Professional Documents
Culture Documents
مقرر علم النفس التربوي نهائي
مقرر علم النفس التربوي نهائي
هدف املقرر:
هناك أهداف متعددة لعلم النفس التربوي ،وهذه األهداف تؤكد أهميتها ،ويمكن
إيجازها في األهداف اآلتية:
1
أستاذ املقرر .1
Bandora
:
.
2
أستاذ املقرر .11
.11
املراجع:
1
2
3
4
أساليب التواصل:
3
الوحدة األولى :مدخل إلى علم النفس التربوي
)ﺭﺃﻱ ﺃﻭﻝ( ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻘﻂ )ﻧﻈﺮﻱ(
)ﺭﺃﻱ ﺛﺎﻧﻲ( ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻼﺝ)ﻋﻤﻠﻲ(
تعريف علم النفس:
ظهرت الكثير من التعريفات التي تُعالج علم النفس ،واختلفت هذه التعريفات باختالف
المدراس النفسيّة وعلمائها.
4
٢-١ﺍﻟﻬﺪﻓﺎﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺎﻥ
٣ﻗﺪ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻭﻗﺪ ﻻﻳﺤﺘﺎﺝ أهداف علم النفس:
يتفق علم النفس في أهدافه مع باقي العلوم األساسيّة التي تتناول كافة الظواهر
الطبيعيّة واإلنسانيّة ،وذلك بالدراسة التفصيليّة لجوانب الظاهرة وفهمها ،ثم التنبؤ بها
والقدرة على التحكم بها ،ومن أبرز هذه األهداف:
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﺺ
الفهم والتفسير :يسعى علم النفس إلى فهم علل الظواهر السلوكيّة ،والمسببات التي
تقف وراء حدوث الظواهر السلوكية المختلفة؛ مثل االضطرابات النفسية ،والتفوق
الدراسي ،وحاالت القلق والخوف ،باإلضافة إلى دراسة عالقة الظواهر السلوكية
ببعضها.
الضبط والتحكم :يظهر دور الضبط والتحكم بالظاهرة السلوكية بناءً على عملية
اإللمام التام بالفهم والتفسير لهذه الظاهرة ومسبباتها ،وبالتالي القدرة على التأثير في
السلوك والدخول إلى مساره والتحكّم في كيفيّة وزمن حدوثه ،فمن الممكن أن تُتاح
الفرصة للعوامل المسببة لسلوك معين فيفتح المجال الستدعائه وحدوثه ،أو إلغاء
وحذف بعض العوامل المسببة لسلوك آخر ،فيتم إطفاؤه وإخفاؤه.
ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻸﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ
التنبؤ :هو توقع حدوث ظاهرة معينة قبل وقوعها ،بناءً على فهمها وتفسيرها
ومعرفة أسبابها ومستوى التحكم بها ،فمن المتوقع حدوث هذه الظاهرة ،وبالتالي
مواجهتها باالستعداد التام والفاعل ،فمثالً في علم النفس من الممكن دراسة وفهم
العوامل الدراسيّة اإليجابيّة والسلبيّة وإدراك مسبباتها ومدى تأثيرها في النجاح
والفشل في مستوى التحصيل الدراسي ،وبالتالي تحديد الفئة الطالبيّة التي من
الممكن أن تمتلك عوامل النجاح ،والفئة الطالبيّة التي من الممكن أن تمتلك عوامل
اإلخفاق والفشل ،وتقديم اإلرشاد والتوجيه التربوي لمساعدة كافة هذه الفئات.
ﻗﺴﻤﺎﻥ :
.١ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
.٢ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻲ فروع علم النفس:
ظهرت الحاجة إلى تفرّع علم النفس إلى فروع عديدة ،وذلك نظراً لتوسع العلوم
اإلنسانيّة والطبيعيّة األخرى واتساع دائرة دراساتها ،فظهرت العديد من الفروع التي
عالجت الكثير من الجوانب الحياتيّة والتفاعليّة للفرد والبيئة ،ومن هذه الفروع:
5
علم نفس الشخصية :هو العلم الذي يدرس طرق تصنيف األفراد إلى فئات بحسب
سماتهم الشخصية التي يقوم من خاللها بصياغة قوانين السلوك ومبادئه ،باإلضافة
إلى دراسة العوامل المؤثرة في السمات الشخصية وتكوينها.
علم النفس الفسيولوجي :هو العلم الذي يدرس بشكل عام السلوك اإلنساني من
ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ
منظور فسيولوجي ،أي فهم األساس الفسيولوجي لهذا السلوك ،فعلم النفس
الفسيولوجي يهتم بدراسة الجهاز العصبي ووظائفه ومدى تأثيرها في السلوك ،فهو
يعالج مثالً آلية الشعور واألحاسيس من خالل دراسة السياالت العصبية ومساراتها،
وطرق سيطرة الدماغ على العمليات السلوكية ،باإلضافة إلى دراسة الغدد الصم،
ومدى تأثير وظائفها في السلوك.
ي:
البحث العلم ّ
ي على األوهام والخرافات؛
اعتمد اإلنسان قديماً على طرق التفكير الخرافي المبن ّ
حيث ضاعت المعرفة والعلم في عالم من الخيال والميتافيزيقا ،باإلضافة إلى محدوديّة
الشغف البشريّ في تقصي الحقائق والحصول عليها وفهمها ،واستمرّت المعرفة في
تدنّ مستمر إلى أن بدأ االنسان باستخدام األساليب العلميّة لمعرفة جميع أنواع
الظواهر المختلفة وتفسيرها ،وكان ذلك باالعتماد على الخبرات الحسيّة والمعرفيّة
وتوظيفها واستعمالها بشكل سليم في جميع مظاهر الحياة الذاتيّة الخاصة ومظاهر
6
الحياة العامّة ،وما تتضمّنه من الجوانب الحياتيّة المختلفة ،مثل :الصحة ،والبيئة،
واالقتصاد.
ويُعرف البحث العلميّ بشكل عام بأنّه :الطريقة العلميّة والتجريبيّة الدقيقة لتقصّي
الحقائق والمعارف بأسلوب منظّم ودقيق ،يقوم بها الفرد بهدف الكشف عن معلومات
ومعارف جديدة ،أو تطوير المعلومات الموجودة بشكل سابق وتنقيحها ،ويكون هذا
باستخدام خطوات منهج البحث العلميّ.
7
الباطنيّ؛ فالفرد يُالحظ ما يجول في داخله بالوصف والتحليل ،فينعكس ذلك على
مشاعره ويُصبح إحساساً باإلحساس ،وهو ما يُسمّى باالستبطان أو التأمّل الباطنيّ.
وقد واجه هذا المنهج الكثير من االنتقادات؛ إذ عارضته بعض مدارس علم النفس
كالمدرسة السل وكيّة باعتباره منهجاً غير علميّ؛ كونه يدرس الحاالت الشعوريّة التي ال
يشعر بها إال صاحبها الذي قد يكون مُفتقراً لمهارات الوصف والتحليل ،باإلضافة إلى
ن المنهج
أنّ الشخص المُالحِظ هو ذاته الشخص الذي تتمّ مالحظته ،ويظهر بذلك أ ّ
الذاتيّ تطغى عليه الصبغة الفرديّة بشكل واضح ،لذا ال يُمكن تعميمه ،إال أنّه من غير
الممكن أن يستغني الباحث عنه أثناء القيام باألبحاث التجريبيّة ،فمثالً :دراسة بعض
الحاالت قد تتطلّب من الفرد أن يصف ما يشعر به ،وحتّى في األنشطة االستبيانيّة
واالستفتاءات التي تدرس ميول األفراد ،واتجاهاتهم ،وأحاسيسهم تجاه خبرات معيّنة.
المنهج التجريبيّ :هو المنهج الذي يهدف إلى التأكد من فرضيّة نظريّة معينة؛ عن
طريق مقارنة معطياتها بالمعطيات الموضوعيّة التي يتم الحصول عليها من عمليّة
التطبيق العملي في الواقع الحياتي لألفراد ،وهدف البحوث التجريبيّة النفسيّة هو
ضبط األسباب التي تؤدي إلى حصول ظاهرة سلوكيّة معينة ،سواءً تعلّقت هذه
المسببات بالفرد أو الكائن الحي بشكل عام أو المتغيرات التي تحيط به ،وبذلك تتم
االستفادة من دراسة جميع االستجابات السلوكيّة واللفظيّة والحركيّة التي تظهر على
الفرد؛ وذلك بإخضاعه للمتغيرات المُراد فهمها أو التأكد من تأثيرها عليه ،ويظهر
بذلك أن البحوث التجريبيّة تعتمد على المالحظة المقصودة والمدروسة للفرد ،وك ّل
ما يصدر عنه من سلوكيات تحت ظروف معينة يضعها الباحث بشكل دقيق؛
الختبار صحّة الفرضيات ،والحصول على العالقات السببيّة الصحيحة.
ي بأنّه يصف الظواهر بأسلوب موضوعي، المنهج الوصف ّ
ي :يتّصف المنهج الوصف ّ
معتمداً على البيانات المَقيسة باستخدام أدوات البحث العلميّ وتقنياته ،األمر الذي
جعل من هذا المنهج شديد األهميّة والتطور ،ومن المعلوم أنّ نشأة هذا المنهج بدأت
مع بداية المسوح االجتماعيّة في إنجلترا ،وفرنسا ،ودراسات األنثروبولوجيا في
أمريكا ،ويعتمد المنهج الوصفيّ في مبدئه على تفسير الظواهر عن طريق تحليل
خصائصها ،ودراسة التوافقات البينيّة ،والعالقات بين تلك الخصائص واألبعاد؛
ليتحصل على وصف علميّ دقيق لها.
8
ي على جمع المشاهدات والبيانات ،واستنباط الحقائق منها،
ويعتمد المنهج الوصف ّ
ومقارنتها ،ث ّم تصنيفها وتحليلها وتفسيرها؛ بهدف وضع تعميمات علميّة مقبولة عن تلك
المشاهدات ،وال يقتصر هذا المنهج على حالة معيّنة أو منهج واحد ،فقد تعدّدت أنواع
البحوث التي استعملته في إجراء دراساتها ،ومن أبرز هذه البحوث ما يأتي:
دراسة الحالة :تُطبّق دراسة الحالة في العديد من المجاالت العلميّة المختلفة؛ حيث
تُتناول الحالة المُراد دراستها بالطرق الوصفيّة ،وغالباً ما تكون هذه الحالة شخصاً ،أو
جماعةً ،أو مؤسسةً ،وتختلف مجاالت الدراسات باختالف المجال الذي يختصّ به
الباحث ،واألهداف البحثيّة التي يسعى إليها.
المسح االجتماعيّ :تُع ّد هذه البحوث من أكثر أنواع البحوث مساهمةً في تطوّر
دراسات العلوم االجتماعيّة العلميّة؛ حيث ساهمت في وضع أُسُس المنهجيّة العلميّة
وقواعدها؛ لتعبّر عن الظواهر االجتماعيّة تعبيراً كميّا باستعمال أدوات البحث العلميّ
المنهجيّة.
9
الوحدة الثانية :األهداف التعليمية
تعريف األهداف:
مفهوم األهداف التربوية:
جاءت كلمة (هدف) في المعاجم اللغوية لتشير إلى معاني تدور حول القصد
والغرض والمرمى ،ففي المعجم الوسيط " :هَدَف الرجل إلى الشيء قصد وأسرع.
والهادف :ما يوجه إلى غرض محدود.
والهدف :الغرض توجه إليه السهام .وجمعه :أهداف".
-وتعرف األهداف بأنها :عبارات تعطي شكالً واتجاهاً لمجموعة من المقاصد
التفصيلية في المستقبل القريب أو البعيد.
-كما ُتعرف بأنها :تصور فكرى مسبق عن الحاالت أو النتائج النسبية
لتطـــور ما يتم اختيارها وتحديدها من الواقع الموضوعي ويتم تحقيقها
بواسطة النشاط الفاعل لإلنسان.
لذلك يتميز الهدف عن الرغبة والطموح واألمل في كونه ممكن التحقيق وال تلعب
الصدفة تأثيراً مباشراً في تحقيقه ويتطلب نشاطاً واعياً لإلنسان من أجل بلوغه.
وتعرف األهداف التربوية على أنها تصور ذهني مسبق لحاالت مستقبلية -
(خصائص ،سلوك ،مواقف) للشخصية والتي يسعى المربى في النشاط
التربوي إلى تطويرها في التالميذ من خالل محتوى ووسائل تربوية
وبمراعاة قوانين وظروف التربية والنمو.
واألهداف في المجال التربوي تنطلق من هذا المعنى ،ويتحدد معناها وفق مستواها
من حيث العمومية والخصوصية ،حيث ظهرت في األدبيات التربوية تصنيفات لمستويات
األهداف تتدرج من الغايات العامة بعيدة المدى للنظام التربوي أو التعليمي إلى األهداف
التدريسية السلوكية اإلجرائية قصيرة المدى التي يقوم المعلم بتحديدها ليتم تحقيقها خالل
حصة دراسية .غير أن هذه التصنيفات يمكن تلخيصها في ثالثة مستويات.
ويعتبر تحديد األهداف أولى الخطوات وأهمها في تخطيط المنهج .فإذا كان علينا
أن نخطط لبرنامج تربوي ناجح وأن تكون لدينا اإلمكانية لتقويمه وتطويره باستمرار
فينبغي أن نمتلك وضوحاً كافياً باألهداف التي نسعـــى إليها .وقد أعتبرها رولف تايلور
معايير أساسية الختيار وتنظيم المحتوى وأساليب التدريس والتقويم والتي هي األخرى في
الحقيقة وسائل لتحقيق األهداف.
10
دور األهداف في العملية التعليمية:
وجه علماء النفس والتربية ،في الستينات من هذا القرن ،اهتماماً كبيراً إلى
األهداف ،إدراكاً منهم ألهمية الدور الذي تلعبه في العلمية التربوية.
ويرى جانيه ) (Gagnè, 1964أن وضع األهداف ،يشكل الخطوة الضرورية األولى
في أية عملية تعليمية ،ويعتبرها الموجه الرئيسي للمعلم والمتعلم على حد سواء ،إذ
يجب على كل منهما أن يكون على بينة من أهداف هذه العملية ،فعلى المعلم أن يعرف
ماذا يريد من طالبه أن يتعلموا ،وكيف يجب أن «يسلكوا» بعد التعليم ،وعلى المتعلم
أن يعرف «األداء» الذي يترتب عليه القيام به بعد التعلم.
وتظهر أهمية دور األهداف في ثالثة مجاالت هامة ،هي :المنهاج ،والتعليم،
والتقويم.
المنهاج :توفر األهداف ق دراً من الفهم يسمح للقائمين على األمور التربوية بوضع
المناهج التي تحقق الغايات التربوية على النحو األفضل ،وتمكنهم من إعادة النظر في
المناهج القائمة ،بحيث يتعرفون على ما يجب متابعته منها ،أو تعديله أو إسقاطه.
فالتغير السريع الذي يطرأ على المجتمع نتيجة التقدم العلمي والتقني ،يفرض تغييراً
موازياً في أهداف التربية واستراتيجيتها ،فاألهداف التي كان سائدة منذ ربع قرن مثالً،
قد ال تكون مناسبة لمطالب المجتمع الحالي وحاجاته ،األمر الذي يتطلب تعديلها أو
إعادة صياغتها ،لتغدو أكثر إيفاء بهذه المطالب والحاجات ،وهذا يفرض تعديل المناهج
القائمة أو تصميم مناهج جديدة تناسب تلك األهداف ،وبذلك يتضح دور األهداف
كموجه لعملية وضع المناهج وتطويرها.
التعليم :توفر األهداف في مجال التعليم قاعدة سليمة تساعد المعلم على اختيار الوحدة
أو المادة الدراسية المناسبة وتخطيطها ،وكذلك اختيار الوسائل والطرق واإلجراءات
المتعلقة بها ،كما تمكنه من تنظيم جهود المتعلمين وتكريس نشاطاتهم وتوجيهها من
أجل إنجاز المهام التعليمية على النحو األفضل ،مما يحول دون ضياع هذه النشاطات
في مجاالت أو جوانب ال تتطلبها العملية التعليمية ،ويجعل هذه العملية أكثر فعالية
ونجاحاً ،وهكذا ،تقوم األهداف بتوجيه العملية التعليمية ـ التعلمية وتجعلها أكثر سهولة
بالنسبة للمعلم والمتعلم على حد سواء.
11
التقويم :أما من حيث دور األهداف في مجال التقويم ،فإنها تساعد على توفير القاعدة
التي يجب أن تنطلق منها العملية التقويمية ،فاألهداف تسمح للمعلم والمربين بالوقوف
على مدى فعالية التعليم ونجاحه في تحقيق التغير المطلوب في سلوك المتعلم .وما لم
يحدد نوع هذا التغير ،أي ما لم توضع األهداف ،فلن يتمكن المعلم أ ,أي معني آخر
بالتعليم من القيام بعملية التقويم ،مما يؤدي إلى الحيلولة دون التعرف على مصير
ال جهد المبذول في عملية التعليم ،سواء كان هذا الجهد من جانب المعلم أو المتعلم أو
السلطات التربوية األخرى ذات العالقة.
مستويات األهداف:
ي ميز التربويون عادة بين فئتين من األهداف ،فئة األهداف التربوية ،وفئة األهداف
التعليمية .ويعود هذا التمييز إلى درجة العمومية أو التخصيص التي تتصف بها
األهداف ،وإلى دورها في العملية التربوية ،وإلى طبيعة الجماعات التي تضعها.
ففي الحين الذي تشير فيه األهداف التربوية إلى الغايات القصوى للعملية التربوية
والتي ترمي إلى التأثير في شخصية الفرد لجعله مواطناً يتسم باتجاهات وقيم معينة،
تشير األهداف التعليمية إلى األغراض التي تنشدها العملية التعليمية ـ التعلمية والتي
تتجلى في عملية اكتساب الفرد ألنماط سلوكية أو أدائية معينة من خالل المواد
الدراسية والطرق التعليمية المتنوعة والمتوافرة في األوضاع المدرسية.
وتشكل عملية تحويل األهداف التربوية إلى أهداف تعليمية مهمة رئيسية من مهام
علم النفس التربوي ،فاألهداف التعليمية ليست إال تحديدات سلوكية أو أدائية
لألهداف التربوية ،إذ يكمن الفرق الحقيقي بينهما في اختالف درجة التجريد أو
التخصيص التي تتصف بها هذه األهداف .وفي ضوء هذا النوع من االختالف.
يمكن تصنيف األهداف في عدة مستويات هي:
من حيث التعميم والدرجة المنخفضة من حيث التحديد أو التخصيص ،وهي ما
يطلق عليها عادة عبارة األهداف التربوية ،كتنمية القيم الدينية أو األخالق أو
القومية ،أو تنمية القدرات العقلية أو تطوير المواطن الفعال ..الخ حيث تعنى هذه
األهداف بوصف النتائج النهائية لمجمل العملية التربوية ،وترمي إلى التأثير في
جماعات المواطنين عموماً ،وتزويد الهيئات ،أو السلطات التربوية بموجهات عامة
يستدل بها عند تخطيط العمل التربوي ،ويضع هذه األهداف غالباً لجان أو هيئات
وطنية تضم بعض رجاالت العلم والفكر والسياسة والسلطة.
وهذه األهداف أقل في عموميتها من السابقة ،بل إن مستوى العمومية فيها يختلف
باختالف نوعها ،فهناك أهداف عامة لكل مرحلة دراسية ،ولكل صف دراسي،
ولكل مادة دراسية ،ولكل وحدة تعليمية ،...مثل:
يتعرّف الطالب جوانب من سيرة الرسول صلى اهلل عليه وسلم وصفاته ليقتدي بها.
(هدف عام للمرحلة االبتدائية).
يتعرّف على مولد الرسول صلى اهلل عليه وسلم ونشأته (هدف عام للصف الرابع).
13
تصنيف األهداف:
من أجل أن يتمكن المعلم من تحديد واختيار أهداف الدرس بصورة سليمة،
وصياغتها بشكل سلوكي ،لتحديد نتائج تعلم الطلبة ،ظهرت الحاجة إلى بناء نظام
لتصنيف األهداف التربوية.
وترجع بداية فكرة تصنيف األهداف التربوية إلى عام 1948م ،عندما عقدت
جمعية علماء النفس األمريكيين اجتماعها في بوسطن ) – (Bostonبالواليات المتحدة
األمريكية – والذي تم فيه االتفاق على وضع نظام لتصنيف األهداف التربوية).
ويعد تصنيف بلوم ) ،(Bloomوزمالئه من أهم التصنيفات لألهداف التربوية
14
أوالً :أهداف المجال المعرفي أو العقلي
وهي األهداف التي تركز في القدرات أو العمليات العقلية التي تتصل بالمعارف،
وتعد أكثر قابلية للمالحظة والقياس ،وله ستة مستويات ،هي:
-1التذكر:
ويشمل كل ما يمكن أن يتذكره الفرد أو يتعرف عليه ،من مصطلحات ورموز وأشخاص
وظواهر ...ويُستدل على المعرفة من خالل االستجابة اللفظية أو الكتابية ،وهي ضرورية
لتحقيق األهداف األخرى مثل االستيعاب والتطبيق ...ومن صيغ األفعال التي تستخدم للتعبير
سلوكياً عن نتاجات التعلم من فئة المعرفة والتذكر( :يحدد ،يذكر ،يسمي ،يعرّف )...مثل:
أن يعدد الطالب أركان الصالة.
أن يعرّف برواي الحديث.
-2االستيعاب والفهم:
ويعني القدرة على ترجمة األفكار من شكل لفظي أو رمزي إلى شكل آخر ،كأن يعبر
الشخص بلغته عن فكرة ما ،ومن الصيغ التي تقيس هذا الهدف( :اختيار عنوان مناسب لنص،
تلخيص النقاط الرئيسة في فكرة قرأها ،يمثّل ،يستنتج ،)...مثل:
أن يشرح الطالب الحديث النبوي الشريف بلغته الخاصة.
أن يعبّر عن الصورة بفكرة
-3التطبيق:
ويعني قدرة المتعلم على استخدام ما تعلمه في مواقف جديدة متصلة بمواقف التعلم
األصلية ،ومن الصيغ التي تعبر عن هذا الهدف في صورة سلوكية( :يُحلُّ ،يحسب ،يشكل
أواخر الكلمات ،يطبق) ،مثل:
أن يضبط المتعلم أواخر الكلمات بالحركة الصحيحة.
أن يستخدم التلميذ الكلمات الجديدة في جمل إنشائه.
-4التحليل:
وهو عملية تجزئة المادة إلى عناصرها أو أجزائها األولية المكونة لها ،ومن الصيغ التي
تعبر عن هذا الهدف في صورة سلوكية( :يحلل ـ يفصل ـ يقسم ـ يميز ـ يحدد العناصر الرئيسة
ـ يجزئ ،يقارن ،)..مثل:
أن يحلل المتعلم اآليات إلى موضوعاتها الفرعية.
أن يقارن بين نتائج غزوتي أحد والخندق.
15
-5التركيب:
وهو قدرة الفرد على تجميع األجزاء لتكوين كلٍّ جديد .ومن الصيغ التي تعبر عن هذا
الهدف في صورة سلوكية( :يركب ،يصمم ،يؤلف ،يخطط ،يعيد بناء ،).مثل:
أن يكتب الطالب موضوعاً إنشائيًا حول حادثة تاريخية معينة.
أن يكوّن الطالب قصة من كلمات وجمل تعطى له.
أن يقترح حلوالً لمشكلة التأخر عن الصالة.
-6التقويم:
هذا المستوى يشير إلى قدرة عقلية مركبة يتوصل فيها التلميذ إلى أحكام استناداً إلى
معايير موضوعية أو معايير متعارف عليها ،ومن الصيغ التي تعبر عن هذا الهدف في صورة
سلوكية( :يقيم ،ينقد ،يبدي وجهة نظر ،يحكم ،يبرر ،يبرهن )...مثل:
أن ينقد الطالب األفكار الواردة في نص ما استناداً إلى مقاييس معينة.
أن يعطي حكماً على حادثة وقعت أمامه.
17
الوحدة الثالثة :النمو
أوالً -تعريف النمو:
عُرّف النمو في لسان العرب البن منظور بأنّه (ينمو نما بمعنى زاد وكثر ،وأنميت الشيء أي
عرّف في المعجم الوسيط( :نما الشيء نماءً بمعنى زاد وكثر ،ويقال نما الزرع
جعلته نامياً) .و ُ
ونما الولد).
تعريف النمو بيولوجيّا النمو :هو اصطالح بيولوجيّ يخصّ الزيادة الجسديّة في حجم أو تركيب
الكائن الحيّ في الفترات الزمنيّة المختلفة التي يعيشها.
تعريف النمو من الناحية النفسيّة النمو :هو كافّة التغيّرات المتداخلة والمتتابعة والمنتظمة في
جميع النواحي الجسديّة والعقليّة واالنفعاليّة والسلوكيّة التي تحدث للفرد ،وتهدف الكتمال نضجه،
وتوافقه مع نفسه ،ومع المجتمع المحيط به.
تعريف النمو في العلوم السلوكيّة النمو :هو التغيّرات المستمرّة في الوظائف التكيفيّة التي ترتبط
بالزمن ،وتكامل التغيّرات في السلوك والبنية والوظائف ،ممّا يكوّن شخصيّة الفرد.
العلوم التي تبحث في النمو اإلنساني :تحدّث العلماء عن مصطلح النمو اإلنسانيّ ،ودرسوه تحت
مسمّيات مختلفة مثل علم النّفس التطوريّ ،وعلم النّفس االرتقائي ،وعلم النّفس التكويني ،وعلم
نفس النمو ،وغيرها.
18
بالنسبة لعُلماء النفس :يمكن لعُلماء النفس ،واألخصائيّين النفسيّين من خالل دراسة علم نفس
النُّموّ تحقيق ثمرة جُهودهم في مُساعدة األفراد في مُختلَف مراحل الُنّموّ ،وخاصَّة في مجال
التوجيه ،وعلم النفس العالجيّ ،واإلرشاد النفسيّ ،والمهنيّ ،والتربويّ.
بالنسبة للمُربِّيين :يمكن للمُربّيين من خالل دراسة علم نفس النُّموّ معرفة الخصائص النفسيّة،
والتربويّ ة لألفراد في مُختلَف مراحل النُّموّ ،كما تُمكّنهم من معرفة العوامل التي تؤثّر في نُموّهم،
واألساليب التي يمكن من خاللها تعديل سُلوكهم ،والطرق التي يجب استخدامها في تدريسهم،
وماهيَة المَسائل التي يتطلَّب إعدادها في العمليّة التربويّة ،باإلضافة إلى تمكين المُعلّم من معرفة
الفروق الفرديّة بين الطلبة ،ومُراعاتها.
بالنسبة للوالدَين :تُساعد دراسة علم نفس النُّموّ أولياء األمور على معرفة خصائص أبنائهم،
وتَفهُّم كلّ مرحلة من مراحل نُموّهم ،والظروف التي يعيشونها خالل تلك المراحل ،ومُعامَلتهم
على أساس مُعطيات ،ومُتطلَّبات المرحلة التي يعيشونها ،كما تُتيح لهم الفُرصة لمعرفة الفروق
الفرديّة في مُعدَّالت النُّموّ عند أبنائهم ،ويُساعد ذلك اآلباء على تربية األبناء ،وتنشئتهم بالشكل
الصحيح.
بالنسبة للمُجتمع :إنَّ معرفة أفراد المُجتمع لنُموّهم النفسيّ؛ بحيث يتناسب مع ك ّل مرحلة من
مراحل النُّموّ ،تُفيد في تحديد أفضل الشروط الوراثيّة ،وتُساعد على حلّ المُشكالت االجتماعيّة
التي تتعَلّق بشخصيّة الفرد ،من حيث نُموّها ،وتكوينها ،والعوامل المُحدّدة لها ،والقضاء عليها،
والوقاية منها ،مثل :مُشكالت االنحراف الجنسيّ ،والتأخير المدرسيّ ،والضَعْف العقليّ ،والجناح،
كما تُساعد دراسة علم نفس النُّموّ األفراد على ضَبْط ،وتعديل سُلوكهم؛ للوصول إلى أعلى
مُستوى من التوافُق التربويّ ،والنفسيّ ،والمهنيّ ،واالجتماعيّ ،باإلضافة إلى إتاحة التنبُّؤ الدقيق
لألحداث في المُستقبَل؛ ممَّا يُساعد على وَضْع الخُطط ،والتوجيه المُستقبليّ.
بالنسبة لألفراد :ينعكس فَهْم اآلباء ،والمُربّيين لعلم نفس الُنّم ّو على مُستقبَل األفراد؛ فتوجيه
األفراد على أساس علميّ يُحقّق الخير ،والمُستقبَل المُزدهر لهم من مرحلة الطفولة إلى مرحلة
الشيخوخة ،كما أنَّه يُمكّن األفراد من فَهْم األحداث وفق مُستوى نُموّهم ،وقُدراتهم ،وطبيعة
المرحلة التي يعيشونها ،وذلك يعني أن يعيش الفرد كلّ مرحلة من مراحل نُموّه بالشكل األمثل،
وعلى أكمل وجه ممكن.
19
ثالث ًا -طرق البحث في علم نفس النمو:
-1الدراسات التطورية (النشوئية)
تعريف الدراسات التطويرية (النشوئية) :يهتم هذا النوع من الدراسات بدراسة التغيرات التي
تمر بها ظاهرة من الظواهر عبر مرحلة زمنية محددة ،وهي أسلوب لمعالجة مشكالت التطور
والتغير التي تمر بها الظاهرة .وتتميز بالخطوات التالية:
مالحظة الظاهرة أو الحادثة او شيء أو سلوك في فترة ما ووصف تلك الظاهرة او الحدث
كما حدثت في نفس الوقت.
متابعة دراسة الظاهرة أو الحدث بعد فترات زمنية أخرى ،ووضعها الجديد .وتحديد
العوامل التي أدت إلى تشكيلها في صورتها النهائية.
ويمكن تصنيف الدراسات التطورية الى نوعين رئيسيين هما:
أ -الطريقة الطولية التبعية:
تعريف الدراسات الطولية :هي الدراسة المنهجية لمجموعة ما (أو مجموعات) من أفراد
على فترات زمنية طويلة ...وبعبارة أخرى فإنه في الدراسة الطولية يكون لدينا أكثر من
قياس لسلوك نفس األفراد ،وحيث أن سلوك المجموعة الواحدة (أو المجموعات) يجرى
تقييمها في أوقات مختلفة ،فإن الدراسة الممتدة (الطولية) تقدم نتائج حول اتجاهات النمو.
مزايا الطريقة الطولية:
قياس النمو الحقيقي :من خالل مقارنة نفس األفراد مع تقدمهم في العمر.
إمكانية تتبع حالة أو حاالت معينة من أفراد العينة :عند وجود فرد درجاته غير طبيعية
سواء زيادة أو نقصاً.
معرفة الظروف السابقة ألفراد العينة :فالباحث يتابع مجموعة واحدة وبالتالي يعرف
إلى حد ما الظروف واألحداث التي حصلت للمجموعة في المدة الماضية والتي كان
يتابعهم فيها.
مشكالت وعيوب الطريقة الطولية:
طول الوقت المستغرق ،والجهد والتكلفة المترتبة على ذلك.
المواصفات التي يختار الباحث على ضوئها العينة :قد ال يكون لها عالقة بطبيعة
البحث وقد تؤثر في مدى تمثيل العينة لمجتمع الدراسة.
20
تسرب العينة :ويقصد به تناقص العينة مع مرور الوقت ألسباب عديدة :كاالنتقال من
المنطقة ،أو الوفاة ،أو عدم الرغبة في مواصلة االشتراك ،وغيرها من األسباب.
محدودية النتائج بالعينة :النتائج المستخلصة من هذه الطريقة تكون مقصورة على
مجموعة البحث نتيجة لما مروا به من ظروف تاريخية وال تنطبق على عينات أخرى
في زمن آخر.
اختالف ظروف جمع البيانات في اوقات مختلفة :نتيجة ما يقع للمجتمع بشكل عام أو
لتلك المجموعة من أحداث في تلك األوقات المختلفة ،وهذا يؤدي إلى فروق في النتائج
بين مرات جمع البيانات فيظن الباحث بأن كل الفروق في النتائج بسبب التقدم في
العمر ،بينما قد تكون كلها أو نسبة منها بسبب اختالف ظروف جمع البيانات.
أثر تكرار جمع البيانات نتيجة تعرض افراد العينة مرات عديدة لجمع البيانات ،أقلها
مرتان وهذا التكرار قد يؤثر في بعض الدراسات وقد ال يؤثر في بعضها(:ال يؤثر
عندما تكون عن طريقة المالحظة أو عندما تكون قياسا لألبعاد الجسمية مثال) بينما
يؤثر نتيجة لخبرات المفحوصين في أداء المقاييس المختلفة التي يطبقها عليهم الباحث،
أو نتيجة لمللهم .وبالتالي ينتج لدينا فرق بين التطبيقين يظن الباحث بأنه بسبب النمو،
وهو بسبب الخبرة أو الملل.
ب -الطريقة المستعرضة:
تعريف الطريقة المستعرضة :تقوم هذه الطريقة على دراسة الخواص النفسية لمجموعة أو
مجموعات من األطفال الذين يمثلون عمرا زمنيا واحدا مثل أطفال من السادسة أو السابعة
كأن تختار مجموعة من األطفال تتكون من عشرة أطفال في أعمار مختلفة هي سنتان
( )02وأربعة ( )04سنوات وست ( )06سنوات وعشر ( )10سنوات ،ثم تقارن بينهم في
الظاهرة التي تعمل على دراستها لديهم ،كالسلوك االجتماعي مثال ،أو التوافق النفسي أو
التنميط الجنسي.
مزايا الطريقة المستعرضة:
تتلخص مزايا طريقة البحث المستعرضة في أنها تقصر الوقت الالزم للحصول على
المعلومات الالزمة فيما ي ختص بالنمو فال يكون علينا أن ننتظر عشرين عاما مثال حتى
ندرس النمو من الميالد حتى سن العشرين ،بل يمكن أن نحصل على مجموعات من
21
األفراد عند نقاط معينة على طول هذه الفترة ونقوم بدراستها في وقت واحد فتختصر
بذلك الوقت اختصارا شديداً.
عيوب الطريقة المستعرضة:
عدم توفر العينة المتطابقة التي تكفي للبحث الدقيق (كما يحدث عنه دراسة سلوك
الرضع ،أو المسنين ..،الخ).
قد يرفض بعض األفراد صغاراً أو كباراً مقابلة الباحث أو أن يكونوا موضوعاً
للدراسة.
تخوف بعض أفراد العينة من أسلوب الدراسة :إما من نتائجها ،أو عدم توافر السرية
التامة مما يشعرهم بتهديد حاجتهم لألمن.
قد ال يمكن في الطريقة المستعرضة تثبيت كل العوامل التي تؤثر في سلوك فئات العمر
المختلفة.
-2الدراسات التجريبية
تعريف الدراسات التجريبية :يرى البعض إن كثيرا من مشكالت سيكولوجية النمو يمكن استخدام
الطريقة التجريبية فيها ذالك أنه يصعب تحريض األطفال لمؤثرات مثل :فقدان الحب أو األمن
لفرد أثرها على شخصية الطفل أو توافقه الذاتي أو االجتماعي ،والمجتمع التجريبي يحتاج الى
مجموعتين إحداهما تجريبية واألخرى ضابطة ،والى تحقيق أقصى قدر من التجانس بين هاتين
المجموعتين واستخدام متغير تابع مقابل المتغير المستقل الذي يراد به معرفة فاعلية ،والذي
يستخدم فقط مع المجموعة التجريبية.
وفيها يضبط الباحث المتغيرات البيئية ويسمح فقط للمتغيرات التي يريد استكشاف العالقة بينها
بالتغير .بمثل هذه التجارب يمكن الكشف عن العالقة السببية بين المتغيرات،
تعرف المتغيرات المسببة باسم المتغيرات المستقلة
أما الظاهرة نفسها فتعرف باسم المتغير التابع
مثال :الذكاء متغير مستقل ،والتحصيل الدراسي متغير تابع.
22
جمع المعلومات او الحقائق المتعلقة بالمشكلة.
اختبار صحة الفروض بإجراء التجارب المختلفة
اكتشاف النظرية او وضع القانون.
تحقيق النتائج.
عيوب المنهج التجريبي:
ال يمكن استخدامه في جميع أنواع السلوك ،وخاصة إذا كان في التجربة ضرر على
األفراد.
الظروف االصطناعية التي تحدث فيها التجربة تختلف في بعض النواحي عن الظروف
الطبيعية فالموقف التجريبي مثال يؤثر على سلوك األفراد ،وهذا األمر يجب أن يؤخذ
في عين االعتبار عند تفسير النتائج أو تعميمها.
-4الدراسات اإلكلينيكية:
يمكن استخدام هذه الطريقة لدراسة ألعاب األطفال المشكلين أو األطفال اللذين يبدو أن النمو
عندهم قد انحرف عن خطه الطبيعي ،فاللعب يكشف حياة الطفل ،يكشف حياة الفرد ألنه في اللعب
يكشف عن دوافعه الشعورية والالشعورية فهو أداة ذات قيمة بالغة لتشخيص متاعب الطفل
النفسية وعالجه ،كما أنها وسيلة لدراسة االتجاهات النفسية عند هؤالء األطفال.
تحتوي على غرفة خاصة مجهزة بفتحات لها زجاج يتيح الرؤية من جانب واحد وتضم عرائس
ودمى تمثل أعضاء أسرة الطفل إلى جانب دمية تمثل الطفل نفسه كذلك دمى تمثل حيوانات وقطع
أثاث كالذي يوجد في البيوت وكميات من الرمال والماء ،ويترك الطفل المشكل يلعب على
حريته في حضور خبير نفسي يوجه له األسئلة ،كما يراقب هذا الخبير الطفل أحيانا دون أن
يشعر به هذا األخير .وللخبير حرية البقاء مع الطفل او تركه منفردا ،هنا تتاح للطفل فرصة
التنفس االنفعالي .األمر الذي يحقق عنه بعض من توتر وضيق وقلق ،فعلى سبيل المثال نجد أن
الطفل الذي يحمل الكراهية ألبيه قد أخذ الدمية التي تمثل األب ففصل رقبتها عن جسدها ثم حاول
دفنها في التراب وإخفائها وهكذا يعبر الطفل عن دوافعه الشعورية والالشعورية.
23
رابعاً -النمو من منظور اإلسالم :
لقد بيّن القرآن الكريم مراحل النمو اإلنسان منذ بداية الحمل حتى لحظة وفاته وذلك في اآليات
التالية :
قوله تعالى ...« :فَإنّا خَلَقْناكُمْ منْ تُراب ثُمَّ منْ نُطْفَة ثُمَّ منْ عَلَقَة ثُمَّ م ْ
ن مُضْغَة ُمخَلَّقَة وَ
ُم
جكُمْ طفْالً ث َّ
غَيْر ُمخَلَّقَة ل ُنبَيِّنَ لَكُ ْم َو نُقرُّ في ْاألَرْحام ما نَشاءُ إلى أَجَل مُسَمّى ثُمَّ ُنخْر ُ
ل َتبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَ م ْنكُمْ َمنْ يُ َتوَفّى وَ م ْنكُمْ مَنْ يُرَدُّ إلى أَرْذَل الْعُمُر لكَيْال يَعْلَمَ منْ َبعْد علْم
ُل َزوْج
ت َو أَنْ َبتَتْ منْ ك ِّ
ض هامدَةً فَإذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ َربَ ْ
شَيْئًا وَ تَرَى ْاألَرْ َ
بَهيج».
ن ويقول تعالى« :يا أَيُّهَا النُّاس إنْ ُكنْتُ ْم في َريْب منَ الْبَعْث فَإنّا خَلَقْناكُمْ منْ تُراب ث َّ
ُم م ْ
ن مُضْغَة ُمخَلَّقَة وغَيْر ُمخَلَّقَة لنُبَيِّنَ لَكُمْ ونُقرُّ في ْاألَرْحام ما نَشاءُ
نُطْفَة ثُمَّ منْ عَلَقَة ثُمَّ م ْ
إلى أَجَل مُسَمّى ثُمَّ ُنخْرجُكُ ْم طفْالً ثُمَّ لتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ومنْكُمْ مَنْ ُيتَوَفّى وم ْنكُمْ مَنْ ُيرَدُّ إلى
أَرْذَل الْعُمُر ل َكيْال َيعْلَمَ منْ بَعْد علْم شَ ْيئًا«….
ويقول تعالى ...« :ثُمَّ يُخْرجُكُمْ طفْالً ثُمَّ ل َتبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ ل َتكُونُوا شُيُوخًا«….
علی ذلك في ضوء القرآن الکريم يمر اإلنسان خالل عمره بعد الميالد بثالث مراحل عامة،
توصف المرحلة األولى بأنها مرحلة ضعف ،ثم تأتي مرحلة أخرى توصف بأنها مرحلة قوة،
واخيراً تأتي بعد مرحلة القوة مرحلة الضعف الثانية ،مصداقاً لقوله تعالى «:اهللُّ الَّذي خَلَقَكُ ْم منْ
شيْبَةً «….
ضَعْف ثُمَّ جَ َعلَ منْ َبعْد ضَعْف قُوَّةً ثُمَّ جَ َعلَ منْ َبعْد قُوَّة ضَعْفًا و َ
وقد اعتمد الباحث في تقسيم تلك المراحل على مراحل فرعية علی تقسيم مستنبط من القرآن
الکريم والسنة النبوية ،وبما يقره علماء علم النفس النمو وذلك علی النحو التالي :
مراحل النمو في القرآن:
لقد أشار القرآن الكريم إلى أطوار النمو الجنين منذ بداية الحمل حتى وقت الميالد وذلك في
مواضع متعددة منها :
قول تعالى »:يَ ْخلُ ُقكُمْ في بُطُون أ َّ
ُمهَاتكُمْ خَلْقًا من بَعْد خَلْق في ظُلُمَات ثَالث ذَلكُمُ اهللَُّ رَبُّكُمْ لَهُ
ك ال إلَهَ إالَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ« .
الْمُلْ ُ
تشير اآلية الکريمة إلی أن الجنين يمّر في بطن أمه علی عدة اطوار ومراحل متتالية بوصف
الظلمات.
ظُلمَات ثَالث» .أي:
خلْق في ُ
ُمهَاتكُمْ خَلْقًا منْ َبعْد َ قال ابن کثير في قوله تعالى« :يَ ْ
خلُقُكُمْ في بُطُون أ َّ
خلقكم طوراً من بعد طور.
24
خلْقًا منْ َبعْد خَلْق» أي :قدركم في
ُمهَاتكُمْ َ وجاء في تفسيره ،أيضاً لقوله تعالی« :يَ ْ
خلُ ُقكُمْ في بُطُون أ َّ
خلْق» أي :يكون أحدكم أوالً نطفة ،ثم يكون علقة ،ثم يكون مضغة ،ثم
خلْقًا منْ بَعْد َ
بطون أمهاتكم « َ
يخلق فيكون لحما وعظما وعصبا وعروقا ،وينفخ فيه الروح فيصير خلقا آخر« ،فَتَبَا َركَ اهللَُّ أَحْسَنُ
الْخَالقينَ ».
وقوله تعالی« :في ُ
ظُلمَات ثَالث» يعني :ظلمة الرحم ،وظلمة المشيمة -التي هي كالغشاوة والوقاية
على الولد -وظلمة البطن .كذا قال ابن عباس ،ومجاهد ،وعكرمة ،وقتادة ،وغيرهم .
ظُلمَات ثَالث» أي:
خلْق في ُ
ُمهَاتكُمْ خَلْقًا منْ َبعْد َ وجاء في تفسير قوله تعالي« :يَ ْ
خلُقُكُمْ في ُبطُون أ َّ
يخلقكم فى بطون أمهاتكم طوراً من بعد طور فى ظلمات ثالث :هي ظلمة البطن والرحم والمشيمة.
تأسيسا علی ذلک يحدد لنا القرآن الكريم معالم أطوار الجنين اإلنساني في مرحلة الحمل في عدة
مراحل وهي:
نطفة
علقة
مضغة مخلقة وغير مخلقة
عظام
لحم يكسو العظام
التسوية والتصوير (خلق آخر) والتعديل
نفخ الروح .
25
أ -مرحلة الرضاعة:
تعتبر مرحلة الرضاعة أهم مراحل الطفولة حيث يوضع فيها أساس نمو الشخصية فيما بعد،
وفي هذه الم رحلة والمرحلة التي تليها مباشرة ،يوضع فيها أساس الشخصية ،فإذا كانت عوامل
النمو سليمة ومواتية كان نمو الشخصية سويا .وتبدأ من لحظة خروج اإلنسان من بطن أمه إلی
نهاية السنة الثانية من الوالدة ،ويقسم علماء النفس مرحلة الرضاعة إلی مرحلتين فرعيتين
وهي:
مرحلة الوليد أو المهد :فتبدأ من الوالدة وحتى نهاية األسبوع الثاني ،وتعتبر مرحلة الوليد
تكملة لشهور الحمل التسعة وهي بذلك فترة انتقال تعد الطفل للتكيف مع العالم الخارجي.
فنراه يواجه صعوبات في التكيف للتنفس ،واإلخراج ،واالمتصاص والبلغ ..إلخ
مرحلة سنی المهد (الرضاعة) التي تمتد من األسبوع الثانی إلی نهاية السنة الثانية.
ب -مرحلة الطفولة:
مرحلة الطفولة المبكرة ( 6 – 2سنوات) :ويطلق عليها البعض اسم ما قبل المدرسة،
وتمتد من نهاية مرحلة الرضاعة حتى دخول المدرسة ،ويفضل البعض اسم مرحلة
الطفولة المبكرة.
مرحلة الطفولة المتوسطة ( 9 – 6سنوات) :يدخل الطفل في هذه المرحلة المدرسة
األساسية ،إما قادما من المنزل مباشرة أو منتقال إليها من رياض األطفال ،وتتميز هذه
المرحلة بشكل عام باتساع اآلفاق المعرفية واألكاديمية ،وتعلم المهارات الجسمية
الالزمة لأللعاب واألوان.
مرحلة الطفولة المتأخرة ( 12 – 9سنة) :تسمى هذه المرحلة بمرحلة ما قبل
المراهقة ،السلوك يصبح أكثر جدية ،وتتميز هذه المرحلة ببطء معدل النمو بالنسبة
لسرعته في المرحلة السابقة والمرحلة الالحقة ،يزداد التمايز بين الجنسين في هذه
المرحلة وتعلم مهارات الحياة والمعايير األخالقية والقيم وتكوين االتجاهات واالستعداد
لتحمل المسؤولية وضبط االنفعاالت وتعتبر هذه المرحلة من انسب المراحل لعملية
التطبيع االجتماعي.
ج -مرحلة المراهقة:
يطلق اصطالح المراهقة على المرحلة التي يحدث فيها االنتقال التدريجي نحو النضج البدني
والجنسي والعقلي والنفسي ،ويخلط البعض بين كلمة المراهقة وكلمة البلوغ ،ولكن ينبغي التميز
بينهما ،فلفظ المراهقة يعني التدريج نحو النضج الجنسي والجسمي والعقلي والنفسي ،حيث يقصد
بالبلوغ نضج األعضاء الجنسية.
مرحلة الشيخوخة. د -مرحلة الرشد.
26
الوحدة الرابعة :التعلم
مدخـل:
يعتبر التعلم المنطلق األساسي لدراسة علم النفس .وهو ضروري لفهم حقيقة العقل البشري.
ومنذ أن بدأ االهتمام بدراسة سلوك اإلنسان ،ظل التعلم وقضاياه موضع اهتمام الباحثين
والدارسين .وقد بلغ هذا االهتمام ذروته في أوائل القرن العشرين .فما هو التعلم إذاً؟ وما هي
شروطه؟ وما هي نظرياته؟
مفهوم التعلم:
إن التعلم أمر مألوف في حياتنا ،ولكن تعريفه تعريفا علميا ،يظل مسألة مثيرة للجدل .وقلما
نجد العلماء من يتفق مع غيره ،وذلك بسبب كثرة التعريفات واختالف النظريات.
فعرفه فثورندايك أنه" :سلسلة من التغيرات في سلوك اإلنسان".
أما جانييه فقد دعا إلى التمييز بين العوامل التي تتحكم فيها الوراثة إلى حد بعيد (كالنمو)
وبين العوامل التي هي في األساس نتاج التجربة البيئية (التعلم).
ووصف ثروب التعلم بأنه :مجموعة تغيرات تكيفية تحدث لسلوك المرء ،وهي في حصيلتها
تعبير عن خبرات في التالؤم مع البيئة.
وباختصار ،فإن التعلم عملية تغير سلوك اإلنسان بفعل الخبرة.
شروط التعلم:
أ ـ النضـج والتـدريب :إن النضج يتعلق بالنمو في بعض أجهزة الفرد الداخلية ،وبدون هذا
النمو ال يتأتى للجهاز القيام بوظيفته .بينما التدريب يتعلق بالتعلم؛ فتعلم اللغة عند اإلنسان ،يتوقف
على مدى تدريب هذا اإلنسان عليها ،ألن نضج جهازه الصوتي غير كاف إلحداث التعلم .لذا
فالنضج في الغالب ال يرتبط بالتعلم مباشرة ،ما لم يصاحبه تدريب ،أي التعلم.
ب ـ الـدافعيـة :يحدث التعلم في وضع (موقف) سيكولوجي معين ،بسبب وجود حالة من
التوتر لدى الفرد ،وبهدف نشاط التعلم إلى إشباع وخفض حالة التوتر الناتجة عن وجود دافع
معين عند الفرد .ومن هنا تأتي القاعدة السيكولوجية :ال تعلم بدون دافع.
ج ـ الممارسة :وهي تكرار أسلوب معين مع توجيه معزز ،فما يتم تعلمه يجب أن يمارس
حتى يثبت التعلم ،فال يمكن الحكم على حدوث التعلم إال إذا تكرر وحدث تحسن في األداء،
والممارسة تشمل جميع أساليب األنشطة سواء كانت تتعلق باكتساب
المهارات او المعلومات او المعارف او الخبرات او طريقة التفكير ويجبان يمارس المتعلم نشاطا
ذاتيا في تعلمها وأن يمارس الموقف التعليمي حتى يتحسن األداء مثل تعلم الكتابة وتعلم مهارات
الحاسب اآللي.
27
االتجاهات الرئيسة في دراسة التعلم.
تعريف االتجاه :اختلف علماء النفس في تصورهم لمفهوم االتجاه ،ونتج عن اختالف رؤيتهم
العديد من التعريفات نكتفي منها بخمسة:
االتجاه "حالة استعداد عقلي عصبي ،تنظم عن طريق الخبرة ،وتباشر تأثيراً موجهاً أو
ديناميكياً في استجابات الفرد نحو جميع الموضوعات أو المواقف المرتبطة بها".
االتجاه "تنظيم مكتسب ،له صفة االستمرار النسبي للمعتقدات التي يعتقدها الفرد ،نحو
موضوع أو موقف ،ويهيئه لالستجابة ،باستجابة تكون لها األفضلية عنده".
االتجاه "نزعة الفرد أو استعداده المُسبَق إلى تقويم موضوع ما أو رمز يرمز له بطريقة
معينة".
االتجاه درجة العاطفية اإليجابيَّة أو السلبيَّة المرتبطة بموضوع نفسي معين .ويقصد
بالموضوع النفسي أي رمز أو شعار أو شخص أو موضوع أو مؤسسة أو فكرة يمكن أن
يختلف الناس في عاطفتهم تجاهها إيجابياً أو سلباً.
االتجاه "استجابة غير ظاهرة نتيجة لحافز ،وتعد ذات مغزى اجتماعي في مجتمع الفرد".
أنواع االتجاهات :لقد تعدد وتنوعت االتجاهات إلى عدة أسس وهي كاآلتي:
كان بافلوف يقوم بدراسات على عملية الهضم عند الكالب في معمله ،والحظ ان الكلب يسيل
لعابه حين يوضع الطعام أمامه (تنبغي المالحظة هنا أن إفراز اللعاب في وجود الطعام هو
منعكس غير شرطي ،وهو خاصية وراثية تنتقل وراثيا).
صيغة االشتراط التقليدي :عندما تحدث مزاوجة أو اقتران بين مثير محايد غير قادر على انتزاع
االستجابة ،وبين مثير طبيعي منتج لتلك االستجابة لعدد من مرات االقتران أو المزاوجة يكتسب
المثير المحايد قوة المثير الطبيعي ،ويصبح قادرا على انتزاع نفس االستجابة التي ينتزعها المثير
الطبيعي غير الشرطي.
29
قوانين ثورنديك :يؤكد ثورنديك مبدأ التعلم من خالل الخبرة والممارسة والتجريب؛ أي أن الفرد
يتعلم السلوك المناسب من خالل الخطأ.
.3التعلم باالستبصار (الجشطلت):
معنى االستبصار :نوع من التحليل الشعوري والتحول الفجائي في إدراك المجال المحيط بنا.
معنى الجشطلت :كلمة ألمانية ليست عربية ،وتعني الشكل ،الصفة ،الكل ،النمط.
والتعلم باالستبصار هو :اإلدراك والفهم الفجائي لما بين أجزاء الموقف من عالقات ولما بين
هذه األجزاء والموقف الكلي من عالقات أيضاً لم يدركها الكائن الحي من قبل.
بعدما شاعت نظرية ثورنديك وذاع صيتها في الثلث األول من القرن العشرين وظهر كتاب
كوفكا (نمو العقل) ،واحتوى على نقد تفصيلي للتعلم بالمحاولة والخطأ كما رآه ثورنديك.
ولقد أيد هذا النقد وقواه ما أجراه كوهلر من تجارب على القردة وقد عرض هذه التجارب في
كتابه عقلية القردة الذي ظهر في عام 1925ولقد أبرز كوهلر في كتابه دور االستبصار في
التعلم واعتبره بديال للتعلم بالمحاولة والخطأ وإن لم ينكر إمكان حدوث األخير.
ومن المفيد أن نعرض هنا أن هناك نوعين من التجارب الذي تحدث عنهما كوهلر في كتابه،
وهذان النوعان هما:
التجربة األولى :تجارب مشكالت الصندوق ،حيث وضع الشمبانزي في القفص ،وكان الطعام
(موزة) معتمة في سقف القفص بحيث ال يمكن الوصول إليه مباشرة وفي ركن القفص وضع
الصندوق ...........ألخ
التجربة الثانية :تجارب مشكالت العصا ،حيث وضع كوهلر داخل القفص عصاتين قصيرتين
ال تكفي الواحدة منهما لجذب الطعام ،وإنما يمكن إدخال أحدهما في طرف األخرى لعمل
عصا طويلة ....... ،ألخ
خالصة تجارب كوهلر:
أوال :أن الوصول إلى الحل يأتي فجأة نتيجة ما يسمى باالستبصار.
ثالثا :متى ما توصل الحيوان إلى الحل عن طريق االستبصار فإنه يمكنه أن يكرره بسهولة.
30
رابعا :أن الحل الذي يصل إليه الحيوان عن طريق االستبصار يمكن أن يطبق في المواقف
الجديدة.
وه ي نظرية تقول بأن الناس يتعلمون سلوكيات جديدة عن طريق التعزيز أو العقاب
الصريحين ،أو عن طريق التعلم بمالحظة المجتمع من حولهم.فحين يرى الناس نتائج إيجابية
ومرغوبة للسلوك الذي يالحظونه (من قبل غيرهم) ،تزداد احتمالية تقليدهم ،ومحاكاتهم ،وتبنيهم
لهذا السلوك.
اهتم باندورا وولترز بالتميز بين اكتساب استجابات المحاكاة وأدائها ،دون أن يتم تحديد
وتحليل اآلليات الالزمة للتعليم بالمالحظة (التعلم).
وتنص نظرية التعلم اإلدراكي االجتماعي لباندورا على وجود أربع مراحل جوهرية تساهم
في عملية التعلم بالمالحظة :االنتباه ،الحفظ /االستذكار ،البدء /الحركة ،التحفيز.
31
الوحدة الخامسة :التقويم والقياس النفسي
-عرفه (دره والصباغ) بأنها :عملية إصدار حكم على أداء وسلوك العاملين في العمل.
-كما عرفه (بيتش) :بأنه التقويم المنظم للفرد مع احترام أدائه في العمل وكوامنه للتطوير.
-وعرفه (سيزليقي وولنس) :بأنه العملية التي بواسطتها تحصل المنظمة على التغذية
العكسية لفعالية موظفيها.
-وعرفها (عبيد) :بأنها تحليل وتقييم أداء العاملين لعملهم ومسلكهم فيه وقياس مدى
صالحيتهم وكفاءتهم في النهوض بأعباء الوظائف الحالية التي يشغلونها وتحملهم
لمسؤولياتها وإمكانيات تقلدهم لمناصب بوظائف ذات مستوى أعلى وذلك بالنظر إلى أداء
الحالي للعاملين وقدراتهم المستقبلية.
ويمكن تعريفه في التعليم بأنه :استخدام مجموعة من األساليب واألدوات التقويمية للتعرف
على مدى تعلّم الطالب واكتسابهم للمعارف والمهارات المضمّنة في محتوى المنهج ،ثم
إصدار قرارات تعمل على تحسين ذلك التعلم أو تعزيزه بما يحقق األهداف التعليمية
المحددة.
فهو يتضمن جانبين يكمل أحدهما اآلخر ويمثالن أغراض تقويم التعلم ،وهماً :التشخيص،
والتحسين.
-1التقويم القبلي :ويتم قبل بداية دراسة محتوى المقرر الدراسي ،لتحديد نقطة البداية لكل
متعلم ،ووضعه في المستوى المناسب له ،ولتحديد مدى استعداد المتعلمين لتعلم وحدة معينة أو
مقرر معين ،وهل لدى المتعلم القدرات والمهارات السابقة والالزمة لتعلم هذه الوحدة أو المقرر.
-2التقويم البنائي :ويسمى ايضاً (التكويني ،والمستمر) وهو الذي يطبق في أثناء تنفيذ العملية
التعليمية ،حيث يبدأ مع بداية عملية التعليم ويستمر معها ،ويفيد هذا النوع من التقويم في إعطاء
التغذية الراجعة التي تمكن المتعلم من التعرف على مدى قربه من مستوى اإلتقان وبعده عنه،
وبذلك يتسنى له تعديل المسار أو تعزيزه.
32
-3التقويم البعدي :ويسمى أيضاً (النهائي ،التجميعي ،اإلجمالي ،الختامي ،الشامل) ،ويكون في
نهاية عملي ة التعلم ،أي بعد االنتهاء من دراسة وحدة أو مقرر معين ،أو في نهاية العام أو الفصل
الدراسي.
االختبارات التحصيلية :وتعد من أكثر أساليب تقويم الطالب استخداماً ،ولها عدد من األنواع.
االختبارات التحصيلية
أسئلة اإلجابات المقيّدة :وهي األسئلة ذات اإلجابة المحددة والقصيرة ،مثل أسئلة( :عدد،
عرف ،أذكر.)...
أسئلة اإلجابات غير المحدودة :وهي األسئلة التي تحتاج إلى كتابة إجابة مقالية توضيحية،
مثل أسئلة( :اشرح ،وضح ،علل.)...
35
-1مفهومها:
هي تلك االختبارات ذات اإلجابة المغلقة ،والتي ال تسمح بأن يكون لرأي المصحح الذاتي أي
دور في تقدير عالمة المفحوص ،وذلك بسبب أن الجواب على كل فقرة من فقراته محدد تماماً
بحيث ال يختلف في تصحيحه أو تدقيقه اثنان ،ولها مميزات متعددة ،منها:
36
خطئها ،ويطلب من الفحوص تحديد ما إذا كانت هذه المعلومة صحيحة أو خاطئة ،وذلك بوضع
إشارة معينة في المكان المعد للجواب.
وتزداد دقة السؤال ويقل أثر التخمين كلما زاد عدد البدائل ،بشرط أن تكون جذابة للمتعلمين
الضعاف ،ومن األفضل أن يكون عدد البدائل في :المرحلة االبتدائية ثالثة بدائل ،وفي المتوسطة
يتراوح بين الثالثة واألربعة ،وفي المرحلتين الثانوية والجامعية بين األربعة والخمسة بدائل.
37
وينبغي عند إعدادها مراعاة ما يأتي:
أن يحتوي أصل السؤال على مشكلة محددة تماماً.
أن يكون السؤال مختصراً.
اشتمال رأس السؤال على كل الكلمات التي يمكن أن تتكرر في البدائل.
أن تكون كل البدائل متجانسة في محتواها ومرتبطة بمجال المشكلة.
أن تكون المصطلحات المستخدمة في البدائل معروفة كلها لدى المتعلمين.
أن يكون كل بديل مناسب ًا لغويًا ألصل السؤال.
أال يكون طول أو قصر البدائل مؤشرا على اإلجابات الصحيحة.
االهتمام بتغيير موضع اإلجابة الصحيحة في البدائل عشوائياً.
يقوم المعلم في هذا النوع من األسئلة بكتابة كلمات ،أو جمل ،أو عبارات ،أو أرقام ،أو
أحداث ،أو وقائع بدون ترتيب ،ويطلب من الطالب إعادة ترتيبها حسب ما يراه مناسباً ،فقد يطلب
ترتيب األحداث تصاعدياً ،أي من القديم إلى الحديث ،وقد يطلب العكس ،وفي األرقام قد يطلب
إعادة ترتيبها من األصغر إلى األكبر ،أو العكس ،ثم يعيد كتابتها مرتبة.
هذا النوع من األسئلة يفيد الطالب في الفهم المتتابع لألحداث ،كما يفيده في سرعة
البديهة ،خاصة عند التعامل مع األرقام الكبيرة ،السيما أن الوقت الذي يُتاح لمثل هذه األسئلة
الموضوعية في الغالب يكون محدوداً ،في حين يكون عدد األسئلة كبيراً.
38
مثال:
.16 ، 12 ، 10 ، 19 ، 6 ، 14 ، 22 ، 5 ، 7 ، 3
مثال آخر:
جهاد أفغانستان ،موقعة ذات السالسل ،معركة اليرموك ،موقعة بدر الكبرى ،فتح األندلس،
فتح مكة المكرمة.
االختبارات العملية :تعتبر من االختبارات التي الضرورية والتي انتشرت في وقتنا الحاضر
بشكل كبير ،حيث إنّها تعتبر مقياساً ألداء الشخص وقدرته على إتقان ما تعلمه في المادة النظرية،
حيث تحدّد مهارة الشخص وقدرته على اإلنتاج العملي .وهنا بعض التخصّصات أو المواد التي
تستلزم االختبارات العملية:
39