Professional Documents
Culture Documents
265837058 اضطرابات اللغة
265837058 اضطرابات اللغة
اضطرابات اللغة
اضطرابات اللغة
عرف بعض الباحثين اللغة بأنها قدرة ذهنية مكتسبة تشتمل على نسق يتكون من رموز
اعتباط ية منطو قة يتوا صل ب ها أفراد مجت مع ما ،ويتض من هذا التعر يف مجمو عة من
الحقائق التي توضح طبيعة اللغة ،ومن هذه الحقائق:
أ -أن اللغة قدرة ذهنية تتكون من مجموع المعارف اللغوية بما فيها المعاني ،والمفردات ،
والصوات ،والقواعد.
ب -أن اللغة قدرة مكتسبة ،بمعنى أن الطفل يولد ولديه استعداد فطري لكتسابها ،فهو
يتعلم ويكتسب اللغة المحكية في بيئته.
ت -أن هذه القدرة المكتسبة في طبيعتها تتجلى في نسق متفق عليه أو متعارف عليه بين
الناس ،فاللغة نظام محكوم بمستويات مختلفة ،وهي :النظام الصوتي ،والنظام الصرفي ،
والنظام النحوي ،والنظام الدللي ،والنظام البراجماتي )المعتوق .(1996 ،ولعل التعريف
الكثر شمول ل هو تعريف الجمعية المريكية للسمع والنطق واللغة )– American Speech
( Language Association ASHAوهو أن ” اللغة نظام معقد ومتغير من الرموز
الصطلحية المستخدمة بأشكال عدة في التفكير والتواصل ،وأهم ما يميز اللغة ما يلي:
اللغة تتطور ضمن سياق تاريخي واجتماعي وثقافي محدد.
اللغة سلوك محكوم بقواعد يجب أن تتحد على القل بخمسة أنظمة هي :النظام الصوتي ،
والنظام الصرفي ،والنظام النحوي ،والمحتوى والسياق.
يتحدد تع لم الل غة وا ستخدامها بتفا عل العوا مل البيولوج ية ،والمعرف ية والنف سية ،والجتماعية ،
والبيئية.
الستخدام الفعال للغة في التواصل يتطلب فهما ل واسعال للتفاعل النساني وما يتضمنه من عوامل
م صاحبة كالتلميحات غ ير اللفظ ية ،والدوا فع ،والقوا عد الجتماع ية ،والثقافية )owens ,
.(1996
وبنا لء على ما تقدم يمكن استخلص المواصفات التالية للغة:
اللغة وسيلة تواصل :أي أنها ليست غاية في ذاتها وإنما هي أداة يتواصل بها أفراد مجتمع معين.
ترتبط في تكوين اللغة عوامل فسيولوجية خاصة متمثلة في تركيب الذن ،والجهاز العصبي ،
والمخ ،والجهاز الصوتي لدى النسان.
اللغة مكتسبة :أي أنها تتكتسب ول تولد مع الطفل ،ولكن الطفل يولد ولديه الستعداد الفطري
لكتسابها.
اللغة اجتماعية :أي أنها تتمثل في نسق متفق أو متعارف عليه بين أفراد جماعة ما.
يشير مصطلح اللغة الستقبالية إلى فهم واستيعاب اللغة ،فالستيعاب هو الستقبال ،وتمثل اللغة
الستقبالية القدرة على فهم اليماءات والكلم واللغة المكتوبة ،كما تتمثل اللغة الستقبالية في
قدرة الدماغ البشري على استقبال الرسائل اللغوية من قنوات الحس المختلفة ومن ثم تحليلها ،
وفهمها ،واستيعابها.
اللغة التعبيرية:
يشير مصطلح اللغة التعبيرية إلى إنتاج اللغة ،فالكلم هو التعبير ،ويتمكن الفرد باستخدامه للغة
التعبيرية من التعبير عن الفكار والمشاعر والنفعالت بأساليب وطرق متعددة وهي مرتبطة بشكل
أساسي بالعمر الزمني ،فقد يعبر الطفل الرضيع عن مشاعره وخواطره باليماءات وحركات الجسد ،
ويعبر الطفل الرضيع بالبكاء عن حاجاته ورغباته كالجوع أو اللم.
مكونات اللغة:
.5السياق.
وهو النظام الذي تنتظم فيه الصوات الساسية وتتم فيه دراسة نماذج الصوات وكيفية تناسقها
لتكون في النهاية الكلمات والجمل في لغة ما ،أو النظمة الصوتية المجتمعة معا ل والتي تحكم
طريقة ترتيب الصوات في الكلمة كي تخرج بشكل مقبول لدى متحدثي اللغة.
فالصوات عبارة عن صور موجودة في الدماغ ويطلق على كل صورة فونيم ،
والفونيم هو أصغر وحدة صوتية تؤدي إلى فرق في المعنى إذا استبدلت بصوت
آخر في نفس البيئة الصوتية كما في كلمتي ” عاد ” و ” عود ”.
) (2النظام الصرفي:
وهو النظام الذي يدرس تركيب الكلمات من الداخل ،وهو يصف كيف يتم تشكيل
الكلمات م ن الوحدات الكلمي ة )المورفيمات( ،والمورفي م ه و أصغر وحدة
قواعدية لها معنى في اللغة ،وتستخدم المورفيمات في تشكيل الكلمات ،وتأخذ
المورفيمات أشكا لل مختلفة ،فالكلمة الواحدة تتألف على القل من مورفيم واحد ،
وقد تتألف من اثنين أو أكثر من المورفيمات ،فعلى سبيل المثال كلمة ” معلم ”
تتألف من مورفيم واحد فل يمكننا تجزئة هذه الكلمة إلى أجزاء أو وحدة أصغر
وتبقى محافظة على المعنى الصلي لها ،بينما نستطيع تقسم كلمة ” معلمون ”
إلى جزئين أو مورفيمين وهما) :معلم +ون(.
وهناك نوعان من المورفيمات )فارع ،وآخرون .(2006،
.1المورفيم الحر أو المستقبل :وهو وحدة لغوية )كلمة( مستقلة بذاتها ،ولها معنى ،ول يمكن
ل تتألف من أربعة مورفيمات المورفيمات الحرة كي تؤدي إلى إضافة معنى فكلمة ” الباحثات ” مث ل
هي :المورفيم الحر )بحث( ،والمورفيمات المقيدة )ال-التعريف( ،وصيغة اسم الفاعل ،ومورفيم
جمع المؤنث السالم )ات( ،ويقابلها في النجليزية re) :و (ionفي كلمة ).(reaction
.3النظام النحوي ):(Syntax
وهو مجموعة من القواعد التي تجمع بين الكلمات لتكوين الجمل ذات المعنى ،ويعتبر النحو واحدال
من مكونات القواعد اللغوية إضافة إلى الصرف ، ( Hegde 2001) ،وتحدد هذه القواعد
الطرق والترتيب الذي يجعل الكلمات تجتمع لتشكيل الجمل في لغة ما ،كما أنه من الممكن أن ل
تنطبق القواعد النحوية في لغة ما على لغة أخرى تماملا ،وقد تنطبق بعض القواعد على بعض
اللغات دون اللغات الخرى ،ولكن يجب على القل أن يكون لدى جميع اللت ترتيب معين للكمات
في الجملة.
وتشتم ل القواع د التحويلي ة عل ى الحذف ،والبدال ،والضاف ة وإعادة ترتيب
الكلمات من أجل تغيير المعنى ،وهذه بعض المثلة على هذه القواعد:
ضرب الولد الكرة.
هو النظام المسئول عن معاني اللغة أو المحتوى التواصلي الذي وجدت اللغة من
أجله ،وتعود مكونات النظام الدللي إلى معاني الكلمات وأشباه الجمل والجمل
المنقولة ،وقد أكد الباحثون في علم الدللة على أن المعاني ضرورية جدال في
اللغة والتواصل ،وإن أي كلمة أو جملة يتم قولها لبد وأن يكون لها معنى وأن
تكون ذات دللة .
ومن النظريات الرخرى التي وضحت المقصود من مفهوم المعنى:
وتشير هذه النظرية إلى أن معنى الكلمة هو الشيء الذي تدل عليه في واقع الحالة.
وتشير هذه النظرية :إلى أن معنى الكلمة هو الصورة الذهنية للشيء الذي تشير
إليه ،وتختلف هذه الصورة من شخص لرخر.
المعنى هو استعمال المفردة في اللغة :
وتشير هذه النظرية إلى أن معنى الكلمة تتحدد بالسياق الذي تستخدم فيه ،فقد
تتضمن الكلمة الواحدة أكثر من معنى.
وقد قسم الباحثين المعنى إلى ةثلةثة أنواع:
. 1المعنى الدللي :وهو الشيء ذاته ،أو الشخص ،أو الفكرة المجردة ،أو الحدث
أو الحالة التي تشير إليها الكلمة ،أو الجملة فمثلل :كلمة ” سيارة ” تعني ذلك
الشيء الذي نستخدمه للنقل ،وتسير على الشارع وتحمل هذا السم.
. 2المعن ى الجتماع ي :ه و مس توى المعن ى الذي نس تخدمه ف ي تحدي د بعض
الخصائص الجتماعية للمتكلم ،فمن رخلل المفردات اللغوية التي يستخدمها المتكلم
في سياق حديثه نستطيع أن نحكم على شخصية المتكلم ونميز الطبقة الجتماعية
والقتصادية التي ينتمي إليها هذا الشخص.
المعنى الوجداني )النفسي( :هو المستوى من المعنى الذي يعبر عن شعور المتكلم ،
أو اتجاهه ،أو رأيه نحو أمر ما في سياق معين.
وترتبط المفردات اللغوية بعلقات مختلفة ،ومن هذه العلقات:
. 2التضاد :وتعني وجود علقة بين كلمتين تنتميان إلى مجموعة دللية واحدة بحيث
يكون معن ى إحداهم ا ض د معن ى الرخرى )أ ي الكلمات تتعاك س ف ي معانيه ا( ومن
المثلة على التضاد) :فوق ،تحت( ) ،طويل ،قصير( )،يحب ،يكره(.
. 3التضاد العس كي :وه ي تمث ل العلق ة بي ن المفردات حي ث توج د علق ة حتمية
متعاكسة التجاه بين الكلمتين ،
الشتمال :إ ن علق ة الكلمات بعضه ا ببع ض تس اعد الطف ل عل ى اكتس اب المعاني
واس ترجاعها ،فه ي تكون عل ى شك ل مجموعات ،وق د تتضم ن الكلمة الواحدة
مجموعة من الكلمات ذات معان متعددة ،وتكون مفتاحلا لهذه الكلمات ،ومن المثلة
عل ى الشتمال )كلم ة الحيوانات وتشك ل مجموع ة حي ث تتضم ن هذه المجموعة
مفردات متعددة مثل :حصان ،أسد ،بقرة ،قطة ،كلب .(.... ،
) (5النظام الستخدامي للغة )السياق(:
وهو ما يعرف بالجانب الجتماعي أو الستخدام ،ويدل على القواعد التي تحكم
طريقة استخدام اللغة في الحياة الجتماعية ،وفهم المعاني الجتماعية للتواصل
اللغوي ،وعليه فإن المواقف البراجماتية تركز على وظائف أو استعمال اللغة أكثر
من مجرد بناء اللغة.
وقد أشار بعض الباحثين إلى أن الطفال يكتسبون اللغة في سياقات اجتماعية محددة
حتى يفهموا معاني الكلمات أو الجمل ،كما أشاروا على قواعد تبادل الدوار ،وعدم
مقاطعة الرخرين ،والمحافظة على التواصل البصري ،والمحافظة على مواضيع
المحادةثة ،ويؤدي النحراف عن هذه القواعد إلى اضطراب في النظام البراجماتي
للغة.
ويرى بعأأض العلماء أأأن القسام
الثلثة )الشكل ،والمحتوى والسياق(
تتفاع ل فيم ا بينه ا بالتس اوي ،وهم
المحتوى بذلأأك يرون أأأن تقسأأيمات الشكل
اللغوي ل تؤث ر بشك ل منفص ل في
اللغ ة وينحص ر تأثيره ا ف ي داخل
السياق الشكل الجزء الكلي للشكل اللغوي .
والشكأأل التالأأي يأأبين العلقأأة بين
مكونات اللغأأة الثلثأأة :الشكل ،
والمحتوى ،والسياق.
وتلتقي هذه القسام الثلثة في تفاعلها في منطقة مشتركة ،مما يجعلها
تؤثر وتتأثر ببعضها ،مما يجعل الشكل على سبيل المثال يؤثر ويتأثر
ل على حده ثم يؤثر ويتأثر بالتقائهما معلا في هذه
بالمحتوى والسياق ك ل
المنطقة المشتركة ،والمر ذاته يحدث لكل من المحتوى ،والسياق.
وهناك مجموعة من العلماء يرون أن مكونات اللغة الخمسة تتفاعل
فيم ا بينه ا بشك ل متس او ول تتوزع ف ي ثلث ة أقس ام فقط ،وهذه
المكونات ه ي :النظام الصوتي ،والنحو ،والصرف ،والمحتوى ،
والس تخدام ،وهذا يجع ل مكونات الشك ل اللغوي ،وهي :النظام
الصوتي ،والنحو ،والصرف ،تلعب نفس الدور الذي يلعبه المحتوى
اللغوي ،أو الستخدام ،والشكل التالي يوضح العلقة بين مكونات
اللغة الخمسة.
النحو الصرف
النظام الصوتي
المحتوى السياق
نظريات اكتساب اللغة:
تعتبر القدرة على اكتساب اللغة من الخصائص المميزة للنسان والتي
يستطيع من خللها التعبير عن حاجاته ورغباته ومشاعره
وأحاسيسه ،كما يستطيع فهم ومعرفة مشاعر واتجاهات الخرين.
وقد حاول العلماء التوصل إلى فهم واضح لعملية اكتساب اللغة ،ومن
أشهر النظريات التي حاولت تفسير عملية اكتساب اللغة:
.1النظرية السلوكية.
يرى أص حاب هذه النظري ة أ ن اللغ ة تتعل م وتكتس ب وفقلا للمبادئ ذات ه الت ي يتعل م الطفل
بواسطتها السلوكات الرخرى ،وتهتم هذه النظرية في معالجتها لكتساب اللغة بالعلقة بين
المثيرات والس تجابات ،حي ث تعت بر النم و اللغوي رخاضعلا لمبادئ قواني ن التعل م ،وتؤكد
النظرية السلوكية على أن اللغة سلوك اجتماعي يتعلمه ويكتسبه الطفل عن طريق مبادئ
التعلم التي تتضمن التعزيز والنمذجة والتشكيل.
إن الحداث في بيئة الطفل هي الكثر أهمية في النظرية السلوكية ،فالطفال يتعلمون فقط
اللغة التي يتعرضون لها ،وعليه فإن الحرمان الجتماعي الشديد يؤدي إلى حرمان لغوي ،
وبشكل علمي فإن جميع أشكال السلوك اللفظي قد تزداد أو تنقص ،فعلى سبيل المثال :قد
يزيد التعزيز الجتماعي من البأبأة ،أو الكلمات ،أو أشباه الجمل ،أو إنتاج الصور النحوية.
نظرية التعلم الجتماعي:
ارتبطت هذه النظرية بعالم النفس البرت باندورا ،والتي تفسر اكتساب اللغة من رخلل التعلم
الجتماعي ،ويرى أتباع هذه النظرية أن الطفال يبنون حصيلتهم اللغوية عن طريق ما
يعرضه الرخرون أمامهم ،ويعتمد هذه النوع من التعليم على التقليد والمحاكاة والملحظة
التي يتعلم الطفال من رخللها لغتهم ،فيقوم الطفال بتقليد المفردات وأشباه الجمل والجمل
التي يستخدمها الوالدان والمحيطون بالطفل.
النظرية الفطرية:
ترتبط هذه النظرية بالعالم اللغوي نعوم تشومسكي ،وقد وجهت هذه النظرية انتقادلا للنظرية
السلوكية حيث يرى تشومسكي أن العلقة بين المثير والستجابة ل تكفي لتفسير قدرات الطفل في
استخدام اللغة وفهمها ،ويرى أن اللغة كنظام تعتبر مظهرال طبيعيلا لقدرة فطرية كامنة في مكونات
الفرد البيولوجية تشمل معرفة مسبقة بالقواعد اللغوية العالمية وأن دور البيئة هو إظهار هذه
القدرات )الغامدي .(2003 ،
النظرية المعرفية:
تركز هذه النظرية على ارتقاء الكفاءة اللغوية كنتيجة للتفاعل بين الفرد والبيئة وقد وجهت هذه
النظرية انتقادلا للنظرية السلوكية التي أن اللغة سلوكلا متعلملا تكتسب من خلل التعزيز والتشكيل
كما وجهت أيضلا انتقادلا للنظرية الفطرية التي ترى أن هناك تنظيمات موروثة تساعد على تعلم
اللغة.
وقد درس عالم النفس الفرنسي جون بياجيه التطور المعرفي عند الطفال ،وافترض وجود أربعة
مراحل للنمو المعرفي ،وأن النمو اللغوي يقع ضمن هذه المراحل الربعة:
ففي المرحلة الولى ” المرحلة الحس – حركية ” ،والتي تبدأ من
عم ر الميلد وتنته ي بنهاي ة الس نتين الول ى تعت بر حواس الطفل
وحركته مصدرلا للمعرفة ،كما أن اللغة تنمو في نهاية هذه المرحلة.
وفي المرحلة الثانية ” مرحلة ما قبل العمليات ” ،والتي تمتد من عمر
الثانية وحتى عمر السابقة تنمو اللغة التعبيرية لدى الطفل ،كما تنمو
قدرات الطفل العقلية التي تتضمن التمييز والتعميم ،وإدراك الفروق
بين الشياء ،كما تزداد قدرته على تصنيف الشياء حسيلا.
وفي المرحلة الثالثة ” مرحلة العمليات المادية ” والتي تمتد من عمر
سبع سنوات وحتى عمر الحادية عشرة تنمو قدرة الطفل على تنظيم
قدرات ه العقلي ة والمتمثل ة ف ي اللغ ة التعبيري ة ،وتصنيف الشياء م
حوله ،وإدراك الفرق بين أفكاره وأفكار الخرين ،ومع نهاية هذه
المرحلة تقترب لغة الطفل من لغة الكبار ،ويبدأ بفهم اللغة المجازية.
وف ي المرحل ة الرابع ة ” مرحل ة العمليات المجردة ” ،والت ي تبدأ م ن عمر
الحادي ة عشرة وتنته ي بعم ر الربع ة عش ر س نة تنم و قدرات الطف ل العقلية
ويزداد فهم الطفل لمستويات اللغة المختلفة ،واستخدامها كمظهر من مظاهر
التفكير المجرد.
اضرابات اللغة:
وقد عرفت الجمعية المريكية للسمع والنطق اضطرابات اللغة على أنها ” رخلل
في الستيعاب و /أو استعمال اللغة المنطوقة أو اللغة المكتوبة و /أو أنظمة
أرخرى من الرموز وهذا الضطراب يشتمل على شكل اللغة )النظام الصوتي ،
والص رفي ،والنحوي( ،ومحتوى اللغ ة )النظام الدلل ي( ووظيف ة اللغ ة في
التواصل )النظام البراجماتي(.
إن مهارات اللغة المحددة توصف بتأرخر اللغة أو اضطراب اللغة أو رخلل في اللغة
أو مشكلة لغوية ،وتراوح الضطرابات اللغوية في الشدة بين البسيط والشديد ،
وقد ترتبط اضطرابات اللغة في بعض الطفال بالعاقات الحركية ،والحسية
والعقلية.
تصنيف اضطرابات اللغة:
يمكن تصنيف الضطرابات اللغوية تبعلا للسباب التي أدت إليها ،أو
العمر الذي ظهرت فيه ،وفيما يلي ملخص لهذه التصنيفات:
.1تبعلا للسباب:
تأرخر الطفل في اكتساب الكلمات الولى في عمر السنتين أو الثلةثة سنوات
الولى.
عدم تطور المفردات اللغوية بشكل طبيعي.
تقتصر مفردات الطفل على السماء وبعض الشياء مثل )كرة ،سيارة ،قطة(
والشخاص مثل )بابا ،ماما(.
.2مشكلت النظام الصرفي:
إن الجانب الصرفي هو الذي يحكم الطرق المختلفة في تشكيل الكلمات والتي
تؤدي إلى تغير المعنى ،ويشتمل هذا الجانب أيضلا على المورفيمات القواعدية
مثل :الجمع ،وحروف الجر ،والروابط ،وال التعريف ،والفعال.
على سبيل المثال:
النحو هو النظام الذي يحكم ترتيب الكلمات في جمل كاملة المعنى ،والمشكلت
النحوية تعني الصعوبات في بناء الجملة والتعبير عن المعنى في أشكال نحوية
غير مناسبة.
.4مشكلت في استخدام اللغة:
فإن الطفال المضطربين لغويلا يظهرون ضعفلا في جوانب اللغة المتضمنة فيما يلي:
تشير البحاث إلى أن العوامل الجينية أو الوراةثية تسبب اضطرابات في اللغة ،فإذا كان في
التاريخ العائلي للطفل أشخاص يعانون من اضطرابات لغوية ،فإن احتمالية ظهور اضطراب في
لغة الطفل تزداد ،وهناك العديد من المتلزمات الجينية المرتبطة بدرجات مختلفة باضطرابات
اللغة مثل متلزمة داون ،ومتلزمة كروموسوم ) ، (Xومتلزمة وليام .
.2العوامل العضوية:
إن العوامل العضوية للضطرابات اللغوية مرتبطة بالضطرابات أو المراض التي تصيب الجهزة
المسؤولة عن استقبال اللغة وإنتاجها مثل الجهاز السمعي ،والجهاز العصبي ،والجهاز التنفسي ،
والجهاز الص وتي ،والجهاز النطق ي ،وتؤدي إص ابة أ ي جهاز م ن هذه الجهزة إلى حدوث
اضطرابات لغوية.
.3العوامل البيئية:
يمكن تقسيم العوامل البيئية المؤدية على الضطرابات اللغوية إلى قسمين :قسم متعلق بالسرة ،
والرخر متعلق بعوامل بيئية رخارجية أرخرى.
وتتجلى العوامل المتعلقة بالسرة في أنماط التنشئة السرية ،والبيئية السرية المحيطة بالطفل ،
وكل ما يتعلق بها كاستخدام العقاب الجسدي من قبل الوالدين ،أو إهمال الطفل وعزله )الحرمان
الجتماعي( ،وعدم تقديم النموذج اللغوي المناسب له.
أما العوامل المرتبطة بالبيئة الخارجية فتظهر من رخلل إدمان الم على الكحول والمخدرات ورخاصة
في الشهر الثلةثة الولى من الحمل ،والمواد السامة الرخرى التي تؤدي إلى تلف جيني وبالتالي
إلى اضطرابات عامة في اللغة.
.4العوامل العصبية:
وتشمل العوامل العصبية إصابات الدماغ المرتبطة بمشكلت اللغة والكلم ،والمسببة بشكل مباشر للعاقة
العقلية.
. 5العوامل المرتبطة بوجود إعاقات أرخرى مصاحبة للضطرابات اللغوية:
وتظهر الضطرابات اللغوية بوضوح لدى الطفال الذين يعانون من إعاقات جسدية أو ذهنية أو انفعالية.
العلمات التي يلحظها الوالدين على طفلهم الذي يعاني من اضطراب لغوي:
. 1عدم القدرة على فهم اللغة المحكية من رخلل الستخدام )اللغة الستقبالية( ،أو استخدام اللغة في
التواصل الطبيعي )اللغة التعبيرية(.
. 2عدم القدرة على فهم المفردات ،أو الجمل اللغوية.
. 3إذا شك الوالدان في سمع الطفل كون استجابته وتفاعله مع الحديث الذي يدور حوله يكاد يكون معدوملا
أو متقطعلا.
. 4عدم القدرة على فهم الوامر اللفظية الموجهة إليه بشكل كامل أو جزئي.
. 5عدم القدرة على إنتاج المفردات أو الجمل اللغوية بشكل سليم ،ومواز للطفال الذين هم في مثل عمره.
. 6ظهور الرخطاء النحوية أو الصرفية أو غيرها من مكونات اللغة في حديث الطفل سواء أكاهن واعيلا
لهذه الرخطاء أم ل.
. 7عدم القدرة على سرد الحداث بشكل متسلسل ومنطقي مع أرخذ العمر بعين العتبار.
خطوات التقييم:
يقوم اختصاصي النطق واللغة باتباع خطوات عديدة في عملية جمع المعلومات حول الطفل
وتقييمه ،وهذه الجراءات هي:
.1إجراء تاريخ الحالة.
.4الملحظة.
التوصيات.
ومن خلل تاريخ الحالة والمقابلة يجمع الختصاصي المعلومات حول ولدة الطفل ،والتطور الحركي ،
والتطور الجتماعي ،والتطور السلوكي ،والتطور التعليمي ،والتواصل ،يركز الختصاصي بشكل
رئيس على تطور اللغة والكلم لدى الطفل وفيما إذا كانت هناك مشاع عصبية أو توحد ،أو تخلف عقلي ،
أو فقدان للسمع.
كما يتم جمع المعلومات حول طبيعة المشكلة وتاريخ العائلة ،وذلك من خلل إجراء مقابلة مع الوالدين أو
أحد مقدمي الرعاية لطفل ،وتشتمل المعلومات على :وصف الوالدين للمشكلة ،وطريقة تعاملهم مع
الصعوبات التواصلية التي يعاني منها طفلهم ،فيسأل الختصاصي الوالدين عن طرق التواصل مع طفلهم
إن كانوا يستخدمون الكلم أو اليماءات أو الشارات ،وهل يفهم الطفل ما يسمع وما يقال له ؟ وماذا يفعل
الوالدان عندما ل يفهمون ما يقوله الطفل ؟
الملحظة وقياس اللغة:
يقوم الختصاصي بعد النتهاء من إجراء المقابلة بملحظة الطفل من غرفة مجاورة مكونة من مرآة تتيح
الرؤوية من اتجاه واحد بحيث ل يرى الطفل الختصاصي أثناء قيامه بملحظة سلوكه وتصرفاته
والستماع لكلمه وطريقة تواصله.
ومن خلل أجهزة صوتية خاصة يستطيع الختصاصي سماع الحوار والتحدث مع الطفل وعائلته ،
وأحيانلا يتسنى للختصاصي أن يسمع إنتاج الطفل لكلمات مفردة ،أو أشباه جمل ،أو جمل غير مكتملة
قواعديلا ،وقد يكون الطفل صامتلا في أغلب الوقت ،وقد يستخدم الوالدان والطفل الشارات واليماءات
للتواصل فيما بينهم.
ومن المثلة على الختبارات اللغوية:
وتعتبر العينة اللغوية أساس تقييم اللغة لتشخيص الضطرابات اللغوية لدى الطفال وهي الجراء
الذي يتم من خلل تسجيل إنتاجات الطفل اللغوية في ظروف طبيعية من خلل المحادثة ،وفي
هذا الجراء يحض الختصاصي الوالدين على التكلم مع الطفل والستماع إليه ،وتتركز مهمة
الختصاصي في الحصول على عينة لغوية من خلل استثارة الطفل على الكلم بحرية وبشكل
طبيعي قدر المكان ،وحتى يتمكن الختصاصي من تحقيق ذلك الهدف فلبد له من استخدام
اللعاب ،والكتب ،والصور ،والشياء.
ويمكن للولدين أو الخوة المشاركة في هذا التفاعل ،ويعزز الطفل ويشجع أثناء أخذ العينة على
النظر إلى الكتب والصور ،واللعب باللعاب ،وتحريك الشياء ،والكلم ،وقد يقوم الختصاسي
بسرد قصة قصيرة أمام الطفل ومن ثم طرح السئلة عليه ،وانتظار الجابة عنها ،أو أن يطلب
منه إعادة سرد القصة.
إجراءات أخرى للتقييم:
إ ن تقيي م اللغ ة الشام ل يشتم ل عل ى إجراءات أخرى متعددة للتأك د م ن وجود أس باب عضوية
واضحة قد تؤثر على قدرة الطفل على إنتاج اللغة ،وقد تكون مؤشرلا على وجود مشاكل أخرى ،
ومن هذه الجراءات تقييم أعضاء النطق والوجه ،حيث يقوم الختصاصي بفحص التراكيب
الفموية فيما إذا كانت ناقصة أو مشوهة ،كما يقوم بإجراء مسح سريع للسمع وتحديد فيما إذا
كانت هناك حاجة لتحويل الطفل إلى اختصاصي السمعيات وإجراء تقييم شامل للسمع أم ل.
كتابة التقرير:
ويشتمل التقرير على تحديد فيما إذا كان الطفل يعاني من مشكلة أم ل وتحديد طبيعة المشكلة وما
هو العلج المناسب لها.
وتجمع جميع المعلومات التي تم الحصول عليها من خلل تاريخ الحالة والختبارات المقننة ،
والعينات اللغوية ،ومسح السمع ،وفحص أعضاء النطق والوجه وتقارير من تخصصات أخرى
للحصول على صورة شاملة عن أداء الطفل الحالي والمستقبلي ،ومن ثم يقوم الختصاصي
بوضأع تشخيأأص نهائأأي اعتمادلا علأأى مصأادر هذه المعلومات ،وفأي نهايأأة التقرير يقوم
الختصاصي بوضع التوصيات للعلج مع بيان احتمالية التقدم والتحسن.
علج اضطرابات اللغة:
) (1الساليب المتنوعة تقترح أهدافلا متنوعة في علج اللغة ،حيث يركز الرختصاصيون على أهمية تعليم
القواعد النحوية والمفاهيم الدللية وإنتاج السلوكات اللغوية ،والقواعد البراجماتية ،والعمليات الدراكية.
) (2الساليب المتنوعة تؤيد الجراءات العلجية المختلفة.
) ( 3الطفال الذين يعانون من اضطرابات في اللغة ينتمون إلى مجموعات مختلفة ،إذ أن الضطرابات
تتراوح في الشدة بين الطفال ،ومن البديهي أن يختلف علج اضطراب اللغة من الدرجة البسيطة عن علج
الضطراب الشديد ،ويحتاج الطفال الذين يعانون من ضعف في السمع إلى إستراتيجيات علجية إضافية.
.1ارختيار أهداف العلج:
إن الهدف النهائي من العلج هو تطوير إمكانيات الطفل في المحادةثة الطبيعية في مواقف حياته اليومية ،إذ
لبد للطفل أن يفهم ويأرخذ دوره في المحادةثة ولذلك فلبد أن يمتلك الطفل عددلا كافيلا من المفردات اللغوية.
.2تسلسل العلج:
إن الهدف النهائي يتحقق من رخلل تسلسل العلج ،وهذا يعتمد على المستوى اللغوي للطفل عند التقييم ،
فإننا نبدأ بالعلج في حالة الطفل الذي ل يتكلم من الصوات التي ينطقها مثل صوت )أ( أو )م( ،ومن ةثم
نقوم ببناء كلمات وظيفية منها ،وفي مرحلة لحقة يقوم الرختصاصي بتجميع هذه الكلمات التي تعملها
الطفل وبناء جمل بسيطة ،فمث لل :الطفل الذي يقول كلمة )ماما ،سيارة ،كبيرة ،حلوة ( ينقلنا إلى محاولة
تعليمه بناء جمل وظيفية من هذه الكلمات مثل ” سيارة كبيرة ” أو ” سيارة حلوة ” أو ” سيارة ماما ”
وهكذا فإن تسلسل العلج ينتقل تدريجيلا من مستوى الصوات إلى الكلمات ةثم إلى الجمل بنالء على مستوى
التطور اللغوي الذي يحرزه الطفل.
بعض الجراءات العلجية الساسية:
بعد ارختيار السلوكات اللغوية المستهدفة يعد الرختصاصي مجموعة من المواد المثيرة للكلم
كالصور ،والشياء ،واللعاب التي تساعد في إةثارة الستجابات المستهدفة للطفل ،ويبدأ العلج
في غرفة علجية صغيرة ،حيث يجلس الطفل والمعالج مقابل بعضهما البعض على طاولة
مناسبة ،ةثم يقوم المعالج بعرض الصور )سيارة مثلل( ،وينطق الكلمة ةثم يطلب من الطفل
تقليده ،وتسمى هذه الستراتيجية بالنمذجة ،ةثم يضع المعالج الصورة على الطاولة ويسأل
الطفل عنها )ما هذه؟( ومباشرة يقدم المعالج النموذج الصحيح للطفل بقوله) :سيارة( ،فإذا قال
الطفل) :سيارة( يعزز المعالج الطفل مباشرة ويقدم المديح )ممتاز ،شاطر( ،وهذا النوع من
التعزيز يسمى التعزيز اللفظي الجتماعي ،مع تكرار المحاولت يتمكن الطفل من السلوك اللغوي
المستهدف.
دور السرة في العلج:
يقوم المعال ج بخطوات عديدة م ن أج ل تعمي م الس تجابات وأكث ر هذه الخطوات أهمي ة جعل
السرة ،والصدقاء والمعلمين ،شركاء في العملية التعليمية ،حيث يتم تشجيع الوالدين على
المشاركة في الحوار مع الطفل ،كما يمكن تدريب الرخوة والصدقاء والمعلمون أيضلا ،وعندما
يعرف المعلمون كيف يساعدون الطفل على تطبيق ما تعلمه سيبدأ الطفل الكلم في المدرسة
وبذلك يتحقق التعميم.
إستراتيجيات أخرى تستخدم في العلج:
. 1الطريقة السلوكية ذات فاعلية كبيرة في إنشاء مظاهر مختلفة من
اللغأأة لدى الطفال الذيأأن يعانون مأأن اضطرابات لغويأأة ،ومن
السأأتراتيجيات السأألوكية المسأأتخدمة :النمذجأأة والتعزيأأز والتغذية
الراجعة ،وتشكيل السلوكات اللغوية غير الموجودة.
وهو إجراء يوفر فرص التواصل بشكل طبيعي حيث يضع المعالج
أشياء محببة للطفل بعيدلا عن متناول يده ،وينتظر منه أن يطلب هذه
الشياء ،ويقوم بتعزيزه إذا طلب ذلك الشيء ويقدمه له.
وم ن الس اليب الخرى الت ي تس تخدم ف ي علج اضطرابات اللغة
الطريقة الدراكية أو الدللية ،ول تركز هذه الطريقة على ما يقوله
الطفل بل على ما يعرفه عن الشياء والحداث ،وهي تعتمد على
تعليم المفاهيم التي تندرج تحت إنتاج اللغة.
دوايدة ،أحمد .فارس،ياسر) .(2012مقدمة في اضطرابات
التواصل،عمان،الناشر الدولي.