You are on page 1of 25

‫وزارة الــتعلين العبلـــي والبحث العلوي‬

‫جبهعت الوىصل ‪ /‬كليت االدارة واالقتصبد‬

‫الــذراســـبث العـــلـــيب ‪ /‬هــبجســـــتير‬

‫ورقت بحثيت بعنىاى‬

‫طبيعت الوحبسبت في الوصبرف االسالهيت‬

‫اعذاد الطبلب‬
‫دينذار سعيذ خليل‬
‫رائذ حكوج دمحم‬

‫سونبر هقذم الى‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬سنبى زهير دمحم جويل‬

‫(‪)2022 – 2022‬‬

‫‪1‬‬
‫قائمة المحتويات‬

‫‪ -‬الممدمة‬
‫‪ -‬اهتمام االسالم بالمحاسبة‬
‫‪ -‬مفهوم المحاسبة فً اإلسالم‬
‫‪ -‬مفهوم المحاسبة فً المصارف اإلسالمٌة‬
‫‪ -‬خصابص المحاسبة فً المصارف اإلسالمٌة‬
‫‪ -‬أغراض المحاسبة فً المصارف اإلسالمٌة‬
‫‪ -‬أسس المحاسبة فً المصارف اإلسالمٌة‬
‫‪ -‬طبٌعة أسس المحاسبة فً المصارف اإلسالمٌة‬
‫‪ -‬الفروض والمفاهٌم الصادرة عن هٌبة المحاسبة والتدلٌك للمإسسات المالٌة اإلسالمٌة‬
‫‪ -‬الممارنة بٌن المصارف اإلسالمٌة والمصارف التجارٌة‬
‫‪ -‬معاٌٌر المحاسبة فً المصارف اإلسالمٌة‬
‫‪ -‬مفهوم معاٌٌر المحاسبة فً المصارف اإلسالمٌة‬
‫‪ -‬أغراض معاٌٌر المحاسبة فً المصارف اإلسالمٌة‬
‫‪ -‬خصابص الممٌزة فً محاسبة المصارف اإلسالمٌة‬
‫‪ -‬المصادر‬

‫‪2‬‬
‫الوقذهت ‪.‬‬

‫لمد اهتم اإلسالم بالمحاسبة فى باب كتابة األموال فى كتب الفمه‪ ،‬وكان هنان متخصصون فى صنعه‬
‫الكتابة‪ ،‬وكان ٌطلك على المحاسب كاتب أو حافظ المال‪ ،‬ولمد التبس كثٌر من كتاب المحاسبة فى دول‬
‫أوروبا من التجار العرب الكثٌر من مفاهٌم وأسس المحاسبة فى اإلسالم‪ ،‬فالفكر المحاسبى اإلسالمى له‬
‫أصوله المستنبطة من مصادر الشرٌعة اإلسالمٌة ومرجعٌته المستماه من فمه المعامالت وله تطبٌماته‬
‫البارزة فى صدر الدولة اإلسالمٌة منها على سبٌل المثال نظم المحاسبة فى دواوٌن بٌت المال ونظم‬
‫محاسبة الشركات اإلسالمٌة ونظم محاسبة الزكاة والولف والموارٌث وغٌر ذلن‪.‬‬
‫وحٌث أن المصارف اإلسالمٌة تلتزم بشرٌعة اإلسالم فى كل معامالتها‪ ،‬لذلن ٌجب أن تصمم وتشغل‬
‫نظمها المحاسبٌة فى ضوء المواعد الكلٌة التى تحكم الفكر المحاسبى اإلسالمى‪ ،‬وال ٌجوز أن ٌطبك‬
‫علٌها أسس ونظم محاسبة البنون التملٌدٌة بدعوى خاطبة بؤن المحاسبة هى المحاسبة وأنه ال ٌوجد ما‬
‫ٌسمى بالمحاسبة فى اإلسالم أو فى المصارف اإلسالمٌة‪.‬‬
‫وتختص هذه الدراسة بتناول أسس ومعاٌٌر محاسبة المصارف اٍإلسالمٌة فى ضوء الفكر المحاسبى‬
‫اإلسالمى وإبراز االختالفات الجوهرٌة بٌنها وبٌن أسس ومعاٌٌر المحاسبة فى البنون التملٌدٌة‪ ،‬وذلن فى‬
‫ضوء أسس ومعاٌٌر المحاسبة الصادرة عن هٌبة المحاسبة والمراجعة للمإسسات المالٌة اإلسالمٌة‪.‬‬

‫طبيعت هحبسبت الوصبرف اإلسالهيت‬


‫تمهٌد‪.‬‬
‫تعتبر المحاسبة من العلوم االجتماعٌة والتً تتؤثر بمٌم ومثل وأخاللٌات وسلوكٌات أفراد المجتمع الذٌن‬
‫تتم المحاسبة على معامالتهم‪ ،‬كما أنها تتطور من حٌث األسالٌب واإلجراءات التنفٌذٌة مع التغٌرات‬
‫المستمرة فى الظروف المحٌطة للوفاء باالحتٌاجات من المعلومات المحاسبٌة‪.‬‬
‫والمحاسبة فى الفكر اإلسالمً لها مفهومها وخصابصها التً تعكس المٌم العمابدٌة واألخاللٌة والسلوكٌة‬
‫للمجتمع المسلم‪ ،‬كما أنها كذلن متطورة فى أسالٌبها وإجراءاتها لتؤخذ بؤسالٌب التمنٌة الحدٌثة‪ ،‬ألن‬
‫الحكمة ضالة المإمن أٌنما وجدها فهو أولى الناس بها‪ .‬وتعتمد محاسبة المصارف اإلسالمٌة على الفكر‬
‫المحاسبى اإلسالمً من حٌث المفهوم والخصابص واألسس‪ ،‬أما األسالٌب واإلجراءات فمد تتكٌف حسب‬
‫طبٌعة أنشطة تلن المصارف وأحجامها والبٌبة التً تعمل فٌها‪ .‬وسوف نوضح فى هذا المبحث بشًء‬
‫من التفصٌل مفهوم وخصابص محاسبة المصارف اإلسالمٌة وأغراضها‪ ،‬على أننا سوف نمدم لذلن بنبذة‬
‫مختصرة عن مفهوم الفكر المحاسبى اإلسالمً باعتباره اإلطار الفكري لمحاسبة المصارف اإلسالمٌة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫[ٔ ـ ٔ] ـ اهتوبم اإلسالم ببلوحبسبت‪.‬‬
‫اهتم اإلسالم بالمعامالت مثل اهتمامه بالعبادات ووضع العدٌد من المواعد التى تحكم المعامالت التجارٌة‬
‫ومعامالت الدولة اإلسالمٌة مع الغٌر ‪ ...‬كما طور من طرق وأسالٌب كتابة األموال التى كانت سابدة‬
‫عند العرب من لبل ‪ ..‬وتطورت صنعة الكتابة وتخصص فٌها أناس ‪ ..‬وظهرت الدفاتر وصممت النظم‬
‫المحاسبٌة على النحو الذى سوف نبٌنه بعد للٌل إن شاء هللا‪.‬‬
‫ومن أدلة اهتمام اإلسالم بالمحاسبة لول هللا تبارن وتعالى فى أطول أٌة فى المرآن الكرٌم ‪ٌ" ...‬ا أٌها‬
‫الذٌن آمنوا إذا تداٌنتم بدٌن إلى أجل مسمى فاكتبوه ولٌكتب بٌنكم كاتب بالعدل ‪ ...‬إلى آخر اآلٌة" (البمرة‪:‬‬
‫ٕ‪ ، )ٕ٨‬ولمد استنبط فمهاء اإلسالم من هذه اآلٌة وغٌرها من اآلٌات واألحادٌث النبوٌة الشرٌفة‪ ،‬األسس‬
‫المحاسبٌة فى الفكر اإلسالمى على النحو الذى سوف نفصله‬

‫فٌما بعد‪ ،‬كما أهتم رسول هللا ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ -‬بالكتابة وأشار فى كثٌر من أحادٌثه إلى أهمٌة المحاسبة‪ ،‬فكان‬
‫ٌحاسب العاملٌن على الزكاة فى ضوء المسجل باألوراق والسجالت التى ٌحتفظون بها‪.‬‬
‫ولمد أشار فمهاء وكتاب اإلسالم إلى دور المحاسبة فى صدر اإلسالم فٌمول الحرٌرى على سبٌل‬
‫المثال‪" :‬إن صناعة الحساب موضوعة على التحمٌك‪ ،‬وأن للم المحاسب ضابط‪ ،‬وأن الحسبة هم حفظة‬
‫األموال ولوال للم الحساب ألدوات ثمرة االكتساب التصل التغابن إلى ٌوم الحساب ولكان نظام‬
‫المعامالت محلوالً‪ ،‬وجرح الظالمات ممدوداًو جٌد التناصف مغلوالً‪ ،‬وسٌف التظالم مسلوالً" ‪.‬‬
‫وازدادت أهمٌة المحاسبة فى صدر الدولة اإلسالمٌة بعد انتشار شركات المضاربة والعنان والمفاوضة‬
‫والوجوة واألبدان واألنواع األخرى من الشركات‪ ،‬وكذا بعد تؤسٌس بٌت المال والدواوٌن األخرى‪.‬‬
‫وكان الهدف من المحاسبة فى صدر الدولة اإلسالمٌة ٌتمثل أساسا ً فى تحدٌد ولٌاس أرباح األنشطة‬
‫المختلفة سواء أكانت تجارٌة أو زراعٌة أو خدمٌة أو غٌر ذلن‪ ،‬وكذلن تموٌم العروض‬
‫‪( ...‬األموال) وبٌان الدابنٌة والمدٌونٌة لٌساعد ذلن فى تمدٌر وحساب زكوات المال ومساعدة المتعاملٌن‬
‫فى تحدٌد األسعار والمساومة علٌها واختٌار أفضل الصفمات أو الرحالت التجارٌة‪.‬‬
‫وكان التسجٌل اإلحصابى من أهم األسالٌب المحاسبٌة التى استخدمت فى صدر الدولة اإلسالمٌة على‬
‫أساس لاعدة اإلضافة والخصم‪ ،‬وكانت الدفاتر والسجالت إما أن تؤخذ شكل صحابف ساببة أو مجلدة ‪..‬‬
‫وكانت الحسابات تؤخذ شكل الموابم ذات األعمدة المتجاورة‪.‬‬

‫وكان ٌتولى هذه المهام كتبة األموال الذٌن اهتم بهم اإلسالم اهتماما ً ملحوظا ً من حٌث المٌم واألخالق‬
‫والسلون لدورهم فى المحافظة على أموال المسلمٌن‪ ،‬كما وضع فمهاء المسلمٌن مجموعة الخصابص‬
‫التى ٌجب أن تتوافر فٌمن ٌعمل بمهنة كتابة األموال من أهمها ما ٌلى‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫ـ العمٌدة السلٌمة واإلٌمان العمٌك باإلسالم كعمٌدة وشرٌعة نظام وحٌاة‪.‬‬
‫ـ الصدق واألمانة والعفة والنزاهة والعدل والدلة وهذه منبثمة من المٌم اإلٌمانٌة‪.‬‬
‫ـ الكفاءة والممدرة على أداء المهنة وفما ً ألحكام الشرٌعة اإلسالمٌة‪.‬‬
‫ولمد تبٌن بالدراسة والتحلٌل أن المحاسبة فى الفكر اإلسالمى لها ذاتٌة وتموم على مجموعة من األسس‬
‫التى تعطى لها سمة العلم المستمل الذى ٌموم على مجموعة من األسس والمبادئ وهذا ما سوف ننالشة‬
‫فى الصفحات التالٌة‪.‬‬

‫(‪ ١‬ـ ‪ )٢‬ـ هفهىم الوحبسبت فى اإلسالم‪.‬‬

‫لمد لمنا بدارسة علمٌة لتؤصٌل "المحاسبة فى الفكر اإلسالمى" وبٌان مدلولها لغة وإصطالحا ً فى ضوء‬
‫ما ورد فى معاجم اللغة العربٌة وفى ظالل المرآن الكرٌم والسنة النبوٌة الشرٌفة وحسبما فهمها فمهاء‬
‫وعلماء وأمراء المسلمٌن من السلف الصالح‪ ،‬باإلضافة إلى مدلولها من خالل التطبٌك العملى فى صدر‬
‫الدولة اإلسالمٌة‪.‬‬
‫وٌضٌك بنا الممام لعرض كل الدراسة التفصٌلٌة ولد ٌكون من األنسب أن نوجز أهم النتابج التى تم‬
‫التوصل إلٌها‪.‬‬
‫مدلول كلمة المحاسبة لغة‪.‬‬
‫إن كلمة محاسبة هى مصدر للفعل حاسب وتصرٌفه محاسبة وحسابا ً وتعنى أحصى علٌه أعماله للجزاء‬
‫علٌها‪ ،‬كما تعنى العد واإلحصاء‪ ،‬فحسب الشا‪ :‬أى أحصاه وبوبه وعده‪.‬‬
‫مدلول كلمة المحاسبة فى المرآن الكرٌم‬
‫لم ترد كلمة محاسبة كمصدر فى المرآن الكرٌم ولكن ورد فعلها وهو حاسب وٌعنى المساءلة والجزاء‬
‫فى الدنٌا واآلخرة فى ضوء المحصى والمسجل من أعمال‪ ،‬وأصل ذلن لول هللا تبارن وتعالى‪" :‬وكؤٌن‬
‫من لرٌة عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا ً شدٌداً" ‪ ،‬ولمد جاءت كلمة محاسبة مرادفة لكلمة‬
‫حساب وتعنى العد واإلحصاء‪ ،‬وأساس ذلن لوله تعالى‪" :‬لتبتغوا فضالً من ربكم ولتعلموا عدد السنٌن‬
‫والحساب" (اإلسراء‪ ، )ٕٔ :‬ولمد وردت كلمة حاسب األموال فى المرآن بؤنه الشخص الذى ٌتولى‬
‫الرلابة والمحافظة على األموال‪ ،‬وأساس ذلن لول هللا تبارن وتعالى‪" :‬وكفى باهلل حسٌباً" (النساء‪، )ٙ :‬‬
‫ولوله تبارن وتعالى‪" :‬إن هللا كان على كل شا حسٌباً" (النساء‪. )٨ٙ :‬‬

‫وٌفهم من اآلٌات السابمة أن لفظ محاسبة ٌعنى‪ :‬المساءلة والمنالشة ثم الجزاء فى ضوء المسجل من‬
‫تصرفات وأعمال‪ ،‬وهى مرادفة لكلمة حساب‪ ،‬ولفظ محاسب ٌعنى المرالب والحفٌظ‪.‬‬
‫مدلول كلمة المحاسبة فى السنة النبوٌة الشرٌفة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ومن دراسة األحادٌث النبوٌة الشرٌفة تبٌن أن مفهوم المحاسبة فٌها ال ٌختلف عن مفهوم المحاسبة‬
‫الواردة فى المرآن الكرٌم السابك بٌانه وتعنى العد واإلحصاء ألجل المنالشة والمساءلة والجزاء‪.‬‬

‫وفى ضوء ما سبك ٌمكن تعرٌف المحاسبة فى الفكر اإلسالمى بؤنها أحد فروع علم كتابة األموال الذى‬
‫ٌتعلك بعد وإحصاء وإثبات العملٌات والتصرفات المختلفة ولٌاسها واإلفصاح عنها بهدف المساعدة فى‬
‫المسابلة والمنالشة والجزاء واتخاذ المرارات‪.‬‬
‫وسوف نعتمد على هذا المفهوم فى إٌضاح مفهوم المحاسبة فى المصارف اإلسالمٌة وخصابصها‬
‫وأغراضها‪.‬‬
‫(‪ ١‬ـ ‪ )٣‬ـ هفهىم هحبسبت في الوصبرف اإلسالهيت‪.‬‬
‫ٌمصد بمحاسبة المصارف اإلسالمٌة‪ ،‬بؤنها تطبٌك لمفهوم وأسس المحاسبة فى الفكر اإلسالمى فى مجال‬
‫األنشطة المختلفة التى ٌموم بها المصرف اإلسالمى بهدف تمدٌم معلومات وإرشادات وتوجٌهات تساعد‬
‫فى إبداء الرأى واتخاذ المرارات التى تساعد فى تحمٌك مماصد المصارف اإلسالمٌة‪.‬‬
‫وٌتضمن هذا المفهوم المعالم األساسٌة لمحاسبة المصارف اإلسالمٌة والتى تتمثل فى اآلتى‪:‬‬
‫ٔ ـ تعتبر محاسبة المصارف اإلسالمٌة تطبٌما ً لمفهوم وأسس الفكر المحاسبى اإلسالمى‪ ،‬ولٌست علما ً‬
‫مستمالً بذاته‪ ،‬ومن ثم تلتزم بؤسسه المستنبطة من مصادر الشرٌعة اإلسالمٌة‪ ،‬وهذا ٌمثل إطارها‬
‫الفكرى‪.‬‬
‫ٕ ـ ٌشمل نطاق محاسبة المصارف اإلسالمٌة المعامالت والتصرفات المالٌة والمعنوٌة التى تموم بها‬
‫المصارف اإلسالمٌة خالل الفترة الزمنٌة المطلوبة‪.‬‬
‫ٖ ـ تتمثل عملٌات محاسبة المصارف اإلسالمٌة فى تحمٌك وتدلٌك وتسجٌل وتحلٌل ولٌاس المعامالت‬
‫والتصرفات التى تموم بها تلن المصارف وتمدٌم معلومات وإٌضاحات وإرشادات إلى اإلدارة والغٌر‬
‫لتساعد فى اتخاذ المرارات‪.‬‬
‫ٗ ـ ٌستخدم المحاسب فى المصارف اإلسالمٌة مجموعة من األسالٌب والوسابل واألدوات المحاسبٌة‬
‫وغٌر المحاسبٌة التى تساعده فى أداء مهامه والتى تتسم بالمرونة لتتناسب مع كل حال وممام ومكان‪ ،‬ما‬
‫دامت ال تتعارض مع أحكام ومبادئ الشرٌعة اإلسالمٌة‪ ،‬ألن األصل فى المعامالت اإلباحة‪ ،‬إالّ ما‬
‫تتعارض مع نص صرٌح من المرآن والسنة‪.‬‬
‫٘ ـ تهدف محاسبة المصارف اإلسالمٌة إلى تمدٌم معلومات تساعد من ٌعنٌه األمر فى المسابلة‬
‫والمنالشة وتموٌم األداء واتخاذ المرارات المختلفة الرشٌدة لتحمٌك مماصد المصارف اإلسالمٌة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫(‪ ١‬ـ ‪ )٤‬ـ خصبئص هحبسبت في الوصبرف اإلسالهيت‪.‬‬
‫ٌعتمد كثٌر من المحاسبٌن المعاصرٌن ممن ٌعملون فى البنون التملٌدٌة أو ممن ٌعملون فى المجال‬
‫األكادٌمى فى المعاهد والجامعات أنه ال فرق بٌن المحاسبة فى المصارف اإلسالمٌة والمحاسبة فى‬
‫البنون التملٌدٌة وفما ً للفكر الوضعى‪ ،‬ونحن نلتمس لهم العذر فى ذلن ألن علماءنا عجزوا عن تفهٌمنا‬
‫اإلسالم على نحو صحٌح‪ ،‬لمد تعلمنا اإلسالم فى المدارس على أنه عبادات فمط ‪ ..‬ولذلن أصبح غرٌبا ً‬
‫على أسماعنا اآلن ما ٌدرس وٌبحث فى مجال المحاسبة فى اإلسالم وتطبٌماتها فى الوالع العملى‪ ،‬بل إن‬
‫بعضنا لٌدهش وٌصٌر األمر بالنسبة له وكؤنه اكتشاف فى مجال الفكر المحاسبى‪ ،‬عندما ٌسمع عن‬
‫المحاسبة والمراجعة والرلابة فى اإلسالم‪ ،‬ونستطٌع أن نوضح كٌف تختلف ذاتٌة المحاسبة فى‬
‫المصارف اإلسالمٌة عن محاسبة البنون التملٌدٌة وذلن على النحو التالى‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬تستمد محاسبة المصارف اإلسالمٌة أسسها األصولٌة الربٌسٌة من المرآن والسنة النبوٌة الشرٌفة‬
‫ومن المواعد الفمهٌة ولٌس من الفكر الوضعى كما هو الحال فى محاسبة البنون التملٌدٌة‪ ،‬ولذلن تتسم‬
‫هذه المواعد بالثبات والموضوعٌة وعدم لابلٌتها للتغٌر‪ ،‬ولذلن فهى صالحة لكل زمان ومكان‪" :‬أال ٌعلم‬
‫من خلك وهو اللطٌف الخبٌر" (الملن‪ ، )ٔٗ :‬وتؤسٌسا ً على ذلن ال ٌجوز ألى محاسب أو أن لفرٌك من‬
‫المحاسبٌن أن ٌعدلوا أو أن ٌهملوا أى أساس محاسبى مستنبط من المرآن والسنة‪ ،‬وٌنحصر مجال‬
‫االجتهاد فى الطرق واألسالٌب واإلجراءات المحاسبٌة والتى ربما تتشابه مع المطبك فى البنون‬
‫التملٌدٌة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬ترتكن محاسبة المصارف اإلسالمٌة على العمٌدة الموٌة واإلٌمان الراسخ باهلل ربا وباإلسالم دٌنا ً‬
‫وبدمحم ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ -‬نبٌا ً ورسوالً‪ ،‬وعلى المحاسب الذى ٌموم بعملٌات المحاسبة المختلفة أن ٌدرن تماما ً بؤن‬
‫المال الذى ٌحاسب علٌه مال هللا‪ ،‬ولد أمره هللا أن ٌسجل حركته من دخل وصرف فى ضوء شرع‬
‫هللا عز وجل‪ ،‬كما ٌإمن بؤن هللا سوف ٌحاسبه ٌوم المٌامة عن مدى لٌامه بهذا على الوجه األكمل ‪ ..‬كما‬
‫ٌعتمد بؤن هللا ٌرالبه فى عمله وعن المعلومات التى ٌمدمها لمن ٌهمه األمر‪.‬‬
‫ومن ناحٌة أخرى ٌجب أن ٌكون المحاسب ملما ً بؤحكام ومبادئ الشرٌعة اإلسالمٌة مإمنا ً بها حتى ٌكون‬
‫لادرا ً على نشر المٌم اإلٌمانٌة وأن ٌكون ملتزما ً بذلن لوالً وعمالً ال ٌخشى فى الحك لومة البم‪ ،‬وهذا‬
‫األمر ال ٌكون أساسٌا ً فى محاسبة البنون التملٌدٌة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬ترتكن محاسبة المصارف اإلسالمٌة على المٌم األخاللٌة‪ ،‬فٌجب أن ٌتصف المحاسب الذى ٌتولى‬
‫المٌام بالعملٌات المحاسبٌة فى المصرف اإلسالمى باألمانة والصدق والحٌدة والعدل والكفاءة وغٌر ذلن‬

‫‪7‬‬
‫من األخالق‪ ،‬حتى ٌطمبن كل من المستخلف على المال ومن ٌتعاملون معه إلى سالمة ودلة المعلومات‬
‫التى ٌمدمها لهم‪.‬‬
‫ومن ناحٌة أخرى ٌجب عند اختٌار المحاسب فى المصرف اإلسالمى أن ٌإخذ فى االعتبار هذه‬
‫األخاللٌات وهذه الخاصٌة لد تكون موجودة فى محاسبة البنون التملٌدٌة ولكن من والع االلتزام المهنى‬
‫ولٌس التعبدى‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬تؤسٌسا ً على الخصابص السابمة تتعلك محاسبة المصارف اإلسالمٌة بالعملٌات المالٌة المشروعة‪،‬‬
‫فؤى عملٌة غٌر مشروعة لٌس لها مجال فى المصرف اإلسالمى‪ ،‬وٌجب على المحاسب أن ٌعد بها‬
‫تمرٌرا ً ٌمدم إلى المسبولٌن حتى ٌسؤل المسبول عن هذه العملٌة حتى ٌمكن تفادٌها فى المستمبل‪ ،‬وهذه‬
‫الخاصٌة منطلمة من لاعدة أن مجاالت المعامالت فى اإلسالم تتعلك بالحالل و بالطٌبات وتتجنب الحرام‬
‫والخبابث‪ ،‬أما المحاسبة فى البنون التملٌدٌة فهى تتعلك بالحالل والحرام وبالطٌب والخبٌث‪.‬‬

‫خامساً‪ٌ :‬عتبر المحاسب مسبوالً مع أجهزة الرلابة األخرى أمام المجتمع واألمة اإلسالمٌة عن مدى‬
‫التزام المصرف اإلسالمى بؤحكام ومبادئ الشرٌعة اإلسالمٌة فٌما ٌتعلك بجانب المعامالت‪ ،‬وعلٌه ٌجب‬
‫أن ٌتضمن تمرٌره ـ سواء فى ذلن الممدم للمستوٌات اإلدارٌة أو الجهات الخارجٌة المعنٌة ـ معلومات‬
‫عن المخالفات الشرعٌة وأسبابها والتنالضات بٌن الشرٌعة والتطبٌك العملى إن وجدت‪ ،‬وهذا األمر غٌر‬
‫وارد على اإلطالق فى البنون التملٌدٌة حٌث تطبك الموانٌن الوضعٌة‪.‬‬
‫سادساً‪ٌ :‬عتبر المحاسب فى المصارف اإلسالمٌة أٌضا ً مسبوالً أمام المجتمع واألمة اإلسالمٌة عن مدى‬
‫تحمٌك المصرف اإلسالمى لألهداف االجتماعٌة وهذا ما ٌطلك علٌه إصطالح المسبولٌة االجتماعٌة‪،‬‬
‫وعلٌه أن ٌعد تمارٌر محاسبٌة تتضمن معلومات عن تموٌم المصرف اإلسالمى فى ذلن وأسبابه وأسس‬
‫عالج المصور وتنمٌة اإلٌجابٌات وهذا االتجاه ظهر حدٌثا ً فى علم المحاسبة فى البنون التملٌدٌة‪.‬‬

‫سابعاً‪ٌ :‬هتم المحاسب فى المصرف اإلسالمى بالنواحى السلوكٌة للعنصر البشرى العامل فٌه وٌعنى ذلن‬
‫أن ٌإخذ فى االعتبار عند تصمٌم النظم المحاسبٌة ووضع مإشرات تموٌم األداء تحفٌز العنصر البشرى‬
‫مادٌا ً ومعنوٌاً‪ ،‬وإن كان ذلن لٌس من اختصاص المحاسب وحده إذ أنه مشارن فٌه بدور ما‪ ،‬وما ٌجب‬
‫أن نركز علٌه فى هذا الممام هو دور المعلومات المحاسبٌة فى تنمٌة الحوافز ورفع الروح المعنوٌة‬
‫للعاملٌن فى المصرف اإلسالمى ودفعهم نحو االبتكار واإلبداع وزٌادة اإلنتاجٌة وإبعادهم عن السلبٌة‬
‫واالتكالٌة واالنعزالٌة‪ ،‬وهذا األمر ٌعتبر جدٌدا ً فى مجال المحاسبة فى البنون التملٌدٌة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫هذه هى المالمح التى تتمٌز بها محاسبة المصارف اإلسالمٌة عن المحاسبة فى البنون التملٌدٌة فهى‬
‫محاسبة ترتكن إلى المٌم اإلٌمانٌة واألخالق الفاضلة والمسبولٌة االجتماعٌة وااللتصادٌة‪ ،‬كما أنها ذات‬
‫مفهوم شامل‪ ،‬وتتسم أسسها الربٌسٌة األصولٌة بالثبات واالستمرار‪ ،‬وٌحكم طرلها وأسالٌبها وإجراءاتها‬
‫مبدأ المرونة والمعاصرة حسب ممتضٌات المكان والزمان‪.‬‬
‫وعلى النمٌض مما سبك نجد أن محاسبة البنون التملٌدٌة تبدأ من منطلمات وضعٌة مادٌة وتهدف إلى‬
‫تحمٌمها بصرف النظر عن توافمها أو تعارضها مع المٌم والمثل واألخالق ومبادئ وأحكام الشرٌعة‬
‫اإلسالمٌة‪.‬‬
‫(‪ ١‬ـ ‪ )٥‬ـ أغراض هحبسبت الوصبرف اإلسالهيت‪.‬‬
‫تهدف محاسبة المصارف اإلسالمٌة إلى تحمٌك مجموعة من المماصد من أهمها ما ٌلى‪:‬‬
‫ٔ ـ المساهمة فى المحافظة على األموال سواء أكانت أموال المساهمٌن أو أموال أصحاب الحسابات‬
‫االستثمارٌة‪ ،‬فالمحاسبون هم حفظة األموال‪ ،‬ولتحمٌك ذلن ٌجب االلتزام الكامل بؤسس الفكر المحاسبى‬
‫اإلسالمى من ناحٌة‪ ،‬كما ٌجب أن تُصمم النظم وتختار األسالٌب والطرق المحاسبٌة التى تساعد فى منع‬
‫حدوث السرلة واالبتزاز والتبدٌد واإلسراف والتبذٌر‪ ،‬وذلن باعتبار أن المحافظة على األموال ضرورة‬
‫شرعٌة‪ ،‬وألن المال ملن هلل عز وجل ونحن مستخلفون فٌه ومساءلون عنه ٌوم المٌامة‪.‬‬
‫ٕ ـ المساعدة فى تنمٌة األموال عن طرٌك تشغلٌها فى مجال الحالل والطٌبات‪ ،‬حٌث ٌساعد التنظٌم‬
‫المحاسبى بتزوٌد إدارة المصرف اإلسالمى بالمعلومات عن عوابد االستثمارات وتمٌٌمها طبما ً لمعاٌٌر‬
‫االستثمار اإلسالمى‪ ،‬وذلن لتجنب اكتناز األموال أو حبسها عن التداول بدون ضرورة شرعٌة أو‬
‫لانونٌة‪ ،‬ولمد حث اإلسالم على استثمار المال وتنمٌته واعتبار ذلن عبادة هلل سبحانه وتعالى المالن‬
‫الحمٌمى للمال‪.‬‬

‫ٖ ـ تساعد المحاسبة فى تبٌان الحموق وااللتزامات وذلن لمعرفة المدٌونٌة والدابنٌة فى أى لحظة من‬
‫الزمن‪ ،‬وٌعتبر ذلن ضرورة شرعٌة ألهمٌة ذلن فى حساب الزكاة وغٌر ذلن من الحموق والفرابض‬
‫المالٌة اإلسالمٌة‪ ،‬وحتى ال ٌتبادر إلى كل صاحب حك الشن‪ ،‬وهذا ورد واضحا ً فى لول هللا تبارن‬
‫وتعالى‪" :‬ذلن أدنى أالّ ترتابوا" (البمرة‪. )ٕ٨ٕ :‬‬
‫ٗ ـ لٌاس نتٌجة النشاط اإلجمالى واألنشطة الفرعٌة خالل فترة زمنٌة معٌنة‪( :‬شهر ‪ /‬ربع سنة ‪/‬‬
‫سنة) من ربح أو خسارة وذلن طبما ً ألسس المٌاس فى الفكر المحاسبى اإلسالمى وذلن لتحدٌد العابد على‬
‫أصحاب الحسابات االستثمارٌة ولتحفٌز العنصر البشرى مادٌا ً ومعنوٌا ً بالعدل‪.‬‬
‫٘ ـ توزٌع نتابج األنشطة فى المصرف اإلسالمً بٌن أصحاب الحسابات االستثمارٌة وبٌن المصرف‬
‫ذاته‪ :‬طبما ً للعمود اإلسالمٌة التى تحدد نصٌب كل طرف باعتبار أن أنشطة المصرف اإلسالمى ٌحكمها‬

‫‪9‬‬
‫مجموعة من العمود المبرمة فى ضوء أحكام ومبادئ الشرٌعة اإلسالمٌة ومنها العمود بٌن أصحاب‬
‫حسابات االستثمار وبٌن المصرف ومن ناحٌة‪ ،‬وبٌن المصرف ورجال األعمال من ناحٌة أخرى‪ ،‬وأى‬
‫خطؤ فى عملٌة التوزٌع ٌعتبر مخالفة شرعٌة‪.‬‬
‫‪ ٙ‬ـ تبٌان المركز المالى للمصرف اإلسالمى على فترات دورٌة لصٌرة لٌوضح أداء إدارة المصرف فى‬
‫تشغٌل أموال المسلمٌن (استخدامات األموال) وتحمٌك التنمٌة والتطور إلى األفضل‪ ،‬وهذا حك شرعى‬
‫ألصحاب هذه األموال بصفة خاصة وللمسلمٌن بصفة عامة باعتبار المصرف اإلسالمى مإسسة مالٌة‬
‫إسالمٌة وعلٌه مسبولٌة اجتماعٌة كما أنه تجربة لتطبٌك مفاهٌم ولواعد االلتصاد اإلسالمى فى مجال‬
‫المصارف واألموال‪ ،‬وهذا ٌساعد فى مجال الدعوة إلى تطبٌك الشرٌعة اإلسالمٌة فى كافة نواحى‬
‫الحٌاة‪.‬‬
‫‪ ٧‬ـ حساب ممدار زكاة المال لكل من أصحاب الحسابات االستثمارٌة وكذلن للمساهمٌن وضبط أسس‬
‫توزٌعها طبما ً لمواعد فمه الزكاة‪ ،‬وحسبما هو وارد بالمانون النظامى للمصرف اإلسالمى‪ ،‬وٌتطلب ذلن‬
‫أن ٌكون هنان تنظٌما ً محاسبٌا ً مستمالً لصندوق ٌخضع للتدلٌك والرلابة الشرعٌة والمالٌة‪.‬‬
‫‪ ٨‬ـ تزوٌد هٌبات التحكٌم الودى اإلسالمى‪ :‬المنوطة بالتحكٌم فى الخالف بٌن المتعاملٌن مع المصرف‬
‫اإلسالمى بالبٌانات والمعلومات المساعدة فى أداء مهامها بالعدل‪ ،‬ولمد أشار هللا إلى ذلن الممصد فى أٌة‬
‫الكتابة حٌث لال عز وجل "‪ ...‬والٌؤب الشهداء إذا ما دعوا‪ ،‬وال تسؤموا أن تكتبوه صغٌرا ً أو كبٌرا ً إلى‬
‫أجله ذلكم ألسط عند هللا وألوم للشهادة وأدنى أالّ ترتابوا" (البمرة‪. )ٕ٨ٕ :‬‬

‫‪ ٩‬ـ تزوٌد هٌبة الرلابة الشرعٌة بالبٌانات والمعلومات الالزمة لالطمبنان عن مدى التزام المصرف‬
‫اإلسالمى بؤحكام ومبادئ الشرٌعة اإلسالمٌة‪ ،‬وكذلن فى وضع تصور لبعض المعامالت المستحدثة‬
‫تمهٌدا ً لدراسة التكٌٌف الشرعى لها‪ ،‬ومن ثم ٌلزم أن ٌكون هنان تعاونا ً كامالً بٌن المحاسب فى‬
‫المصرف اإلسالمى وأعضاء هٌبة الرلابة الشرعٌة والمرالب الشرعى‪.‬‬
‫ٓٔ ـ تزوٌد أجهزة الرلابة الخارجٌة والمعنٌٌن بؤمر المصارف اإلسالمٌة بالبٌانات والمعلومات التى‬
‫تساعدهم فى أداء عملٌة الرلابة للموانٌن والتعلٌمات والسٌاسات والنظم المعمول بها‪ ،‬ومن بٌن هذه‬
‫األجهزة الخارجٌة‪ :‬المنظمات والهٌبات والجمعٌات اإلسالمٌة وكذلن البنن المركزى ومجلس البنون‬
‫اإلسالمٌة‪ ،‬وذلن لالطمبنان من تحمٌك مماصد المصرف اإلسالمى االجتماعٌة االلتصادٌة‪.‬‬
‫ولمد أصدرت هٌبة المحاسبة والمراجعة للمإسسات المالٌة اإلسالمٌة البٌان رلم (ٔ) ‪ ،‬أوضحت فى‬
‫الفمرة السادسة منه أهداف المحاسبة المالٌة فى المصارف اإلسالمٌة على النحو ‪ ...‬التالى ‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫ٔ ـ تحدٌد حموق والتزامات كافة األطراف ذات العاللة بما فى ذلن الحموق المترتبة على العملٌات‬
‫واألنشطة غٌر المكتملة بممتضى أحكام الشرٌعة اإلسالمٌة‪ ،‬ومماصدها من مفاهٌم العدل واإلحسان‬
‫وااللتزام بؤخاللٌات التعامل اإلسالمى‪.‬‬
‫ٕ ـ اإلسهام فى توفٌر الحماٌة لموجودات وحموق المصارف اإلسالمٌة وحموق األطراف المختلفة مثل‬
‫أصحاب الحسابات االستثمارٌة‪.‬‬
‫ٖ ـ اإلسهام فى رفع الكفاٌة اإلدارٌة واإلنتاجٌة وتشجٌع االلتزام بالسٌاسات واألهداف الموضوعة‬
‫وتشجٌع االلتزام بالشرٌعة اإلسالمٌة فى جمٌع األنشطة والعملٌات والمعامالت‪.‬‬
‫ٗ ـ تمدٌم معلومات مفٌدة من خالل التمارٌر المالٌة لمستخدمى هذه التمارٌر بما ٌمكنهم من اتخاذ‬
‫لراراتهم المشروعة فى تعاملهم مع المصارف‪.‬‬
‫ـ لمزٌد من التفصٌل ٌرجع إلى معاٌٌر المحاسبة والمراجعة والضوابط للمإسسات‬ ‫(‪)1‬‬
‫المالٌة اإلسالمٌة‪ ٕٓٓٓ ،‬م‪.‬‬

‫أسس هحبسبت الوصبرف اإلسالهيت‬


‫ٌحكم المحاسبة على أنشطة المصارف اإلسالمٌة مجموعة من األسس (المبادئ) والتى تمثل المرشد‬
‫والموجه للمحاسب فى عمله‪ ،‬كما تعتبر أداة لٌاس كفاءة األداء المحاسبى فى إخراج المعلومات الدلٌمة‬
‫والمولوتة لإلدارة وغٌرها لتساعدها فى أداء مهامها‪ ،‬وذلن فى ضوء مماصد محاسبة المصرف‬
‫اإلسالمى السابك تناولها فى المبحث السابك‪.‬‬
‫وتنمسم أسس محاسبة المصارف اإلسالمٌة إلى مجموعتٌن من األسس‪:‬‬
‫أسس كلٌة عامة‪ ،‬وأسس فرعٌة خاصة بكل مجموعة متجانسة من أنشطة المصرف اإلسالمى‪.‬‬
‫وسوف نتناول فى الصفحات التالٌة األسس المحاسبٌة العامة بشا من اإلٌجاز‪ ،‬على أننا سنعود لمنالشة‬
‫األسس الفرعٌة الخاصة بكل نشاط فٌما بعد عند تناول موضوع المحاسبة على أنشطة المصرف‬
‫اإلسالمى‪ ،‬ولمد رأٌنا أن نمدم لذلن بعرض مختصر عن طبٌعة أسس المحاسبة فى الفكر اإلسالمى‬
‫باعتبارها المرجع ألسس المحاسبة فى المصارف اإلسالمٌة‪.‬‬
‫(‪ ٢‬ـ ‪ )٢‬ـ طبيعت أسس هحبسبيت الوصبرف اإلسالهيت‪.‬‬
‫تطبك المصارف اإلسالمٌة أسس الفكر المحاسبى اإلسالمى السابك بٌانها‪ ،‬وتعتبر هذه األسس المرشد‬
‫والموجه لعمل المحاسب فى المصرف اإلسالمى‪ ،‬كما تعتبر من مماٌٌس تموٌم األداء والممٌاس لمدى‬
‫االلتزام بالمنهج المحاسبى اإلسالمى فى تنفٌذ العملٌات المحاسبٌة وبٌان التجاوزات وأسبابها وسبل‬
‫معالجتها‪ ،‬كما أنها الدستور الذى ٌرجع إلٌه فى حسم االختالفات فى التوجٌه المحاسبى للمعامالت التى‬
‫تموم بها المصارف اإلسالمٌة‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ولمد بذلت جهود من لبل فمهاء الفكر المحاسبى اإلسالمى فى استنباط األسس المحاسبٌة الكلٌة وتطبٌماتها‬
‫المختلفة فى المإسسات االلتصادٌة والمالٌة اإلسالمٌة‪ ،‬كما نظمت مإتمرات وندوات وحلمات نماشٌة‬
‫لهذا الغرض‪ ،‬وفى اآلونة األخٌرة أنشؤت هٌبة لوضع معاٌٌر المحاسبة للمإسسات‬

‫المالٌة اإلسالمٌة ومازالت تعمل والجهود مستمرة‪ ،‬ولمد صدر عنها البٌان رلم (ٔ) والذى تناول مفاهٌم‬
‫وأسس وفروض محاسبة المإسسات المالٌة اإلسالمٌة‪.‬‬
‫وسوف نعرض فى هذه الصفحات أهم األسس المحاسبٌة المالبمة للمصارف اإلسالمٌة فى ضوء ما‬
‫أسفرت عنه الدراسات والبحوث‪ ،‬مع التركٌز على األسس اآلتٌة‪:‬‬
‫أوالً‪:‬‬
‫أساس استمالل الذمة المالٌة‪ :‬وٌمصد به أنه عند المحاسبة على عملٌات المصرف اإلسالمى ٌعامل على‬
‫أنه شخصٌة معنوٌة مستملة لى ضوء طبٌعة ملكٌته سواء كانت فى صورة شركة أو هٌبة أو جمعٌة‬
‫تعاونٌة وذلن مستمالً عن إدارته المابمة باألعمال التنفٌذٌة‪.‬‬
‫المصرف‬ ‫االستثمار (المستثمرٌن) ومالن‬ ‫حسابات‬ ‫أصحاب‬ ‫ذمة‬ ‫بٌن‬ ‫الفصل‬ ‫ٌتم‬ ‫كما‬
‫اإلسالمى (المساهمٌن) وبٌن من ٌتعاملون مع المصرف اإلسالمى (العمالء) وذلن عند حساب حموق‬
‫كل منهم وما علٌه من التزامات وفما ً للعمود الشرعٌة‪.‬‬
‫ولمد أخذ الفمه اإلسالمى بؤساس الشخصٌة المعنوٌة المستملة وطبمه فى مجاالت عدٌدة مثل دور العبادة‪،‬‬
‫والولف‪ ،‬ودور بٌت المال‪ ،‬والشركات‪ ،‬والوالٌة على أموال المصر‪ ،‬دور العلم‪ ،‬ومإسسات الولف‬
‫واألرصاد‪.‬‬
‫وهذا األساس من ضرورٌات المعامالت المالٌة وٌتفك مع الفطرة والمنطك وهو من األمور التجرٌدٌة‪،‬‬
‫ولذلن اتفك الفكر المحاسبى التملٌدى مع الفكر المحاسبى اإلسالمى فٌه‪ ،‬مع األخذ فى االعتبار فضل‬
‫السبك لإلسالم فى هذا الشؤن‪.‬‬
‫وتؤسٌسا ً على هذا األساس تبرم العمود واالتفالٌات بٌن المصرف اإلسالمى كشخصٌة معنوٌة وٌمثله فٌها‬
‫ربٌس مجلس اإلدارة أو من ٌنوب عنه‪ ،‬وٌلتزم المصرف بهذه العمود من حٌث الحموق وااللتزامات‪،‬‬
‫كما ٌموم المحاسب فى المصرف اإلسالمى بالمحاسبة عن معامالت المصرف وبٌان حموله والتزاماته‬
‫الناجمة عن تلن المعامالت كشخصٌة معنوٌة مستملة عن إدارته‪ ،‬كما ٌعد حساباته الختامٌة والمٌزانٌة‬
‫باسمه‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ثانياً‪:‬‬

‫أساس الحولٌة‪ٌ :‬عتبر الحول مدة زمنٌة لحدوث النماء فى الفكر المحاسبى اإلسالمى‪ ،‬وأساسا ً لحساب‬
‫معظم أنواع الزكوات‪ ،‬فمد جاء فى الشرح الصغٌر‪" :‬تُمَ ّ ِوم كل عروضن كل عام كل جنس ٌباع به غالبا ً‬
‫فى ذلن الولت لٌمة عدل على البٌع المعروف" ‪.‬‬

‫ولمد طبك فمهاء المسلمٌن أساس الحولٌة فى مجال إعداد الحسابات الختامٌة للشركات والمنشآت الفردٌة‬
‫لغرض حساب الزكاة والتخارج واإلنضمام‪ ،‬كما طبمت فى الدواوٌن الحكومٌة لمعرفة المركز المالى‬
‫والفابض أو العجز فى موازنة الدولة‪ ،‬كما استخدم أساسا ً لتمدٌر الدخل والخرج للوالٌات اإلسالمٌة‪.‬‬
‫وكانت الفترة المالٌة تحدد على أساس السنة الهجرٌة فى معظم األحٌان‪ ،‬فعن إبراهٌم بن سعٌد عن ابن‬
‫شهاب عن السابب بن ٌزٌد لال سمعت عثمان بن عفان ٌمول‪" :‬هذا شهر زكاتكم فمن كان علٌه دٌن‬
‫فلٌإده حتى تخرجوا زكاة أموالكم‪ ،‬ومن لم تكن عنده لم تطلب منه حتى ٌؤتى بها تطوعا ً ومن أخذ منه‬
‫حتى ٌؤتى بها تطوعاً‪ ،‬ومن أخذ منه حتى ٌؤتى هذا الشهر من لابل (لال إبراهٌم أراه ٌعنى رمضان) " ‪.‬‬
‫وٌمول أبو عبٌد بن سالم لد جاءنا فى بعض األثر أن هذا الشهر الذى أراده عثمان هو المحرم‪ ،‬ولعل‬
‫وجه هذا أن الشهر هو رأس السنة الهجرٌة (ٔ) ‪ ،‬وٌطلك على أساس الحولٌة فى الفكر المحاسبى‬
‫التملٌدى مبدأ السنة المالٌة وبذلن ال ٌوجد اختالف بٌن الفكر المحاسبى اإلسالمى والفكر المحاسبى‬
‫الوضعى فى هذا األساس‪.‬‬
‫وتطبك المصارف اإلسالمٌة أساس الحولٌة‪ ،‬ولكن بعضها ٌسٌر على التموٌم الهجرى واآلخر ٌسٌر على‬
‫التموٌم المٌالدى‪ ،‬ولٌس فى هذا مخالفة شرعٌة واألولى أن تسٌر جمٌعها على أساس الحول الهجرى‬
‫حتى ٌمكن الممارنة وإعداد الحسابات الجامعة لها جمٌعاً‪.‬‬
‫وتموم بعض المصارف اإلسالمٌة بإعداد مراكز مالٌة على فترات شهرٌة ربع سنوٌة إلجراء توزٌعات‬
‫مإلتة ولٌس فى هذا مخالفة شرعٌة على أن تتم التسوٌة النهابٌة فى نهاٌة الحول‪.‬‬
‫ثالثاً‪:‬‬
‫استمرارٌة النشاط‪ٌ :‬مضى هذا األساس بؤن ٌنظر إلى المشروع إلى أنه مستمر فى نشاطه وأن التصفٌة‬
‫أمر غٌر عادى فى حٌاته حٌث أن الحٌاة مستمرة وأن اإلنسان فَان وأن هللا سوف ٌرث األرض ومن‬
‫علٌها‪ ،‬ولذلن ٌإمن الفرد بؤن أوالده من بعده أو إخوانه سٌمومون بمتابعة النشاط إذا مات‪ ،‬كما ٌإمن‬
‫كذلن بؤن المال ملن هلل سبحانه وتعالى‪ ،‬وأساس ذلن من المرآن الكرٌم لوله تبارن وتعالى‪" :‬آمنوا باهلل‬
‫ورسوله وأنفموا مما جعلكم مستخلفٌن فٌه" (الحدٌد‪. )٧ :‬‬
‫(ٔ) ـ د‪ .‬دمحم بهاء الدٌن خالد‪" :‬مبدأ سنوٌة المٌزانٌة بٌن المانون الوضعى والشرٌعة اإلسالمٌة" ‪ ،‬مجلة‬
‫البنون اإلسالمٌة‪ ،‬العدد ‪ ،ٔ٨‬شعبان ٔٓٗٔ هـ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ولضمان استمرار المشروع فى نشاطه وتجنٌبه األخطار فى المستمبل حث رسول هللا ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ -‬بااللتصاد‬
‫فى النفمات واالحتٌاط للمستمبل فمال‪" :‬رحم هللا امرءا ً اكتسب طٌبا ً وأنفك لصدا ً ولدم فضالً لٌوم فمره‬
‫وحاجته" (عن عبادة بن الصامت) ‪ ،‬كما لال اإلمام على ‪ -‬رضً هللا عنه "أعمل لدنٌان كؤنن تعٌش أبدا‬
‫وأعمل ألخرتن كؤنن تموت غداً" ‪.‬‬
‫ولمد طبك أساس االستمرارٌة فى األنشطة االلتصادٌة عند تحدٌد ولٌاس األرباح وتموٌم العروض‬
‫ألغراض زكاة المال وكذلن فى شركات المضاربة المستمرة‪ ،‬والتى لم تنض كل العروض إذ ٌموم‬
‫المحاسب عند كل فترة معٌنة ولتكن نهاٌة الحول بتمدٌر األرباح تمدٌرا ً ظنٌا ً وتوزٌعها بٌن أطراف‬
‫المضاربة‪ ،‬وعند التصفٌة النهابٌة لد ٌرد صاحب العمل ما سبك أن أخذه من أرباح إذا كانت النتٌجة‬
‫النهابٌة خسارة‪ ،‬وٌمكن تطبٌك هذه األساس أٌضا ً فى شركات المفاوضة والعنان وغٌرهما من الشركات‬
‫التى تجٌزها الشرٌعة اإلسالمٌة‪.‬‬
‫وٌؤخذ الفكر المحاسبى التملٌدى بهذا األساس‪ ،‬ألنه من األسس التجرٌدٌة والتى تسٌر وفك الكون ومن ثم‬
‫ال ٌجب أن ٌكون هنان اختالفا ً علٌها‪ ،‬كما تطبك كل من الصارف اإلسالمٌة والبنون التملٌدٌة هذا‬
‫األساس إالّ فى حاالت التصفٌة فإنه تعد الحسابات وفما ً ألسس محاسبٌة لد تختلف عن األسس فى حالة‬
‫االستمرارٌة‪.‬‬
‫رابعاً‪:‬‬
‫التسجٌل الفورى التارٌخى‪ :‬وٌمصد بذلن سرعة كتابة المعامالت فور حدوثها أوالً بؤول حسب تارٌخ‬
‫حدوثها بالٌوم والسنة‪ ،‬ودلٌل ذلن من المرآن الكرٌم هو لول هللا عز وجل "ٌا أٌها الذٌن آمنوا إذا تداٌنتم‬
‫بدٌن إلى أجل مسمى فاكتبوه" (البمرة‪ ، )ٕ٨ٕ :‬فلمد أشارت هذه اآلٌة إلى السرعة فى كلمة فاكتبوه‪،‬‬
‫فحرف ٌفٌد السرعة والتتابع‪ ،‬وأشارت إلى التارٌخ فى عبارة إلى أجل مسمى‪.‬‬
‫وعندما أنشؤ بٌت مال المسلمٌن كان ٌتم التسجٌل فى دفاتره وسجالته أوال ًبؤول‪ ،‬وكان ٌذكر أمام كل‬
‫عملٌة وارد أو منصرف الٌوم والشهر والسنة‪ ،‬طبما ً لما هو وارد بالمستندات المإٌدة لذلن‪.‬‬
‫وهذا األساس ملزم للمصارف اإلسالمٌة‪ ،‬حٌث ٌجب التسجٌل الفورى لبٌان الدابنٌة والمدٌونٌة فى أى‬
‫لحظة زمنٌة كما ٌجب أن تستعٌن باألسالٌب الحدٌثة التى تمكنها من تطبٌك هذا األساس مثل الحاسبات‬
‫اآللٌة ونظم المعلومات المتكاملة‪.‬‬

‫وهذا األساس من األسس التى ال تصطدم بزمان أو بمكان وٌتفك مع الفطرة والمنطك والموضوعٌة‪،‬‬
‫ولمد أخذت به النظم المحاسبٌة التملٌدٌة واعتبروه من المبادئ المحاسبٌة المتفك علٌها‪ ،‬وٌطبك فى كافة‬
‫البنون التملٌدٌة واإلسالمٌة وغٌرها‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫خامساً‪:‬‬
‫التسجٌل الممترن بالمستندات‪( :‬الموضوعٌة) وٌمصد بذلن أن ٌكون تسجٌل المعامالت ممترنا ً بؤدلة‬
‫اإلثبات والتى تتمثل فى المستندات‪ ،‬وذلن لتجنب االجتهادات الشخصٌة وسد باب الشن فى صحة‬
‫البٌانات‪ ،‬ولمد أكد على ذلن المرآن الكرٌم‪ ،‬فمال هللا تبارن وتعالى‪" :‬واستشهدوا شهٌدٌن من رجالكم ‪...‬‬
‫إلى آخر اآلٌة" (البمرة‪ ، )ٕ٨ٕ :‬واإلشارة هنا إلى توثٌك الكتابة بالشهادة وٌحل محل الشهداء المستندات‬
‫المولع علٌها من أطراف المعامالت‪.‬‬
‫وكان التسجٌل فى بٌت مال المسلمٌن من والع مستندات من أهمها ما ٌلى (ٔ) ‪:‬‬
‫ٔ ـ البراءة‪ :‬وهو مستند خارجى ٌعطى لمن ٌموم بسداد أى شا إلى بٌت المال من مال أو عرض‪.‬‬
‫ٕ ـ الشاهد‪ :‬وهو مستند داخلى فى دٌوان بٌت المال ٌستخدم فى التسجٌل فى المعامالت المتبادلة بٌن‬
‫األلسام واإلدارات داخل بٌت المال‪.‬‬
‫ٖ ـ رسالة الحمول‪ :‬وهو مستند كان ٌتداول بٌن دواوٌن بٌت المال فى األلطار اإلسالمٌة‪.‬‬
‫وٌطبك هذا األساس فى المصارف اإلسالمٌة بنفس المفهوم والمضمون الذى كان مطبما ً به فى صدر‬
‫الدولة اإلسالمٌة مع اختالف األسماء‪ ،‬وٌطلك على هذا األساس فى الفكر المحاسبى اإلسالمى الوضعى‬
‫اسم الموضوعٌة أو المستندٌة‪ ،‬وهو من األسس التجرٌدٌة الذى ال ٌصطدم بزمان أو بمكان وهو ٌطبك‬
‫كذلن فى البنون التملٌدٌة‪.‬‬
‫سادساً‪:‬‬
‫ثبات تطبٌك األسس المحاسبٌة خالل الفترات الزمنٌة‪ :‬وٌمصد بذلن ثبات األسس الكلٌة المطبمة من حٌث‬
‫المسمٌات حتى تسهل عملٌة الممارنة والتجمٌع والتفرٌك حسب متطلبات مستخدمى المعلومات‬
‫المحاسبٌة‪ ،‬وهذا أمر منطمى ألن التوجٌه المحاسبى ما هو إالّ ترجمة لعمود واتفالٌات مبرمة طبما ً لمواعد‬
‫وأحكام الشرٌعة اإلسالمٌة وكذلن طبما ً ألعراف تجارٌة استمرت بٌن المتعاملٌن وألرتها الشرٌعة‬
‫اإلسالمٌة‪.‬‬
‫(ٔ) ـ محمود المرسى الشٌن‪ :‬مرجع سابك‪ ،‬صفحة ٕ٘ٔ‪.‬‬

‫ومن بٌن مظاهر التوحٌد المحاسبى الذى كان مطبما ً فى بٌت المال‪:‬‬
‫ٔ ـ الفترة المالٌة ـ السنة الهجرٌة‪.‬‬
‫ٕ ـ توحٌد وحدات المٌاس النمدى‪.‬‬
‫ٖ ـ توحٌد المصطلحات المحاسبٌة ومفاهٌمها وأسسها‪.‬‬
‫ٗ ـ نماذج الموابم المالٌة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وٌعتبر أساس التوحٌد المحاسبى وثبات تطبٌك األسس المحاسبٌة الكلٌة من الضرورٌات فى المصارف‬
‫اإلسالمٌة‪ ،‬حتى تمكن من الممارنات وتموٌم األداء بٌن السنوات وبٌن المصارف اإلسالمٌة على مستوى‬
‫األمة اإلسالمٌة‪.‬‬
‫وهنان جهود تبذل اآلن من لبل هٌبة المحاسبة والمراجعة نحو توحٌد المفاهٌم والمصطلحات واألسس‬
‫والنماذج المحاسبٌة على مستوى المصارف اإلسالمٌة‪ ،‬ولمدورد ذلن تفصٌالً فى البٌان رلم (ٔ) ‪،‬‬
‫ورلم (ٕ) الصادر عن الهٌبة‪ .‬وتعتبر مسؤلة الثبات من المبادئ المحاسبٌة المتعارف علٌها دولٌا ً أما‬
‫التوحٌد فهنان اختالف بٌن المحاسبٌن بشؤنه‪.‬‬
‫سابعاً‪:‬‬
‫المٌاس الفعلى أو الحكمى‪ٌ :‬تم المٌاس فى الفكر المحاسبى اإلسالمى على أساس الحاصل الفعلى المإٌد‬
‫بؤدلة تحمٌما ً ألساس الموضوعٌة‪ ،‬ولكن الموضوعٌة الكاملة صعبة التحمٌك‪ ،‬فكان والبد من االلتجاء إلى‬
‫التمدٌر الحكمى المبنى على الحنكة والخبرة وغٌر ذلن من األسالٌب وهذا أمر أخذ به الرسول والصحابة‬
‫فى كثٌر من المسابل‪ ،‬وهذا ما ٌطلك علٌه اسم‪ :‬التنضٌض الحكمى‪.‬‬
‫وتطبٌك أساس المٌاس فعالً أو حكما ً واضح فى محاسبة زكاة المال‪ ،‬ففى بعض أنواع األموال التى‬
‫ٌصعب المٌاس الفعلى وٌلجؤ إلى التمدٌر‪ ،‬فمد ورد أن رسول هللا (‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ )-‬كان ٌوصى من كانوا ٌمومون‬
‫بتمدٌر الزروع والثمار بالتخفٌف فٌمول‪" :‬إنا خرصتم فخذوا ودعوا الثلث‪ ،‬فإن لم تدعوا الثلث فدعوا‬
‫الربع‪ ،‬والربع للٌل" (رواه أحمد) ‪.‬‬
‫وهذا األساس مرتبط بماعدة هامة فى فمه المعامالت وهى أن النماء ٌجرى فى المال خالل الحول سواء‬
‫تم بٌع البضاعة أو لم ٌتم فالربح موجود فعالً‪ ،‬وٌعتبر البٌع ضرورة لظهور حمٌمته ولذلن ٌتم التموٌم فى‬
‫نهاٌة الحول بالنسبة للعروض التى لم تبع على أساس‬

‫المٌمة الجارٌة وٌمدر ما تحتوٌه من ربح‪ ،‬وهذا واضح جلى فى فمه الزكاة وفى فمه المضاربة المستمرة‪.‬‬
‫وتلجؤ المصارف اإلسالمٌة أحٌانا ً عند لٌاسها للنفمات واإلٌرادات إلى عنصر التمدٌر الحكمى والسٌما فى‬
‫مشروعات المضاربة المستمرة‪ ،‬وفى تمدٌر إهالكات األصول الثابتة وفى تمدٌر المخصصات‬
‫واالحتٌاطٌات ونحو ذلن‪.‬‬
‫وهذا األساس معمول به فى الفكر المحاسبى التملٌدى والسٌما فى ظل التضخم النمدى حٌث ٌصعب‬
‫حساب التغٌرات فى األسعار‪ ،‬كما تطبمه البنون التجارٌة‪ ،‬ألن من األسس التجرٌدٌة المرتبطة بسنن‬
‫الكون‪ :‬ومنها صعوبة التنبإ بما ٌحدث مستمبالً‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ثامناً‪:‬‬
‫المٌاس النمدى‪ٌ :‬مضى هذا األساس بمٌاس األحداث االلتصادٌة وإثباتها فى السجالت والدفاتر على‬
‫أساس وحدات نمدٌة‪ ،‬وكان لهذه الوحدات فى صدر الدولة اإلسالمٌة معادل وزنى من الذهب والفضة‪،‬‬
‫ولمد أشار المرآن إلى ذلن فى كثٌر من المواضع‪ ،‬فٌمول هللا عز وجل "والذٌن ٌكنزون الذهب والفضة‬
‫وال ٌنفمونها فى سبٌل هللا فبشرهم بعذاب ألٌم" ‪( ...‬التوبة‪ ، )ٖٗ :‬وٌمول الرسول ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص "ما من صاحب‬
‫ذهب وال فضة الٌإدى منها حمها إالّ كان ٌوم المٌامة‪ ،‬صفحت له صفابح من نار فؤحمى علٌها فى نار‬
‫جنهم فتكوى بها جبهته وجنبه وظهره‪ ،‬كلما بردت أعٌدت له" (رواه مسم) ‪.‬‬
‫وال ٌوجد خالف بٌن الفمهاء على اعتبار الذهب والفضة ثمنا ً لألشٌاء ومعٌارا ً للتموٌم‪ ،‬وال ٌوجد حرج‬
‫من أن تستخدم أى عمله بشرط أن ٌكون مرجعها إلى الذهب والفضة‪ ،‬وفى هذا الشؤن ٌمول ابن‬
‫عابدٌن‪" :‬رأٌت الدراهم والدنانٌر ثمنا ً لألشٌاء وال تكون األشٌاء ثمنا ً لها فلٌست النمود ممصودة لذاتها بل‬
‫وسٌلة إلى الممصود"‪ ،‬ولمد طبك هذا فى فمه الزكاة وفمه المضاربة والشركات وفمه المصاص والدٌة‪.‬‬
‫وهذا األساس موجود فى الفكر المحاسبى الوضعً ولكن مع فرض ثبات وحدة النمد‪ ،‬أما فى الفكر‬
‫المحاسبً اإلسالمى ٌلزم ربط لٌمة النمد بالذهب والفضة وال ٌفترض ثبات وحدة النمد كما سوف نوضح‬
‫فٌما بعد‪.‬‬
‫وتطبك المصارف اإلسالمٌة أساس المٌاس النمدى عن طرٌك التموٌم على أساس المٌمة الجارٌة‪ ،‬كما‬
‫سوف نوضح بعد للٌل‪ ،‬حتى تعبر الموابم المالٌة عن الحاضر فى حاضره‪ ،‬وهذا األساس تطبمه كذلن‬
‫البنون التملٌدٌة ولكن بافتراض ثبات وحدة النمد‪.‬‬

‫تاسعاً‪:‬‬
‫أخذ التغٌرات فى لٌمة وحدة النمد‪ٌ :‬مضى هذا األساس بضرورة األخذ فى االعتبار التغٌرات التى تطرأ‬
‫على لٌمة وحدة النمد عند التموٌم ألغراض إعداد الموابم المالٌة فى ضوء معٌار التموٌم السابك اإلشارة‬
‫إلٌه وهو الذهب والفضة‪.‬‬
‫وهذا األساس ٌختلف عن األساس المطبك فى الفكر المحاسبى الوضعى الذى ٌموم على أساس ثبات‬
‫وحدة النمد والذى وجه إلٌه العدٌد من االنتمادات فى اآلونة األخٌرة‪ ،‬وتطالب المنظمات والمجامع‬
‫والهٌبات المحاسبٌة العالمٌة الرجوع عن هذا الفرض أو بمعالجته عن طرٌك إعداد لوابم مالٌة إضافٌة‬
‫على أساس المٌمة الجارٌة‪.‬‬
‫وٌجب على المصارف اإلسالمٌة أن تُمَ ّ ِو ْم موجوداتها فى نهاٌة الفترات الزمنٌة على أساس المٌمة‬
‫الجارٌة ولٌس على أساس ثبات وحدة النمد‪ ،‬أما البنون التجارٌة فتموم بإعداد لوابمها المالٌة على أساس‬
‫فرض ثبات وحدة النمد‪ ،‬وبذلن تختلف عن المصارف اإلسالمٌة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫عاشرا‪:‬‬
‫التموٌم على أساس المٌمة الجارٌة‪ :‬لمد نادى رواد الفكر المحاسبى اإلسالمى ومنذ أكثر من أربعة عشر‬
‫لرنا ً من الزمان باستخدام لاعدة التموٌم على أساس المٌمة الجارٌة بغرض بٌان نتابج األعمال والمركز‬
‫المالى لمشروع مستمر وذلن بهدف المحافظة على رأس المال الحمٌمى للوحدة االلتصادٌة من حٌث لوة‬
‫استبدال العروض التى التنٌت به ولدرته على تحمٌك الربح والنماء‪.‬‬
‫وٌعتمد هذا األساس على أدلة من السنة وألوال الفمهاء فمد ورد عن رسول هللا ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص "أنه كان ٌموم دٌة‬
‫الخطؤ على أهل المرى أربعمابة دٌنار أو عدلها من الورق وٌمومها على أثمن األبل إذا غلت رفع لٌمتها‪،‬‬
‫وإذا هاجت ورخصت نمص من لٌمتها" ‪ ،‬وأٌضا ً ما ذكره أبو عبٌد بن سالم حدثنا كثٌر بن هشام عن‬
‫جعفر بن برلان عن مٌمون بن مهران لال‪" :‬إذا حلت علٌه الزكاة فانظر ما كان عندن من نمد أو عرض‬
‫للبٌع‪ ،‬فمومه لٌمة النمد‪ ،‬وما كان علٌن من دٌن فى مالة فاحسبه‪ ،‬ثم أطرح منه ما كان علٌن من الدٌن‪،‬‬
‫ثم زن ما بمى" ‪ ،‬ولال أٌضا ً فى الثمن الذى ٌجب التموٌم به‪" :‬ولومه بنحو من ثمنه ٌوم حلت فٌه ثم‬
‫إخراج زكاته" ‪.‬‬
‫وٌجب على المصارف اإلسالمٌة تطبٌك التموٌم على أساس المٌمة الجارٌة عند إعداد حسابات النتٌجة‬
‫والمركز المالى لحساب الربحٌة وتوزٌعها بالحك وبٌان المركز المالى لٌمثل الحاضر فى حاضره حتى‬
‫ولو فى كشوف ولوابم ملحمة بالموابم الفعلٌة‪.‬‬

‫وهذا األساس ٌختلف عن األساس المطبك فى البنون التملٌدٌة‪ ،‬حٌث ٌتم التموٌم على أساس التكلفة‬
‫التارٌخٌة ولت االلتناء‪ ،‬وٌتم حساب التكالٌف واإلهالكات على هذا األساس بصرف النظر عن التغٌرات‬
‫فى مستوٌات األسعار‪ ،‬وهذا بدوره ٌإثر على الربحٌة وعلى رأس المال‪.‬‬
‫وتؤسٌسا ً على ما سبك ٌختلف التموٌم على أساس المٌمة الجارٌة فى المصارف اإلسالمٌة عن التموٌم على‬
‫أساس التكلفة التارٌخٌة المطبك فى البنون التملٌدٌة‪.‬‬
‫حادي عشر‪:‬‬
‫الوالعٌة فى االحتٌاط للمستمبل‪ٌ :‬تم لٌاس النفمات واإلٌرادات فى الفكر المحاسبى اإلسالمى على أساس‬
‫واحد هو المٌمة الجارٌة‪ ،‬كما تموم األصول على أساس المٌمة الجارٌة‪ ،‬وهذا ٌمثل احتٌاطا ً دلٌما ً لما لد‬
‫ٌحدث فى المستمبل من نمص فى اإلٌرادات أو زٌادة فى النفمات أو تغٌر فى لٌمة األصول‪ ،‬كما أنه‬
‫معٌار واحد لكل من النفمات واإلٌرادات‪.‬‬
‫وهذا األساس ٌختلف تماما ً عن مبدأ الحٌطة والحذر المطبك فى الفكر المحاسبى التملٌدى والذى ٌمضى‬
‫بؤن تؤخذ كل خسارة متولعة فى الحسبان وإهمال كل ربح متولع وذلن عند تحدٌد نتابج األعمال والمركز‬

‫‪18‬‬
‫المال ى‪ ،‬وهذا ٌإدى إلى تمدٌر األرباح بؤلل مما علٌه وترحٌلها إلى سنوات تالٌة‪ ،‬وبذلن ال ٌعبر الربح‬
‫المحسوب بهذه الطرٌمة عن الربح الحمٌمى المابل للتوزٌع‪.‬‬
‫وٌجب على المصارف اإلسالمٌة أن تؤخذ بؤساس الوالعٌة والمساواة عند تمدٌر االلتزامات المتولعة فى‬
‫المستمبل بعدم المغاالة واالحتٌاط الشدٌد للمستمبل ألن عدم االلتزام بذلن سوف ٌنجم عنه نمل أرباح من‬
‫فترة إلى أخرى وحرمان مستثمر الٌوم من جزء من ربحه وٌستفٌد بذلن مستثمر الغد‪ ،‬فالوالعٌة وعدم‬
‫اإلفراط والتفرٌط أمر واجب عند تكوٌن المخصصات واالحتٌاطٌات‪.‬‬
‫وعلى النمٌض من ذلن تطبك البنون التملٌدٌة مبدأ الحٌطة والحذر بل وتغالى فى تكوٌن المخصصات‬
‫وهذا ٌختلف عن ما ٌجب أن ٌطبك فى المصارف اإلسالمٌة من الوالعٌة وعدم اإلفراط والتفرٌط‬
‫وتطبٌك معٌار واحد لمٌاس النفمات واإلٌرادات‪.‬‬
‫ثاني عشر‪:‬‬

‫الممابلة عند لٌاس نتابج األعمال‪ٌ :‬ؤخذ الفكر المحاسبى اإلسالمى بؤساس الممابلة بٌن النفمات واإلٌرادات‬
‫عند لٌاس نتابج األعمال‪ ،‬كما ٌؤخذ كذلن بؤساس الممابلة بٌن صافى الذمة المالٌة بٌن فترتٌن متتالٌتٌن‬
‫ومعرفة التغٌر الذى ٌمثل كذلن نتٌجة النشاط‪.‬‬

‫ولمد طبك هذا األساس فى لٌاس وعاء الزكاة وكذلن فى تحدٌد نصٌب الشركاء فى شركات المضاربة‬
‫والعنان والمفاوضة وغٌرها‪ ،‬وٌؤخذ الفكر المحاسبى التملٌدى بهذا األساس كذلن‪ ،‬ولكن تختلف طرق‬
‫لٌاس كل من النفمات واإلٌرادات‪ ،‬فعلى سبٌل المثال ٌؤخذ الفكر المحاسبى اإلسالمى الربح الحكمى الذى‬
‫لم ٌظهر بعملٌة البٌع عند حساب الزكاة كما أنها ال تؤخذ بالنفمات غٌر المشروعة‪.‬‬
‫وتطبك المصارف اإلسالمٌة أساس الممابلة بٌن النفمات واإلٌرادات عند تحدٌد نتابج األنشطة‪ ،‬مع الفصل‬
‫بٌن نشاط الخدمات المصرفٌة ونشاط االستثمار والتموٌل واألعمال‪ ،‬ونشاط الخدمات االجتماعٌة كما‬
‫تلتزم بمواعد حساب النفمات واإلٌرادات المستنبطة من مصادر الشرٌعة اإلسالمٌة‪.‬‬
‫وتطبك البنون التملٌدٌة نفس األساس‪ ،‬ولكن االختالف بٌنهما فى تحلٌل النفمات واإلٌرادات وكذلن فى‬
‫طرق لٌاسها‪ ،‬وعدم الفصل بٌن نتابج األعمال بٌن نشاط الخدمات المصرفٌة واألنشطة األخرى حٌث‬
‫تطبك نظام الفابدة الذى ٌختلف عن صٌغ وضوابط االستثمار اإلسالمى‪.‬‬
‫ثالث عشر‪:‬‬
‫الموازنة بٌن التبٌان والسرٌة‪ٌ :‬ؤخذ الفكر المحاسبى اإلسالمى بضرورة تبٌان نتابج األنشطة وكذلن‬
‫المركز المالى للوحدة االلتصادٌة وذلن لمالكها ولمن ٌهمهم األمر‪ ،‬ألن هذا حك من حموق المالن‬
‫والعاملٌن والمتعاملٌن والمجتمع اإلسالمى‪ ،‬وٌرد فى عمود المشاركات والمضاربات والمرابحات‬

‫‪19‬‬
‫وغٌرها ما ٌكفل هذا الحك‪ ،‬وٌطلك على هذا األساس فى الفكر المحاسبى التملٌدى بمبدأ العرض‬
‫واإلفصاح‪.‬‬
‫وتؤسٌسا ً على ذلن ٌجب على المحاسب أن ٌوضح البٌانات المنشورة بالمدر المناسب كل حسب لدره‬
‫وظروفه وبالطرٌمة التى تحمى المصالح فال ضرر وال ضرار‪ ،‬ومن ناحٌة أخرى ٌلتزم المحاسب‬
‫بالصدق واألمانة والعدل فى عرض المعلومات المحاسبٌة وٌتجنب التدلٌس واإلخفاء والغش والتزوٌر‬
‫ألن هذا لٌس من خلك المسلم‪ ،‬ونجد هذا األمر واضحا ً فى آٌة الكتابة عندما ٌؤمر هللا عز وجل المحاسب‬
‫بالكتابة بالعدل وكما علمه رب العالمٌن‪ ،‬فٌمول هللا تبار وتعالى‪ٌ" :‬ا أٌها الذٌن آمنوا إذا تداٌنتم بدٌن إلى‬
‫أجل مسمى فاكتبوه ولٌكتب بٌنكم كاتب بالعدل وال ٌؤب كاتب أن ٌكتب كما علمه هللا فلٌكتب ولٌملل الذى‬
‫علٌه الحك ولٌتك هللا ربه وال ٌبخس منه شٌبا ً ‪( "..‬البمرة‪. )ٕ٨ٕ :‬‬

‫وٌجب على المصارف اإلسالمٌة أن توازن بٌن التبٌان من ناحٌة وبٌن مصالح األطراف المعنٌة بؤمر‬
‫المصرف من ناحٌة أخرى (مستثمرٌن ومساهمٌن وعاملٌن ومتعاملٌن وجهات حكومٌة) ‪ ،‬بحٌث ال‬
‫تغطى مصلحة طرف على مصلحة الطرف اآلخر‪ ،‬وال توجد معاٌٌر لمٌاس درجة التبٌان المطلوبة فهذا‬
‫أمر موكول لذوى الخبرة ٌمدرونه حسب خبرتهم وظروف الحال‪.‬‬
‫وٌالحظ فى الموابم المالٌة المنشورة للبنون التملٌدٌة االختصار الشدٌد والحذر الملحوظ نظرا ً لحساسٌة‬
‫وضع البنون فى المجتمع‪ ،‬ومن ثم فهى ال تطبك مبدأ أساس التبٌان بالمفهوم السلٌم وهو ما ٌطلك علٌه‬
‫اسم اإلفصاح‪ ،‬وبالممارنة نجد أن الموابم المالٌة المنشورة للمصارف اإلسالمٌة أكثر تبٌانا ً ووضوحا ً عن‬
‫نظابرها فى البنون التملٌدٌة‪.‬‬
‫تعمٌب‪.‬‬
‫ٌتضح من التحلٌل السابك أن المحاسبة فى المصرف اإلسالمى تنضبط بؤسس الفكر المحاسبى اإلسالمى‬
‫المستنبط من مصادر الشرٌعة اإلسالمٌة‪ ،‬وهنان بعض أوجه التماثل بٌن هذه األسس وما ٌناظرها فى‬
‫البنون التملٌدٌة‪ ،‬كما أن هنان اختالفات جوهرٌة واضحة فى بعض األسس وخصوصا ً التى لها عاللة‬
‫مباشرة بالفكر والمٌم والمثل واألخالق والسلوكٌات‪.‬‬
‫ومن ناحٌة أخرى هنان أسس محاسبٌة خاصة ببعض أنشطة المصرف اإلسالمى ولٌس لها صفة‬
‫العمومٌة والتى سوف نتناولها عند منالشة المحاسبة فى أنشطة المصرف اإلسالمى فى الفصول التالٌة‪.‬‬
‫وفى هذا الممام ٌجب اإلشارة إلى أن هنان بعض المحاسبٌن ٌطلمون على أسس المحاسبة السابمة أسما ًء‬
‫أخرى مثل‪ :‬فروض‪ ،‬مفاهٌم‪ ،‬مبادئ ولكن الجوهر واحد‪.‬‬
‫ولمد لامت هٌبة المحاسبة والمراجعة للمإسسات المالٌة اإلسالمٌة بإصدار مجموعة من الفروض‬
‫والمفاهٌم للمإسسات المالٌة‪ ،‬سوف نتناولها فى البند التالى بشا من التفصٌل‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫(ٕ‪ )ٖ /‬ـ الفروض والوفبهين الوحبسبيت الصبدرة عي هيئت الوحبسبت والوراجعت للوؤسسبث الوبليت‬
‫اإلسالهيت‪.‬‬
‫لمد أصدرت هٌبة مجموعة الفروض المفاهٌم المحاسبٌة للمإسسات المالٌة اإلسالمٌة نلخصها فى اآلتى‪:‬‬
‫ٔ ـ مفهوم الوحدة المحاسبٌة‪.‬‬
‫ٕ ـ مفهوم استمرار المنشؤة‪.‬‬
‫ٖ ـ مفهوم الدورٌة‪.‬‬
‫ٗ ـ مفهوم ثبات الموة الشرابٌة لوحدة المٌاس المحاسبى‪.‬‬
‫٘ ـ مفهوم إثبات وتحمك اإلٌراد‪.‬‬
‫‪ ٙ‬ـ مفهوم إثبات وتحمك المصروفات‪.‬‬
‫‪ ٧‬ـ مفهوم إثبات المكاسب والخسابر‪.‬‬
‫‪ ٨‬ـ مفهوم ممابلة اإلٌرادات والمكاسب بالمصروفات والخسابر‪.‬‬
‫‪ ٩‬ـ مفهوم لٌاس المٌمة النمدٌة المتولعة تحمٌمها‪.‬‬
‫ٓٔ ـ مفهوم التنضٌض الحكمى‪.‬‬
‫المقارنة بين المصارف اإلسالمية والمصارف التجارية‬

‫أوال‪ :‬أوجه التشابه‬

‫‪ -1‬تتفك المصارف اإلسالمٌة مع المصارف التجارٌة من حٌث االسم حٌث ٌطلك علٌها اسم "مصرف"‬
‫أو "بنن"‪.‬‬
‫‪ -2‬كل من المصارف اإلسالمٌة والمصارف التجارٌة تسعى لتحمٌك األرباح وتعزٌز التنمٌة االلتصادٌة‬
‫واالجتماعٌة‪.‬‬
‫‪ -3‬هنان تشابه بٌنهما من حٌث الودابع حٌث ٌتعهد كل من مصرف بردّها سواء كان إسالمٌا أو تجارٌا‪.‬‬
‫‪ -4‬هنان تشابه بٌنهما فً عدة خدمات من بٌنها‪ :‬خدمة الحواالت ودفتر الشٌكات‪ ،‬خدمة بطالات االبتمان‬
‫والصٌرفة االلكترونٌة‪ ،‬خدمة التحوٌالت‪ ،‬خدمة تؤجٌر الخزابن‪ ،‬عملٌات االكتتاب باألسهم‪ ،‬خدمات‬
‫النصح والمشورة ودراسات الجدوى‪ ،‬تحصٌل األوراق التجارٌة والدٌون‪ ،... ،‬وغٌرها‪.‬‬
‫‪ -5‬تتفك المصارف اإلسالمٌة مع المصارف التجارٌة فً خضوع كلٌهما لرلابة البنن المركزي‬

‫ثانيا‪ :‬أوجه االختالف‬


‫ٌمكن إٌجاز أبرز أوجه االختالف ما بٌن المصارف اإلسالمٌة والمصارف التجارٌة فً الجدول‬
‫صل‪.‬‬
‫المف ّ‬

‫‪21‬‬
‫الجدول (‪ : )01‬أوجه االختالف بين المصارف اإلسالمية والمصارف التجارية‬

‫المصرف اإلسالمي‬ ‫المصرف التجاري‬ ‫وجه االختالف‬


‫أصل شرعً لتطهٌر العمل المصرفً‬ ‫نزعة مادٌة فردٌة لالتجار فً النمود‬ ‫‪ -1‬النشأة‬
‫من الفوابد الربوٌة والمخالفات الشرعٌة‪.‬‬ ‫وتعظٌم الثروة‪.‬‬
‫مإسسة مالٌة مصرفٌة تموم بمبول‬ ‫مإسسة مالٌة مصرفٌة تموم بمبول‬ ‫‪ -2‬المفهوم‬
‫األموال واالستثمار فً ظل مبادئ‬ ‫الودابع واستعمالها فً منح المروض‬
‫االلتصاد اإلسالمً‪.‬‬ ‫فً ظل مبادئ االلتصاد الوضعً‪.‬‬
‫إسالمً عمابدي‪.‬‬ ‫تجاري ربوي‪.‬‬ ‫‪ -3‬أساس العمل‬
‫أداة تداول ولٌست سلعة‪.‬‬ ‫سلعة تباع وتإجر‪.‬‬ ‫‪ -4‬النظرة للمال‬
‫ٌموم على أساس الماعدة اإلنتاجٌة وفما‬ ‫ٌموم على أساس الماعدة اإللراضٌة‬ ‫‪ -5‬أساس التمويل‬
‫لمبدأ الربح والخسارة‪.‬‬ ‫بسعر الفابدة‪.‬‬
‫عدة صٌغ‪ :‬مرابحة‪ ،‬مشاركة‪ ،‬مضاربة‪،‬‬ ‫إلراض والتراض (مختلف أصناف‬ ‫‪ -6‬صيغ التمويل‬
‫سلم‪ ،‬وكالة‪ ،‬إجارة‪ ،‬استصناع‪ ،‬مزارعة‪،‬‬ ‫الودابع والمروض)‪.‬‬
‫مسالاة‪ ،‬مغارسة‪ ،‬لرض حسن‪،... ،‬‬
‫وغٌرها‪.‬‬
‫حسابات استثمار عامة وخاصة‪.‬‬ ‫الودابع ‪ +‬المروض على أساس‬ ‫‪ -7‬الموارد المالية‬
‫الفابدة‪.‬‬
‫توظٌف األموال فً صٌغ التموٌل‬ ‫استخدامات الجزء األكبر لإللراض بفابدة‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫اإلسالمً الجابزة‪.‬‬ ‫األموال‬
‫ٌتحمك بؤسبابه الشرعٌة‪ :‬المال‪ ،‬والعمل‪،‬‬ ‫الفرق بٌن الفوابد الدابنة والمدٌنة‪.‬‬ ‫‪ -9‬الربح‬
‫والضمان وفك المبادئ الشرعٌة‬
‫هنان إمكانٌة لتماسم الخسابر حسب‬ ‫ٌتحملها الممترض لوحده‪.‬‬ ‫‪ -10‬الخسارة‬
‫صٌغة التموٌل اإلسالمً المتبعة‪.‬‬
‫تتم من طرف الجمعٌة العمومٌة ‪ +‬الرلابة الشرعٌة ‪ +‬كل األجهزة السابمة‬ ‫‪ -11‬الرقابة‬
‫مرالب الحسابات ‪ +‬السلطات النمدٌة الذكر‪.‬‬
‫(البنن المركزي)‪.‬‬
‫غٌر منسجمة وضعٌفة المساندة‪.‬‬ ‫‪ -12‬البيئة القانونية منسجمة ومساندة‪.‬‬

‫هعبيير الوحبسبت في الوصبرف اإلسالهيت‬

‫تم إنشاء هٌبة المحاسبة والمراجعة للمإسسات المالٌة اإلسالمٌة سنة ٓٔٗٔ هـ ‪ ٔ٩٩ٓ /‬وتم تسجٌلها فى‬
‫البحرٌن فى ٔٔٗٔ هـ ‪ ٔ٩٩ٔ /‬م بصفتها هٌبة عالمٌة ذات شخصٌة معنوٌة مستملة ال تسعى إلى الربح‪،‬‬
‫وتهدف إلى إعداد وإصدار وتفسٌر ومراجعة وتعدٌل معاٌٌر المحاسبة والمراجعة لتلن المإسسات‪.‬‬
‫وفى مجال المحاسبة‪ ،‬فمد أصدرت حتى ٕٓٓٓ م ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫(‪ )١ /٣‬ـ هفهىم هعبيير الوحبسبت في الوصبرف اإلسالهيت‪.‬‬
‫ٌمصد بها اإلرشادات والتوجٌهات والتوصٌات الواجب االلتزام بها عند تنفٌذ عملٌات المحاسبة من إثبات‬
‫ولٌاس وعرض وإفصاح عن العملٌات التى لام بها المصرف اإلسالمى خالل الفترة الزمنٌة‪ ،‬كما تعتبر‬
‫الممٌاس الالزم لتموٌم األداء المحاسبى فى مجال التنفٌذ‪ ،‬وإبداء الرأى الفنى المحاٌد عن المعلومات‬
‫الواردة بالموابم المالٌة‪.‬‬
‫(ٖ‪ )ٕ /‬ـ أغراض هعبيير الوحبسبت في الوصبرف اإلسالهيت‪.‬‬
‫تحمك معاٌٌر محاسبة المصارف اإلسالمٌة العدٌد من األغراض من أهمها ما ٌلى‪:‬‬
‫ٔ ـ تعتبر معاٌٌر المحاسبة الدستور والمرجع الذى ٌرجع إلٌه المحاسب عند تنفٌذ العملٌات المحاسبٌة‪.‬‬
‫ٕ ـ توضح معاٌٌر المحاسبة المعالجات المحاسبٌة لعملٌات المصارف اإلسالمٌة وهذا ٌحمك مبدأ التوحٌد‬
‫والثبات‪.‬‬
‫ٖ ـ تساعد فى رفع كفاءة األداء المحاسبى فى المصارف اإلسالمٌة والسٌما بالنسبة للمحاسبٌن الجدد‪.‬‬

‫ٗ ـ تساعد فى إجراء الممارنات بٌن الموابم المالٌة لمجموعة المصارف اإلسالمٌة التخاذ المرارات‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تعتبر معاٌٌر المحاسبة المرجعٌة ألجهزة الرلابة الخارجٌة على حسابات المصارف اإلسالمٌة مثل‬
‫البنون ومإسسات النمد ومرالب الحسابات‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ تساعد معاٌٌر المحاسبة فى المصارف اإلسالمٌة فى تحمٌك الثمة فى الموابم المالٌة المنشورة لها على‬
‫المستوى المومى والعالمى‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ تساعد معاٌٌر المحاسبة فى المصارف اإلسالمٌة فى تحمٌك التعاون والتنسٌك بٌن المإسسات‬
‫والهٌبات والمراكز المحاسبٌة العالمٌة‪.‬‬
‫(‪ ٣‬ـ ‪ )٣‬ـ الخصبئص الوويسة في هحبسبت الوصبرف اإلسالهيت‪.‬‬
‫تتسم هذه المعاٌٌر بمجموعة من الخصابص من أهمها ما ٌلى‪:‬‬
‫ٔ ـ المشروعية‪ :‬حٌث أنها تتفك مع أحكام ومبادئ الشرٌعة اإلسالمٌة‪ ،‬وال تتعارض معها‪.‬‬
‫ٕ ـ القيم‪ :‬حٌث تموم على مجموعة من المٌم اإلٌمانٌة واألخاللٌة والسلوكٌة الطٌبة المستنبطة من‬
‫مصادر الشرٌعة اإلسالمٌة‪ ،‬منها ربانٌة المصدر‪.‬‬
‫ٖ ـ الموضوعية‪ :‬حٌث تعتمد على أدلة إثبات لوٌة‪ ،‬وال ٌلجؤ إلى التمدٌر الحكمى إالّ إذا تعذر تطبٌك‬
‫المٌاس الفعلى‬
‫ٗ ـ الفطرة‪ :‬حٌث تتفك مع فطرة ما تفتمت عنه عمول البشرٌة الملتزمة بشرع هللا سبحانه وتعالى‬

‫‪23‬‬
‫٘ ـ المعاصرة‪ :‬حٌث تسمح باستخدام أسالٌب التمنٌة المعاصرة فى تنفٌذ أداء العملٌات المحاسبٌة فالحكمة‬
‫ضالة المإمن أٌنما وجدها فهو أحك الناس بها‪.‬‬

‫‪ ٙ‬ـ المرونة‪ :‬حٌث تسمح باالجتهاد فى مجاالت االجتهاد الشخصى وخذا ٌعطٌها المالءمة لكل زمان‬
‫ومكان‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الوصبدر‪:‬‬
‫‪ .1‬طبٌعة وأسس ومعاٌٌر محاسبة المصارف االسالمٌة ‪ -‬المجلد ‪ - 1‬الصفحة ‪ - 3‬جامع الكتب‬
‫اإلسالمٌة‬
‫‪ .2‬محمود المرسى الشٌن‪ :‬مرجع سابك‪ ،‬صفحة ٕ٘ٔ‪.‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬أبو بكر خوالد‪ .‬لسم العلوم االلتصادٌة‪ .‬جامعة عنابة‪.‬‬

‫‪25‬‬

You might also like