Professional Documents
Culture Documents
قد يتوقف عقد الشغل عن إنتاج أثاره مؤقتا إذا ما تحققت بعض الوقائع.
ويجب التمييز في هذا الصدد بين توقف عقد الشغل ألسباب عائدة
لألجير وأخرى عائدة للمشغل.
توقف عقد الشغل ألسباب عائدة لألجير
تتمثل األسباب العائدة لألجير التي يتوقف بها عقد الشغل في :أداء األجير للخدمة العسكرية ،و مرض األجير أو
تعرضه لحادثة ،وإصابة األجير بمرض مهني أو تعرضه لحادثة شغل ،وحمل األجيرة ،و ممارسة األجير
لحق اإلضراب.
أداء األجير للخدمة العسكرية :يتوقف عقد الشغل طيلة المدة التي يؤدي فيها األجير الخدمة العسكرية المقررة
وفق القانون رقم 44.18المتعلق بالخدمة العسكرية .و يجب على المشغل أن يؤدي لألجير الذي طلب الخدمة
العسكرية ،قبل أن يستفيد من العطلة السنوية المؤدى عنها ،تعويضا عن عدم التمتع بهذه العطلة ،وذلك عند
مغادرته المقاولة.
ويجب على المشغل بعد قضاء األجير فترة الخدمة العسكرية إعادته إلى نفس منصب الشغل ،أو إلى منصب آخر
من نفس المهنة داخل المقاولة ،عند تعذر إلحاقه بمنصبه السابق .غير أن المشغل ال يلتزم بإرجاع األجير
لمنصبه ،إال بعد أن يعبر هذا األخير عن رغبته بالعودة عبر تقديم طلب باإلرجاع إلى العمل خالل مدة أقصاها
شهر من تاريخ انتهاء الخدمة العسكرية؛
مرض األجير أو تعرضه لحادثة :يجب على األجير عند إصابته بمرض غير المرض المهني ،أو تعرضه لحادثة غير
حادثة الشغل إشعار مشغله بتعذر التحاقه بالعمل داخل الثماني واألربعين ساعة الموالية إال إذا حالت القوة القاهرة
دون ذلك .كما يجب على األجير ،إذا استمر الغياب أكثر من أربعة أيام ،إخبار مشغله بالمدة المحتملة لغيابه،
واإلدالء له بشهادة طبية تبرر غيابه ،إال إذا تعذر عليه ذلك.
وال يستحق األجير في هاتين الحالتين الحصول على األجر إال إذا تم التنصيص على ذلك في عقد الشغل أو اتفاقية
الشغل الجماعية أو النظام الداخلي للمقاولة .غير أنه يحصل على تعويض من الصندوق الوطني للضمان
االجتماعي ،شريطة استيفائه مجموعة من الشروط المحددة في الفصل 32و ما بعده من القانون المتعلق بنظام
الضمان االجتماعي.
وإذا كان المشغل ملزم بعدم إنهاء عقد شغل األجير المصاب بمرض غير المرض المهني ،أو حادثة غير حادثة الشغل،
فإنه يملك الحق في أن يعتبر األجير في حكم المستقيل ،إذا زاد غيابه لمرض غير المرض المهني ،أو لحادثة غير
حادثة الشغل ،على مائة وثمانين يوما متوالية خالل فترة ثالثة مائة وخمسة وستين يوما ،أو إذا فقد األجير قدرته
على االستمرار في مزاولة شغله.
توقف عقد الشغل ألسباب عائدة لألجير
إصابة األجير بمرض مهني أو تعرضه لحادثة شغل :يتوقف عقد الشغل كذلك عن السريان
خالل فترة العجز المؤقت الناتجة عن اإلصابة بحادثة شغل أو مرض مهني ،حيث يحق لألجير
بعد انتهاء فترة العجز المؤقت الرجوع الستئناف عمله ،وال يجوز للمشغل منعه من ذلك.
ويستحق األجير في هذه الحالة تعويضا يؤديه المشغل أو مؤمنه .غير أن المشغل يتحمل
األجرة الكاملة ليوم وقوع الحادثة أيا كانت طريقة أدائها.
حمل األجيرة :يتوقف عقد الشغل كذلك في فترة ما قبل وضع الحامل لحملها ،وما بعده .وتبلغ
هذه الفترة 14أسبوعا تبتدئ قبل تاريخ توقع الوضع بسبعة أسابيع ،وتنتهي بعد تاريخ الوضع
بسبعة أسابيع.
وقد أكدت مدونة الشغل على عدم جواز إنهاء المشغل لعقد الشغل األجيرة الحامل ،إال إذا أثبت
ارتكاب المعنية باألمر خطأ جسيما ،أو لألسباب األخرى القانونية للفصل ،حيث يملك الحق في
فصل األجيرة شريطة أال تبلغ األجيرة بقرار اإلنهاء أثناء فترة توقف عقد الشغل.
و تستفيد األجيرة الحامل خالل فترة توقفها عن العمل من تعويضات يومية عن الوالدة يؤديها
الصندوق الوطني للضمان االجتماعي.
ممارسة األجير لحق اإلضراب :اإلضراب حق كفله الدستور لألجراء كوسيلة للمطالبة
بحقوقهم ،ولهذا فإن الفترة التي يمارس فيها األجراء حق اإلضراب تعتبر فترة توقف .ومعلوم
أن االجير ال يستحق األجر طبقا لقاعدة األجر مقابل العمل .وفي هذا الشأن قضت محكمة
النقض المغربية بان " إغالق المؤسسة بسبب اإلضراب يجعل األجير غير مستحق لألجرة
لكونها ال تؤدى إال عن العمل الفعلي“.
توقف عقد الشغل ألسباب عائدة لألجير
تغيب األجير ألسباب عائلية :يتوقف عقد الشغل كذلك عن السريان خالل الفترة التي يتغيب
فيها األجير عن العمل بسبب أحد األحداث العائلية المنصوص عليها في المادة 274من مدونة
الشغل.
و تتجلى هذه األحداث في زواج األجير( 4أيام) أو زواج أحد أبنائه أو أحد ربائبه (يومان).
وفاة زوج األجير ،أو أحد أبنائه ،أو أحفاده ،أو أصوله ،أو أبناء زوجه من زواج سابق ( 3
أيام) - .و فاة أحد إخوة ،أو إحدى أخوات األجير ،أو أحد إخوة أو إحدى أخوات زوجه ،أو أحد
أصول زوجه( :يومان) .الختان ( يومان) و أخيرا -عملية جراحية تجرى للزوج أو ألحد
مكفوليه من األبناء( :يومان).
تغيب األجير ألسباب غير عائلية :يتوقف عقد الشغل كذلك في الفترة التي يستفيد فيها األجير
من رخصة التغيب الجتياز امتحان أو لقضاء تدريب رياضي وطني ،أو للمشاركة في مباراة
رسمية دولية ،أو وطنية.
و تتوقف عن السريان عقود شغل األجراء الذين هم أعضاء في المجالس الجماعية المستفيدين
من رخص للتغيب من أجل المشاركة في الجلسات العامة لهذه المجالس ،واللجان التابعة لها
والذين هم أعضاء فيها .مع ضرورة اإلشارة إلى عدم أحقية هؤالء األجراء في الحصول على
األجر أثناء فترة تغيبهم ،ما لم يتم االتفاق على خالف ذلك.
توقف عقد الشغل ألسباب عائدة للمشغل
األسباب العائدة للمشغل التي يتوقف بها عقد الشغل هي اإلغالق المؤقت اإلداري أو القضائي و توقف المقاولة
مؤقتا ألسباب خارجة عن إرادة المشغل:
اإلغالق المؤقت اإلداري أو القضائي للمقاولة :حيث يتوقف عقد الشغل حينما يتم إغالق المقاولة مؤقتا
بموجب قرار إداري أو مقرر قضائي.
فالمحكمة تستطيع الحكم بإغالق المقاولة في حالة مخالفة المشغل للمقتضيات القانونية المتعلقة بمراعاة شروط
السالمة وحفظ الصحة ،لمدة ال يمكن أن تقل عن عشرة أيام ،على أن ال تتجاوز ستة أشهر .ويتحمل المشغل طيلة
فترة اإلغالق المؤقت في أداء ما يستحقه أجراؤه من أجور ،وتعويضات ،وفوائد مادية أو عينية كانوا يتقاضونها
قبل تاريخ اإلغالق.
كما يستطيع رئيس المحكمة االبتدائية بصفته قاضيا لألمور المستعجلة ،أن يأمر بإغالق المقاولة مؤقتا في حالة
رفض المشغل االمتثال ألوامر العون المكلف بالتشغيل المتعلقة بالتدابير الالزمة اتخاذها فورا ،عند إخالله
بالمقتضيات التشريعية أو التنظيمية المتعلقة بحفظ الصحة ،وبالسالمة ،إخالال يعرض صحة األجراء أو سالمتهم
لخطر حال.
توقف المقاولة مؤقتا ألسباب خارجة عن إرادة المشغل :كالقوة القاهرة أو قرار إداري .حيث يجد المشغل
نفسه مضطرا لوقف نشاطه بشكل مؤقت بفعل حدوث بعض الوقائع الخارجة عن إرادته و الخارجة عن الحسبان،
كما هو الشأن بالنسبة لجائحة كورونا التي دفعت العديد من المشغلين إلى وقف أنشطتهم .و تدخل ضمن هذه الحالة
القرار الذي أصدرته السلطات العمومية بالتعليق المؤقت لنشاط بعض المشغلين كالمقاهي و الفنادق و المطاعم و
المقاوالت الترفيهية.
هذا و تجدر اإلشارة في األخير أن فترات توقف عقد الشغل التي أشرنا لها سواء العائدة لألجير أو المشغل ،تعتبر
إنهاء عقد الشغل
ينتهي عقد الشغل المحدد المدة بحلول أجله أي عند انتهاء مدته التي
سبق و أن اتفق عليها المشغل واألجير عند إبرام العقد.
أما عقد الشغل المبرم إلنجاز عمل معين ،فينتهي بانتهاء العمل الذي
اتفق سلفا على انجازه كتشييد قنطرة أو بناء مسجد (.)...
أسباب إنهاء عقد الشغل غير المحدد المدة
يستطيع طرفا عقد الشغل غير المحدد المدة إنهاءه بإرادتهما المنفردة شريطة احترام مجموعة من الشروط.
أول هذه الشروط هي احترام أجل اإلخطار .و يقصد بأجل اإلخطار تلك المدة التي يبدأ سريانها من اليوم الموالي
لتبليغ قرار إنهاء العقد وتنتهي بحلول تاريخ نهاية عقد الشغل ،وخالل هذه الفترة ال يتحلل المشغل واألجير من
التزاماتهما بحيث يتوجب عليهما احترام جميع التزاماتهما المتبادلة.
فبإمكان المشغل إنهاء عقد الشغل غير محدد المدة بإرادته المنفردة شريطة احترام أجل اإلخطار ،وإال أدى لألجير
تعويضا يعادل األجر الذي كان من المفروض أن يتقاضاه األجير ،لو استمر في أداء شغله ،ما لم يتعلق األمر
بخطإ جسيم .غير أن المشغل يعفى من وجوب التقيد بأجل اإلخطار في حالة القوة القاهرة.
وبمقدور األجير إنهاء عقد الشغل غير المحدد المدة بإرادته المنفردة ،شريطة احترامه لمهلة اإلخطار .غير أنه
يعفى من هذا الشرط في حالة القوة القاهرة .كما أعفى المشرع األجيرة الحامل من احترام أجل اإلخطار ،شريطة
إثبات حملها بشهادة طبية.
وثاني هذه الشروط تخص المشغل .فبإمكان المشغل إنهاء عقد الشغل غير المحدد المدة بإرادته المنفردة شريطة
استناده على مبرر موضوعي بمعنى مبرر مرتبط بكفاءة أو بسلوك األجير.
وثالث هذه الشروط تهم األجير ،حيث يشترط إلنهاء عقد الشغل غير المحدد المدة من طرف األجير بإرادته
المنفردة أن يعبر عن هذا اإلنهاء عن طريق االستقالة المصادق على صحة إمضائها من طرف الجهة المختصة.
إنهاء عقد الشغل ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو
اقتصادية وإغالق المقاوالت
يستطيع المشغل في المقاوالت التجارية ،أو الصناعية ،أو في
االستغالالت الفالحية أو الغابوية وتوابعها ،أو في مقاوالت الصناعة
التقليدية الذي يشغل اعتياديا عشرة أجراء أو أكثر ،إنهاء عقود شغل
أجرائه ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو ما يماثلها ،أو ألسباب
اقتصادية ،شريطة احترام المسطرة والشروط المنصوص عليها في
المواد من 66إلى 71من مدونة الشغل ،والتي تبقى أهمها الحصول
على إذن يسلمه عامل العمالة أو اإلقليم في أجل أقصاه شهران من
تاريخ تقديم الطلب من طرف المشغل إلى المندوب اإلقليمي المكلف
بالشغل.
يبلغ ذلك لمندوبي األجراء والممثلين النقابيين بالمقاولة عند وجودهم قبل
شهر واحد على األقل من تاريخ الشروع في مسطرة الفصل
آثار إنهاء عقد الشغل
يترتب عن إنهاء عقد الشغل جملة من اآلثار التي تختلف بحسب ما إذا
كان اإلنهاء مشروعا ،أو تعسفيا ،أو ناتجا عن أسباب تكنولوجية أو
هيكلية أو اقتصادية وإغالق المقاوالت.
آثار اإلنهاء المشروع لعقد الشغل
إذا تم إنهاء عقد الشغل بشكل مبرر من طرف المشغل أو األجير ،فإنه ال يترتب عن هذا اإلنهاء أي
تعويض يتحمله الطرف الذي بادر إلى إنهاء العقد تجاه الطرف اآلخر.
ويكون إنهاء عقد الشغل مشروعا بحلول أجله إذا كان محدد المدة ،أو بإنجاز العمل الذي كان محال له
إذا كان عقد الشغل إلنجاز عمل معين.
ويكون كذلك إنهاء عقد الشغل محدد المدة مشروعا حتى قبل حلول أجله أو انتهاء العمل الذي كان محال
له ،إذا صدر خطأ جسيم عن الطرف اآلخر ،أو ناشئا عن قوة قاهرة.
ويكون إنهاء عقد العمل مشروعا كذلك إذا ارتكب أحد طرفيه خطأ جسيما.
ويتصف إنهاء عقد الشغل بالمشروعية كذلك ،إذا احترم المشغل مسطرة الفصل في حالة إرتكاب األجير
لخطأ جسيم .ومسطرة الفصل تنطلق بتوجيه المشغل استدعاء لألجير من أجل الحضور لجلسة
االستماع .و بعد توصل األجير باالستدعاء تبدأ مرحلة االستماع إليه من طرف المشغل أو من ينوب
عنه وذلك داخل أجل ال يتعدى ثمانية أيام ابتداء من التاريخ الذي تبين فيه ارتكاب الفعل المنسوب إلى
األجير .وبعد انتهاء جلسة االستماع ال بد من تحرير محضر وتوقيعه من طرف المشغل و األجير مع
تسلم األجير نسخة منه .إذا رفض أحد الطرفين إجراء أو إتمام المسطرة ،يتم اللجوء إلى مفتش
الشغل .إذا قرر المشغل فصل األجير عن العمل ،يجب عليه تحرير مقرر الفصل و تسليمه إلى
األجير يدا بيد مقابل وصل ،أو بواسطة رسالة مضمونة مع إشعار بالتوصل داخل أجل ثماني
وأربعين ساعة من تاريخ اتخاذ المقرر المذكور ،مع توجيه نسخة من هذا المقرر لمفتش الشغل.
آثار اإلنهاء المشروع لعقد الشغل
ويكون الفصل كذلك مبررا إذا استنفذ المشغل العقوبات التأديبية التي تتخذ في حق األجير بشكل
متدرج الرتكابه خطأ غير جسيم داخل أجل السنة .و تتمثل هذه العقوبات في :اإلنذار ثم
التوبيخ؛ ثم التوبيخ الثاني ،أو التوقيف عن الشغل مدة ال تتعدى ثمانية أيام ثم التوبيخ الثالث،
أو النقل إلى مصلحة أو مؤسسة أخرى عند االقتضاء ،مع مراعاة مكان سكنى األجير.
ويكون إنهاء عقد الشغل غير محدد المدة مشروعا إذا قدم األجير استقالتة عن العمل للمشغل،
شريطة المصادقة على صحة إمضائها من طرف الجهة المختصة و صدورها بدون إكراه،
مع احترام األجير ألجل اإلخطار.،
و يكون إنهاء عقد الشغل مبررا من طرف المشغل إذا فقد األجير قدرته على االستمرار في
مزاولة شغله ،أو إذا زاد غيابه عن العمل لمرض غير المرض المهني ،أو لحادثة غير حادثة
الشغل ،على مائة وثمانين يوما متوالية خالل فترة ثالثة مائة وخمسة وستين يوما ،حيث يحق
للمشغل أن يعتبره في حكم المستقيل.
ويتصف إنهاء عقد الشغل من طرف المشغل بالمشروعية في حالة وصول األجير إلى سن
التقاعد.
كما يكون إنهاء عقد الشغل الخاص بمندوب األجراء أو الممثل النقابي داخل المقاولة مبررا من
طرف المشغل إذا حصل على موافقة العون المكلف بتفتيش الشغل ،حيث يمنع على المشغل
فصل مندوب األجراء أو الممثل النقابي داخل المقاولة دون الحصول على موافقة العون
المكلف بتفتيش الشغل ،و إال اعتبر فصال تعسفيا.
آثار اإلنهاء غير المشروع لعقد الشغل
يجب أن نميز بين آثار اإلنهاء غير المشروع لعقد الشغل محدد المدة و
عقد الشغل إلنجاز شغل معين من جهة أولى ،وآثار اإلنهاء غير
المشروع لعقد الشغل غير محدد المدة من جهة ثانية.
آثار اإلنهاء غير المشروع لعقد الشغل محدد المدة و عقد
الشغل إلنجاز شغل معين
إذا أنهي عقد الشغل المحدد المدة أو عقد الشغل إلنجاز شغل معين قبل انتهاء
مدة العقد أو قبل إنجاز العمل بشكل تعسفي ،توجب على الطرف الذي أنهى
العقد تعويض الطرف اآلخر تعويضا يعادل مبلغ األجور المستحقة عن
الفترة المتراوحة ما بين تاريخ إنهاء العقد واألجل المحدد له.
كما يمكن لألجير أن يرفع دعوى على المشغل لمطالبته بالتعويض عن
الضرر إذا ترتب عن إنهاء المشغل لعقد الشغل المحدد المدة أو عقد الشغل
إلنجاز شغل معين أضرار لألجير ،وهذا ما نصت عليه صراحة الفقرة
األولى من المادة 41من مدونة الشغل التي تنص على أنه ” :يحق
للطرف المتضرر ،في حالة إنهاء الطرف اآلخر للعقد تعسفيا ،مطالبته
بالتعويض عن الضرر“.
آثار اإلنهاء غير المشروع لعقد الشغل غير محدد المدة
إذا تم إنهاء عقد الشغل غير المحدد المدة بصفة تعسفية من طرف المشغل ،فإن األجير إما أن يتم إرجاعه إلى العمل ،أو
تصرف له التعويضات التالية :
التعويض عن عدم احترام أجل اإلخطار :فإذا تم إنهاء عقد الشغل غير المحدد المدة دون إعطاء أجل اإلخطار ،أو قبل
انصرام مدته ،استحق األجير تعويضا عن اإلخطار يعادل األجر الذي كان من المفروض أن يتقاضاه األجير ،لو
استمر في أداء شغله.
وأجل اإلخطار كما مر معنا عبارة عن فترة أو مدة يجب احترامها من الطرف الذي يريد وضع حد لعقد الشغل .هذه
المدة يبدأ سريانها من اليوم الموالي لإلشعار بالرغبة في وضع حد لعقد الشغل ،وتنتهي بحلول تاريخ إنهائه.
ولقد حدد المرسوم رقم 2.04.469أجل اإلخطار على الشكل التالي :
-1بالنسبة لألطر ومن شابههم ،حسب أقدميتهم :
-أقل من سنة .........................................................................شهر واحد ؛
-من سنة إلى 5سنوات ...............................................................شهران ؛
-أكثر من خمس سنوات ............................................................ثالثة أشهر.
-2بالنسبة للمستخدمين والعمال حسب أقدميتهم :
-أقل من سنة .......................................................................ثمانية أيام ؛
-من سنة إلى 5سنوات ............................................................شهر واحد ؛
-أكثر من خمس سنوات ...............................................................شهران.
آثار اإلنهاء غير المشروع لعقد الشغل غير محدد المدة ”
تتمة“
التعويض عن الفصل :يستفيد من هذا التعويض األجير الذي قضى ستة أشهر من الشغل
داخل نفس المقاولة ،بصرف النظر عن الطريقة التي يتقاضى بها أجره ،وعن دورية
أدائه .ويحتسب التعويض عن الفصل على أساس أقدمية األجير في العمل.
و يعادل مبلغ التعويض عن الفصل ،عن كل سنة ،أو جزء من السنة من الشغل الفعلي ،ما
يلي:
• 96ساعة من األجرة ،في ما يخص الخمس سنوات األولى من األقدمية؛
• 144ساعة من األجرة ،في ما يخص فترة األقدمية المتراوحة بين السنة السادسة
والعاشرة؛
• 192ساعة من األجرة ،في ما يخص مدة األقدمية المتراوحة بين السنة الحادية عشرة
والخامسة عشرة؛
• 240ساعة من األجرة ،في ما يخص مدة األقدمية التي تفوق السنة الخامسة عشرة.
و يقدر التعويض عن الفصل على أساس معدل األجور المتقاضاة خالل األسابيع االثنين
والخمسين السابقة لتاريخ اإلنهاء.
ويرفع هذا التعويض بنسبة مائة بالمائة إذا تم فصل مندوب األجراء أوالممثل النقابي
بالمقاولة خالل مدة انتدابهم.
آثار اإلنهاء غير المشروع لعقد الشغل غير محدد المدة ” تتمة“
التعويض عن الضرر :منحت المادة 41من مدونة الشغل الحق للطرف المتضرر ،في حالة إنهاء الطرف اآلخر
للعقد تعسفيا ،مطالبته بالتعويض عن الضرر.
ولقد حددت نفس المادة مبلغ التعويض عن عن الضرر الذي يستحقه األجير الذي تعرض للفصل التعسفي وذلك على
أساس أجر شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة على أن ال يتعدى سقف 36شهرا.
التعويض عن فقدان الشغل :تم إقرار هذا النوع من التعويضات سنة .2014و يصرف هذا التعويض لألجير الذي
فقد عمله بشكل ال إرادي وانخرط في بحث جدي عن عمل جديد .و يؤدى التعويض عن فقدان الشغل من طرف
الصندوق الوطني للضمان االجتماعي عكس التعويضات األخرى التي يتحملها المشغل ،.و يصرف هذا
التعويض لمدة أقصاها ستة أشهر ابتداء من اليوم الموالي لتاريخ فقدان الشغل.
ولكي يستفيد األجير من هذا التعويض يجب أن يكون مسجال كطالب للشغل لدى الوكالة الوطنية إلنعاش التشغيل
والكفاءات ،وأن يثبت توفره على فترة للتامين بنظام الضمان االجتماعي ال تقل عن 780يوما خالل السنوات
الثالث السابقة لتاريخ فقدان الشغل ،منها 260يوما خالل اإلثني عشر شهرا السابقة لهذا التاريخ.
و يساوي مقدار التعويض عن فقدان الشغل %70من األجر الشهري المتوسط المصرح به لفائدة األجير خالل
الستة وثالثين شهرا األخيرة التي تسبق تاريخ فقدان الشغل ،دون أن يتجاوز هذا المقدار الحد األدنى القانوني
لألجر.
ولالستفادة من هذا التعويض يجب إيداع طلب التعويض عن فقدان الشغل لدى الصندوق الوطني للضمان
االجتماعي ،داخل اجل الستين يوما الموالية لليوم األول من فقدان الشغل ،تحت طائلة سقوط الحق ،ما عدا في
حالة قوة قاهرة.
آثار إنهاء عقد الشغل ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو
اقتصادية وإغالق المقاوالت
يترتب عن إنهاء المشغل لعقود عمل أجرائه ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو ما يماثلها ،أو ألسباب اقتصادية،
استحقاق هؤالء األجراء للتعويض عن أجل اإلخطار ،وعن الفصل ،سواء حصل المشغل على اإلذن اإلداري
بفصلهم عن العمل أو ال.
أما التعويض عن الضرر فال يستفيد منه إال األجراء الذين تم فصلهم دون الحصول على اإلذن اإلداري المتطلب
للفصل ،شريطة حصولهم على حكم قضائي يقضي باستحقاقهم لهذا التعويض ،ما لم يتم إرجاعهم إلى شغلهم مع
احتفاظهم بحقوقهم .وبالتالي فإن األجراء الذين تم فصلهم بناء على قرار عامل العمالة أو اإلقليم ،ال يستحقون
التعويض عن الضرر.
وتجدر اإلشارة إلى أن التعويض عن الفصل يرفع بنسبة %100إذا تعلق األمر بمندوبي األجراء والممثلون
النقابيون ،فهؤالء ال يتسحقون التعويض المضاعف فقط بسبب اإلنهاء غير المشروع لعقد الشغل ،بل حتى في
حالة فصلهم عن العمل ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو اقتصادية وإغالق المقاوالت ،وهذا ما قضت به محكمة
النقض المغربية في إحدى قراراتها الصادر بتاريخ 15ماي 2009الذي جاء فيه مايلي ” :يعيب الطاعن على
القرار خرقه القانون بخرق مقتضيات المادة 58من مدونة الشغل الناصة على رفع التعويض المستحق لمندوبي
األجراء بنسبة ،%100فقد كان مندوبا للعمال وهو ما لم تنازع فيه المطلوبة إال أن القرار المطعون فيه لم
يطبق المادة 58المذكورة بعلة أن المندوب ال يستفيد من التعويض المضاعف إال في حالة الفصل التعسفي
والحال أن هذه المادة تتحدث عن الفصل بشكل عام سواء كان تعسفيا أم مبررا ،مما يجعل القرار خارقا
للمقتضى القانوني أعاله وهو بذلك عرضة للنقض.
حيت تبين صحة ما عابه الفرع من الوسيلة على القرار ،ذلك أنه بمقتضى المادة 70من مدونة الشغل بشأن إنهاء
عقد العمل ألسباب اقتصادية أو هيكلية أو تكونولوجية يستحق األجير التعويض المنصوص عليه بالمادتين 51
و 52من نفس المدونة المتعلقين بالتعويض عن اإلخطار والفصل ،وأن المادة 70المذكورة لم تستثن مقتضيات
المادة 58من المدونة المتعلقة بمضاعفة التعويض المضاعف عن الفصل ،والقرار لما قضى بخالف ذلك بعلة
أن مضاعفة هذا التعويض بالنسبة لهذه الفئة من األجراء ال يكون إال في حال الفصل التعسفي جاء فاسد التعليل
المعتبر بمثابة انعدامه ،مما يوجب نقضه وإبطاله بهذا الخصوص.
عالقات الشغل الجماعية
تمثل عالقات الشغل الجماعية أحد أبرز معالم تطور قانون الشغل .فبحكم الحركية التي
عرفتها عالقات الشغل ،فإن قانون الشغل لم يعد يقتصر على تنطيم عالقات الشغل
الفردية ،بل وجد نفسه مضطرا لتأطير عالقات الشغل الجماعية التي انتشرت نتيجة
دخول أطراف العالقات الشغلية في تكتالت وتحالفات للدفاع عن مصالحهم ،خاصة
األجراء الذين وحدوا جهودهم للدفاع عن مصالحهم المهنية .
ويتطلب الحديث عن عالقات الشغل الجماعية التطرق للمواضيع التالية:
أجهزة الدفاع عن مصالح األجراء؛
المفاوضة الجماعية ؛
اتفاقية الشغل الجماعية؛
تسوية نزاعات الشغل الجماعية.
أجهزة الدفاع عن مصالح األجراء
نظرا لوضعية الضعف التي يتواجد فيها األجراء ،فقد اعترفت مدونة الشغل
لألجراء بحقهم في االنخراط في مجموعة من األجهزة من أجل الدفاع عن
مصالحهم.
وتتمثل هذه األجهزة في النقابات المهنية و مندوبو األجراء ،ولجنة المقاولة،
وأخيرا الممثلون النقابيون داخل المقاولة.
النقابات المهنية
تعتبر النقابات المهنية من األجهزة التي اعترف الدستور المغربي بحق تأسيسها .ولقد أوكل لها أساسا مهمة الدفاع عن
الحقوق والمصالح االجتماعية واالقتصادية لألجراء و النهوض بها .كما اعترف لها الدستور بحرية ممارسة أنشطتها
في نطاق احترام الدستور والقانون.
و من أجل القيام بمهامها الدفاعية فقد اعترف لها المشرع بالشخصية االعتبارية و بالحق في التقاضي و امتالك
المنقوالت أو العقارات ،بعوض أو بغير عوض .كما منع الحكم بحجز المنقوالت والعقارات الالزمة الجتماعات
النقابة المهنية ،وخزانات كتبها ،وكل ما هو ضروري لتلقين دروس في مجال التدريب المهني والثقافة العمالية .كما
يمنع كل شخص طبيعي أو معنوي عرقلة ممارسة الحق النقابي و إال عوقب بغرامة من 25.000إلى 30.000
درهم.
ولتحقيق نفس الغاية يستفيد الممثل النقابي بالمقاولة ،بعد اتفاق مع المشغل ،من فترات تغيب قصد المشاركة في دورات
تكوينية ،أو مؤتمرات ،أو ندوات ،أو لقاءات نقابية وطنية ودولية .و يؤدى األجر عن فترات التغيب في حدود خمسة
أيام متصلة أو غير متصلة في السنة ما لم يتم االتفاق على مدد أطول بين الممثل النقابي والمشغل.
ولقد خولت مدونة الشغل لألجراء الحق في تأسيس النقابات المهنية بكل حرية ،بغض النظر عن عدد األجراء المشتغلين
بالمقاولة أو بالمؤسسة ،شريطة احترام بعض الشروط الشكلية و الموضوعية.
بخصوص الشروط الشكلية؛ فيجب أوال إيداع الملف التأسيسي للنقابة من طرف ممثلي النقابة عند تأسيسها ،أو الشخص
الذي يكلفونه بذلك لدى مكاتب السلطة اإلدارية المحلية ،مقابل وصل إيداع يسلم فورا أو مقابل التأشير على نظير من
الملف في انتظار تسليم الوصل ،أو أن يوجه إليها برسالة مضمونة مع إشعار بالتوصل .ويتكون هذا الملف من :
-القانون األساسي للنقابة المهنية المزمع تأسيسها ،والذي يتعين أن يكون مطابقا لهدف النقابة ،وأن يحدد على
الخصوص ،تنظيمها الداخلي ،وشروط تعيين األعضاء المكلفين بإدارتها ،أو تسييرها ،وكذا شروط االنخراط فيها،
واالنسحاب منها؛
-القائمة الكاملة لألشخاص الذين عهد إليهم ،بتسيير شؤونها ،أو إدارتها ،وفق المقتضيات القانونية المنصوص عليها في
التشريع الجاري به العمل.
ويجب كذلك توجيه هذه الوثائق ،في أربعة نظائر ،من طرف ممثلي النقابة عند تأسيسها ،أو الشخص الذي يكلفونه بذلك
إلى مكاتب السلطة اإلدارية المحلية ،التي تبعث نظيرا منها إلى وكيل الملك.
كما توجه نسخة خامسة من هذه الوثائق إلى المندوب اإلقليمي المكلف بالشغل من طرف ممثلي النقابة عند تأسيسها ،أو
الشخص الذي يكلفونه بذلك .
النقابات المهنية
أما الشروط الموضوعية فتتجلى في ضرورة تمتع األعضاء المكلفون بإدارة النقابات المهنية وتسييرها
بحقوقهم المدنية والسياسية ،وأن يكونوا من جنسية مغربية ،و غير محكوم عليهم نهائيا بأية عقوبة سجن
أو حبس نافذة ،بسبب إحدى الجرائم التالية :السرقة ،النصب ،خيانة األمانة ،الزور واإلدالء به،
تحريض قاصرين على الفساد ،المساعدة على الفساد ،االتجار في المخدرات أو استعمالها ،وكذا بسبب
مخالفة التشريع المتعلق بالشركات ،وإساءة التصرف في أموال مشتركة.
و إذا صدر ضد أي عضو أثناء توليه تسيير نقابة أو إدارتها ،حكم نهائي ،بسبب ارتكابه أحد األفعال
المشار إليها أعاله ،فإنه يجرد من مهامه بقوة القانون.
وبمجرد احترام هذه الشروط الموضوعية و الشكلية فإن النقابة المهنية تتمتع بالشخصية المعنوية ،ويصبح
من حقها القيام بمهامها الدفاعية.
ويمكن وضع حد لوجود النقابة المهنية عن طريق حلها إما بشكل اختياري من طرف أعضائها ،أو بناء
على قانونها التأسيسي الذي قد ينص على الحاالت التي تنتهي بها النقابة المهنية ،أو عن طريق القضاء
الذي قد يصدر حكما بحل النقابة المهنية بعد تقديم النيابة العامة ملتمسا بحل النقابة.
وعند صدور الحكم بحل النقابة ،فإنه يمنع على مؤسسو النقابات ،أو رؤساؤها ،أو مديروها ،أو
متصرفوها ،أيا كانت تسميتهم االستمرار في ممارسة مهامهم في تلك النقابة و إال تمت معاقبتهم بغرامة
من 25.000إلى .30.000
هذا وينبغي التأكيد بأنه طبقا ألحكام الفصل 9من دستور 2011فإنه ال يجوز حل النقابة المهنية بمقتضى
قرار إداري.
مندوبو األجراء
أعطت مدونة الشغل لألجراء الحق في انتخاب من يمثلهم داخل المؤسسة التي يشتغلون بها من أجل إسماع صوتهم
و التعبير عن مطالبهم االجتماعية ،ويسمى هؤالء الممثلين بمندوبي األجراء.
ولقد أوجب المشرع انتخاب مندوب عن األجراء في جميع المؤسسات التي تشغل اعتياديا ما ال يقل عن عشرة
أجراء دائمين .أما بالنسبة للمؤسسة التي تشغل أقل من عشرة أجراء دائمين ،فيمكن لها اتباع نظام مندوبي
األجراء ،وذلك بمقتضى اتفاق كتابي.
ولقد اشترطت مدونة الشغل في األجير المرشح النتخابات مندوبي األجراء أن يحمل الجنسية المغربية ،وأن يبلغ
من العمر عشرين سنة كاملة ،وأن يكون قد اشتغل في المؤسسة لمدة متصلة ال تقل عن سنة ،باستثناء أصول
المشغل ،وفروعه ،وإخوته ،وأصهاره المباشرين الذين يمنع عليهم الترشح لهذه االنتخابات.
كما اشترطت مدونة الشغل في األجراء الناخبين العديد من الشروط حتى يحق لهم انتخاب مندوب األجراء ،تتجلى
في إكمال األجير سن السادسة عشرة ،وقضائه ما ال يقل عن ستة أشهر من الشغل في المؤسسة ،وأن ال يصدر
في حقه أي حكم نهائي ،إما بعقوبة جنائية ،أو بعقوبة حبس نافذة ،من أجل جناية أو جنحة ،باستثناء الجرائم غير
العمدية ،ما لم يرد اعتباره.
و ينتخب مندوبو األجراء لمدة ست سنوات قابلة للتجديد .أما مندوبو أجراء المؤسسات ذات النشاط الموسمي
فينتخبون لمدة الموسم.
وتتمثل مهمة مندوب األجراء حسب مدونة الشغل في :
-تقديم جميع الشكايات الفردية ،المتعلقة بظروف الشغل الناتجة عن تطبيق تشريع الشغل أو عقد الشغل ،أو اتفاقية
الشغل الجماعية أو النظام الداخلي للمقاولة ،إلى المشغل ،إذا لم تقع االستجابة لها مباشرة؛
-إحالة تلك الشكايات إلى العون المكلف بتفتيش الشغل ،إذا استمر الخالف بشأنها.
مندوبو األجراء
ومن أجل القيام بهذه المهام ،خولت مدونة الشغل لمندوبي األجراء مجموعة من اآلليات التي تتمثل أهمها في
وجوب تمكينهم من المكان الالزم ألداء مهامهم ،والسيما لعقد اجتماعاتهم ،حيث يلزم المشغل أن يضع رهن
إشارة مندوبي األجراء هذا المكان .وأن يتيح لهم الوقت الالزم ،لتمكينهم من أداء مهامهم داخل المؤسسة
وخارجها ،وذلك في حدود خمسة عشرة ساعة في الشهر ،بالنسبة لكل مندوب ،ما لم تحل ظروف استثنائية دون
ذلك ،وعليه أن يؤدي إليهم أجر ذلك الوقت ،باعتباره وقتا من أوقات الشغل الفعلي.
ويتمتع مندوبو األجراء بحماية خاصة مقارنة باألجراء العاديين تتجلى :
أوال :في إلزامية موافقة العون المكلف بتفتيش الشغل على كل إجراء تأديبي ،يعتزم المشغل اتخاذه في حق مندوب
األجراء أونائبه ،إذا كان هذا اإلجراء يرمي إلى نقل المندوب أو نائبه من مصلحة إلى أخرى ،أو من شغل إلى
آخر ،أو إلى توقيفه عن شغله ،أو فصله عنه؛
ثانيا :في إلزامية إعالم العون المكلف بتفتيش الشغل باإلجراء التأديبي المزمع اتخاذه من طرف المشغل في حق
مندوب األجراء ،في حالة التوقيف المؤقت لمندوب األجراء الذي ارتكب خطأ جسيما؛
ثالثا :مضاعفة التعويض عن فصل مندوب األجراء عن العمل خالل مدة انتدابه ،سواء كان الفصل تعسفيا أو
ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو اقتصادية وإغالق المقاوالت.
وتنتهي مهام مندوب األجراء بوفاته ،أو باستقالته ،أو ببلوغه السن القانوني للتقاعد ،أو بإنهاء عقد شغله ،أوبصدور
حكم نهائي عليه ،إما بعقوبة جنائية ،أو بعقوبة حبس نافذة ،من أجل جناية أو جنحة ،باستثناء الجرائم غير
العمدية ،ما لم يرد اعتباره .كما يمكن إنهاء مهمة مندوب األجراء بسحب الثقة منه مرة واحدة فقط بقرار
مصادق على صحة إمضائه يتخذه ثلثا األجراء الناخبين ،بعد مرور نصف مدة االنتداب.
لجنة المقاولة
تعتبر لجنة المقاولة من األجهزة التي استحدثتها مدونة الشغل ،وفرضت خلقها في في كل مقاولة تشغل اعتياديا خمسين
أجيرا على األقل ،وهي عبارة عن هيئة استشارية تتدخل لتبدي رأيها في المسائل التالية :
-التغييرات الهيكلية والتكنولوجية للمقاولة؛
-الحصيلة االجتماعية للمقاولة عند إقرارها؛
-االستراتيجية اإلنتاجية للمقاولة ووسائل رفع المردودية؛
-وضع مشاريع اجتماعية لفائدة األجراء والسهر على تنفيذها؛
-برنامج التدرج والتدريب من أجل اإلدماج المهني ومحو األمية والتكوين المستمر لألجراء.
-كما تتدخل لجنة المقاولة في مسطرة الفصل ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو اقتصادية وإغالق المقاوالت لتحل محل
محل مندوبي األجراء في المقاوالت التي يزيد عدد األجراء بها عن خمسين أجيرا ،حيث يجب على المشغل الذي
يعتزم فصل األجراء ،كال أو بعضا ،ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو ما يماثلها ،أو ألسباب اقتصادية ،أن يبلغ ذلك
للجنة المقاولة قبل شهر واحد على األقل من تاريخ الشروع في مسطرة الفصل.
وتتكون لجنة المقاولة من:
-المشغل أو من ينوب عنه؛
-مندوبين اثنين لألجراء يتم انتخابهما من قبل المندوبين المنتخبين؛
-ممثل أو ممثلين نقابيين اثنين بالمقاولة عند وجودهما.
و تجتمع هذه اللجنة مرة كل ستة أشهر وكلما دعت الضرورة إلى ذلك.
وحتى تتمكن هذه اللجنة من القيام بالمهام الموكولة إليها ،ينبغي تزويد أعضائها بكل البيانات والوثائق الضرورية .غير
أن أعضاء لجنة المقاولة ملزمون بالحفاظ على السر المهني.
الممثلون النقابيون
يعتبر تمثيل النقابة داخل المقاولة من المستجدات التي جاءت بها مدونة الشغل.
وفي إطار المهام الدفاعية التي يقوم بها الممثل النقابي فإنه يطلع ب :
-تقديم الملف المطلبي للمشغل أو من ينوب عنه؛
-الدفاع عن المطالب الجماعية وإجراء المفاوضات حولها؛
المساهمة في إبرام االتفاقيات الجماعية.
وحتى يتمكن الممثل النقابي داخل المقاولة من القيام بمهامه الدفاعية ،فإن المشغل ملزم بأن يضع رهن إشارة
الممثلون النقابيون ،المكان الالزم ليتمكن من أداء مهامهم ،والسيما لعقد اجتماعاتهم .وأن يتيح لهم الوقت
الالزم ،لتمكينهم من أداء مهامهم داخل المؤسسة وخارجها ،وذلك في حدود خمسة عشرة ساعة في الشهر،
بالنسبة لكل ممثل نقابي ،ما لم تحل ظروف استثنائية دون ذلك ،وعليه أن يؤدي إليهم أجر ذلك الوقت،
باعتباره وقتا من أوقات الشغل الفعلي.
ويتمتع الممثل النقابي بنفس الحماية التي يتمتع بها مندوب األجراء و التي تتجلى :
أوال :في إلزامية موافقة العون المكلف بتفتيش الشغل على كل إجراء تأديبي ،يعتزم المشغل اتخاذه في حق
الممثل النقابي ،إذا كان هذا اإلجراء يرمي إلى نقل الممثل النقابي من مصلحة إلى أخرى ،أو من شغل إلى
آخر ،أو إلى توقيفه عن شغله ،أو فصله عنه؛
ثانيا :في إلزامية إعالم العون المكلف بتفتيش الشغل باإلجراء التأديبي المزمع اتخاذه من طرف المشغل في
حق الممثل النقابي ،في حالة التوقيف المؤقت للمثل النقابي الذي ارتكب خطأ جسيما؛
ثالثا :مضاعفة التعويض عن فصل الممثل النقابي عن العمل خالل مدة انتدابه ،سواء كان الفصل تعسفيا أو
ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو اقتصادية وإغالق المقاوالت.
المفاوضة الجماعية
عرفت المادة 92من مدونة الشغل المفاوضة الجماعية على أنها ”الحوار الذي يجري بين ممثلي المنظمات
النقابية لألجراء األكثر تمثيال أو االتحادات النقابية لألجراء األكثر تمثيال من جهة ،وبين مشغل أو عدة
مشغلين أو ممثلي المنظمات المهنية للمشغلين من جهة أخرى“.
و تروم هذه اآللية الحوارية إلى :
-تحديد وتحسين ظروف الشغل والتشغيل؛
-تنظيم العالقات بين المشغلين واألجراء؛
-تنظيم العالقات بين المشغلين أو منظماتهم من جهة وبين منظمة أو عدة منظمات نقابية لألجراء األكثر تمثيال
من جهة أخرى.
وحرصا من المشرع على إنجاح هذه اآللية فقد فرض كل طرف في المفاوضة الجماعية أن يقدم للطرف اآلخر
المعلومات والبيانات التي يطلبها ،والضرورية لتسهيل إجراء المفاوضة .كما يجب على السلطة الحكومية
المكلفة بالشغل ،أو السلطة الحكومية المعنية ،أن توفر للطرفين المتفاوضين اإلحصاءات والبيانات االقتصادية
واالجتماعية والتقنية وغيرها ،لتسهيل إجراء المفاوضة الجماعية.
وتجرى المفاوضة الجماعية إما على مستوى المقاولة أو على مستوى القطاع أو على المستوى الوطني.
فعلى مستوى المقاولة ،تجري المفاوضة الجماعية بين المشغل وبين نقابات األجراء األكثر تمثيال بالمقاولة مرة
كل سنة؛
أما على مستوى القطاع ،فالمفاوضة الجماعية تجري بين المشغل أو المنظمات المهنية للمشغلين وبين المنظمات
النقابية لألجراء األكثر تمثيال بالقطاع مرة كل سنة؛
أما على المستوى الوطني فإن المفاوضة الجماعية تجري بين المنظمات المهنية للمشغلين وبين المنظمات النقابية
لألجراء األكثر تمثيال على المستوى الوطني.
وعند االنتهاء من المفاوضة الجماعية ،ال بد من تدوين نتائجها في محضر أو اتفاق يوقعه الطرفان ،وتوجه نسخة
منه إلى السلطة الحكومية المكلفة بالشغل ،التي توجه نسخة منه إلى مجلس المفاوضة الجماعية.
اتفاقية الشغل الجماعية
تصدت مدونة الشغل لتعريف اتفاقية الشغل الجماعية عبر المادة 104التي نصت على
أن ” "اتفاقية الشغل الجماعية" ،هي عقد جماعي ينظم عالقات الشغل ،ويبرم بين
ممثلي منظمة نقابية لألجراء األكثر تمثيال ،أو عدة منظمات نقابية لألجراء األكثر
تمثيال ،أو اتحاداتها ،من جهة ،وبين مشغل واحد ،أو عدة مشغلين يتعاقدون بصفة
شخصية ،أو ممثلي منظمة مهنية للمشغلين أو عدة منظمات مهنية للمشغلين من جهة
أخرى.
يجب ،تحت طائلة البطالن ،أن تكون اتفاقية الشغل الجماعية مكتوبة“.
وتلعب اتفاقية الشغل الجماعية دورا بارزا في القانون االجتماعي لكونها تعتبر من
المصادر المهمة التي تنظم عالقات الشغل لقدرتها على استيعاب و التأقلم مع حاجيات
الخاصة لكل عالقات الشغل على حدة
ومن أبرز إيجابيات اتفاقيات الشغل الجماعية أنها تضمن مشاركة األجراء في تقرير ما
سيسري عليهم من أحكام ،عكس بعض المصادر األخرى كالنظام الداخلي للمقاولة
الذي يستفرد بوضعه المشغل دون إشراكه لألجراء.
شروط اتفاقية الشغل الجماعية
اتفاقية الشغل الجماعية باعتبارها اتفاق وليد إرادتي المشغلين و األجراء ،يجب أن تحترم
مجموعة من الشروط الموضوعية و الشكلية.
الشروط الموضوعية التفاقية الشغل الجماعية
تنقسم الشروط الموضوعية المتطلبة لصحة إبرام اتفاقية الشغل الجماعية إلى قسمين،
األولى تتعلق بطرفي اتفاقية الشغل الجماعية ،والثانية تهم مضمون االتفاقية.
فيما يخص طرفي اتفاقية الشغل الجماعية أي األجراء و المشغلين ،فقد حددتهم المادة
104من مدونة الشغل.
بالنسبة للطرف األول في اتفاقية الشغل الجماعية أي األجراء ،فإما أن أن يكونوا ممثلي
منظمة نقابية لألجراء األكثر تمثيال ،وإما أن يكونوا ممثلي عدة منظمات نقابية
لألجراء األكثر تمثيال ،أو ممثلي اتحادات المنظمات النقابية لألجراء األكثر تمثيال.
بالنسبة للطرف الثاني في اتفاقية الشغل الجماعية أي المشغلون ،فإما أن أن يكون مشغل
واحد أو عدة مشغلين يتعاقدون بصفة شخصية سواء كانوا أشخاصا ذاتيين أو
معنويين ،وإما أن يكونوا ممثلي منظمة مهنية للمشغلين ،أو ممثلي عدة منظمات مهنية
للمشغلين.
الشروط الموضوعية التفاقية الشغل الجماعية
أما فيما يتعلق بمضمون اتفاقية الشغل الجماعية ،فإن هذه األخيرة يجب أن تحتوي على األحكام التي تهم عالقات
الشغل والسيما:
– 1عناصر األجر المطبق على كل فئة من الفئات المهنية وهي:
أ) المعامالت التسلسلية المتعلقة بمختلف مستويات المؤهالت المهنية ،وتطبق هذه المعامالت على أساس الحد األدنى
ألجر األجير الذي ال يتوفر على مؤهالت ،قصد تحديد الحد األدنى ألجور باقي فئات األجراء ،حسب مؤهالتهم
المهنية.
ب) كيفيات تطبيق المبدأ الذي يعتبر أن المساواة في قيمة الشغل تقتضي المساواة في األجر ،وذلك فيما يخص
اإلجراءات المتبعة لتسوية الصعوبات التي قد تنشأ في هذا الشأن.
– 2العناصر األساسية التي تساعد على تحديد مستويات المؤهالت المهنية ،وخاصة منها البيانات المتعلقة بالشهادات
المهنية ،أو بغيرها من الشهادات؛
– 3شروط وأنماط تشغيل األجراء وفصلهم ،على أال تنطوي األحكام المقررة في هذا الشأن ،على ما يمس حرية
األجير ،في اختيار النقابة التي يرغب في االنتماء إليها؛
– 4األحكام المتعلقة بإجراءات مراجعة اتفاقية الشغل الجماعية ،وتعديلها ،وإلغائها كال أو بعضا؛
– 5اإلجراءات المتفق عليها بين الطرفين لتسوية نزاعات الشغل الفردية والجماعية ،التي قد تحدث بين المشغلين
واألجراء المرتبطين باالتفاقية؛
– 6تنظيم تكوين مستمر لفائدة األجراء ،يهدف إلى تحقيق ترقيتهم االجتماعية والمهنية ،وإلى تحسين معارفهم العامة
والمهنية ،ومالءمتها مع التطورات التكنولوجية؛
– 7التعويضات؛
– 8التغطية االجتماعية؛
– 9الصحة والسالمة المهنية؛
– 10ظروف وشروط الشغل؛
– 11التسهيالت النقابية؛
– 12الشؤون االجتماعية.
الشروط الشكلية التفاقية الشغل الجماعية
تعتبر اتفاقية الشغل الجماعية من العقود الشكلية التي اشترط المشرع لصحتها مجموعة من
الشروط هي الكتابة و اإليداع و إلصاق اإلعالن .
الكتابة
اشترط المشرع عند معرض تعريفه التفاقية الشغل الجماعية في المادة 104من مدونة الشغل أن
تكون اتفاقية الشغل الجماعية مكتوبة ،و إال اعتبرت باطلة.والعبرة في ذلك يتجلى في كون
اتفاقية الشغل الجماعية عقد جماعي يضم العديد من األطراف كما يتضمن العديد من األحكام
التي ينبغي تحريرها ،إضافة إلى اإلنضمام إليها من طرف غير موقع عليها ،ولهذا يتعين أن
تكون مكتوبة لإلطالع على أحكامها قبل االنضمام إليها.
اإليداع
أوجب المشرع على الطرف الراغب في التعجيل بتنفيذ اتفاقية الشغل الجماعية ،القيام بإيداعها،
دون مصاريف ،لدى كتابة ضبط المحكمة االبتدائية التي تدخل ضمن دائرة نفوذها األماكن
التي ستطبق فيها ،ولدى السلطة الحكومية المكلفة بالشغل.
تقوم كل من كتابة الضبط لدى المحكمة االبتدائية والسلطة الحكومية المكلفة بالشغل عند تسلم
االتفاقية ،بتسليم وصل عن اإليداع.
نطاق تطبيق اتفاقية الشغل الجماعية
يتحدد نطاق تطبيق اتفاقية الشغل الجماعية على المستوى المكاني والزماني و الشخصي.
النطاق الجغرافي التفاقية الشغل الجماعية
يملك طرفي اتفاقية الشغل الجماعية الحق في تحديد مجال سريان اتفاقية الشغل الجماعية
من حيث المكان إما على صعيد المقاولة برمتها ،أو في مؤسسة واحدة أو عدة
مؤسسات تابعة لها ،وذلك على صعيد جماعة محلية معينة ،أو منطقة معينة ،أو في
جميع التراب الوطني.
وإذا سكت األطراف عن تحديد نطاق سريان اتفاقية الشغل من حيث المكان ،فإنها تطبق
فقط في دائرة اختصاص المحكمة التي أودعت االتفاقية بكتابة الضبط لديها ،طبقا
للمادة 106أعاله.
النطاق الزماني التفاقية الشغل الجماعية
اتفاقية الشغل الجماعية مثلها مثل عقد الشغل يمكن أن تبرم لمدة غير محددة أو لمدة محددة أو من أجل إنجاز
شغل معين.
و إذا أبرمت اتفاقية الشغل الجماعية لمدة غير محددة فإنه يمكن إنهاؤها في أي وقت ،بإرادة أحد الطرفين،
شريطة تبليغ هذا اإلنهاء إلى جميع أطرافها ،وإلى كتابة ضبط المحكمة المعنية ،وإلى السلطة الحكومية
المكلفة بالشغل ،وذلك قبل التاريخ المحدد إلنهائها بشهر على األقل.
غير أنه إذا كان أحد طرفي اتفاقية الشغل الجماعية يجسد إما عدة منظمات نقابية لألجراء األكثر تمثيال ،وإما
عدة مشغلين أو منظمات مهنية للمشغلين ،فإن اتفاقية الشغل الجماعية غير محددة المدة ال تنتهي إال بتخلي
آخر منظمة نقابية من المنظمات النقابية لألجراء األكثر تمثيال ،أو آخر مشغل من أولئك المشغلين ،أو آخر
منظمة مهنية للمشغلين من تلك المنظمات عن االتفاقية .ويمكن لباقي المنظمات النقابية لألجراء
والمنظمات المهنية للمشغلين ،بعد تخلي إحداها عن اتفاقية الشغل الجماعية ،أن تقوم بدورها ،خالل
العشرة أيام الموالية لتوصلها بقرار اإلنهاء ،بتبليغ قرارها بإنهاء االتفاقية إلى األطراف األخرى ،في
التاريخ الذي حددته أول منظمة نقابية لألجراء أو أول منظمة مهنية للمشغلين تخلت عن االتفاقية.
و تنبغي اإلشارة أنه رغم إنهاء اتفاقية الشغل الجماعية لمدة غير محددة ،فإن آثارها تظل سارية المفعول بعد
حلول أجلها ،حيث يحتفظ األجراء باالستفادة من المنافع التي اكتسبوها بموجب تلك االتفاقية ،ما لم يبرم
اتفاق جديد ،فرديا كان أو جماعيا ينص على منافع أفيد لصالح األجراء.
أما اتفاقية الشغل الجماعية محددة المدة فهي التي تبرم لمدة محدودة ال ينبغي أن تتجاوز ثالث سنوات.
و تنبغي اإلشارة أنه رغم إنهاء اتفاقية الشغل الجماعية المبرمة لمدة محددة ،فإن آثارها تظل سارية المفعول
بعد حلول أجلها ،حيث يحتفظ األجراء باالستفادة من المنافع التي اكتسبوها بموجب تلك االتفاقية ،ما لم
يبرم اتفاق جديد ،فرديا كان أو جماعيا ينص على منافع أفيد لصالح األجراء.
واتفاقية الشغل من أجل إنجاز مشروع معين هي االتفاقية التي تبرم من أجل إنجاز مشروع معين وتبقى
قائمة إلى حين االنتهاء من إنجازه.
النطاق الشخصي التفاقية الشغل الجماعية
حددت المادة 112من مدونة الشغل األشخاص الخاضعون التفاقية الشغل الجماعية وهم كالتالي :
-المنظمات النقابية لألجراء التي وقعتها أو انضمت إليها ،واألشخاص المنتمون إلى تلك المنظمات
النقابية ،أو الذين يصبحون أعضاء فيها .فقد فتحت مدونة الشغل لكل منظمة نقابية لألجراء ليست طرفا
من أطراف مؤسسيها االنضمام فيما بعد التفاقية الشغل الجماعية شريطة ،تبليغ االنضمام برسالة
مضمونة مع اإلشعار بالتوصل ،إلى أطراف اتفاقية الشغل الجماعية ،وإلى السلطة الحكومية المكلفة
بالشغل ،وإلى كتابة الضبط بالمحكمة االبتدائية النافذة بدائرتها االتفاقية المذكورة؛
-المشغل أو المشغلون الذين وقعوها بصفتهم الشخصية؛ أو كل مشغل انضم إليها .فقد فتحت مدونة الشغل
لكل مشغل ال يعد من األطراف المؤسسين التفاقية الشغل الجماعية االنضمام فيما بعد التفاقية الشغل
الجماعية ،شريطة تبليغ االنضمام برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل ،إلى أطراف اتفاقية الشغل
الجماعية ،وإلى السلطة الحكومية المكلفة بالشغل ،وإلى كتابة الضبط بالمحكمة االبتدائية النافذة بدائرتها
االتفاقية المذكورة.
-المنظمات المهنية للمشغلين التي وقعتها أو انضمت إليها .فقد فتحت مدونة الشغل لكل منظمة مهنية
للمشغلين ال تعد من األطراف المؤسسين التفاقية الشغل الجماعية االنضمام فيما بعد التفاقية الشغل
الجماعية ،شريطة تبليغ االنضمام برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل ،إلى أطراف اتفاقية الشغل
الجماعية ،وإلى السلطة الحكومية المكلفة بالشغل ،وإلى كتابة الضبط بالمحكمة االبتدائية النافذة بدائرتها
االتفاقية المذكورة.
تنفيذ اتفاقية الشغل الجماعية
اشترطت مدونة الشغل كأول تدبير لضمان حسن تطبيق اتفاقية الشغل الجماعية ضرورة إلصاق
إعالن يشير إلى وجود اتفاقية الشغل الجماعية ،وإلى األطراف الموقعة عليها ،وتاريخ إيداعها،
والجهات التي أودعت لديها.
ويجب إلصاق هذا اإلعالن في األماكن التي يباشر فيها الشغل ،وفي المحالت التي يتم فيها التشغيل،
وذلك من جميع المؤسسات التي يشملها تطبيق اتفاقية الشغل الجماعية.
وفرضت مدونة الشغل على المنظمات النقابية لألجراء والمنظمات المهنية للمشغلين واتحاداتها
الموقعة على اتفاقية الشغل الجماعية التقيد بأحكام هذه االتفاقية ما بقيت سارية المفعول ،وأن
تتفادى كل ما قد يخل بتنفيذها بأمانة.
ومن أجل ضمان سالمة تطبيق اتفاقية الشغل الجماعية أوكلت مدونة الشغل صالحية مراقبة
تطبيق مقتضيات اتفاقية الشغل الجماعية لألعوان المكلفين بتفتيش الشغل.
ويتحمل الطرف الذي أخل بالتزامه اتجاه الطرف اآلخر مسؤولية هذا اإلخالل إذا ترتب عنه
ضرر ،حيث يتوجب عليه أداء تعويض بعد رفع دعوى بذلك.
وال ينحصر رفع الدعوى فقط على الحالة التي يترتب عليها ضرر جراء اإلخالل بإحدى
االلتزامات المترتبة عن إتفاقية الشغل الجماعية ،بل يشمل ذلك كل خالف ناشئ عن اتفاقية
الشغل الجماعية.
تسوية نزاعات الشغل الجماعية
أفرد المشرع لنزاعات الشغل الجماعية مسطرة خاصة تتماشى وخصوصيات عالقات
الشغل الجماعية.
غير أنه ال بد من التنبيه إلى أن اللجوء لهذه المسطرة الخاصة التي نظمها المشرع في
الكتاب السادس من مدونة الشغل ال يتم إال إذا لم تتضمن اتفاقية الشغل الجماعية
مقتضيات خاصة بالبت في نزاعات الشغل الجماعية بين األطراف المرتبطة باتفاقية
الشغل الجماعية .
وقبل الحديث عن مسطرة حل نزاعات الشغل الجماعية ،البد أوال من التطرق لمفهوم
نزاع الشغل الجماعي.
مفهوم نزاعات الشغل الجماعية
تولت المادة 549من مدونة الشغل تحديد المقصود بنزاعات الشغل الجماعية حينما
اعتبرتها ” كل الخالفات الناشئة بسبب الشغل ،والتي يكون أحد أطرافها منظمة نقابية
لألجراء أو جماعة من األجراء ،ويكون هدفها الدفاع عن مصالح جماعية ،مهنية،
لهؤالء األجراء.
كما تعد نزاعات الشغل الجماعية كل الخالفات الناشئة بسبب الشغل والتي يكون أحد
أطرافها مشغل واحد ،أو عدة مشغلين ،أو منظمة مهنية للمشغلين ،ويكون هدفها الدفاع
عن مصالح المشغل أو المشغلين أو المنظمة المهنية للمشغلين المعنيين“.
ويتضح من هذا التعريف أنه للقول بوجود نزاع شغل جماعي ال بد أن يكون سببه هو
الشغل ،وأن يتعلق بمصلحة مشتركة سواء لألجراء أو المشغلين وليس بمصلحة
فردية.
مسطرة تسوية نزاعات الشغل الجماعية
تمر مسطرة حل نزاعات الشغل الجماعية بمرحلتين هي المصالحة و التحكيم.
المصالحة
يقصد بالمصالحة في مجال نزاعات الشغل الجماعية عرض كل خالف بسبب الشغل على األشخاص و
الهيئات التي حددتها مدونة الشغل بقصد تفادي نشوء نزاع شغل جماعي.
و تقطع المصالحة العديد من المراحل بحسب حجم و أهمية الخالف الجماعي.
ففي المرحلة األولى يجب عرض الخالف الجماعي إما على أنظار العون المكلف بتفتيش الشغل أو
المندوب المكلف بالشغل لدى العمالة أو اإلقليم .فإذا تعلق األمر بخالف جماعي يهم مقاولة واحدة ،فإن
محاولة التصالح تجرى أمام العون المكلف بتفتيش الشغل ،أما إذا تعلق األمر بخالف جماعي يهم أكثر
من مقاولة فإن محاولة التصالح تجرى أمام المندوب المكلف بالشغل لدى العمالة أو اإلقليم.
و في حالة عدم التوصل ألي اتفاق فإنه يتم االنتقال إلى المرحلة الثانية حيث يجب عرض نزاع الشغل
الجماعي أمام اللجنة اإلقليمية للبحث والمصالحة ،إما من طرف المندوب اإلقليمي المكلف بالشغل لدى
العمالة أو اإلقليم ،أو العون المكلف بتفتيش الشغل ،أو أحد أطراف الخالف الجماعي.
وتتكون هذه اللجنة بالتساوي من ممثلين عن اإلدارة والمنظمات المهنية للمشغلين والمنظمات النقابية
لألجراء األكثر تمثيال ،ويترأسها عامل العمالة أو اإلقليم ،و يتولى كتابة اللجنة المندوب اإلقليمي المكلف
بالشغل.
وتقوم اللجنة اإلقليمية للبحث والمصالحة ببذل جهدها لتسوية نزاع الشغل الجماعي ،بغية التوصل إلى اتفاق
بين األطراف ،وذلك داخل أجل ال يتعدى ستة أيام من تاريخ رفع النزاع الجماعي للشغل إليها.
و إذا تمكنت من تحقيق المصالحة بين أطراف نزاع الشغل الجماعي ،فينبغي توقيع محضر بذلك من طرف
رئيس اللجنة واألطراف ،وتسلم نسخة منه إلى األطراف المعنية ،ويبلغ إليهم عند االقتضاء.
المصالحة
أما إذا عجزت اللجنة اإلقليمية للبحث والمصالحة عن تحقيق المصالحة بين أطراف نزاع
الشغل الجماعي ،فإن النزاع يحال مباشرة إلى اللجنة الوطنية للبحث والمصالحة،
داخل أجل ثالثة أيام .وهنا تبدأ المرحلة الثالثة حيث تتولى اللجنة الوطنية للبحث
والمصالحة النظر في النزاع ،و يتعين عليها بدل ما في وسعها لحل نزاع الشغل
الجماعي داخل أجل ال يتعدى ستة أيام من تاريخ رفع النزاع الجماعي للشغل إليها.
ويترأس هذه اللجنة الوزير المكلف بالشغل أو من ينوب عنه ،وتتكون بالتساوي من
ممثلين عن اإلدارة والمنظمات المهنية للمشغلين والمنظمات النقابية لألجراء األكثر
تمثيال .يتولى كتابة اللجنة الوطنية للبحث والمصالحة رئيس مصلحة تفتيش الشغل.
و تجدر اإلشارة أن اللجنة الوطنية للبحث والمصالحة تختص كذلك في البت في نزاع
الشغل الجماعي الذي يمتد إلى عدة عماالت أو أقاليم أو إلى مجموع التراب الوطني.
التحكيم
يعهد بإجراء التحكيم إلى حكم يختاره األطراف باتفاق بينهم ،ضمن قائمة حكام تصدر بقرار
للوزير المكلف بالشغل .وإذا تعذر توصل األطراف إلى اتفاق على اختيار الحكم ،ألي سبب
كان ،فإن الوزير المكلف بالشغل ،يعين حكما من نفس القائمة المذكورة ،في أجل ثمانية
وأربعين ساعة.
ويظهر من المادة 567من مدونة الشغل أن مسطرة التحكيم ليست إلزامية ،إذ يمكن للجنة
اإلقليمية للبحث والمصالحة أو اللجنة الوطنية للبحث والمصالحة إحالة النزاع الجماعي للشغل
إلى التحكيم بعد موافقة أطراف النزاع ،و ذلك إذا لم يحصل أي اتفاق أمام اللجنتين
المذكورتين ،أو إذا بقي خالف بشأن بعض النقط ،أو إذا تخلف األطراف أو أحدهم عن
الحضور.
و يبت الحكم في نزاع الشغل الجماعي بحضور األطراف ،الذين يلتزمون بتقديم كل ما يطلبه
منهم الحكم من تسهيالت والمستندات والمعلومات ذات العالقة بالنزاع.
و يبت الحكم ،اعتمادا على قواعد القانون ،في نزاعات الشغل الجماعية المتعلقة بتفسير أو تنفيذ
األحكام التشريعية ،أو التنظيمية ،أو التعاقدية .بينما يبت تبعا لقواعد اإلنصاف ،في باقي
النزاعات الجماعية للشغل ،التي لم ترد بشأنها أحكام تشريعية ،أو تنظيمية ،أو تعاقدية.
و يصدر الحكم قراره التحكيمي داخل أجل ال يتعدى أربعة أيام من تاريخ مثول األطراف أمامه.
ويجب أن يكون هذا القرار معلال ،وأن يتم تبليغه إلى الألطراف داخل 24ساعة من تاريخ
صدوره ،بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل.
التحكيم
ويقبل هذا القرار التحكيمي الطعن الذي تقدمه األطراف أمام الغرفة االجتماعية بمحكمة النقض
التي تتدخل باعتبارها غرفة تحكيمية ،وذلك بسبب الشطط في استعمال السلطة ،أو بسبب
خرق القانون.
و يجب أن تقدم الطعون في القرارات التحكيمية في أجل خمسة عشر يوما من تاريخ تبليغها.
يجب أن تصدر الغرفة التحكيمية قرارها في أجل أقصاه ثالثون يوما من تاريخ رفع الطعن إليها.
يجب تبليغ القرار التحكيمي الصادر عن الغرفة التحكيمية إلى األطراف خالل األربع والعشرين
ساعة من تاريخ صدوره.
إذا قضت الغرفة التحكيمية بنقض القرار التحكيمي كله أو بعضه ،وجب عليها أن تحيل النازلة
إلى حكم جديد ،يعين وفق نفس الشروط التي تحدثنا عنها سابقا.
وفي حالة إذا قضت الغرفة التحكيمية بنقض القرار الجديد ،الصادر عن الحكم ،والمطعون فيه
أمامها مرة أخرى ،وجب عليها تعيين مقرر من بين أعضائها ،إلجراء بحث تكميلي .و تصدر
الغرفة التحكيمية ،في ظرف الثالثين يوما الموالية لصدور قرار النقض الثاني ،قرارا تحكيميا
غير قابل للطعن.