شروط التعلم التعرف على النظرية النسقية واالنطالق منها.
ب -اتجاه الوسائط المتعددة:
تعطي البحوث و التجارب التربوية اليوم مكانة هامة لتفاعل المعرفة ولتقنيات تقديمها عبر الوسائط المتعددة
وهو اتجاه جديد يتغذى من نتائج البحوث التي تتناول مواضيع تدور حول شروط النشاط الحواري المفتوح بين
اإلنسان والمعلومة ،و تعود مصادر نظريات الوسائط اإلعالمية المتعددة إلى بداية استعمال الوسائل السمعية
البصرية في التعليم وكذلك إلى السرنيا ،وإلى نظريات المعرفة والنظريات السلوكية التي ساعدت في إثارة
االهتمام باالتصال وبفهم كيفية عمل المخ ،وهو ما أدى إلى تسهيل والدة التكنولوجيا التربوية أو ما يسمى
بالهندسة التربوية .
تشكل نظريات االتصال المصدر األول الذي استلهمت منه نظريات الوسائط المتعددة أفكارها ،ذلك أن
االتصال البيداغوجي أصبح يُدرك كنشاط يجب تنظيمه وتفعيله ،ولتحقيق هذا الغرض يجب االنطالق من
المعارف التي لدينا حول المستقبل (أي الطالب) ،وحول الرسالة (المادة) ،وحول الوسيط (وسائل االتصال)
وأخيرا ً حول التنظيم الشامل (النسق).
أما المصدر الثاني فتمثل في السيبرنيتيقا ...و قد انطلقت السييرنينيقا التعلم ،وهي التربوية في بداية األمر
من الدراسة العلمية للعالقات بين سيرورة التعليم وأثرها على مستوى العالقات التي من الممكن تحويلها إلى
عالقات رياضية فالتربية من وجهة نظر سيبرنتيقية يجب أن تدرك كتكنولوجيا حقيقية تهدف إلى جعل اآللة
تحل محل اإلنسان في إجراءات التعليم...
و يوجد المصدر الثالث لهذا التيار في النظريات المعرفية والنظريات السلوكية .فقد استطاع سكينر
( )Skinerأن يشرح من خالل نظريته في اإلشراط اإلجرائي مبدأ جد بسيط مفاده أن التحكم الجيد في البيئة
التعليمية يساعد بكفاية في تحقيق تعلم جيد ..ولقد نالت مزاوجة السلوكية بتكنولوجيا التعليم إعجاب العديد من
المهتمين الذين وجدوا فيها حالً لعدة مشكالت ،مما أدى إلى ظهور اعتقاد مفاده أنه باإلمكان مستقبال تعويض
(أستاذ رديء) بآلة مبر حة بشكل جيد وإننا ال تستطيع اليوم إحصاء أعداد الدروس للمبريحة في الحواسيب،
فهي تسيطر اليوم على الساحة التعليمية و هو ما يعني ،أن الطالب يستطيع األصول إلى المعرفة عن طريق
الحاسوب ،مما يمكنه من التحكم في سيرورته التعليمية ،ومن هنا جاء تداول كلمة البيئات المتعددة الوسائط و
نظم التعليم الذكية".
تنوع التفاعالت :يُعد تنوع التفاعالت البيداغوجية خاصية أساسية ألية بيئة متعددة الوسائط ،ويتعلق األمر
هنا بعملية التواصل بين الطالب والحاسوب ،أما البرمجة المستعملة هنا فتسعى لإلفادة من تبادل التأثير بين
الطالب ونظام التعليم ،ويمكن لهذه البرمجة أن تتضمن خصائص أخرى مختلفة ،نذكر منها على سبيل
المثال :أن يقوم الحاسوب بتوليد المشكالت بطريقة آلية يكون الغرض منها تكويني أو تقويمي فالحاسوب
يقوم هنا بتحليل أخطاء الطالب ،يقدم حلوالً ،ينقل محتويات ،يقوم بتغذية راجعة يسأل الطالب ويتكيف مع
خصائصه.
النمذجة المفتوحة :تنطلق البيئة المتعددة الوسائط في عملها من الطالب وليس من المادة ،وهي تقوم أساسا ً
على نمذجة مفتوحة وتعمل انطالقا من حاجات ورغبات الطالب ،ويمكن لهذه النمذجة أن تحتوى على
معطيات مستمدة من الطالب مثل مميزاته وتاريخه...
االستقاللية تجاه المحتويات :يؤكد العديد من مهندسي البرامج التعليمية كثيرا على بناء برامج متعددة
الوسائط ،تتميز باستقاللية عن المحتويات و التي تسمح ببلوغ أهداف مشتركة بين العديد من المحتويات .
المواد التعليمية.
التعليم التعاوني :يزداد كل يوم عدد مهندسي األنظمة الذين يحاولون إدراج التعاون في التعليم و يكمن
الشكل األول لهذا التعاون في تبادل المعلومات بين المدرس والطلبة حول ما يجري أثناء الدرس أما الشكل
الثاني فيكمن في التفاعالت بين عدد الطلبة في آن واحد حيث يمكنهم من خالل هذه التفاعالت أن يحصلوا
على فوائد اجتماعية ونفسية.
نشر المعلومات عبر الوسائط المتعددة :تحتوي مشاريع التكوين المتعدد الوسائط بشكل عام على مجموعة
من المعلومات ذات أشكال متنوعة منها ما هو بصري ومنها ما هو متحرك أو ثابت و منها ما هو صوتي و
مكتوب وتكون هذه المعلومات بجزلة في ذاكرات (أقراص مضغوطة أقراص لينة أسطوانات الفيديو )..
وقوية بشكل كاف يجعلها قادرة على احتواء ما هو ضروري لدرس من الدروس ،حتى أن الطالب يستطيع
أن يطلب متى شاء تفسيرات تمنح له حسب رغبته :شفوياً ،كتابياً ،بالفيديو...الخ،