Professional Documents
Culture Documents
طبيعة المحاسبة في المصارف الاسلامية معتمد رائد ود 240223 125622
طبيعة المحاسبة في المصارف الاسلامية معتمد رائد ود 240223 125622
اعذاد الطبلب
دينذار سعيذ خليل
رائذ حكوج دمحم
()2022 – 2022
1
قائمة المحتويات
-الممدمة
-اهتمام االسالم بالمحاسبة
-مفهوم المحاسبة فً اإلسالم
-مفهوم المحاسبة فً المصارف اإلسالمٌة
-خصابص المحاسبة فً المصارف اإلسالمٌة
-أغراض المحاسبة فً المصارف اإلسالمٌة
-أسس المحاسبة فً المصارف اإلسالمٌة
-طبٌعة أسس المحاسبة فً المصارف اإلسالمٌة
-الفروض والمفاهٌم الصادرة عن هٌبة المحاسبة والتدلٌك للمإسسات المالٌة اإلسالمٌة
-الممارنة بٌن المصارف اإلسالمٌة والمصارف التجارٌة
-معاٌٌر المحاسبة فً المصارف اإلسالمٌة
-مفهوم معاٌٌر المحاسبة فً المصارف اإلسالمٌة
-أغراض معاٌٌر المحاسبة فً المصارف اإلسالمٌة
-خصابص الممٌزة فً محاسبة المصارف اإلسالمٌة
-المصادر
2
الوقذهت .
لمد اهتم اإلسالم بالمحاسبة فى باب كتابة األموال فى كتب الفمه ،وكان هنان متخصصون فى صنعه
الكتابة ،وكان ٌطلك على المحاسب كاتب أو حافظ المال ،ولمد التبس كثٌر من كتاب المحاسبة فى دول
أوروبا من التجار العرب الكثٌر من مفاهٌم وأسس المحاسبة فى اإلسالم ،فالفكر المحاسبى اإلسالمى له
أصوله المستنبطة من مصادر الشرٌعة اإلسالمٌة ومرجعٌته المستماه من فمه المعامالت وله تطبٌماته
البارزة فى صدر الدولة اإلسالمٌة منها على سبٌل المثال نظم المحاسبة فى دواوٌن بٌت المال ونظم
محاسبة الشركات اإلسالمٌة ونظم محاسبة الزكاة والولف والموارٌث وغٌر ذلن.
وحٌث أن المصارف اإلسالمٌة تلتزم بشرٌعة اإلسالم فى كل معامالتها ،لذلن ٌجب أن تصمم وتشغل
نظمها المحاسبٌة فى ضوء المواعد الكلٌة التى تحكم الفكر المحاسبى اإلسالمى ،وال ٌجوز أن ٌطبك
علٌها أسس ونظم محاسبة البنون التملٌدٌة بدعوى خاطبة بؤن المحاسبة هى المحاسبة وأنه ال ٌوجد ما
ٌسمى بالمحاسبة فى اإلسالم أو فى المصارف اإلسالمٌة.
وتختص هذه الدراسة بتناول أسس ومعاٌٌر محاسبة المصارف اٍإلسالمٌة فى ضوء الفكر المحاسبى
اإلسالمى وإبراز االختالفات الجوهرٌة بٌنها وبٌن أسس ومعاٌٌر المحاسبة فى البنون التملٌدٌة ،وذلن فى
ضوء أسس ومعاٌٌر المحاسبة الصادرة عن هٌبة المحاسبة والمراجعة للمإسسات المالٌة اإلسالمٌة.
3
[ٔ ـ ٔ] ـ اهتوبم اإلسالم ببلوحبسبت.
اهتم اإلسالم بالمعامالت مثل اهتمامه بالعبادات ووضع العدٌد من المواعد التى تحكم المعامالت التجارٌة
ومعامالت الدولة اإلسالمٌة مع الغٌر ...كما طور من طرق وأسالٌب كتابة األموال التى كانت سابدة
عند العرب من لبل ..وتطورت صنعة الكتابة وتخصص فٌها أناس ..وظهرت الدفاتر وصممت النظم
المحاسبٌة على النحو الذى سوف نبٌنه بعد للٌل إن شاء هللا.
ومن أدلة اهتمام اإلسالم بالمحاسبة لول هللا تبارن وتعالى فى أطول أٌة فى المرآن الكرٌم ٌ" ...ا أٌها
الذٌن آمنوا إذا تداٌنتم بدٌن إلى أجل مسمى فاكتبوه ولٌكتب بٌنكم كاتب بالعدل ...إلى آخر اآلٌة" (البمرة:
ٕ ، )ٕ٨ولمد استنبط فمهاء اإلسالم من هذه اآلٌة وغٌرها من اآلٌات واألحادٌث النبوٌة الشرٌفة ،األسس
المحاسبٌة فى الفكر اإلسالمى على النحو الذى سوف نفصله
فٌما بعد ،كما أهتم رسول هللا -ملسو هيلع هللا ىلص -بالكتابة وأشار فى كثٌر من أحادٌثه إلى أهمٌة المحاسبة ،فكان
ٌحاسب العاملٌن على الزكاة فى ضوء المسجل باألوراق والسجالت التى ٌحتفظون بها.
ولمد أشار فمهاء وكتاب اإلسالم إلى دور المحاسبة فى صدر اإلسالم فٌمول الحرٌرى على سبٌل
المثال" :إن صناعة الحساب موضوعة على التحمٌك ،وأن للم المحاسب ضابط ،وأن الحسبة هم حفظة
األموال ولوال للم الحساب ألدوات ثمرة االكتساب التصل التغابن إلى ٌوم الحساب ولكان نظام
المعامالت محلوالً ،وجرح الظالمات ممدوداًو جٌد التناصف مغلوالً ،وسٌف التظالم مسلوالً" .
وازدادت أهمٌة المحاسبة فى صدر الدولة اإلسالمٌة بعد انتشار شركات المضاربة والعنان والمفاوضة
والوجوة واألبدان واألنواع األخرى من الشركات ،وكذا بعد تؤسٌس بٌت المال والدواوٌن األخرى.
وكان الهدف من المحاسبة فى صدر الدولة اإلسالمٌة ٌتمثل أساسا ً فى تحدٌد ولٌاس أرباح األنشطة
المختلفة سواء أكانت تجارٌة أو زراعٌة أو خدمٌة أو غٌر ذلن ،وكذلن تموٌم العروض
( ...األموال) وبٌان الدابنٌة والمدٌونٌة لٌساعد ذلن فى تمدٌر وحساب زكوات المال ومساعدة المتعاملٌن
فى تحدٌد األسعار والمساومة علٌها واختٌار أفضل الصفمات أو الرحالت التجارٌة.
وكان التسجٌل اإلحصابى من أهم األسالٌب المحاسبٌة التى استخدمت فى صدر الدولة اإلسالمٌة على
أساس لاعدة اإلضافة والخصم ،وكانت الدفاتر والسجالت إما أن تؤخذ شكل صحابف ساببة أو مجلدة ..
وكانت الحسابات تؤخذ شكل الموابم ذات األعمدة المتجاورة.
وكان ٌتولى هذه المهام كتبة األموال الذٌن اهتم بهم اإلسالم اهتماما ً ملحوظا ً من حٌث المٌم واألخالق
والسلون لدورهم فى المحافظة على أموال المسلمٌن ،كما وضع فمهاء المسلمٌن مجموعة الخصابص
التى ٌجب أن تتوافر فٌمن ٌعمل بمهنة كتابة األموال من أهمها ما ٌلى:
4
ـ العمٌدة السلٌمة واإلٌمان العمٌك باإلسالم كعمٌدة وشرٌعة نظام وحٌاة.
ـ الصدق واألمانة والعفة والنزاهة والعدل والدلة وهذه منبثمة من المٌم اإلٌمانٌة.
ـ الكفاءة والممدرة على أداء المهنة وفما ً ألحكام الشرٌعة اإلسالمٌة.
ولمد تبٌن بالدراسة والتحلٌل أن المحاسبة فى الفكر اإلسالمى لها ذاتٌة وتموم على مجموعة من األسس
التى تعطى لها سمة العلم المستمل الذى ٌموم على مجموعة من األسس والمبادئ وهذا ما سوف ننالشة
فى الصفحات التالٌة.
لمد لمنا بدارسة علمٌة لتؤصٌل "المحاسبة فى الفكر اإلسالمى" وبٌان مدلولها لغة وإصطالحا ً فى ضوء
ما ورد فى معاجم اللغة العربٌة وفى ظالل المرآن الكرٌم والسنة النبوٌة الشرٌفة وحسبما فهمها فمهاء
وعلماء وأمراء المسلمٌن من السلف الصالح ،باإلضافة إلى مدلولها من خالل التطبٌك العملى فى صدر
الدولة اإلسالمٌة.
وٌضٌك بنا الممام لعرض كل الدراسة التفصٌلٌة ولد ٌكون من األنسب أن نوجز أهم النتابج التى تم
التوصل إلٌها.
مدلول كلمة المحاسبة لغة.
إن كلمة محاسبة هى مصدر للفعل حاسب وتصرٌفه محاسبة وحسابا ً وتعنى أحصى علٌه أعماله للجزاء
علٌها ،كما تعنى العد واإلحصاء ،فحسب الشا :أى أحصاه وبوبه وعده.
مدلول كلمة المحاسبة فى المرآن الكرٌم
لم ترد كلمة محاسبة كمصدر فى المرآن الكرٌم ولكن ورد فعلها وهو حاسب وٌعنى المساءلة والجزاء
فى الدنٌا واآلخرة فى ضوء المحصى والمسجل من أعمال ،وأصل ذلن لول هللا تبارن وتعالى" :وكؤٌن
من لرٌة عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا ً شدٌداً" ،ولمد جاءت كلمة محاسبة مرادفة لكلمة
حساب وتعنى العد واإلحصاء ،وأساس ذلن لوله تعالى" :لتبتغوا فضالً من ربكم ولتعلموا عدد السنٌن
والحساب" (اإلسراء ، )ٕٔ :ولمد وردت كلمة حاسب األموال فى المرآن بؤنه الشخص الذى ٌتولى
الرلابة والمحافظة على األموال ،وأساس ذلن لول هللا تبارن وتعالى" :وكفى باهلل حسٌباً" (النساء، )ٙ :
ولوله تبارن وتعالى" :إن هللا كان على كل شا حسٌباً" (النساء. )٨ٙ :
وٌفهم من اآلٌات السابمة أن لفظ محاسبة ٌعنى :المساءلة والمنالشة ثم الجزاء فى ضوء المسجل من
تصرفات وأعمال ،وهى مرادفة لكلمة حساب ،ولفظ محاسب ٌعنى المرالب والحفٌظ.
مدلول كلمة المحاسبة فى السنة النبوٌة الشرٌفة.
5
ومن دراسة األحادٌث النبوٌة الشرٌفة تبٌن أن مفهوم المحاسبة فٌها ال ٌختلف عن مفهوم المحاسبة
الواردة فى المرآن الكرٌم السابك بٌانه وتعنى العد واإلحصاء ألجل المنالشة والمساءلة والجزاء.
وفى ضوء ما سبك ٌمكن تعرٌف المحاسبة فى الفكر اإلسالمى بؤنها أحد فروع علم كتابة األموال الذى
ٌتعلك بعد وإحصاء وإثبات العملٌات والتصرفات المختلفة ولٌاسها واإلفصاح عنها بهدف المساعدة فى
المسابلة والمنالشة والجزاء واتخاذ المرارات.
وسوف نعتمد على هذا المفهوم فى إٌضاح مفهوم المحاسبة فى المصارف اإلسالمٌة وخصابصها
وأغراضها.
( ١ـ )٣ـ هفهىم هحبسبت في الوصبرف اإلسالهيت.
ٌمصد بمحاسبة المصارف اإلسالمٌة ،بؤنها تطبٌك لمفهوم وأسس المحاسبة فى الفكر اإلسالمى فى مجال
األنشطة المختلفة التى ٌموم بها المصرف اإلسالمى بهدف تمدٌم معلومات وإرشادات وتوجٌهات تساعد
فى إبداء الرأى واتخاذ المرارات التى تساعد فى تحمٌك مماصد المصارف اإلسالمٌة.
وٌتضمن هذا المفهوم المعالم األساسٌة لمحاسبة المصارف اإلسالمٌة والتى تتمثل فى اآلتى:
ٔ ـ تعتبر محاسبة المصارف اإلسالمٌة تطبٌما ً لمفهوم وأسس الفكر المحاسبى اإلسالمى ،ولٌست علما ً
مستمالً بذاته ،ومن ثم تلتزم بؤسسه المستنبطة من مصادر الشرٌعة اإلسالمٌة ،وهذا ٌمثل إطارها
الفكرى.
ٕ ـ ٌشمل نطاق محاسبة المصارف اإلسالمٌة المعامالت والتصرفات المالٌة والمعنوٌة التى تموم بها
المصارف اإلسالمٌة خالل الفترة الزمنٌة المطلوبة.
ٖ ـ تتمثل عملٌات محاسبة المصارف اإلسالمٌة فى تحمٌك وتدلٌك وتسجٌل وتحلٌل ولٌاس المعامالت
والتصرفات التى تموم بها تلن المصارف وتمدٌم معلومات وإٌضاحات وإرشادات إلى اإلدارة والغٌر
لتساعد فى اتخاذ المرارات.
ٗ ـ ٌستخدم المحاسب فى المصارف اإلسالمٌة مجموعة من األسالٌب والوسابل واألدوات المحاسبٌة
وغٌر المحاسبٌة التى تساعده فى أداء مهامه والتى تتسم بالمرونة لتتناسب مع كل حال وممام ومكان ،ما
دامت ال تتعارض مع أحكام ومبادئ الشرٌعة اإلسالمٌة ،ألن األصل فى المعامالت اإلباحة ،إالّ ما
تتعارض مع نص صرٌح من المرآن والسنة.
٘ ـ تهدف محاسبة المصارف اإلسالمٌة إلى تمدٌم معلومات تساعد من ٌعنٌه األمر فى المسابلة
والمنالشة وتموٌم األداء واتخاذ المرارات المختلفة الرشٌدة لتحمٌك مماصد المصارف اإلسالمٌة.
6
( ١ـ )٤ـ خصبئص هحبسبت في الوصبرف اإلسالهيت.
ٌعتمد كثٌر من المحاسبٌن المعاصرٌن ممن ٌعملون فى البنون التملٌدٌة أو ممن ٌعملون فى المجال
األكادٌمى فى المعاهد والجامعات أنه ال فرق بٌن المحاسبة فى المصارف اإلسالمٌة والمحاسبة فى
البنون التملٌدٌة وفما ً للفكر الوضعى ،ونحن نلتمس لهم العذر فى ذلن ألن علماءنا عجزوا عن تفهٌمنا
اإلسالم على نحو صحٌح ،لمد تعلمنا اإلسالم فى المدارس على أنه عبادات فمط ..ولذلن أصبح غرٌبا ً
على أسماعنا اآلن ما ٌدرس وٌبحث فى مجال المحاسبة فى اإلسالم وتطبٌماتها فى الوالع العملى ،بل إن
بعضنا لٌدهش وٌصٌر األمر بالنسبة له وكؤنه اكتشاف فى مجال الفكر المحاسبى ،عندما ٌسمع عن
المحاسبة والمراجعة والرلابة فى اإلسالم ،ونستطٌع أن نوضح كٌف تختلف ذاتٌة المحاسبة فى
المصارف اإلسالمٌة عن محاسبة البنون التملٌدٌة وذلن على النحو التالى:
أوالً :تستمد محاسبة المصارف اإلسالمٌة أسسها األصولٌة الربٌسٌة من المرآن والسنة النبوٌة الشرٌفة
ومن المواعد الفمهٌة ولٌس من الفكر الوضعى كما هو الحال فى محاسبة البنون التملٌدٌة ،ولذلن تتسم
هذه المواعد بالثبات والموضوعٌة وعدم لابلٌتها للتغٌر ،ولذلن فهى صالحة لكل زمان ومكان" :أال ٌعلم
من خلك وهو اللطٌف الخبٌر" (الملن ، )ٔٗ :وتؤسٌسا ً على ذلن ال ٌجوز ألى محاسب أو أن لفرٌك من
المحاسبٌن أن ٌعدلوا أو أن ٌهملوا أى أساس محاسبى مستنبط من المرآن والسنة ،وٌنحصر مجال
االجتهاد فى الطرق واألسالٌب واإلجراءات المحاسبٌة والتى ربما تتشابه مع المطبك فى البنون
التملٌدٌة.
ثانياً :ترتكن محاسبة المصارف اإلسالمٌة على العمٌدة الموٌة واإلٌمان الراسخ باهلل ربا وباإلسالم دٌنا ً
وبدمحم -ملسو هيلع هللا ىلص -نبٌا ً ورسوالً ،وعلى المحاسب الذى ٌموم بعملٌات المحاسبة المختلفة أن ٌدرن تماما ً بؤن
المال الذى ٌحاسب علٌه مال هللا ،ولد أمره هللا أن ٌسجل حركته من دخل وصرف فى ضوء شرع
هللا عز وجل ،كما ٌإمن بؤن هللا سوف ٌحاسبه ٌوم المٌامة عن مدى لٌامه بهذا على الوجه األكمل ..كما
ٌعتمد بؤن هللا ٌرالبه فى عمله وعن المعلومات التى ٌمدمها لمن ٌهمه األمر.
ومن ناحٌة أخرى ٌجب أن ٌكون المحاسب ملما ً بؤحكام ومبادئ الشرٌعة اإلسالمٌة مإمنا ً بها حتى ٌكون
لادرا ً على نشر المٌم اإلٌمانٌة وأن ٌكون ملتزما ً بذلن لوالً وعمالً ال ٌخشى فى الحك لومة البم ،وهذا
األمر ال ٌكون أساسٌا ً فى محاسبة البنون التملٌدٌة.
ثالثاً :ترتكن محاسبة المصارف اإلسالمٌة على المٌم األخاللٌة ،فٌجب أن ٌتصف المحاسب الذى ٌتولى
المٌام بالعملٌات المحاسبٌة فى المصرف اإلسالمى باألمانة والصدق والحٌدة والعدل والكفاءة وغٌر ذلن
7
من األخالق ،حتى ٌطمبن كل من المستخلف على المال ومن ٌتعاملون معه إلى سالمة ودلة المعلومات
التى ٌمدمها لهم.
ومن ناحٌة أخرى ٌجب عند اختٌار المحاسب فى المصرف اإلسالمى أن ٌإخذ فى االعتبار هذه
األخاللٌات وهذه الخاصٌة لد تكون موجودة فى محاسبة البنون التملٌدٌة ولكن من والع االلتزام المهنى
ولٌس التعبدى.
رابعاً :تؤسٌسا ً على الخصابص السابمة تتعلك محاسبة المصارف اإلسالمٌة بالعملٌات المالٌة المشروعة،
فؤى عملٌة غٌر مشروعة لٌس لها مجال فى المصرف اإلسالمى ،وٌجب على المحاسب أن ٌعد بها
تمرٌرا ً ٌمدم إلى المسبولٌن حتى ٌسؤل المسبول عن هذه العملٌة حتى ٌمكن تفادٌها فى المستمبل ،وهذه
الخاصٌة منطلمة من لاعدة أن مجاالت المعامالت فى اإلسالم تتعلك بالحالل و بالطٌبات وتتجنب الحرام
والخبابث ،أما المحاسبة فى البنون التملٌدٌة فهى تتعلك بالحالل والحرام وبالطٌب والخبٌث.
خامساًٌ :عتبر المحاسب مسبوالً مع أجهزة الرلابة األخرى أمام المجتمع واألمة اإلسالمٌة عن مدى
التزام المصرف اإلسالمى بؤحكام ومبادئ الشرٌعة اإلسالمٌة فٌما ٌتعلك بجانب المعامالت ،وعلٌه ٌجب
أن ٌتضمن تمرٌره ـ سواء فى ذلن الممدم للمستوٌات اإلدارٌة أو الجهات الخارجٌة المعنٌة ـ معلومات
عن المخالفات الشرعٌة وأسبابها والتنالضات بٌن الشرٌعة والتطبٌك العملى إن وجدت ،وهذا األمر غٌر
وارد على اإلطالق فى البنون التملٌدٌة حٌث تطبك الموانٌن الوضعٌة.
سادساًٌ :عتبر المحاسب فى المصارف اإلسالمٌة أٌضا ً مسبوالً أمام المجتمع واألمة اإلسالمٌة عن مدى
تحمٌك المصرف اإلسالمى لألهداف االجتماعٌة وهذا ما ٌطلك علٌه إصطالح المسبولٌة االجتماعٌة،
وعلٌه أن ٌعد تمارٌر محاسبٌة تتضمن معلومات عن تموٌم المصرف اإلسالمى فى ذلن وأسبابه وأسس
عالج المصور وتنمٌة اإلٌجابٌات وهذا االتجاه ظهر حدٌثا ً فى علم المحاسبة فى البنون التملٌدٌة.
سابعاًٌ :هتم المحاسب فى المصرف اإلسالمى بالنواحى السلوكٌة للعنصر البشرى العامل فٌه وٌعنى ذلن
أن ٌإخذ فى االعتبار عند تصمٌم النظم المحاسبٌة ووضع مإشرات تموٌم األداء تحفٌز العنصر البشرى
مادٌا ً ومعنوٌاً ،وإن كان ذلن لٌس من اختصاص المحاسب وحده إذ أنه مشارن فٌه بدور ما ،وما ٌجب
أن نركز علٌه فى هذا الممام هو دور المعلومات المحاسبٌة فى تنمٌة الحوافز ورفع الروح المعنوٌة
للعاملٌن فى المصرف اإلسالمى ودفعهم نحو االبتكار واإلبداع وزٌادة اإلنتاجٌة وإبعادهم عن السلبٌة
واالتكالٌة واالنعزالٌة ،وهذا األمر ٌعتبر جدٌدا ً فى مجال المحاسبة فى البنون التملٌدٌة.
8
هذه هى المالمح التى تتمٌز بها محاسبة المصارف اإلسالمٌة عن المحاسبة فى البنون التملٌدٌة فهى
محاسبة ترتكن إلى المٌم اإلٌمانٌة واألخالق الفاضلة والمسبولٌة االجتماعٌة وااللتصادٌة ،كما أنها ذات
مفهوم شامل ،وتتسم أسسها الربٌسٌة األصولٌة بالثبات واالستمرار ،وٌحكم طرلها وأسالٌبها وإجراءاتها
مبدأ المرونة والمعاصرة حسب ممتضٌات المكان والزمان.
وعلى النمٌض مما سبك نجد أن محاسبة البنون التملٌدٌة تبدأ من منطلمات وضعٌة مادٌة وتهدف إلى
تحمٌمها بصرف النظر عن توافمها أو تعارضها مع المٌم والمثل واألخالق ومبادئ وأحكام الشرٌعة
اإلسالمٌة.
( ١ـ )٥ـ أغراض هحبسبت الوصبرف اإلسالهيت.
تهدف محاسبة المصارف اإلسالمٌة إلى تحمٌك مجموعة من المماصد من أهمها ما ٌلى:
ٔ ـ المساهمة فى المحافظة على األموال سواء أكانت أموال المساهمٌن أو أموال أصحاب الحسابات
االستثمارٌة ،فالمحاسبون هم حفظة األموال ،ولتحمٌك ذلن ٌجب االلتزام الكامل بؤسس الفكر المحاسبى
اإلسالمى من ناحٌة ،كما ٌجب أن تُصمم النظم وتختار األسالٌب والطرق المحاسبٌة التى تساعد فى منع
حدوث السرلة واالبتزاز والتبدٌد واإلسراف والتبذٌر ،وذلن باعتبار أن المحافظة على األموال ضرورة
شرعٌة ،وألن المال ملن هلل عز وجل ونحن مستخلفون فٌه ومساءلون عنه ٌوم المٌامة.
ٕ ـ المساعدة فى تنمٌة األموال عن طرٌك تشغلٌها فى مجال الحالل والطٌبات ،حٌث ٌساعد التنظٌم
المحاسبى بتزوٌد إدارة المصرف اإلسالمى بالمعلومات عن عوابد االستثمارات وتمٌٌمها طبما ً لمعاٌٌر
االستثمار اإلسالمى ،وذلن لتجنب اكتناز األموال أو حبسها عن التداول بدون ضرورة شرعٌة أو
لانونٌة ،ولمد حث اإلسالم على استثمار المال وتنمٌته واعتبار ذلن عبادة هلل سبحانه وتعالى المالن
الحمٌمى للمال.
ٖ ـ تساعد المحاسبة فى تبٌان الحموق وااللتزامات وذلن لمعرفة المدٌونٌة والدابنٌة فى أى لحظة من
الزمن ،وٌعتبر ذلن ضرورة شرعٌة ألهمٌة ذلن فى حساب الزكاة وغٌر ذلن من الحموق والفرابض
المالٌة اإلسالمٌة ،وحتى ال ٌتبادر إلى كل صاحب حك الشن ،وهذا ورد واضحا ً فى لول هللا تبارن
وتعالى" :ذلن أدنى أالّ ترتابوا" (البمرة. )ٕ٨ٕ :
ٗ ـ لٌاس نتٌجة النشاط اإلجمالى واألنشطة الفرعٌة خالل فترة زمنٌة معٌنة( :شهر /ربع سنة /
سنة) من ربح أو خسارة وذلن طبما ً ألسس المٌاس فى الفكر المحاسبى اإلسالمى وذلن لتحدٌد العابد على
أصحاب الحسابات االستثمارٌة ولتحفٌز العنصر البشرى مادٌا ً ومعنوٌا ً بالعدل.
٘ ـ توزٌع نتابج األنشطة فى المصرف اإلسالمً بٌن أصحاب الحسابات االستثمارٌة وبٌن المصرف
ذاته :طبما ً للعمود اإلسالمٌة التى تحدد نصٌب كل طرف باعتبار أن أنشطة المصرف اإلسالمى ٌحكمها
9
مجموعة من العمود المبرمة فى ضوء أحكام ومبادئ الشرٌعة اإلسالمٌة ومنها العمود بٌن أصحاب
حسابات االستثمار وبٌن المصرف ومن ناحٌة ،وبٌن المصرف ورجال األعمال من ناحٌة أخرى ،وأى
خطؤ فى عملٌة التوزٌع ٌعتبر مخالفة شرعٌة.
ٙـ تبٌان المركز المالى للمصرف اإلسالمى على فترات دورٌة لصٌرة لٌوضح أداء إدارة المصرف فى
تشغٌل أموال المسلمٌن (استخدامات األموال) وتحمٌك التنمٌة والتطور إلى األفضل ،وهذا حك شرعى
ألصحاب هذه األموال بصفة خاصة وللمسلمٌن بصفة عامة باعتبار المصرف اإلسالمى مإسسة مالٌة
إسالمٌة وعلٌه مسبولٌة اجتماعٌة كما أنه تجربة لتطبٌك مفاهٌم ولواعد االلتصاد اإلسالمى فى مجال
المصارف واألموال ،وهذا ٌساعد فى مجال الدعوة إلى تطبٌك الشرٌعة اإلسالمٌة فى كافة نواحى
الحٌاة.
٧ـ حساب ممدار زكاة المال لكل من أصحاب الحسابات االستثمارٌة وكذلن للمساهمٌن وضبط أسس
توزٌعها طبما ً لمواعد فمه الزكاة ،وحسبما هو وارد بالمانون النظامى للمصرف اإلسالمى ،وٌتطلب ذلن
أن ٌكون هنان تنظٌما ً محاسبٌا ً مستمالً لصندوق ٌخضع للتدلٌك والرلابة الشرعٌة والمالٌة.
٨ـ تزوٌد هٌبات التحكٌم الودى اإلسالمى :المنوطة بالتحكٌم فى الخالف بٌن المتعاملٌن مع المصرف
اإلسالمى بالبٌانات والمعلومات المساعدة فى أداء مهامها بالعدل ،ولمد أشار هللا إلى ذلن الممصد فى أٌة
الكتابة حٌث لال عز وجل " ...والٌؤب الشهداء إذا ما دعوا ،وال تسؤموا أن تكتبوه صغٌرا ً أو كبٌرا ً إلى
أجله ذلكم ألسط عند هللا وألوم للشهادة وأدنى أالّ ترتابوا" (البمرة. )ٕ٨ٕ :
٩ـ تزوٌد هٌبة الرلابة الشرعٌة بالبٌانات والمعلومات الالزمة لالطمبنان عن مدى التزام المصرف
اإلسالمى بؤحكام ومبادئ الشرٌعة اإلسالمٌة ،وكذلن فى وضع تصور لبعض المعامالت المستحدثة
تمهٌدا ً لدراسة التكٌٌف الشرعى لها ،ومن ثم ٌلزم أن ٌكون هنان تعاونا ً كامالً بٌن المحاسب فى
المصرف اإلسالمى وأعضاء هٌبة الرلابة الشرعٌة والمرالب الشرعى.
ٓٔ ـ تزوٌد أجهزة الرلابة الخارجٌة والمعنٌٌن بؤمر المصارف اإلسالمٌة بالبٌانات والمعلومات التى
تساعدهم فى أداء عملٌة الرلابة للموانٌن والتعلٌمات والسٌاسات والنظم المعمول بها ،ومن بٌن هذه
األجهزة الخارجٌة :المنظمات والهٌبات والجمعٌات اإلسالمٌة وكذلن البنن المركزى ومجلس البنون
اإلسالمٌة ،وذلن لالطمبنان من تحمٌك مماصد المصرف اإلسالمى االجتماعٌة االلتصادٌة.
ولمد أصدرت هٌبة المحاسبة والمراجعة للمإسسات المالٌة اإلسالمٌة البٌان رلم (ٔ) ،أوضحت فى
الفمرة السادسة منه أهداف المحاسبة المالٌة فى المصارف اإلسالمٌة على النحو ...التالى :
10
ٔ ـ تحدٌد حموق والتزامات كافة األطراف ذات العاللة بما فى ذلن الحموق المترتبة على العملٌات
واألنشطة غٌر المكتملة بممتضى أحكام الشرٌعة اإلسالمٌة ،ومماصدها من مفاهٌم العدل واإلحسان
وااللتزام بؤخاللٌات التعامل اإلسالمى.
ٕ ـ اإلسهام فى توفٌر الحماٌة لموجودات وحموق المصارف اإلسالمٌة وحموق األطراف المختلفة مثل
أصحاب الحسابات االستثمارٌة.
ٖ ـ اإلسهام فى رفع الكفاٌة اإلدارٌة واإلنتاجٌة وتشجٌع االلتزام بالسٌاسات واألهداف الموضوعة
وتشجٌع االلتزام بالشرٌعة اإلسالمٌة فى جمٌع األنشطة والعملٌات والمعامالت.
ٗ ـ تمدٌم معلومات مفٌدة من خالل التمارٌر المالٌة لمستخدمى هذه التمارٌر بما ٌمكنهم من اتخاذ
لراراتهم المشروعة فى تعاملهم مع المصارف.
ـ لمزٌد من التفصٌل ٌرجع إلى معاٌٌر المحاسبة والمراجعة والضوابط للمإسسات ()1
المالٌة اإلسالمٌة ٕٓٓٓ ،م.
المالٌة اإلسالمٌة ومازالت تعمل والجهود مستمرة ،ولمد صدر عنها البٌان رلم (ٔ) والذى تناول مفاهٌم
وأسس وفروض محاسبة المإسسات المالٌة اإلسالمٌة.
وسوف نعرض فى هذه الصفحات أهم األسس المحاسبٌة المالبمة للمصارف اإلسالمٌة فى ضوء ما
أسفرت عنه الدراسات والبحوث ،مع التركٌز على األسس اآلتٌة:
أوالً:
أساس استمالل الذمة المالٌة :وٌمصد به أنه عند المحاسبة على عملٌات المصرف اإلسالمى ٌعامل على
أنه شخصٌة معنوٌة مستملة لى ضوء طبٌعة ملكٌته سواء كانت فى صورة شركة أو هٌبة أو جمعٌة
تعاونٌة وذلن مستمالً عن إدارته المابمة باألعمال التنفٌذٌة.
المصرف االستثمار (المستثمرٌن) ومالن حسابات أصحاب ذمة بٌن الفصل ٌتم كما
اإلسالمى (المساهمٌن) وبٌن من ٌتعاملون مع المصرف اإلسالمى (العمالء) وذلن عند حساب حموق
كل منهم وما علٌه من التزامات وفما ً للعمود الشرعٌة.
ولمد أخذ الفمه اإلسالمى بؤساس الشخصٌة المعنوٌة المستملة وطبمه فى مجاالت عدٌدة مثل دور العبادة،
والولف ،ودور بٌت المال ،والشركات ،والوالٌة على أموال المصر ،دور العلم ،ومإسسات الولف
واألرصاد.
وهذا األساس من ضرورٌات المعامالت المالٌة وٌتفك مع الفطرة والمنطك وهو من األمور التجرٌدٌة،
ولذلن اتفك الفكر المحاسبى التملٌدى مع الفكر المحاسبى اإلسالمى فٌه ،مع األخذ فى االعتبار فضل
السبك لإلسالم فى هذا الشؤن.
وتؤسٌسا ً على هذا األساس تبرم العمود واالتفالٌات بٌن المصرف اإلسالمى كشخصٌة معنوٌة وٌمثله فٌها
ربٌس مجلس اإلدارة أو من ٌنوب عنه ،وٌلتزم المصرف بهذه العمود من حٌث الحموق وااللتزامات،
كما ٌموم المحاسب فى المصرف اإلسالمى بالمحاسبة عن معامالت المصرف وبٌان حموله والتزاماته
الناجمة عن تلن المعامالت كشخصٌة معنوٌة مستملة عن إدارته ،كما ٌعد حساباته الختامٌة والمٌزانٌة
باسمه.
12
ثانياً:
أساس الحولٌةٌ :عتبر الحول مدة زمنٌة لحدوث النماء فى الفكر المحاسبى اإلسالمى ،وأساسا ً لحساب
معظم أنواع الزكوات ،فمد جاء فى الشرح الصغٌر" :تُمَ ّ ِوم كل عروضن كل عام كل جنس ٌباع به غالبا ً
فى ذلن الولت لٌمة عدل على البٌع المعروف" .
ولمد طبك فمهاء المسلمٌن أساس الحولٌة فى مجال إعداد الحسابات الختامٌة للشركات والمنشآت الفردٌة
لغرض حساب الزكاة والتخارج واإلنضمام ،كما طبمت فى الدواوٌن الحكومٌة لمعرفة المركز المالى
والفابض أو العجز فى موازنة الدولة ،كما استخدم أساسا ً لتمدٌر الدخل والخرج للوالٌات اإلسالمٌة.
وكانت الفترة المالٌة تحدد على أساس السنة الهجرٌة فى معظم األحٌان ،فعن إبراهٌم بن سعٌد عن ابن
شهاب عن السابب بن ٌزٌد لال سمعت عثمان بن عفان ٌمول" :هذا شهر زكاتكم فمن كان علٌه دٌن
فلٌإده حتى تخرجوا زكاة أموالكم ،ومن لم تكن عنده لم تطلب منه حتى ٌؤتى بها تطوعا ً ومن أخذ منه
حتى ٌؤتى بها تطوعاً ،ومن أخذ منه حتى ٌؤتى هذا الشهر من لابل (لال إبراهٌم أراه ٌعنى رمضان) " .
وٌمول أبو عبٌد بن سالم لد جاءنا فى بعض األثر أن هذا الشهر الذى أراده عثمان هو المحرم ،ولعل
وجه هذا أن الشهر هو رأس السنة الهجرٌة (ٔ) ،وٌطلك على أساس الحولٌة فى الفكر المحاسبى
التملٌدى مبدأ السنة المالٌة وبذلن ال ٌوجد اختالف بٌن الفكر المحاسبى اإلسالمى والفكر المحاسبى
الوضعى فى هذا األساس.
وتطبك المصارف اإلسالمٌة أساس الحولٌة ،ولكن بعضها ٌسٌر على التموٌم الهجرى واآلخر ٌسٌر على
التموٌم المٌالدى ،ولٌس فى هذا مخالفة شرعٌة واألولى أن تسٌر جمٌعها على أساس الحول الهجرى
حتى ٌمكن الممارنة وإعداد الحسابات الجامعة لها جمٌعاً.
وتموم بعض المصارف اإلسالمٌة بإعداد مراكز مالٌة على فترات شهرٌة ربع سنوٌة إلجراء توزٌعات
مإلتة ولٌس فى هذا مخالفة شرعٌة على أن تتم التسوٌة النهابٌة فى نهاٌة الحول.
ثالثاً:
استمرارٌة النشاطٌ :مضى هذا األساس بؤن ٌنظر إلى المشروع إلى أنه مستمر فى نشاطه وأن التصفٌة
أمر غٌر عادى فى حٌاته حٌث أن الحٌاة مستمرة وأن اإلنسان فَان وأن هللا سوف ٌرث األرض ومن
علٌها ،ولذلن ٌإمن الفرد بؤن أوالده من بعده أو إخوانه سٌمومون بمتابعة النشاط إذا مات ،كما ٌإمن
كذلن بؤن المال ملن هلل سبحانه وتعالى ،وأساس ذلن من المرآن الكرٌم لوله تبارن وتعالى" :آمنوا باهلل
ورسوله وأنفموا مما جعلكم مستخلفٌن فٌه" (الحدٌد. )٧ :
(ٔ) ـ د .دمحم بهاء الدٌن خالد" :مبدأ سنوٌة المٌزانٌة بٌن المانون الوضعى والشرٌعة اإلسالمٌة" ،مجلة
البنون اإلسالمٌة ،العدد ،ٔ٨شعبان ٔٓٗٔ هـ.
13
ولضمان استمرار المشروع فى نشاطه وتجنٌبه األخطار فى المستمبل حث رسول هللا -ملسو هيلع هللا ىلص -بااللتصاد
فى النفمات واالحتٌاط للمستمبل فمال" :رحم هللا امرءا ً اكتسب طٌبا ً وأنفك لصدا ً ولدم فضالً لٌوم فمره
وحاجته" (عن عبادة بن الصامت) ،كما لال اإلمام على -رضً هللا عنه "أعمل لدنٌان كؤنن تعٌش أبدا
وأعمل ألخرتن كؤنن تموت غداً" .
ولمد طبك أساس االستمرارٌة فى األنشطة االلتصادٌة عند تحدٌد ولٌاس األرباح وتموٌم العروض
ألغراض زكاة المال وكذلن فى شركات المضاربة المستمرة ،والتى لم تنض كل العروض إذ ٌموم
المحاسب عند كل فترة معٌنة ولتكن نهاٌة الحول بتمدٌر األرباح تمدٌرا ً ظنٌا ً وتوزٌعها بٌن أطراف
المضاربة ،وعند التصفٌة النهابٌة لد ٌرد صاحب العمل ما سبك أن أخذه من أرباح إذا كانت النتٌجة
النهابٌة خسارة ،وٌمكن تطبٌك هذه األساس أٌضا ً فى شركات المفاوضة والعنان وغٌرهما من الشركات
التى تجٌزها الشرٌعة اإلسالمٌة.
وٌؤخذ الفكر المحاسبى التملٌدى بهذا األساس ،ألنه من األسس التجرٌدٌة والتى تسٌر وفك الكون ومن ثم
ال ٌجب أن ٌكون هنان اختالفا ً علٌها ،كما تطبك كل من الصارف اإلسالمٌة والبنون التملٌدٌة هذا
األساس إالّ فى حاالت التصفٌة فإنه تعد الحسابات وفما ً ألسس محاسبٌة لد تختلف عن األسس فى حالة
االستمرارٌة.
رابعاً:
التسجٌل الفورى التارٌخى :وٌمصد بذلن سرعة كتابة المعامالت فور حدوثها أوالً بؤول حسب تارٌخ
حدوثها بالٌوم والسنة ،ودلٌل ذلن من المرآن الكرٌم هو لول هللا عز وجل "ٌا أٌها الذٌن آمنوا إذا تداٌنتم
بدٌن إلى أجل مسمى فاكتبوه" (البمرة ، )ٕ٨ٕ :فلمد أشارت هذه اآلٌة إلى السرعة فى كلمة فاكتبوه،
فحرف ٌفٌد السرعة والتتابع ،وأشارت إلى التارٌخ فى عبارة إلى أجل مسمى.
وعندما أنشؤ بٌت مال المسلمٌن كان ٌتم التسجٌل فى دفاتره وسجالته أوال ًبؤول ،وكان ٌذكر أمام كل
عملٌة وارد أو منصرف الٌوم والشهر والسنة ،طبما ً لما هو وارد بالمستندات المإٌدة لذلن.
وهذا األساس ملزم للمصارف اإلسالمٌة ،حٌث ٌجب التسجٌل الفورى لبٌان الدابنٌة والمدٌونٌة فى أى
لحظة زمنٌة كما ٌجب أن تستعٌن باألسالٌب الحدٌثة التى تمكنها من تطبٌك هذا األساس مثل الحاسبات
اآللٌة ونظم المعلومات المتكاملة.
وهذا األساس من األسس التى ال تصطدم بزمان أو بمكان وٌتفك مع الفطرة والمنطك والموضوعٌة،
ولمد أخذت به النظم المحاسبٌة التملٌدٌة واعتبروه من المبادئ المحاسبٌة المتفك علٌها ،وٌطبك فى كافة
البنون التملٌدٌة واإلسالمٌة وغٌرها.
14
خامساً:
التسجٌل الممترن بالمستندات( :الموضوعٌة) وٌمصد بذلن أن ٌكون تسجٌل المعامالت ممترنا ً بؤدلة
اإلثبات والتى تتمثل فى المستندات ،وذلن لتجنب االجتهادات الشخصٌة وسد باب الشن فى صحة
البٌانات ،ولمد أكد على ذلن المرآن الكرٌم ،فمال هللا تبارن وتعالى" :واستشهدوا شهٌدٌن من رجالكم ...
إلى آخر اآلٌة" (البمرة ، )ٕ٨ٕ :واإلشارة هنا إلى توثٌك الكتابة بالشهادة وٌحل محل الشهداء المستندات
المولع علٌها من أطراف المعامالت.
وكان التسجٌل فى بٌت مال المسلمٌن من والع مستندات من أهمها ما ٌلى (ٔ) :
ٔ ـ البراءة :وهو مستند خارجى ٌعطى لمن ٌموم بسداد أى شا إلى بٌت المال من مال أو عرض.
ٕ ـ الشاهد :وهو مستند داخلى فى دٌوان بٌت المال ٌستخدم فى التسجٌل فى المعامالت المتبادلة بٌن
األلسام واإلدارات داخل بٌت المال.
ٖ ـ رسالة الحمول :وهو مستند كان ٌتداول بٌن دواوٌن بٌت المال فى األلطار اإلسالمٌة.
وٌطبك هذا األساس فى المصارف اإلسالمٌة بنفس المفهوم والمضمون الذى كان مطبما ً به فى صدر
الدولة اإلسالمٌة مع اختالف األسماء ،وٌطلك على هذا األساس فى الفكر المحاسبى اإلسالمى الوضعى
اسم الموضوعٌة أو المستندٌة ،وهو من األسس التجرٌدٌة الذى ال ٌصطدم بزمان أو بمكان وهو ٌطبك
كذلن فى البنون التملٌدٌة.
سادساً:
ثبات تطبٌك األسس المحاسبٌة خالل الفترات الزمنٌة :وٌمصد بذلن ثبات األسس الكلٌة المطبمة من حٌث
المسمٌات حتى تسهل عملٌة الممارنة والتجمٌع والتفرٌك حسب متطلبات مستخدمى المعلومات
المحاسبٌة ،وهذا أمر منطمى ألن التوجٌه المحاسبى ما هو إالّ ترجمة لعمود واتفالٌات مبرمة طبما ً لمواعد
وأحكام الشرٌعة اإلسالمٌة وكذلن طبما ً ألعراف تجارٌة استمرت بٌن المتعاملٌن وألرتها الشرٌعة
اإلسالمٌة.
(ٔ) ـ محمود المرسى الشٌن :مرجع سابك ،صفحة ٕ٘ٔ.
ومن بٌن مظاهر التوحٌد المحاسبى الذى كان مطبما ً فى بٌت المال:
ٔ ـ الفترة المالٌة ـ السنة الهجرٌة.
ٕ ـ توحٌد وحدات المٌاس النمدى.
ٖ ـ توحٌد المصطلحات المحاسبٌة ومفاهٌمها وأسسها.
ٗ ـ نماذج الموابم المالٌة.
15
وٌعتبر أساس التوحٌد المحاسبى وثبات تطبٌك األسس المحاسبٌة الكلٌة من الضرورٌات فى المصارف
اإلسالمٌة ،حتى تمكن من الممارنات وتموٌم األداء بٌن السنوات وبٌن المصارف اإلسالمٌة على مستوى
األمة اإلسالمٌة.
وهنان جهود تبذل اآلن من لبل هٌبة المحاسبة والمراجعة نحو توحٌد المفاهٌم والمصطلحات واألسس
والنماذج المحاسبٌة على مستوى المصارف اإلسالمٌة ،ولمدورد ذلن تفصٌالً فى البٌان رلم (ٔ) ،
ورلم (ٕ) الصادر عن الهٌبة .وتعتبر مسؤلة الثبات من المبادئ المحاسبٌة المتعارف علٌها دولٌا ً أما
التوحٌد فهنان اختالف بٌن المحاسبٌن بشؤنه.
سابعاً:
المٌاس الفعلى أو الحكمىٌ :تم المٌاس فى الفكر المحاسبى اإلسالمى على أساس الحاصل الفعلى المإٌد
بؤدلة تحمٌما ً ألساس الموضوعٌة ،ولكن الموضوعٌة الكاملة صعبة التحمٌك ،فكان والبد من االلتجاء إلى
التمدٌر الحكمى المبنى على الحنكة والخبرة وغٌر ذلن من األسالٌب وهذا أمر أخذ به الرسول والصحابة
فى كثٌر من المسابل ،وهذا ما ٌطلك علٌه اسم :التنضٌض الحكمى.
وتطبٌك أساس المٌاس فعالً أو حكما ً واضح فى محاسبة زكاة المال ،ففى بعض أنواع األموال التى
ٌصعب المٌاس الفعلى وٌلجؤ إلى التمدٌر ،فمد ورد أن رسول هللا ( -ملسو هيلع هللا ىلص )-كان ٌوصى من كانوا ٌمومون
بتمدٌر الزروع والثمار بالتخفٌف فٌمول" :إنا خرصتم فخذوا ودعوا الثلث ،فإن لم تدعوا الثلث فدعوا
الربع ،والربع للٌل" (رواه أحمد) .
وهذا األساس مرتبط بماعدة هامة فى فمه المعامالت وهى أن النماء ٌجرى فى المال خالل الحول سواء
تم بٌع البضاعة أو لم ٌتم فالربح موجود فعالً ،وٌعتبر البٌع ضرورة لظهور حمٌمته ولذلن ٌتم التموٌم فى
نهاٌة الحول بالنسبة للعروض التى لم تبع على أساس
المٌمة الجارٌة وٌمدر ما تحتوٌه من ربح ،وهذا واضح جلى فى فمه الزكاة وفى فمه المضاربة المستمرة.
وتلجؤ المصارف اإلسالمٌة أحٌانا ً عند لٌاسها للنفمات واإلٌرادات إلى عنصر التمدٌر الحكمى والسٌما فى
مشروعات المضاربة المستمرة ،وفى تمدٌر إهالكات األصول الثابتة وفى تمدٌر المخصصات
واالحتٌاطٌات ونحو ذلن.
وهذا األساس معمول به فى الفكر المحاسبى التملٌدى والسٌما فى ظل التضخم النمدى حٌث ٌصعب
حساب التغٌرات فى األسعار ،كما تطبمه البنون التجارٌة ،ألن من األسس التجرٌدٌة المرتبطة بسنن
الكون :ومنها صعوبة التنبإ بما ٌحدث مستمبالً.
16
ثامناً:
المٌاس النمدىٌ :مضى هذا األساس بمٌاس األحداث االلتصادٌة وإثباتها فى السجالت والدفاتر على
أساس وحدات نمدٌة ،وكان لهذه الوحدات فى صدر الدولة اإلسالمٌة معادل وزنى من الذهب والفضة،
ولمد أشار المرآن إلى ذلن فى كثٌر من المواضع ،فٌمول هللا عز وجل "والذٌن ٌكنزون الذهب والفضة
وال ٌنفمونها فى سبٌل هللا فبشرهم بعذاب ألٌم" ( ...التوبة ، )ٖٗ :وٌمول الرسول -ملسو هيلع هللا ىلص "ما من صاحب
ذهب وال فضة الٌإدى منها حمها إالّ كان ٌوم المٌامة ،صفحت له صفابح من نار فؤحمى علٌها فى نار
جنهم فتكوى بها جبهته وجنبه وظهره ،كلما بردت أعٌدت له" (رواه مسم) .
وال ٌوجد خالف بٌن الفمهاء على اعتبار الذهب والفضة ثمنا ً لألشٌاء ومعٌارا ً للتموٌم ،وال ٌوجد حرج
من أن تستخدم أى عمله بشرط أن ٌكون مرجعها إلى الذهب والفضة ،وفى هذا الشؤن ٌمول ابن
عابدٌن" :رأٌت الدراهم والدنانٌر ثمنا ً لألشٌاء وال تكون األشٌاء ثمنا ً لها فلٌست النمود ممصودة لذاتها بل
وسٌلة إلى الممصود" ،ولمد طبك هذا فى فمه الزكاة وفمه المضاربة والشركات وفمه المصاص والدٌة.
وهذا األساس موجود فى الفكر المحاسبى الوضعً ولكن مع فرض ثبات وحدة النمد ،أما فى الفكر
المحاسبً اإلسالمى ٌلزم ربط لٌمة النمد بالذهب والفضة وال ٌفترض ثبات وحدة النمد كما سوف نوضح
فٌما بعد.
وتطبك المصارف اإلسالمٌة أساس المٌاس النمدى عن طرٌك التموٌم على أساس المٌمة الجارٌة ،كما
سوف نوضح بعد للٌل ،حتى تعبر الموابم المالٌة عن الحاضر فى حاضره ،وهذا األساس تطبمه كذلن
البنون التملٌدٌة ولكن بافتراض ثبات وحدة النمد.
تاسعاً:
أخذ التغٌرات فى لٌمة وحدة النمدٌ :مضى هذا األساس بضرورة األخذ فى االعتبار التغٌرات التى تطرأ
على لٌمة وحدة النمد عند التموٌم ألغراض إعداد الموابم المالٌة فى ضوء معٌار التموٌم السابك اإلشارة
إلٌه وهو الذهب والفضة.
وهذا األساس ٌختلف عن األساس المطبك فى الفكر المحاسبى الوضعى الذى ٌموم على أساس ثبات
وحدة النمد والذى وجه إلٌه العدٌد من االنتمادات فى اآلونة األخٌرة ،وتطالب المنظمات والمجامع
والهٌبات المحاسبٌة العالمٌة الرجوع عن هذا الفرض أو بمعالجته عن طرٌك إعداد لوابم مالٌة إضافٌة
على أساس المٌمة الجارٌة.
وٌجب على المصارف اإلسالمٌة أن تُمَ ّ ِو ْم موجوداتها فى نهاٌة الفترات الزمنٌة على أساس المٌمة
الجارٌة ولٌس على أساس ثبات وحدة النمد ،أما البنون التجارٌة فتموم بإعداد لوابمها المالٌة على أساس
فرض ثبات وحدة النمد ،وبذلن تختلف عن المصارف اإلسالمٌة.
17
عاشرا:
التموٌم على أساس المٌمة الجارٌة :لمد نادى رواد الفكر المحاسبى اإلسالمى ومنذ أكثر من أربعة عشر
لرنا ً من الزمان باستخدام لاعدة التموٌم على أساس المٌمة الجارٌة بغرض بٌان نتابج األعمال والمركز
المالى لمشروع مستمر وذلن بهدف المحافظة على رأس المال الحمٌمى للوحدة االلتصادٌة من حٌث لوة
استبدال العروض التى التنٌت به ولدرته على تحمٌك الربح والنماء.
وٌعتمد هذا األساس على أدلة من السنة وألوال الفمهاء فمد ورد عن رسول هللا -ملسو هيلع هللا ىلص "أنه كان ٌموم دٌة
الخطؤ على أهل المرى أربعمابة دٌنار أو عدلها من الورق وٌمومها على أثمن األبل إذا غلت رفع لٌمتها،
وإذا هاجت ورخصت نمص من لٌمتها" ،وأٌضا ً ما ذكره أبو عبٌد بن سالم حدثنا كثٌر بن هشام عن
جعفر بن برلان عن مٌمون بن مهران لال" :إذا حلت علٌه الزكاة فانظر ما كان عندن من نمد أو عرض
للبٌع ،فمومه لٌمة النمد ،وما كان علٌن من دٌن فى مالة فاحسبه ،ثم أطرح منه ما كان علٌن من الدٌن،
ثم زن ما بمى" ،ولال أٌضا ً فى الثمن الذى ٌجب التموٌم به" :ولومه بنحو من ثمنه ٌوم حلت فٌه ثم
إخراج زكاته" .
وٌجب على المصارف اإلسالمٌة تطبٌك التموٌم على أساس المٌمة الجارٌة عند إعداد حسابات النتٌجة
والمركز المالى لحساب الربحٌة وتوزٌعها بالحك وبٌان المركز المالى لٌمثل الحاضر فى حاضره حتى
ولو فى كشوف ولوابم ملحمة بالموابم الفعلٌة.
وهذا األساس ٌختلف عن األساس المطبك فى البنون التملٌدٌة ،حٌث ٌتم التموٌم على أساس التكلفة
التارٌخٌة ولت االلتناء ،وٌتم حساب التكالٌف واإلهالكات على هذا األساس بصرف النظر عن التغٌرات
فى مستوٌات األسعار ،وهذا بدوره ٌإثر على الربحٌة وعلى رأس المال.
وتؤسٌسا ً على ما سبك ٌختلف التموٌم على أساس المٌمة الجارٌة فى المصارف اإلسالمٌة عن التموٌم على
أساس التكلفة التارٌخٌة المطبك فى البنون التملٌدٌة.
حادي عشر:
الوالعٌة فى االحتٌاط للمستمبلٌ :تم لٌاس النفمات واإلٌرادات فى الفكر المحاسبى اإلسالمى على أساس
واحد هو المٌمة الجارٌة ،كما تموم األصول على أساس المٌمة الجارٌة ،وهذا ٌمثل احتٌاطا ً دلٌما ً لما لد
ٌحدث فى المستمبل من نمص فى اإلٌرادات أو زٌادة فى النفمات أو تغٌر فى لٌمة األصول ،كما أنه
معٌار واحد لكل من النفمات واإلٌرادات.
وهذا األساس ٌختلف تماما ً عن مبدأ الحٌطة والحذر المطبك فى الفكر المحاسبى التملٌدى والذى ٌمضى
بؤن تؤخذ كل خسارة متولعة فى الحسبان وإهمال كل ربح متولع وذلن عند تحدٌد نتابج األعمال والمركز
18
المال ى ،وهذا ٌإدى إلى تمدٌر األرباح بؤلل مما علٌه وترحٌلها إلى سنوات تالٌة ،وبذلن ال ٌعبر الربح
المحسوب بهذه الطرٌمة عن الربح الحمٌمى المابل للتوزٌع.
وٌجب على المصارف اإلسالمٌة أن تؤخذ بؤساس الوالعٌة والمساواة عند تمدٌر االلتزامات المتولعة فى
المستمبل بعدم المغاالة واالحتٌاط الشدٌد للمستمبل ألن عدم االلتزام بذلن سوف ٌنجم عنه نمل أرباح من
فترة إلى أخرى وحرمان مستثمر الٌوم من جزء من ربحه وٌستفٌد بذلن مستثمر الغد ،فالوالعٌة وعدم
اإلفراط والتفرٌط أمر واجب عند تكوٌن المخصصات واالحتٌاطٌات.
وعلى النمٌض من ذلن تطبك البنون التملٌدٌة مبدأ الحٌطة والحذر بل وتغالى فى تكوٌن المخصصات
وهذا ٌختلف عن ما ٌجب أن ٌطبك فى المصارف اإلسالمٌة من الوالعٌة وعدم اإلفراط والتفرٌط
وتطبٌك معٌار واحد لمٌاس النفمات واإلٌرادات.
ثاني عشر:
الممابلة عند لٌاس نتابج األعمالٌ :ؤخذ الفكر المحاسبى اإلسالمى بؤساس الممابلة بٌن النفمات واإلٌرادات
عند لٌاس نتابج األعمال ،كما ٌؤخذ كذلن بؤساس الممابلة بٌن صافى الذمة المالٌة بٌن فترتٌن متتالٌتٌن
ومعرفة التغٌر الذى ٌمثل كذلن نتٌجة النشاط.
ولمد طبك هذا األساس فى لٌاس وعاء الزكاة وكذلن فى تحدٌد نصٌب الشركاء فى شركات المضاربة
والعنان والمفاوضة وغٌرها ،وٌؤخذ الفكر المحاسبى التملٌدى بهذا األساس كذلن ،ولكن تختلف طرق
لٌاس كل من النفمات واإلٌرادات ،فعلى سبٌل المثال ٌؤخذ الفكر المحاسبى اإلسالمى الربح الحكمى الذى
لم ٌظهر بعملٌة البٌع عند حساب الزكاة كما أنها ال تؤخذ بالنفمات غٌر المشروعة.
وتطبك المصارف اإلسالمٌة أساس الممابلة بٌن النفمات واإلٌرادات عند تحدٌد نتابج األنشطة ،مع الفصل
بٌن نشاط الخدمات المصرفٌة ونشاط االستثمار والتموٌل واألعمال ،ونشاط الخدمات االجتماعٌة كما
تلتزم بمواعد حساب النفمات واإلٌرادات المستنبطة من مصادر الشرٌعة اإلسالمٌة.
وتطبك البنون التملٌدٌة نفس األساس ،ولكن االختالف بٌنهما فى تحلٌل النفمات واإلٌرادات وكذلن فى
طرق لٌاسها ،وعدم الفصل بٌن نتابج األعمال بٌن نشاط الخدمات المصرفٌة واألنشطة األخرى حٌث
تطبك نظام الفابدة الذى ٌختلف عن صٌغ وضوابط االستثمار اإلسالمى.
ثالث عشر:
الموازنة بٌن التبٌان والسرٌةٌ :ؤخذ الفكر المحاسبى اإلسالمى بضرورة تبٌان نتابج األنشطة وكذلن
المركز المالى للوحدة االلتصادٌة وذلن لمالكها ولمن ٌهمهم األمر ،ألن هذا حك من حموق المالن
والعاملٌن والمتعاملٌن والمجتمع اإلسالمى ،وٌرد فى عمود المشاركات والمضاربات والمرابحات
19
وغٌرها ما ٌكفل هذا الحك ،وٌطلك على هذا األساس فى الفكر المحاسبى التملٌدى بمبدأ العرض
واإلفصاح.
وتؤسٌسا ً على ذلن ٌجب على المحاسب أن ٌوضح البٌانات المنشورة بالمدر المناسب كل حسب لدره
وظروفه وبالطرٌمة التى تحمى المصالح فال ضرر وال ضرار ،ومن ناحٌة أخرى ٌلتزم المحاسب
بالصدق واألمانة والعدل فى عرض المعلومات المحاسبٌة وٌتجنب التدلٌس واإلخفاء والغش والتزوٌر
ألن هذا لٌس من خلك المسلم ،ونجد هذا األمر واضحا ً فى آٌة الكتابة عندما ٌؤمر هللا عز وجل المحاسب
بالكتابة بالعدل وكما علمه رب العالمٌن ،فٌمول هللا تبار وتعالىٌ" :ا أٌها الذٌن آمنوا إذا تداٌنتم بدٌن إلى
أجل مسمى فاكتبوه ولٌكتب بٌنكم كاتب بالعدل وال ٌؤب كاتب أن ٌكتب كما علمه هللا فلٌكتب ولٌملل الذى
علٌه الحك ولٌتك هللا ربه وال ٌبخس منه شٌبا ً ( "..البمرة. )ٕ٨ٕ :
وٌجب على المصارف اإلسالمٌة أن توازن بٌن التبٌان من ناحٌة وبٌن مصالح األطراف المعنٌة بؤمر
المصرف من ناحٌة أخرى (مستثمرٌن ومساهمٌن وعاملٌن ومتعاملٌن وجهات حكومٌة) ،بحٌث ال
تغطى مصلحة طرف على مصلحة الطرف اآلخر ،وال توجد معاٌٌر لمٌاس درجة التبٌان المطلوبة فهذا
أمر موكول لذوى الخبرة ٌمدرونه حسب خبرتهم وظروف الحال.
وٌالحظ فى الموابم المالٌة المنشورة للبنون التملٌدٌة االختصار الشدٌد والحذر الملحوظ نظرا ً لحساسٌة
وضع البنون فى المجتمع ،ومن ثم فهى ال تطبك مبدأ أساس التبٌان بالمفهوم السلٌم وهو ما ٌطلك علٌه
اسم اإلفصاح ،وبالممارنة نجد أن الموابم المالٌة المنشورة للمصارف اإلسالمٌة أكثر تبٌانا ً ووضوحا ً عن
نظابرها فى البنون التملٌدٌة.
تعمٌب.
ٌتضح من التحلٌل السابك أن المحاسبة فى المصرف اإلسالمى تنضبط بؤسس الفكر المحاسبى اإلسالمى
المستنبط من مصادر الشرٌعة اإلسالمٌة ،وهنان بعض أوجه التماثل بٌن هذه األسس وما ٌناظرها فى
البنون التملٌدٌة ،كما أن هنان اختالفات جوهرٌة واضحة فى بعض األسس وخصوصا ً التى لها عاللة
مباشرة بالفكر والمٌم والمثل واألخالق والسلوكٌات.
ومن ناحٌة أخرى هنان أسس محاسبٌة خاصة ببعض أنشطة المصرف اإلسالمى ولٌس لها صفة
العمومٌة والتى سوف نتناولها عند منالشة المحاسبة فى أنشطة المصرف اإلسالمى فى الفصول التالٌة.
وفى هذا الممام ٌجب اإلشارة إلى أن هنان بعض المحاسبٌن ٌطلمون على أسس المحاسبة السابمة أسما ًء
أخرى مثل :فروض ،مفاهٌم ،مبادئ ولكن الجوهر واحد.
ولمد لامت هٌبة المحاسبة والمراجعة للمإسسات المالٌة اإلسالمٌة بإصدار مجموعة من الفروض
والمفاهٌم للمإسسات المالٌة ،سوف نتناولها فى البند التالى بشا من التفصٌل.
20
(ٕ )ٖ /ـ الفروض والوفبهين الوحبسبيت الصبدرة عي هيئت الوحبسبت والوراجعت للوؤسسبث الوبليت
اإلسالهيت.
لمد أصدرت هٌبة مجموعة الفروض المفاهٌم المحاسبٌة للمإسسات المالٌة اإلسالمٌة نلخصها فى اآلتى:
ٔ ـ مفهوم الوحدة المحاسبٌة.
ٕ ـ مفهوم استمرار المنشؤة.
ٖ ـ مفهوم الدورٌة.
ٗ ـ مفهوم ثبات الموة الشرابٌة لوحدة المٌاس المحاسبى.
٘ ـ مفهوم إثبات وتحمك اإلٌراد.
ٙـ مفهوم إثبات وتحمك المصروفات.
٧ـ مفهوم إثبات المكاسب والخسابر.
٨ـ مفهوم ممابلة اإلٌرادات والمكاسب بالمصروفات والخسابر.
٩ـ مفهوم لٌاس المٌمة النمدٌة المتولعة تحمٌمها.
ٓٔ ـ مفهوم التنضٌض الحكمى.
المقارنة بين المصارف اإلسالمية والمصارف التجارية
-1تتفك المصارف اإلسالمٌة مع المصارف التجارٌة من حٌث االسم حٌث ٌطلك علٌها اسم "مصرف"
أو "بنن".
-2كل من المصارف اإلسالمٌة والمصارف التجارٌة تسعى لتحمٌك األرباح وتعزٌز التنمٌة االلتصادٌة
واالجتماعٌة.
-3هنان تشابه بٌنهما من حٌث الودابع حٌث ٌتعهد كل من مصرف بردّها سواء كان إسالمٌا أو تجارٌا.
-4هنان تشابه بٌنهما فً عدة خدمات من بٌنها :خدمة الحواالت ودفتر الشٌكات ،خدمة بطالات االبتمان
والصٌرفة االلكترونٌة ،خدمة التحوٌالت ،خدمة تؤجٌر الخزابن ،عملٌات االكتتاب باألسهم ،خدمات
النصح والمشورة ودراسات الجدوى ،تحصٌل األوراق التجارٌة والدٌون ،... ،وغٌرها.
-5تتفك المصارف اإلسالمٌة مع المصارف التجارٌة فً خضوع كلٌهما لرلابة البنن المركزي
21
الجدول ( : )01أوجه االختالف بين المصارف اإلسالمية والمصارف التجارية
تم إنشاء هٌبة المحاسبة والمراجعة للمإسسات المالٌة اإلسالمٌة سنة ٓٔٗٔ هـ ٔ٩٩ٓ /وتم تسجٌلها فى
البحرٌن فى ٔٔٗٔ هـ ٔ٩٩ٔ /م بصفتها هٌبة عالمٌة ذات شخصٌة معنوٌة مستملة ال تسعى إلى الربح،
وتهدف إلى إعداد وإصدار وتفسٌر ومراجعة وتعدٌل معاٌٌر المحاسبة والمراجعة لتلن المإسسات.
وفى مجال المحاسبة ،فمد أصدرت حتى ٕٓٓٓ م .
22
( )١ /٣ـ هفهىم هعبيير الوحبسبت في الوصبرف اإلسالهيت.
ٌمصد بها اإلرشادات والتوجٌهات والتوصٌات الواجب االلتزام بها عند تنفٌذ عملٌات المحاسبة من إثبات
ولٌاس وعرض وإفصاح عن العملٌات التى لام بها المصرف اإلسالمى خالل الفترة الزمنٌة ،كما تعتبر
الممٌاس الالزم لتموٌم األداء المحاسبى فى مجال التنفٌذ ،وإبداء الرأى الفنى المحاٌد عن المعلومات
الواردة بالموابم المالٌة.
(ٖ )ٕ /ـ أغراض هعبيير الوحبسبت في الوصبرف اإلسالهيت.
تحمك معاٌٌر محاسبة المصارف اإلسالمٌة العدٌد من األغراض من أهمها ما ٌلى:
ٔ ـ تعتبر معاٌٌر المحاسبة الدستور والمرجع الذى ٌرجع إلٌه المحاسب عند تنفٌذ العملٌات المحاسبٌة.
ٕ ـ توضح معاٌٌر المحاسبة المعالجات المحاسبٌة لعملٌات المصارف اإلسالمٌة وهذا ٌحمك مبدأ التوحٌد
والثبات.
ٖ ـ تساعد فى رفع كفاءة األداء المحاسبى فى المصارف اإلسالمٌة والسٌما بالنسبة للمحاسبٌن الجدد.
ٗ ـ تساعد فى إجراء الممارنات بٌن الموابم المالٌة لمجموعة المصارف اإلسالمٌة التخاذ المرارات
المختلفة.
5ـ تعتبر معاٌٌر المحاسبة المرجعٌة ألجهزة الرلابة الخارجٌة على حسابات المصارف اإلسالمٌة مثل
البنون ومإسسات النمد ومرالب الحسابات.
6ـ تساعد معاٌٌر المحاسبة فى المصارف اإلسالمٌة فى تحمٌك الثمة فى الموابم المالٌة المنشورة لها على
المستوى المومى والعالمى.
7ـ تساعد معاٌٌر المحاسبة فى المصارف اإلسالمٌة فى تحمٌك التعاون والتنسٌك بٌن المإسسات
والهٌبات والمراكز المحاسبٌة العالمٌة.
( ٣ـ )٣ـ الخصبئص الوويسة في هحبسبت الوصبرف اإلسالهيت.
تتسم هذه المعاٌٌر بمجموعة من الخصابص من أهمها ما ٌلى:
ٔ ـ المشروعية :حٌث أنها تتفك مع أحكام ومبادئ الشرٌعة اإلسالمٌة ،وال تتعارض معها.
ٕ ـ القيم :حٌث تموم على مجموعة من المٌم اإلٌمانٌة واألخاللٌة والسلوكٌة الطٌبة المستنبطة من
مصادر الشرٌعة اإلسالمٌة ،منها ربانٌة المصدر.
ٖ ـ الموضوعية :حٌث تعتمد على أدلة إثبات لوٌة ،وال ٌلجؤ إلى التمدٌر الحكمى إالّ إذا تعذر تطبٌك
المٌاس الفعلى
ٗ ـ الفطرة :حٌث تتفك مع فطرة ما تفتمت عنه عمول البشرٌة الملتزمة بشرع هللا سبحانه وتعالى
23
٘ ـ المعاصرة :حٌث تسمح باستخدام أسالٌب التمنٌة المعاصرة فى تنفٌذ أداء العملٌات المحاسبٌة فالحكمة
ضالة المإمن أٌنما وجدها فهو أحك الناس بها.
ٙـ المرونة :حٌث تسمح باالجتهاد فى مجاالت االجتهاد الشخصى وخذا ٌعطٌها المالءمة لكل زمان
ومكان.
24
الوصبدر:
.1طبٌعة وأسس ومعاٌٌر محاسبة المصارف االسالمٌة -المجلد - 1الصفحة - 3جامع الكتب
اإلسالمٌة
.2محمود المرسى الشٌن :مرجع سابك ،صفحة ٕ٘ٔ.
.3د .أبو بكر خوالد .لسم العلوم االلتصادٌة .جامعة عنابة.
25