Professional Documents
Culture Documents
مط 601
مط 601
1
2
ﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ﻟﺗﺣﺳﯾن ﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟطﻠﺑﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﻬذا اﻟﻣﻘﯾﺎس ،وﻫذا ﺑﺗﻘدﯾم
أﻫم اﻟﻣﺣﺎور اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻠم اﻹدارة ﻣوﺟﻬﺔ ﻟطﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﯾﺳﺎﻧس
ﺟذع ﻣﺷﺗرك ﻋﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻓﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ﯾﻣﻛن اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟﺟواﻧب
اﻟﺿرورﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠدارس ﻣن ﻓﻬم ﻻﺳﺗﯾﻌﺎب ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة و إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗوظﯾﻔﻬﺎ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌﻠﻣﻲ
واﻟﺗﺣﻛم ﺑﺻﻔﺔ دﻗﯾﻘﺔ ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ،و ﺗﻣت اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﻓﯾﻬﺎ
ﺑﻘواﻋد اﻟﺗﻬﻣﯾش و اﻻﻗﺗﺑﺎس و إﻋداد ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ .
و أﺷﯾر ﻓـﻲ اﻟﺑداﯾـﺔ ﻻﺗﺳـﺎع ﻣﺟـﺎل ﻫـذا اﻟﻣﻘﯾـﺎس ،ﺣﯾـث ﺣظﯾـت ﻣﺗﻐﯾـرات ﻣـدﺧل إﻟـﻰ ﻋﻠـم
اﻹدارة ﺑﺎﻫﺗﻣــﺎم اﻟﻣﻧظ ـرﯾن و اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن ﻓــﻲ ﻋﻠــم اﻹدارة ،اﻟﻌﻠــوم اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ ،ﻋﻠــم اﻻﻗﺗﺻــﺎد ،ﻋﻠــم
اﻟﻘﺎﻧون ،ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ،وﻫذا ﻧظـرا ﻷﻫﻣﯾﺗﻬـﺎ اﻟﻘﺻـوى و أﺛرﻫـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺣﯾـﺎة اﻷﻓـراد ،اﻟﻣﺟﺗﻣﻌـﺎت،
اﻟﻣﻧظﻣﺎت و اﻟدول ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻗوﺗﻬﺎ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ،اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .
ﺗﺗﻌدد اﻟﻣﺳﻣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺻر اﻟذي ﻧﻌﯾش ﻓﯾﻪ ،ﻓﻣن ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺑﻌﺻر اﻟﻔﺿﺎء،
إﻟﻰ ﻋﺻر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ واﻟﺳرﻋﺔ ،إﻟﻰ ﻋﺻر اﻻﺗﺻﺎﻻت وﺛورﺗﻬﺎ ،إﻟﻰ ﻋﺻر اﻟﺗﻐﯾر اﻟﺳرﯾﻊ
واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟك ﻣن ﻣﺳﻣﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
وا ٕ ذا أﻣﻌﻧﺎ اﻟﻧظر ﻟوﺟدﻧﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻣن اﻷﺟدر أن ﯾﺳﻣﻰ ﻫذا اﻟﻌﺻر ﺑﻌﺻر اﻹدارة ،ﻓﺎﻹدارة
ﺗﻘف ﺑﻘوة وراء ﻛل ﻧﺟﺎح ﯾﺣﻘﻘﻪ أي ﻧﺷﺎط أو اﻛﺗﺷﺎف أو ﺧدﻣﺔ أو إﻧﺗﺎج ،وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺳر
ﺗﻘدم أو ﺗﺧﻠف أي ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﺎن ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﺳوف ﻧﺣﺎول اﻟﺑﺣث أوﻻ ﻓﻲ اﻟﻘراءة
اﻟﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ ﻟﻣدﺧل ﻋﻠم اﻹدارة ،وﻣﻧﻪ ﺳوف ﻧﻔﻛك ﻛل ﻣﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺣدا .
ﺗﻌﺗﺑر اﻹدارة ظﺎﻫرة إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻗدﯾﻣﺔ ﺑﻘدم اﻟوﺟود اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،ﻫﻲ ﻣﻔﺗﺎح
اﻟﻧﺟﺎح ﻷي ﺟﻬد ﺟﻣﺎﻋﻲ ﺗﺣﻣل ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎﻩ ﺳﻌﻲ اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻧذ اﻷزل ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن أﺳﺎﻟﯾب
ﺗﺳﯾﯾر ﺷؤوﻧﻪ ،و ﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﻪ ،و ﺗﺄﻣﯾن ﺣﯾﺎﺗﻪ و ذﻟك ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻗدرﺗﻪ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ و اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﻣﻊ
اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ و اﻟﺧﯾرات اﻟﺗﻲ أﺣﺎﺑﺎﻩ اﷲ ﺑﻬﺎ .ﻓوﺟود اﻷﻓراد و اﻟﻣوارد و
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻻ ﯾﺿﻣن ﻟﻧﺎ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻧﺎ إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك إدارة ﺣﻛﯾﻣﺔ ﺗﻌﻣل وﻓق ﻣﻧﻬﺞ
3
ﻋﻠﻣﻲ،إذ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺣدَ ذاﺗﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﻫدﻓﺎ ﺑل وﺳﯾﻠﺔ و ﻣﻧﻬﺞ و ﻣرﺷد ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﻬدف أو
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻫداف ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟوظﺎﺋف اﻹدارﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﺳﻠﯾم ﺳﯾؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام
إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﺄﻓﺿل ﺻورة.
4
اﻟﻣﺣور اﻷول :ﻣﻘدﻣﺔ ﻋن
ﻣدﺧل ﻋﻠم اﻹدارة
5
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟﻣدﺧل:
1
ﻟﻐﺔ :ﻫو اﻟدﺧول أو ﻣوﺿﻊ اﻟدﺧول ،وﯾﻘﺎل :ﺣﺳن اﻟﻣدﺧل ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺣﺳن اﻟﻣذﻫب ﻓﻲ أﻣورﻩ.
اﺻطﻼﺣﺎ :ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﺑﺎﺣث اﻟﻣدﺧل ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻠﻛﻬﺎ ﺣﯾن ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻣوﺿوع،
أي اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑدأ ﻣﻧﻬﺎ ﺗﻧﺎول اﻟﻣوﺿوع ،إذ ﯾﻌرﻓﻪ ﻣورﯾس أﻧﺟرس ﺑﺄﻧﻪ طرﯾﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻏﯾر
ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻧظرﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻌرﻓﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " اﻟﺗﺻور اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟرؤﯾﺔ اﻟواﻗﻊ وﺗﻧﺎول
ظواﻫرﻩ و ﻧظﻣﻪ وﻣراﺟﻌﺔ اﻷﻧﺳﺎق اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﻏﺔ ﺣوﻟﻪ"ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻣدﺧل اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﯾﺗﺣدد ﻓﻲ
ﺿوء اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻷﺳس اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻧد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻹطﺎر
اﻟﻣرﺟﻌﻲ ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺔ. 2
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻠم:
ﻟﻐﺔ :ﺗﻌﻧﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﻋﻠم إدراك اﻟﺷﻲء ﺑﺣﻘﯾﻘﺗﻪ ،وﻫو اﻟﯾﻘﯾن واﻟﻣﻌرﻓﺔ ،وﻋﻠم ﺑﺎﻟﺷﻲء أي ﻋرﻓﻪ
3
وأدرﻛﻪ ،ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻌﻠم ﻟﻐوﯾﺎ ﻣرﺗﺑطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﺎﻹدراك واﻟذي ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻌد اﻹﺣﺳﺎس.
اﺻطﻼﺣﺎ :ذﻟك اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﻧﺗﻣﻛن ﺑواﺳطﺗﻪ ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ و ﻓﻬم اﻟظواﻫر و ﻧﻣﺎر س ﺑواﺳطﺗﻪ
اﻟﺿﺑط و اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟطﺑﯾﻌﻲ.
اﻟﻌﻠم ﻫو اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﻋن اﻟﻣﻼﺣظﺔ واﻟدراﺳﺔ واﻟﺗﺟرﯾب ،واﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻟﻐرض ﺗﺣدﯾد
طﺑﯾﻌﺔ وأﺳس وأﺻول ﻣﺎ ﺗﺗم دراﺳﺗﻪ واﻟﻌﻠم ﻫو ﻓرع ﻣن ﻓروع اﻟﻣﻌرﻓﺔ أو اﻟدراﺳﺔ ﺧﺻوﺻﺎ
ذﻟك اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧﺳﯾق وﺗرﺳﯾﺦ اﻟﺣﻘﺎﺋق واﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻔروض.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺗﻌرﯾف اﻹدارة:
4
ﻟﻐﺔ:أدار اﻟﺷﻲء أي ﺗﻌﺎطﻪ وﻣﻧﻪ ﻓﺎﻟﻣدﯾر ﻫو اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺷﻲء.
1ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ،ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ وﺗﻘﻧﯾﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ط ،1اﻟﻣرﻛز اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ،
،2019ص30
2
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .30
3
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .33
4ﻧﻌﻣﺔ ﻋﺑﺎس اﻟﺧﻔﺎﺟﻲ ،ﺻﻼح اﻟدﯾن اﻟﻬﯾﺗﻲ ،ﺗﺣﻠﯾل أﺳس اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ)ﻣﻧظور ﻣﻌﺎﺻر( ،اﻷردن :دار اﻟﯾﺎزوري اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،2009 ،ص .18
6
أدار َ ،ﯾُ دﯾر ،ﻓﺎﻟﻔﺎﻋل ﻫﻧﺎ ﻫوﻣ ُ دﯾر ،واﻟﻣﻔﻌولﻣ ُ دار .ﻧﻘﺻد أن
إِدارة ) اﺳم ( ﻣﻧﻔﻌل
اﻟﻣدﯾر ﻫو اﻟﻣﺳﺋولﻋن ﺗوﻟﻲ أو ﺗﻌﺎطﻲ أو ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗدﺑَر اﻷﻣر و اﻟﻧظر ﻓﯾﻪ
ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺧطﯾط و اﻟﺗﻧظﯾم.5
ﻟﻘد أﺷﺎر دراﻛر" " Druckerأن اﻹدارة ﻣﻬﻧﺔ واﺣﺗراف ،واﻹدارة ﺷﻲء ﻣﺳﺗﻘل ﻋن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
أو اﻟﺳﻠطﺔ ،ﻓﻬﻲ وظﯾﻔﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﻛون ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺗﯾن ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
ﺗُﻌر َ ف اﻹدارة ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻓرع ﻣن
اﻷداء واﻻﻟﺗزام ﺑﻪ ،وﻫﻲ اﺣﺗراف ،وﻋﻣل ﺗﺧﺻﺻﻲ وﻧظﺎم ،ﻛﻣﺎ
اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻫﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺧطﯾط وﺗﻧظﯾم ﻟﻠﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف
ﻣﻌﯾﻧﺔ.وﯾﺷﯾر ﺑﯾﺗر دارﻛر وﻫو أﺣد اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻹدارﯾﺔﺑﺄن ّ "اﻹدارة ﻫﻲ اﻟﻘوة اﻟﻣﺣرﻛﺔ ﻟﻠﻌﻣل
6
اﻷﺳﺎﺳﻲ ّ ﻫو اﻻﺑﺗﻛﺎر واﻟﺗﺳوﯾق ﻣﻌﺎً ،أي ﻫﻲ ﻣﻬﻧﺔ و اﺣﺗراف ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت".
و ﻫدﻓﻬﺎ
ﺗطﺑﯾق اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت و اﻷدوات اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﻬدف ﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧظﻣﺔ
ﻟﺗوﻓﯾر اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻬﺎ.
ﻧﻬﺞ و طرﯾﻘﺔ ﻷﺧذ اﻟﻘرارات اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋﻠﻣﻲ ،و ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺞ ﯾﺷﻣل اﺳﺗﺧدم
اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﻣﻲ.
ﺗطﺑﯾق ﻋﻠﻣﻲ ﻟطرﯾﻘﺔ ﺗﺣﻠﯾل و ﺣل ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘرارات اﻹدارﯾﺔ .
ﻋﻠم ﺗﺣﻛﻣﻪ ﻗواﻧﯾن ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻟو طﺑﻘت ﻓﻲ ظروف ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘدر اﻟﻣﻼﺋم ﻷدت إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ
7.
ﺛﺎﺑﺗﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻬﺎ
5
ﻣﺎﺟد ﻋﺑد اﻟﻣﻬدي اﻟﻣﺳﺎﻋدة و آﺧرون ،ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻹدارة ،ﻋﻣﺎن:دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ،2016،ص 138
6ﻧﻌﻣﺔ ﻋﺑﺎس اﻟﺧﻔﺎﺟﻲ ،ﺻﻼح اﻟدﯾن اﻟﻬﯾﺗﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎق اﻟذﻛر ،ص .18
7
د .ﺧﺗﺎم ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم اﻟﺳﺣﯾﻣﺎت ،ﻣﻔﺎﻫﯾم ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻋﻠم اﻹدارة .ط ،1.اﻷردن :دار ﻧﺷر اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻷردﻧﯾﺔ اﻟﻬﺎﺷﻣﯾﺔ،
،2009ص .34
7
اﻟﺗﻌرﯾف اﻹﺟراﺋﻲ ﻟﻌﻠم اﻹدارة :ﻫو إﺗﺑﺎع اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻌﻠﻣﻲ و أدوات ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻟﺣل اﻟﻣﺷﺎﻛل
اﻹدارﯾﺔ ,و اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ و اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻬﺎ.
وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرف اﻟﺗﻔﻛﯾﻛﯾﺔ ﻟﻣدﺧل ﻋﻠم اﻹدارة ،ﻓﺈن اﻟﻘراءة اﻟﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ ﻟﻣدﻟول ﻣدﺧل
ﻟﻌﻠم اﻹدارة ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺟﺎل ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ وﺗﺣﻘﯾق
اﻷﻫداف واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻐﯾر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺣﻘﺎﺋق و ﻗواﻧﯾن ﻣﺛﺑﺔ وﻣﺑرﻫﻧﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﻧﻬﺞ.
وﺑﻌد ﻫذا اﻟﺗﻘدﯾم اﻟﻣوﺟز ﻟﻠﻣﺎدة ﺳوف ﻧﻧطﻠق ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻣدﺧل ﻟﻌﻠم اﻹدارة.
ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﺳﺗﺧﻼص ﻣوﺿوع ﻋﻠم اﻹدارة ﺑﺎﻟﻘول أن ﻫذا اﻟﻌﻠم ﯾﻬﺗم ﺑدراﺳﺔ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻹدارﯾﺔ و
اﻟﺳﻌﻲ ﻹﯾﺟﺎد ﺣﻠول ﻟﻬﺎ و اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻬﺎ .ﻓﻬو ﯾﺑﺣث ﻓﻲ ﺟوﻫرﻩ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻟﯾب و طرق ﺗﻣﻛن
اﻹﻧﺳﺎن ﻣن ﺗﺳﯾﯾر ﺷؤون ﺣﯾﺎﺗﻪ و ﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﻪ.
اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻠﻐوي ﻟﻺدارة :
و Ministreﺑﻣﻌﻧﻰ ) ( Administrationأﺻﻠﻬﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﻲ Adﺑﻣﻌﻧﻰ To ﻛﻠﻣﺔ إدارة
Serveواﻟﻛﻠﻣﺔ ﺗﻌﻧﻲ ) اﻟﺧدﻣﺔ ( ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻣن ﯾﻌﻣل ﺑﺎﻹدارة ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺔ
اﻵﺧرﯾن ،أو ﯾﺻل ﻋن طرﯾق اﻹدارة إﻟﻰ أداء اﻟﺧدﻣﺔ ،وﺑذﻟك ﺗﺻﺑﺢ اﻹدارة ﻧﺷﺎطﺎ ﺣﯾوﯾﺎ
ﻣﺳﺗﻣرا ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وا ٕ ﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت أﻓرادﻩ -ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺟزءا ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﺗﻌﯾش
8
ﻓﯾﻪ -ﻓﻬﻲ ﺗﻧظم ﻋﻼﻗﺎت ﻫؤﻻء اﻷﻓراد وﺗوﺟﻪ ﺟﻬودﻫم ،وﺗرﺷدﻫم ﻟﺳﺑل اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻬدف
اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻻﺻطﻼﺣﻲ ﻟﻺدارة
ﺗطور ﻣﻔﻬوم اﻹدارة ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺷﺎﻧﻪ ﺷﺄن ﺟﻣﯾﻊ ﻧواﺣﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،وﺗم ﺗطوﯾر اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻣن ﻗﺑل ﺑﺎﺣﺛﯾن وﻛﺗﺎب ﻓﻲ ﻋﻠم اﻹدارة ﻓﻲ ﺿوء ﻣداﺧل ﻣﺗﻌددة و.ا ٕ ن اﻟوﺻول إﻟﻰ
ﻛﺛﯾر ً ا ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺎت ،ﺣﯾث ﯾﺧﺗﻠف ﺗﻔﺳﯾر ﻣﻌﻧﻰ
ﺗﻌرﯾف ﺷﺎﻣل وﻣﺣدد ﻟﻣﻔﻬوم" اﻹدارة "ﻻﻗﻰ
اﻹدارة ﺑﺎﺧﺗﻼف وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﻘﺎﺋم ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾف وﻧواﺣﻲ اﻟﺗرﻛﯾز اﻟﺗﻲ ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻹدارة ﻣن
ﺧﻼﻟﻬﺎ ،ﻓﺿﻼً ﻋن أﻧﻪ ﯾﺻﻌب اﻻﻧﺗﻬﺎء إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف ﻣﺣدد ﻟﻌﻠم ﯾﺗطور وﯾﺗﻘدم ﺑﺎﺳﺗﻣرار.
8ﺻﻼح ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻧﻌﯾﻣﻲ ،اﻹدارة ،اﻷردن :دار اﻟﯾﺎزوري اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،2008 ،ص ص.21 ،20
8
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻧﻌرض ﺑﻌض اﻟﺗﻌﺎرف ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟوﺿﻊ ﺗﻌرﯾف ﺷﺎﻣل ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ:
ﯾﻘول) ﻓرﯾدرﯾك ﺗﺎﯾﻠور ( "إن اﻹدارة ﻫو اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟدﻗﯾﻘﺔ ﻟﻣﺎ ﺗرﯾد ﻣن اﻟرﺟﺎل ﻋﻣﻠﻪ ،ﺛم اﻟﺗﺄﻛد
ﻣن أﻧﻬم ﯾﻘوﻣون ﺑﻌﻣﻠﻪ ﺑﺄﺣﺳن طرﯾﻘﺔ و أرﺧﺻﻬﺎ.
وﯾﻌرف) ﻫﻧري ﻓﺎﯾول (اﻹدارة ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ " اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ "ﺑﻘوﻟﻪ :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻹدارة
اﻟﺗﻧﺑؤ واﻟﺗﺧطﯾط واﻟﺗﻧظﯾموا ٕ ﺻدار اﻷﻣر واﻟﺗﻧﺳﯾق واﻟرﻗﺎﺑﺔ".
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻌﺑر )اﻟﺷﺎﻣﻲ( ﻋن ﻣﻔﻬوم اﻹدارة ﺑﺷﻣوﻟﯾﺔ أوﺳﻊ ،ﻣﻌﺗﺑرا أﻧﻬﺎ " اﻟﻌﻧﺻر اﻷﺳﺎس واﻟﻣﻬم
ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،اﻟﻣﺳؤول ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﻫداف وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ
ﻧﺷﺎطﻬﺎ "..وﯾﺿﯾف أن اﻹدارة ﻫﻲ ﺣﺳن اﻟﺗدﺑﯾر اﻟذي ﯾﺷﻛل اﻟﺗﺧطﯾط واﻟﺗﻧظﯾم واﻟﺗوﺟﯾﻪ
واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺑﻣﺎ ﯾوﺣﻲ ﻟﻠﺛﻘﺔ وﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻧﺟﺎح ".
وﺑذﻟك ﻫو ﯾﻘدم ﻣﻔﻬوﻣﺎ ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن أداء اﻟوظﺎﺋف اﻹدارﯾﺔ وأﻫﻣﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف.
وﻋرﻓﻬﺎ) دوﻧﺎﻟد (ﺑﺄﻧﻬﺎ" :ﻓن ﻗﯾﺎدة وﺗوﺟﯾﻪ أﻧﺷطﺔ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس ﻧﺣو ﺗﺣﻘﯾق ﻫدف ﻣﺷﺗرك "
وﯾﻌرﻓﻬﺎ) ﺑرﻧﺎﻧد (ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ أﻋﻣﺎل اﻟﻣدﯾر ﺑﺄﻧﻬﺎ" :ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻣدﯾر ﻣن أﻋﻣﺎل أﺛﻧﺎء ﺗﺄدﯾﺗﻪ
ﻟوظﯾﻔﺗﻪ.
وﯾﻌرﻓﻬﺎ) ﻛوﻧﺗز (و)اوداﻧول (ﺑﺄﻧﻬﺎ":وظﯾﻔﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺷﯾﺎء ﻋن طرﯾق اﻷﺷﺧﺎص وﻣﻌﻬم" .
ﻛﻣﺎ وﺟدت ﺗﻌرﯾﻔﺎت أﺧرى ﻟﻠﻣﻔﻛر ﻣﺎري ﺑﺎرﻛر ﻓوﻟﯾت "ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻷﺷﯾﺎء ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﺎس".
أو ﺑﺗﻌﺑﯾر آﺧر ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط واﻟﺗﻧظﯾم واﻟﺗﻧﺳﯾق واﻟﺗوﺟﯾﻪ واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد
اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ أﻓﺿل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑﺄﻗﺻر اﻟطرق وأﻗل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺎدﯾﺔ.
إذن ﻛﺗﻌرﯾف ﺷﺎﻣل ﻓﻬﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف ﺑﺎﻻﺳﺗﺧدام اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ،وﻓق
ﻣﻧﻬﺞُ ﺣدّ د ،وﺿﻣن ﺑﯾﺋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ .
ﻣ
وﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف أن ﻣﺣور اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻫو اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري ،وﻛﯾﻔﯾﺔ إﻣﻛﺎن
ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻷﻓراد واﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن ﺟﻬودﻫم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻫذا ﯾﺿﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻹدارة طﺎﺑﻌﺎ
9
ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وا ٕ ﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ،واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ذﻟك
أﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﺟﯾدة ،أن ﺗﻛون رﺷﯾدة ،ﻟﻛﻲ ﺗﺣﻘق أﻫداﻓﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﺧدام اﻷﻣﺛل
واﻟﻔﻌﺎل ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻣﻊ ﺗوﻓﯾر ﻣﻧﺎخ ﻣﻼﺋم ﻟﻠﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري ،ﺑﺣﯾث ﺗﺗﺣﻘق ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج
ﻓﻲ ظل أﻓﺿل ﻣﻧﺎخ إﻧﺳﺎﻧﻲ ﻣﻼﺋم ﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺟﻬود واﺳﺗﺧراج ﻛﺎﻓﺔ اﻟطﺎﻗﺎت.
و ﻛﺗﻌرﯾف ﺷﺎﻣل و ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘولأن ّ اﻹدارة ﻫﻲ" :ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻷﻧﺷطﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾّ ﺔاﻟﻣﺳﺗﻣر ّ ة اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ
اﻟﻘﺻوى ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫدافاﻟﺗﻧظﯾﻣﯾّ ﺔ ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءة و اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ".:اﻟﻣدﺧل
وﯾوﺿﺢ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﻣﻛوﻧﺎت ﻣﻔﻬوم اﻹدارة.
ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫدف ﻣﻌﯾن )ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﯾؤدون ﻋﻣل ﻣﻧظم )ﻣﻬﻣﺔ ﻋدد ﻣن اﻷﻓراد
) اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت (
أﻫداف( أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﻬﻣﺎت(
10
وﻓﯾرة ﻣﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﻣن اﻹدارة أن ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧطﯾط اﻟدﻗﯾق ،واﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟرﺑﺔ
واﻟﺧطﺄ واﻟرﻛون إﻟﻰ اﻟﺻدﻓﺔ .
وﯾﺟب أن ﺗﻛون إدارة ﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾرى اﻟﺑﻌض ﺑﺄن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗﻧظﯾم
ﻣرادف ﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻹدارة.
. 2اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻬدﻓﯾﺔ :ﺗﺳﻌﻰ اﻹدارة دوﻣﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫدف ﻣﺣدد ،وﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﻪ ﺟﻬود
اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وﺳﻠوﻛﻬم ﻷﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻫذا اﻟﻬدف اﻟﻣﻧﺷود .وﻣن دون اﻟوﻋﻲ ﺑﺎﻟﻬدف ﺗﺻﺑﺢ
اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣﺟرد ﺗﺟﻣﻊ ﻋﺑﺛﻲ.
. 3اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ :إن اﻹدارة ﺑﺣﻛم اﻟﺗﻌرﯾف اﻹﺟراﺋﻲ ﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ﺗﻌﻧﻲ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس ﻻ ﯾﻘل ﻋددﻫم ﻋن ﺷﺧﺻﯾن ،وﯾﻣﻛن إن ﯾﺻﻠوا إﻟﻰ ﻣﺋﺎت أو أﻟوف ﻓﻲ
أﺣﯾﺎن أﺧرى ،ورﻏم أن اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﺗوظف أﻓرادا ﻷداء اﻟﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ ،إﻻ أن ﻫؤﻻء اﻷﻓراد ﻋﻧد
اﻧﺿﻣﺎﻣﻬم ﻟﻬذﻩ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت وﺑدء اﻟﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ ﯾﻌﻣﻠون ﺿﻣن أﻗﺳﺎم أو وﺣدات أو ﺟﻣﺎﻋﺎت
ﯾﺗﻔﺎﻋﻠون ﻣﻌﻬﺎ وﯾؤﺛرون وﯾﺗﺄﺛرون ﺑﻘﯾﻣﻬﺎ وﻣﺑﺎدﺋﻬﺎ.
وﺑذﻟك ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﯾزت اﻹدارة ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻫﻲ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﺄي ﺷﺧص ﻻ
ﯾﺷرف ﻋﻠﻰ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻟﯾس ﻣن اﻟدﻗﺔ أن ﻧﺳﻣﯾﻪ ﻣدﯾرا ،ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﺗﺄﻫﯾﻠﻪ وﺧﺑراﺗﻪ.
. 4اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ واﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ :ﺗﻌرف اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ" ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻬدف اﻟﻣﻧﺷود داﺧل
اﻟﺗﻧظﯾم ﺑﺄﻗل ﻛﻠﻔﺔ ﻣﺎدﯾﺔ وأﻗل ﺟﻬد وأﺳرع وﻗت ﻣﻣﻛن "ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ " اﻟوﺻول إﻟﻰ
أﻓﺿل ﻧوﻋﯾﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ ﻣن اﻹﻧﺗﺎج أو اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ". .اﻷول
. 5إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟوﺳﺎﺋل :ﯾﺟب أن ﺗﺑﺗﻌد اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻛل اﻟﺑﻌد ﻋن ﺟﻣﯾﻊ أﻧواع اﻟظﻠم
واﻟﺗﺳﻠط ،وأن ﺗؤﻣن ﺑﺈﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن ،وﺗﺄﺧذ ذﻟك ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﻘد ﻣﯾز اﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ
اﻟﻛﺎﺋن اﻟﺑﺷري وﻛرﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋر ﻣﺧﻠوﻗﺎﺗﻪ ،ﻟذا ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾر أن ﯾﻛون إﻧﺳﺎﻧﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ
ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻌﻪ ،ﻟﯾس ﻓﻘط ﺗﻘدﯾرا ﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن وﻛراﻣﺗﻪ،وا ٕ ﻧﻣﺎ ﻷن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺣﺳﻧﺔ
واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﻬﺎ أﺛر ﺟﯾد واﯾﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟذي ﯾﺳود اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﻋﻠﻰ
11
إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ورﻓﻊ ﻣﺳﺗوى أداﺋﻬم وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﻫذا اﻟﺟﺎﻧب اﻟذي ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﺗم
إﻏﻔﺎﻟﻪ ﻫو ﻣن أﻫم ﺻﻔﺎت اﻹدارة اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ إن ﻟم ﯾﻛن أﻫﻣﻬﺎ.
.6اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ :ﻻ ﺑد أن ﺗﻛون اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف ﻣﺷروﻋﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ،
ﻓﺎﻟوﺳﺎﺋل ﻻ ﺗﺑرر اﻟﻐﺎﯾﺎت ،وﻻ ﺑد ﻟﻠوﺳﺎﺋل أن ﺗﻛون ﻧظﯾﻔﺔ.
وﯾﻣﻛن اﻟﻘول اﻧﻪ ﻟم ﯾﻛن ﻣن اﻟﺳﻬل ﺗﺣﻘﯾق اﻹﺟﻣﺎع ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف واﺣد ﻟﻺدارة ،وﻗد ﯾﻌود
ﺳﺑب ذﻟك إﻟﻰ ﺗﻌدد اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻬدﻓت ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﯾﻣﻛن أن ﯾﺷﯾر
اﻟﺗﻌرﯾف إﻟﻰ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟﻣدﯾرون ﻻﻧﺟﺎز اﻷﻫداف اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﻌﻣل
ﻟﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻫﯾﻛل ﻣن اﻟﻣﻌرﻓﺔ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق ﻓﺎﻧﻪ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻫﯾﻛل أو ﻗﺎﻟب ﺗﺟﻣﯾﻌﻲ
ﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﯾﻘدم ﺗﺻورات ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗطﺑﯾق اﻹدارة .
أﻫﻣﯾﺔ اﻹدارة
9
ﻟﻺدارة أﻫﻣ ّ ﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺗﺗﻣﺛّل ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﻲ ﻣن أﻫﻣ ّ ﻬﺎ:
اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣ ُ ﻧظﱠﻣﺔ:ﺑﺣﯾث ﯾﺗم ّ ﺗﻧظﯾم ،وﺗﻧﺳﯾق ،وﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻣوارد؛
ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣ ُ ﻧظﱠﻣﺔ ،دون إﻫدار ﻟﻠﺟﻬد ،واﻟوﻗت ،واﻟﻣﺎل.
ﺑﺣﯾث ﺗﺗم ّ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻣ ُ ﺧﺗﺻﱢﯾن ،واﻟﺧﺑراء،
اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣوارد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﻣﺛل:
ﺑﺎﻹﺿﺎ إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎدّ ﯾﺔ ،واﻟﺑﺷرﯾّ ﺔ
ﻓﺔ واﺳﺗﻐﻼل ﻣﻬﺎراﺗﻬم ﺑﺷﻛل ﺻﺣﯾﺢ،
ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﻓﺿل ،ﻣﻣ ّ ﺎ ﯾؤدّي إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻔﻌﺎﻟﯾّ ﺔ ،وﺗﺟﻧﱡب اﻟﻬ َ در ﻓﻲ اﻟﻣ ُ ﻧظﱠﻣﺔ.
ﺣﯾث إن ّ اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺳﻠﯾم ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾّ ﺔ ،واﻟﻣﺎدّ ﯾﺔ
ﺗﻘﻠﯾل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف:
ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ،وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺳﺗوى اﻷﻋﻠﻰ ﻣن اﻹﻧﺗﺎج.
ﺗﺄﺳﯾس ﻣ ُ ﻧظﱠﻣﺔ ﺳﻠﯾﻣﺔ:وذﻟك ﻋن طرﯾق إﻧﺷﺎء ﻫﯾﻛل ﺗﻧظﯾﻣﻲ ّ ﺳﻠﯾم ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ
ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣﻧظﱠﻣﺔ ،وﯾﺿﻣن ﻋدم ﺗداﺧل اﻟوظﺎﺋف ،واﻟﻣ َ ﻬﺎم ّ .
9ﻣﻌﯾن أﻣﯾن اﻟﺳﯾد ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻹدارة اﻷﻋﻣﺎل ،ط ،1اﻟﺟزاﺋر ،2018 ،ص 430
12
ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗواز ُ ن ﻟﻠﻣﻧظﱠﻣﺔ:ﺣﯾث ﺗﺣﺎﻓظ اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺗوازن اﻟﻣﻧظﱠﻣﺔ ﺿﻣن اﻟﺑﯾﺋﺔ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ّ ﻣن ﻣﻬﺎﻣ ّ ﻬﺎ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣ ُ ﺗﻐﯾﱢرة ،وﺗﻛﯾﱡﻔﻬﺎ ﻣﻊ ﻣ ُ ﺗطﻠﱠﺑﺎت
ﻧُﻣو ّ اﻟﻣﻧظﱠﻣﺔ.
ﺣﯾث ﺗﻬﺗم ّ اﻹدارة ﺑﺗﺣﺳﯾن اﻹﻧﺗﺎج اﻻﻗﺗﺻﺎدي ّ ،
ﺗﺣﻘﯾق ﻋواﻣل اﻻزدﻫﺎر ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ:
وﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ،وﺗوﻓﯾر ﻓُر َ ص اﻟﻌﻣل ﻟﻸﻓراد ،ﻣﻣ ّ ﺎ ﯾﻌود ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ ﻋﻠﯾﻬم ،وﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛلّ .
ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹدارة:
ﺗﻧﻘﺳم ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹدارة إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺳﺗوﯾﺎت رﺋﯾﺳﯾﺔ ،ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ ،اﻹدارة اﻟوﺳطﻰ
10
واﻹدارة اﻟدﻧﯾﺎ.
. 1اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ :ﺗﺗﻣﺛل اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ إدارة ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻣن ﻫو أﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺎ ،ﯾوﺟﻬﻬﺎ
وﯾﺻدر ﻟﻬﺎ اﻷواﻣر ،وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻫﻧﺎك ﻣن ﻫم أدﻧﻰ ﻣﻧﻬﺎ و ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗوﺟﻬﻪ ،وﯾﻘﻊ ﻫذا
اﻟﻣﺳﺗوى ﻓﻲ ﻗﻣﺔ اﻟﻬرم اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ،وﻣن ﻣﻬﺎم اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ رﺳم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت
واﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت وﺗﺣدﯾد اﻷﻫداف اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ،ﺗوﺟﯾﻪ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ واﻟﺑﯾﺋﺔ
اﻟﻣﺣﯾط ﺑﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﺧطط اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣرﺟوة.
. 2اﻹدارة اﻟوﺳطﻰ :ﺗﻘﻊ ﻫذﻩ اﻹدارة ﺑﯾن اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ واﻹدارة اﻟدﻧﯾﺎ ،وﺗﺗﻣﯾز ﻫذﻩ اﻹدارة ﺑﺄن
ﻟﻬﺎ ﻣدراء أﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﺗﺷرف ﻋﻠﻰ ﻣدراء وﻟﯾس ﻣوظﻔﯾن ،ﻣن ﻣﻬﺎم ﻫذﻩ اﻹدارة وﺿﻊ
اﻟﺧطط اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺧطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﻬﺎ اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑوﺿﻊ اﻟﻬﯾﻛل
اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﺗﺣدﯾد ﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣﺔ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠوﻧﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ
وﺿﻊ ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻷداء ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻗﺳﺎم ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف
اﻟوﺣدات ﻛﻣﺎ ﺗﻘدم اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟوﺿﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻟﺧطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ.
10
طﺎرق طﻪ ،اﻹدارة ،ﻣﺻر :دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،2008 ،ص .51
13
.3اﻹدارة اﻟدﻧﯾﺎ أو ﻧطﺎق اﻹﺷراف اﻷول :ﺗﺗﻣﯾز ﻫذﻩ اﻹدارة ﺑﺄن ﻟﻬﺎ ﻣدراء أﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺎ
ﯾوﺟﻬوﻧﻬﺎ وﻻ ﯾوﺟد أدﻧﻰ ﻣﻧﻬﺎ ﻣدراء ﺑل ﻓﻘط ﻋﻣﺎل وﻣوظﻔﯾن ،ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ اﻟﻌﻣﺎل
أو ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﺗﺗوﻟﻰ ﻫذﻩ اﻹدارة ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺧطط واﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﻬﺎ اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ
واﻟوﺳطﻰ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ﺑﺈﺷراف وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ أﯾﺿﺎ ،وﯾﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻹدارة
اﻟﺗﺧﺻص اﻟدﻗﯾق واﻟﻌﻣل اﻟﻔﻧﻲ واﻟﻣﻬﻧﻲ.
14
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :طﺑﯾﻌﺔ اﻹدارة
وﺗطورﻫﺎ
15
طﺑﯾﻌﺔ اﻹدارة ﺑﯾن اﻟﻌﻠم واﻟﻔن :
ﺛﻣﺔ ﺟدل ﻛﺑﯾر ﺣول اﻹدارة ،ﻫل ﻫﻲ ﻋﻠم أم ﻓن؟ وﯾﻘﺗﺿﻲ ذﻟك أن ﻧﻌرف ﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻌﻠم
وﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻔن.
اﻹدارة ﻛﻌﻠم:
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻌﻠم ﻫو" ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﯾﺗم اﻟوﺻول إﻟﯾﻬﺎ ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻣﻼﺣظﺔ ،واﻟﺗﺟرﯾب،
واﻻﺳﺗﻘﺻﺎء ﻛﻣﺎ أن اﻟﻌﻠم ﯾﻔرز ﻗواﻧﯾن وﻧظرﯾﺎت وﻣﻔﺎﻫﯾم "وﯾﻌﺗﻣد اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت
اﻹدارة ﻋﻠﻣﺎ أم ﻻ ﻋﻠﻰ ﻗدرﺗﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ وﺟود ﻧظرﯾﺎت وﻣﻔﺎﻫﯾم إدارﯾﺔ ﻣﻌروﻓﺔ،
11
وﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌﻠم ﻛﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻌروﻓﺔ ﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎزﻫﺎ ﺑﺎﻵﺗﻲ:
-1ﻣﻼﺣظﺔ اﻟظواﻫر أو اﻟﻣﺷﻛﻼت ﺑﺷﻛل دﻗﯾق ﻟﺟﻣﻊ أﻛﺑر ﻗدر ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﻧﻬﺎ
وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ.
-2اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻓﻲ ظل ظروف ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺣﻛم ﺑﻬﺎ.
إن اﻹدارة اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻋﺗﻣدت ﺑﺷﻛل أﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﻠوب اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ( اﻟﻣﻼﺣظﺔ واﻟﺗﺟرﺑﺔ )
ﻓﻲ (اﺳﺗﻧﺑﺎط اﻟﻘواﻋد واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم وﺗﻔﺳر اﻟظواﻫر واﻟﻣﺷﻛﻼت اﻹدارﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ
ظﻬرت ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﺛﺑت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻﻟﺗزام ﺑﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺎت وﺑﯾن زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج اﻟذي ﻫو
ﻫدف ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻧظرﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼﻓﻬﺎ .
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول :ﺑﺄن اﻹدارة ﻋﻠم ﻗﺎﺋم ﺑﺣد ذاﺗﻪ ﻟﻪ ﻗواﻋدﻩ وﻣﺑﺎدﺋﻪ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ واﻟﻣﺣددة
وأﺻول ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ،وذﻟك ﻷن اﻹدارة ﺣﻘل ﻣن ﺣﻘول اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،وﻟﻛن ﻫذا اﻟﻌﻠم ﻻ
ﯾﺗﺻف ﺑﺎﻟﺷﻣول اﻟﻣطﻠق واﻟدﻗﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﺑل ﻫو أﻗرب إﻟﻰ
اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .
اﻹدارة ﻛﻔن :
11
ﺻﻼح ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻧﻌﯾﻣﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص ص.24 ،23
16
ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻔن ﺑﺄﻧﻪ" اﻟﻘدرة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق أﻓﻛﺎر وﻧظرﯾﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻟﺑﻘﺔ
12
وﯾﻧﺷﺄ ذﻟك ﺑﻔﻌل ﻋدة ﻋواﻣل ﻣﺛل اﻟﺧﺑرة واﻟﺗﺟرﯾب وأﺳﻠوب اﻟﻌﻣل" وﻻ ﺷك أن وذﻛﯾﺔ"،
ﻣﻣﺎرﺳﺔ أي ﻋﻠم أو ﻣﻬﻧﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺷﺧص ﻵﺧر ﻣﻣن درﺳوا ﻫذا اﻟﻌﻠم وﻧظرﯾﺎﺗﻪ.
اﻟﻔن ﻫو اﻟﻣﻬﺎرة ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻠم ﺑﺣﯾث ﯾؤدي ﻫذا اﻟﺗطﺑﯾق إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻓﺿل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ،ﻓﻣن
ﻫذﻩ اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹدارة ﻓن ،ﻷن ﻣن ﯾﺗوﻟﻰ وظﯾﻔﺔ إدارﯾﺔ أﯾﺎً ﻛﺎن اﻟﻘدر ﻣن اﻟﻌﻠم واﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ
ﻟدﯾﻪ ،ﻻ ﯾﻛون ﻫذا دﻟﯾﻼً ﻗﺎطﻌﺎً ﻋﻠﻰ ﺣﺳن ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﯾف اﻷﻣور وﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت ﻣﺎ ﻟم
ﯾﻛن ﻟدﯾﻪ ﻣﻬﺎرة وﻓن إذ أن ﺗطﺑﯾق اﻟﻧظرﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ ﺑﻧﺟﺎح ﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﺷﺧص ﻵﺧر ،وﻫذا
ﯾدل ﻋﻠﻰ أﺛر اﻟﺧﺑرة واﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻣدﯾر ﻓﻲ ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق ﻣﺎ ﯾدرﺳﻪ ﻣن ﻋﻠم
اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .
وﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻣﻛن اﻟﻘول إن اﻹدارة ﻓن ﯾﺗطﻠب ﻣن اﻟﻣدﯾر أن ﺗﺗوﻓر ﻟدﯾﻪ اﻟﻣﻬﺎرة ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام
ﻣﺎ ﯾﻘدﻣﻪ ﻟﻪ ﻋﻠم اﻹدارة ﻣن ﻗواﻋد وﻣﺑﺎدئ إرﺷﺎدﯾﺔ ﺗﺳﺎﻋدﻩ ﻓﻲ إدارة ﻣرؤوﺳﯾﻪ.
اﻹدارة ﻋﻠم وﻓن ﻣﻌﺎ:
ﯾﺗﺿﺢ ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم أﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن اﻟﻘول إن اﻹدارة ﻋﻠم وﻓن ،ﻓﺎﻹدارة ﻛﻌﻠم ﺗﺣوي ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻣﺑﺎدئ أﻣﻛن اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻟدراﺳﺎت واﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺛﺑت ﺑﺎﻟﻣراﺟﻌﺔ
واﻟﺗطﺑﯾق ﺻﺣﺗﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﺑﺎﻹﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ ،أﻣﺎ اﻹدارة ﻛﻔن ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺗﻣد
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻬﺎرة واﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻔﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ اﻟﺷﺧص اﻟﻘﺎﺋم ﻓﻲ اﻹدارة ،واﻟﻌﻠم
واﻟﻔن ﯾﻛﻣل اﻟواﺣد ﻣﻧﻬﻣﺎ اﻵﺧر ،ﻓﺈذا ﺗﻘدم اﻟﻌﻠم ﺗﻘدم ﻣﻌﻪ اﻟﻔن ،ﻷن اﻟﻔن ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﺗطﺑﯾق
ﻟﻠﻌﻠم ،ﻓﺎﻟﻌﻠم ﻫو ﺣﺻﯾﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺣول ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻔن ﻓﻬو اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺳﻠﯾم ﻟﻬذﻩ
اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ واﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ .
13
ﺧﺻﺎﺋص اﻹدارة:
12
ﺻﻼح ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻧﻌﯾﻣﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .24
13ﻋﺑد اﻟﺳﻼم أﺑو ﻗﺣف ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﺗﻧظﯾم واﻹدارة ،ﻣﺻر :دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر ،2003ص .14
17
. 1اﻹدارة ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد و ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف و ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻌﺎل ﻟﻣﺎﻫرات اﻷﻓراد ﻣﻊ
اﺳﺗﺧدام ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎدﯾﺔاﻷﺧر ى ،ﻓﻠﺗﻧﻔﯾذ و إﻧﺟﺎز ﻏرض ﻣﺎ ﻻﺑد ﻣن ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوارد
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻣن ﻋﻧﺻر ﺑﺷري ،وﻣوارد ﻣﺎدﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣﺑﺗﻐﺎة.
. 2ﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻋﻣل ﺟﻣﺎﻋﻲ ﯾﺗم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟﻬود اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻸﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت.
. 3أﻧﻬﺎ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﻬﺎ اﻟﺟﻬﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﺳﻠطﺔ ﻣن ﺧطط أو ﺑراﻣﺞ
أو ﺳﯾﺎﺳﺎت.
. 4إﻧﻬﺎ واﻋﯾﺔ وﻣﻌﺑرة ﻋن ﺳﻠوك ﻋﻘﻼﻧﻲ ،وﻟو ﺑﺷﻛل ﻧﺳﺑﻲ.
. 5إن دورﻫﺎ ﻻ ﯾﻧﺣﺻر ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ أو ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف وﺣﺳب،وا ٕ ﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌدى ذﻟك إﻟﻰ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ
وﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﺑﻔﻌﺎﻟﯾﺔ وﻛﻔﺎﯾﺔ ﺟﻣﻊ اﻟﻣوارد اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ .
.6اﻹدارة ﻟﯾﺳت ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﺑل ﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﺗﺳﺗﺧدم أو ﻧظﺎم ﯾطﺑق ﻟﻐرض اﻟوﺻول
إﻟﻰ ﻫدف ﻣﺣدد.
ﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠم اﻹدارة
ﯾوﺟد ﻋدد ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻹدارﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛوﻧت
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧظرﯾﺎت ،و ﯾﻣﻛن أن ﻧﺻﻧف اﻟﻔﻛر اﻹداريإﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻧﺎﻫﺞ أﺳﺎﺳﯾﺔ و ﻫﻲ :
14
•اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ :ظﻬر ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر و ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺻراﻣﺔ و
اﻟﺑﻧﺎء اﻹداري و ﺗﺟﺎﻫل اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻧﻔﺳﺎ ﺑﺷرﯾﺎ.
•اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺳﻠوﻛﻲ :و ﻫو اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟذي ﯾﻧﺎﻗض اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻓﻬو ﯾﻬﺗم ﺑﺎﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ
ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر.
•اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺣدﯾث :ظﻬر ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺣدﯾث ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﺑﺎﻷﻫداف و ﻫو اﻟﻣﺑدأ اﻟذي
14ﻓول ﻣراد ،ﻣﺣﺎﺿرة ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ،ﻣوﺟﻬﺔ ﻟطﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﯾﺳﺎﻧس ﻋﻠوم ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ2021 ،
18
ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻷﻫداﻓﻬﺎ و ﯾﻌﺗﻣد ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ
و ﯾﺑدأ ﺑﺗﺣدﯾد اﻷﻫداف و اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ .
15
ﺧﺗﺎم ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم اﻟﺳﺣﯾﻣﺎت ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .56
19
ﯾﻌﻧﻰ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣوارد ﺑﺄﻓﺿل اﻟطرق اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ﻹﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت
اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،وﯾﺗواﻓق ذﻟك ﻣﻊ ﻫدف اﻹدارة وﻫو ﺗوظﯾف وﺗﻧﺳﯾق اﻟﻣوارد واﻟﺟﻬود ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق
أﻓﺿل اﺳﺗﻐﻼل ﻟﻬﺎ.
ﻋﻠم اﻟﻧﻔس:
ﯾﻬﺗم ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﺑدراﺳﺔ اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ،وﺷﺧﺻﯾﺎت اﻷﻓراد ودواﻓﻌﻬم وﺣﺎﺟﺎﺗﻬم
واﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬم ،ﺑﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺳﻠوك اﻟﻔرد وﺗوﺟﯾﻬﻪ ﻟﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﺧﯾر اﻟﻔرد و اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،إن
ﻋﻣل اﻟﻣدﯾر أﺳﺎﺳﺎً ﻫو إﻧﺟﺎز اﻷﻋﻣﺎل ﺑوﺳﺎطﺔ اﻵﺧرﯾن ،ﻟذا ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻹداري أن ﯾﻌﻲ
وﯾﺗﻔﻬم ﻛﯾف ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻷﻓراد وﯾزﯾد ﻣن داﻓﻌﯾﺗﻬم وﺣﺎﻓزﯾﺗﻬم واﻧﺗﻣﺎﺋﻬم ﻟﻠﻌﻣل ،ﻷن ﻋﻠم اﻟﻧﻔس
ﯾﻣﻛن اﻹداري ﻣن ﻓﻬم ﺳﻠوك ﻣن ﯾﻌﻣل أو ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ و ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻛوﯾن ذﻟك اﻟﺳﻠوك و اﻟﺗﺄﺛﯾر
.
ﻓﯾﻪ
ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع:
ﯾرﻛز ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ وﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ ووظﺎﺋﻔﻬﺎ واﻟﻌﻼﻗﺎت
ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ،ﺣﯾث أن اﻟﻔرد ﯾﻌﻣل ﺿﻣن ﺟﻣﺎﻋﺔ واﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺟﻣﺎﻋﺎت
)إدارات ،أﻗﺳﺎم ،ﻓرق ﻋﻣل( ،وأن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺗﻌﯾش ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﺗﻔﺎﻋل ﻣﻌﻪ،ﻟذا ﻣن اﻟﺿروري
أن ﯾﻛون اﻟﻣدﯾر ﻣﻠﻣﺎً ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع.
ﻋﻠم اﻟﻘﺎﻧون:
ﻓﻲ ﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻫﻧﺎﻟك ﻗواﻧﯾن وﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﺗﻧظم اﻟﻌﻼﻗﺎت وﺗﺿﺑط اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﻟﺿﻣﺎن ﺑﻘﺎء اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﺳﺗﻣرارﻩ ،ﺣﯾث أن ﻣﻌرﻓﺔ اﻹداري ﻟﻬذﻩ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت أﻣر ﺿروري ﺣﺗﻰ
ﺗﻛون ﻗراراﺗﻪ وأﻓﻌﺎﻟﻪ وﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ ﻣﻧﺳﺟﻣﺔ ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت وﻻ ﺗﺧﺎﻟﻔﻬﺎ.
ﻋﻠم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ :
20
ﺗوﻓر اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻟﻘﯾود اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ واﻟﻣﯾزاﻧﯾﺎت واﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﺻورة ﺻﺎدﻗﺔ وﺣﻘﯾﻘﯾﺔ
ﻋن أوﺿﺎع اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﻣوﻗﻔﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف واﻹﯾرادات واﻷرﺑﺎح اﻟﻣﺄﻣوﻟﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ،وﻫو ﻣﺎ
ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻹداري اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻪ.
اﻟﻌﻠوم اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ واﻹﺣﺻﺎء:
ﯾﺳﺗﻌﯾن اﻹداري ﺑﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﻣﺎذج اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ وﻧظرﯾﺎت اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت واﻟﻣﻌﺎدﻻت ﻓﻲ ﺻﻧﻊ
اﻟﻘرارات ،وﻓﻲ إﻋداد اﻟﺗﻧﺑؤات ووﺿﻊ اﻟﺧطط وﻏﯾرﻫﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠم اﻹﺣﺻﺎء ﺑﺈﺟراء
اﻟﺗﻧﺑؤات ﻟﻠﻣﺑﯾﻌﺎت و اﻷﺳﻬم و رؤوس اﻷﻣوال ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣن وﺿﻊ اﻟﻧﻣﺎذج اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ و
إﺟراء اﻟﺑﺣوث ﻟﻠﺗﺳوﯾق ﻟﻠﻣﺑﯾﻌﺎت و إرﺿﺎء اﻟﻌﻣﻼء.
21
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :ﺗطور اﻟﻔﻛر
اﻹداري
22
ﺗطور اﻟﻔﻛر اﻹداري :
ﻧﺷﺄت اﻹدارة ﻣﻧذ أن أﺧذ اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻛﺎﻧﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷرض وﺗطورت ﺑﺗطورﻩ ﺣﯾث
وﺟدت ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﻌرﻓت اﻹدارة ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﺣﯾﺎة اﻷﺳرﯾﺔ
ورﻏم أن اﻷﻣم اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟم ﺗطﻠق ﻟﻘب اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧظﯾم ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ وأﻧﻬﺎ ،دون ﺷك،
اﺳﺗﺧدﻣت اﻟوظﺎﺋف اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ ﻫذا وطﺑﻘت أﻛﺛر ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻬﺎ ،ﻓﻘد ﻋرﻓت
اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻘدوﻧﯾﺔ واﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ واﻟﻔرﻋوﻧﯾﺔ واﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻛﯾف ﺗﻧظم اﻟﺟﯾوش وﺗﻔوض اﻟﺳﻠطﺔ وﺗﺧطط
ﻟﻠﻣﻌﺎرك وﺗﻘﺳم إﻣﺑراطورﯾﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ أﻗﺎﻟﯾم ﺗﺳﻬل إدارﺗﻬﺎ ،ﻛل ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﻫﻲ ﻣﺎ ﯾﻌرف اﻟﯾوم
ﺑﺎﻟﺗﺧطﯾط واﻟﺗﻧظﯾم واﻟﻘﯾﺎدة واﻟرﻗﺎﺑﺔ .
وﺳﻧﻘوم ﺑﻌرض ﻣوﺟز ﻟﻠﺣﺿﺎرات ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﻛﺗﺎﺑﺎت ورﺳوموا ٕ ﻧﺟﺎزات
16
ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ا ﻹدارﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة وذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أ -اﻹدارة ﻓﻲ ﺣﺿﺎرات اﻟﻌﺻور اﻟﻘدﯾﻣﺔ:
ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﺣﺿﺎرة اﻹﻧﺳﺎن ﺑدأت ﻋﻧدﻣﺎ أﺧذ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺗﻛوﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑداﺋﯾﺔ
ﻛﺎﻷﺳرة ودور اﻟﻌﺑﺎدة واﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻌﺷﺎﺋرﯾﺔ واﻟﻘﺑﻠﯾﺔ ،ﺛم ﺗطورت ﻣﻊ ﺗطورﻩ ورﻗﯾﻪ ،ﻓﺎﻹدارة ﻟم
ﺗظﻬر ﻛﻌﻠم ﺣﺗﻰ ﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻋﻧدﻣﺎ أﺧذت ﺗﺣﺗل ﻣﻛﺎن اﻟﺻدارة ﻓﻲ ﻧﺷﺎطﺎﺗﻪ
اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟﻣؤﺷر اﻟرﺋﯾس ﻓﻲ دﻓﻊ ﻋﺟﻠﺔ اﻟﺗﻘدم اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻘﻠب
اﻟﻧﺎﺑض اﻟذي ﺗﺳﺗﻧﯾر ﺑوﺣﯾﻪ ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻧﺎ وﺣﻛوﻣﺎﺗﻧﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر ﺣﯾﺎة ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ أﻓﺿل .
ورﻏم ﻣﺎ ﺧﻠﻔﺗﻪ ﺗﻠك اﻟﺣﺿﺎرات ﻣن ﻗﻠﺔ اﻟدﻻﺋل ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﺣﻘﺑﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑﺷرﯾﺔ،
وﺳﻧﺳﺗﻌرض ﺑﻌض اﻟﺣﺿﺎرات اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر ﻟﻠﺗﻌرف إﻟﻰ اﻟﻧﻣط اﻹداري اﻟذي ﻋرف
آﻧذاك.
16
ﻣﻌﯾن أﻣﯾن اﻟﺳﯾد ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻹدارة اﻷﻋﻣﺎل ،ط ،1ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر 2018 ،3
23
-1اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﺳوﻣرﯾﺔ:
اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﺳوﻣرﯾﺔ ﺗﻛون ﻣن أﻗدم اﻟﺣﺿﺎرات ،وﻗد دﻟت ﺗﻠك اﻟوﺛﺎﺋق ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ
اﻹدارﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ اﺳﺗﺧدﻣﻪ اﻟﻛﻬﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﺻر اﻟواردات ،وﯾرى اﻟﺑﻌض أن ﻫذﻩ
اﻟوﺛﺎﺋق ﻛﺎﻧت أوﻟﻰ ﻛﺷوﻓﺎت) ﺣﺳﺎب اﻟﺟرد (اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن ،وﻣن اﻟﻣﻌروف أن
اﻟﺳوﻣرﯾﯾن ﻛﺎﻧوا أول ﻣن اﺑﺗدع اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣن أﺟل اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ وﻟﯾس ﻷﻏراض اﻟطﻘوس
اﻟدﻧﯾﺔ.
-2اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻣﺻرﯾﺔ:
ﺗﻣﯾزت ﺑﺎﻟﻔن اﻟﻣﻌﻣﺎري واﻟﻧﺣت واﻟﻧﻘش واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وﻻ ﺗزال اﻷﻫراﻣﺎت ﻣن أﻫم اﻟﺷواﻫد
ﻋﻠﻰ ﻗدرات اﻟﻣﺻرﯾﯾن اﻟﻘداﻣﻰ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺑﻧﻰ ﻫرم ﺧوﻓو ﻣن أﻛﺛر ﻣن ﻣﻠﯾوﻧﻲ
ﺣﺟر ﯾزن 2طن طﻧﺎ واﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء 100.000ﻋﺎﻣل وﻟﻣدة ﻋﺷرﯾﻧﺎ ﻋﺎﻣﺎ .وذﻟك ﯾدل
ﻋﻠﻰ ﻗدرة ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺧطﯾط واﻟﺗﻧظﯾم واﻟﻘﯾﺎدة واﻟرﻗﺎﺑﺔ .ﻣن ﻣﻌﺎﻟم اﻹدارة ﻛذﻟك ﺿﺑط ﻓﯾﺿﺎن
اﻟﻧﯾل واﻧﺧﻔﺎﺿﻪ ،وﻛذﻟك ﺣﻔظ اﻟﺳﺟﻼت واﻟوﺛﺎﺋق ﺑﺷﻛل دﻗﯾق.
-3اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﺑﺎﺑﻠﯾﺔ:
ﻣن أﻫم ﻣﺎ ﺗﻣﯾزت ﺑﻪ ﻫذﻩ اﻟﺣﺿﺎرة ﻓﻲ ﺟﺎﻧب ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻘﺎﻧون ﺣﻣوراﺑﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر أﺣد
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻘدﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻟﺟت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣواﺿﯾﻊ ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺣدﯾد اﻷﺟور ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن وﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن ﺳرﻋﺗﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﺗطرق اﻟﻘﺎﻧون إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت
وﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻣن ﯾﺧل ﺑﺎﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟذي أﺳﻧد إﻟﯾﻪ.
-4اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﺻﯾﻧﯾﺔ:
ﻣن أﻫم ﺷواﻫد اﻟﻔﻛر اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﺻﯾﻧﯾﺔ ﻫو دﺳﺗور أﻧﺷﺎو وﻛﺗب ﻋﺎم 1100
ق.م ،وﻛﺎن ﻋﺑﺎرة ﻋن دﻟﯾل إداري دﻗﯾق ﯾوﺿﺢ اﻟواﺟﺑﺎت واﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑرﺟﺎل اﻟدوﻟﺔ ﻣن
اﻹﻣﺑراطور إﻟﻰ أﺻﻐر ﻣوظف ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻋرﻓت اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﺻﯾﻧﯾﺔ ﻧظﺎم اﻟﺟدارة اﻟذي
ﯾﺣدد اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﺑوﺿﻊ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻷﻧﻪ ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ
24
اﻟﺗﺧﺻص ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﺟدارة ،وﺳور اﻟﺻﯾن اﻟﻌظﯾم ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻟم اﻟﺷﺎﻫدة ﻋﻠﻰ وﺟود إدارة
ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل واﻟﺗﺧﺻص ﻹﻧﺟﺎز ﻫذا اﻟﺳور.
-5اﻟﺣﺿﺎرة اﻟروﻣﺎﻧﯾﺔ:
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺣﺿﺎرة اﻟروﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣن أﻋظم اﻟﺣﺿﺎرات ،ﺣﯾث ﻋﻣل اﻟروﻣﺎﻧﯾون ﻋل ﺗﻧظﯾم اﻟﺣﯾﺎة
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وذﻟك ﺑﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ اﻟواﺣدة إﻟﻰ ﻣﻘﺎطﻌﺎت ﻣﺗﻌددة ﻟﻛﻲ ﯾﺳﻬل ﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ ,وذﻟك
ﺑﺎﺳﺗﺧدام وظﺎﺋف اﻹدارة ﻣن ﺗﻧظﯾم وﺗوﺟﯾﻪ ورﻗﺎﺑﺔ وﺗﻧﺳﯾق ،ﻛﻣﺎ اﺗﺿﺣت ﻫذﻩ اﻟوظﺎﺋف
ﺑﺷﻛل ﺟﻠﻲ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وأﺳرار اﻟدوﻟﺔ اﻟروﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧت ﻣن
ﺗﻛوﯾن و ﺗﻧظﯾم ﺟﯾش ﻗوي ﯾﻐزو اﻟﻌﺎﻟم .
-6اﻟﺣﺿﺎرة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ:
ﺟﺎء اﻹﺳﻼم ﻟﯾرﺳﻲ ﻗواﻋد اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻋو إﻟﯾﻬﺎ ﻧظرﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ
اﻟﻣﻌﺎﺻرة .ﻓﻣﺑدأ اﻟﺷورى أﺣد ﻣﺑﺎدئ اﻹﺳﻼم ،وأﺻل ﻣن أﺻول ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،ﺟﺎء
اﻹﺳﻼم ﯾﺣث ﻋﻠﻰ اﻟﺷورى ،وﯾﻧﻬﻰ ﻋن اﻻﺳﺗﺑداد ﺑﺎﻟرأي ﻗﺑل أن ﺗﻌرف أورﺑﺎ اﻟﺷورى ﺑﻣﺋﺎت
اﻟﺳﻧﯾن ،وﻓﻲ ذﻟك ﯾﻘول ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ" وﺷﺎورﻫم ﻓﻲ اﻷﻣر " ،وﯾﻘول أﯾﺿﺎ" وأﻣرﻫم ﺷورى
ﺑﯾﻧﻬم " وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث اﻟﺷرﯾف " واﺳﺗﻌﯾﻧوا ﻋﻠﻰ أﻣورﻛم ﺑﺎﻟﻣﺷﺎورة " وﻗد ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺻﻼة
ﻷﺻﺎﺣﺑﻪ ﻣﺷورة اﻟﻧﺎس أﻛﺛر ﻣن واﻟﺳﻼم
واﻟﻣﺑدأ اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي أرﺳﻰ ﻗواﻋدﻩ اﻹﺳﻼم ﻫو اﻟﻌدل اﻟﻛﺎﻣل ،ﻓﯾﻧظر إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن
وأﺻﺣﺎب اﻟﻌﻣل ﻧظرة واﺣدة ،ﻻ ﻓرق ﺑﯾن ﺳﯾد وﻣﺳود ،وﻣﻘﯾﺎس اﻟﺗﻔﺎﺿل ﻫو اﻟﺗﻘوى ،
وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك اﻟﻣﺑدأ ﺣرص اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت ،ﻓﺎﻟﻌﺎﻣﻠون
واﺟب. ﯾﻘﺎﺑﻠﻪ ﺣق وﻛل ، ﻣﺗﺳﺎوون
ﻛﻣﺎ أرﺳﻰ اﻹﺳﻼم ﻣﺑدأ اﻟﺣواﻓز ﻓﻲ ﻣﺣﯾط اﻟﻌﻣل ،ﻓﺎﻟﻌﺎﻣﻠون وا ٕ ن ﻛﺎﻧوا ﻣﺗﺳﺎوﯾﯾن
ﺑﺣﺳب ﺧﻠﻘﻬم اﻷول ،إﻻ أﻧﻬم ﯾﺗﻔﺎوﺗون ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻔﺎوﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ واﻟﻌﻠم
واﻷﻋﻣﺎل ،وﻟذﻟك أوﺟب اﻹﺳﻼم إﻋطﺎء ﻛل ﻋﺎﻣل ﺣﺳب ﻛﻔﺎﯾﺗﻪ ،ﯾﻘول اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻟﻛل
25
درﺟﺎت ﻣﻣﺎ ﻋﻣﻠوا وﻟﯾوﻓﯾﻬم أﻋﻣﺎﻟﻬم وﻫم ﻻ ﯾظﻠﻣون" وﻫدف اﻹﺳﻼم ﻣن ذﻟك دﻓﻊ اﻟﻧﺎس إﻟﻰ
واﻟﻌﻣل. اﻟﻛد
وﻗد أرﺳﻰ اﻹﺳﻼم ﻗواﻋد اﻟطﺎﻋﺔ ،وﻫو ﻣﺑدأ ﻣن ﻣﺑﺎدئ اﻹدارة ،ﻻ ﯾﻣﻛن ﺑدوﻧﻪ أن
ﺗﺳﺗﻘﯾم أﻣور اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت واﻟﻣﻧظﻣﺎت ،وﻓﻲ ذﻟك ﯾﻘول ﺗﻌﺎﻟﻰ " أطﯾﻌوا اﷲ وأطﯾﻌوا اﻟرﺳول
وأوﻟﻲ اﻷﻣر ﻣﻧﻛم " واﻟطﺎﻋﺔ ﻫﻧﺎ ﻣﺷروطﺔ ﺑﺷرط ﺟوﻫري ﻷوﻟﻲ اﻷﻣر ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﻛون طﺎﻋﺔ
اﷲ. ﻣﻌﺻﯾﺔ ﻓﻲ
وﻟﻌل أﺑرز اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﺗﻔوﯾض
اﻟﺳﻠطﺔ ،ﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﻘوم ﺑﺈرﺳﺎل اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺑﺎﺋل ﻟﺗﻔﻘﯾﻬﻬم ﻓﻲ أﻣور اﻟدﯾن اﻹﺳﻼﻣﻲ ،
ﻛﻣﺎ أن ﻋﻣر ﯾﻌﺗﺑر أول ﻣن وﺿﻊ ﻟﺑﻧﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ﺑﺈدﺧﺎﻟﻪ ﻧظﺎم اﻟدواوﯾن ،ﻓﻛﺎن ﻫﻧﺎك
دﯾوان اﻟﺑرﯾد و اﻟﻣظﺎﻟم.
رﻏم أن اﻹدارة ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻌﺎم ﻣورﺳت ﺑﺄﺷﻛﺎل ﺷﺗﻰ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺣﺿﺎرات اﻟﻘدﯾﻣﺔ إﻻ أن
اﻹدارة ﻛﻌﻠم ﻟﻪ ﻗواﻋد وأﺻول وﻧظرﯾﺎت وﻣﻔﺎﻫﯾم ﯾﻌﺗﺑر ﺣدﯾﺛﺎً ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻌﻠوم أﺧرى ﻛﺛﯾرة .
17
وﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ظﻬور ﻋﻠم اﻹدارة وﺗطورﻩ ﻫﻲ:
- 1اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﺣدﯾث.
- 2اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ.
- 3زﯾﺎدة ﻣﺟﺎل اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﺗﺳﺎﻋﻬﺎ.
-4اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻧﺣو ﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﺧﺻص واﻟﺗﻧوع ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ.
وﺳﻧﻘوم ﺑﺈﻋطﺎء ﻟﻣﺣﺔ ﻣرﻛزة وﺳرﯾﻌﺔ ﻋن اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻌﻠم اﻹدارة ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ
إﻟﻰ ﻋدة ﻣدارس ﻓﻛرﯾﺔ ﺗﺗﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﻓروﺿﻬﺎ وﺗﺗطور وﻓق اﻋﺗﺑﺎرات زﯾﺎدة ﺣﺟم وﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺗطور
اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت.
ﻣﻔﻬوم اﻟﻣدرﺳﺔ أو اﻟﻣدﺧل ﻓﻲ اﻹدارة:
17
ﺻﻼح ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻧﻌﯾﻣﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .54
26
اﻟﻣدرﺳﺔ ﻓﻲ اﻹدارة ﺗﻌﻧﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻠﻣﺎء واﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن اﻟذﯾن ﯾﺷﺗرﻛون ﻓﻲ رؤﯾﺗﻬم
وﺗﻌرﯾﻔﻬم وﺗﻔﺳﯾرﻫم ﻟظواﻫر ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻹدارة.
أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣدرﺳﺔ وأﺳﺑﺎب ﺗﻌددﻫﺎ:
إن أﻫﻣﯾﺔ دراﺳﺔ اﻟﻣدارس اﻹدارﯾﺔ وﻣﻌرﻓﺔ روادﻫﺎ وأﻓﻛﺎرﻫم ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل ﺗراﻛم وﺗﻛﺎﻣل
ﺟﻬود ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺗﻧوﻋﺔ ﺗﺻب ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ اﺗﺳﺎع ﻧطﺎق ﻋﻠم اﻹدارة وزﯾﺎدة ﻣﻛوﻧﺎﺗﻪ وﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻪ ،ﻛﻣﺎ
أﻧﻪ ﻫذﻩ اﻟﻣدارس ﺗﻌطﻲ رؤى ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻹدارﯾﺔ وﺗﺣﺳﯾن ﻗدرة اﻟﻣدراء
ﻓﻲ إدارة ﻣﻧظﻣﺔ وﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﺎﺋﺞ أﻓﺿل .
وا ٕ ن أﺳﺑﺎب ﺗﻌدد وﺗﻧوع اﻟﻣدارس أو اﻟﻣداﺧل ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻻﺟﺗﻬﺎدات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟظواﻫر
اﻹدارﯾﺔ ورؤﯾﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن وطرﯾﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬم ﻣﻊ اﻷﺳﺑﺎب واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑدراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟظواﻫر.
ك ﻛﻣﺎ أن ﻋﻠم اﻹدارة ﻫو اﻟدراﺳﺔ واﻟﺑﺣث واﻟﺗﻘﺻﻲ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﻟﻣﺎ
ﯾراد أن ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻷﻓراد ،ﺛم اﻟﺗﺄﻛد ﻣن أﻧﻬم ﯾﻔﻌﻠون ذﻟك ﺑﺄﺣﺳن طرﯾﻘﺔ وﺑﺄرﺧص اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف
وذﻟك ﺑﺈﺗﺑﺎع ﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠﻣﻲ ،وﺗوﺟد ﻋدة ﻣدارس ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻌﺎم ﻟﻌﻠم اﻹدارة وﻣﻧﺎﻫﺟﻪ
وﻧظرﯾﺎﺗﻪ ،وﯾزﻋم ﻛل ﻣﻧﻬم ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗطﺑﯾق اﻷﻣﺛل ﻟﻌﻠم اﻹدارة ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﺑﺈﺗﺑﺎع ﻧظرﯾﺎﺗﻬم
اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﻣن أﻫﻣﻬﺎ" اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ" اﻟﺗﻲ أﻓرزت ﻋن ﻋدة ﻧظرﯾﺎت ،أﻫﻣﻬﺎ :ﻧظرﯾﺔ
اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻔرﯾدرك ﺗﺎﯾﻠور،وﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻬﻧري ﻓﺎﯾول ،وﻧظرﯾﺔ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ
ﻟﻣﺎﻛس ﻓﯾﺑر ،وﺳﻧﺗطرق أوﻻ إﻟﻰ ﻧظرﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻌد اﻷب اﻟروﺣﻲ ﻟﻬﺎ ﻓرﯾدرك
ﺗﺎﯾﻠور .
اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ:
ظﻬرت اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1900ﻋﻧدﻣﺎ ﺑدأ رواد ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ
زﯾﺎدة اﻷداء ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻋن طرﯾق اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ أﻓﺿل طرﯾﻘﺔ ﻟﻠﻌﻣل،وا ٕ ﻧﺟﺎز وظﺎﺋف اﻹدارة
اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق أﻓﺿل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ،ﻓﻘد ﻗﺎم أﺻﺣﺎب ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﺑدراﺳﺔ اﻟﺣرﻛﺔ واﻟزﻣن وﺗﺧطﯾط
ﻣﻛﺎن اﻟﻣﺻﻧﻊ وﺗﺣدﯾد طرق ﺗﺣدﯾد اﻷﺟور ،وﻛذﻟك ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج ،وﻟﻘد اﻫﺗﻣت
27
ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج وأﻋطت ﻟﻪ ﻣرﺗﺑﺔ ﺑﻌد اﻟﻌﻣل اﻋﺗﻘﺎدا ﻣن رواد ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﺑﺄن زﯾﺎدة
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔوا ٕ ﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ﯾؤدﯾﺎن إﻟﻰ رﺿﺎ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وﻣن ﻫﻧﺎ ﻛﺎن ﺷﻌﺎر ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻫو
18
اﻟوﺻول إﻟﻰ أﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻣن اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
ﺗﻔﺗرض ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ أن اﻷﻓراد ﻋﻘﻼﻧﯾون ،وﯾﺗﺳﻣون ﺑﺎﻟرﺷد ﻓﻲ ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬم ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن
اﻟﻣدﯾر ﻓﻲ ﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﻣرؤوﺳﯾﻪ أو رؤﺳﺎءﻩ أو زﻣﻼﺋﻪ أو اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن أو اﻟﻣوردﯾن ،ﯾﻔﺗرض
أن ﻛل ﻫؤﻻء أﻛﺛر اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﺣواﻓز اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳوف ﯾﺗﺻرﻓون ﺑرﺷد وﻋﻘﻼﻧﯾﺔ
إزاء اﻟﻔرص اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ أﻣﺎﻣﻬم ،ﺣﯾث ﯾﻘوﻣون ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾروﻧﻪ ﺿرورﯾﺎً ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻛﺑر ﻋﺎﺋد
اﻗﺗﺻﺎدي.
وﺗﺿم ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻗدم اﻟﻣدارس ﻓﻲ ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت وﻫﻲ )اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت أو اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت اﻹدارﯾﺔ واﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ(.
ﻧظرﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻔرﯾدرك ﺗﺎﯾﻠور
ظﻬرت ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،ذﻟك راﺟﻊ إﻟﻰ ظروف ﺧﺎﺻﺔ
ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻧﺷﺄة و ظﻬور اﻟﻣﺻﻧﻊ ،اﺗﺟﻬت اﻷﻧظﺎر إﻟﻰ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ،أﺻﺑﺢ
اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻘﺿﯾﺔ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،ظﻬرت ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻋن طرﯾق راﺋدﻫﺎ ﻓرﯾدرﯾك ﺗﺎﯾﻠور F.
Taylorواﻟذي أﺻﺑﺢ ﯾﻠﻘب أﺑو اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.
ﻟﻘد ﻣﻬد ﻟظﻬور ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﻛﺗﺎب ﻣﻧﻬم ﺷﺎرل ﺑﺎﯾﺑدج ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟذي ظﻬر
ﺳﻧﺔ 1830ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻵﻻت واﻟﻣﺻﺎﻧﻊ ،اﻟذي ﻗدم ﻓﯾﻪ ﺑﻌض اﻷﻓﻛﺎر ذات
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻹدارة وﻣﺷﺎﻛﻠﻬﺎ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺈﺟراء دراﺳﺎت ﻟﻠﺟواﻧب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﻣﺷروع ﻗﺑل
إﻧﺷﺎﺋﻪ ﻛﺎﻟﺳوق واﻟﻣواد اﻟﺧﺎم ،ﻛﻣﺎ ﻧﺎد ﺑﺎﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟوﻗت واﺳﺗﺧدام اﻟﺳﺎﻋﺔ ﻟﺿﺑطﻪ ،وﻗد ﻧﺎد
أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﺳوﯾق ودورﻩ ﻓﻲ ﺗﻌظﯾم اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت واﻷرﺑﺎح ،ﻛﻣﺎ اﻫﺗم ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺻﻧﻊ ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺟر ﻋﻧﻪ إﻫﻣﺎﻟﻬﺎ ﻣن ﺧﺳﺎﺋر.19
18
ﺑوﺣوش ﻋﻣﺎر ،ﻧظرﯾﺎت اﻹدارة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟواﺣد واﻟﻌﺷرﯾن ،ﺑﯾروت :دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ ،2006 ،ص .8
19
ﺻﻼح ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻧﻌﯾﻣﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .54
28
أﻣﺎ ﻫﻧري ﺗﺎون ﻗﺎم ﺑﺑﺣث ﺑﻌﻧوان" اﻟﻣﻬﻧدس ﻛرﺟل اﻗﺗﺻﺎد "ﺳﻧﺔ - 1886وﻣن ﺟﻣﻠﺔ ﻣﺎ
اﻫﺗم ﺑﻪ إدارة اﻟورﺷﺔ وﻛﯾف ﯾﻣﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺔ إدارة اﻟورﺷﺔ ،وﻣﻧﺎداﺗﻪ ﺑﺗﺣدﯾد ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻛل ﻣرﻛز ﻣن
ﻣراﻛز اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣﺔ وﺗوزﯾﻊ اﻟﻌﺎﺋد ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﻬدف اﻟﻌداﻟﺔ ﻻ ﺑد ﻣن اﻗﺗﺳﺎم اﻷرﺑﺎح
ﺑﯾن ﻣراﻛز اﻹﻧﺗﺎج دون ﻣراﻋﺎة اﺧﺗﻼف اﻟﺟﻬود اﻟﻣﺑذوﻟﺔ ﻛﻣﺎ اﻗﺗرح ﻧظﺎﻣﺎ ﻟﻸﺟور ﯾﻘﺿﻲ ﻣﻧﺢ
. اﻟﻣﺣﻘق اﻟﻛﺳب ﻣن ﻧﺻﯾﺑﻪ ﻣﻧﺣﻪ ﺛم ﻣﺣددا أﺟرا اﻟﻌﺎﻣل
ﺛم ﯾﺄﺗﻲ اﻟﻔﻛر اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻣﺗدة ﻣﺎ ﺑﯾن 1910-1970و اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر
ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺧﻠف إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗطور اﻟﻣزاﻣﻧﺔ ﻟﻔﺗرة اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،أي
ظﻬرت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﻔﺎﻫﯾم إدارﯾﺔﺣدﯾﺛﺔ و ﻣن أﺑرز رو ادﻫﺎ ﺟﯾﻣس ﺳﺗﯾوارت.
ﺑﻌد ﻋﺎم 1910ظﻬرت اﻟﻔﻛر اﻹداري اﻟﺣدﯾث ﺑظﻬور أول ﻣدرﺳﺔ إدارﯾﺔ ' اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ' اﺷﻬر
روادﻫﺎ ﻓرﯾدﯾرﯾك ﺗﺎﯾﻠور اﻟذي طﺑق اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ و ﺑذﻟك أﺻﺑﺢ ﻋﻠﻣﺎ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﺑذاﺗﻪ .ﺛم
20
ﯾطورﻫﺎ ﻛل ﻣن ﻓراﻧك و ﻟﯾﻠﯾﺎن ﺟﻠﺑرت ،ﻫﻧري ﺟﺎﻧت.
"ﻧظرﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻫﻲ أﺣد أﻫم ﻧظرﯾﺎت اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ
اﻟﻧظرﯾﺎت واﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻋﻘب اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﺎم 1776ﺑﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ " 21"،ﺧﻼﺻﺔ
ﻓرﺿﯾﺎﺗﻬﺎ أن اﻹﻧﺳﺎن ﻛﺎﺋن ﻣﺣدود وﺷﺑﯾﻪ ﺑﺎﻵﻟﺔ ﻓﯾﻣﻛن اﻟﺗﺣﻛم ﺑﻪ ﻣﺛﻠﻬﺎ،22وﯾﻣﻛن اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ
ﻛل ﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ وأﻋﻣﺎﻟﻪ واﻟﺗﺣﻛم ﺑﻬﺎ ،وﻫذا ﻣﻧطﻠق ﻧظرﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﺑﺎﺣﺛﯾﻬﺎ :ﻓرﯾدﯾرك
ﺗﺎﯾﻠور ،ﻓراﻧك ﺟﯾﻠﺑرت ،وﻫﻧري ﻏﻧت .
وﯾﻌد ﻓرﯾدﯾرك ﺗﺎﯾﻠور أﺑو ﻧظرﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻘد أﻛد ﻋﻠﻰ وﺟوب وﺟود أﺳس
وﻣرﺗﻛزات ﺗﺣﻛم ﻧظﺎم اﻟﻌﻣل وﺗﺿﺑطﻪ ﻣن ﺣﯾث ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻟﺟﻬﺎز اﻹداري و ﺗوزﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎل
وﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣواﺟﻬﺔ ﻛل اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ،وﺑﺣﻛم أن ﺗﺎﯾﻠور ﻛﺎن ﯾﻌﻣل ﻣﻬﻧدﺳﺎ ﻓﻲ ﻣﺻﺎﻧﻊ
20
ﺻﻼح ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻧﻌﯾﻣﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .55
21
ﻣﺣﻣد رﺳﻼن اﻟﺟﯾوﺳﻲ ،ﺟﻣﯾﻠﺔ ﺟﺎد اﷲ ،اﻹدارة :ﻋﻠم و ﺗطﺑﯾق، ،ص33
وﺑدأ ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ ﺑدراﺳﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻘطﯾﻊ اﻟﺻﻠب ﻓﻲ اﻟﻣﺻﻧﻊ ﺣﯾث ﻗﺳم إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻋﻧﺎﺻر
وﻗﺎم ﺑﻘﯾﺎس اﻟوﻗت اﻟﻼزم ﻟﻛل ﻋﻧﺻر ،ﺣﯾث ﺗوﺻل إﻟﻰ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻋﻠﻣﯾﺔ واﺿﺣﺔ ﻟطرﯾﻘﺔ وﻛﻣﯾﺔ
اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻣن ﻛل ﻋﺎﻣل وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟدراﺳﺎﺗﻪ ﻟﻠزﻣن واﻟﺣرﻛﺔ ﺗﻣﻛن ﺗﺎﯾﻠور ﻣن زﯾﺎدة إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
اﻟﻌﻣﺎل ﻟﺛﻼﺛﺔ أﻣﺛﺎل ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺑل اﻟدراﺳﺔ وارﺗﻔﻊ أﺟر اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺣﺎواﻟﻲ 60%ﻣن اﻷﺟر
23
ﻗﺑل اﻟدراﺳﺔ.
ﻟﻘد اﻫﺗم ﺗﺎﯾﻠور ﻓﻲ أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﻪ ﺑﺈﻧﺗﺎج أﻗﺻﻰ ﺣد ﻣﻣﻛن ﻋن طرﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﻌﻣل
اﻟﺗﻲ ﯾﺷرف ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﻠم ﯾﻛن ﻣرﺗﺎﺣﺎ ﻟﻧظﺎم اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﺻﻧﻊ ﻻﻋﺗﻘﺎدﻩ ﺑﺄن ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻻ ﯾﻘوم
ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾر ﺳﻠﯾم ﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻌﺎﻣل اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،ﺑل ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺟﻼت اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدر
ﻋﺷواﺋﯾﺎ ﻣﻌدل اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣطﻠوب وﻫو ﻣﺑدأ ﻋرﻓﻪ اﻟﻌﻣﺎل وﺣﺎوﻟوا دوﻣﺎ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﻪ ﺑدرﺟﺔ ﻣﻣﺎ
ﺟﻌل اﻟﻌﻣﺎل أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺗﺣدﯾد ﻛﻣﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج.
"ﺗﻌد ﺳﻧﺔ 1898ﺑداﯾﺔ ﺗﺟﺎرب ﺗﺎﯾﻠور ﺣﯾث ذﻫب ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﺎم ﻟﯾﻌﻣل ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ ﻟﻠﻔوﻻذ
ﺣﯾث ﻗﺎم ﻫﻧﺎك ﺑدراﺳﺎﺗﻪ اﻟﻣﺷﻬورة ﻓﻲ ﻋدة ﻣﺟﺎﻻت"24 "¹ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
23
ﻣﺣﻣد رﺳﻼن اﻟﺟﯾوﺳﻲ ،ﺟﻣﯾﻠﺔ ﺟﺎد اﷲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص.43
24
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص.44
30
أﺟرى ﺗﺎﯾﻠر ﺗﺟرﺑﺔ ﻟرﻓﻊ اﻟﻛﺗل اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺗﺗﻛون ﻣن 75ﻋﺎﻣل ﻛﺎﻧوا ﯾﻘوﻣون ﺑرﻓﻊ
اﻟﻣﻌﺎدن ﻋﻠﻰ ﻗﺎطرات ،ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻣل اﻟواﺣد ﻋﻧد ﺑدأ اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﯾرﻓﻊ ﻣﺎ ﻣﻌدﻟﻪ 12.5طن ﻣن
اﻟﺧﺎﻣﺎت ﯾوﻣﯾﺎ ،وﻣن دراﺳﺗﻪ وﻣﻼﺣظﺗﻪ ﻟﻠوﺿﻊ ﺗﺑﯾن ﻟﻪ أن اﻟﻌﺎﻣل اﻟواﺣد ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾرﻓﻊ
ﺣواﻟﻲ 47طن ﺑﺎﻟﯾوم و 43%ﻣن وﻗت اﻟﻌﻣل ﻓﻘط ،ﺣﯾث أن اﻟوﻗت اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟﻪ
اﻟﻌﺎﻣل ﻟﻠراﺣﺔ واﺳﺗﻌﺎدة اﻟﻧﺷﺎط .وﺑﺎﻟﻔﻌل ﻗﺎم ﺗﺎﯾﻠور ﺑﺗزوﯾد اﻟﻌﻣﺎل ﺑﺎﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم
ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻣﺳﺑﻘﺎ و ﺑﺎﻷدوات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل و ﺗﺣدﯾد اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻹﺗﻣﺎﻣﻪ ،وﺑﻌد
ﺗطﺑﯾق اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﺗﺑﯾن ﻟﻪ ﺻدق ﻓرﺿﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك اﺳﺗﻠزم اﺳﺗﻐﻧﺎﺋﻪ ﻋن 7/8ﻣن أﻓراد
اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺑدأﻫﺎ ﻷﻧﻬم ﻻ ﯾﺗﻧﺎﺳﺑون ﻣﻊ اﻟﻌﻣل اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧﻬم ،وا ٕ ذ ﻟم ﯾﻛوﻧوا ﻗﺎدرﯾن
ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣطﻠوﺑﺔ إﻟﯾﻬم.
ﺗﻧﺎوﻟت ﻫذﻩ اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺟرف ﺧﺎﻣﺎت اﻟﺣدﯾد واﻟﻔﺣم و ﻗد ﺗﺑﯾن ﻟﻪ أن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻣﺎل
ﻧﻔس اﻷدوات ﻟﺟرف اﻟﻣﺎدﺗﯾن ﻛﺎن ﺳﺑﺑﺎ ﺧﻔض اﻹﻧﺗﺎج ،ﺣﯾث أن اﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻛﺎن
ﯾﺟﻠﺑﻬﺎ اﻟﻌﻣﺎل أﻧﻔﺳﻬم وﻛﺎﻧت ﺛﻘﯾﻠﺔ ﺟدا ﻋﻧد اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻟﺟرف اﻟﺧﺎﻣﺎت اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ وﺧﻔﯾﻔﺔ ﺟدا
ﻋﻧد اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻟﺟرف اﻟﻔﺣم ،وﻟﺗدارك ذﻟك ﻓﻘد أﻟزم اﻹدارة ﺑﺗﺻﻣﯾم اﻷدوات اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻛﻼ
اﻟﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻌﻣل وﺑﺈﻋطﺎء اﻟﻌﺎﻣل اﻷداة اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻣل ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر ﺳﻧوي ﻓﻲ
اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﺑﯾن 75ـﺈﻟﻰ .80$
ﻛﺎﻧت ﺗﺟرﺑﺔ اﻵﻻت ﺑﻣدﺧﻼت اﻹﻧﺗﺎج اﺳﺗﻣرارا ﻟﺗﺟﺎرب ﺑدأﻫﺎ ﻗﺑل أن ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ ﺷرﻛﺔ ﺑﯾت
ﻟﺣم ﻟﻠﻔوﻟذ وﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟطرق اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﺗﻐذﯾﺔ اﻵﻻت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻣﺎ أدى ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺑراءة
اﻻﺧﺗراع ﻟﻠﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻔوﻻذﯾﺔ ذات اﻟﺳرﻋﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ،أدى إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾص اﻟوﻗت اﻟﻼزم ﻟﻠﻌﻣل
اﻟﻰ 1/3اﻟوﻗت اﻟﺳﺎﺑق .
31
وﻗد ﺑﺎع ﺗﺎﯾﻠور ﻫذا اﻻﺧﺗراع ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﺑﻣﺑﻠﻎ .$100000
رﻛز ﻓرﯾدرك ﺗﺎﯾﻠور ﻓﻲ ﺟل دراﺳﺎﺗﻪ ﺣول اﻟﺣرﻛﺔ واﻟزﻣن ،أي إﺗﻣﺎم اﻟﻌﻣل ﺑﺄﻗل ﺟﻬد وزﻣن
ﻣﻣﻛﻧﯾن ،وذﻟك ﺑﺎﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺣرﻛﺎت اﻟزاﺋدة أو اﻟﺧﺎطﺋﺔ واﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻐﯾر ﺿرورﯾﺔ اﻟﺗﻲ
25
ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻣﺎل.
-وﺿﻊ ﻣﻌﺎﯾﯾر أداء ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن وﺗﺣدﯾد ﻛﻔﺎءات ﻛل ﻣﻧﻬم ،وﺗﻘدﯾم وظﺎﺋف ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻌﻣﺎل
ﻣﻌﯾﻧﯾن.
-ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﺑﯾن اﻷﻓراد اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺣﺳب ﻛﻔﺎءاﺗﻬم وﺗﺧﺻﺻﻬم ،أي ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻬﺎم
واﻟوظﺎﺋف ﺑطرق ﻋﻠﻣﯾﺔ وﻣدروﺳﺔ وﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ،دون ﺣﺻول ﺗﺿﺎرب ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎل أو
ﻓوﺿﻰ.
-وﺣدة إﺻدار اﻷواﻣر وﻫو أن ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟﻣرؤوس اﻷواﻣر ﻣن ﻣﺻدر واﺣد ﻻ أﻛﺛر
،ﻣﻊ ﺗﻔﺎدي ازدواﺟﯾﺔ اﻷواﻣر و ﺗﺿﺎرب اﻟﻣﻬﺎم.
-اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﺑﺣوث اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ودراﺳﺎت ﻣوﺛوﻗﺔ وﺗﺣﺎﻟﯾل ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺻﺣﯾﺣﺔ وﻣﺛﺑﺗﺔ وﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟدﻗﺔ.
اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﺗﺄطﯾر اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺑﺷري و اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن أﻗﺻﻰ طﺎﻗﺎﺗﻪ
وﻗدراﺗﻪ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل آﻻت وأدوات ،وذﻟك ﺧدﻣﺔ ﻟﻣﺑدأ " اﻟﻌﻣل ﺑﺄﻗل ﺟﻬد وﺑﺄﻗل وﻗت وﺑﺄﻗل
ﺗﻛﺎﻟﯾف ووﺟوب ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻣﺛﻠﻰ واﻟﻣرﺟوة
اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻛﻧظرﯾﺔ ﻻﺑد ﻟﻬﺎ ﻣن ﺧﺻﺎﺋص ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻧظرﯾﺎت اﻷﺧرى
26
،أﻫﻣﻬﺎ :
-إن اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻫﻲ ﻧظﺎم ﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﻏﺎﯾﺗﻪ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﻣﻧﺎﻫﺞ ﻋﻠﻣﯾﺔ
ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻻ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺧﻣﯾن أو اﻟﺗﺟرﯾد.
-ﺗرﺳﯾﺦ اﻟطرق اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻹدارة واﻟﻌﻣﺎل ﺑﻣﺎ ﯾﺧدم اﻷﻫداف
اﻟﻣرﺟوة.
-ﻧظرﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﻛﺷف ﻋن أﻓﺿل وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج وأﻗل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف
واﻟوﻗت اﻟﻣﻣﻛﻧﯾن واﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻷﻣﺛل اﻟﻣﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ.
-اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑوﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج واﻟﻘوى اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟﻣواد واﻵﻻت ورأس اﻟﻣﺎل .
-ﻧظﺎم اﻷﺟور ﯾﻛون ﻛﻣﺎ ﺳﻣﺎﻩ ﺗﺎﯾﻠور ب":ﺧطﺔ اﻟدﻓﻊ اﻟﻣﺗﻐﯾر ﻟﻠﻘطﻌﺔ" أي دﻓﻊ اﻷﺟر
ﻟﻠﻌﻣﺎل ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ وﻋدد اﻟﻘطﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ .
26
ﻣﺣﻣد رﺳﻼن اﻟﺟﯾوﺳﻲ ،ﺟﻣﯾﻠﺔ ﺟﺎد اﷲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص35
33
-ﯾﺗﻣﯾز اﻟﺗﻧظﯾم اﻟوظﯾﻔﻲ ﺑﻣﺑدأ ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﺑﯾن ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣدراء وﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل ،ﺣﯾث
ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣدراء ﻫﻲ اﻟﺗﺧطﯾط وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل طرﯾﻘﺔ ،وﯾﻛون ﻣدﯾر ﻋﺎم واﺣد
ﯾﺗرأس اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﯾدﯾرﻩ .
-اﻋﺗﺑرت ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل ﻛﯾﺎﻧﺎ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﯾﻪ وﻻ ﯾﺗﺄﺛر
ﺑﻪ
"-إن ﺟوﻫر ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﻫو اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري
واﻟﻣوارد اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺑﺄﻗل ﺟﻬد وزﻣن
27
وﺗﻛﻠﻔﺔ.
-اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت واﻟﻣﻬﺎم ﺑﯾن اﻹدارة واﻷﻓراد اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن .
-رﻓﻊ ﻣﺳﺗوى طرق ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻵﻻت واﻟﻣﻌدات اﻟﻣﺗطورة ﻟﺗﺣﻘﯾق
أﻣﺛل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ.
-ﺗدرﯾب اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة اﻟﻘﺻوى ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬم ،وﺗطوﯾر وﺗﻌدﯾل اﻷﻧظﻣﺔ واﻟﻘو اﻧﯾن ﺑﻣﺎ
ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟﻌﻣل وﺗﺣﻘﯾق اﻻﻟﺗزام واﻻﻧﺿﺑﺎط .
27
ﺻﺑﺣﻲ اﻟﻌﯾﺑﻲ ،ﺗطور اﻟﻔﻛر واﻷﺳﺎﻟﯾب ﻓﻲ اﻹدارة ،ص21
34
ﻟﻘد ﻗدﻣت ﻧظرﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻋدة إﺳﻬﺎﻣﺎت إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻹدارة واﻟﻌﻣل واﻟﻣؤﺳﺳﺎت
ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وﻻزاﻟت ﺳﺎرﯾﺔ و ﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم ،وذﻟك ﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ ،ﻣن أﻫم
28
ﻣﺣﺎﺳﻧﻬﺎ:
-ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺗﺻدت ﻟﻠﻣﺷﺎﻛل ﺑﺳﻼح اﻟﻌﻠم واﻋﺗﻣﺎد أﺳﻠوب ﻋﻠﻣﻲ واﺿﺢ اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ
واﻟﻣﺑﺎدئ ،وذﻟك ﺑدﻻ ﻣن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطرق اﻟﻌﺷواﺋﯾﺔ ﺳواء ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻧﻔﺳﻪ أو
طرﯾﻘﺔ أداﺋﻪ.
-ﻟﻘد أﺑدﻋت ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟوﻗت واﻟﺣرﻛﺔ ،واﺳﺗﻐﻠت ﻫذﯾن اﻟﻌﻧﺻرﯾن ﺑﺷﻛل ﻋﻠﻣﻲ ﻓﻌﺎل
وﻣﻠﻔت ﻟﻸﻧظﺎر ،ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠﻣﻲ ودراﺳﺎت ﻣﻌﻣﻘﺔ وﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺻﺣﯾﺣﺔ وﻣﺛﺑﺗﺔ وﺑﺎﻟﻐﺔ
اﻟدﻗﺔ ﻋﻠﻰ أﺳس ﻣﻧطﻘﯾﺔ.
-ﺣﻘﻘت ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻠﻣوﺳﺔ وزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج وﺑﻠوغ اﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ اﻟذي ﻫو اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻌﻣﺎل واﻵﻻت واﻟﻣﻌدات ﺑﺄﻗل زﻣن وﺟﻬد وﺗﻛﻠﻔﺔ ،ﻋن طرﯾق
ﺗﻌﺎون اﻹدارﯾﯾن واﻟﻌﻣﺎل ﻟﺑﻠوغ اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج .
-ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻬﺎم واﻟوظﺎﺋف ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل واﻹدارﯾﯾن ﺑطرق ﻋﻠﻣﯾﺔ وﻣدروﺳﺔ ﺳﻬﻠت ﻣن
اﻟﻌﻣل وﺟﻌﻠﺗﻪ أﻛﺛر ﺗﻧظﯾﻣﺎ وﺟﻧﺑﺗﻪ ﻣن اﻟﻔوﺿﻰ.
-وﺣدة إﺻدار اﻷواﻣر ﻣﻛﻧت ﻣن اﻟﺗﺣﻛم اﻟﻣﺛﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل وﺗﻔﺎدي ﺗﺿﺎرب اﻟﻣﻬﺎم
وﺗﻘﺎطﻊ اﻷواﻣر ﻣن أﻛﺛر ﻣن ﺟﻬﺔ.
28ﻣﺻطﻔﻰ ،ﺻﻼح ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد و ﻓﺎروق ،ﻓدوى .ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻹدارة واﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺗرﺑوي ،ص84
35
-أدى ﺣذف ﺑﻌض اﻟﺣرﻛﺎت وﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ﻣن اﺧﺗﺻﺎر اﻟﻌﻣل وﺗﻘﻠﯾل اﻹﺟﻬﺎد واﻹﻋﯾﺎء
اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎل ،وﺗوﺟﯾﻪ ﻛل طﺎﻗﺎﺗﻬم ﻟﻣﺎ ﯾﻧﻔﻊ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣردود واﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻣﺛﻠﻰ أي
اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ .
-ﺗرﺳﯾﺦ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻘواﻋد واﻟﻘواﻧﯾن واﻻﻟﺗزام ﺑﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣﻣﺎ ﺟﻌل
اﻟﻌﻣل أﻛﺛر ﺗﻧظﯾﻣﺎ ،وﻣن ﯾﺧطﺊ ﯾﻌﺎﻗب وﻣن ﯾﻌﻣل ﺑﺟد وﯾﺗﻌدي ﻋﺗﺑﺔ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎدي ﯾﻛﺎﻓﺄ
وﯾﺣﻔز ﻣﺎﻟﯾﺎ
إن ﻟﻧظرﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺳﻠﺑﯾﺎت ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﻧظرﯾﺎت اﻷﺧرى ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،ﻓر ﻏم ﺳﻌﯾﻬﺎ
أن ﺗﻛون اﻷﻣﺛل إﻻ أﻧﻬﺎ وﻗﻌت ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺧطﺎء ،ﻣﻣﺎ أﺿﻔﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت،
29
أﻫﻣﻬﺎ :
-اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻌﻣﺎلوا ٕ ﺟﺑﺎرﻫم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﺑﺄﻗﺻﻰ ﻗدراﺗﻬم وﺑﺳرﻋﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬم
ﻛﺎﻵﻻت ،ﻟﻛن ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن ﻟﯾس آﻟﺔ ﻓﻬو ﻣﺣدود اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت وﻣﻌرض ﻟﻺﺟﻬﺎد
واﻟﺗﻌب .
-أﺻﺑﺣت ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟﺳﯾد ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺻﻐﯾرة ﻧظرا ﻟﺗطﻠﺑﻬﺎ ﻵﻻت وﻣﻌدات
ﻣﺗطورة.
-اﻋﺗﺑرت اﻟﻌﻣﺎل واﻹدارﯾﯾن ﻣﻧظﻣﺔ أو ﻛﯾﺎن ﻣﺳﺗﻘل ﻋن اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،أي ﻣﻌزول
ﻋن اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ وﻻ ﯾﺗﻔﺎﻋل ﻣﻌﻪ ،وﻫذا ﻣﻔﻬوم ﺧﺎطﺊ .
29
ﻋﻣﺎر ﺑوﺣوش ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .12
36
-اﻟﺗﺧﺻص اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل أدى إﻟﻰ اﻟﻣﻠل وﻗﺗل روح اﻹﺑداع ﻋﻧد اﻟﻌﻣﺎل
واﻹدارﯾﯾن .وﻗد اﻋﺗﻣدت ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻣﯾم واﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻷﻓراد ﻣﺧﺗﻠﻔون ﻣرﻓوﻟوﺟﯾﺎ
وذﻫﻧﯾﺎ وﻟﻛل ﻣﯾوﻟﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻣواﻫﺑﻪ وﻗدراﺗﻪ .
-ﺗﺟﺎﻫﻠت اﻟﻧظرﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻛون اﻟﻌﺎﻣل إﻧﺳﺎن وﻟﯾس آﻟﺔ ﯾﺗﺣﻛم ﺑﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺎء ،وﺗﺟﺎﻫل
ﺗﺎﯾﻠور اﻷﺧﻼق واﻟﻣﺑﺎدئ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ودورﻫﺎ اﻟﻬﺎم ﻓﻲ أداء اﻟﻌﻣل ،واﻛﺗﻔﻰ ﻓﻘط ﺑﺈﺗﺑﺎع اﻟﻘواﻋد
واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟﺎﻣدة.
-رﻛزت ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺑدﻧﯾﺔ واﻹﺟﻬﺎد ،وأﻫﻣﻠت ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧﻔﺳﻲ
ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن ﻛﺎﺋن اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟدﯾﻪ ﻣﺷﺎﻋر وﯾﺗﺄﺛر ﺑﺎﻵﺧرﯾن وﯾؤﺛر ﻓﯾﻬم ،وﻧﻔﺳﯾﺗﻪ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻣﻌظم
ﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ ،ﻓﻠﻘد أﺻﺑﺢ ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ ﻫذا اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻌﺎﻣل ﻧﻔﺳﯾﺎ ﻣﻬﻣﺎ ﺟدا ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻣﻧﺎ اﻟﺣدﯾث
وﺿﯾﻔﺗﻬم اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ اﻟراﺣﺔ وأﺻﺑﺣت اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻛﺑرى ﺗوظف أﺧﺻﺎﺋﯾﯾن ﻧﻔﺳﺎﻧﯾﯾن
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻸﻓراد،ﺣﺗﻰ أﻧﻪ ﯾوﺟد ﺗﺧﺻص ﯾﺳﻣﻰ "ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﻣل " ،وﻫذﻩ أﻫم ﻧﻘطﺔ ﻟم
ﯾﺗطرق إﻟﯾﻬﺎ "ﻓرﯾدرك ﺗﺎﯾﻠور ".
ﻓراﻧك ﺟﯾﻠﺑرث أﺣد اﻟﻣﻬﻧدﺳﯾن اﻟذﯾن ﻗدﻣوا إﺳﻬﺎﻣﺎ ﻣﺑﺎﺷرا وﻋﻣﻠوا ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻹدارة
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻣل أﯾﺿﺎ ،وﻛﺎن ﺟل اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑدراﺳﺔ اﻟﺣرﻛﺔ ﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ
إﯾﺟﺎد اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻷﻓﺿل ﻟﻸداء ،ﺣﯾث ﻻﺣظ أن طرﯾﻘﺔ اﻟﻌﻣل ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﻋﺎﻣل ﻵﺧر وﻣن آن
ﻵﺧر ﻣﻊ ﻧﻔس اﻟﻌﺎﻣل ،وأن اﻟﻌﻣﺎل ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﺑﻌون ﺗوﺻﯾﺎﺗﻬم وطرﻗﻬم اﻟﺗﻲ ذﻛروﻫﺎ
ﻟﻠﻌﻣﺎل ،وﻗد ﻗﺎم ﺟﯾﻠﺑرث ﺑﺗﺣﻠﯾل ﺣرﻛﺎت اﻟﻌﻣﺎل ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗﺻوﯾر وﻗﺎم ﺑﺗﺣﻠﯾل وﺗﺑﺳﯾط
اﻟﺣرﻛﺔ ﺑﻬدف اﻟوﺻول إﻟﻰ أﻗل اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ وأﻛﺛرﻫﺎ راﺣﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣل،وا ٕ ﻟﻐﺎء
37
اﻟﺣرﻛﺎت ﻏﯾر اﻟﺿرورﯾﺔ ،وا ٕ ﻋﺎدة ﺗرﺗﯾب اﻟﺣرﻛﺎت ،وﺗرﺗﯾب اﻷدوات واﻟﻣواد واﻟﺣرﻛﺎت
30
اﻟﻼزﻣﺔ ،وﻗد ﺣﻘق أﻫداﻓﻪ إذا زادت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ارﺗﻔﺎع أﺟور اﻟﻌﻣﺎل.
وﻗد ﻗﺎم ﺟﯾﻠﺑرث ﺑﺗﺣﻠﯾل طرق اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻠﺧص ﻓﻲ ﺧرﯾطﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟﻠﺣرﻛﺎت
واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻗدﻣﻬﺎ ﺟﯾﻠﺑرث أن ﻗﺳم اﻟﺣرﻛﺔ إﻟﻰ ﺳﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﻧوﻋﺎ ،وﻫذا اﻟﺗﻘﺳﯾم ﻣﺎ زال ﻣﻌﺗﻣد
ﺣﺗﻰ اﻵن.
ﯾﻌﺗﺑر ﻫﻧري ﺟﺎﻧت أﺣد رواد اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﺧرﯾطﺔ ﺟﺎﻧت اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺷﻬﯾرة واﻟﺗﻲ ﻣﺎ
ﺗزال ﺗﺳﺗﻌﻣل ﺣﺗﻰ ﻵن ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ وﺧرﯾطﺔ ﺟﺎﻧت اﺑﺗدﻋﻬﺎ ﻟﺗﺑﯾﯾن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻣﺧطط
31
اﻟﻌﻣل واﻟﺟزء اﻟﻣﻧﻔذ ﻣﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺣور اﻷول واﻟوﻗت ﻓﻲ اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ.
ﻛﻣﺎ ﺗﺑدوا أﻫﻣﯾﺔ ﺟﺎﻧت ﻛﺄﺣد ﻋﻠﻣﺎء اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻋﺗﻘﺎداﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﺟر اﻟﻌﺎﻣل ،ﻓﺣﯾث
ﻛﺎن ﺗﺎﯾﻠور ﯾرﺑط اﻷﺟر رﺑطﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﺑﻌدد اﻟوﺣدات اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻗدم ﺟﺎﻧت ﻧظﺎم ﻟﻠﻌﻣل واﻟﺣواﻓز
ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻛﺎﻓﺂت ﻟﻠﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﯾﻧﺗﺟون أﻛﺛر ﻣن اﻟﻣﻌدل اﻟﻣطﻠوب ،وﺑﻬذا ﻗدم ﺟﺎﻧت
ﻧوع ﻣن اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﻌﻣﺎل ﺑﺎﻟرﻏم ﻣنﻣﺳﺗو ى اﻹﻧﺗﺎج.
ﻛﻣﺎ اﻫﺗم ﺟﺎﻧت ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾل طرق اﻟﻌﻣل اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣدﯾرﯾنوا ٕ ﻣﻛﺎﻧﯾﺎت دراﺳﺗﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ
ﻋﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﻬدف زﯾﺎدة إﻧﺗﺎج اﻟﻣدﯾرﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻌﻛس ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ ﺧﻔض اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف وزﯾﺎدة إﻧﺗﺎج
اﻟﻌﻣﺎل.
وﻛﺎن ﺟﺎﻧت ﻣﻧﺗﻘدا ﻟﻠﺟﻬل وﻋدم اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ إﻻ أﻧﻪ ﻻم اﻹدارة وﻟﯾس اﻟﻌﻣﺎل ،ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﺧطﺎء
واﻟﻣﺷﺎﻛل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ رأى أﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﺗﺣﻣل ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗدرﯾب اﻟﻌﻣﺎل ورﻓﻊ
ﻣﺳﺗواﻫم إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟﻣطﻠوب ﻣن اﻟﻣﻬﺎرة اﻟﻼزﻣﺔ
30
ﻣﺣﻣد رﺳﻼن اﻟﺟﯾوﺳﻲ ،ﺟﻣﯾﻠﺔ ﺟﺎد اﷲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر،ص ص36,37,
31
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص.38
38
ﺧﺎﺗﻣﺔ:
إن ﻧظرﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻣن ﻣﻧظور ﻓرﯾدرك ﺗﺎﯾﻠور ﻗد ﻏﯾرت ﻋﺎﻟم اﻹدارة ،و ﻧﻌم ﻻ
ﯾﺧﺗﻠف اﺛﻧﺎن ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﻘد طورت أﺳﺎﻟﯾب ﻋﻠﻣﯾﺔ ﺟدﯾدة وﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﻌظم اﻟﻣﺷﻛﻼت
ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹدارة واﻟﻌﻣل ،وﺣﻘﻘت ﻗﻔزة ﻧوﻋﯾﺔ وﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﺑﻬرة وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟﺣرﻛﺔ واﻟزﻣن وﻣﺑدأ وﺟوب ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻷﻣﺛل ﺑﺄﻗل ﺟﻬد ووﻗت وﺗﻛﺎﻟﯾف ،
ﻓﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺑﻌض ﻧﻘﺎﺋﺻﻬﺎ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗزال ﻣﻌﻣوﻻ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ ﻫذا ﻟﻛن ﻣﻊ ﺑﻌض اﻟﺗطوﯾر
واﻹﺿﺎﻓﺎت ،ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻧظرﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻔرﯾدرك ﺗﺎﯾﻠور أﺳﺎﺳﺎ وﻣﻧطﻠﻘﺎ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن
اﻟﻧظرﯾﺎت اﻷﺧرى .
ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﺑﺷرﯾﺔ ذات إن اﻹﻧﺳﺎن اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ ﯾﺗﻛﺛل ﻣﻊ ﺑﻧﻲ ﺟﻧﺳﻪ
و ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻟذا ﺗطﻠﺑت وﺟود ﻗﺎﺋد ﯾﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺣﺳن ﺗﻧظﯾم اﻫﺗﻣﺎﻣﺎت وأﻫداف ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ،وﻣﻊ ﺗطور وﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺎت ظﻬر ﻣﻔﻬوم اﻹدارة ،وأﺻﺑﺢ وﺟود
اﻹدارة ﺣﺗﻣﻲ ﻓﻲ ﻛل اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠك إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻣﺎدﯾﺔ و ﻓﻧﯾﺔ وطﺑﯾﻌﯾﺔ
ﺗﺳﺎﻋدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ و ﺗﻧﻔﯾذ واﺟﺑﺎﺗﻬﺎ إذا ﻓﺎﻹدارة ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻫﻲ اﻟرﻛﯾزة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
ﻟﻛل ﻋﻣل ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺳس ﻋﻠﻣﯾﺔ ﺑل ﻣﻊ وﺟود ﺟﻬﺎز ت ﻧﻔﯾذي إداري ﻓﻌﺎّل ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ
أﺳﺎﻟﯾب إدارﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ﺗﻛﻔل ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ أﻗﺻر وﻗت و ﺑﺄﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ .
ﻫدﻓﻪ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻹدارة ﻣﺛل اﻟوزارات،اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﻛﺎن أﯾﺎّ ﺗﻧظﯾم إن أي
اﻟﻣدارس……… وﻏﯾرﻫﺎ ﻓﻣن ﻫﻧﺎ ﻛﺎن اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣؤﻟﻔﯾن واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن أن ﯾﻘدﻣوا ﻟدارﺳﻲ
اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﻣﺑﺎدئ اﻷﺻول واﻷﺳس واﻟﻣﺑﺎدئ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺑﻌض
اﻟﺣﻘﺎﺋق واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻣﺣﺎوﻟﺔ رﺑط ﻫذﻩ اﻟﺣﻘﺎﺋق واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑواﻗﻊ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﻲ وﻣن
ﺑﯾن ﻫؤﻻء اﻟﻣﻔﻛرﯾن ﻧﺟد ﻫﻧري ﻓﺎﯾول وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ طرح اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﻣﺎ ﻫﻲ
39
أﻫم أﺳس وﻣﺑﺎدئ ﻫﻧري ﻓﺎﯾول ﻓﻲ اﻹدارة ؟ وﻣن ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﯾﻣﻛن طرح اﻷﺳﺋﻠﺔ
اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
ﻣﺎﻫﻲ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ أﺿﺎﻓﻬﺎ ﻫﻧري ﻓﺎﯾول ﻟﻌﻠم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ؟ اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻫﻧري
ﻓﺎﯾول و ﻣﻔﻬوم اﻹدارة اﻟﻌﺎم
ﻟﻘد ﺗﻣﯾز ﻫﻧري ﻓﺎﯾول ﻋن ﻓرﯾدﯾرﯾك ﺗﺎﯾﻠور رﻏم أﻧﻪ ﻛﺎن ﻫو اﻵﺧر ﻣﻬﻧدﺳﺎ،و ﻛﺎن ﻣن
ﺿﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻷواﺋل اﻟذﯾن ﺣﺎوﻟوا ﻧظرﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻺدارة ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﺗﺎﯾﻠور ﯾﻌﻣل ﻓﻲ ﺧط
اﻹﻧﺗﺎج و ﻣن ﺛم اﻫﺗم ﻓﺎﯾول ﺑﺎﻹدارة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .
ﻓﻲ ﺣﯾن ﻛﺎﻧت اﻟو.م.أ و اﻧﺟﻠﺗرا ﺗﻪ ﺗم ﺑﺎﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﻓرﯾدﯾرﯾك ﺗﺎﯾﻠور ﻟرﻓﻊ
اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﺻﻧﻊ ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك ﻣﺣﺎوﻻت ﻣﻬﻣﺔ ﺗﺗم ﻋﻠﻰ أرض ﻓرﻧﺳﺎ
ﺑﻣﻌرﻓﺔ ﻫﻧري ﻓﺎﯾول رﺟل اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻟوﺿﻊ ﻧظرﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻺدارة اﺗﺿﺣت ﻣﻌﺎﻟﻣﻬﺎ
ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟذي ظﻬر ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﺳﻧﺔ 1916ﺗﺣت ﻋﻧوان » اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ « 33و
اﻟذي ﺗرﺟم إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1929ﺿﻣﻧﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻓﻛﺎر و اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ
ﻻﻗت و ﻻ ﺗزال ﺗﻠﻘﻰ رواﺟﺎ ﻛﺑﯾرا ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن و اﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن و ﻟﻘد اﻫﺗم ﻓﺎﯾول ﺑﺎﻹدارة
ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل ،ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن اﻷﺻول اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺدارة ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳري ﻓﻲ ﻣﯾداﻧﻲ اﻹدارة
32
ﻋﻣﺎر وﺣوش،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎق اﻟذﻛر ،ص .12
33
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎق اﻟذﻛر ،ص .12
40
اﻟﻌﺎﻣﺔ و إدارة اﻷﻋﻣﺎل و وﺿﻊ 14ﻣﺑدأ ﻟﻺدارة ﻛﻣﺎ ﻗﺎم ﻓﺑﺗﻘﺳم اﻷﻧﺷطﺔ اﻹدارﯾﺔ إﻟﻰ ﺳﺗﺔ
أﻧﺷطﺔ،و ﺗوﻓﻲ ﻫﻧري ﻓﺎﯾول ﺑﺑﺎرﯾس ﻓﻲ دﯾﺳﻣﺑر 1925ﻋن أرﺑﻌﺔ وﺛﻣﺎﻧﯾن ﻋﺎﻣﺎ .
ﺗﺣدﯾد ﻣﻬﺎرات و ﺻﻔﺎت إدارﯾﺔ ﯾﺳﺗﻠزم وﺟودﻫﺎ ﺑﺎﻟﻣدﯾر :ﺟﺳدﯾﺔ ،ﻋﻘﻠﯾﺔ ،ﺧﻠﻘﯾﺔ ،ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ و
ﻓﻧﯾﺔ.
ﺗﺻﻧﯾف وظﺎﺋف اﻹدارة إﻟﻰ ﺧﻣس وظﺎﺋف :اﻟﺗﺧطﯾط ،اﻟﺗﻧظﯾم ،اﻟﺗوﺟﯾﻪ ،اﻟﺗﻧﺳﯾق و اﻟرﻗﺎﺑﺔ
ﺗطوﯾر ﻣﺑﺎدئ اﻹدارة ﺑﺷﻛل ﻋﺎﻟﻣﻲ ﺣﯾث اﻗﺗرح 14ﻣﺑدﺋﺎ ﻟﻺدارة ﻣﺎ ﯾزال ﻣﻔﯾد اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ
ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﺣدﯾﺛﺔ «.
ﯾﻌد ﻓﺎﯾول أﺣد أﺷﻬر ﻋﻠﻣﺎء اﻹدارة اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ و ﻣؤﺳﺳﯾﻬﺎ و ﻣن رواد اﻟﻔﻛر اﻹداري
اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ و ﻫو اﻟذي اﺑﺗدع ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟدراﺳﺔ طﺑﯾﻌﺔ اﻹدارة ﻓﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﻪ
ﻛﻣدﯾر ﺗﻧﻔﯾذي ﻟﺷرﻛﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﻧﺎل ﺧﺑرﺗﻪ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎدﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹدارة
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و ﻋﻣل ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ،وﺛق ذﻟك ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻷﻛﺛر
ﺷﻬرة » اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ « ﻋﺎم ،1916و ﺗﻌﺗﺑر دراﺳﺎت ﻓﺎﯾول اﻣﺗدادا ﻟﻠﻣدرﺳﺔ
اﻟﺗﺎﯾﻠورﯾﺔ.
إﻻ أن ﻓﺎﯾول ﻗد ﺗﺟﺎوز ﻣﺳﺗوى اﻟورﺷﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻋﻧﻬﺎ ﺗﺎﯾﻠور إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻟﻣﻧظﻣﺔ و ﻣن ﺛم ﺗﺣول ﻣوﺿوﻋﻪ إﻟﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺗرﺷﯾد اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣل و اﻟﻣﺎﻛﯾﻧﻪ،و
ﻟﻘد ﺗﺿﻣﻧت ﻣؤﻟﻔﺎت ﻫﻧري ﻓﺎﯾول ﻣوﺿوﻋﺎت ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻧواﺣﻲ إدارﯾﺔ ﻣﺗﻌددة ﺗﺣﻣل اﻟﻔﻛر
اﻹداري اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻬﺎ ﺣﯾث رﻛز ﻓﻲ أﻓﻛﺎرﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎت اﻹدارﯾﯾن و ﺗدرﯾﺑﻬم و
وظﺎﺋف اﻹدارة و اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ .
41
–ﻧظرﯾﺔ ﻫﻧري ﻓﺎﯾول ﻓﻲ اﻹدارة:
ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻧﺎدي ﻓﯾﻪ ﺗﺎﯾﻠور ﺑﺎﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ﻛﺎن ﻫﻧري ﻓﺎﯾول ﯾﻧﺎدي
ﺑﻣﺑﺎدئ اﻹدارة ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ و ظﻬرت أﻓﻛﺎرﻩ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣﺷﻬور( اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ )
و ﻗد ﻗﺎم ﻓﺎﯾول ﺑﺗﺻﻧﯾف اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺔ إﻟﻰ ﺳﺗﺔ وظﺎﺋف و ﻫﻲ ﻋﻠﻰ
34
اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ :
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ :ﺗﺷﻣل ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﺣث ﻋن اﻷﻣوال وﺟﻠﺑﻬﺎ وﺗوظﯾﻔﻬﺎ و ﺗوﻓﯾرﻫﺎ -3
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ و إﻋداد اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ و اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺗﺿﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ .
وظﯾﻔﺔ اﻷﻣن :و ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت و اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ و اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ -5
* و ﻗد ﻗﺎم ﻓﺎﯾول أﯾﺿﺎ ﺑوﺿﻊ ﺧﺻﺎﺋص و ﺻﻔﺎت ﯾﺟب ﺗواﻓرﻫﺎ ﻋﻧد اﻟﻣدﯾرﯾن(اﻟﻘﺎﺋد)
35
ﻓﺣﺳب ﻓﺎﯾول ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻬم اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
34
طﻪ طﺎرق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر،ص .131
35
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .131
42
ﺻﻔﺎت ﺟﺳﻣﺎﻧﯾﺔ :اﻟﺻﺣﺔ و اﻟﻘوة . -1
ﺻﻔﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺧﺑرة و اﻟﺗﺟرﺑﺔ :اﻟﺧﺑرة ﺑﺎﻟﺗﻌﻠم و اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺣﺗﻰ ﯾؤدي -6
ﻣﻊ ﺗﺳﻠﯾم ﻓﺎﯾول ﺑﺄن أﺳس اﻹدارة ﻣرﻧﺔ و ﻻ ﺗﻌﺑر ﻋن ﻗواﻋد ﺛﺎﺑﺗﺔ و ﻣﺣددة،ﻓﻘد وﺿﻊ
14ﻣﺑدأ ﻣن ﻣﺑﺎدئ اﻹدارة اﻟﺗﻲ ﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺷﺎﻫداﺗﻪ و ﺧﺑراﺗﻪ و ﻟﻛﻧﻪ دﻋﺎ إﻟﻰ
36
وﺟوب اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ و ﺗطوﯾرﻫﺎ ﺣﺳب اﻟظروف و ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ ﻛﺎﻵﺗﻲ:
-1ﻣﺑدأ اﻟﺗﺧﺻص:
ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض .
36
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص ص .133 ،132
43
وﻫو ﻓﻲ ﻧظر ﻓﺎﯾول اﺣﺗرام اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟطﺎﻋﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذ وﻣظﺎﻫر
اﻻﺣﺗرام،وﯾﻘرر ﻓﺎﯾول أن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧظﺎم ﯾرﺗﺑط ﺑوﺟود ﻣدﯾرﯾن ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻋﻠﯾﺔ ﻣن اﻟﻛﻔﺎءة
ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت .
اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻊ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻷﻫداف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ،وذﻟك ﻣن أﺟل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ
اﺳﺗﻘرار اﻟﺗﻧظﯾم واﺳﺗﻣرار ﯾﺗﻪ.
44
ﯾرى ﻓﺎﯾول ﺗدرج ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻘﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم ﺑﺷﻛل ﻫرﻣﻲ وﯾﻌﻧﻲ ﺗﺳﻠﺳل اﻟرؤﺳﺎء ﻣن
أﻋﻠﻰ إﻟﻰ أﺳﻔل وﺗوﺿﯾﺢ ﻫذا اﻟﺗدرج اﻟرﺋﺎﺳﻲ ﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹدارة .
-10ﻣﺑدأ اﻟﺗرﺗﯾب:
وﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻓﺎﯾول وﺿﻊ ﻛل ﺷﻲء و ﻛل ﺷﺧص ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﻪ و ﯾﻘﺳﻣﻪ ﻓﺎﯾول إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ﻧظﺎم
ﻣﺎدي ﯾﻌﻧﻲ ﺑوﺿﻊ اﻵﻻت واﻷدوات واﻟﻣﻌدات ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﻣل،وﻧظﺎم
اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﻬﺗم ﺑوﺿﻊ ﻛل ﺷﺧص ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳب،ﻛﻣﺎ ﯾﻬﺗم ﺑﺗﻧﺳﯾق اﻟﺟﻬود وﺗﺣﻘﯾق
اﻻﻧﺳﺟﺎم ﺑﯾن ﻧﺷﺎطﺎت اﻟوﺣدات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم .
45
ﺑﺣﺳب ﻓﺎﯾول وظﺎﺋف اﻹدارة ﻫﻲ اﻟﺗﺧطﯾط،اﻟﺗﻧظﯾم،اﻟﺗوﺟﯾﻪ،اﻟﺗﻧﺳﯾق واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺣﯾث ﯾﻘول
ﻓﺎﯾول » ﻣﻌﻧﻰ أن ﺗدﯾر ﻫو أن ﺗﺗﻧﺑﺄ وﺗﺧطط وﺗﻧظم وﺗﺻدر اﻷواﻣر وﺗﻧﺳق و ﺗراﻗب « :
-1اﻟﺗﺧطﯾط:
ﻫو اﻟﺗﻧﺑؤ ﻣﺎ ﺳﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل واﻻﺳﺗﻌداد واﻹﻋداد ﻟﻣواﺟﻬﺗﻪ ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣدﯾر أن ﯾﻘوم
ﺑوﺿﻊ اﻟﺧطﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻣل وﯾﺗم ﺗﺣدﯾد ﻓﯾﻬﺎ ﺗواﺟﻬﺎت اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﺗﺣدﯾد أﻫداﻓﻬﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ
وﻗﺎﺋﻊ وﻣﻌﻠوﻣﺎت وأﺣداث ﺳﺎﺑﻘﺔ واﻟرﺑط ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرات وأن ﯾﺗﺄﻛد ﻣن أن ﻫذﻩ اﻟﺧطﺔ ﺗﺗﺿﻣن
اﻻﺳﺗﻣرار واﻟﻣروﻧﺔ واﻟدﻗﺔ.
-2اﻟﺗﻧظﯾم:
ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻧظﯾم ﺗﻌرﯾف ورﺳم اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ وﻛﺎﻓﺔ اﻟوظﺎﺋف ﻣﻊ ﺗﺣدﯾد واﺿﺢ
ﻟدورﻫﺎ وأﻫداﻓﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻷﻫداف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ وﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ
إﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎت إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺟﯾدة ﺑﯾن اﻟرؤﺳﺎء و اﻟﻣرؤوﺳﯾن ﻣﻊ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻷﻓراد
و ﺿﻣﺎن ﺗدرﺑﯾﻬم وﺗﻛوﯾﻧﻬم.
-3اﻟﺗوﺟﯾﻪ:
ﯾرﺗﺑط اﻟﺗوﺟﯾﻪ ﺑﺣﺳب ﻓﺎﯾول ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺷراف اﻟﻔﻌﺎل وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾن اﻟرؤﺳﺎء واﻟﻣرؤوﺳﯾن ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌرﻓﺔ دو اﻓﻌﻬم ﻟﻠﻌﻣل واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ
ﺗﺣﻔﯾزﻫم.
-4اﻟﺗﻧﺳﯾق:
ﻟم ﯾﻧﺟﺢ ﻓﺎﯾول ﻓﻲ ﻓﺻل اﻟﺗﻧﺳﯾق ﻋن وظﯾﻔﺗﻲ اﻟﺗﺧطﯾط واﻟﺗﻧظﯾم ﻓﯾرى أن اﻟﺗﻧﺳﯾق
ﻣﻌﻧﺎﻩ رﺑط ﺑﯾن ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻧﺷطﺔ واﻟﺟﻬود واﻟﻣﻬﺎم واﻻﻧﺳﺟﺎم ﻟﺑﻠوغ وﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ .
-5اﻟرﻗﺎﺑﺔ:
46
أي ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﺄﻛد ﻣن أن ﻛل ﺷﻲء ﻗد ﯾﺗم إﻧﺟﺎزﻩ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺧطﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﺔ أو اﻟﺻﺎدرة ﻋﻠﻰ أن
ﯾﺻﺎﺣب ذﻟك ﻣﻛﺎﻓﺂة ﻟﻠﻣﺟدﯾن اﻹﻧﺟﺎزات ( وﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻷﺧطﺎء واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺻﺣﯾﺣﻬﺎ و
ﺗﻔﺎدﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل .
ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻻﻧﺗﻘﺎدات ﻋﻠﻰ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻛﺣﺎل ﻏﯾر ﻫﺎ ﻣن اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺧﻠو ﻣن
37
أﺷﯾﺎء ﺳﻠﺑﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﺣﺎل ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ وﻣن ﺗﻠك اﻻﻧﺗﻘﺎدات ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻓﺎﯾول ﺗﺻﻠﺢ ﻛﺷﻌﺎرات ﻻ أﻛﺛر ،ﺗﺗوﻗف ﺻﻼﺣﯾﺔ
اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻓﺎﯾول ﻋﻠﻰ اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗﻣر ﺑﻬﺎ ﻛل ﻣﻧظﻣﺔ وﻛل ﺑﻠد ﺣﯾث ﻻ
ﯾﻣﻛن ﻓﺻل اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻹدارﯾﺔ ﻋن اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .
ﻗد ﺗﺗﺻﺎدم ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ ﻣﻊ اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ،ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻼءم
واﻟواﻗﻊ اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ .
ﺗﺗﺳم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟذﻛورة ﺑﺎﻟروﺗﯾن واﻟﺟﻣود وا ٕ ﻋطﺎء ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻟﻠﻣدﯾرﯾن (اﻷﻗوﯾﺎء) ﺑﺣﯾث
ﺗﻣﻛﻧﻬم ﻣن ﻓرض ﻫﻣﯾﻧﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺿﻌﻔﺎء (اﻟﻣرؤوﺳﯾن) واﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻬم واﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬم .
38
أﺳﺑﺎب وﺟود ﻧﻘﺎﺋص ﻓﻲ اﻹدارة ﻋﻧد ﻓﺎﯾول :
37
اﺣﻣد ﻋﺑد اﷲ اﻟﺻﺑﺎب .أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻹدارة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،ﺧوارزم اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،2005 ،ص .111
38
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .112
47
ﺳوء اﻟﺗﺧطﯾط ﯾﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﻋدم إﺣﺎطﺔ ﺑﻛل اﻟﻣﯾﺎدﯾن و ﻻ ﯾﺳﺗﻐل إﻻ اﻟﻘﻠﯾل ﻣن -1
اﻟﻣﺟﺎﻻت .
ﺗﻐﯾب اﻟﺗﻧظﯾم أن اﻟﺧﻠل اﻟذي ﯾﺻﯾب ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎل ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻌﻘد -2
ﯾؤدي ﺑدور إﻟﻰ ﺧﻠق ﺗﺿﺎرب ﺑﯾن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﻟوظﺎﺋف وﺗﺑدﯾد ﻟﻠﻣﺟﻬدات واﻷﻣوال .
ﻗﺻور اﻟﻘﯾﺎدة وﺳﺑﺑﻪ اﻓﺗﻘﺎر اﻟرؤﺳﺎء إﻟﻰ اﻟﺗﺄﻫﯾل اﻟﻼزم ﻟﺗوﻟﻲ اﻟﻘﯾﺎدةاﻹدار ﯾﺔ وﻧﻘص -4
ﺑﻌد ﻋرﺿﻧﺎ ﻟﺣﯾﺎة ﻫﻧري ﻓﺎﯾول واﻫﺗﻣﺎﻣﺎﺗﻪ ﺑﺎﻹدارة ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻻ أن اﻹدارة
ﺗﺧﺗص ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ﺑوﺳﺎطﺔ اﻷﺟﻬزة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﯾث ﺗﺗوﻟﻰ ﻫذﻩ اﻷﺟﻬزة :
اﻟﺗﺧطﯾط ،اﻟﺗﻧظﯾم ،اﻟﺗوﺟﯾﻪ ،اﻟﺗﻧﺳﯾق ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
وﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗﻧوﯾﺔ ﺑﺄن اﻹدارة وﺗطﺑﯾق ﻣﺑﺎدﺋﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر وﺳﯾﻠﺔ وﻟﯾﺳت ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﺣدّ ذاﺗﻬﺎ ﻓﻬﻲ
ﺑﺎﻟﺿرورة وﺳﯾﻠﺔ ﺗﺳﺗﺧدم أو ﻧطﺎق ﯾطﺑق ﺑﻐرض اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻫدف ﻣﺣدد،وﻣن ﺛم
ﻓﺈن دراﺳﺔ اﻹدارة ﺗﻛون ﻟﻣﺟرد ﺗﺣﺳﯾﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣدّ ذاﺗﻬﺎ ﻟﻛﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف
اﻟﻣرﺟوة ﺑﺷﻛل دﻗﯾق
48
اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ
إن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻫﻲ ﺗﻧظﯾم اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻫﺎدف ﯾﻧﺗﺞ واﻗﻌﺎ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ﺑداﺧﻠﻪ ﯾﺗﺟﻠﻰ ﻣن ﺧﻼل
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻔﺎﻋﻠﯾن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﯾن ،ﻓﻬذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻫﻲ ﻧﺗﺎج
ﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻷﻓراد وﻫﻲ ﻣﻧﺗﺟﺔ ﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﻌل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﯾن داﺧﻠﻬﺎ،
ﺣﯾث أن اﻟﻔﻌل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ أو اﻟﻔﻌل اﻟﻣﻧظم ﻫو وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻛﺗﻧظﯾم ،وﻗد
وﺿﻊ ﻓﯾﺑر ﻧﻣوذﺟﺎ ﻟﻺدارة واﻟﺗﺳﯾﯾر أﺳﻣﺎﻩ "اﻟﻧﻣوذج اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ" واﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺷﯾد
اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻟﻠﺗﺳﯾﯾر واﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري .ﻛﻣﺎ ﺗﻣﺛل اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ﻣﻊ اﻻﺗﺟﺎﻫﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ﻧظرة
رﺷﯾدة وﻛﻔؤة ﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧطق و ﻗواﻋد ﻋﻣل وﺷرﻋﯾﺔ ﺳﻠطﺔ ،واﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ﻫﻲ
ﺻﯾﻐﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻋﻘﻼﻧﯾﺔ ورﺷﯾدة ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﻧطق واﻟﻧظﺎم واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻹﻧﺟﺎز
اﻷﻋﻣﺎل وﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف .ﻟذﻟك اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻧﻌﺎﻟﺟﻬﺎ ،ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ :ﻣﺎ ﻫﻲ
ﺳﻣﺎت وﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ ﻋﻧد ﻣﺎﻛس ﻓﯾﺑر؟ وﻣﺎ ﻫﻲ ﺧﻠﻔﯾﺎﺗﻪ وﺣدودﻩ؟
ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺎﻛس ﻓﯾﺑر ﻣن أﺣد اﻟﻛﺗﺎب اﻷﻟﻣﺎن اﻟذﯾن ﺳﺎﻫﻣوا ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻹدارة وﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻬﺎ ،ﺣﯾث
اﻓﺗرض إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺧدام اﻟﻣدﯾرﯾن ﻟﻠﻬﯾﺎﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻣﻛﺎﺗب اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة اﻟﺣﺟم .
واﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ﺑﻣﻔﻬوم ﻓﯾﺑر ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺷﺎﺋﻊ ﻟﻠﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻌﻘﯾد واﻟروﺗﯾن
واﻹﺟراءات اﻟﺑطﯾﺋﺔ واﻟﻣطوﻟﺔ وﻋدم اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم،وا ٕ ﻧﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻛس ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻓﻪ
49
ﯾﺷﻛل ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﺗﻧظﯾم ﯾﺗﺻف ﺑﺎﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ واﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ واﻟﻛﻔﺎءة اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺟﺎز ،وﯾﺳﺗﻧد
39
إﻟﻰ ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﻧطق واﻟﻧظﺎم واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ.
-2أﻧﺗوﻧﻲ دوﻧز:
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻧﻣوذج اﻟذي ﻗدﻣﻪ أﻧﺗوﻧﻲ دوﻧز ﻣن اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻋن اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ،وﯾﺗﻛون ﻫذا
40
اﻟﻧﻣوذج ﻣن أﺳس ﻣﺗﻌددة ﻣن أﻫﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
• ﻟﻠﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ﻫﯾﻛل ﺗﻧظﯾﻣﻲ رﺳﻣﻲ ﺗﺗدرج ﻓﯾﻪ اﻟﺳﻠطﺔ ﻫرﻣﯾﺎ ﻣن اﻟﻘﻣﺔ إﻟﻰ
اﻟﻘﺎﻋدة ،وﯾﺗﺧﻠﻠﻪ ﺷﺑﻛﺔ ﻣن اﻻﺗﺻﺎﻻت ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت.
• وﺟود ﻧظم وﻟواﺋﺢ رﺳﻣﯾﺔ ﺗﺗﺿﻣن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘواﻋد واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﺳﯾر اﻟﻌﻣل.
• اﻟﻣوظف اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﻫﯾﻛل ﻣﺗﺷﺎﺑك ﻣن اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﺗطﻣﺢ
إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم.
41
ﯾوﺟد داﺧل اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ ﺧﻣﺳﺔ أﻧواع ﻣن اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﯾن وﻫﻲ:
أ.اﻟﻣﺗﺳﻠﻘون:ﻣﺣور اﻫﺗﻣﺎم ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ وﻏﺎﯾﺗﻬﺎ ﻫو زﯾﺎدة دﺧﻠﻬﺎ واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ
واﻟﻬﯾﺑﺔ.
39
ﻋﻤﺮ ﻣﺤﻤﺪ ذرة " ،ﻣﺪﺧﻞ إﻟﻰ اﻹدارة ،ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ إدارة اﻷﻋﻤﺎل ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺘﺠﺎرة ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯿﻦ ﺷﻤﺲ ،2009 ،ص .104
40
اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬﻛﺮ ،ص .106
41
اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬﻛﺮ ،ص .106
50
ب .اﻟﻣﺣﺎﻓظون :ﯾﺳﻌون إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻣن واﻻﺳﺗﻘرار ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣﻧﺎﺳب
ﻣن اﻟدﺧل ﻋﻛس ﻓﺋﺔ اﻟﻣﺗﺳﻠﻘون.
ت .اﻟﻣﺗﺣﻣﺳون :ﯾﺳﻌون إﻟﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة واﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ أو
اﻟﻣﺑدأ اﻟذي ﺗؤﻣن ﺑﻪ
ث .اﻟﻣﻠﺗزﻣون:ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ أﻫداﻓﻬﺎ وﻏﺎﯾﺗﻬﺎ ﻧﻔس ﻓﺋﺔ اﻟﻣﺗﺣﻣﺳون ،إﻻ أن اﻟﻣﻠﺗزﻣون ﯾؤﻣﻧون
وﯾﺧﻠﺻون ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ أو ﻣﺑدأ أﻋم و أﺷﻣل ﻣن اﻟﻣﺗﺣﻣﺳون ،وﻫم ﺑﺎﻟﻌﺎدة ﯾﺧﻠﺻون وﯾﺗﺣﻣﺳون
ﻟﻠﺗﻧظﯾم ﻛﻛل.
ج .اﻟﺳﯾﺎﺳﯾون :ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﻔﺋﺗﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﺗﯾن ،إل أن ﻧطﺎق ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﻬﺎ أﻋم وأﺷﻣل،
ﻓﻬﻲ ﺗﺗﺣﻣس و ﺗﻬﺗم ﻟﯾس ﻟﻠﺗﻧظﯾم ﻓﺣﺳب ﺑل ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﻠوﻛﻬم ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ
ﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﻛﻣﺎ ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﺻﻔﺎت ﻏﯾر اﻟﻣرﻏوﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺻف ﺑﻬﺎ اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ أﻫﻣﻬﺎ
42
ﻣﺎﯾﻠﻲ:
اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ وﺻف إﻧﺟﺎزاﺗﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﻓﻌﻬﺎ إﻟﻰ رﺋﯾﺳﻪ ،واﻹﻗﻼل ﻣن ﺷﺄن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ
ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
-اﻹﻗدام ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﺑﺣﻣﺎﺳﺔ وﺗﺣﻣل ﻣﺳؤوﻟﯾﺎت أﻛﺑر ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ،
ﺑﻣﺎ إذا ﻛﺎن ذﻟك ﺳﯾﻌود ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ و اﻟﻔﺎﺋدة.
42ﻋﻤﺮ ﻣﺤﻤﺪ ذرة ،ﻣﺪﺧﻞ إﻟﻰ اﻹدارة ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬﻛﺮ ،ص .107
51
• ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ ﻫﻧﺎ ﻛﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﺗطﺑﯾق اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺷدﯾدة.
• اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ ﯾﺗﺻف ﺑﺎﻟﺟﻣود اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،أي اﻟﺑطء ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘرارات واﺳﺗﻧﻔﺎذ وﻗت
طوﯾل ﻓﻲ إﻧﺟﺎز اﻷﻋﻣﺎل
إن ﻛﻠﻣﺔ ﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ﺗﺗردد ﻋﻠﻰ أﻟﺳﻧﺔ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺎس ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻧظﺎم ﯾﺳودﻩ اﻟروﺗﯾن
اﻟﻣﻣل وﯾﺗﺻف ﺑﺿﻌف اﻹﻧﺟﺎز واﻟﺑطء ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وﻟﻛن ﻫﻧﺎ اﻟﻣﻔﻬوم ﻣﻐﯾر ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻟﻠﻣﻔﻬوم
اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﺟﺎء ﺑﻪ ﻋﺎﻟم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻣﺎﻛس ﻓﯾﺑر ﻓﻛﻠﻣﺔ ﺑﯾروﻗراطﯾﺔ bureaucracyﻛﻠﻣﺔ
ﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ ﻻﺗﯾﻧﯾﺔ و ﺗﻘﺳم إﻟﻰ ﺷﻘﯾن اﻷول bureauوﺗﻌﻧﻲ ﻣﻛﺗب أو اﻷﻋﻣﺎل واﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﻛﺗب و cracyوﺗﻌﻧﻲ ﺳﻠطﺔ أو ﺣﻛم ،ﻟﺗﺷﻛﻼ ﻣﻌﺎ ﻣﺻطﻠﺣﺎ واﺣدا و ﻫو ﺳﻠطﺔ
( 43
اﻟﻣﻛﺗب أو ﺣﻛم اﻟﻣﻛﺗب.
ﺗﺗﺷﺎﺑﻪ اﻓﺗراﺿﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺑﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﺗﺎﯾﻠور.وﺗرﺗﺑط
ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺑﺎﺳم اﻟﻌﺎﻟم اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﻣﺎﻛس ﻓﯾﺑر اﻟذي ﻛﺎن ﻣﻌﺎﺻرا ﻟرﺟﺎل اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟذﯾن
ﺑﻬروﻩ ﺑﻛﺗﺎﺑﺗﻬم44 .وﻛﺎن ﻫدف ﻓﯾﺑر ﻣن وﺿﻊ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻫو ﺗﺣدﯾد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد
واﻟﻣﺑﺎدئ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻧظﯾم ﺳﯾر اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة واﻷﺟﻬزة
اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ.وﻟم ﺗﻛن اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ إﻻ ﺣﺻﯾﻠﺔ ﺗﺣﻠﯾﻼت ﻓﯾﺑر ودراﺳﺎﺗﻪ اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ﻟﺳﯾر
ﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ .ﻓﻘد ﻛﺎن ﯾرى أن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑﺷري ﯾﺳﯾر ﺑﺷﻛل ﺧطﻲ ﺗﻘدﻣﻲ ﻧﺣو
43ﺧﺘﺎم ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﯿﻢ اﻟﺴﺤﯿﻤﺎت " ،ﻣﻔﺎھﯿﻢ ﺟﺪﯾﺪة ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻹدارة " ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،2009 ،ص .33
52
اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻌب ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ دورا ﻣﻬﻣﺎ 45وﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻘراﺋﻪ ﻟﻠﺗﺎرﯾﺦ
ﺣدد ﻓﯾﺑر ﺛﻼث ﻣراﺣل ﺗﻣر ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﺑﺷﻛل ﺗﺻﺎﻋدي ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺑداﺋﯾﺔ
واﻟﺗﺧﻠف إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ واﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ واﻟﺗﻘدم ،إذ وﺟد أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﻣر ﻓﻲ ﻣراﺣل ﺛﻼث
46
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺑررات اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ وﻫﻲ:
-1ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ:ﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑداﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻل
ﻟﻠﺳﻠطﺔ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔﺋﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧد ﻓﻲ ﺷرﻋﯾﺔ ﺣﻛﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻏﯾر ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻻ
ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻣﺳﺗو ى اﻷداء واﻟﻘدرات ﺑل ﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺣﺳب واﻟﻧﺳب واﻟوراﺛﺔ.
-2ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻛﺎرﯾزﻣﺎﺗﯾﺔ :ﯾﺻل اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣن اﻟﺗطور ﻗﯾﺎدات ﻓردﯾﺔ
ذات ﺧﺻﺎﺋص ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺟذاﺑﺔ ﺗﻧﻘﺎد ﻟﻬﺎ اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر ،وﻟﯾس اﻷﺳﺑﺎب ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺑل ﺗﺄﺛرا ﺑﻬﺎ
واﺟﺗذاﺑﺎ ﻟﻘوى ﺳﺣرﯾﺔ ﻟدى ﻫذﻩ اﻟﻘﯾﺎدات ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻌﻠﻣﻲ.
-3ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ :ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔﺣﯾث ﺗﻛون
اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﯾد اﻟﻔﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ووﻓﻘﺎ ﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻻ ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ وﻻ
ﻛﺎرﯾزﻣﺎﺗﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻣت ﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻛﻔﺎءة ﺑﺻﻠﺔ ﯾﺗم اﺳﺗﺑﻌﺎدﻫﺎ
ﻛﺄﺳس ﻟﻠﺗﻌﯾﯾن ﻓﻲ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ﻧﻣوذﺟﺎ ﻣﺛﺎﻟﯾﺎ ﻟﻠﺗﻧظﯾم ﯾﺗﺻف ﺑﻌدة ﺳﻣﺎت ﻫﯾﻛﻠﯾﺔ وﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺗﺟﻌﻠﻪ
أﻛﺛر اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻛﻔﺎءة ودﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣﺣددة .وﻣﻊ ﺗﻌدد ﻣﺎ ﯾذﻛر ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص
اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ إﻻ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ):
Allen Settle and Allen K. ((American Pubbie Administration Concepts and 45
Cases)) P24.
53
-1ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل واﻟﺗﺧﺻص :ﺣﯾث ﺗؤﻛد ﻧظرﯾﺔ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﺗﻘﺳﯾم اﻷﻋﻣﺎل
ﻓﯾﻬﺎ إﻟﻰ ﻋدة ﺧطوات ﺛم ﺗوزﯾﻊ ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺧﺑراﺗﻬم
وﺗﺧﺻﺻﺎﺗﻬم ،ﺑﺣﯾث ﯾﻘوم ﻛل ﻓرد ﺑﺄداء ﻋﻣل ﻣﺣدد ﯾﺗواﻓق ﻣﻊﻗدراﺗﻪ وا ٕ ﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ اﻟﺟﺳدﯾﺔ
واﻟذﻫﻧﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي ﻟﺿﻣﺎن اﻟدﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل وﺗﺣﻘﯾق ﻣﺑدأ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎل.
-2ﺗدرج اﻟوظﺎﺋف ﻓﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺳﻠطﺔ )ﻫرﻣﯾﺔ اﻟوظﺎﺋف( :وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك وﺟود ﻣﺳﺗوﯾﺎت
إدارﯾﺔ ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻘﺳم اﻟﻣﻧظﻣﺔ إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻫرم ،ﺣﯾث ﯾﺿم
اﻟﻣﺳﺗوى اﻷول ﻣﺳﺗوى اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ أو اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻬرم اﻹداري،
وﺗﻛون ﻣﻬﻣﺗﻪ وﺿﻊ اﻷﻫداف واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو ﻣﺳﺗوى اﻹدارة اﻟوﺳطﻰ أو اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﻣﻬﻣﺗﻪ وﺿﻊ اﻟﺧطط اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻷﻫداف واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ،وﺗﻘدﯾم اﻟﺗﻘﺎرﯾر
ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ.
أﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻬو ﻣﺳﺗوى اﻹدارة اﻟدﻧﯾﺎ وﯾﻘوم ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺣت إﺷراف
اﻹدارة اﻟوﺳطﻰ ﻓﯾﻘوم ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺳﺗوى اﻷدﻧﻰ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﻣﺳﺗوى اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻧﻪ
واﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠذي ﯾﻌﻠوﻩ ﻣﺑﺎﺷرة ،وﻫﻛذا ﺣﺗﻰ ﻗﻣﺔ اﻟﻬرم وﯾﻛون ﺑذﻟك اﻧﺗظﺎم ﻟﻠﻌﻣل ﺑﯾن اﻷواﻣر
اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼﻓﻬﺎ .وﻟﻛن ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻫو ﺗﻌﻘﯾد وﺗطوﯾل ﺧطوط اﻻﺗﺻﺎل ﺑﯾن
ﺟﻬﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌطﯾل اﻷﻋﻣﺎل داﺧل اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
54
اﻟﺧدﻣﺎت ،ﺣﯾث ﯾطﺑق اﻟﺑﻌد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻧظﺎم ﻟﻛل ﻣﺎ ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻗواﻧﯾن وأﻧظﻣﺔ وﺗﻌﻠﯾﻣﺎت
)47 (17
ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻓراد دون ﺗﻣﯾﯾز ﻟﻼﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
-4وﺿﻊ ﻧظﺎم ﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ :وﯾﻘﺻد ﺑﻪ وﺟود ﻧظﺎم وظﯾﻔﻲ ﯾﻧظم ﺣﯾﺎة
اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣﻧذ ﻟﺣظﺔ اﺧﺗﯾﺎرﻫم ﻟﻠﻌﻣل إﻟﻰ ﺣﯾن ﺗرﻛﻬم ﻟﻪ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ وﯾﺗﺿﻣن ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻻﺧﺗﯾﺎر
ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن اﻟﺳﻠﯾم ﻟﻸﻓراد ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻛﻔﺎءة واﻟﺧﺑرة ،وﺟود ﻫﯾﻛل ﻋﺎدل ﻟﻠرواﺗب ،وﺣﺻول
)48 (18
اﻟﻣوظف ﻋﻠﻰ راﺗب ﺗﻘﺎﻋدي أو ﻣﻛﺎﻓﺄة ﻣﺟزﯾﺔ ﻋﻧد ﻧﻬﺎﯾﺔ ﺧدﻣﺗﻪ.
-5اﻋﺗﺑﺎر اﻹدارة ﻣﻬﻧﺔ داﺋﻣﺔ :ﯾﻧظر ﻟﻺدارة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﻬﻧﺔ ﺗﺣﺗﺎج ﻟﻠﺗﺄﻫﯾل واﻟﺗدرﯾب
اﻟﻣﺳﺗﻣر ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ إﺷﻐﺎل اﻟوظﺎﺋف اﻹدارﯾﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺑﻔﺋﺔ ﻣن اﻟﻣدراء اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻋﻠﻣﯾﺎ
)49 (19
ﻓﻲ ﻋﻠم اﻹدارة وذﻟك ﻟﺿﻣﺎن ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻘرارات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺧذوﻧﻬﺎ.
-6اﻟﺗدوﯾن اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ :ﺣﯾث أدﺧل ﻓﯾﺑر اﻟﻌﻣل اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ ﻟﺗدوﯾن ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل
واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺳﺟﻼت ﺗوﺛق ﺑﻬﺎ اﻷﻋﻣﺎل واﻟﻘرارات اﻟﺗﻲ ﯾﺗم
اﺗﺧﺎذﻫﺎ داﺧل اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﺗﺷﻣل أﯾﺿﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻘرارات اﻟﺳﺟﻼت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ووﺛﺎﺋق
اﻟﺷراء ووﺛﺎﺋق اﻷﻓراد وﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﻣﻊ اﻟﺧﺎرج ،ﺑﺣﯾث ﯾﺳﻬل اﻟرﺟوع إﻟﯾﻬﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ﺳواء
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻹدارة اﻟﻣﻧظﻣﺔ أو ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻬﺎ أو اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻌﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋدﻫﺎ ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟدراﺳﺎت وﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت وﺗﻘدﯾر ﻣﺎ ﺳﯾﺣدث ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ .ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺎﻋد
ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط ووﺿﻊ اﻷﻫداف .وﻛل ذﻟك ﯾﺗطﻠب وﺟود ﻛوادر ﺑﺷرﯾﺔ ﻹﻋداد اﻟﻛﺗب
)(20
وﺣﻔظﻬﺎ وﻓﻬرﺳﺗﻬﺎ ﻟﺗﻛون ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﺟوع إﻟﯾﻬﺎ ﺳﻬﻠﺔ وﺳرﯾﻌﺔ.
)(17د .ﺧﺘﺎم ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﯿﻢ اﻟﺴﺤﯿﻤﺎت " ،ﻣﻔﺎھﯿﻢ ﺟﺪﯾﺪة ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻹدارة " ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .36-35
47ﻓول ﻣراد ،ﻣﺣﺎﺿرة ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ 2021 ،
) (18ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .36-35
48ﻓول ﻣراد ،ﻣﺣﺎﺿرة ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ 2021 ،
) (19ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .36-35
49ﻓول ﻣراد ،ﻣﺣﺎﺿرة ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ 2021 ،
55
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻘﯾﯾم اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن ﻧﻣوذج ﻓﯾﺑر وﻧﻣوذج دوﻧز.
•أﻏﻔل ﻓﯾﺑر اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم وﻣدى أﻫﻣﯾﺗﻪ وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻛﺄﺣد
اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻧﻣوذج دوﻧز أدﺧﻠﻪ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر وﻧظر إﻟﯾﻪ ﻛﻣﺗﻐﯾر أﺳﺎﺳﻲ
)(21
وﻣن ﻣﺣددات اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ.
•ﻧظر دوﻧز إﻟﻰ اﻹﻧﺳﺎن ﻧظرة ﻣوﺿوﻋﯾﺔ وﻟﯾﺳت ﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻋﻧد ﻓﯾﺑر ﻓﺣب اﻟذات
وﺗﻔﺿﯾل اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗﻔوق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أﻣﺎ ﻋﻧد ﻓﯾﺑر ﻓﯾرى أن اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ
ﻓﺻل ﺗﻣﺎﻣﺎ ﺑﯾن أﻫداﻓﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ وواﺟﺑﺎت وأﻫداف اﻟﻌﻣل اﻟرﺳﻣﻲ).(22
•ﯾؤﻛد دوﻧز أن اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ ﺗﻧظﯾم ﻣﻔﺗوح ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﻣل ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﻬو ﯾﺗﺄﺛر
ﺑﺎﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﯾﻬﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾرى ﻓﯾﺑر أن اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ ﻻ ﯾﺗﺄﺛر ﺳوى
ﺑﺎﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟداﺧﻠﯾﺔ أي أﻧﻪ ﻧظﺎم ﻣﻐﻠق).(23
• اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟرﺷد واﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺿواﺑط واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻋﻠﻰ
ﻛﻔﺎﯾﺔ إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ.
• ﺻﻔﺎت اﻟﺗﺳﻠﺳل اﻟﺳﻠطوي اﻟرﺋﺎﺳﻲ واﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ واﻻﺳﺗﻘرار واﻟدﻗﺔ ﺟﻌﻠت ﺗﻧظﯾم ﻣﺎﻛس ﻓﯾﺑر
ﯾﺗﻘدم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋداﻩ ﻣن اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻹدارﯾﺔ.
• ﻋدم ﺧﺿوع اﻟﻣراﻛز اﻟوظﯾﻔﯾﺔ وﺷﺎﻏﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ ﻟﻠﺿﻐوط اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
وأطﻣﺎع اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن وطﻣوﺣﺎﺗﻬم ،ﻧظرا ﻟﺗﻣﺳك ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون واﻟﻠواﺋﺢ واﻟﻘواﻋد واﻷﻧظﻣﺔ.
• اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﺿﻐط
ﻋﻠﯾﻬم ﻣن ﻗﺑل اﻟﻘﯾﺎدات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
•ﻋدم ﺣدوث ﺗﻐﯾرات ﺟوﻫرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ ﻧظرا ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣن اﺳﺗﻘرار
واﺳﺗﻣرارﯾﺔ ،وذﻟك ﻣﻬﻣﺎ ﺣدث ﻣن ﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟدوﻟﺔ أو اﻟﻔﻛر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ.
وﺟﻪ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدارﺳﯾن اﻻﻧﺗﻘﺎدات ﻟﺗﻧظﯾم ﻓﯾﺑر اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،وﻣن
51
ﻫذﻩ اﻻﻧﺗﻘﺎدات ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
• ﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن ﻓﯾﺑر رﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ إﻫﻣﺎﻟﻪ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ.
• أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺳﺎﺑﻘﺗﻬﺎ ،ﻧظرﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ إﻫﻣﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﻧواﺣﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل
ﻧظرﺗﻬﺎ ﻟﻺﻧﺳﺎن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ آﻟﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺣﻛم ﺑﻬﺎ ،وﺑذﻟك ﺗﻘﺗل روح اﻹﺑداع واﻟﻣﺑﺎدرة.
51
ﺧﺗﺎم ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم اﻟﺳﺣﯾﻣﺎت ،ﻣﻔﺎﻫﯾم ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻋﻠم اﻹدارة ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .37
57
• ﺗﺗﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺑﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل واﻟﺗﺧﺻص واﻟﺗﻘﯾد ﺑﻠواﺋﺢ اﻟﻌﻣل ﻣن ﺣﯾث اﻷﻫداف
واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻹﺟراءات واﻋﺗﻣﺎد اﻷﺳﺎﻟﯾب واﻟوﺳﺎﺋل اﻟروﺗﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺑطء ﻓﻲ
اﻹﻧﺟﺎز ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب اﻟﺳرﻋﺔ.
• ﺗرﻛﯾز اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ وﻋدم ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻷدﻧﻰ
52
ﺑﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ وا ٕ ﺑداء اﻟرأي ﻓﻲ ﺧطط وﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺷر وع.
ﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻗوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺧﺗﺎم ﻫو أن ''ﻣﺎﻛس ﻓﯾﺑر'' ﺳﺎﻫم إﺳﻬﺎﻣﺎ ﻛﺑﯾرا ﻓﻲ إﺛراء اﻟﻔﻛر اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ
ﻋﻣوﻣﺎ ،واﻟﻔﻛر اﻹداري ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص ،ﺣﯾث ﺗﺻﻧف ﻧظرﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ﺿﻣن
إطﺎر اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ،ورﻏم ﻣرور ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب اﻟﻘرن ﻋن وﻓﺎﺗﻪ إﻻ أن ﻛﺗﺎﺑﺎﺗﻪ وأﻓﻛﺎرﻩ
وﻧظرﯾﺎﺗﻪ ﻻ زاﻟت ﻣﺣل اﻫﺗﻣﺎم اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن.واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻣﻘوﻟﺔ أن اﻹﻧﺳﺎن ،وﺧﺻوﺻﺎ اﻟﻣﻔﻛر،
اﺑن ﺑﯾﺋﺗﻪ ﻓﻘد اﻧطﻠق ''ﻓﯾﺑر'' ﻣن ﺑﯾﺋﺗﻪ اﻷوروﺑﯾﺔ واﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺣدﯾد ،ﺑﻣﺧﺗﻠف
اﻷوﺿﺎع واﻟظروف اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺷﻬدﻫﺎ وﺑﻧﻰ وﺻﺎغ ﻧﻣوذﺟﻪ اﻟﻣﺛﺎﻟﻲ ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ،
اﻟﻣﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص واﻟﺳﻣﺎت ،ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺳﻣﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ .ﻓﻘد رأى
''ﻓﯾﺑر'' ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﻧﺎﺳب ﺑل اﻷﻧﺳب ﻟﻠﺗﻛﻔل ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻬﺎم
واﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ.
ورﻏم ﻛل اﻻﻧﺗﻘﺎدات ﻻ ﺗزال ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ،ﺣﯾث ﺗدل اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﺑﺄن اﻟدول
اﻟﺗﻲ ﺗطﺑق ﻫذا اﻟﻧﻣوذج واﻟدول اﻟﺗﻲ طﺑﻘﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻗد ﺣﻘﻘت ﺗﻘدﻣﺎ ﻣﻠﺣوظﺎ
ﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺿوﯾﺗﻬم ﺑدﻋم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﻧﯾﻪ و ﺑﯾﻧﻬم ،ﺛم ﻗﺑوﻟﻬم ﻟﺷﺧﺻﻪ ﻛﻘﺎﺋد و ﻋﻠﯾﻪ
ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن ﺟﻬود اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺎﻻﺗﺻﺎل اﻟﻔﻌﺎل ﺑﯾن اﻷﻓراد و اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت ﺑﺣﯾث ﯾﻌﻣل
اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑروح اﻟﻔرﯾق اﻟواﺣد ﻻ ﻛﺄﺟزاء ﻣﻧﻌزﻟﺔ ،ﻫذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻬﻣﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻣن
أن ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﺗﺣﻘق أﻫداﻓﻬﺎ و أن ﺧطط اﻟﻌﻣل و ﺑراﻣﺟﻪ ﻣﻔﻬوﻣﻪ ﻟدﯾﻬم ،و إذا اﻧطﻠﻘﻧﺎ
52
ﻓﺎطﻣﺔ ﺑدر ،د .ﻣﻌﺎذ اﻟﺻﺑﺎغ " ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻹدارة " ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .15
58
إﻟﻰ رﯾﺎض اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻔواﺣﺔ ﺑﻌﺑﯾر اﻟﺣب و اﻟﻣودة و اﻟﺣر ص ﻋﻠﻰ اﻷﺧر ﻓﺈﻧﻧﺎ
ﻧﺟد ﺗﺄﻟﻘﺎ و ﺿﯾﺎءا ﻋﻠﻰ طرﯾق اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدﻗﺔ ﻓﯾﺷﻌر اﻟﻔرد ﻣﻬﻣﺎ ﺻﻐر
أو ﻛﺑر ﺑﺄﻧﻪ ﺷرﯾك ﻓﻲ اﻟﻌﻣل واﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار وﺗﺣﻣل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻓﻲ ﺿل اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟراﻗﯾﺔ واﻟﻔﻘﻪ
اﻟواﻗﻌﻲ ﻟﺗﻘوﯾم اﻷداء وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣواﻫب وﺗﻌزﯾز اﻟﻘدرات .
وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻔﻬم أن اﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﯾﺗﺿﻣن إرﺿﺎء أو إﺷﺑﺎع
اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﻬﺎ ﻣن دواﻓﻊ وﺗﻧظﯾم ﻏﯾر رﺳﻣﻲ ورﻓﻊ اﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ وﺗﺣﺳﯾن
ظروف اﻟﻌﻣل واﻟوﺿﻊ اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن.
وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن إن ﻧﻔﻬم إن اﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻹدارة ﯾدور ﺣول اﻟﺗوﻓﯾق
ﺑﯾن إرﺿﺎء اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن وﺑﯾن ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣﻧﺿﻣﺔ و ﻟﻬذا ﻓﺎن
اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﯾﺗﺿﻣن إرﺿﺎء أو إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ أو ﯾرﺗﺑط
ﺑﻬﺎ ﻣن دواﻓﻊ وﺗﻧظﯾم ﻏﯾر رﺳﻣﻲ ورﻓﻊ اﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ وﺗﺣﺳﯾن ظروف اﻟﻌﻣل واﻟوﺿﻊ
اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن
ﻧﺷﺄة اﻟﻣدرﺳﺔ:
ظﻬرت ﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1930م" ﻛرد ﻓﻌل ﻟﻠﻧظرﯾﺎت اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ اﻟﺛﻼث ،وﻫﻲ
اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ واﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﺗﻘﺳﯾم اﻹداري ،واﻟﺗﻲ اﻓﺗرﺿت أن اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ ﯾﻬم
اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻫﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﻌواﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻔﻛر اﻹداري -
53أﺣﻣد إﺑراھﯾم أﺣﻣد :اﻟﺟواﻧب اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻹدارة اﻟﻣدرﺳﯾﺔ اﻟﻘﺎھرة ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،2002 ،ص 22
59
اﻟﺗﻘﻠﯾدي -ﺳﺎد ﺧﻼل ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣل ﺗطور ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،ﻛﺎن ﯾﺳﯾطر ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻔﻛر
اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟذي ﯾﻬﺗم ﺑﺗرﺷﯾد اﻷﺳﺎﻟﯾب واﻟطرق واﻟﻬﯾﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﯾﻬﺗم
ﺑﺎﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري.
54
وﻣن اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻋدت ﻋﻠﻰ ظﻬور ﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ:
اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ وﺗزاﯾد ﻗوﺗﻬﺎ ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ظﻬور ﻣﺷﻛﻼت ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،وﻣن ﺛم
رأى اﻹدارﯾون أن ﻗوة اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻔﺷﻠﻬم ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر ﻣﻧﺎخ ﻣﻧﺎﺳب ﻣن
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﺣﺎوﻟوا اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺻﺣﯾﺢ ﻫذا
زﯾﺎدة ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﻣﺎل ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬم ﯾدرﻛون ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻌﻣل ،وﯾطﺎﻟﺑون ﺑﻘﯾﺎدة إدارﯾﺔ أﻓﺿل،
وﯾﺳﺗﺟﯾﺑون ﻟﻠطرق اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ إﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات.
ﻛﺑر ﺣﺟم اﻟﻣﺷروﻋﺎت أدى إﻟﻰ ظﻬور ﻣﺷﻛﻼت إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺟدﯾدة ،إذ أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻌﺳﯾر
ﻋﻠﻰ اﻹداري اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺷﺧﺻﻲ ﺑﻣﻌظم اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ظﻬور اﻻﺗﺻﺎﻻت
واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ.
ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺣدﯾث ،ﻣﻣﺎ أﻓﺳﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم اﻹدار ة ﻟﻠﺗرﻛﯾز
55
ﻋﻠﻰ اﻟﻌواﻣل اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﻪ ﻗد ﺗم إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
زﯾﺎدة ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣل ،ﻣﻣﺎ ﺟﻌل اﻹدارة ﺗﺑذل ﺟﻬدﻫﺎ ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة اﻟﻘﺻوى ﻣن ﻫذا
اﻟﻌﻧﺻر ،وﻛﺎن ذﻟك ﻫو اﻷﺳﺎس اﻟذي اﻧطﻠق ﻣﻧﻪ ﻓرﯾق اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﺗﺟﺎرب ﻫوﺛورن.
54أﺣﻣد إﺑراﻫﯾم أﺣﻣد :اﻟﺟواﻧب اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻣن ﻹدارة اﻟﻣدرﺳﯾﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ 2002/1421 ،م ،ص 22
55رﺷوان ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد :اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻠم اﻹدارة ،ﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث 1997،م
،ص ص 38 36
60
ﻓﺎﻟﻘﯾﺎدات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺿﻲ ﺑﺗﻘدﯾر ﻛﺑﯾر ﻣن اﻵﺧرﯾن وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗطﯾﻊ إن
ﺗﻠﻬم اﻵﺧرﯾن وﺗﺳﺗﻔﯾد ﺑﺄﺣﺳن ﻣﺎ ﻟدﯾﻬم ﻛﺄﻓراد وﺟﻣﺎﻋﺎت ﻓﻲ ﺗﻌﺎون ﻣﺛﻣر ﻓﻌﺎل وﻫذا ﻣﻊ ﺗوﻓر
ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻣﺗداح ﻋﻣﻠﻬم ﺑدﻗﺔ وﺗواﻓر اﻫﺗﻣﺎم إﻧﺳﺎﻧﻲ ﻛﺑﯾر ﺑﺄﻓراد اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣﺷﺎﻋرﻫم
وأﺣﺎﺳﯾﺳﻬم وﯾﻣﻛن إﺑراز أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
56رﺷوان ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻠم اﻹدارة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث ،1997،
ص ص .38 ،36
57ﺣﺳن اﻟﺻرن رﻋد ،دﻟﯾل ﺗطور اﻟﻔﻛر اﻹداري) ،دﻣﺷق :دار ﻋﻼء اﻟدﯾن ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟﺗرﺟﻣﺔ 2010 ،ص 93
61
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻌواﻣل اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻬﺎ دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ و ﻫذا ﻋﺑر ﻋدد ﻣن اﻟﺗﺟﺎرب
ﻋرﻓت ﺑﺗﺟﺎرب ﻫﺎوﺛورن.
أﻋﻣﺎﻟﻪ:
ﯾُﻌﺗﺑر إﻟﺗون ﻣﺎﯾو ﻣؤﺳﺳﺎ ﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔو ﻫو ﻣﺷﻬور ﺑﺄﺑﺣﺎﺛﻪ اﻟﻣﺗﻌددة ،و
ﺑﺗﺟﺎرب ﻫﺎوﺛورن ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص اﻟﺗﻲ أﺟراﻫﺎ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﯾﻧﺎت اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،و اﻟﺗﻲ
أظﻬرت أﻫﻣﯾﺔ ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك اﻟﻔردي ﻟﻠﻌﻣﺎل .ﻟﻘد ﺣﺎول ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﺑﺣث
ﺳﺑل رﻓﻊ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻋﺑر ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﺟﺎرب ،ﻛﺗﻐﯾﯾر ظروف اﻹﺿﺎءة ﻓﻲ ورﺷﺎت اﻟﻌﻣل ﻣﻣﺎ
ﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻛﺗﺷﺎف أن إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻌﻣﺎل ﻻ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،ﺑل ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻌواﻣل
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻛﺎﻟﺻداﻗﺔ داﺧل ﻣﺣﯾط اﻟﻌﻣل ،و ﺑﻣدى ﺷﻌور اﻟﻌﻣﺎل ﺑﺎﻷﻫﻣﯾﺔ.
59
ﻟﻘد أﺳﻔرت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾﺻﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
.1اﻟﻌﻣل اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻫو ﻋﻣل ﺟﻣﺎﻋﻲ ،ﻓﺎﻟﻌﺎﻣل ﻟﯾس ﻛﺎﺋﻧﺎً ﻓردﯾﺎً ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ إﺷﺑﺎع ﻏﺎﯾﺎﺗﻪ
اﻷﻧﺎﻧﯾﺔ ،إﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗﻣد ﻛﺛﯾراً ﻣن ﻣﻘوﻣﺎﺗﻪ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﻧﺷﺄة ،وذﻟك ﻓﻲ ﻣﻌظم ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻌﻣل اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،وﺗؤدي ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت دوراً ﻣؤﺛراً
58
ﺣﺳن اﻟﺻرن رﻋد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .96
59
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .98
62
ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻣل ،وﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻷﻣن وأﻧﻣﺎط اﻟﺳﻠوك اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﻪ،
واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻷداء واﻹﻧﺗﺎج وﻏﯾر ذﻟك.
.2ﯾﺳﺎﻋد اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻌﺎﻣل واﺣﺗراﻣﻪ وﺗﻘدﯾرﻩ ﻛﺛﯾراً ﻋﻠﻰ ﺗﻌزﯾز ﺣواﻓز اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻌﻣل،
ﻓﻘد أدى اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﺧﺎص اﻟذي وﺟدﺗﻪ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺑﺣوﺛﺔ طوال ﺳﻧوات اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ
زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺗﻘدﯾر واﻻﺣﺗرام ﯾﺷﺑﻊ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣل إﻟﻰ اﻷﻣﺎن واﻻﺳﺗﻘرار ﻛﻣﺎ
ﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻷﺟور.
.3إن اﻟﺷﻛوى واﻟﺗذﻣر واﻟﻘﻠق اﻟذي ﯾظﻬر ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﺎل ﯾﻌﻛس ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر
ﻣواﻗف ﺷﺧﺻﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻫﻲ ﻟﯾﺳت ﺣﻘﺎﺋق ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ،إﻧﻣﺎ أﻋراض
ودﻻﺋل ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﺋل أﺧرى.
ﺑدأت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻔﻛرﯾن ﻓﻲ اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن ﺑﻌض اﻟﻘواﻋد اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻔف
ﻣن ﺣدة ﺗطﺑﯾق ﻣﺑﺎدئ اﻟﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻓﻲ اﻹدارة
أي أن اﻟﺗﻔﻛﯾراﻷوﻟﻲ ﻟم ﯾرﻓض ﻣﺑﺎدئ اﻟﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻓﻲ اﻹدارة وا ٕ ﻧﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺑﺣث
ﯾدور ﺣول اﻟﺑﺣث ﻋﻣﺎ ﯾﺧﻔف أو ﯾرطب ﻣن آﺛﺎر ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ ،ﺑدأت ﻫذﻩ
اﻟﻣﺣﺎوﻻت ﻓﻲ ﻣﺻﺎﻧﻊ ﻫﺎوﺛورن اﻟﺷﻬﯾرة ﺑﺎﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺗون ﻣﺎﯾو
اﻟذي ﻓﻛر ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر ﻧظم ﻟﻺﺿﺎءة وﻛذﻟك ﻧظم ﻟﻠراﺣﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﻣل ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ
ﺗطﺑﯾق ﻣﺑﺎدئ اﻟﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة.
61
وﻓﻲ ﻋﺎم 1924ﺑدأ ﻣﺎﯾو ﻓﻲ إﺟراء أرﺑﻌﺔ أﻧواع ﻣن اﻟﺗﺟﺎرب ..ﻫﻲ :
- 2ﺗﺟﺎرب ﻟدراﺳﺔ اﺛر اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻧظم ﻓﺗرات اﻟراﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
وﻹﺟراء ﻫذﻩ اﻟﺗﺟﺎرب ﺗم اﺧﺗﯾﺎر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﺎﻣﻼت وﻋزﻟﻬم ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻣﺧﺻص ﻟﻘﯾﺎس
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻗﺑل إدﺧﺎل اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ وﺑﻌد إدﺧﺎل اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ .
-ﻣن أﻫم اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻧد ﻣﺎﯾو:
-ﻻﺣظ اﻟﺑﺎﺣﺛون ﺗوﻟد ﻧوع ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺑﯾن
اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ وﻗد أﻣﻛن ﺗوﻟد وظﻬور ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﺳﺑب ﺻﻐر ﺣﺟم
اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ،ﻓﺑﻌد أن ﻛﺎﻧت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﺿوا ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻗواﻣﻬﺎ 500ﻣﻔردة أﺻﺑﺣت
ﻋﺿوة ً ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﺻﻐﯾرة ﻗواﻣﻬﺎ 50ﻣﻔردة. 62
ﻫﻧﺎ ﺗوﺻل اﻟﺑﺎﺣﺛون إﻟﻲ أن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟد ﺑﯾن أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ -
ﺗؤدي إﻟﻲ رﻓﻊ اﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻟﻸﻓراد وﻣن ﺛم ﺗﺗﺣﻘق اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ .
ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺷرارة اﻷوﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟظﻬور اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻹدارة ﺣﯾث ﻟﻔﺗت
أﻧظﺎر اﻟﻌﻠﻣﺎء إﻟﻲ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻔرد ﻓﻲ ﻣﺣﯾط اﻟﻌﻣل وأن اﻟﻔرد ﻟﯾس ﻟﻪ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻘط )
ﻛﻣﺎ ﺗدﻋﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻹدارة (وا ٕ ﻧﻣﺎ ﻟﻪ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﯾرﻏب ﻓﻲ إﺷﺑﺎع
ﻫذﻩ اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت داﺧل اﻟﻌﻣل ،وأن اﻟﻔرد ﻟﯾس ﻧﻣوذج ﺑﺳﯾط وا ٕ ﻧﻣﺎ ﻧﻣوذج ﻣﻌﻘد ﯾﺳﺗﺣق
اﻟدراﺳﺔ.
61
رﺷوان ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد :اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻠم ﻹدارة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث 1997،م
ص 35
62ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ95:
64
ﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ
ﯾﺗﺿﺢ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ اﻟﻌﻠﻣﻲ وﺣدﻩ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻠﻧﺟﺎح ﻓﻲ اﻟﻌﻣل وﻻ ﺑد ﻣن
اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻛرﻛن أﺳﺎﺳﻲ ﻣن أرﻛﺎن ﻧﺟﺎح اﻟﺗﻧظﯾم وا ٕ دارﺗﻪ وﻟﻛن ﯾﺟدر
ﺑﻧﺎ أن ﻧﺗﻌرض ﻟﺑﻌض اﻟدﻋﺎﺋم واﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ واﻷﺧذ ﺑﻬﺎ ﻟﺗوﻓﯾر ﺟو اﻟﻌﻼﻗﺎت
63
اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ أﻫﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻰ:
-1أن ﺗﻛون اﻹدارة ﻗوة داﻓﻌﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺗﻬﯾﺋﺔ ﺟو اﻟﻌﻣل ﻣن إﺿﺎءة وﺗﻬوﯾﺔ وﻫدوء ﻣﻊ
64
ﺗﺗﺑﻊ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ داﺧل ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣل وﺧﺎرﺟﻬﺎ.
-2أن ﺗراﻋﻰ اﻹدارة اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻼ ﺗﻌﺎﻣل اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ واﺣدة.
-3ﺿﻣﺎن ﺣﺳن اﺧﺗﯾﺎر وﺗوظﯾف ﺟﻬﺎز اﻟﻌﻣل ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺔ أداء اﻷﻓراد ﻟدورﻫم
ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم وﻫذا ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻟﻘﯾﺎم ب:
-4ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻛل ﺷﺧص.
-5وﺻف اﻟﻌﻣل وﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻌدات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻪ وﻣﻌرﻓﺔ اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﺣﺗﺎﺟﻪ ﻋﻣﻠﯾﺎﺗﻪ.
-6وﺿﻊ اﻟﻔرد اﻟﻛفء ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻓﻼ ﺗﻛون ﻓوق ﻣﺳﺗواﻩ ﻓﯾﻬﻣﻠﻬﺎ وﯾﻘﺻر ﻓﻲ
أداء واﺟﺑﻪ وﻻ ﺗﻛون أﻗل ﻣن ﻛﻔﺎءﺗﻪ ﻓﯾﺣﺗﻘرﻫﺎ ،أي ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺷﻐل اﻟوظﺎﺋف
دﻗﯾﻘﺔ ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن.
-7أن ﺗراﻋﻲ اﻟﻛراﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﯾﺟب أن ﻧﻌﺎﻣل اﻟﻔرد ﺑﺎﺣﺗرام وان ﻧﺣﻔظ ﻟﻪ
65
ﻛراﻣﺗﻪ وأدﻣﯾﺗﻪ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-8إذا ﺷﻌر اﻟﺷﺧص ﺑﺧطﺄ ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﺳﺋول أن ﯾﺣﻔظ ﻟﻪ ﻣﺎء اﻟوﺟﻪ وﺗﻘدﯾم اﻟﺣل ﻓﻲ ﺷﻛل
اﻗﺗراح وﻟﯾس أﻣر.
63
64
65
65
-9أن ﺗﻛون اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ﻓﻼ ﻧﺳﺗﻠطف ﺷﺧﺻﺎ وﻧﺗﺣﯾز ﻟﻪ دون ﻏﯾرﻩ وﻻ ﻧﺷﻛل ﻛﺗل أو
ﺟﻣﺎﻋﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ أو ﻋرﻗﯾﺔ.
ﻣﻧﺢ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓرﺻﺎ ﻟﻠﺗرﻗﻲ واﻟﺗﻘدم وﻓﺗﺢ أﺑواب اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل أﻣﺎﻣﻬم. -10
ﺣث اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة ﺟﻬودﻫم ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻋن دواﻓﻌﻬم اﻟﻧﺑﯾﻠﺔ واﻟﺛﻧﺎء ﻋﻠﯾﻬم -11
وﺟﻌل اﻟﻣوﻗف ﻓﻲﺻورﻩ ﺗﺣدي إداري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬم وا ٕ ظﻬﺎر اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺻورة ﺑﺳﯾطﺔ.
ﻣراﻋﺎة ﺷﻌور ﻛل ﺷﺧص وا ٕ ﺑراز ﺻﻔﺎﺗﻪ اﻟطﯾﺑﺔ وﻣدﺣﻪ ﺑﻬﺎ وﺳؤاﻟﻪ ﻋن أﺣواﻟﻪ -12
66
وأﺳرﺗﻪ وﻧﺷﻌرﻩ إﻧﻧﺎ ﻧﻬﺗم ﺑﻬم وﯾﻔﺿل ﻣﻧﺎداﺗﻪ ﺑﺎﺳﻣﻪ وﻣﻘﺎﺑﻠﺗﻪ ﺑﺎﻻﺑﺗﺳﺎﻣﺔ
اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟﻠوم اﻟﻣﺑﺎﺷر وﺗﺣوﯾرﻩ ﻋﻧد اﻟﻠزوم وﻧﺣﺎول اﻻدﻋﺎء ﺑﺎن اﻷﻋذار ﺳﺑب
اﻹﻫﻣﺎل وﻫذا ﻧوع ﻣن اﻟﺗﺄﻧﯾب اﻟﺧﻔﻲ
-13اﻻﺳﺗﻣﺎع ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل اﻟﻌﻣل واﻷﻣور اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ أﯾﺿﺎ وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻌﺎوﻧﺗﻬم ﻓﻲ
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن.
-14اﺣﺗرام أراء اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن واﻟﺗﺣدث ﻣﻌﻬم ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺣﺑوﻧﻪ دون إﺛﺎرة ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺟدل اﻟﻌﻘﯾم.
-15اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺗﺟدﯾد وا ٕ ﻧﻌﺎشﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻷﻓراد وا ٕ طﻼﻋﻬم ﻋﻠﻰ ﻛل ﺟدﯾد ﺑﺄﺳﻠوب ﻣﺗطور
ﯾﺧﺗﻠف ﻋن أﺳﻠوب اﻟﺣﻔظ واﻟﻌﻠﯾم اﻟﻧظري وﻣن اﻷﻓﺿل أن ﯾﻛون ذﻟك ﺑطرﯾﻘﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ
وﺗﺑﺎدل اﻵراء
67
اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﺗﻲ وﺟﻬت ﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ
-1ﻋدم اﺳﺗﺧدام اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ.
-2اﻟﺗﺣﯾز اﻟﻣﺳﺑق ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ .
-3ﻣﻌﺎرﺿﺗﻬم ﻟرﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎﻗض ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم.
-4ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس واﻻﺟﺗﻣﺎع ﯾرون أن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﺣدودة وﻟم ﺗﺿف ﺟدﯾدا.
66
67
66
-5رﺟﺎل اﻟﻔﻛر اﻹداري ﻻ ﯾرون ﻓﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ دراﺳﺎت ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﺣﻠوﻻ ﺟذرﯾﺔ ﻟﻠوﺻول
إﻟﻰ ﻋﻼﻗﺎت أﻓﺿل.
-6إﻏﻔﺎل اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر.
-7ﻟم ﺗﻘدم اﻟﻣدرﺳﺔ ﻧظرﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺑل رﻛزت ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﺟواﻧب اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ·
-8ﻫﻧﺎك ﺗﻧﺎﻗض واﺿﺢ ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل واﻹدارة .
68
. -9ﯾرى أن اﻟﻔرد ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ إﺷﺑﺎع رﻏﺑﺎﺗﻪ و ﻻ ﯾوﻫﻣﻪ إﻧﺷﺎء ﺟﻣﺎﻋﺎت
ﺧﺎﺗﻣﺔ:
ﻟﻘد ﻋرﻓﻧﺎ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻷﺳﺎﻟﯾب و اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻋن طرﯾﻘﻬﺎ ﺣﻔز
اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺛﻣر اﻟﻣﻧﺗﺞ.
و ﻟذا ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﻟﻶﺧرﯾن أن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻣﺟرد ﻛﻠﻣﺎت طﯾﺑﺔ أو ﻋﺑﺎرات
ﻣﺟﺎﻣﻠﺔ ﺗﻘﺎل ﻟﻶﺧرﯾن و إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﺗﻔﻬم ﻋﻣﯾق ﻟﻘدرات اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن و طﺎﻗﺎﺗﻬم
و إﻣﻛﺎﻧﺎﺗﻬم و ظروﻓﻬم و دواﻓﻌﻬم و ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم و اﺳﺗﺧدام ﻛل ذﻟك ﻟﺣﻔزﻫم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﻣﻌﺎ
ﻛﺟﻣﺎﻋﺔ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫدف واﺣد ﻓﻲ ﺟو ﻣن اﻟﺗﻔﺎﻫم و اﻟﺗﻌﺎون و اﻟﺗﻌﺎطف
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﻣﻧذ اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وظﻬور أوﻟﻰ اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ ،ظﻬرت ﻫﻧﺎك اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إدارة اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻧﻔذ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻣﺎل ﻋﻣﻠﻬم .ﻋرﻓت ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ظﻬور أﺷﻛﺎل ﻋدﯾدة ﻣن اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻓﻲ اﻟﻌﻣل
واﻟذي اﺳﺗﻣر ﻋﺑر اﻟﻘرون ،ﻣﻊ ﺳﯾطرة ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﻪ ﻛل ﻣوظف وﺗوﻓﯾر اﻟﻘﻠﯾل ﻣن
68رﺷوان ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد :اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻠم ﻹدارة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث 1997،م
ص 35
67
اﻟﺣرﯾﺎت ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎر دورﻩ ﻋﻠﻰ أداء ﻣﻬﻣﺔ أو أﻛﺛر ﻣن اﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﺣددة ﻣن ﻗﺑل
اﻹدارة.
وﻣن اﻟﻣﻌروف أﯾﺿ ً ﺎ أن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺛورات اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻛﺎﻧت ﻟﺗﺣﺳﯾن ظروف اﻟﻌﻣﺎل ،واﻟﺗﻲ
اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت.أداء وا ٕ ﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن داﺋﻣ ً ﺎ أﻣر ً ا ﯾﺟب أﺧذﻩ ﻓﻲ
أدت ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﻛﺎن
اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻠﻣدﯾرﯾن ،وذﻟك ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻣﻌظﻣﻬﺎ ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﺳﯾطرة
واﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻹﻛراﻩ ﻟﺗﻌزﯾز اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ .وﻟﻛن ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء أوﻟﺋك اﻟذﯾن ﻟم ﯾﺗم ﺗﻠﺑﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬم
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﻟم ﺗﺗﺣﺳن اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﻔرط.
ﺳﻣﺢ ظﻬور ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻛﻌﻠم ﺑﺗﺣﻠﯾل ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣواﻗف وﺗم ﺗطوﯾر ﻧظرﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﻓﻲ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ .ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻧظرﯾﺎت اﻷوﻟﻰ اﻋﺗﺑرت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﯾطرة
أﻛﺑر واﻋﺗﺑرت اﻟﻌﺎﻣل ﺷﺧﺻ ً ﺎ ﻛﺳوﻻ ً ﺑﺎﻟﻔطرة ،إﻟﻰ أن ﺗﯾﺎرات أﺧرى ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻫذا
اﻻﻋﺗﻘﺎد ظﻬرت ﻻﺣﻘًﺎ.
ﺗرﺗﺑط ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ أي ﻣﻧظﻣﺔ ﺑﻛﻔﺎءة اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ورﻏﺑﺗﻪ ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ
اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣؤﺛر واﻟﻔﻌﺎل ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ .وﺗﻌﺗﻣد اﻹدارة ﻓﻲ ﺗﻌظﯾم
اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻠﻰ ﺗرﺷﯾد اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ .وﻗد ﯾﺻﻌب ﺗرﺷﯾد اﺳﺗﺧدام
اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري ﻟﺗﻌدد اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺣددة ﻟﻪ ،ﻟدرﺟﺔ ﺗزﯾد ﻣن ﺻﻌوﺑﺔ ﻗدرة اﻹدارة ﻋﻠﻰ
ﺗرﺷﯾد اﺳﺗﺧدام ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر وﻫو اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ اﻹدارة
ﻓﻲ أي ﻣﻧظﻣﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺣددة ﻟﻬذا اﻟﻌﻧﺻر واﻟﺗﻲ ﺗﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ
ﺳﻠوك ﻫؤﻻء اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻣﺛﻠون ﻗدرة اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
وﺗﻌﺗﺑر اﻟدواﻓﻊ واﻟﺣواﻓز ﻣن اﻟﻣؤﺛرات اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻌب دوراً ﻫﺎﻣﺎً وﺣﯾوﯾﺎً ﻓﻲ ﺳﻠوك
اﻷﻓراد ،وﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﻣﻛن ﺧﻠق اﻟرﻏﺑﺔ ﻟدﯾﻬم ﻓﻲ اﻷداء .اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻣﻛن ﻣﻌﻪ اﻟﻘول إن
ﻗدرة اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ ﺗﺗوﻗف إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎح اﻹدارة ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر
اﻟﻘدر اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻣن اﻟداﻓﻌﯾﺔ ﻟدى اﻷﻓراد ووﺿﻊ ﻧظﺎم ﻓﻌﺎل ﻟﻠﺣﺎﻓز اﻟذي ﯾوﺟﻪ ﻹﺛﺎرة اﻟدواﻓﻊ
68
اﻟﺗﻲ ﺑدورﻫﺎ ﺗدﻓﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻟﻺﻧﺗﺎج وﺗﺣﻘق ﻟﻬم اﻟرﺿﺎ ﻋن ذﻟك اﻟﻌﻣل» :ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ رﻓﻊ
اﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ وزﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻷداء«.
وﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟدواﻓﻊ واﻟﺣواﻓز ﻓﻲ ﺗﺄﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر
ﻋﺎﻣﻼ ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺳﻠوك اﻷداء اﻟﻔردي ﻓﻲ اﻟﻌﻣل .وﻣﻬﻣﺎ ﺗﺳﺎوت أو ﺗﻘﺎرﺑت
ﺧﺑرات اﻷﻓراد وﻗدراﺗﻬم إﻻ أن أﺣد أﺳﺑﺎب اﺧﺗﻼف اﻷداء ﯾﻌود إﻟﻰ ﻗوة رﻏﺑﺔ أو
داﻓﻌﯾﺔ اﻟﻔرد ﻷداء اﻟﻌﻣل .اﻟداﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ
اﻟﻣطﻠب :1ﺗﻌرﯾف اﻟداﻓﻌﯾﺔ و أﻧواﻋﻬﺎ
ﯾﺣﺗﺎج ﻛل إﻧﺳﺎن إﻟﻰ ﺷﻲء ﯾﺣر ّ ﻛﻪ اﺗّﺟﺎﻩ ﻣﺎﯾرﯾد أن ﯾﻔﻌﻠﻪ وﻟﻛﻲ ﯾﺣﻘق أﻫداﻓﻪ ،وﻣن أﻛﺛر
اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻪ ﻫو وﺟود ﻣﺎﯾﺳﻣ ّ ﻰ ﺑﺎﻟداﻓﻌﯾّ ﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺳﻧﻘوم
ﺑﻌرض اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻟﻬﺎ ،ﻣﻧﻬﺎ :
*ﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟظروف اﻟداﺧﻠﯾّ ﺔواﻟﺧﺎرﺟﯾّ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾك اﻟﻔرد ﻣن أﺟل
اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗوازن ،وﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﺗرﺿﻲ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ورﻏﺑﺎﺗﻪ اﻟداﺧﻠﯾﺔ.
ﻫﻲ ﻗوة داﺧﻠﯾﺔ ﻟدى اﻟﻔرد واﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺗﺣرﯾك ﺳﻠوﻛﻪ وﺗوﺟﯾﻬﻪ ؛ﺣﺗّﻰ ﯾﺣﻘّق ﻏﺎﯾﺔ ﻣﺎ ﺗﻌدّ
*
ﻣﻬﻣ ّ ﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻪ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﻌﻧوﯾﺔ أوﻣﺎدﯾﺔ.
ﺗﻌرف اﻟداﻓﻌﯾّ ﺔ ﺣﺳب وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﺗرﺑوي *ﻓؤاد أﺑوﺣطب* ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻔرد ﻣن ﺗﺣﻘﯾق
أﻣر ﺻﻌب ،واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وأداﺋﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ وﻣﺳﺗﻘل ،واﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ
اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻪ ،واﻟﺗﻔوق ﻋﻠﻰ اﻟذات وﻋﻠﻰ اﻵﺧرﯾن واﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬم ،وﻣﺣﺑّ ﺔ اﻟﻔرد
ﻟﻧﻔﺳﻪ ،وﻣﻘدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻣ ّ ل واﻟﻣﺛﺎﺑرة.
ﺗﻌرف اﻟداﻓﻌﯾّ ﺔ ﺣﺳب وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﺗرﺑوي *إﺑراﻫﯾم زﻛﻲ ﻗوﻗش* ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣدى اﺳﺗﻌداد
اﻟﺷﺧص وﻣﺛﺎﺑرﺗﻪ ﻟﻠوﺻول ﻟﻠﻧﺟﺎح ،وﯾﻛون اﻟﺗﺣدي أﻛﺑر ﻓﻲ ﺣﺎل ﻛﺎن ﻣﺳﺗوى ﻗدرات اﻟﻔرد
أﻗلّ ﻣن ﻣﺳﺗوى اﻟﻣواﻗف اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ أداء ﻣﻣﺗﺎز.
69
ﺗﻌرف اﻟداﻓﻌﯾّ ﺔ ﺣﺳب وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﺗرﺑوﯾﺔ *ﺻﻔﺎء اﻷﻋﺳر* ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ اﻟرﻏﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ
اﻟﺷﺧص ﻟﻠﻧﺟﺎح وﺗﺣﻘﯾق ﻣﺳﺗوى ﺗرﺑوي ﻣﻌﯾن ،أوﻛﺳب اﻟﺗﻘﺑّ ل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣن اﻷﻫل
واﻟﻣدرﺳﯾن ،ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻛﺑرﻣدى ﻣﻣﻛن ﻣن اﻷداء.
69
أﻧواع اﻟداﻓﻌﯾّ ﺔ:
اﻟدواﻓﻊ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻣدﻫﺎ اﻟﻔرد ﻣن اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وﻣن اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻪ
ﺳواء ﻛﺎﻧت أﺷﺧﺎﺻﺎً أو ﻣواداً أو ﻣﻌﻠوﻣﺎت ،وﻗد ﺗﻛون ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺗﻘدﯾم اﻟﺟواﺋز واﻟﻣﺣﻔزات
اﻟﻣﺎدﯾّ ﺔ أواﻟﻣﻌﻧوﯾّ ﺔ.
اﻟدواﻓﻊ اﻟداﺧﻠﯾﺔ :ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻣﺻدرﻫﺎ اﻟﺷﺧص ﻧﻔﺳﻪ ،ﺑﻧﺎءاً ﻋﻠﻰ وﺟود رﻏﺑﺔ داﺧﻠﯾﺔ
ﺗﻬدف إﻟﻰ إرﺿﺎء اﻟذات ،وﺳﻌﯾﺎً ﻟﻠﻛﺳب اﻟﻣﺎدي ّ أو اﻟﻣﻌﻧوي ّ أواﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ّ .
اﻟدواﻓﻊ اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ :وﻫﻲ اﻟدواﻓﻊ اﻷوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻔرد
ﻛﺣﺎﺟﺎت اﻟﺟﺳد اﻟﻌﺿوﯾﺔ واﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ ،ﻛﺣﺎﺟﺗﻪ ﻟﻠطﻌﺎم واﻟﻣﺎء.
اﻟدواﻓﻊ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :وﻫﻲ اﻟدواﻓﻊ اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﺑرﻏﺑﺔ اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﻠك واﻟﺗﻔوق ،وﻛذﻟك
اﻟوﺻول ﻷﻫداف ﺛﺎﻧوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة واﻹﻧﺟﺎز واﻟﺳﯾطرة.
70
أﻫﻣﯾﺔ اﻟداﻓﻌﯾﺔ :
ﺗﻌﺗﺑر اﻟداﻓﻌﯾﺔ اﺣد اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﻬﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،وﯾﻣﻛن أن
ﺗﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أﻫﻣﯾﺔ اﻟداﻓﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر ﻧﻣوذج اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ
اﻟﺟواﻧب اﻵﺗﯾﺔ :
69
ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﻣﻧﺻور .ﻣﺑﺎدى اﻻدارة اﺳس وﻣﻔﺎﻫﯾم .ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻧﯾل اﻟﻌرﺑﯾﺔ .اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،2004ص .62 -
70
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر.65 ،
70
اﻟداﻓﻌﯾﺔ ﺗﺣرك اﻟﺳﻠوك أي أن دواﻓﻊ اﻟﻔرد اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﻣﺛل اﻟﻘوة ﻟﺳﻠوﻛﻪ وﻫﻲ أﯾﺿﺎ
اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻬذا اﻟﺳﻠوك " ﺳﻠوك اﻟﻔرد ﺗﺗﺣﻛم ﺑﻪ اﻟدواﻓﻊ " .
اﻟداﻓﻌﯾﺔ ﺗﺣدد ﺷدة اﻟﺳﻠوك ﻓدواﻓﻊ اﻟﻔرد ﺗﺗﺣدد ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﺷدة اﻟﺳﻠوك وﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻪ ،
ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﻛون أﺣد دواﻓﻊ اﻟﻔرد ﻣﻠﺣﺔ ) ﻣﺛل اﻟداﻓﻊ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟذات واﻻﺣﺗرام (ﻓﺎن ﻫذا
اﻟﻣﺳﺗوى ﻣن اﻟداﻓﻌﯾﺔ ﯾﺣدد ﻣﺳﺗوى ﺷدة ﺳﻠوك ﻫذا اﻟﻔرد ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق ﻫذا اﻟداﻓﻊ .
اﻟدواﻓﻊ ﺗوﺟﻪ اﻟﺳﻠوك ﺣﯾث ﺗﺳﺗﻣد اﻟداﻓﻌﯾﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ ﺳﻠوك ﻣن
ﻟﻪ ﻫدف وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻧﻪ ﯾوﺟﻬﻪ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻫذا اﻟﻬدف ودواﻓﻊ اﻟﻔرد ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗوﺟﻪ اﻟﺳﻠوك
ﻧﺣو ﻫدف ﻣﻌﯾن ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺻور اﺣد اﻷﻓراد ﻟدﯾﻪ اﻟداﻓﻊ اﻟﻘوي
ﻟﻠﺷرب ﺛم ﯾﺗﺟﻪ ﺳﻠوﻛﻪ ﻧﺣو اﻟﻧوم أو ﻟدﯾﻪ داﻓﻊ ﻗوي ﻟﻼﻧﺗﻣﺎء ﻟوطﻧﻪ ﺛم ﯾﺣﺎول اﻟﻬﺟرة ﻣن
وطﻧﻪ .
ﺗﺄﻛﯾد ودﻋم اﻟﺳﻠوك ،ﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن ﻫﻧﺎك أﻧواﻋﺎ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﺳﻠوك ﯾﺗﻛرر ﺣدوﺛﻬﺎ ﻣن
اﻟﻔرد ﻓﻲ ﻓﺗرات زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﯾث ﯾواﺟﻪ ﺑظروف وﻣواﻗف ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ،وﻗد ﯾﻌﺗﻣد إﻟﻰ
اﻟﺳﻠوك ﻧﻔﺳﻪ إذا واﺟﻬﺗﻪ ﻣواﻗف ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺳﺑق ﻟﻪ أن ﺳﻠك ﺣﯾﺎﻟﻬﺎ ﺳﻠوﻛﺎ ﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ إﺷﺑﺎع
دواﻓﻌﻪ أو ﺣﻘق أﻫداﻓﻪ .
اﻟدواﻓﻊ واﻟﺣواﻓز
ﺗﻌرﯾف اﻟدواﻓﻊ:
اﻟداﻓﻊ ﻫو ﺣﺎﺟﺔ ﻏﯾر ﻣﺷﺑﻌﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺳﻠوك ﻣﻌﯾن ﻟﻠﻔرد ،وﯾﺗﺣدد ﻫذا اﻟﺳﻠوك اﻋﺗﻣﺎداً
ﻋﻠﻰ ﻗوة اﻟداﻓﻊ .ﻓﺎﻟﺑﺣث ﻋن اﻷﻛل ﯾﺄﺗﻲ ﻣن واﻗﻊ طﺑﯾﻌﻲ ﻫو اﻟﺟوع وﺑﻣﺟرد إﺷﺑﺎع ﻫذﻩ
71
اﻟﺣﺎﺟﺔ ﯾﻧﻘﺿﻲ ﻫذا اﻟﺳﻠوك.
وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺗﺿﺢ أﻫﻣﯾﺔ اﻟداﻓﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ أداء اﻟﻔرد وﺳﻠوﻛﻪ . . .ﺑﻣﻌﻧﻰ . . .أﻧﻪ ﻟو
ﺗواﻓرت ﻗدرة ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷداء وظروف ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻣل ،ﻓﺈن ذﻟك ﻟن ﯾؤدي إﻟﻰ أداء ﻣرﺗﻔﻊ
إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود داﻓﻊ ﻟﻠﻔرد ﻋﻠﻰ اﻷداء ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺎت أن ﺗوﺟﻪ ﺟﻬودﻫﺎ
ﻟدﻓﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ،واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﻬم ،وا ٕ ﺛﺎرة دواﻓﻌﻬم ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣل ،وا ٕ ذا ﻧﺟﺣت اﻹدارة ﻓﻲ
أي ﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ إﺛﺎرة دواﻓﻊ اﻷﻓراد ،وﺣﻔزﻫم ﻟﻠﻌﻣل ﻓﺗﻛون ﺑذﻟك ﻗد ﻧﺟﺣت ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ
ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ ﺑدرﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻛﻔﺎءة ،وﺗﺗوﻗف ﻗدرة اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك
اﻟﻣوظﻔﯾن وا ٕ ﺛﺎرة دواﻓﻌﻬم ﻟﻠﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻋواﻣل.
72
اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك اﻟﻣوظﻔﯾن
ﻧوﻋﯾﺔ اﻟدواﻓﻊ:
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﺣدد أﻧواع اﻟدواﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺛﯾر ﺣﻣﺎس اﻟﻔرد وﺗدﻓﻌﻪ ﻟﻠﻌﻣل،
وﺗﺣدﯾد أﻛﺛرﻫﺎ ﺗﺄﺛﯾراً ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك اﻟﻔرد ،وﻣن ﺛم اﺳﺗﺧدام اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻹﺛﺎرﺗﻬﺎ .وﯾﻣﺛل
اﺧﺗﻼف اﻟدواﻓﻊ ﻣن ﻓرد إﻟﻰ آﺧر ﺗﺣدﯾﺎً ﺧطﯾراً ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﻣواﺟﻬﺗﻪ ﺣﺗﻰ ﺗﻧﺟﺢ ﻓﻲ
ﻣﺧﺎطﺑﺔ اﻟداﻓﻊ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻔرد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل.
ﺗﺗﻔﺎوت اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟدواﻓﻊ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻬدﯾد واﻟﻌﻘﺎب ،وﻣﻧﻬﺎ
ﻣﺎ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة وﺗرﻏﯾب اﻟﻣوظﻔﯾن أو اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻌﺗﻣد اﻹدارة ﻓﻲ أي
ﻣﻧظﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣزﯾﺞ ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺳﺎﻟﯾب ﻋﻧد ﺗﺣرﯾك اﻟدواﻓﻊ وا ٕ ﺛﺎرﺗﻬﺎ ﻟدﻓﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وﺣﺛﻬم ﻋﻠﻰ
ﺗﻌرﯾف اﻟﺣواﻓز:
اﻟﺣواﻓز ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋواﻣل ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺎﻓﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﻗﻌﻬﺎ اﻟﻔرد ﻣن ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﻌﻣل
ﻣﺎ .أي أﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل اﻟﻌواﺋد اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﺳﺗﺛﺎرة اﻟدواﻓﻊ وﺗﺣرﯾﻛﻬﺎ .وﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﺎن
اﻟﺣﺎﻓز ﻫو اﻟﻣﺛﯾر اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟذي ﯾﺷﺑﻊ اﻟﺣﺎﺟﺔ واﻟرﻏﺑﺔ اﻟﻣﺗوﻟدة ﻟدى اﻟﻔرد ﻣن أداﺋﻪ ﻟﻌﻣل
73
ﻣﻌﯾن ﻛﻣﺎ ﺗﺗوﻗف ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﺣواﻓز ﻋﻠﻰ ﺗواﻓﻘﻬﺎ ﻣﻊ ﻫدف اﻟﻔرد وﺣﺎﺟﺗﻪ ورﻏﺑﺗﻪ.
ﻧظرﯾﺎت اﻟداﻓﻌﯾﺔ
ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎول ﺗﻔﺳﯾر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟداﻓﻌﯾﺔ ﻟدى اﻷﻓراد ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ
ﯾﻠﻲ:
ﻧظرﯾﺔ ﺳﻠم اﻟﺣﺎﺟﺎت اﺑراﻫﺎم ﻣﺎ ﺳﻠو1908- 1970
اﻟﻌﺎﻟم ﻣﺎ ﺳﻠو:
ﻗﺑل اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻫرم ﻣﺎ ﺳﻠو ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت ،ﻻ ﺑُ دّ ﻣن اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻣؤﺳ ّ س ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ،وﻫو
أﺑراﻫﺎم ﻫﺎروﻟد ﻣﺎ ﺳﻠو و ُ ﻟد ﻓﻲ 1أﺑرﯾل -1908وﺗوﻓّﻲ 8ﯾوﻧﯾو ،1970وﻫو ﻋﺎﻟم ﻧﻔس
ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻫرم ﻣﺎ ﺳﻠو ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت ،ﺳﺗُﻌر َ ض وﺟﻬﺔ ﻧظر ﻣﺎ ﺳﻠو ﻟﻺﻧﺳﺎن ،ﺣﯾث
ﯾرى ﻣﺎ ﺳﻠو أن ّ اﻹﻧﺳﺎن ﻫو ﻣرﻛز اﻟوﺟود ،وﯾرى أﯾﺿ ً ﺎ أن اﻹﻧﺳﺎن ﺻﺎﺣب اﻹرادة اﻟﺣرة ﻫو
اﻟﻣﺳؤول ﻋن أﻓﻌﺎﻟﻪ وﺳﻠوﻛﻪ ،وﻻ ﯾﻘﺑل أن ﯾﻛون اﻹﻧﺳﺎن ﻣﺳﯾر ً ا أو ﻣﺗﺄﺛر ً ا ﺑﻘوى ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺗﺣد
ﻣن إرادﺗﻪ ،وﯾرى أن ّ اﻹﻧﺳﺎن ﻫو اﻟﻔﺎﻋل اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ اﻟذي ﯾﻘر ّ ر ﻣﺻﯾرﻩ ،وﯾؤﻣن ﻣﺎ ﺳﻠو أن
اﻹﻧﺳﺎن ﺧﯾر ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ وﻛلّ ﻣﺎ ﯾظﻬر ﻟدﯾﻪ ﻣن ﺳﻠوك ﻋداﺋﻲ أو اﻧﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﻫو إﻻ أﻋراض
ﻣرﺿﯾﺔ ،ﺗﺣدث ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺻد اﻟﻔرد ﻋن ﺗﺣﻘﯾق إﻧﺳﺎﻧﯾﺗﻪ وﻫو ﺣر ﻟﻛن ﺿﻣن ﺣدود ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﯾرى
أن اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺷﺧص ﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺗﻪ ﺗﺣﻘﯾﻘًﺎ ﻛﺎﻣﻼ ً ،وﻫذا ﻣﺎ ذﻛرﻩ ﻓﻲ ﻫرم
ﻣﺎ ﺳﻠو ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت.
ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻫرم ﻣﺎ ﺳﻠو ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت:
ﯾﻧﻘﺳم ﻫرم ﻣﺎ ﺳﻠو ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت إﻟﻰ ﺧﻣﺳﺔ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ،وﺗﺗوزع ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺎت واﻟدواﻓﻊ ﺣﺳب
اﻷوﻟوﯾﺔ ،وﻓق اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺗﺻﺎﻋد ،ﻛﻣﺎ وﺻﻔﻪ ﻣﺎ ﺳﻠو ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠدواﻓﻊ ،وﺗﻧدرج
أو داﻓﻊ اﻟﺑﻘﺎء ،وﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻷول وﺗﺿم ّ :اﻟطﻌﺎم واﻟﺷراب واﻟﻬواءوﺗﺟﻧّب اﻷﻟم
واﻟﺟﻧس ،وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺧدم اﻟﺑﻘﺎء اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ ﺑﺷﻛلٍ ﻣﺑﺎﺷر.
ﺣﺎﺟﺎت اﻷﻣﺎن:
ﺗﺿم ّ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟراﻫﻧﺔ وﺿﻣﺎن ﻧوع ﻣن اﻟﻧظﺎم واﻷﻣﺎن اﻟﻣﺎدي
واﻟﻣﻌﻧوي ،وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻷﻣن واﻟﺛﺑﺎت واﻟﻧظﺎم واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،واﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ
ﻣﺻدر ﻣﺷﺑﻊ ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت ،وﯾؤدي ﻋدم إﺷﺑﺎع ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺎت إﻟﻰ ﻣﺧﺎوف ﻣﺛل :اﻟﺧوف ﻣن
اﻟﻣﺟﻬول أو اﻟﺧوف ﻣن اﻟﻐﻣوض أو اﻟﻔوﺿﻰ أو اﻟﺧوف ﻣن ﻓﻘدان اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ
اﻟظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ.
ﺣﺎﺟﺎت اﻟﺣب واﻻﻧﺗﻣﺎء:
ﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻘدﯾر:
ﺗﺣﺗلّ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺳﺗوى اﻟراﺑﻊ ﻣن ﻫرم ﻣﺎ ﺳﻠو ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت ،وﯾرى ﻣﺎ ﺳﻠو أن ﻫذا
اﻟﻣﺳﺗوى ﻟﻪ ﺟﺎﻧﺑﺎن؛ ﺟﺎﻧب ﯾﺗﺿﻣن اﺣﺗرام اﻟذات واﻹﺣﺳﺎس اﻟذي ﯾﻧﺑﻊ ﻣن داﺧل اﻟﻔرد
75
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .70
75
ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ،واﻟﺟﺎﻧب اﻵﺧر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻛﺗﺳﺎب اﻻﺣﺗرام واﻟﺗﻘدﯾر ﻣن اﻟﺑﯾﺋﺔ
اﻟﻣﺣﯾطﺔ ،وﯾﺿم ّ اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻛﺗﺳﺎب اﺣﺗرام اﻵﺧرﯾن ،وﯾﺿم أﯾﺿ ً ﺎ اﻟﺳﻣﻌﺔ اﻟﺣ َ ﺳﻧﺔ واﻟﻧﺟﺎح
واﻟوﺿﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺟﯾّ د.
ﺣﺎﺟﺎت ﺗﺣﻘﯾق اﻟذات:
ﺗﻌر َ ف أﯾﺿ ً ﺎ ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،وﻗد وﺿﻌﻬﺎ ﻣﺎ ﺳﻠو ﻓﻲ ﻗﻣﺔ ﻫرم ﻣﺎ ﺳﻠو ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت ،وﻗد ﺣدّ د
ﻣﺎ ﺳﻠو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت أو اﻟدواﻓﻊ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،اﻟﺗﻲ ﯾﺻل إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻔرد ﺑﻌد ﺗﺣﻘﯾق إﺷﺑﺎع
ﻛﺎفٍ ﻟﻛلّ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﺑﻘت ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻷدﻧﻰ ،وﺗﺣﻘﯾق اﻟذات ﯾﻌﺗﻣدُ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺔ
اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ ﺗﺳﺧﯾر ﻛل ﻗدراﺗﻪ وﻣواﻫﺑﻪ وﺗﺣﻘﯾق ﻛل إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ وﺗﻧﻣﯾﺗﻬﺎ إﻟﻰ أﻗﺻﻰ ﺣدّ
ﯾﻣﻛن أن ﺗﺻل إﻟﯾﻪ.
ﺑﻌد ﺗوﺿﯾﺢ ﻫرم ﻣﺎ ﺳﻠو ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت ﻻ ﺑُ دّ ﻣن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ وﺟﻬﺎت اﻟﻧظر ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣول ﻫرم ﻣﺎ ﺳﻠو ،ﻓﻘد ﺗﻌرض ﻣﺎ ﺳﻠو ﻓﻲ ﺣدﯾﺛﻪ ﻋن اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻟﺑﻌض اﻻﻧﺗﻘﺎدات
76
اﻟﺗﻲ ذﻛرﻫﺎ ﻣﻌﺎرﺿوﻩ ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟذﯾن ﯾدرﺳون اﻹﻧﺳﺎن وﺳﻠوﻛﻪ وﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ،ﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎز ﻫذﻩ
76
اﻻﻧﺗﻘﺎدات ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ:
ﺗﻌﺗﻣد اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗرﺗﯾب اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت ،وﻗد ﯾﺧﺗﻠف اﻟﺑﻌض ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﺟﺎت ،ﻓﻣﺛﻼ ً اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺗﻣﯾّز ﺑﺎﻹﺑداع ﻗد ﯾﺑدأ اﻟﺳﻠم ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟذات وﻗد ﯾﻬﺗم ّ ﺷﺧص آﺧر ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾّ ﺔ.
ﻗد ﯾﺻر ّ ﺑﻌض اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ ﻣزﯾد ﻣن اﻹﺷﺑﺎع ﻟﺣﺎﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﺻﻠت إﻟﻰ ﺣد اﻹﺷﺑﺎع
ﺑﺎﻟﻔﻌل ،وﻫذا ﯾﺧﺎﻟف اﻓﺗراض ﻣﺎ ﺳﻠو اﻟذي ﯾرى ﻓﯾﻪ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ
ﯾﺗم اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺔ أﺧرى أﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻫرم ﻣﺎ ﺳﻠو ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت.
ﻟم ﺗﺣدد اﻟﻧظرﯾﺔ ﺣﺟم اﻹﺷﺑﺎع اﻟذي ﯾﺟب ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻟﻼﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺎ
ﻣﺑﺎﺷرة ،ﺑل إﻧﻬﺎ ﺗﺣدﺛت أن ّ ﻫﻧﺎك إﺷﺑﺎﻋ ً ﺎ ﻓﻘط دون ﺗﺣدﯾد ﺣﺟم اﻹﺷﺑﺎع.
ﯾﻔﺗرض ﻣﺎ ﺳﻠو أﻧﻪ ﯾﺗم ّ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن إﺷﺑﺎع إﺣدى اﻟﺣﺎﺟﺎت إﻟﻰ إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺔ أﺧرى
ﻓور إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻷدﻧﻰ ،وﻫذا ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗﯾﺎم اﻟﻔرد ﺑﺈﺷﺑﺎع أﻛﺛر ﻣن
ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ.
ﻻ ﯾرى ﻣﺎ ﺳﻠو أن اﻟﻐراﺋز واﻟدواﻓﻊ اﻟﺑﺷرﯾّ ﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻔرد واﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟذي
ﯾﻌﯾش ُ ﻓﯾﻪ.
اﯾﺟﺎﺑﯾﺎت ﻧظرﯾﺔ ﻣﺎ ﺳﻠو:
أﻓﺿل ﻣﯾزة ﻟﻧظرﯾﺔ ﻣﺎ ﺳﻠو ﻟﻠﺗﺣﻔﯾز ﻫﻲ 77اﻧﻪ ﻣن اﻟﺳﻬل ﺟدا ﻓﻬﻣﻬﺎ وﺣﺗﻰ اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎدي
ﯾﻣﻛن ﻓﻬﻣﻬﺎ وﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻷﻧﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻧﻣر ﺑﻣرﺣﻠﺔ واﺣدة او ﻋدة ﻣراﺣل ﻣن ﻫرم اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت
ﺧﻼل ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻌﺎدي ﺳﯾﻘﺗﺻر داﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى أدﻧﻲ ﻣن ﻫرم ﻣﺎ ﺳﻠو وﻫو
76
ﻣﺣﻣد ﻗﺎﺳم اﻟﻘرﯾوﺗﻲ ،اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ :دراﺳﺔ اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟﻔردي واﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻹدارﯾﺔ ،اﻷردن:
ﻋﻣﺎن ،1993 ،ص .37
77
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .38
77
اﻟﻐذاء واﻟﻣﺄوى واﻟﻣﻼﺑس وﻟﻛن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑرﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ﺳﺗﻛون اﻷوﻟوﯾﺔ اﻟﻘﺻوى ﻫﻲ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻷﻋﻠﻰ ﻣن اﻟﻬرم وﻫذا ﻫو اﺣﺗرام اﻟذات أو اﻟﺷﻌور ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻛل ﺷﻲء وﻟن ﯾﻔﻛر أﺑدا
ﻓﻲ اﻟطﻌﺎم واﻟﻣﺄوى أو اﻟﻣﻼﺑس ﺣﯾث ﺗﻣت ﺗﻠﺑﯾﺔ ﻫذﻩ اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻣﻧذ ﻓﺗرة طوﯾﻠﺔ
اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ:
ﻣﯾزة أﺧرى ﻟﻧظرﯾﺔ ﻣﺎ ﺳﻠو ﻛوﻧﻬﺎ ﺗوﻟﻲ اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑدأ ﺑﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت
اﻷﻗل ﻣﺳﺗوى وﺗرﺗﻔﻊ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ إذ أن اﻹﻧﺳﺎن ﯾﻌطﻲ أﻫﻣﯾﺔ أﻛﺑر ﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻣﺛل
اﻵﻛل ﺛم ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌدﻫﺎ اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻷﺧرى ﻛﺎﻟﻣﻠﺑس واﻟﻣﺄوى واﻟﻛﻣﺎﻟﯾﺎت اﻷﺧرى وﻗد ﺗﻧﺎوﻟت ﻫذﻩ
اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت ﺑﺷﻛل اﯾﺟﺎﺑﻲ وﺟﻣﯾل
ﺗطﺑﯾق اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﺗﻰ اﻟﻣﺟﺎﻻت:
ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺗﻰ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﯾﺎة ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻷﻧﻪ ﺳواء ﻛﻧت ﻓﻲ اﻟﻣﻧزل أو ﻓﻲ
اﻟﻣﻛﺗب ﺗﺑدأ ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻘط ﺣﯾث ﻓﻲ اﻟﻣﻧزل ﺗﻛون اﻷوﻟوﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺎﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟطﻌﺎم ﯾوﻣﯾﺎ ﺛم ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌد ذﻟك أﻣن ﻣﻧزﻟك وﺑﻣﺟرد
اﻷﻣن ﯾﺗم اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻟﻣودة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺎﻷﻗﺎرب واﻷﺻدﻗﺎء ﺛم
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام اﻟذات ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﺗزﯾﯾن ﻣﻧزﻟك ﺑﺄﺛﺎث ﺑﺎﻫظ اﻟﺛﻣنوا ٕ ظﻬﺎرﻩ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ.
78
ﺳﻠﺑﯾﺎت ﻧظرﯾﺔ ﻣﺎ ﺳﻠو:
اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ :اﻟﻌﯾب اﻷﻛﺑر ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻫو أن ﻟﯾس ﻟﻛل اﻷﻓراد ﻧﻔس طرﯾﻘﺔ
اﻟﺗﻔﻛﯾر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﻌض اﻷﻓراد ﻓﺎن اﻟﻣودة واﻻﺣﺗرام اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أﻛﺛر أﻫﻣﯾﺔ ﻣن
اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺳﻼﻣﺔ وﻫذا ﻫو اﻟﺳﺑب اﻟذي ﯾﺟﻌل اﻟﻣرء ﯾرى أن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺎس ﯾﻘوﻣون
ﺑﺣﻔل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ أﻋﯾﺎد ﻣﯾﻼد أطﻔﺎﻟﻬم وزوﺟﺎﺗﻬم أو ﺷراء ﺳﯾﺎرات ﺑﺎﻫظﺔ اﻟﺛﻣن ﻣن اﺟل اﻟﺗﺑﺎﻫﻲ
ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻗﺑل ﺷراء ﺧطﺔ ﺗﺄﻣﯾن ﻣﻧزل ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﺣﯾث ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ ﻣزﯾد ﻣن اﻟرﺿﺎ ﻣن
اﻟﺗﺑﺎﻫﻲ ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أﻛﺛر ﻣن ﺗﻠﺑﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺳﻼﻣﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ.
78
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .38
78
اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ:ﻻﺑد أن ﺗﻛون ﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼﻓﺎت ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗم ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ
دول ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﯾث ﻟﻛل دوﻟﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟذﻟك ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﻌد ﺳن ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﻐﺎدر اﻷﺑﻧﺎء ﻣن ﻣﻧﺎزﻟﻬم وﻻ ﯾﻘﻠق اﻵﺑﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻬم وﻛذﻟك
اﻷﺑﻧﺎء ﻻ ﯾﻘﻠﻘون ﺑﺷﺄن أﺑﺎﺋﻬم.
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﻧﺗﺷر ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻷﺳرة اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻷطﻔﺎل واﻵﺑﺎء
أن ﯾﻔﻛروا ﻓﻲ ﺑﻌﺿﻬم اﻟﺑﻌض ﻋﻧد ﺗﻠﺑﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬم.
ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻘﯾﺎس:ﻣن اﻟﺻﻌب ﺟدا ﻗﯾﺎس ﻣدى اﻟرﺿﺎ اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣرء ﺑﻌد ﺗﻠﺑﯾﺔ ﻛل
ﻣﺳﺗوى ﻣن ﺣﺎﺟﺗﻪ ﻷﻧﻪ ذاﺗﻲ ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺗﻪ ﻷﻧﻪ ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻌﻘل اﻟﺑﺷري اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻧﺑؤ
ﺑﻪ ﻣن ﻗﺑل أي آﻟﺔ أو طرﯾﻘﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن ﺑﻌض اﻟﻧﺎس ﺳﯾﺷﻌرون ﺑﺎﻟرﺿﺎ ﺣﺗﻰ ﺑﻌد ﺗﻠﺑﯾﺔ
اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﺳﻼﻣﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻟن ﯾرﺿﻰ اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﻋن طرﯾق ﺗﻠﺑﯾﺔ ﺟﻣﯾﻊ
اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت .
ﯾﺗﺑﯾن ﻣﻣﺎ ﺳﺑق إن ﻧظرﯾﺔ ﻣﺎ ﺳﻠو ﻟﻠﺗﺣﻔﯾز ﻟﻬﺎ ﻣزاﯾﺎ وﻋﯾوب وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻻ ﺗزال واﺣدة ﻣن أﻛﺛر
اﻟﻧظرﯾﺎت اﺳﺗﺧداﻣﺎ وأﻫﻣﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻘﯾﺎس اﻟﺗﺳﻠﺳل اﻟﻬرﻣﻲ ﻟﻼﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺑﺷر .
)(²
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻧظرﯾﺎت اﻟداﻓﻌﯾﺔ
-2ﻧظرﯾﺔ اﻟدرﻓر :ﻗﺎم ﻛﻠﯾﺗون اﻟدرﻓر ﺑﺗﻘدﯾم ﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺣﯾث اﻓﺗرض
79
ان ﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎن ﺗﺻﻧف ﺿﻣن ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع :
79
-ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﻣﻧﺻور .ﻣﺑﺎدئ اﻹدارة أﺳس وﻣﻔﺎﻫﯾم .ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻧﯾل اﻟﻌرﺑﯾﺔ .اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ 2004 ،ص .111،
79
*ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن * *DSEEN ATEDNESSRELﺗﺷﻣل اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻟطﯾﺑﺔ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ﺗﻘﺎﺑل اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﺎﻟث ﻋﻧد ﻣﺎﺳﻠو أي ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
* ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻧﻣو :اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻔرد ﻟﻘدراﺗﻪ اﻟﻰ اﻟﺣد اﻷﻣﺛل ،وﻫﻲ ﺗﻘﺎﺑل
اﻟﻣﺳﺗوى اﻷﻋﻠﻰ ﻣن ﺣﺎﺟﺎت ﻋﻧد ﻣﺎﺳﻠو ) ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻟذات( .
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻻ ﯾوﺟد أوﻟوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻣﺛل ﻣﺎﺳﻠو أﯾﺿﺎ ﺗﻔﺗرض ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺑﺄن
اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺷﺑﻌﺔ ﻻ ﺗﻔﻘد أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻔز اﻟﻔرد ،اذ ﺗﻌود ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ
ﺳﻠوك اﻟﻔرد ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻔﺷل ﻓﻲ إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ.
ﻧظرﯾﺔ ﻣﻛﻠﯾﻼﻧد ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺟﺎت :اﻫﺗم ﺑﺑﺣث ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻔرد ودرس اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬم ﻣن
ﺧﻼل ﺗرﻛﯾزﻩ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺑﺎرات ﻣﻛوﻧﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺷﻛﺎل و اﻟﺻور اﻟﻣطﻠوب ﻣن اﻷﻓراد
اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﺑﺣث ﻣدى ارﺗﺑﺎط اﻟﺗﻌﻠﯾﻘﺎت واﻟﻛﺗﺎﺑﺎت ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ اﻟﻔرد أو ﺑﻘدرﺗﻪ و
ﺳﻠطﺗﻪ أو ﻋﻼﻗﺗﻪ واﻧﺗﻣﺎﺋﻪ .
اﻗﺗرح ﻣﻛﻠﯾﻼﻧد ﻧظرﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻹﻧﺟﺎز أواﺧر اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ) (1967ﺣﯾث رأى أن ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻔرد
80
ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺎت رﺋﯾﺳﯾﺔ :
أ -اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻺﻧﺟﺎز :ﯾﺣﺗﺎج اﻷﻓراد ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻧﺟﺎز ﻣﺎ ،ﻟﺑﻠوغ اﻟﻧﺟﺎح وﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﻠﻔﺷل ،ﻫؤﻻء
ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺣددون أﻫداﻓﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬم وﯾﺳﻌون ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ،وﯾﺗﻣﯾزون ﺑﻘدرة ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ وﻣﻬﺗﻣﯾن ﺑﺗﻘﯾﯾم اﻵﺧرﯾن ﻟﻣﺳﺗوى اﻧﺟﺎزﻫم اﻟﻣﺗﺣﻘق أذاﻧﻬم ﯾﺷﻌرون ﺑرﻏﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ
اﻹطراء )اﻟﻣدح( ﻣن اﻵﺧرﯾن ﻋﻧد ﺗﺣﻘﯾق اﻧﺟﺎز ﻣﻌﯾن .
ب -اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻘوة :اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﺗﻣﯾزون ﺑﺣﺎﺟﺗﻬم ﻟﻠﻘوة ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﺻرﻓون ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ
اﻵﺧرﯾن ﺑرﻏﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣراﻛز اﻟﻘﯾﺎدة وﯾﺗﺳﻣون ﺑﻘوة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻠﺑﺎﻗﺔ
80
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .112
80
واﻹﺻرار واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻓرض اﻵراء ﻛﻣﺎ أﻧﻬم ﯾودون ﻏﺎﻟﺑﺎ اﻟظﻬور ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺑﺻورة ﻣﺗﻣﯾزة ﻋن ﺳواﻫم ﻣن اﻷﻓراد .
ج-اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻻﻧﺗﻣﺎء :إن اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﺣﺗﺎﺟون ﻟﻼﻧﺗﻣﺎء ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺷﻌرون ﺑﺳﻌﺎدة
ﺟﺎﻣﺣﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺣﺑﻬم اﻵﺧرون ،وﯾﺳﻌون ﺑﺷﻛل ﺣﺛﯾث إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟرﻓض اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
،وﯾﺗﺳم ﺳﻠوﻛﻬم ﻏﺎﻟﺑﺎ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﯾرﻏﺑون ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻵﺧرﯾن واﻟﺗﻔﺎﻋل ﻣﻌﻬم
ﺑﺻورة ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﺳﻌﻲ دوﻣﺎ ﻟﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻵﺧرون .
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎن ﻗوة اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻋﻧد ﻣﯾﻛﻠﯾﻼﻧد ﺗﺗﻐﯾر ﻣن ﻓرد إﻟﻰ أﺧر ﻣﻊ ﻣرور
اﻟزﻣن وأن اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻷﻛﺛر ﻗوة ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺳﻠو ك اﻟذي ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ أن ﯾﺷﺑﻌﻬﺎ
طور ﻓرﯾدرﯾك ﻫﯾرزﺑرج ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﻧﺎء ً ا ﻋﻠﻰ اﻷﺑﺣﺎث اﻟﺗﻲ أﺟراﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺔ ﻗواﻣﻬﺎ
) (200ﻣﺣﺎﺳب وﻣﻬﻧدس اﺳﺗﻬدﻓت اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻷﻓراد ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ.
ﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻧﺷرﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻋﺎم )81 (1959ﻣﻧﻬﺎ أن ﺗﻌﺎﺳﺔ
اﻟﻔرد وﻋدم رﺿﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻻﺣﯾﺎن إﻧﻣﺎ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن ﻋدم ﺗواﻓر ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ .ﻛﻣﺎ
ﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن رﺿﺎ اﻟﻔرد ﻋن ﻋﻣﻠﻪ ﻋﺎﺋد إﻟﻰ اﻟﻌﻣل ذاﺗﻪ .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻘد رأى
82
"ﻫرزﺑرغ" أن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣل ﺗﺗوزع ﺗﺣت ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن ﻫﻣﺎ:
أوﻻ ً /اﻟﻌواﻣل اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ أو اﻟﺻﺣﯾﺔ :ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻟﯾﺳت ﻣﺣﻔزات ﺑل إن ﻧﻘﺻﻬﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﺎﻣل
ﺗﺛﺑﯾط وﻣﺻدر إﺣﺑﺎط و ﺑﺎﻟﻌﻛس ﻓﺈن ﺗوﻓﯾرﻫﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻌﺎﻣل راﺿﯾً ﺎ وﻟﯾس ﻣﺣﻔز ً ا .أي أﻧﻬﺎ
أﺷﯾﺎء ﻻﺑد ﻣن ﺗﻠﺑﯾﺗﻬﺎ وﻟﻛﻧﻬﺎ وﺣدﻫﺎ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻔﯾز .وﺗﺗﻣﺛل اﻟﻌواﻣل اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺳﺎت
81
ﻋﻣﺎر ﺑوﺣوش ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .25
82
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .26
81
اﻟﻣﻧظﻣﺔ وا ٕ دارﺗﻬﺎ ،وﻧﻣط اﻹﺷراف ،واﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﻓراد ،وظروف اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،واﻟراﺗب،
واﻟﻣرﻛز اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،واﻷﻣن اﻟوظﯾﻔﻲ.
ﺛﺎﻧﯾً ﺎ /اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣﻔزة أو اﻟداﻓﻌﺔ :وﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻌﻣل ،وﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟودﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻧﺎء درﺟﺔ
ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟرﺿﺎ ﻋﻧد اﻷﻓراد ,وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺳﺑب اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻋدم اﻟرﺿﺎ ﻋﻧد ﻋدم ﺗواﻓرﻫﺎ.
وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻹﻧﺟﺎز ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،واﻹدراك اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣل ،وطﺑﯾﻌﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ
وﻣﺣﺗواﻫﺎ ،واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،وﻓرص اﻟﺗﻘدم واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،وﻧﻣو اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﺗطورﻫﺎ.
83
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻧﻘد اﻟﻧظرﯾﺔ
أﺻر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻻﺷﺑﺎع ﺑﺷﻛل ﻣﺗزاﯾد ﻟﺣﺎﺟﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ذﻟك
ﻋﻛس ﻣﺎ ﺗﻔرﺿﻪ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻣن اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺷﺧص ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت أﺧر ﻋﻧد ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ
ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
-ﻗﺎﻣت اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺟﻧب ﺗﺣدﯾد ﻛﻣﯾﺔ اﻻﺷﺑﺎع اﻟﻣطﻠوب ﻣن اﻟﺷﺧص ﻟﻼﻧﺗﻘﺎل ﺑﻌد ذﻟك
ﻻﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﺧرى
اﻓﺗرﺿت اﻟﻧظرﯾﺔ أن اﻟﺷﺧص ﯾﻧﺗﻘل ﻣن اﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻوﻟﯾﺔ ،أي اﻟدﻧﯾﺎ ﺛم ﯾﻘوم ﺑﺷﺑﺎع
اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﺧرى اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻣﻊ أﻧﻪ ﯾوﺟد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﻘوﻣون ﻋﻠﻰ اﺷﺑﺎع
ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم اﻟﻌﻠﯾﺎ واﻟدﻧﯾﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت
-ﻟم ﺗﻬم اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﻠﺟﺎﻧب اﻟروﺣﻲ اﻟدﯾﻧﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ذو أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟدى اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻷﺷﺧﺎص.
82
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗﻌرﯾف ﻧظرﯾﺔ x yﻓﻲ اﻹدارة:
ﻧظرﯾﺔXوYﻧظرﯾﺗﺎن ﻣﺧﺗﻠﻔﺗﺎن ) ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺗﺎن( ﺣول اﻟدواﻓﻊ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﺗﻘﺳم ﺳﻠوك
اﻟﻣوظف طرﺣﻪ اﻷﻛﺎدﯾﻣﻲ واﻟﻣﻬﻧدس اﻷﻣرﯾﻛﻲ *دوﺟﻼس ﻣﺎﻛﺟرﯾﺟور*.
ﻛﺎن ﻣﺎﻛﺟرﯾﺟور ﯾﻌﺗﻣد ﻫذا اﻟﻣؤﻟف ﻋﻠﻰ ﻧظرﯾﺔ ﻣﺎﺳﻠو ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻔﯾز وﺗﺳﻠﺳﻠﻪ اﻟﻬرﻣﻲ
ﻟﻼﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔﻟﯾﻘﺗرح أن اﻻﻓﺗﻘﺎر إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻓز وا ٕ ﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ أﻧﻪ
ﺑﻣﺟرد ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن ،ﺗﺗوﻗف اﻟﻣﺣﻔزات اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﻋن
اﻟﺗﺣﻔﯾز .ﺗﻘوم ﻧظرﯾﺔ Xو Yﻟدوﺟﻼس ﻣﺎﻛﺟرﯾﺟور ﺑﺈﻧﺷﺎء اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﺟدﯾدة ﻣﺛل اﻻﺣﺗرام
وﺗﺣﻘﯾق اﻟذات اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن ﻣﻌظم اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﻬﺗﻣﺔ ﺑﺗزوﯾدﻫﺎ ﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت .ﻟﻬذا
اﻟﺳﺑب ،ﺗﻘﺗرح ﻧظرﯾﺔ x yﻓﻲ اﻻدارة طرﯾﻘﺔ ﺟدﯾدة ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻷﻋﻣﺎل ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻗﯾود اﻟﻧﻣوذج
اﻟﺗﻘﻠﯾدي :اﻟﻧظرﯾﺔ ، Yاﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ اﻟﻧﻣوذج اﻟﺗﻘﻠﯾدي أو اﻟﻧظرﯾﺔ ، Xﻛﻼ اﻟﻧﻣوذﺟﯾن
ﻣﺗﻧﺎﻓﯾﺎن.
اﻟﻔرق ﺑﯾن ﻧظرﯾﺔ Xو: Y
اﻟﻧظرﯾﺔ X
اﻟﺣدﯾﺛﺔ، اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻛﺳﻲ أﺛﯾرﻫﺎ ﺛﺑت اﻟﺗﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻫذﻩ ﻓﻲ
ﻣﺎﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻧظرﯾﺔ Xﻫﻲ ﻣن ﺗﺻور دووﺟﻼس ﻣﺎﻛﺟرﯾﺟور ،ﺣﯾث ﯾﺣﺎول ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺷرح
طرﯾﻘﺔ اﻟﻔﻬم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻠﺷرﻛﺔ واﻟﻌﺎﻣل واﻟذي ﻛﺎن ﯾﻣﺛل اﻟﻔﻬم اﻟﺳﺎﺋد وﻣﺎ ﯾزال
ﺣﺗﻰ اﻵن .ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﻧظرة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﻛﻛﯾﺎن ﺳﻠﺑﻲ ﯾﺟب إﺟﺑﺎرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ،وﻛﺎﺋن
ﻛﺳول ﯾﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﻌﻣل ﺑﺄﻗل ﻗدر ﻣﻣﻛن وﯾﻛون داﻓﻌﻪ اﻟوﺣﯾد ﻫو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل .ﯾُ ﻧظر
اﻟﻌﻣﺎل ﻋﻠﻰ أﻧﻬم ﺿﻌﯾف و اﻟﻣﻌرﻓﺔ ،وﻏﯾر ﻗﺎدرﯾن ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﺗﻐﯾﯾر واﻟﺻراع ،وﻏﯾر
طﻣوﺣﯾن .ﺣﯾث أﻧﻬم ﺑدون ﺳﯾطرة ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟن ﯾﻘوﻣوا ﺑﻣﻬﺎﻣﻬم .ﺑﻣوﺟب ﻫذا اﻻﻋﺗﺑﺎر ،ﯾﺟب
ﻋﻠﻰ اﻹدارة إظﻬﺎر اﻟﻘدرة اﻟﻘﯾﺎدﯾﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣن أﺟل ﺗﺟﻧب
83
ﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﻌﻣﺎل .ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ،ﯾﺗم اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺳﻠوك اﻟﻌﻣﺎل وﯾﺗم ﺗﺣﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت،
وﺗزوﯾدﻫم ﺑﻣﻬﺎم ﻣﺣدودة.
وﻫﻛذا ﺗُﻣﺎرس اﻟﻘﯾﺎدة ﺑطرﯾﻘﺔ ﺳﻠطوﯾﺔ ﺑﺗوﺿﯾﺢ ﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻛل ﻓرد ﻓﻌﻠﻪ وﻛﯾف .اﻟﻘواﻋد
اﻟﻣﻧﺗﻬﺟﺔ ﻫﻲ ﻋﻘوﺑﺎت ﺻﺎرﻣﺔ وﻗوﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗم وﺿﻊ ﺗداﺑﯾر ﻗﺳرﯾﺔ وﻋﻘﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
ﻋﻣل اﻟﻣوظﻔﯾن .ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ،ﯾﺗم اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺎل واﻷﺟور ﻛﻌﻧﺻر أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺗﺣﻔﯾز.
ﻧظرﯾﺔ :Y
ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺗﻔﺗرض ﻓﯾﻬﺎ اﻹدارة ﺑﺄن اﻟﻣوظﻔﯾن طﻣوﺣﯾن ،ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ،
ﯾوﺿﺢ McGregorأن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻔﻬم اﻟﻌﻣل Xﻛﺎﻧت ﻣوﺟودة ﻣﻧذ زﻣن اﻟﺛورة
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ .وﻣﻊ ذﻟك ،ﻓﻬو ﯾرى أﻧﻪ ﻣن اﻟﺿروري اﻟﺑدء ﻣن ﻧظرﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻬﺎ رؤﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﻟﻠﻌﺎﻣل ودورﻩ ﻓﻲ اﻟﺷرﻛﺔ .ﻛﺎﻧت ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻣﺎ ﺗﻣت ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ اﻟﻧظرﯾﺔ .Y
ﺗﺷﯾر اﻟﻧظرﯾﺔ Yإﻟﻰ أن اﻹدارة ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ﺗﻧظﯾم اﻟﺷرﻛﺔ وﻣواردﻫﺎ ﻣن أﺟل
ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ ،ﻟﻛن اﻟﻣوظﻔﯾن ﻟﯾﺳوا ﺳﻠﺑﯾﯾن ﺑطﺑﻌﻬم ،ﺑل ﻧﺷطﯾن إذا ﺗم دﻓﻌﻬم ﻟﻠﻘﯾﺎم
ﺑذﻟك .ﯾﺷﺎر أﯾﺿﺎ إﻟﻰ ﻗﯾﻣﺔ وأﻫﻣﯾﺔ اﻟداﻓﻊ واﻟﺗﺣدي ،وﻫﻲ ﻗﯾﻣﺔ ﻻ ﯾﺗم اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬﺎ ﻋﺎدة
وﯾﻣﻧﻊ اﻟﻌﻣﺎل ﻣن اﻟﺗطور إﻟﻰ أﻗﺻﻰ إﻣﻛﺎﻧﺎﺗﻬم .ﻛﻣﺎ أﻫﻣﻠت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﺔ أن
ﻟﻛل ﻓرد أﻫداﻓﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن ﺗﻧﻌﻛس ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻣﻊ أﻫداف اﻟﺷرﻛﺔ.
84
رﺳم ﺑﯾﺎﻧﻲ ﻟﻠﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔx y
أﻫﻣﯾﺔ ﻧظرﯾﺔ : X &Y
ﺗﻣﺛل ﻧظرﯾﺔ Yﻧﻣط اﻹدارة اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻔرﺿﯾﺔ ﺑﺄن اﻷﺷﺧﺎص ﺳوف ﯾﻣﺎرﺳون
اﻟﺗوﺟﻪ واﻟﺿﺑط اﻟذاﺗﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣؤﺳﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﺢ اﻻﻟﺗزام ﺑﻬذﻩ
ﻋن ﺑﻌﯾدا اﻻﻟﺗزام. زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻟﻺدارة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻬﻣﺔ وﺗﺗﻣﺛل اﻷﻫداف،
ﻧظرة اﻟﻧظرﯾﺔ Xاﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑدﻓﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ ﺗرﯾدﻩ وﻻ ﺗرﯾدﻩ اﻹدارة ﺗﺣت أي
ظروف ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﺗﺣت اﻟﺗوﺟﻪ اﻟذاﺗﻲ ﻟﻺدارة ،ﺗﺷﯾر ﻧظرﯾﺔ Yأن
اﻟﻌﺎﻣل ﯾﺻﺑﺢ أﻛﺛر إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻓﻌﻠﻲ ﻋﻧد اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﺛﻘﺔ واﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ،ﻛﻣﺎ
ﺗﻛون اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل واﻹﻧﺗﺎج واﻷداء اﻟﺟﯾد ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﻣﺣﻔزات اﻟﻘوﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ،ﺣﯾث
ﺳﺎﻋدت ﻧظرﯾﺔ Yﻓﻲ ﺗﻌزﯾز اﻟوﻋﻲ ﺑﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻹدارة ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻣن
اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻹدارة واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
وأﺷﺎرت ﻧظرﯾﺔ " "X & Yإﻟﻰ وﺟود ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻣدﯾرﯾن ،ﺣﯾث أﺷﺎرت ﻧظرﯾﺔ Xإﻟﻰ اﻟﻔرﺿﯾﺔ
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄن اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻛﺳول ﺳوف ﯾﺗﺟﻧب اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ وﯾﻔﺿل ﻓﻘط اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ
ﺗﻔﺗرض ﻧظرﯾﺔ Xأﻧﻪ ﯾﺟب اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وﺗﻬدﯾدﻫم ﺑﺎﻟﻌﻘﺎب ،ﻓﻲ ﺣﯾن
ﺗﺷﯾر ﻧظرﯾﺔ Yإﻟﻰ أن اﻟﻌﺎﻣل اﻟذي ﯾﻬﺗم ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺳوف ﯾﺑﺣث ﻋن اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ وﯾﻣﺎرس
اﻟﺿﺑط اﻟذاﺗﻲ وﯾﻛون ﻟدﯾﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺗﻛﺎر واﻹﺑداع وﯾﺳﻬم ﺑﺷﻛل إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺻﻧﻊ
اﻟﻘرارات اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ.
ﻧﻘد ﻧظرﯾﺔ XوY
ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻫدف ﯾﺟب ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻓﻲ ﻛل ﻣؤﺳﺳﺔ ،ﻓﺈن دوﺧﻼس ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻧظرﯾﺔY
ﻣﺎﻛﻐرﯾﻐور ﻧﻔﺳﻪ ﯾدرك وﺟود ﻋﻘﺑﺎت وﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ إﺣداث ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ وﻗت ﻛﺎﻧت ﻓﯾﻪ ﻣﻌظم
اﻟﺷرﻛﺎت ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ .ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﻫﻧﺎك ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ
85
اﻟﻣدﯾرﯾن ﺗﻐﯾﯾر رأﯾﻬم وا ٕ ﻋﺎدة ﺗﻧظﯾم ﻛل ﻣن ﻫﯾﻛﻠﻬم اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﻋﻣﻠﯾﺎﺗﻬم ،واﻟﺗﻲ ﺳﯾﻣﯾﻠون إﻟﻰ
ﻣﻘﺎوﻣﺗﻬﺎ.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺷﯾر أﯾﺿ ً ﺎ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻗد ﯾﻛون ﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل إﺟراء ﻫذا
اﻟﺗﻐﯾﯾر ،ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﺎﻻت ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻌﺎﻣل ﻣﻌﺗﺎدا ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﻲ اﻷواﻣر ﻣن طرف
أﺻﺣﺎب اﻟﻌﻣل واﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ واﻟﺗﺣﻛم ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ أن اﻟﻌﻣل
ﻫدﻓﻪ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻓﻘط .ﻟﻬذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ،ﺗﺑﻘﻰ إﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﻌﻣﺎل ﻣﺣدودة ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﺳﺑب ﺗوﻗﻊ اﻹدارة أﻧﻬم ﻛﯾﺎﻧﺎت ﺳﻠﺑﯾﺔ ﯾﺟب إﺟﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ،ﻣﻣﺎ ﯾﻔﻘدﻫم إﻟﻰ
ﺣد ﻛﺑﯾر اﻟداﻓﻊ ﻟﻠﻌﻣل.
ﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗت،ﺗﻐﯾر ﻧﻣوذج اﻟﻌﻣل اﻟﻣؤﺳﺳﻲ وﻟم ﯾﻌد ﯾُ ﻧظر إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﺟرد
ﻋﻧﺻر ﺳﻠﺑﻲ ﻓﻲ ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﺟﺎﻻت .
ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﯾوم أن ﻧرى ﻛﯾف ﺗﺣﺎول اﻟﻐﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻌظﻣﻰ ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت ﺗﻌزﯾز اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،ﺣﯾث
أﺻﺑﺣت ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ واﺣدة ﻣن أﻛﺛر اﻟﻘﯾم اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل.
وﻣﻊ ذﻟك ،أﺷﺎر ﻣؤﻟﻔون آﺧرون ﻓﻲ وﻗت ﻻﺣق إﻟﻰ أن اﻟﻧﻣوذج ﻧظرﯾﺔ Yﻟﯾس ﻟﻪ داﺋﻣ ً ﺎ
ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺟﯾدة ،ﻟذا ﺗم اﻗﺗراح ﻧﻣﺎذج أﺧرى ﺗﺣﺎول دﻣﺞ ﺟواﻧب اﻟرؤﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ) (Xواﻟرؤﯾﺔ
اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ) ، (Yﻓﯾﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻧظرﯾﺎت اﻟﺗوازن.
ﻧظرﯾــﺔ: X
-1اﻹﻧﺳﺎن ﻛﺳول ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ وﻻ ﯾﺣب اﻟﻌﻣل.
-2ﺧﺎﻣل وﻻ ﯾرﯾد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل.
ﯾﻔﺿل اﻟﻔرد داﺋﻣ ً ﺎ أن ﯾﺟد ﺷﺧﺻ ً ﺎ ﯾﻘودﻩ و ﯾوﺟﻬﻪ و ﯾﺷرح ﻟﻪ ﻣﺎذا ﯾﻌﻣل.
-3
-4اﻟﻌﻘﺎب أو اﻟﺗﻬدﯾد ﺑﺎﻟﻌﻘﺎب ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟدﻓﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ،أي أن
اﻹﻧﺳﺎنإﻧﻣﺎ ﯾﻌﻣل ﺧوﻓًﺎ ﻣن اﻟﻌﻘﺎب و ﻟﯾس ﺣﺑً ﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل.
-5ﻻﺑد ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺷدﯾدة واﻟدﻗﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻛﻲ ﯾﻌﻣل ﺣﯾث ﻻ ﯾؤﺗﻣن اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ
ﺷﻲء ﻫﺎم دون اﻟرﻗﺎﺑﺔ.
-6أن اﻷﺟر واﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻷﺧرى ﻫﻲ أﻫم ﺣواﻓز اﻟﻌﻣل.
وﺗُﻌد ﻓﻠﺳﻔﺔ ) (Xاﻣﺗداد ﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﻌﺻﺎ واﻟﺟزرة اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ اﻹدارة,
إذ أن اﻹدارة ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠك اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻣن ﺗوظﯾف وأﺟور وﺗدرﯾب
وﻣﻛﺎﻓﺂت ...وﻫﻲ ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻻ ﺗﺧرج ﻋن ﻛوﻧﻬﺎ اﻟﺟزرة اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻌﺎﻣل ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻣﻘﺎﺑل أداﺋﻪ ﻟﻌﻣﻠﻪ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺗراﺧﻲ ﻓﻲ اﻷداء ﯾﺣول ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت إﻟﻰ ﻋﺻـﺎ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ
اﻹدارة ﻟﻠﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ،وﻫذﻩ اﻟﻧظرة اﻟظﺎﻟﻣﺔ ﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎن ﻛﺎﻧت ﻫﻲ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ
ﻧظرﯾــﺔ: Y
ﺗﺧﺎﻟف ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ أوﻻ ً ﺗﻠك اﻻﻗﺗراﺣﺎت ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك اﻟﺑﺷري واﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ ﻧظرة xواﻟﺗﻲ
ﺗﺻف اﻟﻣورد اﻟﺑﺷري ﺑﺻﻔﺎت ظﺎﻟﻣﺔ ﻟﯾﺳت ﻣن طﺑﯾﻌﺗﻪ ﺗﻠك اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻛرت ﻟﻠﺟﺎﻧب
اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج وﺗﻧﺎﺳت دواﻓﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻧﺣو اﻟﻌﻣل واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل أﺳﺎس اﻟﺳﻠوك
اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ.
إن ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب إﯾﻣﺎﻧﻬﺎ ﺑدواﻓﻊ اﻟﻌﻣل وﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺣﺎول ﺗﻘدﯾم
88
اﻓﺗراﺿﺎت أﺧرى ﺗﻔﺳر ﺑﻌض ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ وﻫﻲ:
-1إن اﻟﺟﻬد اﻟﺟﺳﻣﻲ واﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟذي ﯾﺑدﻟﻪ اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻫو ﺷﻲء طﺑﯾﻌﻲ ﻛﺎﻟﻠﻌب
واﻟراﺣﺔ.
-2إن اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﻟﺗﻬدﯾد ﺑﺎﻟﻌﻘﺎب ﻟﯾﺳﺎ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻟﺑذل اﻟﺟﻬد
ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،إذ أن اﻟﻌﺎﻣل ﺳوف ﯾﻘوم ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ
واﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻣن أﺟل اﻧﺟﺎز اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ اﻟﺗزم ﺑﻪ.
-3إن اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري )وﺗﺣت ظروف ﻋﺎدﯾﺔ( ﯾﻌرف ﻛﯾف ﯾﺑﺣث ﻋن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ و ﻟﯾس
ﻓﻘط ﻗﺑوﻟﻬﺎ.
-4ﻓﻲ ظروف اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﺈن اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻟﻠﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري ﻗد ﺗﻣت
اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺟزﺋﻲ.
ﯾﻌﻣل اﻹﻧﺳﺎن أﻣﻼ ً ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة ﻻ ﺧوﻓًﺎ ﻣن اﻟﻌﻘﺎب.
-5
إن أﻫم ﻣﻛﺎﻓﺄة ﻟﻠﻔرد ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻫﻲ اﻟرﺿﺎ اﻟﺷﺧﺻﻲ وا ٕ ﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻟذات
واﻟذﯾن ﻗد ﯾﺣﻘﻘﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ.
وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘﺎدة ﯾﺧﻠق ﻣوظﻔﯾن ﺳﻠﺑﯾﯾن واﻋﺗﻣﺎدﯾﯾن وﻻ ﯾﻌﻣﻠون إﻻ ﺑﺣﺳب ﻣﺎ ﯾطﻠب
ﻣﻧﻬم .أﻣﺎ اﻟﻣدﯾرون ﻣن أﺻﺣﺎب ﻧظرﯾﺔ Yﻓﯾﺗﺻرﻓون ﺑطرﯾﻘﺔ أﻛﺛر دﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،وﯾﻣﻧﺣون
ﻣﺟﺎﻻ ً أوﺳﻊ ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ وﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﻣﻣﺎ ﯾﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل واﺳﻌ ً ﺎ أﻣﺎم ﻣرؤو ﺳﯾﻬم ﻧﺣو اﻹﺑداع
واﻟﺗﻔوق وﺗﺣﻘﯾق اﻟذات ،واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻘدراﺗﻬم وﻣواﻫﺑﻬم ﻓﻲ اﻟﻌﻣل.
وﯾﺗﺻرف اﻟﻣوظﻔون ﻣﻊ اﻟزﻣن ﺑروح اﻟﻣﺑﺎدرة واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ وﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺻرف واﻟﺗﻣﻛﯾن،
اﻧﺳﺟﺎﻣ ً ﺎ ﻣﻊ ﺗوﻗﻌﺎت ﻣدﯾرﯾﻬم ﻣﻧﻬم .وﻫذا ﯾﺷﺟﻊ اﻟﻣدﯾرﯾن اﻟذﯾن ﯾﺗرددون ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ أﺳﺎﻟﯾب
ﻣﺛل اﻟﺗﻣﻛﯾن ،أن ﻻ ﯾﺷﻛﻛوا ﺑﺎﻧﺗﻣﺎء ﻣرؤوﺳﯾﻬم ﻷن ﺛﻘﺗﻬم ﺑﻬم ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺻﻧﻊ ذﻟك اﻻﻧﺗﻣﺎء
وﻋدم اﻟﺛﻘﺔ ﺳﯾﺻﻧﻊ ﻏﯾر ذﻟك.
ﺧﺎﺗﻣﺔ:
ﻟﻘد ﺗﻛﻠﻣﻧﺎ ﺣول اﻟداﻓﻊ ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻧﺣو أﻫداف ﻣﻌﯾﻧﺔ
ﻛﻣﺎ ﺗﻌرﻓﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣواﻓز ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﻣﻛﺎﻓﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﻗﻌﻬﺎ اﻟﻔرد ﺟراء ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﻌﻣل ﻣﺎ واﻟﺗﻲ
ﺗﺷﺟﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌطﺎء أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر.
ﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ إﻟﻰ ﻧظرﯾﺔ اﻟداﻓﻌﯾﺔ وﻗﻠﻧﺎ أن ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺳرﻫﺎ ذﻛرﻧﺎ
ﻣﻧﻬﺎ ﻧظرﯾﺔ ﻣﺎ ﺳﻠو ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت وﻧظرﯾﺔ X Yﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﺗﻛﻠﻣﻧﺎ ﺣول ﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺣﺎﺟﺔ
ﻟﻬرم ﻣﺎ ﺳﻠو اﻟذي ﻗﺳم اﻟﺣﺎﺟﺎت إﻟﻰ ﺧﻣس ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﺣﺳب اﻷوﻟوﯾﺔ إﻟﻰ ﺣﺎﺟﺎت ﻓﯾزﯾوﻟوﺟﯾﺔ
وﺗﻣﺛل اﻟﻣﺳﺗوى اﻷول ،ﺣﺎﺟﺎت اﻷﻣﺎن و ﺗﻣﺛل اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗﻣﺛل
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﺎﻟث ،اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺗﻘدﯾر وﺗﻣﺛل اﻟﻣﺳﺗوى اﻟراﺑﻊ وﻓﻲ ﻗﻣﺔ اﻟﻬرم اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟذات
90
وﻫﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت وﺗﻣﺛل اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺧﺎﻣس واﻷﺧﯾر ،أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻧظرﯾﺔ X Yاﻟﻠﺗﺎن
ﻫﻣﺎ ﻧظرﯾﺗﺎن ﻣﺗﻧﺎﻓﯾﺗﺎن ﻓﺎﻟﻧظرﯾﺔ Xﺗﺻف اﻟﻣورد اﻟﺑﺷري ﺑﺻﻔﺎت ظﺎﻟﻣﺔ ﻟﯾﺳت ﻣن طﺑﯾﻌﺗﻪ
وﺗﻧﺎﺳت دواﻓﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻧﺣو اﻟﻌﻣل واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل أﺳﺎس اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻣﺎ اﻟﻧظرﯾﺔ Yﻓﻘد
أﻣﻧت ﺑدواﻓﻊ اﻟﻌﻣل وﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن.
91
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟوظﺎﺋف
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻹدارﯾﺔ
92
اﺗﻔق ﻣﻌظم اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن واﻟﺧﺑراء واﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن ﻋﻠﻰ اﻟوظﺎﺋف اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﺗﻲ ﯾؤدﯾﻬﺎ
اﻟﻣدﯾرون ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﻣﻧظﻣﺎت واﻟﺷرﻛﺎت وﻏﯾرﻫﺎ ..ﻣﻊ اﺧﺗﻼف أﻧﺷطﺗﻬﺎ ،وﺗﻧوع ﻣﺟﺎﻻت
أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ،ﻣﻊ اﻷﺧذ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر أﯾﺿﺎً ﻓوارق اﻟﺗطﺑﯾق ﺑﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺎت،وﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻋرض ُ ﻫذﻩ
اﻟوظﺎﺋف اﻹدارﯾﺔ اﻟﺧﻣس ﺑﺈﯾﺟﺎز ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
.1اﻟﺗﺧطﯾط :Planningوﯾﺧﺗص اﻟﺗﺧطﯾط ﺑﺗﺣدﯾد اﻷﻫداف ،ووﺿﻊ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ورﺳم
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ،وﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺧطط ،واﺳﺗﺷراف اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ووﺿﻊ اﻟﻘواﻋد واﻹﺟراءات اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ
واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺿﻣﺎن ُ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺧطط.
ﺑﻣﺟرد اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ إﻧﺷﺎء أو ﺗطوﯾر ﻧظﺎم ﻣﻌﻠوﻣﺎت داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﯾﺟب اﻟﺑدء ﻓﻲ اﻟﺗﺧطﯾط
ﻟﻪ ،ﻛون ﻫذﻩ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻧظم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻣن ﻣﻘوﻣﺎت ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ و ﺗﺷﻣل
ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ) ﺗﺣدﯾد اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻣن اﻟﻧظﺎم –دراﺳﺔ ﺟدواﻩ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻔﻧﯾﺔ – اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ
ﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻪ ((1) .
.2اﻟﺗﻧظﯾم :Organizingوﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ ﺗﺧﺗص ﺑﺗﻛﻠﯾف ﻛل ﻣوظف
)ﻣرؤوس( ﺑﻣﻬﺎم أو ﻣﻬﻣﺔ ﻣﺣددة ،وﺗﺧﺗص أﯾﺿﺎً ﺑﺗﻛوﯾن اﻹدارات ،واﻷﻗﺳﺎم ،وﺗرﺳم ﺣدود
اﻟﺳﻠطﺎت ،وﻣن ﺛم ﺗﻔوﯾض اﻟﺳﻠطﺔ ﻟﻠﻣرؤوﺳﯾن ،وﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﺑوﺿﻊ اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟوظﯾﻔﯾﺔ،
ورﺳم ﺧطوط وﻗﻧوات اﻻﺗﺻﺎل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ،ﻓﺿﻼً ﻋن اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن أﻋﻣﺎل وﻣﻬﺎم
ووظﺎﺋف اﻟﻣرؤوﺳﯾن ﻟﺿﻣﺎن ﻋدم اﻟﺗﺿﺎرب ﺑﯾن اﻟﻣﻬﺎم ،وأﯾﺿﺎً ﺿﻣﺎن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺧطط
اﻟﻣرﺳوﻣﺔ.
.3ﺗﻛوﯾن وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻛﻔﺎءات )اﻟﺗوظﯾف( :Staffingﻣن ﻣﻬﺎم ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ
ﺗﺣدﯾدُ ﻧوﻋﯾﺔ اﻷﻓراد اﻟﻣطﻠوب اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬم ،وذﻟك ﺑﺗﻌﯾﯾﻧﻬم ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣﺔ ،ووﺿﻊ آﻟﯾﺔ
ﻻﺳﺗﻘطﺎب ﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎﺟﻪ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن ﻛﻔﺎءات ﺑﺷرﯾﺔ ﻣﻣﯾزة ،ووﺿﻊ آﻟﯾﺔ ﺗﻣﻛّﻧُﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻔﺎﺿﻠﺔ
ﺑﯾن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟﺷﻐل اﻟوظﺎﺋف اﻟﺷﺎﻏرة ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣﺔ ،واﺧﺗﯾﺎر اﻷﻛﻔﺄ ﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ
وﻣن ﻣﻬﺎم ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ أﯾﺿﺎً وﺿﻊ ُ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﻸداء ﯾﻠﺗزم ﺑﻬﺎ ﻛلﱡ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن
اﻟﻌﻧﺎﺻر..
داﺧل اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﺗﺣدﯾد أﻧﺳب وأﻋدل وأﻓﺿل اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗﻣﺎدُ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل
93
ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن داﺧل اﻟﻣﻧظﻣﺔ؛ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻛﺎﻓﺂت ،وﺗﻘﯾﯾم اﻷداء ،واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﻬﺎرات
وﻛﻔﺎءات اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣن ﺧﻼل ﺑراﻣﺞ ﺗدرﯾﺑﯾﺔ وﺗﺄﻫﯾﻠﯾﺔ ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳس ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣدروﺳﺔ،
وﺧﺑرات ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺷﻬود ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ.
وﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ إﻟﻰ ﺣ َ ثّ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن داﺧل اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻋﻠﻰ
.4اﻟﻘﯾﺎدة :Leading
أداء واﺟﺑﺎﺗﻬم اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻓﻌ ّ ﺎل طﺑﻘﺎً ﻟﻠﺧطط اﻟﻣوﺿو ﻋﺔ ،ﻓﺿﻼً ﻋن اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺟواﻧب
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣن ﺧﻼل رﻓﻊ ر ُ وﺣﻬم اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻣر.
.5اﻟرﻗﺎﺑﺔ :Controllingوﻣن ﻣﻬﺎم ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ وﺿﻊ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﻣﺳﺗوﯾﺎت وﺟ َ و ْ دة اﻹﻧﺗﺎج ،واﻟﺣﺻﺔ اﻟﺳوﻗﯾﺔ ،واﻷداء ...إﻟﺦ ،ﺛم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾم ﺑﻬدف
ﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى ﺗطﺎﺑق اﻷداء اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣﻊ اﻷداء اﻟﻣﺳﺗﻬدَف واﻟﻣﺣدد ﻓﻲ
اﻟﺧطط واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ،وﻣن ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ أﯾﺿﺎً اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل
وﺟود اﻧﺣراﻓﺎت ﺑﯾن اﻟﻣﺧطط واﻟﻣﻧﻔذ.
وﺳوف ﻧﺄﺧذ ﺑﻌض اﻟﻧﻣﺎذج ﻋن وظﺎﺋف اﻹدارة ﻛﺎﻵﺗﻲ:
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن وظﺎﺋف اﻹدارة ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر ﺷﺎﻣل ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣل
ﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،و ﻫو اﺣد أﺑرز اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﯾﺟﺎد أو إﻧﺷﺎء اﻟﺑﻧﺎء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ
اﻟﺳﻠﯾم ،ﻣﻊ ﺗوﺣﯾد اﻟﺟﻬود وﻓق ﺷﻛل ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ،
و ﺑﺎﻟﺗوازن ﻣﻊ أﻫداﻓﻬﺎ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ﻣن أﻫم اﻷﺳﺑﺎب ﻟﻧﺟﺎح اﻟﻣﻧظﻣﺎت و
ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺣﻛوﻣﯾﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ،رﺑﺣﯾﺔ أو ﻏﯾر رﺑﺣﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ داﺋﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
وظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﺷودة.
94
اﻟﻌﻣل ،و اﺗﻔﻘت ﻣﻌظم اﻟﻣﻌﺎﺟم واﻟﻣوﺳوﻋﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻣﻔردات اﻟﺗﻧظﯾم ﻣﺷﺗﻘﺔ
89
ﻣن اﻟﻔﻌل ﻧظم ﺑﻣﻌﻧﻰ رﺗب ،ﺿﺑط ،وﺷﻛل.
اﺻطﻼﺣﺎ :ﺗﻌددت ﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ﺑﻘدر ﺗﻌدد اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن واﻟﻛﺎﺗﺑﯾن ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻣﺟﺎل ،وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
د .ﻓرﻧﺎس اﻟﺑﻧﺎ )" :(1985ﺗرﺗﯾب ﺟﻬود ﺑﺷرﯾﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫدف ﻣﺷﺗرك
90
ﺑﻔﻌﺎﻟﯾﺔ وﻛﻔﺎءة".
د .إﺑراﻫﯾم اﻟﻣﻧﯾف" :ذﻟك اﻟﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟذي ﯾﺧﺗص ﺑﺗﺣدﯾد
اﻷﻋﻣﺎل واﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﻓﻲ إدارات
ودواﺋر ووﺣدات وأﻗﺳﺎم ﻓﻲ ﺿوء ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن اﻷﻧﺷطﺔ
91
واﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت وﻓﻲ ﻛل اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت".
ﻫﻧري ﻓﺎﯾول" :ﯾﻌرف اﻟﺗﻧظﯾم اﻧﻪ إﻣداد اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺄدﯾﺔ
وظﯾﻔﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ و اﻟﻌدد و رأس اﻟﻣﺎل و اﻷﻓراد و ﺗﺳﺗﻠزم وظﯾﻔﺔ
اﻟﺗﻧظﯾم ﻣن اﻟﻣدﯾر إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﻓراد ﺑﯾن ﺑﻌﺿﻬم اﻟﺑﻌض و ﺑﯾن
92
اﻷﺷﯾﺎء ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض".
ﻣﺎﻛس ﻓﯾﺑر " :اﻧﻪ ﺗﻧﺳﯾق ﻏرﺿﻲ ﻣﺳﺗﻣر ﻟﻧﺷﺎط ﻓرع ﻣﻣﯾز" 93.ﻫﻧﺎ ﻣﯾز ﻓﯾﺑر
ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺎﺗﻪ ﺑﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺗﺿﺎﻣﻧﺔ و ﺟﻣﯾﻊ أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻧظﯾم ﺣﯾث ﯾﻌرﻓﻬﺎ
89ﻣﻠﯾﻛﺔ ﺑوﺟﯾت ,ﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر و اﻟﺗﻧظﯾم ,ﻣﺣﺎﺿرة اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺗﻧظﯾم ,اﻟﺟزاﺋر :ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر2022 ,3
90
ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ ﺷﯾﺑﺎن اﻟﻌﺎﻣري ) .ﺟﺎﻧﻔﻲ .( 2016اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ,اﺳﺗرﺟﻊ ﻓﻲ 14ﻓﯾﻔري 2022ﻣن
ﻣوﻗﻊ :ﻣﻬﺎرات اﻟﻧﺟﺎح ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔhttp://sst5.com/Article/1259/EBooks.aspx.
91
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر
92
ﻣﺎﺟد ﻋﺑد اﻟﻣﻬدي اﻟﻣﺳﺎﻋدة و آﺧرون ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎق اﻟذﻛر،ص 138
93
ﻗﺟﺔ ،رﺿﺎ ) .ﻣﺎرس .(2017اﻟﻣدﻟوﻻت اﻟﻣﻔﺎﻫﻣﯾﺔ و اﻷطر اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧظﯾم ﻓﻲ ظل اﻟﻣدﺧل اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ،اﺳﺗرﺟﻊ ﻓﻲ
14ﻓﯾﻔري 2022ﻣن ﻣوﻗﻊ :ﻣﺟﻠﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻠوم.
https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/348/4/7/12603
95
ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻛون ﻣﻐﻠﻘﺔ أو ﻣﺣدودة اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﯾﻬﺎ طﺑق ﻟﻘواﻋد
ﻣﻣﯾزة.
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻟﺗﻧظﯾم ﻫو اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺗﻌﯾن ﺑﻣﺧطط ﻟﻸﻫداف و اﻟﺧطط وﺑﯾن ﻣﺎ ﺳﯾﺗم إﻧﺟﺎزﻩ ،ﺑﺣﯾث ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ
ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ واﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ أﺣﺳن اﺳﺗﻐﻼل ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻘﯾق
وﺿﻊ اﻟﻔرد اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﺧﻠق ﻧظﺎم ﺗﻌﺎون وﺗﺷﺎرك
واﺗﺻﺎل ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟوظﺎﺋف ،اﻷﻗﺳﺎم واﻟوﺣدات اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟﻠﻬﯾﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ
ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ.
ب أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم:
ﻟﻠﺗﻧظﯾم أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣورد اﻟﺑﺷري وﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺗﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﻠﻲ :94
- اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻠوظﺎﺋف ﺑطرﯾﻘﺔ ﻻ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺷﺧص دور
ﻓﻲ ذﻟك.
-ﺗﺟﻧب وﻣﻧﻊ ازدواﺟﯾﺔ وﺗﻛرار أداء اﻷﻋﻣﺎل ،ﺑﺣﯾث ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻛل ﻣوظف
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻼءم ﻣﻊ ﺧﺑرﺗﻪ واﺧﺗﺻﺎﺻﻪ وﻣؤﻫﻠﻪ اﻟﻌﻠﻣﻲ.
- ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣوظﻔﯾن ﺑﺣﯾث ﯾﻌرف ﻛل ﻓرد اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ وﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ
واﻟﺗﻧﺳﯾق ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺟﺎز اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب أﻛﺛر
ﻣن ﻣوظف أو إدارة أو ﻗﺳم.
- اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ واﻟﻔرد اﻟذي ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ.
- ﺗﺑﯾﺎن ﺗدرج اﻟﺳﻠطﺔ ﻣن أﻋﻠﻰ اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ إﻟﻰ ﻗﺎﻋدﺗﻪ ﻣرورا ﺑﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ.
اﻟﺗﻌرﯾف اﻹﺟراﺋﻲ:
اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ﻫو ﻧظﺎم ﯾﺳﺗﺧدم ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﺗﺳﻠﺳل اﻟﻬرﻣﻲ داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،ﻫو اﻟﻬﯾﻛل اﻟذي
ﯾﻘﺳم اﻟﻌﻣل إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺎت و ﯾوﺿﺢ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت و اﻟﺳﻠطﺎت ،ﯾﻧﺷﺊ اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،و ذﻟك ﻟﻐرض ﺗﻣﻛﯾن اﻷﻓراد ﻣن اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف ،ﻓﺎﻟﺗﻧظﯾم ﻻ ﯾﻌد
ﻏﺎﯾﺔ ﺑﺣد ذاﺗﻪ و إﻧﻣﺎ وﺳﯾﻠﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف إدارﯾﺔ.
95
(2أﻧواع اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري:
اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ :و ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟذي ﯾﻬﺗم ﺑﺎﻟﻬﯾﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،و ﺑﺗﺣدﯾد أ.
اﻟﻌﻼﻗﺎت و اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ،و ﺗﻘﺳﯾم اﻷﻋﻣﺎل و ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻛﻣﺎ وردت ﻓﻲ اﻟوﺛﯾﻘﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛوﻧت اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬو ﯾﺷﻣل اﻟﻘواﻋد و اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗطﺑﻘﻬﺎ
اﻹدارة ،و ﯾﻌﺑر ﻋن اﻟﺻﻼت اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺑﯾن ﻛل ﻓرد ﻋﺎﻣل و ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻷﻓراد اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﻬدف
ﺗﻧﻔﯾذ ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ) :(informalorganizationﻫو اﻟﺗﻧظﯾم اﻟذي ﯾﻧﺷﺄ ﺑطرﯾﻘﺔ ب.
ﻋﻔوﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻘﺻودة ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗﻔﺎﻋل اﻟذي ﯾﺣدث ﺑﯾن اﻷﻓراد اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن داﺧل اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،ﻓﻬو
ﯾﺻور ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣل.
96
-3ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري:
96
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص ص 140-139
98
اﻟﻬﯾﻛل أو اﻷﺳﻠوب اﻟذي ﯾﺗم ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﺗوزﯾﻊ اﻷﻓراد اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﯾن اﻷﻋﻣﺎل و اﻟﻧﺷطﺎت
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ و ﺗﺣدﯾد ﺧطوط اﻻﺗﺻﺎل.
ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻠطﺎت و اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ﻟﻛل ﻣرﻛز وظﯾﻔﻲ.
ﻫذا و ﻟﻛل ﻋﻧﺻر ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣذﻛورة دورﻩ و أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،و ﻟﻛن أﻫم
ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻫو ﻋﻧﺻر اﻷﻓراد ﻷﻧﻬم اﻟﻘوة اﻟداﻓﻌﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ و اﻟﻣﺣرﻛﺔ ﻷي ﺗﻧظﯾم إداري،
ﻓﻬم اﻟذﯾن ﯾﺗوﻟون ﺗﺻﻣﯾم اﻟﺗﻧظﯾم و ﺗوزﯾﻊ اﻟﺳﻠطﺎت و اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت و ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻔﻌﻠﻲ
ﻟﻠﻧﺷﺎطﺎت.
97
-4ﻓواﺋد اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري:
ﯾﻌﺗﺑر وﺳﯾﻠﺔ ﻣﺛﻠﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻧوع ﻣن اﻻﻧﺳﺟﺎم و اﻟﺗواﻓق ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﻋﻣﺎل ﺑﻌﯾدا ﻋن
اﻻزدواﺟﯾﺔ واﻟﺗﺿﺎرب.
ﺗﺣدﯾد واﺿﺢ ﻟﻼﺧﺗﺻﺎﺻﺎت واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت و اﻟوظﺎﺋف اﻹدارﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻛل
ﻓرد أو ﻗﺳم أو ﺟﻬﺔ وظﯾﻔﺔ ﺗﺷﻐﻠﻬﺎ وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﺗﻘﯾد ﺑﻬﺎ.
ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﺳﯾق ﺟﯾد ﺑﯾن اﻟوﺣدات اﻹدارﯾﺔ وﺑﯾن ﻣوظﻔﯾﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث ﯾﻌﻣل اﻟﻣوظﻔون
ﻛﻔرﯾق ﻋﻣل واﺣد وﻟﯾس ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﻋن ﺑﻌﺿﻬﺎ.
ﺗﺣﻘﯾق رﻗﺎﺑﺔ إدارﯾﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻋﻠﻰ أداء اﻷﻋﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
ﺗوﻓﯾر ﺑﯾﺋﺔ ﻋﻣل ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،ﺗﺷﺟﻊ وﺗﺣﻔز اﻟﻣوظﻔون ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎون واﻟﻌﻣل
ﻓﯾﻬﺎ.
ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﺧدام اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺗواﻓرة واﻟوﺻول إﻟﻰ اﻷﻫداف ﺑﻛﻔﺎءة وﻓﺎﻋﻠﯾﺔ.
ﯾﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﺗﺳﻬﯾل ﻧﻘل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت و اﻷواﻣر واﻟﻘرارات ﺑﯾن أﺟزاء اﻟﺗﻧظﯾم.
97
د .ﺧﺗﺎم ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم اﻟﺳﺣﯾﻣﺎت ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ص .84
99
ﯾﺳﻬل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺑﺗزوﯾدﻫﺎ ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺧﺎص ﺑﺧطط اﻟﻌﻣل
وأﻫداف ﺗﻠك اﻟﺧطط ،وﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ أﺳس ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺑﻌﯾدة ﻋن اﻟﺗﺣﯾز.
- 5ﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻧظﯾم:
ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺗﻧظﯾم ﻻﺑد ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﻪ اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻣﺑﺎدئ ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻬم ﺑﻣﻬﺎم اﻟﺗﻧظﯾم وﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ ﻫﻲ:98
أ -ﻣﺑدأ وﺣدة اﻟﻬدف:
أي اﻟﺗﻧظﯾم ﻟﯾس إﻻ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺔ أو أﻫداف ﻣﺣددة،وا ٕ ذا ﻟم ﯾﻛن ﻫﻧﺎك ﻫدف أو
أﻫداف ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻟوﺟود اﻟﺗﻧظﯾم،وا ٕ ذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺗﺗﻛون ﻣن ﻋدد ﻣن اﻟوﺣدات ،ﻓﯾﺟب أن
ﺗﺳﺎﻫم ﺗﻠك اﻟوﺣدات ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ،وﯾﺗم ذﻟك ﺑﺗﺣدﯾد أﻫداف ﻓرﻋﯾﺔ ﻟﺗﻠك
اﻟوﺣدات ﺑﺣﯾث ﺗﻛون اﻷﻫداف اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ وﻣﺗﻧﺎﺳﻘﺔ ،وﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف
اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ﺑدون ﺣدوث اﺣﺗﻛﺎك أو ﺗﻧﺎزع ﺑﯾن اﻟوﺣدات وﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻬﺎ.
98ﺻﻼح ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻧﻌﯾﻣﻲ ،اﻹدارة ،اﻷردن :دار اﻟﯾﺎزوري اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،2008 ،ص ص.124 ،123
100
-ﻣﺑدأ وﺣدة اﻹﺷراف
ﻧطﺎق اﻹﺷراف اﻟﻣﻧﺎﺳب ﺗﺣددﻩ اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻣﺗواﻓرة ﻟدى اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
-اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣطﻠوب ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻷﻧﺷطﺔ.
-درﺟﺔ اﻻﻧﺗﺷﺎر اﻟﺟﻐراﻓﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط.
-درﺟﺔ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻬﺎم اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣدﯾر.
-درﺟﺔ اﻟﺗﻌﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط.
-درﺟﺔ اﻟرﺷد اﻹداري ﻟدى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن.
-درﺟﺔ اﻟﺗﻧﺳﯾق اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺑﯾن اﻟوﺣدات اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧظﯾم.
-اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ.
ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻻﺗﺟﺎﻩ إﻟﻰ ﺗرﻛﯾز ﺳﻠطﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻘط ،أﻣﺎ
اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﺗﻌﻧﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺳﻠطﺎت وﻣﻧﺢ ﺣرﯾﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار وﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻻ ﺗوﺟد
ﻣرﻛزﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺔ أو ﻻﻣرﻛزﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺔ وﻟﻛن ﻫﻧﺎك ﻣواﺋﻣﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ .
ﺗﺣﻘق اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﺗؤدي إﻟﻰ ﺿﻣﺎن اﻟﺗﻧﺳﯾق اﻟﻛﺎﻣل ﺑﯾن اﻟﺟﻬود وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوﺣﯾد ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ
ﺗرﻏﺑﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
-ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺧﺑرة اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎدة اﻟﻛﺑﺎر ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
-ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧدام ﻣوظﻔﯾن ﻣن ذوي اﻟﻣؤﻫﻼت واﻟﺧﺑرة اﻟﻣﺣدودة إذ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬم ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ
ﻓﻘط.
أﻣﺎ ﻣزاﯾﺎ اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﻣروﻧﺔ ﻓﻲ اﻹدارة وﺳرﻋﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات.
-ﺗؤدي اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ إﻟﻰ ﺗدرﯾب اﻟﻣوظﻔﯾن ﻟﺷﻐل اﻟﻣﻧﺎﺻب اﻟﻌﻠﯾﺎ.
101
-ﯾﻣﻛن اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻛل اﻟظروف ﺣﯾث ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻛل ﻓرد اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟظروف اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻪ.
ج -ﻣﺑدأ اﻟوظﯾﻔﺔ:
ﯾﺟب أن ﯾﺗم اﻟﺗﻧظﯾم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟوظﺎﺋف ،وﻟﯾس ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻷﺷﺧﺎص ،ﻓﺎﻟوظﯾﻔﺔ ﻫﻲ
اﻟوﺣدة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ ﻛل ﺗﻧظﯾم ،وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﻧﺻب أو ﻋﻣل ﻣﻌﯾن ﯾﺗﺿﻣن
واﺟﺑﺎت وﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ﻣﺣددة ،وﻗد ﺗﻛون اﻟوظﯾﻔﺔ ﻣﺷﻐوﻟﺔ أو ﺷﺎﻏرة وﻻ ﺗﺗﺄﺛر اﻟوظﯾﻔﺔ ﺑﻣن
ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن ،إذ أن اﻟﻘواﻋد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻹدارة ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻟوظﺎﺋف ﺗﻧﺷﺊ
وﺗﺣدد ﺣﻘوق وﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ﻣن ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ ﻗﺑل أن ﯾﻌﯾن ﻓﯾﻬﺎ أﺣد.
د -ﻣﺑدأ وﺣدة اﻟرﺋﺎﺳﺔ:
ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻟﻠﻣوظف رﺋﯾس واﺣد ،ﯾﺳﺗﻠم ﻣﻧﻪ اﻷواﻣر ،واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت واﻟﺗوﺟﯾﻬﺎت أي ﻻ ﯾﻛون
اﻟﻣوظف ﻣﺳﺋوﻻ أﻣﺎم أﻛﺛر ﻣن رﺋﯾس ،وأن ﺗﻧﺣﺻر ﺳﻠطﺔ اﻷﻣر ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﻪ أﻣﺎﻣﻪ ،وﯾﻘﺻد
ﻛل ﻣﺳﺗوى ﻣن اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ رﺋﯾس واﺣد ،ﯾﻛون ﻣﺳﺋوﻻ ﻋن ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
إﻟﻰ ﻣن ﯾﻌﻣﻠون ﺗﺣت رﺋﺎﺳﺗﻪ.
ه -ﻣﺑدأ ﺗﺳﺎوي اﻟﺳﻠطﺔ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ:
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ،اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻠرﺋﯾس اﻹداري أو اﻟﻣوظف وﺗﺗﺿﻣن ﺣق إﻋطﺎء
اﻷواﻣر واﻟﺗوﺟﯾﻬﺎت ﻟﻠﻣرؤوﺳﯾن ،واﻟطﺎﻋﺔ واﻻﻣﺗﺛﺎل ﻣﻧﻬم ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌﻧﻲ ﺣق اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات
ﺿﻣن ﺣدود ﻣﻌﯾﻧﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣرؤوﺳﯾن.
و -ﻣﺑدأ وﺣدة اﻹﺷراف:
ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻋدة ﻣﺳﻣﯾﺎت ﻣﻧﻬﺎ :ﻧطﺎق اﻹدارة ،ﻧطﺎق اﻟرﻗﺎﺑﺔ ،وﯾرﺗﺑط ﻫذا اﻟﻣﺑدأ
ﺑﻌدد اﻟﻣرؤوﺳﯾن اﻟذﯾن ﯾﻣﻛن ﻟﻠرﺋﯾس اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻹﺷراف ﻋﻠﯾﻬم ﺑﺷﻛل ﻓﻌﺎل ،وﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر أن
اﻟﻔرد أو اﻷﻓراد ﯾﺗﻠﻘون اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻣن رﺋﯾس إداري واﺣد ،ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد ﺧطوط اﻻﺗﺻﺎل
واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ وﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻧد اﻹﻧﺟﺎز.
102
ي -ﻣﺑدأ ﺗﻔوﯾض اﻟﺳﻠطﺔ:
ﺗﻔوﯾض اﻟﺳﻠطﺔ ﻣﺑدأ ﯾﺗم ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻗﯾﺎم اﻟﻣدﯾر أو اﻟرﺋﯾس ﺑﻧﻘل ﺟﺎﻧب ﻣن أﻋﺑﺎﺋﻪ وﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﻪ
إﻟﻰ ﺑﻌض ﻣﻌﺎوﻧﯾﻪ ،إذا ﺗﻔوﯾض اﻟﺳﻠطﺔ ﯾﻛون ﻣن اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت
اﻹدارﯾﺔ اﻟوﺳطﻰ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
ز -ﻣﺑدأ اﻟﻣروﻧﺔ واﻟدﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ:
ﯾﺷﯾر ﻫذا اﻟﻣﺑدأ إﻟﻰ ﺿرورة أن ﺗﻛون ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻧظﯾم ﻣرﻧﺔ وﺗﺗﺟدد وﺗﻛون ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﯾف
ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻣواﺟﻬﺔ أو اﻟﺗﺟﺎوب ﻣﻊ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ،
دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﺣداث ﺗﻌدﯾﻼت ﺟوﻫرﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
ر -ﻣﺑدأ اﻟﻛﻔﺎءة:
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻧظﯾم ذو ﻛﻔﺎءة ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻷﻫداف ،ﺑﺄﻗﺻر وﻗت ،وﺑﺄﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ
ي -ﻣﺑدأ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ:
ﯾﻣﻛن ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻋدم ﺗوﺟﯾﻪ اﻻﻧﺗﻘﺎد ﻋﻠﻧﺎ أﻣﺎم اﻵﺧرﯾن و
اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن و ﻣﺷﺎرﻛﺗﻬم ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻬدف وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ و ﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻬم
اﻟﻌﺎدﻟﺔ واﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ و إﺷﺎﻋﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺣﺳﻧﺔ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول:اﻻﺗﺻﺎل
إن اﻻﺗﺻﺎل ﻓﻲ ﻛل ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﯾﺎة وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻹﻧﺳﺎن اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾوﻟد ﻣدﻓوﻋﺎ
ﻧﺣو اﻻﺗﺻﺎل ،ﻓﻬو ﻋﻣﻠﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺳﺗدﻋﻲ اﺗﺧﺎذ ﻫذا اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺑواﺳطﺗﻬﺎ ﻧﻘل اﻷﻓﻛﺎر
واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟوﺳﺎﺋل ﻟذﻟك ﯾﻌﺗﺑر ﻓﺎﺗﺻﺎل ﻋﻧﺻر أﺳﺎﺳﻲ وﻣﺷﺗرك ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت
اﻹدارﯾﺔ ﻓﻬو اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻌﺻﺑﻲ اﻟذي ﯾرﺑط ﻫذﻩ اﻷﺟﻬزة ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﻓﻬو ﯾﺳﺎﻋد إﻟﻰ ﺣد
ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ وﺑﻬذا ﺳﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث إﻟﻰ ﻣﺎﻫﯾﺗﻪ ﻣن ﺣﯾث
اﻟﻣﻔﻬوم واﻟﺧﺻﺎﺋص واﻷﻫداف ...
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻻﺗﺻﺎل:
103
1ﻟﻐﺔ :ﻛﻠﻣﺔ اﺗﺻﺎل ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺗواﺻل "واﺻل" ﻋﻠﻰ وزن ﻓﺎﻋل .وﻛﻠﻣﺔ ﺗواﺻل
ﺟﺎءت ﻋﻠﻰ ﺻﯾﻐﺔ ﺗﻔﺎﻋل ،وﻣﺻدرﻫﺎ وﺻﺎل ﻣواﺻﻠﺔ ،وﺗﺷﯾر ﻛﻠﻣﺔ ﺗواﺻل إﻟﻰ ﺣدود
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻌل ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن .وﯾﻛون ﻧﻘﯾض ﺗواﺻل ﻓﻲ ﺗﻬﺎﺟر وﺗﻧﺎﻓر وﺗﻘﺎطﻊ .أﻣﺎ
اﻻﺗﺻﺎل ﺟﺎء ﻣن اﻟﻔﻌل اﻟﺛﻼﺛﻲ ﻟﻼﺗﺻﺎل وﻫو "وﺻل" وﺟﺎءت ﻋﻠﻰ ﺷﻛل وﺻﻠت أي ﺑﻣﻌﻧﯽ
اﻟﺷﻲء ﻣن ﺑﺎب وﻋد وﺻﻠﺔ أﯾﺿﺎ ،ووﺻل إﻟﯾﻪ وﺻوﻻ أي ﺑﻠﻎ ووﺻل ﺑﻣﻌﻧﻰ اﺗﺻل.99
وﻛﻠﻣﺔ اﻻﺗﺻﺎل communicationﻛﻠﻣﺔ ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ communis
وﺗﻌﻧﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ sharingﻓﻲ اﻟﺣدﯾث واﻟرأي واﻟﻣﺷورة ﻋﻧد اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ،واﻻﺗﺻﺎل وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا
اﻟﻣﻔﻬوم ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗﺑﺎدﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات أو اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎﻋر
أو اﻷﺣﺎﺳﯾس واﻻﺗﺟﺎﻫﺎت وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻻﻋﺗﺑﺎرات ذات اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗواﺻل ﺑﯾن اﻟﻔرد
واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .وﻗد وردت ﻛﻠﻣﺔ اﺗﺻﺎل ﻓﻲ ﻗﺎﻣوس أوﻛﺳﻔورد ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻧﻘل وﺗوﺻﯾل أو
ﺗﺑﺎدل اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﺎﻟﻛﻼم أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو اﻹﺷﺎرات .أﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻣوس ﻣﺧﺗﺎر اﻟﺻﺣﺎح
ﻓﺈن ﻛﻠﻣﺔ اﻻﺗﺻﺎل ﻣﺄﺧوذة ﻣن ﻛﻠﻣﺔ اﻟوﺻل أي ﺑﻠوغ اﻟﻐرض وﺗﺣﻘﯾﻘﻪ وﻗد وردت ﻓﻲ ﻣﻌﺟم
اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﻣﺎدة وﺻل ﯾﺻل ﻓﻼن وﺻوﻻ أي ﺑﻠﻐﻪ واﻧﺗﻬﻰ إﻟﯾﻪ.100
2اﺻطﻼﺣﺎ :ﻟﻘد ﺗﻌددت اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻟﻼﺗﺻﺎل اﻟﺗﻲ ﻧورد ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﺗﻌرﻓﻪ ﻛل ﻣن دوﻣون ﻟﯾﻠﯾﺎن وآﺧرون Demont Liliane et autresﻋﻠﻰ أﻧﻪ ":ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ
اﻟﻌﺎم ،ﻓﻬو ﺗﺑﺎدل اﻟرﺳﺎﺋل ﺑﯾن اﻟﻣرﺳل واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل .وﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟدﻗﯾق ،ﻓﻬو ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ إرﺳﺎل اﻟرﺳﺎﺋل ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﺔ ﺑﻬدف ﺗﻐﯾﯾر ﻣﺳﺗوی ﻣﻌﺎرﻓﻬم،
101
اﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬم أو ﺳﻠوﻛﺎﺗﻬم"
أﻣﺎ ﺣﺳﯾن ﺧرﯾف ﻓﯾﻌطﻲ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻟﻼﺗﺻﺎل ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ":اﻻﺗﺻﺎل ﻫو ذﻟك اﻟﻣرﻛب
اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻟﻠﺳﻠوك اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﺳﺗﺧدام رﻣوز وا ٕ ﺷﺎرات وﺣرﻛﺎت ﺑوﺳﺎﺋل ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺿﻣن ﺷﺑﻛﺔ
99ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺑﺳﺎم اﻟﻣﺷﺎﻗﺑﺔ ،ﻧظرﯾﺎت اﻻﺗﺻﺎل ،ط،2ﻋﻣﺎن ،دار أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ 2011،ص .21
100ﺧﺿﯾر ﻛﺎظم ﺣﻣود ،اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻔﻌﺎل ﻓﻲ إدارة اﻷﻋﻣﺎل ،ط ،1ﻋﻣﺎن ،دار ﺻﻔﺎء ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ 2010 ،ص.31
101
Demont liliane, Kempf alain, Rapidel martine, Scibetta charles,Communication des
entreprises stratégies et pratiques, Nathan,2000, p32.
104
ﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾوﻟوﺟﻲ اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺑﯾﺋﻲ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺎت ﻧﻔﺳﺎﻧﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺷﻣل اﻻﺷﺗراك
واﻟﺗﺑﺎدل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ واﻟﺗﻧﻘل ﻋﺑر اﻟﻣﻛﺎن واﻟزﻣﺎن ﺑﺷﺗﻰ اﻟوﺳﺎﺋل ".102
Detrie Philippe et Broyer ﻛﻣﺎ ﯾﻌرﻓﻪ ﻛل ﻣن دﯾﺗري ﻓﯾﻠﯾب وﺑرواﺑﻲ ﻛﺎﺗرﯾن
103
Catherineﻋﻠﻰ أن " اﻻﺗﺻﺎل ﻣﻊ ،ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺑﺎدل اﻟرﺳﺎﺋل"...
وﻟﻛﻲ ﺗﺗم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎﻟﯾﺔ ﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓر ﻋﻧﺎﺻر ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻟﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﺗراﺑط و ﺗﻛﺎﻣل
و اﻧﺳﺟﺎم ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ و ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض ,وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ دون وﺟود ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ
اﻻﺗﺻﺎل أن ﺗﻛﺗﻣل ﺑﺷﻛل ﻓﻌﺎل وﻣؤﺛر ,واﻟﺗطرق ﻟﻌﻧﺎﺻر اﻻﺗﺻﺎل ﯾﻘﺿﻲ ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻌدد ﻣن
اﻟدارﺳﯾن ﻛﺎﻧوا اﻟﺳﺑﺎﻗﯾن ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺗﻠك اﻟﻌﻧﺎﺻر ﺣﯾث ﻗدﻣوا ﻋدة ﻧﻣﺎذج ﻓﺎن ﻣن أﻗدﻣﻬﺎ
ﻧﻣوذج "أرﺳطو" اﻟذي ﯾﺣدد ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻧﺎﺻر أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﺗﺣدث اﻟﻠﻐﺔ واﻟﺟﻬور ,و ﻣن ﻫﻧﺎ
ﻓﺈن ﻣﻌظم اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﺗﻔق ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن و اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺗﺻﺎل
ﻋﻠﻰ ﺧﻣﺳﺔ ﻋﻧﺎﺻر أﺳﺎﺳﯾﺔاﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻧﻘل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،ﺗﻌدﯾل اﻟﺳﻠوك وﻗﯾﺎدة
وﺗوﺟﯾﻪ اﻷﻓراد ،ﺣﯾث ﺗﺗﺷﻛل ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣوﺿﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻛل رﻗم )(06
102ﺣﺳﯾن ﺧرﯾف،اﻻﺗﺻﺎل ﻣﻔﺎﻫﯾم أﺳﺎﻟﯾب وأﻧواع ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ اﻟﺛﺎﻧﯾﺣول اﻻﺗﺻﺎل ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻣﻧﺗوري ،2003 ،ص ص .9-8
103
Détrie philippe, Boyer catherine, la communication interne au service du
management, paris, éditions liaisons, 2001, p24
105
-اﻟرﺳﺎﻟﺔ :ﻫﻲ اﻟرﻛن اﻟﺛﺎﻧﻲ وأﻫم ﻋﻧﺻر ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﺣوﯾل
اﻷﻓﻛﺎر إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟرﻣوز ذات ﻣﻌﺎن ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن اﻟﻣرﺳل واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل؛
-ﻗﻧﺎة اﻻﺗﺻﺎل :ﻫﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻘل ﺑﻬﺎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻣرﺳل واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل؛
-اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل :ﻫو اﻟﻣﺳﺗﻬدف ﻣن اﻻﺗﺻﺎل؛
-اﻟﺗﻐذﯾﺔ اﻟﻌﻛﺳﯾﺔ :ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟرد اﻟذي ﯾﺗﻠﻘﺎﻩ اﻟﺑﺎﻋث ﻋن رﺳﺎﻟﺗﻪ ،وﺑﺗرﺟم ﻣدى
ﻓﻬﻣﺎﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﻠرﺳﺎﻟﺔ.104
ﯾﻌﺗﺑر اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار اﻟﺟوﻫر اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻷﻧﺷطﺔ و اﻟوظﺎﺋف اﻹدارﯾﺔ ﻓﻬو ﯾﻌﺗﺑر ﺑداﯾﺔ
رﺳم اﻟﻣﺳﺎر اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ و ﯾﻌﺗﻣد أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺗوﻓر اﻟﻛم اﻟﻬﺎﺋل ﻣن اﻟﻣﻌطﯾﺎت
واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺻﻧﻊ اﻟﻘرار.
اﻟﻘرار :
ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻫﻧﺎك ﻣﺻطﻠﺣﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﯾﻣﻛن اﻟﺗطرق إﻟﯾﻬﻣﺎ وﻫﻣﺎ اﺗﺧﺎذ
اﻟﻘرار) ( taking decisionوﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻘرار ) ( decision makingوﺗﻌﺗﺑر ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﺟزءا أو ﻣرﺣﻠﺔ أﺧﯾرة ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺻﻧﻊ اﻟﻘرار،
وﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﻣﺛل اﻟﻛل اﻟذي ﻧﺣن ﺑﺻدد دراﺳﺗﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﺑﯾن
اﻟﻘرار وﻋﻣﻠﯾﺔ ﺻﻧﻊ اﻟﻘرار دون إظﻬﺎر ﻣﺣل اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻣﻧﻬﻣﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻷول
ﻫو اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﺗﻌﻠق ﺑﻛل اﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق وﺗﻠﻲ ﻟﺣظﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر،
وﻗد ذﻛر ﻓﯾزﺟﯾراﻟد Fitzgerald. P stephenﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق أﻧﻪ ﻣن اﻟﺻﻌب اﻟﻔﺻل
104د .أﺣﻣد ﻣﯾﻠﻲ ﺳﻣﯾﺔ واﺧرون ،دور اﻻﺗﺻﺎل اﻟداﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻷداء اﻟوظﯾﻔﻲ ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﺗﺻﺎﻻت ،ﻣﺟﻠﺔ اﻓﺎق
ﻋﻠوم اﻹدارة واﻟﺗﺳﯾﯾر،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف ،اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ ،اﻟﻌدد ،03ص .290
106
ﺑﯾن اﻟﺳﺑب واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ وﯾﻌﻧﻲ ﺑﻬﺎ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار وﺻﻧﻊ اﻟﻘرار ﻷن اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ أﺻﻠﻬﺎ ﺗﺣدث ﻓﻲ
)(1 اﻟﻌﻘل اﻟﺑﺷري وﻫﻧﺎك ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﺻل اﻟﺳﺑب ﻋن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ.
ﯾﻌرف اﻟﻘرار ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻹداري أﻧﻪ " اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻋﻧدﻫﺎ اﺧﺗﯾﺎر ﺑدﯾل ﻣن ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﻣن اﻟﺑداﺋل ،أو ﻫو اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻟﻌدد ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻋﻧدﻫﺎ اﺧﺗﯾﺎر ﺑدﯾل ﻣن
)(2 ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑداﺋل".
و ﻋرف ﺳﺎﯾﻣون اﻟﻘرار أﻧﻪ " اﺧﺗﯾﺎر ﺑدﯾل ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﺑداﺋل ﻹﯾﺟﺎد اﻟﺣل اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ
)(3 ﺟدﯾدة ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻋﺎﻟم ﻣﺗﻐﯾر ،و ﻫو ﺟوﻫر اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﻧﻔﯾذي ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎل " .
(1) - STEPHEN P. Fitzgerald, Decision making Capstone publishing , London, 2002 , p 9 .
)- (2ﻋﺑد اﻟﺤﻜﻢ أﺣﻤﺪ اﻟﺨﺰاﻟﻤﻲ ،ﻓﻦ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار -ﻣﺪﺧﻞ ﺗﻄﺒﯿﻘﻲ ،ﻣﺼﺮ :ﻣﻜﺘﺒﺔ اﺑﻦ ﺳﯿﻨﺎ ، 1998 ،ص . 9 :
) - (3أﻧﺲ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﺳﻂ ﻋﺒّﺎس ،إدارة اﻷﻋﻤﺎل وﻓﻖ ﻣﻨﻈﻮر ﻣﻌﺎﺻﺮ ،ط ،1اﻷردن :دار اﻟﻤﺴﯿٌﺮة ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮز ٌﯾﻊ
واﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ،2011 ،ص .114 :
107
اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار :
إن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات ﺗﻌﺗﺑر ﻣن واﺟﺑﺎت اﻹدارة ﻓﻬﻲ داﺋﻣﺎ ﺗواﺟﻪ ﻣﺷﺎﻛل ﺗﺣﺗﺎج
إﻟﻰ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات ﻣن اﺟل ﺣﻠﻬﺎ و ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﺗﺗم ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﺷﻛﻼت أو ﻣواﻗف
ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣﻌﯾﻧﺔ .
ﯾرى ﺑرﻧﺎر " Bernardاﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻫو ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣدرك ﻟﻠﻐﺎﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻛون
)(1 ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت أوﺗوﻣﺎﺗﯾﻛﯾﺔ أو رد ﻓﻌل ﻣﺑﺎﺷر" .
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ":اﻹدراك اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﺑداﺋل اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ و إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
اﻟﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ واﺧﺗﯾﺎر أﻓﺿﻠﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وذﻟك ﺑﺗوﻓﯾر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ
ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ﻓﻲ ظل ﻣﻌطﯾﺎت ﻛل ﻣن ﻋواﻣل اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ
)(2 ﺗﻧﻔﯾذﻩ وﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻪ ".
ﯾﻌرف أﯾﺿﺎ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻣﻠﯾﺔ ذﻫﻧﯾﺔ أو ﺣرﻛﯾﺔ أو ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ ،ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟوﺻول إﻟﻰ
اﻟﻘرار اﻟﻣﻧﺎﺳب ،وﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن ﻋدة ﺑداﺋل أو ﺧﯾﺎرات ﺣﯾث ﯾﻣﺛل اﻟﺑدﯾل اﻟذي ﯾﺗم
)(3 اﺧﺗﯾﺎرﻩ اﻟﻘرار اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ،وأن ﻫﻧﺎك ﻫدﻓﺎ أو ﻏﺎﯾﺔ ﻣن وراء اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار.
) -(1ﻧﻮاف ﻛﻨﻌﺎن ،اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ واﻟﺘﻄﺒﯿﻖ" ،ﻋﻤﺎن :داراﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،2007،ص 73 :
) -(2ﻣﺤﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ﺑﻼل ،ﺑﺤﻮث اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﺳﺘﺨﺪام اﻷﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﻜﻤﯿﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار ،اﻻﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ :دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة
، 2004 ،ص 22 :
) -(3رﯾﺎض ﻣﺤﻤﻮد ﺣﺴﻦ اﻟﺰﻋﺒﻲ ،آﻟﯿﺎت ﻋﻤﻠﯿﺔ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات اﻷﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻷردﻧﯿﺔ :اﻟﻮاﻗﻊ واﻻﺗﺠﺎھﺎت
اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ،اﻷردن ) د د ن( ، 2009 ،ص . 21 :
108
أي أن ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻘرار ﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧطوات و اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﺑدأ ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ
وﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﺎﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار وﺗﻧﻔﯾذﻩ ،وﻣرﺣﻠﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺧﻼﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﺗوﺻل إﻟﯾﻪ
ﺻﺎﻧﻌوا اﻟﻘرار ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت و أﻓﻛﺎر ﺣول اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ،أو اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺑﻬﺎ ﺣﻠﻬﺎ
وﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ.
اﻫﺗم اﻟﻔﻛر اﻹداري ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﺻﻧﻊ اﻟﻘرار ﺑداﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدت ﻋﻠﻰ
ﻧﻣوذج اﻟرﺟل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺳﺗﻧد ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات إﻟﻰ اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ أو اﻟرﺷد ،وﺗﻘوم ﻋﻠﻰ
ﻓﻛرة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﻔرد ﯾﻬدف ﻓﻲ اﺗﺧﺎذﻩ ﻟﻠﻘرار ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ
ﺑﺷﻛل دﻗﯾق وﺣﺻر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑداﺋل اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﻘﻼﻧﻲ ورﺷﯾد.
ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻫﺗﻣﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب اﻟﻐﯾر اﻟرﺳﻣﻲ وﻟم ﯾﻌط
أﺻﺣﺎب ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ أي ﺷرح ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات ،ﺑل رﻛزوا ﻋﻠﻰ أن ﻣﺗﺧذ اﻟﻘرار ﯾﺟب
أن ﯾﺷﺎرك اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘرار ،وﻟﻛﻧﻬم ﻟم ﯾﺑﯾﻧوا ﻛﯾف ﯾﺗم ﻫذا اﻹﺷراك وﺣدودﻩ ،وﺣﺳب
ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻣﺗﺧذ اﻟﻘرار ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن ﺧﻼل ﺷﺑﻛﺔ رﺳﻣﯾﺔ وأﺧرى ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻌد أﺳرع وﺗﻠﻌب دور أﻛﺑر ،ﻷن ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ اﻟﻌﻣﺎل وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﻊ ﻣﺻﺎدر
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت.
اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ :اﻫﺗﻣت ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺑدراﺳﺔ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺣور ﻟﺻﻧﻊ اﻟﻘرار
ﺑرز ﻫذا اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺎت روادﻫﺎ " "Simonو" "Bernardوﻗد ﺑرز ﻫﻧﺎ
ﻣﻔﻬوم" اﻟرﺷد اﻟﻣﺣدود "اﻟذي ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ أن ﻣﺗﺧذ اﻟﻘرار ،وﻓﻲ ﺿوء ﻋدم اﻛﺗﻣﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت،
ﯾﺣدد و ﯾﺗوﻗﻊ ﻋددا ﻗﻠﯾﻼ ﻣن اﻟﺑداﺋل و اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻟﻛل ﺑدﯾل ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻫدف ﻏﯾر ﻣﺻﺎغ
ﺑدﻗﺔ ،و ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺳوف ﻧﺗطرق ﻹﺳﻬﺎﻣﺎت أﻫم راﺋد ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ :
109
ﻫرﺑرت ﺳﺎﯾﻣون :
اﻫﺗم ﻛﺛﯾرا ﺑﻣوﺿوع اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات و ﺣﻠﻠﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻧﺻرﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ أي ﻣﺎ ﯾﺗطﻠﺑﻪ
اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻣن ﻣﺎل و و ﻗت و ﺟﻬد ﺧﻼل ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣل ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻌﻧﺻر
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو ﺧﺎص ﺑﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻘرار اﻟذي ﯾﺗﺻف ﺑﺎﻟﺗﻌﻘﯾد ﻧظرا ﻻرﺗﺑﺎطﻪ ﺑﺎﻷﻫداف ،و ﺑرزت أﻫم
إﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻣن ﺧﻼل ﺑﻌض اﻷﻓﻛﺎر ﻣﻧﻬﺎ :
-ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻋدة ﺑداﺋل ﺑﻧﻔس اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺑدﯾل اﻷﻛﺛر ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻷﻫداف
اﻹدارة .
-ﻣن ﺑﯾن اﻟﺑداﺋل اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻧﻔس اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﯾﺧﺗﺎر اﻷﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ .
-ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﺣدود اﻟرﺷد ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﻘرارات اﻟرﺷﯾدة .
-ﻻﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار اﻟﺳﻠﯾم ﯾﺟب اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﺑداﺋل ﻓﻲ ﺣدود اﻷﻫداف .
-ﻣﺣور اﻟﺳﻠوك اﻹداري ﻫو اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﺧﺗﯾﺎر و اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات ﻓﻲ ظل
) (1 ﺣدود ﻣﻌﯾﻧﺔ .
-اﻟﻘرار اﻟرﺷﯾد ﻣوﺿوﻋﯾﺎ :وﻫو ذﻟك اﻟﻘرار اﻟﺻﺣﯾﺢ اﻟذي ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﻌظﯾم ﻗﯾﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ
ﻓﻲ ﻣوﻗف ﻣﻌﯾن .
-اﻟﻘرار اﻟرﺷﯾد ﺷﻛﻠﯾﺎ :وﻫو ذﻟك اﻟﻘرار اﻟذي ﯾﻌظم طرﯾﻘﺔ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ
ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت.
) -(1راﻓدة اﻟﺣرﯾري ،ﻣﻬﺎرات اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات اﻹدارﯾﺔ ،ﻋﻣﺎن :دار اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ، 2008 ،ص .248 :
110
اﻟﻘرار اﻟرﺷﯾد ﺑطرﯾﻘﺔ واﻋﯾﺔ :وﻫو ذﻟك اﻟﻘرار اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ واﻋﯾﺔ ﻟﺗطوﯾﻊ -
اﻟوﺳﺎﺋل ﻟﺗﻼﺋم اﻟﻐﺎﯾﺎت اﻟﻣرﺟوة.
اﻟﻘرار اﻟرﺷﯾد ﻗﺻدا :وﻫو اﻟﻘرار اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻘﺻودة ﻟﺟﻌل اﻟوﺳﺎﺋل -
ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺎت.
-اﻟﻘرار اﻟﺷﺧﺻﻲ اﻟرﺷﯾد :وﻫو اﻟﻘرار اﻟذي ﯾوﺟﻪ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﻘرار(1). ﻟﻠﻣدﯾر ﻣﺗﺧذ
و ﯾﻘول ﺳﯾﻣون " إن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹدارة ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺗﺧﺎذ ﻗـرارات ،وﻣـﺎ اﻟﻣـدﯾر إﻻ
ﻣﺗﺧـذ اﻟﻘرار" وﯾﻌﻧﻲ ﺳﯾﻣون ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻘـول أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺗدور ﺣول
اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات و أن اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻻﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات ،ﻟذﻟك ﻣن اﻟواﺟب
)(2 ﻣﻌرﻓﺔ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات و ﺗﺣدﯾد اﻟﻣؤﺛرات ﻣن أﺟـل اﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺎ أﻣﻛن ذﻟك .
-1ﻣﺗﺧذ اﻟﻘرار :ﻗد ﯾﻛون ﻓردا أو ﺟﻣﺎﻋﺔ أو ﺟﻬﺔ ﻣﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻋﺎدة ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺧول ﻟﻪ ذﻟك.
-2ﻣوﺿوع اﻟﻘرار :وﻫو اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ﻣن ﻣﺗﺧذ اﻟﻘرار اﻟﺑﺣث ﻋن ﺣل ﻣﺎ ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ.
) - (1ﺧﻠﯾل ﻣﺣﻣد اﻟﻌﺎزوي ،إدارة اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار اﻹداري ،ط 1ﻋﻣﺎن :دار ﺻﻔﺎء ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ، 2006 ،ص:
.104
) -(2ﻓﺎدﯾﺔ اﯾوب ،ﻧظرﯾﺎت اﻟﻘرارات اﻹدارﯾﺔ ،ﺳورﯾﺎ :ﻣطﺑﻌﺔ طرى ، 1989 ،ص . 34 :
111
-3اﻷﻫداف واﻟداﻓﻌﯾﺔ :اﻟﻘرار اﻟﻣﺗﺧذ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺳﻠوك أو ﺗﺻرف ﻣﻌﯾن ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق
ﻫدف ﻣﺣدد ،وﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن وراء ﻛل ﻋﻣل أو ﺳﻠوك داﻓﻌﺎ ،ووراء ﻛل داﻓﻊ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ
ﯾراد إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ،وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ ﻻ ﯾﺗﺧذ اﻟﻘرار إﻻ إذا ﻛﺎن وراءﻩ داﻓﻊ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫدف ﻣﺣدد.
-4اﻟﻣﻧﺎخ اﻟذي ﯾﺗﺧذ ﻓﯾﻪ اﻟﻘرار :وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﻧﺎخ ﻫﻧﺎ اﻟﺟو اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯾﺗم ﻓﯾﻪ اﺗﺧﺎذ
اﻟﻘرار وﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن اﻋﺗﺑﺎرات وظروف و ﻣﺗﻐﯾرات ﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار.
–5اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ :وﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺣﻠول اﻟﺑدﯾﻠﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ أﻣﺎم ﻣﺗﺧذ اﻟﻘرار.
-6اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻣن ﻛل ﺑدﯾل :وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻧد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺗﺧذ اﻟﻘرار ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻔﺎﺿﻠﺔ
)(1 ﺑﯾن اﻟﺣﻠول .
ﻻ ﯾﻣﻛن أداء ﻧﺷﺎط ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﺧذ ﺑﺻددﻩ ﻗرار ،ﻓﺎﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات ﻫﻲ أﺳﺎس ﻋﻣل اﻟﻣدﯾر،
واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ إﻧﺟﺎز ﻛل أﻧﺷطﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﺗﺣدﯾد ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻬﺎ ،وﻻ ﯾﻣﻛن أداء أي
وظﯾﻔﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣﺔ )ﻛﺎﻟﺗﺧطﯾط ،اﻟﺗﻧظﯾم ،اﻟﺗوﺟﯾﻪ واﻟرﻗﺎﺑﺔ( ﻣﺎ ﻟم ﯾﺻدر ﺑﺻددﻫﺎ ﻗرار ﯾﺣدد
ﻣن ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ،وﻣﺗﻰ ،وأﯾن ،وﻣﻊ ﻣن ،وﺑﺄي ﺗﻛﻠﻔﺔ ،ﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻣوﺿوع اﺗﺧﺎذ
اﻟﻘرار ﯾﺣظﻰ ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺗﯾن اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﻌﻣﻠﯾﺔ.
-1أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻘرارات ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ:
-ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻘرارات اﻹدارﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ وﻓﻧﯾﺔ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﻟﺗطﺑﯾق ﺳﯾﺎﺳﺎت و إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺔ
ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ ﺑﺻورة ﻣوﺿوﻋﯾﺔ وﻋﻠﻣﯾﺔ.
) -(1ﻋﻠﯾﺎن رﺑﺣﻲ ﻣﺻطﻔﻰ ،أﺳس اﻹدارة اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻋﻣﺎن :دار ﺻﻔﺎء ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ، 2007 ،ص . 37 :
112
-ﺗﻠﻌب اﻟﻘرارات اﻹدارﯾﺔ دورا ﺣﯾوﯾﺎ وﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ ،ﻣﺛل
اﻟﺗﺧطﯾط واﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻧظﯾم وﻏﯾرﻫﺎ.
-ﺗؤدياﻟﻘرار ات اﻹدارﯾﺔ دورا ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋن
طرﯾق اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﺎﺋل ﻋﻠﻣﯾﺔ وﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻣﺗﻌددة وﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ
ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻹداري.
-2أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻘرارات ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ:
-ﺗﻛﺷفاﻟﻘرار ات اﻹدارﯾﺔ ﻋن ﺳﻠوك وﻣوﻗف اﻟﻘﺎدة واﻟرؤﺳﺎء اﻹدارﯾﯾن ،وﺗﻛﺷف ﻋن اﻟﻘوى
واﻟﻌواﻣل اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺿﺎﻏطﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺗﺧذي اﻟﻘرار ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺳﻬل ﻣﻬﻣﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ
ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘرارات ،واﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣواﻗف واﻟﺿﻐوط ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ﺑﺻورة ﺣﺳﻧﺔ.
-ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻘرارات اﻹدارﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻻﺧﺗﯾﺎر وﻗﯾﺎس ﻣدى ﻗدرة اﻟﻘﺎدة واﻟرؤﺳﺎء اﻹدارﯾﯾن ﻓﻲ
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟوظﺎﺋف واﻟﻣﻬﺎم اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣطﻠوب ﺗﺣﻘﯾﻬﺎ واﻧﺟﺎزﻫﺎ ﺑﺄﺳﻠوب ﻋﻠﻣﻲ وﻋﻣﻠﻲ.
)(1 -ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻘرارات اﻹدارﯾﺔ ﻣﯾداﻧﺎ واﺳﻌﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ.
) -(1ﺣﺳﯾن ﺑﻠﻌﺟوز ،اﻟﻣدﺧل ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻘرار ،اﻟﺟزاﺋر :دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ، 2010 ،ص . 100 :
113
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ:
-1اﻟﺣﺳﯾن أﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ ،ﻣدﺧل اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻋﻣﺎن :اﻟﻣرﻛز اﻟﻌﻠﻣﻲ
ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.2002 ،
-2اﻟﺣﻠو ﻣﺎﺟد راﻏب ،ﻋﻠم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ.1973 ،
-3اﻟﺣﻣﯾري ﺑﺎﺳم ،ﻣﻬﺎرات إدارﯾﺔ )اﻟﺗﻔﺎوض ،اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ،إدارة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﺗﻧظﯾم
اﻟﻣؤﺗﻣرات إدارة اﻷزﻣﺎت ( ،اﻷردن :دار ﺣﺎﻣد ﻟﻧﺷر.2010 ،
-4اﻟطﯾب ﻣﺣﻣد رﻓﯾق ،ﻣدﺧل ﻟﺗﺳﯾر:أﺳﺎﺳﯾﺎت ﺗﻘﻧﯾﺎت ووظﺎﺋف ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟﺟزاﺋر:
دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ. 1995،
-5اﻟﻘﺣطﺎﻧﻲ ﺳﺎﻟم ﺑن ﺳﻌﯾد ،اﻟﻘﯾﺎدة اﻹدارﯾﺔ :اﻟﺗﺣول ﻧﺣو ﻧﻣوذج اﻟﻘﯾﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ،
اﻟرﯾﺎض :ﻣطﺎﺑﻊ ﻣراﻣر.2002،
-6اﻟﻌﻠﻲ رﺿﺎ ﺻﺎﺣب أﺑو ﺣﺎﻣد ،ﺳﻧﺎن ﻛﺎظم اﻟﻣوﺳوي ،وظﺎﺋف اﻹدارة اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻧظرة
ﺑﺎﻧوراﻣﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،اﻷردن :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوراق ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ.2001،
-7اﻟﺷﻣﺎع ﺧﻠﯾل ﻣﺣﻣد ﺣﺳن ،ﻣﺑﺎدئ اﻹدارة :ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ إدارة اﻷﻋﻣﺎل .ط،1
اﻷردن :دار اﻟوراث ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ .2006 ،
-8اﻟﺷﯾﺦ ﺳﺎﻟم ﻓؤاد وآﺧرون ،اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻹدارﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،ﻋﻣﺎن :ﺷرﻛﺔ .1982،
-9ﺑوﺣوش ﻋﻣﺎر ،ﻧظرﯾﺎت اﻹدارة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟواﺣد واﻟﻌﺷرﯾن ،ﺑﯾروت :دار
اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ.2006 ،
ﺑﻌﻠﻲ ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ط ،1اﻟﺟزاﺋر ،ﻋﻧﺎﺑﺔ :دار اﻟﻌﻠوم -10
ﻟﻠﻧﺷر.2004 ،
ﺧﺗﺎم ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم اﻟﺳﺣﯾﻣﺎت ،ﻣﻔﺎﻫﯾم ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻋﻠم اﻹدارة,اﻷردن :دار ﻧﺷر -11
اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻷردﻧﯾﺔ اﻟﻬﺎﺷﻣﯾﺔ,ط2009 ,1.
-12
114
ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ﺻﻘر ،إدارة اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ:اﻷﺳس اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ و أدوات اﻟﺑﺣث -13
اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ .ط ،2ﺑﯾروت :دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر. 1979،
ﻋﺎﺻم طﺎرق ﻋﺑد اﻟرؤوف ،اﻟﻣﺻري إﯾﻬﺎب ﻋﯾﺳﻰ ،اﻟﻘﯾﺎدة اﻹدارﯾﺔ واﻟﺗﻣﻛﯾن -14
اﻹداري .ط ،1ﻣﺻر :اﻟﻣﻛﺗب اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﻣﻌﺎرف.2018،
طﻪ ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﻓرج ،ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،ﺑﯾروت :دار اﻟﻧﻬﺿﺔ -15
اﻟﻌرﺑﯾﺔ.1986،
ﻋرﻓﺔ أﺣﻣد ﻋﻠﻰ ،ﺳﻣﯾﺔ إﺑراﻫﯾم ﺷﻠﺑﻲ ،اﻹدارة و اﻟﻔراغ ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر ، -16
.1990
زﻫران ﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ،ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة :ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ، -17
.1997
ﻣرﺳﻲ ﻧﺑﯾل ،ﺳﻠﯾم أﺣﻣد )اﻹدارة اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ –اﻹدارة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ -إدارة -18
اﻟﻣﻌرﻓﺔ-إدارة اﻟﻣﺧﺎطر( اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث .2007 ،
ﻣرﺳﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد ،ﺛﺎﺑت ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن إدرﯾس ،اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ : -19
ﻧظرﯾﺎت وﻧﻣﺎذج وﺗطﺑﯾق ﻋﻣﻠﻲ ﻹدارة اﻟﺳﻠوك ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ .ط ،1ﻣﺻر :اﻟدار
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر.2005 ،
ﺣﺳﯾن إﺑراﻫﯾم ،اﻟﻌﺟﻣﻲ ﻣﺣﻣد ﺣﺳن ،اﻹدارة اﻟﺗرﺑوﯾﺔ .ط ،1دار اﻟﻣﺳﯾرة، -20
ﻋﻣﺎن اﻷردن.2007:
ﻋﺑد اﻟﻣﻬدي ﻣﺎﺟد و آﺧرون ،ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻹدارة،ﻋﻣﺎن:دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر و -21
اﻟﺗوزﯾﻊ2016،
ﻋﺑﯾدات ﺳﻬﯾل أﺣﻣد ،اﻟﻘﯾﺎدة أﺳﺎﺳﯾﺎت ﻧظرﯾﺎت وﻣﻔﺎﻫﯾم ،اﻷردن :ﻋﺎﻟم -22
اﻟﻛﺗب اﻟﺣدﯾﺛﺔ .2007 ،
ﻛﻧﻌﺎن ﻧواف ،اﻟﻘﯾﺎدة اﻹدارﯾﺔ ،ﻋﻣﺎن :دار زﻫران.1992 ، -23
115
اﻟظرﻓﺎت ﺑﻧت ﻋﻣر ﻧﻌﯾﻣﺔ ،اﻟﻘﯾﺎدة اﻹدارﯾﺔ و اﻟﻛﻔﺎﯾﺎت اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ -24
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻹدارات اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻟﻠوزارات ،اﻟﻘﺎﻫرة .2016 ،
ﺣﻣدي رﺿﺎ ﻫﺎﺷم ،ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﻬﺎرات اﻻﺗﺻﺎل و اﻟﻘﯾﺎدة اﻹدارﯾﺔ ،اﻷردن :دار -25
اﻟراﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ.2010 ،
ﻛﻧﻌﺎن ﻧواف ،اﻟﻘﯾﺎدة اﻹدارﯾﺔ .ط ،6ﻋﻣﺎن :ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ، -26
.1999
اﻟﻠوزي ﻣوﺳﻰ ،اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ )اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ،اﻷﺳس ،اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت( ،اﻷردن: -27
دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ.2000 ،
ﺑﻼل ﻣﺣﻣد إﺳﻣﺎﻋﯾل ،اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ و اﻟﺗطﺑﯾق ،ﻣﺻر :اﻟدار -28
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر.2005 ،
ﺣﻣﺎدي ﻋدي ﻋطﺎ ،اﻟﻘﯾﺎدة اﻹدارﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ إﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،اﻷردن: -29
دار اﻟﺑداﯾﺔ ﻧﺎﺷرون وﻣوزﻋون.2003 ،
ﻣﻧﺻور ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ،ﻣﺑﺎدئ اﻹدارة ،ﻣﺻر :ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻧﯾل اﻟﻌرﺑﯾﺔ.1999 ، -30
ﺣرﯾم ﺣﺳﯾن ،ﻣﺑﺎدئ اﻹدارة اﻟﺣدﯾﺛﺔ:اﻟﻧظرﯾﺎت -اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت –اﻟوظﺎﺋف ،اﻷردن: -31
دار ﺣﺎﻣد ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ.
دﻫش ﺟﻼب إﺣﺳﺎن ،إدارة اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﺗﻐﯾﯾر ،اﻷردن :دار -32
ﺻﻔﺎء ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ.2011 ،
طﺷطوش ﻫﺎﯾل ﻋﺑد اﻟﻣوﻟﻰ ،أﺳﺎﺳﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎدة و اﻹدارة :اﻟﻧﻣوذج -33
اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎدة و اﻹدار،ة دار اﻟﻛﻧدي ﻟﻠﻧﺷر ط ،1اﻷردن.2009 :
ﻣرﺳﻲ ﻧﺑﯾل ﻣﺣﻣد) ،اﻟﻣﻬﺎرات و اﻟوظﺎﺋف اﻹدارﯾﺔ ﻛﯾف ﺗﻧﻣﻲ ﻣﻬﺎراﺗك -34
اﻹدارﯾﺔ ؟( ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث.2006 ،
اﻟﻣﻠﯾﺟﻲ إﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ،اﺳﺗراﺗﺟﯾﺎت وﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹدارة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :دار -35
اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث.2002 ،
اﻟﺻرﯾﻔﻲ ﻣﺣﻣد ،اﻟﻘﯾﺎدة اﻹدارﯾﺔ و اﻹﺑداﻋﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :دار اﻟﻔﻛر -36
اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ.2007 ،
116
ﻋﺑﯾدات ﺳﻬﯾل أﺣﻣد ،اﻟﻘﯾﺎدة أﺳﺎﺳﯾﺎت ﻧظرﯾﺎت ﻣﻔﺎﻫﯾم ،اﻷردن :ارﺑد ﻋﺎﻟم -37
اﻟﻛﺗب اﻟﺣدﯾﺛﺔ.2007 ،
اﻟﺻﯾرﻓﻲ ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ،ﻣﻔﺎﻫﯾم إدارﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ،ﻋﻣﺎن :اﻟدار اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ -38
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ .2003 ،
ظﺎﻫر ﻛﻼﻟدة ،اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎدات اﻹدارﯾﺔ،ﻋﻣﺎن :دار اﻟﻧﻬران -39
ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ .1987،
ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺑﺎﻗﻲ ﺻﻼح اﻟدﯾن ،اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،ﻣﺻر :اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ، -40
.2001
ﻛﺎﺿم ﺣﻣود ﺧﺿﯾر ،اﻟﻠوزي ﻣوﺳﻰ ،ﻣﺑﺎدئ إدارة اﻷﻋﻣﺎل ،اﻷردن :دار -41
إﺛراء ﻟﻠﻧﺷر .2008 ،
ﻓﻠﯾﻪ ﻓﺎروق ﻋﺑدﻩ ،اﻟﺳﯾد ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ،اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻓﻲ إدارة -42
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ،اﻷردن :دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ.2005 ،
اﻟﺻﯾرﻓﻲ ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ،اﻟﻘﯾﺎدة اﻹدارﯾﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ ،اﻷردن :دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ، -43
.2006
ﺳوﯾدان طﺎرق ﻣﺣﻣد ،ﻓﯾﺻل ﻋﻣر ﺑﺎﺷراﺣﯾل ،ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻘﺎﺋد .ط ،3ﻟﺑﻧﺎن: -44
دار اﺑن ﺣزم ﻟﻠﻧﺷر.2004 ،
اﻟﻧﻌﯾﻣﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻣﺣﻣود ،ﻣﺑﺎدئ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،د ،م ن :ﻣﻧﺷورات -45
.1997 ،ELGE
-2اﻟﻛﺗب ﺑﺎﻟﻠﻐﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ:
117
Daft.L.Richard, Managemert, 6th ed.USA: South western, -2
2003.
Dulaire? Governement-virtual.Government, E.All, Debai: -3
issus 47, September, 2007.
Heeks Richard, E.Government for Development:, the impact of -4
E, government faire, Manchester Universty: Enstitue for
development policy and . www.online.gov.org.access.
Kalter Philip, Marketing management 1ère ed, peaso: education -5
paris: 2009.
اﻟﻣﻘﺎﻻت واﻟﻣﺟﻼت:
-1اﻟﺣﺎج ﻋراﺑﺔ ﺷﺎﻫد اﻟﻣﯾﺎس ،دﻓرود ﻋﺑد اﻟﻧﻌﯾم " ،ﺗﻘﯾﯾم ﺗﺟرﺑﺔ ﺗطﺑﯾق اﻟﺣﻛوﻣﺔ
اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر" ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻗﺎﺻدي ﻣرﺑﺎح :ورﻗﻠﺔ اﻟﻌدد ،03ﺳﻧﺔ .2016
-2ﻫﺑﺔ ﻋﺑد اﻟزﻫرة" ،اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﻘﯾﺎدة اﻹدارﯾﺔ )ﻣﺻﺎدر ﻗوة اﻟﻘﯾﺎدة اﻹدارﯾﺔ (" ﻣﺟﻠﺔ
ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺑﺻرة :اﻟﻌدد )( 2-1ﻟﺳﻧﺔ .2008
اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ:
أطروﺣﺎت دﻛﺗوراﻩ:
118
-1أﻟو أﻣوﻧﺔ ،ﯾوﺳف ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف" ،واﻗﻊ إدارة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻛﺗروﻧﯾﺎ e-HRM
ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ اﻟﻧظﺎﻣﯾﺔ – ﻗطﺎع ﻏزة " ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة،
ﻓﻲ إدارة اﻷﻋﻣﺎل ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻏزة.2009 :
-2اﻷﻏﺎ راﺋد ﻋﻣر ،اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﻘﯾﺎدﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣرؤوﺳﯾن ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ اﻻﺗﺻﺎﻻت اﻟﺧﻠوﯾﺔ
اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻟواﻗﻊ و اﻟﻣﻧظور اﻟﻣﻌﯾﺎري ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ إدارة اﻷﻋﻣﺎل،
اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة.2000 ،
-3اﻟﺑﻘﺻﻲ ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﷲ ،اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺗدرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎدة اﻹدارﯾﺔ ،ﻣذﻛرة
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﺗرﺑوﯾﺔ واﻟﺗﺧطﯾط ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أم اﻟﻘرى ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ :ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ،
.2008
-4اﻟﺧطﯾب ﻣﺣﻣد ،أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز" ،دور اﻹدارة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻹﺑداع
اﻹداري دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ وزارة اﻻﺗﺻﺎﻻت وﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت" رﺳﺎﻟﺔ
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزﻫر ﻏزة :ﻛﻠﯾﺔ ﻓﻠﺳطﯾن اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص
اﻟﻘﯾﺎدة واﻹدارة .2018
-5اﻟﻌﻣري ،ﺳﻌﯾد ﺑن ﻣﻌﻼ" ،اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻹدارﯾﺔ واﻷﻣﻧﯾﺔ ﻟﺗطﺑﯾق اﻹدارة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣواﻧﺊ" رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة .اﻟرﯾﺎض:
أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،د ،س ،ج.
-6اﻟﻐوطﻲ إﺑراﻫﯾم " ،ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﺟﺎح ﻣﺷروع اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر
اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻘر ارات اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ" ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة ﻓﻲ إدارة
اﻷﻋﻣﺎل ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻏزة ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ .2006
-7اﻟﻣﺳﯾر إﯾﻬﺎب ﺧﻣﯾس أﺣﻣد "ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻟﺗطﺑﯾق اﻹدارة
اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺎﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣرور ﺑوزارة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺑﺣرﯾن" ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺎﯾف اﻟرﯾﺎض.2007 :
119
ﻣﻠﺗﻘﯾﺎت ﻋﻠﻣﯾﺔ:
-1ﻣﺳﻌودان أﺣﻣد " ،اﻹدارة اﻟﻣدرﺳﯾﺔ ﻣﺟﺎل ﻣن ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﻛم اﻟراﺷد" ،ﻣداﺧﻠﺔ ﺿﻣن
اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول اﻟﺣﻛم اﻟراﺷد واﺳﺗراﺗﺟﯾﺎت اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻧﺎﻣﻲ ،ﻗﺳم
اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓرﺣﺎت ﻋﺑﺎس ﺑﺳطﯾف ،اﻟﺟزاﺋر 09-08،أﻓرﯾل
.2007،
ﻣﺣﺎﺿرات ودروس:
120