You are on page 1of 14

‫العدد الثالث (مارس‪)2016‬‬ ‫رللة البشائر االقتصادية‬

‫جدلية القيمة‬
‫بين الفكر االقتصادي والفكر المالي‬
‫أ‪ .‬براينيس عبد القادر‬ ‫مواعي بحرية‬
‫جامعة عبد الحميد بن باديس‪-‬مستغانم‪-‬الجزائر‬ ‫(طالبة دكتوراه)‬
‫جامعة حسيبة بن بوعلي‪-‬الشلف‪ -‬الجزائر‬

‫ملخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص‬
‫إف مفهوـ القيمة لو أعلية بالغة يف تأسيس الفكر االقتصادي ‪ ،‬فالقيمة كمفهوـ القت جدال واسعا بشأف ربديد‬
‫ماىيتها‪ ،‬أبعادىا و ما ىو ادلقصود هبا‪ ،‬فهل ىي مفهوـ مطلق كباقي ادلفاىيم االخرى يف الفكر االقتصادي‪ ،‬أـ‬
‫مفهوـ نسيب ال ؽلكن الوصوؿ إُف ربديده بشكل دقيق؛ ويعود مفهوـ القيمة إُف زمن قدمي جدا حيث مت االنتقاؿ‬
‫بإشكالية القيمة من الفكر االقتصادي إُف الفكر احملاسيب و ادلاِف‪ .‬إف اذلدؼ من ىذه الورقة البحثية ىو إبراز مدى‬
‫أعلية القيمة يف العديد من التخصصات‪ ،‬ىذا باإلضافة إُف إبراز ضرورة توجو ادلؤسسات إُف ظلوذج التسيَت بالقيمة‬
‫ادلالية كمقاربة حديثة ترتكز على خلق القيمة أي تعظيم ثروة ادلالؾ اليت أصبحت بديال للمفهوـ الكالسيكي يف‬
‫ثنايا النظرية ادلالية ادلعاصرة‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬القيمة‪ ،‬النظرية ادلالية ‪ ،‬التسيَت بالقيمة‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The concept of value has its importance in the establishment of economic‬‬
‫‪thoughts. Value as a concept had faced a lot of wide arguments to determine its‬‬
‫‪definition, dimensions and what is meant by. Does it have its absolute‬‬
‫‪understanding like others in economic thoughts? OR is it just an unreached and‬‬
‫‪inaccurate proportional concept. The concept of value was related back to ancient‬‬
‫‪times. It moves from economic thoughts to accounting and finance.‬‬
‫‪The aim of this paper is to highlight the importance of value in many disciplines. In‬‬
‫‪addition, to highlighting the needs to guide institutions to management based value‬‬
‫‪form as modern approach based on value creation which maximize the wealth of‬‬
‫‪the owners which became the alternative of Classic profit concept in the folds of‬‬
‫‪contemporary financial theory.‬‬
‫‪Keywords: value, financial theory, Value management.‬‬

‫‪85‬‬
‫العدد الثالث (مارس‪)2016‬‬ ‫رللة البشائر االقتصادية‬

‫المقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫لقد تبلور علم االقتصاد على فكر عميق وواسع مسي بالفكر االقتصادي الذي كاف أساس تشكيلو "القيمة"‪،‬‬
‫ىذا ادلصطلح الذي أساؿ حرب العديد من الباحثُت وادلفكرين يف سلتلف اجملاالت على مر العصور وحىت ىذا‬
‫العصر‪ ،‬فالقيمة كمصطلح ظهرت بظهور احلاجة إُف ادلبادلة‪ ،‬أي مبادلة السلع ببعضها‪ ،‬فربزت بذلك إشكالية‬
‫القيمة القائمة على أساس ادلبادلة‪ ،‬حبيث كاف من الضروري معرفة الشيء الذي غلعل السلع متساوية عند تبادذلا‪،‬‬
‫فأثَت بذلك جدؿ كبَت وتشعبت الرؤى والتوجهات بشأف حل ىذا اللغز‪.‬‬
‫وقد انتقل موضوع القيمة بُت ادلدارس الفكرية االقتصادية‪ ،‬إذ حاولت كل مدرسة معاجلة ىذا ادلوضوع بطريقة‬
‫سلتلفة بعد أف قطعت شوطا كبَتا على يد فالسفة اإلغريق وكدا فالسفة القروف الوسطى؛ واجلدير بالذكر‪ ،‬أف‬
‫موضوع القيمة عرؼ بزوغ فجر جديد على يد أدـ مسيت مؤسس ادلدرسة الكالسيكية‪ ،‬وأشرؽ على يد كارؿ‬
‫ماركس‪ ،‬ليستقر على يد احلديُت بقيادة ألفريد مارشاؿ حيث اكتملت معاَف نظرية القيمة بعد حل "لغز القيمة"‬
‫لكن‪ ،‬ىذا ال يعٍت أف القيمة كمفهوـ توقفت عند ىذا احلد‪ ،‬بل اتسعت رقعتها لتشمل رلاالت أخرى كانت ذات‬
‫صلة باالقتصاد‪ ،‬فبعد معرفة أف العمل االجتماعي ىو الذي غلعل السلع متساوية عند مبادلتها‪ ،‬وبعد ربديد الفرؽ‬
‫بُت "القيمة" و "السعر" ظهرت احلاجة إُف النظر يف مسألة تثمُت شلتلكات أصحاب ادلؤسسات وادلصانع‪ ،‬أي‬
‫ربديد قيم أصوؿ ادلؤسسات ليتطور األمر إُف ضرورة ربديد قيمة ادلؤسسة نفسها وقد كانت النظرية ادلالية ادلستوحاة‬
‫من النظرية النيوكالسيكية جديرة بتسليط الضوء على مفهوـ القيمة يف شقو ادلاِف‪.‬‬
‫وقد نالت القيمة حقال واسعا من النقاش واجلدؿ على صعيد الفكر ادلاِف ؽلكن القوؿ أنو كاف بنفس القدر الذي‬
‫حظيت بو على صعيد الفكر االقتصادي مع اختالؼ طبعا فحوى النقاش‪ .‬فالنظرية ادلالية عاجلت القيمة ادلتعلقة‬
‫دبوارد ادلؤسسة نفسها‪ ،‬أصوذلا ادلادية وادلالية حيث أصبح مفهوـ تعظيم ثروة ادلالؾ بديال مطلقا دلفهوـ الربح‪ ،‬إذ‬
‫يرتبط مفهوـ تعظيم ثروة ادلالؾ ارتباطا وثيقا بالقيمة اإلصبالية للمؤسسة‪ ،‬فخلق الثروة للمساعلُت ال ؽلكن أف يتحقق‬
‫إال إذا مت العمل على تعظيم قيمة السهم‪ .‬يف ىذا السياؽ ظهر اذباه حديث عرؼ دبدخل التسيَت بالقيمة ادلالية‬
‫الذي يرتكز على مقاربة خلق القيمة للمساعلُت واليت تعٍت أف تكوف العوائد احملققة أكرب من تكاليف رؤوس األمواؿ‬
‫ادلستثمرة من طرؼ ادلساعلُت‪.‬‬
‫اإلشكالية‬
‫بعد ىذا الطرح‪ ،‬ؽلكن صياغة إشكالية ىذه الورقة البحثية يف السؤاؿ ادلواِف‪:‬‬
‫‪ -‬كيف تم االنتقال بإشكالية القيمة من الفكر االقتصادي إلى الفكر المالي من خالل مفهوم خلق القيمة؟‬
‫يتفرع ىذا السؤاؿ الرئيسي إُف أسئلة فرعية تبلورت يف النقاط ادلوالية‪:‬‬

‫‪86‬‬
‫العدد الثالث (مارس‪)2016‬‬ ‫رللة البشائر االقتصادية‬

‫‪ -‬ما ىو مفهوـ عند أىم مدارس الفكر االقتصادي ؟‬


‫‪ -‬كيف عاجلت النظرية ادلالية موضوع القيمة؟‬
‫‪ -‬ما ىي التوجهات احلديثة دلوضوع القيمة؟‬
‫األهداف‬
‫لعل أف اذلدؼ من ىذه الورقة ىو يف أوؿ ادلطاؼ الوقوؼ على أعلية القيمة كمفهوـ كاف زلورا رئيسيا يف‬
‫تأسيس الفكر االقتصادي‪ ،‬باإلضافة إُف أىداؼ أخرى أعلها مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬إبراز التشعبات اليت على أساسها تبقى القيمة كمفهوـ نسيب؛‬
‫‪ -‬إبراز قدرة نظرية القيمة على الفصل بُت السعر والقيمة؛‬
‫‪ -‬التأكيد على أف النظرية ادلالية عنيت دبوضوع القيمة منذ البداية؛‬
‫‪ -‬التأكيد على أف التسيَت بالقيمة ادلالية البد أف يكوف اعتقإذا راسخا وليس رلرد منهج يتبع من طرؼ‬
‫ادلؤسسات‪.‬‬
‫األهمية‬
‫تكمن أعلية ىذه الورقة يف تسليط الضوء على األسس اليت من خالذلا مت االنتقاؿ بالقيمة من الفكر‬
‫االقتصادي إُف الفكر ادلاِف‪ ،‬األمر الذي جعل النقاش حوؿ موضوع القيمة يستمر إُف الوقت الراىن بآفاؽ جديدة‬
‫سبثل رىانات النمو واالستمرار بالنسبة للمؤسسات يف أسواؽ مالية معودلة‪.‬‬
‫المنهجية‬
‫دلعاجلة ما اكتنفتو ىذه الورقة مت االعتماد على ادلنهج الوصفي التحليلي الذي يقوـ على أساس‬
‫الوصف ادلنظم للحقائق واخلصائص ادلتعلقة بظاىرة أو مشكلة زلددة بشكل عملي‪.‬‬
‫الخطة‬
‫يف زلاولة اإلجابة عن سؤاؿ اإلشكالية الريسي سيتم معاجلة موضوع ىذه الورقة من خالؿ التطرؽ لثالث زلاور‬
‫رئيسية ىي‪ - :‬القيمة يف الفكر االقتصادي؛‬
‫‪ -‬القيمة يف الفكر احملاسيب؛‬
‫‪ -‬القيمة يف الفكر ادلاِف‪.‬‬
‫‪ .1‬القيمة في الفكر االقتصادي‬
‫لقد تعددت ادلدارس اليت عاجلت موضوع القيمة‪ ،‬مشكلة بذلك حقال المتناىيا للدراسة عرب الزمن‪ ،‬وسيتم فيمايلي‬
‫إغلاز مراحل تطور مفهوـ القيمة عرب سلتلف التيارات اليت شكلت لب الفكر االقتصادي‪:‬‬

‫‪87‬‬
‫العدد الثالث (مارس‪)2016‬‬ ‫رللة البشائر االقتصادية‬

‫‪ .1.1‬القيمة في العصر القديم بين أفالطون وأرسطو (القرن ‪ 15-14‬ق‪.‬م)‬


‫لقد تطرؽ كل من أفالطوف وأرسطو إُف مفهوـ القيمة يف ىذه الفًتة‪ ،‬فقد عاًف أفالطوف ىذا ادلفهوـ من خالؿ‬
‫تفسَته لعملية التبادؿ بُت الناس‪ ،‬وبالتاِف‪ ،‬فالقيمة تكشف عن نفسها عند التبادؿ باعتباره عالقة اجتماعية بُت‬
‫األفراد تتجسم ماديا يف تبادؿ السلع‪ ،‬وىي تكشف عن نفسها يف شكل معُت ىو قيمة ادلبادلة )كنسبة بُت‬
‫قيمتُت) ‪ 1‬ومع ذلك َف يستطع أفالطوف إدراؾ قيمة السلعة أو ربديدىا ‪.2‬‬
‫أما أرسطو فقد عاًف مفهوـ القيمة بشكل سلتلف‪ ،‬إذ أنو يرى أف للسلعة قيمة استعمالية وقيمة تبادلية‪ ،‬وجعل‬
‫التبادؿ مشروط بالتساوي بُت السلع‪ ،‬لكن أرسطو مثل أفالطوف َف يستطع إدراؾ ما ىو الشيء الذي غلعل السلع‬
‫متساوية‪.3‬‬
‫‪ .2.1‬القيمة عند ابن خلدون (القرن ‪ 15-14‬ب‪.‬م)‬
‫لقد سبق ابن خلدوف (‪ (1406 -1332‬وىو من معاصري عهد اجملتمع اإلقطاعي يف معاجلتو دلوضوع القيمة‬
‫مفكري عصره ومن خلفوه‪ ،‬إذ أنو تعرض ذلذا ادلوضوع يف مقدمتو‪ 4‬معتربا أف كل رزؽ ثروة إظلا يتكوف نتيجة السعي‬
‫والعمل‪ ،‬فالعمل إذف يف نظر ابن خلدوف ىو مصدر القيمة‪ ،‬ويفهم من قولو أف ادلنفعة شرط للقيمة‪ ،‬أي أنو لكي‬
‫تكوف للسلعة قيمة يتعُت أف تكوف مطلوبة اجتماعيا ‪.5‬‬
‫‪ .3.1‬القيمة في المدرسة التجارية (القرن ‪)17‬‬
‫لقد علق التجاريوف أمثاؿ جاف بودف )‪ Jean BODIN (1596-1530‬انتواف دي مونتكريتياف ‪Antoine‬‬
‫)‪ de MONTCHRETIEN (1621-1576‬ولياـ بييت ‪ (1687-1623) William PETTY‬توماس‬
‫ماف )‪ Thomas MUN (1621‬وغَتىم‪ ،‬أعلية كربى على الدىب و الفضة باعتبارعلا عماد ثروة األمة‪ 6‬ولذلك‬
‫كانوا يروف أف قيمة البضاعة تظهر يف رلاؿ التداوؿ وهبدا فقد تأخروا كثَتا يف تفسَت دلفهوـ القيمة ‪.7‬‬
‫‪ .1.1‬القيمة في المدرسة الطبيعية ( نهاية القرن ‪ 17‬وبداية القرن ‪)18‬‬
‫لقد آمن الفيزيوقراطيوف وعلى رأسهم فرنسوا كيناي )‪ (1774-1694‬أف الثروات زبلق يف رلاؿ اإلنتاج وىي‬
‫مصدر القيمة ‪ ،8‬وقد اعتربوا أف مصدر الثروة ىو الناتج الصايف الذي تقدمو الزراعة فقط ‪ 9‬بالتاِف فإف القيمة تأيت‬
‫من العمل يف الزراعة فقط‪ ،‬و هبدا فقد زبللت نظرية كيناي بعض النواقص‪ ،‬إذ أعلل أف القيمة زبلق أيضا يف رلاؿ‬
‫الصناعة وغَتىا من السلع اليت تنتج يف اجملاؿ ادلادي ‪.‬‬
‫‪ .5.1‬القيمة في المدرسة الكالسيكية (القرن ‪)19-18‬‬
‫أ‪ .‬القيمة عند آدم سميت‬
‫لقد تطرؽ أدـ مسيت )‪ (1790-1723‬لنظرية القيمة يف كتابو ثروة األمم سنة ‪ 1776‬وحدد للسلعة معنيُت ‪: 10‬‬

‫‪88‬‬
‫العدد الثالث (مارس‪)2016‬‬ ‫رللة البشائر االقتصادية‬

‫‪ -‬المعنى األول‪ :‬ادلادة ادلفيدة‪ ،‬فلكي تكوف للبضاعة قيمة البد أف تكوف نافعة اجتماعيا (إشباع حاجة ما)‪.‬‬
‫‪ -‬المعنى الثاني‪ :‬أف يكوف ذلا صفة إمكانية احلصوؿ على مواد أخرى حبيث تتمكن من امتالؾ ىذه ادلادة‪.‬‬
‫ىدا معناه أف للبضاعة قيمتُت‪ ،‬قيمة استعمالية وقيمة تبادلية‪ ،‬وقد واجو مسيت يف ذلك لغزا كبَتا كاف دبثابة الشرارة‬
‫األ وُف اليت شكلت حقل اجلدؿ حوؿ مفهوـ القيمة‪ ،‬حيث الحظ مسيت أنو كثَتا ما زبتلف قيمة االستعماؿ عن‬
‫قيمة ادلباد لة‪ ،‬إذ أف السلعة اليت تتمتع بقيمة كبَتة يف االستعماؿ قد ال تتمتع إال بقيمة زىيدة يف ادلبادلة‪ ،‬والعكس‬
‫صحيح‪ ،‬غَت أف مسيت َف يقف لتمحيص العالقة بُت ادلنفعة والقيمة‪.‬‬
‫ىذا ما جعل مسيت ػليد عن التفسَت الصحيح للقيمة وقاده ذلك إُف الوقوع يف التناقض والتمس تفسَت القيمة يف‬
‫عوامل أخرى كامنة يف السلعة مثل كمية العمل ونفقة اإلنتاج ‪ 11‬كما اعترب أدـ مسيت أف القيمة والسعر الطبيعي‬
‫(سعر السوؽ) للسلعة علا شيء واحد باعتبار أف سعر البضاعة ربدده ادلنافسة أو سعر النفقات‪ ،‬إذ يًتجم سعر‬
‫النفقات باألجور‪ ،‬الربح‪ ،‬والريع‪. 12‬‬
‫ب‪ .‬القيمة عند دافيد ريكاردو‬
‫لقد عرؼ دافيد ريكاردو قيمة السلعة بأهنا " العمل الضروري ادلصروؼ يف إنتاجها وليس العمل الذي ؽلكن‬
‫شراؤه هبذه البضاعة" ‪13‬كما تعرض ريكاردو إُف شيء جد ىاـ يف نظرية القيمة‪ ،‬وىو ضرورة التفرقة بُت القيمة‬
‫والسعر إذ يشمل السعر‪- :‬أجر العمل ادلباشر الذي بذؿ يف احلاضر؛‬
‫‪ -‬أجر العمل غَت ادلباشر (ادلخزف) الذي بذؿ يف ادلاضي‪،‬‬
‫‪ -‬فائض القيمة وىو يشمل فائض الربح‪.‬‬
‫وهبذا يكوف ريكاردو قد فصل بُت نظرية القيمة ونظرية سعر السوؽ‪ ،‬باعتبار أف قوة الطلب تؤثر يف السعر فتجعلو‬
‫‪14‬‬
‫ينحرؼ عن القيمة‬
‫‪ .6.1‬القيمة في المدرسة الماركسية (نهاية القرن ‪)22‬‬
‫لقد بدأ كارؿ ماركس )‪ (1883-1818‬معاجلتو دلسألة القيمة بنقد موضوع ومنهج االقتصاد السياسي‬
‫الكالسيكي‪ ، 15‬إذ وبعد ربليل عميق يرى ماركس أنو من الضرورري التفرقة بُت ‪:16‬‬
‫‪ -‬العمل وقوة العمل‬
‫‪ -‬العمل ادللموس والعمل اجملرد‬
‫‪ -‬القيمة االستعمالية والقيمة‬

‫‪89‬‬
‫العدد الثالث (مارس‪)2016‬‬ ‫رللة البشائر االقتصادية‬

‫وهبذا‪ ،‬يكوف ماركس قد فسر القيمة من شقيها الكمي والكيفي‪ ،‬فمن الناحية الكيفية تتميز السلع خباصية مشًتكة‬
‫ذبعلها قابلة للتبادؿ بينها رغم اختالؼ قيم استعماذلا‪.‬‬
‫أما من الناحية الكمية سبثل كل سلعة جزءا من العمل االجتماعي اجملرد‪ ،‬فمقدار القيمة يقاس بكمية العمل‬
‫الالزـ اجتماعيا إلنتاج السلعة‪ ،‬وىو يؤكد ذلك بقولو " تظهر قيمة التبادؿ أوال كعالقة كمية وكدرجة يتم فيها‬
‫‪17‬‬
‫تبادؿ قيم استعماؿ أنواع سلتلفة بُت بعضها البعض"‬
‫وقد راح كارؿ ماركس إُف أبعد من ذلك عندما بُت أف فائض القيمة أو ما يسميو بالقيمة الزائدة ‪18‬ىي نتاج قوة‬
‫العمل وليس عملية العمل‪ ،‬وىذا ما عجزت ادلدرسة الكالسيكية عن الوصوؿ إليو بسبب اخلطأ يف ادلطابقة بُت‬
‫العمل وقوة العمل وعدـ اكتشاؼ قوة العمل باعتبارىا بضاعة تشكل صفقة بُت العامل ورب العمل ‪.19‬‬
‫‪ .7.1‬القيمة في المدرسة النيوكالسيكية (نهاية القرن ‪ 19‬وحتى منتصف القرن ‪) 22‬‬
‫لقد تبلور الفكر النيوكالسيكي على يد كتاب اجليل األوؿ من احلديُت‪ ،‬أعلهم ستانلي جيوفنز يف إصلليًتا‪،‬‬
‫وكارؿ منجر يف النمسا‪ ،‬وليوف فالراس بفرنسا‪ ،‬وازداد ىذا الفكر اكتماال على يد كتاب اجليل الثاين‪ ،‬أشهرىم‬
‫ألفريد مارشاؿ‪ ،20‬إذ حاوؿ ىذا األخَت تفسَت القيمة عن طريق اجلمع بُت االذباه الكالسيكي واالذباه احلديث‬
‫دلفهوـ القيمة‪.‬‬
‫لقد حدد ألفريد مارشاؿ قيمة السلعة عن طريق تفسَته لتشكيل األسعار‪ ،‬حيث اعترب أف العامل األساسي‬
‫احملدد للسعر ىو الطلب على البضائع‪ ،‬وأف الطلب بدوره يتحدد بادلنفعة احلدية‪ ،‬وذلك يف الفًتة القصَتة األجل‬
‫من اإلنتاج‪ ،‬ويكوف ألفريد مارشاؿ‪ ،‬قد أخذ ىنا بنظرية ادلنفعة احلدية؛ وإذا كانت الفًتة متوسطة األجل حيث‬
‫ؽلكن إد خاؿ عناصر جديدة إُف اإلنتاج ‪ ،‬فيعترب ألفريد أف تكاليف اإلنتاج ىي اليت ربدد السعر ويتوازف العرض‬
‫والطلب‪ ،‬وهبذا يكوف قد أخذ يف ىذه احلالة بنظرية نفقات اإلنتاج‪. 21‬‬
‫‪ .2‬القيمة في الفكر المحاسبي‬
‫لقد عاًف الفكر احملاسيب مفهوـ القيمة من خالؿ أدوات القياس احملاسيب اليت يتم اعتمادىا حلساب تكلفة‬
‫األصوؿ وفق مدخل زمٍت‪ ،‬إذ ؽلكن التمييز يف ىذا الصدد بُت طرؽ التقييم التالية ‪: 22‬‬
‫‪ .1.2‬التقييم على أساس التكلفة التاريخية‬
‫إف التكلفة التارؼلية مصطلح يعرب عن الثمن الذى دفع للحصوؿ على السلعة سابقاً باإلضافة إُف سائر التكاليف‬
‫الىت أنفقت عليو حىت بدء استخدامو واالنتفاع بو‪ ،‬ويرى البعض أف ىذه القيمة ربدد بطريقة موضوعية دبعٌت أف ال‬
‫دخل للتقدير الشخصى ىف ربديدىا فكل ما أنفق للحصوؿ على األصل مت فعال وتتوفر لو مستندات ؽلكن التأكد‬
‫منها‪ ،‬وبالتاُف ال ؼلتلف ىف ربديدىا أحد وال ربتاج إُف خبَت‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫العدد الثالث (مارس‪)2016‬‬ ‫رللة البشائر االقتصادية‬

‫‪ .2.2‬طريقة القيمة الجارية‬


‫وتقوـ ىذه الطريقة عل إعادة تقييم األمواؿ واألصوؿ ىف الوقت احلاضر‪ ،‬وىنا يتطلب األمر إما وجود سوؽ‬
‫ذلذه السلعة أو األصل حبالتو الىت ىو عليها‪ ،‬أو وجود خبَت مقيم إلعادة التقييم ىف ضوء ما حدث من تغيَت يف‬
‫القوة الشرائية للنقود وأحواؿ األسواؽ‪ ،‬وتوجد عده طرؽ فرعية لتحديد ىذه القيمة اجلارية من أعلها القيمة البيعية‪،‬‬
‫القيمة االستبدالية‪ ،‬وطريقة األرقاـ القياسية‪.‬‬
‫‪ .3.2‬طريقة القيمة الحالية‬
‫تقوـ ىذه الطريقة على الربط بُت قيمة األصل وصاىف ادلنافع ادلتوقػع احلصػوؿ عليهػا منػو يف ادلسػتقبل وذلػك طبقػا دلػا‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يػػتم تقػػدير ادلنػػافع ادلتوقعػػة مػػن األصػػل يف صػػورة اإليػػرادات الػػيت ؽلكػػن احلصػػوؿ عليهػػا مػػن اسػػتخداـ األصػػل طػواؿ‬
‫باقي عمره اإلنتاجي‪.‬‬
‫‪ -‬يتم تقدير ادلصروفات الالزمة للحصوؿ على ىذه اإليرادات‪.‬‬
‫‪ -‬يتم تقدير القيمة احلالية لصاىف اإليرادات باستخداـ معدؿ الفائدة السائد على القروض ىف اجملتمع‪.‬‬
‫باإلضافة إُف ذلك فقد استخدـ مفهوـ القيمة العادلة كطريقة لتقدير قيمة أصوؿ ادلؤسسة يف القرف التاسع عشر‬
‫وبداية القرف العشرين بشكل كبَت‪ ،‬وظل معموال بو حىت ‪ 25‬سنة مضت‪ ،‬حيث مت الرجوع عنها بسبب إساءة‬
‫استخدامها يف التالعب باألرقاـ احملاسبية عند إعداد التقارير ادلالية ‪.23‬‬
‫وقد عاد االىتماـ دبحاسبة القيمة العادلة من جديد يف بداية الثمانيينات من القرف ادلاضي إُف عوامل عدة‪ ،‬أعلها‬
‫اطلفاض القوة الشرائية لوحدة النقد شلا أدى إُف الزيادة يف األسعار‪ ،‬وظهور التضخم الذي انعكس على القيم‬
‫االستبدالية لألصوؿ‪.‬‬
‫‪ .3‬القيمة في الفكر المالي‬
‫لقد كاف أوؿ ظهور للمفهوـ األساسي للقيمة يف النظرية ادلالية على يد الباحث وليامس ‪ Williams‬سنة‬
‫‪ ،1391‬فهو الذي حدد قيمة األصل سواءا أكاف ماليا أـ ماديا بالقيمة احلالية للتدفقات ادلستقبلية اليت سيولدىا‬
‫ىذا األصل ‪ 24‬ولقد سبكن وليامس بعد ربديده للمفهوـ األساسي للقيمة والذي يشكل البعد اجلوىري ذلا‪ ،‬سبكن‬
‫؛‬
‫‪25‬‬
‫من تطوير النموذج الذي مت بناؤه يف ظل فرضية استحداث التدفقات النقدية ادلتولدة عن األصل يف ادلستقبل‬
‫وقد قاـ كل من ‪ B.GRAHAM‬و ‪ D.DODD‬و اللذين كانا قد انتقدا ‪ WILLIAMS‬من قبل سنة‬
‫‪ 4391‬بنشر مقاؿ ذلما بينا فيو أف القيمة اجلوىرية للسهم ؽلكن ربديدىا من خالؿ األرباح (و‪/‬أو) األرباح‬
‫ادلوزعة‪.26‬‬

‫‪91‬‬
‫العدد الثالث (مارس‪)2016‬‬ ‫رللة البشائر االقتصادية‬

‫وعليو‪ ،‬فإف نظرية القيمة وجدت يف رلاؿ ادلالية من خالؿ أعماؿ كل من ‪, WILLIMS,77 FISHER‬‬
‫‪ GORDON‬وغَتىم حيث أمكن استخالص مايلي ‪:28‬‬
‫‪ -‬يتم استحداث تدفقات العوائد ادلستقبلية من خالؿ معدؿ مردودية مفروض حبيث تسمح ىذه التدفقات بقياس‬
‫قيمة ادلؤسسة؛‬
‫‪ -‬القيمة السوقية للمؤسسة ربل زلل القيمة احملاسبية لألصوؿ ورؤوس األمواؿ اخلاصة؛‬
‫‪ -‬توزيع األرباح يؤثر على قيمة ادلؤسسة‪.‬‬
‫‪ .1.3‬القيمة من منظور النظرية المالية و االسهامات التي جاءت بها‬
‫شلا ال شك فيو أف النظرية ادلالية مستوحاة من النظرية النيوكالسيكية للمؤسسة‪ ،‬واليت كانت ترى دائما أف ىدؼ‬
‫ادلؤسسة االقتصاد ية ىو تعظيم الربح‪ ،‬إال أف مفهوـ الربح أو العائد الذي جاءت بو النظرية النيوكالسيكية َف يعد‬
‫موجودا يف النظرية ادلالية واليت تبنت مفهوـ ثروة ادلالؾ ‪ ،‬الثروة اليت ؽلكن تأويلها بقيمة أسهم ادلؤسسة‪.‬‬
‫وبالتاِف‪ ،‬فإف النظرية ادلالية أدرجت ومنذ البداية مفهوـ القيمة ضمن اذلدؼ الذي تسعى إليو ادلؤسسة أال وىو‬
‫تعظيم ثروة ادلالؾ من خالؿ قدرهتا على خلق القيمة؛ وؽلكن يف ىذا الصدد معاجلة مفهوـ القيمة يف النظرية ادلالية‬
‫من خالؿ التقسيم ادلواِف‪:73‬‬
‫أ‪ .‬القيمة في النظرية المالية الكالسيكية‬
‫إف ادلالية كتخصص ظهر يف بداية القرف العشرين حبيث انفصل سباما عن االقتصاد‪ ،‬وأصبح زلتواه األساسي‬
‫والوصفي يشمل ويغطي األدوات ادلالية‪ ،‬اذليئات وادلؤسسات واإلجراءات ادلستعملة على مستوى األسواؽ ادلالية‪.‬‬
‫ولفًتة دامت حواِف ‪ 19‬سنة سبيزت ادلالية بعدـ توفر نظرية مالية حبثة ؽلكن االعتماد عليها لفهم تطور زليط‬
‫ادلؤسسة‪ ،‬إذ اضلصر مفهوـ القيمة يف ىذه ادلرحلة يف القياس‪ ،‬أي قياس قيم أصوؿ ادلؤسسة (سبت اإلشارة إليو يف‬
‫احملور الثاين من ىذه الورقة)‪.‬‬
‫ب‪ .‬النظرية المالية من ‪ 1922‬إلى بداية ‪1952‬‬
‫مع بداية سنوات العشرينات أخدت ادلالية منحا آخر‪ ،‬إذ أف االبتكارات التكنولوجية وظهور الصناعات‬
‫اجلديدة أدت إُف تزايد احلاجة إُف رؤوس األمواؿ شلا أدى إُف أعلية تعزيز مصادر التمويل والسيولة وذلك بالًتكيز‬
‫على األبعاد ادلالية للبقاء دبا يف ذلك احملافظة على السيولة‪ ،‬قرارت اإلفالس وإعادة التأىيل‪.‬‬
‫وقد خصصت ادلرحلة ادلنحصرة ما بُت االربعينات وبداية اخلمسينات للمقاربة التقليدية اليت ترتكز على وجهة نظر‬
‫الشركاء اخلارجيُت للمؤسسة سواءا كانوا مقرضُت أو مستثمرين من خالؿ مفهوـ تعظيم القيمة السوقية لسعر‬
‫السهم‪ ،‬وىو ما أسهم يف بزوغ النظرية ادلالية شبو التقليدية اذلادفة إُف تعظيم قيمة ادلؤسسة يف البورصة ‪.93‬‬

‫‪92‬‬
‫العدد الثالث (مارس‪)2016‬‬ ‫رللة البشائر االقتصادية‬

‫‪1962‬‬ ‫جـ ‪ .‬النظرية المالية المعاصرة ‪-1952‬‬


‫يرى الباحث الشهَت ‪ 91 P.CONSO‬أف النظرية ادلالية ادلعاصرة تعد ظلودجا خارجيا للمؤسسة خاضعا لقوانُت‬
‫سوؽ األصوؿ وذلك بالفصل بُت رأس ادلاؿ االقتصادي ورأس ادلاؿ ادلاِف ‪ .32‬لقد اتسمت الفًتة ادلمتدة بُت‬
‫‪ 1393‬حىت ‪ 1391‬باالىتماـ بطرؽ وأساليب اختيار االستثمارات‪ ،‬وقد سبيزت ىذه ادلرحلة أيضا خبلق ظلاذج‬
‫للتقييم وظهور عالقات بُت التقييم ادلاِف وربليل األوراؽ ادلالية؛ وقد كاف من الضروري االنتقاؿ إُف مرحلة جديدة‬
‫سلتلفة سباما‪ ،‬إذ ربقق ذلك سنة ‪ 1391‬من خالؿ دراسة نشرىا كل من موديقلياين ‪ Modigliani‬وميلر‬
‫‪ 33 Miller‬وقد تبلور ىدؼ ىذه الدراسة حوؿ عنصرين أساسيُت‪:‬‬
‫‪ -‬بناء نظرية أثر ىيكل التمويل على قيمة ادلؤسسة يف حالة عدـ اليقُت؛‬
‫‪ -‬إظهار كيفية إمكانية استخداـ ىذه النظرية يف حل اإلشكاؿ ادلتعلق بتكلفة رأس ادلاؿ‪ ،‬ويف نفس الوقت تطوير‬
‫نظرية االستثمار دائما يف ظل عدـ اليقُت‪.‬‬
‫وحبلوؿ سنوات الستينات توالت الدراسات واألحباث اليت عاجلت بإسهاب ادلسائل ادلرتبطة بقيمة ادلؤسسة و السعي‬
‫وراء تعظيمها‪ ،‬فقد سبكن كل من شارب‪ SHARPE 34‬سنة ‪ 1391‬ولنتنر‪LINTNER 35‬سنة ‪ 1399‬من‬
‫تشكيل ظلوذج تقييم األصوؿ ادلالية ‪ MEDAF‬إذ تتمحور مساعلة ىاذين الباحثُت حوؿ مستويُت علا‪:‬‬
‫‪ -‬تعترب ادلؤسسة كمحفظة من األصوؿ؛‬
‫‪ -‬التأكيد على أف عملية تقييم ادلردودية ادلنتظرة لالستثمارات غلب أف تتم على أساس معايَت السوؽ ادلالية‪.‬‬
‫وحبلوؿ سنوات السبعينات سبكن الباحثُت بالؾ ‪ BLACK‬وسكولز ‪ 36 SCHOLES‬من ربقيق تقدـ على‬
‫مستوى االسًتاتيجية ادلالية وذلك بعرض طرؽ جديدة لفهمها‪ ،‬إذ اشتهر الباحثُت بادلساعلة اليت قدماىا حوؿ ظلوذج‬
‫تقييم خيارات األسهم‪ ،‬فاألسهم على غرار باقي االوراؽ ادلالية سبثل خيارات شراء ألصوؿ ادلؤسسة‪ ،‬وكانت ىذه‬
‫الفكرة ىي األساس يف اخلوض يف العديد من الدراسات واليت من بينها أثر السياسة ادلالية وسياسة توزيع األرباح‬
‫على النزاعات ادلتعلقة بتوزيع قيمة ادلؤسسة بُت ادلساعلُت وادلسَتين‪.‬‬
‫وسبيزت سنوات منتصف السبعينات بظهور نظرية الوكالة على يد كل من جنسن ‪ JENSEN‬وميكلينج‬
‫‪ MICKLING‬من خالؿ ادلقاؿ‪ 37‬الذي مت نشره سنة ‪ ، 1379‬إذ يعترب الباحتُت أف ادلؤسسة ىي رلموعة من‬
‫العقود مربمة بُت أفراد زبتلف أىدافهم وتتنازع يف مناخ من عدـ سباثل ادلعلومات‪ ،‬ويف ظل ىذا التعارض بُت ادلصاٌف‬
‫‪38‬‬
‫ادلغطى دبظلة تعظيم قيمة ادلؤسسة‪ ،‬فإف ادلسَت ينتهج سلوكا انتهازيا من خالؿ زلاولتو لتحقيق مداخيل غَت مالية‬

‫‪93‬‬
‫العدد الثالث (مارس‪)2016‬‬ ‫رللة البشائر االقتصادية‬

‫مربرا ذلك بعدـ حصولو على األرباح إال يف حدود مساعلتو يف رأمساؿ وأنو يتحمل الفشل وىذا ما من شأنو التأثَت‬
‫على قيمة ادلؤسسة ‪.39‬‬
‫حققت سنوات الثمانينات تطورا بشأف القيمة إذ بُت ميَتز ‪ Myers‬وماجلوؼ ‪ Majluf‬من خالؿ ادلقاؿ الذي‬
‫مت نشره سنة ‪ 404391‬أنو على الرغم من عدـ سباثل ادلعلومات ادلوجود بُت ادلسَتين ومقدمي رؤوس األمواؿ‬
‫وادلستثمرين‪ ،‬فإف اذليكل التمويلي وتوزيع األرباح تعترب من أىم زلددات قيمة ادلؤسسة‪ ،‬وىي دبثابة إشارات ربمل‬
‫معاين ومعلومات تفيد يف توجيو ازباذ القرار دلختلف األعواف‪.‬‬
‫‪ .2.3‬التسيير بالقيمة المالية مقاربة حديثة‬
‫تتجو ادلقاربات احلديثة للتحليل االسًتاتيجي إُف ظلادج التسيَت بالقيمة ادلالية ‪Management par la valeur‬‬
‫‪ MVF financière‬اليت ترتكز على خلق القيمة الذي يعٍت خلق للريوع أين تكوف العوائد أكرب من تكاليف‬
‫رؤوس األمواؿ ادلستثمرة ‪ ، 41‬وىذا معناه أف مقاربة خلق القيمة تسعى إُف تعظيم ثروة ادلالؾ ومن مت تعظيم قيمة‬
‫ادلؤسسة‪ ،‬فالتسيَت بالقيمة ادلالية إذف ىو إطار عمل تسيَت ادلؤسسة من أجل خلق قيمة أكرب للمساعلُت على ادلدى‬
‫الطويل بشكل ػلقق الرضا على مستوى كل من سوؽ ادلنتجات وسوؽ رأس ادلاؿ‪. 42‬‬
‫أ‪ .‬أساس التسيير بالقيمة‬
‫يعترب التسيَت بالقيمة كمقاربة حديثة ترتكز على مفهوـ خلق القيمة من خالؿ السعي وراء تعظيم ثروة ادلالؾ‪،‬‬
‫وبالتاي تعظيم قيمة ادلؤسسة‪ ،‬فالقصد من التسيَت بالقيمة ىو زيادة حقوؽ ادلساعلُت الذي أصبح بديال دلفهوـ‬
‫الربح يف ثنايا النظرية ادلالية ادلعاصرة‪.‬‬
‫اجلدير بالذكر أف ظلوذج التسيَت بالقيمة قد ساىم يف سعي ادلؤسسات إُف البحث عن احلجم األنسب وىذا‬
‫ما إدى إُف القياـ بعمليات دمج‪-‬امتالؾ ‪ fusion-acquisition‬على نطاؽ واسع وذلك بغرض خلق القيمة‪.‬‬
‫ب‪ .‬عالقة خلق القيمة باألداء المالي واالقتصادي للمؤسسة‬
‫يرتبط خلق القيمة يف شقو ادلاِف ارتباطا وثيقا بالعوائد اليت ينتظرىا ادلساعلُت ولذلك فهي مفهوـ غَت مطلق وال‬
‫ؽلكن ربديده بدقة‪ ،‬وبالرغم من ذلك فقد ذىب الكثَت من الباحثُت يف رلاؿ ادلالية وباالرتكاز على النظرية ادلالية‬
‫ادلعاصرة إُف زلاولة شرح ىذا ادلفهوـ؛ فبالنسبة لبابلو فرنانديز‪ FERNANDIZ 43‬تكوف ادلؤسسة قادرة على‬
‫خلق القيمة دلساعليها عندما تتجاوز قيمة العائد تكلفة السهم (قيمة العائد على حقوؽ ادلساعلُت ادلنتظر أو الذي‬
‫يفًتض ربقيقو)؛ وينتج خلق القيمة عن الفرؽ بُت نتيجة االستغالؿ بعد الضريبة وتكلفة األصوؿ واليت سبثل تكلفة‬
‫رأس ادلاؿ حيث يتم حساب ىذه األخَتة وفقا ألسعار الفائدة وعالوة خطر القطاع‪.44‬‬

‫‪94‬‬
‫العدد الثالث (مارس‪)2016‬‬ ‫رللة البشائر االقتصادية‬

‫ىذا معناه أف ادلؤسسة تكوف قادرة على خلق القيمة عندما يكوف عائد رأس ادلاؿ ادلستثمر أكرب من االمواؿ‬
‫اخلاصة‪ ،‬فخلق القيمة يعكس األداء اجلوىري ويركز على الربح االقتصادي أو ما يسمى بالقيمة ادلضافة االقتصادية‬
‫‪ EVA‬واليت تعترب أحد أىم مؤشرات قياس خلق القيمة داخل ادلؤسسة يف النظرية ادلالية ادلعاصرة‪.‬‬
‫وذلذا أصبح لزاما على ادلؤسسات االقتصادية السعي وراء ىدؼ خلق القيمة وذلك بالًتكيز على انشغالُت جوىريُت‬
‫علا ‪:45‬‬
‫‪ -‬ربسُت الربح االقتصادي ادلتحصل عليو بنفس القدر أو أكثر من خالؿ سياسة جديدة ترتكز على ادليزانية‬
‫(أحسن استغالؿ لألصوؿ الثابتة وتدنية حاجيات رأس ادلاؿ العامل) والتخلي عن السياسة التقليدية اليت ترتكز‬
‫على جدوؿ حسابات النتائج (رفع ادلبيعات وتدنية التكاليف)؛‬
‫‪ -‬النمو‪ ،‬إذ أف خلق القيمة يدفع إُف السعي وراء النمو‪ ،‬لكن ليس النمو بأي شبن‪ ،‬ولكن النمو اخلالق للقيمة أي‬
‫الذي سيحقق عائدا‪ ،‬إذ أف إعادة معاجلة االستثمارات االسًتاتيجية من شأنو تسهيل ىذه العملية‪.‬‬
‫وقد كانت مساعلة ألفريد ربابورت ‪ A.RAPPAPORT‬يف غاية األعلية‪ ،‬حبيث سبكن ىدا الباحث من إعادة‬
‫تعريف النهج االسًتاتيجي أين تشكل مقاربات القيمة للمساىم وادليزة التنافسية ترابطا وتكامال كبَتين‪ ،‬وىذا معناه‬
‫أف ادليزة التنافسية اجملسدة يف إنتاجية عنصري العمل ورأمساؿ ىي مصدر خلق القيمة‪ 46‬وىو األمر الذي يتفق سباما‬
‫مع ادلنطق الذي فسر بو آدـ مسيت مفهو القيمة‪ ،‬إذ يتضح ىنا أف القيمة كمفهوـ انتقلت من الفكر االقتصادي‬
‫إُف الفكر ادلاِف زلافظة على نفس ادلنطق والركائز‪.‬‬

‫الخالصة‬
‫يف هناية ىذه الورقة ؽلكن القوؿ أف القيمة قد حظيت باىتماـ كبَت بالنظر إُف ادلدارس والنظريات والدراسات‬
‫اليت اسًتسلت كثَتا يف معاجلة ىذا ادلوضوع لتضفي عليو ثراءا علميا شليزا‪.‬‬
‫إف الفصل بُت االقتصاد وادلالية َف يعٍت أبدا عندما تعلق األمر دبسألة القيمة أف الفكر ادلاِف َف يستمد ادلفاىيم‬
‫األساسية للقيمة من الفكر االقتصادي‪ ،‬بل على العكس من ذلك‪ ،‬فإف االقتصاد ساعد بشكل كبَت يف ربديد‬
‫معاَف القيمة األساسية ليتم االنتقاؿ هبا إُف ادلالية‪ ،‬فالفكر االقتصادي حل لغز القيمة‪ ،‬وليس ىذا فقط فقد فرؽ‬
‫بُت السعر والقيمة فجعل من عملية التقييم ادلاِف والتثمُت عملية ذلا أسسها ادلفاعلية‪.‬‬
‫وغلب التنويو إُف أف أصل مفهوـ القيمة من خالؿ سلتلف ادلساعلات اليت جاءت هبا النظرية ادلالية (نظرية اخليارات‪،‬‬
‫نظرية اإلشارة‪ ،‬نظرية الوكالة ‪ )...‬قد استفاد من رؤية غَت متجانسة دلختلف الباحثُت‪ ،‬وذلك على أساس النظرة‬

‫‪95‬‬
‫العدد الثالث (مارس‪)2016‬‬ ‫رللة البشائر االقتصادية‬

‫الشخصية وكدا زبصص كل واحد منهم‪ ،‬وىذا ما جعل ادلنظرين األكادؽليُت غلمعوف على أف القيمة مفهوـ نسيب‬
‫وليس مطلق‪.‬‬
‫إف الثراء ادلعريف الذي قدمتو ىذه ادلساعلات أدى إُف إحياء النقاش ادلتعلق بالقيمة يف أواخر القرف العشرين خاصة‬
‫من خالؿ ادلقاربات ادلرتكزة على خلق القيمة‪ ،‬وكدا من خالؿ توزيعها على سلتلف شركاء ادلؤسسة‪ ،‬حيث يتفق‬
‫جل الباحثُت يف ادلالية على مشروعية خلق القيمة وتعظيمها كهدؼ أساسي للمؤسسة‪.‬‬
‫شلا تقدـ ؽلكن أف زبلص ىذه الورقة البحثية إُف صبلة النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬القيمة مفهوـ نسيب وليس مطلق حبيث ال ؽلكن حصر ىذا ادلفهوـ يف تعريف شامل‪ ،‬فهي تتأرجح بُت ادلفهوـ‬
‫الذايت وادلفهوـ ادلوضوعي‪ ،‬كا ؽلكن أف تكوف قيمة ادلبادلة أو قيمة التكاليف أو قيمة ادلنفعة؛‬
‫‪ -‬الفصل بُت االقتصاد وادلالية ساعد على الًتكيز على تعظيم ثروة ادلالؾ بدال من تعظيم الربح‪ ،‬إذ أف ىذا االخَت‬
‫يعترب مفهوما ضيقا‪ ،‬على عكس تعظيم ثروة ادلالؾ اليت يراد بو تعظيم حقوؽ ادلساعلُت ومن مت تعظيم قيمة‬
‫ادلؤسسة؛‬
‫‪ -‬ترتكز النظرية ادلالية ادلعاصرة على النظرية النيوكالسيكية‪ ،‬وىذا ما ساعد على االنتقاؿ بنظرية القيمة من الفكر‬
‫االقتصادي إُف الفكر ادلاِف بتوجهات مالية زلضة انطالقا من توجهات اقتصادية أعلها تعظيم الربح أو ما كاف‬
‫يسمى بفائض القيمة؛‬
‫‪ -‬الفصل بُت اإلدارة وادللكية أدى إُف ضرورة السعي وراء تعظيم قيمة ادلؤسسة اإلصبالية؛ فنظرية القيمة يف الفكر‬
‫االقتصادي عاجلت قيمة السلع العادية‪ ،‬لكن الفكر ادلاِف عاًف قيمة ادلؤسسة واليت ليست سلعة عادية بل كيانا‬
‫معقدا استدعى قياـ ايديولوجية متكاملة ىي إيديولوجية التسيَت بالقيمة ادلالية‪.‬‬
‫الهوامش‬
‫‪ -1‬ـ‪.‬ح‪ .‬دويدار‪ ،)2007( ،‬مبادئ االقتصاد السياسي‪" ،‬االقتصاد النقدي"‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.121:‬‬
‫‪ -2‬ـ‪.‬ح‪ .‬طوالبو‪ ،) 1988( ،‬سلسلة التحليل االقتصادي " آفاؽ يف نظرية القيمةاالقتصادية " وثيقة عمل‪ ،‬معهد العلوـ االقتصادية‪،‬‬
‫وىراف‪ ،‬ص ص‪.06-05 :‬‬
‫‪ -3‬نفس ادلرجع أعاله‪ ،‬ص‪.07 :‬‬
‫‪ -4‬ع‪.‬ر‪ .‬خلدوف‪ ،)1858( ،‬مقدكة ابن خلدوف‪ ،‬اجلزء األوؿ من كتاب‪ :‬العرب وديواف ادلبتدا و اخلرب‪ ،‬اجمللد االوؿ‪،1377 ،‬‬
‫بتحقيق ادلستشرؽ الفرنسي أ‪.‬ـ‪ .‬كاترمَت‪ ،‬طبعة باريس‪ ،‬مكتبة لبناف‪.‬‬
‫‪ -5‬ـ‪.‬ح‪ .‬دويدار‪ ،) 2002( ،‬مبادئ االقتصاد السياسي‪" ،‬األساسيات"‪ ،‬اجلزء األوؿ‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بَتوت‪،‬‬
‫ص‪.166:‬‬
‫‪6‬‬
‫‪– R.E. FRANCOIS, (1997), W.I.PETTY (1623_1687), fondateur de l’économie politique,‬‬
‫‪Economica, Paris.‬‬

‫‪96‬‬
‫العدد الثالث (مارس‪)2016‬‬ ‫رللة البشائر االقتصادية‬

‫‪ -7‬س‪.‬ع‪ .‬النجار‪ ،)1973( ،‬تاريخ الفكر االقتصادي‪" ،‬من التجاريُت إُف هناية التقليدين"‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بَتوت‪ ،‬ص ‪.29 :‬‬
‫‪8‬‬
‫‪- G.I.DOSTALER, (2012), François Quesnay Fondateur de la physiocratie, Alternatives‬‬
‫‪économiques Poche n° 057‬‬
‫‪ – 9‬ج‪.‬و‪ .‬نايهنز‪ ،)1997( ،‬النظرية االقتصادية‪" ،‬اإلسهامات الكالسيكية"‪ ،‬الطبعة األوُف‪ ،‬ترصبة أضبد صقر‪ ،‬ادلكتبة‬
‫األكادؽلية‪،‬مصر‪ ،‬ص‪.80 :‬‬
‫‪10‬‬
‫‪- A.D.SMITH, (1776), Recherche sur la nature et les causes de la richesse des nations, livre 1,‬‬
‫‪Traduction française de Germain Garnier, 1881à partir de l’édition revue par Adolphe Blanqui en‬‬
‫‪1843, p: 33.‬‬
‫‪ – 11‬س‪.‬ع‪ .‬النجار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.180 :‬‬
‫‪ -12‬ـ‪.‬ح‪ .‬طوالبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27 :‬‬
‫‪13‬‬
‫‪– D.A. RICARDO, (1847), Des principes de l‘économie politique et de l‘impôt, traduit par Salano‬‬
‫‪CONSTANCIO et Alcide FONTEYRAUD, a partir de la 3eme édition anglaise de 1821, collection‬‬
‫‪des principaux économistes, Paris, Tome 13, Vol 1 , P:10-11.‬‬
‫‪ -14‬س‪.‬ع‪ .‬النجار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.215 :‬‬
‫‪15‬‬
‫‪- K.A. MARX, (1867), Le capital, livre 1, Londres, 25 juillet pp: 8-21.‬‬
‫‪ -16‬ـ‪.‬ح‪ .‬دويدار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،2002 ،‬ص‪.256 :‬‬
‫‪ -17‬ع‪.‬ؿ‪ .‬بن أشنهو‪ ،)2000( ،‬مدخل إُف االقتصاد السياسي‪ ،‬ديواف ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ص‪.74:‬‬
‫‪ -18‬ؼ‪.‬ي‪ .‬فولكوؼ و ت‪.‬ا‪ .‬فولكوؼ‪ ،)1988( ،‬ما ىي القيمة الزائدة‪ ،‬ترصبة إلياس شاىُت‪ ،‬دار التقدـ‪ ،‬موسكو‪ ،‬ص ‪61 :‬‬
‫)بتصرؼ(‪،.‬‬
‫‪ -19‬د‪.‬ؿ‪ .‬عارؼ‪ ،)1979 -1978(،‬االقتصاد السياسي‪ ،‬مديرية الكتب وادلطبوعات‪ ،‬منشورات جامعة حلب‪ ،‬سوريا‪ ،‬ص ‪:‬‬
‫‪.258‬‬
‫‪ -20‬ـ‪.‬ح‪ .‬دويدار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،2002 ،‬ص ص ‪.162-261 :‬‬
‫‪ – 21‬س‪.‬ع‪ .‬طوالبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.58 :‬‬
‫‪ -22‬ـ‪.‬ع‪.‬عبد احلليم‪ ،‬األسس العلمية للتقومي والتثمُت ىف الفكر والتطبيق االقتصادى واحملاسىب‪ ،‬مؤسبر تنشيط السوؽ العقاري ادلصري‪،‬‬
‫تنظيم كل من جامعة األزىر واجلمعية ادلصرية دلثمٍت األمالؾ العقارية‪ ،‬ىف الفًتة من ‪ 27-25‬يونيو ‪2002‬ـ‪.‬‬
‫‪ – 23‬ت‪.‬ـ‪ .‬رفاعة‪ ،)2010( ،‬أثر تعليمات مصرؼ سوريا ادلركزي يف التزاـ ادلصارؼ اخلاصة دبتطلبات القياس واإلفصاح بالقيمة‬
‫العادلة ل ألدوات ادلالية وفق للمعايَت الدولية إلعداد التقارير ادلالية‪ ،‬رللة جامعة دمشق للعلوـ االقتصادية والقانونية‪ ،‬سوريا‪ ،‬اجمللد ‪،26‬‬
‫العدد االوؿ‪ ،‬ص‪.625 :‬‬
‫‪24‬‬
‫‪- G.H.P. GIFFARD,( 1939), The theory of investment value by J.B. Williams, the economics‬‬
‫‪journal, vol 49, N° 193, p: 121.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪– M.O.ELKABBOURI, (2010), Stratégie et valeur de l‘entreprise « Contribution a l‘identification‬‬
‫‪des outils de mesure et des leviers de création de valeur », Thèse de doctorat en sciences‬‬
‫‪économiques, Université de SETAT, HASSAN PREMIER, MAROC, PP : 24-25.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪- C.H.BOUCHER, (2006), Le model de la Fed et la prévisibilité des rentabilités, ESG, Université‬‬
‫‪Paris Nord, CEPN, P: 02.‬‬

‫‪97‬‬
)2016‫العدد الثالث (مارس‬ ‫رللة البشائر االقتصادية‬

‫ و اليت‬،1907 ‫ لقد تعرض فيشر لتحديد ق يمة األصلعندما تعرض لتحليل القيمة احلالية وذلك من خالؿ أعمالو اليت قاـ هبا سنة‬-27
.‫ وتدفقات اخلزينة دببالغ نقدية‬،‫ ىدا من جهة‬،)‫تضمنت مقارنة دلعدالت الفائدة باألسعار( معدؿ خصم‬
28
- M.O. ELKABBOURI, Op.cit, P: 26.
.41 :‫ ص‬،4 ‫ العدد‬،‫ رللة الباحث‬،‫ قراءة يف االداء ادلاِف والقيمة يف ادلؤسسات االقتصادية‬،)2006( ،‫ دادف‬.‫ غ‬.‫ ع‬-73
.42 :‫ ص‬،‫ نفس ادلرجع أعاله‬-93
.42 :‫ ص‬،‫ نفس ادلرجع اعاله‬-91
،‫ رأس ادلاؿ ادلاِف ىو رأس ادلاؿ الوعلي أو الرمزي والذي يستثمر يف األصوؿ ادلالية وادلدر للريع ادلاِف يف شكل عوائد األسهم‬-32
.‫ وبالتاِف فرأس ادلاؿ ادلاِف يكتسب الطبيعة الريعية فهو يعيش على توظيف رأس ادلاؿ وليس على استثماره‬، ‫إٍف‬....‫الفوائد على القروض‬
33
- MODIGLIANI and MILLER, (1958), The cost of capital “corporation finance and the theory of
investment“, American economic review, N° 3, Vol XLVIII.
34
- SHARPE, (1964), Capital asset price “ A theory of market equilibrium under condition of risk” ,
Journal of finance, Vol XIX, N° 3.
35
- J.LINTNER, (1965), The evaluation of risk asset and the selection of risk investments in stock
portfolios and capital budgets, Review of economic and statistics, Vol 47, N° 1.
36
- BLACK and SCHOLES, (1973), The price of options and corporate liabilities, Journal of
political economy, Vol 81, N° 3, pp: 637-654.
37
- JENSEN and MICKLING, (1976), Theory of the firm “Managerial behavior, agency cost and
ownership” Journal of financial economics, Vol 3, N° 4, pp: 305-360.
‫ توظيف عماؿ جدد لتخفيف العبئ واالستفادة من الراحة‬،‫ شراء سيارة‬،‫ تأثيث ادلكتب بأثات فاخر‬:‫ ادلداخيل غَت ادلالية مثل‬-38
‫إٍف‬.... ‫بقدر كاؼ‬
39
- F. JENSSEN, (1998), L‘ influence de l‘interpénétration du dirigent de son entreprise sur
l‘endettement des PME sur leur relation avec les banques, Institut des recherches sur les PME,
N°98\07, p : 05 dans :
"‫ إشكالية سبويل ادلؤسسات االقتصادية "دراسة سبويل ادلؤسسات الصغَتة وادلتوسطة يف اجلزائر‬،)2011/2010( ،‫العايب ياسُت‬
.45 -44 :‫ ص ص‬،‫ جامعة قسنطينة‬،‫أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه يف العلوـ االقتصادية‬
40
- MYERS and MAJLUF, (1984), Corporate financing and investment decisions when firms have
information that investor do not have, Journal of financial economics, Vol 13, N° 02, pp: 184-221.
41
- C.H.HOARAU et R.O. TELLER, (2001), Création de valeur et management de l’entreprise,
édition Vuibert, Paris,, P : 52.
42
- A.N. AMEELS, (2002), Value based management “control processes to create value through
integration” a literature review, management school associated with Ghent University with
Katholieke University Leuven, P: 06.
43
- P.A.FERNANDEZ and A.L.VILLANUERA, (2004), Shareholder value creation in Europe”
EUROSTOXX50:1997-2003”, Business school, IESE, university of Navarra, working paper, N°
547, p:02.
44
- M.O. HAMDAN, (2009), Création de valeur et évaluation des entreprises, le Quotidien d´Oran,
N° 4422, p : 07.
45
-Idem, p: 07.
46
- A.L. RAPPAPORT, (1986), Creating shareholder value “a guide of managers and investors”, the
free press, a division of SIMON and SCHUSTER, New York.

98

You might also like