You are on page 1of 2

‫‪1‬‬

‫االسم‪ :‬سليم‬
‫اللقب‪ :‬بن شابة‬
‫المجموعة‪ /02 :‬الفوج‪ / 08 :‬السنة الثالثة ليسانس ل م د‬

‫الرابط االجتماعي في الفكر الخلدوني‬


‫تتمثل الرابطة االجتماعية عند ابن خلدون في ظاهرة العصبية‪ ،‬التي تعتبر مصطلحا سوسيولوجيا خلدونيا فعندما‬
‫نقول كلمة عصبية‪ ،‬يذهب تفكيرنا مباشرة إلى ابن خلدون‪ ،‬الذي ُي عتبر أول من أعطى الداللة السوسيولوجية‪،‬‬
‫لهذا املفهوم ودوره السياسي‪ ،‬في تشكل السلطة وقيام الدولة‪ ،‬فهو يعتبر ظاهرة العصبية‪ ،‬بمثابة املحور الذي‬
‫تدور حوله معظم البحوث االجتماعية والسياسية‪ .‬رغم أن هذا املصطلح‪ ،‬كان شائعا بين العرب‪ ،‬قبل مجيء‬
‫اإلسالم‪ ،‬فكانت تعني تبني شخص لقضية ذويه‪ ،‬أي مساندة الشخص العمياء لجماعته‪ ،‬دون أن يأبه للعدالة‬
‫وموقفها غير أنه لم تكن لها قط قبل ابن خلدون قيمة تفسيرية‪ ،‬وال داللة تقنية سياسية واجتماعية حقا‪.‬‬
‫ُت‬
‫و عّر ف العصبية في لسان العرب "على أنها مشتقة من لفظ عصب‪ ،‬الذي يعني حرفيا ربط‪ ،‬تجمع‪ ،‬شّد ‪ ،‬أحاط‪،‬‬
‫اجتمع‪ ،‬فعصبية الرجل‪ ،‬بنوه وقرابته وكل شيء استدار به‪.‬‬
‫نقول عّص ب الرأس بمعنى ربطه‪ ،‬وهي تدل على رابطة دموية وتالحم األرحام‪ ،‬منذ القديم أي قبل مجيء‬
‫اإلسالم"‪ ،.‬إال أن ابن خلدون اقترب من مفهوم العصبية‪ ،‬ألجل منطق نظرياته ومعقوليتها‪ ،‬من وجهة نظر أخرى‪.‬‬
‫لقد استعمل مفهوم العصبية مع مصطلح االلتحام والنسب فيقول‪":‬في أن العصبية إنما تكون من االلتحام بالنسب‬
‫أو ما في معناه"‪،‬‬
‫ويقصد بما في معناه أي كل مصطلح يرادف معنى االلتحام‪ ،‬كالتماسك والترابط والتعاضد وغيرها‪.‬‬
‫أما إذا ذهبنا إلى معجم علم االجتماع املعاصر‪ ،‬فإنه ُي عّر ف العصبية"على أنها مجموعة أو مجتمع محلي‪ ،‬نشأ على‬
‫أساس ترابط عائالت ‪ ،‬وهي تلتقي مع مفهوم الرابطة االجتماعية باالنجليزية‪ ،‬في كلمة ‪" Band‬بمعنى الربط‬
‫والشد ‪.‬هذا ما يوضح لنا أن العصبية‪ ،‬لها عالقة كبيرة بالرابطة االجتماعية أو بعبارة أدق‪ ،‬العصبية رابطة‬
‫اجتماعية‪ ،‬تقوم على النسب والقرابة‪.‬‬
‫إذن ربط ابن خلدون مصطلح العصبية بالقرابة‪ ،‬هذه الرابطة االجتماعية‪ ،‬التي تعتبر شرطا أساسيا في العصبية‬
‫القبلية‪ ،‬وذلك من خالل شرحه‪ ،‬ملصطلح النسب وصلة الرحم‪.‬‬
‫فال يمكن أن تعتبر مجموعة ما عصبية‪ ،‬إال إذا كان أفرادها ينتمون لنفس األصل‪ ،‬وذلك حسب تعريف علماء‬
‫االجتماع واالنتروبولوجيا ملوضوع القرابة‪ ،‬وربطه بالعصبية كما فعل ابن خلدون‪.‬‬
‫احتلت العصبية مكانة بارزة في نظرية ابن خلدون ‪" .‬حيث تظهر هذه العالقة‪ ،‬منذ اللحظة التي يبدأ فيها تعصب‬
‫الجماعة القبلية لدفع خطر خارجي يهددها‪ ،‬أو لجلب منفعة من الغير‪ ،‬بالهجوم واملطالبة‪ ،‬ويظهر إلتحام أفراد‬
‫القبيلة على مستوى القرابات التي تكونها‪ ،‬ألن صلة الرحم‪ ،‬طبيعي في البشر إال في األقل"‬
‫والدليل على ذلك أن األفراد املكونين للعصبية ينحدرون من نفس النسب واملصاهرة‪ ،‬وينتمون إلى أسرة أو عائلة‬
‫واحدة‪ ،‬هذا ما يسميه علماء االجتماع و األنتروبولوجيا‪ ،‬بالعالقات القرابية الدموية‪ .‬أما العالقات القرابية‬
‫االجتماعية‪ ،‬وهي التي تتكون بالنسب البعيد والحلف والوالء‪ ،‬كما شرح ذلك ابن خلدون في نظريته‪ ،‬وتبدوا‬
‫للقرابة عالقة كبيرة بالعصبية‪ ،‬ذلك العتبار صاحب املقدمة أن العصبية‪ ،‬مصدرا لتأسيس السلطة‪ ،‬وهذا املصدر‬
‫ُك‬
‫يرتكز في تش له وتكوينه بالعالقات القرابية وروابط الدم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫االسم‪ :‬سليم‬
‫اللقب‪ :‬بن شابة‬
‫المجموعة‪ /02 :‬الفوج‪ / 08 :‬السنة الثالثة ليسانس ل م د‬

‫إضافة إلى ذلك وحتى نفهم جيدا ظاهرة العصبية‪ ،‬املتشكلة بالرابطة االجتماعية‪ ،‬واملتمثلة في القرابة‪ ،‬نعرج على‬
‫ظاهرة القبيلة‪ ،‬التي تعتبر ظاهرة اجتماعية ضاربة في أعماق التاريخ العربي‪ ،‬في املغرب واملشرق على حد سواء‪،‬‬
‫ُت‬
‫كما اعتبرها ابن خلدون ال ربة الخصبة‪ ،‬التي تنمو فيها العصبية وأنها األصل في املجتمع البدوي" في أن سكنى البدو‬
‫ال يكون إال للقبائل أهل العصبية" ‪،‬وهنا يظهر االرتباط أو العالقة بن العصبية والقرابة والقبيلة‪ ،‬التي كانت تجمع‬
‫أفراد العائلة الواحدة املنحدرة من أب واحد‪.‬‬
‫لقد أدرجنا توضيحا ولو بسيطا‪ ،‬حول املفهوم السوسيولوجي للقبيلة‪ ،‬وذلك لتوضيح مدى وجود عالقة بين‬
‫العصبية والقرابة والقبيلة‪ ،‬حيث يشترط كل منهما وجود الثاني‪ ،‬فداخل القبيلة توجد القرابة والعصبية‪ ،‬الناتجة‬
‫عن ذلك القرب الدموي‪ ،‬بين أفراد نفس العائلة‪ ،‬ولهذا كما قلنا فالقبيلة تمثل مكان نشأة العصبية‪ ،‬وهي كبنية‬
‫تقليدية اجتماعية‪ ،‬شأنها في ذلك شأن العصبية‪.‬‬
‫إذن تحدث ابن خلدون عن الرابطة االجتماعية‪ ،‬من خالل شرحه ملفهوم العصبية‪ ،‬على أنها االلتحام بالنسب‪،‬‬
‫وبالتالي القرابة هي رابطة اجتماعية طبيعية عند البشر‪ ،‬تتميز باالتصال برابطة النسب والقرابة وما إليها من‬
‫الراوابط املماثلة‪ ،‬حيث يفقد الفرد في هذا التجمع فرديته‪ ،‬ويتقمص شخصية القبيلة أو األسرة‪ ،‬التي ينتمي إليها‬
‫وخاصة‪ ،‬في حالة الخطر الخارجي‪ ،‬الذي ُي هدد كيان العصبية املادي أو املعنوي‪.‬وألنها تنشأ بين أفراد النسب الواحد‬
‫في العائلة فالقبيلة‪ ،‬تمر بمراحل تطورية‪ ،‬لتصل إلى املجتمع الحضري‪ ،‬فتتغير شيئا فشيئا لتأثرها بالثقافة‬
‫الحضرية‪ ،‬أو كما سماها ابن خلدون بحياة الترف الحضري‪ ،‬ألنها تتميز بالقوة و التماسك في البداوة خاصة أثناء‬
‫الخطر لتضعف في املدينة‪.‬كما أن العصبية أيضا عبارة عما تتمتع به القبيلة أو األسرة من القوة والجاه اللذان‬
‫يجعالن من أفرادها جمعا متراص البنيان‪.‬‬

You might also like