You are on page 1of 21

‫ص ‪34-14‬‬ ‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زاين عاشور ابجللفة ـ اجلزائر‬

‫جملة العلوم القانونية و االجتماعية‬

‫‪Journal of legal and social studies‬‬


‫‪Issn: 2507-7333‬‬
‫‪Eissn: 2676-1742‬‬

‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬


‫» ‪« The Detainee's Classification Criteria under Algerian Criminal Policy‬‬

‫*‬
‫نورية كروش‬

‫كلية احلقوق جامعة اجلزائر ‪( 2‬اجلزائر)‬

‫‪b.mamine11@gmail.com‬‬

‫اتريخ النشر‪2022/03/01 :‬‬ ‫اتريخ القبول‪2022/01/15:‬‬ ‫اتريخ ارسال املقال‪2021/12/09:‬‬

‫*املؤلف املرسل‬

‫‪14‬‬ ‫اجمللد السابع‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

:‫امللخص‬
‫ املؤرخ يف‬04 -05 ‫إن الغاية من تنفيذ العقوبة هي إعادة أتهيل وإصالح املساجني وفقا ملا جاء به القانون رقم‬
‫ وحىت تتحقق هذه الغاية على‬،‫ واملتضمن تنظيم السجون وإعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسني‬2005/2/6
‫املشرع اعتماد سياسة معينة يف تنفيذ العقوبة بداية من فحص املساجني إىل غاية تصنيفهم وتوزيعهم يف خمتلف‬
‫ يقوم هذا التصنيف على معايري وأسس علمية أوصت هبا توصيات‬،‫املؤسسات العقابية وكذا داخل نفس املؤسسة‬
‫ واليت أخذ هبا املشرع اجلزائري وجسدها يف‬1955 ‫األمم املتحدة األوىل ملنع اجلرمية ومعاملة اجملرمني جبنيف لسنة‬
‫ وهذه املعايري منها ما هو موضوعي كالتصنيف على أساس مدة‬،‫ واملذكور أعاله‬04 -05 ‫أحكام القانون رقم‬
.‫ ومنها ما هو شخصي كالسن واجلنس والصحة‬،‫العقوبة والوضعية اجلزائية‬
‫ الفحص‬،‫ مساجني‬،‫ معايري شخصية‬،‫ معايري موضوعية‬،‫ السياسة العقابية‬،‫ التصنيف‬:‫الكلمات املفتاحية‬
.‫املؤسسات العقابية‬
ABSTRACT:
The rehabilitation and readapt of prisoners are one of the key objectives of
punishment’s application under Law n ° 05-04 of 06/02/2005 that relating to
prisons organization and social rehabilitation of detainees. To achieve this goal,
the Algerian legislator must adopt a specific policy with regard to the sentence’s
execution, starting from the examination of detainees until their distribution and
classification within the same establishment or the other penal institutions.
This distribution is based on the standards and scientific foundations
recommended in Geneva by the United Nations first recommendations for the
prevention of crime and criminal’s treatment in 1955, which have been entered
into and enshrined inthe above-mentioned law by the Algerian legislator, some
of these criteria are objective such as classification based on the term of
imprisonment and penal position, the others are personal such as age, sex and
health.
KEY WORDS: classification, distribution, objective criteria, personal criteria,
detainees, examination, penal establishments, penal policy.

15 2022 ‫ السنة مارس‬- ‫ العدد األول‬- ‫اجمللد السابع‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ينتهج النظام العقايب اجلزائري فكرة املدرسة احلديثة للدفاع االجتماعي اليت تعترب العقوبة السالبة للحرية وسيلة‬
‫إلصالح احملبوسني وإعادة اإلدماج‪ ، 1‬وتنفيذ العقوابت السالبة للحرية يقتضي توافر متطلبات منها ما هو ضروري‬
‫ومنها ما هو إلزامي‪ ،‬فتوافر أبنية السجون والقائمني على إدارهتا يعد من املتطلبات الضرورية لتنفيذ العقوبة‪ ،‬حيث‬
‫أن أمناط البناايت واألماكن اليت تقام فيها تعكس أهداف التنفيذ العقايب يف الدولة‪،‬كما أن فحص احملكوم عليهم‬
‫وتصنيفهم داخل البناايت يعد من املتطلبات اإللزامية‪.‬‬
‫إن مفهوم السجون قد تطور عرب العصور‪ ،‬كما تطورت وظيفته عرب احلضارات‪ ،‬فبعد أن كانت تعترب مكاان أيوي‬
‫األشخاص قبل وبعد احملاكمة لتنفيذ العقوبة فقط‪ ،‬أصبحت هتدف يف العصر احلديث مع ظهور التيارات الفكرية‬
‫احلديثة املنادية ابحلرية واملساواة والدميقراطية واحرتام حقوق اإلنسان‪ ،‬وظهور التيار املنادي ابلتفكري يف شخصية‬
‫اجملرم وجعله حمور اإلصالح‪.‬‬
‫اعتمد املشرع اجلزائري يف وضعه لقانون تنظيم السجون وإعادة تربية املساجني الصادر مبوجب أمر رقم ‪2 -72‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 1972/02/10‬على نظرية الدفاع االجتماعي‪ ،2‬وضمنه مبادئ هتدف من جهة محاية اجملتمع ومن‬
‫جهة أخرى أتهيل احملكوم عليه‪ ،‬وانتهج نفس االجتاه يف إعادة النظر يف القانون املذكور أعاله‪ ،‬لذلك نالحظ أن‬
‫القانون رقم ‪ 04 -05‬املؤرخ يف ‪ 2005/02/06‬الذي حل حمل األمر رقم ‪ 2 -72‬قد تضمن نفس املبادئ‬
‫مع مراعاة التطورات اليت عرفها تنفيذ العقوابت وتنظيم السجون خاصة تلك اليت تتمحور حول إعادة أتهيل الفرد‬
‫احملكوم عليه وارجاعه إىل اجملتمع‪ ،‬وللوصول إىل هذا اهلدف فإنه جيب أن تكون السياسة العقابية مبنية على أسس‬
‫ودعائم توفر لكل فرد معاملة خاصة‪ ،‬وأمهها نظام تصنيف املساجني وفقا ملعايري عملية‪.‬‬
‫يعتمد قانون تنظيم السجون اجلزائري على نظام اجلمع بني احملكوم عليهم ضمن مجاعات وإخضاعهم ملعاملة‬
‫خاصة هتدف إىل التأهيل وفقا ملا يالئم شخصيتهم‪.‬‬
‫كما خيضع املسجونني لنظام الفحص أثناء التنفيذ العقايب داخل املؤسسة العقابية قبل تصنيفهم‪ ،‬ونقصد بنظام‬
‫التصنيف هو " تقسيم احملكوم عليهم بعقوبة احلبس إىل فئات متجانسة ومتشاهبة وذلك متهيدا إلخضاعهم ملعاملة‬
‫عقابية تتناسب مع فئاهتم"‪3‬أو أنه "تقسيم احملكوم عليهم إىل طوائف جيمع بينها التشابه يف الظروف من حيث‬
‫اجلنس والسن ونوع اجلرمية ونوع العقوبة ومدهتا والعود واحلالة الصحية والبدنية والنفسية وامكانيات التأهيل وذلك‬
‫للتفريق بني فئات النزالء يف املعاملة اإلصالحية"‪.4‬‬
‫إن املعايري اليت اعتمدها املشرع اجلزائري لتصنيف احملبوسني يف املواد من القانون ‪ 2 -72‬املؤرخ يف ‪10‬‬
‫فيفري‪ 1972‬أو القانون رقم ‪ 04 -05‬املؤرخ يف ‪ 06‬فيفري‪ 2005‬هي تلك اليت جاءت هبا القواعد النموذجية‬
‫الدنيا من قواعد احلد األدىن ملعاملة املساجني اليت اعتمدها املؤمتر الدويل لألمم املتحدة ملكافحة اجلرمية بتاريخ ‪30‬‬
‫أوت‪ 1955‬واليت تنادي على ضرورة الفصل بني فئات السجناء حيث جاء يف اجلزء اخلاص ابلفصل بني الفئات‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫‪16‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫‪ -‬يسجن الرجال والنساء بقدر اإلمكان يف مؤسسات خمتلفة‪،‬‬


‫‪ -‬عندما تكون املؤسسة تستقبل اجلنسني على السواء فيجب أن يكون جمموع األماكن املخصصة للنساء منفصال‬
‫كليا‪،‬‬
‫‪ -‬يفصل احملبوسون احتياطيا عن املسجونني احملكوم عليهم‪،‬‬
‫‪ -‬يفصل احملبوسون ألسباب مدنية‪ ،‬مبا يف ذلك الديون‪ ،‬عن املسجونني بسبب جرمية جزائية‬
‫‪ -‬يفصل األحداث عن البالغني‪.5‬‬
‫ويهدف هذا التصنيف إىل محاية اجملتمع من اجلرمية بغرض اخضاع احملبوسني إىل معاملة عقابية انجعة وهادفة‬
‫إىل أتهيلهم‪ ،‬وحىت حيقق هذا التصنيف غايته جيب أن يعتمد هذا النظام على جمموعة من العناصر واملبادئ وتتمثل‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تقييم االحتياجات الفورية وتقدمي املعلومات إىل السجني فور وقبل ايداعه يف الزنزانة أو مكان إقامة بني عموم‬
‫نزالء السجن وذلك من أجل حتديد االحتياجات املتعلقة ابلرعاية الصحية والبدنية والعقلية‪،‬‬
‫‪ -2‬مجع املعلومات املتعلقة ابلسجني واجلرمية املرتكبة واترخيه اإلجرامي وشخصيته من أجل تقييم املخاطر وحتديد‬
‫التصنيف واإليداع على املدى الطويل‪ ،‬وهذه املعلومات ذات فائدة خاصة يف احلاالت اليت يشتبه يف انتماء‬
‫السجني جلماعات تشكل هتديدا أمنيا‪،‬‬
‫‪ -3‬حتديد املستوى األمين األويل املطلوب من خالل تقييم عوامل اخلطر واحلاجة واالستجابة من طرف موظفني‬
‫مدربني تدريبا مالئما‬
‫‪ -4‬استخدام نتائج التقييم يف قرارات اإليداع يف السجون والتخطيط إلدارة القضااي أو العقوابت‪ ،‬وجيب أن‬
‫تكون األهداف احملددة يف اخلطة متصلة مباشرة بنتائج التقييم وأن تكون قابلة للقياس والتحقيق وواقعية وحمددة‬
‫زمنيا‪،6‬‬
‫وهذا ما أراد املشرع جتسيده يف املادة ‪ 28‬من القانون ‪ ،04 -05‬وتتمثل يف التصنيف على أساس اجلنس السن‪،‬‬
‫املدة‪ ،‬والتصني ف على أساس السوابق واحلكم ابلفصل بني املبتدئني وبني املعتادين‪ ،‬والفصل بني املسجونني الذي‬
‫صدر يف حقهم حكم ابإلدانة واملتهمني مؤقتا واملكرهني بدنيا‪،‬ومن خالل هذه املادة فإنه ميكن القول أن التصنيف‬
‫يف نظامنا العقايب يقوم على معيارين‪:‬‬
‫‪ -‬األول‪ :‬موضوعي على اعتبار أنه يقيم التصنيف على أسس اثبتة‬
‫‪ -‬الثاين‪ :‬شخصي على اعتبار أنه يقيم التصنيف على أسس شخصية‬
‫املبحث األول‪ :‬املعايري املوضوعية‬
‫هي تلك املعايري اهلادفة إىل التفرقة بني خمتلف الفئات على أسس ظاهرة ويطلق عليها تعبري التصنيف السليب وهي‬
‫تتمثل يف السن واجلنس والوضعية اجلزائية املتعلقة ابحملكوم عليه‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫املطلب األول‪ :‬معيار السن‬


‫وهو املعيار املنصوص عليه مبوجب املادة ‪ 28‬واملادة ‪ 1/24‬من القانون رقم ‪ 04 -05‬واملتضمن تنظيم‬
‫السجون‪ ،‬ذلك أن األفعال اليت يقوم هبا الصغار ختتلف عن تلك اليت يقوم هبا البالغون‪ ،‬ومن مث يتعني أن حندد‬
‫معاملة خاصة يف التعامل مع كل فئة منها‪ ،‬لذى وجب على املؤسسات العقابية اجياد معامالت خمتلفة مبا يتماشى‬
‫وسن احملكوم عليه‪ ،‬ويف علم العقاب فإن التفريق بني فئات احملكوم عليهم على أساس السن يقصد به الفصل بني‬
‫األحداث والبالغني من احملكوم عليهم‪.‬‬
‫الفرع ‪ :1‬األحداث‬
‫يعترب حداث يف النظام العقايب اجلزائري كل من مل يبلغ سن ‪ 18‬سنة‪ ،‬يوم ارتكاب الفعل اجملرم‪ ،‬هذا يستشف‬
‫من املادة ‪ 442‬قانون اإلجراءات اجلزائية وتعد هذه السن معيارا لتحديد املسؤولية اجلزائية‪.‬‬
‫لذلك كانت األسس اليت يقوم عليها نظام معاملة األحداث هو التأهيل أكثر منه الردع وملا كان التأهيل أكثر‬
‫صعوبة من الردع كان من الضروري إنشاء أنظمة خاصة ابألحداث‪ ،7‬وعلى هذا األساس فإننا جند قانون‬
‫اإلجراءات اجلزائية اجلزائري نص يف خمتلف مواده على التدابري اليت جيب أن تتخذ يف مواجهة األحداث‪،‬‬
‫وابختالف السن يتم اختيار التدبري املالئم هلم‪.‬‬
‫يستخلص من خمتلف النصوص القانونية سواء الوارد يف قانون اإلجراءات اجلزائية أو قانون السجون أن‬
‫األحداث ميكن تقسيمهم إىل طائفتني‪:‬‬
‫‪ -‬األوىل‪ :‬األحداث بني ‪ 13‬و ‪ 16‬سنة‬
‫‪ -‬الثانية‪ :‬األحداث بني ‪ 16‬و ‪ 18‬سنة‬
‫وعلى هذا فإن املنظومة العقابية نصت على الوضع ابملراكز اخلاصة أو األجنحة ابملؤسسات العقابية‬
‫أوال‪ :‬ابلنسبة للوضع داخل املراكز واألجنحة اخلاصة‬
‫يتم وضع األحداث إما ابملراكز أو ابألجنحة املخصصة هلم على مستوى املؤسسات العقابية وتتمثل أنظمة الوضع‬
‫يف‪:‬‬
‫‪ -1‬الوضع ابملراكز اخلاصة ابألحداث‪:‬‬
‫ابلرجوع إىل قانون تنظيم السجون وإعادة تربية املساجني فإننا جنده ينص يف املادة ‪ 28‬على أن يودع يف املراكز‬
‫املخصصة لألحداث املتهمني واحملكوم عليهم الذين تقل أعماهلم عن ‪ 18‬سنة ما مل يقرر وزير العدل خالف‬
‫ذلك‪ ،‬واعترب املشرع‪ 8‬حداث حمبوسا كل حمبوس احتياطي مل يبلغ سن الثامنة عشر‪ ،‬وكل حمبوس عليه هنائيا مل‬
‫يكتمل سن الثامنة عشر‪.‬‬
‫وعليه نرى أن هذا القرار حدد األحداث الذين ميكن ايداعهم مبراكز إعادة الرتبية وهم فئة البالغني من العمر‬
‫‪ 18‬سنة وأقل سواء من احملكوم عليهم هنائيا أو احملبوسني احتياطيا‪ ،‬وهذا األمر يوافق ما هو منصوص عليه يف‬
‫قانون اإلجراءات اجلزائية (املادة ‪ ،)442‬لذا فال يقبل يف هذا املركز كل من تعدى هذه السن‪ ،‬وتوجد ابجلزائر‬

‫‪18‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫مراكز خاصة ومصاحل متخصصة يف التعامل مع هذه الفئة وذلك مبوجب القانون رقم ‪ 12 -15‬مؤرخ يف ‪15‬‬
‫جويلية‪ 2015‬واملتعلق حبماية الطفل‪.‬‬
‫‪ -2‬الوضع يف األجنحة اخلاصة مبؤسسات إعادة الرتبية واإلحتياط‪:‬‬
‫ابلرجوع إىل املادة ‪ 29‬من قانون تنظيم السجون وإعادة تربية املساجني جندها تنص على احتواء أجنحة‬
‫منفصلة خاصة ابألحداث ويف املقابل نص على إنشاء مراكز خاصة ابألحداث‪ ،9‬وميكن إرجاع ذلك إىل كون‬
‫املشرع اجلزائري كان يهدف عند إصدار قانون تنظيم السجون إىل ختصيص مراكز األحداث بعيدة عن املؤسسات‬
‫اخلاصة ابلبالغني للعناية هبم بشكل أفضل‪.‬‬
‫‪ -3‬الوضع يف املراكز واملصاحل املتخصصة يف محاية األطفال‪:‬‬
‫هي اتبعة للوزارة املكلفة ابلتضامن الوطين وأنشأت مبوجب أمر ‪ 12 -15‬مؤرخ يف ‪ 2015/07/15‬واملتعلق‬
‫حبماية الطفول وهي خمصصة ليس الستقبال األحداث فقط إمنا أيضا الشبان الذين ال يتجاوز سنهم ‪ 21‬سنة‬
‫كاملة‪ ،‬ويتم الوضع فيها مبوجب أمر من قاض األحداث أو الوايل يف حالة االستعجال‪ ،10‬وتتمثل يف املراكز‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬املراكز املتخصصة يف محاية األطفال يف خطر‪،‬‬
‫‪ -‬املراكز املتخصصة يف محاية األطفال اجلاحنني‪،‬‬
‫‪ -‬املراكز املتعددة اخلدمات لوقاية الشباب‪،‬‬
‫‪ -‬مصاحل الوسط املفتوح‪.‬‬
‫وعلى عكس البالغني فاملشرع اجلزائري يف املادة ‪ 5/116‬نص على ختصيص داخل املراكز أجنحة لألطفال‬
‫املعوقني وهبذا نرى أنه أخذ ابملعيار الصحي يف تصنيف األحداث‪.‬‬
‫ويطبق يف هذه املراكز نظام شبه مدرسي ابعتبار أن املوضوعني فيه هم فئة يف خطر من الواجب محايتهم‬
‫واصالحهم طبقا ملا نصت عليه املادة ‪ 120‬من القانون رقم ‪ 12 -15‬املتعلق حبماية الطفل‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬ابلنسبة للمعاملة اخلاصة ابألحداث‬
‫طبقا للمادة ‪ 116‬من قانون تنظيم السجون يتم ترتيب وتوزيع األحداث احملبوسني داخل مراكز إعادة تربية‬
‫وادماج األحداث حسب جنسهم وسنهم ووضعيتهم اجلزائية وخيضعون لفرتة مالحظة وتوجيه ومتابعة‪ ،‬كما نص‬
‫النظام الداخلي ملراكز إعادة التأهيل أو النظام الداخلي للمؤسسات العقابية على نفس املعاملة ابلنسبة لألحداث‪،‬‬
‫فالنظام املطبق عليهم هو النظام اجلماعي‪ ،11‬حيث يتم تقسيم األحداث إىل مجاعات تتألف من ‪ 45‬حداث‬
‫يشرف عليهم مرب أو ممرن يقوم بواجب الرتبية والتأهيل‪ ،12‬ويفضل البعض أن يكون عدد األحداث ال يتجاوز‬
‫‪ 10‬فقط‪ ،13‬كما أنه يفرتض أن تكون احلياة يف املؤسسة العقابية كاحلياة العادية ومن أجل حتقيق ذلك فإن‬
‫القانون منع تكليف احلدث ابألعمال الشاقة واستخدامه ليال‪ ،‬كما مسح له ابرتداء لباس مناسب وأعطى إمكانية‬

‫‪19‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫احملادثة عن قرب وتكليفه ببعض األعمال لرفع مستواه الدراسي أو املهين وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 119‬و‬
‫‪ 120‬من القانون تنظيم السجون‪.‬‬
‫ومبجرد وصول احلدث إىل املؤسسة العقابية يوضع بقسم االستقبال ملدة ال تتجاوز ‪ 24‬ساعة ليحول بعدها إىل‬
‫قسم املالحظة والتوجيه هبدف معرفة أسباب اجلرمية واختيار الطرق الكفيلة إلعادة تربيته وال يلتحق مبصلحة إعادة‬
‫الرتبية إال بعد قضاء فرتة معينة‪.14‬‬
‫وقد جسد املشرع اجلزائري جمموعة من املبادئ حلماية احلدث‪:‬‬
‫‪ -1‬ختصيص مراكز الستقبال احملكوم عليهم بعقوابت سالبة للحرية وهذه املراكز أقرب إىل املؤسسات الرتبوية منها‬
‫للمؤسسات العقابية‪،‬‬
‫‪ -2‬إعطاء دور للمراقبة القضائية أثناء تنفيذ العقوبة حيث يتوىل هذه الرقابة قاض األحداث وقاض تطبيق‬
‫األحكام اجلزائية‬
‫إن النظام العقايب اجلزائري يويل أمهية ابلغة للفصل بني األحداث والبالغني ويف هذا اإلطار نص املنشور الصادر‬
‫عام ‪ 1987‬واخلاص بتوزيع وتصنيف احملكوم عليهم على ما يلي‪:‬‬
‫"يتعني الفصل التام بني املساجني األحداث والبالغني ولن يقبل أي عذر أو مربر ميس هبذا املبدأ"‬
‫كما أن جلنة إصالح العدالة عند تطرقها ملوضوع تصنيف املساجني فإهنا قد أشارت ابخلصوص إىل ضرورة الفصل‬
‫بني طائفة البالغني وطائفة األحداث‪.15‬‬
‫الفرع ‪ :2‬الشبان البالغني والشيوخ‬
‫مل مييز املشرع اجلزائري بني طائفة البالغني‪ ،‬ومل خيصص أي معاملة معينة ومل يورد هلا أحكاما خاصة تفرق بني‬
‫احملكوم عليهم البالغني لسن ‪ 18‬إىل ‪21‬سنة وبني البالغني ‪ 21‬إىل ‪ 27‬سنة‪ ،‬إمنا نص فقط على ضرورة إنشاء‬
‫جناح هلم بصفة عامة ابملؤسسات العقابية‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن املؤمتر اخلامس الدويل للدفاع االجتماعي لعام ‪ 1961‬كان قد طالب ابالهتمام هبذه‬
‫الفئة وختصيص نظام هلا على غرار نظام األحداث‪ ،‬وعليه يتعني على املشرع اجلزائري إعادة النظر يف املنظومة‬
‫العقابية وختصيص بعض اإلجراءات اليت تالئم إمكاانت أتهيلها‪.‬‬
‫إن التصنيف على أساس السن يقتضي التفرقة بني الناضجني ومرحلة الشيخوخة إذ أن هذه املرحلة تتميز‬
‫ابلضعف يف القدرات اجلسدية وتصحبها حاالت عدم الشعور النفسي والقلق‪ ،‬لذلك كان الفصل بني اجملرمني‬
‫املتقدمني يف السن وغريهم من احملكوم عليهم ضروري‪ ،‬إن هذه الفئة حتتاج ملعاملة متميزة عن البالغني وبصفة‬
‫خاصة التخفيف عنهم يف جمال التنفيذ العقايب‪.16‬‬
‫نرى أن قانون تنظيم السجون اجلزائري مل يضع نظاما خاصا هبم ومل ينص يف املادة ‪ 18‬من القرار املتضمن‬
‫النظام الداخلي للمؤسسات العقابية إال على إعفائهم من السخرة‪ ،‬كما تنص املادة ‪ 4/46‬من قانون تنظيم‬
‫السجون على تطبيق نظام االحتباس االنفرادي على احملبوس املسن كتدبري صحي وبناء على رأي طبيب املؤسسة‬

‫‪20‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫العقابية على خالف بعض الدول اليت أوردت أنظمة خاصة هبم‪ ،‬ويف هذا اخلصوص فإن القانون الفرنسي نص‬
‫على إنشاء بعض املؤسسات اخلاصة للشيوخ وهي تسمى السجون االستشفائية‪.17‬‬
‫إن عدم اهتمام املشرع اجلزائري هبذه الفئة راجع إىل أن عدد البالغني فوق ‪ 65‬سنة‪ 18‬من احملكوم عليهم قليل‬
‫جدا‪ ،‬إال أنه كان من األحسن وضع أحكام خاصة هبم‪ ،‬خاصة وأن امليدان العملي قد بني ضرورة االهتمام هبذه‬
‫الفئة‪ ،‬األمر الذي جعل الوزارة تصدر التعليمة رقم ‪ 02‬املؤرخة يف ‪ 1987/05/03‬حث من خالهلا على‬
‫ضرورة الفصل بني احملكوم عليهم العجزة وغريهم من احملكوم عليهم مىت مسحت األماكن بذلك‪ ،‬كما أننا جند أن‬
‫بعض املؤسسات العقابية خصصت أجنحة للمسنني وعلى سبيل املثال مؤسسة إعادة الرتبية بقاملة‪.19‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬معيار اجلنس والوضعية اجلزائية‬
‫والذي يقتضي من خالهلما أن يكون لكل وضعية معاملة خاصة يتم األخذ بعني اإلعتبار جنس احملكوم عليه‬
‫ووضعيته اجلزائية حيث قد يكون الشخص املعين حمبوس مؤقتا وهذا ما سنتطرق إليه يف هذا املطلب‪.‬‬
‫الفرع ‪ :1‬معيار اجلنس‬
‫نقصد به تصنيف املسجونني حسب اجلنس أي ختصيص مكان للرجال وآخر للنساء وعدم اإلختالط بني‬
‫اجلنسني‪ ،‬نصت املادة ‪ 8‬فقرة أ من جمموعة قواعد احلد األدىن ملعاملة املسجونني على ما يلي‪:‬‬
‫"جيب قدر املستطاع حبس الرجال بعيدا عن النساء يف مؤسسات مستقلة‪ ،‬ود يف املؤسسات اليت تستقبل الرجال‪،‬‬
‫والنساء معا جيب أن تكون األماكن املخصصة للنساء معزولة عن تلك املخصصة للرجال"‬
‫إن هذا النوع من التصنيف واملعروف منذ هناية القرن ‪ 19‬والذي ما هو إال عزل يف األصل إمنا يهدف أساسا‬
‫إىل تفادي االحنراف الذي ميتاز به احملكوم عليهم‪ ،‬واملقصود به هو الفصل بني الرجال والنساء األحداث منهم أو‬
‫البالغني وذلك ملا قد ينجر عن االختالط من أاثر سلبية‪ ،20‬وعلى هذا األساس نرى أن بعض النظم خصصت‬
‫مؤسسات عقابية منفصلة عن تلك املخصصة للرجال بينما البعض اآلخر أنشأ أجنحة خاصة فقط ابملؤسسات‬
‫العامة‪.‬‬
‫أمايف التشريع اجلزائري فقد نصت املادة ‪ 28‬من األمر ‪ 04 -05‬على ما يلي‪:‬‬
‫"‪ -1‬مراكز متخصصة للنساء‪ ،‬خمصصة الستقبال النساء احملبوسات مؤقتا واحملكوم عليهن هنائيا بعقوبة سالبة‬
‫للحرية مهما تكن مدهتا‪ ،‬واحملبوسات إلكراه بدين"‬
‫كما أن املادة ‪ 29‬من قانون تنظيم السجون جندها تنص على ما يلي‪:‬‬
‫"ختصص مبؤسسات الوقاية ومؤسسات إعادة الرتبية عند اللزوم أجنحة منفصلة‪ ،‬الستقبال احملبوسني مؤقتا من‬
‫األحداث والنساء واحملكوم عليهم هنائيا‪ ،‬بعقوبة سالبة للحرية مهما تكن مدهتا‪".‬‬
‫إن القانون عندما نص على إنشاء أجنحة خاصة ابحملكوم عليهن‪ ،‬مل ينص على كيفية توزيعهن داخل هذه‬
‫ا ملراكز‪ ،‬وهذا معناه وضع احملكوم عليهن مهما كانت عقوبتهن واملتهمات يف نفس اجلناح‪ ،‬إال أنه من الناحية‬

‫‪21‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫العملية فإنه يتم التفريق ومن مث عزل احملكوم عليهن املودعات الرتكاهبن جرائم معاقب عليها مبوجب القانون العام‬
‫عن تلك احملكوم عليهن الرتكاهبن جرائم التخريب‪.21‬‬
‫نرى أن النص على التفرقة بني خمتلف الفئات حيقق اهلدف املنشود من تنفيذ العقوبة‪ ،‬ونظرا للتطورات اليت‬
‫تشهدها السياسة العقابية يتعني التفكري يف وضع نظام داخلي‪ ،‬يبني كيفية توزيع احملكوم عليهن وترتيبهن يف‬
‫األجنحة بشكل أدق‪.‬‬
‫أما ابلنسبة للنظام املطبق عليهن فهو نفس النظام العام إذ ليس هناك تفريق من حيث املعاملة العتبار أن‬
‫هدف املعاملة العقابية هو التأهيل‪ ،‬إال أن الزايرات اليت أجريت إىل املؤسسات العقابية أثبتت أن ظروف اعتقاهلن‬
‫أحسن من ظروف اعتقال الرجال‪ ، 22‬وهذا راجع لقلة نسبة احملبوسني من النساء ابإلضافة إىل تعاطف القائمني‬
‫على هذه املؤسسات مع احملبوسات أكثر من الرجال نظرا لوضعيتهن احلساسة اليت تتطلب مراعاة حالتهن بشكل‬
‫خاصة‪.‬‬
‫إن عدم إخضاع النساء احملكوم عليهن لتصنيف ليس خاصا ابلنظام اجلزائري وحده إمنا هو مسة تتسم هبا أغلب‬
‫األنظمة العقابية‪ ،‬وميكن إرجاع ذلك إىل قلة عدد احملكوم عليهن الناجم عن قلة إجرام املرأة الذي يعود كما يرى‬
‫البعض من الباحثني يف علم اإلجرام إىل عدم قدرهتا على البعد االجتماعي وقلة مسامهتها يف النشاطات العملية‬
‫وقلة االحتكاك اليومي وعلى العكس من ذلك فإن البعض يرى أن إجرام املرأة أكثر بكثري مما يبدو عليه‪ ،‬إال أن‬
‫اجلرائم اليت ترتكبها هي جرائم خاصة ال تظهر‪ ،‬ويف غالب األحيان تفلت من العقاب‪.‬‬
‫الفرع ‪ :2‬معيار الوضعية اجلزائية‬
‫إن التصنيف على أساس الوضعية اجلزائية هو معيار من املعايري املعتمدة من املشرع اجلزائري تطبيقا ملا جاء يف‬
‫املادتني ‪ 3‬و ‪ 1/24‬من قانون تنظيم السجون والذي يقتضي أن يكون لكل وضعية معاملة خاصة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬املقصود ابلوضعية اجلزائية‬
‫نقصد هبا الفصل بني احملبوسني مؤقتا‪ ،‬أي الذين مل يثبت بعد يف حقهم ارتكاب الفعل اإلجرامي ومل يتحدد‬
‫مركزهم القانوين على أساس أن املتهم بريء حىت تثبت إدانته‪ ،22‬واحملكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية سواء كانت‬
‫ابحلبس أو السجن‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬الوضعية اجلزائية ألصناف املسجونني‬
‫أ‪ -‬احملبوسني مؤقتا‬
‫نصت املادة ‪ 4‬من النظام الداخلي للمؤسسات العقابية على أنه يعترب حمبوسا يف نظر هذا القانون الشخص‬
‫احملبوس احتياطيا‪.‬‬
‫ويعد حمبوسا احتياطيا كل شخص مودع ابملؤسسة العقابية ومل تثبت اجلهات القضائية املختصة بعد ارتكابه لفعل‬
‫اإلجرامي وإدانته وعليه خصص له القانون نظاما خاصا‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫إن النصوص العقابية تعترب الشخص بريء حىت تثبت إدانته‪ 23‬وملا كانت قرينة الرباءة مؤكدة مبقتضى الدستور‪،‬‬
‫كان من البديهي أن ينص قانون تنظيم السجون وإعادة تربية املساجني على بعض املعامالت اخلاصة هلذه الفئة‪.‬‬
‫‪ -1‬ابلنسبة ملعاملة احملبوسني مؤقتا‪:‬‬
‫ابلرجوع إىل قرار املؤرخ يف ‪ 1989/12/31‬املتضمن القانون الداخلي للمؤسسات العقابية فإننا نرى أنه مل‬
‫يورد ابب خاص لكيفية معاملة احملبوسني مؤقتا‪ ،‬إال أن بعض نصوصه املتفرقة الواردة يف قانون تنظيم السجون‬
‫وكذا النظام الداخلي للمؤسسات العقابية تنص على إخضاعهم ملعاملة خاصة يفرتض أن تكون أقل شدة عن‬
‫تلك املخصصة للمحكوم عليهم وهي‪:‬‬
‫* يفصل احملبوس مؤقتا عن ابقي فئات احملبوسني وميكن وضعه يف نظام االحتباس االنفرادي إذا طلب ذلك‬
‫شخصيا أو أبمر قاض التحقيق (املادة ‪ 47‬من قانون تنظيم السجون)‬
‫* عدم الزام احملبوس مؤقتا ابرتداء البدلة اجلزائية طبقا لنص املادة ‪ 43‬من النظام الداخلي للمؤسسات العقابية‬
‫على أنه ميكن للمتهم االحتفاظ مبالبسه الشخصية إال إذا قرر رئيس املؤسسة العقابية غري ذلك لدواعي النظام أو‬
‫الصحية‪ ،‬وال ميكن الزامه ابلعمل إال مبا هو ضروري للحفاظ على نظافة املكان وأخذ رأي طبيب املؤسسة العقابية‬
‫(املادة ‪ 48‬من قانون تنظيم السجون) وطبقا للمادة ‪ 115‬من القرار املتضمن النظام الداخلي للمؤسسات‬
‫العقابية‪ ،‬ونظرا ألن هذه الفئة مل يثبت يف حقهم التهمة املنسوبة إليهم فإن اجراءات التحقيق قد تستدعي العزل‬
‫التام هلم عن بعضهم البعض ويف هذا اإلطار فلقد نصت املادة ‪ 13‬من النظام الداخلي للمؤسسات العقابية على‬
‫إمكانية وضع املتهم حتت السر أي مبعىن العزلة التامة‪ ،‬ويف هذه احلالة ال ميكن أن يزار إال من قبل حماميه‪.‬‬
‫* ابلنسبة للزايرات حدد املشرع اجلزائري يف املادة ‪ 66‬و ‪ 67‬من القانون رقم ‪ ،04 -05‬األشخاص الذين هلم‬
‫احلق يف زايرة احملكوم عليهم واملتمثلني يف أصوله وفروعه إىل غاية الدرجة الرابعة‪ ،‬وزوجه ومكفوله‪ ،‬وأقاربه ابملصاهرة‬
‫إىل غاية الدرجة الثالثة‪.‬‬
‫ابإلضافة إىل أشخاص آخرين استثناء أو ألسباب معقولة بعد ترخيص من قاض تطبيق األحكام اجلزائية‪.‬‬
‫نص يف املادة ‪ 3/68‬أ ن يتم تسليم رخصة الزايرة املتعلقة ابملتهمني احملبوسني مؤقتا ملدة حمددة من قاض‪ ،‬كما فرق‬
‫املشرع بني احملكوم عليهم واحملبوسني مؤقتا كما يلي‪:‬‬
‫ابلنسبة للمحكوم عليهم نصت املادة ‪ 60‬من قانون النظام الداخلي ملؤسسات إعادة الرتبية أنه للبالغ احلق يف‬
‫زايرة العائلة مرة يف األسبوع إال أهنا مل تنص على زايرة احملام‪ ،‬وهذا راجع إىل كون دور هذا األخري ينتهي ابلنطق‬
‫ابحلكم‪ ،‬أما احملبوسني مؤقتا نصت املادة ‪ 61‬من نفس القانون على األوقات اليت ميكن للمحام زايرة موكله خالهلا‬
‫وهي حمددة بني ‪ 8‬و‪30‬د إىل ‪ 11‬و ‪30‬د صباحا ومن ‪ 14‬إىل ‪ 17‬مساء‪ ،‬أما األهل واألقارب مل ينص القانون‬
‫عليهم وابلتايل الزايرة ال تكون إال مبوجب رخصة من اجلهات القضائية وملدة حمددة‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫‪ -2‬ابلنسبة للمؤسسات اليت يودع هبا املتهمون‪:‬‬


‫إن املؤسسات املخصصة الستقبال املتهمني متواجدة على أساس قرهبا من اجلهة القضائية اليت يباشر فيها‬
‫التحقيق‪ ،‬واليت سوف ميثلون أمامها للمقاضاة‪ ،‬وهذا تفاداي لنقلهم‪ ،‬وتسهيال حلسن سري التحقيق‪ ،‬وهلذا جند املادة‬
‫‪ 29‬من قانون تنظيم السجون تنص على أن مؤسسات إعادة الرتبية والوقاية ختتص ابستقبال احملبوسني مؤقتا‪،‬‬
‫وتتوفر هذه املؤسسات على أجنحة خاصة ابملتهمني وال يوجد هبا أي اختالط‪.‬‬
‫ب‪-‬املكرهني بدنيا‬
‫ابلنسبة للنظام الذي خيضعون له فهو النظام املطبق على احملكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية‪ ،‬إال أنه ال ميكن‬
‫إحلاقهم بعمل إال بط لب منهم‪ ،‬ويستخدمون بنفس الشروط املقررة للمحكوم عليهم‪ ،‬وفق ملا تنص عليه املادة‬
‫‪ 142‬من القرار املتضمن القانون الداخلي للمؤسسات العقابية‪.24‬‬
‫ج‪ -‬احملكوم عليهم‬
‫هم األشخاص املساجني الذين صدرت يف حقهم عقوابت سالبة للحرية هنائية غري قابلة لالستئناف أو الطعن‬
‫ابلنقض طبقا لنص املادة ‪ 2/7‬من القانون رقم ‪ ،04 -05‬وهم ملزمون ابرتداء اللباس العقايب دون غريهم من‬
‫احملبوسني‪ ،‬وتعترب هذه الفئة هي أساس التصنيف‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬املعايري الشخصية‬
‫هي معايري يتم على أساسها توزيع احملكوم عليهم وتوجيههم حنو خمتلف املؤسسات العقابية‪ ،‬وهي أتخذ بعني‬
‫االعتبار شخص احملكوم عليه وتعد معايري التصنيف العلمية احلديثة‪ ،‬على اعتبار أهنا ال هتدف إىل الفصل بني‬
‫احملكوم عليهم بل اجلميع بني خمتلف الفئات بقصد تكوين مجاعات مماثلة يطبق عليها نظام واحد كما تتميز‬
‫بكوهنا مرنة يراعى فيها حتسني حالة احملكوم عليه‪.‬‬
‫ويف هذا اإلطار أصدر مكتب األمم املتحدة املعين ابملخدرات واجلرمية بفيينا بعض التوصيات املتعلقة بتصنيف‬
‫السجناء واليت تعترب من املعايري الشخصية حيث نص أنه ينبغي على الدول أن تسرتشد نظم التصنيف يف السجن‬
‫ابملعايري والقواعد واألدلة الدولية القائمة على استخدام أدوات وهنج التصنيف اليت تراعي عوامل مثل نوع اجلنس‬
‫والسن والثقافة لتقييم املخاطر واالحتياجات وحتديد التدخالت املناسبة‪ ،25‬خاصة فيما يتعلق ابلسجناء‬
‫األجانب وشرحية السجناء ذوو االحتياجات اخلاصة (السجناء الذين يعانون من مشاكل صحية وعقلية وذوو‬
‫اإلعاقة والذين لديهم مشاكل جنسية)‪ ،26‬هذه األخرية مل يتعرض إليها املشرع اجلزائري ومل يشري إليها يف أي نص‬
‫قانوين‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬معيار اخلطورة اإلجرامية‬
‫إن اخلطورة اإلجرامية يقررها جانب من الفقه بكوهنا املعيار التطبيقي للجزاء اجلنائي‪ ،‬فهو واجب إن وجدت‪،‬‬
‫غري الزم إذا ختلفت وميكن تعريفها أبهنا حالة نفسية حيتمل من صاحبها أن يكون مصدرا جلرمية مستقبلية‪ ،‬وهي‬
‫هبذا املعىن حالة شخصية تكشف عن احتمال ارتكاب اجلرمية يف املستقبل‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫ويرجع أمهية األخذ هبذا املعيار إىل أن اخلطورة اإلجرامية تتحدد ابلنسبة للشخص الذي ارتكب اجلرمية ألول‬
‫مرة‪ ،‬وابلفحص الدقيق الشامل للمحكوم عليه ميكن حتديد املؤسسة العقابية اليت سوف يوجه احملكوم عليه حنوها‪،‬‬
‫كما أنه ميكن معرفة نوع املعاملة العقا بية اليت ميكن إخضاعه هلا‪ ،‬أما ابلنسبة للذين عاودوا اإلجرام فإن أمهيتها‬
‫تظهر يف كون أنه يتعني إعادة النظر يف املعاملة العقابية اليت طبقت عليهم ومن مث تدارك األخطاء اليت وقعت من‬
‫قبل‪.‬‬
‫الفرع ‪ :1‬كيفية التصنيف على أساس اخلطورة اإلجرامية‬
‫تتحدد اخلطورة اإلجرامية ابحلالة الشخصية للمحكوم عليه وقد تشكل العقوبة احملكوم هبا وسيلة خارجية‬
‫للتصنيف‪ ،‬كما قد تشكل نوع اجلرمية أيضا معيارا للتصنيف‪ ،‬كما يعد نظام السوابق القضائية معيارا لتحديد‬
‫خطورة الشخص اإلجرامية لكونه يشتمل على كل األحكام اليت صدرت يف حق احملكوم عليهم‪.27‬‬
‫أوال‪ :‬مدة العقوبة‬
‫يقتضي هذا املعيار التفريق بني خمتلف فئات احملكوم عليهم على أساس مدة العقوبة احملكوم هبا اليت تعكس‬
‫خطورة اجلرمية املرتكبة لذلك ارأتت خمتلف التشريعات إنشاء مؤسسات عقابية ابالعتماد على هذا املعيار‪ ،‬ويف‬
‫هذا اجملال جند املنظومة العقابية اجلزائرية نصت على ‪ 4‬أنواع من املؤسسات يتم التوجيه حنوها وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬مؤسسات الوقاية‪ :‬توجد بدائرة اختصاص كل حمكمة وهي خمصصة الستقبال احملبوسني مؤقتا أو احملكوم‬
‫عليهم هنائيا بعقوبة سالبة للحرية ملدة تساوي أو تقل عن سنتني ومن بقي منهم النقضاء مدة عقوبتهم سنتان أو‬
‫أقل واحملبوس بسبب اإلكراه البدين طبقا للمادة ‪ 28‬فقرة‪ ، 1‬وهذا النوع من املؤسسات العقابية أنه مغلق واإليداع‬
‫فيه مجاعي‪ ،‬وقد يفرج على احملبوس يف مدة أسابيع هلذا فإن أي تدبري بغية إصالحه وإدماجه يف هذه الفرتة يكون‬
‫من الصعب وال يؤدي إىل النتيجة املرجوة ويطبق فيها النظام اجلماعي‪.‬‬
‫‪ -2‬مؤسسات إعادة الرتبية‪ :‬توجد بدائرة اختصاص كل جملس قضائي خارج العمران السكن وهي‬
‫خمصصةالستقبال احملبوسني مؤقتا واحملكوم عليهم هنائيا بعقوبة سالبة للحرية تساوي أو تقل عن مخس سنوات‬
‫والذين بقي عن انقضاء عقوبتهم مخس سنوات أو أقل واحملبوسني إلكراه بدين‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 02/28‬من القانون‬
‫رقم ‪ 04 -05‬واملتضمن تنظيم السجون‪ ،‬وكغريها من املؤسسات ال تعرف تصنيف ابملعىن العلمي الدقيق ويكتفي‬
‫فقط ابلفصل بني بعض الطوائف‪ ،‬وهي ذات نظام مغلق والفصل بني احملكوم عليهم واحملبوسني احتياطيا يعد‬
‫إجباراي ونظام تدرج العقوبة فيها وارد‪.‬‬
‫‪ -3‬مؤسسات إعادة التأهيل‪ :‬هي خمصصة الستقبال احملكوم عليهم هنائيا بعقوبة احلبس ملدة تفوق مخس‬
‫سنوات واحملكوم عليهم معتادي اإلجرام واخلطريين مهما تكن مدة العقوبة احملكوم هبا عليهم واحملكوم عليهم طبقا‬
‫للمادة ‪ 03/28‬من القانون رقم ‪ 04 -05‬واملتضمن تنظيم السجون‪ ،‬طاقتها االستيعابية هي كبرية حيث ترتاوح‬
‫بني ‪ 1000‬و ‪ 2000‬مسجون‪ ، 28‬وهي قائمة على منهج تصنيفي حسب املعايري العلمية‪ ،‬ويبدأ التنفيذ فيها‬

‫‪25‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫ابلتدرج من السجن االنفرادي إىل السجن النصف مجاعي فالسجن اجلماعي‪ ،‬فاحلرية النصفية ملن توافرت فيه‬
‫الشروط‪ ،‬فالعمل خارج املؤسسة‪ ،‬فاإلفراج املشروط‪.‬‬
‫‪ -4‬وميكن ختصيص يف كل من مؤسسة إعادة الرتبية ومؤسسة إعادة التأهيل أجنحة مدعمة أمنيا‪ ،‬الستقبال‬
‫احملبوسني اخلطرين الذين ثبت معهم غياب جدوى الطرق املعتادة للرتبية ووسائل األمن العادية طبقا للمادة‬
‫‪.04/28‬‬
‫‪ -5‬كما نصت املادة ‪ 49‬من قانون تنظيم السجون أنه يتم فصل احملبوس املبتدئ عن ابقي احملبوسني ويتم إيوائه‬
‫وفق شروط مالئمة‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬نوع اجلرمية املرتكبة‬
‫هو معيار لتحديد‪ 29‬اخلطورة اإلجرامية للمجرم وابلتايل يتم األخذ به يف التصنيف لكون بعض اجملرمني تقتضي‬
‫معاملتهم معاملة خاصة‪ ،‬لذا خص املشرع هؤالء أبحكام وترتيبهم يف أجنحة خاصة‪.‬‬
‫‪-‬الفصل بني احملبوسني املرتكبني جلرائم اقتصادية وبني غريهم من الفئات األخرى لكوهنم أن أتثريهم على غريهم قد‬
‫يكون سليب على التأهيل‪ ،‬كما أن معاملة هذه الفئة تقتضي بعض اخلصوصيات لذلك‪.‬‬
‫‪ -‬التفريق بني مرتكيب جرائم التخريب واإلرهاب وبني مرتكيب جرائم القانون العام يعد أمرا ضروراي نظرا خلطورة‬
‫الفئة األوىل‪.‬‬
‫‪ -‬إن معيار اخلطورة اإلجرامية يقتضي توفري أجنحة خاصة للمحكوم عليهم ابإلعدام‪ ،‬العتبار أن هذا الصنف‬
‫من اجملرمني ارتكبوا جرائم خطرية جدا‪.‬‬
‫ولقد أورد القانون هلذا الصنف أحكاما خاصة‪ ،‬إذ نصت املادة ‪ 150‬من النظام الداخلي ملؤسسات العقابية‬
‫على إخضاعه إىل نظام املتهمني فيما خيص املراسالت‪ ،‬وابلنسبة ملسألة حبسهم فإنه يتم يف زنزاانت فردية‪،30‬‬
‫يوجد يف كل مؤسسة إعادة تربية وأتهيل أجنحة خاصة هبم إال أن عددهم قليل جدا‪.31‬‬
‫الفرع ‪:2‬تقييم عملية توزيع احملكوم عليهم على املؤسسات العقابية‬
‫نرى أنه من بني ‪ 148‬مؤسسة عقابية يوجد ‪ 20‬خمصصة للتأهيل‪ ،‬بينما توجد ‪ 52‬مؤسسة إعادة تربية‪،32‬‬
‫ومؤسسة الوقاية يوجد ‪ ،72‬ومخس (‪ )5‬مراكز متخصصة لألحداث‪ ،‬وعليه ميكن القول أن هذا التوزيع غري عادل‬
‫إذ أن عدد مؤسسات الوقاية قليل جدا مقارنة بعدد احملاكم ‪ ،‬وكان ال بد على األقل وضع مؤسسة واحدة على‬
‫مستوى كل حمكمة حىت جعل الواقع يتماشى ويتناسب مع ما جاء به القانون‪.‬‬
‫وقد جاء يف تقرير املعهد الدويل للبحث يف السياسة اجلنائية أن اجلزائر يف املرتبة الثالثة مغاربيا من حيث ارتفاع‬
‫عدد املساجني يف املؤسسات العقابية‪ ،‬وقد أدت هذه الوضعية إىل تعديل قانون اإلجراءات اجلزائية وادخالنظام‬
‫وضع السوار اإللكرتوين للمساجني‪ ،‬الذي يتم من خالله وبعد توفر الشروط الالزمة وضع كل شخص موقوف‬
‫حبكم عقوبة سالبة للحرية‪ ،‬حتت املراقبة اإللكرتونية مما يسمح من ختفيف الضغط على املؤسسات العقابية وتقليل‬
‫نسبة املساجني ويلزم هذا النظام اجلديد الذي تضمنه قانون السجون وإعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسني‪،‬‬

‫‪26‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫الشخص احملكوم عليه أبقل من ثالث سنوات حبسا‪ ،‬حبمل سوار إلكرتوين يسمح مبعرفة وجوده يف مكان حتديد‬
‫اإلقامة املبني يف مقرر الوضع الصادر عن قاضي تطبيق العقوابت‪ ،‬وقد لقي هذا اإلجراء قبوال واسعا حيث أثبت‬
‫جناحه يف التخفيف من االكتظاظ يف املؤسسات وجتنيب األشخاص الغري املسبوقني من قبل من دخول السجن‪.‬‬
‫كل هذه التطورات جاءت للتقليل من مشكل اكتظاظ هذه املؤسسات العقابية وحتقيقا للهدف اإلصالحي‬
‫واإلدماجي للمحبوسني‪ ،‬وتبعا لذلك تغريت بناايت السجون لتتماشى حنو التأهيل ابلطريقة اليت حتفظ صحة‬
‫وتوازن املسجون البدين والنفسي والعقلي وتصون كرامته وشعوره ابإلنسانية وذلك بتوفري الشروط املالئمة إلقامة‬
‫السجني وهذا ما جعل اهلندسة املعمارية للسجون تشهد تطورا يتماشى والتطور العقايب وهو ما أكدته قواعد احلد‬
‫األدىن ملعاملة املساجني وقد نصت القاعداتن ‪ 10‬و‪ 11‬على وجوب أن تتوفر يف األماكن املخصصة للمسجونني‬
‫كل الشروط الصحية ومراعاة القدر الالزم لإلضاءة والتدفئة والتهوية وأن تكون النوافذ متسعة بطريقة تسمح‬
‫للمحبوس ابلقراءة أو العمل‪.‬‬
‫وألجل حتديث اهلياكل العقابية يف اجلزائر مبا حيقق اإلدماج‪ ،‬فقد مت إعادة دراسة هندسة منوذجية لبناايت‬
‫السجون مبشاركة مكاتب دراسات متخصصة وطنية وأجنبية وفق املعايري الدولية ويف جمال ختفيف الضغط‬
‫واالكتظا ظ داخل السجون وحتسني طاقات االستقبال‪ ،‬استفادت وزارة العدل من برانمج دعم النمو للفرتة من‬
‫سنة ‪ 2005‬إىل سنة ‪ 2009‬بتسجيل عملية بناء ‪ 42‬مؤسسة عقابية تسمح بتوفري ستة وثالثني (‪ )36‬ألف‬
‫مكان لالحتباس‪ ،33‬وحاليا أصبح عدد املؤسسات العقابية ‪ ،148‬منها ‪ 52‬مؤسسة إعادة الرتبية‪ 72 ،‬مؤسسة‬
‫الوقاية‪ 20 ،‬مؤسسة التأهيل‪ 5 ،‬مراكز متخصصة لألحداث‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مدى حتسن حالة احملكوم عليهم‬
‫على اعتبار أن اهلدف اجلوهري للتصنيف هو العمل على وضع احملكوم عليه يف اإلطار املخصص له لتطبيق‬
‫برانمج مالئم للمعاملة على ضوء املعلومات احملصل عليها بعد الفحص واملتعلقة إبمكاانت احملكوم عليه‬
‫واستعداداته‪ ،‬فمن املفروض أن تتحسن حالة احملكوم عليه تبعا إلخضاعه إىل معاملة أتهيلية معينة‪ ،34‬األمر الذي‬
‫يفرتض أن تتغري معاملة احملكوم عليهم بتغري حالتهم‪ ،‬وابلتايل فهم قابلون لالنتقال من مرحلة إىل أخرى حسب ما‬
‫يطرأ على شخصيتهم من تطوير أثناء تنفيذ اجلزاء اجلنائي الذي يقتضي تغيري برانمج التأهيل تبعا لتحسني حالة‬
‫احملكوم عليه‪.‬‬
‫الفرع ‪ :1‬معاملة احملكوم عليهم يف إطار البيئة املغلقة‬
‫مبا أن الغرض األساسي من عقوبة احلبس هو حتقيق التأهيل وإصالح املسجونني‪ ،‬فإنه على املؤسسات العقابية‬
‫العمل على جتسيد عملية اإلصالح من خالل اتباع أنظمة ووسائل أتهيل متنوعة خالل تنفيذ العقوبة‪ ،‬منها العمل‬
‫والتعليم والرعاية الرتبوية والنفسية والصحية‪.35‬‬

‫‪27‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫فاملشرع اجلزائري يف القانون رقم ‪ 04 -05‬واملتضمن تنظيم السجون حرص على ضمان توفري كل الوسائل‬
‫املالئمة حلفظ كرامة املسجون من خالل وضع نظام عام وخاص لالحتباس على احملبوسني االضطالع عليها مبجرد‬
‫دخوهلم املؤسسة العقابية وااللتزام هبا وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬النظام العام لالحتباس‬
‫طبقا للمادة ‪ 44‬من قانون تنظيم السجون يلزم اعالم احملبوس مبجرد دخوله املؤسسة العقابية ابلنظم املقررة‬
‫ملعاملة احملبوسني من فئته‪ ،‬والقواعد التأديبية املعمول هبا وكيفية احلصول على املعلومات وتقدمي الشكاوى وتكييف‬
‫سلوكه حسب ما تقتضيه احلياة يف املؤسسة‪ ،‬كما يتم تطبيق النظام االحتباس اجلماعي أي العيش مجاعيا مع ابقي‬
‫احملبوسني كما ميكن اللجوء لنظام االحتباساالنفرادي ليال‪ ،‬اذا كان مالئما لشخصية وحالة احملبوس طبقا للما‬
‫جاءت به املادة ‪ 45‬و ‪ 46‬من نفس القانون‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬النظام اخلاص لالحتباس‬
‫‪ -1‬احملبوس املؤقت‪ :‬يفصل عن ابقي فئات احملبوسني وميكن وضعه يف حبس انفرادي بناء على طلبه أو بعد أخذ‬
‫رأي طبيب املؤسسة العقابية‪ ،‬وال يلزم ابرتداء البذلة اجلزائية أو العمل‪.36‬‬
‫‪ -2‬احملبوس املبتدئ‪:‬ألزمت املادة ‪ 49‬من تنظيم السجون بفصل هذه الفئة عن ابقي احملبوسني ويتم ايوائه‬
‫حسب شروط مالئمة‪.‬‬
‫‪ -3‬النساء احلوامل احملبوسات‪:‬وضع هلا املشرع نظاما خاصا هبن وذلك يف املواد ‪ 52 ،51 ،50‬من تنظيم‬
‫السجون‪ ،‬حيث تستفيد احلامل بظروف مالئمة لالحتباس سواء من حيث التغذية والرعاية الصحية املستمرة واحلق‬
‫يف الزايرة واحملادثة دون فاصل‪ ،‬كما تقوم املؤسسة ابلتنسيق مع مصاحل الشؤون اإلجتماعية إبجياد جهة تتكفل‬
‫ابملولود وتربيته‪ ،‬واذا مل يتم اجياد من يتكفل به يسمح للمحبوسة االحتفاظ به والتكفل به ملدة ‪ 03‬سنوات‪ ،‬كما‬
‫انه وحرصا على محاية الطفل ألزمت املادة ‪ 52‬بعدم التأشري يف سجل الوالدات ابحلالة املدنية وال يف شهادة ميالد‬
‫الطفل أبية بياانت تفيد مكان االزدايد واحتباس األم‪.‬‬
‫الفرع ‪ :2‬إعادة الرتبية خارج البيئة املغلقة أو مؤسسات البيئة املفتوحة‬
‫وتتمثل األنظمة اليت يستفيد منها احملكوم عليه هي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬نظام الورش اخلارجية‬
‫طبقا للمادة ‪ 100‬من قانون تنظيم السجون فإن نظام الورشات اخلارجية هو قيام احملبوس احملكوم عليه هنائيا‬
‫بعمل ضمن فرق خارج املؤسسة العقابية حتت مراقبة ادارة السجون حلساب اهليئات واملؤسسات العمومية‪ ،‬حيث‬
‫ميكن استخدام اليد العاملة من احملبوسني ضمن نفس الشروط للعمل يف املؤسسات اخلاصة يف اطار تقدمي عمل‬
‫ذو منفعة عامة‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬نظام البيئة املفتوحة‬

‫‪28‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫تنص عليه املواد من ‪ 109‬إىل ‪ 111‬من قانون تنظيم السجون‪ ،‬على أن مؤسسات البيئة املفتوحة متتاز بنظام‬
‫يرتكز على قبول الطاعة وشعور احملكوم عليه ابملسؤولية جتاه اجملتمع الذي يعيش فيه ويعمل فيه وعلى عدم‬
‫االلتجاء إىل أساليب الرقابة املألوفة‪ ،‬وتتخذ هذه املؤسسات شكل مراكز ذات طابع فالحي أو صناعي أو حريف‬
‫أو خدمايت او ذات منفعة عامة وتتميز بتشغيل وايواء احملبوسني بعني املكان‪ ،‬وشروط وضع احملبوس يف البيئة‬
‫املفتوحة هي نفسها اخلاصة بنظام الورشات اخلارجية‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬نظام احلرية النصفية‬
‫يقصد هبا وضع احملبوس احملكوم عليه هنائيا خارج املؤسسة العقابية خالل النهار منفردا ودون حراسة أو رقابة‬
‫اإلدارة ليعود إليها مساء كل يوم طبقا للمادة ‪ 104‬من قانون تنظيم السجون‪ ،‬وعلى املستفيد من هذا النظام‬
‫تقدمي تع هد مكتوب ابحرتام الشروط اليت يتضمنها مقرر االستفادة طبقا للمادة ‪ ،107‬ويف حالة اإلخالل به أو‬
‫خرقه ألحد الشروط أيمر مدير املؤسسة العقابية إبرجاع احملبوس واخبار قاض تطبيق العقوابت ليقرر اإلبقاء على‬
‫االستفادة من النظام أو وقفها أو إلغائها بعد استشارة جلنة تطبيق العقوابت‪.‬‬
‫يساهم هذا النظام ويساعد يف إعادة التأهيل وتربية املساجني خاصة إذا طبق يف جمال التمهني والتكوين املهين‬
‫وابألخص ابلنسبة للمساجني الذين ليس هلم مستوى ثقايف وعلمي ابرز وأصحاب السوابق ومعتادي اإلجرام‬
‫حيث يسمح هلم ابكتساب مهن وحرف تساهم يف إبعادهم عن االحنالل والرذيلة وتساعدهم على االندماج من‬
‫جديد يف اجملتمع‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬نظام اإلفراج املشروط‬
‫نصت عليه املواد من ‪ 134‬إىل ‪ 141‬من قانون تنظيم السجون‪ ،‬وهو نظام يسمح من خالله إبطالق سراح‬
‫احملكوم عليهم قبل انتهاء العقوبة احملكوم هبا عليهم‪ ،‬مقابل املوافقة على شروط خاصة‪ ،‬أمهها أن حسن السرية‬
‫والسلوك وأظهر ضماانت جدية الستقامته‪ ،‬وأن يكون قد أدى نصف العقوبة‪ ،‬وهو وسيلة وحافز لعملية إعادة‬
‫تربية املساجني وإعادة إدماجهم االجتماعي‪ ،‬كما يعد هذا النظام منحة أعطاها املشرع‪ ،‬وهي مكافئة للمسجون‬
‫على حسن سلوكه‪ ،‬لكن عمليا هذا امل عيار ال يعرف التطبيق إال قليال حسب اإلحصائيات اليت تبني أن عدد‬
‫احملكوم عليهم املستفيدين من اإلفراج املشروط عام ‪ 1996‬هو ‪ ،93‬وعام ‪ 1997‬هو ‪ 78‬وعام ‪ 1998‬بلغ‬
‫‪ 43‬فقط‪ ،‬واخنفض هذا العدد إىل ‪ 13‬حمكوم عليه عام ‪ ،1999‬لتنخفض إىل ثالث (‪ )3‬مستفيدين سنة‬
‫‪.2021‬‬
‫نالحظ أن الدولة وبدال من اللجوء إىل اإلجراءات الالزمة لتأهيل احملكوم عليهم فإهنا أصبحت تلجأ إىل إفادة‬
‫احملكوم عليهم إبجراءات العفو‪ ،‬إذ ابلرجوع إىل اإلحصائيات فإننا جند أنه ما بني عام ‪ 1992‬و‪ 1999‬استفاد‬
‫ما يقرب ‪ 95336‬حمكوم عليه من هذا اإلجراء‪ ،37‬أي ما يقارب ‪ %25‬من جمموع احملكوم عليهم‪ ،‬ويف سنة‬
‫‪ 2020‬استفاد ‪ 3000‬حمبوس من العفو الرائسي مبناسبة أول نوفمرب و‪ 4700‬حمبوس مبناسبة عيد‬
‫اإلستقالل‪ ،38‬أما سنة ‪ 2021‬فقد استفاد من العفو الرائسي ‪ 11896‬حمبوس‪.39‬‬

‫‪29‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫املطلب الثالث‪ :‬معايري أخرى للتصنيف‬


‫هناك معايري ال ميكن تصنيفها ال ضمن املعايري الشخصية وال مع املوضوعية وهي‪:‬‬
‫الفرع‪ :1‬املعيار اللغوي‬
‫رغم أن القوانني الدولية اندت بعدم التفرقة بني احملكوم عليهم على أساس اللغة‪ ،‬إال أن هذه األخرية تشكل‬
‫عائقا كبريا يف بعض الدول وحيول دون حتقيق أغراض العقوبة وحتول أيضا دون وصول املعاملة العقابية إىل اهلدف‬
‫املرجو منها‪ ،‬لذلك فإن بعض الدول منها بلجيكا ارأتت أن ختصص مؤسسات خاصة ابحملكوم عليهم من‬
‫الناطقني ابهلولندية والفرنسية‪ ،‬هذا دون أن يكون هناك اختالف يف املعاملة املطبقة عليهم‪.40‬‬
‫الفرع ‪ :2‬معيار اجلنسية‬
‫إن اختالف اجلنسيات يقتضي اختالف الثقافات وإن هذا االختالف قد يشكل سببا حيول دون التأهيل‪،‬‬
‫لكون احملكوم عليهم من األجانب جيدون صعوابت يف التعامل مع ابقي احملكوم عليهم الوطنيني‪ ،‬هذا من جهة‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى صعوابت مع املختصني واإلداريني القائمني على املؤسسات العقابية‪ ،‬لذلك يرى البعض أنه‬
‫يستوجب فصل األجانب عن الوطنيني وإخضاعهم إىل نظام خاص هبم يوافق العادات والتقاليد اليت منوا عليها‪ ،‬إال‬
‫أنه يف املقابل هناك من يرى العكس‪.41‬‬
‫وفقا لقانون تنظيم السجون نرى أن املشرع مل يفرق يف املعاملة بني الفئتني‪ ،‬كما أنه مل ينص على إحداث جناح‬
‫خاص ابألجانب‪ ،‬واكتفى ابلنص يف املادة ‪ 144‬من النظام الداخلي على أنه يطبق على املساجني األجانب‬
‫ابلنسبة للزايرات والتشغيل واإلفراج اخلاصة هبم احملددة ضمن أبواب هذا النظام حسب املواضيع املتعلقة هبا‪ ،‬إال‬
‫أنه خصهم ببعض اإلجراءات اخلاصة مىت تعلق األمر ابالتصال بقنصلياهتم‪.42‬‬
‫الفرع ‪ :3‬معيار احلالة الصحية‬
‫نص عليه املشرع يف خمتلف املواد املتضمنة يف قانون تنظيم السجون‪ ،‬على كيفية معاجلة املساجني املرضى وحدد‬
‫اإلجراءات املتبعة للمحافظة على صحة احملكوم عليه من جهة وحفظ النظام من جهة أخرى‪ ،‬وذلك من املادة‬
‫‪ 57‬إىل ‪ 65‬من قانون تنظيم السجون وهي مل تنص على الصحة كمعيار للتصنيف على خالف القانون الفرنسي‬
‫الذي نص على اعتبار الصحة معيارا للتصنيف‪ ،43‬ويقتضي هذا املعيار الفصل بني احملكوم عليهم األصحاء‬
‫واملرضى سواء كان املرض قد وقع قبل أو بعد اإليداع يف املؤسسة العقابية‪ ،‬لكون هذه الفئة حتتاج إىل معاملة أقل‬
‫شدة وإىل املعاجلة‪.‬‬
‫لكن ميكن مما جاءت به املادة ‪ 61‬من قانون تنظيم السجون اعتبارها تصنيف ملعيار الصحة حيث ألزم املشرع يف‬
‫حالة ثبوت تعرض احملبوس ملرض عقلي أو إدمانه على املخدرات جيب وضعه هبيكل استشفائي خاص وفصله عن‬
‫ابقي احملبوسني‪.‬‬

‫‪30‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫أما ابلنسبة لألمراض األخرى فاملشرع اجلزائري مل ينص على إحداث أجنحة خاصة للمرضى هبا‪ ،‬لكن عمليا‬
‫يوجد جناح خاص هبم يف بعض املؤسسات وهذا حسب ما أكده الوفد املنبثق عن املرصد الوطين حلقوق اإلنسان‬
‫عند زايرته ملختلف املؤسسات العقابية والذي سجل ختصيص أجنحة يف بعض املؤسسات للمرضى‪.44‬‬
‫نالحظ أن خالل جائحة فريوس كوروان فقد قامت املؤسسات العقابية ابختاذ اإلجراءات اإلحرتازية بعزل‬
‫املصابني يف جناح بعيد عن ابقي املسجونني لتفادي انتشار الوابء‪ ،‬أما ابلنسبة للمرضى نفسيا نفس الشيء مل يتم‬
‫النص على إيداعهم مبؤسسات خاصة على عكس املشرع الفرنسي‪.‬‬
‫ويف األخري جتدر اإلشارة أن املشرع اجلزائري مل أيخذ بكل املعايري اخلاصة واليت أشار إليها مكتب األمم املتحدة‬
‫املعين ابملخدرات واجلرمية بفيينا يف توصياته‪ ،‬واليت من الالزم اعتمادها نظرا ألمهية وضعية الفئة اليت تنتمي إليها‬
‫وهي فئة ذوو االحتياجات اخلاصة وخبالف ذلك نص قانون ‪ 12 -15‬املتضمن محاية الطفل يف املادة ‪5/116‬‬
‫خصص للمعوقني األحداث أجنحة داخل مراكز محاية األطفال‪ ،‬لذلك على مشرعنا استعانة ابملعايري والقواعد‬
‫الدولية من أجل انتهاج نظام تصنيف يراعي فيه عوامل تتعلق ابلسن واجلنس والثقافة كفئة السجناء الذين يعانون‬
‫من اعاقات أو مشاكل صحية أو جنسية معينة‪ ،‬هذه األخرية مل يتعرض إليها املشرع اجلزائري ومل يشري إليها يف أي‬
‫نص قانوين‪.‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫من خالل مما سبق التطرق إليه نرى أن املشرع أخذ ابلتصنيف القائم على األسس العلمية احلديثة كوسيلة للوصول إىل‬
‫أتهيل احملكوم عليهم‪ ،‬إذ نص على ضرورة اجلمع بني احملكوم عليهم ضمن فئات متماثلة إلخضاعهم إىل نظام معني‪ ،‬من‬
‫شأنه أن يؤدي إىل النتائج املرجوة من اإليداع‪.‬‬
‫إن هذا اجلمع ال ميكن أن يصل إىل النتائج املرجوة منه إذا مل يكن مسبوقا بفحص شامل للمحكوم عليه‪ ،‬الفحص الذي‬
‫يسمح ابلتعرف على شخصيته ومن مث تقرير املعاملة املالئمة له‪.‬‬
‫نرى أن املشرع اجلزائري نص على ضرورة أن يسبق التصنيف فحص للمحكوم عليهم‪ ،‬كما نص على أمهية ترتيب احملكوم‬
‫عليهم واخضاعهم إىل املعاملة اهلادفة للتأهيل‪ ،‬ولتحقيق ذلك نص على انشاء هيئات خمتصة بفحص احملكوم عليهم‬
‫مهمتها البحث عن املعاملة اليت يستوجب أن خيضع هلا احملكوم عليه‪ ،‬وعمليا نالحظ أن التصنيف املعمول به هو‬
‫التصنيف ابملعىن التقليدي‪ ،‬أي العزل الذي يعد أساسا للفصل بني الفئات الكربى للمحكوم عليهم والذي يهدف بدرجة‬
‫أوىل إىل احملافظة على النظام العام وتسهيل العمل على اإلداريني القائمني على املؤسسات العقابية‪.‬‬
‫وأخريا ميكن القول أن املشرع اجلزائري قد أخذ فعال مبعايري التصنيف احلديثة وأوىل أمهية كبرية هبا‪ ،‬إال أنه مع ذلك جند‬
‫أن النصوص املخصصة لذلك ال تزال انقصة‪ ،‬وعليه فإنه يتعني عليه وهو بصدد إعادة النظر يف املنظومة العقابية األخذ‬
‫بعني االعتبار هذا النقص‪ ،‬كما يتعني عليه االبتعاد عن فكرة حفظ النظام السائدة يف املؤسسات العقابية ألن من شأهنا‬
‫أن ترجع ابلسجون إىل املفهوم الذي كان سائدا يف العصور الوسطى أي أن تصبح املؤسسات العقابية جمرد أمكنة‬
‫لالعتقال ال غري‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫اهلوامش‪:‬‬
‫‪ -1‬املواد من ‪ 1‬إىل ‪ 4‬من قانون ‪ 04 -05‬مؤرخ يف ‪ 06‬فيفري‪ 2005‬واملتضمن تنظيم السجون‪.‬‬
‫‪ -2‬اليت كان يقودها مارك أنسل‪.‬‬
‫‪ -3‬حممد أمحد املنشاوي‪ ،‬مبادئ علم العقاب‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬مكتبة القانون واالقتصاد‪ ،‬الرايض‪ ،2015 ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪ -4‬عمار عباس احلسيين‪ ،‬الردع اخلاص العقايب ونظم املعاملة اإلصالحية‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2013 ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪ -5‬قواعد النموذجية الدنيا ملعاملة السجناء‪ ،‬توصيات مؤمتر األمم املتحدة األول ملنع اجلرمية ومعاملة اجملرمني جبنيف عام ‪ 1955‬وأقرها اجمللس‬
‫االقتصادي واالجتماعي بقراريه ‪ 663‬جيم (‪ -24‬د) املؤرخ يف ‪ 31‬جولية‪ 1957‬و ‪ -62( 2076‬د) املؤرخ يف ‪ 13‬ماي‪.1977‬‬
‫‪ -6‬هناك عوامل كثرية ينبغي مراعاهتا عند وضع أو تعديل نظام لتصنيف السجناء وهي تعترب قضااي رئيسية تتمثل يف‪ :‬فصل السجناء وتصنيف‬
‫السجناء‪ ،‬أثر اإلطار التشريعي للبلد على تصنيف السجناء‪ ،‬متطلبات اهلياكل األ ساسية لدعم أنشطة تصنيف السجناء‪ ،‬املركزية مقابل الالمركزية يف‬
‫التقييم والتصنيف‪ ،‬التصنيف اخلارجي مقابل الداخلي للسجناء‪ ،‬التصنيف األويل مقابل إعادة التقييم وإعادة التصنيف طوال فرتة عقوبة السجن‪ ،‬أمهية‬
‫النهج املراعية لنوع اجلنس والسن والثقافة‪ ،‬السجناء ذوو االحتياجات اخلاصة أو الذين حيتاجون إىل عناية خاصة ألسباب أخرى‪ ،‬اعتبارات أخرى هلا‬
‫أتثري على قرارات اإليداع‪.‬‬
‫‪ -‬أنظر يف ذلك كتيبات كتيب بشأن تصنيف السجناء‪ ،‬مكتب األمم املتحدة املعين ابملخدرات واجلرمية‪ ،‬فيينا‪ ،UNODC ،‬ص‪ 9‬من املقدمة وما‬
‫يليها‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪-Pierre Bouzat et Jean Pinatel- traite de droit penal et criminologie – Tome2 –Parie- ed. Dalloz 1963 p207.‬‬
‫‪ -8‬املادة ‪ 4‬من القرار الوزاري املؤرخ يف ‪ 9‬جوان‪ 1997‬واملتضمن النظام الداخلي ملراكز أتهيل األحداث‪.‬‬
‫‪ -9‬املادة ‪ 28‬من األمر ‪ 04 -05‬املتضمن قانون تنظيم السجون واعادة تربية املساجني‪.‬‬
‫‪ -10‬املادة ‪ 116‬و ‪ 117‬من القانون رقم ‪ 12 -15‬املؤرخ يف ‪ 15‬جويلية‪ 2015‬واملتعلق حبماية الطفل‪.‬‬
‫‪ -11‬املواد ‪ 31‬و ‪ 41‬من النظام الداخلي ملراكز إعادة التأهيل األحداث واملادة ‪ 136‬من القرار رقم ‪ 25‬املؤرخ يف ‪ 1998/12/31‬املتضمن القانون‬
‫الداخلي للمؤسسات العقابية وكذا املادة ‪ 117‬من قانون تنظيم السجون وإعادة الرتبية‬
‫‪ -12‬املادة ‪ 122‬فقرة‪ 2‬من قانون تنظيم السجون‪.‬‬
‫‪ -13‬د‪ .‬عبد القادر القهواجي‪ ،‬علم اإلجرام والعقاب‪ ،‬دار اجلامعة‪ ،‬طبعة ‪ ،1975‬ص ‪.362‬‬
‫‪ -14‬املادة ‪ 9‬و ‪ 14‬من القرار املؤرخ يف ‪ 1997/06/09‬املتضمن النظام الداخلي ملراكز إعادة أتهيل األحداث‪.‬‬
‫‪ -15‬تقرير جلنة إصالح العدالة الصادرة عن وزارة العدل بتاريخ نوفمرب ‪ 2000‬ص ‪.109‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪Bernard Bouloc- Pénologie- Précis, ED- Dalloz 1991-p 347.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪- Bernard Bouloc op-cit-p 354.‬‬
‫‪ -18‬املادة ‪ 4-600‬من قانون اإلجراءات اجلزائية‬
‫‪ -19‬تقرير املرصد الوطين حلقوق اإلنسان حول زايرات املؤسسات العقابية سنة ‪ 1999‬طبع املؤسسة الوطنية لالتصال والنشر واإلشهار ط ‪ 2000‬ص‬
‫‪.36‬‬
‫‪ -20‬د‪ .‬حممود جنيب حسين‪ ،‬السجون اللبنانية يف غضون النظرايت احلديثة يف معاملة السجناء‪ ،‬جامعة بريوت‪ ،‬طبعة ‪1370‬ص ‪.78‬‬
‫‪ -21‬تقرير اللجنة الوطنية حلقوق اإلنسان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪51‬‬
‫‪ -22‬تقرير اللجنة الوطنية حلقوق اإلنسان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪39‬‬
‫‪ -23‬املادة ‪ 41‬من دستور ‪.2020‬‬
‫‪ -24‬القاعدة ‪ 01 -84‬من قواعد احلد األدىن ملعاملة املساجني اليت اعتمدها املؤمتر الدويل لألمم املتحدة ملكافحة اجلرمية يف ‪.1955/08/30‬‬

‫‪32‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫‪ -25‬قاعدة ‪ 01 -94‬من قواعد احلد األدىن ملعاملة املساجني‪ ،‬املشار إليها سابقا تشري إىل نفس األمر‪.‬‬
‫‪ -26‬كتيب بشأن تصنيف السجناء‪ ،‬مكتب األمم املتحدة املعين ابملخدرات واجلرمية‪ ،‬فيينا‪ ،UNODC ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -27‬كتيب بشأن تصنيف السجناء‪ ،‬مكتب األمم املتحدة املعين ابملخدرات واجلرمية‪ ،‬فيينا‪ ،UNODC ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -28‬املادة ‪ 618‬من قانون اإلجراءات اجلزائية نصت أنه جيب أن يثبت يف صحيفة السوابق القضائية مجيع األحكام‪.‬‬
‫‪ -29‬تقرير اللجنة الوطنية حلقوق اإلنسان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 37‬و ‪.48‬‬
‫‪ -30‬املصدر موقع اجملالس القضائية‪.‬‬
‫‪ -31‬مداخلة السيد جلويل علي‪ ،‬مدير فرعي ابملديرية العامة إلدارة السجون‪ ،‬ملقاة يف املنتدى الوطين إلعادة اإلدماج اإلجتماعي للمحبوسني‪ ،‬فندق‬
‫الرايض سيدي فرج‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬يومي ‪ 12‬و‪ 13‬نوفمرب‪.2005‬‬
‫‪ -32‬املادة ‪ 1/46‬من قانون تنظيم السجون الصادر مبوجب األمر ‪.04 -05‬‬
‫‪ -33‬نرى أن املنظمات الدولية حني تزور املؤسسة العقابية تؤكد على هذا األمر وتبدي مالحظات خبصوصها‪.‬‬
‫‪ -34‬د‪ .‬علي حممد جعفر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -35‬علي عزالدين الباز علي‪ ،‬حنو مؤسسات عقابية حديثة‪ ،‬الطبعة‪ ،1‬مكتبة الوفاء القانونية للنشر اإلسكندرية‪ ،2016 ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ -36‬حمبوسني مؤقتا‪ :‬هم األشخاص املتابعون جزائيا والذين مل يصدر بشأهنم أمر أو حكم أو قرار قضائي هنائي طبقا للمادة ‪ 7‬من قانون تنظيم‬
‫السجون‪.‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 47‬و ‪ 48‬من قانون تنظيم السجون‪.‬‬
‫‪ -37‬تقرير اللجنة الفرعية الوطنية إلصالح العدالة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪–38‬بيان وزارة العدل اجلزائرية‪.‬‬
‫‪–39‬احصائيات منشورة يف جريدة يومية الوطن ععد شهر نوفمرب ‪.2021‬‬
‫‪40‬‬
‫‪-Marc Ancel – Les Systèmes pénitentiaires en Europe occidental- ed Documentation française- 1981- p.47.‬‬
‫‪41‬‬
‫‪- Rapport de M.J.J Tulkens. Lahaye- « les étrangers a détention le transferment et le traitement- acte du 5eme‬‬
‫‪colloque-inter de fip.p.365 bis syracuse – 15- 19 FEV 82 Berne 1984.‬‬
‫‪ -42‬املادة ‪ 71‬من األمر ‪.04 -05‬‬
‫‪43‬‬
‫‪-Bernard Bouloc op-cit-p 157 a 161.‬‬
‫‪ -44‬كمؤسسة إعادة الرتبية بقاملة‪ ،‬تقرير املرصد الوطين حلقوق اإلنسان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬

‫املراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬حممد أمحد املنشاوي‪ ،‬مبادئ علم العقاب‪ ،‬مكتبة القانون واإلقتصاد‪ ،‬الرايض‪ ،‬الطبعة ‪.1،2015‬‬
‫‪ -2‬عمار عباس احلسيين‪ ،‬الردع اخلاص العقايب ونظم املعاملة اإلصالحية‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬لبنان ‪ ،‬الطبعة ‪.2013 ، 1‬‬
‫‪ -3‬علي حممد جعفر‪ ،‬فلسفة العقوابت يف القانون والشرع اإلسالمي‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان ‪ ،‬الطبعة ‪.1997 ، 1‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬عبد القادر القهواجي‪ ،‬علم اإلجرام والعقاب‪ ،‬دار اجلامعة‪.‬‬
‫‪ -5‬د‪ .‬حممود جنيب حسين‪ ،‬السجون اللبنانية يف غضون النظرايت احلديثة يف معاملة السجناء‪ ،‬جامعة بريوت‪.‬‬
‫‪ -6‬د‪ .‬علي حممد جعفر‪ ،‬العقوابت والتدابري وأساليب تنفيذها‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر‪.1988 ،‬‬
‫‪ -7‬علي عزالدين الباز علي‪ ،‬حنو مؤسسات عقابية حديثة‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية للنشر اإلسكندرية ‪ ،‬الطبعة‪.2016 ، 1‬‬
‫‪ -8‬مقال "‪ "femmes en prison elles sont 700‬جريدة اجملاهد‪،‬العدد ‪،11122‬الصادرة بتاريخ ‪2001/05/15‬‬

‫‪33‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬


‫نورية كروش‬ ‫معايري تصنيف املساجني يف السياسة العقابية اجلزائرية‬

‫‪ -9‬مداخلة السيد جلويل علي‪ ،‬مدير فرعي ابملديرية العامة إلدارة السجون‪ ،‬ملقاة يف املنتدى الوطين إلعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسني‪ ،‬فندق‬
‫الرايض سيدي فرج‪ ،‬يومي ‪ 12‬و‪ 13‬نوفمرب‪ ،2005‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -10‬كتيب بشأن تصنيف السجناء‪ ،‬سلسلة كتيبات العدالة اجلنائية‪ ،‬مكتب األمم املتحدة املعين ابملخدرات واجلرمية‪ ،‬فيينا‪.2020 ،UNODC ،‬‬
‫‪ -11‬قواعد النموذجية الدنيا ملعاملة السجناء‪ ،‬توصيات مؤمتر األمم املتحدة األول ملنع اجلرمية ومعاملة اجملرمني جبنيف عام ‪ 1955‬وأقرها اجمللس‬
‫االقتصادي واالجتماعي بقراريه ‪ 663‬جيم (‪ -24‬د) املؤرخ يف ‪ 31‬جولية‪ 1957‬و ‪ -62( 2076‬د) املؤرخ يف ‪ 13‬ماي‪.1977‬‬
‫‪ -12‬تقرير املرصد الوطين حلقوق اإلنسان حول زايرات املؤسسات العقابية سنة ‪ 1999‬طبع املؤسسة الوطنية لالتصال والنشر واإلشهار ط ‪.2000‬‬
‫‪ -13‬تقرير جلنة إصالح العدالة الصادرة عن وزارة العدل بتاريخ نوفمرب ‪.2000‬‬
‫‪ -14‬تقرير اللجنة الفرعية إلصالح العدالة‪ ،‬اخلاص إبعادة النظر يف املنظومة العقابية‪ ،‬وزارة العدل‪ ،‬جانفي ‪.2000‬‬
‫‪ -15‬األمر رقم ‪ 64 -75‬املؤرخ يف ‪ 1975/09/26‬املتضمن إحداث املؤسسات العقابية‬
‫‪ -16‬القرار رقم ‪ 25‬املؤرخ يف ‪ 1998/12/31‬املتضمن القانون الداخلي للمؤسسات العقابية‬
‫‪ -17‬القرار املؤرخ يف ‪ 1997/06/09‬املتضمن النظام الداخلي ملراكز إعادة أتهيل األحداث‬
‫‪ -18‬األمر رقم ‪ 04 -05‬املؤرخ يف ‪ 2005/02/06‬واملتضمن قانون تنظيم السجون وإعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسني املتمم‪.‬‬

‫‪19- Bernard Bouloc- Pénologie- Précis, ED- Dalloz 1991-p 347.‬‬


‫‪20- Pierre Bouzat et Jean Pinatel- traite de droit penal et criminologie – Tome2 – Parie- ed.‬‬
‫‪Dalloz 1963.‬‬
‫‪21- Marc Ancel – Les Systèmes pénitentiaires en Europe occidental- ed Documentation‬‬
‫‪française- 1981.‬‬
‫‪- Rapport de M.J.J Tulkens. Lahaye- « les étrangers a détention le transferment et le 22‬‬
‫‪traitement- acte du 5eme colloque-inter de fip.p.365 bis syracuse – 15- 19 FEV 82 Berne 1984‬‬

‫‪34‬‬ ‫اجمللد السابع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2022‬‬

You might also like