Professional Documents
Culture Documents
أ
نشاة و تطور القياس في علم النفس
لقد طور الصينيون منذ اك ثر 5000سنة ً
نظاما متقنا الختبار الموظفين الحكوميين من ذوي الك فاءة
واالقتدار .وكان االساس الذي اعتمدوه لهذا الغرض خضوع المتقدمين او المرشحين لتلك الوظائ ف
الختبارات تنافسية تقرر نتائجها من هم االجدر بشغل الوظائ ف الرسمية .وبعد ذلك بالفي سنة تقريباً
اشار افالطون في جمهوريته الفاضلة إلى اهمية الفردية في القدرات العقلية والخصائص الشخصية
بالنسبة لميادين العمل التي تناسب االفراد في ميادين الحياة المختلفة .وصنف في نظريته االفراد
مستخدما المعادن المختلفة لوصف االفراد الذي ينتمون لكل صنف ,فهذا مركب من معدن الذهب , ً
وهذا مركب من معدن الفضة وذلك مركب من معدن النحاس او الفوالذ .وكان يرى ان الفرد المركب
من معدن الذهب يتمتع بنسبة عالية من الذكاء مقارنة بالرجل الفضي او النحاسي .وراى ان من ينتمي
إلى الصنف االول ,وهو االرفع يجب ان يتوجه لدراسة الفلسفة وعلوم ما وراء الطبيعة باعتبارها
موضوعات تتجاوز قدرات االفراد من االصناف االخرى الذين يصلحون العمال الجندية او االعمال
الحرفية والزراعية
بدا القياس Measurementفي العصور القديمة في شكل المقارنة بين االشياء او االفراد :إعتبار فرد ما
آ
اطول من ابيه ،او اقصر من ابيه ،او انه اقوى من فرد ،او اضعف من االخر .و استمر الحال هكذا
إلى ان ظهر في المجتمع اليوناني القديم استخدام القياس في شكل تقدير تحصيلي لنتائج التحصيل
المدرسي .ثم تطور القياس حيث اصبح يقاس التحصيل الدراسي في الواليات المتحدة االمريكية في
منتصف القرن التاسع عشر عن طريق اإلمتحانات الشفهية .ثم صار بعد ذلك عن طريق اإلمتحانات
التحريرية ،و تغيرت اساليب اإلختبارات في بداية القرن العشرين من اختبارات تقليدية الى اختبارات
موضوعية.
اما استخدام القياس في علم النفس فقد ظهر بظهور علم النفس .فبدا المشتغلون بعلم النفس
بمحاوالت للقياس عن طريق الفراسة :شكل الجمجمة ،شكل الوجه ،البنية الجسمية ،فالشكل
الظاهر البارز للجمجمة يدل على ذكاء الفرد ،و دراسة مالمح الوجه تساعد على الحكم على اإلتجاهات
والسمات العقلية للفرد ،كما انها تتخذ من التعبيرات اإلنفعالية وسيلة للحكم على الخصائص
الشخصية للفرد ( شرير ،طيب ،فريد ،عميق التفكير ....الخ ) .اما دراسة البنية الجسمية فتقوم
على ما يعرف بسيكلوجية االنماط المزاجية ، Somatologyحيث ترتبط الحالة المزاجية بالبنية
الجسمية لالفراد ،فيقسم الناس الى طوائ ف حسب االمزجة .ثم اصبح القياس النفسي بعد ذلك يسير
جنبا الى جنب مع الدراسات السيكلوجية كجزء ال يتجزا من كل نشاط انساني (سلوكي) في هذا ً
ً
متقدما معه منذ منتصف القرن التاسع عشر مع المحاوالت الجادة لدراسة الظواهر النفسية الميدان و
ً
السلوكية من منظور علمي يقوم على المالحظة الدقيقة بدال عن التامل العقلي.
انتقل القياس النفسي اثناء تطوره من الجانب الوصفي الكيفي Qualitativeالى الجانب الوصفي
الكمي Quantitative.وفي نهاية القرن التاسع عشر اتجه الى الناحية التجريبية ،وذلك لظهور اول
معمل لعلم النفس التجريبي ، Experimental Psychologyقام بانشائه العالم فونت Wundt
)1879م ( بالمانيا .ويعتبر ذلك اللبنة االولى لحركة القياس النفسي Psychometry.فقد قام فونت
بتجارب على الحواس و التذكر والتعلم والتفكير واالنتباه .ثم انضم الى المهتمين و المشتغلين بالقياس
النفسي العالم جالتون Francis Galton 1911م 1822-م )الذي اظهر اساليب و مناهج عديدة ذات
اهمية في مجال القياس النفسي مثل :اإلستبانة و المقياس المتدرج Rating Scaleو التداعي الحر
Free Associationو استخدام بصمات االصابع لتحديد هوية المجرمين ( .ولقد كان جالتون اول من
استخدم معامل اإلرتباط Correlation Coefficientلتحديد مدى العالقة بين متغيرين ،كذلك
معمال لعلم النفس القياسي Anthrometryتمكن فيه من قياس زمن الرجع وحدة انشاء جالتون ً
اإلبصار والسمع ووظائ ف حسية حركية ( )Sensorymotorعباس ) .1998،18،
ثم جاء بعد ذلك العالم ماك كين كاتل ) Cattle( 1890م في مجال القياس العقلي و الفروق الفردية
،Individual Differencesفهو اول من استخدم مصطلح القياس العقلي Mental Testلقياس
الجانب المعرفي للشخصية اإلنسانية .و تبعه اينج هاوس ،و فرديك تايلر 1856( Talorم 1910-م) ،
و جلبرت 1924( Gilbertم1868-م ) ،و ثورندايك Thorndikeوسبيرمان Spearmanالذي استخدم
التحليل العاملي Factor Analysisالستخالص عامل الذكاء العام ،و كذلك سير بيرت Burtالذي
نشر منذ عام (1909م ) اختبارات تجريبية لقياس الذكاء ،و قام بعد ذلك ثرستون Thurstonفي
( 1947م ) بنشر ك تابه في (التحليل العاملي المتعدد) ،و صمم بطارية من اإلختبارات سميت ببطارية
االدوات العقلية االولية ) Primary Mental Abilities(P.M.Aو ذلك لقياس :الفهم اللفظي ،
العالقة اللفظية ،التعلم باالرقام ،اإلدراك المكاني ،ذاكرة التداعي ،السرعة اإلدراكية ،اإلستدالل
المنطقي ،وكان الفرد بينيه Alfred Binetو سيمون 1905( Simonم) اول من قاما ببناء اختبار
الذكاء.
ادت اإلسهامات السابقة في قياس الذكاء و القدرات العقلية و التحليل العاملي إلى ظهور مجاالت
للقياس مثل قياس سمات الشخصية واإلهتمامات واإلتجاهات واالساليب اإلسقاطية.
ثم تطور القياس النفسي بصورة سريعة الى ان اصبح لدينا في يومنا هذا مجموعة كبيرة من المقاييس
النفسية المختلفة المتطورة.
أ
:اهمية القياس النفسي -
ال يستطيع اي علم من العلوم االستغناء عن القياس لما له من اهمية بالغة في الكشف و فهم
العالقات القائمة بين متغيرات الظواهر ،و الوصول إلى فهم دقيق إلى خصائصها و بالتالي
محاولة تفسير ها و التنبؤ بتكرارها إذا تكررت اسباب حدوثها ،و ربما التحكم في تغيراتها
التي هي من بين االهداف في الميدان المدروس ،إذ ينصب االهتمام على الظواهر اإلنسانية
من اجل التعرف على خصائص االفراد واالستفادة من إمكاناتهم و رفع
مستوى ادائهم و هذا من اجل الوصول إلى النتائج المرجوة من القياس،
و يمكن توضيح اهمية القياس النفسي في النقاط التالية.
ا -يمكن القياس النفسي من تمثيل الظواهر و االحداث و صياغتها باساليب موضوعية
.دقيقة ترتبط بين عناصرها
ب -يساعد القياس على تعريف المفاهيم و المصطلحات و القواعد المتعلقة بالظو اهر
آ
.المختلفة تعريفا علميا ال تشو ب ه االحكام الفردية و االراء الشخصية
ج -يوحد القياس اإلجراءات و االستنتاجات العلمية بين الباحثين و يمكنهم من التواصل
.بينهم بلغة مشتركة متفق عليها فيما بينهم
05 -عناصر عملية القياس:
تشير النظرة التحليلية لعملية القياس إلى وجود ثالثة عناصر اساسية متضمنة في هذه
العملية و هي الخاصية او السمة المراد قياسها ٬اي موضوع القياس ٬و اداة القياس التي
تستخدم إلصدار حكم كمي عن السمة ٬و اخيرا العدد او الرقم الذي يشير إلى درجة وجود
السمة المدروسة بناء على قواعد مختلفة.
مستويات القياس
القياس في معناه الدقيق ما هو إال تعين او تحديد اعداد للظواهر المقاسة او التي نالحظها وذلك
وفقا لقواعد معينة ولكن هل معنى هذا ان كل الظاهر بالطريقة التي تيسر لنا تحليل تلك االعداد ً
تخضع لقواعد االعداد المعرفة ؟ (قابلية الجمع ،تساوي الفروق بين االعداد المتتالية ،قابلية
الترتيب…… ،في حقيقة االمر ان القواعد المعروفة لالعداد ال تنطبق على كل الظواهر المقاسة وهو ما
:يقودنا إلى التفرقة بين المستويات المختلفة للقياس
1-المستوى السمي (التصنيفي):
مقياسا تعد ا ً
حيانا تسمية مجازية ً يعد هذا المستوى ادنى مستويات القياس واضعفها بل ان تسميته
وهنا تستخدم االعداد بغرض التصنيف فقط ال غير مثال :تحديد العدد 1ليدل على ان جنس
المفحوص ذكر والعدد 2ليدل على ان الجنس انثى فهنا ال يعني ذلك ان 2اكبر من واحد وإنما الغرض
تصنيفي بحت وهكذا تحديد بعض االعداد لتدل على التخصص ولون العين والجنسية كلها من نوع
المقاييس االسمية او التصنيفية وبالتالي فالقياس االسمي او التصنيفي يعني بتصنيف االفراد في الظاهرة
ولكن ال يوضح ترتيبهم في هذه الظاهرة.
-2المستوى الترتيبي (الرتبي):
وهنا الهدف من االعداد هو ترتيب االفراد في ظاهرة معينة ولكن يجب مالحظة ان الفروق بين
الرتب ليست متساوية او ال يعني ان المسافات البينية بين االفراد متساوية ً
فمثال :إذا حددنا االعداد
من واحد إلى خمسة لتدل على ترتيب االفراد في ظاهرة القلق او النشاط الحركي الزائد فال يكون الفرق
بين التلميذ االول (االقل في القلق) والتالي له هو نفس الفرق بين التلميذ الخامس (اال ك ثر) في القلق
والسابق له ويجب مالحظة ان القياس الترتيبي قد يحمل معنى التساوي ا ً
حيانا ،فالقياس الترتيبي
يعطي فكرة عن ترتيب االفراد في ظاهرة معينة ولكن ال يعطى فكرة عن الفروق في الظاهرة بين االفراد.
أ
3-المستوى الفتري او الفوئي:
وهو هنا تتساوى الفروق او المسافات بين المستويات المتتالية مثل درجات االطفال في اختبار
الذكاء او درجاتهم في التحصيل او درجاتهم في اختبار القلق فهنا يكون هناك وحدة قياس ثابتة متفق
عليها يقاس بها الفرق بين كل درجة والتالية لها بحيث يصبح الفرق ً
مثال بين 5 ، 4مساوي للفرق بين
11 ، 10او المسافة بين 15 ، 10مساوي للفرق بين 25 ، 20وال يعنى ذلك وجود صفر مطلق يعنى
غياب الصفة وإنما البداية او الصفر هنا صفر اختياري او نسبي وليس صف ًرا ً
مطلقا ويجوز إجراء العمليات
الحسابية لتقليدية كالجمع والطرح.
4-المستوى النسبي:
وهنا للدرجات صفر مطلق يعنى غياب الصفة مثل مقياس الوزن ودرجة الحرارة ويسمى هذا المستوى
بالمستوى النسبي الن النسبة بين اي درجتين ال تتاثر بوحدة القياس ً
فمثال النسبة بين واحد كيلو جرام
و 10كيلو جرام هي نفسها النسبة بين 1000جرام و 10.0000جرام وهنا االعداد المستخدمة اعداد
حقيقة لها صفر مطلق.
وال نتطلع في العلوم اإلنسانية ً
دائما ان نصل العلى او اك ثر من المستوى الفتري او الفئوي فال يمكننا
القول بان الطفل الذي حصل على نسبة ذكاء 140يساوى في ذكاءه ضعف الطفل الذي حصل على
نسبة ذكاء 70ولك إذا كنا بصدد التعرف على العالقة بين الوزن او الطول واي من المتغيرات النفسية
فإن الوزن او الطول في هذه الحالة يقاس في المستوى النسبي
أ
.اغراض القياس النفسي
ا ً
وال :المسح:
يقصد بالمسح حصر اإلمكانيات النفسية وتستخدم االختبارات النفسية والتربوية في تحديد المستويات
العقلية والوجدانية والتحصيلية لمجموعات التالميذ والعمال والمجندين .وتعد خطوة المسح الزمة
لتخطيط البرامج التي يكون الغرض منها التدريب والتشخيص ،وتعتبر االختبارات اداة يتم من خاللها
اإلحصاء لما يستجد من المستويات ومن ثم مقارنتها بما ُيطلب من مستويات مختلفة .كما يمكن إنشاء
برامج للعالج والتعليم والتدريب في حدود اإلمكانيات.
ً
ثانيا :التنبؤ:
يتم قياس االفراد والمجموعات في فترة زمنية معينة ،بفرض ان السلوك اإلنساني ال يتغير ،ويتسم
بالمرونة والتوافق مع ما يتواجد من نظريات علم النفس .كذلك يمكننا معرفة المستوى الحالي للفرد
لكي نقدر المستوى المتوقع ان يصله في نفس الوظائ ف التي قسناها.
ومن تطبيقات التنبؤ يمكننا معرفة مدى االقتصاد الهائل الذي تحققه االختبارات في ك ثير من
المجاالت وخاصة الصناعة .ففي دراسة الختيار االفراد الصالحين للعمل ادى استخدام االختبارات إلي
ان اصبحت نسبة الفاشلين في العمل %10وكانت %30من قبل .وفي دراسة الختيار االفراد
الصالحين في التدريب وفر احد البنوك مبلغ ١٩٢٠٠٠دوالر.
ً
ثالثا :التشخيص:
يتم استخدام التشخيص كوسيلة إلجراء االختبارات النفسية والتربوية لمعرفة نقاط القوة والضعف
فيما يملكه الفرد من قدرات .وعند إجراء االختبارات علي ضوء هذا الهدف نهتم بمعرفة الجوانب التي
ً
مستقبال ،وتعتمد االختبارات النفسية المختلفة علي يعاني منها الفرد او يحتمل ان تسبب اضطرابه
طرق تشخيصية مختلفة مثل تحليل نموذج القدرات واالستعدادات ،وتحليل الجوانب المزاجية
واالنفعالية ،وتحليل تشتت االستجابات ،كما يقدم بعض االختبارات معادالت للتناقص او التدهور.
ر ً
ابعا :العالج
بعد المسح والتشخيص نتعرف علي نواحي الضعف وجوانب القصور ونبدا في توليها بدراسة اعمق
لمعرفة اسبابها ودينامياتها .وهنا تتكون لدينا صورة واضحة عن التكوين النفسي للفرد ،من حيث
الوظائ ف التي قسناها .فإذا توفر لدينا كل هذا وتوفر لدينا المؤهلون للقيام بعمليات العالج وإعادة
التعلم والتكييف يسهل علينا ان نفيد من االختبارات التي صممت بغرض العالج او التي يمكن
استخدامها في هذا الغرض.
تعريف القياس:-
ترتبط كلمة القياس بالتعامل اليومي لإلنسان بمعاني ك ثيرة ك تلك المتعلقة بمسافة يمشيها في
الطريق ،وزن يحمله ،حجم كمية من الماء الذي شربه .مساحة دار يسكن فيها ،وغالبا ما يعبر
عن هذه العمليات او الكميات بوحدات معينة مثل المتر ،اللتر ،م ،2كيلو غرام...الخ
اما عندما يتجه اهتمام اإلنسان إلى التعامل مع قياس صفات مثل الدافعية ،التذكر ،التفكير ،
القدرة على ضبط العواطف ،فان الصورة تبدوا اك ثر تعقيدا وتشعب ا.
ومن هنا ال بد من التعرف إلى مفهوم القياس وتعريفه:-
والقياس -:هو وصف البيانات باستخدام االرقام والحصول على تمثيل كمي للدرجة التي
تعكس وجود سمة معينة في الطالب وهو يتضمن:-
. 1ا لتكميم اي االرقام والرموز.
. 2ا لخصائص او السمات.
.3ا لمقارنة الفروق الفردية بين االفراد .
انواع القياس:-
يقسم إلى نوعين:-
. 1ا لقياس المباشر -:وهو ان نقيس الصفة ،السمة ،الظاهرة ،الخاصية ،الحالة
آ
نفسها دون ان نضطر إلى قياس االثار الناجمة عنها ،مثل قياس طول اإلنسان:نستعمل
اداة القياس المباشرة وهي مثال المتر .كذلك عند قياس وزنه ....الخ.
. 2ا لقياس غير المباشر -:في مثل هذه الحالة ال نستطيع قياس الصفة او السمة بطريقة
آ
مباشرة وإنما نقيس االثار المترتبة عليها لتوصلنا إلى كمية الصفة او السمة مثال عند
قياس الذكاء عند اإلنسان ال نستطيع وضعه في ميزان ونقول انه % 09وإنما نقوم
بتصميم اختبارات خاصة للذكاء ونجربها على اإلنسان ونستدل على الذكاء من خالل
نتائج هذه االختبارات.