You are on page 1of 18

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة باجي مختار‪-‬عنابة‪-‬‬


‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير علوم التجارية‬
‫تخصص اقتصاد نقدي و بنكي‬
‫سنة الثالثة ليسانس‬

‫المقياس‪ :‬أسواق مالية‬

‫بحث بعنوان‪:‬‬

‫التحليل الفني والتحليل األساسي‬


‫تحت إشراف األستاذ)ة(‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬
‫صياد‬ ‫برنام مروى‬
‫بوحادب شيماء‬
‫سحتوري صفوة‬
‫لعدوي جيهان‬

‫السنة الجامعية ‪2023/2022‬‬


‫خطة البحث‬

‫المقدمة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول التحليل الفني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التحليل الفني و فرضياته‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسس و أقسام التحليل الفني‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬فروع و أدوات التحليل الفني‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية التحليل األساسي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التحليل األساسي و مداخله ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬فرضيات التحليل األساسي‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مراحل التحليل األساسي‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تقييم التحليل الفني و التحليل األساسي و المقارنة بينهما ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مميزات التحليل الفني و االنتقادات الموجهة له‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مزايا و عيوب التحليل األساسي‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المقارنة بين التحليل الفني و التحليل األساسي‪.‬‬

‫الخاتمة‪.‬‬

‫قائمة المصادر و المراجع‪.‬‬


‫مقدمة‬

‫إن المستثمر في األسواق المالية سواء كان فردا أو مؤسسة ‪ ،‬عند اتخاذه لق ارراته االستثمارية قصد الحصول‬

‫على أعلى العوائد مع تحمله ألقل المخاطر‪ ،‬يجد نفسه أمام سؤالين مهمين‪ ،‬األول ‪ :‬ما هي األوراق المالية التي‬

‫يشتريها أو يبيعه ؟ والثاني ‪ :‬متى يقوم بذلك ؟‪ ،‬ولإلجابة على هذين السؤالين يستخدم المستثمرون في األسواق‬

‫المالية غالبا مدخلين رئيسيين لتقييم األوراق المالية وتحديد سعرها في المستقبل‪ ،‬هما مدخل التحليل األساسي و‪/‬أو‬

‫مدخل التحليل الفني‪ ،‬حيث أن لكل مدخل مقاربته وفرضياته وخصائصه وأدواته‪.‬‬

‫يقوم مدخل التحليل األساسي على تحليل ظروف االقتصاد الكلي باستخدام المؤشرات االقتصادية )التضخم‪،‬‬

‫البطالة‪ ،‬الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬السياسة النقدية‪ ،‬السياسة المالية‪ ، (...‬ثم تحليل ظروف القطاع‪ ،‬حيث أنه يمكن‬

‫أن يكون لظروف القطاع تأثير على األداء المالي للشركة سواء كان ايجابي أو سلبي ‪ ،‬ويستخدم في تحليل القطاع‬

‫عدة أداوت منها التنبؤ بالطلب وغيرها من األدوات األخرى‪.‬‬

‫أما مدخل التحليل الفني فيعتمد على تحليل البيانات التاريخية ألسعار األوراق المالية والمجسدة على الرسوم‬

‫البيانية المختلفة من أجل التنبؤ باتجاه حركة األسعار لتحديد التوقيت المناسب للشراء أو البيع‪ ،‬ولتحقيق ذلك يتم‬

‫االعتماد على عدة مؤشرات فنية مثل المتوسطات المتحركة )البسيطة‪ ،‬األسية والمرجحة( أو على المذبذبات )مؤشر‬

‫القوة النسبية‪ ،‬مؤشر تباعد‪/‬تقارب المتوسطات المتحركة ومؤشر الزخم( ‪.‬‬

‫ضمن هذا السياق تبرز إشكالية بحثنا في التساؤالت التالية ‪:‬‬

‫بما يتميز التحليل الفني و التحليل األساسي و ما هو الفرق بينهما ؟‬

‫‪1‬‬
‫التحليل الفني و التحليل األساسي‬

‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول التحليل الفني‪.‬‬

‫إن الفهم الجيد للتحليل الفني يساعد المستثمر في ق ارراته عن طريق التنبؤ باألسعار في المستقبل‪ ،‬وسوف‬

‫نتناول في هذا المبحث التحليل الفني‪ ،‬بداية بتعريفه‪ ،‬والفرضيات التي بني على أساسها‪ ،‬إضافة إلى مبادئه وأدواته‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التحليل الفني و فرضياته‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم التحليل الفني‪:‬‬

‫يمكن تعريف التحليل على أنه ‪ " :‬دراسة حركة السوق من خالل الرسوم والخرائط البيانية بغرض التنبؤ لما‬

‫يمكن أن تكون عليه األسعار في المستقبل‪ ،‬ويتم ذلك من خالل دراسة السجل التاريخي ألسعار سهم ما ومقدار‬

‫‪1‬‬
‫تغيراته‪ ،‬وبالتالي تحديد نمط لهذه التغيرات بغية مساعدة المحلل على التنبؤ بسعر هذا السهم مستقبال "‪.‬‬

‫فحسب إدوارد وماجي‪ " :‬فالتحليل الفني هو علم رصد وتسجيل– عادة في شكل رسم بياني ‪-‬جميع المعلومات‬

‫الخاصة بالتداول( السعر‪ ،‬حجم التداول‪ ،‬تاريخ التداول‪...،‬الخ )لسهم معين أو مجموعة من األسهم‪ ،‬ثم استنتاج‬

‫اتجاه األسعار في المستقبل من الصورة التاريخية المرسوم "‪.‬‬

‫أما جون مرفي‪ " :‬فيعتبر أن التحليل الفني هو دراسة حركة السوق من الرسومات البيانية بغرض التنبؤ باتجاه‬

‫‪2‬‬
‫األسعار مستقبال"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬فرضيات التحليل الفني‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫يقوم التحليل الفني على جملة من المبادئ و االفتراضات تبنى عليها فلسفته تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬كهينة رشام‪ ٬‬األسواق المالية‪ ٬‬محاض ارت موجهة لطلبة الماستر‪ ٬‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ٬‬جامعة‬
‫آكلي محند اولحاج‪ ٬‬البويرة‪ ٬‬الجزائر‪ ٬ 5102-5102 ٬‬ص‪.39‬‬
‫‪ -2‬عبد المجيد المهيلمي‪ ،‬التحليل الفني لألسواق المالية‪ ،‬البالغ للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ، 2006 ،‬ص‪47‬‬
‫‪ -3‬حياة زيد‪ ٬‬دور التحليل الفني في اتخاذ قرار االستثمار باألسهم‪ ٬‬دراسة تطبيقية في عينة من أسواق المال العربية )األردن‬
‫السعودية و فلسطين(‪ ٬‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ ٬‬تخصص األسواق المالية و البورصات‪ ٬‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ٬‬جامعة محمد خيضر‪ ٬‬بسكرة‪ ٬‬الجزائر‪ ٬ 5102-5102 ٬‬ص‪.42‬‬

‫‪2‬‬
‫التحليل الفني و التحليل األساسي‬

‫‪ -1‬تتحدد القيمة السوقية للورقة المالية بناء على تفاعل قوى العرض وقوى الطلب في السوق ‪.‬وبالتالي يؤدي‬

‫التغير في العالقة بين قوى العرض وقوى الطلب على األوراق المالية إلى تغير اتجاه األسعار ‪.‬ويمكن مالحظة هذا‬

‫التغير من خالل تتبع حركة السوق اليومية ‪.‬‬

‫‪ -2‬تتحكم عوامل عديدة في العرض والطلب منها عوامل رشيدة وأخرى غير رشيدة‪ ،‬حيث تتضمن العوامل الرشيدة‪،‬‬

‫المعلومات المالية الخاصة بالسهم تدخل في نطاق اهتمامات التحليل األساسي والتي تنعكس آثارها في سلوك‬

‫المستثمرين بالسوق‪ ،‬وعوامل غير رشيدة ال يمكن قياسها مثل ‪:‬اآلراء واألمزجة والتخمين‪...‬الخ‪ ،‬ويقوم السوق‬

‫بالموازنة بين هذه العوامل بشكل تلقائي مستمر لتحديد األسعار المالئمة ‪.‬‬

‫‪ -3‬باستثناء التقلبات الطفيفة التي تحدث لألسعار من وقت آلخر‪ ،‬فان الحالة العامة تقتضي بان أسعار األسهم‬

‫تميل إلى التحرك في اتجاه معين وتستمر لفترة زمنية طويلة‪.‬‬

‫‪ -4‬يؤدي التغير في عالقة العرض والطلب إلى تغيير في اتجاه األسعار ويمكن مالحظة التغيرات آجال أو عاجال‬

‫في حركة السوق دون الحاجة إلى معرفة أسباب ذلك ‪ .‬ولعل المقصود بهذه النقطة‪ ،‬هو انه ال حاجة إلى بذل‬

‫مجهود في تحليل كم هائل من بيانات ومعلومات عن االقتصاد والصناعة والمنشاة‪ ،‬فهذه المعلومات لن تضيف‬

‫شيئا بقدر ما سوف تتسبب فيه من إرباك‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسس و أقسام التحليل الفني‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أسس التحليل الفني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫تقوم نظرية التحليل المالي على أربعة أعمدة رئيسية هي أن‪:‬‬

‫‪ ‬القيمة السوقية تتحدد نتيجة تفاعل قوى العرض و الطلب‪.‬‬

‫‪ ‬العوامل التي تؤثر على قوى العرض و الطلب متعددة منها العقالني و منها غير العقالني‪.‬‬

‫‪ -1‬جياللي بورزامة‪ ٬‬األسواق المالية‪ ٬‬محاضرات موجهة لطلبة السنة الثالثة ليسانس‪ ٬‬تخصص مالية و محاسبة‪ ٬‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية و التجارية و علوم التسيير‪ ٬‬جامعة أمحمد بوقرة‪ ٬‬بومرداس‪ ٬‬الجزائر‪ ٬ 5151-5103 ٬‬ص‪.012‬‬

‫‪3‬‬
‫التحليل الفني و التحليل األساسي‬

‫ومسارت معينة‪ ،‬وهي تميل إلى االستمرار في نفس اتجاهاتها و عدم تغييره‪.‬‬
‫ا‬ ‫‪ ‬األسعار تتحرك في اتجاهات‬

‫‪ ‬التغيرات التي تطأر على موازيين قوى العرض و الطلب هي نفسها التي تغير اتجاه األسعار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أقسام التحليل الفني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫يشتمل التحليل الفني على قسمين أساسين هما‪:‬‬

‫‪ -1‬التحليل الفني للرسوم البيانية‪:‬‬

‫وهي الصورة التي ظهر فيها التحليل الفني في البداية‪ ،‬حيث كان المحللون الفنيون يحددون حركة سعر السهم‬

‫المستقبلية عن طريق دراسة منحنى سعر السهم على البيان بالعين المجردة فقط ‪ ،‬حيث يعتبر الرسم البياني هو‬

‫األساس‪.‬‬

‫‪ -2‬التحليل الفني اإلحصائي‪:‬‬

‫انبثق هذا النوع من التحليل عن سابقه‪ ،‬وذلك لعدم وجود قوانين ثابتة تحكم التحليل الفني البياني ما يجعل‬

‫النتائج المحصل عليها تختلف من ملل فني آلخر‪ ،‬وقد شاع استخدام التحليل الفني اإلحصائي خاصة بعد ظهور‬

‫الحاسبات اآللية ‪ ،‬والتحليل الفني اإلحصائي يعمل على إيجاد إشارات ثابتة تشير إلى توقيت بداية ونهاية كل من‬

‫الدورات نحو االرتفاع أو الدورات نحو االنخفاض ‪ ،‬وذلك عن طريق مؤشرات تدعى المؤشرات الفنية والتي يكون‬

‫أساس حسابها معطيا ت رقمية حول سعر السهم‪ ،‬حجم التداول‪ ...‬الخ ‪ ،‬وهذا يسمح ببناء نظم التداول اآللية التي‬

‫تعتمد على اإلشارات التي تقدمها مؤشرات التحليل الفني‪ ،‬لكن بالرغم من أن نتائج التحليل الفني اإلحصائي تعتبر‬

‫أكثر منطقية وعلمية من نتائج التحليل البياني فإن ذلك ال يعني االستغناء عنه بل يبقى التحليل البياني عنص ار‬

‫هاما ال يستغني المحلل الفني اإلحصائي عن استخدامه‪.‬‬

‫‪ -1‬عيسى دويس‪ ٬‬التحليل األساسي و التحليل الفني كمدخل لتقييم األوراق المالية‪ ٬‬دراسة على عينة من أسهم الشركات‬
‫المدرجة في بورصة الدار البيضاء للفترة ‪ ٬ 5104-5109‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر‪ ٬‬تخصص مالية المؤسسة‪ ٬‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير‪ ٬‬جامعة قاصدي مرباح‪ ٬‬ورقلة‪ ٬‬الجزائر‪ ٬ 5151-5103 ٬‬ص‪.04‬‬

‫‪4‬‬
‫التحليل الفني و التحليل األساسي‬

‫المطلب الثالث‪ :‬فروع و أدوات التحليل الفني‪.‬‬

‫خالل ما يفوق القرن من الممارسة‪ ،‬طور المحللون الفنيون العديد من الطرق واألدوات التحليلية الفنية ا‬
‫لدرسة‬

‫ومتابعة حركة السوق على أمل التنبؤ باتجاهاتها المستقبلية ‪.‬وعلى الرغم من تعدد وتنوع أدوات التحليل الفني إال أنه‬

‫يمكن تصنيفها في ثالثة فروع )أصناف( رئيسية ‪ :‬التحليل الفني التقليدي‪ ،‬التحليل الفني الحديث والتحليل الفني‬

‫‪1‬‬
‫الفلسفي ‪ .‬لكل فرع أتباعا ومنتسبين أحيانا يكونون كاإلخوة األعداء ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التحليل الفني التقليدي‪:‬‬

‫ويعرف أيضا بتحليل الرسوم البيانية )‪ (Charting‬ألنه يعتمد كليا على استخدام األشكال البيانية لدراسة حركة‬

‫األسعار وكشف اتجاهاتها ‪.‬ويقوم هذا النوع من التحليل الفني على متابعة حركة السوق على الرسوم البيانية من‬

‫خالل تمثيل بيانات السوق )األسعار وحجم التداول ( باستخدام طرق التمثيل البياني المتنوعة قصد اكتشاف نمط‬

‫)شكل( معين لحركة األسعار يساعد على التنبؤ بحركتها المستقبلية‪.‬‬

‫ويتضمن التحليل الفني التقليدي العديد من األدوات يمكن تصنيفها في ثالث مجموعات رئيسية‪:‬‬

‫‪ -‬أداوت تحديد ) كشف ( االتجاه الرئيسي لألسعار مثل خطوط االتجاه‪ ،‬القنوات السعرية‪ ،‬خطوط الدعم والمقاومة‪،‬‬

‫خطوط السرعة‪...‬الخ‪.‬‬

‫الريات‪.‬‬
‫‪ -‬األنماط ) األشكال ( السعرية االستم اررية كالمثلثات‪ ،‬المستطيالت‪ ،‬األعالم و ا‬

‫الرس والكتفان‪ ،‬القمم والقيعان‪ ،‬الشكل المتسع‪ ،‬الماس‪ ،‬الوتد‪.‬‬


‫‪ -‬األنماط ) األشكال ( السعرية االنعكاسية كشكل أ‬

‫ظهور إذ تعود‬
‫ا‬ ‫ويوصف هذا الفرع من التحليل الفني بالتقليدي لحقيقتين ‪ :‬فمن جهة ألنه يمثل التحليل األقدم‬

‫أصوله إلى العصور القديمة‪ ،‬ومن جهة أخرى ألنه ال ا‬


‫يزل المدخل األكثر استخدما في الوقت الحاضر لسهولة‬

‫‪ -1‬خالد بن لطرش‪ ٬‬اختبار مدى تنبؤية و ربحية التحليل الفني لألوراق المالية في األسواق المالية العربية‪ ٬‬أطروحة مقدمة‬
‫لنيل شهادة الدكتوراه‪ ٬‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير‪ ٬‬جامعة فرحات عباس‪ ٬‬سطيف‪ ٬‬الجزائر‪-5104 ٬‬‬
‫‪ ٬ 5103‬ص‪.7-2‬‬

‫‪5‬‬
‫التحليل الفني و التحليل األساسي‬

‫تطبيقه حيث ال يتطلب سوى ورقة وقلم ومسطرة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التحليل الفني الحديث‪:‬‬

‫يعرف أيضا هذا الفرع بالتحليل الفني الكمي أو اإلحصائي‪ ،‬وهو فرع حديث النشأة ) في نهاية القرن الماضي (‬

‫يقوم على استخدام بعض التقنيات و الطرق اإلحصائية و الرياضية المستعملة في المجاالت العلمية األخرى‬

‫كثير في تطوير‬
‫كالرياضيات‪ ،‬الفيزياء‪ ،‬اإللكترونيك ‪...‬الخ ‪ .‬وقد ساهم التطور التكنولوجي في ميدان اإلعالم اآللي ا‬

‫أدوات فنية إحصائية متنوعة و كثيرة‪ ،‬وتسهيل عملية معالجة البيانات كما ونوعا‪.‬‬

‫إن اعتماد هذا النوع من التحليل على األدوات العلمية الكمية يسمح بالتوصل إلى نتائج كمية تساعد المحلل‬

‫على تحديد سرعة وقوة اتجاه )حركة( األسعار بدقة وموضوعية‪ ،‬والتنبؤ باحتماالت صعود أو هبوط األسعار في‬

‫المستقبل ‪ .‬ويتضمن التحليل الفني الحديث مجموعة كبيرة ومتنوعة من أدوات التحليل تسمى المؤشرات الفنية والتي‬

‫يمكن تصنيفها في ثالث مجموعات رئيسية‪:‬‬

‫‪ -‬مؤشرات االتجاه؛‬

‫‪ -‬مؤشرات الزخم؛‬

‫‪ -‬مؤشرات حجم التداول‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التحليل الفني الفلسفي‪:‬‬

‫انتشار من الفروع‬
‫ا‬ ‫يعتبر التحليل الفني الفلسفي أكثر فروع التحليل الفني تعقيدا وغموضا‪ ،‬مما جعله أقل شهرة و‬

‫األخرى ‪ .‬ويقوم التحليل الفلسفي على مجموعة من االعتقادات الفلسفية المبهمة وغير القابلة للتبرير‪ ،‬كاالعتقاد‬

‫بوجود نظام )قانون( طبيعي يحكم كل الظواهر الكونية بما فيها األسواق المالية التي تمثل ‪-‬حسبهم ‪ -‬واحدة من‬

‫تلك الظواهر‪ ،‬أو االعتقاد بتأثير بعض الظواهر الطبيعية والفلكية على سلوك األسواق المالية ‪.‬هذه االعتقادات التي‬

‫بني عليها هذا المدخل دفعت ببعض األكاديميين إلى وصفه بالتنجيم المالي )‪ (Astro finance‬أو الشعوذة المالية‬

‫)‪. ( financial voodoo‬‬

‫‪6‬‬
‫التحليل الفني و التحليل األساسي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية التحليل األساسي‪.‬‬

‫يعتمد التحليل األساسي على المعلومات المرتبطة بالظروف االقتصادية العامة وظروف الصناعة التي تنتمي‬

‫إليها الورقة المالية باإلضافة إلى ظروف المنشأة ذاتها المصدرة للورقة‪ ،‬وذلك بغرض تحديد القيمة الحقيقية للورقة‬

‫المالية ‪ .‬وسيتم توضيح ذلك من خالل هذا المبحث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التحليل األساسي و مداخله ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم التحليل األساسي‪:‬‬

‫يعتبر التحليل األساسي إحدى المداخل األساسية لتحليل االستثمارات المالية‪ ،‬تم تطويره ونشره من طرف كل‬

‫جرهام )‪ (Benjamin Graham‬ودافيد دود )‪ (David Dodd‬في كتابهما" تحليل األوراق المالية‬
‫من بنيامين ا‬

‫جرهام‬
‫)‪ (Security Analysis‬عام ‪ ، 0392‬وكتاب" المستثمر الذكي )‪ (The Intelligent Investor‬الذي نشره ا‬

‫عام ‪.0323‬‬

‫بدرسة وتحليل الظروف المحيطة‬


‫والتحليل األساسي )‪ (Fundamental Analysis‬هو التحليل الذي يهتم ا‬

‫بالشركة والتي تتمثل في الظروف االقتصادية العامة‪ ،‬وظروف الصناعة )القطاع( التي تنتمي إليها الشركة‪،‬‬

‫وظروف الشركة المصدرة للورقة المالية‪ ،‬وذلك من أجل تقدير القيمة الحقيقية )العادلة( للورقة المالية ومقارنتها مع‬

‫‪1‬‬
‫القيمة السوقية قصد اتخاذ القرار االستثماري المناسب )الشراء أو البيع( ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مداخل التحليل األساسي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫وهناك أسلوبان )مدخالن( لتحديد القيمة الحقيقية للورقة المالية‪ ،‬وهما‪:‬‬

‫‪ -1‬مدخل التحليل الكلي فالجزئي‪ :‬وهو ما يطلق عليه بالتحلي ل من أعلى إلى أسفل )‪(Top down Analysis‬‬

‫‪ -1‬خالد بن لطرش‪ ٬‬مرجع سبق ذكره‪ ٬‬ص‪.29‬‬


‫‪ -2‬لمياء عماني‪ ،‬عبد الوهاب دادن‪ ،‬إدارة المحافظ المالية )دروس وتطبيقات(‪ ،‬مطبوعة بيداغوجية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪٬‬‬
‫ورقلة‪ ٬ 5104-5107 ٬‬ص‪.55‬‬

‫‪7‬‬
‫التحليل الفني و التحليل األساسي‬

‫حيث يبدأ المحلل بتحليل الظروف االقتصادية العامة للتعرف على التغيرات المحتملة في الظروف االقتصادية في‬

‫الدولة‪ ،‬وتأثير ذلك على سوق األوراق المالية‪ ،‬ثم ينتقل إلى تحليل ظروف الصناعة في محاولة لمعرفة الصناعة أو‬

‫الصناعات ذات األداء الجيد‪ ،‬وفي األخير التحليل على مستوى الشركة‪.‬‬

‫‪ -2‬مدخل التحليل الجزئي فالكلي ‪ :‬ويطلق عليه التحليل من أسفل إلى أعلى )‪ ، (Bottom up Analysis‬ويكون‬

‫عكس المدخل األول حيث ينطلق المحلل من تحليل ظروف الشركة المختارة لالستثمار في أوراقها المالية‪ ،‬ثم تحليل‬

‫الصناعة أو القطاع الذي تنتمي له الشركة‪ ،‬وينتهي بتحليل الظروف االقتصادية العامة التي في ظلها تمارس‬

‫الصناعات أو القطاعات المختلفة نشاطها‪ ،‬ليتخذ في األخير قرار االستثمار‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬فرضيات التحليل األساسي‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫وتتمثل هذه الفرضيات في‪:‬‬

‫‪ -1‬السوق المالية كفأه في شكلها الضعيف فقط‪ ،‬وأنه ال يمكن تحقيق عوائد غير عادية من خالل تحليل العوامل‬

‫التاريخية ودراستها‪ ،‬ذلك أن األسعار في الماضي ال تحدد األسعار الحالية والمستقبلية‪ ،‬بل تتغير بوجود معلومات‬

‫جديدة‪ ،‬وهذا غير متوفر في السوق ضعيفة الكفاءة‪.‬‬

‫‪ -2‬إمكانية التنبؤ بأسعار األوراق المالية باالعتماد على تحليل المعلومات الواردة‪ ،‬وذلك لتحديد القيمة الحقيقية‬

‫لألوراق المالية ومقارنتها بسعرها السوقي‪ ،‬واكتشاف الخلل السعري التخاذ القرار المناسب‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مراحل التحليل األساسي‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬تحليل الظروف االقتصادية العامة ‪ :‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يقوم المحلل بالبحث واكتشاف دراسة بعض مؤشرات‬

‫حالة الظرف االقتصادي‪ ،‬مثل معدل التضخم‪ ،‬ومعدل الفائدة ودراسة المعلومات والمؤشرات المرتبطة بالمناخ‬

‫‪ -1‬هندي منير إبراهيم ‪ ،‬األوراق المالية وأسواق رأس المال‪ ٬‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬مصر‪ ٬ 5113 ،‬ص‪.523-524‬‬
‫‪ -2‬حياة زيد‪ ٬‬مرجع سبق ذكره‪ ٬‬ص‪.053-054‬‬

‫‪8‬‬
‫التحليل الفني و التحليل األساسي‬

‫االستراتيجي والسياسي‪ ،‬وإنفاق المستهلك والضرائب‪ ،‬أسعار الصرف‪ ،‬السياسة النقدية والمالية‪ ،...‬حيث يهدف‬

‫التحليل األساسي من هذه الدراسة إلى معرفة المناخ االقتصادي واالستثماري الذي تعمل فيه الشركات ‪.‬‬

‫وبعد ذلك يحاول المحلل معرفة تأثير التغيرات الحاصلة على وضعية ومؤشرات االقتصاد الكلي على توقعات‬

‫األرباح ومعدالت المردودية والمخاطرة للشركات‪ ،‬ذلك ألن وضعية االقتصاد الكلي تؤثر على حالة األعوان‬

‫االقتصاديين بما فيهم الشركات ‪.‬ويفيد أيضا تحليل العوامل االقتصادية الكلية في تحديد توقعات وسلوك بورصة‬

‫القيم‪.‬‬

‫‪ -2‬تحليل وضعية القطاع‪ :‬نتيجة لتنوع مجاالت اإلنتاج االقتصادي فقد يبدو من المفيد أن تصنف الشركات‬

‫قطاعيا لتعكس العوامل المشتركة للشركات التي تنضوي تحت القطاع نفسه أو الصناعة نفسها‪ ،‬إذ ال يمكن التعامل‬

‫مع الشركات وكأنها وحدة واحدة أو من نوع واحد‪ ،‬ذلك أن القطاعات االقتصادية المختلفة قد ال تنمو بالنسبة نفسها‬

‫التي ينمو فيها االقتصاد ككل ‪.‬‬

‫وتعد عملية تشخيص وضعية القطاعات المختلفة لالقتصاد مرحلة أساسية الختيار القطاع أو القطاعات‬

‫الواعدة فعملية اختيار األوراق المالية للشركات تتأثر بالدرجة األولى بحالة القطاع الذي تنشط فيه ‪ ،‬حيث أن‬

‫الشركة هي جزء من القطاع وبصفة عامة من الصعب أن تجد شركة منتعشة في قطاع يعاني من األزمات ‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار يقوم المحلل بالبحث والدراسة في أداء المبيعات واألرباح للفترات السابقة‪ ،‬الظروف الخاصة‬

‫بالقوى العاملة في الصناعة )قطاع(‪ ،‬الظروف التنافسية‪ ،‬سلوك الحكومة اتجاه الصناعة ‪ .‬إذ قد تكون بعض‬

‫القطاعات تلقى تحفيزات جبائية لتشجيع االستثمارات فيها‪.‬‬

‫‪ -3‬تحليل الشركة‪ :‬يقوم هذا التحليل على تشخيص وفحص شامل لوضعية الشركة ووظائفها‪ ،‬مما يسمح للمحلل‬

‫المالي من تتبع وتوقع األداء االقتصادي للشركة الذي يمكنه من فهم سلوك أسهمها من خالل تقدير التدفق النقدي‬

‫والمردودية والمخاطرة المرتبطة بها‪ ،‬إذ أنه إذا كان من المتوقع أن يكون األداء االقتصادي جيدا فإن قيمة السهم‬

‫سترتفع‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫التحليل الفني و التحليل األساسي‬

‫وتمر عملية التحليل والتشخيص بخطوات تشمل فحص الوضعية المالية الماضية لتمكن من التنبؤ بما ستؤول‬

‫إليه في المستقبل ‪.‬إذ يتم تحليل البيانات والمعلومات المنبثقة من القوائم المالية التي أعدتها الشركة )الميزانية وجدول‬

‫حسابات النتائج بالدرجة األولى(‪ ،‬للتمكن من تقييم األداء االقتصادي والمالي للشركة خالل الفترات السابقة القريبة‬

‫بواسطة فحص وتحليل السيولة‪ ،‬استخدام األصول‪ ،‬الهيكل المالي والربحية والنشاط ‪ .‬وبالتالي التعرف على مقدرة‬

‫الشركة على الوفاء بالتزاماتها طويلة وقصيرة األجل‪ ،‬والتعرف على مدى كفاءة إدارة الشركة في استخدام المتاح لها‬

‫من أصول أو موارد‪ ،‬وإدارتها وقياس قدرتها على تحقيق األرباح ‪.‬‬

‫ومن ثم إمكانية قياس المردودية والمخاطرة‪ ،‬باإلضافة إلى الوقوف على بعض المعلومات خارج القوائم المالية‬

‫المنشورة والمتمثلة في معلومات نوعية تشمل طبيعة النشاط ونوعية اإلدارة والقدرة التنافسية للشركة داخل القطاع‬

‫الذي تنشط فيه‪.‬‬

‫‪ -4‬مرحلة التقييم تبحث عمليات التحليل السابقة في مجملها عن توجيه االستثمار من خالل المرور بمختلف‬

‫المراحل وفي ذات الوقت تعمل على جمع المعلومات والبيانات قصد الوقوف على األوراق المالية ذات الجاذبية ليتم‬

‫اتخاذ الق اررات المناسبة‪ ،‬وبغية الوصول إلى ذلك البد من القيام بمرحلة التقييم التي تكمل المرحلة األولى‪ ،‬إذ تؤثر‬

‫مخرجات عمليات التحليل بشكل مباشر في مدخالت عمليات التقييم‪ ،‬التي تتمثل في شقين أساسيين يتمثالن في‬

‫التدفقات المستقبلية ) و‪/‬أو األرباح وتوزيعات األرباح( ومعدل االستحداث )معدل الخصم( ‪.‬‬

‫بعد جمع البيانات والمعلومات المستخلصة من خطوات التحليل والتشخيص في المرحلة السابقة‪ ،‬يقوم المحلل‬

‫بدراستها وتصنيفها وتحليلها لترجمتها في شكل قيمة للورقة المالية المستهدفة ‪.‬بواسطة آلية التقييم‪ ،‬وتعد عملية‬

‫التصنيف والتحليل مكملة لعمليات التحليل في المرحلة السابقة‪ ،‬وال تأخذ جهدا ووقتا كبيرا‪ ،‬ألن عملية التحليل في‬

‫المرحلة السابقة قد فصلت ومست كل جوانب االستثمار‪ ،‬وقدمت في مرحلة تحليل الشركة مدخالت تفيد مباشرة في‬

‫التقييم‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫التحليل الفني و التحليل األساسي‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تقييم التحليل الفني و التحليل األساسي و المقارنة بينهما ‪.‬‬

‫من خالل هذا المبحث سنتطرق لمميزات التحليل الفني‪ ،‬واالنتقادات الموجهة إليه من قبل رواد التحليل‬

‫األساسي‪ ،‬إضافة إلى ايجابيات و سلبيات التحليل األساسي‪ ،‬ثم نستعرض أوجه االختالف بين التحليل الفني‬

‫والتحليل األساسي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مميزات التحليل الفني و االنتقادات الموجهة له‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مميزات التحليل الفني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫إن متبعي ومؤيدي التحليل الفني يرون فيه العديد من المزايا نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -0‬السهولة والسرعة فبمجرد تحديد الوسيلة أو القاعدة الفنية التي سيعتمد عليها المحلل في التنبؤ باألسعار يصبح‬

‫تطبيقها على أي عدد من األسهم مسألة سهلة وبسيطة ‪.‬‬

‫‪ -5‬توفير في الوقت والجهد ألنها تعتمد على معلومات مشتقة من السوق المالية نفسها‪.‬‬

‫‪ -9‬لمعلومات التي يحتاجها المحلل الفني متاحة يوميا وبانتظام عبر تقارير السوق والصحف اليومية‪.‬‬

‫‪ -2‬تتصف القاعدة الفنية بشمولية التطبيق آليا على أي عدد من األسهم ‪.‬‬

‫‪ -2‬الميزة الرئيسية للتحليل الفني هي أنها ال تعتمد بصورة كبيرة البيانات المحاسبة المالية عكس التحليل األساسي‬

‫وذلك لوجود مشاكل تواجه تلك البيانات المحاسبية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عيوب التحليل الفني‪:‬‬

‫رغم تعدد مزايا التحليل الفني‪ ،‬إال انه ال يخلو من العيوب التي تشكك في قيمته‪:‬‬

‫‪ -1‬ناد ار ما يحقق المستثمر الذي يتبع قواعد التحليل الفني عوائد غير طبيعية على استثماراته ‪.‬‬

‫‪ -2‬إن نماذج األسعار أو العالقات بين متغيرات سوق معين وأسعار األسهم قد ال تتكرر‪ ،‬ونتيجة لذلك فإن‬

‫‪ -1‬حياة زيد‪ ٬‬مرجع سبق ذكره‪ ٬‬ص‪.095-090‬‬

‫‪11‬‬
‫التحليل الفني و التحليل األساسي‬

‫األسلوب الذي يكون قد نجح من قبل يمكن أن يفشل في دورات السوق التالية‪ ،‬وقد دفع هذا األمر العديد من‬

‫المحللين الفنيين إلتباع أكثر من قاعدة تعامل تؤدي إلى اتفاق بينها حتى يستطيع التنبؤ بنموذج السوق المستقبلي ‪.‬‬

‫‪ -3‬إن المحلل األساسي الذي تتوافر له المعلومات والقدرة التحليلية‪ ،‬يمكن أن يصل إلى نتائج أفضل‪ ،‬ذلك ألنه‬

‫يتنبأ باألحداث المستقبلية ويخرج منها بالقرار المالئم في الوقت المالئم ‪.‬أما التحليل الفني فإنه ينتظر وقوع‬

‫األحداث‪ ،‬ويرى بعينيه التحول في حركة األسعار ثم يتخذ القرار‪.‬‬

‫‪ -4‬ال يمكن للمعطيات التاريخية أن تستعمل في التنبؤ باألحداث المستقبلية وهي من أكثر االنتقادات الموجهة‬

‫للتحليل الفني شيوعا‪ ،‬على الرغم من أن المدخل الوحيد من أجل وضع صورة واضحة عن المستقبل هو التنبؤ‪،‬‬

‫وهذا لن يكون ممكنا إال إذا استعملت المعطيات التاريخية‪.‬‬

‫‪ -5‬ال يمكن للتحليل الفني المساعدة في اتخاذ أي قرار استثماري عند دخول مؤسسة جديدة إلى السوق‪ ،‬ويعود ذلك‬

‫لعدم وجود أي بيانات تاريخية لسعر السهم‪ ،‬يرتكز عليها من أجل اتخاذ القرار االستثماري‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مزايا و عيوب التحليل األساسي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مزايا التحليل األساسي ‪:‬‬

‫من بين أهم المزايا التي يتمتع بها التحليل األساسي هي‪:1‬‬

‫‪ -1‬يمكن في بعض األحيان للمستثمرين الذين يعتمدون على التحليل األساسي أن يحققوا أرباحا غير عادية ‪.‬‬

‫‪ -2‬التحليل األساسي يهتم بالمستقبل‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالتنبؤ بالتدفقات النقدية المستقبلية للشركة‪ ،‬على عكس‬

‫التحليل الفني الذي يهتم باألسعار الماضية فقط ‪.‬‬

‫‪ -3‬يهدف التحليل األساسي إلى تقدير قيمة الورقة المالية والتي تساعد المستثمر على اتخاذ القرار االستثماري‬

‫المناسب ‪.‬‬

‫‪ -4‬يعطي استخدام التحليل األساسي في المدى الطويل نتائج أفض ل مقارنة بالتحليل الفني ‪.‬‬

‫‪ -1‬عيسى دويس‪ ٬‬مرجع سبق ذكره‪ ٬‬ص‪.02‬‬

‫‪12‬‬
‫التحليل الفني و التحليل األساسي‬

‫ثانيا‪ :‬عيوب التحليل األساسي ‪:‬‬

‫من بين عيوب التحليل األساس ي نجد‪:‬‬

‫‪ -1‬غياب منهجية الختيار توقيت الدخول أو الخروج من وإلى السوق المالي‪ ،‬ولهذا فإن التحليل األساسي غير‬

‫قادر على تحديد التوقيت المناسب لدخول السوق المالي ‪.‬‬

‫‪ -5‬عجز التحليل األساسي على تفسير حركة سعر السهم ‪ ،‬ففي كثير من األحيان نالحظ أن سعر السهم يتغير‬

‫تغي ار ملحوظا دون وجود أي سبب وجيه لذلك ‪.‬‬

‫‪ -3‬تعدد المعلومات الواجب دراستها قبل اتخاذ قرار االستثمار‪ ،‬حيث يقوم المحلل األساسي بدراسة كم معتبر من‬

‫الوثائق والتقارير وهذا يتطلب وقتا وجهدا كبيرين مما قد يتسبب في ضياع فرص استثمارية جيد ة ‪.‬‬

‫‪ -4‬إذا كانت القيمة السوقية للسهم أعلى بكثير من قيمة السهم فإنه وحسب التحليل األساسي ال يفضل شراء السهم‬

‫في هذه الحالة ألن سعره سينخفض‪ ،‬لكن إذا ارتفع سعر السهم في المستقبل فإن المستثمر يكون قد ضيع فرصة‬

‫تحقيق أرباح‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المقارنة بين التحليل الفني و التحليل األساسي‪.‬‬

‫في ضوء ما سبق‪ ،‬يتضح وجود اختالف جوهري بين التحليل الفني والتحليل األساسي‪ ،‬وفيما يلي أهم جوانب‬

‫التشابه واالختالف بين المدخلين‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أوجه التشابه‪:‬‬

‫تكمن أوجه التشابه بين التحليل الفني والتحليل األساسي في أن كليهما يعتمد على البيانات الماضية‬

‫)التاريخية( للتنبؤ باتجاه السعر أو قيمته‪ ،‬وأن كليهما يهدف إلى تحديد األصول المالية التي ينبغي االستثمار فيها‬

‫‪1‬‬
‫الشرء والبيع( ‪.‬‬
‫)شراؤها أو بيعها(‪ ،‬وتحديد التوقيت المالئم لالستثمار ) ا‬

‫‪ -1‬خالد بن لطرش‪ ٬‬مرجع سبق ذكره‪ ٬‬ص‪.22‬‬

‫‪13‬‬
‫التحليل الفني و التحليل األساسي‬

‫ثانيا‪ :‬أوجه االختالف‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :11‬المقارنة بين التحليل الفني والتحليل األساسي‬

‫التحليل األساسي‬ ‫التحليل الفني‬ ‫نقاط المقارنة‬


‫يعتمد على معلومات ماضية من السوق المالي يبحث عن قيمة الورقة المالية بناء على التوقعات‬ ‫المبدأ‬
‫وذلك باالعتماد على معلومات ماضية‪ ،‬حالية‪،‬‬ ‫للتنبؤ باتجاه السعر مستقبال‪.‬‬
‫مستقبلية‪.‬‬
‫الرسوم البيانية‪ ،‬البيانات‪ ،‬النماذج والبيانات يعتمد على مخرجات عملية التقييم وعلى أدوات‬ ‫من حيث األدوات‬
‫النظرية االقتصادية وعلى المؤشرات المالية‪.‬‬ ‫اإلحصائية‪.‬‬ ‫المستخدمة‬
‫يهتم بدراسة العوامل االقتصادية‪ ،‬القطاع‪ ،‬الشركة‪،‬‬ ‫يهتم بدراسة حركة السوق المالي ليصل إلى‬ ‫محور االهتمام‬
‫ليصل إلى تقدير قيمة الورقة المالية‪.‬‬ ‫تحديد التوقيت المناسب للبيع أو الشراء‪.‬‬ ‫والهدف‬
‫مرن‪ ،‬حيث يمكن للمحلل الفني تتبع الفرصة غير مرن‪ ،‬حيث أن المحلل األساسي مجبر على‬ ‫المرونة‬
‫التخصص في سوق مالي واحد نظ ار للكم الهائل من‬ ‫االستثمارية عند انتقالها من سوق مالي إلى‬
‫المعلومات الواجب عليه تحليلها‪.‬‬ ‫آخر‪.‬‬
‫ال يأخذها في الحسبان‪ ،‬ألنه يعتمد على حسابات‬ ‫يأخذ في الحسبان العوامل النفسية للمتعاملين‬ ‫العوامل النفسية‬
‫وتحليالت علمية‪.‬‬ ‫في السوق المالي‪.‬‬
‫يعترف بكفاءة السوق في مستواها الضعيف أو شبه‬ ‫ال يعترف بكفاءة السوق عند أي مستوى لها‪.‬‬ ‫نظرية كفاءة‬
‫القوي فقط‪.‬‬ ‫األسواق‬
‫يؤمن بنظرية السير العشوائي لألسعار‪.‬‬ ‫ال يعتقد بها‪ ،‬ويرى أن األسعار تتحرك في‬ ‫نظرية السير‬
‫اتجاهات تميل إلى االستمرار في مسارها إلى‬ ‫العشوائي لألسعار‬
‫حين تغير العرض والطلب‪.‬‬
‫النظرية االقتصادية‪ ،‬نظرية اختيار االستثمارات‬ ‫ال يعتمد على نظرية‪.‬‬ ‫الخلفية النظرية‬
‫والتقييم‪.‬‬
‫االقتصاد العالمي‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬القطاع‬ ‫األسواق المالية‪.‬‬ ‫مصدر المعلومة‬
‫والشركة‬
‫مكلف‪.‬‬ ‫غير مكلف‪.‬‬ ‫التكلفة‬
‫عمل أكاديمي‪.‬‬ ‫عمل مهني صرف ال يتطلب إطالعا واسعا‪.‬‬ ‫طبيعة العمل‬
‫يستخدم في المدى الطويل‪.‬‬ ‫يستخدم في المدى القصير‪ ،‬المتوسط والطويل‪.‬‬ ‫المدى الزمني‬
‫المصدر‪ :‬عيسى دويس‪ ٬‬مرجع سبق ذكره‪ ٬‬ص‪.52‬‬

‫‪14‬‬
‫الخاتمة‬

‫من خالل ما قدمناه في هذا البحث تبين لنا أن التحليل الفني هو عملية رصد معطيات الماضي للسوق‬

‫)األسعار التاريخية‪ ،‬حجم التداول‪ ،‬اتجاه مؤشرات السوق الفنية‪ ،(...‬وصب تلك المعلومات عادة في أشكال بيانية‬

‫بهدف رصد نمط لتلك الحركة يمكن من خاللها التنبؤ بحركة األسعار مستقبال وبالتالي تحديد التوقيت المناسب‬

‫التخاذ القرار االستثماري إما بالشراء أو البيع و يتمثل دور التحليل الفني في تحديد توقيت اتخاذ القرار االستثماري‬

‫من خالل التنبؤ باالتجاهات المستقبلية لألسعار بناءا على معطيات الماضي‪.‬‬

‫أما التحليل األساسي هو تحليل البيانات والمعلومات االقتصادية والمالية‪ ،‬بهدف التنبؤ بما ستكون عليه ربحية‬

‫المؤسسة باإلضافة إلى التعرف على حجم المخاطر التي تتعرض لها تلك الربحية وتتمثل تلك المعلومات األساس‬

‫في تحديد السعر الذي ينبغي أن يباع به السهم الذي تصدره المؤسسة‪.‬‬

‫و يختلف التحليل الفني عن التحليل األساسي في كونه يعتمد على األسعار الماضية للتنبؤ باألسعار‬

‫المستقبلية‪ ،‬عكس التحليل األساسي الذي يقوم بتحليل ظروف االقتصاد والقطاع والمنشأة التي ينتمي إليها السهم‬

‫لتحديد القيمة الحقيقية للورقة المالية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -5‬عبد المجيد المهيلمي‪ ،‬التحليل الفني لألسواق المالية‪ ،‬البالغ للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪. 2006 ،‬‬

‫‪ -9‬هندي منير إبراهيم ‪ ،‬األوراق المالية وأسواق رأس المال‪ ٬‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬مصر‪. 5113 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬المذكرات و الرسائل الجامعية‪:‬‬

‫‪ -9‬حياة زيد‪ ٬‬دور التحليل الفني في اتخاذ قرار االستثمار باألسهم‪ ٬‬دراسة تطبيقية في عينة من أسواق المال العربية‬
‫)األردن السعودية و فلسطين(‪ ٬‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ ٬‬تخصص األسواق المالية و البورصات‪ ٬‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ٬‬جامعة محمد خيضر‪ ٬‬بسكرة‪ ٬‬الجزائر‪. 5102-5102 ٬‬‬

‫‪ -2‬خالد بن لطرش‪ ٬‬اختبار مدى تنبؤية و ربحية التحليل الفني لألوراق المالية في األسواق المالية العربية‪ ٬‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ٬‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير‪ ٬‬جامعة فرحات عباس‪ ٬‬سطيف‪٬‬‬
‫الجزائر‪. 5103-5104 ٬‬‬

‫‪ -2‬عيسى دويس‪ ٬‬التحليل األساسي و التحليل الفني كمدخل لتقييم األوراق المالية‪ ٬‬دراسة على عينة من أسهم‬
‫الشركات المدرجة في بورصة الدار البيضاء للفترة ‪ ٬ 5104-5109‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر‪ ٬‬تخصص‬
‫مالية المؤسسة‪ ٬‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير‪ ٬‬جامعة قاصدي مرباح‪ ٬‬ورقلة‪ ٬‬الجزائر‪-5103 ٬‬‬
‫‪.5151‬‬

‫ثالثا‪ :‬المحاضرات الجامعية‪:‬‬

‫‪ -2‬جياللي بورزامة‪ ٬‬األسواق المالية‪ ٬‬محاضرات موجهة لطلبة السنة الثالثة ليسانس‪ ٬‬تخصص مالية و محاسبة‪٬‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير‪ ٬‬جامعة أمحمد بوقرة‪ ٬‬بومرداس‪ ٬‬الجزائر‪.5151-5103 ٬‬‬

‫‪ -7‬كهينة رشام‪ ٬‬األسواق المالية‪ ٬‬محاضرات موجهة لطلبة الماستر‪ ٬‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪٬‬‬
‫جامعة آكلي محند اولحاج‪ ٬‬البويرة‪ ٬‬الجزائر‪. 5102-5102 ٬‬‬

‫‪ -4‬لمياء عماني‪ ،‬عبد الوهاب دادن‪ ،‬إدارة المحافظ المالية )دروس وتطبيقات(‪ ،‬مطبوعة بيداغوجية‪ ،‬جامعة قاصدي‬
‫مرباح‪ ٬‬ورقلة‪. 5104-5107 ٬‬‬

‫‪16‬‬

You might also like