You are on page 1of 33

‫جامعة الملك عبد العزيز‬

‫ابرنامج لدراسات العليا التربوية‬

‫اضطرابات اللغة‬
‫اضطرابات اللغة‬
‫عرف بعض الباحثين اللغة بأنها قدرة ذهنية مكتسبة تشتمل على نسق يتكون من رموز‬ ‫‪‬‬
‫اعتباط ية منطو قة يتوا صل ب ها أفراد مجت مع ما ‪ ،‬ويتض من هذا التعر يف مجمو عة من‬
‫الحقائق التي توضح طبيعة اللغة ‪ ،‬ومن هذه الحقائق‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن اللغة قدرة ذهنية تتكون من مجموع المعارف اللغوية بما فيها المعاني ‪ ،‬والمفردات ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والصوات ‪ ،‬والقواعد‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن اللغة قدرة مكتسبة ‪ ،‬بمعنى أن الطفل يولد ولديه استعداد فطري لكتسابها ‪ ،‬فهو‬ ‫‪‬‬
‫يتعلم ويكتسب اللغة المحكية في بيئته‪.‬‬
‫ت‪ -‬أن هذه القدرة المكتسبة في طبيعتها تتجلى في نسق متفق عليه أو متعارف عليه بين‬ ‫‪‬‬
‫الناس ‪ ،‬فاللغة نظام محكوم بمستويات مختلفة ‪ ،‬وهي‪ :‬النظام الصوتي ‪ ،‬والنظام الصرفي ‪،‬‬
‫والنظام النحوي ‪ ،‬والنظام الدللي ‪ ،‬والنظام البراجماتي )المعتوق ‪ .(1996 ،‬ولعل التعريف‬
‫الكثر شمول ل هو تعريف الجمعية المريكية للسمع والنطق واللغة )– ‪American Speech‬‬
‫‪ ( Language Association ASHA‬وهو أن ” اللغة نظام معقد ومتغير من الرموز‬
‫الصطلحية المستخدمة بأشكال عدة في التفكير والتواصل ‪ ،‬وأهم ما يميز اللغة ما يلي‪:‬‬
‫اللغة تتطور ضمن سياق تاريخي واجتماعي وثقافي محدد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اللغة سلوك محكوم بقواعد يجب أن تتحد على القل بخمسة أنظمة هي‪ :‬النظام الصوتي ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والنظام الصرفي ‪ ،‬والنظام النحوي ‪ ،‬والمحتوى والسياق‪.‬‬
‫يتحدد تع لم الل غة وا ستخدامها بتفا عل العوا مل البيولوج ية ‪ ،‬والمعرف ية والنف سية ‪ ،‬والجتماعية ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والبيئية‪.‬‬
‫الستخدام الفعال للغة في التواصل يتطلب فهما ل واسعال للتفاعل النساني وما يتضمنه من عوامل‬ ‫‪‬‬
‫م صاحبة كالتلميحات غ ير اللفظ ية ‪ ،‬والدوا فع ‪ ،‬والقوا عد الجتماع ية ‪ ،‬والثقافية )‪owens ,‬‬
‫‪.(1996‬‬
‫وبنا لء على ما تقدم يمكن استخلص المواصفات التالية للغة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫اللغة وسيلة تواصل‪ :‬أي أنها ليست غاية في ذاتها وإنما هي أداة يتواصل بها أفراد مجتمع معين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ترتبط في تكوين اللغة عوامل فسيولوجية خاصة متمثلة في تركيب الذن ‪ ،‬والجهاز العصبي ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والمخ ‪ ،‬والجهاز الصوتي لدى النسان‪.‬‬
‫اللغة مكتسبة‪ :‬أي أنها تتكتسب ول تولد مع الطفل ‪ ،‬ولكن الطفل يولد ولديه الستعداد الفطري‬ ‫‪‬‬
‫لكتسابها‪.‬‬
‫اللغة اجتماعية‪ :‬أي أنها تتمثل في نسق متفق أو متعارف عليه بين أفراد جماعة ما‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اللغة الستقبالية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يشير مصطلح اللغة الستقبالية إلى فهم واستيعاب اللغة ‪ ،‬فالستيعاب هو الستقبال ‪ ،‬وتمثل اللغة‬ ‫‪‬‬
‫الستقبالية القدرة على فهم اليماءات والكلم واللغة المكتوبة ‪ ،‬كما تتمثل اللغة الستقبالية في‬
‫قدرة الدماغ البشري على استقبال الرسائل اللغوية من قنوات الحس المختلفة ومن ثم تحليلها ‪،‬‬
‫وفهمها ‪ ،‬واستيعابها‪.‬‬
‫اللغة التعبيرية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يشير مصطلح اللغة التعبيرية إلى إنتاج اللغة ‪ ،‬فالكلم هو التعبير ‪ ،‬ويتمكن الفرد باستخدامه للغة‬ ‫‪‬‬
‫التعبيرية من التعبير عن الفكار والمشاعر والنفعالت بأساليب وطرق متعددة وهي مرتبطة بشكل‬
‫أساسي بالعمر الزمني ‪ ،‬فقد يعبر الطفل الرضيع عن مشاعره وخواطره باليماءات وحركات الجسد ‪،‬‬
‫ويعبر الطفل الرضيع بالبكاء عن حاجاته ورغباته كالجوع أو اللم‪.‬‬
‫مكونات اللغة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .1‬النظام الصوتي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .2‬النظام الصرفي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .3‬النظام النحوي‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ .4‬النظام الدللي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .5‬السياق‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وسوف نستعرض باختصار هذه المكونات‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫النظام الصوتي الوظيفي‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪‬‬

‫وهو النظام الذي تنتظم فيه الصوات الساسية وتتم فيه دراسة نماذج الصوات وكيفية تناسقها‬ ‫‪‬‬
‫لتكون في النهاية الكلمات والجمل في لغة ما ‪ ،‬أو النظمة الصوتية المجتمعة معا ل والتي تحكم‬
‫طريقة ترتيب الصوات في الكلمة كي تخرج بشكل مقبول لدى متحدثي اللغة‪.‬‬
‫فالصوات عبارة عن صور موجودة في الدماغ ويطلق على كل صورة فونيم ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والفونيم هو أصغر وحدة صوتية تؤدي إلى فرق في المعنى إذا استبدلت بصوت‬
‫آخر في نفس البيئة الصوتية كما في كلمتي ” عاد ” و ” عود ”‪.‬‬
‫)‪ (2‬النظام الصرفي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وهو النظام الذي يدرس تركيب الكلمات من الداخل ‪ ،‬وهو يصف كيف يتم تشكيل‬ ‫‪‬‬
‫الكلمات م ن الوحدات الكلمي ة )المورفيمات( ‪ ،‬والمورفي م ه و أصغر وحدة‬
‫قواعدية لها معنى في اللغة ‪ ،‬وتستخدم المورفيمات في تشكيل الكلمات ‪ ،‬وتأخذ‬
‫المورفيمات أشكا لل مختلفة ‪ ،‬فالكلمة الواحدة تتألف على القل من مورفيم واحد ‪،‬‬
‫وقد تتألف من اثنين أو أكثر من المورفيمات ‪ ،‬فعلى سبيل المثال كلمة ” معلم ”‬
‫تتألف من مورفيم واحد فل يمكننا تجزئة هذه الكلمة إلى أجزاء أو وحدة أصغر‬
‫وتبقى محافظة على المعنى الصلي لها ‪ ،‬بينما نستطيع تقسم كلمة ” معلمون ”‬
‫إلى جزئين أو مورفيمين وهما‪) :‬معلم ‪ +‬ون(‪.‬‬
‫وهناك نوعان من المورفيمات )فارع ‪ ،‬وآخرون ‪.(2006،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .1‬المورفيم الحر أو المستقبل‪ :‬وهو وحدة لغوية )كلمة( مستقلة بذاتها ‪ ،‬ولها معنى ‪ ،‬ول يمكن‬ ‫‪‬‬

‫تقس يمها إل ى أجزاء أص غر ‪ ،‬مث ل بن ت ‪ ،‬وحص ان ‪ ،‬وبي ت ‪ ،‬ويقابله ا ف ي اللغ ة النجليزية‬


‫)‪.(House , Cat , Strong‬‬
‫‪ .2‬المورفيم المقيد‪ :‬وهو وحدة لغوية غير مستقلة بذاتها بل لبد أن تكون مرتبطة بغيرها من‬ ‫‪‬‬

‫ل تتألف من أربعة مورفيمات‬ ‫المورفيمات الحرة كي تؤدي إلى إضافة معنى فكلمة ” الباحثات ” مث ل‬
‫هي‪ :‬المورفيم الحر )بحث( ‪ ،‬والمورفيمات المقيدة )ال‪-‬التعريف( ‪ ،‬وصيغة اسم الفاعل ‪ ،‬ومورفيم‬
‫جمع المؤنث السالم )ات( ‪ ،‬ويقابلها في النجليزية‪ re) :‬و ‪ (ion‬في كلمة )‪.(reaction‬‬
‫‪ .3‬النظام النحوي )‪:(Syntax‬‬ ‫‪‬‬
‫وهو مجموعة من القواعد التي تجمع بين الكلمات لتكوين الجمل ذات المعنى ‪،‬ويعتبر النحو واحدال‬ ‫‪‬‬

‫من مكونات القواعد اللغوية إضافة إلى الصرف ‪ ، ( Hegde 2001) ،‬وتحدد هذه القواعد‬
‫الطرق والترتيب الذي يجعل الكلمات تجتمع لتشكيل الجمل في لغة ما ‪ ،‬كما أنه من الممكن أن ل‬
‫تنطبق القواعد النحوية في لغة ما على لغة أخرى تماملا ‪ ،‬وقد تنطبق بعض القواعد على بعض‬
‫اللغات دون اللغات الخرى ‪ ،‬ولكن يجب على القل أن يكون لدى جميع اللت ترتيب معين للكمات‬
‫في الجملة‪.‬‬
‫وتشتم ل القواع د التحويلي ة عل ى الحذف ‪،‬والبدال ‪ ،‬والضاف ة وإعادة ترتيب‬ ‫‪‬‬
‫الكلمات من أجل تغيير المعنى ‪ ،‬وهذه بعض المثلة على هذه القواعد‪:‬‬
‫ضرب الولد الكرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫من الذي ضرب الكرة ؟‬ ‫‪‬‬

‫هل ضرب الولد الكرة ؟‬ ‫‪‬‬

‫لم يضرب الولد الكرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ضربت الكرة بواسطة الولد‪.‬‬ ‫ض‬ ‫‪‬‬

‫‪ .4‬نظام المحتوى )‪ (Content‬أو نظام المعاني )‪:(Semantic‬‬ ‫‪‬‬

‫هو النظام المسئول عن معاني اللغة أو المحتوى التواصلي الذي وجدت اللغة من‬ ‫‪‬‬
‫أجله ‪ ،‬وتعود مكونات النظام الدللي إلى معاني الكلمات وأشباه الجمل والجمل‬
‫المنقولة ‪ ،‬وقد أكد الباحثون في علم الدللة على أن المعاني ضرورية جدال في‬
‫اللغة والتواصل ‪ ،‬وإن أي كلمة أو جملة يتم قولها لبد وأن يكون لها معنى وأن‬
‫تكون ذات دللة ‪.‬‬
‫ومن النظريات الرخرى التي وضحت المقصود من مفهوم المعنى‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫نظرية مساواة معنى الكلمة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وتشير هذه النظرية إلى أن معنى الكلمة هو الشيء الذي تدل عليه في واقع الحالة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫نظرية المعنى هو الصورة الذهنية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وتشير هذه النظرية‪ :‬إلى أن معنى الكلمة هو الصورة الذهنية للشيء الذي تشير‬ ‫‪‬‬
‫إليه ‪ ،‬وتختلف هذه الصورة من شخص لرخر‪.‬‬
‫المعنى هو استعمال المفردة في اللغة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وتشير هذه النظرية إلى أن معنى الكلمة تتحدد بالسياق الذي تستخدم فيه ‪ ،‬فقد‬ ‫‪‬‬
‫تتضمن الكلمة الواحدة أكثر من معنى‪.‬‬
‫وقد قسم الباحثين المعنى إلى ةثلةثة أنواع‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . 1‬المعنى الدللي‪ :‬وهو الشيء ذاته ‪ ،‬أو الشخص ‪ ،‬أو الفكرة المجردة ‪ ،‬أو الحدث‬ ‫‪‬‬
‫أو الحالة التي تشير إليها الكلمة ‪ ،‬أو الجملة فمثلل‪ :‬كلمة ” سيارة ” تعني ذلك‬
‫الشيء الذي نستخدمه للنقل ‪ ،‬وتسير على الشارع وتحمل هذا السم‪.‬‬
‫‪ . 2‬المعن ى الجتماع ي‪ :‬ه و مس توى المعن ى الذي نس تخدمه ف ي تحدي د بعض‬ ‫‪‬‬
‫الخصائص الجتماعية للمتكلم ‪ ،‬فمن رخلل المفردات اللغوية التي يستخدمها المتكلم‬
‫في سياق حديثه نستطيع أن نحكم على شخصية المتكلم ونميز الطبقة الجتماعية‬
‫والقتصادية التي ينتمي إليها هذا الشخص‪.‬‬
‫المعنى الوجداني )النفسي(‪ :‬هو المستوى من المعنى الذي يعبر عن شعور المتكلم ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أو اتجاهه ‪ ،‬أو رأيه نحو أمر ما في سياق معين‪.‬‬
‫وترتبط المفردات اللغوية بعلقات مختلفة ‪ ،‬ومن هذه العلقات‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . 1‬الترادف‪) :‬عال ‪ ،‬مرتفع( ‪) ،‬قوي ‪ ،‬شجاع( ‪) ،‬إجازة ‪ ،‬عطلة(‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . 2‬التضاد‪ :‬وتعني وجود علقة بين كلمتين تنتميان إلى مجموعة دللية واحدة بحيث‬ ‫‪‬‬
‫يكون معن ى إحداهم ا ض د معن ى الرخرى )أ ي الكلمات تتعاك س ف ي معانيه ا( ومن‬
‫المثلة على التضاد‪) :‬فوق ‪ ،‬تحت( ‪) ،‬طويل ‪ ،‬قصير( ‪)،‬يحب ‪ ،‬يكره(‪.‬‬
‫‪ . 3‬التضاد العس كي‪ :‬وه ي تمث ل العلق ة بي ن المفردات حي ث توج د علق ة حتمية‬ ‫‪‬‬
‫متعاكسة التجاه بين الكلمتين ‪،‬‬
‫الشتمال‪ :‬إ ن علق ة الكلمات بعضه ا ببع ض تس اعد الطف ل عل ى اكتس اب المعاني‬ ‫‪‬‬
‫واس ترجاعها ‪ ،‬فه ي تكون عل ى شك ل مجموعات ‪ ،‬وق د تتضم ن الكلمة الواحدة‬
‫مجموعة من الكلمات ذات معان متعددة ‪ ،‬وتكون مفتاحلا لهذه الكلمات ‪ ،‬ومن المثلة‬
‫عل ى الشتمال )كلم ة الحيوانات وتشك ل مجموع ة حي ث تتضم ن هذه المجموعة‬
‫مفردات متعددة مثل‪ :‬حصان ‪ ،‬أسد ‪ ،‬بقرة ‪ ،‬قطة ‪ ،‬كلب ‪.(.... ،‬‬
‫)‪ (5‬النظام الستخدامي للغة )السياق(‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وهو ما يعرف بالجانب الجتماعي أو الستخدام ‪ ،‬ويدل على القواعد التي تحكم‬ ‫‪‬‬
‫طريقة استخدام اللغة في الحياة الجتماعية ‪ ،‬وفهم المعاني الجتماعية للتواصل‬
‫اللغوي ‪ ،‬وعليه فإن المواقف البراجماتية تركز على وظائف أو استعمال اللغة أكثر‬
‫من مجرد بناء اللغة‪.‬‬
‫وقد أشار بعض الباحثين إلى أن الطفال يكتسبون اللغة في سياقات اجتماعية محددة‬ ‫‪‬‬
‫حتى يفهموا معاني الكلمات أو الجمل ‪ ،‬كما أشاروا على قواعد تبادل الدوار ‪ ،‬وعدم‬
‫مقاطعة الرخرين ‪ ،‬والمحافظة على التواصل البصري ‪ ،‬والمحافظة على مواضيع‬
‫المحادةثة ‪ ،‬ويؤدي النحراف عن هذه القواعد إلى اضطراب في النظام البراجماتي‬
‫للغة‪.‬‬
‫ويرى بعأأض العلماء أأأن القسام‬ ‫‪‬‬
‫الثلثة )الشكل ‪ ،‬والمحتوى والسياق(‬
‫تتفاع ل فيم ا بينه ا بالتس اوي ‪ ،‬وهم‬
‫المحتوى‬ ‫بذلأأك يرون أأأن تقسأأيمات الشكل‬
‫اللغوي ل تؤث ر بشك ل منفص ل في‬
‫اللغ ة وينحص ر تأثيره ا ف ي داخل‬
‫السياق‬ ‫الشكل‬ ‫الجزء الكلي للشكل اللغوي ‪.‬‬
‫والشكأأل التالأأي يأأبين العلقأأة بين‬ ‫‪‬‬
‫مكونات اللغأأة الثلثأأة‪ :‬الشكل ‪،‬‬
‫والمحتوى ‪ ،‬والسياق‪.‬‬
‫وتلتقي هذه القسام الثلثة في تفاعلها في منطقة مشتركة ‪ ،‬مما يجعلها‬ ‫‪‬‬
‫تؤثر وتتأثر ببعضها ‪ ،‬مما يجعل الشكل على سبيل المثال يؤثر ويتأثر‬
‫ل على حده ثم يؤثر ويتأثر بالتقائهما معلا في هذه‬
‫بالمحتوى والسياق ك ل‬
‫المنطقة المشتركة ‪ ،‬والمر ذاته يحدث لكل من المحتوى ‪ ،‬والسياق‪.‬‬
‫وهناك مجموعة من العلماء يرون أن مكونات اللغة الخمسة تتفاعل‬ ‫‪‬‬
‫فيم ا بينه ا بشك ل متس او ول تتوزع ف ي ثلث ة أقس ام فقط ‪ ،‬وهذه‬
‫المكونات ه ي‪ :‬النظام الصوتي ‪ ،‬والنحو ‪،‬والصرف ‪ ،‬والمحتوى ‪،‬‬
‫والس تخدام ‪ ،‬وهذا يجع ل مكونات الشك ل اللغوي ‪ ،‬وهي‪ :‬النظام‬
‫الصوتي ‪ ،‬والنحو ‪ ،‬والصرف ‪ ،‬تلعب نفس الدور الذي يلعبه المحتوى‬
‫اللغوي ‪ ،‬أو الستخدام ‪ ،‬والشكل التالي يوضح العلقة بين مكونات‬
‫اللغة الخمسة‪.‬‬
‫النحو‬ ‫الصرف‬

‫النظام الصوتي‬

‫المحتوى‬ ‫السياق‬
‫نظريات اكتساب اللغة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تعتبر القدرة على اكتساب اللغة من الخصائص المميزة للنسان والتي‬ ‫‪‬‬
‫يستطيع من خللها التعبير عن حاجاته ورغباته ومشاعره‬
‫وأحاسيسه ‪ ،‬كما يستطيع فهم ومعرفة مشاعر واتجاهات الخرين‪.‬‬
‫وقد حاول العلماء التوصل إلى فهم واضح لعملية اكتساب اللغة ‪ ،‬ومن‬ ‫‪‬‬
‫أشهر النظريات التي حاولت تفسير عملية اكتساب اللغة‪:‬‬
‫‪ .1‬النظرية السلوكية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .2‬النظرية الفطرية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .3‬نظرية التعلم الجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .4‬النظرية المعرفية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫النظرية السلوكية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يرى أص حاب هذه النظري ة أ ن اللغ ة تتعل م وتكتس ب وفقلا للمبادئ ذات ه الت ي يتعل م الطفل‬ ‫‪‬‬
‫بواسطتها السلوكات الرخرى ‪ ،‬وتهتم هذه النظرية في معالجتها لكتساب اللغة بالعلقة بين‬
‫المثيرات والس تجابات ‪ ،‬حي ث تعت بر النم و اللغوي رخاضعلا لمبادئ قواني ن التعل م ‪ ،‬وتؤكد‬
‫النظرية السلوكية على أن اللغة سلوك اجتماعي يتعلمه ويكتسبه الطفل عن طريق مبادئ‬
‫التعلم التي تتضمن التعزيز والنمذجة والتشكيل‪.‬‬
‫إن الحداث في بيئة الطفل هي الكثر أهمية في النظرية السلوكية ‪ ،‬فالطفال يتعلمون فقط‬ ‫‪‬‬
‫اللغة التي يتعرضون لها ‪ ،‬وعليه فإن الحرمان الجتماعي الشديد يؤدي إلى حرمان لغوي ‪،‬‬
‫وبشكل علمي فإن جميع أشكال السلوك اللفظي قد تزداد أو تنقص ‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ :‬قد‬
‫يزيد التعزيز الجتماعي من البأبأة ‪ ،‬أو الكلمات ‪ ،‬أو أشباه الجمل ‪ ،‬أو إنتاج الصور النحوية‪.‬‬
‫نظرية التعلم الجتماعي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ارتبطت هذه النظرية بعالم النفس البرت باندورا ‪ ،‬والتي تفسر اكتساب اللغة من رخلل التعلم‬ ‫‪‬‬
‫الجتماعي ‪ ،‬ويرى أتباع هذه النظرية أن الطفال يبنون حصيلتهم اللغوية عن طريق ما‬
‫يعرضه الرخرون أمامهم ‪ ،‬ويعتمد هذه النوع من التعليم على التقليد والمحاكاة والملحظة‬
‫التي يتعلم الطفال من رخللها لغتهم ‪ ،‬فيقوم الطفال بتقليد المفردات وأشباه الجمل والجمل‬
‫التي يستخدمها الوالدان والمحيطون بالطفل‪.‬‬
‫النظرية الفطرية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ترتبط هذه النظرية بالعالم اللغوي نعوم تشومسكي ‪ ،‬وقد وجهت هذه النظرية انتقادلا للنظرية‬ ‫‪‬‬

‫السلوكية حيث يرى تشومسكي أن العلقة بين المثير والستجابة ل تكفي لتفسير قدرات الطفل في‬
‫استخدام اللغة وفهمها ‪ ،‬ويرى أن اللغة كنظام تعتبر مظهرال طبيعيلا لقدرة فطرية كامنة في مكونات‬
‫الفرد البيولوجية تشمل معرفة مسبقة بالقواعد اللغوية العالمية وأن دور البيئة هو إظهار هذه‬
‫القدرات )الغامدي ‪.(2003 ،‬‬
‫النظرية المعرفية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تركز هذه النظرية على ارتقاء الكفاءة اللغوية كنتيجة للتفاعل بين الفرد والبيئة وقد وجهت هذه‬ ‫‪‬‬

‫النظرية انتقادلا للنظرية السلوكية التي أن اللغة سلوكلا متعلملا تكتسب من خلل التعزيز والتشكيل‬
‫كما وجهت أيضلا انتقادلا للنظرية الفطرية التي ترى أن هناك تنظيمات موروثة تساعد على تعلم‬
‫اللغة‪.‬‬
‫وقد درس عالم النفس الفرنسي جون بياجيه التطور المعرفي عند الطفال ‪ ،‬وافترض وجود أربعة‬ ‫‪‬‬

‫مراحل للنمو المعرفي ‪ ،‬وأن النمو اللغوي يقع ضمن هذه المراحل الربعة‪:‬‬
‫ففي المرحلة الولى ” المرحلة الحس – حركية ” ‪ ،‬والتي تبدأ من‬ ‫‪‬‬
‫عم ر الميلد وتنته ي بنهاي ة الس نتين الول ى تعت بر حواس الطفل‬
‫وحركته مصدرلا للمعرفة ‪،‬كما أن اللغة تنمو في نهاية هذه المرحلة‪.‬‬
‫وفي المرحلة الثانية ” مرحلة ما قبل العمليات ” ‪ ،‬والتي تمتد من عمر‬ ‫‪‬‬
‫الثانية وحتى عمر السابقة تنمو اللغة التعبيرية لدى الطفل ‪ ،‬كما تنمو‬
‫قدرات الطفل العقلية التي تتضمن التمييز والتعميم ‪ ،‬وإدراك الفروق‬
‫بين الشياء ‪ ،‬كما تزداد قدرته على تصنيف الشياء حسيلا‪.‬‬
‫وفي المرحلة الثالثة ” مرحلة العمليات المادية ” والتي تمتد من عمر‬ ‫‪‬‬
‫سبع سنوات وحتى عمر الحادية عشرة تنمو قدرة الطفل على تنظيم‬
‫قدرات ه العقلي ة والمتمثل ة ف ي اللغ ة التعبيري ة ‪ ،‬وتصنيف الشياء م‬
‫حوله ‪ ،‬وإدراك الفرق بين أفكاره وأفكار الخرين ‪ ،‬ومع نهاية هذه‬
‫المرحلة تقترب لغة الطفل من لغة الكبار ‪ ،‬ويبدأ بفهم اللغة المجازية‪.‬‬
‫وف ي المرحل ة الرابع ة ” مرحل ة العمليات المجردة ” ‪ ،‬والت ي تبدأ م ن عمر‬ ‫‪‬‬
‫الحادي ة عشرة وتنته ي بعم ر الربع ة عش ر س نة تنم و قدرات الطف ل العقلية‬
‫ويزداد فهم الطفل لمستويات اللغة المختلفة ‪ ،‬واستخدامها كمظهر من مظاهر‬
‫التفكير المجرد‪.‬‬
‫اضرابات اللغة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وقد عرفت الجمعية المريكية للسمع والنطق اضطرابات اللغة على أنها ” رخلل‬ ‫‪‬‬
‫في الستيعاب و ‪ /‬أو استعمال اللغة المنطوقة أو اللغة المكتوبة و ‪ /‬أو أنظمة‬
‫أرخرى من الرموز وهذا الضطراب يشتمل على شكل اللغة )النظام الصوتي ‪،‬‬
‫والص رفي ‪ ،‬والنحوي( ‪ ،‬ومحتوى اللغ ة )النظام الدلل ي( ووظيف ة اللغ ة في‬
‫التواصل )النظام البراجماتي(‪.‬‬
‫إن مهارات اللغة المحددة توصف بتأرخر اللغة أو اضطراب اللغة أو رخلل في اللغة‬ ‫‪‬‬
‫أو مشكلة لغوية ‪ ،‬وتراوح الضطرابات اللغوية في الشدة بين البسيط والشديد ‪،‬‬
‫وقد ترتبط اضطرابات اللغة في بعض الطفال بالعاقات الحركية ‪ ،‬والحسية‬
‫والعقلية‪.‬‬
‫تصنيف اضطرابات اللغة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يمكن تصنيف الضطرابات اللغوية تبعلا للسباب التي أدت إليها ‪ ،‬أو‬ ‫‪‬‬
‫العمر الذي ظهرت فيه ‪ ،‬وفيما يلي ملخص لهذه التصنيفات‪:‬‬
‫‪ .1‬تبعلا للسباب‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أشال هالكان وكوفمان )‪ (2003‬كما ورد في الزريقات )‪ (2005‬إلى‬ ‫‪‬‬


‫العوامل التصنيفية المرتبطة باضطرابات اللغة لدى الطفال وهي ‪:‬‬
‫العوام ل المركزي ة وه ي العوام ل الت ي تعود إل ى الس باب المرتبطة‬
‫بالجهاز العص بي المركزي مث ل الخل ل الوظيف ي للدماغ ‪ ،‬والعوامل‬
‫المحيطة ‪ ،‬وتعود إلى العاقات الحسية أو الجسمية غير الناتجة عن‬
‫إصابات الدماغ ‪ ،‬والعوامل البيئية والنفعالية وتعود إلى البيئة المادية‬
‫والنفسية والجتماعية ‪ ،‬وأخيرلا العوامل المختلطة والتي تجمع مزيجلا‬
‫من العوامل المركزية ‪ ،‬والمحيطة ‪ ،‬والبيئية ‪ ،‬والنفعالية‪.‬‬
‫‪ .2‬تبعلا للعمر الذي ظهرت فيه الضطرابات اللغوية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ومن مظاهر اضطرابات اللغة لدى الطفال‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .1‬محدودية المهارات في فهم اللغة المنطوقة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .2‬ضعف في مهارات الستماع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .3‬محدودية الفهم لمعنى الكلمة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .4‬محدودية مهارات اللغة التعبيرية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . 5‬محدودية الستعمال أو نقص في استعمال العناصر المورفولوجية للغة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .6‬محدودية استعمال تراكيب الجملة )محدودية الداء النحوي(‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .7‬استعمال اللغة بشكل غير مناسب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .8‬ضعف في استعمال اللغة المكتسبة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .9‬محدودية مهارات المحادةثة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .10‬محدودية المهارات في الخبرات القصصية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .11‬محدودية المهارات الدراكية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . 12‬تأرخر في التحصيل الدراسي )مشكلت في القراءة والكتابة(‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .13‬ظهور بعض النماط غير الطبيعية في اللغة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫مظاهر الضطرابات في مكونات اللغة لدى الطفال المضطربين لغويلا‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .1‬مشكلت في النظام الدللي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تتضمن مظاهر الضطراب في النظام الدللي ما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫بطء في اكتساب الكلمات ومعاني الكلمة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تأرخر الطفل في اكتساب الكلمات الولى في عمر السنتين أو الثلةثة سنوات‬ ‫‪‬‬
‫الولى‪.‬‬
‫عدم تطور المفردات اللغوية بشكل طبيعي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫صعوبة في تذكر الكلمات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اكتساب الكلمات الملموسة والمحسوسة أسرع من الكلمات المجردة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تقتصر مفردات الطفل على السماء وبعض الشياء مثل )كرة ‪ ،‬سيارة ‪ ،‬قطة(‬ ‫‪‬‬
‫والشخاص مثل )بابا ‪ ،‬ماما(‪.‬‬
‫‪ .2‬مشكلت النظام الصرفي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن الجانب الصرفي هو الذي يحكم الطرق المختلفة في تشكيل الكلمات والتي‬ ‫‪‬‬
‫تؤدي إلى تغير المعنى ‪ ،‬ويشتمل هذا الجانب أيضلا على المورفيمات القواعدية‬
‫مثل‪ :‬الجمع ‪ ،‬وحروف الجر ‪ ،‬والروابط ‪ ،‬وال التعريف ‪ ،‬والفعال‪.‬‬
‫على سبيل المثال‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫باب راح السوق ) حذف حرف الجر ” إلى ” (‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كتاب على الطاولة )حذف ال التعريف(‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أمس أروح الملهي )خطأ في تصريف الفعل(‬ ‫‪‬‬

‫‪ .3‬مشكلت في النظام النحوي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫النحو هو النظام الذي يحكم ترتيب الكلمات في جمل كاملة المعنى ‪ ،‬والمشكلت‬ ‫‪‬‬
‫النحوية تعني الصعوبات في بناء الجملة والتعبير عن المعنى في أشكال نحوية‬
‫غير مناسبة‪.‬‬
‫‪ .4‬مشكلت في استخدام اللغة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فإن الطفال المضطربين لغويلا يظهرون ضعفلا في جوانب اللغة المتضمنة فيما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .1‬بطء في اكتساب اللغة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫محدودية المفردات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حذف العديد من الصور القواعدية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ترتيب أقصر أو أبسط للكلمات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫استخدام غير مناسب لمهارات اللغة المكتسبة والمتعلمة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مشكلت في استيعاب اللغة المنطوقة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫العوامل المؤدية للضطرابات اللغوية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ويمكن تقسيم العوامل المسببة للضطرابات اللغوية إلى ما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .1‬العوامل الوراةثية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تشير البحاث إلى أن العوامل الجينية أو الوراةثية تسبب اضطرابات في اللغة ‪ ،‬فإذا كان في‬ ‫‪‬‬
‫التاريخ العائلي للطفل أشخاص يعانون من اضطرابات لغوية ‪ ،‬فإن احتمالية ظهور اضطراب في‬
‫لغة الطفل تزداد ‪ ،‬وهناك العديد من المتلزمات الجينية المرتبطة بدرجات مختلفة باضطرابات‬
‫اللغة مثل متلزمة داون ‪ ،‬ومتلزمة كروموسوم ) ‪ ، (X‬ومتلزمة وليام ‪.‬‬
‫‪ .2‬العوامل العضوية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن العوامل العضوية للضطرابات اللغوية مرتبطة بالضطرابات أو المراض التي تصيب الجهزة‬ ‫‪‬‬
‫المسؤولة عن استقبال اللغة وإنتاجها مثل الجهاز السمعي ‪ ،‬والجهاز العصبي ‪ ،‬والجهاز التنفسي ‪،‬‬
‫والجهاز الص وتي ‪ ،‬والجهاز النطق ي ‪ ،‬وتؤدي إص ابة أ ي جهاز م ن هذه الجهزة إلى حدوث‬
‫اضطرابات لغوية‪.‬‬
‫‪ .3‬العوامل البيئية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يمكن تقسيم العوامل البيئية المؤدية على الضطرابات اللغوية إلى قسمين‪ :‬قسم متعلق بالسرة ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والرخر متعلق بعوامل بيئية رخارجية أرخرى‪.‬‬
‫وتتجلى العوامل المتعلقة بالسرة في أنماط التنشئة السرية ‪ ،‬والبيئية السرية المحيطة بالطفل ‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وكل ما يتعلق بها كاستخدام العقاب الجسدي من قبل الوالدين ‪ ،‬أو إهمال الطفل وعزله )الحرمان‬
‫الجتماعي( ‪،‬وعدم تقديم النموذج اللغوي المناسب له‪.‬‬
‫أما العوامل المرتبطة بالبيئة الخارجية فتظهر من رخلل إدمان الم على الكحول والمخدرات ورخاصة‬ ‫‪‬‬

‫في الشهر الثلةثة الولى من الحمل ‪ ،‬والمواد السامة الرخرى التي تؤدي إلى تلف جيني وبالتالي‬
‫إلى اضطرابات عامة في اللغة‪.‬‬
‫‪ .4‬العوامل العصبية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وتشمل العوامل العصبية إصابات الدماغ المرتبطة بمشكلت اللغة والكلم ‪ ،‬والمسببة بشكل مباشر للعاقة‬ ‫‪‬‬
‫العقلية‪.‬‬
‫‪ . 5‬العوامل المرتبطة بوجود إعاقات أرخرى مصاحبة للضطرابات اللغوية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وتظهر الضطرابات اللغوية بوضوح لدى الطفال الذين يعانون من إعاقات جسدية أو ذهنية أو انفعالية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫العلمات التي يلحظها الوالدين على طفلهم الذي يعاني من اضطراب لغوي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . 1‬عدم القدرة على فهم اللغة المحكية من رخلل الستخدام )اللغة الستقبالية( ‪ ،‬أو استخدام اللغة في‬ ‫‪‬‬
‫التواصل الطبيعي )اللغة التعبيرية(‪.‬‬
‫‪ . 2‬عدم القدرة على فهم المفردات ‪ ،‬أو الجمل اللغوية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . 3‬إذا شك الوالدان في سمع الطفل كون استجابته وتفاعله مع الحديث الذي يدور حوله يكاد يكون معدوملا‬ ‫‪‬‬
‫أو متقطعلا‪.‬‬
‫‪ . 4‬عدم القدرة على فهم الوامر اللفظية الموجهة إليه بشكل كامل أو جزئي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . 5‬عدم القدرة على إنتاج المفردات أو الجمل اللغوية بشكل سليم ‪ ،‬ومواز للطفال الذين هم في مثل عمره‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ . 6‬ظهور الرخطاء النحوية أو الصرفية أو غيرها من مكونات اللغة في حديث الطفل سواء أكاهن واعيلا‬ ‫‪‬‬
‫لهذه الرخطاء أم ل‪.‬‬
‫‪ . 7‬عدم القدرة على سرد الحداث بشكل متسلسل ومنطقي مع أرخذ العمر بعين العتبار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خطوات التقييم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يقوم اختصاصي النطق واللغة باتباع خطوات عديدة في عملية جمع المعلومات حول الطفل‬ ‫‪‬‬
‫وتقييمه ‪ ،‬وهذه الجراءات هي‪:‬‬
‫‪ .1‬إجراء تاريخ الحالة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .2‬إجراء المقابلة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .3‬فحص أعضاء النطق والوجه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .4‬الملحظة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .5‬قياس القدرات اللغوية من خلل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عينة كلمية لغوية‬ ‫‪‬‬

‫إجراء مقاييس لغوية مقننة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الحصول على عينات لغوية في البيت‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التوصيات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كتابة التقرير‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تاريخ الحالة والمقابلة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ومن خلل تاريخ الحالة والمقابلة يجمع الختصاصي المعلومات حول ولدة الطفل ‪ ،‬والتطور الحركي ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والتطور الجتماعي ‪ ،‬والتطور السلوكي ‪ ،‬والتطور التعليمي ‪ ،‬والتواصل ‪ ،‬يركز الختصاصي بشكل‬
‫رئيس على تطور اللغة والكلم لدى الطفل وفيما إذا كانت هناك مشاع عصبية أو توحد ‪ ،‬أو تخلف عقلي ‪،‬‬
‫أو فقدان للسمع‪.‬‬
‫كما يتم جمع المعلومات حول طبيعة المشكلة وتاريخ العائلة ‪ ،‬وذلك من خلل إجراء مقابلة مع الوالدين أو‬ ‫‪‬‬
‫أحد مقدمي الرعاية لطفل ‪ ،‬وتشتمل المعلومات على‪ :‬وصف الوالدين للمشكلة ‪ ،‬وطريقة تعاملهم مع‬
‫الصعوبات التواصلية التي يعاني منها طفلهم ‪ ،‬فيسأل الختصاصي الوالدين عن طرق التواصل مع طفلهم‬
‫إن كانوا يستخدمون الكلم أو اليماءات أو الشارات ‪ ،‬وهل يفهم الطفل ما يسمع وما يقال له ؟ وماذا يفعل‬
‫الوالدان عندما ل يفهمون ما يقوله الطفل ؟‬
‫الملحظة وقياس اللغة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يقوم الختصاصي بعد النتهاء من إجراء المقابلة بملحظة الطفل من غرفة مجاورة مكونة من مرآة تتيح‬ ‫‪‬‬
‫الرؤوية من اتجاه واحد بحيث ل يرى الطفل الختصاصي أثناء قيامه بملحظة سلوكه وتصرفاته‬
‫والستماع لكلمه وطريقة تواصله‪.‬‬
‫ومن خلل أجهزة صوتية خاصة يستطيع الختصاصي سماع الحوار والتحدث مع الطفل وعائلته ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وأحيانلا يتسنى للختصاصي أن يسمع إنتاج الطفل لكلمات مفردة ‪ ،‬أو أشباه جمل ‪ ،‬أو جمل غير مكتملة‬
‫قواعديلا ‪ ،‬وقد يكون الطفل صامتلا في أغلب الوقت ‪ ،‬وقد يستخدم الوالدان والطفل الشارات واليماءات‬
‫للتواصل فيما بينهم‪.‬‬
‫ومن المثلة على الختبارات اللغوية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫اختبار تطور اللغة المبكرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اختبار المورفيمات التعبيرية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اختبار بيبودي للمفردات المصورة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اختبار الستيعاب السمعي للغة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫العينة اللغوية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وتعتبر العينة اللغوية أساس تقييم اللغة لتشخيص الضطرابات اللغوية لدى الطفال وهي الجراء‬ ‫‪‬‬
‫الذي يتم من خلل تسجيل إنتاجات الطفل اللغوية في ظروف طبيعية من خلل المحادثة ‪ ،‬وفي‬
‫هذا الجراء يحض الختصاصي الوالدين على التكلم مع الطفل والستماع إليه ‪ ،‬وتتركز مهمة‬
‫الختصاصي في الحصول على عينة لغوية من خلل استثارة الطفل على الكلم بحرية وبشكل‬
‫طبيعي قدر المكان ‪ ،‬وحتى يتمكن الختصاصي من تحقيق ذلك الهدف فلبد له من استخدام‬
‫اللعاب ‪ ،‬والكتب ‪ ،‬والصور ‪ ،‬والشياء‪.‬‬
‫ويمكن للولدين أو الخوة المشاركة في هذا التفاعل ‪ ،‬ويعزز الطفل ويشجع أثناء أخذ العينة على‬ ‫‪‬‬
‫النظر إلى الكتب والصور ‪،‬واللعب باللعاب ‪ ،‬وتحريك الشياء ‪ ،‬والكلم ‪ ،‬وقد يقوم الختصاسي‬
‫بسرد قصة قصيرة أمام الطفل ومن ثم طرح السئلة عليه ‪ ،‬وانتظار الجابة عنها ‪ ،‬أو أن يطلب‬
‫منه إعادة سرد القصة‪.‬‬
‫إجراءات أخرى للتقييم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إ ن تقيي م اللغ ة الشام ل يشتم ل عل ى إجراءات أخرى متعددة للتأك د م ن وجود أس باب عضوية‬ ‫‪‬‬
‫واضحة قد تؤثر على قدرة الطفل على إنتاج اللغة ‪ ،‬وقد تكون مؤشرلا على وجود مشاكل أخرى ‪،‬‬
‫ومن هذه الجراءات تقييم أعضاء النطق والوجه ‪ ،‬حيث يقوم الختصاصي بفحص التراكيب‬
‫الفموية فيما إذا كانت ناقصة أو مشوهة ‪ ،‬كما يقوم بإجراء مسح سريع للسمع وتحديد فيما إذا‬
‫كانت هناك حاجة لتحويل الطفل إلى اختصاصي السمعيات وإجراء تقييم شامل للسمع أم ل‪.‬‬
‫كتابة التقرير‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ويشتمل التقرير على تحديد فيما إذا كان الطفل يعاني من مشكلة أم ل وتحديد طبيعة المشكلة وما‬ ‫‪‬‬
‫هو العلج المناسب لها‪.‬‬
‫وتجمع جميع المعلومات التي تم الحصول عليها من خلل تاريخ الحالة والختبارات المقننة ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والعينات اللغوية ‪ ،‬ومسح السمع ‪ ،‬وفحص أعضاء النطق والوجه وتقارير من تخصصات أخرى‬
‫للحصول على صورة شاملة عن أداء الطفل الحالي والمستقبلي ‪ ،‬ومن ثم يقوم الختصاصي‬
‫بوضأع تشخيأأص نهائأأي اعتمادلا علأأى مصأادر هذه المعلومات ‪ ،‬وفأي نهايأأة التقرير يقوم‬
‫الختصاصي بوضع التوصيات للعلج مع بيان احتمالية التقدم والتحسن‪.‬‬
‫علج اضطرابات اللغة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫)‪ (1‬الساليب المتنوعة تقترح أهدافلا متنوعة في علج اللغة ‪ ،‬حيث يركز الرختصاصيون على أهمية تعليم‬ ‫‪‬‬
‫القواعد النحوية والمفاهيم الدللية وإنتاج السلوكات اللغوية ‪ ،‬والقواعد البراجماتية ‪،‬والعمليات الدراكية‪.‬‬
‫)‪ (2‬الساليب المتنوعة تؤيد الجراءات العلجية المختلفة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫)‪ ( 3‬الطفال الذين يعانون من اضطرابات في اللغة ينتمون إلى مجموعات مختلفة ‪ ،‬إذ أن الضطرابات‬ ‫‪‬‬
‫تتراوح في الشدة بين الطفال ‪ ،‬ومن البديهي أن يختلف علج اضطراب اللغة من الدرجة البسيطة عن علج‬
‫الضطراب الشديد ‪ ،‬ويحتاج الطفال الذين يعانون من ضعف في السمع إلى إستراتيجيات علجية إضافية‪.‬‬
‫‪.1‬ارختيار أهداف العلج‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن الهدف النهائي من العلج هو تطوير إمكانيات الطفل في المحادةثة الطبيعية في مواقف حياته اليومية ‪ ،‬إذ‬ ‫‪‬‬
‫لبد للطفل أن يفهم ويأرخذ دوره في المحادةثة ولذلك فلبد أن يمتلك الطفل عددلا كافيلا من المفردات اللغوية‪.‬‬
‫‪ .2‬تسلسل العلج‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن الهدف النهائي يتحقق من رخلل تسلسل العلج ‪ ،‬وهذا يعتمد على المستوى اللغوي للطفل عند التقييم ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فإننا نبدأ بالعلج في حالة الطفل الذي ل يتكلم من الصوات التي ينطقها مثل صوت )أ( أو )م( ‪ ،‬ومن ةثم‬
‫نقوم ببناء كلمات وظيفية منها ‪ ،‬وفي مرحلة لحقة يقوم الرختصاصي بتجميع هذه الكلمات التي تعملها‬
‫الطفل وبناء جمل بسيطة ‪ ،‬فمث لل‪ :‬الطفل الذي يقول كلمة )ماما ‪ ،‬سيارة ‪ ،‬كبيرة ‪ ،‬حلوة ( ينقلنا إلى محاولة‬
‫تعليمه بناء جمل وظيفية من هذه الكلمات مثل ” سيارة كبيرة ” أو ” سيارة حلوة ” أو ” سيارة ماما ”‬
‫وهكذا فإن تسلسل العلج ينتقل تدريجيلا من مستوى الصوات إلى الكلمات ةثم إلى الجمل بنالء على مستوى‬
‫التطور اللغوي الذي يحرزه الطفل‪.‬‬
‫بعض الجراءات العلجية الساسية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫بعد ارختيار السلوكات اللغوية المستهدفة يعد الرختصاصي مجموعة من المواد المثيرة للكلم‬ ‫‪‬‬
‫كالصور ‪ ،‬والشياء ‪ ،‬واللعاب التي تساعد في إةثارة الستجابات المستهدفة للطفل ‪،‬ويبدأ العلج‬
‫في غرفة علجية صغيرة ‪ ،‬حيث يجلس الطفل والمعالج مقابل بعضهما البعض على طاولة‬
‫مناسبة ‪ ،‬ةثم يقوم المعالج بعرض الصور )سيارة مثلل( ‪ ،‬وينطق الكلمة ةثم يطلب من الطفل‬
‫تقليده ‪ ،‬وتسمى هذه الستراتيجية بالنمذجة ‪ ،‬ةثم يضع المعالج الصورة على الطاولة ويسأل‬
‫الطفل عنها )ما هذه؟( ومباشرة يقدم المعالج النموذج الصحيح للطفل بقوله‪) :‬سيارة( ‪ ،‬فإذا قال‬
‫الطفل‪) :‬سيارة( يعزز المعالج الطفل مباشرة ويقدم المديح )ممتاز ‪ ،‬شاطر( ‪ ،‬وهذا النوع من‬
‫التعزيز يسمى التعزيز اللفظي الجتماعي ‪ ،‬مع تكرار المحاولت يتمكن الطفل من السلوك اللغوي‬
‫المستهدف‪.‬‬
‫دور السرة في العلج‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يقوم المعال ج بخطوات عديدة م ن أج ل تعمي م الس تجابات وأكث ر هذه الخطوات أهمي ة جعل‬ ‫‪‬‬
‫السرة ‪ ،‬والصدقاء والمعلمين ‪ ،‬شركاء في العملية التعليمية ‪ ،‬حيث يتم تشجيع الوالدين على‬
‫المشاركة في الحوار مع الطفل ‪ ،‬كما يمكن تدريب الرخوة والصدقاء والمعلمون أيضلا ‪ ،‬وعندما‬
‫يعرف المعلمون كيف يساعدون الطفل على تطبيق ما تعلمه سيبدأ الطفل الكلم في المدرسة‬
‫وبذلك يتحقق التعميم‪.‬‬
‫إستراتيجيات أخرى تستخدم في العلج‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . 1‬الطريقة السلوكية ذات فاعلية كبيرة في إنشاء مظاهر مختلفة من‬ ‫‪‬‬
‫اللغأأة لدى الطفال الذيأأن يعانون مأأن اضطرابات لغويأأة ‪ ،‬ومن‬
‫السأأتراتيجيات السأألوكية المسأأتخدمة‪ :‬النمذجأأة والتعزيأأز والتغذية‬
‫الراجعة ‪ ،‬وتشكيل السلوكات اللغوية غير الموجودة‪.‬‬
‫وهو إجراء يوفر فرص التواصل بشكل طبيعي حيث يضع المعالج‬ ‫‪‬‬
‫أشياء محببة للطفل بعيدلا عن متناول يده ‪ ،‬وينتظر منه أن يطلب هذه‬
‫الشياء ‪ ،‬ويقوم بتعزيزه إذا طلب ذلك الشيء ويقدمه له‪.‬‬
‫وم ن الس اليب الخرى الت ي تس تخدم ف ي علج اضطرابات اللغة‬ ‫‪‬‬
‫الطريقة الدراكية أو الدللية ‪ ،‬ول تركز هذه الطريقة على ما يقوله‬
‫الطفل بل على ما يعرفه عن الشياء والحداث ‪ ،‬وهي تعتمد على‬
‫تعليم المفاهيم التي تندرج تحت إنتاج اللغة‪.‬‬
‫‪ ‬دوايدة‪ ،‬أحمد‪ .‬فارس‪،‬ياسر)‪ .(2012‬مقدمة في اضطرابات‬
‫التواصل‪،‬عمان‪،‬الناشر الدولي‪.‬‬

You might also like