You are on page 1of 16

‫أوجه المعاش لمجتمع إقليم بني راشد بالمغرب األوسط من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬ه‪16/‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مـحـمـد

العـيـد تـيـت ــه‬

‫أوجه المعاش لمجتمع إقليم بني راشد بالمغرب األوسط‬


‫من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬هـ‪16/‬م)‬
‫‪Pensions for the Bani Rashid Region Community in the Central‬‬
‫)‪Maghreb through Africa's description of Hacen Wazzan (10H/16M‬‬

‫‪‬‬
‫د‪ .‬مـحـمـد الع ـيــد تـ ـيـ ـت ـ ـو‬
‫جامعة الوادي‬
‫‪tita-mohammedlaid@univ-eloued.dz‬‬

‫تاريخ النشر ‪2023/02/14‬‬ ‫تاريخ القبول ‪2023/01/09‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2022/12/05 :‬‬


‫*******‬
‫تعاجل ىذه اؼبقالة أوجو اؼبعاش جملتمع اؼبغرب األوسط من خالل‬ ‫ملخص‪:‬‬
‫كتاب وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬ه‪16/‬م) إقليم بٍت راشد ادنوذجا‪ .‬ويعد اؼبؤلف‬
‫من الذين زاروا اؼبنطقة‪ ،‬وعايشوا والحظوا عن قرب سكان ىذا اإلقليم وعاينوا نشاطهم‬
‫اؼبعاشي‪ .‬ومن خالل اطالعنا على ما َدونَوُ اغبسن الوزان يف مصنفو‪ ،‬تبُت لنا مدى‬
‫اىتمام ؾبتمع ىذا اإلقليم وامتهانو لعديد أوجو اؼبعاش على غرار الزراعة والصناعة‬
‫والتجارة والصيد البحري وما إىل ذلك من اؼبعامالت األخرى كأداء الضرائب واإلتاوات‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬إقليم بٍت راشد؛ اؼبغرب األوسط؛ اؼبعاش؛ الزراعة؛ الصناعة‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪This article addresses the pensions of the Central Maghreb community‬‬
‫‪through Africa's Description of Al-Hassan Al-Wazan (10H/16M) Beni‬‬
‫‪Rashid Region Model. The author is one of those who visited the area,‬‬
‫‪lived and observed closely the Territory's inhabitants and saw their living‬‬
‫‪activity. By familiarizing ourselves with what Al-Hassan Al-Wazan has‬‬

‫‪ ‬اؼبؤلف اؼبراسل‬

‫‪14‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬عدد خاص ‪ ،‬ص ص ‪ ، 56-41‬فيفري ‪2023‬‬
‫أوجه المعاش لمجتمع إقليم بني راشد بالمغرب األوسط من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬ه‪16/‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مـحـمـد العـيـد تـيـت ــه‬

‫‪done in his compilation, we have seen the extent to which the Territory's‬‬
‫‪cmmunity is interested in and dedicated to many aspects of pensions such‬‬
‫‪as agriculture, industry, trade, fishing and other transactions, such as tax‬‬
‫‪and royalties.‬‬
‫;‪key words: Beni Rashid Province; Central Maghreb; Pension‬‬
‫‪Agriculture; Industry.‬‬

‫مق ّدمة‪:‬‬
‫عرف ؾبتمع اؼبغرب األوسط على غرار اجملتمعات األخرى حراكا حضاريا واسعا مشل‬
‫على ما يبدو صبيع األصعدة منها‪ :‬السياسية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والدينية‪،‬‬
‫واالقتصادية‪ .‬وقد برز ىذا اغبراك جليا على الصعيد االقتصادي أو ما يعرف بأوجو‬
‫ودو َن ذلك‬
‫اؼبعاش بشهادة اغبسن الوزان الذي َحل باؼبنطقة خالل القرن ‪10‬ه‪16/‬م َ‬
‫يف مصنفو وصف إفريقيا‪.‬‬
‫ويعد ؾبتمع إقليم بٍت راشد جبميع أطيافو جزء من ؾبتمع اؼبغرب األوسط‪ .‬ومن خالل‬
‫ما أدىل بو اغبسن الوزان عن ىذا اإلقليم خالل القرن ‪10‬ه‪16/‬م‪ ،‬الحظ مدى مساذنة‬
‫ىذا اجملتمع وحركيتو يف اغبياة االقتصادية‪ .‬وتأيت اشكالية ىذه اؼبقالة يف التساؤل التايل‪:‬‬
‫فيما سبثلت أوجو اؼبعاش جملتمع إقليم بٍت راشد من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان‬
‫خالل القرن ‪10‬ه‪16/‬م؟‬
‫تعتمد ىذه اؼبقالة على اؼبنهجُت الوصفي والتارسني‪ ،‬فاؼبنهج الوصفي يأيت بالظاىرة‬
‫ويصفها كما وقعت‪ ،‬فيما اؼبنهج التارسني يضعها يف سياقها التارسني وسنربنا عنها‪.‬‬
‫إن ؽبذه الدراسة أىداف عديدة سبثلت يف اآليت‪:‬‬
‫‪-‬إماطة اللثام عن تاريخ إحدى أقاليم اؼبغرب األوسط العريقة‪ ،‬إقليم بٍت راشد‪.‬‬
‫‪-‬الكشف عن أوجو اؼبعاش جملتمع اإلقليم اليت كانت سائدة خالل القرن ‪10‬ه‪16/‬م‪.‬‬
‫وقبل اػبوض يف اإلجابة عن ىذا التساؤل اؼبطروح‪ ،‬ارتأينا تسليط الضوء على اؼبوقع‬
‫واجملال اعبغرايف إلقليم بٍت راشد من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪ ،‬فيفري ‪2023‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬عدد خاص ‪ ،‬ص ص ‪56-41‬‬
‫أوجه المعاش لمجتمع إقليم بني راشد بالمغرب األوسط من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬ه‪16/‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مـحـمـد العـيـد تـيـت ــه‬

‫‪-1‬الموقع والمجال الجغرافي إلقليم بني راشد‬


‫يقع إقليم بٍت راشد يف اعبهة الغربية للمغرب األوسط ضمن فبتلكات فبلكة‬
‫تلمسان(‪ ،)1‬ىذه اؼبملكة اليت َعد َىا اغبسن الوزان يف اؼبرتبة الثالثة من بُت اؼبمالك األربع‬
‫اليت تشم ل بالد الرببر ونقرأ ذلك ما نصو‪" :‬تشتمل بالد الرببر على أربع فبالك‪ :‬األوىل‪:‬‬
‫فبلكة مراكش‪ ،...،‬والثانية‪ :‬فبلكة فاس‪ ،...،‬والثالثة‪ :‬فبلكة تلمسان‪ ،...،‬والرابعة‪ :‬فبلكة‬
‫تونس"(‪.(2‬‬
‫شنتد اجملال اعبغرايف إلقليم بٍت راشد‪" :‬على طول حنو طبسُت ميال(‪ )3‬من الشرق إىل‬
‫الغرب‪ ،‬وعلى عرض يقرب من طبسة وعشرين ميال(‪ ،)4‬جهتو الواقعة جنوبا كلها سهول‪،‬‬
‫والواقعة مشاال كلها تقريبا مرتفعات"(‪ . )5‬ويف اعبهة اعبنوبية من ىذا اجملال يقطن سكان‬
‫السهول‪ ،‬الذين يتميزون بالعيش ربت اػبيم ويرعون اؼباشية وشنتلكون الكثَت من اعبمال‬
‫واػبيل وأثرياء جدا ونقرأ ذلك ما نصو‪" :‬سكان السهول‪ ،‬وىم أشرف بكثَت‪ ،‬يقيمون يف‬
‫البادية ويعيشون ربت اػبيام معتنُت دباشيتهم‪ ،‬وؽبم عدد وافر من اعبمال واػبيل‪ ،‬وىم‬
‫أثرياء جدا"(‪.)6‬‬
‫فيما شنتاز سكان اعبهة الشمالية وىم أىل اؼبرتفعات بدور الئقة جيدة البنيان‪،‬‬
‫وبزراعة اغبقول والكروم‪ ،‬ويشتغلون بضروريات اؼبعيشة‪ ،‬ويف ىذا صرح اغبسن الوزان‬
‫بقولو‪" :‬فأىل ىذه اؼبرتفعات يسكنون دورا الئقة جدا مبنية جبدران‪ ،‬ويزرعون اغبقول‬
‫والكروم‪ ،‬ويشتغلون بسائر ضروريات اؼبعيشة"(‪.)7‬‬
‫وزنتوي إقليم بٍت راشد على العديد من القرى أذنها قلعة ىوارة واؼبعسكر(‪ ،)8‬والعديد‬
‫من اؼبدن أذنها البطحاء‪ ،‬ووىران‪ ،‬واؼبدية‪ ،‬واعبزائر‪ ،‬ودلس‪ ،‬وتنس‪ ،‬ومستغاًل‪ ،‬وشرشال‪،‬‬
‫ومليانة‪ ،‬ومازونة‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪ ،‬فيفري ‪2023‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬عدد خاص ‪ ،‬ص ص ‪56-41‬‬
‫أوجه المعاش لمجتمع إقليم بني راشد بالمغرب األوسط من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬ه‪16/‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مـحـمـد العـيـد تـيـت ــه‬

‫وعلى اختالف أطيافو عرف ؾبتمع إقليم بٍت راشد العديد من أوج اؼبعاش‪ .‬ىذا‬
‫السعي يف‬
‫اؼبصطلح أفادنا ابن خلدون عن مفهومو وصرح لنا ما نصو‪" :‬ىو ابتغاء الرزق و ّ‬
‫ربصيلو وىو مغفل من العيش"(‪.)9‬‬
‫وقد ذىب ابن خلدون أبعد من ذلك وأَبَا َن عن الوسائل والطرق اؼبختلفة للمعاش أو‬
‫الصناعة والتّجارة فهي وجوه طبيعيّة‬‫النشاط االقتصادي بقولو‪" :‬و ّأما الفالحة و ّ‬
‫للمعاش"(‪ )10‬؛ مث أضاف اعبباية واليت أدرجها ضمن الوجو الغَت طبيعي للمعاش‪ ،‬مثل‬
‫اػبدمة يف أجهزة الدولة‪ ،‬وخدمة األغنياء‪ ،‬وابتغاء األموال من اؼبدافن والكنوز‪ ،‬ويف ىذا‬
‫نقرأ ما نصو‪" :‬ويف أن اػبدمة يف سائر أبواب اإلمارة‪ ...‬وابتغاء األموال من الدفائن‬
‫والكنوز ليس دبعاش طبيعي"(‪.)11‬‬
‫وفيما يلي نسلط الضوء على أوجو اؼبعاش جملتمع ىذا اإلقليم‪.‬‬
‫‪-2‬الفالحة‬
‫كشف ابن خلدون بأن الفالحة ىي أقدم وجوه اؼبعاش ونقرأ ما نصو‪" :‬وأما الفالحة‬
‫فهي متق ّدمة عليها كلّها بال ّذات إذ ىي بسيطة وطبيعيّة فطريّة ال ربتاج إىل نظر وال‬
‫علم‪ ...‬أهنا أقدم وجوه اؼبعاش وأنسبها إىل الطّبيعة"(‪ .)12‬وتنقسم الفالحة إىل قسمُت‬
‫قائما إىل‬
‫رئيسيُت ذنا‪ :‬الزراعة وتربية اؼبواشي على اختالف أصنافها‪ ،‬ىذا التقسيم ما زال ً‬
‫للشق الثاين الذي قد‬
‫الشق األول واألىم يف الفالحة‪ ،‬ألهنا سبب ِّ‬
‫اليوم‪ ،‬فالزراعة ىي ُّ‬
‫يكون مكلِّ ًفا للبعض‪.‬‬
‫‪-1-2‬الزراعة‬
‫أَقَـر اغبسن الوزان بأن أراضي إقليم بٍت راشد كلها‪" :‬صاغبة للزراعة"(‪ ،)13‬سواء‬
‫اؼبرتفعات أو السهول اليت اشتغل أىلها يف زراعتها‪ .‬فأىل ىذه اؼبرتفعات على سبيل‬
‫اؼبثال ال اغبصر يقول اغبسن الوزان بأهنم‪" :‬يزرعون اغبقول والكروم"(‪ ،)14‬وىو ما انعكس‬
‫على حالتهم االجتماعية بأهنم "يسكنون دورا الئقة جدا مبنية جبدران"(‪.)15‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪ ،‬فيفري ‪2023‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬عدد خاص ‪ ،‬ص ص ‪56-41‬‬
‫أوجه المعاش لمجتمع إقليم بني راشد بالمغرب األوسط من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬ه‪16/‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مـحـمـد العـيـد تـيـت ــه‬

‫ت مدينة البطحاء(‪ )16‬اػباضعة إلقليم بٍت راشد بزراعة القمح بكثرة‪ ،‬وتواجد‬
‫وقد عُ ِرفَ ْ‬
‫بساتُت وحقول يف غاية اػبصب حيث كان أىلها يقومون حبرث األراضي يف سهل‬
‫فسيح‪ ،‬وقد فَص َل اغبسن الوزان يف ذلك ما نصو‪" :‬يف سهل فسيح ينبت فيو القمح‬
‫بكثرة‪...،‬حبرث األراضي‪ ...‬ورنري قرب موقعها القدمي هنر صغَت‪ ...‬على ضفافو بساتُت‬
‫وحقول يف غاية اػبصب"(‪.)17‬‬
‫وأما مدينة مستغاًل(‪ )18‬الواقعة على اعبهة الغربية للواجهة البحرية للمغرب األوسط‪،‬‬
‫امتازت بأراضيها اػبصبة واعبيدة للفالحة وببساتينها اعبميلة‪ ،‬وسقاياهتا العديدة‪ ،‬صور‬
‫لنا اغبسن الوزان ذلك ما نصو‪" :‬وسقاياهتا عديدة‪ ،‬سنًتقها جدول ماء‪...‬ويف خارجها‬
‫عدة بساتُت صبيلة‪ ...‬وصبيع األراضي احمليطة هبا جيدة للفالحة وخصبة"(‪.)19‬‬
‫وخبصوص مدينة بريشك(‪ )20‬اليت يسكنها أناس كثَتون قد اشتغل أىلها أيضا يف‬
‫زراعة الفواكو واغببوب أين "تكثر اػبَتات يف بريشك السيما التُت‪ ،‬وتنتج البادية اعبميلة‬
‫من حوؽبا كثَتا من الكتان(‪ )21‬والشعَت"(‪.)22‬‬
‫لتأيت مدينة شرشال(‪ )23‬اليت تتوسط الواجهة البحرية للمغرب األوسط تقريبا‪ ،‬واليت‬
‫ربيط هبا أراض فالحية صبيلة جيدة‪ ،‬اختص أىلها بزراعة أشجار التوت بنوعيو األبيض‬
‫واألسود ويف ذلك ذكر اغبسن الوزان ما نصو‪" :‬هبذه اؼبدينة أراض فالحية صبيلة جيدة‪...‬‬
‫وىنالك كمية ال ربصى من أشجار التوت األبيض واألسود"(‪.)24‬‬
‫وقد اختصت مدينة مليانة(‪ )25‬اليت تقع على سفح جبل زكار الغريب وعلى ارتفاع‬
‫‪720‬م عن سطح البحر على بعد حنو أربعُت ميال(‪ )26‬من البحر أي عن شرشال بزراعة‬
‫أشجار اعبوز‪ ،‬واشتغل سكاهنا بالفالحة وساعدىم يف ذلك العيون الكثَتة‪ ،‬ويف ىذا‬
‫الصدد كتب اغبسن الوزان ما نصو‪" :‬وىذا اعببل مليء بالعيون ومكسو بأشجار‬
‫اعبوز‪ ...،‬ويشتغل كثَت من السكان كذلك بالفالحة"(‪.)27‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪ ،‬فيفري ‪2023‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬عدد خاص ‪ ،‬ص ص ‪56-41‬‬
‫أوجه المعاش لمجتمع إقليم بني راشد بالمغرب األوسط من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬ه‪16/‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مـحـمـد العـيـد تـيـت ــه‬

‫ويبدو أن مدينة تنس اليت تقع يف منحدر جبل على مقربة من البحر اؼبتوسط‪ ،‬أصلها‬
‫مستودع ذباري قرطاجي قدمي‪ ،‬أنشأ الرومان مكانو مدينة كارطيناس‪-‬كارط تنس‪ -‬قد‬
‫امتهن أىلها زراعة القمح وتربية النحل‪ ،‬حيث أفادنا اغبسن الوزان ما نصو‪" :‬وأما إقليمها‬
‫فينتج الكثَت من القمح والعسل"(‪.)28‬‬
‫ونقرأ عن مدينة مازونة(‪ )29‬بأهنا سبتلك األراضي اعبيدة اػبصوبة‪ ،‬ما ظبح بساكنيها‬
‫امتهان الزراعة‪ ،‬وقد أدىل لنا اغبسن الوزان بقولو‪" :‬وىم إما نساجون أو فالحون‪...،‬‬
‫واألراضي اؼبزروعة جيدة تعطي غلة حسنة"(‪ .)30‬وأما مدينة اعبزائر اليت تًتبع على‬
‫مساحة كبَتة جدا وتضم حنو أربعة آالف كانون(‪ ،)31‬معناىا اعبزر اليت تقيم هبا قبيلة بٍت‬
‫مزغنة فسمي اؼبكان جزائر بٍت مزغنة‪ ،‬وكانت يف عهد الرومان تسمى أيكوسيوم‪.‬‬
‫اشتهرت ىذه اؼبدينة بكثرة أشجار الفواكو والبساتُت واألراضي اؼبغروسة؛ إضافة إىل‬
‫ذلك سبتلك يف ضواحيها سهول صبيلة جدا‪ .‬ويعد سهل اؼبتيجة الذي يبلغ طولو حوايل‬
‫طبسة وأربعُت ميال(‪ )32‬وعرضو ستة وثالثُت ميال(‪ ،)33‬ذو اػبصوبة اعبيدة والوفرة يف انتاج‬
‫القمح اعبيد‪ ،‬وقد أشار اغبسن الوزان إىل ذلك ما نصو‪" :‬ينبت القمح اعبيد بكثرة"(‪.)34‬‬
‫وعن مدينة اؼبدية اليت تقع على بعد شبانُت ميال(‪ )35‬من البحر اؼبتوسط‪ ،‬سبتلك ىذه‬
‫اؼبدينة سهل خصيب جدا زنيط بو جداول اؼباء‪ ،‬األمر الذي ساعد أىلها يف زراعة‬
‫بساتُت تسر الناظرين‪ .‬وقد أقر اغبسن الوزان ذلك ما نصو‪" :‬وتقع يف سهل خصيب‬
‫جدا‪ ،‬ربيط هبا جداول ماء كثَتة البساتُت‪ .‬سكاهنا أثرياء‪ ...‬ويسكنون دورا صبيلة"(‪.)36‬‬
‫إضافة إىل ذلك فقد امتلكت مدينة دلس أو تدلس‪ ،‬اليت تبعد عن شاطئ البحر‬
‫اؼبتوسط حنو تسعة وثالثون ميال(‪" )37‬أراضي زراعية كثَتة"(‪ ،)38‬ونظرا لوفرة عدد من‬
‫العيون واعبداول هبا‪ ،‬اخنرط أىلها يف زراعة أرضها واختصوا يف زراعة القمح بكميات‬
‫كبَتة‪ ،‬وقد َخصنَا اغبسن الوزان وكتب ما نصو‪" :‬وجود عدد من العيون واعبداول هبا‪...‬‬
‫شنلكون أراضي زراعية كثَتة تنتج القمح بوفرة"(‪.)39‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪ ،‬فيفري ‪2023‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬عدد خاص ‪ ،‬ص ص ‪56-41‬‬
‫أوجه المعاش لمجتمع إقليم بني راشد بالمغرب األوسط من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬ه‪16/‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مـحـمـد العـيـد تـيـت ــه‬

‫‪-2-2‬تربية المواشي واإلبل والخيل‬


‫اشتغل سكان اإلقليم بًتبية اؼبواشي واإلبل واػبيل‪ ،‬واعتنوا هبا‪ ،‬أين أقر اغبسن الوزان‬
‫ذلك بقولو‪" :‬معتنُت دباشيتهم‪ ،‬وؽبم عدد وافر من اعبمال واػبيل"(‪ ،)40‬إضافة إىل ذلك‬
‫فقد شاىد اغبسن الوزان أحد أعيان مدينة البطحاء "تكاثر بقره وخيلو وغنمو إىل حد أن‬
‫أصبح ىو نفسو ال يعرف عدد رؤوس تلك اؼباشية"(‪.)41‬‬
‫يبدو أن اغبسن الوزان قد أمدنا بإحصائيات عدد ما سبلك ىذه الشخصية السالفة‬
‫الذكر حيث أخربه أحد مقربيو بأن‪" :‬لو زىاء طبسمائة من اػبيل ذكورا وإناثا‪ ،‬وعشرة‬
‫آالف من الغنم‪ ،‬وألفُت من البقر"(‪ .)42‬وعلى الرغم من أن ىذا العدد يبدو مبالغ فيو‪،‬‬
‫إال أنو يؤكد لنا مدى اىتمام صبيع أطياف ؾبتمع اإلقليم بًتبية اؼباشية من بقر وغنم‬
‫واػبيل وحىت اعبمال‪.‬‬
‫‪-3‬الصناعة‬
‫اىتم ؾبتمع اؼبغرب األوسط فبثال بإقليم بٍت راشد دبمارسة الصناعة واالشتغال هبا‪،‬‬
‫حيث عرفت العديد من اؼبدن والقرى بامتهاهنم احدى أوجو اؼبعاش‪ ،‬فقلعة ىوارة(‪ )43‬اليت‬
‫أَبَا َن عنها اغبسن الوزان بأهنا "تشتمل على حنو أربعُت دارا للصناع"(‪ )44‬فيما مل يفصح‬
‫عن االختصاصات الصناعية ؽبذه الدور إال أننا نستشف من أن سكان ىذه القلعة قد‬
‫اخنرطوا يف اجملال الصناعي‪.‬‬
‫كشف لنا اغبسن الوزان بأن قرية اؼبعسكر‪ ،‬اشتغل صناعها باؼبنسوجات واغببال‬
‫والسروج وحاجيات اػبيل‪ ،‬ونقرأ ما نصو‪" :‬وكثَت من منسوجات البالد وأشياء أخرى أقل‬
‫قيمة‪ ،‬كاغببال والسروج واألعنة وحاجيات اػبيل"(‪.)45‬‬
‫وأما مدينة وىران فقد كان هبا دورا للحياكة وصناعة السفن الشراعية‪ ،‬حيث أشار‬
‫الوزان إىل ذلك بقولو‪" :‬وكان معظم سكاهنا من الصناع واغباكة‪ ...،‬رنهزون على الدوام‬
‫سفنا شراعية وأخرى حربية"(‪ .)46‬وقد اختص سكان كل من مدينة مستغاًل وبريشك‬

‫‪14‬‬ ‫‪ ،‬فيفري ‪2023‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬عدد خاص ‪ ،‬ص ص ‪56-41‬‬
‫أوجه المعاش لمجتمع إقليم بني راشد بالمغرب األوسط من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬ه‪16/‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مـحـمـد العـيـد تـيـت ــه‬

‫ومازونة على ما يبدو يف نسج األقمشة وصناعة األلبسة وحياكتها‪ ،‬من خالل التواجد‬
‫الكبَت للحرفيُت والصناع الذين امتهنوا ىذه اغبرفة وسبكنوا منها واحًتفوىا‪ ،‬ويف ذلك‬
‫ص َح اغبسن الوزان بقولو‪" :‬وصناع كثَتون ينسجون األقمشة‪ ...‬ويشتغل معظمهم‬ ‫أَفْ َ‬
‫حبياكة األنسجة"(‪.)47‬‬
‫اشتهر صناع مدينة شرشال بصناعة السفن‪ ،‬واشتغلوا أيضا بصناعة اغبرير‪ ،‬حيث‬
‫كشف اغبسن الوزان عن ذلك ما نصو‪" :‬صنعوا كثَتا من السفن للمالحة‪ ،‬واشتغلوا‬
‫(‪)48‬‬
‫ث اغبسن الوزان بأهنا سبتلك دور متقنة‬‫بصناعة اغبرير" ‪ .‬وعن مدينة مليانة َربَد َ‬
‫للصنع‪ ،‬وسكاهنا يكاد يكون كلهم صناعا‪ ،‬امتهنوا نسج األقمشة وصناعة األلبسة‪،‬‬
‫إضافة إىل اػبراطة‪ ،‬والنجارة‪ ،‬أين الحظ اتقاهنم صناعة أواين من اػبشب يف غاية‬
‫اغبسن(‪.)49‬‬
‫امتهن جل سكان دلس بصباغة اعبلود واأللبسة نظرا لتواجد العديد من العيون‬
‫واعبداول هبا‪ ،‬واليت على ما يبدو قد ساعدت يف انتشار ىذه اغبرفة وشيوعها بُت‬
‫سكاهنا‪ .‬وقد أخربنا اغبسن الوزان بقولو‪" :‬وجل سكاهنا صباغون لوجود عدد من العيون‬
‫واعبداول هبا"(‪.)50‬‬
‫‪-4‬الصيد البحري‬
‫عرف ؾبتمع إقلي م بٍت راشد مهنة صيد األظباك بالشباك‪ ،‬حيث رنهزون سكان دلس‬
‫سفنهم بكل ما يلزم‪ ،‬قاصدين بذلك البحر للحصول على كميات وفَتة من األظباك‪.‬‬
‫صوَر لنا اغبسن الوزان ذلك ما نصو‪" :‬وىؤالء السكان‪...‬تعودوا صبيعا اصطياد‬
‫وقد َ‬
‫السمك بالشباك‪ ،‬فيحصلون على كمية وافرة منو"(‪.)51‬‬
‫‪-5‬التجارة‬
‫ف ابن خلدون معٌت التجارة ما نصو‪" :‬اعلم أ ّن التّجارة ؿباولة الكسب بتنمية اؼبال‬
‫َعر َ‬
‫السلعة من دقيق أو زرع أو حيوان أو‬
‫بالرخص وبيعها بالغالء أيّام كانت ّ‬
‫السلع ّ‬
‫بشراء ّ‬

‫‪14‬‬ ‫‪ ،‬فيفري ‪2023‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬عدد خاص ‪ ،‬ص ص ‪56-41‬‬
‫أوجه المعاش لمجتمع إقليم بني راشد بالمغرب األوسط من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬ه‪16/‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مـحـمـد العـيـد تـيـت ــه‬

‫قماش"(‪ . )52‬وتأيت التجارة يف اؼبرتبة الثالثة بعد الفالحة والصناعة ألي نشاط اقتصادي‬
‫بشري‪.‬‬
‫وقد شهد ؾبتمع إقليم بٍت راشد ىذا النشاط واخنرط فيو‪ ،‬حيث شهد اغبسن الوزان‬
‫يف قرية اؼبعسكر أنو "يـُ ْع َق ُد فيها سوق كل يوم طبيس يباع فيو عدد وافر من اؼباشية‬
‫واغببوب والزيت والعسل‪ ،‬وكثَت من منسوجات البالد وأشياء أخرى أقل قيمة‪ ،‬كاغببال‬
‫والسروج واألعنة وحاجيات اػبيل"(‪.)53‬‬
‫وعن مدينة وىران اليت َعد َىا اغبسن الوزان ضمن اؼبدن اؼبتحضرة دبا تتميز بو من‬
‫صر َح قائال‪" :‬وكان‬
‫بنايات ومؤسسات كل مدينة متحضرة‪ ،‬قد مارس أىلها التجارة َو َ‬
‫معظم سكاهنا من الصناع واغباكة‪ ،‬ويعيش الكثَت من أىلها من مدخوؽبم"(‪ ،)54‬أي من‬
‫فبارسة البيع والشراء‪.‬‬
‫كما كشف اغبسن الوزان أيضا بأن مدينة وىران مهبط التجار القطلونيُت‬
‫واعبنويُت(‪ ، )55‬حىت أهنم أصبحت ؽبم دار تسمى دار اعبنويُت إلقامتهم هبا عند نزوؽبم‬
‫اؼبدينة‪ ،‬ونقرأ ذلك ما نصو‪" :‬كانت وىران مهبط التجار القطلونيُت واعبنويُت‪ ،‬ومازالت‬
‫هبا اآلن دار تسمى دار اعبنويُت ألهنم كانوا يقيمون هبا"(‪.)56‬‬
‫كما عرف ذبار مدينة وىران كذلك فبارسة ذبارة العبيد من خالل القرصنة‪ ،‬وقد أَبَا َن‬
‫اغبسن الوزان عن ذلك بقولو‪" :‬كما كان التجار‪ ...‬رنهزون على الدوام سفنا شراعية‬
‫(‪)57‬‬
‫وأخرى مسلحة شنارسون هبا القرصنة‪ ،‬ورنتاحون سواحل قطلونية وجزر يابسة‬
‫ومنورقة(‪ )58‬وميورقة(‪ ،)59‬حىت أصبحت اؼبدينة تزخر باألسرى اؼبسيحيُت"(‪.)60‬‬
‫وكان من عادة سفن البندقية(‪ )61‬أن ترسو يف ميناء اؼبرسى الكبَت ألجل تفريغ‬
‫بضائعها وترسلها يف قوارب إىل وىران‪ ،‬وتقوم هبذه العملية عندما يكون اعبو مكفهرا‬
‫وغَت صحوا بساحل مدينة وىران‪ ،‬ويف ىذا الصدد َدو َن اغبسن الوزان ذلك ما نصو‪:‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪ ،‬فيفري ‪2023‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬عدد خاص ‪ ،‬ص ص ‪56-41‬‬
‫أوجه المعاش لمجتمع إقليم بني راشد بالمغرب األوسط من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬ه‪16/‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مـحـمـد العـيـد تـيـت ــه‬

‫"وكان من عادة سفن البندقية أن تلجأ إىل اؼبرسى الكبَت عند اكفهرار اعبو‪ ،‬وترسل‬
‫بضائعها يف قوارب إىل وىران‪ ،‬وإذا كان اعبو صحوا قصدت ساحل وىران مباشرة"(‪.)62‬‬
‫إن الكثَت من أىل بريشك قد امتهنوا التجارة واستفادوا من بيع التُت والكتان رحبا‬
‫حسنا إىل اؼبدن اجملاورة ؽبا وحىت البعيدة عنها‪ ،‬وقد أشار اغبسن الوزان إىل ذلك ما نصو‪:‬‬
‫"ينقل كثَت من أىل بريشك التُت والكتان حبرا إىل اعبزائر العاصمة وجباية وتونس‪،‬‬
‫ويستفدون رحبا حسنا"(‪.)63‬‬
‫وأما مدينة اعبزائر اليت تقطنها قبيلة بٍت مزغنة‪ ،‬قد شاىد فيها اغبسن الوزان "أسواق‬
‫منسقة كما رنب‪ ،‬ولكل حرفة مكاهنا اػباص‪ .‬وفيها كذلك عدد كثَت من الفنادق‬
‫واغبمامات"(‪ .)64‬إن تواجد األسواق اؼبنسقة واليت وجدت كل حرفة مكانا هبا‪ ،‬وكثرة‬
‫الفنادق واغبمامات باؼبدينة‪ ،‬تشَت إىل أن اؼبدينة تعرف نشاطا ذباريا ال يستهان بو‪ ،‬بل‬
‫تعداه إىل توافد التجار األجانب إىل أسواقها وفبارسة نشاطهم التجاري ومن مث يلجؤون‬
‫إىل الفنادق اليت شيدت خصيصا الستقباؽبم وزبزين بضائعهم‪.‬‬
‫‪-6‬الجباية‬
‫اعبباية ىي الضريبة بكل أشكاؽبا‪ ،‬وىي من أىم مداخيل كل دولة أو سلطة‪ .‬وقد‬
‫عرف ؾبتمع إقليم بٍت راشد ىذا النوع من اعبباية واليت تسمى باإلتاوة‪ .‬وسنربنا اغبسن‬
‫الوزان بأن األثرياء من اجملتمع "يؤدون بعض اإلتاوات إىل ملك تلمسان"(‪ .)65‬وأن ميناء‬
‫وىران كان يفرض إتاوة على كل التجار الذين يرتادونو حيث كان ؾبهزا بأمينا للمال‬
‫وقابضا يستلم مداخيلو‪ ،‬ونقرأ ذلك ما نصو‪ ..." :‬أمينا للمال وقابضا يستلم مداخيل‬
‫اؼبيناء"(‪.)66‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫وكخالصة ؼبا سبق فقد شهد ؾبتمع إقليم بٍت راشد خالل القرن العاشر‬
‫اؽبجري‪/‬السادس عشر اؼبيالدي العديد من النشاطات االقتصادية منها الفالحة واليت‬

‫‪45‬‬ ‫‪ ،‬فيفري ‪2023‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬عدد خاص ‪ ،‬ص ص ‪56-41‬‬
‫أوجه المعاش لمجتمع إقليم بني راشد بالمغرب األوسط من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬ه‪16/‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مـحـمـد العـيـد تـيـت ــه‬

‫شكلت عناصرىا الزراعة وتربية اؼبواشي واػبيل واعبمال؛ وأما الصناعة أو الصنائع على‬
‫ـبتلف أشكاؽبا سبثلت يف اغبياكة‪ ،‬والنسيج‪ ،‬والنجارة وصناعة السفن وما إىل ذلك‪ ،‬مث‬
‫الصيد البحري الذي على ما يبدو قد كان ضمن اؼبهن اليت حضي هبا ؾبتمع اإلقليم‪،‬‬
‫لتأيت مهنة التجارة اليت تعد عصب ىذا النشاط االقتصادي البشري‪ ،‬وفيما كانت اعبباية‬
‫وفرض اإلتاوات من أىم مداخيل كل دولة أو سلطة‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ -1‬اغبسن الوزان‪ :‬وصف إفريقيا‪ ،‬ترصبة‪ :‬ؿبمد حجي و ؿبمد األخضر‪ ،‬ذار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بَتوت‪،1983 ،‬‬
‫ط‪ ،02‬ج‪ ،02‬ص ص ‪42-26‬‬
‫‪ -2‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،01‬ص ص ‪.31-30‬‬
‫‪ -3‬الميل‪ :‬يطلق يف اللغة على عدة معان‪ ،‬فمنها اؼبيل الذي يكتحل بو‪ .‬ومنها القطعة من األرض بُت اعببلُت‪ .‬ومنها‬
‫اؼبيل أي مد البصر‪ .‬مقدار اؼبيل‪ :‬عند اغبنفية‪ 4000 :‬ذراع‪ .‬فاؼبيل‪ )1800 =46,375 x 4000(:‬مًتا‪ .‬وعند‬
‫اؼبالكية‪ )3500( :‬ذراع‪ ،‬على ما صححو ابن عبد الرب‪ .‬فاؼبيل‪ )1800 =3500 x 53( :‬مًتا أيضا‪ .‬وعند‬
‫الشافعية واغبنابلة‪ )6000( :‬ذراع‪ .‬فاؼبيل‪ )3710 =61,834 x 6000( :‬مًتا‪ .‬ينظر‪ :‬علي صبعة ؿبمد‪:‬‬
‫المكاييل والموازين الشرعية‪ ،‬القدس للنشر والتسويق‪ ،‬القاىرة‪ ،2001 ،‬ط‪ ،02‬ص ‪ .53‬وسوف نعتمد اؼبيل عند‬
‫اؼبالكية الذي يساوي ‪1800‬م‪ ،‬وبالتايل طبسون ميال تساوي ‪1800 x50‬م= ‪90.000‬م أي ‪ 90‬كلم‪.‬‬
‫‪ 25 -4‬ميال ‪1800 x‬م=‪45.000‬م أي ‪ 45‬كلم‪.‬‬
‫‪ -5‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -6‬نفسو‪.‬‬
‫‪ -7‬نفسو‪.‬‬
‫‪ -8‬نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -9‬ابن خلدون‪ :‬ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر‪ ،‬ربقيق‪:‬‬
‫خليل شحادة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بَتوت‪ ،1988 ،‬ج‪ 01‬ص ‪.480‬‬
‫‪ -10‬نفسو‪ ،‬ج‪ ،01‬ص ‪.479‬‬
‫‪ -11‬نفسو‪ ،‬ج‪ ،01‬ص ص ‪.487-480‬‬
‫‪ -12‬نفسو‪ ،‬ج‪ ،01‬ص ‪.480‬‬
‫‪ -13‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر السابق‪،‬ج‪ ،02‬ص ‪.26‬‬

‫‪44‬‬ ‫‪ ،‬فيفري ‪2023‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬عدد خاص ‪ ،‬ص ص ‪56-41‬‬
‫أوجه المعاش لمجتمع إقليم بني راشد بالمغرب األوسط من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬ه‪16/‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مـحـمـد العـيـد تـيـت ــه‬

‫‪ -14‬نفسو‪.‬‬
‫‪ -15‬نفسو‪.‬‬
‫‪-16‬البطحاء ‪ :‬مدينة كبَتة متحضرة جدا وآىلة بالسكان‪ ،‬كانت قائمة عام ‪513‬ه‪1119/‬م عندما نزل هبا ؿبمد بن‬
‫تومرت يف طريق عودتو من اؼبشرق‪ ،‬واستضافو أحد كرمائها ىو طائفة من أتباعو‪ ،‬ومنهم عبد اؼبؤمن بن علي‪ .‬وأقام‬
‫ابن تومرت وصحبو يف البطحاء ثالثة أيام قبل أن يتابعوا سفرىم إىل فاس فمراكش‪...‬ولكن أغلب الظن أهنا كانت‬
‫يل إِزان(ربوة‬ ‫ِِ‬
‫تقع على الطريق الكربى اؼبؤدية من تلمسان إىل عاصمة اعبزائر على الضفة اليسرى لوادي مٌت قرب إغ ْ‬
‫الذئاب اليت أخذ منها اسم غليزان اؼبشيدة على سفح ىذه الربوة)‪ .‬ينظر‪ :‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص‬
‫ص ‪ ،28-27‬اؽبامش رقم ‪.35‬‬
‫‪ -17‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ص ‪.28-27‬‬
‫‪ -18‬مستغانم ‪ :‬مدينة بناىا األفارقة على ساحل البحر اؼبتوسط‪ ،‬على بعد حنو ثالثة أميال شرقي اؼبدينة السابقة يف‬
‫الضفة األخرى على بعد ‪ 4‬كلم مشال مزكران‪ ،‬و ‪ 14‬كلم جنوب مصب الشلف‪ .‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر نفسو‪،‬‬
‫ج‪ ،02‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -19‬نفسو‪.‬‬
‫‪ -20‬بريشك ‪ :‬مدينة قدشنة بناىا الرومان على ساحل البحر اؼبتوسط‪ ،‬بعيدة عن اؼبدينة السابقة بعدة أميال اليت ىدم‬
‫سورىا زلزال عام ‪938‬ه‪1531/‬م‪ .‬ينظر‪ :‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪ .32‬وكذلك اؽبامش رقم ‪.46‬‬
‫‪ -21‬الكتان ‪ :‬الكتان مفتوح الكاف شديد التاء وىو معروف‪ .‬ماسر حويو‪ :‬والثياب زبتلف قواىا بقدر األصل الذي‬
‫يصنع منو ثياب الكتان معتدلة يف اغبر والربد والرطوبة واليبس وىي أجدر أن تستعمل يف الدواء وخاصة يف القروح فإنو‬
‫رنففها ويأكل غشها وينشف البلة والعرق يف اعبسد‪...‬عيسى بن ماسو‪ :‬الكتان بارد من لباس الصيف والدليل على‬
‫برده أنو يقتصر كل قوم على لبسو‪ .‬الرازي‪ :‬ىو أبرد اؼبالبس على البدن وأقلها لزوقا بو وتعلقا ولذلك ىو أقلها‬
‫إقماال‪...‬وىو أفضل اؼبالبس لألبدان من ثياب القطن وينشف البلة والعرق من اعبسد‪ .‬ينظر‪ :‬ابن البيطار‪ :‬الجامع‬
‫لمفردات األدوية واألغذية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتوت‪ ،1992 ،‬ج‪ ،04‬ص ‪.307‬‬
‫‪ -22‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.33‬‬
‫‪-23‬شرشال ‪ :‬مدينة كبَتة جدا أزلية‪ ،‬شيدىا الرومان كذلك على ساحل البحر اؼبتوسط‪... ،‬حىت سقوط غرناطة يف‬
‫أيدي اؼبسيحيُت قصدىا الغرناطيون وأعادوا بناء عدد مهم من دورىا وجددوا القلعة ووزعوا األراضي بينهم‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -24‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص‪.34‬‬
‫‪-25‬مليانة ‪ :‬مدينة كبَتة جدا وقدشنة‪ ،‬بناىا الرومان وأطلقوا عليها اسم ماكنانة‪ ،‬لكن العرب حرفوا ىذا االسم‪ .‬ويذكر‬
‫أضبد توفي ق اؼبدين يف كتاب اعبزائر‪ ،‬أن مليانة من تأسيس اؼبلك الصنهاجي بلقُت بن مناد يف القرن الرابع اؽبجري‬
‫العاشر اؼبيالدي‪ .‬ينظر اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ .34 ،02‬اؽبامش رقم ‪.51‬‬

‫‪44‬‬ ‫‪ ،‬فيفري ‪2023‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬عدد خاص ‪ ،‬ص ص ‪56-41‬‬
‫أوجه المعاش لمجتمع إقليم بني راشد بالمغرب األوسط من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬ه‪16/‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مـحـمـد العـيـد تـيـت ــه‬

‫‪ -26‬تقدر اؼبسافة بالكيلومًت ‪1800x40‬م=‪72000‬م أي ‪ 72‬كلم‪.‬‬


‫‪ -27‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -28‬نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -29‬مازونة‪ :‬مدينة أزلية بناىا الرومان على بعد حنو أربعُت ميال من البحر‪ .‬سبتد على مساحة شاسعة وربيط هبا أسوار‬
‫متينة‪ .‬ينظر‪ :‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -30‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -31‬الكانون‪ :‬اؼبقصود بو البيت أو اؼبنزل‪.‬‬
‫‪1800 x45 -32‬م=‪81000‬م أي ‪ 81‬كلم‪.‬‬
‫‪1800 x36 -33‬م=‪64800‬م أي ‪ 64.80‬كلم‪.‬‬
‫‪ -34‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.37‬‬
‫‪1800 x80 -35‬م=‪144000‬م أي ‪144‬كلم‪.‬‬
‫‪ -36‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.41‬‬
‫‪1800 x39 -37‬م= ‪70.20‬كلم‪.‬‬
‫‪ -38‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -39‬نفسو‪.‬‬
‫‪ -40‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -41‬نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -42‬نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ص ‪.29-28‬‬
‫‪ -43‬هوارة‪ :‬ىي قلعة بٍت راشد يف أيامنا ىذه الواقعة على بعد ‪ 20‬كلم جنوب السكة اغبديدية ؽبلليل‪ .‬ينظر‪ :‬اغبسن‬
‫الوزان‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -44‬نفسو‪.‬‬
‫‪ -45‬نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ص ‪.27-26‬‬
‫‪ -46‬نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -47‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ص ‪33-32‬‬
‫‪ -48‬نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -49‬نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -50‬نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -51‬نفسو‪.‬‬
‫‪ -52‬ابن خلدون‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،01‬ص ‪.494‬‬

‫‪44‬‬ ‫‪ ،‬فيفري ‪2023‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬عدد خاص ‪ ،‬ص ص ‪56-41‬‬
‫أوجه المعاش لمجتمع إقليم بني راشد بالمغرب األوسط من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬ه‪16/‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مـحـمـد العـيـد تـيـت ــه‬

‫‪ -53‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ص ‪.27-26‬‬


‫‪ -54‬نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -55‬الجنويين‪ :‬نسبة ؼبدينة جنوة‪ ،‬وىي مدينة يف بالد الروم على ساحل حبر الشام‪ ،‬وىي مدينة قدشنة البناء حسنة‬
‫اعبهات شاىقة البناء وافرة البشر‪ ،‬كثَتة اؼبزارع والقرى والعمارات‪ ،‬وىي على قرب هنر صغَت وأىلها ذبار مياسَت‬
‫يسافرون براً وحبراً ويقتحمون سهالً ووعراً‪ ،‬وؽبم أسطول ومعرفة باغبيل اغبربية واآلالت السلطانية‪ ،‬وؽبم بُت الروم عزة‬
‫أنفس‪ .‬ينظر‪ :‬اغبمَتي‪ :‬الروض المعطار في خبر األقطار ‪ ،‬ربقيق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬مؤسسة ناصر للثقافة‪ ،‬بَتوت‪،‬‬
‫‪ ،1980‬ص ‪.173‬‬
‫‪ -56‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -57‬يابسة‪ :‬جزيرة تلى جزيرة ميورقة‪ ،‬ويقال ؽبذه اعبزيرة وؼبنورقة بالنون‪ ،‬بنتا جزيرة ميورقة‪ .‬وىي جزيرة حسنة كثَتة‬
‫الكروم واألعناب‪ ،‬وهبا مدينة حسنة صغَتة متحضرة‪ ،‬وأقرب ب ٍر إليها مدينة دانية‪ ،‬بينهما ؾبرى واجملرى مائة ٍ‬
‫ميل‪ ،‬ويف‬
‫شرقي يابسة جزيرة ميورقة بينهما ؾبرى‪ .‬وجبزيرة يابسة عشرة مرا ٍس‪ ،‬وهبا أهنار جارية‪ ،‬وقرى كثَتة‪ ،‬وعمائر متصلة‪،‬‬
‫وأرضها ينبت الصنوبر اعبيد العود لإلنشاء وعدة اؼبراكب‪ ،‬وهبا مالحة ال ينفد ملحها‪ ،‬ويتصل هبا يف القبلة جزيرتان‪،‬‬
‫بينهما وبينها ؾبازات تسمى األبواب‪ .‬ينظر‪ :‬اغبمَتي‪ :‬صفة جزيرة األندلس‪ ،‬دار اعبيل‪ ،‬بَتوت‪ ،1988 ،‬ص‬
‫‪.198‬‬
‫‪ -58‬منورقة‪ :‬ىي جزيرة تقابل برشلونة‪ ،‬بينهما ؾبرى‪ ،‬وبينها وبُت سرذانية أربعة ؾبا ٍر؛ وىي إحدى جزيريت ميورقة‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬اغبمَتي‪ :‬صفة جزيرة األندلس‪ ،‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫‪ -59‬ميورقة‪ :‬ىي جزيرة يف البحر الزقاقى تسامتها من القبلة جباية من بر العدوة‪ ،‬بينهما ثالثة ؾبا ٍر‪ ،‬ومن اعبوف‬
‫برشلونة من بالد أرغون‪ ،‬وبينهما ؾبرى واحد‪ ،‬ومن الشرق إحدى جزيرتيها منرقة‪ ،‬وبينهما ؾبرى يف البحر طولو أربعون‬
‫ميالً؛ وشرقي ميورقة ىذه سرذانية بينهما يف البحر ؾبريان‪ ،‬وغربيها جزيرهتا يابسة بينهما ؾبرى يف البحر طولو سبعون‬
‫ميالً‪= =،‬وميورقة أم ىاتُت اعب زيرتُت‪ ،‬وذنا بنتاىا‪ ،‬وإليها مع األيام خراجهما؛ وطول ميورقة من الغرب إىل الشرق‬
‫سبعون ميالً‪ ،‬وعرضها من القبلة إىل اعبوف طبسون ميالً‪ .‬ينظر‪ :‬اغبمَتي‪ :‬صفة جزيرة األندلس‪ ،‬اؼبصدر السابق‪،‬‬
‫ص ‪.188‬‬
‫‪ -60‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.30‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ -‬البندقية‪ :‬وىي على طرف اػبليج اؼبعروف جبون البنادقة‪ ،‬وعمارهتا يف البحر‪ ،‬وزبًتق اؼبراكب أكثرىا‪ّ ،‬‬
‫تًتدد بُت‬
‫الدور ومركب اإلنسان على باب داره‪ ،‬وليس ؽبم مكان يتمشون فيو إال الساباط اليت فيو سوق الصرف؛ صنعوه‬
‫لراحتهم إذا اشتهوا التمشي‪ ،‬وملكهم من أنفسهم يقال لو‪ :‬ال ّدوك بضم الدال اؼبهملة وواو وكاف يف اآلخر‪ .‬ويف هنر‬
‫من أهنار= =أرضو الذىب اؼبائل إىل اػبضرة‪ ،‬وعنده األخشاب الكبَتة العظيمة‪ ،‬وعلى شط حبر البنادقة جبل‬
‫الشكفونية‪ :‬فيو األخشاب‪ ،‬والسناقر‪ ،‬والرجال الشجعان الذين يغلبون هبم يف البحر أىل اعبنوة وؽبم جزائر صغار‪،‬‬
‫ومن أعمال البندقية جزائر النّقربنت بفتح النون وسكون القاف والراء اؼبهملة وفتح الباء اؼبوحدة من ربتها وسكون‬

‫‪41‬‬ ‫‪ ،‬فيفري ‪2023‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬عدد خاص ‪ ،‬ص ص ‪56-41‬‬
‫أوجه المعاش لمجتمع إقليم بني راشد بالمغرب األوسط من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬ه‪16/‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مـحـمـد العـيـد تـيـت ــه‬

‫النون وتاء مثناة فوقية يف اآلخر‪ .‬وكثَتا ما شنكن بُت تلك اعبزائر شواين اغبرامية‪ ،‬ويف مشايل جزائر النقربنت وشرقيّها‬
‫فبلكة أستيب بفتح اؽبمزة وسكون السُت اؼبهملة وكسر اؼبثناة الفوقية وسكون اؼبثناة التحتية ويف آخرىا باء موحدة من‬
‫ربتها‪ ،‬ويف فبلكة أستيب يعمل األطلس اؼبعدين‪ .‬ينظر‪ :‬اغبموي‪ :‬تقويم البلدان‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.237‬‬
‫‪ -62‬اغبسن الوزان‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -63‬نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -64‬نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.37‬‬
‫‪ -65‬نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -66‬نفسو‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.30‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫‪-1‬المصادر‪:‬‬
‫‪-1‬ابن البيطار (ت‪646‬ىـ‪1248/‬م)‪ :‬اعبامع ؼبفردات األدوية واألغذية‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بَتوت‪ ،1992 ،‬ج‪04.‬‬
‫‪-2‬اغبسن الوزان(ت‪1554/962‬م)‪ :‬وصف إفريقيا‪ ،‬ترصبة‪ :‬ؿبمد حجي و ؿبمد‬
‫األخضر‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بَتوت‪ ،1983 ،‬ط‪ ،02‬ج‪+01‬ج‪02.‬‬
‫‪-3‬اغبموي(ت‪732‬ه‪1331/‬م)‪ :‬تقومي البلدان‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪2006.‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪ ،‬فيفري ‪2023‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬عدد خاص ‪ ،‬ص ص ‪56-41‬‬
‫أوجه المعاش لمجتمع إقليم بني راشد بالمغرب األوسط من خالل وصف إفريقيا للحسن الوزان (‪10‬ه‪16/‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مـحـمـد العـيـد تـيـت ــه‬

‫‪ -4‬اغبمَتي(ت‪900‬ه‪1494/‬م)‪ :‬الروض اؼبعطار يف خرب األقطار‪ ،‬ربقيق‪ :‬إحسان‬


‫عباس‪ ،‬مؤسسة ناصر للثقافة‪ ،‬بَتوت‪1980. ،‬‬
‫‪-5‬اغبمَتي(ت‪900‬ه‪1494/‬م)‪ :‬صفة جزيرة األندلس‪ ،‬دار اعبيل‪ ،‬بَتوت‪1988. ،‬‬
‫‪- 6‬عبد الرضبن ابن خلدون (ت‪808‬ه‪1406/‬م)‪ :‬ديوان اؼببتدأ واػبرب يف تاريخ العرب‬
‫والرببر ومن عاصرىم من ذوي الشأن األكرب‪ ،‬ربقيق‪ :‬خليل شحادة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بَتوت‪،‬‬
‫‪ ،1988‬ج‪.01‬‬
‫‪-2‬المراجع‪:‬‬
‫‪-1‬علي صبعة ؿبمد‪ :‬اؼبكاييل واؼبوازين الشرعية‪ ،‬القدس للنشر والتسويق‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪ ،2001‬ط‪.02‬‬

‫‪44‬‬ ‫‪ ،‬فيفري ‪2023‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬عدد خاص ‪ ،‬ص ص ‪56-41‬‬

You might also like