Professional Documents
Culture Documents
الممخص
Historical development of
accounting thought through
the era
Abstract
Accounting is considered from the social sciences,it is
necessary tools for recording and analysis of financial
statements , In order to process and safety the business
works , especially in the present era where there are a
several variables, and which is difficult to control it , like a
globalization.
Certainly, the ancient and contemporary civilizations has
been based for some variety of business, economic and
administrative activity , as we find that they confronted
several problems concerning the basis of economic and
financial regulation process of this activity , and so with the
help of different ways of accounting rules which vary
according to the time period.
It is worth mentioning that the accounting science has seen
several developments in the formal and practical side , in
this paper , we will try to highlighted the most historic
stages who accountancy across in the era , starting from
prehistoric times right up to our time.
Keywords: History - accounting -Double-entry bookkeeping
-Basioli - Italy
تعود الخمفية التاريخية لعمم المحاسبة حسب المتخصصين في ىذا المجال إلى
زمن بعيد،و أخذت منحى تصاعدي تبعا لمتطورات االقتصادية وحاجات المجتمع .فمم
تبرز أي حضارة إال وكانت المحاسبة أحد ركائزىا األساسية وفرع ىام وأساسي من
فروع المعرفة ،لكونيا تمثل الذا كرة التاريخية ألي عممية مالية أو تجارية وكذا
مصد ار مساعدا في عممية اتخاذ أي قرار لو صمة بالوضعية المالية لممؤسسة ،وتشير
جل التقارير في ىذا الشأن أن عمم المحاسبة تأسس بفعل المبادالت التجارية والمالية
والتي ظيرت قبل بدأ التاريخوان كان أحد ال يستطيع أن يجزم قطعياً وعمى وجو
التحديد بتاريخ معين لنشأة ىذا العمم إال أن األكيد أن بداية ممارسة ىذا العمم تزامنت
مع بداية معرفة اإلنسان بالقراءة والكتابة حتى ال يقع في مصيدة الخطأ و منو يمكن
تقسيم المراحل الزمنية التي مرت بيا المحاسبة إلى ما يمي(:)1
قبل التطرق إلى ىذه المرحمة كان ال بد من لفت االنتباه إلى أن أول محاولة
قام بيا اإلنسان لتسجيل البيانات المالية و المحاسبية تعود إلى عيد اآلشوريين ،أي
حوالي عام 0233قبل الميالد كما تشير معظم األبحاث ،أما فيما يخص ىذه
المرحمة فتمقب ىذه الحقبة بفترة ما قبل القيد المزدوج Double Entryإذ أن الغالب
في تمك الفترة استخدام طريقة القيد المفرد Single Entryكوسيمة لمسك الدفاتر
والسجالت ،والمالحظ في ىذه الفترة تمك القفزة النوعية في الفكر االقتصادي والمالي
وكذا تمك التطورات اليائمة في المبادالت التجارية والتي دفعت إلى تأسيس عمم
المحاسبة ومن أبرزىا:
نشأت في الصين أنواع متعددة لنظم محاسبية حكومية يرجع تاريخيا إلى
0333ق.م ،كانت تتشكل في األساس من بعض القواعد المالية و كذا مراجع
لتدقيق في كافة العمميات المحاسبيةو االقتصادية منيا عمى سبيل المثال ال الحصر
ما جاء في المادة ( )131والمادة ( )132من شريعة حمورابي ،وأما في بابل فقد
شيدت أالف القطع المصنوعة من الفخاريات و التييعود تاريخيا إلى عام 0333قبل
الميالد عمى استعمال نظام إمساك الدفاتر المحاسبية بين التجار والوكالء لضمان
حقوقيم ،وىناك في مصر كانت الرقابة عمى المخزون وجباية الضرائب واحصاء
ثروات عند الفراعنة وحصر ماليم وما عمييم وراء إمساك السجالت التي تقوم بتبيان
القيد المالي ألجل العمميات التجارية ،وىناك اكتشاف حديث في مصر عبارة عن
سجل لقيد محاسبي مكتوب عمى ورق البردي يعود تاريخو إلى أيام االستعمار
الروماني لمصر ليزيد من التأكيد عمى وجود نظام مالي محاسبي لدى المصريين
القدامى .
في حين برزت المحاسبة عند اليونانيين في تتبع رصيد أول الفترة والمقبوضات
والمصروفات ورصيد آخر الفترة ،أما بخصوص الحضارة الرومانية فيناك ما يدل إلى
احتفاظ العديد من العائالت لدفاتر محاسبية كما اتضح أيضا وجود مخطوطات عمى
شكل سجل يومي لمعوائد المالية والمصروفات لمتجار باإلضافة إلى وجود ما يدل
عمى تعميمات وقواعد مالية تنظم بعض النشاطات االقتصادية واإلدارية.
إن دلت عمى شيء فإنما تدل عمى ضرورة تسجيل أي عممية إقراض في دفاتر أو
سجالت و التي تكون بمثابة المرجع التاريخي لضمان الحقوق في حالة وجود عدم
توا فق بين الدائن و المدين ،ولقد أبدى أيضا الرسول صمى اهلل عميو وسمم اىتماما
بالغا بالمحاسبة بصفة عممية من خالل ابتداعو لنظام الحسبة والذي يتمثل في نظام
رقابي يتكامل مع النظام االجتماعي والسياسي في المجتمع اإلسالمي حيث كان عميو
الصالة و السالم يمر عمى األسواق ويقول لمناس "من غشنا فميس منا ".ىذا وقد
كان التسجيل اإلحصائي من أىم األساليب المحاسبية التي استخدمت في صدر
الدولة اإلسالمية عمى أساس قاعدة اإلضافة والخصم ،وكانت الدفاتر والسجالت إما
أن تأخذ شكل صحائف سائبة أو مجمدة ..وكانت الحسابات تأخذ شكل القوائم ذات
األعمدة المتجاورة ..وكان يتولى ىذه الميام َكتاب األموال الذين اىتم بيم اإلسالم
اىتماماً ممحوظاً من حيث القيم واألخالق والسموك لدورىم في المحافظة عمى أموال
()0
بعد فتح مكة ولى سعد بن المسممين ،كما ُروي أن الرسول صمى اهلل عميو وسمم
العاص عمى السوق لمراقبتو وتبعو من بعده جموع الخمفاء الراشدون ،وظيرت وظيفة
الحسبة كنظام دولة في عيد الدولة العباسية فيروى أن المنصور ولى يحيى بن
عبداهلل حسبة بغداد واألسواق .كما ولى الرشيد محاسبيا يطوف في األسواق ليفحص
األوزان والكيل والتأكد من سالمتو والنظر في معامالت التجار وىو ما يدل عمى
التطور الكبير الذي أخذتو المحاسبة في العصر اإلسالمي من تطوير طرق وأساليب
كتابة األموال التي كانت موجودة عند العرب آنذاك ..من خالل تكميف أشخاص
مختصين بيا وتم بذلك تصميم النظم المحاسبية وتسجيميا في مخطوطات عمى شكل
سجالت محاسبية.
()1
تطورت عمميات ومع تطور الدولة اإلسالمية (ما بعد عام 333ميالدي)
التسجيل وتقسيم الحسابات ،وازدىرت عممية تنظيم الحسابات ،وتنوعت السجالت
المستخدمة في تسجيل األموال بسبب تعاظم الدولة اإلسالمية .وفي ىذه المرحمة
دعت الحاجة إلى عمم المحاسبة في اإلسالم ،وىذا يستمزم أن تكون كل عممية
كما ازدادت تطبيقات المحاسبة حيث أنشأت الدواوين واألجيزة التي تيتم
بالمال العام ولعل أشيرىا بيت المال الذي أنشأه الخميفة عمر بن الخطاب رضي اهلل
عنو ،وكان اليدف من وراء كل ىذا يتمثل أساساً في تحديد وقياس أرباح األنشطة
المختمفة سواء أكانت تجارية أو زراعية أو خدامتيو أو غير ذلك وقد حافظ نظام
الحسبة عمى مكانتو في العصر األموي ،و كانوا وراء وصولو إلى بالد األندلس،
حيث كان من أىم الوظائف الشرعية عندىم ..كما شيد العصر العباسي تطو اًر كبي ًار
لنظام المحاسبة بابتكار جية مستقمة لمرقابة متمثمة في ديوان الزمام والذي يقوم بدور
المحاسبة والرقابة المالية عمى باقي الدواوين في عيد الدولة العباسية ،ونتيجة
()2
لمحروب التي كانت سائدة في تمك الفترة والخالفات البينية في الدولة اإلسالمية
وجاراتيا من الفرس و الرومان أدت بالضرورة إلى طمس معالم المحاسبة ،في تمك
األثناء لم يكن يعرف االيطاليون األرقام كما لم يتوافر لدييم الورق الالزم لمكتابة مما
أدى لتخمفيم في مختمف العموم ،لكن مع بداية الحروب عمى الدولة اإلسالمية
وحيث كانت إيطاليا ىمزة الوصل بين الشرق والغرب و نظ اًر لموقعيا الجغرافي عمى
البحر األبيض المتوسط في مواجية الشواطئ العربية استطاع االيطاليون تعمم األرقام
من العرب والتي كانت البداية لمثورة االيطالية في العديد من العموم وأىميا المحاسبة
حيث بدأوا في تطوير ىذا العمم و ظيرت بذلك أول وثيقة محاسبية عام 1011م
والتي تمثل أول حساب أستاذ حيث تم في تمك الوثيقة إجراء تحويل لبعض الحسابات
بشكل مبسط ،كما يبدو أن فكرة القيد المزدوج والتي تعتبر أساس عمم المحاسبة حتى
في العصر الحديث عرفت ألول مرة في مدينة جنوا بإيطاليا وأن الدفاتر التجارية
والتي يرجع تاريخيا إلى عام 1013ميالدي كانت تمسك بطريقة القيد المزدوج .
يتفق معظم الميتمين بيذا الشأن أن عام 1161م ىو تاريخ ميالد المحاسبة
الحديثة رغم أن البعض األخر يرى في نظام الحسبة اإلسالمي ىو التاريخ الفعمي
لقيام المحاسبة المعاصرة ،واألكيد أنو من الصعب تحديد تاريخ محدد لقيام عمم
المحاسبة كونو يعتمد عمى التراكمية في التطور والتحديث أي بمعني أن النظرية
المحاسبية ىي خالصة تجاربيا ،وال يوجد وثيقة محاسبية تقطع الشك باليقين
بخصوص الميالد الحقيقي لممحاسبة الحديثة ،و في ىذا السياق قدم الكاىن عالم
الرياضيات االيطالي "لوكا باسيولي" أول قاعدة في بناء القيد المزدوج سنة 1161م
كأساس لمسك السجالت المحاسبية وىو ما يسمى اليوم "بالنموذج المحاسبي" والذي
بمقتضاه يتم تسجيل العمميات المالية من جميع األطراف المذين يتأثرون بيا ،جاء ىذا
في كتابو المعروف باسم " كل ما يتعمق بالحساب واليندسة والتناسب" والذي بحث
فيو أىم األسس العممية التي بني عمييا ىذا العمم أين درس بصفة تفصيمية قاعدة
القيد المزدوج كعنصر ميم في عممية مسك الدفاتر ،كما لو الفضل في الدعوة إلى
تجميع إيرادات ومصاريف المشروع من خالل حساب يسمى حساب األرباح والخسائر
بغية التعرف عمى الربح المادي لممشروع و قد كان لتطور واالزدىار االقتصادي
والتجاري الذي شيدتو ايطاليا آنذاك األثر الكبير في ظيور المحاسبة كعمم قائم بذاتو
وعميو تم تأسيس أول معيد متخصص لممحاسبة في مدينة البندقية في عام 1251م
وقد أصبحت عضوية ىذا المعيد في عام 1636م شرطا من شروط ممارسة مينة
المحاسبة في ايطاليا ثم اتجيت دول أخرى إلى انتياج نفس السياسة االيطالية فيما
يخص تنظيم مينة المحاسبة ،فمكي يحصل أي شخص عمى لقب محاسب قانوني أو
محاسب مرخص ،من الواجب لو أن يمر عبر اجتياز عدد من الدروس الخاصة
واالختبارات .وقد ظل الفكر المحاسبي في ىذه المرحمة يستأثر باالىتمام من زاوية
المنفعة لرجال األعمال مما ولد الضرورة الستحداث تشريعات محاسبية غايتيا وحدة
المفاىيم واإلجراءات وتنظيميا بالشكل الذي يسيم في تنظيم العمل المحاسبي و
بالتاليكانت المحاسبة بالنسبة ألصحاب المشروعات وسيمة تساعدىم عمى تسجيل
العدد الثالث والعشرون ( كانون األول )7102
721
التطور التاريخي لفكر المحاسبة عبر العصور
العمميات المالية العديدة في الدفاتر و التي ال يستطيع أن يعييا بذاكرتو وكذا أيضا
قياس مسؤوليات األشخاص القائمين بإدارة أمواليم وفي تحديد عالقة المشروع بالغير
ممن يتعاممون معيم ،والمالحظ عمى ىذه الحقبة أنيا تميزت بصدور عدة قواعد
تضبط الشؤون التجارية عمى غرار تمك القوانين التي صدرت في فرنسا سنة 1340
والتي تنظم التجارة البرية والتي فييا طالب مؤسس ىذه القواعد وىو القانوني الفرنسي
"سافاري" بمسك دفاتر محاسبية وتنظيم إجراءات إعداد المي ازنية بحيث تكون منطقيـة
،دقيقـة وشاممة ،وفي ىـذا الشـأن أصـدر " سافاري " كتابو الشيي ــر "التاجر الكامل "
في عام 1342م ،ليعقبيا صدور القوانين التجارية البحرية في عـام 1351م و
التي من أىم ما ميزىا :
ربما يكون كتاب لوكا باسيولي من أوائل الكتب المطبوعة التي ظيرت في
أ وربا و تضمنت في حيثياتيا فصال في مجال المحاسبة ،ولكن ال يعني ىذا أنو أول
كتاب تمت كتابتو في أوربا أو العالم .إذ أن بعض األبحاث الغربية تشير إلى وجود
كتاب مخطوط أوربي يسبق باسيولي ..وتضاربت المقوالت في ىذا الشأن ،فقال
بعضيم :إن أول من كتب في المحاسبة أو طريقة إثبات المعاممة ىو الكاتب
اإليطالي .Cotrugliذلك أن كتابو أقدم من كتاب باسيولي و ذىب بعض الباحثين
Angelo إلى أنو أول من كتب في المحاسبة أو طريقة إثبات المعاممة ىو:
()3
Senesioفي عام1015م
باإلضافة إلى كل ىذا تم العثور عمى كتاب مخطوط محاسبي يعود لعام
432ىـ 1030 /م تقريبا وقد كتبو المؤلف المسمم :عبد اهلل بن محمد بن كاية
المازندراني بعنوان" :رسالة فمكية كتاب السياقات"( .)4استخدم المؤلف رحمو اهلل في
كتابتو ليذا الكتاب األحرف العربية ،ولكن أحيانا بالمغة العربية ،وأحيانا أخرى
بالفارسية ،كما استخدم في بعض األحيان بعض الكممات التركية التي كانت سائدة
في ظل الدولة العثمانية .لقد تمت كتابة ىذا الكتاب قبل حوالي 101عاماً من ظيور
كتاب باسيولي مما يشكك في الفكرة القائمة أن باسيولي ىو أول من وضع أسس عمم
المحاسبة ،ويدعم الفكرة القائمة أن التدوين المحاسبي الذي جاء بو باسيولي قد سبقو
تطورات محاسبية أساسية من قبل عمماء المسممين ال يمكن تجاىميا.
وخالصة القول أنو كان النتشار التجارة والبنوك في إيطاليا دور كبير في
تطور المحاسبة في ىذه المرحمة الزمنية نظ ار لزيادة الطمب عمى خدمات المحاسبة
في مجاالت عديدة ،لذا كان ال بد لممحاسبة من الخروج عن إطارىا التقميدي في
رصد األحداث( ،)5والتقرير عنيا إلى األخذ بعين االعتبار عدت معاير ومقاييس
والتي من شأنيا أن تواكب تمك الحركة التجارية التي كانت سائدة آنذاك .وفي ىذا
المقام البد من اإلشارة إلى أنو مع بداية القرن الثالث عشر ظيرت المشروعات
ثم إلثبات عالقة الدائنية والمديونية
الفردية ،واستخدمت الكتابة لضبط األعمالَّ ،
اىتم فقط
لممشروعات ،وىذا ما يسمى بالحسابات الشخصية ،إذ أن التاجر آنذاك َّ
بتسجيل عممياتو مع الغير ،واكتفى باإلشراف الشخصي عمى عناصر موجوداتو
التوصل إلى
ُّ كالنقدية والمصاريف ,...وانتشرت سريعاً ،فبدون تمك الحسابات لم ي ُكن
نتائج أعمال المنشأة ممكناً في فترة محددة.وفي نفس الوقت بدأ التسجيل المحاسبي
في الحسابات يأخذ شكل حرف Tوبيذا أخذ العمل المحاسبي أبعاده بشكل متكامل.
تُعتبر ىذه المحمة بمثابة االنتقالية النوعية لعمم المحاسبة لما شيدتو من توسع
في استعماليا نتيجة لعدة عوامل أبرزىا:
الثورة الصناعية :بدأت بوادرىا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر وترتب -
عنيا تطوير وتغيير لعدة مناىج و أنظمة عمى غرار تحويل نظام اإلنتاج
العائمي والذي كان سائدا في السابق إلى نظام اإلنتاج الكبير ،كما ساىمت
الثورة الصناعية في ظيور العديد من الشركات التي حققت الكثير من األرباح
لحممة األسيم ،باإلضافة إلى عممية فصل اإلدارة عن الممكية في شركات
()6
وواضحة المساىمة ،وما تترتب عنو من ضرورة إعداد حسابات دقيقة
لتقديميا لممساىمين في تشكيل رأس مال الشركة ،ولتأكيد الثقة بين مالكي
البد من اعتماد محاسب معتمد لمنظر في األسيم واإلدارة المسيرة لمشركة ،كان ُ
المسائل المالية والتدقيق فييا ومراجعتيا ،كما تم في ىذه الفترة إعادة النظر في
لمالك ،حيث
الميزانية العامة لشركات التي تحمل الشكل المعنوي المستقل عن ا ُ
تم تعديل معادلة الميزانية من قياس المركز المالي لممؤسسة إلى قياس الدخل و
ىو ما نتج عنو تعقيدات إدارية أدت إلىإبراز و تنشيط عمم المحاسبة ليكون ليا
الدور الفعال في تقديم البيانات التفصيمية التي تساعد اإلدارة في رسم السياسات
المختمفة المتعمقة بأوجو نشاط المشروع واإلشراف عمى تنفيذىا والرقابة عمييا.
صدور قوانين ضرائب الدخل:مع نياية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين -
تم إصدار العديد من القواعد و القوانين التي تضبط سير عممية تحصيل
الضرائب()13سواء أكانت ضريبة عمى الدخل أو ضريبة ناتجة عن مختمف
األعمال التجارية ،مما أدى إلى تثبيت أقدام المحاسبة في المجاالت الجبائية و
الضريبية .
بروزالهيئات المحاسبية والمهنية :مع انتشار استخدام المحاسبة ،بدأت بوادر -
ترسيخ ىذا العمم لدى العديد من الييئات،إذ أصبح خمق مؤسسات تعنى بالشأن
المحاسبي أم ار ممحا دعت إلييا لضرورة ،و بذلك تأسس عدة ىيئات ساىمت في
العدد الثالث والعشرون ( كانون األول )7102
722
الباحث .بو عزيز الشيخ د .سمهامي سامية
تطوير عمم المحاسبة عمى غرار معيد المحاسبين المعتمدين الذي ُشيد سنة
1521في اسكتمندا( ،)11ليعقبو فيما بعد معيد آخر لممحاسبة في انجمت ار
ICAEWسنة ، 1553ثم أسست الواليات المتحدة األمريكية سنة 1554معيد
يحمل اسم "جمعية المحاسبين العموميين المعتمدين " أو ما يعرف بـ ، AAPA
ليتموىا إنشاء عدة معاىد ومدارس مختصة في تمقين مفاىيم ومبادئ واجراءات
العمل الميني واألكاديمي لممحاسبة من خالل القيام بالبحوث والدراسات وتقديم
التوصيات ووضع األسس المحاسبية التي تمكن ىذا العمم من مواكبة كافة
التطورات االقتصادية ،ليخطو بذلك عمم المحاسبة شوطا كبي ار في نمو وتطوير
المعرفة المحاسبية من خالل ىذه الييئات الخاصة والتي أخذت عمى عاتقيا
ميمة وضع القواعد الممزمة في المحاسبة و كذا إصدار نشرات دورية تُعنى
بالشأن المحاسبي.
إسهامات اإلدارة العممية :لقد كان لألبحاث و المبادرات العممية التي قام بيا -
رواد اإلدارة األوائل كـ Taylorو Gilbrethsما بين 1552و 1603األثر
()10
،باعتباره أحد األسس التي تضبط الكبير في ازدياد تطور عمم المحاسبة
عممية السير الحسن لإلدارة ،ومن ىذا المنطمق بدأ عمم المحاسبة يأخذ الصبغة
النوعية ،وبدأت بوادر ظيور المحاسبة اإلدارية ومحاسبة التكاليف كفروع
متخصصة ،باإلضافة إلى استعمال الطرق الرياضية واإلحصائية في التطبيق
المحاسبي.
مع أواخر القرن التاسع عشر وفي خالل القرن العشرين ومع تطور حجم
المشروعات وتوسع ظاىرة اندماج الشركات ،وكذا زيادة تدخل الدولة في شؤون
اإلنتاج واالستيالك( ،)10ومع التقدم الكبير في الوسائل التكنولوجية وانتشار
المخترعات الجديدة وزيادة المنافسة بين المشروعات المختمفة لتقديم السمع أو
الخدمات إلشباع رغبات األفراد الالنيائية والمحافظة عمى رأس المال ونموه ،والبحث
الدائم عن األسواق الجديدة ومع زيادة حاجة المستثمر الخارجي لمبيانات
المحاسبية()11من اجل توجيو أموالو نحو االستثمارات المربحة زادت بذلك استعمال
المحاسبة مما زاد في تقدميا النظري والعممي وتدخميا في جل المعامالت االجتماعية
واالقتصادية.
العدد الثالث والعشرون ( كانون األول )7102
722
التطور التاريخي لفكر المحاسبة عبر العصور
الخاتمة:
من خالل ما سبق ذكره ،يمكن القول أن المحاسبة تطورت بفعل عدة عوامل
اقتصادية واجتماعية وقانونية ساعدت في معظميا إلى التوجو إلى الفكر المحاسبي
الحديث الذي نراه اليوم ،وذلك بتقديم صورة شاممة والتي من خالليا يتم معرفة نتائج
النشاط اإلنتاجي لممؤسسة االقتصادية في فترة معينة ،وتوضح المركز المالي في
تاريخ معين،كما تساىم في اتخاذ الق اررات السميمة التي تخدم مصمحة المؤسسة سواء
عمى صعيد الوحدة المحاسبية أي اإلدارة أو المتتبعين القتصاديات الوحدة من الخارج
كالدائنين والمساىمين والييئات الحكومية…..وعميو أصبحت المحاسبة حجر الزاوية
في عممية تأسيس األعمال الناجحة.
( )1مصطفى عبد الرحمن ويحيى أحمد قممى ،مبادئ المحاسبة المالية (مركز اإلسكندرية
لمكتاب ،اإلسكندرية1663 ،م )ص.12
( )0عمر عبد اهلل زيد ،المحاسبة المالية في المجتمع اإلسالمي ،عمان :دار اليازوري،
الطبعة األولى 1113ىـ 1662 /م ،ص . 06
( )0لبحيصي عصام ( " )1663المحاسبة في اإلسالم" دار مقداد لمطباعة ،ص . 04
( )1دكتورة ثناء عمي القباني ،بعض خصائص تطور الفكر المحاسبي المعاصر والمحاسبة
اإلسالمية ،مطابع االتحاد الدولي لمبنوك اإلسالمية( ،د .ت .ط).
( )2الدكتور سامر مظير ،فقو المحاسبة اإلسالمية ،مؤسسة الرسالة ،الطبعة األولى
1102ىـ 0331 /م ،ص . 14
( )3د /محمد سعيد البوطي،ىذه مشكالتيم ،مطبعة دارالفكر بدمشق( ،د.ت).
( )4د /يوسف القرضاوي،حسن اإلدارة،مجمة االقتصاد اإلسالمي،منشورات بنك دبي
اإلسالمي.
(8)Wan Hill & Ian Fraster, (1996), "Patients Voices , Right and
Responsibilities : on Implementing Social Audit in Primary Health
Care "Journal of Business Ethics ,Vol.17 Issue 13,PP.1481-1498 .
( )6أحمد حسن البرعي ،الثورة الصناعية واثارىا االجتماعية والقانونية ،دار الفكر العربى ،
القاىرة ، 1650 ،ص.06
( )13د -مولود ديدان ،قانون الضرائب المباشرة و الرسوم المماثمة ،دار بمقيس ،الطبعة
االولى 0310ص ، 35
(11)SurainiSaufi and Noraan iMustapha, Islamic Accounting and
Business Practices: A Conceptual Framework (2012). Universiti
Malaysia Kelantan(UMK).
( )10دكتورة ثناء عمي القباني :بعض خصائص تطور الفكر المحاسبي المعاصر
والمحاسبة اإلسالمية ،مطابع االتحاد الدولي لمبنوك اإلسالمية( ،د .ت .ط).
(13)Peino Janeiro, Victor Gabriel (1993): la Contabilidad como
programa de investigación cienifica, ICAC, Madrid.
(14) American Accounting association (1977) “ Satatement of
accounting theory and the theory of acceptance” Florida, USA.