You are on page 1of 61

‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬

‫تقا‬

‫اإله ــداء‬

‫الى روح والدتي و والدي رحمهما اهلل‬

‫الى اخوتي وأصدقائي‬

‫الى زوجي و ابنتي "لينة"‬

‫‪53‬‬
‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫المقدمـة‬
‫دخلت بالدنا منذ أواسط التسعينات معرتكا دوليا حامسا يقوم على الشراكة واإلنفتاح‬
‫على السوق العاملية واملنافسة الدولية وخاصة بعد أن أمضت تونس جمموعة من االتفاقيات‬
‫)‪(1‬‬
‫‪OMC‬‬ ‫العامة ح ول التعريف ات اجلمركية والتج ارة ‪ GATT‬واتفاقية التج ارة العاملية‬
‫إض افة إىل اتفاقية الش راكة مع االحتاد األورويب (‪ )2‬كما انتهجت بالدنا سياسة التش جيع‬
‫على االس تثمار (‪ )3‬وحفز املب ادرة اإلقتص ادية دعما وتش جيعا منها على مزيد بعث‬
‫املؤسسات باعتبارها نسيج اقتصادي واجتماعي يصلح أن يكون قاعدة متينة لإلقتصاد‬
‫(‪)4‬‬
‫وخلق مواطن الشغل ‪.‬‬ ‫الوطين‬

‫ويف هذا اإلطار ارتأت الضرورة أن ال يقف نسق التشريع عند نقطة احلث والتشجيع على‬
‫بعث املؤسس ات بل جتاوزه إىل التفكري يف منظومة تش ريعية تلعب دورا وقائيا وعالجيا‬
‫أثن اء سري حي اة املؤسسة يف ص ورة تعرض ها إىل ص عوبات أو أزم ات إقتص ادية لتتجاوزها‬
‫وتبقى على كياهنا كوح دة إنت اج وم ورد رزق للعديد ‪ ،‬كمس يرييها وأجراءها وس ائر‬
‫املتعاملني واملتعاقدين معها ‪.‬‬

‫وتطبيقا هلذا التمشي تبىن املشرع نظام إنقاذ املؤسسات اليت متر بصعوبات اقتصادية منذ‬
‫سنة ‪ 1995‬مبقتضى القانون عدد ‪ 34‬لسنة ‪ 1995‬املؤرخ يف ‪ 17‬افريل ‪ 1995‬واملنقح‬
‫بالقانون عدد ‪ 63‬لسنة ‪ 1999‬املؤرخ يف ‪ 15‬جويلية ‪ 1999‬وبالقانون عدد ‪ 79‬لسنة‬
‫‪ 2003‬املؤرخ يف ‪ 29‬ديسمرب ‪.2003‬‬
‫‪------‬‬
‫بتاريخ ‪ 15/04/1994‬من قبل ‪ 117‬دولة يف قمة مراكش من بينها تونس‬ ‫(‪) 1‬‬
‫بتاريخ ‪17/07/1997‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫صدرت جملة التشجيع على االستثمار مبقتضى القانون عدد ‪ 20‬لسنة ‪ 1993‬مؤرخ يف ‪27/12/1993‬‬ ‫(‪) 3‬‬

‫‪53‬‬
‫س عيدة الشواشي – ق انون الش غل واملؤسسة – م ذكرة لنيل ش هادة الدراس ات املعمقة يف الق انون اخلاص ‪ ،‬كلية احلق وق والعل وم‬ ‫(‪) 4‬‬
‫السياسية بتونس ‪ 2005-2004 ،‬ص‪4‬‬

‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫وقد ج اء ه ذا الق انون إلض فاء املوازنة بني البع دين اإلجتم اعي واإلقتص ادي ‪ ،‬فمن ناحية‬
‫ورغم أنه ارتقى مبص لحة املؤسسة يف اإلنق اذ إىل اعتب اره اهلدف األمسى واحملوري من وراء‬
‫تشريع هذا القانون إال أنه من ناحية أخرى مل يهمل الرأمسال البشري للمؤسسة فقد سعى‬
‫إىل تكريس محاية لألجراء سواء أثناء سري إجراءات اإلنقاذ (‪ )1‬أو بعد حتديد مآل املؤسسة‬
‫(‪. )2‬‬

‫ومن ه ذا املنطلق ميكن اعتب ار أن ق انون إنق اذ املؤسس ات ج اء متناس قا ‪ ،‬منس جما مع ما‬
‫نصت عليه جملة الش غل (‪ )3‬من تك ريس حلماية أك ثر فعالية لألج راء خاصة وأن ه ذه اجمللة‬
‫هي مبثابة الغط اء الق انوين ال ذي ي دعم مركز األجري وحيميه من هيمنة وق وة املؤجر داخل‬
‫أسوار املؤسسة ‪.‬‬

‫ورغم أن مفهوم املؤسسة (‪ )4‬ومفهوم الصعوبات اإلقتصادية (‪ )5‬يكتسيان أمهية بارزة فإهنما‬
‫بقيا خ ارج إط ار التعريف التش ريعي وقد رأى ‪ Hochard‬أن املؤسسة هي " وح دة‬
‫مبقتضى الواقع أو الق انون ميارس داخلها ش خص أو جمموعة من األش خاص عملهم ب أي‬
‫شكل من األشكال وتقوم باستغالل هذا العمل املنظم من قبلها لصاحلها أو حسب أهدافها‬
‫"‪.‬‬

‫‪-----‬‬
‫انظر اساسا الفصول ‪ 12‬فقرة ‪ 21 ، 3‬فقرة ‪ 32 ، 3‬فقرة ‪ 3‬و‪ 35‬فقرة ‪1‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫انظر الفصول‪ 34‬و‪ 43‬فقرة ‪2‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫مت اصدار جملة الشغل مبقتضى القانون عدد ‪ 27‬لسنة ‪ 1966‬املؤرخ يف ‪30/04/1966‬‬ ‫(‪) 3‬‬

‫‪53‬‬
‫استعمل املشرع مصطلح املؤسسة يف العديد من املواطن يف جملة الشغل مثال الفصل ‪ " 25‬غلق املؤسسة" ‪ ،‬الفصل ‪ " 28‬رئيس‬ ‫(‪) 4‬‬
‫املؤسسة الصناعية والتجارية "‬
‫كمال العياري ‪ ،‬مفهوم العقوبات االقتصادية يف قانون االنقاذ – م ق ت فيفري ‪2007‬‬ ‫(‪) 5‬‬

‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫ويعترب ه ذا التعريف األق رب وطبيعة العالقة بني ق انون اإلنق اذ واألجري يف إط ار تك ريس‬
‫احلماية هلذا األخري خاصة وأنه مت الرتك يز يف ه ذا التعريف على اجلانب اإلجتم اعي‬
‫للمؤسسة باعتبارها خلية اجتماعية قبل أن تكون اقتصادية وباعتبار أن األجراء هم مصدر‬
‫النش اط والعمل وهم القاع دة األساس ية داخل املؤسسة ل ذلك س عى املش رع ص لب ه ذا‬
‫القانون اىل محايتهم حفاظا منه على األمن والسلم اإلجتماعيني ‪.‬‬

‫وتعد مس ألة محاية األجري يف ق انون إنق اذ املؤسس ات اليت متر بص عوبات اقتص ادية هامة‬
‫ب النظر إىل ما ميكن أن تس ببه من اختالف ات فقهية ت رتاوح بني ت دعيم ه ذه احلماية ص لب‬
‫ه ذا الق انون وبالت ايل حماولة التوفيق بني محاية األجري ومحاية مص لحة املؤسسة من ناحية أو‬
‫تغليب إنق اذ املؤسسة واحلف اظ على دميومتها وحياهتا على حس اب األجري من ناحية‬
‫أخرى‪.‬‬

‫تطبيقيا وب العودة إىل أعم ال قض اة املؤسسة (‪ )1‬واألحك ام الص ادرة س واء من قبل ال دوائر‬
‫العرفية أو الدائرة التجارية تسىن لنا أن نالحظ وجود حماولة للتوفيق بني احلفاظ على حياة‬
‫املؤسسة ومحاية األجري لكن هن اك ميل أك ثر حلماية األجري وهو ما جيعلنا نتس اءل ‪ :‬إلى أي‬
‫م" ""دى تم تك" ""ريس" حماية األج" ""ير في ق" ""انون إنق" ""اذ" المؤسس" ""ات" ال" ""تي تمر بص" ""عوبات‬
‫اقتصادية ؟‬

‫إش كالية تثري إش كاليات ع دة فهل أن تش ريعنا بقي وفيا لألجري املع روف بض عف مرك زه‬
‫الق انوين فك رس له احلماية الالزمة ( اجلزء األول ) أم أن ه اجس التطلع إىل اقتص اد ق وي‬
‫ومتني إقتضى تغليب مصلحة املؤسسة على حساب حقوق األجراء ( اجلزء الثاين ) ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪-----------‬‬
‫(‪)1‬اتص لنا بالس يد أجلم وعي اخلموسي ‪ ،‬قاضي املؤسسة باحملكمة االبتدائية بت ونس وم دنا بالعديد من املالحظ ات التطبيقية اليت ت رجح يف غ الب‬
‫األحيان مصلحة األجري‬

‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫الجزء األول" ‪ :‬تكريس" حماية األجير في قانون اإلنقاذ‬

‫تعد وضعية األجري يف ظل املؤسسة اليت متر بصعوبات اقتصادية وضعية حرجة وصعبة باعتبار أن ه ذا‬
‫الكيان املسمى باملؤسسة مير بصعوبات ويسعى للوصول اىل شاطىء األمان عرب تطبيق قانون اإلنقاذ‬
‫وتواصال مع فصول هذا القانون نستشف أن املشرع حاول توخي الدقة واملوازنة حىت حيقق نتائجه‬
‫املرج وة دون املس اس حبق وق األجري فس عى اىل محاية املس تحقات املالية لألجري ( فصل األول) دون‬
‫التفريط يف احلفاظ على ما هو اهم وهو مواطن الشغل ( الفصل الثاين ) ‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬حماية المس" ""تحقات المالية لألج" ""ير ‪ :‬هنوضا منه بالبعد اإلجتم اعي لق انون اإلنق اذ‬
‫أف رد املش رع األجري بنظ ام خ اص فسح له جمال لتتبع املؤسسة يف خص وص مس تحقاته املالية رغم‬
‫األحكام املتعلقة بتعطيل اجراءات التقاضي بالنسبة للمؤسسة املارة بصعوبات اقتصادية ( مبحث أول)‬
‫‪ ،‬فضال على متكني األجري من األولوية يف اخلالص ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تمكين األج" ""ير من تتبع المؤسسة ‪ :‬يتمتع األجري جبملة من املس تحقات املالية اليت‬
‫اجازها له املش رع ملا مكنه من تتبع املؤسسة ( فق رة أوىل) وذلك خالل مراحل متنوعة متر هبا ه ذه‬
‫األخرية ( فقرة ثانية )‬
‫الفق ""رة األولى ‪ :‬المس ""تحقات المالية المعنية ب ""التتبع ‪ :‬على ال رغم من تع رض املش رع عديد املرات‬
‫لعب ارات "مس تحقات العملة " (‪ )1‬يف ق انون اإلنق اذ اال أنه س كت عن تعريفها ولعل ت واتر ه ذه العب ارة‬
‫هبذه الكيفية ص لب كم قليل من الفص ول اليت تنظم اجلانب اإلجتم اعي من ش أنه أن جيعل منها عب ارة‬
‫حمورية ومركزية فقد يتب ادل اىل ال ذهن أن عب ارة املس تحقات أوسع من أن تش مل األجر فقط بل‬
‫تتج اوزه اىل جمموعة من املس تحقات األخ رى ذات الط ابع التعويضي ‪ ،‬اما فيما يتعلق ب األجر فهو‬
‫احدى األركان األساسية لعقد الشغل باعتبار أن األجري يقدم خدماته لفائدة املؤجر مقابل األجر الذي‬
‫سيتقاض اه ‪ ،‬واألجر يف معن اه الواسع هو ذاك الس بب ال ذي حيرك وازع كل ف رد يف البحث عن ش غل‬
‫من أجل تغطية متطلب ات حياته هو ومن يف كفالته وتك ريس كرامته يف جماهبة احلاجة ‪ ،‬وهو ال يهم‬

‫‪53‬‬
‫الف رد فقط بل يهم اجملموعة الوطنية مكرسة يف الشخص ية املعنوية للدولة اليت تس هر على تق نني وحتديد‬
‫األجر األدىن املضمون حفاظا منها على السلم اإلجتماعي واإلقتصادي ‪.‬‬
‫‪---------‬‬
‫حوايل ‪ 6‬مرات يف الفصول ‪ 21-12-4‬و‪ 32‬من قانون االنقاذ‬ ‫(‪) 1‬‬

‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫وقد ورد بالفصل ‪ 2-134‬من جملة الش غل أنه " يقصد ب األجر ما يس تحقه العامل من‬
‫م ؤجره مقابل العمل ال ذي أجنزه ويتض من األجر األساسي مهما ك انت طريقة احتس ابه و‬
‫ملحقاته من منح وامتي ازات س واء ك انت نقدية أو عينية ومهما ك انت طبيعتها ق ارة أو‬
‫متغرية أو خصوصية باستثناء املنح اليت هلا صبغة اسرتجاع مصاريف " ‪.‬‬

‫ولعل هذا التعريف يسوقنا إىل الصبغة التبادلية اليت يتميز هبا عقد الشغل فهو إلتزام بالدفع‬
‫مقابل إلتزام بالعمل ‪.‬‬

‫ونظ را للص بغة املعاش ية لألجر فقد ارتقى املش رع إىل حد احلماية املدنية واجلزائية (‪ )1‬ومن‬
‫أوجه احلماية املدنية لألجر أن أحكام جملة الشغل جاءت متنع املؤجر من إجراء مقاصة على‬
‫األجور يف خصوص املبالغ اليت تدفع للعمل مقابل أدوات ولوازم العمل أو معدات ومواد‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬كما مت تنظيم عقلة األج ور ص لب جملة املرافع ات‬ ‫توضع حتت ذمة وتص رف العامل‬
‫املدنية والتجارية (‪ )3‬أين ضبط فيها املشرع كيفية وحدود التنفيذ على األجور حفاظا على‬
‫صبغتها املعاشية‪.‬‬

‫وفيما يتعلق باحلماية اجلزائية فقد ض بط املش رع ص لب الفصل ‪ )4( 2-134‬ح دا أدىن‬
‫للت أجري ال ميكن ال نزول حتته يف عقد الش غل فيك ون االتف اق على األجر إما مع ادال للحد‬
‫األدىن أو يفوقه ‪ ،‬ويف ص ورة قي ام املؤجر ب دفع أج ور دون " احلد األدىن املض مون " ف إن‬
‫الفصل ‪ 3‬من ق انون ع دد ‪ 27‬لس نة ‪ 1966‬املتعلق بإص دار جملة الش غل جيرم ه ذا الفعل‬
‫وجيعل مرتكبه عرضة لعقوبات الفصل ‪ 234‬م ش ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬

‫‪53‬‬
‫(‪)1‬الطيب الل ومي ‪ ،‬عقد الش غل الف ردي والقض اء الش غلي من خالل جملة الش غل وجملة الش غل البح ري ‪ ،‬منش ورات حي وين ‪ 1997‬ص ‪ 85‬وما‬
‫بعده ‪،‬‬
‫(‪)2‬الفصل ‪ 149‬م ش‬

‫(‪)3‬الباب اخلامس م م م ت الفصول من ‪ 353‬اىل ‪389‬‬

‫(‪)4‬الفصل ‪ 2-134‬ينص على " ‪ ...‬ويقصد ب األجر األدىن املض مون احلد األدىن ال ذي ال ميكن ال نزول حتته لت أجري عامل مكلف باجناز أعم ال‬
‫تتطلب اختصاصا مهنيا "‪.‬‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫وباإلض افة إىل األجر تش مل عب ارة املس تحقات كما س بق ال ذكر جمموعة من املس تحقات‬
‫األخرى ذات الطابع التعويضي كمكاف""أة نهاية" الخدمة" مثال اليت جاء هبا الفصل ‪ 22‬م ش‬
‫إذ يك ون من حق األجري احلص ول عليها إذا ك ان إهناء عقد الش غل م ربر كحالة الط رد‬
‫ألسباب اقتصادية وهي تقدر حبساب أجر يوم عن كل شهر عمل فعلي شرط أن ال تتجاوز‬
‫ه ذه املكاف أة أجر ‪ 3‬أش هر مهما ك انت م دة العمل الفعلي كما ربط املش رع اس تحقاق‬
‫األجري هلذه املكافأ بانعدام اخلطأ الفادح من طرفه ‪.‬‬

‫كما أقر املشرع صلب الفصل ‪ 23‬م ش استحقاق األجري لغرامة يف صورة القطع التسعفي‬
‫لعقد الش غل من ط رف املؤجر عند قيامه بط رد األجري دون س بب حقيقي وج دي ودون‬
‫احرتام اإلجراءات اإلدارية (‪. )1‬‬

‫إن ما جيدر مالحظته أن مجلة ه ذه املس تحقات اليت وفرها املش رع لألجري حلمايته مل تبق‬
‫ح ربا على ورق بل مكنه على ال رغم من خصوص ية التتبع يف ق انون اإلنق اذ بالنس بة‬
‫للمؤسسات املارة بصعوبات اقتصادية من إمكانية تتبعها حىت أثناء مراحلها احلرجة ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مراحل تتبع المؤسسة من قبل األجير"‬

‫‪53‬‬
‫من بني املراحل والفرتات احلرجة اليت متر هبا املؤسسة هي مراحل التسوية وفرتة المراقبة‪،‬‬
‫وقد خ ول املش رع لألجري إمكانية تتبع ه ذه األخ رية حىت أثن اء ه ذه الف رتات وذلك ملزيد‬
‫تفعيل سبل احلقوق املادية لألجري هنوضا بالبعد اإلجتماعي ‪.‬‬

‫لقد مت ختصيص األجري بنظام خاص أثناء مرحليت التسوية الرضائية والقضائية وذلك بأن مت‬
‫إقصاءه بصفة مطلقة من قاعدة تعليق إجراءات التقاضي مقارنة ببقية الدائنني ‪.‬‬
‫‪--------‬‬
‫فاطمة بوعلي ‪ ،‬تطور النظام القانوين للطرد ألسباب اقتصادية ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري شعبة قانون خاص ‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم‬ ‫(‪) 1‬‬
‫السياسية بتونس ‪ 2006-2005‬ص‪103‬‬

‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫وقد وردت ه ذه القاع دة ص لب الفص لني ‪12‬و‪ 21‬من ق انون اإلنق اذ إذ نص الفصل ‪12‬‬
‫املنقح بالق انون ع دد ‪ 79‬لس نة ‪ 2003‬املؤرخ يف ‪ 29/12/2003‬انه " ‪ ...‬ال يمكن‬
‫ل" ""رئيس المحكمة المتعه" ""دة بمطلب التس" ""وية اإلذن بتعليق اج" ""راءات" التقاضي" المتعلقة‬
‫بالمستحقات الراجعة الى العملة ‪ ،‬كما ال يمكنه أن ي""أذن بتعليق اج""راءات تنفيذ حكم"‬
‫متعلق بمستحقات عامل ‪"...‬‬
‫ه ذا فيما يتعلق بالتس وية الرض ائية وهو نفس ما ج اء به الفصل ‪ 21‬من ق انون اإلنق اذ‬
‫واملتعلق مبرحلة تسوية قضائية ‪.‬‬
‫املقصود بداية بإجراءات التقاضي هي اإلجراءات املتعلقة برفع الدعوى وطرق الطعن اليت‬
‫يباش رها ال دائن ضد املؤسسة املدينة قصد اس تخالص دينه الس ابق عن افتت اح إج راءات‬
‫التس وية رض ائية ك انت أم قض ائية أو قصد اس رتجاع منق ول أو عق ار على ملكه ‪ ،‬ولكن‬
‫حتت تص رف املؤسسة وذلك بس بب ع دم أداء دين (‪ )1‬مبا يتماشى مع منطق اإلج راءات‬
‫اجلماعية الق ائم على تعليق مجيع ما له عالقة بالتتبع ات الفردية لفسح اجملال أم ام تس وية‬
‫مجاعية لوضعية املؤسسة ودائنيها (‪.)2‬‬

‫‪53‬‬
‫ويفسر جلوء املش رع اىل آلية تعليق اج راءات التقاضي فيما يتعلق ب دائين املؤسسة املارة‬
‫بص عوبات اقتص ادية حماولة انق اذ ه ذه األخ رية اذ أن ه ذه اآللية متثل وس يلة جناة بالنس بة‬
‫للمؤسسة من ش أهنا أن حتفظ ما اس تمر وما تبقى يف ذمتها املالية من أص ول وممتلك ات‬
‫على ال رغم من أنه إج راء خطري بالنس بة جلمه ور ال دائنني من ش انه أن يضر حبق وقهم حىت‬
‫وان مل يلغها باعتبار أنه إجراء وقيت وهو ما جعل املشرع يسعى إىل تنظيمه بشيء من الدقة‬
‫واحليطة من جهة ومن جهة أخرى بشىء من عدم املساواة بني مجيع الدائنني ‪.‬‬
‫‪------------‬‬
‫الرائد الرمسي ملداوالت جملس النواب عدد ‪ ، 29‬جلسة ‪ 22‬ديسمرب ‪ ، 2003‬عدد ‪ 15‬ص ‪613‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫قرار تعقييب عدد ‪ 4620‬بتاريخ ‪ ( 05/01/2005‬غري منشور )‬ ‫(‪) 2‬‬

‫األستاذة س""نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫وقد يشرتك مجيع دائين املؤسسة املارة بصعوبات اقتصادية يف " صفة الدائن " هلاته املؤسسة‬
‫س واء ك ان ال دائن شخصا معنويا على غ رار البن وك أو ش ركات اإلجيار املايل أو ش خص‬
‫طبيعيا كالت اجر او املزود أو الوس يط أو العميل ‪ ،‬اال أهنم خيتلف ون من زاوية " ص" " " ""فة‬
‫الدائن""وانطالقا من هذا املعيار فقد استثىن املشرع صلب الفصلني ‪12‬و‪ )1( 21‬كما وقع‬
‫تنقيحهما مبقتضى الق انون ع دد ‪ 79‬لس نة ‪ 2003‬املؤرخ يف ‪ 29/12/2003‬ص نفا هاما‬
‫من الدائنني من نطاق جمال التعليق ونعين بذلك األجراء نظرا للصبغة املعاشية هلذا الدين ‪.‬‬

‫فانطالقا من الفصل األول من ق انون اإلنق اذ يتضح أن املش رع أق ر" تالزم البع" " " ""دين‬
‫اإلجتم""اعي" واإلقتص""ادي في ال""برامج التنموية مح""اوال ايج""اد معادلة جدي""دة" بعي""دا عن‬
‫المعادلة" التقليدية بين تض " ""ارب مص " ""الح ال " ""دائن" والم " ""دين والم " ""ؤجر واألج " ""ير بف " ""رض‬
‫أولوي""ات" تتج""اوز تلك العالقة الض""يقة لتش""مل المحافظة على كي""ان المؤسسة بوص""فها‬
‫وح""دة انت""اج وتنمية وم""وردا لل""رزق " (‪ )2‬فاملؤسسة ليست فقط نواة وخلية اقتصادية بل‬
‫هي يف الوقت نفسه خلية اجتماعية ومصدر رزق جلميع الناشطني داخل اسوارها ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫وحرصا على حتقيق اهداف هذا القانون بصفة عامة والبعد اإلجتماعي بصفة خاصة ‪ ،‬فقد‬
‫تعرضت أعم ال اللجنة املكلفة باع داد مش روع تنقيح س نة ‪ 2003‬اىل اإلس تثناء املطلق‬
‫مبس تحقات العملة من جمال التعليق ب النظر اىل ص بغتها املعاش ية ‪ ،‬كما ابقي على حق‬
‫األجراء يف التقاضي دون تقييد (‪.)3‬‬

‫‪-------‬‬
‫(‪)1‬ج اء بالفصل ‪ 12‬جديد ( فق رة ‪ ) 4‬من الق انون ع دد ‪ 79‬لس نة ‪ " 2003‬وال ميكن ل رئيس احملكمة املتعه دة مبطلب التس وية االذن بتعليق‬
‫اجراءات التقاضي املتعلقة باملستحقات الراجعة للعملة " وهي حرفيا نفس الصياغة املنصوص عليها ضمن الفصل ‪ 21‬جديد ( الفقرة‪)4‬‬

‫(‪)2‬رياض الصيد – محاية األجراء يف قانون إنقاذ املؤسسات اليت متر بصعوبات م ق ت جويلية ‪2002‬‬

‫(‪)3‬الرائد الرمسي ملداوالت جملس النواب – جلسة ‪ 22/12/2003‬عدد ‪ ،15‬ص‪610‬‬

‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫وجتدر اإلشارة يف هذا اخلصوص اىل أن متتيع األجراء بوضعية استثنائية ومتميزة من زاوية‬
‫فسح اجملال أم امهم ملقاض اة املؤسسة وجعلهم غري معن يني بآلية تعليق اج راءات التقاضي مل‬
‫يتبل ور اال مع التنقيح املذكور ‪ ،‬حيث أن الفصل ‪ 12‬عند سن ق انون اإلنق اذ مبقتضى‬
‫الق انون ع دد ‪ 34‬لس نة ‪ 1995‬املؤرخ يف‪ 17‬أفريل ‪ 1995‬ك ان ينص على أنه " يمكن‬
‫ل ""رئيس المحكمة أن ي ""أذن بتعليق اج ""راءات" التقاضي" والتنفيذ الرامية" إلس ""تخالص دين‬
‫س ""ابق عن ت ""اريخ فتح التس ""وية وذلك ح ""تى نهاية مهمة المص ""الح ‪ ،‬وي ""ترتب عن اتف ""اق‬
‫التسوية توقف اجراءات" التقاضي" والتنفيذ الرامية" لإلستخالص بالنسبة لكافة ال""ديون‬
‫السابقة" لإلتفاق حتى نهاية مدته" " وخيص هذا الفصل مرحلة التسوية الرضائية اذ مل يكن‬
‫هناك فصل ينظم مرحلة التسوية القضائية يف هذا اخلصوص ‪.‬‬
‫وما نالحظه من ه ذه الص ياغة أهنا ص ياغة عامة ج اءت تك رس املب دأ املتمثل يف " تعليق‬
‫اج راءات التقاض ي" ‪ ،‬ومل يف رق املش رع قبل تنقيح ‪ 2003‬بني دائن وآخر ومل يأخذ بعني‬
‫اإلعتبار ديون األجراء بل جعلهم حتت "مظلة التعليق" وسوى بينهم وبني بقية الدائنني ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫وخبصوص هذه املسألة فقد ال حيتاج الباحث إىل التساؤل كثريا حول موقف املشرع عند‬
‫س نه هلذا الق انون س نة ‪ 1995‬باعتب ار أن مهه الوحيد ك ان إنق اذ املؤسسة وتوفري أقصى‬
‫الض مانات لتحقيق ه ذا اهلدف ‪ ،‬رغم أن الفصل األول من ه ذا الق انون نص على أن ه ذا‬
‫القانون جاء يهدف إىل مساعدة املؤسسة املارة بصعوبات اقتصادية على مواصلة نشاطها‬
‫واحملافظة على مواطن الشغل فيها والوفاء بديوهنا ‪.‬‬
‫وعموما وكما س بقت اإلش ارة إليه ف إن مش رع س نة ‪ 2003‬أخذ منهجا جدي دا إلق رار‬
‫شيء من التوازن بني مصلحة املؤسسة يف اإلنقاذ وحقوق األجراء باعتبارهم فئة ضعيفة‬
‫ليس هلا م ورد رزق غري تلك املس تحقات املالية اليت يتحص لون عليها مقابل اخلدمات اليت‬
‫يسدوهنا ‪.‬‬

‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫من جهة أخرى نالحظ أن تكريس البعد احلمائي ألجري املؤسسة املارة بصعوبات اقتصادية‬
‫مل يتوقف عند املراحل املذكورة بل جتاوزه إىل مرحلة هامة وهي فرتة املراقبة ‪.‬‬
‫وتعترب فرتة املراقبة مبثابة فرتة التأمل اليت تقررها احملكمة حتضرييا إلعداد برنامج اقتصادي‬
‫يتض من وس ائل النهوض مبؤسسة ثبت توقفها عن ال دفع (‪ )1‬ومن احملتمل إنقاذه ا‪ ،‬وتنطلق‬
‫ه ذه الرحلة منذ ص دور الق رار القاضي بافتتاحها وتنتهي بإع داد برن امج لإلنق اذ يع رض‬
‫للمحكمة للبت في ه‪ ،‬مما يعين أن ه ذه املرحلة حساسة للغاية يف حي اة املؤسسة املارة‬
‫بصعوبات اقتصادية ‪.‬‬
‫ونظرا حلساسية هذه املرحلة فقد اختذ املشرع مجلة من اآلليات اليت هتدف اىل احلفاظ على‬
‫أص ول املؤسسة متثلت يف إيق اف س ريان الف وائض وغرام ات الت أخري (‪ )2‬وجتميد احلق يف‬
‫(‬
‫استخالص ال دين وذلك بتعطيل إج راءات التقاضي والتنفيذ أم ام ال دائنني مبفع ول الق انون‬
‫‪.)3‬‬

‫‪53‬‬
‫على عكس ذلك ونظرا للصبغة املعاشية لديون العملة واألجراء فقد خول القانون لألجري‬
‫تتبع املؤسسة حىت خالل فرتة املراقبة ‪.‬‬
‫ما ميكن مالحظته أن مشرع سنة ‪ 2003‬قد طوع صرامة اإلجراءات خصوصا إجراءات‬
‫تتبع املؤسسة أم ام أجرائها فجعلهم غري معن يني بقاع دة التعليق س واء أثن اء مراحل التس وية‬
‫الرض ائية أو القض ائية أو أثن اء ف رتة املراقبة مما س اهم يف تك ريس محاية تش ريعية على ه ذا‬
‫املستوى مت تفعيلها بتمكينهم من األولوية يف اخلالص ‪.‬‬
‫‪----------‬‬
‫(‪)1‬ج اء بالفصل ‪ 18‬من ق انون االنق اذ "وتعد متوقفة عن ال دفع على معىن ه ذا الق انون على وجه اخلص وص كل مؤسسة تك ون غري ق ادرة على‬
‫جماهبة الديون اليت حل أجلها مبا هو موجود لديها من سيولة ومن موجودات قابلة للصرف على املدى القصري "‪.‬‬
‫(‪ )2‬الفصل ‪ ... " 32‬ويتوقف سريان مجيع الفوائض وغرامات التأخري وتعلق آجال السقوط "‪.‬‬
‫(‪)3‬يتعطل خالل فرتة املراقبة كل تتبع فردي وعمل تنفيذي يرمي اىل استخالص ديون سابقة لفرتة املراقبة ‪.‬‬

‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫المبحث الثاني" ‪ :‬تمكين األجير" من األولوية" في الخالص‬


‫تكريسا حلماية األجري ومستحقاته ارتأى املشرع أن خيرج هذا األخري من قاعدة املساواة يف‬
‫الضمان العام الذي أقره الفصل‪ 192‬م ح ع وافرده بامتياز ممتاز صلب الفصــل ‪ 34‬ق أ‬
‫( فق رة أوىل) كما اقر متتيع دي ون الفص لني ‪ 564‬و‪ 566‬م ت بع دم التأجيل يف ال دفع‬
‫( فقرة ثانية )‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬االمتياز المدعم لألجير‬
‫تتم يز املس تحقات املالية الراجعة ألجري املؤسسة املارة بص عوبات اقتص ادية بطابعها املعاشي‬
‫واحلاجة امللحة ملس تحقيها ‪ ،‬ل ذلك تعامل معها املش رع ك ديون ال تس تحق ط ول االنتظ ار‬
‫الستخالصها فمكن األجري يف مرحلة أوىل من التقاضي يف شأهنا وذلك بأن استثناهم بصفة‬

‫‪53‬‬
‫مطلقة من قاعـدة " تعليق إج""راءات" التقاضي"" ويف مرحلة ثانية منحهم املرتبة األوىل يف‬
‫اخلالص صلب امتياز الفصل ‪.34‬‬
‫وامتي از الفصل ‪ 34‬من ق انون اإلنق اذ كغ ريه من اإلمتي ازات مص دره الق انون (‪ ،)1‬أراد‬
‫املش رع من خالله تفعيل اس رتاتيجية اإلئتم ان وذلك بتوفري الض مانات القانونية من متويل‬
‫املؤسسة أثناء فرتة املراقبة باعتبارها مرحلة حساسة ومصريية ‪.‬‬
‫لكن ولئن اعتمد املشرع على فكرة اإلئتمان هذه إلعطاء أولوية يف اخلالص للديون اجلديدة‬
‫ف إن تلك األولوية مل تكن مطلقة حيث يس تدرك املش رع ص لب الفق رة الثانية من نفس‬
‫الفصل " اال أن ال" ""ديون المنص" ""وص عليها بالفص" ""لين ‪564‬و‪ 566‬من م ت ب" ""الفقرات"‬
‫‪2-1‬و‪ 3‬من الفصل ‪ 199‬من الحق" " " " " ""وق العينية تتمتع بامتي" " " " " ""از الم" " " " " ""دعم لل" " " " " ""دفع‬
‫وتستخلص قبل غيرها "‪.‬‬
‫‪----------‬‬
‫الفصل ‪ 194‬م ح ع يع رف االمتي از على أنه " حق عيين يعطيه الق انون يف تفض يل بعض ال دائنني على بعض للخالص من‬ ‫(‪) 1‬‬
‫مكاسب املدين نظرا لصفة ديوهنم" ويعتب راالمتياز استثناء تشريعي ملبدأ املساواة بني الدائنني‪.‬‬

‫األستاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫وب ذلك تك ون األولوية املطلقة من نص يب مس تحقات العملة املنص وص عليها ص لب‬


‫الفصلني ‪564‬و‪ 566‬م ت ونظرا للصبغة املعاشية هلذه الديون يكون ترتيب الديون صلب‬
‫الفصل ‪ 34‬من قانون اإلنقاذ على النحو التايل‪:‬‬
‫‪)1‬امتياز الفصل ‪ 564‬من اجمللة التجارية اي اجلزء الذي ال يقبل احلجز من األجر ‪.‬‬
‫‪)2‬امتياز الفصل ‪ 566‬من اجمللة التجارية أي األجزاء املتبقية من األجر‬
‫‪)3‬إمتياز مصاريف جتهيز امليت موضوع الفقرة األوىل من الفصل ‪ 199‬من م ح ع‬
‫‪)4‬إمتياز مصاريف التداوي موضوع الفقرة الثانية من الفصل ‪ 199‬من م ح ع‬
‫‪)5‬امتياز املصاريف القضائية موضوع الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 199‬من م ح ع‬
‫‪)6‬إمتياز الديون اجلديدة أي ديون فرتة املراقبة ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ما نالحظه من خالل هذا الرتتيب أن املشرع صلب هذا الفصل ورغم الوازع اإلقتصادي‬
‫ال ذي يطغى على فلس فة ه ذا الق انون‪ ،‬فإنه أقر ترتيبا يغلب عليه الط ابع اإلجتم اعي وذلك‬
‫بغض النظر عن أمهية ديون فرتة املراقبة ودورها يف متويل وتنمية قدرات املؤسسة ‪ ،‬اذ أعطى‬
‫األولوية ل ديون األج راء وجعلها تس تخلص قبل غريها من ال ديون وقد ج اء يف ق رار‬
‫حملكمة التعقيب أن " المش""رع أعطى ألج""ور ومس""تحقات العملة س""واء ال""تي اس""تحقت‬
‫قبل افتت ""اح اج ""راءات" التس ""وية القض ""ائية" أو اثناءها" أو ح ""تى بع ""دها" أولوية معت ""برا اياها"‬
‫ذات امتياز مدعم طبق الفصل ‪ 37‬من قانون اإلنقاذ" "‪.‬‬
‫وقد يبدو هذا التمشي التشريعي وكذلك التطبيق القضائي من حيث املبدأ سليما اىل أبعد‬
‫حد باعتب ار وأن اإلمتي از املدعم لألج راء ص لب الفصل ‪ 34‬هو تواصل ملا دأبت عليه‬
‫السياسة التش ريعية يف بالدنا من محاية ملس تحقات العملة ‪ ،‬حيث أن أول نص ق انوين منح‬
‫امتي ازا لألج راء ك ان الفصل ‪ 1630‬من جملة االلتزام ات والعق ود ال ذي وضع ترتيبا‬
‫لإلمتيازات العامة حيتل فيها مــا كانت تعرب عنه صياغة الفصل املذكور بامتياز اجور اخلدمة‬
‫والصناعة الذين استخدمهم املفلس بنفسه وأجور الكتبة واملستخدمني واملكلفيـن‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫املرتبة الرابعة قبل دي ون الدولة واإلدارة البلدية الناش ئة عن أداءات الع ام اجلاري مث ت والت‬
‫االمتي ازات اخلاصة ب ديون الدولة واإلدارات البلدية الناش ئة عن أداءات الع ام اجلاري مث‬
‫توالت اإلمتيازات اخلاصة بديون األجراء كامتياز الفقرة اخلامسة من الفصل ‪ 199‬من جملة‬
‫احلق وق العينينة وامتي از الفصل ‪ 2-151‬من جملة الش غل وفيه تتمتع دي ون األج راء باملرتبة‬
‫األوىل ‪ ،‬وعموما باإلض افة اىل ه ذا اإلمتي از املك رس حلماية األجري يف ق انون اإلنق اذ ف إن‬
‫املشرع متع ديون األجري كذلك بعدم التأجيل يف الدفع ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تمتيع ديون األجير" لعدم التأجيل" في الدفع ‪:‬‬
‫مراع اة منه للص بغة املعاش ية ألج راء املؤسسة املارة بص عوبات اقتص ادية طبقا للفص لني‬
‫‪ 564‬و‪ 566‬م ت وتكريسا حلماية البعد اإلجتماعي الذي يتباه هذا القانون ‪ ،‬فإن املشرع‬

‫‪53‬‬
‫قد تعامل مع ه ذه ال ديون بطريقة خاصة يستشف منها إقص اء دي ون األج راء من قاع دة‬
‫املساواة بني الدائنني يف اجتاه حتقيق األفضل هلم ويربز ذلك على مستوايني‪:‬‬
‫المس ""توى األول" ‪ :‬ينص الفصل ‪ 36‬جديد على أنه " يت ""ولى المتص ""رف القض ""ائي إع ""داد‬
‫برن"""امج اإلنق"""اذ ال"""ذي يتض"""من وس"""ائل النه"""وض بالمؤسسة" منها عند اإلقتض"""اء جدولة"‬
‫ديونها ونسبة التخفيض من أصلها أو من الفوائض المترتبة عليها ‪"...‬‬
‫ودعما منه ملوقف الدائنني إزاء املقرتحات اليت قد يتضمنها برنامج اإلنقاذ (‪ ، )1‬أكد املشرع‬
‫ص لب الفصل ‪ 43‬جديد أنه " ال يج ""وز للمحكمة الحط من دين اال برض ""اء ال ""دائن‪"...‬‬
‫وه ذا ال واجب أو الش رط جيب أن تتم مراعاته من قبل املتص رف القض ائي ال ذي أعط اه‬
‫القانون صالحية إعداد مشروع برنامج اإلنقاذ ‪.‬‬
‫وقد س عى املش رع يف ه ذا اإلط ار اىل تش جيع ال دائنني على املب ادرة ب التخفيض من دي وهنم‬
‫املتخلدة يف ذمة املؤسسة املدنية واملنتفعة بإجراءات اإلنقاذ وذلك مبنحهم امتيازات جبائية‪،‬‬
‫‪--------‬‬
‫حممد الغ زواين حق وق ال دائنني يف ق انون ‪ 29/12/2003‬املتعلق بانق اذ املؤسس ات ‪ ،‬م ذكرة لنيل ش هادة املاجس تري يف ق انون‬ ‫(‪) 1‬‬
‫البيئة والتعمري ‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية بتونس ‪2007-2006‬‬

‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫كحث البن وك على التخلي على ج زء من دي وهنم لتخصم من قاع دة ال ربح اخلاضع لألداء‬
‫للس نة اليت وقع فيها التخلي طبقا للفصل ‪ 49‬من ق انون املالية لس نة ‪ ، 1989‬أو ختصم‬
‫املب الغ املتخلي عنها من البنك من قاع دة األداء على الض ريبية طبقا للفصل ‪ 40‬من ق انون‬
‫املالية لسنة ‪ 1999‬وكل ذلك من أجل توفري اقصى السبل والضمانات إلنقاذ املؤسسة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لديون األجراء فقد نص املشرع صلب الفقرة الثانية من الفصل ‪ 43‬على انه‬
‫" ال ينطبق تأجيل دفع ال" ""ديون على المب" ""الغ المش" ""ار اليها بالفص" ""لين" ‪ 564‬و‪ 566‬من‬
‫المجلة التجارية وبالفصل ‪ 199‬من مجلة الحقوق العينية باستثناء الفقرة الرابعة" " وما‬
‫نالحظه من خالل هذه الصياغة أن املشرع يستثين وجوبا (‪ )1‬ديون األجراء سواء يف جزئها‬
‫غري القابل للحجز (‪ )564‬أو بقية األجر بالنسبة للستة أشهر األخرية (‪ )566‬من القاعدة‬

‫‪53‬‬
‫اليت مت تكريس ها ص لب الفق رة األوىل من الفصل ‪ 43‬وذلك لإلعتب ار املتع ارف عليه وهو‬
‫الصبغة املعاشية هلذه الديون اليت ال ميكن ‪ ،‬وحسب ما جاء هبذه الفقرة الثانية ال احلط منها‬
‫وال تأجيل يف دفعها ‪.‬‬
‫ويف ه ذا اإلط ار قد يط رح تس اؤل ه ام عمال مبب دإ س لطان اإلرادة وحرية األط راف يف‬
‫التف اوض‪ ،‬فهل ميكن خمالفة ه ذه القاع دة املتعلقة بع دم امكانية احلط من دي ون األج راء أو‬
‫تأجيل دفعها وذلك عن دما يعرب ه ؤالء عن ارادهتم ورغبتهم يف الوق وف اىل ج انب‬
‫مؤسستهم أثناء مرورها بظروف صعبة ؟ مبدئيا ال شيء مينع من تعبري أجراء املؤسسة املارة‬
‫بص عوبات اقتص ادية على م وافقتكم الص رحية بتأجيل دفع دي وهنم احلالة تض امنا منهم مع‬
‫مؤسستهم حىت تس تعيد نش اطها وحمافظة منهم على م واطن ش غلهم وهو اهلدف ال ذي سن‬
‫ألجله ق انون اإلنق اذ ‪ ،‬أما اذا ذهب األج راء يف تض امنهم مع املؤسسة اىل أك ثر من ذلك‬
‫وع ربوا عن رغبتهم يف احلط من دي وهنم ‪ ،‬ف إن ذلك يعترب إسقـاطا وتس ري عليه أحك ام "‬
‫إسقاط الدين" طبق الفصل ‪ 350‬وما بعده من م ا ع ‪.‬‬
‫‪--------‬‬
‫الدعوى الشغلية من خالل جملة الشغل وفقه القضاء ص‪ 318‬مركز الدراسات القضائية والقانونية ‪2008‬‬ ‫(‪) 1‬‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫المستوى الثاني"‪ :‬جاء بالفصل ‪ " : 45‬اذا بيع مال موظف عليه امتياز خاص أو رهن ‪،‬‬
‫فإنه ي " " ""دفع منه لص " " ""احب ال " " ""دين" ما يفي بدينه بعد خالص ال " " ""ديون المنص " " ""وص عليها‬
‫بالفص " " ""لين ‪564‬و‪ 566‬من المجلة التجارية و‪ 199‬من مجلة الحق " " ""وق العينية " ويثري‬
‫هذا الفصل مالحظتني هامتني ‪:‬‬
‫المالحظة األولى ‪ :‬يتعلق مبيدان التطبيق ‪ ،‬اي مىت يطبق هذا الفصل ؟ وهو سؤال هام جدا‬
‫خصوصا اذا ما مت ربط مضمون هذا الفصل بامتياز الفصل ‪ 34‬من نفس القانون‪.‬‬
‫أما خبص وص الفصل ‪ 34‬ف إن احلالة الوحي دة اليت يطبق فيها ه ذا الفصل هي حالة احلكم‬
‫بتفليس املؤسسة حيث تك ون وقتها مجيع مكاسب املؤسسة ض مانا ل دائنيها عمال بقاع دة‬

‫‪53‬‬
‫الضمان العام ‪ ،‬وعليه فإن امتياز الفصل ‪ 34‬يشمل مجيع املكاسب اليت يقع احصاؤها أثناء‬
‫احلكم بالتفليس ‪.‬‬
‫أما فيما خيص الفصل ‪ 45‬فإنه يتعلق مبال موظف عليه امتي از خ اص (‪ )1‬أو رهن حبيث‬
‫يكون ه ذا اإلمتي از أو ه ذا ال رهن متعلقا مبال معني وليس جبميع مكاسب املؤسسة املدينة ‪،‬‬
‫وهذا الفصل يطبق عند بيع هذا املال سواء قبل أو بعد تفليس املؤسسة ‪.‬‬
‫المالحظة الثانية ‪ :‬يتعلق مبضمون الفصل ‪ 45‬حيث اقتضى استثناء هاما من القاعدة العامة‬
‫للتنفيذ‪ ،‬اذ اقتضى أنه ال يقع خالص الدائن صاحب اإلمتياز اخلاص أو صاحب الرهن اال‬
‫بعد خالص دي ون الفص لني ‪ 564‬و‪ 566‬من اجمللة التجارية وال ديون املنص وص عليها‬
‫بالفصل ‪ 199‬من جملة احلق وق العينينة ‪ ،‬وهنا تص بح دي ون األج راء على معىن الفص لني‬
‫املذكورين تتمتع بأولوية مطلقة حىت على دين موثق بامتي از خ اص أو ب رهن عليه ف إن‬
‫ص احب ذلك اإلمتي از اخلاص أو ص احب ذلك ال رهن على ذلك املال س وف يفقد حق‬
‫(‪)2‬‬
‫األفضلية‬
‫‪--------‬‬
‫(‪)1‬جاء بالفصل ‪ 197‬م ح ع ‪ " :‬االمتياز نوعان عام وخاص فالعام يشمل مجيع املنقول والعقار واخلاص ال يتسلط اال على اعيان معينة "‬
‫(‪)2‬ح ول حق األفض لية أنظر ‪ :‬ح امت احملم دي ‪ ،‬حق األفض لية يف التأمين ات العينية دراس ات يف ق انون التأمين ات – عمل مجاعي هلي أة ت دريس ق انون‬
‫التأمينات بكلية احلقوق والعلوم السياسية بتونس‪ ،‬املطبعة العصرية طبعة ثانية ‪ 2003‬ص‪ 375‬وما بعده‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫ال ذي خوله له ذلك الت أمني العيين لص احل األج راء ال ذين منحهم املش رع من حيث املب دأ‬
‫أولوية مطلقة يف اخلالص ‪.‬‬

‫عموما وانطالقا مما سبق بسطه ‪ ،‬فإن املشرع وحماولة منه لتحقيق التوازن بني األهداف اليت‬
‫أعلن عنها ص لب الفصل األول من الق انون قد ك رس هامشا من دون أن ينسى حماولة‬
‫احلفاظ على مواطن الشغل اخلاصة باألجري ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬حماية مواطن الشغل الخاصة باألجير" ‪:‬‬

‫محاية منه للبعد اإلجتم اعي ف إن مش رع ق انون اإلنق اذ وفر اآللي ات الكفيلة للحف اظ على‬
‫مواطن الشغل وذلك أثناء سري إجراءات اإلنقاذ بأن ترك عقود الشغل أثناء فرتة املراقبة‬
‫خاضعة للق وانني اخلاصة هبا ( مبحث أول ) كما سعى للحف اظ على م واطن الش غل أثن اء‬
‫إحالة املؤسسة أو كرائها ( مبحث ثاين ) ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬إخضاع عقود الشغل" أثناء فترة المراقبة للقانون اإلجتماعي‪".‬‬

‫يعترب ق انون اإلنق اذ نصا خاصا لبعض الق وانني العامة على غ رار الق انون التج اري وق انون‬
‫الشغل وحتيل بعض فصوله صراحة على القانون العام كإبقاء عقود الشغل خاضعة للقوانني‬
‫اخلاصة هبا‪ ،‬وما هو مسلم به يف هذا اإلطار هو أن قانون الشغل يعترب مصدر محاية بالنسبة‬
‫ألجراء ‪.‬‬

‫فقد نص الفصل ‪ ( 38‬ق دمي ) ‪(35‬جدي د) أنه "يس تمر العمل ب العقود اليت تربط املؤسسة‬
‫بالغري من حرفاء ومزودين وغريه وميكن اهناء العمل بطلب من املتصرف القضائي أو املدين‬
‫بعد موافقة القاضي املراقب اذا ك انت غري ض رورية ملواص لة نش اط املؤسسة وتبقى عق ود‬
‫الشغل خاضعة للقوانني واالتفاقيات اخلاصة هبا " وما نستنتجه من خالل هذا النص‬

‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫ا(‪)1‬‬
‫أن املشرع أقر قاعدة مواصلة العمل بالعقود اجلارية اليت تربط املؤسسة بالغري بغاية إنقاذه‬
‫وميثل ه ذا احلل التش ريعي اس تثناءا للمب ادئ العامة لاللتزام ات والعق ود ‪ ،‬منها مب دأ س لطان‬
‫اإلرادة والقوة امللزمــة للعقد وان كان على حساب الدائنني (‪ ، )2‬لكن املشرع استثىن عقود‬
‫الشغل من القاعدة واحلل اللذين كرسهما صلب هذا الفصل وجعل من هاته العقود خاضعة‬
‫للق وانني واالتفاقي ات اخلاصة هبا مبعىن أهنا تبقى خاض عة لق انون الش غل ‪ .‬وب ذلك يك ون‬

‫‪53‬‬
‫املش رع قد أخذ بعني اإلعتب ار خصوص ية البعد اإلجتم اعي ال ذي تعرب عنه خصوص ية عقد‬
‫الشغل يف حد ذاته ومل ينتهي اىل سحب النظام القانوين لبقية العقود على عقد الشغل ‪.‬‬

‫قانون المشغل مكسب لألجراء ‪:‬‬

‫وميثل ترك عقود الشغل صلب قانون االنقاذ خاضعة لقانون الشغل على األقل خالل فرتة‬
‫املراقبة مكس با لألج راء مقارنة بالتض حيات اليت فرض ها املش رع على بقية ال دائنني باعتب ار‬
‫وأن قانون الشغل يقوم على هدف ومبدأ أساسي وهو محاية األجراء فقد كان وال يزال‬
‫ق انون العم ال وق انون الفئة الض عيفة اليت تبقى دائما يف حاجة اىل محاية من كل اس تغالل‬
‫اقتصادي ومن كل حرمان يف احلصول على فرص العمل ويبقى قانون الشغل عنوانا بارزا‬
‫للقوانني اإلجتماعية الـيت جتعل مـن ضمان محاية العامل يف صحته وسالمته و احلصول‬

‫‪------------‬‬
‫(‪KHARROUBI (Kl) «  Les contrats en cours dans les nouvelles procédures )1‬‬
‫‪collectives de redressement» RJL 1999,N°6,p9‬‬

‫(‪ )2‬حممد غزواين ‪ ،‬حقوق الدائنني يف قانون ‪ 29‬ديسمرب ‪ ، 2003‬مرجع سابق ص‪71‬‬

‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫على حقوقه ومستحقاته املادية واملعنوية اهلدف الرئيسي له (‪.)1‬‬

‫ولعل إدخال عقود الشغل اليت تربط بني املؤسسة املارة بصعوبات اقتصادية وأجرئها ضمن‬
‫دائرة التطبيق املطلق لقانون الشغل باعتباره القانون العام لبقية النصوص اخلاصة اليت تنظم‬
‫العالقة بني األجري واملؤجر جيعل من هؤالء األجراء متمتعني بوضعية متميز ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ولعله أيضا من أوكد متطلبات احلماية احملافظة على دميومة واستمرارية عقد الشغل ويف هذا‬
‫اإلط ار ينص الفصل ‪ 15‬م ش على انه "يبقى عقد الش ""غل" قائما بين العامل والم ""ؤجر في‬
‫ص""ورة تغي""ير حالة ه""ذا األخ""ير" القانونية خاصة ب""الميراث أو ال""بيع أو تحويل المحل أو‬
‫تك""وين ش""ركة " ويك رس ه ذا الفصل مب دأ اس تقرار األجري باملؤسسة ومب دأ انتم اء األجري‬
‫للمؤسسة (‪.)2‬‬

‫ما جيدر االش ارة اليه أنه وباعتب ار أن م وطن الش غل هو م ورد ال رزق الوحيد لألجري ف إن‬
‫املش رع ص لب الفص لني ‪15‬و‪ 16‬م ش أقر بأنه تك ون عق ود الش غل املربمة بني األج راء‬
‫واملؤجر الق دمي قائمة مع املؤجر اجلديد وهي احك ام هتم النظ ام الع ام ‪ ،‬وتك ون بالت ايل‬
‫ح االت تط بيق ه ذا الفصل على عق ود الش غل اليت تربط األج راء باملؤسسة املتمتعة‬
‫باجراءات االنقاذ رهن حتقق شرط تغري املركز القانوين للمؤجر ‪.‬‬

‫‪--------‬‬
‫(‪)1‬س عيدة الش وانني ق انون الش غل واملؤسسة ‪ ،‬م ذكرة لنيل ش هادة الدراس ات املعمقة يف الق انون اخلاص‪ ،‬كلية احلق وق والعل وم السياس ية بت ونس‬
‫‪ 2004/2005‬ص‪111‬‬

‫(‪)2‬يراجع ‪ :‬حممد الرمضاين ‪ ،‬استمرارية عقد الشغل مبفعول القانون ‪ ،‬الفصل ‪ 15‬م ش‪ ،‬رسالة خترج من املعهد األعلى للقضاء ‪1999/2000‬‬

‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫ومبا أن املؤجر هو مالك املؤسسة ف إن تغري مرك زه الق انوين يعين انتق ال ملكية املؤسسة‬
‫للمؤجر اجلديد واذا كانت امللكية تكتسب عمال بالفصل ‪ 22‬م ح ع " بالعقد" والم""يراث‬
‫والتق ""ادم وااللتص ""اق ومفع ""ول الق ""انون ‪ "...‬ف إن انتق ال ملكية املؤسسة املارة بص عوبات‬
‫اقتص ادية س وف لن تك ون اال للس ببني األولني واذا ك انت وض عية انتق ال امللكية بواس طة‬
‫املرياث ال تثري أي اش كال باعتب ار أنه ميكن تص ور وف اة املؤجر مالك املؤسسة املارة‬
‫بص عوبات اقتص ادية أثن اء ف رتة املراقبة وحل ول ورثته حمله بالت ايل تس تمر عق ود الش غل مع‬

‫‪53‬‬
‫املالكني اجلدد مبفع ول الق انون عمل مبقتض يات الفل ‪ 15‬م ش اال أنه وخبص وص حالة‬
‫انتق ال ملكية املؤسسة املارة بص عوبات اقتص ادية من املؤجر الق دمي مالك املؤسسة باعتب اره‬
‫مس ريا هلا اىل املؤجر اجلديد وذلك عرب تقنية العقد س واء عرب ال بيع أو اهلبة أو غريمها من‬
‫اش كال التف ويت فإنه للمحكمة وعمال مبقتض يات الفصل ‪ 30‬من ق انون االنق اذ أن تص در‬
‫حكما يقضي بإبط ال عملي ات التف ويت مبقابل أو بدونه وبالت ايل تبقى عق ود الش غل التـي‬
‫تربط األج راء باملؤسسة على احلالة اليت هي عليها وليس هن اك من ض رورة للح ديث عن‬
‫تطبيق الفصل ‪ 15‬م ش ‪.‬‬

‫كما أنه ميكن أن يتغري املركز القانوين للمؤجر دون أن تتغري ملكيته للمؤسسة وهي الصورة‬
‫اليت نص عليها الفصل ‪ 28‬من ق انون االنق اذ (‪ )1‬حيث تق رر احملكمة اس ناد اإلدارة كليا أو‬
‫جزئيا للمتصرف القضائي فتكون له مجيع السلطات والصالحيات املتعلقة باالدارة ويكون‬
‫مبثابة املؤجر مع بعض التحفظ حول هذه الصفة نظرا وان الفصل ‪ 26‬ينص على ان احملكمة‬
‫حتدد سلطات وصالحيات املتصرف القضائي مما يعين أنه من الصعب إعطائه صفة املؤجر ‪.‬‬

‫‪------------‬‬
‫جاء بالفصل‪ 28‬أنه " ميكن للمحكمة يف صورة ابعاد مسري املؤسسة وتعويضه مبتصرف قضائي أن حتجر عليه القيام بأي عملية تفويت‬ ‫(‪) 1‬‬
‫أو رهن يف أس همه أو يف حصصه دون إذن منه ا‪ ،‬مع التنص يص على التحجري بالس جل التج اري ول دى هيئة الس وق املالية وبرس وم امللكية العقارية‬
‫بالنسبة للعقارات املسجلة "‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫كما أن إخضاع عقود الشغل للنصوص واالتفاقيات اخلاصة هبا وهو األمر الذي جيعل من‬
‫قانون الشغل هو القانون املنطبق بصورة مطلقة هو كذلك أمر يتجاوز حدود احلفاظ على‬
‫عق ود الش غل اىل تك ريس الض مانات القانونية املتعلقة بتنفيذ عقد الش غل حيث تك ون‬
‫املؤسسة املارة بص عوبات اقتص ادية ملزمة بالوف اء بالتزاماهتا حنو اجرائها ولعل أهم ال تزام‬
‫منجر عن عقد الشغل هو دفع املستحقات املالية املنبثقة عن هذا العقد وهو األجر‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫كما أن ق انون الش غل ال ي وفر فقط الض مانات املادية املتعلقة بتنفيذ عقد الش غل بل يل زم‬
‫املؤجر لفائدة أجرائه بتكاليف عينية منها ما يتعلق بطبيعة العمل كمالبس الشغل ومالبس‬
‫الوقاية وذلك من اجل ضمان سالمة العامل اثناء ممارسته لعمله خصوصا يف بعض األنشطة‬
‫اليت تس توجب ألبسة وقائية ‪ ،‬عموما ويف ه ذا اإلط ار فقد ك انت االتفاقية القطاعية أك ثر‬
‫الزاما يف خص وص ه ذه التكلفة العينية اذ ج اء بالفصل ‪ 42‬رابعا من االتفاقية املش رتكة‬
‫للمخ ابز أنـه " يعت" ""بر غ" ""ير م" ""انح للب" ""اس الش" ""غل الم" ""ؤجر ال" ""ذي يعمد الى تس" ""ليم منحة‬
‫تعويضية مقابل" تخلي العامل عن لباس الشغل""‬
‫كما أنه ومن ض من احلق وق اليت يكفلها ق انون الش غل لفائ دة األج راء ويل زم املؤسسة‬
‫بتوفريها جند ما يفرضه الق انون يف خص وص توفري الوس ائل الكفيلة حبفظ ص حة العملة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬اذ جاء تنقيح ‪ 15‬جويلية ‪ 1996‬بعنوان ثالث جمللة الشغل حول " حفظ‬ ‫وسالمتهم‬
‫ص حة العملة وأمنهم " الفص ول من ‪ 152‬اىل ‪ 155‬ل ذلك ف إن ق انون الش غل يل زم املؤجر‬
‫صاحب املؤسسة هبذه التكلفة لضمان احلقوق الدنيا للعمال وتوفري مناخ يشجع على البذل‬
‫والعط اء واجلودة يف العم ل‪ ،‬كما أن ه ذه التكلفة ال جند اساسا هلا فقط يف النص وص‬
‫القانونية وامنا تأيت أيضا كنتيجة للنظرة احلديثة للمؤسسة باعتبار أن هذه األخرية أصبحت‬
‫مطالبة يف العصر احلايل بتقلد دور اجتماعي هام اضافة اىل مهامها الفنية واإلقتصادية اال أنه‬
‫وان كان من املمكن للمؤسسة اليت تنشط يف ظروف عاديـة ان تلعب ‪-----------‬‬
‫أنظر حممد بالعايبة " طب الش غل وحفظ الص حة والس المة املهنية من خالل ق انون جويلية ‪ " 1996‬ملتقى اجلمعية التونس ية لألع وان‬ ‫(‪)1‬‬
‫تفقد الشغل حول تنقيح ‪ 5‬جويلية ‪ 1996‬جمللة الشغل يومي ‪21‬و‪ 22‬نوفمرب ‪1996‬‬

‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫مثل ه ذا ال دور ف إن املؤسسة اليت متر بص عوبات اقتص ادية يك ون من الص عب عليها القي ام‬
‫مبثل هذا الواجب ‪.‬‬
‫ومن االلتزام ات احملمولة أيضا على املؤسسة ولو ك انت م ارة بص عوبات اقتص ادية االل تزام‬
‫بالض مان اإلجتم اعي ‪ ،‬اذ أن انظمة االجتم اعي وض عت أساسا حلماية األجري يف مرحلة‬

‫‪53‬‬
‫متقدمة من السن من شأهنا أن حتميه من املرض والشيخوخة والعجز ولتحقيق هاته الغاية ال‬
‫بد من وف اء منخ رطي الص ندوق الوطين للض مان االجتم اعي بالتزام اهتم املتمثلة يف دفع‬
‫املس امهات س واء من ط رف املؤجر أو األجري وباعتب ار أن املؤسسة متر بص عوبات اقتص ادية‬
‫فإهنا ع ادة ما تك ون ع اجزة عن دفع ديوهنا جتاه الص ناديق اإلجتماعية مما يزيد األمر تعقي دا‬
‫خبصوص وضعيتها‪.‬‬
‫وعموما ف إن اخض اع عق ود الش غل للق وانني اخلاصة هبا جيعل من ق انون الش غل الق انون‬
‫املنطبق دون غ ريه من النص وص اخلاصة وهو ما ميكن األج راء من التمتع بق در ه ام من‬
‫احلماية حلق وقهم املادية واملعنوية ‪ ،‬خاصة أم ام احلف اظ على م واطن الش غل حىت اثن اء احالة‬
‫املؤسسة أو كرائها ‪.‬‬
‫المبحث الثاني" ‪ :‬الحفاظ على مواطن الشغل أثناء إحالة" المؤسسة أو كرائها ‪.‬‬
‫إن ما مييز قانون اإلنقاذ هو نظرة املشرع للمؤسسة فهو مل يعد ينظر إليها من زاوية امللكية‬
‫الفردية أي إىل مالكها كش خص ط بيعي جيب إنق اذه من اإلفالس بل أص بح ينظر إليها‬
‫كملكية جتسد الوظيفة االجتماعية ولعل تك ريس ه ذه الوظيفة يقتضي احملافظة على العنصر‬
‫البشري داخلها سواء كان قرار احملكمة بإحالة املؤسسة أو بكرائها ‪.‬‬
‫فيما يتعلق باإلحالة ‪:‬‬
‫فإنه عمال مبقتض يات الفصل ‪ 47‬من ق انون اإلنق اذ فإنه ميكن للمحكمة يف ص ورة تع ذر‬
‫اإلنق اذ إحالة املؤسسة للغري إذا ك ان يف ذلك ض مان الس تمرار نش اطها أو االحتف اظ بكل‬
‫مواطن الشغل فيها أو ببعضها وتطهري ديوهنا ‪.‬‬
‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫ويتضح من خالل ه ذا النص ان اس تحالة مواص لة املؤسسة لنش اطها على حالتها األص لية‬
‫يفتح اجملال للقض اء لتقرير مص ريها (‪ )1‬ويعترب ض مان االبق اء على م واطن الش غل من أهم‬

‫‪53‬‬
‫العناصر املعتمد يف ت رجيح كفة ه ذا الع رض عن ذاك حيث اقتضى الفصل ‪" 48‬وتخت" ""ار‬
‫المحكمة العرض الذي يضمن أكثر من غيره استمرار مواطن الشغل وتغطية الديون "‬

‫كما ج اء بنفس الفصل أنه " على ص""احب الع""رض أن ي""بين ب""العرض الص""ادر عنه ع""دد‬
‫م" " ""واطن الش" " ""غل" ال" " ""تي يع" " ""تزم المحافظة عليها وبرنامجه" فيما يتعلق بتط" " ""وير التش" " ""غيل"‬
‫واالس""تثمارات" ونستنتج من خالل ذلك أن العرض املغري بالنسبة للمحكمة هو العرض‬
‫الذي يكون مستعدا أكثر من غريه للمحافظة على أكرب عدد ممكن من مواطن الشغل الذي‬
‫هو هدف من أهداف هذا القانون ‪.‬‬

‫كما أن العرض الذي يكون أحسن من غريه هو العرض الذي يبني فيه صاحبه برناجمه فيما‬
‫يتعلق بتطوير التشغيل واالستثمار ‪ ،‬والربنامج الذي يعرب عن ارادة صاحبه يف مزيد االنتداب‬
‫ومزيد النهوض بوضعية األجراء فيما خيص تكوينهم وقواعد تأجريهم يعترب مرشحا أكثر‬
‫من غ ريه للحص ول على االحالة وتتمثل ه ذه اآللي ات يف انه جيب أن يتض من ك راس‬
‫الش روط الض مانات املطلوبة مبا يس مح من التأكد من جدية الش راء واالس راع يف االجناز‬
‫حىت ال يتحول العرض اىل وسيلة إلطالة إجراءات لكن قرار االحالة جيب أن يكون مدعما‬
‫ومرفوقا جبملة من االج راءات واآللي ات اليت من ش أهنا أن تض من فعاليته وحتقق األه داف‬
‫املنتظرة منه ‪.‬‬

‫‪-------‬‬
‫عصام حلمر ‪ ،‬مصلحة املؤسسة يف قانون االنقاذ واملؤسسات اليت متر بصعوبات اقتصادية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪15‬‬ ‫(‪) 1‬‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫‪53‬‬
‫التسوية ‪ ،‬كما انه يف حالة نك ول املش رتي ف إن املب الغ اليت سبقها ختصص خلالص ال دائنني‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬وملزيد ض مان جناح عملية االحالة فإنه ميكن للمحكمة ان حتدد‬ ‫حبسب ت رتيبهم‬
‫العقود اجلارية مع املؤسسة والضرورية ملواصلة نشاطها بناء على طلب مقدمي العروض(‪،)2‬‬
‫ويعترب أهم اثر لإلحالة تطهري املؤسسة من ال ديون املكبلة ب ذمتها املالية حيث ج اء بالفصل‬
‫‪ 49‬ان ــه " خالفا للفصل ‪ 292‬م ح ع تطهر المؤسسة عند احالتها من جميع ال" " " ""ديون‬
‫والترسيمات" الس""ابقة" بما فيها الممت""ازة وتنتقل ملكية المؤسسة الى المح""ال له بمج""رد‬
‫وفائه بجميع التزاماته ودفعه كامل الثمن ويحجز محص" " " " ""ول ال" " " " ""بيع لفادئة ال" " " " ""دائنين""‬
‫تنتقل ملكية املؤسسة مطهرة من مجيع الديون اىل احملال له لتكون بذلك االحالة مبثابة اعادة‬
‫هتيئة للمؤسسة وباعتبار أن األجراء ميثلون فئة هامة من مجهور الدائنني فإنه وكما جاء هبذا‬
‫النص يك ون خالص هم من حمص ول ال بيع ومبا أنه وكما س بق بيانه ف إهنم يتمتع ون بامتي از‬
‫ممتاز على معىن الفصل ‪ 34‬فإنه سوف تكون هلم األولوية يف اخلالص ‪.‬‬

‫ويعترب ق رار احالة املؤسسة اىل الغري ق رارا م ؤثرا وهاما على عق ود الش غل وذلك على‬
‫مستويني ‪:‬‬

‫المس" ""توى األول ‪ :‬بالنس بة ملواطن الش غل اليت ال تزم احملال له ص لب الع رض ال ذي قدمه‬
‫باحملافظة عليها فإنه مل زم بتنفيذ التزامه ألن االبق اء على تلك العق ود يعترب التزاما عق ديا‬
‫وخيضع للقــوة امللزمة للعقد عمال مبقتض يات الفصل ‪ 242‬م ا ع ويف ص ورة ع دم التنفيذ‬
‫املتمثل يف عدم االبقاء على مواطن الشغل اليت التزم احملال له االبقاء عليها فإن هذا‬

‫‪---------‬‬
‫الفصل ‪ 48‬فقرة أخرية‬ ‫(‪) 1‬‬
‫الفصل ‪ 47‬فقرة أخرية‬ ‫(‪) 2‬‬

‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫‪53‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬لكن ومبا أن ط ريف عقد اإلحالة ‪ ،‬مها‬ ‫األخري يعترب من زاوية الق انون الع ام مماطال‬
‫احملكمة واحملال له وال ميكن أن نتح دث عن دع وى الفسخ خ ارج إرادة ط ريف العقد ف إن‬
‫عدم اإلبقاء على مواطن الشغل اليت التزم احملال له باحملافظة عليها يعترب طردا تعسفيا وخيضع‬
‫للقواعد العامة للطرد املنصوص عليها صلب جملة الشغل‪.‬‬

‫المس ""توى الث ""اني ‪ :‬ويتعلق ب أثر ق رار اإلحالة على م واطن الش غل اليت مل يل تزم احملال له‬
‫باإلبق اء عليها ص لب الع رض ال ذي قدمه إذ أن ك راس الش روط يتض من بي ان ع دد م واطن‬
‫الشغل اليت يعتزم صاحب العرض احملافظة عليها ‪.‬‬

‫فإذا كان احملال له ملزما باحملافظة على موطن الشغل اليت حدد عددها صلب العرض الذي‬
‫قدمه باعتبار أن ذلك يعترب التزاما عقديا فإنه يتجه التساؤل حول مصري بقية عقود الشغل؟‬
‫اذ أن احملال له وباعتب اره املالك اجلديد فهو مل زم أيضا حبكم الق انون عمال بالفصــل ‪ 15‬م‬
‫ش باحملافظة على مجيع م واطن الش غل باعتب ار أن األج راء مرتبط ون باملؤسسة ال بش خص‬
‫(‪)2‬‬
‫صاحبها‬

‫إن الفصل املذكور جاء ينص يف هذا اخلصوص على أنه"يبقى عقد الشغل قائما بين العامل‬
‫والم" ""ؤجر في ص" ""ورة تغي" ""ير حالة ه" ""ذا األخ" ""ير" القانونية خاصة ب" ""الميراث" او ال" ""بيع او‬
‫تحويل المحل او تك""وين ش""ركة اذ انه يكفي" أن تت""وفر ص""فة األج""ير" المتول""دة عن عقد‬
‫الش""غل يك""ون س""اري المفع""ول في ت""اريخ اإلحالة ح""تى يص""بح أج""يرا ل""دى المح""ال له‬
‫المالك الجديد‬

‫‪----------‬‬
‫الفصل ‪ 268‬م ا ع‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪MAZEAUD (A) Sort des contrats de travail en cas de transfert d’entreprises vers‬‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪une réécriture articles, L122-12 et L122-12-1 du code du travail D98,chr.L.108‬‬

‫‪53‬‬
‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫للمؤسسة حيث أن األش""خاص ال""ذين نتهى عقد ش""غلهم قبل ت""اريخ انتق""ال المؤسسة الى الم""ؤجر‬
‫الجديد ال يتمتع""ون مب""دئيا بأحك""ام الفصل ‪ 15‬م ش (‪ )1‬ويتمتع بأحك""ام الفصل الم""ذكور األج""راء‬
‫سواء كانوا قارين او غير قارين ال يهم أن كان األجير قيد التجربة كما أنه من غ""ير المهم ان ك""ان‬
‫العقد بصدد التنفيذ أم معلقا " ‪.‬‬
‫وعموما فإنه فيما خيص بقية األج راء الل ذين مل يش ملهم الع رض املتعلق باإلحالة ف إن نص وص ق انون‬
‫اإلنق اذ تبقى غامضة فيما اذا ك انوا ينتفع ون مبقتض يات الفصل ‪ 15‬م ش أم ال وك ان على املش رع ان‬
‫ينص صلب القسم الرابع من هذا القانون (‪ )2‬املتعلق باحالة املؤسسة على هذه املسألة فيحدد التزامات‬
‫املالك اجلديد ان ك ان عليه فقط واجب احملافظة على م واطن الش غل اليت ح دد ع ددها ص لب الع رض‬
‫ال ذي قدمه ويك ون ب ذلك ملزما مبقتضى عقد االحالة أم أنه يك ون ملزما أيضا حبكم الق انون باحملافظة‬
‫على بقية العقود ‪.‬‬
‫ومن مجلة احللول اليت تأخذ هبا احملكمة بغاية احلفاظ على دميومة املؤسسة ومواطن الشغل داخلها ‪ ،‬ففي‬
‫ما يتعلق بك راء املؤسسة او اعطائها يف ش كل وكالة ح رة ‪ ،‬فقد اقتضى الفصل ‪ 52‬ثالثا أنه "‬
‫للمحكمة اذا رأت امكانية انق اذ املؤسسة بكرائها أو بإعطائها للغري يف ش كل وكالة ح رة ال تتج اوز‬
‫س بعة أع وام ان ت أذن ب ذلك ‪ "...‬ويق وم التمي يز بني الك راء والوكالة احلرة أساسا على موض وع العقد‬
‫ف اذا تعلق الك راء بأصل جتاري يك ون وكالة ح رة ‪ :‬أما اذا مت ك راء أص ول املؤسسة يف غي اب أصل‬
‫جتاري فإن العقد يكون خاضعا لألحكام املنظمة لألكرية عامة ‪.‬‬
‫وك راء املؤسسة ميكن أن يك ون حال أص ليا مس تقال بذاته ‪ ،‬كما ميكن أن يك ون حال متهي ديا وظرفيا‬
‫ميهد الحالتها حيث ج اء بالفصل ‪ 52‬مك رر أنه " يمكن أن تق" " " ""رر المحكمة أن احالة المؤسسة‬
‫يسبقها كرائها للمحال اليه أو إعطاؤها له في إط""ار وكالة ح""رة وذلك لم""دة تح""ددها المحكمة ال‬
‫تتجاوز عامين في كل الحاالت "‪.‬‬

‫‪-------‬‬
‫وليد بن جديدية آثار احالة املؤسسة اخلاضعة للتسوية القضائية طبق القانون ‪ ،17/04/1995‬رسالة خترج من املعهد األعلى للقضاء‬ ‫(‪) 1‬‬
‫‪ 2000-1999‬ص‪.116‬‬
‫الفصول من ‪ 47‬اىل ‪52‬‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪53‬‬
‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫كما جاء بالفقرة الثانية من نفس الفصل ‪ " :‬أنه يقع ك""راء المؤسسة أو إعطائها في إط""ار‬
‫وكالة ح" " ""رة للش" " ""خص ال" " ""ذي ق" " ""دم أفضل ع" " ""رض وفق أحك" " ""ام الفصل ‪ 48‬من ه" " ""ذا‬
‫القانون"‪.‬‬
‫وتقريبا تق وم فلس فة ك راء املؤسسة أو إعطاؤها يف ش كل وكالة ح رة كحل من حل ول‬
‫اإلنقاذ على نفس الشروط واإلجراءات اليت تقوم عليها اإلحالة يف خصوص اختيار العرض‬
‫األحسن من غ ريه ويعترب معي ار احملافظة على م واطن الش غل من أهم مع ايري حتديد ص احب‬
‫الع رض الف ائز‪ ،‬فالش خص ال ذي يب دي اس تعداده لإلبق اء على أكرب ع دد ممكن من م واطن‬
‫الشغل يكون مرشحا أكثر من غريه وقد جاء بالفصل ‪ 52‬خامسا " أنه تح""دد المحكمة‬
‫أجال لتحرير كراس ش""روط من قبل م""راقب التنفيذ ويجب أن تض""من به ش""روط الك""راء‬
‫أو الوكالة الح " ""رة وعلى وجه الخص " ""وص التعه " ""دات المحمولة على ص " ""احب الع " ""رض‬
‫وخاصة منها ما يتعلق بمواطن الشغل التي يلتزم بالمحافظة عليها "‬
‫وما ميكن أن نس تنتجه من عب ارة " وخاصة منها " م دى ح رص املش رع على اإلبق اء على‬
‫مواطن الشغل ورمبا يكون على هذا النحو " معي""ار المحافظة على أك""بر ع""دد من م""واطن‬
‫الش"""غل" أهم حىت من معني الك راء اذ أن عملية اإلنق اذ هتدف اىل إنق اذ املؤسسة كوح دة‬
‫متماسكة ببعديها اإلقتصادي واإلجتماعي ‪.‬‬
‫وعلى غ رار ق رار اإلحالة ف إن مصري عق ود الش غل يف ص ورة ك راء املؤسسة أو اعطائها يف‬
‫ش كل وكالة ح رة يط رح عديد اإلش كاليات ف اذا ك ان املك رتي اجلديد ملزما حبكم الق وة‬
‫امللزمة للعقد(‪ )1‬بتنفيذ التزاماته وذلك باحملافظة على مواطن الشغل اليت تعهد صلب العرض‬
‫ال ذي قدمه باإلبق اء عليها ف إن الس ؤال يبقى مطروحا ح ول م دى إمكانية متسك بقية‬
‫األجراء بأحكام الفصــل ‪ 15‬م ش خصوصا وأن كراء املؤسسـة يعترب تغييـرا‬
‫‪-----------‬‬

‫‪53‬‬
‫عقد كراء املؤسسة‪.‬‬ ‫(‪) 1‬‬

‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫للوض عية القانونية للم ؤجر وهو الش رط ال ذي يتأسس عليه تط بيق الفصل املذكور ويف ه ذا‬
‫(‪":)1‬‬
‫أن تحرير نص الفصل ‪ 15‬م ش‬ ‫اإلط ار ج اء بق رار لل دوائر اجملتمعة حملكمة التعقيب‬
‫يؤكد أن ص" " ""ورة تغي" " ""ير الوض" " ""عية القانونية" للم" " ""ؤجر الص" " ""ادرة به ما هي اال على وجه‬
‫الذكر وال الحصر ‪.‬‬
‫إن إحالة محطة بيع الب""نزين ال""تي تمثل وح""دة اقتص""ادية" قائمة ب""ذاتها أو اس""ترجاعها" من‬
‫طرف مالكتها" تجعل عقد الش""غل الم"برم بين العملة الت""ابعين" لتلك المحكمة والمنت""دبين‬
‫من ط ""رف وكيلها الس ""ابق" مس ""تمرا بنفس الش ""روط مع الم ""ؤجر الجديد" ( وكيال ح ""را‬
‫جدي " ""دا" أو مالكا للمحطة ) دون أن يك " ""ون ذلك مانعا" من ادخ " ""ال تع " ""ديالت على عقد‬
‫الشغل األصلي حسبما تتطلبه مقتضيات" العمل ورؤية المؤجر الجديد ‪.‬‬
‫إن انتهاء العمل بالعقد واسترجاع محطة الب""نزين من ط""رف مالكتها مع قابلية اس""تغاللها‬
‫من جديد س " ""واء من ط " ""رف المالكة أو الغ " ""ير في غي " ""اب اثب " ""ات ما يفيد ع " ""دم امكانية"‬
‫اس ""تغاللها" في نفس النش ""اط أو في نش ""اط مماثل يجعل أحك ""ام" الفصل ‪ 15‬م ش ملزمة‬
‫للم" ""ؤجرين" المتعاق" ""دين" وللعملة ألنه ذو ص" ""بغة أم" ""رة وغ" ""ير خاضع إلرادة ط" ""رفي عقد‬
‫الش"""غل بما ال يجعل ض"""رورة ألن يت"""ولى الم"""ؤجر األص"""لي التنبيه واعالم العامل بتغي"""ير‬
‫حالته القانونية" وبما يقصي كل ت" " ""اثير على ع" " ""دم اح" " ""ترام آج" " ""ال التنبيه لفسخ العالقة‬
‫الكرائية أيضا " ‪ .‬وكما جاء هبذا القرار فإنه وطاملا أن أحكام الفصل ‪ 15‬م ش ذو صبغة‬
‫أم رة وهتم النظ ام الع ام فقد ك ان على املش رع أن ينص ص لب األحك ام املنظمة لالحالة‬
‫ولكراء املؤسسة أو إعطاؤها يف شكل وكالة حرة على ان احملال له أو املكرتي اجلديد يلتزم‬
‫فقط باإلبقاء على مواطن الشغل املنصوص عليها صلب العرض الذي قدمه والذي اختارته‬
‫احملكمة كأفضل عرض وذلك بقطع النظر عن كل نص قانوين خمالف وذلك لتجنب‬
‫‪-------‬‬

‫‪53‬‬
‫قرار الدوائر اجملتمعة حملكمة التعقيب عدد‪ 1157‬مؤرخ يف ‪ ،29/03/2007‬نشرية قرارات الدوائر اجملتمعة حملكمة التعقيب ‪-2006‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫‪ 2007‬ص‪427‬‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫نظامني قانونيني ساري املفعول خبصوص التزام املؤجر اجلديد باحملافظة على مواطن الشغل‬
‫املتفق عليها ص لب العقد وذلك ك التزام عق دي وأيضا باحملافظة على بقية م واطن الش غل‬
‫كالتزام قانوين مبقتضى الفصل ‪ 15‬ألنه ويف اطار سكوت املشرع ال شيء مينع من تطبيقه‪.‬‬

‫ومن مجلة اإلش كاليات املطروحة أيضا ص لب ه ذا الق انون ض رورة تغيري نش اط املؤسسة‬
‫وخصوصا عن دما يك ون األمر مبوافقة احملكمة عند املص ادقة على برن امج اإلنق اذ واختي ار‬
‫الع رض األفضل اذ أن ه ذا األمر ميكن أن ي ؤدي اىل اهناء عق ود الش غل خصوصا عن دما‬
‫يط رح النش اط اجلديد مس ألة التخصص وع دم حتص يل األج راء للكف اءة الآلزمة ملمارسة‬
‫النش اط اجلديد لتث ار مس ألة وج وب ارتب اط األجري بالنش اط ال ذي انتقل للم ؤجر اجلديد‬
‫حيث يرى بعض الفقهاء يف فرنسا أن أساس االبقاء على عقود الشغل هو مواصلة املؤجر‬
‫اجلديد لنفس النش اط او نش اط مش ابه له ويف ه ذا اإلط ار جيب التفريق بني اإلس تمرار‬
‫الوظيفي للنشاط مهما كان نوعه املهم أن حيافظ على مواطن الشغل وبني النشاط النوعي‬
‫ال ذي ميكن أن ال حيافظ على م واطن الش غل ومث ال ذلك مؤسسة ك ان نش اطها " نس يج"‬
‫ولديها عملة خمتصون يف النسيج فتصبح مؤسسة خمتصة يف الربجمة أو اإلعالمية فال ميكن أن‬
‫نتصور استمرارا لعقود الشغل بعد تغري املركز القانوين ملالكها ‪.‬‬

‫ميثل ه دف احملافظة على أكرب ع دد ممكن من م واطن الش غل واح دا من ثالثة أه داف ي رمي‬
‫ه ذا الق انون اىل حتقيقها فج اءت فص وله متض منة لآللي ات والوس ائل املمكنة لض مان بق اء‬
‫األجري يف مركز عمله ‪ ،‬لكن وطاملا أن مواطن الشغل تبقى مصدر تكلفة اجتماعية باهضة‬
‫قد تقف ح ائال أم ام حتقيق اهلدف األساسي هلذا الق انون وهو إنق اذ املؤسسة ف إن الض غط‬
‫على هذه التكلفة يبقى ممكنا لتسييري عملية اإلنقاذ وبذلك ننتقل من تكريس مبدأ احلماية‬
‫لألجري اىل تقليص منها وذلك عرب تراجع هذه احلماية أمام مصلحة املؤسسة يف االنقاذ ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫الجزء الثاني ‪ :‬تراجع الحماية أمام مصلحة المؤسسة في االنقاذ ‪:‬‬

‫من بني املظاهر الدالة على تراجع محاية األجري أمام مص لحة املؤسسة يف االنق اذ التضحية‬
‫ببعث مواطن الشغل أو ما يسمى بالطرد ألسباب اقتصادية‪.‬‬

‫ويتسم ه ذا الط رد ألس باب اقتص ادية باخلصوص ية اليت ت ربز س واءا من خالل االج راءات‬
‫املتخذة للطرد ( مبحث اول) أو من خالل اآلثار النامجة عن ذلك ( مبحث ثاين )‪.‬‬

‫الفصل األول" ‪ :‬التض " ""حية ببعض م " ""واطن الش " ""غل إلنق " ""اذ" المؤسسة ( الط " ""رد ألس " ""باب‬
‫اقتصادية )‬

‫إن التط ور ال ذي جعل من ق انون الش غل قانونا محائيا رفا لألجري قد فندته التع ديالت‬
‫والتنقيحات اجملراة على أهم مصدر له وهو جملة الشغل حيث تبىن املشرع مصلحة املؤسسة‬
‫ومنح املؤجر اآللي ات القانونية اليت تض من احلف اظ عليها واملتمثلة باألس اس يف منحة حق‬
‫الط رد ألس باب اقتص ادية (فصل اول) ولئن ج اء التوجه التش ريعي احلديث لق انون الش غل‬
‫يطمح اىل املوازنة بني حق وق األج راء ومص لحة املؤسسة عرب تك ريس املرونة وإباحة اهناء‬
‫عق ود الش غل ألس باب اقتص ادية وفنية ف إن مفه وم مص لحة املؤسسة ص لب ق انون اإلنق اذ‬
‫يط رح بش دة على مس توى االذن بتع ويض اج راءات تنفيذ األحك ام اخلاصة بالعملة ( فصل‬
‫ثاين )‬

‫المبحث األول ‪ :‬إجراءات" الطرد ألسباب" اقتصادية" في قانون اإلنقاذ"‬

‫إن الط رد كتص رف ق انوين ي رتتب عليه اهناء عقد الش غل ال يرتكز على االرتب اط اجملردة‬
‫كأس اس ملش روعيته اذ تتقيد ارادة املؤجر بقواعد موض وعية واجرائية كح دود وظيفية‬
‫وض مانات قانوني ة‪ ،‬واذا ك انت ارادة املؤجر غائبة ص لب ق انون اإلنق اذ على مس توى أخذ‬

‫‪53‬‬
‫ق رار الط رد ( الفق رة األوىل ) ف إن احلماية القانونية لألج راء ال جيب أن تغيب ص لب‬
‫شكليات الطرد ( الفقرة الثانية)‬

‫األس""تاذة س""نية الج""بري‬ ‫حماية األج""ير في ق""انون انق""اذ المؤسس""ات ال""تي تمر بص""عوبات اقتص""ادية‬
‫تقا‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬قرار الطرد ألسباب اقتصادية‬


‫يعترب الطرد أبرز شكل من أشكال إهناء عقد الشغل من قبل املؤجر ويكتسي الطرد صبغة‬
‫تعس فية يف ص ورة غي اب س بب من األس باب احلقيقية واجلدية واملوجبة له أو ع دم اح رتام‬
‫املؤجر لإلجراءات اخلاصة باهناء عقد الشغل ‪.‬‬
‫ولعله من املفارق ات ان اقص اء العم ال من املؤسسة يف مواجهة التح ديات اإلقتص ادية‬
‫مان دميومتها قصد احملافظة على ما تبقى من‬ ‫والتكنولوجية يظهر أحيانا كحل حتمي لض‬
‫مواطن الشغل هبا على أمل اعادة تنظيمها ومتكينها من القيام بانتدابات جديدة يف املستقبل‪.‬‬
‫واذا ما اص بح الط رد ألس باب اقتص ادية حال حتميا للمحافظة على وج ود املؤسسة ف إن‬
‫املش رع ت رك ق رار اختاذه للم ؤجر وهو ما يس تنتج من عب ارات الفصل ‪ 21‬م ش (‪ ")1‬على‬
‫كل مؤجر يعتزم طرد أو إيقاف عن العمل ألسباب اقتص""ادية او فنية البعض من عملته‬
‫الق ""ارين او ك ""املهم ان يعلم ب ""ذلك" مس ""بقا تفقدية الش ""غل" المختصة ترابيا " باعتب ار وأن‬
‫هذا القرار هو جتسيد حلق املؤجر يف ملكية املؤسسة وطاملا أن هذه امللكية مهددة يف كياهنا‬
‫ووجودها ف إن املالك هو األدرى حبقيقة الوضع ل ذلك أعط اه املش رع ص الحية اختاذ ه ذا‬
‫القرار ‪.‬‬
‫لكن ورغم ان املش رع نظم الط رد ألس باب اقتص ادية اال أنه مل يعطي أي تعريف للس بب‬
‫اإلقتص ادي على عكس املش رع الفرنسي (‪ )2‬كما ان فقه القض اء افتقد ألي اجته اد ح ول‬
‫حتديد مفه وم األس باب االقتص ادية والفنية رغم ك ثرة القض ايا اليت يك ون موض وعها‬
‫املؤسسات اليت متر بصعوبات اقتصادية من زاوية اجلانب اإلجتماعي (‪.)3‬‬
‫‪--------‬‬
‫نقح القانون عدد ‪ 62‬لسنة ‪ 1962‬املؤرخ يف ‪15/07/1996‬‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪53‬‬
‫‪(2)Art L 321 -1 CTR modifié par la loi N°89-549 Aout 1989 et l’article 107 LMS du 17/01/2002‬‬
‫(‪ )3‬قتصر دور فقه القض اء على تن اول اجلوانب الش كلية للموض وع دون اخلوض يف األصل ‪ ،‬ق رار تعقييب ع دد ‪ 7660‬م ؤرخ يف ‪ 10‬جانفـي‬
‫‪ ( 2005‬غري منشور)‬

‫األستاذة سنية الجبري تقا‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬

‫ويعترب الطرد ألسباب اقتصادية على معىن جملة الشغل تصرفا قانوين من جانب واحد مببادرة‬
‫من املؤجر يضع من خالله ح دا لعقد غري حمدد املدة على أنه يس تبعد من ه ذا النظ ام االهناء‬
‫واالتفاقي ألسباب اقتصادية اذ جاء بالفصل ‪ " 12-21‬يعتبر تعسفيا الط"رد أو االيق""اف‬
‫عن العمل الل" " ""ذان يتم" " ""ان دون الحص" " ""ول مس" " ""بقا على رأي اللجنة الجهوية او اللجنة‬
‫المركزية لمراقبة الطرد اال في صورة القوة القاهرة او اتفاق الطرفين "‪.‬‬
‫وعموما ف إن الس بب اإلقتص ادي ع ادة ما يك ون ناجتا عن ص عوبات داخلية خارجية ذات‬
‫صبغة ظرفية حيث عرفها الفقيه ‪ savatier‬بأهنا كل العوامل االستثنائية الفجئية اخلارجة‬
‫عن نط اق املؤسسة واليت تض طرها لتغيري وس ائل عملها وط رق انتاجها العادية مثل ال تزود‬
‫باملواد األولية واخنفاض نسبة التصدير للبضاعة لظهور منتوج شبيه اقل تكلفة أو ذات صبغة‬
‫هيكلة وهي مجلة املعطي ات الدخلية النامجة عن اع ادة تنظيم مراكز املؤسسة باإلدم اج أو‬
‫بتحديد نشاط املصاحل هبا وتقسيم العمل بينهما او حبذف بعض النشاطات وابداهلا بغريها‬
‫وهو ما يعرب عنه كذلك بالسبب الفين ‪.‬‬
‫وعموما ف اذا ك ان ق رار الط رد ألس باب اقتص ادية ص الحية خمولة للم ؤجر حتدها بعض‬
‫االج راءات والش كليات ‪ ،‬ف إن ه ذا الق رار بالنس بة للمؤسس ات املتمتعة ب إجراءات ق انون‬
‫اإلنق اذ يكون من ص الحيات احملكمة وب إقرتاح من املتص رف القض ائي حيث جاء بالفصل‬
‫‪ " 36‬واذا اقتضى البرنامج انهاء عقود ش"غل أو تخفيض من األج""ور واالمتي""ازات" يعلم‬
‫المتص""رف القض""ائي تفقدية" الش""غل وينتظر خمسة عشر يوما نتيجة المس""اعي الص""لحية‬
‫قبل احالة الرن""امج على كل من لجنة متابعة المؤسس""ات" االقتص""ادية" والقاضي" الم""راقب‬
‫"‪.‬‬
‫وما ميكن مالحظته يف ه ذا الفصل أن عب ارة " اقتضى" تفيد ض رورة الط رد وتق دير ه ذه‬
‫الضرورة هو من مشموالت املتصرف القضائي والذي يكون عليه وحسب عبارات النص‬

‫‪53‬‬
‫اذ ال يتخذ هذا القرار اال اذا كان األمل يف جناح برنامج اإلنقاذ موقفا على الضرورة امللحة‬
‫الهناء البعض من عق ود الش غل أي أن يك ون ه ذا احلل مبثابة احلل الوحيد اذ أن فلس فة‬
‫القانون بصفة عامة تقوم على احملافظة على موطن الشغل كهدف يضاف اىل بقية‬
‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫األهداف وان املبدأ هو االبقاء على عقود الشغل واالستثناء هو االهناء وهذا االستثناء جاء‬
‫مش روطا ومعلقا على الض رورة القص وى ‪ ،‬اذ لو أراد املش رع عكس ذلك لك انت ص ياغة‬
‫الفصل كما يلي ‪ " :‬يمكن للمتصرف القضائي" في اطار برن"امج اإلنق""اذ أن يق""ترح انه"اء‬
‫عقود الشغل" ‪ "..‬وبذلك فإن أفضل تصور لربنامج االنقاذ هو الربنامج الذي ال يتضمن‬
‫مقرتحات الهناء عقود الشغل باعتبار وأن فلسفة اإلنقاذ تقوم من خالل أهداف القانون‬
‫على احملافظة على املؤسسة كنواة اقتصادية واجتماعية ‪.‬‬
‫وجتدر اإلش ارة اىل أن ص ياغة الفصل ‪ 36‬من ه ذا الق انون قد تض منت إض افة اىل اق رتاح‬
‫اهناء البعض من عق ود الش غل حال آخر وهو التخفيض من األج ور واإلمتي ازات ويف ه ذه‬
‫الص ورة فإننا نتح دث عن تع ديل عقد الش غل بص فة جذرية (‪ )1‬حبكم وأن األجر هو عنصر‬
‫من عناصر العقد وأن االمتي ازات املمنوحة هي من املن افع املكتس بة لألج راء ولكنه يك ون‬
‫على املتص رف القض ائي عند إع داده ملق رتح التخفيض يف األج ور ع دم اق رتاح التخفيض يف‬
‫األجور اىل ما دون األجر األدىن املضمون ‪.‬‬
‫كما أن املش رع ص لب الفصل ‪ 36‬املذكور يتح دث عن احلل ول اليت من املمكن ان‬
‫يقرتحها املتص رف القض ائي ص لب برن امج اإلنق اذ فيق ول " انه""اء عق""ود ش""غل أو تخفيضا‬
‫من األج""ور واإلمتي""ازات " مس تعمال يف ذلك لفظ " او" وهو لفظ يفيد مب دئيا اخلي ار أي‬
‫اما اق رتاح اهناء بعض عق ود الش غل أو اق رتاح التخفيض يف األج ور واالمتي ازات لكن ميكن‬
‫أن نتص ور اق رتاح احللني معا اذ ال ش يء مينع وانطالقا من ص ياغة الفصل ذاهتا أن يق رتح‬
‫املتص رف القض ائي اهناء بعض عق ود الش غل والتخفيض يف األج ور واإلمتي ازات بالنس بة‬
‫للعقود املتبقية طاملا أن عبارة النص جاءت مطلقة فهي جتري على اطالقها ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫وعموما اذا ك ان ق رار الط رد ألس باب اقتص ادية يف املؤسس ات اليت متر بص عوبات اقتص ادية‬
‫ولكنها غري متمتعة بإجراءات قانون االنقاذ هو صالحية من صالحيات املؤجر وتعبيــر‬
‫‪------‬‬
‫زكية الصايف ‪ ،‬قانون الشغل ‪ ،‬عقد الشغل ‪ ،‬مركز النشر اجلامعي ‪ 2006‬ص‪219‬‬ ‫(‪) 1‬‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫ص ريح على حق امللكية ف إن ق رار الط رد ألس باب اقتص ادية يف املؤسس ات املنظمة حتت‬
‫أحكام قانون االنقاذ يكون من خالل اقرتاح ميرره املتصرف القضائي عرب برنامج اإلنقاذ‬
‫وتصادق عليه احملكمة وخيضع طبعا لشكيات معينة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬شكليات الطرد‬
‫كما س بقت اإلش ارة اليه س ابقا فقد ج اء الفصل ‪ 36‬ينص على أنه " واذا اقتضى‬
‫البرنامج انهاء عقود شغل أو تخفيضا من األجور واالمتيازات" يعلم المتص""رف القض""ائي‬
‫تفقدية" الش"""غل" وينتظر خمسة عشر يوما نتيجة المس"""اعي الص"""لحية قبل احالة البرن"""امج‬
‫على كل من لجنة متابعة" المؤسسات" االقتصادية والقاضي المراقب "‪.‬‬
‫كما ج اء ب الفقرة األخ رية من الفصل ‪ 38‬ما يلي ‪ " :‬يعت""بر انه""اء عقد الش""غل" المص""ادق‬
‫عليه ض " ""من برن " ""امج اإلنق" " ""اذ واقعا ألس" " ""باب" اقتص" " ""ادية وفنية بقطع النظر عن كل نص‬
‫قانوني مخالف ويحتفظ المعنيون بكل حقوقهم المرتبة على ذلك " ‪.‬‬
‫ولع ّل أول مالحظة ميكن أن نس وقها يف ه ذا اإلط ار هو أن الط رد ألس باب اقتص ادية يف‬
‫قانون االنقاذ يتميز خبفة اإلج راءات وبساطتها على عكس الطرد ألسباب اقتصادية على‬
‫معىن الق انون الع ام أي على معىن الفصل ‪ 21‬وما بع ده من م ش ف رغم أن املش رع ص لب‬
‫الفق رة األخ رية من الفصل ‪ 38‬يعترب أن اهناء عقد الش غل املص ادق عليه يف ط ار برن امج‬
‫اإلنقاذ هو من قبيل الطرد ألسباب اقتصادية اال أنه مل خيضع لنفس املراحل اليت تنظمها جملة‬
‫الشغل وامنا أخضعه اىل اجراءات استثنائية تستجيب هلاجس اهلدف األساسي هلذا القانون‬
‫وهو انقاذ املؤسسة ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ومن ه ذا املنطلق ي ربز س ؤال ه ام يتعلق حبقيقة النظ ام الق انوين للطرد ألسباب اقتص ادية يف‬
‫ق انون اإلنق اذ فهل أن قيامه على اج راءات اس تثنائية تس تجيب ملتطلب ات االنق اذ من املمكن‬
‫ان يضفي عليه طابع اخلصوصية ؟‬
‫إن اإلجابة وانطالقا من عبارات الفقرة األخرية من الفصل ‪ 38‬سوف تكون بالنفي وذلك‬
‫ألن القول خبصوصية نظام قانوين معني ملؤسسة قانونية معينة يعين ببساطة تفريد هاتــه‬
‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫املؤسسة بنظام قانوين خاص هبا يرتكز أساس على خصوصية اإلجراءات وخصوصية اآلثار‬
‫القانونية مبا يرتقي به اىل تكييف قانوين خاص‪ ،‬الشيء الذي مت الفصل فيه من قبل املشرع‬
‫ص لب الفصل املذكور وذلك ب القول " ويعت""بر انه""اء عقد الش""غل المص""ادق عليه ض""من‬
‫برنامج اإلنقاذ واقعا ألسباب اقتصادية وفنية بقطع النظر عن كل نص قانوني مخالف"‪.‬‬
‫وهو ما يعين أن اهناء عقود الشغل يف اطار برنامج اإلنقاذ هو من حيث التكييف القانوين‬
‫طرد ألسباب اقتصادية وفنية ولكنه حيتكم اىل إجراءات استثنائية ال غري تقوم على هاجس‬
‫الشرعية واملرونة لتحقق متطلبات اإلنقاذ وهو األمر الذي نستنتجه من عبــارة " بقطع النظر‬
‫عن كل نص ق ""انوني مخ ""الف " واملقص ود ب النص الق انوين املخ الف هو الفصل ‪ 21‬وما‬
‫بعده م ش الذي حيتوي على اجراءات أكثر طوال على مستوى الوقت وأكثر تشعبا وهو ما‬
‫يتع ارض مع ه اجس اإلنق اذ ‪ .‬لكن ورغم تركيز ه ذه املرونة وه ذه الس رعة يف اإلج راءات‬
‫فإن ذلك ال يعين إلغاء الرقابة املسبقة لتعلق هذا اإلجراء بالنظام العام (‪. )1‬‬
‫ف إذا ك ان التش ريع اإلجتم اعي يس تجيب الي وم أك ثر ف أكثر للمقتض يات املتعلقة حبماية‬
‫ادية اليت جتاهبها فإنه ال ميكن أن يتخلى كليا عن وظيفته‬ ‫اطر اإلقتص‬ ‫املؤسسة من املخ‬
‫التقليدية املتمثلة يف محاية العمال ازاء خماطر اإلقصاء املهين ألسباب خارجة عن ارادهتم (‪.)2‬‬
‫لذلك فإن املشرع من خالل تنظيمه بصورة عامة للطرد ألسباب اقتصادية صلب م ش أو‬
‫من خالل تنظيمه بصورة خاصة للط رد لنفس األسباب يف اط ار ق انون اإلنق اذ فقد أخضع‬
‫هذه املؤسسة اىل مجلة من الشروط واإلجراءات وذلك لتوفري احلماية الدنيا لألجراء ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫وقبل اخلوض يف اج راءات الط رد ألس باب اقتص ادية يف إط ار ق انون اإلنق اذ البد من إعط اء‬
‫حملة ولو وجيزة على الطرد لنفس األسباب صلب جملة الشغل ‪ ،‬وذلك بقصد الوقوف على‬
‫خصوصية اإلجراءات لكل منهما ‪.‬‬
‫‪--------‬‬
‫)‪(1‬‬ ‫‪SINAV(H), « Stabilité de l’emploi et tranfert de l’entreprise », JCP,1961,p164‬‬
‫النوري مزيد ‪ ،‬النظام القانوين للطرد ألسباب اقتصادية‪ ،‬م ق ت مارس ‪ 2008‬ص‪90‬‬ ‫(‪) 2‬‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫أخضع املش رع ممارسة حق الط رد ألس باب اقتص ادية اىل اج راءات خاصة تضمنهـا الفصل‬
‫‪ 21‬وما بع ده م ش ونت بني من أحك ام ه ذه الفص ول أنه يتعني على كل م ؤجر أراد ط رد‬
‫أج راء ق ارين أو إيق افهم عن العمل ألس باب اقتص ادية او فنية ان يق وم ب اجراء أساسي وهو‬
‫اإلعالم املسبق لتفقدية الشغل املختصة ترابيا ‪ .‬أما وحسب عبارات الفصل ‪ 2-21‬م ش‬
‫اذا ك ان الط رد يهم عم اال ت ابعني للف روع مؤسسة متواج دة ب أكثر من والية ف ان اإلعالم‬
‫بوجه اىل اإلدارة العامة لتفقدية الشغل ‪.‬‬
‫ويتمثل ال دور األساسي لتفقدية الش غل يف اج راء حبث بش أن طلب الط رد أو اإليق اف عن‬
‫العمل والقي ام مبحاولة ص لحية بني األط راف املعنية وذلك يف أجل مخسة عشر يوما من‬
‫ت اريخ تعه دها ب املطلب ‪ .‬واذا تع ذر الص لح فإنه يتعني على تفقدية الش غل ان تع رض امللف‬
‫على جلنة مراقبة الطرد وذلك خالل الثالثة ايام املوالية النتهاء احملاولة الصلحية ‪.‬‬
‫وعلى ه ذا النحو ف إن دور تفقدية الش غل يتم يز بالص بغة الوقائية باعتب اره يه دف اىل حث‬
‫األطراف على إجياد حلول واتفاق يراعي املصاحل املتضاربة وجتنب الطرد ‪.‬‬
‫أما يف ص ورة فشل احملاولة الص لحية وأص بح الط رد واقعا ال بد من تكريسه ف إن جلنة مراقبة‬
‫الطرد تبدي رأيها يف مكافأة هناية اخلدمة وتسعى لتقريب وجهات النظر حول مبلغها كما‬
‫تدرس إمكانية تشغيل العملة املطرودين مبؤسسات أخرى ‪.‬‬
‫وقد ج " ""اء بالفصل ‪ 12-21‬م ش " أنه يعت " ""بر تعس " ""فيا الط " ""رد أو االيق " ""اف عن العمل‬
‫الل " " ""ذان يتم " " ""ان دون الحص " " ""ول مس " " ""بقا على رأي اللجنة الجهوية او اللجنة المركزية‬

‫‪53‬‬
‫لمراقبة الطرد اال في صورة الق""وة الق""اهرة او اتف""اق الط""رفين المعن""يين " ويرجع للقاضي‬
‫تقدير مدى احرتام اإلج راءات القانونية املتعلقة مبمارسة حق الطرد وقد أكد فقه القضاء‬
‫يف ع دة ق رارات ان الط رد الواقع دون اح رتام اإلج راءات املذكورة يعترب تعس فيا ألس باب‬
‫شكلية ودون اخلوض يف أسباب اقتصادية تربره(‪.)1‬‬
‫‪------------‬‬
‫ق رار تعقييب م دين ع دد ‪ 12212/01‬م ؤرخ يف ‪ ( 11/01/2002‬غري منش ور ) وق رار تعقييب ع دد ‪ 11989/01‬م ؤرخ يف‬ ‫(‪) 1‬‬
‫‪ ( 08/02/2002‬انظر للمالحق)‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫أما خبص وص اج راءات الط رد ألس باب اقتص ادية يف اط ار ق انون االنق اذ فإهنا حتتكم اىل‬
‫مبدأي السرعة واملرونة متاشيا مع متطلبات نظام اإلنقاذ ‪.‬‬
‫فقد خول املشرع املتصرف القضائي اقرتاح الطرد صلب برنامج االنقاذ وذلك باهناء عقود‬
‫الش غل وج اءت عب ارات الفصل ‪ 36‬مطلقة وواس عة دون حتديد ال للكم وال للن وع األمر‬
‫الذي يعطي للمتصرف القضائي حرية شبه مطلقة يف اختيار العقود اليت ينوي اقرتاح اهنائها‬
‫يف اط ار برن امج االنق اذ اذ س جل الفصل املذكور غي اب آلية مع ايري تتعلق باختي ار العق ود‬
‫آلت ميكن اهنائها دون حتديد للصنف او االختصاص املهين‪.‬‬
‫اال أن املشرع وصلب نفس الفصل ألزم املتصرف القضائي بإعالم نفقدية الشغل وانتظار‬
‫م دة مخسة عش رة يوما املس اعي الص لحية قبل أن حييل الربن امج على كل من جلنة متابعة‬
‫املؤسسـات االقتصادية والقاضي املراقب ‪.‬‬
‫وما نالحظه هو أن الفصل ‪ 36‬املذكور ال يشري اىل وج وب احالة ملف الط رد على جلنة‬
‫مراقبة الطرد املنصوص عليها بالفصل ‪ 21‬م ش يف صورة فشل املساعي الصلحية خالفا ملا‬
‫هو معمول به يف النظام العام حيث يعترب ذلك اجراء وجويب األمر الذي يفسر التبسيط يف‬
‫اإلجراءات والسرعة اللذان ميثالن عامالن مهمان الجناح برنامج اإلنقاذ فاذا كان القانون‬
‫الع ام للط رد ما زال يأمل يف املص احلة بني البع دين اإلقتص ادي واإلجتم اعي ف إن ق انون‬
‫‪ 1995‬يقدم مصلحة املؤسسة فرض آجاال مضبوطة للنظر يف مطلب الطرد واختاذ التدابري‬

‫‪53‬‬
‫الالزمة هدفه تفادي ما قد ينجر عن التأخري يف عرض ملف الطرد على اإلدارة من تدهور‬
‫يف وض عية املؤسسة األمر ال ذي يض في مزي دا من املرونة على ه ذا النظ ام على مس توى‬
‫املراقبة االدارية للطرد اذ أن اجل اخلمسة عشرة يوما غري كاف لإلدارة للقيام مبهمتها ‪.‬‬
‫وبالرجوع اىل الفصل ‪ 39‬فقرة أخرية فقد أعطى املشرع احملكمة املتعهدة مبطلب التسوية‬
‫القض ائية الكلمة الفصل يف حتديد مصري عق ود الش غل عند املص ادقة على برن امج االنق اذ‬
‫وهنا فإن قرار الطرد يف شكله النهائي يصدر عن احملكمة حيث يتم فسخ العقـد‬
‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫قضائيا وهذه الصورة جند هلا اساس قانونيا صلب الفصل ‪– 14‬د والذي ينص على أنـه "‬
‫ينتهي عقد الش""غل س"واء ك"ان مبرما لم""دة معينة أو لم""دة غ"ير معينة ‪:‬بالفسخ المص"رح‬
‫به من ط ""رف القاضي" في الص ""ور ال ""تي يبينها الق ""انون " ‪ .‬يط رح س ؤال ه ام ف اذا ك انت‬
‫احملكمة حسب الفصل املذكور تصادق على برنامج االنقاذ يف شكل حكم واذا كان هذا‬
‫االهناء هو فسخ قض ائي لعقد الش غل فهل ميكن لألج راء الطعن يف احلكم الص ادر عن‬
‫احملكمة املتعه دة بربن امج االنق اذ ؟ وب الرجوع اىل الفصل ‪ 53‬ال ذي ينص على انه " ميكن‬
‫الطعن عن طريق االس تئناف يف األحك ام الص ادرة يف م ادة التس وية القض ائية وك ذلك‬
‫اإلع رتاض عليها من الغري يف ظ رف عش رين يوما ‪ "...‬ف إن ه ذا الفصل وباعتب اره الفصل‬
‫الوحيد ال ذي يتح دث عن اإلج راءات ص لب ق انون االنق اذ فقد ج اءت عباراته مطلقة‬
‫وغامضة باعتبار أن حق الطعن سواء باالستئناف أو باإلعرتاض خمول للغري دون حتديد ملن‬
‫هو الغري ‪.‬‬
‫ولكل ب الرجوع اىل القواعد اإلجرائية العامة ف إن الطعن س واء باالس تئناف أو ب التعقيب‬
‫ويك ون خموال ملن مشله احلكم وك انت له املص لحة يف الطعن وباعتب ار أن األج راء قد‬
‫يشملهم برنامج االنقاذ املصادق عليه يف شكل حكم فإنه ال شيء مينع قانونا من أن يقبل‬
‫الطعن الصادر عن األجراء الذين فسخت عقودهم يف اطار املصادقة على الربنامج املذكور‬

‫‪53‬‬
‫‪ .‬وعموما فإنه على احملكمة أن ال تقف على اعتب ار الط رد هو احلل الوحيد إلنق اذ املؤسسة‬
‫(‪)1‬‬
‫بل عليها أن جتتهد يف البحث عن بدائل أخرى ضمانا وحفاظا ملواطن الشغل‬
‫المبحث الثاني" ‪ :‬آثار الطرد ألسباب اقتصادية في قانون االنقاذ‪.‬‬
‫إن الطرد ألسباب اقتصادية كحل من حلول االنقاذ بقدر ما تكون له آثاره االجيابيــة‬

‫‪---------‬‬
‫(‪ )1‬حكم ابتدائي عدد ‪ 103‬صادر عن الدائرة التجارية باحملكمة االبتدائية بتونس بتاريخ ‪ 15/06/2002‬جاء فيه " أنه من السداد حتقيقا‬
‫ل ذلك املرمة أيضا جماهبة طريق انق اذ املؤسسة العارضة مبواص لتها لنش اطها طلما ثبت ت وفر م واطن ش غل كب رية الع دد امنا يتعني الس عي اىل‬
‫صوهنا وابقاءها واحليلولة دون هتكها واهدارها" ‪.‬‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫بالنس بة للمؤسسة باعتب اره ميثل عامل ختفيف للتكلفة بالنس بة لألج راء اذ أن العامل س وف‬
‫جيد نفسه أم ام ص دمة فق دان العمل ورحلة حبث جدي دة عن م ورد رزق جديد يف ظل‬
‫ظ روف وطنية وعامليــة أص بحت فيها مؤش رات البطالة يف ارتف اع مس تمر وللتقليس من‬
‫خس ارة العامل يف فقدانه لعمله فقد أقر املش رع مب دأ التع ويض ( فق رة األوىل ) كما وضع‬
‫حلول أخرى لإلحاطة بالعملة املفصوليــن ( الفقرة الثانية )‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬التعويض عن الطرد ألسباب اقتصادية‬
‫يف مقابل ط رد املؤجر ألج ريه نظ را للص عوبات اإلقتص ادية ف إن املش رع ال جيرب رئيس‬
‫املؤسسة على ارج اع العامل بعد ط رده وامنا يلزمه ب التعويض ل ذلك ف إن مجلة احلق وق اليت‬
‫يوفرها الق انون بالنس بة لألج راء ال ذين وقع ط ردهم ألس باب اقتص ادية تتمثل أساسا يف‬
‫التعويض املادي عن الضرر الذي حلقهم ‪.‬‬
‫وطاملا اتضح للمحكمة أن الط رد هو احلل األمثل النق اذ املؤسسة فتص ادق ب ذلك على اهناء‬
‫عقود‬

‫‪53‬‬
‫الشغل صلب برنامج النقاذ كما سبق بيانه فإن الفصل ‪ 38‬يعترب اهناء عقد الشغل صلب‬
‫برن امج االنق اذ واقعا ألس باب اقتص ادية وفنية بقطع النظر عن كل نص ق انوين خمالـف‬
‫وحيتفظ املعنيون بكل حقوقهم املرتتبة على ذلك ‪.‬‬
‫ولعل املقصود باحتفاظ املعنيون بكل حقوقهم املرتتبة على ذلك هو احلق يف التعويض ‪.‬‬
‫وتستمد اهناء عقود الشغل ألسباب اقتصادية وفنية أساسها من الوضعية املرتدية والصعبة‬
‫اليت متر هبا املؤسسة لذلك فإن البعض يسميه باإلهناء املربر أو الشرعي لعقد الشغل ‪.‬‬
‫ويتمثل التع ويض اساسا يف مكاف ""أة نهاية الخدمة اذ نص الفصل ‪ 10-21‬على أن ــه " في‬
‫صورة قبول طلب الطرد تب""دي اللجنة رايها في مكافئة" نهاية" الخدمة" المنص""وص عليها‬
‫بالتش""ريع" الج""اري به العمل وتس""عى للتوفيق بين الط""رفين المعن""يين ح""ول مبلغ المكافئة‬
‫وللقي" ""ام ب" ""دفعها ح" ""اال‪،‬كما" ت" ""درس امكانية" تش" ""غيل العملة المط" ""رودين" في مؤسس" ""ات‬
‫أخرى" وما نالحظه من خالل هذا الفصل هو أنه قد مت تسقيف هذه الغرامة ‪.‬‬
‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫ومن ه ذا املنطلق فإنه جتب االش ارة اىل ض رورة التمعن جي دا خبص وص تط بيق الفص لني‬
‫‪ 10-21‬و‪ 22‬من م ش ح ول ما ج اء اذا ك انت وض عية االج راء املس رحي الس باب‬
‫اقتصادية وقتية تتعلق مبؤسسة انتفعت بأحكام قانون االنقاذ أم ال ‪.‬‬
‫‪ ‬تقدير مكافئة نهاية الخدمة ألجراء مؤسسة لم تنتفع بإجراءات االنقاذ‪".‬‬
‫إنه ورغم ما توحيه عب ارات الفصل ‪ 10-21‬م ش ب القول " وتب" " " ""دي اللجنة رايها في‬
‫مكافئة نهاية الخدمة المنص ""وص عليها بالتش ""ريع الج ""اري به العمل " من أحالة واض حة‬
‫اىل مفه وم مكافئة هناية اخلدمة يف التش ريع اجلاري به العمل أي الفصل ‪ 22‬م ش ف إن‬
‫جانبا من فقه القض اء ذهب يف تك ريس اجتاه يق ول ب االختالف بني مكافئة هناية اخلدمة يف‬
‫الط رد ألس باب اقتص ادية عن مكافئة هناية اخلدمة يف الط رد ألس باب فردية ‪ ،‬باعتب ار وأن‬
‫الفصل ‪ 22‬م ش ح دد طريقة احتس اب ه ذه املكافئة كما ح دد مق دار أقصى ال ميكن‬
‫جتاوزه ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ف اذا اعتربنا أن مكافئة هناية اخلدمة املنص وص عليها يف نظ ام الط رد ألس باب اقتص ادية هي‬
‫نفس مكافئة هناية اخلدمة يف نظ ام الط رد ألس باب فردية فإنه ال ميكن الزي ادة يف مق دارها‬
‫مبعىن آخر ال ميكن التف اوض حوهلا يف اط ار اجللسة الص لحية وبالت ايل ف إن الفصل ‪10-21‬‬
‫م ش ال ذي خيول س لطة تقديرية للجنة يف حتديد مبلغ املكافئة والتوفيق بني الط رفني ح ول‬
‫املبلغ املتفاوض بشأنه ال جيد جماال لتكريسه طاملا أهنا حمددة سلفا مبوجب القانون‪.‬‬
‫وحول هذه املسألة جاء يف قرار حملكمة التعقيب حتت عدد ‪ 2000/2297‬مؤرخ يف ‪27‬‬
‫س بتمرب ‪ 2000‬ما يلي ‪ " :‬المكافئة" ال ""تي تع ""رض لها المش ""رع بالفصل ‪ 10-21‬م ش‬
‫تختلف عن مكافئة نهاية الخدمة ال " " " " ""تي ج " " " " ""اء بها الفصل ‪ 22‬م ش فهي منحة خاصة‬
‫بالعملة الواقع االس ""تغناء عن خ ""دماتهم نتيجة الص ""عوبات االقتص ""ادية ال ""تي تتع ""رض لها‬
‫المؤسسة وتمثل التعويض الوحيد لهؤالء العملة "‬
‫تقدير مكافئة نهاية الخدمة آلجراء مؤسسة انتفعت بإجراءات االنقاذ" ‪:‬‬
‫إن اللجنة املتح دث عنها ص لب أحك ام الفصل ‪ 10-21‬م ش هي جلنة مراقبة الط رد واليت‬
‫تبدي رايها يف مكافئة هناية اخلدمة وتسعى التوفيق بني الطرفني املعنيني حول مبلغ املكافئة‬
‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫كما حـدد الفصل ‪ 9-21‬م ش بقية املهام اليت تقوم هبا وهي أساسا مهمة ابداء الرأي‬
‫واعداد مقرتحات خبصوص مطلب الطرد ‪.‬‬
‫لكن املشرع يف قانون االنقاذ قام بتغييب دور جلنة مراقبة الطرد اختصارا لآلجال وتقليصا‬
‫لإلجراءات وفق ما يتماشى ومتطلبات االنقاذ لذلك أوكل مهمة املصاحلة لتفقدية الشغل‬
‫املختصة ترابيا يف أجل مخسة عشرة يوما كما نص على ذلك الفصل‪.36‬‬
‫وباعتب ار أنه ال ميكن احلديث عن دور جلنة مراقبة الط رد ص لب ق انون االنق اذ طاملا أن‬
‫املشرع قام بتغييب هذا اجلهاز اإلداري فإن تقدير مبلغ مكافئة هناية اخلدمة يكون انطالقا‬
‫ام الفصل ‪ 22‬م ش وعموما فمكافئة هناية اخلدمة ال تعترب تعويضا لألجري عن‬ ‫من أحك‬
‫الض رر املت أيت من فقدانه لعمله دون أي خطإ يف جانبه هو أو يف ج انب املؤجر كما أن‬

‫‪53‬‬
‫قيمتها تبقى ضعيفة مقارنة خبسارة العامل لذلك فإن املشرع يسعى اىل تكريس حلول ذات‬
‫طبيعة اخرى حلماية األجراء املسرحني ألسباب اقتصادية ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬اإلحاطة بالعملة المفصولين‬
‫اذا ك ان إنق اذ املؤسسة املارة بص عوبات اقتص ادية هو اهلدف ذو األولوية املطلقة حىت وأن‬
‫أدى األمر اىل التضحية مبواطن الشغل والتسريح اجلماعي لألجراء فإن العدل واالنصاف‬
‫يقتض يان أنه يف ص ورة ما اذا اس تعادت املؤسسة توازهنا اإلقتص ادي تك ون األولوية يف‬
‫التشغيل ألجرائها الذين أهنيت عقود شغلهم عند املصادقة على برنامج االنقاذ واألولوية يف‬
‫التش غيل‪ .‬كما يعرفها األس تاذ ‪ Gérard Couturier‬بأهنا " الحالة" ال" ""تي يمنح فيها‬
‫األج ""ير" الحق في االنت"""داب من جديد بتفض ""يله عن غ ""يره في حالة وج ""ود مركز ش"""اغر‬
‫يتماشى ومؤهالته "‪.‬‬
‫وكما س بق وأن بينا ف إن املش رع التونسي مل يتبىن تقنية ارج اع العامل بعد اهناء العالقة‬
‫الشغلية اذ ال يوجد أي نص قانوين يلزم املؤجر باالرجاع‪.‬‬
‫ولكن املش رع تبىن تقنية خاصة فيما يتعلق حبق األولوية يف التس جيل يف ص ور قي ام املؤسسة‬
‫بانتدابات جديدة وهو ما نص عليه الفصل ‪ 13-21‬م ش " للعملة الذين" فسخت عقود‬
‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫ش " ""غلهم" نتيجة ح " ""ذف مراكز عملهم لظ " ""روف اقتص " ""ادية حق األولية" التش " ""غيل حسب‬
‫ش""روط الت""أجر" ال""تي ك""انوا ينتفع""ون بها عند ط""ردهم وذلك في ص""ورة قب""ول المؤسسة‬
‫بانت""داب عملة من نفس الص""نف المه ""ني ويج ""ري العمل به ""ذا الحق طيلة ع ""ام بداية من‬
‫تاريخ الطرد وللتمتع به يجب مراعاة اإلجراءات المنص""وص عليها بالفصل ‪ 8‬من ه""ذه‬
‫المجلة ‪.‬ويتعين على الم" " ""ؤجر أن يعلم كتابيا تفقدية الش" " ""غل المختصة ترابيا" برغبته في‬
‫ارج " ""اع العملة ‪ ،‬يمكن إثب " ""ات" طلب العامل الرج " ""وع للمؤسسة في األجل المعين بكل‬
‫الوسائل وخاصة باإلستظهار بالوصل المثبت لتوجيه رسالة" مضمونة الوصول "‬

‫‪53‬‬
‫وما نالحظه من خالل ه ذا الفصل هو انه ولئن مت تك ريس حق األولية يف التش غيل ف إن‬
‫املش رع مل ي وفر الض مانات القانونية الكافية لتفعيله على مس توى الواقع باعتب ار أنه من‬
‫ناحية قد مت حصر ممارسة ه ذا احلق يف اجل ع ام من ت اريخ الط رد وهو ما يعترب أجال‬
‫خمتص را للغاية وذلك العتب ارين اث نني ‪ ،‬اإلعتب ار األول هو انه من الص عب أن تس تعيد‬
‫املؤسسة اليت م رت بص عوبات اقتص ادية ومتتعت ب إجراءات االنق اذ بعد أن أن ت وقفت عن‬
‫الدفع عافيتها وتوازهنا االقتصادي يف ظرف عام اذ أنه يف أغلب احلاالت تستغرق املؤسسة‬
‫مدة أطول بكثري حىت تدخل وتتأقلم من جديد مع الدورات االقتص ادية وتتحصل على الثقة‬
‫وتعرب عن رغبتها يف االنتداب من جديد ‪.‬‬

‫أما اإلعتبار الثاين فهو يتعلق هبذه الرغبة من االنتداب واليت نص عليها الفصل املذكور وهي‬
‫اساسا بيد املؤسسة اي بيد املؤجر الذي حىت وان كانت له الرغبة يف اإلنتداب فمن املمكن‬
‫أن يسعى اىل تأجيله اىل ما بعد مرور العام حىت يسقط حق األجراء يف األولية يف االنتداب‬
‫وميارس هو حريته املطلقة يف انتداب اجراء جدد‪.‬‬

‫أما يف خصوص القانون املقارن فإن املشرع الفرنسي قد اقر هذا احلق بالفص ــل ‪321-14‬‬
‫‪L‬م ش ف مبقتضى ق انون ‪ 2‬أوت ‪ 1989‬لكن إق رار ه ذا احلق يرجع اساسا ت اريخ ‪10‬‬
‫فيفري ‪ 1969‬تاريخ امضاء االتفاق القومي املهين املتعلق بالسالمة املهنية ‪.‬‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫ويثري حق األولوية يف التش غيل كتعبري عن الرغبة احلماية اليت كرس ها املش رع إلحاطة‬
‫ب األجراء املس رحيني اش كاال قانونيا على غاية من األمهية باعتب ار وأن م آل املؤسسة املتمتعة‬
‫ب اجراءات االنق اذ س وف يك ون حالة من ثالث اما ان تواصل نش اطها او يقع كرائها أو‬
‫اعطائها يف ش كل وكالة ح رة أو احالتها ويف ه ذه احلالة وعن دما تس تعيد املؤسسة نش اطها‬
‫وتوازهنا االقتصادي مع مؤجر جديد فهل ميكن لألجراء التمسك حبق األولوية يف التشغيل‬
‫يف ص ورة قي ام املؤجر بانت داب عملة من نفس الص نف املهين ؟ولإلجابة على ه ذا التس اؤل‬

‫‪53‬‬
‫ميكن أن نق ول أن فقه القض اء الفرنسي قد حسم األمر يف ه ذه املس ألة حني اقر أن حق‬
‫األولية يف التش غيل يبقى قائما بعد اهناء عقد التش غل ألس باب اقتص ادية يف ص ورة تغيري‬
‫الوضعية القانونية للمؤجر طبقا الفصل ‪ 122-12‬م ش ف ‪.‬‬
‫لكن بالرجوع اىل التشريع التونسي جند النص الوحيد الذي ميكن اعتماده هو الفصل ‪ 15‬م‬
‫ش ال ذي ج اء به أنه يبقى عقد الش غل قائما بني العامل واملؤجر يف ص ورة تغيري حالة ه ذا‬
‫األخري القانونية خاصة ب املرياث او ال بيع او حتويل احملل أو تك وين ش ركة ولعل أول ش رط‬
‫لتط بيق ه ذا الفصل هو أنه جيب أن تبقى العالقة الش غلية قائمة بني األجري واملؤجر الق دمي‬
‫حىت حلظة تغيري حالة ه ذا األخري القانونية وهو األمر ال ذي ميكن ان يت وفر خبص وص العالقة‬
‫الش غلية الرابطة بني املؤسسة املارة بص عوبات اقتص ادية وأجرائها باعتب ار وأن ه ذه العالقة‬
‫بقيت قائمة حىت تاريخ املصادقة على برنامج االنقاذ من طرف احملكمة وفق أحكام الفصل‬
‫‪ 38‬باعتب ار وأن برن امج االنق اذ قد يتض من اهناءا لبعض او كل عق ود الش غل واحالة‬
‫املؤسسة للغري وه ذا الغري س وف يك ون املؤجر اجلديد وعليه وأنه قياسا على احلل ال ذي‬
‫كرسه فقه القض اء الفرنسي وتأسيسا على أحك ام الفصل ‪ 15‬م ش املذكور فإنه ميكن‬
‫القول حبق األجراء الذين اهنيت عقود شغلهم ألسباب اقتصادية يف اطار برنامج االنقاذ يف‬
‫األولية يف التشغيل يف صورة قيام املؤجر اجلديد بانتداب عملة جدد من نفس الصنف املهين‬
‫‪ .‬وعموما اذا ك ان حق األولوية يف التش غيل ورغم حمدودية الض مانات املكرسة لتعفي مثل‬
‫تقنية محائية للعملة اللذين اهنيت عقود شغلهم ألسباب اقتصادية وفنية فإنــه‬
‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫توجد آلي ات وحل ول أخ رى لألحاطة هبؤالء العملة ‪.‬ومن مجلة هاته اآللي ات ‪ ،‬املهمة اليت‬
‫أوكلها الفصل ‪ 10-21‬لتفقدية الش غل ب أن ت درس مع اجله ات املختصة امكانية تش غيل‬
‫العملة الذين وقع طردهم لألسباب املذكورة باعتبار وأن دور تفقدية الشغل كجهاز اداري‬
‫خ ول له الق انون الت دخل يف ع دة ج وانب من العالق ات الش غلية مل يعد يقف عند مس ألة‬
‫مراقبة الط رد ألس باب اقتص ادية وامنا مت اعطائها امكانية اق رتاح احلل ول البديلة ليتواصل‬

‫‪53‬‬
‫دورها اىل ما بعد املص ادقة على الط رد وذلك ب درس امكانية تش غيل العملة املس رحني يف‬
‫مؤسس ات اخ رى وهو ما يتج اوز ال دور الكالس يكي هلذا اجله از اإلداري ليتم متكينه عرب‬
‫تنقيح ‪ 15‬جويلية ‪ 1996‬للفصـل ‪ 10-21‬من مهمة االحاطة بالعملة املطرودين ألسباب‬
‫اقتص ادية حيث تت وىل مص احل تفقدية الش غل دع وة ممثل عن وزارة التك وين املهين والتش غيل‬
‫حلض ور اجللس ات الص لحية أو جلس ات اللجنة املركزية ملراقبة الط رد وذلك هبدف دراسة‬
‫مطالب املؤسسات يف االنتداب وحماولة تشغيل العملة املفصولني حسب االمكانيات املهنية‬
‫لكل صنف ‪.‬‬
‫عموما إن التض حية ببعض م واطن الش غل إلنق اذ املؤسسة ليس املظهر الوحيد ل رتاجع‬
‫محاية األجري أمام مصحلة املؤسسة يف االنقاذ بل إن األمر يتعدى ذلك اىل حدود التضحية‬
‫يف بعض األحي ان مبس تحقات العملة وذلك ب اإلذن بتعليق اج راءات تنفيذ األحك ام اخلاصة‬
‫بالعملة ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬التضحية بمستحقات" العملة إلنقاذ" المؤسسة ‪:‬‬
‫( اإلذن بتعليق اجراءات" تنفيذ األحكام" الخاصة بالعملة" )‬
‫إن ما مييز قانون اإلنقاذ بعد متعن يف فصوله هو حماولته التوفيق بني مصلحة األجري ومصلحة‬
‫املؤسسة ‪ .‬لكن يف غ الب األحي ان جنده يض حي مبس تحقات العملة النق اذ املؤسسة ولعل‬
‫خري دليل على ذلك االذن بتعليق اج راءات تنفيذ األحك ام اخلاصة بالعملة خاصة خالل‬
‫فرتة املراقبـة (مبحث ثاين) وتبقى معايري هذا اإلذن ضبابية وغري واضحـة ( مبحث أول )‬
‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫المبحث األول‪ :‬غي"""اب مع"""ايير" تش"""ريعية" واض"""حة إلعط"""اء اإلذن بتعليق تنفيذ األحك"""ام‬
‫العرفية‪:‬‬
‫جاء بالفقرة الرابعة من الفصلني ‪12‬و‪ 21‬أنه " ال يمكن لرئيس المحكمة المتعهدة بمطلب التس""وية‬
‫اإلذن بتعليق اج" " " ""راءات التقاضي المتعلقة" بالمس" " " ""تحقات الراجعة للعملة كما ال يمكنه أن ي" " " ""أذن‬

‫‪53‬‬
‫بتعليق اج ""راءات تنفيذ حكم متعلق بمس ""تحقات عامل اال اذا ك ""ان من ش ""أن التنفيذ ان ي ""ؤدي الى‬
‫منع انقاذ المؤسسة "‪.‬‬
‫ويكرس املشرع يف هذه الفقرة التمشي التايل ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أنه وكما س بق بيانه ف إن اج راء املؤسسة املارة بص عوبات اقتص ادية وقع اس تثنائهم " حبكم‬
‫الق انون" بص فة مطلقة من قاع دة تعليق اج راءات التقاضي ‪ ،‬وقد ك رس املش رع يف ه ذا االط ار قاع دة‬
‫عدم املساواة بني الدائنني لصاحل األجراء وذلك نظرا للصبغة املعاشية اليت تتصف هبا ديوهنم‬
‫ثانيا ‪ :‬خبصوص التنفيذ فإن املشرع كرس مبدأ مث وضع له استثناءا ‪.‬‬
‫أما املب دأ ‪ :‬فهو وحسب عب ارة النص ال ميكن ل رئيس احملكمة اإلذن بتعليق اج راءات تنفيذ حكم‬
‫متعلق مبستحقات عامل ‪.‬‬
‫أما االس تثناء ‪ :‬فهو اإلذن بتعليق اج راءات التنفيذ اذا ك ان من ش أن التنفيذ أن ي ؤدي اىل منع انق اذ‬
‫املؤسسة ‪.‬‬
‫ورغم وضوح التدرج الذي رمسه املشرع صلب هذه الفقرة خبصوص تعليق اجراءات تنفيذ األحكام‬
‫العرفية اخلاصة بأجراء املؤسسة املدينة ‪ ،‬فإن السؤال الذي يطرح نفسه يتعلق بالصياغة اخلاصة بالفقرة‬
‫الرابعة من الفصلني ‪ 21-12‬املذكورين وأساسا بالشرط الذي وضعه املشرع لتطبيق االستثناء املتعلق‬
‫بامكانية تعليق اجراءات تنفيذ األحكام املتعلقة مبستحقات عامل يف صورة ما اذا كان من شأن التنفيذ‬
‫أن ي ؤدي اىل منع إنق اذ املؤسسة وهنا يتمح ور االس تفهام ح ول طبيعة املع ايري اليت تعتم دها اجلهة‬
‫املختصة ان ك انت ال دائرة التجارية أم رئيس احملكمة االبتدائية يف التأكد من أن التنفيذ س وف ي ؤدي‬
‫اىل منع انقاذ املؤسسة ؟‬

‫األس""تاذة س""نية الج""بري‬ ‫حماية األج""ير في ق""انون انق""اذ المؤسس""ات ال""تي تمر بص""عوبات اقتص""ادية‬
‫تقا‬

‫أوال‪ :‬إن املش رع وكما اس لفنا ال ذكر قد جعل من ه دف انق اذ املؤسسة املارة بص عوبات‬
‫اقتص ادية اهلدف األساسي والغاية املثلى هلذا الق انون حىت وان أدى األمر اىل هتميش‬
‫حقوق الدائنني (‪ )1‬اثناء مراحل سري اجراءات االنقاذ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أيضا وكما متت االش ارة اليه س ابقا ف ان املش رع يف ه ذا الق انون مل يعامل مجيع‬
‫الدائنني على قدم املساواة اذ أنه خص األجراء بوصفهم ميثلون فئة هامة من مجهور الدائنني‬
‫بنظام خاص نظرا لطبيعة وصفة ديوهنم ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬لكن ورغم الط ابع احلم ائي ال ذي أكس اه املش رع على حق وق األج راء ف إن مص لحة‬
‫املؤسسة يف االنقاذ تبقى اهلاجس األول لتشريع هذا القانون وكلما تعذر احداث التوازن‬
‫بني البعدين االقتصادي واإلجتماعي فإنه يقع تغليب برنامج االنقاذ حىت وان ادى األمر اىل‬
‫التض حية بش يء من حق وق العملة (‪ )2‬ويف ه ذا اإلط ار خ ول املش رع ل رئيس احملكمة على‬
‫س بيل االس تثناء االذن بتعليق اج راءات تنفيذ األحك ام الراجعة للعملة ‪ ،‬لكن ولئن بني‬
‫املشرع شرط تطبيق هذا االستثناء وهو " أن يؤدي التنفيذ الى منع انق""اذ" المؤسسة " فهو‬
‫مل حيدد املعايري املعتمدة يف اعطاء هذا اإلذن وبذلك فقد ترك األمر لالجتهاد القضائي حىت‬
‫ال يقيد احملكمة مبع ايري حص رية ‪ ،‬ويف ظل غي اب مع ايري تش ريعية فإنه يقع التس اؤل ح ول‬
‫املعايري املعتمدة يف اعطاء اإلذن بتعليق اجراءات تنفيذ األحكام العرفية ؟‬
‫الشك ان املع ايري املعتم دة يف اعط اء اإلذن ب التعليق س وف تك ون مع ايري تطبيقية وعملية‬
‫ختتلف من وضعية مؤسسة اىل أخرى وسوف يكون التقدير حالة حبالة ‪.‬‬
‫ولعل اإلجته اد القض ائي يف اعتم اده لتلك املع ايري س وف يركز على العالقة املباش رة بني‬
‫التنفيذ وتعطيل ب رامج االنق اذ ألن ذلك هو مقصد املش رع من عب ارة " اذا ك ""ان من ش ""أن‬
‫التنفيذ أن ي""ؤدي الى منع انق""اذ المؤسسة " وهنا جيب أن يك ون تنفيذ احلكم أو األحك ام‬
‫العرفية سببا مباشرا ووحيدا يف تعطيل برنامج االنقاذ ‪.‬‬
‫‪---------‬‬
‫(‪)1‬حممد غزواين حقوق الدائنني يف قانون ‪ 29/12/2003‬املتعلق بانقاذ املؤسسات ‪ ،‬مرجع سابق‬
‫(‪)2‬رضا الآليف وضعيات وحقوق الدائنني اثناء فرتة املراقبة لقانون ‪ 27‬افريل ‪ 1995‬ص‪ ( 67‬مرجع سابق )‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫ويف ه ذا اإلط ار قد ج اء يف اح دى ق رارات حمكمة التعقيب ما يلي ‪ " :‬وحيث أن‬


‫مس ""تحقات العملة لها امتي ""از م ""دعم باعتب ""ار ص ""بغتها المعاش ""ية وقد أوكل لها المش ""رع‬

‫‪53‬‬
‫حماية خاصة بع" " ""دم تعليق اج" " ""راءات التقاضي والتنفيذ بش" " ""أنها اال اذا ك" " ""ان التنفيذ من‬
‫ش ""أنه" أن يخل ب ""اجراءات إنق ""اذ" المؤسسة األمر الغ ""ير مت ""وفر في قض ""ية الح ""ال وب ""ذلك"‬
‫(‪)1‬‬
‫أضحت المطاعن غير وجيهة وتعين ردها‬
‫ومن الناحية العملية ف إن االجته اد القض ائي س وف يعتمد مع ايري هتم مض مون احلكم او‬
‫األحكام العرفية من جهة ومعايري هتم املؤسسة من جهة أخرى ‪.‬‬
‫وخبص وص احلكم الع ريف ف إن الس لطة التقديرية للقاضي س وف تتجه ص وب قيمة املب الغ‬
‫احملكوم هبا صلب هذا احلكم فإن كانت مبالغ بسيطة فإن تنفيذها من حيث املبدأ سوف لن‬
‫يضر بسري اج راءات اإلنق اذ اما اذا تض من احلكم الع ريف او جمموعة األحك ام العرفية‬
‫الص ادرة لص احل العملة وضد املؤسسة املدينة مب الغ مالية عالية فإنه من ش أن التنفيذ أن‬
‫يقف ح ائال أم ام مواص لة حماوالت االنق اذ وس وف يك ون إعط اء اإلذن بتعليق اج راءات‬
‫التنفيذ له ما يربره ‪.‬‬
‫أما املع ايري اليت هتم املؤسسة واليت من املمكن أن يعتم دها القاضي يف إعط اء اإلذن من‬
‫عدمه فهي أساسا مع ايري تق وم على التش خيص الكامل والش امل حلالة املؤسسة مبعىن م دى‬
‫استعـداد املؤسسة لتحمل أعباء جديدة اضافة اىل الصعوبات اإلقتصادية اليت متر هبا دون أن‬
‫تس اهم هاته األعب اء اجلدي دة يف تعطيل عملية اإلنق اذ باعتب ار وأن احملكمة تتعامل يف ه ذا‬
‫الش أن مع املؤسس ات حالة حبالة فقد تك ون هن اك مؤسسة ال حتتمل التنفيذ عن مكاس بها‬
‫حىت وان كان املبلغ بسيط للغاية وقد تكون هناك مؤسسة قد توقفت عن الدفع على معىن‬
‫الفصل ‪ 18‬باعتبار أنه مل يكن لديها سيولة وموجودات قابلة للصرف على املدى القصري‬
‫وكان لديها موجودات قابلة للصرف على املدى الطويل ومت توفري سيولة بعـد‬
‫‪--------‬‬
‫قرار تعقييب عدد ‪ 15153‬بتاريخ ‪ ( 15/12/2007‬غري منشور ) (انظر املالحق)‬ ‫(‪) 1‬‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫‪53‬‬
‫م دة معينة ويف ه ذه احلالة قد ال ميثل تنفيذ األحك ام العرفية باعتبارها تتض من مب الغ ذات‬
‫صبغة معاشية أمام سري برنامج االنقاذ ‪.‬‬

‫وعموما فلئن فتح املش رع الب اب بص فة مطلقة أم ام أج راء املؤسسة لتتبعها يف خص وص‬
‫مستحقاهتم وذلك بأن استثناهم من قاعدة تعليق اجراءات التقاضي اثناء مرحليت التسوية‬
‫الرضائية والقضائية فإنه جعل من امكانية تعليق اجراءات تنفيذ األحكام اليت حتصلوا عليها‬
‫وارادة عندما يقف التنفيذ حائال أمام هدف انقاذ املؤسسة ‪ ،‬وعند صدور هذا اإلذن فإن‬
‫ب اب التنفيذ س وف يك ون مقفال اىل حني انته اء املفع ول الوقيت هلذا االج راء وهنا يط رح‬
‫الس ؤال ح ول امكانية الطعن يف اإلذن الص ادر عن رئيس احملكمة ؟ لكن اإلجابة س وف‬
‫تكون رهن حتديد الطبيعة القانونية هلـذا اإلذن‪.‬‬

‫عموما ومن جهة أخرى ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تط رح مس الة الطبيعة القانونية لألذون الص ادرة عن رئيس احملكمة يف م ادة االنق اذ اختالفا‬
‫حول تكييف طبيعة هذا اإلجراء ان كان يندرج ضمن العمل الوالئي للقضاء أم ضمن‬
‫العمل القض ائي للقض اء ؟ وب الرجوع اىل املش روع التحض ريي للق انون ع دد ‪ 34‬لس نة‬
‫‪ 1995‬عند تنقيحه مبقتضى القانون عدد ‪ 63‬لسنة ‪ 1999‬فقد طرح أحد النواب السؤال‬
‫ح ول ما اذا ك ان اإلذن القاضي بتعليق اج راءات التقاضي والتنفيذ يتخذ يف ش كل اذن‬
‫(‪)1‬‬
‫وك ان اجلواب‬ ‫على العريضة طبق الفصل ‪ 213‬م م م ت أم يف ش كل ق رار اس تعجايل‬
‫بأن القرار ال يكون استعجاليا فهو "قرار عادي يأخذه القاضي "‪.‬‬

‫‪--------‬‬
‫الرائد الرمسي ملداوالت جمل الن واب ع دد ‪ 42‬جللسة ي وم الثالث اء ‪ 6‬جويلية ‪ -1999‬الس ؤال مض من ب ص‪ 2311‬واجلواب ب ص‬ ‫(‪) 1‬‬
‫‪2312‬‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫‪53‬‬
‫ومن هذا املنطلق فإن القرار الصادر يف إعطاء االذن ال يكون قرارا استعجاليا وذلك لغياب‬
‫الصبغة التنازعية عند اصداره مما جيعل مسألة ادراج هذا االذن ضمن العمل الوالئي للقضاء‬
‫أك ثر منطقا وقب وال باعتب ار وأن العمل القض ائي يت دخل فيه القاضي لفصل ال نزاع وفق‬
‫س لطان الق انون يف حني أن العمل ال والئي ميثل جمم وع ص الحيات القاضي خ ارج اط ار‬
‫اخلص ومة فهو اما ي أذن أو يص ادق أو يعني على أن ذلك يتم غالبا خ ارج ض مانات العمل‬
‫(‪.)1‬‬
‫القضائي مثل انعدام العمومية او العلنية‬
‫ومن املنطقي ايضا أن ال يك ون االذن القاضي بتعليق اج راءات التنفيذ خاض عا ألحك ام‬
‫الفصل ‪ 213‬وما بع ده م م م ت املتعلق ب األذون على املط الب (‪ )2‬وذلك ألنه يتم يز ببعض‬
‫اخلصوص ية باعتب ار وأنه ض مانا وحفاظا على حق وق املؤسسة وحق وق دائنيها وخاصة‬
‫األج راء فقد ف رض املش رع ص لب الفق رة الثالثة من الفص لني ‪12‬و‪ 21‬على رئيس احملكمة‬
‫تعليل وحتديد مضمون االذن وذلك بأن"يبين القضايا" وأعمال التنفيذ التي يأذن بتعليقها "‬
‫وب ذلك ميكن الق ول ان اإلذن الص ادر عن رئيس احملكمة يف ه ذا اخلص وص ين درج ض من‬
‫األعمال الوالئية للقضاء واليت تتمتع بشيء من اخلصوصية ‪.‬‬
‫وأما بالنس بة لفقه قض اء حمكمة التعقيب فإنه مل تط رح أمامه مس ألة الطبيعة القانونية لألذن‬
‫بالتعليق وال طرق الطعن فيه ‪.‬‬
‫ويبقى الس ؤال مطروحا ح ول ط رق الطعن يف اإلذن الص ادر عن رئيس احملكمة والقاضي‬
‫بتعليق اجراءات تنفيذ األحكام املتعلقة مبستحقات العملة ؟‬
‫يعكس صمت املشرع حول كيفية الطعن يف األذون والقرارات الصاردة يف مادة التسوية‬
‫الرض ائية والقض ائية حمدودية آلي ات محاية ال دائنني مبا فيهم اج راء املؤسسة وذلك نظ را‬
‫لغموض النظام القانوين الجراءات الطعن يف مادة االنقاذ بصفة عامة ‪.‬‬

‫‪-------‬‬
‫حممد الطاهر احلمدي ‪ ،‬العمل القضائي والعمل الوالئي ‪ ،‬م ق ت مارس ‪ 1998‬عدد ‪ ،3‬ص ‪55‬و‪61‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫جاء بالفصل ‪ 216‬م م م ت األذون اجملاب هبا عن هاته املطالب ال حتتاج اىل تعليل‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪53‬‬
‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫ومن مظاهر هذا الغموض ما تضمنه الفصل ‪ 53‬من القانون الذي ينص على أنه ‪ " :‬يمكن الطعن عن‬
‫طريق االس""تئناف في األحك""ام الص""ادرة في م""ادة التس""وية القض""ائية وك""ذلك اإلع""تراض عليها من‬
‫الغ" " ""ير في ظ" " ""رف عش" " ""رين يوما وتحسب اآلج" " ""ال من ت" " ""اريخ النشر بالرائد الرس" " ""مي للجمهورية‬
‫التونسية اذا كانت خاضعة لالشهار او من تاريخ صدور الحكم " فيما عدا ذلك‪.‬‬
‫فهل تؤخذ عب ارة " األحك" ""ام" يف معناها الواسع وتش مل باإلض افة اىل احلكم الص ادر يف حتديد م آل‬
‫املؤسسة (‪ )1‬مجيع الق رارات القض ائية الص ادرة يف م ادة التس وية مبا فيها اإلذن بتعليق اج راءات التنفيذ‬
‫املتعلقة باألحكام العرفية ؟‬
‫لكن وقبل كل ش يء جيب التمي يز بني الق رارات اليت يص درها رئيس احملكمة والق رارات اليت يتخ ذها‬
‫القاضي املراقب ‪ ،‬فأما اليت يتخ ذها ه ذا األخري فإهنا تعد اعم ال والئية وهي غري قابلة لالس تئناف أو‬
‫االعرتاض كقرار تعيني ممثل عن الدائنني أو قرار اهناء العمل بالعقود اجلارية ‪ ،‬أما القرارات اليت يتخذها‬
‫رئيس احملكمة فهي عدي دة ومن بينها اإلذن بفتح اجراءات التسوية القض ائية واختاذ قرار يف التمديد يف‬
‫ف رتة املراقبة كما يعطي اإلذن بتعليق اج راءات التقاضي والتنفيذ ولعل ما يهمنا يف ه ذا االط ار هو‬
‫اإلذن بتعليق اج راءات التنفيذ املتعلقة باألحك ام الص ادرة لفائ دة أج راء املؤسسة عند ثب وت العالقة‬
‫املباش رة بني التنفيذ وتعطيل برن امج االنق اذ على معىن الفق رة الرابعة من الفص لني ‪12‬و‪ 21‬ومب دئيا ال‬
‫ميكن ألجراء املؤسسة الطعن باالستئناف يف األذون الصادرة عن رئيس احملكمة بتعليق اجراءات التنفيذ‬
‫أم امهم على معىن الفصل ‪ 53‬من ق انون االنق اذ باعتب ار وأن الفصل املذكور يتح دث عن األحك ام‬
‫الصادرة يف مادة التسوية أي األحكام الصادرة عن احملكمة برتكيبتها اجمللسية وطبق االجراءات العادية‬
‫الص ادر األحك ام وال ميكن وصف األذون الص ادرة عن رئيس احملكمة بتعليق اج راءات التقاضي او‬
‫اج راءات التنفيذ بكوهنا " أحك ام" وامنا ميكن االع رتاض عليها طبق القواعد العامة لإلج راءات املدنية‬
‫والتجارية وبالتحديد بالفص ول من ‪213‬اىل ‪ 223‬م م م ت وعلى ض وء ذلك ف إن العامل ال ذي‬
‫ص در لفائدته حكم أو أحك ام عرفية وص در اذن بتعليق اج راءات التنفيذ لص احل املؤسسة‬
‫املدينة يكون عليه اتباع اجراءات الفصل ‪ 219‬م م م ت الـذي‬
‫‪--------‬‬

‫‪53‬‬
‫احلكم ب التفليس الفصل ‪ - 39‬احلكم مبواص لة النش اط ‪ ،‬الفصل ‪ 41‬وما بع ده ‪ -‬احلكم بك راء املؤسسة الفصل ‪ 52‬مك رر وما‬ ‫(‪) 1‬‬
‫بعده ‪.‬‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫ينص على أنه " يمكن للح""اكم في كل الص""ور الرج""وع في األذون الص""ادرة منه وذلك‬
‫بعد االس " ""تماع الى الخص " ""وم ‪ ،‬ويجب على ط " ""الب الرج " ""وع في اإلذن تق " ""ديم عريضة‬
‫يبلغها لخص ""مه بواس ""طة الع ""دل" المنفذ في أجل ال يتج ""اوز ثمانية أي ""ام من ت ""اريخ علمه‬
‫باإلذن ويدعوه فيها للحض"ور ل""دى الح""اكم ال""ذي اص""در االذن في ميع"اد أقص"اه ثمانية‬
‫ايام والحكم الصادر بمناسبة طلب الرجوع في اإلذن يجب تعليله" ‪.‬‬
‫ويفهم من ه ذا النص ان احملك وم عليه أي الص ادر ض ده اإلذن وهو العامل هو ال ذي من‬
‫واجبه اتباع طريقة الرجوع يف اإلذن ان اراد الطعن فطلب الرجوع يف اإلذن يعد " رخصة‬
‫قانونية ممنوحة لكل ش""خص غ""ير ال""ذي ص""در لفائدته" اإلذن كما أن ه""ذا الطلب يح""ول‬
‫(‪)1‬‬
‫مادة األذون على العرائض من مادة قضاء والئي الى مادة قضاء تنازعي"‬
‫وبذلك تكون طريقة الرجوع يف اإلذن هي الوسيلة الوحيدة للطعن أمام األجراء باعتبار أن‬
‫اإلذن القاضي بتعليق اجراءات التنفيذ سوف يضر مبصاحلهم ‪.‬‬
‫ورغم أن املشرع أضفى على مصاحل وحقوق األجراء شيئا من اخلصوصية وكرس منهجا‬
‫محائيا للبعد االجتم اعي ‪ ،‬لكن مبج رد أن تتع ارض املص احل ويص عب التوفيق بينهما فإنه يقع‬
‫التليني من احلماية املعطاة لألجراء حىت ال تتعطل اجراءات االنقاذ ‪ ،‬ويزداد التليني من تلك‬
‫احلقوق اثناء فرتة املراقبة ‪.‬‬
‫المبحث الثاني" ‪ :‬التعليق اآللي للتنفيذ خالل فترة المراقبة‬
‫نظ را ألمهيتها يف حتديد م آل املؤسسة فقد أعطى املش رع لف رتة املراقبة آث ارا قانونية ذات‬
‫خصوص ية مقارنة ببقية ف رتات التس وية اذ أن الق رار الص ادر عن احملكمة بفتحها ي ؤدي اىل‬
‫التعليق اآليل الجراءات التقاضي والتنفيذ أمام مجهور الدائنني باستثناء األجراء اللذين تبقى‬

‫‪53‬‬
‫‪-----------‬‬
‫حممد الطاهر احلمدي العمل القضائي والعمل الوالئي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪78‬‬ ‫(‪) 1‬‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫اجراءات التقاضي أمامهم مفتوحة لكن التنفيذ فإنه من حيث املبدأ يكون معلقا قانونا ‪.‬‬

‫إن من األحك ام اليت تص درها احملكمة عند البت يف مطلب التس وية القض ائية احلكم القاضي‬
‫بفتح فرتة املراقبة وذلك عندما يرتاءى هلا أن املطلب جدي وان إمكانية إنقاذ املؤسسة ممكنة‬
‫‪ ،‬ذلك أن الغاية األساس ية من فتح ف رتة املراقبة هي إع داد برن امج إلنق اذ املؤسسة اليت‬
‫(‪)1‬‬
‫توقفت عن دفع ديوهنا‬

‫وينتج عن ذلك التعليق اآليل حبكم الق انون إلج راءات التقاضي والتنفيذ أم ام ال دائنني وقد‬
‫جاء بالفقرة األوىل من الفصل ‪ 32‬جديد " يتعطل خالل فترة المراقبة كل تتبع فردي أو‬
‫عمل تنفي" " ""ذي ي" " ""رمي" الى اس" " ""تخالص دي" " ""ون س" " ""ابقة" لف" " ""ترة المراقبة أو الى اس" " ""ترجاع‬
‫منق " " ""والت أو عق " " ""ارات بس " " ""بب ع " " ""دم أداء دين ‪ ،‬ويتوقف س " " ""ريان جميع الف " " ""وائض‬
‫وغرامات التأخير وتعلق آجال السقوط"‬

‫ويهدف املشرع من خالل هذا التعليق إىل احلفاظ على أصول املؤسسة ومحاية ما تبقى من‬
‫مكاس بها وذلك عرب جتميد (‪ )2‬حق ال دائنني يف اس تخالص دي وهنم وخصوصا محاية‬
‫مكاسب املؤسسة من التنفيذ عليها ألن ذلك ي ؤدي اىل زوال وان دثار تلك املكاسب يف‬
‫مرحلة حساسة للغاية من مس رية االنق اذ ويف ه ذا الص دد ج اء يف اح دى ق رارات حمكمة‬
‫التعقيب " وحيث أن تس""ليم المعقب ض""دهما الثانية والثالثة األم""وال الموج""ودة ل""ديهما‬
‫والراجعة للمعقب ضدها األولى" لفائدة المعقب يف""رغ الغاية" ال""تي قص""دها المش""رع من‬
‫تمتيع المؤسسات التي تمر بصعوبات" اقتصادية" من ايق""اف اج""راءات" التقاضي" والتنفيذ"‬
‫‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪-----------‬‬
‫عف اف ش عيب ‪ ،‬تعليق اج راءات التقاضي والتنفيذ من خالل ق انون انق اذ املؤسس ات اليت متر بص عوبات اقتص ادية ‪ ،‬مرجع س ابق ‪ ،‬ص‬ ‫(‪) 1‬‬
‫‪142‬‬
‫نتحدث عن جتميد احلق نظرا للمفعول الوقيت للتعليق القانوين الجراءات التقاضي والتنفيذ اثناء فرتة املراقبة ‪.‬‬ ‫(‪) 2‬‬

‫األستاذة سنية الج""بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫ورغم ان املش رع فد ك رس خالل ف رتة املراقبة آلية التعليق الق انوين الج راءات التقاضي‬
‫والتنفيذ أم ام مجيع ال دائنني مهما ك انت درجة و ص فة دي وهنم وهو ما نصت عليه الفق رة‬
‫الثانية من ذات الفصل فقد استثىن األجراء من قاعدة تعليق اجراءات التقاضي وقد جاء يف‬
‫ه ذه الفق رة " وتس ""تثني أعم""ال التقاضي المتعلقة بمس ""تحقات" العملة من احك""ام" الفق ""رة‬
‫األولى المتقدمة " وبذلك يكون املشرع قد استثىن األجراء بصفة مطلقة من قاعدة تعليق‬
‫اجراءات التقاضي خالل كامل مراحل التسوية الرضائية والقضائية وايضا خالل فرتة املراقبة‬
‫‪.‬‬

‫وقد ج اء يف ق رار لل دوائر اجملتمعة حملكمة التعقيب ما يلي ‪" :‬حيث يس ""تخلص من احك ""ام"‬
‫الق " " " ""انون ع " " " ""دد ‪ 34‬لس " " " ""نة ‪ 1995‬الم " " " ""ؤرخ في ‪ 17/03/1995‬المتعلق بانق " " " ""اذ"‬
‫ص " " " " " " " ""وله‬
‫ص " " " " " " " ""ادية" والس" " " " " " " " ""يما من ف "‬
‫س " " " " " " " ""ات" ال" " " " " " " " ""تي تمر بص" " " " " " " " ""عوبات اقت "‬
‫المؤس "‬
‫‪ 12/34/41/42/43/46‬أن تعطيل التتبع" " " " " " " ""ات الفردية" وأعم" " " " " " " ""ال التنفيذ الرامية"‬
‫الس""تخالص دين س""ابق" لفتح التس""وية ال تنشأ بق""وة الق""انون اال في الح""االت ال""تي تق""رر‬
‫فيها المحكمة اخض" " " ""اع المؤسسة لف" " " ""ترة مراقبــة" ( الفصل ‪ 34‬ق دمي ‪ 32/‬جدي د)‬
‫وتضيف احملكمة يف حيثية أخرى " ويستثنى من ذلك أج"ور العم""ال" (‪ " )1‬اال أن فسح اجملال‬
‫أم ام األج راء لتتبع املؤسسة خالل كامل أط وار التس وية مل يكن على نفس الق در بالنس بة‬
‫للتنفيذ فقد ج اء بنفس الفق رة املذكورة وال جيري تنفيذ حكم متعلق مبس تحقات عامل اال‬

‫‪53‬‬
‫بإذن احملكمة املتعهدة بقضية التسوية بشرط أن ال يكون من شأن التنفيذ أن يؤدي اىل منع‬
‫انقاذ املؤسسة ‪.‬‬

‫‪-------------‬‬
‫ق رار تعقييب م دين ع دد ‪ 4074‬م ؤرخ يف ‪ ( 05/01/2007‬غري منش ور ) انظر امللحق ع دد ‪ 3‬مع االش ارة ان املعقب يف ه ذا الق رار‬ ‫(‪) 1‬‬
‫كان الصندوق الوطين للضمان االجتماعي‬

‫األس"تاذة س"نية الج"بري‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بص"عوبات اقتص"ادية‬
‫تقا‬

‫إن التفسري الوحيد لذلك هو ان املشرع وكما مت بيانه سابقا يريد توفري الضمانات واالليات‬
‫اليت تس اهم يف اجناح برن امج االنق اذ وجتنب اقصى ما ميكن الوض عيات اليت من ش أهنا أن‬
‫تعكر وضعية املؤسسة لذلك فإن تنفيذ األحكام العرفية باعتبارها تتضمن مبالغ مالية ينوي‬
‫األج راء استخالص ها ومن ش أهنا ان تك ون مب الغ ذات قيمة كب رية هو أمر وحسب تفكري‬
‫املشرع قد يؤدي اىل تعكري وضع املؤسسة ‪.‬‬

‫كما ان نية املشرع يف تعليق اجراءات التنفيذ أمام األجراء رغم ديوهنم اليت ال حتتمل التأخري‬
‫يف االخص رمبا يكون سببها التفكري يف أن فرتة املراقبة هي فرتة نسبيا ليست طويلة وبالتايل‬
‫ف إن مفع ول التعليق هو مفع ول وقيت ميكن من خالله ان ينتظر األج راء هناية ف رتة املراقبة مث‬
‫يكون التنفيذ بعد ذلك ممكنا ‪.‬لكن بالنسبة ملن ال يريد من األجراء انتظار انتهاء فرتة املراقبة‬
‫حىت حيظى بالتنفيذ على املؤسسة فإنه يك ون عليه احلص ول على إذن بالتنفيذ من رئيس‬
‫احملكمة ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫األس""تاذة س""نية الج""بر‬ ‫حماية األجير في قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬
‫تقا‬

‫خاتمـــــــــــة‬

‫إن املتمعن يف فص ول الق انون ع دد ‪ 34‬لس نة ‪ 1995‬املؤرخ يف ‪ 17‬أفريل ‪1995‬‬


‫واملنقح يف مناس بة أوىل بت اريخ ‪ 15‬جويلية ‪ 1999‬ويف مناس بة ثانية يف‪ 9‬ديس مرب‬
‫‪ 2003‬والذي ال ي زال مفتوحا على عديد التنقيحات القادمة يالحظ انه قانون يسعى‬
‫اىل حتقيق املوازنة بني مص احل متض اربة من اجل حتقيق أه داف متقاربة ‪ ،‬فمن خالله‬
‫اراد املش رع إنق اذ املؤسسة باعتبارها حمورا هلذا التش ريع ورك يزة لإلقتص اد الوطين بل‬
‫ورهانه من أجل الصمود يف وجه األزمات املالية اليت باتت هتدد اقوى االقتصاديات يف‬
‫العامل ومن خالل هذا القانون ايضا حياول املشرع تكريس احلماية ألجراء املؤسسة املارة‬
‫بصعوبات اقتصادية باعتبارهم صنفا مميزا من الدائنني واذا كان هدف انقاذ املؤسسة‬
‫هو البعد االقتصادي هلذا القانون فإن محاية األجراء هو البعد االجتماعي الذي جيب ان‬
‫حيظى بكامل العناية حفاظا على األمن والس لم االجتم اعيني ‪ ،‬لكن ه اجس انق اذ‬
‫املؤسسة ك ان هو اهلدف الط اغي على فلس فة ه ذا الق انون ل ذلك كلما تعارضت‬

‫‪53‬‬
‫مصحلة األجراء مع مصحلة املؤسسة وأولويتها يف االنقاذ فإنه يقع تغليب مصلحة هذه‬
‫األخرية‪.‬‬

‫متت بعون اهلل‪.‬‬

‫الفهرس‬

‫الجزء األول ‪ :‬مظاهر حماية األجير في قانون االنقاذ‬

‫الفصل األول ‪ :‬محاية املستحقات املالية لألجري‬

‫‪‬المبحث األول ‪ :‬متكني األجري من تتبع املؤسسة‬

‫‪‬المبحث الثاني ‪ :‬متكني األجري من األولوية يف اخلالص‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬حماية مواطن الشغل الخاصة باألجير‬

‫‪‬المبحث األول ‪ :‬اخضاع عقود الشغل اثناء فرتة املراقبة للقانون االجتماعي‬

‫‪‬المبحث الثاني" ‪ :‬احلفاظ على مواطن الشغل اثناء إحالة املؤسسة أو كرائها‬

‫الجزء الثاني ‪ :‬تراجع الحماية أمام مصحلة المؤسسة في االنقاذ‬

‫الفصل األول ‪ :‬التضحية ببعض مواطن الشغل النقاذ املؤسسة‬

‫‪‬المبحث األول ‪ :‬اجراءات الطرد ألسباب اقتصادية‬

‫‪‬المبحث الثاني" ‪ :‬آثار الطرد ألسباب اقتصادية‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الث ""اني ‪ :‬التض حية مبس تحقات العملة النق اذ املؤسسة ‪( :‬االذن بتعليق اج راءات تنفيذ‬
‫األحكام اخلاصة بالعملة )‬

‫‪‬المبحث األول ‪ :‬غياب معايري تشريعية واضحة العطاء االذن بتعليق تنفيذ األحكام العرفية‬

‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬التعليق اآليل للتنفيذ خالل فرتة املراقبة‬

‫‪ ‬خاتم ــة‬

‫قائمة المختصرات‬

‫م إ ع ‪ :‬جملة االلتزامات والعقود‬

‫م م م ت ‪ :‬جملة املرافعات املدنية والتجارية‬

‫‪ :‬اجمللة التجارية‬ ‫م ت‬

‫م ح ع ‪ :‬جملة احلقوق العينينة‬

‫‪ :‬جملة الشغل‬ ‫م ش‬

‫‪53‬‬
‫المالحـــــــق‬

‫‪53‬‬
53

You might also like