You are on page 1of 43

‫المملكة العربية السعودية‬

‫علم النفس التربوي‬ ‫وزارة التعليم‬


‫بكالوريوس ‪ /‬المستوى السادس لغة عربية‬ ‫جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‬
‫الفصل الدراسي األول ‪1443/1442‬هـ‬ ‫معهد العلوم اإلسالمية والعربية بإندونيسيا‬
‫نفس ‪62251‬‬ ‫قسم العلوم اإلدارية والمالية‬

‫مقرر علم النفس التربوي‬


‫المستوى السادس‬
‫اخلطة التدريسية‬

‫هدف املقرر‪:‬‬

‫هناك أهداف متعددة لعلم النفس التربوي‪ ،‬وهذه األهداف تؤكد أهميتها‪ ،‬ويمكن‬
‫إيجازها في األهداف اآلتية‪:‬‬

‫• معرفة النظريات الرتبوية‪.‬‬


‫• معرفة طرق التعليم وتطبيقها‪.‬‬
‫• معرفة طرق القياس والتقويم وتطبيقها‪.‬‬
‫متطلبات املقرر وتوزيع الدرجات‪:‬‬

‫احلضور األسبوعي (‪ 10‬درجات)‬ ‫أ‪-‬‬


‫ب‪ -‬استعداد ومشاركة علمية (‪ 10‬درجات)‪.‬‬
‫ج‪ -‬اختبار أعمال منتصف الفصل (‪ 40‬درجة)‬
‫د‪ -‬اختبار نهائي (‪ 40‬درجة)‪.‬‬

‫توزيع املفردات واملتطلبات‪:‬‬

‫مسؤول الشرح‬ ‫املفردة‬ ‫األسبوع‬ ‫م‬


‫أستاذ املقرر‬ ‫‪.1‬‬

‫أستاذ املقرر‬ ‫‪.2‬‬

‫أستاذ املقرر‬ ‫‪.3‬‬

‫أستاذ املقرر‬ ‫‪.4‬‬

‫أستاذ املقرر‬ ‫‪.5‬‬

‫أستاذ املقرر‬ ‫‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫مسؤول الشرح‬ ‫املفردة‬ ‫األسبوع‬ ‫م‬

‫أستاذ املقرر‬ ‫‪.7‬‬

‫أستاذ املقرر‬ ‫‪.8‬‬

‫أستاذ املقرر‬ ‫‪.9‬‬

‫أستاذ املقرر‬ ‫‪.10‬‬

‫‪Bandora‬‬

‫أستاذ املقرر‬ ‫‪.11‬‬

‫أستاذ املقرر‬ ‫‪.12‬‬

‫‪2‬‬
‫مسؤول الشرح‬ ‫املفردة‬ ‫األسبوع‬ ‫م‬

‫أستاذ املقرر‬ ‫‪.13‬‬

‫أستاذ املقرر‬ ‫‪.14‬‬

‫أستاذ املقرر‬ ‫‪.15‬‬


‫‪.16‬‬

‫املراجع‪:‬‬

‫أساليب التواصل‪:‬‬

‫اإلمييل‬ ‫رقم االتصال‪( 081312289552 :‬واتس)‬

‫‪3‬‬
‫الوحدة األولى‪ :‬مدخل إلى علم النفس التربوي‬
‫• تعريف علم النفس‪:‬‬
‫ظهرت الكثير من التعريفات التي تُعالج علم النفس‪ ،‬واختلفت هذه التعريفات باختالف‬
‫المدراس النفسيّة وعلمائها‪.‬‬

‫فيعرف علم النفس بأنّه‪ :‬العلم القائم على دراسة السلوك اإلنسان ّ‬
‫ي بطريقة علم ّية من‬
‫وتطوره‪ ،‬والطرق التي يتم اكتساب العادات واألنماط‬
‫ّ‬ ‫خالل فهم آلية وسيكولوجية السلوك‬
‫السلوكية من خاللها مثل القيم‪ ،‬والميول‪ ،‬واالتجاهات‪ ،‬والعمليات العقليّة‪ ،‬وطرق التفكير من‬
‫اإلدراك والتذ ّكر وغيرها‪.‬‬
‫ويعرف أيضا بأنّه‪ :‬الدراسة العامة لسلوك الكائنات الحية وخصوصا ً اإلنسان‪ ،‬وذلك‬
‫بغرض فهم هذا السلوك ومحاولة ضبطه والتحكم به‪ ،‬كما أن علم النفس يعالج السلوكيات‬
‫اإلنسانيّة بأنواعها الداخلية والذاتية‪ ،‬مثل العمليات العقلية والتخيل وغيرها‪ ،‬والخارجية كاألفعال‪،‬‬
‫واالستجابات‪ ،‬واألنماط العملية التي يمارسها الفرد ويتفاعل فيها مع بيئته المحيطة به‪.‬‬

‫• نشأة علم النفس‪:‬‬


‫تعود نشأة علم النفس إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم األلماني‬
‫فونت‪ ،‬حيث اعتُبر المؤسس األول لعلم النفس‪ ،‬بعد أن كان علم النفس يقع ضمن‬
‫العلوم الفلسفيّة القديمة‪ ،‬وكان فونت أول من أنشأ مختبرا ً سيكولوج ّيا ً للدراسات‬
‫النفسيّة‪ ،‬باإلضافة الختراعه جهازا ً يخدم األبحاث السيكولوجيّة التجريبيّة والتطبيقيّة‪،‬‬
‫وبعد ذلك ظهرت الكثير من المؤلفات والكتب التي تدرس علم النفس‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫إنشاء العديد من المختبرات النفسيّة في أماكن مختلفة‪ ،‬وتبعا ً لذلك تعدّدت نظريات علم‬
‫النفس ومدارسه‪ ،‬وأصبح علم النفس علما ً مستقالً قائما ً بذاته‪ ،‬وبعدها أصبحت له أقسام‬
‫مستقلة في الجامعات األوروبية واألمريكية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫• أهداف علم النفس‪:‬‬
‫يتفق علم النفس في أهدافه مع باقي العلوم األساسيّة التي تتناول كافة الظواهر‬
‫الطبيعيّة واإلنسانيّة‪ ،‬وذلك بالدراسة التفصيل ّية لجوانب الظاهرة وفهمها‪ ،‬ثم التنبؤ بها‬
‫والقدرة على التحكم بها‪ ،‬ومن أبرز هذه األهداف‪:‬‬
‫• الفهم والتفسير‪ :‬يسعى علم النفس إلى فهم علل الظواهر السلوكيّة‪ ،‬والمسببات التي‬
‫تقف وراء حدوث الظواهر السلوكية المختلفة؛ مثل االضطرابات النفسية‪ ،‬والتفوق‬
‫الدراسي‪ ،‬وحاالت القلق والخوف‪ ،‬باإلضافة إلى دراسة عالقة الظواهر السلوكية‬
‫ببعضها‪.‬‬
‫• الضبط والتحكم‪ :‬يظهر دور الضبط والتحكم بالظاهرة السلوكية بنا ًء على عملية‬
‫اإللمام التام بالفهم والتفسير لهذه الظاهرة ومسبباتها‪ ،‬وبالتالي القدرة على التأثير في‬
‫السلوك والدخول إلى مساره والتح ّكم في كيفيّة وزمن حدوثه‪ ،‬فمن الممكن أن تُتاح‬
‫الفرصة للعوامل المسببة لسلوك معين فيفتح المجال الستدعائه وحدوثه‪ ،‬أو إلغاء‬
‫وحذف بعض العوامل المسببة لسلوك آخر‪ ،‬فيتم إطفاؤه وإخفاؤه‪.‬‬
‫• التنبؤ‪ :‬هو توقع حدوث ظاهرة معينة قبل وقوعها‪ ،‬بنا ًء على فهمها وتفسيرها‬
‫ومعرفة أسبابها ومستوى التحكم بها‪ ،‬فمن المتوقع حدوث هذه الظاهرة‪ ،‬وبالتالي‬
‫مواجهتها باالستعداد التام والفاعل‪ ،‬فمثالً في علم النفس من الممكن دراسة وفهم‬
‫العوامل الدراسيّة اإليجابيّة والسلبيّة وإدراك مسبباتها ومدى تأثيرها في النجاح‬
‫والفشل في مستوى التحصيل الدراسي‪ ،‬وبالتالي تحديد الفئة الطالبيّة التي من‬
‫الممكن أن تمتلك عوامل النجاح‪ ،‬والفئة الطالبيّة التي من الممكن أن تمتلك عوامل‬
‫اإلخفاق والفشل‪ ،‬وتقديم اإلرشاد والتوجيه التربوي لمساعدة كافة هذه الفئات‪.‬‬

‫• فروع علم النفس‪:‬‬


‫تفرع علم النفس إلى فروع عديدة‪ ،‬وذلك نظرا ً لتوسع العلوم‬
‫ظهرت الحاجة إلى ّ‬
‫اإلنسانيّة والطبيعيّة األخرى واتساع دائرة دراساتها‪ ،‬فظهرت العديد من الفروع التي‬
‫عالجت الكثير من الجوانب الحياتيّة والتفاعليّة للفرد والبيئة‪ ،‬ومن هذه الفروع‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫• علم نفس الشخصية‪ :‬هو العلم الذي يدرس طرق تصنيف األفراد إلى فئات بحسب‬
‫سماتهم الشخصية التي يقوم من خاللها بصياغة قوانين السلوك ومبادئه‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى دراسة العوامل المؤثرة في السمات الشخصية وتكوينها‪.‬‬
‫• علم النفس الفسيولوجي‪ :‬هو العلم الذي يدرس بشكل عام السلوك اإلنساني من‬
‫منظور فسيولوجي‪ ،‬أي فهم األساس الفسيولوجي لهذا السلوك‪ ،‬فعلم النفس‬
‫الفسيولوجي يهتم بدراسة الجهاز العصبي ووظائفه ومدى تأثيرها في السلوك‪ ،‬فهو‬
‫يعالج مثالً آلية الشعور واألحاسيس من خالل دراسة السياالت العصبية ومساراتها‪،‬‬
‫وطرق سيطرة الدماغ على العمليات السلوكية‪ ،‬باإلضافة إلى دراسة الغدد الصم‪،‬‬
‫ومدى تأثير وظائفها في السلوك‪.‬‬

‫• أهمية علم النفس‪:‬‬


‫تظهر أهمية علم النفس بجوانب علمية وحياتية مختلفة ال تنتهي‪ ،‬حيث برزت‬
‫أهمية علم النفس تطبيقيا ً ونظريا ً فظهرت آثاره في توظيف النظرية بمحل التطبيق‬
‫فكانت على النحو اآلتي‪:‬‬
‫• من الناحية النظرية‪ :‬تك ُمن أهمية علم النفس نظريا ً بما يقدمه من دراسة هادفة‬
‫للظواهر النفسية تقود إلى صياغة وتحديد القوانين العامة والضوابط األساسية التي‬
‫تحكم هذه الظواهر‪.‬‬
‫• من الناحية التطبيقية‪ :‬تبرز أهمية علم النفس في توظيف القوانين العامة الضابطة‬
‫للظواهر النفسية في التحكم بالسلوك اإلنساني وتكيفه وقيادته نحو االتجاهات‬
‫السليمة‪ ،‬وقياس السلوكيات بتحديد معايير سوية السلوك وعدم سويته ومعالجة‬
‫اختالله‬

‫ي‪:‬‬
‫البحث العلم ّ‬ ‫•‬
‫اعتمد اإلنسان قديما ً على طرق التفكير الخرافي المبن ّ‬
‫ي على األوهام والخرافات؛‬
‫حيث ضاعت المعرفة والعلم في عالم من الخيال والميتافيزيقا‪ ،‬باإلضافة إلى محدوديّة‬
‫واستمرت المعرفة في‬
‫ّ‬ ‫ي في تقصي الحقائق والحصول عليها وفهمها‪،‬‬
‫الشغف البشر ّ‬
‫ّ‬
‫تدن مستمر إلى أن بدأ االنسان باستخدام األساليب العلميّة لمعرفة جميع أنواع‬
‫الظواهر المختلفة وتفسيرها‪ ،‬وكان ذلك باالعتماد على الخبرات الحسيّة والمعرفيّة‬
‫وتوظيفها واستعمالها بشكل سليم في جميع مظاهر الحياة الذاتيّة الخاصة ومظاهر‬
‫‪6‬‬
‫الحياة العا ّمة‪ ،‬وما تتض ّمنه من الجوانب الحياتيّة المختلفة‪ ،‬مثل‪ :‬الصحة‪ ،‬والبيئة‪،‬‬
‫واالقتصاد‪.‬‬
‫ي بشكل عام بأنّه‪ :‬الطريقة العلميّة والتجريبيّة الدقيقة لتق ّ‬
‫صي‬ ‫ويعرف البحث العلم ّ‬
‫منظم ودقيق‪ ،‬يقوم بها الفرد بهدف الكشف عن معلومات‬ ‫ّ‬ ‫الحقائق والمعارف بأسلوب‬
‫ومعارف جديدة‪ ،‬أو تطوير المعلومات الموجودة بشكل سابق وتنقيحها‪ ،‬ويكون هذا‬
‫ي‪.‬‬
‫باستخدام خطوات منهج البحث العلم ّ‬

‫• طرق البحث العلم ّ‬


‫ي في علم النفس التربوي‪:‬‬
‫تندرج البحوث التربويّة والنفسيّة ضمن األبحاث السلوكيّة‪ ،‬ويعود ذلك بشكل‬
‫ي باعتبار ّ‬
‫أن موضوعها هو اإلنسان وأنماطه السلوكيّة العامة والمختلفة‪ ،‬أ ّما‬ ‫أساس ّ‬
‫طبيعة هذه البحوث فهي على نوعين؛ ّأولهما األبحاث النظريّة البحتة التي تساعد على‬
‫تنمية المعرفة األساسيّة‪ ،‬والنوع الثاني هو البحوث التطبيقيّة والتجريبيّة التي تظهر‬
‫أهميّتها في قيمتها في الحياة العمليّة‪ ،‬وحول فاعليّة هذه األنواع فقد كان بعض العلماء‬
‫يرون ّ‬
‫أن البحوث النفسيّة هي بحوث تجريبيّة إلى حد واضح وال تعطي الجانب‬
‫النظري قيمة كبيرة‪ ،‬إال ّ‬
‫أن رفع مستوى كفاءة ونوعيّة هذه البحوث ال ينحصر‬
‫بالجانب العملي التطبيقي فقط؛ فالتطبيق الدقيق والناجح يكون على أساس الفهم‬
‫النظري العميق والصحيح لكافة المعطيات الخاصة بظاهرة ما‪.‬‬

‫• طرق البحث في علم النفس ومناهجه‪:‬‬


‫يجب على الباحث في جميع أنواع البحوث العلميّة الحصول على الكفاية المعرفيّة‬
‫بأنواعها؛ ليستطيع توظيفها بشكل مناسب ومالئم لخدمة أهدافه وأغراضه البحثيّة‪،‬‬
‫وحتّى تناسب طريقة ومنهج البحث الذي سيسلكه مع موضوع بحثه‪ ،‬وال يختلف األمر‬
‫عنه في البحوث النفسيّة؛ حيث ّ‬
‫إن لك ّل ظاهرة سلوكيّة معيّنة األسلوب األنسب واألمثل‬
‫لدراستها والبحث عنها‪ ،‬ومن أه ّم المناهج والطرق البحثيّة في علم النفس ما يأتي‪:‬‬
‫ي من أقدم الطرق البحثيّة في علم النفس‬
‫ي أو التأمل ّ‬ ‫• المنهج الذات ّ‬
‫ي‪ :‬يُع ّد المنهج الذات ّ‬
‫والفلسفة‪ ،‬وأكثرها بدائيّة‪ ،‬وأقلّها اعتمادا ً على العلم؛ حيث يستخدم هذا المنهج‬
‫استراتيجيات المالحظة الداخليّة للخبرات الحسيّة واالنفعاليّة والعقليّة‪ ،‬أو التأمل‬

‫‪7‬‬
‫ي؛ فالفرد يُالحظ ما يجول في داخله بالوصف والتحليل‪ ،‬فينعكس ذلك على‬ ‫الباطن ّ‬
‫مشاعره ويُصبح إحساسا ً باإلحساس‪ ،‬وهو ما يُس ّمى باالستبطان أو التأ ّمل الباطن ّ‬
‫ي‪.‬‬

‫وقد واجه هذا المنهج الكثير من االنتقادات؛ إذ عارضته بعض مدارس علم النفس‬
‫كالمدرسة السلوكيّة باعتباره منهجا ً غير علم ّ‬
‫ي؛ كونه يدرس الحاالت الشعوريّة التي ال‬
‫يشعر بها إال صاحبها الذي قد يكون ُمفتقرا ً لمهارات الوصف والتحليل‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫الحظ هو ذاته الشخص الذي تت ّم مالحظته‪ ،‬ويظهر بذلك ّ‬
‫أن المنهج‬ ‫ّ‬
‫أن الشخص ال ُم ِ‬
‫ي تطغى عليه الصبغة الفرديّة بشكل واضح‪ ،‬لذا ال يُمكن تعميمه‪ ،‬إال أ ّنه من غير‬
‫الذات ّ‬
‫الممكن أن يستغني الباحث عنه أثناء القيام باألبحاث التجريبيّة‪ ،‬فمثالً‪ :‬دراسة بعض‬
‫الحاالت قد تتطلّب من الفرد أن يصف ما يشعر به‪ ،‬وحتّى في األنشطة االستبيانيّة‬
‫واالستفتاءات التي تدرس ميول األفراد‪ ،‬واتجاهاتهم‪ ،‬وأحاسيسهم تجاه خبرات معيّنة‪.‬‬

‫• المنهج التجريب ّ‬
‫ي‪ :‬هو المنهج الذي يهدف إلى التأكد من فرضيّة نظريّة معينة؛ عن‬
‫طريق مقارنة معطياتها بالمعطيات الموضوعيّة التي يتم الحصول عليها من عمليّة‬
‫التطبيق العملي في الواقع الحياتي لألفراد‪ ،‬وهدف البحوث التجريبيّة النفسيّة هو‬
‫ضبط األسباب التي تؤدي إلى حصول ظاهرة سلوكيّة معينة‪ ،‬سوا ًء تعلّقت هذه‬
‫المسببات بالفرد أو الكائن الحي بشكل عام أو المتغيرات التي تحيط به‪ ،‬وبذلك تتم‬
‫االستفادة من دراسة جميع االستجابات السلوكيّة واللفظيّة والحركيّة التي تظهر على‬
‫الفرد؛ وذلك بإخضاعه للمتغيرات ال ُمراد فهمها أو التأكد من تأثيرها عليه‪ ،‬ويظهر‬
‫بذلك أن البحوث التجريبيّة تعتمد على المالحظة المقصودة والمدروسة للفرد‪ ،‬وك ّل‬
‫ما يصدر عنه من سلوكيات تحت ظروف معينة يضعها الباحث بشكل دقيق؛‬
‫الختبار ص ّحة الفرضيات‪ ،‬والحصول على العالقات السببيّة الصحيحة‪.‬‬
‫ي‪ :‬يتّصف المنهج الوصف ّ‬
‫ي بأ ّنه يصف الظواهر بأسلوب موضوعي‪،‬‬ ‫• المنهج الوصف ّ‬
‫معتمدا ً على البيانات ال َمقيسة باستخدام أدوات البحث العلم ّ‬
‫ي وتقنياته‪ ،‬األمر الذي‬
‫جعل من هذا المنهج شديد األهميّة والتطور‪ ،‬ومن المعلوم ّ‬
‫أن نشأة هذا المنهج بدأت‬
‫مع بداية المسوح االجتماعيّة في إنجلترا‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬ودراسات األنثروبولوجيا في‬
‫ي في مبدئه على تفسير الظواهر عن طريق تحليل‬
‫أمريكا‪ ،‬ويعتمد المنهج الوصف ّ‬
‫خصائصها‪ ،‬ودراسة التوافقات البينيّة‪ ،‬والعالقات بين تلك الخصائص واألبعاد؛‬
‫ي دقيق لها‪.‬‬
‫ليتحصل على وصف علم ّ‬
‫‪8‬‬
‫ي على جمع المشاهدات والبيانات‪ ،‬واستنباط الحقائق منها‪،‬‬
‫ويعتمد المنهج الوصف ّ‬
‫ومقارنتها‪ ،‬ث ّم تصنيفها وتحليلها وتفسيرها؛ بهدف وضع تعميمات علميّة مقبولة عن تلك‬
‫المشاهدات‪ ،‬وال يقتصر هذا المنهج على حالة معيّنة أو منهج واحد‪ ،‬فقد تعدّدت أنواع‬
‫البحوث التي استعملته في إجراء دراساتها‪ ،‬ومن أبرز هذه البحوث ما يأتي‪:‬‬
‫• دراسة الحالة‪ :‬تُطبَّق دراسة الحالة في العديد من المجاالت العلميّة المختلفة؛ حيث‬
‫تُتناول الحالة ال ُمراد دراستها بالطرق الوصفيّة‪ ،‬وغالبا ً ما تكون هذه الحالة شخصاً‪ ،‬أو‬
‫يختص به‬
‫ّ‬ ‫جماعةً‪ ،‬أو مؤسسةً‪ ،‬وتختلف مجاالت الدراسات باختالف المجال الذي‬
‫الباحث‪ ،‬واألهداف البحثيّة التي يسعى إليها‪.‬‬
‫تطور‬
‫ّ‬ ‫االجتماعي‪ :‬تُعدّ هذه البحوث من أكثر أنواع البحوث مساهمةً في‬
‫ّ‬ ‫• المسح‬
‫دراسات العلوم االجتماعيّة العلميّة؛ حيث ساهمت في وضع أ ُ ُ‬
‫سس المنهجيّة العلميّة‬
‫وقواعدها؛ لتعبّر عن الظواهر االجتماعيّة تعبيرا ً كم ّيا ً باستعمال أدوات البحث العلم ّ‬
‫ي‬
‫المنهجيّة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الوحدة الثانية‪ :‬األهداف التعليمية‬
‫• مفهوم األهداف التربوية‪:‬‬
‫جاءت كلمة (هدف) في المعاجم اللغوية لتشير إلى معاني تدور حول القصد‬
‫والغرض والمرمى‪ ،‬ففي المعجم الوسيط‪َ " :‬ه َدف الرجل إلى الشيء قصد وأسرع‪.‬‬
‫والهادف‪ :‬ما يوجه إلى غرض محدود‪.‬‬
‫والهدف‪ :‬الغرض توجه إليه السهام‪ .‬وجمعه‪ :‬أهداف"‪.‬‬
‫‪ -‬وتعرف األهداف بأنها‪ :‬عبارات تعطي شكالً واتجاها ً لمجموعة من المقاصد‬
‫التفصيلية في المستقبل القريب أو البعيد‪.‬‬
‫‪ -‬كما ت ُعرف بأنها‪ :‬تصور فكرى مسبق عن الحاالت أو النتائج النسبية‬
‫لتطـــور ما يتم اختيارها وتحديدها من الواقع الموضوعي ويتم تحقيقها‬
‫بواسطة النشاط الفاعل لإلنسان‪.‬‬
‫لذلك يتميز الهدف عن الرغبة والطموح واألمل في كونه ممكن التحقيق وال تلعب‬
‫الصدفة تأثيرا ً مباشرا ً في تحقيقه ويتطلب نشاطا ً واعيا ً لإلنسان من أجل بلوغه‪.‬‬
‫وتعرف األهداف التربوية على أنها تصور ذهني مسبق لحاالت مستقبلية‬ ‫‪-‬‬
‫(خصائص‪ ،‬سلوك‪ ،‬مواقف) للشخصية والتي يسعى المربى في النشاط‬
‫التربوي إلى تطويرها في التالميذ من خالل محتوى ووسائل تربوية‬
‫وبمراعاة قوانين وظروف التربية والنمو‪.‬‬
‫واألهداف في المجال التربوي تنطلق من هذا المعنى‪ ،‬ويتحدد معناها وفق مستواها‬
‫من حيث العمومية والخصوصية‪ ،‬حيث ظهرت في األدبيات التربوية تصنيفات لمستويات‬
‫األهداف تتدرج من الغايات العامة بعيدة المدى للنظام التربوي أو التعليمي إلى األهداف‬
‫التدريسية السلوكية اإلجرائية قصيرة المدى التي يقوم المعلم بتحديدها ليتم تحقيقها خالل‬
‫حصة دراسية‪ .‬غير أن هذه التصنيفات يمكن تلخيصها في ثالثة مستويات‪.‬‬
‫ويعتبر تحديد األهداف أولى الخطوات وأهمها في تخطيط المنهج‪ .‬فإذا كان علينا‬
‫أن نخطط لبرنامج تربوي ناجح وأن تكون لدينا اإلمكانية لتقويمه وتطويره باستمرار‬
‫فينبغي أن نمتلك وضوحا ً كافيا ً باألهداف التي نسعـــى إليها‪ .‬وقد أعتبرها رولف تايلور‬
‫معايير أساسية الختيار وتنظيم المحتوى وأساليب التدريس والتقويم والتي هي األخرى في‬
‫الحقيقة وسائل لتحقيق األهداف‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫• دور األهداف في العملية التعليمية‪:‬‬
‫وجه علماء النفس والتربية‪ ،‬في الستينات من هذا القرن‪ ،‬اهتماما ً كبيرا ً إلى‬
‫األهداف‪ ،‬إدراكا ً منهم ألهمية الدور الذي تلعبه في العلمية التربوية‪.‬‬
‫ويرى جانيه ‪ Gagnè, 1964‬أن وضع األهداف‪ ،‬يشكل الخطوة الضرورية األولى‬

‫في أية عملية تعليمية‪ ،‬ويعتبرها الموجه الرئيسي للمعلم والمتعلم على حد سواء‪ ،‬إذ‬
‫يجب على كل منهما أن يكون على بينة من أهداف هذه العملية‪ ،‬فعلى المعلم أن يعرف‬
‫ماذا يريد من طالبه أن يتعلموا‪ ،‬وكيف يجب أن «يسلكوا» بعد التعليم‪ ،‬وعلى المتعلم‬
‫أن يعرف «األداء» الذي يترتب عليه القيام به بعد التعلم‬

‫وتظهر أهمية دور األهداف في ثالثة مجاالت هامة‪ ،‬هي‪ :‬المنهاج‪ ،‬والتعليم‪،‬‬
‫والتقويم‪.‬‬
‫• المنهاج‪ :‬توفر األهداف قدرا ً من الفهم يسمح للقائمين على األمور التربوية بوضع‬
‫المناهج التي تحقق الغايات التربوية على النحو األفضل‪ ،‬وتمكنهم من إعادة النظر في‬
‫المناهج القائمة‪ ،‬بحيث يتعرفون على ما يجب متابعته منها‪ ،‬أو تعديله أو إسقاطه‪.‬‬
‫فالتغير السريع الذي يطرأ على المجتمع نتيجة التقدم العلمي والتقني‪ ،‬يفرض تغييرا ً‬
‫موازيا ً في أهداف التربية واستراتيجيتها‪ ،‬فاألهداف التي كان سائدة منذ ربع قرن مثالً‪،‬‬
‫قد ال تكون مناسبة لمطالب المجتمع الحالي وحاجاته‪ ،‬األمر الذي يتطلب تعديلها أو‬
‫إعادة صياغتها‪ ،‬لتغدو أكثر إيفاء بهذه المطالب والحاجات‪ ،‬وهذا يفرض تعديل المناهج‬
‫القائمة أو تصميم مناهج جديدة تناسب تلك األهداف‪ ،‬وبذلك يتضح دور األهداف‬
‫كموجه لعملية وضع المناهج وتطويرها‪.‬‬
‫• التدريس‪ :‬توفر األهداف في مجال التعليم قاعدة سليمة تساعد المعلم على اختيار‬
‫الوحدة أو المادة الدراسية المناسبة وتخطيطها‪ ،‬وكذلك اختيار الوسائل والطرق‬
‫واإلجراءات المتعلقة بها‪ ،‬كما تمكنه من تنظيم جهود المتعلمين وتكريس نشاطاتهم‬
‫وتوجيهها من أجل إنجاز المهام التعليمية على النحو األفضل‪ ،‬مما يحول دون ضياع‬
‫هذه النشاطات في مجاالت أو جوانب ال تتطلبها العملية التعليمية‪ ،‬ويجعل هذه العملية‬
‫أكثر فعالية ونجاحاً‪ ،‬وهكذا‪ ،‬تقوم األهداف بتوجيه العملية التعليمية ـ التعلمية وتجعلها‬
‫أكثر سهولة بالنسبة للمعلم والمتعلم على حد سواء‬

‫‪11‬‬
‫• التقويم‪ :‬أما من حيث دور األهداف في مجال التقويم‪ ،‬فإنها تساعد على توفير القاعدة‬
‫التي يجب أن تنطلق منها العملية التقويمية‪ ،‬فاألهداف تسمح للمعلم والمربين بالوقوف‬
‫على مدى فعالية التعليم ونجاحه في تحقيق التغير المطلوب في سلوك المتعلم‪ .‬وما لم‬
‫يحدد نوع هذا التغير‪ ،‬أي ما لم توضع األهداف‪ ،‬فلن يتمكن المعلم أو أي معني آخر‬
‫بالتعليم من القيام بعملية التقويم‪ ،‬مما يؤدي إلى الحيلولة دون التعرف على مصير‬
‫الجهد المبذول في عملية التعليم‪ ،‬سواء كان هذا الجهد من جانب المعلم أو المتعلم أو‬
‫السلطات التربوية األخرى ذات العالقة‬

‫• مستويات األهداف‪:‬‬
‫يميز التربويون عادة بين فئتين من األهداف‪ ،‬فئة األهداف التربوية‪ ،‬وفئة األهداف‬
‫التعليمية‪ .‬ويعود هذا التمييز إلى درجة العمومية أو التخصيص التي تتصف بها‬
‫األهداف‪ ،‬وإلى دورها في العملية التربوية‪ ،‬وإلى طبيعة الجماعات التي تضعها‬

‫ففي حين تشير فيه األهداف التربوية إلى الغايات القصوى للعملية التربوية والتي‬
‫ترمي إلى التأثير في شخصية الفرد لجعله مواطنا ً يتسم باتجاهات وقيم معينة‪ ،‬تشير‬
‫األهداف التعليمية إلى األغراض التي تنشدها العملية التعليمية ـ التعلمية والتي تتجلى‬
‫في عملية اكتساب الفرد ألنماط سلوكية أو أدائية معينة من خالل المواد الدراسية‬
‫والطرق التعليمية المتنوعة والمتوافرة في األوضاع المدرسية‬

‫وتشكل عملية تحويل األهداف التربوية إلى أهداف تعليمية مهمة رئيسية من مهام‬
‫علم النفس التربوي‪ ،‬فاألهداف التعليمية ليست إال تحديدات سلوكية أو أدائية‬
‫لألهداف التربوية‪ ،‬إذ يكمن الفرق الحقيقي بينهما في اختالف درجة التجريد أو‬
‫التخصيص التي تتصف بها هذه األهداف‪ .‬وفي ضوء هذا النوع من االختالف‪.‬‬
‫يمكن تصنيف األهداف في عدة مستويات هي‬

‫• الغايات واألغراض التربوية‪ :‬وتمثل الغايات النهائية للتربية في أي مجتمع من‬


‫المجتمعات‪ ،‬كما تمثل موجهات للنظام التعليمي بكل عناصره‪ ،‬وهذه الغايات ال‬
‫تتحقق من خالل مادة دراسية‪ ،‬أو سنة دراسية‪ ،‬أو مرحلة دراسية بل تمتد لتشمل‬
‫الحياة الدراسية كلها‪ .‬ومن أمثلة هذا المستوى من األهداف‪( :‬تكوين اإلنسان‬
‫الصالح) و (أن يدرك المتعلم التصور اإلسالمي للكون واإلنسان والحياة)‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫• األهداف التعليمية العامة‪ :‬يشير هذا المستوى إلى األهداف ذات الدرجة المرتفعة‬

‫من حيث التعميم والدرجة المنخفضة من حيث التحديد أو التخصيص‪ ،‬وهي ما‬
‫يطلق عليها عادة عبارة األهداف التربوية‪ ،‬كتنمية القيم الدينية أو األخالق أو‬
‫القومية‪ ،‬أو تنمية القدرات العقلية أو تطوير المواطن الفعال‪ ..‬الخ حيث تعنى هذه‬
‫األهداف بوصف النتائج النهائية لمجمل العملية التربوية‪ ،‬وترمي إلى التأثير في‬
‫جماعات المواطنين عموماً‪ ،‬وتزويد الهيئات‪ ،‬أو السلطات التربوية بموجهات عامة‬
‫يستدل بها عند تخطيط العمل التربوي‪ ،‬ويضع هذه األهداف غالبا ً لجان أو هيئات‬
‫وطنية تضم بعض رجاالت العلم والفكر والسياسة والسلطة‪.‬‬
‫وهذه األهداف أقل في عموميتها من السابقة‪ ،‬بل إن مستوى العمومية فيها يختلف‬
‫باختالف نوعها‪ ،‬فهناك أهداف عامة لكل مرحلة دراسية‪ ،‬ولكل صف دراسي‪،‬‬
‫ولكل مادة دراسية‪ ،‬ولكل وحدة تعليمية‪ ،...‬مثل‪:‬‬
‫يتعرف الطالب جوانب من سيرة الرسول صلى هللا عليه وسلم وصفاته ليقتدي بها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫▪‬
‫(هدف عام للمرحلة االبتدائية)‪.‬‬
‫يتعرف على مولد الرسول صلى هللا عليه وسلم ونشأته (هدف عام للصف الرابع)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫▪‬

‫• األهداف التدريسية الخاصة أو السلوكية‪ :‬وتسمى كذلك األهداف اإلجرائية أو‬


‫األدائية‪ :‬وهي نتائج متوقعة من عملية التعليم‪ ،‬تصاغ في عبارات تصف أداء‬
‫المتعلم الذي يمكن مالحظته‪ ،‬والذي يستطيع المتعلم أن يظهره سلوكيا ً في نهاية‬
‫عملية التعليم‪ .‬ويقصد بأداء المتعلم هنا هو استجابته التي يمكن مالحظتها أو قياسها‬
‫في المجاالت المعرفية‪ ،‬أو الوجدانية‪ ،‬أو المهارية‪ .‬وتكون نتيجة للتعلم الحادث‬
‫داخل البيئة الصفية‪ .‬إذا ً هي أهداف مباشرة‪ ،‬وتحقيقها قريب المدى وتخدم الهدف‬
‫التعليمي العام وتسير في اتجاهه‪ .‬وهي التي يتم تحقيقها في فترة زمنية قصيرة‬
‫(زمن الحصة الدراسية)‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫(أن يحدد الطالب مكان مولد النبي صلى هللا عليه وسلم)‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫• تصنيف األهداف‪:‬‬
‫من أجل أن يتمكن المعلم من تحديد واختيار أهداف الدرس بصورة سليمة‪،‬‬
‫وصياغتها بشكل سلوكي‪ ،‬لتحديد نتائج تعلم الطلبة‪ ،‬ظهرت الحاجة إلى بناء نظام‬
‫لتصنيف األهداف التربوية‪.‬‬
‫وترجع بداية فكرة تصنيف األهداف التربوية إلى عام ‪1948‬م‪ ،‬عندما عقدت‬
‫جمعية علماء النفس األمريكيين اجتماعها في بوسطن ‪ – Boston‬بالواليات المتحدة‬

‫األمريكية – والذي تم فيه االتفاق على وضع نظام لتصنيف األهداف التربوية)‪.‬‬
‫ويعد تصنيف بلوم ‪ ، Bloom‬وزمالئه من أهم التصنيفات لألهداف التربوية‬

‫السلوكية وأكثرها شيوعاً‪ ،‬حيث يمثل دليالً لتعرف األهداف السلوكية‪.‬‬


‫وقد صنف بلوم األهداف في ثالثة مجاالت‪:‬‬
‫المجال المعرفي ‪Cognitive Domain‬‬
‫المجال الوجداني (االنفعالي) ‪Affective Domain‬‬
‫المجال النفس حركي ‪Psychomotor Domain‬‬

‫مجاالت األهداف السلوكية‬

‫الوجداني‬ ‫المهاري‬ ‫المعرفي‬

‫‪14‬‬
‫• أوال‪ :‬أهداف المجال المعرفي أو العقلي‬
‫وهي األهداف التي تركز في القدرات أو العمليات العقلية التي تتصل بالمعارف‪،‬‬
‫وتعد أكثر قابلية للمالحظة والقياس‪ ،‬وله ستة مستويات‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬التذكر‪:‬‬
‫ويشمل كل ما يمكن أن يتذكره الفرد أو يتعرف عليه‪ ،‬من مصطلحات ورموز وأشخاص‬
‫وظواهر‪ ...‬ويُستدل على المعرفة من خالل االستجابة اللفظية أو الكتابية‪ ،‬وهي ضرورية‬
‫لتحقيق األهداف األخرى مثل االستيعاب والتطبيق‪ ...‬ومن صيغ األفعال التي تستخدم للتعبير‬
‫سلوكيا ً عن نتاجات التعلم من فئة المعرفة والتذكر‪( :‬يحدد‪ ،‬يذكر‪ ،‬يسمي‪ّ ،‬‬
‫يعرف‪ )...‬مثل‪:‬‬
‫▪ أن يعدد الطالب أركان الصالة‪.‬‬
‫يعرف الطالب برواي الحديث‪.‬‬
‫▪ أن ّ‬
‫‪ -2‬االستيعاب والفهم‪:‬‬
‫ويعني القدرة على ترجمة األفكار من شكل لفظي أو رمزي إلى شكل آخر‪ ،‬كأن يعبر‬
‫الشخص بلغته عن فكرة ما‪ ،‬ومن الصيغ التي تقيس هذا الهدف‪( :‬اختيار عنوان مناسب لنص‪،‬‬
‫تلخيص النقاط الرئيسة في فكرة قرأها‪ ،‬يمثّل‪ ،‬يستنتج‪ ،)...‬مثل‪:‬‬
‫▪ أن يشرح الطالب الحديث النبوي الشريف بلغته الخاصة‪.‬‬
‫▪ أن يعبّر عن الصورة بفكرة‬
‫‪ -3‬التطبيق‪:‬‬
‫ويعني قدرة المتعلم على استخدام ما تعلمه في مواقف جديدة متصلة بمواقف التعلم‬
‫األصلية‪ ،‬ومن الصيغ التي تعبر عن هذا الهدف في صورة سلوكية‪( :‬يُح ُّل‪ ،‬يحسب‪ ،‬يشكل‬
‫أواخر الكلمات‪ ،‬يطبق)‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫▪ أن يضبط المتعلم أواخر الكلمات بالحركة الصحيحة‪.‬‬
‫▪ أن يستخدم التلميذ الكلمات الجديدة في جمل إنشائه‪.‬‬
‫‪ -4‬التحليل‪:‬‬
‫وهو عملية تجزئة المادة إلى عناصرها أو أجزائها األولية المكونة لها‪ ،‬ومن الصيغ التي‬
‫تعبر عن هذا الهدف في صورة سلوكية‪( :‬يحلل ـ يفصل ـ يقسم ـ يميز ـ يحدد العناصر الرئيسة‬
‫ـ يجزئ‪ ،‬يقارن‪ ،)..‬مثل‪:‬‬
‫▪ أن يحلل المتعلم اآليات إلى موضوعاتها الفرعية‪.‬‬
‫▪ أن يقارن بين نتائج غزوتي أحد والخندق‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -5‬التركيب‪:‬‬
‫وهو قدرة الفرد على تجميع األجزاء لتكوين ك ّل جديد‪ .‬ومن الصيغ التي تعبر عن هذا‬
‫الهدف في صورة سلوكية‪( :‬يركب‪ ،‬يصمم‪ ،‬يؤلف‪ ،‬يخطط‪ ،‬يعيد بناء‪ ،).‬مثل‪:‬‬
‫▪ أن يكتب الطالب موضوعا ً إنشائيا ً حول حادثة تاريخية معينة‪.‬‬
‫يكون الطالب قصة من كلمات وجمل تعطى له‪.‬‬ ‫▪ أن ّ‬
‫▪ أن يقترح حلوالً لمشكلة التأخر عن الصالة‪.‬‬
‫‪ -6‬التقويم‪:‬‬
‫هذا المستوى يشير إلى قدرة عقلية مركبة يتوصل فيها التلميذ إلى أحكام استنادا ً إلى‬
‫معايير موضوعية أو معايير متعارف عليها‪ ،‬ومن الصيغ التي تعبر عن هذا الهدف في صورة‬
‫سلوكية‪( :‬يقيم‪ ،‬ينقد‪ ،‬يبدي وجهة نظر‪ ،‬يحكم‪ ،‬يبرر‪ ،‬يبرهن‪ )...‬مثل‪:‬‬
‫▪ أن ينقد الطالب األفكار الواردة في نص ما استنادا ً إلى مقاييس معينة‪.‬‬
‫▪ أن يعطي حكما ً على حادثة وقعت أمامه‪.‬‬

‫• ثانيا‪ :‬أهداف المجال المهاري أو الحركي‪:‬‬


‫وهي األهداف المرتبطة بالمعالجة اليدوية‪ ،‬والمهارات الحركية‪ ،‬والتآزر الحسي‬
‫الحركي‪ ،‬كالكتابة‪ ،‬والكالم‪ ،‬والرسم‪ ،‬واألشغال اليدوية‪ ،‬ومن األمثلة على األهداف‬
‫المهارية‪:‬‬
‫▪ أن يقرأ سورة الفاتحة بطريقة صحيحة‪.‬‬
‫▪ أن يكتب الجملة بخط النسخ‪.‬‬
‫▪ أن يشغل جهاز الحاسب بطريقة صحيحة‬

‫• ثالثا‪ :‬أهداف المجال الوجداني أو االنفعالي‪:‬‬


‫وهي األهداف المرتبطة بالقيم المستمدة من العقائد والتقاليد‪ ،‬وتقوم على ربط‬
‫المعلومات التي تقدم للمتعلم بوجدانه لكي يسلك سلوكا ً وجدانيا ً تجاه األشخاص أو األشياء‬
‫أو الموضوعات‪.‬‬
‫وتتعلق هذه األهداف باآلراء والميول وأوجه التقدير والمواقف واالتجاهات والقيم‬
‫وأساليب التكيف مع الحياة‪ ،‬ومن األمثلة على األهداف الوجدانية‪:‬‬
‫▪ أن يتقبل آراء اآلخرين‪.‬‬
‫▪ أن ينصت بخشوع عند استماع القرآن الكريم‪.‬‬
‫▪ أن يستشعر فضل الصالة وأهميتها‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫• شروط صياغة األهداف السلوكية‬
‫تناولت األدبيات التربوية في هذا المجال مواصفات الهدف السلوكي الجيد تحت‬
‫مسميات عدة‪ ،‬فبعضهم يسميها مواصفات‪ ،‬وبعضهم يسميها شروطاً‪ ،‬ويطلق عليها البعض‬
‫اآلخر معايير‪ ،‬ويرى آخرون أنها خصائص‪ ،‬لكنهم يكادون يجمعون على تلك المواصفات‪،‬‬
‫ويمكن إجمال هذه المواصفات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يصاغ الهدف بطريقة واضحة المعنى‪ .‬ومن أبرز عوامل وضوح الهدف سالمته‬
‫من األخطاء اللغوية‪ ،‬وصياغته بطريقة صحيحة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يركز الهدف على سلوك المتعلم وليس على سلوك المعلم‪ .‬فمن الخطأ أن يركز‬
‫المعلم في أهدافه على األنشطة التي سوف يقوم بها‬
‫‪ -3‬أن يع ِّّبـر الهدف عن نتاج واحد للتعلم‪ ،‬ألن ذلك يساعد على وضوح الهدف من‬
‫ناحية‪ ،‬وعلى عملية تقويم مدى تحققه من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون الهدف قابالً للقياس والمالحظة‪ ،‬وهذا يتطلب من المعلم أن يستخدم أفعاالً‬
‫قابلة للمالحظة مثل ( يعدد‪،‬يشرح‪،‬يكتب ‪ ،) ...،‬ويتجنب األفعال المبهمة التي ال‬
‫يمكن مالحظتها بشكل مباشر مثل ( َيـ ْعـرف‪،‬يتذوق‪،‬يدرك‪.)...،‬‬
‫‪ -5‬أن تتنوع األهداف في الدرس الواحد ــ ما أمكن ـــ لتشمل المجاالت الثالثة‬
‫(المعرفية‪ ،‬والمهارية‪ ،‬والوجدانية)‪ ،‬فتركيز المعلم على األهداف المعرفية في المجال‬
‫األدنى (المعرفة‪ ،‬والفهم)‪ ،‬أو حتى تركيزه على المستويات المعرفية كلها دون التفات‬
‫إلى الجوانب المهارية‪ ،‬والوجدانية يعد قصورا ً في القدرة على صياغة األهداف‪،‬‬
‫ومن ثم يعد قصورا ً في القدرة على التخطيط السليم للدرس‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يكون الهدف قابالً للتحقيق‪ ،‬بمعنى أن يراعي قدرات المتعلمين واستعدادهم‪،‬‬
‫والوقت المخصص لتحقيقه‪.‬‬
‫• صياغة الهدف التدريسي (مكونات الهدف التدريسي)‪:‬‬
‫يصاغ الهدف التدريسي وفق أحد الصياغات الشائعة تربوياً‪ ،‬وهناك أساليب متعدد‬
‫لصياغته‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫(أن ‪ +‬الفعل ‪ +‬الطالب ‪ +‬المحتوى التعليمي)‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫▪ أن يعدد الطالب أركان اإلسالم‪.‬‬
‫▪ أن يعلل الطالب لمشروعية الزكاة‪.‬‬
‫▪ أن يقرأ الطالب اآليات قراءة خالية من ألخطاء‪.‬‬
‫ويمكن صياغة األهداف كالتالي‪( :‬يتوقع من الطالب في نهاية الدرس أن يكون‬
‫قادرا ً على‪:‬‬
‫▪ تعداد أركان اإلسالم‪.‬‬
‫▪ التعليل لمشروعية الزكاة‪.‬‬
‫▪ قراءة اآليات قراءة خالية من األخطاء‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الوحدة الثالثة‪ :‬النمو‬
‫أوال‪ -‬تعريف النمو‪:‬‬
‫ع ِّ ّرف النمو في لسان العرب البن منظور بأ ّنه (ينمو نما بمعنى زاد وكثر‪ ،‬وأنميت الشيء أي‬‫ُ‬
‫جعلته نامياً)‪ .‬و ُ‬
‫ع ّرف في المعجم الوسيط‪( :‬نما الشيء نما ًء بمعنى زاد وكثر‪ ،‬ويقال نما الزرع‬
‫ونما الولد)‪.‬‬
‫يخص الزيادة الجسديّة في حجم أو تركيب‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫تعريف النمو بيولوجيّا النمو‪ :‬هو اصطالح بيولوج ٌّ‬
‫ي في الفترات الزمنيّة المختلفة التي يعيشها‪.‬‬
‫الكائن الح ّ‬
‫تعريف النمو من الناحية النفس ّية النمو‪ :‬هو كافّة التغيّرات المتداخلة والمتتابعة والمنتظمة في‬
‫جميع النواحي الجسديّة والعقليّة واالنفعاليّة والسلوكيّة التي تحدث للفرد‪ ،‬وتهدف الكتمال نضجه‪،‬‬
‫وتوافقه مع نفسه‪ ،‬ومع المجتمع المحيط به‪.‬‬
‫المستمرة في الوظائف التكيفيّة التي ترتبط‬
‫ّ‬ ‫تعريف النمو في العلوم السلوكيّة النمو‪ :‬هو التغيّرات‬
‫يكون شخصيّة الفرد‪.‬‬
‫بالزمن‪ ،‬وتكامل التغيّرات في السلوك والبنية والوظائف‪ ،‬م ّما ّ‬
‫ي‪ ،‬ودرسوه تحت‬ ‫العلوم التي تبحث في النمو اإلنساني‪ :‬تحدّث العلماء عن مصطلح النمو اإلنسان ّ‬
‫ي‪ ،‬وعلم ال ّنفس االرتقائي‪ ،‬وعلم ال ّنفس التكويني‪ ،‬وعلم‬
‫مس ّميات مختلفة مثل علم ال ّنفس التطور ّ‬
‫نفس النمو‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أه ّمية دراسة ِعلم نفس النُّ ّ‬


‫مو‪:‬‬
‫تك ُمن أه ّمية دراسة ِّعلم نفس ال ُّن ّ‬
‫مو في النواحي اآلتية‪:‬‬
‫مو من معرفة طبيعة اإلنسان‪ ،‬وعالقته مع البيئة‬ ‫من الناحية النظر ّية‪ :‬تُم ِّ ّكن دراسة ِّعلم نفس ال ُّن ّ‬
‫ي‪،‬‬ ‫مو بكا ّفة مظاهره‪ ،‬مثل‪ :‬معايير ال ُّن ّ‬
‫مو العقل ّ‬ ‫التي يعيش فيها‪ ،‬كما تُساهم في معرفة معايير ال ُّن ّ‬
‫ي‪ ،‬وبكافّة مراحله التي تشمل‪ :‬مرحلة ما قبل ميالد اإلنسان‪،‬‬
‫ي‪ ،‬واالنفعال ّ‬
‫ي‪ ،‬واالجتماع ّ‬
‫والجسم ّ‬
‫الرشد‪ ،‬ث ّم بالنهاية مرحلة الشيخوخة‪.‬‬
‫ومرحلة الطفولة‪ ،‬ومرحلة ال ُمراهَقة‪ ،‬ومرحلة ُّ‬
‫مو تنمية القدرة على توجيه األفراد في‬ ‫من الناحية التطبيقيّة‪ :‬يمكن من خالل دراسة ِّعلم نفس ال ُّن ّ‬
‫مو‪ ،‬كما تُتيح إمكانيّة قياس ُمختلَف مظاهر ال ُّن ّ‬
‫مو ِّوفق مقاييس ِّعلميّة‪ ،‬م َّما‬ ‫ُمختلَف مراحل ال ُّن ّ‬
‫يُساعد على تصحيح الشذوذ في ال ُّن ّ‬
‫مو‪ ،‬سواء كان من الناحية التربويّة‪ ،‬أو النفسيّة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫بالنسبة لعلماء النفس‪ :‬يمكن لعُلماء النفس‪ ،‬واألخصائيّين النفسيّين من خالل دراسة ِّعلم نفس‬
‫صة في مجال‬ ‫مو تحقيق ثمرة ُجهودهم في ُمساعدة األفراد في ُمختلَف مراحل ال ُّن ّ‬
‫مو‪ ،‬وخا َّ‬ ‫ال ُّن ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫ي‪ ،‬والتربو ّ‬
‫والمهن ّ‬
‫ي‪ِّ ،‬‬‫ي‪ ،‬واإلرشاد النفس ّ‬
‫التوجيه‪ ،‬و ِّعلم النفس ال ِّعالج ّ‬
‫مو معرفة الخصائص النفسيّة‪،‬‬ ‫بالنسبة للمربِّيين‪ :‬يمكن لل ُمر ِّبّيين من خالل دراسة ِّعلم نفس ال ُّن ّ‬
‫مو‪ ،‬كما تُم ِّ ّكنهم من معرفة العوامل التي تؤ ِّثّر في نُم ّ ِّوهم‪،‬‬
‫والتربويّة لألفراد في ُمختلَف مراحل ال ُّن ّ‬
‫سلوكهم‪ ،‬والطرق التي يجب استخدامها في تدريسهم‪،‬‬ ‫واألساليب التي يمكن من خاللها تعديل ُ‬
‫وماه َية ال َمسائل التي يتطلَّب إعدادها في العمليّة التربويّة‪ ،‬باإلضافة إلى تمكين ال ُمع ِّلّم من معرفة‬
‫الفروق الفرديّة بين الطلبة‪ ،‬و ُمراعاتها‪.‬‬
‫بالنسبة للوالدَين‪ :‬تُساعد دراسة ِّعلم نفس ال ُّن ّ‬
‫مو أولياء األمور على معرفة خصائص أبنائهم‪،‬‬
‫وتَف ُّهم ك ّل مرحلة من مراحل نُم ّ ِّوهم‪ ،‬والظروف التي يعيشونها خالل تلك المراحل‪ ،‬و ُمعا َملتهم‬
‫على أساس ُمعطيات‪ ،‬و ُمتطلَّبات المرحلة التي يعيشونها‪ ،‬كما تُتيح لهم الفُرصة لمعرفة الفروق‬
‫الفرديّة في ُمعدَّالت ال ُّن ّ‬
‫مو عند أبنائهم‪ ،‬ويُساعد ذلك اآلباء على تربية األبناء‪ ،‬وتنشئتهم بالشكل‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫إن معرفة أفراد ال ُمجتمع لنُم ّ ِّوهم النفس ّ‬
‫ي؛ بحيث يتناسب مع ك ّل مرحلة من‬ ‫بالنسبة للمجتمع‪َّ :‬‬
‫مو‪ ،‬تُفيد في تحديد أفضل الشروط الوراثيّة‪ ،‬وتُساعد على ح ِّّل ال ُمشكالت االجتماعيّة‬ ‫مراحل ال ُّن ّ‬
‫تتعلق بشخصيّة الفرد‪ ،‬من حيث نُم ّ ِّوها‪ ،‬وتكوينها‪ ،‬والعوامل ال ُمح ِّدّدة لها‪ ،‬والقضاء عليها‪،‬‬‫التي َّ‬
‫ي‪ ،‬والجناح‪،‬‬
‫ض ْعف العقل ّ‬
‫ي‪ ،‬وال َ‬
‫ي‪ ،‬والتأخير المدرس ّ‬
‫وال ِّوقاية منها‪ ،‬مثل‪ُ :‬مشكالت االنحراف الجنس ّ‬
‫سلوكهم؛ للوصول إلى أعلى‬ ‫ضبْط‪ ،‬وتعديل ُ‬‫مو األفراد على َ‬ ‫كما تُساعد دراسة ِّعلم نفس ال ُّن ّ‬
‫ي‪ ،‬باإلضافة إلى إتاحة التنبُّؤ الدقيق‬ ‫ي‪ ،‬واالجتماع ّ‬
‫والمهن ّ‬
‫ي‪ِّ ،‬‬ ‫ُمستوى من التوافُق التربو ّ‬
‫ي‪ ،‬والنفس ّ‬
‫لألحداث في ال ُمستق َبل؛ م َّما يُساعد على َوضْع ال ُخطط‪ ،‬والتوجيه ال ُمستقبل ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫بالنسبة لألفراد‪ :‬ينعكس فَ ْهم اآلباء‪ ،‬وال ُمر ِّبّيين ل ِّعلم نفس ال ُّن ّ‬
‫مو على ُمستق َبل األفراد؛ فتوجيه‬
‫ي يُح ِّقّق الخير‪ ،‬وال ُمستق َبل ال ُمزد ِّهر لهم من مرحلة الطفولة إلى مرحلة‬ ‫األفراد على أساس ِّعلم ّ‬
‫الشيخوخة‪ ،‬كما أ َّنه يُم ِّ ّكن األفراد من فَ ْهم األحداث ِّوفق ُمستوى نُم ّ ِّوهم‪ ،‬وقُدراتهم‪ ،‬وطبيعة‬
‫المرحلة التي يعيشونها‪ ،‬وذلك يعني أن يعيش الفرد ك ّل مرحلة من مراحل نُم ّ ِّوه بالشكل األمثل‪،‬‬
‫وعلى أكمل وجه ممكن‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ثالثا‪ -‬طرق البحث في علم نفس النمو‪:‬‬
‫‪ -1‬الدراسات التطورية (النشوئية)‬
‫تعريف الدراسات التطويرية (النشوئية)‪ :‬يهتم هذا النوع من الدراسات بدراسة التغيرات التي‬
‫تمر بها ظاهرة من الظواهر عبر مرحلة زمنية محددة‪ ،‬وهي أسلوب لمعالجة مشكالت التطور‬
‫والتغير التي تمر بها الظاهرة‪ .‬وتتميز بالخطوات التالية‪:‬‬
‫• مالحظة الظاهرة أو الحادثة او شيء أو سلوك في فترة ما ووصف تلك الظاهرة او الحدث‬
‫كما حدثت في نفس الوقت‪.‬‬
‫• متابعة دراسة الظ اهرة أو الحدث بعد فترات زمنية أخرى‪ ،‬ووضعها الجديد‪ .‬وتحديد‬
‫العوامل التي أدت إلى تشكيلها في صورتها النهائية‪.‬‬
‫ويمكن تصنيف الدراسات التطورية الى نوعين رئيسيين هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬الطريقة الطولية التبعية‪:‬‬
‫❖ تعريف الدراسات الطولية‪ :‬هي الدراسة المنهجية لمجموعة ما (أو مجموعات) من أفراد‬
‫على فترات زمنية طويلة‪ ...‬وبعبارة أخرى فإنه في الدراسة الطولية يكون لدينا أكثر من‬
‫قياس لسلوك نفس األفراد‪ ،‬وحيث أن سلوك المجموعة الواحدة (أو المجموعات) يجرى‬
‫تقييمها في أوقات مختلفة‪ ،‬فإن الدراسة الممتدة (الطولية) تقدم نتائج حول اتجاهات النمو‪.‬‬
‫مزايا الطريقة الطولية‪:‬‬
‫• قياس النمو الحقيقي‪ :‬من خالل مقارنة نفس األفراد مع تقدمهم في العمر‪.‬‬
‫• إمكانية تتبع حالة أو حاالت معينة من أفراد العينة‪ :‬عند وجود فرد درجاته غير طبيعية‬
‫سواء زيادة أو نقصاً‪.‬‬
‫• معرفة الظروف السابقة ألفراد العينة‪ :‬فالباحث يتابع مجموعة واحدة وبالتالي يعرف‬
‫إلى حد ما الظروف واألحداث التي حصلت للمجموعة في المدة الماضية والتي كان‬
‫يتابعهم فيها‪.‬‬
‫❖ مشكالت وعيوب الطريقة الطولية‪:‬‬
‫• طول الوقت المستغرق‪ ،‬والجهد والتكلفة المترتبة على ذلك‪.‬‬
‫• المواصفات التي يختار الباحث على ضوئها العينة‪ :‬قد ال يكون لها عالقة بطبيعة‬
‫البحث وقد تؤثر في مدى تمثيل العينة لمجتمع الدراسة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫• تسرب العينة‪ :‬ويقصد به تناقص العينة مع مرور الوقت ألسباب عديدة‪ :‬كاالنتقال من‬
‫المنطقة‪ ،‬أو الوفاة‪ ،‬أو عدم الرغبة في مواصلة االشتراك‪ ،‬وغيرها من األسباب‪.‬‬
‫• محدودية النتائج بالعينة‪ :‬النتائج المستخلصة من هذه الطريقة تكون مقصورة على‬
‫مجموعة البحث نتيجة لما مروا به من ظروف تاريخية وال تنطبق على عينات أخرى‬
‫في زمن آخر‪.‬‬
‫• اختالف ظروف جمع البيانات في اوقات مختلفة‪ :‬نتيجة ما يقع للمجتمع بشكل عام أو‬
‫لتلك المجموعة من أحداث في تلك األوقات المختلفة‪ ،‬وهذا يؤدي إلى فروق في النتائج‬
‫بين مرات جمع البيانات فيظن الباحث بأن كل الفروق في النتائج بسبب التقدم في‬
‫العمر‪ ،‬بينما قد تكون كلها أو نسبة منها بسبب اختالف ظروف جمع البيانات‪.‬‬
‫• أثر تكرار جمع البيانات نتيجة تعرض افراد العينة مرات عديدة لجمع البيانات‪ ،‬أقلها‬
‫مرتان وهذا التكرار قد يؤثر في بعض الدراسات وقد ال يؤثر في بعضها‪(:‬ال يؤثر‬
‫عندما تكون عن طريقة المالحظة أو عندما تكون قياسا لألبعاد الجسمية مثال) بينما‬
‫يؤثر نتيجة لخبرات المفحوصين في أداء المقاييس المختلفة التي يطبقها عليهم الباحث‪،‬‬
‫أو نتيجة لمللهم‪ .‬وبالتالي ينتج لدينا فرق بين التطبيقين يظن الباحث بأنه بسبب النمو‪،‬‬
‫وهو بسبب الخبرة أو الملل‪.‬‬
‫ب‪ -‬الطريقة المستعرضة‪:‬‬
‫❖ تعريف الطريقة المستعرضة‪ :‬تقوم هذه الطريقة على دراسة الخواص النفسية لمجموعة أو‬
‫مجموعات من األطفال الذين يمثلون عمرا زمنيا واحدا مثل أطفال من السادسة أو السابعة‬
‫كأن تختار مجموعة من األطفال تتكون من عشرة أطفال في أعمار مختلفة هي سنتان‬
‫(‪ )02‬وأربعة (‪ )04‬سنوات وست (‪ )06‬سنوات وعشر (‪ )10‬سنوات‪ ،‬ثم تقارن بينهم في‬
‫الظاهرة التي تعمل على دراستها لديهم‪ ،‬كالسلوك االجتماعي مثال‪ ،‬أو التوافق النفسي أو‬
‫التنميط الجنسي‪.‬‬
‫❖ مزايا الطريقة المستعرضة‪:‬‬
‫• تتلخص مزايا طريقة البحث المستعرضة في أنها تقصر الوقت الالزم للحصول على‬
‫المعلومات الالزمة فيما يختص بالنمو فال يكون علينا أن ننتظر عشرين عاما مثال حتى‬
‫ندرس النمو من الميالد حتى سن العشرين‪ ،‬بل يمكن أن نحصل على مجموعات من‬

‫‪21‬‬
‫األفراد عند نقاط معينة على طول هذه الفترة ونقوم بدراستها في وقت واحد فتختصر‬
‫بذلك الوقت اختصارا شديداً‪.‬‬
‫❖ عيوب الطريقة المستعرضة‪:‬‬
‫• عدم توفر العينة المتطابقة التي تكفي للبحث الدقيق (كما يحدث عنه دراسة سلوك‬
‫الرضع‪ ،‬أو المسنين‪ ..،‬الخ)‪.‬‬
‫• قد يرفض بعض األفراد صغارا ً أو كبارا ً مقابلة الباحث أو أن يكونوا موضوعا ً‬
‫للدراسة‪.‬‬
‫• تخوف بعض أفراد العينة من أسلوب الدراسة‪ :‬إما من نتائجها‪ ،‬أو عدم توافر السرية‬
‫التامة مما يشعرهم بتهديد حاجتهم لألمن‪.‬‬
‫• قد ال يمكن في الطريقة المستعرضة تثبيت كل العوامل التي تؤثر في سلوك فئات العمر‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫‪ -2‬الدراسات التجريبية‬
‫تعريف الدراسات التجريبية‪ :‬يرى البعض إن كثيرا من مشكالت سيكولوجية النمو يمكن استخدام‬
‫الطريقة التجريبية فيها ذالك أنه يصعب تحريض األطفال لمؤثرات مثل‪ :‬فقدان الحب أو األمن‬
‫لفرد أثرها على شخصية الطفل أو توافقه الذاتي أو االجتماعي‪ ،‬والمجتمع التجريبي يحتاج الى‬
‫مجموعتين إحداهما تجريبية واألخرى ضابطة‪ ،‬والى تحقيق أقصى قدر من التجانس بين هاتين‬
‫المجموعتين واستخدام متغير تابع مقابل المتغير المستقل الذي يراد به معرفة فاعلية‪ ،‬والذي‬
‫يستخدم فقط مع المجموعة التجريبية‪.‬‬
‫وفيها يضبط الباحث المتغيرات البيئية ويسمح فقط للمتغيرات التي يريد استكشاف العالقة بينها‬
‫بالتغير‪ .‬بمثل هذه التجارب يمكن الكشف عن العالقة السببية بين المتغيرات‪،‬‬
‫تعرف المتغيرات المسببة باسم المتغيرات المستقلة‬
‫أما الظاهرة نفسها فتعرف باسم المتغير التابع‬
‫مثال‪ :‬الذكاء متغير مستقل‪ ،‬والتحصيل الدراسي متغير تابع‪.‬‬

‫❖ خطوات المنهج التجريبي‪:‬‬


‫• المالحظة وتحديد المشكلة موضع البحث‪.‬‬
‫• فرض الفروض‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫• جمع المعلومات او الحقائق المتعلقة بالمشكلة‪.‬‬
‫• اختبار صحة الفروض بإجراء التجارب المختلفة‬
‫• اكتشاف النظرية او وضع القانون‪.‬‬
‫• تحقيق النتائج‪.‬‬
‫❖ عيوب المنهج التجريبي‪:‬‬
‫• ال يمكن استخدامه في جميع أنواع السلوك‪ ،‬وخاصة إذا كان في التجربة ضرر على‬
‫األفراد‪.‬‬
‫• الظروف االصطناعية التي تحدث فيها التجربة تختلف في بعض النواحي عن الظروف‬
‫الطبيعية فالموقف التجريبي مثال يؤثر على سلوك األفراد‪ ،‬وهذا األمر يجب أن يؤخذ‬
‫في عين االعتبار عند تفسير النتائج أو تعميمها‪.‬‬
‫‪ -4‬الدراسات اإلكلينيكية‪:‬‬
‫يمكن استخدام هذه الطريقة لدراسة ألعاب األطفال المشكلين أو األطفال اللذين يبدو أن النمو‬
‫عندهم قد انحرف عن خطه الطبيعي‪ ،‬فاللعب يكشف حياة الطفل‪ ،‬يكشف حياة الفرد ألنه في اللعب‬
‫يكشف عن دوافعه الشعورية والالشعورية فهو أداة ذات قيمة بالغة لتشخيص متاعب الطفل‬
‫النفسية وعالجه‪ ،‬كما أنها وسيلة لدراسة االتجاهات النفسية عند هؤالء األطفال‪.‬‬
‫تحتوي على غرفة خاصة مجهزة بفتحات لها زجاج يتيح الرؤية من جانب واحد وتضم عرائس‬
‫ودمى تمثل أعضاء أسرة الطفل إلى جانب دمية تمثل الطفل نفسه كذلك دمى تمثل حيوانات وقطع‬
‫أثاث كالذي يوجد في البيوت وكميات من الرمال والماء‪ ،‬ويترك الطفل المشكل يلعب على‬
‫حريته في حضور خبير نفسي يوجه له األسئلة‪ ،‬كما يراقب هذا الخبير الطفل أحيانا دون أن‬
‫يشعر به هذا األخير‪ .‬وللخبير حرية البقاء مع الطفل او تركه منفردا‪ ،‬هنا تتاح للطفل فرصة‬
‫التنفس االنفعالي‪ .‬األمر الذي يحقق عنه بعض من توتر وضيق وقلق‪ ،‬فعلى سبيل المثال نجد أن‬
‫الطفل الذي يحمل الكراهية ألبيه قد أخذ الدمية التي تمثل األب ففصل رقبتها عن جسدها ثم حاول‬
‫دفنها في التراب وإخفائها وهكذا يعبر الطفل عن دوافعه الشعورية والالشعورية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫رابعا‪ -‬النمو من منظور اإلسالم ‪:‬‬
‫لقد بيّن القرآن الكريم مراحل النمو اإلنسان منذ بداية الحمل حتى لحظة وفاته وذلك في اآليات‬
‫التالية ‪:‬‬
‫ضغَة ُمخَلَّقَة َو‬ ‫علَقَة ث ُ َّم ِّم ْن ُم ْ‬ ‫َخلَ ْقنا ُك ْم ِّم ْن تُراب ث ُ َّم ِّم ْن نُ ْ‬
‫طفَة ث ُ َّم ِّم ْن َ‬ ‫• قوله تعالى‪ ...« :‬فَإِّ ّنا‬
‫حام ما نَشا ُء إِّلى أ َ َجل ُم َ‬
‫س ًّمى ث ُ َّم نُ ْخ ِّر ُج ُك ْم ِّط ْفالً ث ُ َّم‬ ‫َو نُ ِّق ُّر فِّي اْأل َ ْر ِّ‬ ‫غي ِّْر ُمخَلَّقَة ِّلنُ َب ِّّينَ لَ ُك ْم‬ ‫َ‬
‫ش َّد ُك ْم َو ِّم ْن ُك ْم َم ْن يُت ََوفّى َو ِّم ْن ُك ْم َم ْن ي َُر ُّد إِّلى أ َ ْرذَ ِّل ْالعُ ُم ِّر ِّل َكيْال َي ْعلَ َم ِّم ْن َب ْع ِّد ِّع ْلم‬ ‫ِّلتَ ْبلُغُوا أ َ ُ‬
‫َت ِّم ْن ُك ِّّل زَ ْوج‬ ‫ت َو أ َ ْن َبت ْ‬‫ت َو َر َب ْ‬ ‫علَ ْي َها ْالما َء ا ْهت ََّز ْ‬
‫هام َدة ً فَإِّذا أ َ ْنزَ ْلنا َ‬
‫ض ِّ‬ ‫ش ْيئًا َو ت ََرى اْأل َ ْر َ‬ ‫َ‬
‫َبهيج»‪.‬‬
‫اس إِّ ْن ُك ْنت ُ ْم في َريْب ِّمنَ ْال َب ْع ِّ‬
‫ث فَإِّ ّنا َخلَ ْقنا ُك ْم ِّم ْن تُراب ث ُ َّم ِّم ْن‬ ‫• ويقول تعالى‪« :‬يا أ َ ُّي َها ال ّن ُ‬
‫حام ما نَشا ُء‬ ‫غي ِّْر ُمخَلَّقَة ِّلنُ َب ِّّينَ لَ ُك ْم ونُ ِّق ُّر فِّي اْأل َ ْر ِّ‬
‫ضغَة ُمخَلَّقَة و َ‬
‫علَقَة ث ُ َّم ِّم ْن ُم ْ‬ ‫نُ ْ‬
‫طفَة ث ُ َّم ِّم ْن َ‬
‫وم ْن ُك ْم َم ْن ُيت ََوفّى ِّ‬
‫وم ْن ُك ْم َم ْن ي َُر ُّد ِّإلى‬ ‫س ًّمى ث ُ َّم نُ ْخ ِّر ُج ُك ْم ِّط ْفالً ث ُ َّم ِّلتَ ْبلُغُوا أ َ ُ‬
‫ش َّد ُك ْم ِّ‬ ‫ِّإلى أ َ َجل ُم َ‬
‫ش ْيئًا‪«….‬‬ ‫أ َ ْرذَ ِّل ْالعُ ُم ِّر ِّل َكيْال َي ْعلَ َم ِّم ْن َب ْع ِّد ِّع ْلم َ‬
‫• ويقول تعالى‪ ...« :‬ث ُ َّم ي ُْخ ِّر ُج ُك ْم ِّط ْفالً ث ُ َّم ِّلتَ ْبلُغُوا أ َ ُ‬
‫ش َّد ُك ْم ث ُ َّم ِّلتَ ُكونُوا ُ‬
‫شيُو ًخا‪«….‬‬
‫علی ذلك في ضوء القرآن الکريم يمر اإلنسان خالل عمره بعد الميالد بثالث مراحل عامة‪،‬‬
‫توصف المرحلة األولى بأنها مرحلة ضعف‪ ،‬ثم تأتي مرحلة أخرى توصف بأنها مرحلة قوة‪،‬‬
‫«للا الَّذي َخلَقَ ُك ْم ِّم ْن‬
‫واخيرا ً تأتي بعد مرحلة القوة مرحلة الضعف الثانية‪ ،‬مصداقا ً لقوله تعالى ‪ُ ّ :‬‬
‫ش ْي َبةً ‪«….‬‬ ‫ض ْعف قُ َّوة ً ث ُ َّم َج َع َل ِّم ْن َب ْع ِّد قُ َّوة َ‬
‫ض ْعفًا و َ‬ ‫ض ْعف ث ُ َّم َج َع َل ِّم ْن َب ْع ِّد َ‬
‫َ‬
‫وقد اعتمد الباحث في تقسيم تلك المراحل على مراحل فرعية علی تقسيم مستنبط من القرآن‬
‫الکريم والسنة النبوية‪ ،‬وبما يقره علماء علم النفس النمو وذلك علی النحو التالي ‪:‬‬
‫• مراحل النمو في القرآن‪:‬‬
‫لقد أشار القرآن الكريم إلى أطوار النمو الجنين منذ بداية الحمل حتى وقت الميالد وذلك في‬
‫مواضع متعددة منها ‪:‬‬
‫ون أ ُ َّم َها ِّت ُك ْم َخ ْلقًا ِّمن َب ْع ِّد خ َْلق فِّي ُ‬
‫ظلُ َمات ثَالث ذَ ِّل ُك ُم َّ ُ‬
‫للا َر ُّب ُك ْم لَهُ‬ ‫ط ِّ‬ ‫• قول تعالى‪ »:‬يَ ْخلُقُ ُك ْم فِّي بُ ُ‬
‫ص َرفُونَ « ‪.‬‬ ‫ْال ُم ْلكُ ال إِّلَهَ إِّالَّ ه َُو فَأ َ َّنى ت ُ ْ‬
‫تشير اآلية الکريمة إلی أن الجنين ي ّمر في بطن أمه علی عدة اطوار ومراحل متتالية بوصف‬
‫الظلمات‪.‬‬
‫ون أ ُ َّم َهاتِّ ُك ْم خ َْلقًا ِّم ْن بَ ْع ِّد خ َْلق فِّي ُ‬
‫ظلُ َمات ثَالث»‪ .‬أي‪:‬‬ ‫• قال ابن کثير في قوله تعالى‪« :‬يَ ْخلُقُ ُك ْم فِّي بُ ُ‬
‫ط ِّ‬
‫خلقكم طورا ً من بعد طور‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫ون أ ُ َّم َها ِّت ُك ْم خ َْلقًا ِّم ْن بَ ْع ِّد خ َْلق» أي‪ :‬قدركم في‬ ‫• وجاء في تفسيره‪ ،‬أيضا ً لقوله تعالی‪« :‬يَ ْخلُقُ ُك ْم فِّي بُ ُ‬
‫ط ِّ‬
‫بطون أمهاتكم «خ َْلقًا ِّم ْن بَ ْع ِّد خ َْلق» أي‪ :‬يكون أحدكم أوالً نطفة‪ ،‬ثم يكون علقة‪ ،‬ثم يكون مضغة‪ ،‬ثم‬
‫للاُ أَحْ َ‬
‫سنُ‬ ‫يخلق فيكون لحما وعظما وعصبا وعروقا‪ ،‬وينفخ فيه الروح فيصير خلقا آخر‪« ،‬فَتَبَ َ‬
‫اركَ َّ‬
‫ْالخَا ِّلقِّينَ ‪».‬‬
‫ظلُ َمات ثَالث» يعني‪ :‬ظلمة الرحم‪ ،‬وظلمة المشيمة ‪-‬التي هي كالغشاوة والوقاية‬
‫• وقوله تعالی‪« :‬فِّي ُ‬
‫على الولد ‪ -‬وظلمة البطن‪ .‬كذا قال ابن عباس‪ ،‬ومجاهد‪ ،‬وعكرمة‪ ،‬وقتادة‪ ،‬وغيرهم ‪.‬‬
‫ون أ ُ َّم َها ِّت ُك ْم خ َْلقًا ِّم ْن َب ْع ِّد خ َْلق ِّفي ُ‬
‫ظلُ َمات ثَالث» أي‪:‬‬ ‫• وجاء في تفسير قوله تعالي‪َ « :‬ي ْخلُقُ ُك ْم ِّفي بُ ُ‬
‫ط ِّ‬
‫يخلقكم فى بطون أمهاتكم طورا ً من بعد طور فى ظلمات ثالث‪ :‬هي ظلمة البطن والرحم والمشيمة‪.‬‬
‫تأسيسا علی ذلک يحدد لنا القرآن الكريم معالم أطوار الجنين اإلنساني في مرحلة الحمل في عدة‬
‫مراحل وهي‪:‬‬
‫• نطفة‬
‫• علقة‬
‫• مضغة مخلقة وغير مخلقة‬
‫• عظام‬
‫• لحم يكسو العظام‬
‫• التسوية والتصوير (خلق آخر) والتعديل‬
‫• نفخ الروح ‪.‬‬

‫• خصائص النمو في المراحل العمرية المختلفة‬


‫تهتم بعض العلوم اإلنسانية كعلم نفس النمو مثال بدراسة اإلنسان منذ أن تتم عملية الحمل وفي‬
‫أثناءها وأثناء الوالدة وبعدها‪ ،‬أي عندما يكون رضيعا ‪ /‬رضيعة‪ ،‬طفال ‪ /‬طفلة‪ ،‬مراهقا ‪ /‬مراهقة‪،‬‬
‫شابا ‪ /‬شابة‪ ،‬رجال ‪ /‬امرأة‪ ،‬كهال‪ ،‬ويدرس علم النفس نواحي النمو الجسمي والعقلي واالنفعالي‬
‫واالجتماعي والنفسي‪ ،‬وكل ما يؤثر في تلك الجوانب سلبا كان أو إيجابا‪ ،‬كما يدرس التغيرات في‬
‫العمر ومظاهرها‪ ،‬كما يهتم بأنواع السلوك المميزة لكل مراحل األعمار الزمنية والمبادئ التي‬
‫تصف اتجاه النمو متضمنة التفاعل بين وظائف النمو المختلفة‪ ،‬بهدف الوصول إلى الحقائق‬
‫النفسية والنمائية عن الفرد‪ ،‬وأنواع السلوك المميزة لكل مراحل العمر الزمنية‪ ،‬ووصف مظاهرها‬
‫وخصائصها وحاجاتها‪ ،‬والى تفسيرها والتنبؤ بها وضبطها وتوجيهها‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫أ‪ -‬مرحلة الرضاعة‪:‬‬
‫تعتبر مرحلة الرضاعة أهم مراحل الطفولة حيث يوضع فيها أساس نمو الشخصية فيما بعد‪،‬‬
‫وفي هذه المرحلة والمرحلة التي تليها مباشرة‪ ،‬يوضع فيها أساس الشخصية‪ ،‬فإذا كانت عوامل‬
‫النمو سليمة ومواتية كان نمو الشخصية سويا‪ .‬وتبدأ من لحظة خروج اإلنسان من بطن أمه إلی‬
‫نهاية السنة الثانية من الوالدة‪ ،‬ويقسم علماء النفس مرحلة الرضاعة إلی مرحلتين فرعيتين‬
‫وهي‪:‬‬
‫• مرحلة الوليد أو المهد‪ :‬فتبدأ من الوالدة وحتى نهاية األسبوع الثاني‪ ،‬وتعتبر مرحلة الوليد‬
‫تكملة لشهور الحمل التسعة وهي بذلك فترة انتقال تعد الطفل للتكيف مع العالم الخارجي‪.‬‬
‫فنراه يواجه صعوبات في التكيف للتنفس‪ ،‬واإلخراج‪ ،‬واالمتصاص والبلغ‪ ..‬إلخ‬
‫• مرحلة سنی المهد (الرضاعة) التي تمتد من األسبوع الثانی إلی نهاية السنة الثانية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مرحلة الطفولة‪:‬‬
‫• مرحلة الطفولة المبكرة (‪ 6 – 2‬سنوات)‪ :‬ويطلق عليها البعض اسم ما قبل المدرسة‪،‬‬
‫وتمتد من نهاية مرحلة الرضاعة حتى دخول المدرسة‪ ،‬ويفضل البعض اسم مرحلة‬
‫الطفولة المبكرة‪.‬‬
‫• مرحلة الطفولة المتوسطة (‪ 9 – 6‬سنوات)‪ :‬يدخل الطفل في هذه المرحلة المدرسة‬
‫األساسية‪ ،‬إما قادما من المنزل مباشرة أو منتقال إليها من رياض األطفال‪ ،‬وتتميز هذه‬
‫المرحلة بشكل عام باتساع اآلفاق المعرفية واألكاديمية‪ ،‬وتعلم المهارات الجسمية‬
‫الالزمة لأللعاب واأللون‪.‬‬
‫• مرحلة الطفولة المتأخرة (‪ 12 – 9‬سنة)‪ :‬تسمى هذه المرحلة بمرحلة ما قبل‬
‫المراهقة‪ ،‬السلوك يصبح أكثر جدية‪ ،‬وتتميز هذه المرحلة ببطء معدل النمو بالنسبة‬
‫لسرعته في المرحلة السابقة والمرحلة الالحقة‪ ،‬يزداد التمايز بين الجنسين في هذه‬
‫المرحلة وتعلم مهارات الحياة والمعايير األخالقية والقيم وتكوين االتجاهات واالستعداد‬
‫لتحمل المسؤولية وضبط االنفعاالت وتعتبر هذه المرحلة من انسب المراحل لعملية‬
‫التطبيع االجتماعي‪.‬‬
‫ج‪ -‬مرحلة المراهقة‪:‬‬
‫يطلق اصطالح المراهقة على المرحلة التي يحدث فيها االنتقال التدريجي نحو النضج البدني‬
‫والجنسي والعقلي والنفسي‪ ،‬ويخلط البعض بين كلمة المراهقة وكلمة البلوغ‪ ،‬ولكن ينبغي التميز‬
‫بينهما‪ ،‬فلفظ المراهقة يعني التدريج نحو النضج الجنسي والجسمي والعقلي والنفسي‪ ،‬حيث يقصد‬
‫بالبلوغ نضج األعضاء الجنسية‪.‬‬
‫مرحلة الشيخوخة‪.‬‬ ‫د‪ -‬مرحلة الرشد‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫الوحدة الرابعة‪ :‬التعلم‬
‫مدخـل‪:‬‬
‫يعتبر التعلم المنطلق األساسي لدراسة علم النفس‪ .‬وهو ضروري لفهم حقيقة العقل البشري‪.‬‬
‫ومنذ أن بدأ االهتمام بدراسة سلوك اإلنسان‪ ،‬ظل التعلم وقضاياه موضع اهتمام الباحثين‬
‫والدارسين‪ .‬وقد بلغ هذا االهتمام ذروته في أوائل القرن العشرين‪ .‬فما هو التعلم إذاً؟ وما هي‬
‫شروطه؟ وما هي نظرياته؟‬
‫مفهوم التعلم‪:‬‬
‫إن التعلم أمر مألوف في حياتنا‪ ،‬ولكن تعريفه تعريفا علميا‪ ،‬يظل مسألة مثيرة للجدل‪ .‬وقلما‬
‫نجد العلماء من يتفق مع غيره‪ ،‬وذلك بسبب كثرة التعريفات واختالف النظريات‪.‬‬
‫فعرفه فثورندايك أنه‪" :‬سلسلة من التغيرات في سلوك اإلنسان"‪.‬‬
‫أما جانييه فقد دعا إلى التمييز بين العوامل التي تتحكم فيها الوراثة إلى حد بعيد (كالنمو)‬
‫وبين العوامل التي هي في األساس نتاج التجربة البيئية (التعلم)‪.‬‬
‫ووصف ثروب التعلم بأنه‪ :‬مجموعة تغيرات تكيفية تحدث لسلوك المرء‪ ،‬وهي في حصيلتها‬
‫تعبير عن خبرات في التالؤم مع البيئة‪.‬‬
‫وباختصار‪ ،‬فإن التعلم عملية تغير سلوك اإلنسان بفعل الخبرة‪.‬‬
‫شروط التعلم‪:‬‬
‫أ ـ النضـج والتـدريب‪ :‬إن النضج يتعلق بالنمو في بعض أجهزة الفرد الداخلية‪ ،‬وبدون هذا‬
‫النمو ال يتأتى للجهاز القيام بوظيفته‪ .‬بينما التدريب يتعلق بالتعلم؛ فتعلم اللغة عند اإلنسان‪ ،‬يتوقف‬
‫على مدى تدريب هذا اإلنسان عليها‪ ،‬ألن نضج جهازه الصوتي غير كاف إلحداث التعلم‪ .‬لذا‬
‫فالنضج في الغالب ال يرتبط بالتعلم مباشرة‪ ،‬ما لم يصاحبه تدريب‪ ،‬أي التعلم‪.‬‬
‫ب ـ الـدافعيـة‪ :‬يحدث التعلم في وضع (موقف) سيكولوجي معين‪ ،‬بسبب وجود حالة من‬
‫ا لتوتر لدى الفرد‪ ،‬وبهدف نشاط التعلم إلى إشباع وخفض حالة التوتر الناتجة عن وجود دافع‬
‫معين عند الفرد‪ .‬ومن هنا تأتي القاعدة السيكولوجية‪ :‬ال تعلم بدون دافع‪.‬‬
‫ج ـ الممارسة‪ :‬وهي تكرار أسلوب معين مع توجيه معزز‪ ،‬فما يتم تعلمه يجب أن يمارس‬
‫حتى يثبت التعلم‪ ،‬فال يمكن الحكم على حدوث التعلم إال إذا تكرر وحدث تحسن في األداء‪،‬‬
‫والممارسة تشمل جميع أساليب األنشطة سواء كانت تتعلق باكتساب‬
‫المهارات او المعلومات او المعارف او الخبرات او طريقة التفكير ويجبان يمارس المتعلم نشاطا‬
‫ذاتيا في تعلمها وأن يمارس الموقف التعليمي حتى يتحسن األداء مثل تعلم الكتابة وتعلم مهارات‬
‫الحاسب اآللي‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫االتجاهات الرئيسة في دراسة التعلم‪.‬‬
‫تعريف االتجاه‪ :‬اختلف علماء النفس في تصورهم لمفهوم االتجاه‪ ،‬ونتج عن اختالف رؤيتهم‬
‫العديد من التعريفات نكتفي منها بخمسة‪:‬‬

‫االتجاه "حالة استعداد عقلي عصبي‪ ،‬تنظم عن طريق الخبرة‪ ،‬وتباشر تأثيرا ً موجها ً أو‬ ‫•‬
‫ديناميكيا ً في استجابات الفرد نحو جميع الموضوعات أو المواقف المرتبطة بها"‪.‬‬
‫االتجاه "تنظيم مكتسب‪ ،‬له صفة االستمرار النسبي للمعتقدات التي يعتقدها الفرد‪ ،‬نحو‬ ‫•‬
‫موضوع أو موقف‪ ،‬ويهيئه لالستجابة‪ ،‬باستجابة تكون لها األفضلية عنده"‪.‬‬
‫االتجاه "نزعة الفرد أو استعداده ال ُمس َبق إلى تقويم موضوع ما أو رمز يرمز له بطريقة‬ ‫•‬
‫معينة"‪.‬‬
‫االتجاه درجة العاطفية اإليجابيَّة أو السلبيَّة المرتبطة بموضوع نفسي معين‪ .‬ويقصد‬ ‫•‬
‫بالموضوع النفسي أي رمز أو شعار أو شخص أو موضوع أو مؤسسة أو فكرة يمكن أن‬
‫يختلف الناس في عاطفتهم تجاهها إيجابيا ً أو سلباً‪.‬‬
‫االتجاه "استجابة غير ظاهرة نتيجة لحافز‪ ،‬وتعد ذات مغزى اجتماعي في مجتمع الفرد‪".‬‬ ‫•‬

‫أنواع االتجاهات‪ :‬لقد تعدد وتنوعت االتجاهات إلى عدة أسس وهي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬على أساس الموضوع‪:‬‬


‫أ‪ -‬اتجاه عام‪ :‬ويكون موجبها نحو موضوعات متعددة متقاربة مثال‪ :‬االتجاه نحو األجانب‬
‫من جنسيات متعددة وهو أكثر ثبات واستقرارا من االتجاه الخاص‪.‬‬
‫ب‪ -‬االتجاه الخاص‪ :‬وهو االتجاه الذي يكون محدودا نحو موضوع نوعي محدد وهو أقل ثبات‬
‫من االتجاه العام‪ ،‬مثال‪ :‬اتجاه نحو عدم الرغبة في االشتغال في التدريس دون غيرها من‬
‫الوظائف‪.‬‬
‫‪ .2‬على أساس األفراد‪:‬‬
‫أ‪ -‬اتجاه جماعي‪ :‬وهو االتجاه الذي يشترك فيه جماعة أو عدد كبير من الناس مثال‪ :‬إعجاب‬
‫الناس بالبطولة وإعجاب الناس بقائده وزعيمه‪.‬‬
‫ب‪ -‬اتجاه فردي‪ :‬وهو الذي يوجد عند فرد وال يوجد عند باقي األفراد‪ ،‬مثال‪ :‬إعجاب فرد‬
‫بزميل له أو إعجاب شخص بشيء معين‪.‬‬
‫‪ .3‬على أساس الوجهة (الهدف)‪:‬‬
‫أ‪ -‬اتجاه موجب‪ :‬وهو االتجاه الذي ينحو بالفرد نحو موضوع االتجاه فهو يستمر بالموافق‪.‬‬
‫ويعبر عنها بالحب أو التأييد مثل‪ :‬حب هللا‪.‬‬
‫ب‪ -‬اتجاه السالب‪ :‬وهو االتجاه الذي ينحو بالفرد بعيدا عن موضوع االتجاه فهو يتسم‬
‫بالمعارضة ويعبر عن الكره وعدم الموافقة‪.‬‬
‫‪ .4‬على أساس الوضوح‪:‬‬
‫أ‪ -‬اتجاه علني‪ :‬وهو االتجاه الذي يعلنه الفرد ويجهر به ويعبر عنه سلوكيا دون حرج أو‬
‫خوف‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫ب‪ -‬اتجاه سري‪ :‬هو االتجاه الذي يخفيه الفرد وينكره ويتستر على السلوك المعبر عنه‪.‬‬
‫‪ .5‬على أساس القوة‪:‬‬
‫أ‪ -‬اتجاه قوي‪ :‬وهو الذي يتضح في السلوك القوي الفعلي الذي يعبر العزم والتصميم وهو‬
‫أكثر ثباتا ويصعب تغييره نسبيا‪.‬‬
‫ب‪ -‬اتجاه ضعيف‪ :‬هو الذي يكمن وراء السلوك المتراخي المتردد وهو سهل التغيير والتعديل‪.‬‬

‫طرق التعلم وتطبيقاتها التربوية‪:‬‬


‫‪ .1‬التعلم الشرطي (بافلوف)‪:‬‬
‫نظرية بافلوف في علم النفس التربوي إحدى النظريات العلمية‪ ،‬قامت على أساسها عملية‬
‫التعلم واالستيعاب لدى الطالب‪ ،‬ويطلق عليها أيضا ً نظرية االرتباط الشرطي‪ ،‬حيث قام العالم‬
‫إيفان بافلوف بإجراء أول دراسة تجريبية عملية تقوم على االرتباط الشرطي‪ ،‬الذي يُعرف بأنه‬
‫العالقة بين المؤثرات البيئية التي تؤثر على كافة وظائف الجسم النفسية عندما يرتبط هذا المؤثر‬
‫بمثير آخر يؤدي إلى استجابة طبيعية منعكسة‪.‬‬

‫كان بافلوف يقوم بدراسات على عملية الهضم عند الكالب في معمله‪ ،‬والحظ ان الكلب يسيل‬
‫لعابه حين يوضع الطعام أمامه (تنبغي المالحظة هنا أن إفراز اللعاب في وجود الطعام هو‬
‫منعكس غير شرطي‪ ،‬وهو خاصية وراثية تنتقل وراثيا)‪.‬‬

‫صيغة االشتراط التقليدي‪ :‬عندما تحدث مزاوجة أو اقتران بين مثير محايد غير قادر على انتزاع‬
‫االستجابة‪ ،‬وبين مثير طبيعي منتج لتلك االستجابة لعدد من مرات االقتران أو المزاوجة يكتسب‬
‫المثير ا لمحايد قوة المثير الطبيعي‪ ،‬ويصبح قادرا على انتزاع نفس االستجابة التي ينتزعها المثير‬
‫الطبيعي غير الشرطي‪.‬‬

‫‪ .2‬التعلم بالمحاولة والخطأ (ثورنديك)‪:‬‬


‫يصنف نموذج التعلم بالمحاولة والخطأ ضمن النظريات السلوكية الترابطية وال سيما‬
‫الوظيفية منها‪ ،‬ويعرف هذا النموذج بمسميات أخرى مثل التعلم باالختيار والربط‪ ،‬وربطه‬
‫ثورنديك‪ ،‬نسبة إلى عالم النفس األمريكي المعروف إدوارد ثورنديك الذي طور أفكارها‪.‬‬
‫وينطلق هذا النموذج في تفسيره لحدوث عملية التعلم وفقا ً لمبدأ المحاولة والتجربة؛ أي أن‬
‫االرتباطات بين االستجابات والمثيرات تتشكل اعتمادا ً على خبرات الفرد بنتائج المحاوالت‬
‫السلوكية التي يقوم بها حيال المواقف المثيرة التي يواجهها ويتفاعل معها‪ ،‬بحيث بتعلم االستجابة‬
‫المناسبة من خالل المحاولة والخطأ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫قوانين ثورنديك‪ :‬يؤكد ثورنديك مبدأ التعلم من خالل الخبرة والممارسة والتجريب؛ أي أن الفرد‬
‫يتعلم السلوك المناسب من خالل الخطأ‪.‬‬
‫‪ .3‬التعلم باالستبصار (الجشطلت)‪:‬‬
‫معنى االستبصار‪ :‬نوع من التحليل الشعوري والتحول الفجائي في إدراك المجال المحيط بنا‪.‬‬

‫معنى الجشطلت‪ :‬كلمة ألمانية ليست عربية‪ ،‬وتعني الشكل‪ ،‬الصفة‪ ،‬الكل‪ ،‬النمط‪.‬‬

‫والتعلم باالستبصار هو‪ :‬اإلدراك والفهم الفجائي لما بين أجزاء الموقف من عالقات ولما بين‬
‫هذه األجزاء والموقف الكلي من عالقات أيضا ً لم يدركها الكائن الحي من قبل‪.‬‬

‫بعدما شاعت نظرية ثورنديك وذاع صيتها في الثلث األول من القرن العشرين وظهر كتاب‬
‫كوفكا (نمو العقل)‪ ،‬واحتوى على نقد تفصيلي للتعلم بالمحاولة والخطأ كما رآه ثورنديك‪.‬‬

‫ولقد أيد هذا النقد وقواه ما أجراه كوهلر من تجارب على القردة وقد عرض هذه التجارب في‬
‫كتابه عقلية القردة الذي ظهر في عام ‪ 1925‬ولقد أبرز كوهلر في كتابه دور االستبصار في‬
‫التعلم واعتبره بديال للتعلم بالمحاولة والخطأ وإن لم ينكر إمكان حدوث األخير‪.‬‬

‫ومن المفيد أن نعرض هنا أن هناك نوعين من التجارب الذي تحدث عنهما كوهلر في كتابه‪،‬‬
‫وهذان النوعان هما‪:‬‬

‫التجربة األولى‪ :‬تجارب مشكالت الصندوق‪ ،‬حيث وضع الشمبانزي في القفص‪ ،‬وكان الطعام‬
‫(موزة) معتمة في سقف القفص بحيث ال يمكن الوصول إليه مباشرة وفي ركن القفص وضع‬
‫الصندوق‪ ...........‬ألخ‬

‫التجربة الثانية‪ :‬تجارب مشكالت العصا‪ ،‬حيث وضع كوهلر داخل القفص عصاتين قصيرتين‬
‫ال تكفي الواحدة منهما لجذب الطعام‪ ،‬وإنما يمكن إدخال أحدهما في طرف األخرى لعمل‬
‫عصا طويلة‪ ....... ،‬ألخ‬
‫خالصة تجارب كوهلر‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أن الوصول إلى الحل يأتي فجأة نتيجة ما يسمى باالستبصار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن االستبصار يعتمد على إدراك وتنظيم أجزاء الموقف‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬متى ما توصل الحيوان إلى الحل عن طريق االستبصار فإنه يمكنه أن يكرره بسهولة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫رابعا‪ :‬أن الحل الذي يصل إليه الحيوان عن طريق االستبصار يمكن أن يطبق في المواقف‬
‫الجديدة‪.‬‬

‫‪ .4‬التعلم بالمالحظة (باندورا ‪:)Bandora‬‬


‫تركز هذه النظرية على أهمية التفاعل االجتماعي والمعايير االجتماعية والسياق والظروف‬
‫االجتماعية في حدوث التعلم‪ ،‬ويعني ذلك أن التعلم ال يتم في فراغ بل في محيط اجتماعي‪.‬‬

‫وهي نظرية تقول بأن الناس يتعلمون سلوكيات جديدة عن طريق التعزيز أو العقاب‬
‫الصريحين‪ ،‬أو عن طريق التعلم بمالحظة المجتمع من حولهم‪.‬فحين يرى الناس نتائج إيجابية‬
‫ومرغوبة للسلوك الذي يالحظونه (من قبل غيرهم)‪ ،‬تزداد احتمالية تقليدهم‪ ،‬ومحاكاتهم‪ ،‬وتبنيهم‬
‫لهذا السلوك‪.‬‬

‫اهتم باندورا وولترز بالتميز بين اكتساب استجابات المحاكاة وأدائها‪ ،‬دون أن يتم تحديد‬
‫وتحليل اآلليات الالزمة للتعليم بالمالحظة (التعلم)‪.‬‬

‫وتنص نظرية التعلم اإلدراكي االجتماعي لباندورا على وجود أربع مراحل جوهرية تساهم‬
‫في عملية التعلم بالمالحظة‪ :‬االنتباه‪ ،‬الحفظ ‪ /‬االستذكار‪ ،‬البدء‪ /‬الحركة‪ ،‬التحفيز‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الوحدة الخامسة‪ :‬التقويم والقياس النفسي‬

‫• مفهوم القياس والتقييم‪:‬‬


‫وردت العديد من التعريفات لعملية قياس وتقييم العاملين منها‪:‬‬

‫‪-‬عرفه (دره والصباغ) بأنها‪ :‬عملية إصدار حكم على أداء وسلوك العاملين في العمل‪.‬‬ ‫•‬
‫‪-‬كما عرفه (بيتش)‪ :‬بأنه التقويم المنظم للفرد مع احترام أدائه في العمل وكوامنه للتطوير‪.‬‬ ‫•‬
‫‪-‬وعرفه (سيزليقي وولنس)‪ :‬بأنه العملية التي بواسطتها تحصل المنظمة على التغذية‬ ‫•‬
‫العكسية لفعالية موظفيها‪.‬‬
‫‪-‬وعرفها (عبيد)‪ :‬بأنها تحليل وتقييم أداء العاملين لعملهم ومسلكهم فيه وقياس مدى‬ ‫•‬
‫صالحيتهم وكفاءتهم في النهوض بأعباء الوظائف الحالية التي يشغلونها وتحملهم‬
‫لمسؤولياتها وإمكانيات تقلدهم لمناصب بوظائف ذات مستوى أعلى وذلك بالنظر إلى أداء‬
‫الحالي للعاملين وقدراتهم المستقبلية‪.‬‬
‫ويمكن تعريفه في التعليم بأنه‪ :‬استخدام مجموعة من األساليب واألدوات التقويمية للتعرف‬ ‫•‬
‫على مدى تعلّم الطالب واكتسابهم للمعارف والمهارات المض ّمنة في محتوى المنهج‪ ،‬ثم‬
‫إصدار قرارات تعمل على تحسين ذلك التعلم أو تعزيزه بما يحقق األهداف التعليمية‬
‫المحددة‪.‬‬

‫فهو يتضمن جانبين يكمل أحدهما اآلخر ويمثالن أغراض تقويم التعلم‪ ،‬وهماً‪ :‬التشخيص‪،‬‬
‫والتحسين‪.‬‬

‫• أنواع تقويم التعلم‬


‫تتعدد أنواع التقويم وتصنيفاته‪ ،‬تبعا ً للهدف منه‪ ،‬أو تبعا ً لتوقيته‪ ،‬ومن أبرز التصنيفات‬
‫تصنيف أنواعه بناء على توقيت تنفيذه‪ ،‬حيث ينقسم إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬التقويم القبلي‪ :‬ويتم قبل بداية دراسة محتوى المقرر الدراسي‪ ،‬لتحديد نقطة البداية لكل‬
‫متعلم‪ ،‬ووضعه في المستوى المناسب له‪ ،‬ولتحديد مدى استعداد المتعلمين لتعلم وحدة معينة أو‬
‫مقرر معين‪ ،‬وهل لدى المتعلم القدرات والمهارات السابقة والالزمة لتعلم هذه الوحدة أو المقرر‪.‬‬

‫‪ -2‬التقويم البنائي‪ :‬ويسمى ايضا ً (التكويني‪ ،‬والمستمر) وهو الذي يطبق في أثناء تنفيذ العملية‬
‫التعليمية‪ ،‬حيث يبدأ مع بداية عملية التعليم ويستمر معها‪ ،‬ويفيد هذا النوع من التقويم في إعطاء‬
‫التغذية الراجعة التي تمكن المتعلم من التعرف على مدى قربه من مستوى اإلتقان وبعده عنه‪،‬‬
‫وبذلك يتسنى له تعديل المسار أو تعزيزه‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -3‬التقويم البعدي‪ :‬ويسمى أيضا ً (النهائي‪ ،‬التجميعي‪ ،‬اإلجمالي‪ ،‬الختامي‪ ،‬الشامل)‪ ،‬ويكون في‬
‫نهاية عملية التعلم‪ ،‬أي بعد االنتهاء من دراسة وحدة أو مقرر معين‪ ،‬أو في نهاية العام أو الفصل‬
‫الدراسي‪.‬‬

‫• أساليب تقويم تعلّم الطالب‬


‫هناك مجموعة من أساليب التقويم التي يمكن للمعلم أن يستخدمها للتعرف على‬
‫مدى تحقق األهداف التعليمية عند المتعلمين‪ ،‬ومن تلك األساليب ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬األسئلة الصفية‪ :‬وهي مجموعة من األسئلة الشفوية أو الكتابية المختصرة التي تركز على‬
‫هدف تعليمي محدد يلقيها المعلم على طالبه في الصف‪.‬‬
‫‪ -2‬الواجبات المنزلية‪ :‬مثل حل تمرينات أو أسئلة من الكتاب‪ ،‬أو من خارجه‪ ،‬وكتابة التقارير‬
‫والبحوث‪ ،‬ونحو ذلك‬
‫‪ -3‬المالحظة‪ :‬وذلك من خالل مالحظة سلوك الطالب للتعرف على مدى تحقق األهداف‬
‫لديهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ملف اإلنجاز‪ :‬وهو عبارة عن ملف خاص بكل طالب يتم فيه تجميع كل أعمال الطالب‬
‫خالل الفصل من أنشطة واختبارات وتكاليف ونحوها‪ ،‬حيث يتم تقويم الطالب من خالل‬
‫تلك األعمال التي قام بإنجازها‪.‬‬
‫‪ -5‬االختبارات التحصيلية‪ :‬وتعد من أكثر أساليب تقويم الطالب استخداماً‪ ،‬ولها عدد من‬
‫األنواع‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫• أنواع االختبارات التحصيلية ومميزاتها وعيوبها واستخداماتها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االختبارات الشفوية‪:‬‬


‫‪ -1‬ماذا يقيس االختبار الشفوي؟‬
‫يستخدم االختبار الشفوي غالبًا لقياس القدرة على التحدث باللغات‪ ،‬واإللقاء‪ ،‬واالنطالق في‬
‫الحديث‪ ،‬والمحاورة والنقاش‪ ،‬وبعض الجوانب النفسية‪ ،‬كما يستخدم لقياس ثبات المعرفة لما تم‬
‫ذكره في االمتحان التحريري‪.‬‬

‫‪ -2‬مميزات االختبار الشفوي‪:‬‬


‫قياس قدرة المتعلم على المناقشة والحوار‪ ،‬وسرعة التفكير واستخالص النتائج‪.‬‬ ‫•‬
‫قياس مهارة التحدث واالستماع في اللغات‪.‬‬ ‫•‬
‫تستخدم كمحك صدق لالختبارات األخرى التحريرية والعملية‪.‬‬ ‫•‬
‫تساعد في تصحيح أخطاء المتعلم التي يقع فيها فور حدوثها من خالل الحوار والمناقشة‬ ‫•‬
‫بين المعلم والمتعلم‪.‬‬

‫‪ -3‬عيوب االختبار الشفوي‪:‬‬


‫• يتعرض المتعلم للرهبة والخجل واالرتباك مما يعطي صورة غير صادقة لمستواه‬
‫التحصيلي‪.‬‬
‫• تحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير وخبرة واسعة من المعلم لتحقيق شمولية القياس في‬
‫وقت قصير بالنسبة للمتعلم‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫• تباين األسئلة الموجهة للمتعلمين‪ ،‬حيث تتفاوت سهولة األسئلة أو صعوبتها من متعلم إلى‬
‫آخر‪.‬‬
‫• يتأثر موقف االختبار الشفوي بذاتية المعلم وظروفه النفسية‪ ،‬كما قد يتأثر المعلم بمستوى‬
‫المتعلم مسبقا ً مما يترتب عليه قياس غير موضوعي لمستوى المتعلم‪.‬‬

‫‪ -4‬كيفية التغلب على عيوب االختبار الشفوي؟‬


‫• إعداد الطالب لالختبار الشفوي وتعويده عليه‪.‬‬
‫• مراعاة أن يكون عدد الممتحنين اثنين على األقل مع اتفاقهما على قواعد التقييم‪.‬‬
‫• أن توزع األسئلة على الطالب توزيعا ً عادالً‪.‬‬

‫‪ -5‬استخدامات االختبارات الشفويّة‪:‬‬


‫• من االختبارات القديمة‪ ،‬حيث كانوا قديما ً يعتمدون على التسميع والحفظ وخاصة في‬
‫مجاالت الشعر وحفظ األحاديث والقرآن وغيرها‪ ،‬وما زالت هذه الطريقة مستخدمة إلى‬
‫اآلن في التعليم‪.‬‬
‫• تستخدم األسئلة الشفوية بكثرة في مقابالت التوظيف ومقابالت القبول للدراسات العليا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االختبارات المقالية‪:‬‬


‫‪ -1‬مفهومها‪:‬‬
‫وهي عبارة عن األسئلة التي تحتاج إلى إجابات انشائية تعبيرية‪ ،‬يقاس من خاللها قدرة‬
‫الشخص على ترتيب األفكار والتعبير عنها بألفاظه‪ ،‬وتكون مفتوحة اإلجابة‪ ،‬يتمكن الطالب من‬
‫إعطاء اإلجابة بعبارات من إنشائه‪.‬‬

‫‪ -2‬مميزات االختبار المقالي‪:‬‬


‫• قياس قدرة المتعلم على التفكير واإلبداع‪.‬‬
‫• ال مجال فيها للتخمين‪.‬‬
‫• تتيح للمتعلم المجال ليعبر عن نفسه كتابة وبقدر كبير من الحرية‪.‬‬

‫‪ -3‬عيوب االختبار المقالي‪:‬‬


‫• عدم شموليتها لموضوعات المنهج‪.‬‬
‫• تأثرها بذاتية المصحح‪.‬‬
‫• تتأثر درجة المتعلم بقدرته على الكتابة وأسلوبه في الصياغة‪.‬‬

‫‪ -4‬كيفية التغلب على عيوب االختبار المقالي‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫عدم االقتصار على عدد محدود من األسئلة حتى يمكن التغلب على مشكلة عدم الشمولية‪.‬‬ ‫•‬
‫االنتهاء من تصحيح سؤال واحد في كل األوراق مرة واحدة حتى يتمكن المصحح من‬ ‫•‬
‫تحقيق الموضوعية في طريقة توزيع درجات السؤال لكل األوراق المطلوب تصحيحها‪،‬‬
‫ثم ينتقل إلى تصحيح السؤال الثاني‪ ،‬وهكذا لبقية األسئلة المطلوبة‪.‬‬
‫اشتراك أكثر من مصحح للسؤال الواحد‪.‬‬ ‫•‬
‫إخفاء اسم الطالب عند التصحيح‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ -5‬أنواع االختبارات المقالية‪:‬‬


‫هناك نوعان من االختبارات المقالية‪:‬‬

‫• أسئلة اإلجابات المقيّدة‪ :‬وهي األسئلة ذات اإلجابة المحددة والقصيرة‪ ،‬مثل أسئلة‪( :‬عدد‪،‬‬
‫عرف‪ ،‬أذكر‪.)...‬‬
‫• أسئلة اإلجابات غير المحدودة‪ :‬وهي األسئلة التي تحتاج إلى كتابة إجابة مقالية توضيحية‪،‬‬
‫مثل أسئلة‪( :‬اشرح‪ ،‬وضح‪ ،‬علل‪.)...‬‬

‫ثالثا‪ :‬االختبارات الموضوعية‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهومها‪:‬‬
‫هي تلك االختبارات ذات اإلجابة المغلقة‪ ،‬والتي ال تسمح بأن يكون لرأي المصحح الذاتي أي‬
‫دور في تقدير عالمة المفحوص‪ ،‬وذلك بسبب أن الجواب على كل فقرة من فقراته محدد تماما ً‬
‫بحيث ال يختلف في تصحيحه أو تدقيقه اثنان‪ ،‬ولها مميزات متعددة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ -2‬مميزات االختبارات الموضوعية‪:‬‬
‫الكشف على قدرة الطالب على سرعة التفكير بعيدا ً عن الحفظ واالستظهار‪.‬‬ ‫•‬
‫تقيس جانب الفهم‪.‬‬ ‫•‬
‫شاملة لكل محتوى المقرر‪.‬‬ ‫•‬
‫ثابتة وال تتأثر بذاتية المصحح‪.‬‬ ‫•‬
‫تمتعها بسهولة التصحيح‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ -3‬عيوب االختبارات الموضوعية‪:‬‬


‫يتطلب إعدادها وقتا ً طويالً‪.‬‬ ‫•‬
‫حاجة تلك االختبارات في إعدادها إلى مهارات وخبرة عالية حتى يظهر االختبار بصورة‬ ‫•‬
‫جيدة‪.‬‬
‫عدم قدرتها على تقويم قدرة الطالب على النقد والتقويم أو تنظيم أفكاره الخاصة‪.‬‬ ‫•‬
‫ال تقيس جوانب األداء اإلبداعي للطالب‪.‬‬ ‫•‬
‫تتأثر اإلجابة عليها بالتخمين بدرجة كبيرة‪.‬‬ ‫•‬
‫سهولة الغش‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ -4‬أنواع االختبارات الموضوعية‪:‬‬


‫لها أنواع متعددة‪ ،‬من أشهرها‪:‬‬ ‫•‬
‫أسئلة االختيار من متعدد‪.‬‬ ‫•‬
‫أسئلة الصواب والخطأ‪.‬‬ ‫•‬
‫أسئلة المزاوجة‪.‬‬ ‫•‬
‫إكمال الفراغات‪.‬‬ ‫•‬
‫إعادة الترتيب‪.‬‬ ‫•‬

‫أوالً‪ :‬أسئلة االختيار من متعدد‪:‬‬


‫تتكون أسئلة االختيار من متعدد من مشكلة وعدة حلول‪ ،‬وتطرح المشكلة في صيغة‬
‫استفهامية‪ ،‬أو على شكل عبارة ناقصة‪ ،‬وتسمى (المشكلة) صدر السؤال‪ ،‬وتسمى (الحلول)‬
‫البدائل‪ ،‬وتتضمن تلك البدائل إجابة واحدة صحيحة‪ ،‬وعددا ً من اإلجابات الخاطئة التي يطلق عليها‬
‫(المشتتات) والهدف منها صرف انتباه المفحوصين الذين ال يعرفون اإلجابة الصحيحة‪.‬‬

‫وتزداد دقة السؤال ويقل أثر التخمين كلما زاد عدد البدائل‪ ،‬بشرط أن تكون جذابة للمتعلمين‬
‫الضعاف‪ ،‬ومن األفضل أن يكون عدد البدائل في‪ :‬المرحلة االبتدائية ثالثة بدائل‪ ،‬وفي المتوسطة‬
‫يتراوح بين الثالثة واألربعة‪ ،‬وفي المرحلتين الثانوية والجامعية بين األربعة والخمسة بدائل‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫وينبغي عند إعدادها مراعاة ما يأتي‪:‬‬
‫أن يحتوي أصل السؤال على مشكلة محددة تماماً‪.‬‬ ‫•‬
‫أن يكون السؤال مختصراً‪.‬‬ ‫•‬
‫اشتمال رأس السؤال على كل الكلمات التي يمكن أن تتكرر في البدائل‪.‬‬ ‫•‬
‫أن تكون كل البدائل متجانسة في محتواها ومرتبطة بمجال المشكلة‪.‬‬ ‫•‬
‫أن تكون المصطلحات المستخدمة في البدائل معروفة كلها لدى المتعلمين‪.‬‬ ‫•‬
‫أن يكون كل بديل مناسبا ً لغويا ً ألصل السؤال‪.‬‬ ‫•‬
‫أال يكون طول أو قصر البدائل مؤشرا على اإلجابات الصحيحة‪.‬‬ ‫•‬
‫االهتمام بتغيير موضع اإلجابة الصحيحة في البدائل عشوائياً‪.‬‬ ‫•‬

‫ثانيا ً‪ :‬أسئلة الصح والخطأ‪:‬‬


‫يعد هذا النوع من أكثر أنواع االختبارات شيوعاً‪ ،‬تتكون من مجموعة من الفقرات كل فقرة‬
‫منها عبارة عن جملة إخبارية تتضمن معلومة واحدة ليس هناك شك في الحكم على صحتها أو‬
‫خطئها‪ ،‬ويطلب من الفحوص تحديد ما إذا كانت هذه المعلومة صحيحة أو خاطئة‪ ،‬وذلك بوضع‬
‫إشارة معينة في المكان المعد للجواب‪.‬‬

‫وينبغي عند إعدادها مراعاة ما يأتي‪:‬‬

‫أن تتضمن العبارة أو السؤال فكرة واحدة فقط‪.‬‬ ‫•‬


‫أال تكون العبارات طويلة ومعقدة‪.‬‬ ‫•‬
‫أن تتساوى العبارات في الطول بقدر اإلمكان‪.‬‬ ‫•‬
‫أن يكون عدد الفقرات الصحيحة قريبا من عدد الفقرات الخاطئة‪.‬‬ ‫•‬
‫تجنب العبارات التي تحتوي على النفي بقدر اإلمكان‪.‬‬ ‫•‬
‫عدم اقتباس العبارات بشكل حرفي من الكتاب المقرر‪.‬‬ ‫•‬
‫أن تصاغ العبارة بإحكام بحيث تكون صحيحة تماما أو خاطئة تماما وال تحتمل اإلجابتين‪.‬‬ ‫•‬

‫ثالثا ً‪ :‬أسئلة المزاوجة‪:‬‬


‫تشتمل أسئلة المزاوجة على عمودين‪ ،‬يتضمن األول قائمة المقدمات ويتضمن الثاني قائمة‬
‫االستجابات أو النتائج‪ ،‬ويطلب من المفحوص أن يجري عملية الربط بين القائمتين وذلك باختيار‬
‫البند في القائمة الثانية الذي يرتبط مع كل بند من القائمة األولى‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫وينبغي عند إعدادها مراعاة ما يأتي‪:‬‬
‫• أن تكون فقرات إحدى القائمتين أكثر من األولى‪ ،‬وذلك لإلقالل من أثر التخمين‪.‬‬
‫• أن يكون سؤال المزاوجة في صفحة واحدة‪.‬‬
‫• أن تكون الفقرات قصيرة نسبياً‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬اختبارات إكمال الفراغ‬


‫في هذا االختبار يقوم المدرس بوضع جملة وفراغ في مكان معين منها‪ ،‬وعلى الطالب معرفة‬
‫الجزء الناقص من النص‪.‬‬

‫ومن أهم مميزات هذا االختبار‬ ‫•‬


‫سهولة إعداده‪،‬‬ ‫•‬
‫وقدرته الكبيرة على تغطية جزء كبير من المقرر الدراسي‬ ‫•‬
‫والحد من التخمين‪،‬‬ ‫•‬
‫وقياس نواتج التعلم البسيطة‪،‬‬ ‫•‬

‫ومن أهم عيوبه‬

‫• إهمال قياس المستويات العليا من نواتج التعليم‬

‫خامساً‪ :‬اختبارات إعادة الترتيب‬

‫يقوم المعلم في هذا النوع من األسئلة بكتابة كلمات‪ ،‬أو جمل‪ ،‬أو عبارات‪ ،‬أو أرقام‪ ،‬أو‬
‫أحداث‪ ،‬أو وقائع بدون ترتيب‪ ،‬ويطلب من الطالب إعادة ترتيبها حسب ما يراه مناسباً‪ ،‬فقد يطلب‬
‫ترتيب األحداث تصاعدياً‪ ،‬أي من القديم إلى الحديث‪ ،‬وقد يطلب العكس‪ ،‬وفي األرقام قد يطلب‬
‫إعادة ترتيبها من األصغر إلى األكبر‪ ،‬أو العكس‪ ،‬ثم يعيد كتابتها مرتبة‪.‬‬
‫هذا النوع من األسئلة يفيد الطالب في الفهم المتتابع لألحداث‪ ،‬كما يفيده في سرعة‬
‫البديهة‪ ،‬خاصة عند التعامل مع األرقام الكبيرة‪ ،‬السيما أن الوقت الذي يُتاح لمثل هذه األسئلة‬
‫الموضوعية في الغالب يكون محدودا ً‪ ،‬في حين يكون عدد األسئلة كبيرا ً‪.‬‬

‫مثال‬

‫س ـ رتب األعداد التالية ترتيبا ً صحيحا ً من األصغر إلى األكبر‪.‬‬

‫‪.16 ، 12 ، 10 ، 19 ، 6 ، 14 ، 22 ، 5 ، 7 ، 3‬‬
‫‪39‬‬
‫مثال آخر‬

‫س ـ رتب األحداث التالية ترتيبا ً صحيحا ً من األقدم إلى األحدث‪.‬‬

‫جهاد أفغانستان‪ ،‬موقعة ذات السالسل‪ ،‬معركة اليرموك‪ ،‬موقعة بدر الكبرى‪ ،‬فتح األندلس‪،‬‬
‫فتح مكة المكرمة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬االختبارات العملية‪:‬‬


‫تعتبر من االختبارات التي الضرورية والتي انتشرت في وقتنا الحاضر بشكل كبير‪ ،‬حيث‬
‫إ ّنها تعتبر مقياسا ً ألداء الشخص وقدرته على إتقان ما تعلمه في المادة النظرية‪ ،‬حيث تحدّد مهارة‬
‫صصات أو المواد التي تستلزم االختبارات‬
‫الشخص وقدرته على اإلنتاج العملي‪ .‬وهنا بعض التخ ّ‬
‫العملية‪:‬‬

‫صصات الهندسة بشكل عام‪.‬‬ ‫صصات الهندسة المعمارية والمدنية‪ ،‬وتخ ّ‬ ‫تخ ّ‬ ‫•‬
‫صصات المتعلقة بالحاسوب والبرمجيات‪.‬‬ ‫التخ ّ‬ ‫•‬
‫صصات التي تحتوي على مختبرات عملية مثل‪ :‬الكيمياء‪ ،‬والفيزياء‪ ،‬واإللكترونيات‪.‬‬ ‫التخ ّ‬ ‫•‬
‫صصات الصناعية‪ ،‬كالحدادة‪ ،‬والنجارة‪ ،‬والخياطة وغيرها العديد‪.‬‬ ‫التخ ّ‬ ‫•‬
‫مجاالت التصميم والديكور واألشغال الفنيّة‪.‬‬ ‫•‬
‫صصات الطبيّة‬‫التخ ّ‬ ‫•‬

‫‪40‬‬
‫خطوات إعداد االختبار التحصيلي‬

‫االختبار التحصيلي الجيد هو حصيلة تخطيط سليم ومسبق‪ ،‬ومهارة عالية في وضع مفردات‬
‫االختبار‪ .‬ويمر إعداد اختبار التحصيل بسلسلة من الخطوات كما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬تحديد أغراض االختبار‪:‬‬


‫يحدد الغرض من االختبار هل هو تشخيص جوانب التأخر الدراسي أو الضعف في‬
‫موضوع دراسي من موضوعات المنهج‪ ،‬أو يكون الهدف قياس تحصيل الطالب في نهاية الفصل‬
‫الدراسي أو نهاية العام الدراسي‬

‫‪ .2‬تحديد أهداف االختبار‪:‬‬


‫صياغة األهداف التعليمية بعبارات سلوكية تعكس نواتج التعلم التي يقيسها االختبار‬
‫‪ .3‬تحليل المحتوى إلى عناصره‪:‬‬
‫يحلل المحتوى باعتماد تقسيمات مناسبة‪ .‬حيث إن عملية تحليل المحتوى تساعد في تحقيق‬
‫الشمول والتوازن في االختبار‪ ،‬فالمحتوى هو الوسيط الذي تتحقق من خالله األهداف‬
‫التعليمية‬
‫‪ .4‬إعداد جدول المواصفات‬
‫يمثل جدول المواصفات مخططا تفصيليا لالختبار يتحدد فيه عدد األسئلة التي تمثل محتوى‬
‫معين وعدد األسئلة التي تحقق مستوى معينا ً من المستويات المعرفية‪ .‬ويتطلب إعداد‬
‫الجدول ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحديد الوزن النسبي لكل موضوع من موضوعات االختبار استنادا ً إلى الكتاب‬
‫المقرر أو دليل المعلم أو سواهما‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحديد عدد أسئلة االختبار وتوزيعها على موضوعات المحتوى تبعا ً للوزن النسبي‬
‫لكل موضوع‪.‬‬
‫ج‪ -‬توزيع أسئلة كل موضوع على مستويات السلوك التي يقيسها االختبار‪.‬‬
‫د‪ -‬اختيار مفردات االختبار المناسبة وتحديد المطلوب منها في كل خلية من خاليا‬
‫جدول المواصفات‪ ،‬بحيث تكون عينة ممثلة للسلوك المراد قياسه في االختبار‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ .5‬كتابة أسئلة االختبار‪:‬‬
‫يعتمد اختيار المعلم للمفردات المالئمة لالختبار على الهدف الذي يريده وطبيعة المحتوى‬
‫ومهارته في صياغة األسئلة‪ .‬فإذا قرر المعلم استخدام أسئلة المقال الطويلة فإن وقت‬
‫االختبار ال يسمح إال بعدد قليل من األسئلة‪ ،‬أما إذا قرر استخدام األسئلة ذات اإلجابة‬
‫القصيرة أو األسئلة الموضوعية فإن عدد األسئلة سيكون كبيرا ً ليمثل جوانب سلوك التلميذ‬
‫في مجاالت المحتوى بكامل تفصيالته وجزئياته‬
‫‪ .6‬مراجعة أسئلة االختبار‪:‬‬
‫ت جميع األسئلة ووضعها في صورة اختبار وتهيئتها لالستخدام بإجراء التعديل عليها واختيار‬
‫المناسب منها لقياس أهداف االختبار‪ ،‬بحيث تكون المفردة واضحة الصياغة و ال ترتبط‬
‫اإلجابة عليها باإلجابة عن مفردة أخرى وأن تقيس ناتجا ً تعليميا ً من النواتج الواردة في‬
‫جدول المواصفات‬
‫‪ .7‬ترتيب أسئلة االختبار‪:‬‬
‫ترتب أسئلة االختبار بحيث يسهل على الطالب فهمها وتتبعها واإلجابة عليها دون‬
‫استفسارات أو غموض‪ .‬وتكون اإلجابة مرتبة بحيث يسهل على المعلم عملية التصحيح‬
‫‪ .8‬كتابة االختبار وإخراجه‪:‬‬
‫يراعى عند إعداد ورقة األسئلة تسجيل التعليمات التي يراها المعلم ضرورية لإلجابة عن‬
‫األسئلة‪ .‬ويجب التأكد من مالءمة األسئلة لزمن االختبار‪ ،‬وإعداد نموذج اإلجابة‪ ،‬وتوزيع‬
‫العالمات بشكل تفصيلي يسهل عملية التصحيح ويجعلها موضوعية قدر اإلمكان‪.‬‬

‫‪42‬‬

You might also like