You are on page 1of 33

‫‪1‬‬

‫اسباب تأليف رسالة التدمرية‬


‫سأَلَنِي َم ْن تَعَيَّن ْ‬
‫َت‬ ‫قوله‪ «:‬فَقَ ْد َ‬
‫إ َجا َبت ُ ُه ْم » هذا هو سببه‬
‫إجمالا وتفصيله كما يلي‪:‬‬
‫أهل النظر‪ :‬المقصود‬
‫بهم أهل الكَلم‪ ,‬سموا‬
‫بأهل النظر؛ ألنهم‬ ‫ظ ِر َو ْال ِع ْل ِم‬
‫أ َ َّن أ َ ْه َل النَّ َ‬
‫يوجبون النظر على‬ ‫اْل َرادَةِ َو ْال ِعبَادِ‪َ :‬ل بُدَّ أ َ ْن‬ ‫َو ْ ِ‬ ‫« َحا َج ِة ُك ِل أ َ َح ٍد إ َل ْي ِه َما» إلى‬
‫كل مكلف‪,‬‬ ‫يَ ْخ ِط َر لَ ُه ْم فِي ذَلِكَ ِم ْن‬ ‫هذين األصلين‪ ,‬لماذا؟ ألنه ل‬
‫اط ِر َو ْاأل َ ْق َوا ِل َما‬‫ْالخ ََو ِ‬ ‫يستقيم دين العبد إل بتحقيقهما‪.‬‬
‫وأهل العلم‪:‬‬ ‫َيحْ ت َا ُجونَ َم َعهُ إلَى َب َي ِ‬
‫ان‬ ‫وهما أصلي التدمرية‪:‬‬
‫عموم الناس‬ ‫وأهل اْلرادة‬ ‫ْال ُهدَى ِم ْن الض َََّل ِل‬ ‫‪ -1‬توحيد األسماء والصفات‪.‬‬
‫من أهل العلم‪.‬‬ ‫والعبادة‪:‬‬ ‫‪ -2‬الشرع والقدر‪.‬‬
‫يشير به إلى أهل‬
‫التصوف‬

‫وب فِي ذَلِكَ ‪:‬‬‫َما َي ْعت َِري ْالقُلُ َ‬


‫ِم ْن ال ُّشبَ ِه َّالتِي تُوقِعُ َها فِي‬
‫َاض فِي ذَلِكَ‬ ‫َكثْ َرةِ َم ْن خ َ‬
‫َارة ا َوبِ ْال َب ِ‬
‫اط ِل‬ ‫قت َ‬ ‫ِب ْال َح ِ‬
‫ت» ألن ال ُ‬
‫شبهة‬ ‫أ َ ْن َواعِ الض َََّل َل ِ‬
‫إذا وقعت في القلب إن لم‬ ‫ت» كثرة فرق األمة‪,‬‬ ‫َارا ٍ‬‫ت َ‬
‫تنتزع بالعلم الشرعي وبالحق‬ ‫وكثرة اآلراء‪ ,‬وكثرة‬
‫وإل صارت سبباا لضَلل‬ ‫الختَلفات‪.‬‬
‫صاحبها‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫الذي يظهر أن الذين سألوا‬


‫الشيخ كانوا من طلبة العلم‬
‫والدليل من عدة ملحوظات‪:‬‬

‫قول الشيخ‪:‬‬
‫ب)‬ ‫(أ َ ْن أ َ ْكت ُ َ‬
‫طلبهم من الشيخ أن‬
‫تحديد السؤال ودقته‪.‬‬
‫يكتب لهم الجواب؛‬
‫هذا يدل على أنهم‬
‫من طلبة العلم‪.‬‬

‫س ِمعُوهُ‬‫قول الشيخ‪َ « :‬ما َ‬


‫ْض ْال َم َجا ِل ِس»‬
‫ِمنِي فِي بَع ِ‬
‫مضمون إجابة الشيخ‪.‬‬
‫فهذا يدل على أنهم كانوا‬
‫يَلزمون الشيخ في‬
‫مجالسه‪ ،‬وغالب من يَلزم‬
‫المشايخ في دروسهم‬
‫وحلقاتهم هم طلبة العلم‬
‫وليسوا العوام‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫الفروق بين‬
‫)التوحيد والصفات ( و) الشرع والقدر(‬

‫من ناحية الواجب فيهما‪:‬‬


‫من ناحية ما يتضمنه هذان‬ ‫من جهة نوع الكالم‪:‬‬
‫األصالن‪:‬‬ ‫فيجب يف (التوحيد والصفات)‪ :‬أن‬
‫أن (الصفات )‬
‫الكالم يف) الصفات (‬ ‫تثبت هلل صفات الكمال وتنفي عنه ما‬
‫من ابب اخلرب‪.‬‬
‫مضمن يف توحيد اإلثبات‬ ‫يضاد هذه الصفات من صفات النقص‪.‬‬
‫واملعرفة‪.‬‬ ‫و( الشرع والقدر )‬
‫وجيب يف (الشرع والقدر)‪:‬‬
‫من ابب الطلب‬
‫والكالم يف) الشرع‬ ‫أن تثبت له عموم خلقه وأمره سبحانه‪،‬‬
‫واإلنشاء‪.‬‬
‫والقدر (مضمن يف توحيد‬ ‫فتؤمن أبنه خالق كل شيء‪ ،‬وأنه على كل‬
‫القصد والطلب‪.‬‬ ‫شيء قدير‪ ،‬وأنه ما شاء كان وما مل يشأ مل‬
‫أيضا تؤمن وتثبت أمره املتضمن‬
‫يكن‪ ،‬و ً‬
‫إثبات ما حيبه ويرضاه سواء من األقوال أو‬
‫األعمال الظاهرة والباطنة‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫توحيد الربوبية‬

‫(‪)1‬‬
‫اإلثبات والمعرفة‬
‫يعني أن تثبت وتعرف هذا‬
‫المطلوب منك وهذا‬ ‫توحيد األسماء والصفات‬
‫يتضمن‪:‬‬ ‫األصل في هذا التوحيد أ َ ْن‬
‫سه‬‫ف ِب ِه نَ ْف َ‬ ‫ص َ‬ ‫اَّلل ِب َما َو َ‬
‫َف ه‬ ‫يوص َ‬
‫صفَتْه ِب ِه رسله نَ ْفي‬ ‫‪َ ,‬و ِب َما َو َ‬
‫او ِإثْبَاتا؛ فَيثْبَت‬ ‫َ‬
‫عنه َما‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫س ِه َويُنفى َ‬ ‫َّلل َما أَثْبَتَه ِلنف ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِه ِ‬
‫س ِه‪.‬‬ ‫ْ‬
‫نَفَاه ع َْن نف ِ‬
‫َ‬
‫أقسام التوحيد‬

‫(‪)2‬‬
‫القصد والطلب‬ ‫توحيد األلوهية‬
‫فالكالم في (الشرع‬ ‫ويطلق عليه توحيد القصد‬
‫والقدر) داخل في توحيد‬ ‫والطلب وتوحيد العبادة‪.‬‬
‫القصد والطلب‬

‫*سورة اإلخالص تدل على توحيد اإلثبات والمعرفة‬


‫ألن فيها نفي مفصل وإثبات مفصل ونفي مجمل‪.‬‬

‫*سورة الكافرون تدل على توحيد القصد والطلب‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫السلف لغة‪ • :‬كل من سبقك وكل من تقدمك‬


‫من اآلباء واألجداد‪.‬‬

‫• أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم ومن‬


‫اتبعهم من التابعين وتابعيهم‪ ,‬جملة من عاش‬
‫في القرون المفضلة‪ ،‬هؤالء هم سلف األمة‪,‬‬ ‫واصطالحا‪:‬‬
‫ألنه بعد هذه القرون المفضلة افترقت األمة‪.‬‬

‫يثبتون ما أثبته هللا من هذه الصفات‬ ‫ومنهج السلف‬

‫ع ْنه‬
‫فون َ‬‫غي ِْر تَحْ ِريف(‪َ )3‬و ََل ت َ ْع ِطيل(‪َ )4‬و َكذَ ِلكَ يَ ْن َ‬ ‫غي ِْر ت َ ْك ِييف(‪َ )1‬و ََل تَ ْمثِيل(‪َ )2‬و ِم ْن َ‬‫( ِم ْن َ‬
‫غي ِْر إ ْل َحاد(‪ََ )5‬ل فِي أ َ ْ‬
‫س َمائِ ِه َو ََل‬ ‫ت ِم ْن َ‬ ‫ت َما أَثْبَتَه ِم ْن ِ‬
‫الصفَا ِ‬ ‫س ِه َم َع إثْ َبا ِ‬ ‫َما نَفَاه ع َْن نَ ْف ِ‬
‫س َمائِ ِه َوآ َياتِ ِه )‬‫دون فِي أ َ ْ‬ ‫فِي آيَاتِ ِه فَ ِإ هن ه‬
‫اَّلل ت َ َعالَى ذَ هم الهذ َ‬
‫ِين يُ ْل ِح َ‬

‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫التمثيل‪:‬‬ ‫التكييف‬
‫‪:‬‬
‫والمثل هو النظير ‪،‬‬
‫المثل‪ِ ،‬‬‫مأخوذ من ِ‬ ‫مأخوذ من الكيفية وهي هيئة الشيء التي هو‬
‫وهو الحكم على الشيء بأنه مثل الشيء‬ ‫عليها ؛ فالتكييف تحديد كل الصفات ‪،‬‬
‫اآلخر‪ ،‬تقول هذا مثل هذا‪.‬‬ ‫والسؤال عنها غالبا يكون بـ) كيف استوى؟‬
‫كيف سمعه؟ كيف بصره؟(‬
‫ما هو التمثيل المنفي عن هللا عز وجل؟‬
‫فأهل السنة يثبتون الصفات لكن ال يكيفونها‪.‬‬
‫هو أن يوصف هللا بشيء من خصائص‬
‫هل لها كيف؟ نعم لها كيف؛ لكن ال نعلمه‪.‬‬
‫المخلوق أو يوصف المخلوق بشيء من‬ ‫لماذا؟ ألنه لم يدل على هذه الكيفية ال الشرع‬
‫خصائص هللا‪.‬‬ ‫وال العقل فنم ِسك‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫لماذا قال من غير تحريف ولم يقل من‬ ‫(‪)3‬‬


‫غير تأويل ؟‬ ‫التحريف‪:‬‬
‫ألن التأويل منه ما هو حق ومنه ما‬
‫هو باطل فمن معاني التأويل التفسير‪.‬‬
‫تحريف‬ ‫تحريف‬
‫في المعنى‬ ‫في اللفظ‬

‫(‪)4‬‬
‫التعطيل‪:‬‬
‫أن تغير في حروف هذا‬
‫قالوا ‪ :‬معنى اإلستواء‬
‫اللفظ أو في حركات هذا‬
‫لغة‪ :‬مأخوذ من الخلو والفراغ ‪،‬‬ ‫اإلستيالء ‪ .‬ومعنى‬
‫اللفظ‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬تعطيل الرب عما‬ ‫( ِبيدي ( قالوا ‪ :‬بقدرتي‬
‫يستحقه سبحانه وتعالى من صفات‬ ‫‪ )،‬وجاء ربُّك ( قالوا ‪:‬‬ ‫كفعل الجهمية بـ(وكلم‬
‫الكمال ‪ ،‬أو تعطيل شيء منها ‪ ،‬أو‬ ‫وجاء أمر ربك‪.‬‬ ‫هللا) بـ(وكلم هللا)‪.‬‬
‫تعطيل آياته‪.‬‬ ‫وهذا هو الغالب والكثير‬
‫عند أهل الضالل‪.‬‬

‫(‪)5‬‬

‫اإلحلـ ــاد‬

‫لغة ‪ :‬الميل‪ ،‬ولهذا سمي اللحد لحداا؛ ألنه مائل عن وسط القبر‪..‬‬
‫وفي االصطالح‪ :‬العدول‪.‬‬
‫ومنها العدول بأسماء هللا وصفاته عن معناها الصحيح إلى معان باطلة سواء‬
‫من جهة اْلثبات أو جهة النفي‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫اإللحاد إما أن يكون في أسماء هللا أو في آياته‬

‫صور اإللحاد في‬ ‫من صور اإللحاد‬


‫آيات هللا عز وجل‬ ‫في أسماء هللا‬
‫على قسمين‪:‬‬ ‫ثالثة وهي‪:‬‬

‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫تعطيل أأسامء هللا كام‬ ‫نفي ما تضمنته ا ألسامء‬
‫آيات هللا الشرعية‪:‬‬ ‫آيات هللا الكونية‪:‬‬ ‫من صفات؛ كقول‬
‫صنع اجلهمية والباطنية‪.‬‬
‫علَ ْي ِه ْم‬
‫﴿و ِإذَا تُتْلى َ‬
‫َ‬ ‫﴿و ِم ْن آَيَاتِ ِه اللَّيْل ُل‬
‫َ‬ ‫املعزتةل ‪ :‬مسيع بال مسع‪..‬‬
‫آَيَاتُنَا﴾‬ ‫ُ‬ ‫شل ْم ُ‬ ‫ار َوال َّ‬ ‫َوالنَّ َه ُ‬
‫َو ْالقَ َم ُر)‬
‫(‪)3‬‬
‫أ‬
‫تسمية الصنام‬
‫بإسمه سبحانه‬
‫وتعالى ك تسمية‬
‫المشركين بالالت‬

‫ومن صور‬
‫أ أ‬ ‫أ‬
‫اإللحاد فيها ان تنسب إلى خالق غير هللا او ان‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫تعبد من دون هللا او اعتقد انها تسير بنفسها او‬
‫أ‬
‫يصرف لها نو عا من انواع العبادة كما صنع‬
‫الصابئة قوم إبراهيم لما عبدوا الشمس والقمر‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫مذهب أهل السنة والجماعة في‬


‫الصفات يقوم على أصول ثالثة‬

‫‪ )1‬إثبات صفات الكمال‪.‬‬

‫‪ )2‬تنزيه هللا عزوجل عن‬


‫صفات النقص والعيب‪.‬‬

‫‪ )3‬نفي العلم بالكيفية‪.‬‬


9
‫‪10‬‬

‫• نسبة إلى حمدان قرمط وهم باطنية‪.‬‬ ‫القرامطة‬


‫(الباطنية)‪:‬‬

‫• يزعمون أن للنصوص ظاهر وباطن‬


‫وأن ظاهرها يخالف باطنها ‪ ،‬والظاهر‬ ‫مذهب القرامطة‬
‫له معنى والباطن له معنى آخر‪...‬‬

‫• أتباع واصل بن عطاء سموا بذلك ألنهم‬


‫اعتزلوا مجلس الحسن البصري لما‬
‫اختلف هو وإياهم في حكم مرتكب‬ ‫المعتزلة‬
‫الكبيرة فسموا معتزلة‪.‬‬

‫• يثبتون األسماء دون الصفات‪ ,‬يقولون‪:‬‬


‫سميع لكن ال يتصف بالسمع‪,‬وبصير‬
‫لكن يتصف بالبصر‪ ،‬وهم أكثر غلوا من‬
‫مذهب المعتزلة‬
‫األشاعرة‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫• اتجاه فكرى نشأ فى بالد اليونان قبل‬


‫الميالد بخمسة قرون ‪ ،‬ولقد ظهر لفظ‬
‫سفسطائي قبل عصر السوفسطائيون‬
‫أنفسهم بوقت طويل ‪ ،‬وكان يعني الرجل‬ ‫السفسطائية‬
‫الحكيم الذي أثبت للجمهور قوة باعه في‬
‫األمور العقلية أو أظهر مهارته في جانب‬
‫ما من جوانب النشاط ‪،‬‬

‫• ينكرون كل ما هو ليس بحس ‪.‬‬


‫مذهب‬
‫السفسطائية‬
‫‪12‬‬

‫المناداة تكون من بعيد وبصوت مرتفع ‪,‬والمناجاة من قريب‬


‫وبصوت منخفض‬
‫الممتنع ‪:‬الشيء الذي ال يوجد ويستحيل وجوده‪.‬‬
‫المعدومات ‪:‬الشيء المعدوم لكن ممكن أن يوجد‪.‬‬
‫الجمادات ‪:‬هي التي ال حياة فيها‪.‬‬

‫" النقيضان كما عرفهما أهل المنطق والكالم هما‪:‬‬


‫الشيئان اللذان ال يجتمعان معا وال يرتفعان معا"‬
‫الضدان ‪ :‬هما اللذان ال يجتمعان لكن ربما يرتفعان معا‪ ,‬بخالف النقيضين‬
‫ال يجتمعان معا وال يرتفعان معا فال بد من وجود أحدهما دون اآلخر‪.‬‬
‫العلم الضروري‪ :‬هو الذي يضطر إليه اإلنسان وال يمكن دفعه‬
‫كالسماء فوق األرض أو نور الشمس أقوى من نور المصباح‪.‬‬

‫قوله‪ ( :‬أن الوجود ال بد له من موجد واجب بذاته ‪)..‬‬


‫واجب الوجود بذاته‪ :‬هو الذي ل يقبل الحدوث ول العدم بذاته ل‬
‫بغيره‪ ,‬ال يقبل الحدوث يعني لم يكن معدوم ثم وجد‪,‬وال يقبل العدم‬
‫بعد وجوده‪ ,‬وهذا ال يصدق إال على شيء واحد هو هللا عز وجل‪.‬‬
‫قَدِيم أَ َز ِلي )‬ ‫قوله ‪( :‬‬
‫قديم‪ :‬بمعنى هو األول‪.‬‬
‫القديم ما ال أول له في اصطالح المتكلمين‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫أزلي ‪ :‬تأكيد لقضية ا ِلقدم؛ بأنه ليس له بداية ليس له أول سبحانه‬
‫وتعالى‪.‬‬
‫أنواع ال ِقدم‪:‬‬
‫‪ )1‬قِدم نسبي‪ :‬ك ِقدم الوالد على ابنه متقدم عليه‪.‬‬
‫‪ِ )2‬قدم مطلق‪ :‬هو التقدم على كل شيء وهذا خاص باهلل عز وجل‪.‬‬

‫العلم المحض المقصود به‪ :‬اللفظ الذي ال يدل إال على العلمية وال‬
‫يدل على الوصفية‪.‬‬
‫الترادف‪ :‬اختالف اللفظ واتحاد المعنى‪.‬‬

‫الغالة لما فروا من تشبيه هللا بالموجودات شبهوه بالممتنعات ولي‬


‫بالمعدومات‪.‬‬
‫المعت لة فرو من تشبيهه بالموجودات وشبهوه بالجمادات شبهوه‬
‫بالكائنات الحية الناقصة‪.‬‬

‫الوجود ينقسم إلى قسمين‪:‬‬


‫‪) 1‬حادث ممكن وهو هذا العالم ما سوى هللا عز وجل‪.‬‬
‫‪) 2‬واجب الوجود وهو هللا الذي أوجد هذا العالم‪.‬‬

‫قاعدة عامة يمكن أن يرد بها على أي معطل أيًّا كان تعطيله حتى لو لم‬
‫يعطل إل صفة واحدة‪ ،‬فنرد عليه بهذه القاعدة الجامعة المانعة وهي‪:‬‬
‫‪14‬‬

‫‪ )1‬أن القول في بعض الصفات كالقول في البعض اآلخر‪،‬‬


‫ت َك ْالقَ ْو ِل ِفي الذَّا ِ‬
‫ت‪.‬‬ ‫‪ْ ) 2‬القَ ْو ُل ِفي ِ‬
‫الصفَا ِ‬
‫قاعدة عامة التمثيل والتشبيه المنفي عن هللا أن يوصف الخالق‬
‫بشيء من خصائص المخلوق أو يوصف المخلوق بشيء من‬
‫خصائص الخالق‪.‬‬

‫انواع التمثيل ثالثة وهي‪:‬‬


‫القياس عندنا قياسان‪:‬‬
‫قياس التمثيل‪ :‬وهو إلحاق فرع بأصل لعلة جامعة بينهما‪،‬‬
‫وهذا هو القياس المشهور عند أهل األصول‪ ،‬وهذا ل يجوز أن‬
‫يستخدم في حق هللا عز وجل‪.‬‬
‫قياس الشمول ‪ :‬فهو القياس المكون غالباا من مقدمتين ونتيجة‪,‬‬
‫وهو كما عرفه أهل المنطق‪ :‬ما اشتمل على النتيجة أو نقيضها‬
‫بالقوة ل بالفعل‪ ,‬وهو كما ذكرت غالباا يتكون من مقدمتين كليتين‬
‫ونتيجة‪.‬‬
‫وهذان النوعان من القياس ل يجوز استخدامهما في حق هللا عز وجل لماذا؟‬
‫ألنه يستلزم أن يندرج الخالق والمخلوق تحت أصل وفرع أو تحت قضية كلية‬
‫يستوي أفرادها‪.‬‬

‫المثل األعلى ‪ :‬أن كل كمال ل نقص فيه بوجه من الوجوه‬


‫ثبت للمخلوق فالخالق أولى به‪ ,‬وكل نقص ثبت للمخلوق فالخالق‬
‫أولى بالتنزه عنه‪ ,‬مثال ذلك‪ :‬العلم؛ بالنسبة للمخلوق كمال ل‬
‫نقص فيه بوجه من الوجوه فيجب أن نثبته هلل عز وجل‪ ،‬العجز‬
‫صفة نقص ل كمال فيها ينزه عنه المخلوق فالخالق أولى أن ينزه‬
‫عن هذه الصفة‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫‪ .‬العلة الغائية‪ :‬هي ما يوجد الفعل ألجله ولهذا تدخلها (الم‬


‫التعليل) ضربت زيداا ليتعلم‪ ,‬لماذا ضربنا زيد؟ ألجل التعلم‪.‬‬

‫‪ .‬العلة الفاعلية‪ :‬هي التي يكون بها الفعل ولهذا تدخل عليها‬
‫(باء السببية)‪.‬‬
‫يقابل العلة الغائية العلة الفاعلية‪ ,‬فإذا كتبت شيئا من الفائدة‬
‫العلمية فاليد والقلم والقرطاس هي العلة الفاعلية‪ ,‬أما الفائدة‬
‫العلمية فهي العلة الغائية‪ .‬إذا العلة الغائية أقوى من العلة‬
‫الفاعلية‪.‬‬

‫التركيب في اللغة‪ :‬كون الشيء مكون من شيئين ومنقسم‪.‬‬


‫في اصطَلح الفَلسفة‪ :‬فهو ما يميز فيه وجه عن وجه أو يتميز فيه‬
‫بعضه عن بعض‪ .‬فعندهم تعدد المعاني مثَل‪ :‬السمع البصر الكَلم‬
‫هذا تركيب؛ والتركيب ممتنع على هللا عز وجل‪.‬‬

‫السفسطة هي‪ :‬المغالطة العقلية الظاهرة‬


‫ستِ َوا ُء َم ْعلُو ٌم‬ ‫ع ْن ُه َما ِاال ْ‬ ‫قَا َل َر ِبيعَةُ َو َما ِل ٌك َو َ‬
‫غ ْي ُر ُه َما َر ِض َي ه‬
‫اَّللُ َ‬
‫ان ِب ِه َو ِاجبٌ َوال ُّسؤَا ُل ع َْن ْال َك ْي ِفيه ِة ِب ْدعَةٌ»‬
‫اإلي َم ُ‬‫ف َم ْجهُو ٌل َو ْ ِ‬ ‫َو ْال َك ْي ُ‬

‫الستواء‪ :‬هو العلو والرتفاع‬


‫‪16‬‬

‫الترادف‪ :‬اختَلف اللفظ واتحاد المعنى؛ كاألسد والليث‪،‬‬


‫‪ ،‬أما المتباينة‪ :‬فهي اختَلف اللفظ والمعنى‪- ،‬‬

‫َو ْال ُح ْك ُم لغة‪ُ :‬ه َو ْالفَ ْ‬


‫ص ُل بَ ْي َن ال ه‬
‫ش ْيئ َ ْي ِن‬
‫في الصطَلح‪ :‬فهو إحكام الكَلم وإتقانه بحيث يتميز الصدق فيه‬
‫من الكذب ‪-‬هذا ما يتعلق في األخبار‪ -‬ويتميز الرشد من الغي في‬
‫األوامر‪.‬‬

‫اْلحكام العام‪ :‬هو اْلتقان‪،‬‬

‫نخلُص إلى نتيجة كلية‪ :‬أن اإلحكام العام هو اْلتقان العام الذي‬
‫صف به القرآن‪،‬‬
‫ُو ِ‬

‫وأن التشابه العام الذي ُو ِ‬


‫صف به القرآن هو تماثل الكَلم وتناسبه‬
‫ضا‪.‬‬
‫صدِق بعضه بع ا‬
‫بحيث يُ َ‬

‫ضادهةُ‪َ .‬و ْال ُمتَشَا ِب َهةُ‪ِ :‬ه َي ْال ُمتَ َوا ِفقَةُ‬
‫ْاألَ ْق َوا ُل ْال ُم ْختَ ِلفَةُ ُه َنا‪ِ :‬ه َي ْال ُمتَ َ‬
‫اختَلَفَ ْت ْاألَ ْلفَ ُ‬
‫اظ‬ ‫ون فِي ْال َمعَانِي َوإِ ْن ْ‬
‫َو َهذَا التهشَابُهُ يَ ُك ُ‬
‫يعني التشابه الموصوف به القرآن هنا ل يلزم أن يكون في األلفاظ‬
‫لكن هو متشابه في معانيه وإن اختلفت ألفاظه‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫العالقة بين اإلحكام الخاص والتشابه الخاص‪:‬‬


‫اْلحكام الخاص ُمنا ِقض للتشابه الخاص ولهذا ما جعل هللا عز‬
‫وجل أن القرآن كله محكم إحكام خاص أو متشابه تشابه خاص قال‪:‬‬
‫ب َوأُخ َُر ُمتَشَابِ َه ٌ‬
‫ات﴾‬ ‫ات ُه َّن أ ُ ُّم ْال ِكتَا ِ‬ ‫ل‪ِ ﴿ ،‬م ْنهُ آَيَ ٌ‬
‫ات ُم ْح َك َم ٌ‬

‫ض َال ُل بَنِي آدَ َم ِم ْن قِبَ ِل التهشَابُ ِه» المقصود بالتشابه الخاص وليُ‬
‫َان َ‬
‫ك َ‬
‫التشابه العام‪.‬‬

‫ا‬
‫ضَلل وانحرافاا أهل وحدة الوجود الذين‬ ‫ومن أعظم الطوائف‬
‫يقولون‪ :‬أن الوجود واحد وجود الخالق هو وجود المخلوق‬
‫كبيرا‪.‬‬
‫علوا ا‬‫ووجود المخلوق هو وجود الخالق تعالى هللا عن ذلك ا‬
‫‪18‬‬

‫أقسام‬ ‫أقسام‬
‫اإلتحاد‬ ‫الحلول‬

‫وحُلول خاص‬ ‫حُلول عام‬


‫اتحاد خاص‪.‬‬ ‫اتحاد عام‬

‫كقول بعض النصارى؛‬ ‫كقول أصحاب وحدة‬ ‫كقول بعض قدماء‬


‫اتحد الَلهوت في‬ ‫الوجود‪َّ :‬‬
‫أن هللا هو هذه‬ ‫كقول بعض النصارى؛‬ ‫الجهميَّة‪َّ :‬‬
‫أن هللا‬
‫الناسوت فصارا شيئاا‬ ‫الموجودات‪.‬‬ ‫أن الالهوت ح ّل في‬
‫عز وجل حا ٌّل في‬
‫واحد‪.‬‬ ‫الناسوت كحلول الماء‬
‫كل مكان‪.‬‬
‫في اإلناء‪.‬‬
‫وكقول مثال غالة‬
‫الرافضة‪ :‬أن اإلله ح ّل‬
‫ي وسائر‬ ‫في روح عل ّ‬
‫األئمة‪.‬‬

‫ما الفرق بين الحلول واالتحاد؟ أو الفرق بين الوحدة واالتحاد؟‬


‫أن الشيئين شي ٌء واحد في األصل‪ ، ،‬أما التحاد فعندهم أ َّن‬‫*الوحدة تعني‪َّ :‬‬
‫الشيئين كانا منفصلين ثم صارا شيئاا واحداا‬
‫أن القول بالحلول يتضمن تميز الوجودين وإثباتهما‪,‬‬ ‫ضا من الفروق َّ‬
‫*أي ا‬
‫بمعنى نثبت هذا الموجود ونثبت هذا الموجود‪ ،‬ونميز هذا الموجود ونميز‬
‫هذا الموجود؛ لكن أحد هذين الموجودين ح َّل في اآلخر كمثل الروح والجسد‬
‫واحد‪.‬‬ ‫أما التحاد فَل؛ فليُ ثمة هناك أكثر من وجود‪ ,‬الوجود‬
‫‪19‬‬

‫تصور فيه الشتراك‪ ،‬مثل وجودك أنت‪.‬‬


‫الواحد بالعين‪ :‬هو ما ل يُ َّ‬
‫أما الواحد بالنوع‪ :‬فهو ما يُتَ َّ‬
‫صور فيه الشتراك مثل مطلق الوجود‪،‬‬

‫منشأ الظَلل «أ َ َّن ْال َم ْو ُجودَاتُ ت َ ْشت َ ِركُ ِفي ُم َ‬


‫س َّمى ْال ُو ُجو ِد‪..‬‬

‫المشترك اللفظي‪ :‬ما اتحد لفظه واختلف معناه‬


‫المشترك المعنوي‪ :‬هو ما اتحد لفظه ومعناه على اختَلف تفاوت‬
‫هذا المعنى‪.‬‬

‫اللفظ المتواطئ‪ :‬هي األلفاظ المتفقة في اللفظ والمعنى‪ ,‬مثل‪( :‬إنسان)‬


‫واأللفاظ المشتركة‪ :‬ما اتفقت في اللفظ واختلفت في المعنى‪.‬‬
‫مثل‪(:‬العين)‪.‬‬

‫(أهل التفويض) هم في مقابل (أهل التأويل الفاسد)‬


‫فوض إليه األمر‪ ،‬أي ردَّه إليه وصيَّره إليه وجعله‬
‫معنى التفويض‪ :‬من َّ‬
‫الحاكم فيه‪.‬‬
‫والمراد هنا بالمفوضة‪ :‬من يفوضون معنى نصوص الصفات إلى هللا‬
‫أن معنى هذه النصوص ل يعلمها إل هو سبحانه‬ ‫َّ‬
‫عز وجل‪ ،‬ويزعمون َّ‬
‫مع اعتقادهم َّ‬
‫أن ما يُفهم من ظاهر النص غير مراد‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫*الشيخ أراد أن يبين في الكَلم السابق َّ‬


‫أن كَل الطائفتين (المفوضة‬
‫والمؤولة) وقعتا في التناقض الذي صرف اللفظ عن ظاهره إلى‬
‫معنى آخر‬

‫من ُ‬
‫شبَه نفاة الصفات‪:‬‬
‫شبهة األولى‪ :‬ه‬
‫أن إثبات الصفات يستلزم منه تعدد القدماء‪.‬‬ ‫ال ُ‬
‫شبهة الثانية‪ :‬ه‬
‫أن إثبات الصفات يستلزم التجسيم؛‬ ‫ال ُ‬

‫الشبهة مكونة من هذه المقدمات‪:‬‬


‫المقدمة األولى‪ :‬الصفات ل تقوم إل بجسم متحيز‪.‬‬
‫المقدمة الثانية‪ :‬األجسام متماثلة‪.‬‬
‫ا‬
‫مماثَل‬ ‫عز وجل هذه الصفات للزم أن يكون‬‫النتيجة‪ :‬أنه لو قامت هلل َّ‬
‫لسائر األجسام وهذا هو التشبيه‪.‬‬

‫الجويني رحمه هللا وهو من أئمة األشاعرة‪.‬‬

‫والهيولى ‪ :‬على وزن فعولى؛ وهو أصل الشيء ومادته وهو جوهر‬
‫في الجسم قاب ٌل لما يعرض من التصال والنفصال‬
‫‪21‬‬

‫إذاا الهيولى المقصود بها المادة التي يُر َّكب منها الجسم‪ ,‬فعنده الجسم‬
‫هو ال ُمر َّكب من الهيولى‪.‬‬

‫كتاب درء تعارض العقل والنقل ونقض التأسيُ‪.‬لشيخ اْلسَلم ابن‬


‫تيمية‬

‫يقول الشيخ‪ :‬بسبب االضطراب وعدم فهم الق ْدر المشترك اضطرب‬
‫الناس في هذه المسائل‪،‬‬

‫المقصود بالماهيهة‪ :‬حقيقة الشيء‪ ,‬بمعنى الحقيقة التي هي أصل‬


‫الشيء وأساسه وجوهره وما به قِوا ُمه‪.‬‬

‫شكَك كما عرفوه عبارة عن‪ :‬ما يدل على أشياء فوق واحد‬ ‫وال ُم َ‬
‫معنى واحد تختلف فيما بينها إ َّما بشدة أو ضعف أو تقدم أو‬
‫ا‬ ‫باعتبار‬
‫تأخر؛ كما هي الحال في البياض‪ ,‬يطلق على بياض الثلج ويطلق‬
‫على بياض العاج‪ ،‬كذلك النور يطلق على نور الشمُ ويطلق على‬
‫نور السراج‪.‬‬
‫أو قيل تعريف آخر للمشكك هو‪ :‬اللفظ الدال على معنى يوجد في‬
‫ب مختلفة‪.‬‬
‫أفراده بنس ٍ‬

‫من طرق النفي الباطلة االعتماد على مجرد (نفي التشبيه) فيما‬
‫يُنفى عن هللا عز وجل‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫قاعدة‪َّ :‬‬
‫[أن كل حجة استلزمت نفي ما ثبت بالشرع والعقل فهي‬
‫حجة فاسدة ]‬

‫َّلل فَ ُه َو ُمنَ هزهٌ‬


‫هذه قاعدة عقلية‪ُ :‬ك هل َما نافى ِصفَاتُ ا ْل َك َما ِل الثها ِبتَ ِة ِ ه ِ‬
‫ستَ ْل ِز ُم َن ْف َ‬
‫ي ْاْل َخ ِر‬ ‫ع ْنهُ فَ ِإ هن ثُبُوتَ أَ َح ِد ِ‬
‫الضده ْي ِن يَ ْ‬ ‫َ‬

‫السمعية العقلية‪ :‬أن يأتي القرآن بأدلة عقلية‪.‬‬

‫ع ْق ِليَّةٌ)‬
‫سة ٌ َ‬
‫ي (أ َ ْقيِ َ‬ ‫ْاأل َ ْمثَا ُل ْال َمض ُْروبَةُ فِي ْالقُ ْر ِ‬
‫آن ِه َ‬

‫مسائل األُلوهية‪ ،‬ومسائل النبوة‪ ،‬ومسائل المعاد‪ ،‬بعض‬


‫المتكلمين يزعم أنها مسائل أصول عقلية؛ ألنها ل ت ُ ْعلَم إل‬
‫بالعقل‪ ،‬وهذا خطأ فادح؛ ألنها تُعلم بالشرع وت ُ ْعلم بالعقل‪-‬‬

‫ِين ْال َع ْق ِل َوتَ ْق ِبي َحهُ د ِ‬


‫َاخ ٌل ِفي األصول‬ ‫ع ُم‪ :‬أ َ هن تَ ْحس َ‬
‫المعتزلة‪ -‬تَ ْز ُ‬
‫العقلية‪-‬‬

‫وث ْالعَالَ ِم ِم ْن َه ِذ ِه ْاألُصُو ِل –أي حدوث العالم لم‬


‫األشاعرة ‪ -‬أَ هن ُحدُ َ‬
‫يُ ْعلم إل بالعقل‬

‫الر ْؤيَ ِة ‪ :‬يَثْب ُ‬


‫ُت ِب ْالعَ ْق ِل‬ ‫إمْ ك ُ‬
‫َان ُّ‬
‫‪23‬‬

‫دليلهم األول‪ :‬أن كل موجود تصح رؤيته‪.‬‬


‫دليلهم الثاني‪َ « :‬و ِم ْن ُه ْم َم ْن أَثْ َبتَ َها ِبأ َ َّن ُك َّل قَا ِئ ٍم ِبنَ ْف ِس ِه يُ ْم ِك ُن ُرؤْ َيتُهُ ‪،‬‬
‫الر ْؤيَ ِة ِبغَ ْي ِر َهذَ ْي ِن ه‬
‫الط ِريقَ ْي ِن ِبت َ ْقس ِ‬
‫ِيم دَائِ ٍر بَ ْي َن‬ ‫ات ُّ‬‫ويُمْ ِك ُن إثْبَ ُ‬
‫ت‬‫اإلثْبَا ِ‬
‫النه ْفي ِ َو ْ ِ‬

‫سنه ِة‬
‫ظ ِار ال ُّ‬ ‫سلُ ُك َها ْاألَئِ همةُ َو َم ْن اتهبَعَ ُه ْم ِم ْن نُ ه‬
‫ق الهتِي يَ ْ‬ ‫ِم ْن ُّ‬
‫الط ُر ِ‬
‫ب‪ :‬أَنههُ لَوْ لَ ْم يَ ُك ْن َموْ صُوفًا ِب ِإ ْحدَى ِ‬
‫الصفَت َ ْي ِن‬ ‫ِفي َهذَا ْالبَا ِ‬
‫صافُهُ بِ ْاأل ُ ْخ َرى‬‫ْال ُمتَقَابِلَت َ ْين‪ :‬لَلَ ِز َم اتِ َ‬

‫فاإليمان بالقضاء والقدر متضمن لإليمان بهذه المراتب‬


‫األربع‪ :‬اْليمان بالعلم‪ ،‬واْليمان بالكتابة‪ ،‬واْليمان بعموم‬
‫المشيئة‪ ،‬واْليمان بعموم الخلق‪:‬‬

‫عرفها شيخ اْلسَلم في كتابه العبودية هي‪ :‬اسم‬‫العبادة كما َّ‬


‫جامع لكل ما يحبه هللا ويرضاه من األقوال واألعمال الظاهرة‬
‫والباطنة‬
‫العبادة تتضمن أمرين ‪:‬‬
‫األمر األول‪ :‬كمال الذل هلل عز وجل‪ ،‬كمال النقياد‪ ،‬كمال‬
‫الستكانة هلل عز وجل‪.‬‬
‫األمر الثاني‪ :‬كمال الحب له سبحانه وتعالى‬
‫‪24‬‬

‫ثالثة أمور تدل على أن دين الرسل واحد ذكرها الشيخ فيما‬
‫ذكر سابقا‪:‬‬
‫أن حقيقة دعوتهم واحدة وهي حقيقة اْلسَلم‪ ،‬أصل‬ ‫‪-1‬‬
‫دعوة الرسل واألنبياء واحد‪.‬‬
‫‪ -2‬أن أولهم يبشر بآخرهم ويؤمن به‪ ،‬وآخرهم يصدق‬
‫بأولهم ويؤمن به‪.‬‬
‫‪ -3‬أن اْليمان بهم متَلزم؛ فمن كفر بأحدهم فقد كفر‬
‫بالجميع ومن آمن بأحدهم لزمه اْليمان بالجميع‪.‬‬

‫الشرك هو‪ :‬تسوية غير هللا باهلل فيما هو من خصائص هللا‪،‬‬


‫أما الشرك في توحيد العبادة توحيد األلوهية الذي جاءت به‬
‫الرسل بأن يصرف شيء من أنواع العبادة لغير هللا سبحانه‬

‫الثهنَوية ‪ :‬هم المجوس‪ ،‬سموا بالثنوية؛ ألنهم يقولون‬


‫بإلهين اثنين‪.‬‬

‫السبب الذي أورد فيه هذه المسألة‪ :‬أن المشركين كانوا‬


‫يعترفون ويقرون بتوحيد الربوبية‪ ،‬وأنه لم ينقل عن أحد من‬
‫األمم أنه أثبت شري اكا مساوياا هلل عز وجل في عبادته أو في‬
‫صفاته‬
‫‪25‬‬

‫المتكلمون‪ :‬األشاعرة‪ ،‬المعتزلة‪ ،‬الكَلبية‪ ،‬الجهمية‬


‫َ‬
‫غايَت ُ ُه ْم أ َ ْن يَ ْجعَلُوا التهوْ ِحيدَ ث َ َالثَة أ َ ْن َو ٍ‬
‫اع‬ ‫َ‬
‫احدٌ فِي ذَاتِ ِه َال قَسِي َم لَهُ ‪َ ،‬و َو ِ‬
‫احدٌ فِي ِصفَاتِ ِه َال‬ ‫ون‪ُ :‬ه َو َو ِ‬‫فَيَقُولُ َ‬
‫احدٌ فِي أ َ ْفعَا ِل ِه َال ش َِريكَ لَهُ –‬ ‫ش ِبيهَ لَهُ ‪َ ،‬و َو ِ‬
‫َ‬
‫فأعظم أنواع التوحيد الذي اتفقت الرسل في تحقيقه ودعوة‬
‫الناس إليه ل وجود له عند المتكلمين‪-‬‬

‫أخطاء المتكلمين في توحيد الربوبية‪:‬‬


‫الخطأ األول‪ :‬ظنهم أنه هو المطلوب من المكلفين‪ ،‬وهو‬
‫المقصود بدعوة الرسل‪ ،‬فيزعمون أن هذا هو النوع المطلوب‬
‫تحقيقه من المكلفين وهو المقصود بدعوة الرسل‪.‬‬
‫الخطأ الثاني‪ :‬ظنهم أن هذا التوحيد هو معنى ل إله إل هللا ‪ ،‬إذ‬
‫معنى ل إله إل هللا ل خالق إل هللا‪.‬‬
‫الخطأ الثالث ‪ :‬أنهم جعلوه هو الغاية وأهملوا توحيد العبادة ‪-‬‬

‫التوحيد عند الجهمية والقرامطة والفَلسفة نفي أسماء هللا‬


‫الحسنى‬
‫‪26‬‬

‫ف َو ْال ُم ْنتَ ِس ِبينَ إلَى ْال َم ْع ِرفَ ِة‬ ‫ف ِم ْن أ َ ْه ِل الت َّ َ‬


‫ص ُّو ِ‬ ‫ط َوائِ ُ‬ ‫َ‬
‫ق َوالت َّ ْو ِحي ِد غَايَةُ َما ِع ْندَ ُه ْم ِم ْن الت َّ ْو ِحي ِد ُه َو ُ‬
‫ش ُهودُ‬ ‫َوالت َّ ْح ِقي ِ‬
‫َهذَا الت َّ ْو ِحي ِد ‪ -‬أي توحيد الربوبية‬

‫النجارية‪ :‬أتباع أبي عبد هللا الحسين بن محمد النجار ‪،‬‬


‫والضرارية‪ :‬أتباع ضرار بن عمرو القاضي‪ -‬يَ ْقرب َ‬
‫ُون‬
‫سائِ ِل ْالقَد َِر ‪ -‬فهم جبرية‪-‬‬
‫ِم ْن َج ْه ٍم فِي َم َ‬
‫ان فهم مرجئة؛‬ ‫اإلي َم ِ‬‫َو ْ ِ‬
‫ألن مذهب الجهم في مسألة اْليمان اْلرجاء ‪َ -‬م َع‬
‫ت‪-‬‬ ‫ضا ِفي نَ ْفي ِ ِ‬
‫الصفَا ِ‬ ‫اربَ ِت ِه ْم لَهُ أ َ ْي ً‬
‫ُمقَ َ‬

‫س ِعي ِد ب ِْن ِك ََل ٍ‬


‫ب‬ ‫ع أ َ ِبي ُم َح َّم ٍد َع ْب ِد َّ ِ‬
‫اَّلل ب ِْن َ‬ ‫والكالبية‪ُ :‬ه ْم أَتْبَا ُ‬
‫طتَهُ ‪،‬‬‫ي ُخ ه‬ ‫سلَكَ ْاأل َ ْ‬
‫شعَ ِر ُّ‬ ‫الهذِي َ‬
‫س ِبيِ‪َ ،‬وأ َ ِبي ْالعَب ِ‬
‫َّاس‬ ‫ث ْال ُم َحا َ‬ ‫ار ِ‬ ‫ب ‪ْ :‬ال َح ِ‬ ‫اب ا ْب ُن ِك َال ٍ‬ ‫َوأ َ ْ‬
‫ص َح ُ‬
‫خير ِم ْن ْاأل َ ْشعَ ِريَّ ِة في باب الصفات وفي باب‬ ‫القَلنسي ٌ‬
‫اْلرجاء وباب األسماء واألحكام وفي باب القدر‬

‫والكرامية ‪ -‬أتباع أبي عبد هللا محمد بن كرام قولهم في‬


‫ان َو ِإ ْن َكانَ َم َع‬
‫س ِ‬‫الل َ‬ ‫اْليمان قول منكر َجعَلُوا ْ ِ‬
‫اْلي َمانَ قَ ْو َل ِ‬
‫ق ْالقَ ْل ِ‬
‫ب وفي مسألة القدر والوعد والوعيد هم أقرب‬ ‫َعدَ ِم ت َ ْ‬
‫صدِي ِ‬
‫ألهل السنة من الطوائف األخرى‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫ُون قَوْ َل َج ْه ٍم ‪ -‬يعني‬ ‫ت َويُقَ ِارب َ‬


‫الصفَا ِ‬
‫ون ِ‬‫ْال ُم ْعت َ ِزلَةُ فَ ُه ْم يَ ْنفُ َ‬
‫ون ْالقَد ََر ‪-‬‬
‫يوافقون جهم في القول بنفي الصفات ‪ -‬لَ ِكنه ُه ْم يَ ْنفُ َ‬
‫بمعنى ينفون عموم مشيئة هللا وعموم خلقه‬

‫مقارنة بين المعتزلة والجهمية‪:‬‬


‫يقول‪ :‬المعتزلة خير من الجهمية؛ ألنهم يقرون باألمر‬
‫والنهي والوعد والوعيد وإن كانوا يكذبون بالقدر‪،‬‬
‫بخَلف الجهمية يثبتون القدر لكنهم يكذبون باألمر‬
‫والنهي والوعد والوعيد‪- .‬‬

‫ين َم ْن يَ ْن ِفي‬
‫ص َحابَ ِة َوالتها ِب ِع َ‬ ‫**لَ ْم يَ ُك ْن فِي َز َم ِن ال ه‬
‫ْاألَمْ َر َوالنه ْه َي َو ْال َو ْعدَ َو ْال َو ِعيدَ‬

‫الميزان الذي نعرف أن القدرية أخف بدعة من الجهمية‪:‬‬


‫القدرية ظهروا قبل الجهمية ظهروا في زمن الصحابة‪ ،‬وكلما‬
‫كانت البدعة أقرب إلى زمن النبوة كلما كانت أخف‪ ،‬وكلما‬
‫ابتعد ظهورها عن زمن النبوة كلما كانت أسوأ‪ ،‬وهذه قاعدة‬
‫أخرى‪ ،‬فإنكار األمر والنهي والوعد والوعيد هذا لم يظهر إل‬
‫متأخرا بعد زمن الصحابة بخَلف إنكار القدر فإنه ظهر في‬
‫ا‬
‫زمن الصحابة‪.‬‬
‫‪28‬‬

‫مقارنة بين المتصوفة والمعتزلة ‪:‬‬


‫ص ِوفُون يشهدون الحقيقة الكونية أن كل شيء جرى إنما‬
‫ْال ُمت َ َ‬
‫هو بخلق هللا وقدره ومشيئته يضعف عندهم األمر والنهي؛‬
‫شر من القدرية المعتزلة ونحوهم‪.‬‬
‫ولهذا هم ٌ‬
‫القدرية شبههم بالمجوس؛ ألنهم أثبتوا خالقين مع هللا‪،‬‬
‫والمجوس قالوا‪ :‬أن خالق العالم اثنين‪.‬‬
‫المتصوفة الذين يشهدون الحقيقة الكونية ويضعف عندهم‬
‫األمر والنهي يشبههم بالمشركين ‪ -‬الهذ َ‬
‫ِين قَالُوا‪﴿ :‬لَوْ شَا َء ه‬
‫اَّللُ‬
‫َما أ َ ْ‬
‫ش َر ْكنَا َو َال آَبَا ُؤنَا َو َال َح هرمْ نَا ِم ْن ش َْيءٍ ﴾‪.‬‬
‫ون ش ٌَّر ِم ْن ْال َمج ِ‬
‫ُوس ‪ -‬بَل شك ولهذا النبي صلى‬ ‫َو ْال ُم ْ‬
‫ش ِر ُك َ‬
‫هللا عليه وسلم قال في المجوس‪( :‬سنوا بهم سنة أهل الكتاب)‬
‫فتؤخذ منهم الجزية بخَلف المشركين ل يقبل منهم إل اْلسَلم‬
‫أو السيف‪.‬‬

‫اإليتاء هذا متأتي للخلق‪ ،‬أما التوكل فَل يكون إل على هللا‬

‫معنى الحسب‪ :‬الكافي فمعنى قول هللا عز وجل‪﴿ :‬يَا أَيُّ َها‬
‫اَّللُ َو َم ِن اتَّبَعَ َك﴾ أي حسبك أنت وحسب من‬ ‫النَّ ِب ُّ‬
‫ي َح ْسبُ َك َّ‬
‫اتبعك هو هللا سبحانه وتعالى‬
‫‪29‬‬

‫أهل الضَلل الذين خالفوا أهل السنة في مسألة القضاء والقدر‬


‫ثَلث فرق‪ :‬مجوسية‪ ،‬إبليسية‪ ،‬ومشركية‪.‬‬

‫اَّلل َو ِإ ْن آ َمنُوا ِبأ َ ْم ِر ِه َونَ ْه ِي ِه‪-‬‬ ‫سيهةُ‪ :‬الَّذِينَ َكذَّبُوا ِبقَدَ ِر َّ ِ‬ ‫فَ ْال َمجُو ِ‬
‫كذبوا بعموم القدر لكنهم آمنوا بشرع هللا‪ -‬فَغُ ََلت ُ ُه ْم أ َ ْن َك ُروا ْال ِع ْل َم‬
‫وم َمشِيئَتِ ِه َوخ َْل ِق ِه َوقُ ْد َرتِ ِه‬ ‫ع ُم َ‬‫صدت ُه ْم أ َ ْن َك ُروا ُ‬ ‫اب‪ -‬و ُم ْقت َ ِ‬ ‫َو ْال ِكت َ َ‬
‫َو َه ُؤ َل ِء ُه ْم ْال ُم ْعت َ ِزلَةُ َو َم ْن َوافَقَ ُه ْم‬

‫اء َو ْالقَدَ ِر َوأ َ ْن َك ُروا ْاأل َ ْم َر‬


‫ض ِ‬‫المشركية‪ :‬الَّذِينَ أَقَ ُّروا ِب ْالقَ َ‬
‫سيَقُو ُل الَّذِينَ أ َ ْش َر ُكوا لَ ْو شَا َء َّ‬
‫اَّللُ َما‬ ‫ي قَا َل هللا تَعَالَى‪َ ﴿ :‬‬ ‫َوالنَّ ْه َ‬
‫احت َ َّج َعلَى‬ ‫أ َ ْش َر ْكنَا َو َل آَبَا ُؤنَا َو َل َح َّر ْمنَا ِم ْن َش ْيءٍ ﴾ ‪ -‬فَ َم ْن ْ‬
‫ت َ ْع ِطي ِل ْاأل َ ْم ِر َوالنَّ ْهي ِ ِب ْالقَدَ ِر فَ ُه َو ِم ْن َه ُؤ َل ِء َو َهذَا قَ ْد َكث ُ َر فِي َم ْن‬
‫يَدَّ ِعي ْال َح ِقيقَةَ ِم ْن ‪.‬‬

‫اإلبليسية َو ُه ْم الَّذِينَ أَقَ ُّروا ْاأل َ ْم َري ِْن ‪ -‬أقروا بالقضاء والقدر‬
‫ضا ‪َ -‬جعَلُوا َهذَا تَنَاقِ ا‬
‫ضا‬ ‫وباألمر والنهي‪ -‬لَ ِك ْن َجعَلُوا َهذَا تَنَا ِق ا‬
‫س ْب َحانَهُ َوتَعَالَى‪ -‬شبههم بإبليُ؛ أثبت القضاء والقدر‬ ‫ب ُ‬ ‫الر ِ‬‫ِم ْن َّ‬
‫يم﴾ هذا‬ ‫ط َك ْال ُم ْست َ ِق َ‬‫ص َرا َ‬ ‫ب ِب َما أ َ ْغ َو ْيتَنِي ‪َ ،‬أل َ ْقعُدَ َّن لَ ُه ْم ِ‬
‫﴿ر ِ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫طعَنُوا فِي ِح ْك َمتِ ِه‬ ‫تناقض منك يا رب تعالى هللا عن ذلك‪َ -‬و َ‬
‫يُ ُمقَ ِد ِم ِه ْم ؛ َك َما نَقَلَهُ أ َ ْهل‬
‫َو َع ْد ِل ِه َك َما يُ ْذ َك ُر ذَ ِل َك َع ْن إ ْب ِل َ‬
‫صودُ أ َ َّن َهذَا ِم َّما يقوله‬ ‫ب َو ْال َم ْق ُ‬‫ت َونُ ِق َل َع ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬ ‫ْال َمقَ َال ِ‬
‫ض ََل ِل»‬ ‫أ َ ْه ُل ال َّ‬
‫‪30‬‬

‫ان ‪ -‬إثبات عموم القضاء والقدر‬ ‫ِم ْن أُصُو ِل ْ ِ‬


‫اإلي َم ِ‬

‫السمندل والياقوت؛‬
‫الياقوت‪ :‬من أشد أنواع األحجار‪ ،‬والسمندل نوع من الدهن‬
‫وهو طائر ينطلي بالدهن ل يحترق‬

‫اس‪ُ ( :‬ه َو ِن َظا ُم التهوْ ِحيدِ) ‪-‬أي‪ :‬القدر‪-‬‬ ‫َك َما قَا َل ا ْب ُن َ‬
‫عبه ٍ‬

‫الطائِفَتَي ِْن اللَّتَي ِْن أَثْبَتَتا ْال ُحسْنَ َو ْالقُ ْب َح ْالعَ ْق ِليَّي ِْن أ َ ْو ال َّ‬
‫ش ْر ِعيَّي ِْن‬ ‫َّ‬
‫ت»‬ ‫ط ْ‬ ‫ع ْن َهذَا ْال ِق ْس ِم َ‬
‫غ ِل َ‬ ‫َوأَ ْخ َر َجتَاهُ َ‬
‫الطائفة األولى‪ :‬المعتزلة‪ ،‬والطائفة الثانية‪ :‬األشاعرة‪.‬‬

‫والذين نفوا التحسين والتقبيح العقلي‪ -‬أُولَ ِئكَ لَ ْم يُفَ ِرقُوا‬


‫‪ -‬وهم الجبرية‪-‬‬

‫الفناء من المصطلحات الصوفية يراد به ثالثة أمور‪-:‬‬


‫األول‪:‬الفناء الشرعي‪ ،‬أن يفنى عن الشيء الذي لم يأمر هللا‬
‫به بفعل أمره سبحانه وتعالى بطاعته عن طاعة غيره‪،‬‬
‫وبمحبته عن محبة غيره‬
‫الثاني‪ :‬يفنى بمشاهدة األشياء فيصبح ل يشاهد إل هللا عز‬
‫وجل‬
‫‪31‬‬

‫الثالث‪ :‬الفناء عن وجود ما سوى هللا‪ ،‬بمعنى يغيب بعقله‬


‫ويفنى عن هذه الموجودات كلها ول يشاهد إل وجود هللا‬

‫اْلنسان مأمور بفعل األمر وبترك المنهي عنه والصبر على‬


‫القدر والستغفار‬
‫لبد في (األمر) من أصلين‪ :‬فعل ما أمر به والستغفار‪-‬‬

‫إذن في القدر ال بد له أيضا من أصلين‪:‬‬


‫األصل األول‪ :‬الستعانة باهلل عز وجل‪ ،‬والتوكل عليه‪،‬‬
‫والدعوة إليه‪ ،‬والرغبة إليه‪ ،‬والستعاذة به‪ ،‬والفتقار إلى هللا‬
‫عز وجل في فعل كل ما أُمر به وترك كل ما نهي عنه‪.‬‬
‫األصل الثاني‪ :‬الصبر على القدر وعلى فعل المأمور وعلى‬
‫ترك المنهي وعلى ما تأتي به المقادير وعلى أذية الناس‪-.‬‬

‫صلَ ْي ِن‬ ‫س ْب َحانَهُ بَ ْي َن ْاأل َ ْ‬ ‫« مواضع َج َم َع ه‬


‫اَّللُ ُ‬
‫(( األمر والقدر ))‬
‫ين﴾ ‪-‬هذا هو‬ ‫ست َ ِع ُ‬‫َكقَوْ ِل ِه تعالى‪﴿ :‬إيهاكَ نَ ْعبُدُ ‪-‬هذا األمر‪َ -‬و ِإيهاكَ نَ ْ‬
‫علَ ْي ِه﴾‪-‬هو‬‫القدر ‪َ -‬وقَوْ ِل ِه تعالى‪﴿ :‬فَا ْعبُ ْدهُ ‪-‬هذا األمر‪َ -‬وت َ َو هك ْل َ‬
‫ت ‪-‬هذا القدر‪َ -‬و ِإلَ ْي ِه أُنِ ُ‬
‫يب﴾ ‪-‬‬ ‫علَ ْي ِه ت َ َو هك ْل ُ‬
‫القدر‪ -‬وقوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫اَّللَ ‪-‬هذا هو األمر‪-‬‬ ‫ق ه‬ ‫﴿و َم ْن يَت ه ِ‬ ‫هذا األمر‪ -‬وقوله تعالى‪َ :‬‬
‫‪32‬‬

‫ِب َو َم ْن يَت َ َو هك ْل‬


‫ث َال يَ ْحتَس ُ‬‫يَ ْجعَ ْل لَهُ َم ْخ َرجًا َويَ ْر ُز ْقهُ ِم ْن َح ْي ُ‬
‫اَّللَ بَا ِل ُغ أَمْ ِر ِه قَ ْد َجعَ َل ه‬
‫اَّللُ‬ ‫إن ه‬ ‫سبُهُ ‪-‬هذا القدر‪ -‬ه‬ ‫اَّلل فَه َُو َح ْ‬
‫علَى ه ِ‬ ‫َ‬
‫ِل ُك ِل ش َْيءٍ قَ ْد ًرا﴾‬

‫أقسام الناس في عبادة هللا عز وجل واستعانته‪-:‬‬


‫ون يجمعون بين العبادة والستعانة‪-‬‬ ‫ون ْال ُمتهقُ َ‬‫ْال ُم ْؤ ِمنُ َ‬
‫ص ْب ٍر فَت َ ِجدُ ِع ْندَ أ َ َح ِد ِه ْم‬
‫ستِعَانَ ٍة َو َال َ‬ ‫َو َطائِفَةٌ ت َ ْعبُدُهُ ِم ْن َ‬
‫غ ْي ِر ا ْ‬
‫س لَ ُه ْم ت َ َو ُّك ٌل‬‫سنه ِة؛ لَ ِك ْن لَ ْي َ‬‫وم ال ُّ‬ ‫ع َولُ ُز ِ‬ ‫ْ‬ ‫ت َ َح ِريًا ِل ه‬
‫ع ِة َوال َو َر ِ‬‫لطا َ‬
‫يه ْم ع َْج ٌز َو َج َز ٌ‬
‫ع‪.‬‬ ‫س ِتعَانَةٌ َو َ‬
‫ص ْب ٌر؛ بَ ْل ِف ِ‬ ‫َوا ْ‬
‫ستِقَا َم ٍة ‪-‬يعني‬ ‫ص ْب ٌر ِم ْن َ‬
‫غ ْي ِر ا ْ‬ ‫ستِعَانَةٌ َوت َ َو ُّك ٌل َو َ‬
‫يه ْم ا ْ‬ ‫ٌ‬
‫َو َطائِفَة‪ :‬فِ ِ‬
‫علَى ْاألَمْ ِر َو َال ُمتَابَعَ ٍة ِلل ُّ‬
‫سنه ِة فَقَ ْد يُ َم هك ُن‬ ‫الطاعة عندهم ضعيفة ‪َ -‬‬
‫اطنًا َو َظا ِه ًرا َويُ ْع َطى ِم ْن‬ ‫ع ِم ْن ْال َحا ِل بَ ِ‬ ‫ون لَهُ نَوْ ٌ‬ ‫أ َ َحدُ ُه ْم َويَ ُك ُ‬
‫ف ْاألَوه ُل َولَ ِك ْن َال‬ ‫الص ْن ُ‬
‫طه ُ ِ‬ ‫ت َما لَ ْم يُ ْع َ‬ ‫ت َوالتهأْثِ َ‬
‫يرا ِ‬ ‫شفَا ِ‬‫ْال ُمكَا َ‬
‫عَا ِقبَةَ لَهُ ‪ -‬يعني كثرة الستعانة منه والصبر قد يعطى شيء‬
‫من المكاشفات‪ ،‬لكن ليُ هو أفضل من القسم األول ‪ -‬فَ ِإنههُ‬
‫ين َو ْالعَاقِبَةُ ِللمتقين؛‬ ‫س ِم ْن ْال ُمت ه ِق َ‬ ‫لَ ْي َ‬
‫س ْدهُ‬ ‫وإن لَ ْم ي ُْف ِ‬
‫اق؛ ْ‬ ‫َولَ ِكنههُ ُم ْ‬
‫ست َ ِم ٌّر بَ ٍ‬ ‫ض ِعيفٌ‬ ‫ون لَ ُه ْم د ٌ‬
‫ِين َ‬ ‫فَ ْاألَوه لُ َ‬
‫التي قبل هذا ‪َ -‬و ْالعَ ْج ِز؛ َو َه ُؤ َال ِء‬ ‫ع ‪-‬الطائفة‬ ‫ْ‬
‫احبُهُ ِبال َج َز ِ‬‫ص ِ‬ ‫َ‬
‫ق فِي ِه ْاألَمْ َر‬ ‫َال يَ ْبقَى لَهُ هإال َما َوافَ َ‬ ‫ِأل َ َح ِد ِه ْم َحا ٌل َوقُوه ةٌ‪َ ،‬ولَ ِك ْن‬
‫‪33‬‬

‫س ِام ‪-‬القسم الرابع‪َ -‬م ْن َال يَ ْعبُدُهُ َو َال‬ ‫سنهةَ َوش َُّر ْاأل َ ْق َ‬‫َواتهبَ َع فِي ِه ال ُّ‬
‫َّلل َو َال أَنههُ ِبا َ ه ِ‬
‫َّلل»‬ ‫ش َهدُ أ َ هن عمله ِ ه ِ‬ ‫ست َ ِعينُهُ؛ فَه َُو َال يَ ْ‬
‫يَ ْ‬

‫الشيخ يلخص الكالم المتقدم إن المعتزلة خير من الجبرية‬


‫في كونهم عظموا األمر والنهي‪:‬‬
‫شأَتا ِم ْن ْالبَ ْ‬
‫ص َر ِة‪...‬‬ ‫َو ِك ْلتَا ه‬
‫الطائِفَت َ ْي ِن نَ َ‬

‫َان ِم ْن ُك ْم‬
‫ع ْنهُ يَقُولُ‪َ ( :‬م ْن ك َ‬ ‫سعُو ٍد َر ِض َي ه‬
‫اَّللُ َ‬ ‫اَّللِ ْب ُن َم ْ‬
‫ع ْبدُ ه‬ ‫َان َ‬‫َوك َ‬
‫علَ ْي ِه ْال ِفتْنَةُ؛‬
‫ست َ هن بِ َم ْن قَ ْد َماتَ فَ ِإ هن ْال َح هي َال ت ُ ْؤ َم ُن َ‬
‫ستَنًّا فَ ْليَ ْ‬
‫ُم ْ‬
‫سله َم‪)...‬‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬
‫اَّللُ َ‬ ‫اب محمد َ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫أُولَئِكَ أ َ ْ‬

‫سله َم‪:‬‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬


‫اَّللُ َ‬ ‫قَا َل النهبِ ُّي َ‬
‫ضالُّ َ‬
‫ون)‬ ‫ارى َ‬
‫ص َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َوالنه َ‬ ‫ضوبٌ َ‬ ‫ْ‬
‫(اليَهُودُ َم ْغ ُ‬
‫ق َولَ ْم يَت ه ِبعُوهُ‬ ‫ْاليَهُودَ ع ََرفُوا ْال َح ه‬
‫اَّللَ ِبغَ ْي ِر ِع ْل ٍم‪،‬‬
‫عبَدُوا ه‬ ‫ارى َ‬ ‫َوالنه َ‬
‫ص َ‬

You might also like