You are on page 1of 9

‫الفصل األول‬

‫مدخل الى البحث‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫يواجة العالم منذ القدم ظاهرة ليست بالخفية‪ ,‬أحدثت اضطرابات لدول عدة وأق امت دول وأس قطت‬
‫أخرى‪ ,‬ظاهرة يعتبرها البعض األهم فى استمرار حضارته ويعتبره البعض األخر مشكلة علية مواجهتها‬
‫وحلها‪ ,‬بين النعمة والنقمة تقع ظاهرة النمو السكانى‪ .‬من الطبيعى أنه مع م رور ال زمن ي زداد ك ل ش ئ‪,‬‬
‫فنجد عمر اإلنسان يزداد‪ ,‬ونجد أعداد الطيور و الحيوانات تزداد‪ ,‬حتى أع داد النج وم فى األفالك ت زداد‪,‬‬
‫فمن الب ديهى أن ي زداد ع دد البشرأيض ا باعتب اره المخل وق ذو الفص يلة الراقي ة بين الفص ائل الحياتي ة‪.‬‬
‫االنسان هو العنصر ال ذى أنش ئ الحض ارة وه و العنص ر ال ذى يه دمها‪ ,‬هوالمش كلة والح ل وه و ال داء‬
‫والدواء‪ .‬ولم يبرح عدد السكان فى ازدياد ح تى لفت انظ ار الدارس ين و حثهم إلنش اء علم ح ديث أس موه‬
‫ب”علم السكان” أو “‪ ”Demography‬باللغة اإلنكليزية‪ .‬و سنتطرق فى هذا البحث بمشيئة هللا الى نقاط‬
‫عدة حول علم السكان ونشأته وتطوره وأهميته‪.‬‬
‫مبررات اختيار موضوع البحث‪:‬‬
‫نظرا لما عليه موضوع علم السكان من األهمية ونظرا إلهمال البعض لتلك األهمية‪ ,‬وجدت أنه من‬
‫واجبى التطرق الى هذا الموضوع وإبراز نواحيه المعلومة منها وغير المعلومة وذكر أهميتها وتأثيرها‬
‫على تقدم الدول وانحدارها‪ .‬فمن المعروف أن قوة األمم تقاس باعداد جيوشهم‪ ,‬ومن المسلم به ان التقدم‬
‫االقتصادى لدولة ما ينطوى تحت كمية األيدى العاملة التى تدير ماكينة النمو‪ ,‬ولذلك فإنه من الجيد ذكر هذا‬
‫العلم والتطرق اليه‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬التحدث عن علم السكان ونشأته وتطوره‪.‬‬
‫‪ -2‬التطرق الى أهمية علم السكان‪.‬‬
‫‪-3‬معرفة مجاالت استخدام علم السكان‪.‬‬
‫‪ -4‬معرفة العالقة بين النمو السكانى والتنمية‪.‬‬
‫‪ -5‬عرض بعض نظريات علم السكان‪.‬‬
‫‪ -6‬التعرف على أهم دارسى علم السكان و أفكارهم قديما وحديثا‪.‬‬
‫تساؤالت البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬ما هو علم السكان و كيف نشأ؟‬
‫‪ -2‬ما هى أهمية علم السكان؟‬
‫‪ -3‬ما هى مجاالت استخدام علم السكان؟‬
‫‪ -4‬ما العالقة بين النمو السكانى والتنمية‪.‬‬

‫تحميل البحث جاهز للطباعة من هنا‬


‫الفصل الثانى‬
‫اإلطار النظرى‬
‫المبحث األول‪ - :‬نبذة حول علم السكان و نشأته وتطوره‬
‫تدرج الدراسات العلمية للسكان تحت اسم علم الديموغرافيا ‪ Demography‬أو علم السكان‪ ,‬وتكونت هذ‬
‫ة الكلمة من تجميع مقطعين من اللغة اليونانية القديمة هما ‪ Demos‬ومعناها شعب و ‪ Graphia‬و معناها‬
‫وصف وبذلك‬
‫يكون معنى الكلمة بأكملها هو وصف السكان و الكتابة عنهم‪ .‬هذة من الناحية اللغوية‪ ,‬أما من الناحية البحثية‬
‫فيعرف علم الديموغرافيا بأنه علم احصائى يهتم بدراسة مثلث له ثالثة أضلع هم حجم وتوزيع وتركيب الس‬
‫كان وتأثير أى‬
‫تغير فى هذة األضلع على شكل المثلث ككل‪ .‬وبصورة أبسط يحاول علم السكان تحديد مالمح الظاهرات ال‬
‫سكانية وأثرها فى إحداث تغير ما فى زمن ما وفى مكان ما اعتمادا على تحليل البيانات السكانية المتاحة با‬
‫سلوب كمى بهدف الوصول الى فهم تركيبة السكان فى مكان ما على األرض واحتمالية تزايدها فى المستقب‬
‫ل وعالقتها بالموارد المتاحة حولها‪.‬‬
‫نبذة عن نشأة علم السكان وتطوره‪:‬‬
‫فى الحقيقة علم السكان أو الديموغرافى هو علم حديث النشأة حيث لم يهتم العلماء فى القدم بإحصاء السكان‬
‫ومعرفة تركيباتهم وخصائصم‪ .‬ولكن كان هناك تفكير ضئيل عند بعض الفالسفة بفكرة التناسب بين مساحة‬
‫األرض وعدد‬
‫السكان المقيمين بها حيث تناول أفالطون قضايا السكان فى كتابه الجمهورية و كذلك أرسطو تطرق الى الح‬
‫جم‬
‫األمثل للسكان‪ .‬وبالنظر الى المفكرين العرب ذهب ابن خلدون الى أن المجتمعات تمر خالل مراحل تطوير‬
‫ية محددة تؤثر على عدد المواليد والوفيات فى كل مرحلة‪ ,‬ولكن جاء تطرق هؤالء المفكرين حول دراسة ال‬
‫سكان وتركيباتهم ضئيال جدا مما ال يثرى المحصلة البحثية بالشئ الكثير‪ .‬وبالنظر الى تطور ونشأة علم الدي‬
‫موغرافي فى العصر‬
‫الحديث فلم تبدأ الدراسة العلمية الفعلية للسكان إال سنة ‪ 1662‬من خالل صدور كتاب مالحظات طبيعية و‬
‫سياسية الستبيانات الوفاة لإلحصائى االنجليزر جون جراوت‪ ,‬و هو أول من ربط السكان باإلحصاء‪ ،‬وتوال‬
‫ت الدراسات بعد‬
‫ذلك مثل دراسة ادمند هالى ‪ 1693‬حيث يبين فيها أول جدول للوفاة ‪ ,‬وفى القرن ‪ 18‬ظهر أول دراسة تربط‬
‫بين‬
‫السكان وأثره على المجتمع بواسطة توماس مالتوس فى كتابه “مبدأ السكان وأثره على االرتقاؤ المستقبلى ل‬
‫لمجتمع”‪.‬‬
‫ومع تطور علم الرياضيات و القدرة على اإلحصاء تطور أيضا علم الديموجرافى وأصبح له تأثير واضح ف‬
‫ى‬
‫المجتماع وحل المشكالت الخاصة بالتكدس السكانى وتوزيع السكان‪ ,‬وأيضا كان لها الفضل فى معرفة أجن‬
‫اس‬
‫البشر واتجهاتهم فى مختلف أنحاء الكرة األرضية‪ .‬ولم يتطور علم الديموغرافى ليصبح علما مستقال بذاته ا‬
‫ال فى‬
‫أوائل القرن ‪ 20‬بفضل العالم ‪.Lokata Coale‬‬

‫المبحث الثانى أهمية علم السكان‪:‬‬


‫دراسة علم السكان له أهمية كبيرة حيث انه يمكننا من معرفة حجم و بنية و توزيع ونمو السكان فى مكان ما‬
‫طبقا‬
‫لخصائصهم االجتماعية و االقتصادية‪ ,‬وعند معرفة كل هذة األشياء عن السكان فسوف يمكننا التنبؤ بما ستئ‬
‫ول اليه‬
‫األمور فى المستقبل القريب أول البعيد‪ .‬فمعرفة حجم السكان ال تقتصر فقط على معرفة عدد السكان فى مك‬
‫ان ما و لكن يهدف ايضا الى معرفة ما اذا كان هذا العدد أكثر أو أقل من العدد فى وقت سابق ومعرفة العوا‬
‫مل التى تؤثر فى هذا العدد من مواليد ووفيات وهجرة‪ .‬وعند التطرق الى معرفة تكوين السكان فنحن بذلك ن‬
‫عرف كل خصائص‬
‫ومميزات أفراد المجتمع وتوزيعهم حسب الجنس والسن والمستوى التعليمى والحالة االجتماعية وبذلك نحد‬
‫د‬
‫مدى تقدم أوتخلف هذا المجتمع‪ .‬أما من حيث توزيع السكان فإنه يرتبط بمتغير تكوين السكان ويقصد به مع‬
‫رفة‬
‫توزيع السكان حسب المناطق الجغرافية سواء كانت دولة أو قارة ‪ ,‬شمال أو جنوب ‪ ,‬وحسب مكان االقامة‬
‫سواء‬
‫كان ريف او حضر وتوزيعهم على أساس درجة التحضر‪ .‬أما عند الحديث عن النمو السكانى وهو األهم فإ‬
‫ننا‬
‫نعرف عن طريقه اختالف حجم السكان فى المجتمع فى فترات زمنية مختلفة حيث أن عدد السكان فى تغيي‬
‫ر مستمر بفعل الوالدات والوفيات والهجرة و هذا التغير قد يعود بالزيادة أو النقصادة وهذا ما يسمى تغير أ‬
‫و نمو أو حركة‪.‬‬

‫المبحث الثالث استخدام علم الديموغرافى‪:‬‬


‫يستخدم علم الديموغرافى بصورة رئيسية لمعرفة معدالت المواليد والوفيات والهجرة فى مجتمع ما‪ ,‬كما أنه‬
‫يحدد ضوابط النمو السكانى ومعدل الخصوبة ومقدرات الهجرة لكل مجتمع ومعرفة المعدل الالزم من الوفي‬
‫ات والمواليد‬
‫الذى يجب الوصول اليه لضمان بقاء الحضارة االنسانية فى هذا المجتمع وضمان استمرارها‪.‬‬
‫وبالنسبة لضوابط النمو السكانى من نطر علم الديموغرافى فإنه يخضع لعاملين رئيسين هما الزيادة الطبيعي‬
‫ةو‬
‫الهجرة‪ .‬من المالحظ أن الزيادة الطبيعية وحدها هى المسئولة هن نمو سكان العالم ككل‪ ,‬أما الهجرة فهى تز‬
‫يد النمو‬
‫السكانى فى مكان ما وتنقصه فى مكان أخر‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬العالقة بين النمو السكانى والموارد االقتصادية‬


‫تثير زيادة السكان الكثير من التساؤالت حول مدى كفاية الموارد االقتصادية عامة وموارد الغذاء خاصة وم‬
‫دى‬
‫التناسب بين نمو السكان وتنمية الموارد‪ .‬ففى تقرير لمنظمة األغذية والزراعة قدم فى عام ‪ 1962‬قدر أن‬
‫من بين سكان العالم الذين كان عددهم يصل الى ‪ 3‬باليين نسمة يوجد حوالى ‪ 500‬مليون نسمة يعانون من ن‬
‫قص الموارد‬
‫الغذائية‪ ,‬وأن قرابة نصف سكان العالم يعانون من سوء التغذية‪ .‬وأوضح التقرير أيضا أنه نوجد بعض أقالي‬
‫م العالم‬
‫التى يمكن وصفها بأنها “أقاليم الجوع” وهى األقاليم التى ال يتوفر فيها للفرد الحد الكافى من الغذاء ألداء و‬
‫ظائف‬
‫الجسم ومقاومة األمراض‪.‬‬
‫وقد ظهرت تعبيرات ثالثة تقيسس العالقة بين السكان والموارد أال وهى االفتقار السكانى واالكتظاظ السكان‬
‫ى ونسب السكان‪ ,‬حيث تعنى نسب السكان ان عدد السكان يتناسب مع الموارد بحيث تكون نسب العمالة وال‬
‫دخل والمستوى‬
‫االقتصادى للسكان فى أفضل درجاتها فلو افترضتنا أن نسبة السكان فى مكان ما انخفضت فسوف ينتج ع‬
‫ن ذلك انخفاض فى الموارد أيضا ألنه سيترتب على انخفاض السكان تعطيل بعض الموارد وتقليص الخدما‬
‫ت‪ ,‬لذلك زيادة‬
‫السكان ليست وحدها العامل المؤدى الى نقص الموارد‪ ,‬فيجب أن يكون هناك تناسب بين عدد السكان والمو‬
‫ارد‬
‫المتاحة‪ .‬أما عندما يكون هناك اكتظاظ سكانى فيكون هناك تزايد فى عدد السكان بمعدالت أسرع من الموار‬
‫د أو‬
‫بمعنى أخر يحدث االكتظاظ عندما ال يكون هناك توازن فى النمو بين السكان والموارد‪ .‬أما عن الشق الثال‬
‫ث وهو‬
‫االفتقار السكانى فيمكن حدوثه اذا كان عدد السكان أقل من أن يسمح باستثمار الموارد بكامل طاقتها أو عند‬
‫ما يمكن للموارد أن تكفى أعدادا أكبر من السكان دون أن يؤدى ذلك الى خفض مستوى المعيشة أو وجود ب‬
‫طالة‪.‬‬

‫و من هذا المطلق نستنتج أن علم الديموغرافى له أهمية كبيرة فى معرفة العالقة بين النمو السكانى والموار‬
‫د‬
‫االقتصادية المتاحة له‪ ,‬فهو يعرف ما اذا كان الخبز سوف يكفى للغداء وما اذا كان الماء يكفى لإلرتواء‪.‬‬

‫المبحث الخامس نظريات علم السكان‪:‬‬


‫مفهوم النظرية في علم السكان‪:‬‬
‫يمكن ان نعرف النظرية السكانية بأنها مجموعة من القضايا التي تقوم على اساس المالحظة و التجريب و ت‬
‫قدم‬
‫تفسيرا للظواهر السكانية من منظور اجتماعي بحت او من خالل العالقات ذات المنظور السكاني و التي ي‬
‫مكن‬
‫مالحظتها و التحقق منها هذا و قد ظهرت نظريات عديدة و متنوعة تناولت المسألة السكانية من جوانب عد‬
‫ة و مختلفة حيث قامت بتقديم اسهامات كبيرة لفهم مثل هذه الظاهرة‪.‬‬
‫اهم النظريات في علم السكان‪:‬‬
‫‪ -1‬نظرية انخفاض الوفيات‪:‬‬

‫من اهم روادها (سميث و ماي و هير)‪ ,‬عالجت هذه النظرية ظاهرة الخصوبة باالعتماد على مفهوم انخفا‬
‫ض‬
‫مستويات الوفيات و التي ترتب عليها زيادة الرغبة لدى االزواج في االبقاء على طفل واحد على االقل حتى‬
‫سن‬
‫شيخوختهم و اعتباره صمام امان في حالة المرض او الشيخوخة اضافة الى اعتبارات اجتماعية اقتصادية‬
‫ثقافية‬
‫مختلفة‬
‫‪ -2‬نظرية الوضع االجتماعي ‪:‬‬
‫من اهم روادها (ارسين ديمون)‪,‬و من اهم افكارها‪:‬‬
‫‪-‬اثناء االرتقاء يصبح الفرد اقل قدرة على التناسل‬
‫‪-‬الخصوبة ترتفع في البلدان التي تكون فيها نظم الطبقات جامدة‬
‫‪-‬زيادة السكان تتناسب عكسيا مع رغبة الفرد في االرتقاء الذاتي‬

‫‪ -3‬نظرية الكلفة في الخصوبة ‪:‬‬


‫اهم رواد هذه النظرية (ليبينستاين) ‪,‬و يمكن اجمال اهم مضامين هذه النظرية كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن الناس يتصرفون بحكمة و عقالنية بخصوص االنجاب‬
‫‪ -‬أن الناس يطبقون حساباتهم االولية بخصوص تحديد عدد االوالد المرغوب فيهم و حسابات التكلفة الناجم‬
‫ة عن‬
‫انجاب االطفال كما اشار ليبينستاين الى المنافع المستمدة من الطفل االضافي كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬منفعة نفسية (ان الطفل االضافي مصدر سرور لوالديه)‬
‫‪-‬منفعة مادية (يعد انجاب االطفال في االسرة عامل انتاج‬
‫‪-‬منفعة متوقعة (خدمة االبن لوالديه عند شيخوختهم و في حالة عجزهم)‬
‫اما بالنسبة للكلفة بالنسبة للطفل االضافي فنخص بالذكر نوعين من الكلفة و هما‪:‬‬
‫‪-‬كلفة مباشرة ( وهي النفقات المادية المستمرة للطفل حتى يصبح قادرا على اعالة نفسه)‬
‫‪-‬كلفة غير مباشرة (اضاعة فرص العمل على المرأة بسبب وجود طفل اضافي من خالل المنافسة على وقته‬
‫او‬
‫مجهودها)‬

‫‪ -4‬نظرية التحول الديموغرافي (االنتقالية الديموغرافية)‪:‬‬


‫من اهم روادها (ويكس جون)‪,‬و تسعى هذه النظرية الى تفسير تجارب البلدان المصنعة خالل القرنين الما‬
‫ضيين من الزمن و التي انتقل فيها السكان من حالة النمو السريع الى حالة النمو البطئ‪ ,‬كما يمكن تلخيص‬
‫عملية التحول‬
‫الديموغرافي في هذه المراحل (‪ )3‬االتية‪:‬‬
‫‪-‬مرحلة التوازن المرتفع (تتميز بمعدالت خصوبة و وفاة مرتفعة مما يؤدي الى نمو سكاني منخفض)‬
‫‪-‬مرحلة التحول (تتميز بانخفاض سريع في معدل الوفيات و ارتفاع معدل الخصوبة مما يؤدي الى نمو سكان‬
‫ي مرتفع)‬
‫‪-‬مرحلة التوازن المنخفض (تتميز بانخفاض الزيادة الطبيعية للسكان و الناجمة عن انخفاض كل من معدال‬
‫ت الوالدة و الوفاة على حد سواء)‬

‫‪ -5‬نظرية تركيب العائلة‪:‬‬


‫من اهم روادها عالم االجتماع (غوود)‪,‬و تنص هذه النظرية على ان التصنيع و التحضير يعمالن على تدمي‬
‫رو‬
‫تكسير نظام العائلة الممتدة (و هي العائلة التي عادة ما يتم بداخلها صناعة اغلب القرارات ذات العالقة باال‬
‫سرة و‬
‫عناصرها‪,‬حيث يتم ضمن اطرها وضع القرارات و الترتيبات بخصوص الزواج و االنجاب كما و يتم ضم‬
‫ن‬
‫نطاقها كافة العمليات االقتصادية و االجتماعية الفراد االسرة) وهذا على خالف ما يجري في العائلة النووي‬
‫ة‬
‫المستقلة (و هي العائلة التي تصنع عادة قراراتها من قبل الزوجين نفسهما سواءا قبل الزواج او بعده و تخ‬
‫ضع قراراتهما لمفهوم "االنتقاء و االختيار" خاصة في مواضيع تتعلق بالزواج و اختيار مكان االقامة و الع‬
‫مل و منطقة السكن و قرارات الحمل و االنجاب و غيرها‪)..‬‬
‫‪ -6‬نظرية اتجاه تدفق الثروة‪:‬‬

‫من اهم روادها (كالدويل) ‪,‬و تعتبر هذه النظرية من اهم النظريات التي تناولت موضوع الطلب على انجاب‬
‫االوالد‪ .‬ترى هذه النظرية ان ارتفاع الخصوبة يكون في المجتمعات النامية حيث ينتشر نظام العائلة الممتدة‬
‫و سيطرة كبار‬
‫السن على موارد االسرة‪,‬مما يؤدي الى تدفق الثروة المكونة من جيل االبناء الى جيل االباء‪ .‬و ترى ان انخ‬
‫فاض‬
‫الخصوبة يكون في المجتمعات الحديثة حيث تتقلص العالقات االسرية البيولوجية و تتراجع سلطة الكبار و‬
‫يتحول نظام االنتاج االقتصادي من نظام عائلي الى نظام السوق‪,‬مما يؤدي الى تدفق الثروة المكونة من جي‬
‫ل االباء الى جيل االبناء‪.‬‬
‫‪ -7‬نظرية كاين‪:‬‬

‫و هي نظرية ذات صيغ ديموغرافية اجتماعية واضحة و قد ركزت على تناول "مفهوم الطلب على االطفا‬
‫ل"‪,‬‬
‫وقد طور اسس هذه النظرية (كاين) عبر عدة دراسات‪,‬و بصورة عامة فقد ركزت هذه النظرية على قيمة ا‬
‫الوالد كمصدر ضمان و حماية لالهل في البلدان النامية‪..‬كما اعتبر (كاين) ان المراة في هذه الدول و باعتم‬
‫ادها على الرجل خاصة في الميدان االقتصادي يجعلها اكثر عرضة للخطر في حال الترمل او الطالق او م‬
‫رض الزوج وهذا ما‬
‫يعزز رغبتها في انجاب االوالد بغية تامين العدد الكافي منهم كضمان بوجه المخاطر المفترضة و التي يمك‬
‫ن ان‬
‫تمر بها مستقبال ‪..‬كما راى ان العائلة الممتدة تشكل مصدر حماية في حاالت الخطر و الشيخوخة‪.‬‬
‫‪ -8‬نظرية ديفيز و بالك (المتغيرات الوسطية)‪:‬‬

‫يمكن القول ان هاذين العالمين قدما اطارا تحليليا وافيا بينا فيه ان كافة المتغيرات االجتماعية او االقتصادية‬
‫تؤثر‬
‫على مستويات الخصوبة من خالل مجموعة من العوامل سمياها ب (المتغيرات الوسطية للخصوبة) و ض‬
‫مناها في اطار احتوى مجموعة من المتغيرات التي يمكن ان تؤثر في الخصوبة او تبين االسباب المباشرة ا‬
‫لتي تعمل على‬
‫رفع مستوياتها او حتى خفضها ‪,‬كما اشارا الى ان هذه المتغيرات موجودة في كافة المجتمعات كما تتاثر بم‬
‫تغيرات‬
‫اخرى ذات صيغ اجتماعية او اقتصادية مختلفة ‪.‬‬
‫‪ -9‬نظرية جون بونقارتز‪:‬‬

‫يبين الديموغرافي (جون بونقارتز) ان دراسة مستوى خصوبة السكان و تفسيراته تتطلب العمل على القيا‬
‫س‬
‫المباشر للعوامل االقتصادية و االجتماعية المؤثرة في الخصوبة ‪,‬كما ذكر ان العوامل التي تؤثر في الخصو‬
‫بة و‬
‫مستوياتها تمر عادة عبر العوامل البيولوجية و السلوكية و هي ما دعاها ب( المتغيرات التقريبية للخصوبة‬
‫)‪.‬‬

‫المبحث السادس أهم دارسى علم السكان و أفكارهم قديما وحديثا‪:‬‬


‫أوال المفكرون القدامى‪:‬‬
‫‪ -1‬كونفشيوس‪:‬‬
‫يعد احد اهم علماء الصين العظماء المشهورين‪ ,‬اثار فكرة التناسب بين مساحة االرض و عدد السكان‪ ,‬حي‬
‫ث اعتقد‬
‫انه من مسؤولية الحكومة نقل السكان عند كثرتهم من المناطق المزدحمة الى المناطق االقل عددا‪,‬و ان العو‬
‫امل‬
‫المؤثرة في السكان هي (نقص الغذاء‪,‬و الحرب‪,‬و الزواج المبكر‪,‬و التكاليف المبالغ فيها عند الزواج) ‪,‬و قد‬
‫حدد‬
‫كونفشيوس مهمة الحكومة من خالل النقاط االتية‪:‬‬
‫‪-‬ان يكون لدى السكان كفايتهم من الطعام‬
‫‪-‬ان يكون لدى السكان كفايتهم من العتاد الحربي‬
‫‪-‬ان يكون لدى السكان الثقة بحكامهم‬
‫‪-‬ان يكون هناك توزيع عادل بين الناس في الثروات‬
‫‪-‬ان يكون هناك تخفيف في العقاب و ايجاد قوانين غير قاسية بحث الناس‬

‫‪ -2‬افالطون‪:‬‬

‫من ابرز االفكار التي خلفها افالطون ما يلي‪:‬‬


‫‪-‬ينبغي على الحكام ان يثبتوا عدد السكان في المدينة عند عدد معين عن طريق (تحديد الزواج‪,‬تحديد النسل‪,‬‬
‫منع‬
‫الهجرة الى البالد)‬
‫‪-‬ان يعوضوا ما فقد من جراء االمراض و الحروب من خالل (تشجيع النسل‪,‬مكافأة االسر المنسلة بالمال‪,‬ان‬
‫يسمح‬
‫لالجانب بالتجنس بالجنسية اليونانية)‬
‫‪-‬اال يزيد عدد السكان عن الحد االمثل حتى تبقى الدولة في الحد االوسط و ذلك عن طريق(تنظيم عقود الزو‬
‫اج)‬

‫‪ -3‬ارسطو‪:‬‬
‫لقد صنف ارسطو السكان على اساس‪:‬‬
‫‪-‬وحدات المجتمع (اسرة‪,‬قرية‪,‬مدينة)‬
‫‪-‬المهن (قسمها الى مهن طبيعية مثل الصيد و الزراعة‪ ,‬و مهن غير طبيعية مثل التجارة و الصناعة)‬
‫‪-‬العمر و الجنس‬
‫هذا و قد حذر ارسطو من النمو غير المناسب بين طبقات المدينة اذ شبهها بجسم االنسان فكما ينمو جسم اال‬
‫نسان‬
‫يجب ان ينمو السكان بتناسب مماثل بحيث ال يطغى عدد السكان في طبقة على اخرى‬
‫‪ -4‬ابن خلدون‪:‬‬
‫من اهم االفكار التي جاء بها ابن خلدون تقسيمهم لالجيال الى ‪ 3‬مراحل اساسية‪:‬‬
‫‪-‬جيل البداوة (يتميز بالخشونة و الشجاعة)‬
‫‪-‬جيل الحضارة (يتميز بالترف )‬
‫‪-‬جيل يبلغ فيه الترف حدا يصبح الناس فيه عالة على الدولة و يفقدون عصبيتهم (وهذا الجيل هو مؤشر لزوا‬
‫ل الدولة و انقراضها )‬
‫هذا و قد قدر ابن خلدون عمر الدولة بعمر الشخص حيث يبلغ سن كل مرحلة هو (‪ 40‬سنة) و بالتالي يكون‬
‫عمر‬
‫الدولة هو (‪ 120‬سنة)‬

‫ثانيا المفكرون المحدثون ‪:‬‬


‫‪ -1‬توماس روبرت مالتوس‪:‬‬
‫اهم االفكار التي جاء بها مالتوس ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬ان قدرة االنسان على التناسل و فاعليته تعمل على زيادة السكان‬
‫‪-‬ان عدد السكان يتضاعف في كل جيل او في كل (‪ 25‬سنة) اذا لم يعقه اي عائق قوي‬
‫‪-‬ان قدرة االرض على انتاج ما يتطله البقاء االنساني من غذاء تبقى محدودة و تخضع هذه القدرة لقانون الغل‬
‫ة‬
‫المتناقصة‬
‫و بهذا السياق استخدم مالتوس نوعين من الموانع للحد من السكان او من الزيادة السكانية و هما‪:‬‬
‫‪-‬موانع اخالقية (و تتمثل في العفة)‬
‫‪-‬موانع تفرضها الطبيعة (كالمهن غير الصحيحة و الفقر و المجاعات و االمراض و االوبئة و الحروب)‬

‫‪ -2‬دبلداي‪:‬‬
‫اكد على دور الغذاء في تناقص القدرة البيولوجية على االنجاب و قال انه عندما تهدد الكائنات الحية ظرو‬
‫ف صعبة فان الطبيعة تعوض عن هذا الخطر بزيادة قدرتها البيولوجية على االنجاب‪,‬فالنقص في الغذاء قد‬
‫يهدد المجتمع و‬
‫بالتالي تزيد قدرته االنجابية خالل الفترة التي تشهد شحا في الطعام بينما تنخفض هذه القدرة في الفترات الت‬
‫ي يكون فيها الغذاء وفيرا‬
‫‪-3‬هربرت سبنسر‪:‬‬
‫اكد هذا العالم على حدوث انخفاض طبيعي يطرا على القدرة البيولوجية على االنجاب عندما تتطور المجتم‬
‫عات‬
‫و تصبح اكثر تعقيدا و تركيبا و عزا ذلك بالمقام االول الى الطاقة التي تصرف عند القيام بمجهود فكري كبي‬
‫رو‬
‫ركز على اهمية العوامل البيولوجية في موضوع السكان حيث درس مسائل السكان من خالل اهتمامه بالتط‬
‫ور‬
‫البيولوجي االجتماعي للقوى الطبيعية و قد ادرج قضايا النظرية السكانية ضمن كتابه (مبادئ البيولوجيا) ال‬
‫ذي كان يهدف من خالله الى معارضة اراء "دوبلداي"‪.‬‬
‫الخاتمة‬

‫و في الختام نصل الى ان هذه النظريات و االفكار السكانية تتمحور ‪-‬وكما هو الشأن في العلوم االجتماعية‬
‫بصفة عامة‪ -‬حول مشاكل واقعية موجودة داخل مجموعات بشرية خاصة كما أنها تثير الكثير من االهتما‬
‫م عندما تكون معالجتها لهذه المشاكل معالجة مباشرة‪ .‬ففالسفة اليونان اهتمت نظرياتهم بالقضايا السكان‬
‫ية التي كانت مطروحة في مدنية ما حيث كان السكان قليلون نسبيا‪ ,‬في العصر الروماني تنعكس األفكار‬
‫حول انشغاالت المجتمع حيث كان السكان يعتبرون مصدرا للقوة‪ ,‬وفي بداية العصر الحديث أدى ظهور ال‬
‫دولة إلى توكيد أصحاب المذهب التجاري من جديد على المنافع السياسية و االقتصادية لكثرة السكان‪..‬‬
‫و في ظل هذه الظروف نجد انه حقا قد برزت نظريات فعلية في هذا العلم كل منها يساهم في فهمه و تفسي‬
‫ره على اكمل وجه اذ أصبح من المهم البحث على نظرية سكانية مقبولة ليس فقط ألن هذه النظريات بإم‬
‫كانها السماح بفهم أفضل لسيرورة التنمية و لكن أيضا ألنها تشكل عنصرا قاعديا في تخطيط و صياغة‬
‫سياسات التنمية‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬أبو عيانة فتحى‪ :‬دراسات فى علم السكان د‪-‬ط دار النهضة للطباعة والنشر بيروت‬
‫‪2000‬‬
‫‪ .2‬أبو عيانة فتحى محمد‪ :‬جغرافية السكان أسس وتطبيقات الطبعة الرابعة دار المعرف‬
‫ة للنشر االسكندرية ‪1993‬‬
‫‪ .3‬اسماعيل أحمد على ‪ :‬اسس علم السكان الطبعة الثامنه دار الثقافة للنشر القاهرة‬
‫‪1997‬‬
‫‪ .4‬منير عبد هللا كرداشة ‪ :‬علم السكان والديموغرافيا االجتماعية عالم الكتب الحديث‬
‫للنشر األردن ‪2009‬‬
‫‪ .5‬خليل عبد الهادي البدو‪:‬علم االجتماع السكاني‪,‬ط‪,1‬دار الحامد للنشر و التوزيع‪,‬‬
‫‪,2009‬عمان‬
‫‪ .6‬مصطفى عمر حمادة‪:‬دراسات في علم السكان‪,‬دار المعرفة الجامعية للطبع و النشر‬
‫و التوزيع ‪200‬‬

You might also like