Professional Documents
Culture Documents
(عرض مراقبة تنفيذ ميزانية الجماعات الترابية (النفقات
(عرض مراقبة تنفيذ ميزانية الجماعات الترابية (النفقات
1
المقدمة: -
سعيا وراء تعزيز سياسة الالمركزية والجهوية المتقدمة ،خول المشرع المغربي بمقتضى
المادة 041من دستور 1 1100للجماعات الترابية اختصاصات متعددة :ذاتية ،مشتركة مع
الدولة واختصاصات منقولة اليها من هذه االخيرة بناء على مبدأ التفريع ،وفي إطار ممارسة
دورها في تنزيل السياسة العامة للدولة على الصعيد المحلي تحظى الجماعات الترابية بموارد
مهمة ،وبتنظيم ترابي قائم على مبادئ التدبير الحر يمكنها من تنزيل مختلف السياسات
االقتصادية واالجتماعية والبيئية والثقافية والرياضية وغيرها.
إال أن التنزيل السليم لهذه السياسات يتطلب حكامة جيدة ،انسجاما مع مقتضيات الدستور التي
تنص على تبني معايير الجودة والشفافية والمحاسبة والمسؤولية.
حيث تعتبر الرقابة أحد العناصر األساسية التي تقوم عليها منظومة الحكامة الترابية ،لكونها
وسيلة تساعد لضبط التدبير المالي الجيد للجماعات الترابية والحرص على أدائه إنفاقا
وتحصيال ،و يقصد بالمراقبة على الصعيد المالي االشراف و الفحص و المراجعة للتعرف
على كيفية سير العمل داخل الجماعات الترابية و التأكد من حسن استخدام األموال العامة في
األغراض المخصصة لها و أن الموارد تحصل طبقا للقوانين و اللوائح و التعليمات المعمول
بها ،والتأكد من صحة نتائج االعمال و المركز المالي و تحسين معدالت األداء و الكشف عن
المخالفات و االنحرافات و بحث األسباب التي أدت غلى حدوثها ،و اقتراح وسائل عالجها
2
لتجني تكراراها مستقبال.
وتحظى الرقابة على تنفيذ النفقات بأهمية كبرى أكثر من الرقابة على عمليات المداخيل ،وذلك
راجع إلى كون اإلنفاق يعتبر من أدق اإلجراءات التنفيذية وأكثرها حساسية ،ألن عملية صرف
األموال تمثل المرحلة األخيرة والمهمة التي تنقل التقديرات والتوقعات والمخططات التنموية
التي جاءت بها الميزانية المحلية ،من الصفة المجردة إلى الممارسة وإلى أوراش ومشاريع
3
حقيقة على أرض الواقع.
1دستور فاتح يوليوز ،1100الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0900.0بتاريخ 12من شعبان ،0441الموافق ل 1.يوليوز ،1100الصادر
بالجريدة الرسمية عدد 4.94مكرر ،الصادر في 12شعبان 0441الموافق ل 41يوليوز 1100
2سعد بن محمد الهويل وعبد هللا بن علي الحسين :المحاسبة في األجهزة الحكومية في المملكة العربية السعودية اإلدارة العامة للطبع والنشر بمعهد اإلدارة
العامة 2005 ،ص4
3
عبد اللطيف بورحو " ،مالية الجماعات المحلية بين واقع الرقابة ومتطلبات التنمية" ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مواضيع الساعة،
العدد ،1100 ،21ص .24
2
ومن أجل تحقيق هذه األهداف والغايات ،فقد أناط المشرع المغربي مهمة الرقابة على تنفيذ
نفقات الجماعات الترابية للعديد من األجهزة خاصة وأن كل جهاز يتميز بمجموعة من األدوار
التي ينفرد بها عن اآلخر.
كما أن مقاربة موضوع الرقابة يمكن أن يناقش من عدة نواحي ،مقاربة تعتمد على
التصنيف الزمني الذي تمارس فيه ،وهي الرقابة القبلية والتي تخص عمليات مراقبة مساطر
وطرق ابرام الصفقات العمومية باإلضافة الى عمليات االلتزام بالنفقات التي يمارسها
المحاسب العمومي والرقابة الموازية أو (المواكبة) وهي التي تخص عمليات مراقبة صحة
النفقات والتي يمارسها كذلك المحاسب العمومي والرقابة البعدية وهي المراقبة التي تضطلع
بها المجالس التداولية للجماعات الترابية وهيئات التفتيش التابعة لوزارتي الداخلية و المالية
باإلضافة إلى المجلس الجهوي للحسابات والمقاربة العضوية وهي المراقبة التي تمارسها
األجهزة الداخلية كالمجلس التداولي وتسمى بذلك مراقبة داخلية ،واألجهزة الخارجية كهيئات
التفتيش التابعة لوزارتي الداخلية و المالية باإلضافة إلى المجلس الجهوي للحسابات ،وتسمى
بذلك مراقبة خارجية ،ومقاربة تعتمد على التصنيف الوظيفي كمراقبة المشروعية ومراقبة
نجاعة األداء ،ومقاربة تعتمد على المعيار النوعي وتتجلى في المراقبة االدارية والمراقبة
السياسية والمراقبة القضائية وهو المعيار الذي سوف نعتمده في مناقشة هذا الموضوع.
لذلك نطرح اإلشكالية التالية :ماهي أنواع الرقابة التي تخضع لها تنفيذ نفقات الجماعات
الترابية؟
لإلجابة على هذه االشكالية سوف نعتمد على التصميم التالي:
3
سلطات الوصاية والرقابة المختلفة في النشاط المالي ذاته وأشده .مسا باالستقالل المالي
4
واإلداري للجماعات الترابية وهيئاتها.
وتخضع عمليات تنفيذ نفقات الجماعات الترابية الى رقابة المحاسب العمومي وهو ما سنتطرق
له في (المطلب األول) وإلى رقابة هيئات التفتيش التابعة لوزارتي الداخلية والمالية وهو ما
سنتطرق له في (المطلب الثاني).
ويمارس المحاسب العمومي مراقبة قبلية والتي تخص عمليات مراقبة مساطر وطرق ابرام
الصفقات العمومية باإلضافة الى عمليات االلتزام بالنفقات والرقابة الموازية أو (المواكبة)
وهي التي تخص عمليات مراقبة صحة وأداء النفقات.
سنتناول في هذه المطلب :المراقبة القبلية على تنفيذ نفقات الجماعات الترابية (الفقرة األولى)
والرقابة الموازية (الفقرة الثانية).
4عبد اللطيف بورحو« ،مالية الجماعات المحلية بين واقع الرقابة ومتطلبات التنمية" ،مرجع سابق ص .40
5مراسيم رقم 1902944.و 19029404 19029441المتعلقة بسن نظام المحاسبة العمومية للجهات والعماالت واالقاليم والجماعات ومجموعاتها
6امحمد قزيبر ،النظام القانوني لميزانية الدولة ،مطبعة وراقة سجلماسة مكناس ،د ط ،1102- 2016ص.111 ،
7مكاوي نصير "تدبير مالية الجماعة المحلية "دار أبي رقراق للطباعة والنشر الطبعة األولى ،سنة ،1100ص .00
4
وكذلك اآلمرون بالصرف واآلمرون بالصرف المساعدون واآلمرون بالصرف المنتدبون
واختصاصاتهم المتعلقة باثبات الديون المستحقة وتصفيتها واألمر بتحصيلها ،االلتزام بالديون
وتصفيتها واألمر بصرفها.
أوال :مراقبة مساطر وطرق ابرام الصفقات العمومية
قبل تنفيذ عمليات االلتزام بالنفقات من طرف اآلمر بالصرف ،يجب على هذا االخير عرض
ملفات طلبات العروض (االشغال والتوريدات والخدمات) المتعلقة بها للدراسة وابداء
المالحظات من طرف أعضاء لجنة طلب العروض والتي يعتبر المحاسب العمومي المكلف او
من ينوب عنه كعضو إجباري ،وذلك 8ايام على االقل قبل نشر اعالن طلب العروض في
بوابة الصفقات العمومية ،او توجيه هذا االعالن للنشر او ارسال الرسائل الدورية الى
8
المتنافسين.
كما أن حضور المحاسب العمومي المكلف او من ينوب عنه في أشغال لجنة طلب العروض
المفتوح او طلب العروض المحدود او باالنتقاء المسبق وكذا لجنة المباراة الخاصة بالجماعات
الترابية ومجموعاتها ،يعتبر كإجراء قانوني ال بد منه لتمام مسطرة ابرام الصفقات العمومية
9
للجماعات الترابية ومجموعاتها
ثانيا :مراقبة عمليات االلتزام بالنفقات
تخضع مقترحات االلتزام بالنفقات الى مراقبة المشروعية وفق النصوص القانونية والتنظيمية
ذات الطابع المالي الجاري بها العمل ،ويقوم المحاسب العمومي المكلف بالمراقبة المالية للتأكد
مما يلي:
لكن إذا ما تم التمسك بمقترح االلتزام بالنفقة من طرف اآلمر بالصرف دون استيفاء شرط
التأشيرة من طرف المحاسب فإن الفصل 67من مرسوم سن المحاسبة العمومية الخاص
بالجماعات يعطيه فرصة أخرى بعرض األمر على وزير الداخلية الذي يمكنه تجاوز رفض
8المرسوم رقم 1901944.المتعلق بالصفقات العمومية في 1104/14/11الجريدة الرسمية عدد 1104/14/14 9041المادة 0.
9قرار وزير الداخلية رقم 921902بتحديد لجان طلب العروض المفتوح اطلب العروض المحدود او باالنتقاء المسبق وكذا لجنة المباراة الخاصة
بالجماعات الترابية ومجموعاتها في 1102/14/12المنشور بالجريدة الرسمية عدد 994.في 1102/14/19
10أحمد دمناتي :الرقابة على مالية الجماعات الترابية بالمغرب رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام ،ماستر تدبير الشأن العام المحلي ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،طنجة السنة الدراسية 1109-1104ص44
5
التأشير المذكور بواسطة مقرر صرف النظر Passer outreما عدا في حالة ما إذا كان
رفض التأشيرة معلال بنقص أو عدم توفر االعتمادات او المناصب المالية أو بعدم التقيد بنص
تشريعي .هذا يعني أن المقرر يحل محل تأشيرة المحاسب مما يؤدي إلى أن مسؤولية المحاسب
11
تنتفي لتحل محلها مسؤولية الوزير.
11نبيه محمد الجهوية المتقدمة بين الالمركزية والالتمركز (الجانب القانوني والمحاسبي) cross media communication RABATالطبعة االولى
110.ص 401
12مراسيم رقم 1902944.و 19029440 19029441المتعلقة بسن نظام المحاسبة العمومية للجهات والعماالت واالقاليم والجماعات ومجموعاتها
1102/00/14
13مراسيم رقم 1902944.و 19029440 19029441مرجع سابق
6
جداول المنجزات والوضعيات والجرود حيث أن المادة 60من المرسوم المتعلق بدفتر
الشروط اإلدارية العامة لصفقات األشغال الصادر في 13ماي » 2016تبين بأنه يجب أن
توضع جداول المنجزات انطالقا من المعاينة التي تتم في الورش ،للعناصر الكيفية والكمية
المتعلقة باألشغال المنفذة وبالتموينيات المنجزة .ولتحديد الكميات القابلة لالستعمال مباشرة
لوضع كشف الحسابات ،تنجز الحسابات انطالقا من هذه العناصر« وعليه فإن المادة 60تحدد
أسس تسوية الحسابات والتي تجب مراعاتها حسب ما هو منصوص عليه في دفتر الشروط
الخاصة .C.P.S
وعليه فإن التصفية تتم بناء على وثيقة إدارية هي إما الفاتورة أو الكشوف التفصيلية décomptes
أو بيان المبالغ المستحقة mémoireحيث أن عملية المراقبة تخص المراقبة الحسابية للفاتورة أو
الكشوف ،كما أن الفاتورة يجب أن تتضمن كل البيانات التي تنص عليها مدونة الضرائب كرقم الباتنتا
والضمان االجتماعي ورقم السجل التجاري والرقم الجبائي ويضاف إلى هذه المعلومات رقم الجرد
l’inventaireوكذلك إشارة الخدمة المنجزة التي يراقبها المحاسب ،غير أن ما تجدر اإلشارة
14
.إليه هو أن بعد التصفية هنالك األمر بصرف النفقة .L’ordonnancement
يتعين على المحاسب المكلف ،قبل التأشير من أجل األداء ،أن يقوم بمراقبة صحة النفقة من
حيث :15
-وجود التأشيرة القبلية على مقترح االلتزام،
صحة حسابات التصفية؛
-الصفة اإلبرائية للتسديد.
يكلف المحاسب العمومي ،عالوة على ذلك بالتأكد من:
-إمضاء اآلمر بالصرف أو الشخص المفوض من لدنه ؛
-توفر اعتمادات االداء ؛
-توفر االموال؛
-االدالء بالوثائق المثبتة المحددة قائمتها بقرار مشترك لوزير الداخلية والوزير المكلف
بالمالية ،بما في ذلك الوثائق المتضمنة لإلشهاد على الخدمة المنجزة
وتتم هذه المراقبة باإلشهاد على األمر بأداء النفقة أو تعليق اإلشهاد مع تضمين المالحظات
التي يثيرها األمر بأداء النفقة عند تعليق اإلشهاد ،وتندرج هذه الرقابة ضمن رقابة صحة
تصفية وأداء النفقة ،وتجرى في ظرف .أيام كاملة بالنسبة لنفقات الموظفين ،و 15يوم عمل
كاملة بالنسبة للنفقات األخرى وذلك ابتداء من تاريخ تسلم االوامر بالصرف وحواالت االداء.
واستثناء يمكن لآلمر بالصرف تجاوز تعليق اشهاد المحاسب العمومي على االمر بأداء النفقة،
عبر أمر بالتسخير réquisition.
وهو األمر المكتوب الذي بموجبه يجبر اآلمر بالصرف المحاسب اداء النفقة عند رفض هذا األخير
وضع تأشيرته .هذا الحق الذي نصت عليه المادة 81من مرسوم 23نوفمبر 2017يسمح لآلمر
بالصرف بأن يطلب من المحاسب تجاوز هذا الرفض .غير أن مسؤولية المحاسب تنتفي في هذا
14نبيه محمد الجهوية المتقدمة بين الالمركزية والالتمركز ،مرجع سابق ص .404-404
15مراسيم رقم 1902944.و 19029440 19029441مرجع سابق.
7
الحالة وتلقى على عاتق اآلمر بالصرف في حالة ما إذا ما تبث فيما بعد أن النفقة مشوبة فعال بعيب
16
وبالتالي عدم مشروعيتها .
ويمكن للمحاسب العمومي ايضا رفض االمتثال لألوامر بالتسخير ،إذا كان تعليق األداء معالل بأحد
17
االسباب التالية :
-عدم وجود االعتمادات او عدم توفرها او عدم كفايتها
-عدم وجود التأشيرة القبلية على االلتزام ،عندما تكون هذه التأشيرة مطلوبة
-عدم وجود االموال او عدم توفرها او عدم كفايتها
-انعدام الصفة اإلبرائية للتسديد
المراقبة التراتبية على صحة النفقات
ينجز المحاسب العمومي أيضا المراقبة التراتبية على صحة تصفية وأداء نفقات الجماعات
الترابية ومجموعاتها ،والتي تتوفر على نظام المراقبة الداخلية او نظام افتحاص ومراقبة
داخلية ،حيث يقوم المحاسب العمومي ،بالتأكد من:
-توفر اعتمادات االداء
-وجود التأشيرة القبلية على االلتزام ،عندما تكون هذه التأشيرة مطلوبة
-عدم االداء المتكرر لنفس الدين
وتؤهل الجماعات الترابية ومجموعاتها لالستفادة من المراقبة التراتبية على النفقات ،بعد
التقرير االيجابي الذي تنجزه بصفة مشتركة المصالح المختصة لوزارة الداخلية ووزارة المالية
في إطار اجراء افتحاص كفاءتها التدبيرية.
الحاالت الخاصة بعدم اداء النفقة
دور المحاسب ال ينتهي بانتهائه من أعمال الرقابة السالف ذكرها بل أُنيطت به مهمة أخرى تتجلى
في التثبت من عدم وجود عوائق قضائية ،تعاقدية أو إدارية يمكن أن تحول دون تأدية النفقة أو تأجيلها
وهي موانع وجود تعرضات من طرف الغير على دفع تلك النفقة إلى صاحبها أو أن تكون األموال
المتوفرة ال تكفي لتسديد النفقة أو تهم سقوط الدين بمرور الزمن ،كذلك هنالك التقادم
-التعرضات
هذه من االختصاصات التي يقوم بها المحاسب وهو ملزم بذلك ،ألنه هو الذي يخوله القانون لتلقي
كل طلبات التعرضات ،مثال حجز ما للمدين لدى الغير وهو أمر قضائي أو رهن الحيازة وهو أمر
تعاقدي أو االعالن للحجز لدى األغيار Avis aux Tiers Détenteurوهو أمر إداري حيث أكدت
المادة 2.من مرسوم 23نوفمبر 2017بسن نظام المحاسبة العمومية للجماعات بأنه يتم بين يدي
المحاسب المكلف ،تحت طائلة البطالن ،كل حجز أو تعرض على مبالغ مستحقة على الجهات أو
العماالت أو الجماعات أو إشعار للغير الحائز أو كل التبليغات األخرى الرامية إلى توقيف األداء
وذلك عن طريق
16نبه محمد الجهوية المتقدمة بين الالمركزية والالتمركز مرجع سابق ص 441
17مراسيم رقم 1902944.و 19029440 19029441مرجع سابق
8
تبليغ يوجه أو يسلم إلى الشخص المأمور باستالمه .ألن كل التعرضات يجب أن تتم بين يدي
18
المحاسب المكلف بأداء النفقة.
-التقادم
يجب على المحاسب أن يراعي إن كانت النفقة ال تسقط تحت طائلة التقادم الرباعي ألن هنالك
قاعدة قانونية تحول دون أداء النفقة وهي قاعدة التقادم.
وقد نصت المادة 1من القانون 19 30.65المتعلق بتقادم الديون المستحقة على الدولة والجماعات
الترابية على ":تتقادم وتنقضي بصفة نهائية لفائدة الدولة والجماعات الترابية ،جميع الديون التي لم
تتم تصفيتها واألمر بدفعها وتسديدها داخل أجل أربع سنوات يبتدئ من اليوم األول للسنة المالية التي
أصبحت خالله الحقوق المكتسبة لفائدة الدائنين المقيمين بالمغرب في ظرف أربع سنوات وخمس
سنوات خارج المغرب وتُرجع بصفة نهائية إلى الدولة والجماعات المحلية".
والسبب واضح هو أن القواعد المتبعة في ميدان تصفية حسابات الدولة والجماعات الترابية ومسك
محاسباتها بطريقة عقالنية جعل من الضروري التخلص من مخلفات الديون وجميع المتأخرات
المترتبة في ذمة الدولة والجماعات الترابية.20
وقد استثنت المادة 2من نفس القانون الديون التي لم يتم األمر بدفعها وتسديدها داخل اآلجال المحددة
بفعل اإلدارة أو نتيجة دعوى قضائية .كذلك تم استثناء الديون الناتجة عن الترقيات الخاصة بموظفي
وأعوان الدولة والجماعات الترابية.
انطالقا مما سبق يمكن القول أن المراقبة التي يجريها المحاسب على اآلمر بالصرف سواء
تعلق األمر بمراقبة المشروعية على النفقات (مراقبة االلتزام) أو في إطار رقابة صحة أدائها
تعتبر في واقع األمر مراقبة ذات طابع تقني إجرائي وتهدف باألساس إلى التأكد من مطابقة
النفقات للقوانين واألنظمة ولتضمنها المعطيات والبيانات الالزمة المرتبطة بها في هذا
21
السياق.
الفقرة الثالثة :الصعوبات المرتبطة بالمراقبة المحاسباتية
ترتبط المراقبة المحاسباتية بمجموعة من الصعوبات حيث نجد أهمها:
-قلة وضعف تكوين الموارد البشرية التي تتكلف بعمليات المراقبة ،المحاسبين العموميين
والموظفين واالعوان الخاضعين لنفوذهم ،وتتجلى هذه الصعوبات في تأخر معالجة
عمليات مراقبة االلتزام وصحة أداء النفقات ،وعدم تلبية جميع استدعاءات اآلمرين
بالصرف للمحاسبين العموميين للحضور في أشغال لجان طلب العروض ،مما ينتج عنه
كثرة التأجيالت لتواريخ فتح األظرفة ،وبالتالي التأخر في تنفيذ الصفقات العمومية.
-وجود العديد من حاالت عدم التأشير على عمليات مراقبة االلتزام وصحة أداء النفقات
التي تخص نفس النفقة ،وعدم تضمين جميع المالحظات في ارسالية واحدة ،كما تنص
عليه قواعد التدبير الجيد.
-تعدد النصوص القانونية والتنظيمية المرتبطة بتنفيذ النفقات ،وكثرة التعديالت المتعلقة بها.
18نبيه محمد الجهوية المتقدمة بين الالمركزية والالتمركز مرجع سابق ص .444-444
19القانون رقم 56.03المتعلق بتقادم الديون المستحقة على الدولة والجماعات المحلية الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم 1.64.16صادر 2664/64/21
الجريدة الرسمية عدد 3268بتاريخ .2664/64/21
20نبيه محمد الجهوية المتقدمة بين الالمركزية والالتمركز مرجع سابق ص .444
21امجمد قزيبر ،النظام القانوني لميزانية الدولة ،مرجع سابق.111 ،
9
المطلب الثاني :مراقبة هيئآت التفتيش التابعة لوزارتي الداخلية والمالية على
تنفيذ نفقات الجماعات الترابية
يعتبر هذا النوع من الرقابة األصل أو القاعدة التي ينبغي أن تتسم بها الرقابة على الجماعات
الترابية بصفة عامة ،حيث تتميز بتناسب ومالءمة ألسس ومرتكزات الالمركزية اإلدارية كما
هو متعارف عليه عالميا ،وفي جميع التجارب المقارنة التي تأثر بها المغرب ،وعالوة عن ذلك
فهي تحقق عدة مزايا كسرعة إنجاز المشاريع والبرامج وتالفي البطيء والتعقيد والروتين،
وتتسم بالشمولية حيث تشمل اآلمرين بالصرف والمحاسبين العموميين باإلضافة إلى اإلرادات
22
والنفقات ،كما أنه رقابة للمشروعية وللمالئمة في نفس الوقت.
لذلك فإن المشرع المغربي قد أخضع العمليات المالية والمحاسبية للجماعات الترابية لتدقيق
خارجي سنوي تنجزه إما المفتشية العامة لإلدارة الترابية أو المفتشية العامة للمالية أو بشكل
مشترك بينهما ،أو من قبل هيئة للتدقيق يتم انتداب أحد أعضائها وتحدد صالحياتها بشكل
مشترك للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية والسلطة الحكومية المكلفة بالمالية .وينجز لهذه الغاية
تقرير تبلغ نسخ منه إلى رئيس مجلس الجماعة الترابية المعينة وإلى والي الجهة أو عامل
العمالة أو اإلقليم وكذا إلى المجلس الجهوي للحسابات المعني الذي يتخذ ما يراه مناسبا في
ضوء خالصات تقارير التدقيق ،إذ يتعين على الرئيس تبليغ نسخة من التقرير المشار إليه أعاله
23
إلى مجلس الجماعة الترابية المعنية الذي يمكنه التداول في شأنه دون اتخاذ مقرر.
سنتناول في هذه المطلب :مراقبة المفتشية العامة لإلدارة الترابية (الفقرة األولى) ومراقبة
المفتشية العامة لوزارة المالية (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :رقابة المفتشية العامة لإلدارة الترابية
تمارس المفتشية العامة لإلدارة الترابية بوزارة الداخلية باعتبارها تمثل سلطات المراقبة
اإلدارية والمالية على الجماعات الترابية رقابتها على أنشطة هذه األخيرة ،ومراقبة تدبير الشأن
العام المحلي فيما يخص التسيير اإلداري والتقني والمحاسبي للمصالح التابعة لوزارة الداخلية
والجماعات (المحلية) الترابية وهيئاتها على أن تراعي في ذلك االختصاصات المخولة للمفتشيات
التابعة للوزارات األخرى ،24إضافة إلى تتبع أعمال الجماعات من خالل برنامج سنوي تعده
22عماد أبركان ،نظام الرقابة على الجماعات الترابية بالمغرب ومتطلبات المالءمة ،اطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية وجدة ،2613-2614ص9 82
23القوانين التنظيمية رقم 004904 ،001904 ،000904المتعلقة بالجهات ،العماالت واالقاليم والجماعات الصادرة بمقتضى ظهائر شريفة رقم
0904924و 0904929و 0904924صادرة في 11رمضان 12( 0449يوليوز ،)1104الجريدة الرسمية عدد ،9421الصادرة بتاريخ 9شوال 0449
( 14يوليوز ،)1104ص 9991:مواد 104، 114، 112
24مكاوي نصير" ،تدبير مالية الجماعات المحلية ،تدبير النفقات المحلية على ضوء القانون 44912المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية
ومجموعاتها" ،مطبعة دار أبر رقراق للطباعة والنشر ،الرباط ،الطبعة األولى ،1100 ،ص..4 .
11
هذه الهيئة ،وفق االختصاصات المسندة إليها ،أو في إطار أعمال التفتيش االستثنائية التي يقررها
وزير الداخلية.25
ويمكن ح صر المهام الرقابية للمفتشية العامة لإلدارة الترابية والجانب التنظيمي لهيئة التفتيش
بموجب المرسوم 19.49011الصادر بتاريخ 09يونيو 0..4والخاص بالنظام األساسي لهذا
وذلك على غرار نظام المفتشيات العامة التي دأب المغرب على إحداثه داخل 26
الجهاز
الوزارات .وتتحدد مهمة المفتشية العامة لإلدارة الترابية طبقا لمرسوم 09يونيو 0..4في
مراقبة وفحص التسيير اإلداري والتقني والمحاسبي للمصالح التابعة لوزارة الداخلية والجماعات
الترابية وهيئاته ،باإلضافة إلى إمكانية إسناد مهمة إنجاز الدراسات للمفتشية العامة طبقا للمادة
4من المرسوم رقم ،19.49011على أن طلب تدخل من المفتشية يبقى مفتوحا أمام أي وزير
معني بناء على طلب موجه لوزير الداخلية ،كما يحظى أعضاء هيئة التفتيش بسلطة االطالع
على الوثائق التي تمكنهم من أداء مهامهم ،كما أنه بإمكانهم اللجوء إلى أي تحقيق أو تحري
يرونه ضروريا وذلك طبقا للمادة 2من نفس المرسوم .وال يمكن بأي حال من األحوال عرقلة
أدائها لعملها كما ال يمكن االحتجاج أمامها بالسر المهني أو بمبدأ التسلسل اإلداري أو التدرج
الرئاسي.
كما تعمل المفتشية العامة لإلدارة الترابية على القيام بإجراء عمليات التفتيش والمراقبة والتقصي،
كلما توفرت المعايير المعتمدة والبراهين واألدلة مع وجود اختالسات واختالالت سواء عن
طريق شكايات وتظلمات مستشارين جماعيين أو برلمانيين أو عن طريق تقارير معدة من قبل
المجالس الجهوية للحسابات أو من خالل فعاليات المجتمع المدني.
إن االختصاص الرقابي للمفتشية العامة لإلدارة الترابية يتسم بطابع العمومية وازدواجية مهامه
بحيث تتولى من جهة متابعة طرق تسيير المصالح التابعة لوزارة الداخلية ومن جهة ثانية الوقوف
25جمال العماري" ،الرقابة على أنشطة الجماعات الترابية المحلية" ،مطبعة االمنية الرباط ،الطبعة األولى ،1101 ،ص .12-19
26المرسوم رقم 19.49011الصادر في 9محرم 0404الموافق ل 09يونيو ،0..4بشأن النظام األساسي الخاص بالمفتشين العاميين لإلدارة الترابية
بوزارة الدولة في الداخلية ،كما تم تغييره وتتميمه عدة مرات ،الصادر بالجريدة الرسمية عدد ،41994الصادر بتاريخ 01صفر 0404الموافق ل 11
يونيو ,0..4ص .0120
11
على جوانب التسيير اإلداري والتقني والمحاسبي للجماعات الترابية وهي مهمة صعبة بالنظر
لعدد الوحدات الالمركزية وحجم االعتمادات المالية التي تستفيد منها.
ولعل ما سيساعد من التقليل من تداعيات هذه االكراهات ،كون القوانين التنظيمية للجماعات
الترابية أسندت مهمة التدقيق السنوي للعمليات المالية والمحاسبية لهذه الوحدات الترابية
الالمركزية للمفتشية العامة لإلدارة الترابية مع إمكانية العمل المشترك مع المفتشية العامة للمالية
بالنسبة للجماعات والتنصيص على العمل المشترك بين المفتشيتين بالنسبة للعماالت واألقاليم
وكذا الجهات .27فوفقا لمقتضيات القوانين التنظيمية للجماعات الترابية ،يمكن أن تخضع العمليات
المالية والمحاسبية للجماعات الترابي ة لتدقيق سنوي تنجزه المفتشية العامة للمالية و/أو المفتشية
العامة لإلدارة الترابية أو هيئات أخرى للتدقيق ،ويتم إجراء هذا التدقيق في عين المكان ،وبناء
على الوثائق المالية والمحاسبية.28
كما يمكن إنجاز تقرير تدقيق حول جميع جوانب العمليات المالية والمحاسبية تبين مدى احترام
مساطر تنفيذ هذه العمليات وهل هناك تضارب المصالح ألعضاء المجالس المنتخبة.29
تم إحداث المفتشية العامة للمالية بمقتضى الظهير رقم 61.31.201الصادر بتاريخ 14أبريل
،1106لتتكلف بالمراقبة اإلدارية على المالية العامة ،فهي تلعب دورا مهما في مراقبة تنفيذ
ميزانية الدولة والجماعات الترابية وتعتبر مكملة للمراقبات االدارية االخرى.
كما اعتبرها نص القانون المنظم لها – 14أبريل -1106بمثابة هيئة عليا للتفتيش تخضع لسلطة
الوزير المكلف بالمالية ،وبالتالي حدد مجال عملها والتقنيات والوسائل المخولة لها .
-27المواد 104من القانون التنظيمي رقم 004904المتعلق بالجماعات ،والمادة 114من القانون التنظيمي 001904المتعلق بالعماالت واالقاليم ،والمادة
112من القانون التنظيمي 000904المتعلق بالجهات.
28أحمد حاسون" ،المفتشية العامة للمالية بالمغرب ،أية فعالي ة في مراقبة األموال العمومية؟" ،مقال منشور في المؤلف المشترك ألشغال الندوة العلمية-
المغاربية-المنظمة يومي 02و 0.أكتوبر 110.بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية ،تحت عنوان الرقابة على األموال العمومية في البلدان المغاربية،
مطبعة األمنية الرباط ،1111 ،ص .414
-29الحسن الراشدي" ،حذف الحساب اإلداري وتعويضه بتقرير التدقيق ،أية فعالية" ،مقال منشور بالموقع اإللكتروني ،www.marocdroit.comتاريخ
الزيارة 02 ،ماي 1110على الساعة الواحدة زواال.
12
ا-االختصاصات الرقابية للمفتشية العامة للمالية
تشكل المفتشية العامة للمالية هيئة إدارية تقع خارج التسلسل اإلداري لوزارة المالية،
والخاضعة مباشرة لنفوذ وزير المالية ،من أهم الهيئات اإلدارية المختصة في ممارسة الرقابة
على مالية الجماعات الترابية ،لكونها تجري رقابة بعدية لتنفيذ الميزانية العامة المحلية ،لذلك أولى
لها المشرع المغربي أهمية خاصة من حيث تنظيمها واختصاصاتها.
وتعمل هذه المفتشية على إجراء تحقيقات و مراقبة على مالية الجماعات الترابية على مستوى
مصالح الصندوق والمحاسبة 30من خالل مختلف األعمال المالية والمحاسبية لآلمرين بالصرف
خاصة تلك المتعلقة بالتنفيذ اإلداري لمداخيل ونفقات الميزانية المحلية من جهة ،والمحاسبين
العموميين المحليين خاصة في العمليات المتعلقة بالتنفيذ المحاسبي لعمليات مداخيل ونفقات
ميزانية الجماعات الترابية من جهة أخرى ،31وبالتالي تطال هذه الرقابة مختلف اإلجراءات
والمساطير المتعلقة بالتسيير المالي وبالوثائق والمستندات المثبتة وكذا التأكد من صحة وسالمة
وقانونية العمليات المالية المرتبطة بتنفيذ ميزانيات الجماعات الترابية.
كما تقوم بالتحقق من تسيير المحاسبين العموميين والمراقبين ،ثم مراقبة تسيير االمرين
بالصرف بصفة عامة ومستخدمي الدولة والجماعات الترابية وذلك عن طريق التأكد من مدى
32
مالئمة عملياتها وقرارات مسؤوليها لروح القانون ومتطلبات المحيط السوسيواقتصادية.
كما يدخل ضمن دائرة االختصاصات التي تمارسها المفتشية العامة للمالية مجموعة من
المهام لها طابع رقابي وقائي وأخرى ذات طابع رقابي زجري .حيث يستهدف الطابع األول إلى
تقنين أساليب وطرق التدبير من خالل التقارير المقدمة من طرف مفتشي المالية و التي تتضمن
االقتراحات و المالحظات الالزمة بشأن األخطاء المسجلة في التدبير المالي الترابي من جهة،
بينما يتجلى الطابع الزجري في إعطاء نتائج ملموسة لعمليات التفتيش لتحريك المتابعات الالزمة
32عماد أبركان :نظام الرقابة على الجماعات الترابية ومتطلبات المالءمة ،مجلة العلوم القانونية ،سلسلة البحث األكاديمي ،العدد ،1109 ،04الصفحة
..4
13
تبعا للمخالفات الخطيرة المسجلة في مختلف العمليات المالية و المحاسبية ،و ذلك بإرسال التقارير
المحضرة بشأن هذه ال مخالفات إلى المجلس األعلى للحسابات أو إلى الجهات القضائية
المختصة33.
تقوم المفتشية العامة للمالية بتقييم الكفاءة التدبيرية للمصلحة االمرة بالصرف في اطار عملية
افتحاص ،وبناءا على نتائج تقرير اإلفتحاص يمكن تطبيق المراقبة الترابية او المخففة بقرار
للوزير المكلف بالمالية ،و ينصب النظام المرجعي الفتحاص الكفاءة التدبيرية على الجوانب
34
االربع التالية :
يحق لهيئة التفتيش أثناء أدائها لعملها إجراء جميع األبحاث والتحقيقات واالطالع على جميع
الوثائق والمستندات ،وال يمكن بأية حال من األحوال عرقلة أدائها لعملها كما ال يمكن االحتجاج
اتجاهها بالسر المهني أو بمبدأ التسلسل اإلداري أو التدرج الرئاسي.
تمارس المفتشية العامة لمالية رقابة على جميع المرافق اإلدارية العمومية أو تلك التي تستفيد
من مساعدات مالية عمومية ،ودلك عن طريق اما اختيار أهداف محددة إلخضاعها لعمليات
33عبد القادر باينة" ،الرقابة المالية على النشاط اإلداري" ،الرقابة المالية ،مطبعة دار القلم ،الرباط ،الطبعة األولى ،الصفحة.044 :
34المادة 12من المرسوم رقم 191290144المتعلق بمراقبة نفقات الدولة صادر في 4ذي القعدة 4( 041.نوفمبر )1112
14
التفتيش والمراقبة ،أو اختيار أهدافها حسب الظروف والسياق التاريخي واالقتصادي ،معتمدة في
ذلك على مجموعة من التقنيات من أهمها:
برنامج عمل سنوي
يراعى في إعداده المقاربة التي تعتمد على تحليل المخاطر ،ويحدد هذا البرنامج من طرف وزير
المالية باقتراح من المفتش العام ،ويأخذ بعين االعتبار على الخصوص طلبات التحقيق التي يقدمها
أعضاء مجلسي البرلمان ولجان تقصي الحقائق البرلمانية ،ورئيس الحكومة والوزراء ،ومديريات
وزارة المالية ،وأجهزة المراقبة التابعة للمؤسسات المقرضة أو المانحة ،وكذا الجمعيات وشكاية
المواطنين .ويجوز للمفتش العام أن يأمر خارج هذا البرنامج بإجراء كل تحقيق يراه مفيدا.
يتم اختيار المصالح اإلدارية والمؤسسات العمومية بناء على معايير محاسبية ومالية ،واستنادا
كذلك على إفادات صادرة عن المصالح التي تقوم دائما بمهام ومراقبة التدبير المالي والمحاسبي
كمديرية المنشآت العامة والخوصصة 35والخزينة العامة للمملكة.
إصدار توصيات
تعمل المفتشية العامة للمالية على إصدار توصيات تروم تحسين أداء الوحدات المراقبة وتهم
بصفة إجمالية:
تتكلف بمزاولة المراقبة المالية للدولة على المؤسسات والمنشأت العامة. 35
15
ترشيد تدبير الموارد البشرية.
اعتماد نظام محاسباتي فعال.
تحسين مردودية المداخيل وتقوية آليات استخالص الديون والمستحقات.
اما بخصوص التقارير التي تحتوي على مخالفات خطيرة والتي تستوجب المتابعة القضائية فإنها
تحال من طرف وزير المالية او الوزير الوصي على القطاع على وزير العدل قصد تحريك
المسطرة القانونية الجاري بها العمل.
16
المبحث الثاني :الرقابة السياسية والمجلس الجهوي للحسابات على تنفيذ نفقات الجماعات
الترابية
بعد ان تطرقنا الى المراقبة االدارية على تنفيذ نفقات الجماعات الترابية في المبحث االول ،
تتعدد صور و أنماط الرقابة النظامية على مستوى الترابي في شقيها السياسي و القضائي ،
كما تتعدد الجهات و األجهزة المتداخلة في ممارسة ذلك ،حيث يمارس الرقابة السياسية كل
من األجهزة و المنتخبون بعضهم على البعض اآلخر خاصة تلك التي تقوم بها المعارضة على
األغلبية(المطلب االول ) ،في حين تقوم بالرقابة القضائية هيئات مستقلة تتمثل في المجالس
الجهوية للحسابات والتي تمثل االجهزة الالممركزة للمجلس االعلى للحسابات على الصعيد
الترابي( ،المطلب الثاني)
تندرج الرقابة التي تجريها المجالس التداولية على تنفيذ ميزانية الجماعات الترابية ضمن
الرقابة ذات الطبيعة السياسية ،إذ يقوم الجهاز التداولي بدوره الرقابي من خالل تقنية الميزانية
عن طريق الرقابة السابقة التي تتمثل في اعتمادها ،و رقابة موازية بتتبع تنفيذها عن طريق
تعديلها و حصرها ،حيث أقر المشرع بإمكانية تعديل الميزانية خالل تنفيذها السنوي ـ إذا ما
دعت الضرورة إلى ذلك و ذلك وفق الشروط و الشكليات المتبعة في اعتمادها و التأشير عليها
،ذلك ان إجراءات التعديل هاته ،تسمح بالقيام بتحويالت لالعتمادات داخل نفس البرنامج أو
داخل نفس الفصل
تندرج الرقابة التي تجريها المجالس التداولية على تنفيذ ميزانية الجماعات الترابية ضمن
الرقابة ذات الطبيعة السياسية ،إذ يقوم الجهاز التداولي بدوره الرقابي من خالل تقنية الميزانية
عن طريق الرقابة السابقة التي تتمثل في اعتمادها ،ورقابة موازية بتتبع تنفيذها عن طريق
تعديلها وحصرها ،حيث أقر المشرع المغربي بإمكانية تعديل الميزانية خالل تنفيذها السنوي
إذا ما دعت الضرورة إلى ذلك ،وذلك وفق الشروط والشكليات المتبعة في اعتمادها والتأشير
عليها ،ذلك إجرائية التعديل هاته تسمح بالقيام بتحويالت لالعتمادات داخل نفس البرنامج أو
17
داخل نفس الفصل .إلى جانب ذلك ،فقد تم تنظيم عملية حصر الميزانية ،وهذه األجرأة عبارة
عن بيان لتنفيذها ،يثبت في أجل أقصاه 14يناير من السنة الموالية ،المبلغ النهائي للمداخيل
المقبوضة والنفقات المأمور بصرفها ،أو المتعلقة بنفس السنة ،كما تحصر فيه النتيجة العامة
للميزانية .ويدرج الفائض في حالة وجوده ،في ميزانية السنة الموالية برسم مداخيل الجزء
الثاني ،تحت عنوان "فائض السنة السابقة".
وباستقراء القوانين التنظيمية للجماعات الترابية نجد إلغاء المشرع المغربي للرقابة
الالحقة التي كانت تجريها المجالس التداولية عن طريق الحساب اإلداري وإقراره لوسائل
جديدة من قبيل التدقيق والرقابة الداخليتين اللتان تعترفان للهيآت المنتخبة ترابيا بالحق في
مساءلة األجهزة التنفيذية عن الطريقة التي ثم بها الصرف واإلنفاق الفعلي لالعتمادات المالية
المحلية .ذلك أن مسؤولية األمر بالصرف مثال تعتبر ذات طابع سياسي بالدرجة األولى ،قبل
أن تكون مسؤولية مالية إدارية أو قضائية ،ألنه شخص منتخب يتموقع في مركز المسؤولية
من وجهة نظر الناخبين سواء كانوا مستشارين جهويين أو إقليميين أو جماعيين (انتخبوه
کرئيس عليهم) أو كانوا مواطنين كمنتخبين بالدرجة األساس ومعنيين بالتدبير المالي المحلي.
فهي من جهة رقابة ذات طابع داخلي وسياسي محض ،يمارسها أعضاء المجالس التداولية
على الهيئة التنفيذية (الرئيس) بصفتها اآلمر بالصرف.
وتدعيما لقواعد الحكامة المتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر ،فقد أكد المشرع
المغربي على وجوب اعتماد الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات ،تحت إشراف رئيسها،
التقييم ألدائها والمراقبة الداخلية واالفتحاص الداخلي وتقييم حصيلة تدبيرها .كما تقوم
الجماعات الترابية ببرمجة تقارير التقييم واالفتحاص والمراقبة وتقديم الحصيلة في جدول
أعمال مجالسها ،وتنشر هذه التقارير بجميع الوسائل المالئمة ليطلع عليها العموم .ذلك أن
وضع منظومة شاملة للمراقبة مؤسسة على نشاط اإلفتحاص الداخلي وتدبير المخاطر ،وكذا
الرقابة الداخلية سيمكن هذه الوحدات الترابية من تطوير أدائها بغية تحقيق األهداف المتعلقة
بقانونية القرارات المتخذة والعمليات المنجزة ،باالمتثال لألهداف المسطرة ولمبادئ حسن
التدبير وكذلك المتعلقة بفعالية ونجاعة أداء الجماعات الترابية.36
أوال :التدقيق الداخلي
يعتبر التدقيق الداخلي أحد أوجه الرقابة السياسية التي تمارسها المجالس التداولية على
النشاط المالي للجماعات الترابية ،وهو نشاط مستقل وموضوعي ،يلحق تنظيميا برؤساء
الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات من أجل ضمان الجودة ،ويهدف إلى تأدية مهام التوكيد
واألنشطة االستشارية المختلفة من أجل تحسين وإضافة قيمة للعمليات في الجماعة الترابية
المعنية .وهو يساعد هذه األخيرة في تحقيق أهدافها من خالل تطبيق أساليب آلية ومنضبطة
36كريم لحرش ،تدبير مالية الجماعات الترابية بالمغرب ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة الثالثة ،1102،ص .141-140
18
من أجل تطوير وتقييم فعالية أنشطة إدارة المخاطر والضوابط والحكامة المؤسسية .ويشمل
نطاق التدقيق الداخلي فحص وتقييم مدى كفاءة وفعالية أنظمة الرقابة الداخلية بالجماعة الترابية
المعنية وجودة األداء عند تأدية المجالس التداولية ترابيا ألنشطتها ومهامها المختلفة.37
وفي إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة في التدبير المالي للجماعات الترابية ،خول
المشرع المغربي لمجالسها المنتخبة أو لرؤسائها ،بعد إخبار والي الجهة أو عامل العمالة او
اإلقليم أو بمبادرة من هذا األخير إخضاع تدبير الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات
والهيآت التابعة لها أو التي تساهم فيها لعمليات التدقيق ،بما في ذلك التدقيق المالي .حيث تتولى
مهمة القيام بهذا التدقيق الهيئات المؤهلة قانونا لذلك وتوجه وجوبا تقريرا والي الجهة أو عامل
العمالة أو اإلقليم وإلى أعضاء المجلس المعني ورئيسه .إذ يتوجب على هذا األخير عرض
تقارير التدقيق على المجلس بمناسبة انعقاد الدورة الموالية لتاريخ التوصل بتقرير التدقيق .ذلك
أنه في حالة وجود اختالالت ،وبعد تمكين المعني باألمر من الحق في الجواب ،يحيل والي
الجهة أو عامل العمالة أو اإلقليم التقرير إلى المحكمة المختصة.38
وعلى أساس ما سلف ،فإن اللجوء إلى آلية التدقيق الداخلي بمختلف جوانب التدخل
ومجاالت االختصاص ،أصبح يشكل ضرورة استراتيجية ،خاصة في ظل ديناميكية
اإلصالحات الكبرى التي يعرفها المغرب والتي تهدف إلى اعتماد مبادئ الحكامة الجيدة
كرافعة أساسية لتخليق مجال تدبير الشأن العام على المستوى الوطني والترابي .وتطبيق هذه
اآللية على مستوى الجماعات الترابية ،يعبر عن ثقافة رقابية تؤسس لقاعدة المساءلة والتقويم
والتقييم ،وتعكس الرغبة في تحقيق تدبير جيد وفعال للمالية الترابية .ألن التدقيق الداخلي يسمح
بامتالك تصور حقيقي عن العملية التدبيرية وبالتالي تمكين رئيس المجلس التداولي كمدبر
للشأن الترابي من الوقوف على مكامن القوة والضعف وكذا التعرف على االيجابيات
والنواقص التي تعتري تدخالته مما يسمح بتقويم االختالالت واتخاذ القرارات المطلوبة
بالسرعة والفعالية والنجاعة الالزمة.
هذا يعتبر التدقيق الداخلي المالي مجاال رقابيا يمتاز بطابعه الخاص ،ويختص بعناصر
تميزه عن باقي األنماط الرقابية العادية أو الكالسيكية ،ويعد اللجوء إليه کرقابة حديثة داال على
تطوير األداء العام للجماعات الترابية ،ومؤشرا على تحديث التدبير الترابي المالي ذاته ،وذلك
بالنظر لألهمية العملية والوظيفية التي تتميز بها تلك اآللية الرقابية .وإذا المشرع المغربي قد
نص على التدقيق في القوانين التنظيمية ،وجعل المطالبة به من اختصاص وزارة الداخلية أو
المجلس التداولي أو اآلمر بالصرف ،فإنه يعتبر من االنجازات التي يتعين المحافظة عليها.
19
وبالت الي تعميمه كمقاربة شمولية لمختلف المجاالت التنموية الترابية وتطبيقه على جميع أوجه
النشاط المالي بجميع الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات .وإذا كان التدقيق الداخلي أيضا
كآلية رقابية مستحدثة ومستجدة ،قد القت ترحيبا كبيرا من مختلف المتدخلين والفاعلين بالتدبير
المالي الترابي ،فإنها عرفت نوعا من الجدل بخصوص ضبط جوانبه النظرية والتأسيسية
والمفاهيمية ،وكذا بخصوص كيفية إرسائه وتكريسه واقعيا.
إن التدقيق الداخلي ينبغي أن ينصب على الجانب المالي بالدرجة األولى ،وذلك نظرا
ألهمية الرقابة بالنسبة للحفاظ على الموارد المالية .وهو األمر الذي يجعل من التدقيق الداخلي
المالي عبارة عن منهجية علمية لدراسة وتحليل المعطيات بدقه متناهية .فإن الجانب األحرى
بذلك هو المستوى المالي لجماعة ترابية معينة ،على ان تكون تلك الدراسة معمقة وشديدة
الحساسية والدقة ،هدفها النهائي صياغة تقرير مالي محقق ومعتمد ،ليصبح فيما بعد مرجعا
أساسيا يمكن أن يعول عليه ،في حالة االنحراف أو االختالل ،من طرف الجماعات الترابية
نفسها ،أو من طرف الجهات الرقابية المؤهلة لمحاسبة المسؤولين عن ذلك .حيث يجب أن
يقوم المسؤولون عن التدقيق۔ او ما يسمى بمراجعي الحسابات-بتوفير معطيات واضحة عن
البيانات المالية ،بحيث تكون مقدمة بصورة عادلة ،وشاملة لإلدارات المعنية من كافة النواحي
المادية ،ثم بعد ذلك البد في األخير من إعطاء صورة صادقة ونزيهة عن الجهات واألقاليم
والجماعات المعنية بالتدقيق الداخلي المالي.39
ثانيا :الرقابة الداخلية
ت شكل الرقابة الداخلية أحد آليات الرقابة السياسية التي تمارسها المجالس التداولية على
المالية الترابية ،باعتبارها وسيلة ضرورية لتحسين مستوى الشفافية داخل الجماعات الترابية
وتكريس ثقة المواطنين في الهيئات المنتخبة وتقوية مشاركتهم في خدمة الحكامة الترابية،
والتي تتلخص في مختلف العمليات الالزمة لضمان تحقيق أهداف المؤسسة بفعالية وكفاءة
وإصدار تقارير مالية موثوق بها ،واالمتثال للقوانين واللوائح والسياسات .حيث تتعلق أهداف
الرقابة الداخلية على المستوى التنظيمي بمصداقية التقارير المالية ،وردود الفعل في الوقت
المناسب على تحقيق األهداف التشغيلية أو االستراتيجية ،استنادا إلى مجموعة من المعطيات
المتعلقة ب:
-سالمة المعلومات والبيانات المالية؛
-التطابق مع السياسات والخطط واإلجراءات والقوانين والتعليمات والعقود؛
-حماية األصول المالية؛
21
-االستخدام االقتصادي والكفء للموارد المالية؛
-إنجاز وتحقيق األهداف الموضوعة للعمليات واألنشطة أو البرامج؛
-مراقبة األقسام وآلية العمل فيها والتأكد من عدم وجود أي خطأ يسمح بالغش أو
التحايل.
وعلى أساس ذلك ،يعتبر إعمال تقنيات الرقابة الداخلية لمالية الجماعات الترابية في
المغرب ،من بين اإلجراءات المصاحبة ألنماط الرقابة الكالسيكية التي يتم اقتراحها للنهوض
باإلطار الرقابي ،ولتحقيق تدبير عمومي ترابي فعال .فمن أجل تتبع وتقييم العمل المحلي بنوع
من الفعالية والنجاعة ،ومن حيث معرفة مظاهر القوة لتعزيزها ،والوقوف على مظاهر
الضعف لتجاوزها ،ولتجسيد بعض مظاهر التدبير الحكماتي على أرض الواقع وفي الممارسة
العملية بالمالية المحلية ،لعل أهمها كل من تحقيق السرعة الرقابية ،كميزة من المميزات التي
ينبغي أن تتميز بها الرقابة الحديثة ،وكدعامة من دعامات الحكامة الترابية .ثم الرفع من
المردودية واإلنتاجية ،كغاية من الغايات األساسية للرقابة التي ينبغي أن تسعى كل رقابة إلى
تحقيقها .فالتحكم في المحيط الترابي أصبح أكثر دينامية وتعقيدا وتحركا باستمرار ،إلى جانب
التمكن من استغالل الموارد المالية للجماعات الترابية التي أصبحت أكثر قلة ونذرة بطريقة
عقالنية وباالقتصاد فيها ،واالستغالل األمثل لها ،يعتبران من الدواعي والدوافع األساسية
العتماد الرقابة الداخلية على المستوى المالي الترابي.40
وتجدر اإلشارة إلى أن القوانين التنظيمية للجماعات الترابية نصت على إمكانية إحداث لجنة
للتقصي ،حيث يستفاد من المادة 94.من القانون التنظيمي للجماعات على سبيل المثال أنه
يمكن لمجلس الجماعة ،بطلب من نصف عدد األعضاء المزاولين مهامهم على األقل ،أن
يشكل لجنة للتقصي حول مسألة تهم تدبير شؤون الجماعة .وال يجوز تكوين لجان التقصي في
وقانع تكون موضوع متابعات قضائية ،ما دامت هذه المتابعات جارية ،وتنتهي مهمة كل لجنة
للتقصي ،سبق تكوينها ،فور فتح تحقيق قضائي في الوقائع التي اقتضت تشكيلها .كما نصت
نفس المادة من القانون التنظيمي على أن لجان التقصي مؤقتة بطبيعتها ،وننتهي أعمالها بإيداع
تقريرها لدى المجلس .حيث تعد هذه اللجنة تقريرا حول المهمة التي أحدثت من أجلها في
ظرف شهر على األكثر ،ويناقش هذا التقرير من قبل المجلس الذي يقرر في شأن توجيه نسخة
منه إلى المجلس الجهوي للحسابات.
الفقرة الثانية :رقابة الرأي العام المحلي
21
وا تعتبر مشاركة الرأي العام المحلي في الحياة السياسية من مؤشرات التنمية االقتصادية واالجتماعية
لثقافية بصفة عامة والتمية المحلية بصفة خاصة ،ومدخال اساسيا لمعالجة اإلشكاالت والمعضالت المط
روحة على المستوى المحلي وتعتبر الرقابة الشعبية أو رقابة الرأي العام المحلي أساسية ،وتعد من الرقابة
41
السياسية فالرأي العام المحلي يتحدد بشكل عام عبر ثالث عناصر أساسية.
ــ الرأي العام المعبر عنه :ويمثل أساسا النخبة المثقفة أو المتتبعة للتدبير اإلداري والمالي المحلي والتي تم
تلك آليات هذا التتبع وتعبر عن موقفها من هذا التدبير.
ــ الرأي العام العادي :أي الطبقات العامة التي يمكن أن تعي بمدى نجاح أو فشال التدبير المحلي دون أن تم
تلك اليات التتبع المباشر.
حاليا يمثل ثم الرأي العام المحدود بوسائل علمية أو تقنية مثل االقتراع أو استطالعات الرأي ،وقد أصبح
قوة معنوية ذات أهمية في قياس درجة الرضا في السياسات العمومية.
تتخذ الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب تدابير ضمن حدود إمكانيتها لتشجيع أفراد وجماعات ال
ينتمون إلى القطاع العام ،على المشاركة النشيطة في منع الفساد ومحاربته ووعي الناس فيما يتعلق بوج
ود الفساد وأسبابه وجسامته وما يمثله من خطر بتدابير مثل:
0ـ تعزيز الشفافية في عمليات اتخاد القرار وتشجيع اسهام الناس فيها.
طبقا لمقتضيات الفصل 092من الدستور ،تتولى الهيئة على الخصوص مهام المبادرة والتنسيق واإلشراف
وضمان تتبع تنفيذ سياسات محاربة الفساد ،وتلقي ونشر المعلومات في هذا المجال ،والمساهمة في تخليق
42
الحياة العامة ،وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة ،وثقافة المرفق العام ،وقيم المواطنة المسؤولة.
41
-harrak (m) ((réflexion sur l’adaptation du contrôle de la cour des comptes au Maroc Mémoire des D.E.S، en
science économique، Université Mohamed V. rabat, 1987. 1988, p : 233
42ــ المادة الثانية من قانون رقم 11.311المتعلق بالهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة3
22
أما المراقبة من خالل وسائل اإلعالم وهذا النوع من المراقبة له وقع التشويش على معنويات الرئيس واأل
غلبية ،فأحيانا قد تكون الشرارة األولى لتدخل القضاء أو الجهات اإلدارية لتحريك عمليات التحري واالفتحا
ص ،فكل العميات واألقاليم تتوفر على مصلحة خاصة بتتبع ما يكتب
في الصحف الوطنية وما تتطرق له من مواضيع تهم الشأن اإلقليمي والمحلي ،بحيث تقص هذه المقاالت و
توجه بواسطة ورقة إرسال إلى السلطة المحلية عندما يتعلق األمر بجماعة معينة ثم إلى رئيس المجلس ق
صد البحث واإلفادة والقيام بالتحريات الالزمة والموافاة بعناصر الجواب على وجه االستعجال حسب وقع
خروقات تتجاوز حدود المقال إلى كشف م الخبر أو الموضوع ،وأحيانا يفتح المجال إلى البحث في
ستور آخر ،وهذه المقاالت أحيانا تتضمن مسائل دقيقة جدا حول الخروقات والتي يكون وراءها إما المنتخبي
ن أو الموظفين المغضوب عليهم من قبل رئيس المجلس وأحيانا تهدف إلى اإلساءة فقط لرئيس وتكون ال أ
ساس لها من الصحة .
وإذا كان التواصل بين المواطنين وممثلهم داخل المجلس الجماعي يعتبر من أهم اآلليات التي تتيح للرأي ا
لعام المحلي تتبع التدبير اإلداري والمالي ومراقبته ،فإن نشر المعطيات والمعلومات
تعتبر أهم الوسائل التي تتيح للسكان متابعة أنشطة المجلس الجماعي المحلي ،إن الغاية األساسية من رقا
بة الرأي العام المحلي ترتكز باألساس على تفعيل دور المواطنين المحليين في إطار تتبع التدبير المحلي وم
تابعة تنفيذ الميزانية ومراقبة طريقة تدبير الجماعات الترابية لشؤونها المحلية ،وبالتالي القدرة على تقييم ال
43
سياسات المتبعة وتكوين مواقف واضحة من هذا التسيير.
وأهم رقابة الرأي العام المحلي على مجالس المنتخبة هي صناديق االقتراع والتي تكون في شكل صيغتين،
األولى قد تأتي في شكل عزوف المواطنين عن المشاركة السياسية ،أما الصيغة الثانية تتجلى في معاقبة
المنتخبين وإقصائهم وسحب الثقة منهم.
إن الرقابة السياسية التي يمارسها الرأي العام المحلي على تدبير المالي للجماعات الترابية تبقى دون تأثير
إذا لم تعتمد على مجموعة من اآلليات التي تضمن فعاليتها ،وحق الحصول على المعلومة ،وهذا ما نص
عليه الفصل 12من الدستور المغربي سنة 1100ينص على أنه “للمواطنات والمواطنين حق الحصول
على المعلومات الموجودة في حوزة اإلدارة العمومية والمؤسسات المنتخبة والهيئات المكلفة بمهام المرفق
العام” فإنه حين تتاح للمواطن االطالع على المعلومة تمكنه من بلورة فكرة وموقف واضح من التدبير
المالي.
وعليه يتعين إلزام رؤساء الجماعات الترابية بنشر البيانات والمعطيات المالية ووضعها رهن إشارة
المواطنين والمواطنات عبر البوابة اإللكترونية أو داخل مقرات الجماعات الترابية أثناء أوقات العمل وخالل
مدة زمانية معقولة بين الدوارات التداولية ،فإن تفعيل العمل الرقابي على هذا المستوى يقتضي من جانبه
إتاحة اإلمكانية للمواطنين بصفاتهم ناخبين وبصفاتهم معنيين بتدبير الشؤون المحلية لمراقبة رقابة سياسية
حقيقية
المطلب الثاني :رقابة المجالس الجهوية للحسابات على تنفيذ نفقات الجماعات الترابية
23
تعتبر الرقابة القضائية او بواسطة هيئات مستقلة أسمى وأسلم الطرق في الرقابة على التنفيذ
الموازناتي سواء على الصعيد المركزي او على الصعيد المحلي ،حيث تخضع ميزانيات
الجماعات الترابية لرقابة قضائية الحقة تمارس بواسطة جهازين قضائيين متخصصين هما
المجلس االعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات.
تتميز التجربة المغربية في ميدان الرقابة على المال العام بوجود هيأة عليا للرقابة المالية تتمثل
في المجلس األعلى للحسابات الذي تم إحداثه سنة 9191على انقاض اللجنة الوطنية
للحسابات ،وهو مؤسسة دستورية بموجب الباب العاشر من دستور 91شتنبر ،9111ليتم بعد
ذلك اصدار القانون 19.11بمثابة مدونة المحاكم المالية بتاريخ 91يونيو ،9009الذي طبع
مرحلة هامة من مسار المجلس االعلى للحسابات ،ألنه حدد بوضوح اختصاصاته و تنظيمه و
تسييره في الكتاب األول ،و المجالس الجهوية في الكتاب الثاني ،و كذا النظام االساسي لقضاة
المحاكم المالية في الكتاب الثالث ،كما تم التنصيص عليه في دستور 2011و الدي أولى لهدا
الجهاز اهتماما خاصا و داك من خالل تخصيصه الباب العاشر من الدستور لهذا الجهاز.
الفقرة األولى :تنظيم المجلس الجهوي للحسابات
يتألف المجلس الجهوي من قضاة يسري عليهم النظام األساسي الخاص المنصوص عليه في
الكتاب الثالث من هدا القانون وهم:
24
يمارس مهام النيابة العامة لدى المجلس الجهوي وكيل الملك لدى هذا المجلس ،الذي يتم تعيينه
من بين المستشارين وفق مقتضيات المادة 100من هذا القانون ،ويمكن أن يساعد وكيل الملك
نائب أو عدة نواب يعينون وفق نفس المقتضيات المشار إليها في الفقرة السابقة45 .يمارس وكيل
الملك مهام النيابة العامة بإيداع مستنتجات وملتمسات ،وال يقوم بمهام النيابة العامة إال في
المسائل القضائية المسند النظر فيها إلى المجلس الجهوي .وتبلغ إليه التقارير المتعلقة
باالختصاصات القضائية للمجلس الجهوي ،ويحيل إلى المجلس الجهوي العمليات التي قد تشكل
تسييرا بحكم الواقع ،ويلتمس من الرئيس فيما إذا وقع تأخير في اإلدالء بالحسابات ،تطبيق
الغرامة المنصوص عليها في المادة 21من هذا القانون ،ويحضر جلسات هيئات المجلس
الجهوي ،وعندئذ يمكن أن يقدم مالحظات جديدة ،كما يجوز له أن يعين أحد نوابه لتمثيله في
هذه الجلسات ،وإذا اكتشف أفعاال تدخل في اختصاصات المجلس الجهوي في ميدان التأديب
المتعلق بالميزانية والشؤون المالية أحال ذلك إلى المجلس الجهوي طبقا لمقتضيات المادة 158
بعده .ويقوم باطالع الوكيل العام للملك لدى المجلس على سير أعمال النيابة العامة بواسطة
46
تقارير.
ثالثا :الكتابة العامة
يسهر الكاتب العام للمجلس الجهوي على أن تقدم الحسابات في اآلجال القانونية ويخبر
وكيل الملك بكل تأخير في هذا الصدد .ويساعد الرئيس في تحضير البرامج وتنسيق أشغال
المجلس الجهوي وتنظيم جلسات الهيئات التابعة له ،ويتولى تحت سلطة الرئيس تسيير كتابة
الضبط والمصالح اإلدارية للمجلس الجهوي .ويعين الكاتب العام من بين المستشارين وفق
مقتضيات المادة 100من هذا القانون .وإذا تغيب الكاتب العام أو عاقه عائق ،كلف الرئيس من
ينوب عنه.47
رابعا :كتابة الضبط
تتولى كتابة الضبط تسجيل الحسابات والوثائق المحاسبية األخرى المقدمة إلى المجلس
الجهوي ،وتوزيعهـا وفق برنامج أشغال المجلس الجهوي المشار إليه في المادة 126أعاله،
وتقوم كتابة الضبط بحفظ الحسابات والوثائق المذكورة وكذا بتبليغ أحكام وإجراءات المجلس
الجهوي ،كما تشهد بصحة نسخ ومختصرات األحكام القضائية .ويلزم كتاب الضبط قبل
الشروع في مزاولة مهامهم بأداء اليمين القانونية المنصوص عليها في المادة 10من الكتاب
األول من هذا القانون ،وذلك أمام المجلس الجهوي .يحضر كاتب للضبط في كل هيئة من هيئات
48
المجلس الجهوي.
خامسا :هيئات المجلس الجهوي
25
يمكن تقسيم المجلس الجهوي إلى فروع بأمر للرئيس األول يعرض على تأشيرة الوزير
المكلف بالمالية والوزير المكلف بالوظيفة العمومية .وال تعقد جلسات المجلس الجهوي وفروعه
49
إال بحضور خمسة قضاة من بينهم رئيس المجلس الجهوي أو رئيس الفرع.
الفقرة الثانية :االختصاصات اإلدارية للمجالس الجهوية للحسابات
أوال :مراقبة اإلجراءات المتعلقة بتنفيذ الميزانية
يمكن لوزير الداخلية أو الوالي أو العامل في حدود االختصاصات المخولة لهم تطبيقا
للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل ،أن يعرض على أنظار المجلس الجهوي كل
قضية تخص اإلجراءات المتعلقة بتنفيذ ميزانية الجماعة الترابية أو مجموعاتها 50.إذا لم يصادق
على الحساب اإلداري لجماعة محلية أو هيئة من طرف المجلس التداولي المختص ،وبصرف
النظر عن المقتضيات المتعلقة بطلب دراسة جديدة ،عرض وزير الداخلية أو الوالي أو العامل
الحساب اإلداري غير المصادق عليه على المجلس الجهوي للحسابات بصفة تلقائية أو بناء على
طلب من اآلمر بالصرف المعني من الطرف الرافض للحساب اإلداري .وبناء على الحساب
اإلداري المرفوض والمداوالت المتعلقة بهذا الرفض والمستندات المثبتة المقدمة من طرف
المحاسب العمومي المعني باألمر ،يصدر المجلس الجهوي رأيه حول شروط تنفيذ ميزانية
الجماعة الترابية أو مجموعاتها المعنية داخل أجل أقصاه شهرين يبتدئ من تاريخ عرض
51
األمر عليه.
ثانيا :مراقبة التسيير
بالعودة إلى تفاصيل المادة 147من مدونة المحاكم المالية ،تتضح بجالء جدوى
االخت صاص الرقابي ،على اعتبار أن مراقبة المجلس الجهوي تشمل بالنسبة لألجهزة الخاضعة
لمراقبته ،جميع أوجه التسيير ليتولى بذلك تقييم مدى تحقيق األهداف المعلنة والنتائج المسجلة
باإلضافة إلى تكاليف وشروط اقتناء واستخدام الوسائل المعتمدة وهو م يحيل إلى المعايير
المرتبطة بالفعالية والنجاعة واالقتصاد ،ويسهر المجلس الجهوي لنفس الغاية على مدى مالئمة
األنظمة واإلجراءات المطبقة داخل األجهزة الخاضعة لمراقبته اتجاه ضمان تسيير أحسن
لمواردها واستعمالها مع حماية ممتلكاتها وحصر جميع العمليات المنجزة ،كما يستفاد من نفس
المادة بأن المجلس الجهوي للحسابات له إمكانية إجراء تقييم لمشاريع هده األجهزة بهدف التأكد
من مدى تحقيق األهداف المحددة لكل مشروع انطالقا مما تم إنجازه و بالنظر إلى الوسائل
المستعملة .وإلى جانب االهتمام بجوانب المردودية وإبداء اقتراحات لتكريس فعالية طرق
التسيير ،فإن المهام الرقابية للمجالس الجهوية للحسابات لم تغفل الجوانب المرتبطة بالمشروعية
والتي لها أهميتها باعتبارها منطلقا ألي عمل تقييمي ،لذلك فإن المجالس الجهوية تقف كذلك
52
على مشروعية وصدق العمليات المنجزة.
ثالثا :مراقبة استخدام األموال العمومية
26
يراقب المجلس الجهوي استخدام األموال العمومية التي تتلقاها المقاوالت ،باستثناء تلك
المذكورة في المادة 148أعاله ،والجمعيات وكل األجهزة األخرى التي تستفيد من مساهمة في
الرأسمال أو من مساعدة كيفما كان شكلها من طرف جماعة محلية أو هيئة أو من أي جهاز آخر
خاضع لرقابة المجلس الجهوي .وتهدف هذه المراقبة إلى التأكد من أن استخدام األموال
العمومية التي تم تلقيها يطابق األهداف المتوخـاة من المساهمة أو المساعدة 53.تلزم األجهزة
المشار إليها في المادة السابقة بأن تقدم إلى المجلس الجهوي ،الحسابات المتعلقة باستخدام
األموال والمساعدات العمومية األخرى التي تلقتها ،وذلك حسب الكيفيات والشروط المقررة في
النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل54.يعين رئيس المجلس الجهوي المستشارين
المقررين الذين يقومون بمراقبة استخدام األموال العمومية التي تلقتها األجـهزة المدرجة في
برنامج أشغال المجلس الجهوي .ويؤهل المستشارون لالطالع على كافة الوثائق والمستندات
المثبتة الكفيلة بتزويدهم بمعلومات حول تسيير هذه األجهزة .وتتم إجراءات المراقبة وطرق
تبليغ المالحظات وتحرير التقارير طبقا لمقتضيات المواد من 21إلى 24والمادة 041من
55
هذا القانون.
27
وقد اطر المشرع المغربي عمليات التدقيق والبت في الحسابات ،بنص المادة 490من مدونة
المحاكم المالية حيث يقوم المجلس الجهوي للحسابات ،في حدود دائرة اختصاصه ،بالتدقيق
والبت في حسابات الجماعات الترابية ومجموعاتها...
وهذا ما يمكن استقراؤه أيضا من خالل المادة 117من نفس المدونة التي تأكد على ان
المجلس الجهوي للحسابات يقوم بمراقبة حسابات الجماعات الترابية وهيئاتها وكيفية قيامها
بتدبير شؤونها ،وعليه فإن مساطر التدقيق والتحقيق والبت في الحسابات التي يقدمها
المحاسبون العموميين ،هي مجمل الخطوات العملية التي ينبغي على المحاكم المالية مراعاتها
58
أثناء النظر في حسابات المحاسبين العموميين
وتمر هذه المساطر عبر مجموعة من المحطات ،حيث نجد تقديم الحساب ،التدقيق والتحقيق
البت في الحساب وإصدار الحكم.
تقديم الحساب
تنص المادة 490مدونة المحاكم المالية على انه يجب على المحاسبين العموميين للجماعات
الترابية ومجموعاتها تقديم حسابات هذه األجهزة سنويا إلى المجلس الجهوي ،وذلك وفق
الكيفيات المقررة في النصوص التنظيمية الجاري بها العمل وخاصة المراسيم رقم
9.4....2و 9.4....2و 9.4...4.المتعلقة بسن نظام المحاسبة العمومية للجماعات
59
الترابية ومجموعاتها.
ويعد المحاسب العمومي عند اختتام عمليات السنة المالية ،حساب الجماعات الترابية
ومجموعاتها التي تدخل في دائرة اختصاصه ،ويبرز الحساب المذكور ،في شكل تفصيل
للميزان النهائي ،تنفيذ ميزانية الجماعات الترابية ومجموعاتها
60
ويتكون الحساب من الوثائق المثبتة والوثائق العامة نذكر اهمها
-نسخة من الميزانية والنسخ المشهود بمطابقتها ألصل المقررات المأذون بموجبها في
تحويل االعتمادات؛
-الترخيصات الخصوصية المأذون بموجبها في تقييد اعتمادات إضافية والملحقة ببيان
موجز للترخيصات المذكورة؛
-نسخة مشهود بمطابقتها ألصل بيان تنفيذ ميزانيات الجماعة الترابية
-قائمة أصول الجماعة الترابية ،التي يتعين على اآلمر بالصرف تقديمها إلى المحاسب
العمومي؛
-قرار تعيين المحاسب العمومي
58محمد براو" ،الوسيط في شرح مدونة المحاكم المالية" ،الكتب الثالثة منشورات مركز الدراسات واألبحاث حول -الرقابة والمحاسبة ومكافحة
الفساد ،الطبعة األولى ،دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع الرباط ، 2012،ص126
59مراسيم رقم 1902944.و 19029404 19029441مرجع سابق
60مراسيم رقم 1902944.و 19029404 19029441مرجع سابق
28
ويتم تقديم حساب الجماعات الترابية ومجموعاتها ،إلى المجلس الجهوي للحسابات المختص
في اجل اقصاه 14يوليو من السنة الموالية للسنة التي تم فيها اعداده من طرف المحاسب
المكلف.
وفي حالة عدم تقديم المحاسب العمومي للحساب أو البيانات المحاسبية أو المستندات المثبتة
في اآلجال المقررة ،يجوز لرئيس المجلس الجهوي للحسابات بالتماس من رئيس النيابة العامة
أن يوجه إليه أوامر بتقديم الوثائق المذكورة ،وأن يحكم عليه في حالة عدم تقديمها بغرامة
مالية قد يصل مبلغها إلى ( 4222درهم(
كما يجوز الحكم بغرامة تهديدية ال يتعدى مبلغها) .22درهم) عن كل شهر تأخير تضاف
61
إلى الغرامات السالفة.
التدقيق والتحقيق في الحساب
تجرى عملية التدقيق والتحقيق وفق منظور يتمثل في المراقبة المندمجة والتي تمكن المستشار
المقرر من القيام بفحص شامل لجميع العمليات التي تتعلق بتنفيذ النفقات بما فيها عمليات
وأنظمة التسيير التي تتطلب المعاينة الميدانية وكذا إثارة مالحظات تخص جميع المتدخلين في
هذه العمليات كاآلمر بالصرف والمراقب والمحاسب العمومي أو أي مسؤول آخر ،والذين
يتعين عليهم اإلجابة عليها داخل أجل شهرين وإال تعرضوا لتطبيق الغرامة والغرامة
62
التهديدية.
وعلى ضوء ما سبق فإن مسطرة التدقيق والتحقيق في حسابات المحاسبين العموميين تتميز
بكونها تمكن المستشار المقرر من القيام بفحص شامل لجميع العمليات التي تتعلق بتنفيذ
النفقات فخالل هاته المرحلة )التدقيق( يمكن للمستشار المقرر االستعانة بمدققين وذلك في
األحوال التي يرغب فيها في التأكد من جاهزية الحساب للتدقيق والبحث ،والسيما في
الجوانب المحاسباتية ،إال أن مشاركة المدقق والحالة هاته ال يعني أنه يتحمل المسؤولية في
كل األحوال التي يكون فيها هذا التدقيق غير سليم.
ففي المحصلة النهائية ،فإنه وحده المستشار المقرر هو من يتحمل المسؤولية عن ذلك ،وتجدر
اإلشارة في هذا الصدد أن المستشار المقرر يفتقد إلمكانية االستفادة واالستعانة بالخبراء
خاصة في المجاالت التقنية ،وذلك على خالف التجربة الفرنسية حيث يمكن لرئيس الغرفة
63
الجهوي للحسابات تعيين خبراء للمساعدة في المسائل التقنية.
وعقب انتهاء المستشار المقرر في مرحلة التدقيق هاته ،ينطلق بعدها التحقيق فباستقراء المادة
30من مدونة المحاكم المالية فإن هذه المسطرة وإن كانت تتميز بخصوصيتها الكتابية
المشتركة مع المسطرة المدنية ،فإن الخاصية الثانية والمتمثلة في مبدأ مشاركة المحاسب
61القانون رقم 62.99المتعلق بمدونة المحاكم المالية ،مرجع سابق ،المادة 92:
62محمد براو :الوسيط في شرح مدونة المحاكم المالية ،مرجع سابق ،ص414:
63عادلة الوردي" ،رقابة المجلس األعلى للحسابات على المال العام بالمغرب" ،منشورات مجلة الحقوق المغربية سلسلة المعارف القانونية والقضائية،
دار النشر المعرفة ،اإلصدار األول ، 2012ص13
29
وغيره من األطراف المعنية بالتحقيق في المساطر تنفرد بها المسطرة أمام المحاكم المالية في
64
مادة النظر في الحسابات تحقيقا وبتا.
وفي ذات السياق تبدأ هذه المسطرة بجمع المعلومات واألدلة ،وخاللها يالزم المستشار المقرر
المحاسب العمومي أو أي طرف آخر معني بالتحقيق ،بتقديم جميع التوضيحات أو التبريرات
التي يراها المستشار المقرر ضرورية وذلك في حدود الصالحيات المخولة لكل واحد منهم،
65
والوثائق التي هم ملزمون بحفظها تطبيقا للمقتضيات التنظيمية الجاري بها العمل.
ويمكن أن يؤدي أي امتناع عن اإلدالء بالتبريرات أو التوضيحات المطلوبة ،إلى تطبيق
الغرامة والغرامة التهديدية المنصوص عليها في المادة 29من مدونة المحاكم المالية ،وذلك
بناء على تقرير يتقدم به المستشار المقرر لرئيس الغرفة الذي يحيله على وكيل الملك ليقدم
ملتمسا في الموضوع إلى الرئيس ،كما يجوز للمستشار المقرر القيام في عين المكان بجميع
66
التحريات التي يراها ضرورية إلنجاز مهمته.
وعند االنتهاء من التحقيق األولي يقوم بتبليغ مالحظاته إلى كل من اآلمر بالصرف أو
المراقب أو المحاسب الجماعي او أ ي مسؤول آخر)يتعين على هؤالء اإلجابة على هذه
المالحظات داخل أجل شهرين( ،ويقوم المستشار المقرر بإعداد تقريرين عند انصرام األجل،
يتعلق األول بالتدقيق والتحقيق في الحساب وكذا نتائج التحقيق المتعلقة بالحساب أو البيان
المحاسبي المقدم من طرف المحاسب العمومي ،في حين يخص التقرير الثاني المالحظات
المتعلقة بالتسيير وتدبير الجماعات الترابية المعنية ،ليتم بعد ذلك إحالة التقريرين إلى رئيس
الغرفة ،ويحيل الرئيس التقرير االول بدوره إلى مستشار مراجع ليقدم رأيه بخصوص كل
اقتراحات المستشار المقرر داخل أجل شهر ،وعند االنتهاء تتم إحالة الملف كامال على وكيل
الملك الذي يضع مستنتجاته خالل أجل شهر من تاريخ اإلحالة عليه ،ثم يوجهه هذا األخير
متضمنا بجميع معطياته إلى رئيس المجلس الجهوي للحسابات قصد إدراجه في جدول
67
الجلسات قصد البت فيه.
البت في الحساب
تشتغل المجالس الجهوية للحسابات في مجال البت في الحسابات على أساس قاعدة الحكم
المزدوج ،كوسيلة لضمان مشاركة المحاسب العمومي في مسطرة البت في الحساب ،ومؤداها
أن الحكم النهائي بالعجز في حساب المحاسب العمومي يجب أن يسبقه وجوبا أمر تام
وصحيح ودقيق ،يطالب على إثره المحاسب بإرجاع المبالغ المترتبة على ذمته ما لم يقدم
68
مبررات كتابية كافية ،ويصدر هذا األمر بواسطة حكم تمهيدي.
وبموجب القرار التمهيدي ،يمهل القاضي المالي المحاسب المدين مدة 1أشهر على االقل
إلرجاع المبالغ المستحقة للجهاز المعني ،وعند انصرام االجل دون االستجابة لمطالب القاضي
64محمد براو :الوسيط في شرح مدونة المحاكم المالية ،مرجع سابق ،ص136:
65حسن إيدسن " ،مراقبة اإلنفاق المحلي من طرف المجالس الجهوية للحسابات" ،نموذج المجلس الجهوي للحسابات بالرباط ،بحث لنيل شهادة
الماستر في القانون العام ،كلية الحقوق طنجة ،السنة الجامعية ، 2012 -2013ص17.
66القانون رقم 62.99المتعلق بمدونة المحاكم المالية ،مرجع سابق ،المادة 92:والمادة 12
67القانون رقم 62.99المتعلق بمدونة المحاكم المالية ،مرجع سابق ،المواد 14و 19و 11و 1.و.1.
68محمد براو :الوسيط في شرح مدونة المحاكم المالية ،مرجع سابق ،ص.4.2:
31
المالي ،يبت بحكم نهائي بالعجز في حسابه داخل اجل اقصاه سنة ،ابتداء من تاريخ صدور
69
القرار التمهيدي.
ويخول القانون بمقتضى المادة ..من مدونة المحاكم المالية المحاسب العمومي ،امكانية
الطعن ووقف التنفيذ (ما لم يكن الحكم مشموال بالنفاذ المعجل) وذلك باستئناف الحكم االبتدائي
لدى المجلس االعلى للحسابات وامكانية الطعن بالنقض في احكام االستئناف وكذلك طلب
المراجعة.
ويتم تحصيل العجز طبقا للمقتضيات التشريعية والتنظيمية المعمول بها لفائدة الخزينة وطبقا
للمادة 44من مدونة تحصيل الديون العمومية تذيل قرارات العجز الصادرة عن المجلس
األعلى للحسابات بصيغة التنفيذ بمجرد ما تصبح نهائية وتذيل المقررات الصادرة عن الوزير
المكلف بالمالية القاضية بإقرار المحاسبين العموميين مدينين بصيغة التنفيذ بمجرد صدور
70
أوامر المداخيل المتعلقة بهذه المقررات.
وإذا ثبت وجود المخالفات المنصوص عليها في المواد ..و ..و .0من مدونة المحاكم
المالية توجه الهيئة قرارها الى وكيل الملك ،الذي يحيله الى المجلس في ميدان التأديب المتعلق
بالميزانية والشؤون المالية.
وإذا تبين وجود مخالفات تستوجب عقوبة تأديبية ،تطبق المادة 444من مدونة المحاكم المالية
إما بإخبار السلطة التي لها حق التأديب او احالة القضية من طرف الوكيل العام للملك لدى
المجلس االعلى للحسابات الى وكيل الملك لدى محكمة النقض إذا كانت هناك افعال تستوجب
عقوبة جنائية.
69القانون رقم 62.99المتعلق بمدونة المحاكم المالية ،مرجع سابق ،المادة .1.
70القانون رقم 049.2بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم 09119024صادر في 12من محرم 4( 0410ماي
1111
71عبد اللطيف بورحو" ،مالية الجماعات المحلية بين واقع الرقابة ومتطلبات التنمية " ،مرجع سابق ،ص .102
72المهدي اوالد حدوش ،التدقيق الداخلي والمراقبة على ضوء القوانين التنظيمية للجماعات الترابية ،مرجع سابق ص ..2
31
أعمال تعتبر غير مشروعة وغير قانونية من الناحية المبدئية ،لكنها قد تتداخل مع ضرورات
73
السرعة والفعالية في التداخل المالي.
يحيل وكيل الملك إلى المجلس الجهوي في حدود اختصاصاته العمليات التي قد تشكل
تسييرا بحكم الواقع من تلقاء نفسه أو بطلب من وزير الداخلية أو الوالي أو العامل ،وذلك في
حدود االختصاصات المخولة لهم تطبيقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل،
والوزير المكلف بالمالية أو الخازن بالجهة أو العمالة أو اإلقليم أو الممثل القانوني للجماعات
الترابية أو مجموعاتها أو المحاسبين العموميين ،وذلك بصرف النظر عن حق المجلس الجهوي
في التصدي للنظر فيها بصفة مباشـرة استنادا إلى اإلثباتات المنجزة خاصة بمناسبة التدقيق في
74
الحسابات.
و إذا اعتبر المجلس شخصا محاسبا بحكم الواقع ،أمره في نفس القرار بتقديم حسابه داخل
أجل يحدده له على أال يقل عن شهرين .وتطبق على المحاسبين بحكم الواقع مقتضيات المواد
من 21إلى 46و 44من مدونة المحاكم المالية.
دراسة حالة
- Bouvier: «la gestion de Fait» RFFP (revue française des finances publiques°N°66 P 2.
73
74القانون رقم 62.99المتعلق بمدونة المحاكم المالية ،مرجع سابق ،المادة .419
32
75
المصدر :المجلس االعلى للحسابات
في إطار تسليط الضوء على مضمون الرقابة البعدية التي تمارسها المجالس الجهوية للحسابات
على حسابات الجماعات الترابية ،ارتأينا دراسة حالة الرقابة على الحساب المتعلق بإقليم
الناظور والذي يمكن االطالع على جميع تفاصيله بالمرجع المشار إليه اعاله.
انطالقا من هذه الدراسة يمكن ان نستنتج المعطيات التالية:
-تقديم الحساب
كما سبق االشارة اليه ،يلزم المحاسب العمومي عند اختتام عمليات السنة المالية ،بتقديم حساب
الجماعة الترابية التي تقع تحت نفوذ اختصاصاته ،ويتعلق االمر هنا بالمحاسب العمومي
المكلف بتسيير ميزانية اقليم الناظور برسم السنة المالية 9241والمجلس الجهوي للحسابات
الجهة الشرقية.
-التدقيق والتحقيق في الحساب
بعد توصل المجالس الجهوية للحسابات ،بحسابات الجماعات الترابية التي تقع تحت دائرة
نفوذها ،تباشر عمليات التدقيق والتحقيق في الحسابات ،حيث يتم الفحص الشامل لجميع
العمليات التي تتعلق بتنفيذ النفقات والمداخيل وكذلك جمع المعلومات واألدلة ،وخاللها يالزم
المستشار المقرر المحاسب العمومي المعني بالتحقيق ،ويطالبه بتقديم جميع التوضيحات أو
التبريرات التي يراها ضرورية.
-البت في الحساب
الحكم التمهيدي
في هذه المرحلة يصدر القرار التمهيدي عن الهيئة المختصة ،وفي حالتنا هذه فان مضمون
القرار هو العجز في حساب المحاسب العمومي المكلف بتسيير ميزانية اقليم الناظور برسم
-75المجلس االعلى للحسابات قرارات غرفة استئناف احكام المجالس الجهوية للحسابات الجزء الثالث ،مارس .1110
33
السنة المالية 9241بمبلغ 1.29.2.درهم ،وهو العجز الناتج بسبب عدم القيام بأعمال
مراقبة صحة النفقة وخاصة التأكد من صحة حسابات التصفية قبل التأشير على اداء الحوالة
الصادرة عن اآلمر بالصرف.
ويمهل القاضي المالي المحاسب المدين مدة 1أشهر على االقل إلرجاع المبالغ المستحقة
للجهاز المعني او يقدم مبررات كتابية كافية وفي حالة تعذر االمر يبت بحكم نهائي.
الحكم النهائي
بعد انقضاء المهلة المحددة دون االستجابة لمطالب القاضي المالي ،تم الحكم بوجود العجز في
حساب المحاسب العمومي المكلف بتسيير ميزانية اقليم الناظور برسم السنة المالية 9241
بمبلغ 1.29.2.درهم.
ويخول القانون بمقتضى المادة ..من مدونة المحاكم المالية المحاسب العمومي ،إمكانية
الطعن ووقف التنفيذ (ما لم يكن الحكم مشموال بالنفاذ المعجل) وذلك باستئناف الحكم االبتدائي
لدى المجلس االعلى للحسابات
-استئناف الحكم االبتدائي
طلب االستئناف
تم ايداع العارضة (المحاسب العمومي) لطلب استئناف الحكم الى المجلس الجهوي للحسابات
الجهة الشرقية داخل االجل القانوني 12يوما ابتداء من تاريخ تبليغ الحكم االبتدائي باإلضافة
الى تضمينه المعطيات المنصوص عليها قانونا مما أسفر عن قبول الطلب.
مضمون النازلة
انطالقا من الحكم االبتدائي والذي اقر بوجود العجز في حساب المحاسب العمومي المكلف
بتسيير ميزانية اقليم الناظور برسم السنة المالية 9241بمبلغ 1.29.2.درهم ،والناتج
بسبب عدم القيام بأعمال مراقبة صحة النفقة وخاصة التأكد من صحة حسابات التصفية قبل
التأشير على اداء الحوالة الصادرة عن اآلمر بالصرف ،وهي المتعلقة بأداء مبلغ كشف
الحساب رقم 4واألخير والمرتبط بالصفقة رقم ، 9249/14حيث لم يتم احتساب وإرفاق
هذه الحوالة ببيان احتساب مراجعة األثمان المنصوص عليه في المادة 91من دفتر
الشروط الخاصة (وهو البيان الذي يتم فيه حساب تغيرات اسعار السلع او الخدمات ما بين
تاريخ فتح األظرفة الخاصة بطلبات العروض وتاريخ انتهاء انجاز االشغال او الدراسات
،اعتمادا على االثمنة المرجعية الصادرة عن وزارة التجهيز والنقل ،ويكون خارج عمليات
هذا البيان اما ايجابيا يجب اضافته الى مبلغ مستحقات االنجازات الفعلية للمقاول او سلبيا
يجب خصمه من مبلغ المستحقات) .
وباعتبار ان المحاسب العمومي ملزم بمراقبة صحة النفقة قبل التأشير على االداء ومن ضمنها
التأكد من صحة حسابات التصفية وتفعيل صيغة مراجعة االثمان ،وحيث ان عدم تفعيل هذه
الصيغة نتج عنه اداء اقليم الناظور لمبلغ 1.29.2.درهم زيادة عن النفقة المستحقة للمقاول،
مما سبب عجز حساب المحاسب العمومي المكلف.
34
-دفوع العارضة لالستئناف
التمست العارضة استئناف الحكم االبتدائي ،وفق القوانين الجارية بها العمل وإبراء ذمتها من
مبلغ العجز.
وإذا علمنا ان المسؤولية الشخصية والمالية 76للمحاسب العمومي تضل قائمة مادام انه لم يقم
بمراقبة صحة النفقة قبل التأشير على االداء وذلك رغم عدم قيام اآلمر بالصرف بتصفية النفقة
وفق الشروط المتصلة بها ،مما ترتب عنه ضياع حقوق الوحدة الترابية اقليم الناظور لمبلغ
1.29.2.درهم.
وأخذا بعين االعتبار ان المقاول المستفيد من النفقة ،قام بإرجاع مبلغ العجز المحدد في
1.29.2.درهم الى صندوق اقليم الناظور المفتوح لدى مصالح الخزينة االقليمية للناظور.
كما ان العارضة ادلت بجميع الوثائق والمستندات التي تثبت ارجاع المبلغ المستحق (بيان
مداخيل اقليم الناظور وبيان تحصيل مبلغ العجز) المرفقة بعريضة االستئناف.
-حكم االستئناف
76القانون رقم 909..المتعلق بتحديد مسؤولية اآلمرين بالصرف والمراقبين والمحاسبين العموميين الصادر بتنفيذه الظهير رقم 0911914المؤرخ في
1111/14/14كما وقع تغييره وتتميمه.
35
يعتبر هذا االختصاص القضائي الوجه الثاني لرقابة الشرعية أو المطابقة لكونه ينصب أساسا
على تصرفات اآلمر بالصرف وعلى المراقبين والمحاسبين العموميين والموظفين التابعين
لهذه الفئات والخاضعين لها ،كما يشكل هذا االختصاص جوهر وأساس العمل الرقابي
باعتباره يشكل أهم مجاالت التدخل القضائي للمحاكم المالية.77
و تنص مقتضيات المادة 136من القانون رقم 62.99المتعلق بمدونة المحاكم المالية ،على
أن المجالس الجهوية للحسابات تمارس مهمة قضائية في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية
والشؤون المالية بالنسبة لكل شخص مسؤول أو موظف أو مستخدم يعمل في الجماعات
الترابية ومجموعاتها؛ المؤسسات العمومية الخاضعة لوصاية هذه الجماعات والمجموعات؛
كل الشركات أو المقاوالت التي تملك فيها الجماعات الترابية أو المجموعات أو الهيئات على
انفراد أو بصفة مشتركة بشكل مباشر أو غير مباشر أغلبية األسهم في الرأسمال أو سلطة
مرجحة في اتخاذ القرار؛ والذين يرتكبون إحدى المخالفات المنصوص عليها في الموا د 54
و ..و 56من نفس القانون.
وتختلف مسطرة تحريك مسؤولية اآلمرين بالصرف والمحاسب العمومي أمام المجلس
الجهوي للحسابات باختالف طبيعة ونوع المسؤولية التي يخضع لها كل واحد منهم فإذا كانت
المسطرة المتبعة في ميدان التأديب تتوقف على تدخل جهات أجنبية أو تعتمد على إجراءات
المراقبة عند مسائلة اآلمرين بالصرف في ميدان التسيير فإن المسطرة المعتمدة في مجال
طرح مسؤولية المحاسبين العموميين تحكمها قواعد خاصة ويضطلع القضاء المالي فيها بدور
78
بارز
وتفضي المتابعة في إطار التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية إلى إصدار أحكام من
طرف المجلس الجهوي سواء بعدم مؤاخذة األشخاص المتابعين ،أو الحكم عليهم بغرامات،
وعند االقتضاء ،بإرجاع األموال المطابقة للخسارة التي تسببت فيها المخالفات المرتكبة،
وذلك طبقا للمادة 66من القانون رقم 62.99سالف الذكر كما تحيل عليها المادة 139من
نفس القانون،
كما أن المتابعة في مجال التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية من طرف المجلس
الجهوي للحسابات ال تحول دون إعمال مسطرة المتابعة الجنائية بالنسبة لألفعال التي قد
تستوجب عقوبة جنائية ،وذلك وفق ما تنص عليه المادة 111من القانون رقم 62.99بمثابة
مدونة المحاكم المالية.79
77احميدوش مدني" ،المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات التشكيل واالختصاصات" أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،كلية
الحقوق أكدال الرباط ،السنة الجامعية ، -2001 -2002ص. 290
78ربيع الهاشمي" ،الرقابة المالية بين تعدد األجهزة وظاهرة الفساد المالي" ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام جامعة الحسن األول ،كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية سطات ،السنة الجامعية ، 2011 -2012ص. 88 – 89
79التقرير السنوي للمجلس االعلى للحسابات برسم سنة 1102بيان عن انشطة المجالس الجهوية للحسابات لسنة ،1102ص .04
36
الخاتمة:
ختاما فإن الرقابة بشتى أنواعها الحل األمثل لتدبير وضبط مالية الجماعات الترابية من نفقات ومداخيل
وذلك من أجل تكريس الحكامة الجيدة ،ومن أجل نجاح هذه األخيرة يجب إعداد المالية وحسن تدبيرها واحترام
المراحل التي تمر منها بهدف برمجة االلتزامات والمشاريع التنموية االقتصادية واالجتماعية وتطبيق كل من
الرقابة اإلدارية والسياسية والقضائية تطبيقا فعاال من أجل النجاعة في األداء.
كما أن ربط مسألة التأشير على مالية الجماعات الترابية من عدمها بتوفر عنصر الصدقية وإن كان أمر ذلك
يشكل خطورة تسمح بتدخل سلطة التأشير في تقييم مدى مالئمة الموارد المالية المتوقعة للنفقات فإنه مع ذلك
يشكل أمرا جديدا يعطي لسلطة التأشير أحقية في رفض مشروع الميزانية وطلب تعديلها وهي كلها جوانب
تؤثر في تفعيل جانب الصدقية في مضمون ميزانية الوحدة الترابية.
كما يجب على الجماعات الترابية بالقيام ببرمجة التقارير والتقييم واالفتحاص والمراقبة وتقديم الحصيلة في
جدول أعمال مجالسها ،وتنشر هذه التقارير ليطلع عليها العموم ،كما يجب تطبيق عقوبات صارمة على كل من
حاول اختالس المال العام وعدم نزاهة وشفافية مالية الجماعات الترابية وذلك من أجل الحفاظ على مبدأ ربط
المسؤولية بالمحاسبة.
37
الئحة المراجع:
الكتب باللغة العربية
-محمد قزيبر ،النظام القانوني لميزانية الدولة ،مطبعة وراقة سجلماسة مكناس ،د ط 2016
.1102-
-نبيه محمد الجهوية المتقدمة بين الالمركزية والالتمركز (الجانب القانوني والمحاسبي)
cross média communication RABATالطبعة االولى .110.
-جمال العماري" ،الرقابة على أنشطة الجماعات الترابية المحلية" ،مطبعة االمنية الرباط،
الطبعة األولى.1101 ،
-عبد القادر باينة" ،الرقابة المالية على النشاط اإلداري" ،الرقابة المالية ،مطبعة دار القلم،
الرباط ،الطبعة األولى.
-محمد براو" ،الوسيط في شرح مدونة المحاكم المالية" ،الكتب الثالثة منشورات مركز
الدراسات واألبحاث حول -الرقابة والمحاسبة ومكافحة الفساد ،الطبعة األولى ،دار
السالم للطباعة والنشر والتوزيع الرباط. 2012،
-كريم لحرش ،تدبير مالية الجماعات الترابية بالمغرب ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار
البيضاء ،الطبعة الثالثة.1102،
-سعد بن محمد الهويل وعبد هللا بن علي الحسين :المحاسبة في األجهزة الحكومية في
المملكة العربية السعودية اإلدارة العامة للطبع والنشر بمعهد اإلدارة العامة. 2005،
-جمال العماري" ،الرقابة على أنشطة الجماعات الترابية المحلية" ،مطبعة االمنية الرباط،
الطبعة األولى.1101 ،
مكاوي نصير "تدبير مالية الجماعة المحلية "دار أبي رقراق للطباعة والنشر الطبعة
األولى ،سنة .1100
الكتب باللغة الفرنسية:
- Saïd Oujemmaa : « le contrôle des finances publiques au
Maroc » imprimerie Belvédère Casablanca 192.
- harrak (m) ((réflexion sur l’adaptation du contrôle de la cour des
comptes au Maroc Mémoire des D.E.S، en science économique،
Université Mohamed V. rabat, 1987. 1988
- Bouvier: «la gestion de Fait» RFFP (revue française des finances
publiques
الرسائل واألطروحات:
األطروحات:
-احميدوش مدني" ،المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات التشكيل
واالختصاصات" أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق أكدال الرباط،
السنة الجامعية-2001 -2002
38
-عماد أبركان ،نظام الرقابة على الجماعات الترابية بالمغرب ومتطلبات المالءمة ،اطروحة
لنيل الدكتوراه في القانون العام ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة
2613-2614
الرسائل:
-ربيع الهاشمي" ،الرقابة المالية بين تعدد األجهزة وظاهرة الفساد المالي" ،رسالة لنيل
دبلوم الماستر في القانون العام جامعة الحسن األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية سطات ،السنة الجامعية2011 -2012
-حسن إيدسن " ،مراقبة اإلنفاق المحلي من طرف المجالس الجهوية للحسابات" ،نموذج
المجلس الجهوي للحسابات بالرباط ،بحث لنيل شهادة الماستر في القانون العام ،كلية
الحقوق طنجة ،السنة الجامعية. 2012 -2013
أحمد دمناتي :الرقابة على مالية الجماعات الترابية بالمغرب رسالة لنيل دبلوم الماستر في
القانون العام ،ماستر تدبير الشأن العام المحلي ،كلية
-العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،طنجة السنة الدراسية 1109-1104
39
القانون رقم 049.2بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية الصادر بتنفيذه ظهير شريف -
رقم 09119024صادر في 12من محرم 4( 0410ماي .1111
القانون 919..المتعلق بمدونة المحاكم المالية ،الصادر بتنفيذه الظهير رقم 4.29.49. -
الصادر في ،9229/20/41الجريدة الرسمية عدد 4141بتاريخ 9229/28/4.
مراسيم رقم 1902944.و 19029440 19029441المتعلقة بسن نظام المحاسبة العمومية -
للجهات والعماالت واالقاليم والجماعات ومجموعاتها .1102/00/14
دستور فاتح يوليوز ،1100الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0900.0بتاريخ 12من -
شعبان ،0441الموافق ل 1.يوليوز ،1100الصادر بالجريدة الرسمية عدد 4.94
مكرر ،الصادر في 12شعبان 0441الموافق ل 41يوليوز 1100
المرسوم رقم 1901944.المتعلق بالصفقات العمومية في 1104/14/11الجريدة -
الرسمية عدد .1104/14/14 9041
القانون رقم 56.03المتعلق بتقادم الديون المستحقة على الدولة والجماعات المحلية -
الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم 1.64.16صادر 2664/64/21الجريدة الرسمية عدد
3268بتاريخ .2664/64/21
المرسوم رقم 1..49011الصادر في 9محرم 0404الموافق ل 09يونيو ،0..4بشأن -
النظام األساسي الخاص بالمفتشين العاميين لإلدارة الترابية بوزارة الدولة في الداخلية،
كما تم تغييره وتتميمه عدة مرات ،الصادر بالجريدة الرسمية عدد ،41994الصادر
بتاريخ 01صفر 0404الموافق ل 11يونيو .0..4
القوانين التنظيمية رقم 004904 ،001904 ،000904المتعلقة بالجهات ،العماالت -
واالقاليم والجماعات الصادرة بمقتضى ظهائر شريفة رقم 0904924و 0904929و
0904924صادرة في 11رمضان 12( 0449يوليوز ،)1104الجريدة الرسمية عدد
،9421الصادرة بتاريخ 9شوال 14( 0449يوليوز .)1104
41
الفهرس:
المقدمة1............................................................................................. :
المطلب األول :رقابة المحاسب العمومي على تنفيذ نفقات الجماعات الترابية4..................
الفقرة الثالثة :الصعوبات المرتبطة بالمراقبة المحاسبية على تنفيذ نفقات الجماعات الترابية....
المطلب الثاني :رقابة هيأت التفتيش التابعة لوزارتي الداخلية والمالية على تنفيذ نفقات
الجماعات الترابية01.................................................................................
المبحث الثاني :الرقابة السياسية والقضائية على تنفيذ نفقات الجماعات الترابية02..............
المطلب الثاني :رقابة المجالس الجهوية للحسابات على تنفيذ نفقات الجماعات الترابية14....
الخاتمة42........................................................................................ :
41
الفهرس40.......................................................................................... :
42