You are on page 1of 54

‫ماستر القانون المدني المعمق‬

‫الفوج السادس ‪:‬‬


‫الفصل الثاني‬
‫مادة‪ :‬التحفيظ العقاري‬
‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫التحديد اإلداري األمالك الدولة و أمالك الجماعات‬


‫الساللية وفق قانون رقم ‪63.17‬‬

‫بإشراف االستاذ ‪:‬‬ ‫إنجاز الطلبة ‪:‬‬

‫الدكتور دمحم العلمي‬ ‫بديعة البيضاوي‬

‫ياسين الكداح‬

‫دمحم السمالوي‬
‫الموسم الدراسي ‪:‬‬

‫‪2020/2019‬‬
‫كلمة شكر‬

‫بعد الحمد هلل و شكره على نعمه التي ال تعد و ال تحصى والصالة‬

‫والسالم على نبينا دمحم صلى هللا عليه و سلم وعلى أله و صحبه ومن‬

‫تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‬

‫أما بعد ‪:‬‬

‫نتقدم بأخلص عبارات الشكر و التقدير و العرفان للدكتور‬

‫"دمحم العلمي“‬

‫كما نتقدم بالشكر لزمالئنا الطلبة بماستر قانون القانون المدني المعمق‬

‫و الشكر لكل من أسهم في إنجاز هذا العرض‬


‫الئحة المختصرات ‪:‬‬

‫‪ ‬ظ ‪ .‬ت ‪ .‬ع ‪ :‬ظهير التحفيظ العقاري‬


‫‪ :‬مرجع سابق‬ ‫‪ ‬م‪.‬س‬
‫‪ :‬الصفحة‬ ‫‪ ‬ص‬
‫‪ :‬الطبعة‬ ‫‪ ‬ط‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫يشكل العقار األرضية األساسية إلنطالق المشاريع الصناعية و السياحية المنتجة ‪ ،‬و‬
‫أداة لتحقق اإلستقرار و األمن و السلم اإلجتماعي ‪ ،‬بالنظر إلى الدور الفعال الذي يقوم به‬
‫على المستوى اإلقتصادي و اإلجتماعي ‪ ،‬غير أن اضطالع العقار بهذه المهمة يتوقف‬
‫على وجود إطار قانوني يوفر للملكية العقارية أرضية صلبة تكمن الجميع من التعامل فيه‬
‫بكل ثقة و اطمئنان‪ ، 1‬كما أن البنية العقارية بالمغرب تعرف تعددا و تنوعا على مستوى‬
‫أراضي الكيش‪ ،‬و أراضي الملك الغابوي ‪ ،‬و أراضي‬ ‫أنظمتها القانونية ‪ ،‬حيث نجد‬
‫األحباس ‪ ،‬و األراضي الساللية التي تكون مملوكة بصفة جماعية لمجموعة من السكان‬
‫المنتمين لجماعة واحدة ‪ ،‬باإلضافة إلى أراضي الملك العام للدولة العام و الخاص ‪.‬‬

‫ونظ ار لما لهذه األنظمة العقارية من أهمية على المستوى اإلقتصادي و كذلك‬
‫اإلجتماعي ‪ ،‬خاصة أمالك الدولة سواء العامة أو الخاصة و أراضي الجماعات الساللية ‪،‬‬
‫فإن الحفاظ عليها من ترامي األغيار يتطلب سن قواعد لحمايتها قانونيا و ماديا من أجل‬
‫الحيلولة دون التعدي على حدودها و الحفاظ عليها حتى تؤدي الغرض المخصص لها ‪.‬‬

‫ومن بين أهم الوسائل لحماية أمالك الدولة ( العامة و الخاصة ) و كذلك أمالك‬
‫الجماعات الساللية نجد مسطرة التحديد اإلداري التي تتميز بالعديد من الخصوصيات ‪،‬‬
‫ومسطرة التحديد االداري ألمالك الدولة و أمالك الجماعات الساللية بإعتبارها عملية قانونية‬
‫و تقنية باألساس تهدف إلى ضبط حدود و مساحة هذه األراضي و كذلك مشتمالتها المادية‬
‫من أجل تصفية وضعيتها القانونية‪. 2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬إدريس الفاخوري ‪ ،‬الوسيط في نظام التحفيظ العقاري ‪ ،‬دراسة لنظام التحفيظ العقاري و الفقه اإلداري و العمل القضائي ‪ ،‬ط ‪ ، 8102‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -2‬تنص المادة األولى من قانون ‪ 78.07‬المتعلق بالتحديد اإداري ألمالك الجماعات الساللية على ‪ ،...." :‬قصد ضبط حدودها ومساحتها و‬
‫مشتمالتها المادية ‪ ،‬و تصفية وضعيتها القانونية ‪. "... ،‬‬

‫‪1‬‬
‫ومن خالل ماسبق سنحاول في هذا العرض الحديث عن مسطرة التحديد اإلداري‬
‫ألمالك الدولة العامة و الخاصة و أمالك الجماعات الساللية وفق المستجدات التي جاء بها‬
‫قانون ‪. 71.36‬‬

‫أهمية الموضوع ‪:‬‬

‫تتجلى أهمية هذا الموضوع من الناحية النظرية و العملية في الدور الذي تقوم به‬
‫مسطرة التحديد اإلداري كآلية لحماية و تثبيت للوضعية المادية و القانونية ألمالك الدولة‬
‫(العامة و الخاصة) و أمالك الجماعات الساللية ‪ ،‬و أما من الناحية القانونية فإن مسطرة‬
‫التحديد اإلداري تمكن من ضبط حدود هذا النون من األمالك و حمايتها من ترامي األغيار‬
‫عليها‪.‬‬

‫المنهج المعتمد ‪:‬‬

‫بخصوص منهج هذه الدراسة إرتأينا أن نعتمد على منهج فرضته طبيعة الموضوع‬
‫ذاته‪ ،‬بحيث وظفنا المنهج القانوني التحليلي ‪ ،‬وذلك من خالل استقراء و تحليل مختلف‬
‫النصوص القانونية المنظمة لمسطرة التحديد اإلداري ألمالك الدولة العامة و الخاصة و‬
‫أمالك الجماعات الساللية ‪.‬‬

‫إشكالية الموضوع ‪:‬‬

‫بناء على ماسبق و ارتباطا بموضوع هذا العرض يمكن أن نثير اإلشكالية التالية و‬
‫المتمثلة في مدى مساهمة مسطرة التحديد اإلداري ألمالك الدولة و أمالك الجماعات‬
‫الساللية من حمايية هذه األمالك من ترامي األشخاص عليها ؟‬

‫‪2‬‬
‫وتتفرع عن هذه اإلشكالية مجموعة من األسئلة الفرعية ‪:‬‬

‫‪ -‬ماهي مراحل مسطرة التحديد اإلداري ألمالك الدولة العامة و الخاصة و أمالك‬
‫الجماعات الساللية ؟‬
‫‪ -‬وماهي الخصوصيات التي تتميز بها مسطرة التحديد اإلداري سواء على مستوى‬
‫اآلجال أو على مستوى العرض على هذه المسطرة ؟‬
‫‪ -‬وماهي اإلشكاالت التي تثيرها هذه المسطرة على المستوى العملي ؟‬

‫خطة البحث ‪:‬‬


‫ولإلجابة عن هذه اإلشكالية سنقوم بمعالجة هذا الموضوع وفق التصميم التالي ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬التحديد اإلداري ألمالك الدولة العامة و الخاصة‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬التحديد اإلداري ألراضي الجماعات الساللية‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬التحديد اإلداري ألمالك الدولة العامة و الخاصة‬

‫قبل صدور ظهير فاتح يوليوز ‪ 3131‬بشأن الملك العام المحدد لنطاق الملك العام‬
‫كان هناك خلط كبير بين امالك الدولة العامة و أمالك الدولة الخاصة ‪ ،‬أال أن هذا الخلط‬
‫زال بعد صدور هذا الظهير ‪ ،‬الذي حدد األمالك العامة بأنها األراضي المخصصة‬
‫لإلستعمال العام ‪ ،‬و بأن إدارتها و تسييرها يكون من طرف الدولة باعتبارها إما مالكة أو‬
‫صاحبة سلطة وصاية فقط على هذه األمالك ‪ ،‬و هي أمالك ال يمكن أن تكون موضوع‬
‫تصرف أو تفويت‪ ، 3‬إذ حددت ديباجة ظهير فاتح يوليوز ‪ 3131‬بشأن الملك العام نطاق‬
‫هذا الملك وكذلك مايدخل في حكم الملك العام للدولة ‪ ،‬أما بالنسبة للملك الخاص للدولة فقد‬
‫نظمه المشرع بمقتضى ظهير ‪ 1‬يناير ‪ 3137‬الذي نظم فيه المشرع إجراءات التحديد‬
‫اإلداري للملك خاص للدولة ‪.‬‬

‫وعليه فإننا سنقوم باإلحاطة قدر اإلمكان بمسطرة التحديد اإلداري ألمالك الدولة‬
‫العامة في المطلب األول ‪ ،‬على أن نخصص المطلب الثاني لمسطرة التحديد اإلداري لملك‬
‫الدولة الخاص ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مسطرة التحديد اإلداري ألمالك الدولة العامة‬

‫يعتبر المغرب من الدول التي تمتاز بتنوع األنظمة العقارية منها ما ينتمي إلى أمالك‬
‫الدولة الخاصة ‪ ،‬و منها ما يخضع لإلستغالل الجماعي أو مايسمى بالملك العام للدولة و‬
‫الذي يهدف باألساس إلى التنمية االقتصادية و االجتماعية للبالد ‪ ،‬فهذا األخير عند‬
‫إتصافه بصفة الملك العام تجعله يتسم بالعديد من الخصوصيات من قبيل عدم قابليته‬
‫للتملك بالتقادم المكسب أو المسقط ‪ ،‬كما أنه ال يقبل التفويت طبقا للفصل الرابع‪ 4‬من ظهير‬

‫‪ -3‬أحمد العطاري ‪ ،‬المساطر الخاصة للتحفيظ العقاري ‪ ،‬دراسة في ضوء اإلجتهاد الفقهي و القضائي و الممارسة العملية ‪ ،‬الجزء األول ‪،‬‬
‫مطبعة دار نشر المعرفة ‪ ،‬الرباط ‪ ، 8102،‬ص ‪. 82‬‬
‫‪ -4‬الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫فاتح يوليوز ‪ ، 3131‬فالمشرع قد نص على مسطرة خاصة لتحديده و هذا ما سنتناوله في‬
‫الفقرة األولى ‪ ،‬على أن نخصص الفقرة الثانية للتعرض على هذه المسطرة ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬إجراءات التحديد اإلداري ألمالك الدولة العامة‬

‫تتم عملية التحديد اإلداري ألمالد الدولة العامة بمرحلتين مهمتين وفق الشكل التالي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬مرحلة التحضير لعملية التحديد اإلداري ألمالك الدولة العامة‬

‫تفتح عملية تحديد أمالك الدولة العامة بمرسوم ‪ ،‬وذلك بعد طلب من طرف الوزير‬
‫الوصي ( وزير التجهيز و النقل حاليا ) و الذي يكون مرفقا ببحث عمومي ‪ ،‬وذلك جسب‬
‫الفصل السابع من ظهير فاتح يوليوز ‪ 3131‬في فقرته األولى و التي تنص على ‪ " :‬تعيين‬
‫حدود األمالك العمومية إذا اقتضى األمر بقرار وزيري بعد بحث عمومي بناء على طلب‬
‫المدير العام لألشغال العمومية "‪ ، 5‬و يشمل هذا البحث ببيان المنطق التي سيجرى بشأنها‬
‫مسطرة التحديد اإلداري ‪ ،‬وذلك بالوقوف على العقار المراد تحديده من طرف ممثل اإلدارة و‬
‫بعد إجراء بحث ميداني بعين المكان للتحقق من العقار و موقعه و حدوده و مساحته‬
‫التقريبية و مشتمالته و سند ملكيته‪. 6‬‬

‫وعلى ضوء ذلك يوجه وزير األشغال العمومية طلبه بتعيين حدود األمالك العمومية‬
‫إلى األمانة العامة للحكومة ‪ ،‬و بعد دراسته من طرف هذه األخيرة ‪ ،‬يتم إعداد مرسوم للوزير‬
‫األول بذلك ‪ ،‬يحدد فيه افتتاح عملية التحديد و التي تكون بتاريخ الحق عن تاريخ نشر‬
‫المرسوم بالجريدة الرسمية‪ ، 7‬و يشار فيه إلى اسم العقار المراد تحديده وكل المعلومات‬
‫المتعلقة به و بتاريخ طلب إصدار المرسوم و الجهة التي تقدمت به ‪ ،‬و يتم بعث هذا‬

‫"ال يقبل التفويت باألمالك العمومية وال تسقط حقوق الملكية فيها بمضي الزمان"‪.‬‬
‫‪ -5‬أحمد العطاري ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪. 70‬‬
‫‪ -6‬أحمد دحمان ‪ ،‬منازعة التحدي د اإلداري و العرضات عليه ‪ ،‬مداخلة ضمن أشغال الندوة الوطنية في موضوع األمن العقاري ‪ ،‬دفاتر محكمة‬
‫النقض ‪ ،‬عدد ‪ ، 87‬ص ‪. 85‬‬
‫‪ -7‬أحمد العطاري ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪. 70‬‬

‫‪5‬‬
‫المرسوم لمختلف المصالح اإلدارية التي يقع العقار بدائرة نفوذها ‪ ،‬وذلك بقصد تعليقه‬
‫بمكاتبها و اإلعالن عنه لمدة ستة أشهر ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مرحلة إنجاز أشغال التحديد اإلداري للملك العام‬

‫تبتدأ أشغال التحديد اإلداري للملك العام في التاريخ و الساعة المحددة في المرسوم‬
‫المعلن عن انطالق عملية التحديد ‪ ،‬و تنجز هذه العملية و ازرة التجهيز والنقل أو المؤسسات‬
‫العمومية المفوض لها بذلك ‪ ،‬فتعمل على وضع األرف على حدود الملك ‪ ،‬و تنجز محضر‬
‫بعملية التحديد ويكون مرفق بتصميم يتضمن هذا األخير مالحضات الجوار و مطالب‬
‫المعارضين و فحواها ‪ ،‬بحيث تعمل مسطرة التحديد هاته على تبيان وضعية العقار القانونية‬
‫و مختلف الحقوق و التحمالت التي قد يكون مثقال بها‪ ،8‬وتقوم الجهة المكلفة بإنجاز‬
‫المحضر و يرفق بخريطة العقار الذي تم تحديده و توضع نسخة منه بمقر السلطة المحلية‬
‫التابع لعا العقار ‪ ،‬و بمكتب الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية ‪ ،‬و تتم عملية اشهار‬
‫محضر انته اء اشغال التحديد وفق الكيفية و الوسيلة التي تم بها نشر مرسوم اإلعالن عن‬
‫الشروع في عملية التحديد‪. 9‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬التعرض على مسطرة التحديد اإلداري ألمالك الدولة العامة‬

‫يعد التعرض تلك الوسيلة التي يبادر بمقتضاها صاحب الحق عيني من خالل‬
‫ممارستها إلى إيقاف إجراءات التحفيظ داخل األجل القانوني المقرر لها ‪ ،‬وهو يعد ضمانة‬
‫قانونية منحها المشرع لهذا األخير ضمانا لحقوقه ‪ ،‬ونظ ار للخصوصية التي يتسم بها الملك‬
‫العام للدولة ‪ ،‬فقد أفرد له المشرع نصوص و مقتضيات خاصة بشأن التعرض على مسطرة‬
‫تحديده ‪ ،‬حيث ضيق من نطاق التعرض على هذه األمالك سواء من حيث األشخاص‬

‫‪ -8 -8‬أحمد العطاري ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪. 78‬‬


‫‪ -9‬أحمد دحمان ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪. 76‬‬

‫‪6‬‬
‫(أوال)‪ ،‬و من حيث الجهات المؤهلة لتلقي التعرضات (ثانيا) ‪ ،‬في األخير سنتطرق آلجال‬
‫قبول طلبات التعرض (ثالثا) ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬األشخاص الذين يحق لهم التعرض على التحديد اإلداري ألمالك الدولة العامة‬

‫بالرجوع إلى ظهير فاتح يوليوز ‪ 3131‬المنظم ألمالك الدولة العامة ‪ ،‬نجده ينص في‬
‫الفصل الثاني منه على مايلي ‪ " :‬كل من اكتسب قانونا من حقوق الملكية و االنتفاع و‬
‫االستعمال باألمالك العمومية يبقى محفوظا إذا كان ذلك سابقا على نشر هذا الظهير ‪.‬‬
‫وال يمكن أن تنزع الحقوق المذكورة من أربابها إال بالبيع الجبري بشرط أن يثبتو هذه‬
‫الحقوق أمام الحكومة أو المحاكم التي لها النظر في ذلك بعد نشر هذا الظهير أو بعد‬
‫صدور قرار تحديد األمالك كما هو مذكور بالفصل السابع " ‪.‬‬

‫ويفهم من هذا الفصل أن المشرع قد حصر نطاق األشخاث الذين يحق لهم التعرض‬
‫على عملية التحديد االداري ألمالك الدولة العامة ‪ ،‬األشخاص الذين اكتسبوا حقوقا سابقة‬
‫عن نشر هذا الظهير بالجريدة الرسمية و ذلك بصريح عبارة الفقرة األولى من الفصل الثاني‬
‫أعاله ‪ " :‬إذا كان ذلك سابقا على نشر هذا الظهير" ‪ ،‬أما الفقرة الثانية من هذا الفصل‬
‫تجعل اكتساب هذه الحقوق على الملك العام للدولة قبل ظهير ‪ 3131‬ال يكفي ‪ ،‬بل يجب‬
‫أن يتم إثباتها أمام الحكومة أو المحاكم ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الجهات المؤهلة لتلقي التعرضات على التحديد اإلداري ألمالك الدولة العامة‬

‫لكي يقع التعرض صحيحا كان من الالزم تقديمه لدى الجهات المخول لها ذلك ‪ ،‬لهذا‬
‫و بالرجوع لمقتضيات الفقرة األولى من الفصل السابع من ظهير فاتح يوليوز ‪ 3131‬بشأن‬
‫األمالك العامة نجده ينص على ‪ ..." :‬تقبل كل المطالب المتندة على حقوق التملك أو‬
‫التصرف ‪ ...‬و ذلك إذا كانت هذه الحقوق سابقة على هذا القرار و مؤيدة بالفصل الثاني‬

‫‪7‬‬
‫المذكور و يتخذ كناش ال تدون فيه إال حقوق التملك أو التصرف المشار لها و التي‬
‫قبلت اإلدارة صحتها في خالل المهلة المذكورة أعاله‪ ،‬وتدون فيه أيضا الحقوق التي أعلم‬
‫بها أربابها في الوقت المناسب و التي اعترفت بها فيما بعد الحكومة العدلية و من ادعى‬
‫بأن تحديد الملك غير صحيح فيقبل مطلبه في خالل المهلة المذكورة " ‪.‬‬
‫كما نصت الفقرة األخيرة من الفصل الثاني من ظهير فاتح يوليوز ‪ 3131‬بشأن‬
‫األمالك العامة علة أنه ‪ " :‬وال يمكن أن تنزع الحقوق المذكورة من أربابها إال بالبيع‬
‫الجبري بشرط أن يثبتو هذه الحقوق أمام الحكومة أو المحاكم التي لها النظر في ذلك بعد‬
‫نشر هذا الظهير أو بعد صدور قرار تحديد األمالك كما هو مذكور بالفصل السابع " ‪.‬‬
‫ويتبين من خالل الفصلين المشار إليهما أعاله ‪ ،‬أن المشرع قد حصر الجهات التي‬
‫لها الحق في تلقي و قبول التعرضات في كل من الحكومة و المحاكم ‪ ،‬بيد أنه منذ الوهلة‬
‫األولى يظهر أن هذه األخيرة عبارة عن مصذلحات عامة تطرح أكثر من عالمة استفهام ‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ ،‬هل المقصود‬ ‫كونها مصطلحات يكتنفها الغموض ‪ ،‬في هذا الصدد يتسائل أحد الباحثين‬
‫بالمحاكم المشار إليها أعاله المحاكم االبتدائية التي يقع بدائرة نفوذها موقع العقار ‪ ،‬أم أن‬
‫األمر ذات خصوصية ويمنح االختصاص لجهة قضائية أخرى ؟ ‪ ،‬ثم ما المقصود بالحكومة‬
‫في ضل هذا الظهير ‪ ،‬و هل يتوجب التقدم بطلب التعرض لدى رئيس الحكومة أم لدى وزير‬
‫التجهيز و النقل ؟ ‪ ،‬أم يستلزم األمر تفسير هذه المصطلحات تفسي ار واسعا و بذلك يمكن القول‬
‫بقبول التعرضات التي وجهت لمختلف هذه الجهات شريطة احترام اآلجال القانونية ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬آجال قبول التعرض على التحديد اإلداري للملك العام للدولة‬

‫إن التعرض ولو من األشخاص المخول لهم ذلك قانونا ‪ ،‬و أمام الجهة المؤهلة لتلقي‬
‫التعرضات يبقى بدون جدوى إن لن يقدم داخل اآلجل المحدد له ‪ ،‬لذا نجد المشرع سواء في‬
‫المسطرة العادية أو المساطر الخاصة حدد آجاال لقبول التعرضات ‪.‬‬

‫‪ -10‬أحمد العطاري ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪. 76‬‬

‫‪8‬‬
‫فبالرجوع للفقرة األولى من الفصل السابع من ظهير فاتح يوليوز ‪ 3131‬و التي تنص‬
‫على ‪ ..." :‬وتقبل كل المطالب المسندة على حقوق التملك أو التصرف في خالل ستة‬
‫أشهر ابتداء من نشر قرار التحديد و ذلك إذا كانت هذه الحقوق سابقة على هذا القرار و‬
‫مؤيدة بالفصل الثاني المذكور‪. " ...‬‬
‫بناءا على الفصل المذكور أعاله فإنه لقبول التعرض الوارد على مسطرة تحديد أمالك‬
‫الدولة العامة يجب أن يتم داخل ستة أشهر ابتداء من نشر قرار التحديد ‪ ،‬و بمفهوم‬
‫المخالفة للفصل أعاله ‪ ،‬يمكن القول على أنه ال يمكن قبول التعرض على الملك العام‬
‫بحقوق يم اكتسابها بعد تاريخ نشر ظهير فاتح يوليوز ‪ ، 3131‬بل ويحق للدولة طلب نقل‬
‫ملكية الحقوق المكتسبة على الملك العام بعد صدور هذا الظهير لفائدتها ولو كان العقار‬
‫محفظا ‪ ،‬ألن حقوق مالك العقار المحفظ نفسه ال تصير نهائية إال بعد تعيين حدود األمالك‬
‫‪11‬‬
‫‪ ،‬وهذا ما ذهبت إليه قرار المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا)‬ ‫العامة من طرف اإلدارة‬
‫و الذي جاء فيه ‪ " :‬مرسوم – إلغاء – تحديد ملك عمومي بحري إدعاء حقوق عليه‬
‫بمقتضى رسم عقاري ‪.‬‬
‫كل من اكتسب حقا من حقوق الملكية أو اإلنتفاع أو اإلستعمال باألمالك العمومية‬
‫يبقى محفوظا ما إذا كان سابقا على نشر قانون األمالك العمومية الصادر بتاريخ‬
‫‪ ، 3131/6/3‬أما الحقوق التي وقع اكتسابها بعد صدوره فهي مجرد حقوق مؤقتة بحيث ال‬
‫تصير نهائية إال بعد تعيين حدود األمالك العامة من طرف اإلدارة ‪ ،‬مادام أن إنشاء‬
‫صكوك عقارية ال يكون له أي مفعول تجاه األمالك العامة لكونها ال تقبل التملك أو التفويت‬
‫أو تكتسب ملكيتها بالتقادم "‪.12‬‬

‫‪ -11‬أحمد العطاري ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪. 75‬‬


‫‪ -12‬قرار المجلس األعلى سابقا ( محكمة النقض حاليا ) ‪ ،‬عدد ‪ 027‬الصادر بتاريخ ‪ 00‬فبراير ‪ ، 8112‬ملف عدد ‪ ، 8117/0/651 :‬منشور‬
‫بمجلة ملفات عقارية ‪ ،‬العدد الخامس ‪ ،‬الصادرة عن محكمة النقض بالمغرب ‪ ،‬ط ‪ ، 8108‬ص ‪ 78‬و ‪ ، 76‬أورده أحمد العطاري ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‬
‫‪. 75‬‬

‫‪9‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مسطرة التحديد اإلداري لملك الدولة الخاص‬

‫ليس التحفيظ العقاري هو الوسيلة الوحيدة العصرية لتأمين العقارات‪ ،‬اعترافا بمزاياه‬
‫ورغبة في تجاوز نقائصه‪ ،‬أحدث المشرع التحديد اإلداري کعملية لضبط وتأمين الممتلكات‬
‫ذات حساسية‪.‬‬
‫ويقصد بالتحديد اإلداري لملك الدولة الخاص مجموع العمليات التنقية والقانونية التي‬
‫تباشرها المصالح اإلدارية ألمالك الدولة الخاصة تصد ضبط الوضية المالية والقانونية‬
‫‪13‬‬
‫ألمالكها وتطهيرها من النزاع بصفة نهائية‪.‬‬
‫لهذا إرتأينا أن نخصص هذا المبحث لدراسة عملية التحديث اإلداري (الفقرة األولى) ثم‬
‫التعرض على هذه المسطرة (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬عملية التحديد اإلداري‬

‫إن القيام بعمليات التحديد اإلداري ال يتم إال بعد استيفاء بعض اإلجراءات القبلية بغية‬
‫الوقوف على حقيقة العقارات المزمع تحديدها إداريا (أوال) ومن تم مباشرة األعمال‬
‫المصاحبة لمسطرة التحديد اإلداري (ثانيا)‪.‬‬

‫اوال‪ :‬األعمال السابقة لعملية التحديد اإلداري‬

‫تمر األعمال السابقة لعملية التحديد اإلداري للملك الخاص للدولة من مرحلتين‬
‫أساستين األولى متعلقة باالعدادات لعملية التحديد او ما يطلق عليه بالتحديد المؤقت‬
‫لألمالك الدولة الخاصة (‪ ، )3‬ثم مرحلة اعداد طلب التحفيظ اإلداري لألمالك الدولة‬
‫الخاصة (‪.)2‬‬

‫‪13‬‬
‫ــ أشرف جنوي و محسن الصويب‪ ،‬المفيذ في أحكام التحفيظ والتقييد‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬نونبر ‪ ،8102‬ص ‪.02‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ : 1‬التحديد الموقت األمالك الدولة‬

‫نظم المشرع اجراءات التحديد اإلداري للمالك الخاص للدولة بمقتضى ظهير ‪ 1‬يناير‬
‫‪ . 3137‬حيث جاء في الفصل األول منه على أن ‪ " :‬كل عقار فيه شبهة ملك للمخزن‬
‫الشريف يمكن أن تجري فيه اعمال لتحديد حسب الشروط اآلتية ألجل استبانة حقيقته و‬
‫تعيين حالته الشرعية وذلك بطلب من ادارة الغابات والمياه أو إدارة األمالك"‪.‬‬
‫و يتضح من خالل هذا الفصل على أن هناك مرحلة قبلية تجسد بحثا ميدانيا يهدف‬
‫إلى التأكد من طبيعة العقار المراد تحديده ويتم هذا البحث بمبادرة من مديرية أمالك الدولة‬
‫الخاصة و يستهل هذا البحث بجمع معلومات مختلفة عن العقار موضوع التحديد اإلداري‬
‫من طرف اإلدارة المعنية به و ال سيما اسم العقار و موقعه وكذا حدوده و يتم نشر هذا‬
‫البحث بالجريدة الرسمية بمبادرة من مديرية أمالك الدولة الخاصة و بتنسيق مع السلطات‬
‫ا لمحلية ‪ ،‬وتتم هذه العملية بوضع األنصاب من طرف ممتل اإلدارة المعنية بالتحديد و‬
‫مرور اللجنة الرسمية والتي تتحقق بصفة نهائية من الحدود‬ ‫بحضور المجاورين قبل‬
‫‪14‬‬
‫وأن المشرع في إطار ظهير ‪ 1‬يناير ‪ 3137‬لم ينص صراحة‬ ‫المقترحة من طرف اإلدارة‪،‬‬
‫على هذا اإلجراء‪ ،‬فإنه يمكن استنتاجه من خالل مقتضيات الفصل الثالث منه على ما يلي‬
‫‪ ":‬يصدر قرار وزيري في تحديد كل عقار يبين فيه تاريخ الشروع في العمل و ذلك بمطلب‬
‫تقدمه الحكومة تذكر فيه العقار المقصود تحديده مع األسماء التي يعرف بها و محل وجوده‬
‫مع حدوده و األمالك المجاورة له و القطع الداخلة في حدوده وما عسى أن ينتجه من‬
‫الحقوق و المرافق"‪ .‬وهو ما ال يمكن القيام به دون بحث تمهيدي مسبق يعرف العقار وما‬
‫‪15‬‬
‫يحيط به ‪.‬‬

‫‪ 14‬ــ صابرين زواش‪ ،‬إشكاالت مسطرة التحديد اإلداري بين أزمة النص والعمل القضائي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‪ ،‬في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة دمحم األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،8107/8107‬ص ‪.06‬‬
‫‪ 15‬ــ حنان بن غازي‪ ،‬المساطر الخاصة للتحفيظ واالستثمار أية رؤى‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة دمحم األول‪ ،‬وجدة السنة الجامعية ‪ ،8108/8105‬ص ‪.08‬‬

‫‪11‬‬
‫ومن فوائد هذه العملية تنبيه المجاورين للعقار موضوع التحديد اإلداري‪ ،‬و بالتالي دفعهم‬
‫على اثارة تعرضاتهم المكملة أثناء عملية التحديد الرسمية و ابداء موقفهم‪ ،‬لدى يتم التنبيه‬
‫ألهمية حضورهم و آن األشغال ليست نهائية إال بعد خروج اللجنة مما يتطلب حضورهم‬
‫‪16‬‬
‫الى عين المكان للتغلب على بعض الخالفات التي قد تنشأ أثناء هذه العملية‪.‬‬
‫ويتعين على المكلف بعملية التحديد أن يضع األتصاب على مسافة تتعدى بين‬
‫النصب و األخر ‪ 222‬متر تقريها ‪ ،‬ويحبعلى المكلف بالعملية ان يضع تصميما تمهيديا‬
‫على اساس ان يلحق بطلب التحديد مع مذكرة يبين فيها اسماء المجاورين و العالمات التي‬
‫‪17‬‬
‫عينت بها حدود العقار الخاص بالدولة‪.‬‬
‫وفي الختام يمكن القول بأن التحديد اإلداري المؤقت يوفر حماية قانونية مؤقتة و‬
‫مرجعية أساسية لعملية التحديد اإلداري الرسمية‪ ،‬ونظ ار لألجرءات التي تقوم بها ادارة‬
‫األمالك المخزنية بتنسيق مع السلطات المحلية‪ ،‬ويتضح أيضا من كل ما سبق أن كل هذه‬
‫البيانات التي تقوم بها اللجنة المعنية خالل فترة البحث الميداني‪ ،‬ما هي إال اجراءات من‬
‫أجل التأكد على أمالك الدولة التي يشملها التحديد اإلداري والتعرف على العقارات المجاورة‬
‫ليتم بعده تقديم الطلب االستصدار مرسوم الموافقة على اجراء عملية التحديد اإلداري بعد‬
‫التأكد من الرصيد العقاري الذي تمت معاينته في امالك الدولة الخاصة التي ستخضع الحقا‬
‫‪18‬‬
‫لمسطرة التحديد اإلداري المنصوص عليها في ظهير ‪ 1‬يناير ‪. 3137‬‬

‫‪ 16‬ــ جابر بابا‪ ،‬دور التحديد اإلداري في حماية أمالك الدولة الخاصة‪ ،‬منشورات مجلة النار للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬ع ‪،5‬‬
‫مطبعة دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،8105‬ص ‪ 06‬ــ ‪.05‬‬
‫‪ 17‬ــ جابر بابا‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪ 18‬ــ جابر بابا‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.07‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ : 2‬إعداد طلب التحديد اإلداري لألمالك الدولة الخاصة‬

‫كما تناولنا سابقا فإن عملية التحديد اإلداري ألمالك الدولة الخاصة ال يتم الشروع فيها‬
‫اال بعد القيام بتحديد مؤقت يكون الهدف منه تجميع المعلومات عن العقار المراد اخضاعه‬
‫لعملية التحديد اإلداري‪.‬‬
‫بعد توفر جل المعطيات الالزمة‪ ،‬يتم اعداد طلب من طرف االدارة المعنية‪ ،‬يوجه في‬
‫األمانة العامة الحكومة‪ ،‬فيكون يمثابة مشروع مرسوم حيث يبعث مشروع طلب التحديد مرفقا‬
‫بالتصميم المؤقت في ثالث نسخ تلحق أحداها بالمرسوم و اخرى بالملف و الثالثة توجه الى‬
‫‪19‬‬
‫السلطات المحلية ‪.‬‬
‫يتم بعث هذا المشروع في مدة ال تتجاوز اربعة اشهر من انتهاء األعمال التمهيدية‬
‫للتحديد اإلداري المتعلقة بالملك العام للدولة لالدارة المركزية التي تعمل على اصدار مرسوم‬
‫‪20‬‬
‫تحديد افتتاح عملية التحديد اإلداري التي ال تزيد عن شهر‪.‬‬
‫وهذا ما أكده الفصل الثالث من ظهير ‪ 1‬يناير ‪ 3137‬الذي جاء فيه " يصدر قرار‬
‫وزيري في تحديد کل عقار يبين فيه تاريخ الشروع في العمل و ذلك بمطلب تقدمه الحكومة‬
‫تذكر فيه العقار المراد تحديده مع األسماء التي يعرف بها و محل وجوده مع حدوده و‬
‫األمالك المجاورة له و القطع الداخلة في حدوده و ما عسى أن يتبعه من الحقوق والمرافق"‪.‬‬
‫ومع صدور المرسوم المحدد للعقار و نشره في الجريدة الرسمية فإنه يترتب عنه‬
‫مجموعة من اآلثار ‪ :‬وهو ما قررته الفقرة الثالثة من الفصل الثالث من ظهير ‪ 1‬يناير‬
‫‪.3137‬‬
‫وعليه فإن من اآلثار المترتبة على نشر مرسوم المعلق باإلعالن عن الشروع في‬
‫التحديد‪ ،‬تجميد وضعية العقار من حيث التصرفات التي ترد على الملكية ‪ ،‬بحيث ال يمكن‬

‫‪19‬‬
‫ــ حنان بنغازي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.07‬‬
‫‪20‬‬
‫ــ جابر بابا‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.07‬‬

‫‪13‬‬
‫تفويت آية قطعة ارضية تواجد أو تدخل في وعاء العقار المراد تحديده و ال التبرع بها وال‬
‫‪21‬‬
‫ابرام اي عقد بشأن استغاللها اال بموافقة صاحبة التحديد اإلداري ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األعمال المصاحبة لمسطرة التحديد اإلداري‬

‫بعدما تقوم اإلدارة بعملية التحديد اإلداري المؤقت تبادر الى تقديم مطلب للتحديد الذي‬
‫يجب أن يتضمن مجموعة من البيانات الخاصة بالعقار المراد تحديده کاسمه و حدوده‬
‫وموقعه ‪ ، ...‬ونظ ار لما يمكن أن يترتب عن هذه العملية من آثار تطهيرية في مواجهة‬
‫الغير فإن المشرع ألزم اللجنة المكلفة بعملية التحديد باتخاذ الوسائل التي يمكن بواسطتها‬
‫اعالم عموم الناس أي اشهار عملية التحديد (‪ )3‬و هذا من أجل ضبط الوضعية المادية‬
‫للعقار المراد تحديده فلن اللجنة تنتقل الى موقع العقار في اليوم و الساعة المحددين لإلجراء‬
‫عملية التحديد (‪. )2‬‬

‫‪ : 1‬إشهار عملية التحديد‬

‫ان انطالق عملية التحديد اإلداري بشكل قانوني جعلها المشرع المغربي قرينة بقيام‬
‫اإلدارة التابع لها العقار سواء كانت مديرية األمالك المخزنية او المندوبية السامية للمياه و‬
‫الغابات ومحاربة التصحر تحت اشراف كتابة الدولة المكلفة بالتنمية القروية و المياه‬
‫والغابات وفق ما نص عليه الفصل الثالث من ظهير ‪ 1‬يناير ‪ ، 3137‬اضافة الى عملية‬
‫نشر المرسوم القاضي بالتحديد اإلداري للعقار بالجريدة الرسمية‪ ،‬كما ألزم المشرع السلطات‬
‫اإلدارية المكلفة بعملية التحديد كذلك اتخاذ تدابير أخرى إلشهار هذه العملية و ذلك عن‬
‫طريق تعليق هذا اإلعالن مدة شهر في فتح أشغال التحديد في مجموعة من المصالح التابع‬
‫‪22‬‬
‫لها العقار موضوع التحديد‪ ،‬كقيادة موقع العقار أو دائرة أمالك الدولة‪.‬‬

‫‪ 21‬ــ أحمد دحمان ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪.82‬‬


‫‪ 22‬ــ أحمد العطاري ‪ ،‬المساطر الخاصة للتحفيظ العقاري دراسة في ضوء االجتهاد الفقهي والقضائي‪ ،‬والممارسة العملية‪،‬‬
‫منشورات مجلة القضاء المدني سلسلة ‪ 01‬دراسات وأبحاث‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة ‪ ،8108‬ص ‪.002‬‬

‫‪14‬‬
‫أ ــ اشهار عن طريق الجريدة الرسمية‬

‫تتسم عملية التحديد اإلداري بكونها إجراء ال يمت في السرية و الكتمان‪ ،‬وعلى هذا‬
‫األساس فالنشر في الجريدة الرسمية هو الجزاء الذي يحمل في طياته فرضية علم عموم‬
‫الناس بعملية التحديد اإلداري وهذا ما نص عليه الفصل الرابع من ظهير ‪ 1‬يناير ‪3137‬‬
‫المعدل والمتمم بموجب الفصل الفريد من ظهير ‪ 36‬غشت ‪ 3111‬في فقرته الثانية " و لهذا‬
‫ينشر القرار الوزيري و ملخص مطلب اإلدارة العليا في الجريدة الرسمية قبل تاريخ‬
‫العمليات"‪.‬‬
‫وتهدف هذه العملية إلى إعالم العموم بوجود مسطرة جارية على العقار المعين حتى‬
‫يتسنى لكل من له الحق على ذلك العقار المطالبة به‪ ،‬و اشهار عملية التحديد يمكن أن تتم‬
‫حسب ما نص عليه الفصل الرابع من ظهير ‪ 1‬يناير ‪ 3137‬الذي عدل بالفصل الفريد من‬
‫ظهير ‪ 36‬غشت ‪ 3111‬اما بواسطة الجرائد و اإلعالنات باللغتين العربية والفرنسية وكذلك‬
‫بالجريدة الرسمية‪.‬‬

‫ب ــ اإلشهار عن طريق التعليق لدى الجهات القضائية واإلدارية‬

‫اضافة إلى إشهار مرسوم و ملخص الطب بالجريدة الرسمية‪ .‬ذهب المشرع الي إضافة‬
‫وسيلة أخرى متمثلة في ضرورة التعليق لدى مجموعة الجهات قصد التأكد علی ارسال‬
‫عملية التحديد اإلداري الى علم كل من له عالقة بالعقار موضوع عملية التحديد وتتم هذه‬
‫العملية الى المحكمة اإلبتدائية والسلطة المحلية والمحافظة العقارية ومديرية أمالك الدولة‬
‫الخاصة أو المندوبية السامية للمياه والغابات و يحدد األجل المنعقد إلجراء عملية التحديد‬
‫‪23‬‬
‫باليوم و الساعة و ذلك ليتمكن العموم من االطالع عليها ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ــ حنان بنغازي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.82‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ :2‬الشروع في عملية التحديد اإلداري‬

‫بعد اإلنتهاء من عملية اإلشهار و احترام اجرائاتها ينتج أثر في غاية األهمية المتمثل‬
‫في إجراءات التحديد اإلداري من طرف اللجنة المكلفة و التي تتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬تقديم الطلب‬

‫بعد انتهاء عملية التحديد اإلداري بمبادرة من مصالح األمالك الخصة للدولة التي تتقدم‬
‫بطلب من أجل استصدار مرسوم الموافقة على عملية التحديد و اجراءاتها‪ ،‬و تعيين تاريخ‬
‫اجراء هذه العملية و ذلك بعد القيام ببحث ميدانی بتنسيق مع السلطة اإلدارية للتأكد من‬
‫طبيعة العقار المراد تحديده وأهمية حقوق الدولة عليه‪ ،‬يتعين أن يتضمن هذا الطلب اسم‬
‫الملك المراد تحديد موقعه و حدوده و أصحاب األمالك المجاورة و حقوق اإلستعمال المنشأة‬
‫عليه‪.‬‬
‫ب ــ اللجنة المكلفة بعملية التحديد‬

‫ينجز التحديد اإلداري لألمالك الدولة الخاصة من طرف لجنة تتألف من ممثلين عن‬
‫السلطة المحلية‪.‬‬
‫ـ ـ مديرية أمالك الدولة‪.‬‬
‫ـ ـ مصلحة الهندسة العقارية‪.‬‬
‫ـ ـ شيوخ القبيلة و عدلين عند اإلقضاء‪.‬‬
‫ويمكن اضافة أية شخص آخر ترى السلطة المحلية ضروري تكون له صفة‬
‫استشارية‪ ،24‬و تقوم هذه اللجنة بالتنقل الى موقع العقار في اليوم والساعة المحددين إلجراء‬

‫‪ 24‬ـ ـ دمحم نبيل حرزان‪ ،‬منازعات الملك الخاص للدولة‪ ،‬سلسلة المعارف القانونية والقضائية‪ ،‬منشورات مجلة الحقوق طبعة ‪،8107‬‬
‫ع ‪ ،86‬ص ‪.57‬‬

‫‪16‬‬
‫التحديد من أجل التعرف على العقار ووضع األنصاب لحدوده و ذلك بحضور الجوار وكل‬
‫‪25‬‬
‫طرف معني بالعقار موضوع التحديد‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬التعرض على مسطرة التحديد اإلداري‬

‫يمكن تعريف التعرض بأنه ادعاء يتقدم به أحد من الغير ضد طالب التحفيظ‪،‬‬
‫بمقتضاه ينازع المتعرض في اصل حق ملكية طالب التحفيظ او في مدى هذا الحق او في‬
‫حدود العقار المراد تحفيظه أو يطالب بحق عيني مترتب له على هذا العقار‪ ،‬وينكره عليه‬
‫طالب التحفيظ الذي لم يشر له في مطلبه‪.‬‬
‫فمن خالل هذا التعريف وأخذا بعين االعتبار مقتضيات ظهير ‪ 1‬يناير ‪ 3137‬المتعلق‬
‫بالتحديد اإلداري ألمالك الدولة العقارية الخاصة‪ .‬يمكننا القول بأن التعرض على مسطرة‬
‫التحديد اإلداري عبارة عن ادعاء يتقدم به احد األشخاص ضد إدارة األمالك المخزنية‬
‫القائمة بعملية التحديد اإلداري ينازع بمقتضاه کليا او جزئيا في ملكية هذه األخيرة للعقار‬
‫المراد تحديده اداريا‪ .‬وهو ما سيشكل محطة دراستنا في أوال وأمام تجاذب اآلراء حول‬
‫امكانية ورود تعرضات استثنائية من عدمة عى هذه المسطرة باعتباره فراغ تشريعي في هذا‬
‫اإلطار فسيكون محل تحليل بالنسبة لنا في ثانيا‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مسطرة التعرض على عملية التحديد اإلداري‬

‫سمح نص الفصل ‪ 5‬من ظهير ‪ 1‬يناير ‪ 3137‬لكل من له حق على الملك موضوع‬


‫التحديد أن يتقدم بتعرضه‪ ،‬لكنه قرن صحة هذا العرض بضرورة احترام شكليات هذه المادة‪،‬‬
‫وذلك بإيداعه لدی الجهات المؤهلة اتلقي هذا النوع من التعرضات‪ ،‬زد على ذلك احترام‬
‫اآلجاالت المقررة في نص ظهير ‪ 1‬يناير ‪ 3137‬لممارسة هاته المكنة القانونية وما يستتبع‬

‫‪ 25‬ــ دمحم أزيان‪ ،‬األمالك المخزنية بالمغرب النظام القانوني والمنازعات القضائية‪ ،‬دراسة في نظام أمالك الدولة الخاصة في ظل‬
‫التشريع والعمل القضائي‪ ،‬ج ‪ 8‬دار األفاق المغربية للنشر والتوزيع الدار البيضاء‪ ، 8106 ،‬أشار إليه دمحمنبيل حرزان‪ ،‬م س‪ ،‬ص‬
‫‪.62‬‬

‫‪17‬‬
‫ذلك من التزامات تقع على عاتق المتعرض على مسطرة التحديد اإلداري ‪ ،‬وكنا تحديد‬
‫وضعيته خالل ت لك العملية‪ ،‬وفيما اذا كانت هناك امكانية لورود تعرض ضدا على مطلب‬
‫التحفيظ التأكيدي قياسا على ما هو منصوص عليه في مقتضيات ظهير ‪ 32‬غشت‬
‫‪.3131‬‬

‫‪ : 1‬الجهات المؤهلة لتلقي التعرضات الواردة على مسطرة التحديد اإلداري‬

‫قيد المشرع حق المتعرض على مسطرة التحديد اإلداري لملك الدولة الخاص في‬
‫ضرورة تقديمه أمام جهات لها الصالحية القانونية في تلقي هذا النوع من التعرضات‪ ,‬وهو‬
‫ما نستمده من الفصل الخامس منذ ظهير ‪ . 3137‬وكل من تعرض للجنة أما على صحة‬
‫التحديد‪ ,‬وأما على من له األرض المحددة‪ ,‬يجب عليه أن يقدم دعواه أمام اللجنة أو في‬
‫نفس المحل المحدود وهي تدرجه في تقريرها وإما أمام موظف من حكومة المراقبة المحلية ‪.‬‬
‫يتضح من خالل هذا الفصل ان الجهات المؤهلى لتلقي التعرضات تتمثل في اللجنة المكلفة‬
‫بتنفيد أشغال التحديد اإلداري أو السلطة المحلية التي يقع العقار في دائرة نقودها الترابي‬
‫بحيث اذا ماقدم التعرض أمام اللجنة المكلفة باجراء العملية تقوم بإدراجه في المحضر قيد‬
‫اإلنجاز‪ .‬كما يمكن أن تقدم هذه التعرضات أمام السلطة المحلية خالل الثالثة أشهر الموالية‬
‫لنشر خالصة عملية التحديد بالجريدة الرسمية‪ .‬وحالة كون التعرضات شفوية فيها تضمن‬
‫بمحضر يلحق بالمحضر المودع لدى السلطة المحلية الخاص بعملية التحديد األداري‬
‫‪26‬‬
‫المنجزة سلفا‪.‬‬
‫حيث انه في اليوم والوقت المحددين في المرسوم التي يعطي الضوء األخضر للشروع‬
‫في اشعال التحديد اإلداري‪ .‬تنتقل لجنة التحديد إلى عين المكان قصد التعرف على حدود‬
‫العقار المراد تحديده مع وضع عالمات تجسد أبعاده‪.‬‬

‫‪ 26‬ــ إلياس بن الطابع‪ ،‬الملك الغابوي بالمغرب‪ ،‬الطبيعة القانونية وتصفية الوعاء العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة دمحم األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،8107/8108‬ص ‪.22‬‬

‫‪18‬‬
‫إلى جانب ذلك تلقي المالحظات والتعرضات من قبل العموم بخصوص الحدود‬
‫والحقوق العينية والشخصية المدعى بها‪ ،‬اذ تدون في محضر من طرف اللجنة المكلفة يودع‬
‫نظير منها مرفقا بمخطط التحديد لدى السلطة المحلية مباشرة بعد انتهاء العملية يودع نظير‬
‫منها لدى المحفظة العقارية‪ .‬بينما ينشر هذا اإليداع بالجريدة الرسمية ويشهر بواسطة اللصق‬
‫وباالعالن وفقا لإلجرات المتبعة عند انطالق عملية التحديد‬
‫‪ : 2‬آجاالت التعرض على عملية التحديد اإلداري‬

‫ينص الفصل الخامس من ظهير ‪ 1‬يناير ‪ 3137‬غي أنه "‪ ...‬وكل من تعرض للجنة‬
‫أما على صحة التحديد‪ .‬وأما على من له األرض المحددة‪ .‬يجب عليه أن يقدم دعواه اما‬
‫امام اللجنة وفي نفس المحل المحدود وهي تدرجه في تقريرها ‪ ....‬ويجعل لمن تعرض للجنة‬
‫في عين المحل أجل قدره ‪ 1‬اشهر ابتداء من يوم نشر التقرير في الجريدة الرسمية ‪ ...‬ثم‬
‫بعد مضي ثالثة اشهر من يوم التنبيه في الجريدة الرسمية على وضع التقرير فإنه اليقبل‬
‫تعرض وال غيره من کل دعوی ومن يومئذ يصير التحديد نهائيا "‬
‫يتضح من خالل هذا الفصل أن كل من يدعي حقا على عقار خاضع لمسطرة التحديد‬
‫اإلجباري‪ .‬فإنه يقوم بالتعرض عليه أمام اللجنة المكلفة بالعملية‪ ،‬إذا كان حاضر آنذاك‪.‬‬
‫شفويا أو كتابة‪ .‬كما له امكانية أخرى خولها له المشرع المغربي إذا فاتته األولى وهي ابداء‬
‫تعرضه امام السلطة المحلية باعتبارها الجهة الثانية التي منح لها المشرع هاته الصالحية‪،‬‬
‫اما كتابة أو شفويا بعد تحرير محضر لهذا التعرض وباقي التعرضات إن وجدت‪ ,‬وذلك‬
‫داخل أجل ثالث ة اشهر ابتداءا من تاريخ نشر اإلعالن عن ايداع محضر التحديد بالجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬وبمجرد انصرام هذا األجل يقفل معه باب التعرضات حسب ما جاء في الفقرة‬
‫الثالثة من الفصل الخامس من ظهير ‪ 1‬يناير ‪.3137‬‬
‫وتطبيقا لذلك جاء قرار صادر عن محكمة االستئناف بأكادير مضمونه " ‪ ...‬أن تحديد‬
‫أمالك الدولة الخاصة المنجز وفق مقتضات الظهير الشريف المؤرخ في ‪ 3137/23/1‬إذا‬

‫‪19‬‬
‫لم يتم التعرض عليه رفق مقتضيات نفس الظهير يعتبر حجة لصاحبه ‪ ..‬وإن محضر‬
‫‪27‬‬
‫التحديد اإلداري له قوة إثباتية اليمكن معه للغير المطالبة بتحفيظ الملك الواقع داخله "‬
‫والمالحظ من خ الل هذا القرار أن الشخص الذي لم يحترم الشكليات المتعلقة بالتعرض‬
‫وال سيما األجال فإن حقه فيما يدعيه على ذلك يسقط‪.‬‬
‫‪ :3‬التزامات المتعرض على مسطرة التحديد اإلداري‬

‫يقضي الفصل السادس من ظهير ‪ 1‬يناير ‪ 3137‬على أن" التعرض الواقع بمقتضى‬
‫الفصل الخاسس اليعتبر تعرضا إال بشرط أن يقدم صاحبه مطلب تقييد العقار في الثالثة‬
‫األشهر الموالية لألجل المضروب للتعرض ‪ ،‬وهذا المطلب يبحث فيه أينما کان محل‬
‫العقار‪ ،‬لكن فيما يمس بأعمال تحديده فقط واذا امتنع فإن تعرضه يلغى‪"...‬‬
‫يتبين من خالل هذا الفصل أعاله أن التعرض أمام الجهات المختصة لتلقي التعرضات‬
‫على عملية التحديد اإلداري غير كاف أو بعبارة أخرى اليضمن الحق المدعى به بل يبقى‬
‫على عاتقه التزام آخر مهم وهو ضرورة تقديم مطلب تأكيدي لتحفيظ الحق الذي يدعيه‬
‫والذي تسري بشأنه مسطرة التحديد اإلداري ‪.‬‬
‫والمالحظ أيضا في هذا اإلطار كون تقديم مطلب التحفيظ التأكيدي مشروط بحصول‬
‫المتعرض على شهادة مسلمة من السلطة المحلية تقر بکون المتعرض ضد مسطرة التحديد‬
‫‪28‬‬
‫اإلداري قد قدم تعرضه داخل اآلجال القانوني‪.‬‬

‫‪ : 1‬وضعية المتعرض خالل عملية التحديد اإلداري الملك الدولة الخاص‬

‫أتت الفقرة الثانية من الفصل ‪ 16‬و الفقرة األولى من الفصل ‪ 12‬من ظهير التحفيظ‬
‫العقاري بقاعدتين متعلقتين باالثبات نحدد األولى منهما الطرف المتحمل لعبئ االثبات‬

‫‪ 27‬ــ قرار صادر عن محكمة االستئناف بأكادير‪ ،‬عدد ‪ 677‬بتاريخ ‪ 88‬نونبر ‪ ،8118‬في الملف المدني رقم ‪ ،18/56‬أشار إليه‬
‫الياس بن الطابع‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪ 28‬ــ العربي مياد‪ ،‬التحدي د اإلداري ألمالك الدولة الخاصة مقال منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية للتنمية‪ ،‬عدد ‪ 787‬السنة‬
‫‪.0222‬ص ‪.70‬‬

‫‪20‬‬
‫وتفرض الثانية زمننا محددا لتقديم وسائله‪ .‬وهكذا تم وضع عبئ إثبات البينة على كاهل‬
‫المتعرض الذي يأخد مركز المدعي بحيث يجب علبه اثبات صحة ما يدعيه حتى ولو كان‬
‫حائز للعقار‪.‬‬
‫إذا كان هذا األصل المعمول به في حالة ايداع مطلب تحفيظ أمام المحافظة العقارية ‪,‬‬
‫فان األمر على خالفه بالنسبة لمن تعرض على عملية التحديد‪ ،‬إذ أن مطلب التحفيظ‬
‫التأكيدي للتعرض على المسطرة محل الدراسة ال ينزع من طالب التحفيظ ثوب المتعرض‬
‫ومن تم يبقى ملزما بالثبات كما جاء في حكم صادر عن المحكمة االبتدائية ببولمان" حيث‬
‫أن تقديم مطلب التحفيظ تأكيد للتعرض و على التحديد االدراي يجعل طالب التحفيظ‬
‫متعرض ويقع عليه عبئ اإلثبات‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن التعرض ضد مسطرة التحديد اإلداري اذا كان خاضعا لضرورة أداء‬
‫الرسوم القضائية فان مطلب التحفيظ المؤكد لهذا التعرض هو اآلخر أن تؤدي بشأنه رسوم‬
‫المحافظة العقارية حسب ما أكده الفصل السادس من ظهير ‪ 1‬يناير ‪ 3137‬والتي ينص‬
‫على ما يلي" ‪ ...‬طلب تقييد العقار يكون على اسم التعرض ونفقته" ‪.‬‬
‫وفي نفس اإلطار جاءت مذكرة عن المحافظ العام موجهة للمحافظين على األمالك‬
‫العقارية تقضي بما يلي ‪ ...":‬وتأكيدا على الطابع العادي للمطالب المذكورة (كطالب‬
‫التحفيظ التأكيدية) نصت الفقرة األخيرة من الفصل السادس من كل من ظهير ‪/ 1‬‬
‫‪ 3137/23‬المنظم لتحديد المك الخاص للدولة وظهير ‪ 3121/2/31‬المنظم لتحديد‬
‫ا ألراضي الجماعية على ان مطلب التحفيظ يودع في اسم وعلى نفقة المتعرض‪ ،‬وعليه فإن‬
‫طلبات ايداع تلك المطالب تظل خاضعة للقواعد العامة األداء الرسوم المتعلقة بايداع مطالب‬
‫التحفيظ المنصوص عليها في الباب األول من المرسوم ‪ 15/16/2‬المؤرخ في‬
‫‪29‬‬
‫‪ 3116/27/12‬بتحديد تعريفة رسوم المحافظ على األمالك العقارية‪.‬‬

‫‪ 29‬ــ مذكرة صادرة عن المحافظ العام تحت رقم ‪ 05058‬مؤرخة في ‪ 85‬نونبر ‪ 8111‬في شأن أداء رسوم المستحقة على طلبات‬
‫إيداع مطالب التحفيظ التأكيدية للتعرضات ضد مساطر التحديد اإلداري‪ ،‬أنظر الملحق في آخر هذا العرض ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ : 5‬مدى امكانية ورود تعرضات ضد مطلب التحفيظ التأكيدي‬

‫استقر رأي المحافظ العام في دورية مؤرخة بتاريخ ‪ 1‬دجنبر ‪ 2232‬على امكانية قبول‬
‫التعرض المنصب علی مطلب التحفيظ التأكدي‪ ،‬اذا ما تم توجيهه ضد هذا األخير وليس‬
‫في مواجهة طالب التحديد اإلداري ‪ .‬فليس هناك ما يمنع ذلك‪ ،‬السيما وأن ظهير ‪ 1‬يناير‬
‫‪ 3137‬لم يشر اإلجراءات خاصة تطبق بشأن المطالب التأكيدية والتي تبقى خاضعة‬
‫بحسب الفصل ‪ 1‬من الظهير المذكور للمقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل‬
‫في نظام التحفيظ العقاري‪ ،‬األمر الذي يستشف منه كونها تحكمها نفس قواعد المسطرة‬
‫‪30‬‬
‫العادية للتحفيظ من اشهار وتحديد وتعرض داخل األجل وخارجه‪.‬‬
‫لكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة في مسألة التعرض على مسطرة التحديد اإلداري‬
‫يتجلى في مدی إمكانية ورورد تعرضات استثنائية في هذا المضمار بعد سد باب التعرضات‬
‫العادية‪ ،‬وهو ما سيشكل محور دراستنا في النقطة الموالية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مدى إمكانية ورود تعرضات استثنائية على عميلة التحديد اإلداري‬

‫يستطيع كل من يدعي حقا على عقار في طور التحفيظ أن يتدخل في مسطرة التحفيظ‬
‫عن طريق تقنية التعرض داخل األجل المحدد بمقتضى الفصل‪ 21‬من ظهير التحفيظ‬
‫العقاري أما اذا انقضى هذا األجل فإنه يبقى مجرد حق احتمالی‪ ،‬بحيث أن المحافظ على‬
‫األمالك العقارية هو الذي يملك كامل السلطة التقديرية قصد قبول أو رفض هذا التعرض‬
‫خارج األجل۔‬
‫وينص الفصل ‪ 21‬من ظهير التحفيظ العقاري والذي نسخ النص السابق بمقتضى‬
‫القانون رقم ‪ 26/31‬على ما يلي‪ ":‬بعد انصرام األجل المحدد في الفصل ‪ 21‬أعاله‪ ،‬يمكن‬
‫أن يقبل التعرض بصفة استثنائية من طرف المحافظ على األمالك العقارية ولو لم يرد على‬

‫‪30‬ــ دورية عدد ‪ 620‬مؤرخة في ‪ 2‬دجنبر ‪ ، 8101‬أنظر الملحق في آخر هذا العرض ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫مطلب التحفيظ أي تعرض سابق شريطة أن ال يكون الملف قد وجه الى المحكمة االبتدائية‬
‫‪31‬‬
‫"‬
‫وأمام غياب تص مماثل وصريح للفصل أعاله في ظهير ‪ 1‬يناير ‪ 3137‬پسمح‬
‫بإمكانية ورود تعرضت خارج األجل القانوني على مسطرة التحديد اإلداري‪ ،‬تضارب اآلراء‬
‫إليجاد حل لهذا اإلشكال ولكن االجتهاد القضائي المغربي استقر على عدم إمكانية تقديم‬
‫تعرضات استثنائية على مسطرة التحديد اإلداری على شاكلة التعرضات خارج األجل التي‬
‫صرح بها الفصل ‪ 21‬من نظام التحفيظ العقاري ‪ 32‬غشت ‪ 3131‬ومرد ذاك إلى صراحة‬
‫الفصل الخامس من ظهير ‪ 1‬يناير ‪.3137‬‬
‫ولو أراد المشرع السماح بهاته اإلمكانية األفرد لها فصال صريحا وواضحا كما فعل في‬
‫ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬
‫خالصة القول وختاما لهذه الفقرة وبعدما يفتح باب التعرضت المحددة مذته في ثالثة‬
‫أشهر تلي تشر محضر انتهاء األشغال مباشرة بعد ذلك يلزم المتعرض تقديم مطلب تأكدي‬
‫للتعرض داخل أهم ثالثة أشهر جديدة تحسب من تاريخ سد باب التعرضات‪ ،‬وهنا نميز بين‬
‫حالتين األولى تتعلق بعدم وجود تعرضات علی مسطرة التحديد اإلداري‪ ،‬أنذاك تقوم مديرية‬
‫األمالك المخزنية بارسال وثائق الملف إلى المديرية المركزية لألمالك المخزنية التي تعد‬
‫مشروع مرسوم المصادقة على مسطرة التحديد اإلداري بعد إعداده تتقدم به و ازرة المالية في‬
‫األمانة العامة للحكومة قصد التأشير عليه من طرف الوزير األول اليرقى الى مرتبة‬
‫المرسوم‪ ،‬ويتم نشره بالجريدة الرسمية‪ .‬أما الحالة الثانية والمتمثلة في ورود تعرضات على‬
‫مسطرة التحديد اإلداري فإن قرار المصادقة ال يتخد اال بتعزيز مشروع المرسوم المتكرر‬

‫‪31‬‬
‫ــ ادريس الفاخوري‪ ،‬نظام التحفيظ العقاري‪ ،‬وفق مستجدات القانون‪ ،05.17 ،‬ص ‪.57‬‬

‫‪23‬‬
‫بشهادة عقارية تسلم من المحافظ على األمالك العقارية والرهون تثبت الحسم القضائي في‬
‫‪32‬‬
‫جميع التعرضات على مسطرة التحديد اإلداري ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التحديد اإلداري ألراضي الجماعات الساللية‬

‫تحتل أراضي الجماعات الساللية حي از مهما ضمن النسيج العقاري المغربي‪ ،‬ومن أجل‬

‫تعبئة هذه األراضي التحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية البد من الحفاض عليها‬

‫وتحديدها تفاديا لما يمكن أن يط أر بشأنها من منازعات وجعلها في خانة العقارات األكثر‬

‫إنتاجية عبر تطهيرها من المنازعات المتعلقة بالملكية‪ ،‬ولتحقيق هذه الغاية أوجد المشرع‬

‫مسطرة خاصة لتحديد هذه العقارات تسمى بمسطرة التحديد اإلداري‪ ،‬وهي مجموعة من‬

‫اإلجراءات تقوم بها االدارة بهدف ضبط حدود ومساحة عقار معين وإدراجه بشكل نهائي و‬

‫غير قابل للنزاع في دائرة األمالك الجماعية و هو إجراء أولي لتحفيظه‪.33‬‬

‫ولدراسة هذه المسطرة فإننا سنتناول من خالل هذا المبحث مختلف المراحل التي تمر‬

‫منها المسطرة (المطلب األول)‪ ،‬ثم بعد ذلك التطرق لآلثار التي تترتب عليها (المطلب‬

‫الثاني) ‪.‬‬

‫‪ 32‬ــ مساطر تحصين العقارات المخزنية‪ ،‬مقال منشور على صفحة أعمال ومقاالت قانونية ووجهات نظر للباحث عبد الغفور‬
‫أقشور‪ ،‬السنة ‪.8107/8108‬‬
‫‪33‬‬
‫وفاء جوهر و يونس الزهري ‪ ،‬التحديد اإلداري ألراضي الجموع ‪،‬مداخلة في أعمال الندوة الوطني التي نظمتها المحكمة اإلبتدائية بتزنيت‬
‫بشراكة مع مديرية الشؤون القروية بوزارة الد اخلية وهيئة المحامين بالمغرب لدى محكمتي اإلستئناف بأكادير والعيون ‪ ،‬المجلس الجهوي‬
‫للعدول أكادير ومختبر الدراسات القانونية المدنية والعقارية بكلية الحقوق بمراكش ومختبر القانون والمجتمع بكلية الحقوق ابن زهر والمركز‬
‫المغربي للمعالجة التسريعية والحكامة الق ضائية بتعاون مع عمالة تيزنيت والمجلس اإلقليمي والبلدي بتزنيت يومي ‪88‬و ‪ 86‬أبريل ‪، 8107‬‬
‫ص‪017.‬‬

‫‪24‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مسطرة التحديد اإلداري ألراضي الجماعات الساللية‪:‬‬

‫لقد تبنى المشرع المغربي مسطرة التحديد اإلداري وذلك العتبارات متعددة لعل أهمها‬

‫شساعة مساحة األراضي المراد تحديدها‪ ،‬وتمتد عملية التحديد اإلداري من تاريخ صدور‬

‫المرسوم الذي يأذن بإجرائها إلى حين صدور مرسوم المصادقة على هذا التحديد وتبعا لذلك‬

‫سنحاول من خالل هذا المطلب التطرق للمرحلة اإلعدادية للتحديد اإلداري (الفقرةاألولى)‪،‬‬

‫على أساس أن نخصص الحديث عن مباشرة عملية التحديد اإلداري من طرف اللجنة‬

‫المختصة (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المرحلة اإلعدادية لتحديد اإلداري‪.‬‬

‫بداية يجب اإلشارة إلى أن عملية التحديد اإلداري ألراضي الجموع أصبحت‬

‫خاضعة لمقتضيات القانون رقم ‪ 71.36‬حيت جاء في مادته األولى أنه " تتم مباشرة‬

‫عمليات التحديد اإلداري لألراضي التي تتوفر على فيها قرينة أمالك الجماعات الساللية‪،‬‬

‫قصد ضبط حدودها ومساحتها ومشتمالتها المادية وتصفية وضعيتها القانونية ‪ ،‬وذلك‬

‫بمبادرة من سلطة الوصاية على الجماعات الساللية أو بطلب من هذه الجماعات "‪.34‬‬

‫من خالل قراءة هذه المادة يتضح أن المشرع المغربي قد منح السلطة الوصية التابعة‬

‫لها الجماعات الساللية إمكانية مباشرة تحديد األراضي الجماعية بهدف تعيين صورتها‬

‫ومشتمالتها وكذا تسوية وضعيتها القانونية بناء على طلب من الوصي أو بطلب من هذه‬

‫‪34‬المادة األولى من القانون ‪ 76.07‬الذي صدر تنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 0/02/007‬صادر في ‪ 7‬ذي الحجة ‪ 2 ( 0551‬غشت ‪)8102‬‬
‫المتعلق بالتحديد اإلداري ألراضي الجماعات الساللية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الجماعات‪ .‬وفي إطار اإلجراءات الممهدة لعمليات التحديد اإلداري للملك الجماعي تقوم‬

‫الجماعة النيابية بالتعاون مع السلطة المحلية بإعداد ملف يشتمل على تصميم مختصر‬

‫لألراضي المراد تحديدها معزز بتقرير للسلطة المحلية ومطبوع تعبئ فيه البنايات‬

‫والمعلومات الخاصة بالعقار موضوع مشروع تحديد إداري‪ ،‬ويرفق بتصريح من نواب أراضي‬

‫الجموع مذيل بإمضاء من ئيس الجماعة النيابية‪ ،‬باإلضافة إلى رأي بعض االدارات‬

‫‪35‬‬
‫‪ ،‬ويرسل الملف إلى الو ازرة الوصية التي‬ ‫كاألمالك المخزنية والمياه والغابات واألحباس‬

‫تقوم بفتح ملف بمصلحة األراضي الجماعية بمديرية الشؤون القروية ‪ ،‬ويضمن في هذا‬

‫الملف تقرير السلطة المحلية ومجموع المراسالت المتبادلة بينها وتصميم تقريبي لألرض‬

‫تقنية عنها تبين موقعها وحدودها ومساحتها والجماعات‬ ‫المراد تحديدها إداريا وبطاقة‬

‫الساللية مالكة االنتفاع فيها‪.36‬‬

‫ويتضمن طلب التحديد مجموعة من البيانات منها ما يتعلق بالعقار المراد تحديده‬

‫من حيث االسم المعروف به وحدوده وما يترتب عليه من حقوق وارتفاقات ‪ ،‬ولمباشرة هذه‬

‫المسطرة يجب توفر الصفة الجماعية في العقار وأن تكون مساحته تتجاوز ‪ 522‬هكتار أو‬

‫تصل إلى هذه المساحة بعد ضم بعضها إلى بعض ‪ ،‬وبالتالي فاألراضي الجماعية التي تقل‬

‫مساحتها عن ‪ 522‬هكتار‪ ،‬ال تباشر بشأنها مسطرة التحديد اإلداري وانما يجب على‬

‫الجماعة أن تقدم بشأنها مطلب للتحفيظ وفقا للقواعد في المنصوص عليها ظ‪.‬ت‪.،‬ع المعدل‬

‫‪ 35‬دمحم الصغيري " التطور التاريخي ألراضي الجموع حمايتها التحديد اإلداري والتحفيظ العقاري " مجلة الحقوق المغربية ‪.‬‬
‫‪36‬وفاء جوهر جوهر ويونس الزهري ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪. 017‬‬

‫‪26‬‬
‫والمتمم بموجب القانون رقم ‪ 31.26‬وهو ما تختلف فيه التحديد االداري لألراضي الجماعية‬

‫عن عملية تحديد أمالك الدولة الخاصة المنصوص عليها بمقتضى ظهير ‪ 1‬يناير ‪3137‬‬

‫التي ال تشترط حدا أدنى لمساحة العقار موضوع التحديد ‪.‬‬

‫وبعد ذلك ‪ ،‬يرسل إلى سلطة الوصاية التي تقوم باعداد ملف آخر يتضمن معلومات عن‬

‫األرض تتمثل في موقعها وحدودها واسمها وأسماء المجاورين لألرض والحقوق العينية‬

‫والتحمالت العقارية المترتبة على العقار الجماعي المراد تحديده‪.37‬‬

‫وعلى اثر ذلك ‪ ،‬تعمل سلطة الوصاية في شخص ممثلها وزير الداخلية بارسال الملف‬

‫إلى األمانة العامة للحكومة ‪ ،‬حيث يعمل رئيس الحكومة على اصدار مرسوم يأذن فيه‬

‫بإجراء التحديد ويحدد فيه تاريخ العملية ومكانها ‪ ،‬كما يحدد المرسوم على وجه الدقة العقار‬

‫موضوع التحديد تحديدا نافيا للجهالة وذلك عن طريق ذكر اسمه وموقعه الجغرافي وحدوده‬

‫ومساحته التقريبية وعند االقتضاء أسماء المجاورين والقطع األرضية المحصورة داخله‬

‫والتحمالت وكذا الحقوق العينية وهذا ما يستخلص من أحكام المادة ‪ 2‬من القانون رقم‬

‫‪ 71.36‬التي جاء فيها ما يلي ‪ " :‬يحدد بمرسوم يتخذ باقتراح من وزير الداخلية تاريخ‬

‫افتتاح عمليات التحديد اإلداري ‪ ،‬بالنسبة لعقار واحد أو عدة عقارات على ملك جماعة‬

‫ساللية أو عدة جماعات ساللية‪.‬‬

‫‪ 37‬حسن فتوخ ‪ " :‬قضاء محكمة النقض بشأن التاالجتهاحديد اإلداري للجماعات الساللية " مقال منشور بسلسلة االجتهاد القضائي " العدد‪-8 -‬‬
‫خاص بأراضي الجموع – مطبعة ومكتبة األمنية – الرباط –ص‪66.‬‬

‫‪27‬‬
‫يبين المرسوم السالف الذكر بالنسبة لكل عقار اسم الجماعة الساللية المالكة‬

‫واالسم الذي يعرف به‪ ،‬وموقعه الجغرافي وحدوده مساحته التقريبية وعند االقتضاء أسماء‬

‫المجاورين والقطع األرضية المحصورة داخله والتحمالت والحقوق العينية المترتبة عليه"‪.‬‬

‫وبمجرد صدور المرسوم المشار إليه في المادة أعاله ينشر في الجريدة الرسمية خالل‬

‫مدة ‪ 12‬يوما على األقل قبل التاريخ المعين لمباشرة عمليات التحديد ‪ ،‬كما يتم اشهار‬

‫المرسوم المذكور بكل الوسائل المتاحة من قبل السلطات المحلية خالل نفس المدة ‪ ،‬فضال‬

‫على وجوب نشر ملخص منه بكل من مقرات السلطة المحلية ومصلحة المحافظة العقارية‬

‫ومصلحة المسح العقاري والمحكمة االبتدائية‪ ،‬هذا باإلضافة إلى المصالح التابعة لمديرية‬

‫أمالك الدولة والمياه والغابات التي يقع العقار في دائرة نفوذها الترابية‪ ،‬كل ذلك من أجل‬

‫علم واعالن الكافة بجريان المسطرة لكي يقوم كل من تضرر نتيجة هذا القرار بتقديم‬

‫تعرضاته بشأن ذلك‪.‬‬

‫وهذا ما أكده المشرع المغربي من خالل مقتضيات المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪71.36‬‬

‫التي تنص على أنه‪ " :‬ينشر المرسوم المنصوص عليه في المادة ‪ 2‬أعاله في الجريدة‬

‫الرسمية خالل مدة ثالثين يوما على األقل قبل التاريخ المحدد لبدء عمليات التحديد‬

‫اإلداري‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ةالمحكمة االبتدائية‬ ‫يتم اشهار المرسوم المذكور من طرف السلطة المحلية‬

‫ومصلحة المحافظة على األمالك العقارية ومصلحة المسح العقاري والمصالح التابعة‬

‫لمديرية أمالك الدولة والمياه ةالغابات التي يقع العقار في دائرة نفوذها الترابي"‪.‬‬

‫وبمقارنة المادة المشار إليها أعاله مع أحكام المادة ‪ 2‬من الظهير الصادر بتاريخ ‪31‬‬

‫فبراير ‪ 3121‬كما وقع تغييره بظهير ‪ 31‬أكتوبر ‪ 3116‬ثم بظهير ‪ 31‬غشت ‪ 3112‬التي‬

‫جاء فيها " إن تاريخ افتتاح أعمال التحديد يعلن إلى العموم قبل وقوعه بشهر واحد وذلك‬

‫بواسطة إعالنات يقع نشرها وتعليقها باللغتين العربية والفرنسية " يتبين أن المشرع‬

‫المغربي كان يتبنى االزدواجية بخصوص لغة النشر‪ ،‬لكن في إطار القانون الجديد فإنه‬

‫سكت عن األمر ولم ينص على ضرورة نشر اإلعالنات باللغة الفرنسية إلى جانب‬

‫العربية‪ ،‬وبهذا يكون قد ساير المقتضيات الدستورية المنصوص عليها في الفصل الخامس‬

‫من الدستور الذي يعتبر اللغة العربية اللغة الرسمية للبالد‪.‬‬

‫ويبقى السؤال المطروح في هذه الحالة هل استطاعت مسطرة اإلشهار تحقيق النتائج‬

‫المرجوة منها‪ ،‬وإحاطة العموم علما بموعد عمليات التحديد اإلداري لتمكينهم من اتخاذ كافة‬

‫االجراءات للمحافظة على حقوقهم أم العكس؟‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مباشرة عمليات التحديد اإلداري من طرف اللجنة المختصة ‪:‬‬

‫إن عمليات التحديد تتكلف بها لجنة تحمل اسم لجنة التحديد اإلداري تترأسها‬

‫السلطة المحلية ‪ ،‬وتضم هذه اللجنة حسب مقتضيات الفرة األولى من المادة الخامسة من‬

‫‪29‬‬
‫القانون رقم ‪ 36.71‬في عضويتها ممثال في العمالة واالقليم الذي يقع العقار بدائرة نفوذه‬

‫ونائب أو نواب الجماعة أو الجماعات الساللية المعنية وعند االقتضاء ممثال عن سلطة‬

‫الوصاية كما تضم مهندسا مساحا طبوغرافيا أو تقنيا طبوغرافيا حيث يضهر جليا من خالل‬

‫تركيبة لجنة التحديد اإلداري المشار إليها أن هناك غياب عضو له من خالل تركيبة لجنة‬

‫التحديد اإلداري المشار إليها أن هناك غياب له من التكوين القانوني ما يسمح له بمتابعة‬

‫العملية وضمان حسن سيرها وهو نفس األمر الذي كان يعاب على اللجنة المنصوص عليها‬

‫في الفصل ‪ 31‬من طهير ‪ 31‬فبراير ‪ ،3121‬حيث يغلب على هذه اللجنة هي األخرى‬

‫الطابع اإلداري مما يجعل التخوف قائما ومشروعا حول ادخال عقارات غير جامعية في‬

‫وعاء التحديد‪.38‬‬

‫وكان من المنتظر أن يعمل المشرع على ادخال أشخاص ذوي التكوين القانوني‬

‫خاصة في الميدان العقاري باستطاعتهم ضبط الوضعية القانونية لألرض ‪ ،‬وضمان الحياد‬

‫الذي يجب أن تتسم به أعمال اللجنة ‪ ،‬والتمكن من حل المنازعات والتعرضات في عين‬

‫‪39‬‬
‫‪ ،‬إال أنه بصدور القانون الجديد رقم ‪ 71.36‬تبين أنه لم يقحم أيا من هؤالء‬ ‫المكان‬

‫األشخاص ضمن اللجنة ‪ ،‬بل فقط عمل اقصاء العدلين وممثل اإلدارة المكلفة بأمالك‬

‫المخزنية المنصوص عليهما في الفصل ‪ 31‬من القانون المذكور ‪ ،‬وفي المقابل خير بين‬

‫‪38‬أنور شقروني " مسطرة تحديد أراضي الجموع‪ :‬االهمية واالشكاالت التي تثيرها مجلة الودادية الحسنية للقضاة العدد ‪ 6‬مارس ‪، 8108‬ص‬
‫‪. 056‬‬
‫‪39‬دمحم مومن" معيقات االستثمار في أراضي الجموع" ندوة حول العقار واالستثمار والسياحة وصناعة السينما بمدينة ورززات ‪ ،‬أعمال اليوم‬
‫الدراسي الذي نظمه المجلس البلدي بورززات ومركز الدراسات القانونية المدينة والعقارية بكلية الحقوق بمراكش يوم السبت ‪ 5‬يونيو‬
‫‪،8118‬ص‪77-78.‬‬

‫‪30‬‬
‫المهندس الطبوغرافي والتقني الطبوغرافي طبقا للفقرة األولى من المادة ‪ 5‬من القانون رقم‬

‫‪. 71.36‬‬

‫وتشرع اللجنة المشار إليها أعاله في مباشرة أعمال التحديد األداري وذلك باالنتقال في‬

‫الساعة والتاريخ إلى عين المكان المبين في المرسوم السالف الذكر بهدف معاينة العقار‬

‫والطواف حوله‪ ،‬ووضع االنصاب وعالمات الحدود‪ ،‬طبقا لمقتضيات الفقرة الثانية من المادة‬

‫الخامسة من القانون رقم ‪ 71.36‬والتي جاء فيها ‪ " :‬تقوم لجنة التحديد اإلداري في التاريخ‬

‫والمكان المبين في المرسوم المشار إليه في المادة ‪ 2‬أعاله لمعاينة العقار والوقوف على‬

‫حدوده ووضع األنصاب "‪.‬‬

‫وفي حالة ما إذا تعذر على اللجنة مواصلة أشغال التحديد اإلداري تقوم السلطة‬

‫المح لية التي تترأس اللجنة بتعيين تاريخ جديد لمواصلة أشغال العملية وتخبر كل الحاضرين‬

‫بالتاريخ الجديد ‪ ،‬وذلك بصريح الفقرة الثالثة من المادة الخامسة من القانون رقم ‪71.36‬‬

‫والتي نصت على ما يلي ‪ " :‬إذا تعذر ألي سبب من األسباب على لجنة التحديد اإلداري‬

‫مواصلة أشغالها ‪ ،‬قام رئيس اللجنة بتحديد تاريخ جديد لمواصلة عملية التحديد وأخبر‬

‫الحاضرين بهذا التاريخ"‪.‬‬

‫وتختتم العملية بإنجاز محضر من طرف أعضاء اللجنة وتوقيعه ويتضمن البيانات‬

‫التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬تاريخ العمليات‬

‫‪31‬‬
‫‪ -‬أسماء الحاضرين‬

‫‪ -‬وصف دقيق للعقار موضوع التحديد وبيان مميزاته ومشتمالته ومساحته ووصف‬

‫موقع األنصاب وحدوده‪.‬‬

‫‪ -‬أجزاء الملك العام والقطع األرضية المحصورة داخله والحقوق العينية المتالتبة عليه‪.‬‬

‫‪ -‬التعرضات والمالحظات المقدمة إلى اللجنة والوثائق المدلى بها عند اإلقتضاء‬

‫بإعداد محاضر تلحق بالمحضر المذكور ‪ ،‬باإلضافة إلى وضع تصميم مؤقت للعقار‬

‫موضوع التحديد اإلداري طبقا لمقتضيات المادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪.4071.36‬‬

‫يوضع المحضر والتصميم المؤقت لدى السلطة المحلية التي تضعها رهن إشارة‬

‫عموم الناس بهدف االطالع عليها‪،‬ويتم إيداع نسخة من محضر التحديد بكل من مصلحة‬

‫المحافظة على األمالك العقارية والمسح العقاري التي يقع العقار بدائرة نفودها‪.‬‬

‫ويتم نشر إعالن عن ايداع المحضر والتصميم المذكورين في الجريدة الرسمية ‪ ،‬فضال‬

‫عن إشهاره من طرف السلطة المحلية بكل الوسائل المتاحة وتعليق نسخة في مق اررات‬

‫السلطة المحلية والمحكمة االبتدائية ومصلحة المحافضة العقارية ومصلحة المسح العقاري‬

‫وكذا المصالح التابعة لمديرية أمالك الدولة والمياه والغابات التي يقع العقار في دائرته‬

‫الترابية وهذا ما يستخلص من أحكام المادة ‪ 1‬من نفس القانون السالف الذكر التي تقضي‬

‫‪40‬تنص المادة ‪ 7‬من القانون ‪ 76.07‬على ما يلي ‪ " :‬تقوم اللجنة بإعداد محضر التحديد وتوقيعه " ويتضمن هذا المحضر تاريخ العمليات‬
‫وأسماء الحاضرين ووصفا دقيقا للعقار المعني بمميزاته ومشتمالته ومساحته ووصفا لموقع األنصاب والحدود وعند اإلقتضاء ‪ ،‬أجزاء الملك‬
‫العام والقطع األرضية المحصورة دا خله والحقوق العينية المترتبة عليه والتعرضات والمالحضات المقدمة إلى اللجنة والوثائق المدلى بها‪،‬‬
‫بمكن للجنة عند االقتضاء إعداد محاضر تلحق بالمحضر المذكور وتضع اللجنة تصميما مؤقتا للعقار موضوع التحديد "‪,‬‬

‫‪32‬‬
‫بأنه " يودع محضر التحديد والتصميم المؤقت إليهما في المادة ‪ 7‬أعاله لدى السلطة‬

‫المحلية التي تضعهما رهن إشارة العموم بقصد االطالع عليهما‪.‬‬

‫العقارية‬ ‫تودع نسخة من محضر التحديد والتصميم المذكورين لدى المحافظة‬

‫ومصلحة المسح العقاري الوافع بدائرة نفوذها الترابي للعقار المعني‪.‬‬

‫يتم نشر إعالن عن هذا اإليداع في الجريدة الرسمية ( نشر اإلعالنات القانونية‬

‫والقضائية واإلدارية) ‪ ،‬واشهارها وفق الكيفية المشار إليها في المادة ‪ 3‬أعاله"‪.‬‬

‫ومن تم يحق لكل من يعتبر نفسه متضر ار من عملية التحديد اإلداري أن يعترض على‬

‫عملية التحديد داخل أجل ‪ 1‬أشهر تبتدأ من تاريخ نشر اإلعالن عن ايداع محضر التحديد‬

‫والتصميم المؤقت لدى السلطة المحلية ‪.‬‬

‫والجدير بالذكر فإن التعرض المقدم سواء شفهيا أو كتابيا ال قيمة له إال بوضع‬

‫مطلب تحفيظ تأكيدي وذلك داخل أجل ‪ 1‬أشهر الموالية النقضاء األجل المخصص لتقديم‬

‫التعرضات لدى المحافظة العقارية في اسم المتعرض وعلى نفقته‪ ،‬أي وضع مطلب تحفيظ‬

‫تأكيدي لدى المحافظة العقارية ألن التعرض المقدم ال قيمة سواء كان شفهيا أو كتابة إال إذا‬

‫واكبته هذه العملية‪.41‬‬

‫‪41‬خديجة أمرير ‪ " :‬اشكاالت أراضي الجموع بين التطور القانوني ومتطلبات االستثمار " مقال منشور بمجلة المنبر القانوني العدد ‪ 08‬أبريل‬
‫‪، 8107‬ص‪068 .‬‬

‫‪33‬‬
‫أما في الحالة التي يخلو فيها التحديد اإلداري فإن السلطة اإلقليمية المعنية تقوم بإحالة‬

‫محضر التحديد على و ازرة الداخلية من أ جل إحالته على األمانة العامة للحكومة من أجل‬

‫استصدار مرسوم رئيس الحكومة للمصادقة على التحديد المذكور‪.42‬‬

‫إال أن هذه المصادقة ال تتم إال استنادا على محضر أو محاضر لجنة التحديد اإلداري‬

‫والتصميم العقاري الملحق به المنجز من طرف مهندس مساح طبوغرافي وعلى شهادة‬

‫مسلمة من طرف المحافظ العقاري لممثل السلطة الوصاية يشهد فيهما مايلي ‪:‬‬

‫‪ -‬أنه لم يتم تقديم مطلب تأكيدي للتعرض سابق على التحديد اإلداري‬

‫‪ -‬أو أنه تم تقديم مطالب تأكيدية للتعرضات على العقار مع حصرها وذكر مراجعها‪.‬‬

‫‪ -‬أنه قد تم تقديم مطالب تحفيظ قبل تاريخ نشر المرسوم المشار إليه في شأن العقار‬

‫موضوع المصادقة على التحديد‪.43‬‬

‫‪ -‬أو أنه قد تم تقديم مطالب تحفيظ قبل تاريخ نشر المرسوم المشار إليه في شأن‬

‫العقار موضوع المصادقة على التحديد‪.44‬‬

‫‪42‬خديجة أمرير ‪،‬م‪.‬س‪.‬ص‪066.‬‬


‫‪43‬للمزيد من اإلطالع الرجوع للمادة ‪ 08‬من القانون ‪76.07‬‬
‫‪ 44‬الرجوع المادة ‪ 08‬من القانون ‪ 76.07‬التى تنص على أنه أنه" يصادق على عملية التحديد االداري‪ ،‬كليا أو جزئيا برسوم يتخذ باقتراح من‬
‫وزير الداخلية‪ ،‬ينشر في الجريدة الرسمية‪ ،‬استنادا إلى محضرار محاضر لجنة التحديد اإلداري و التصميم العقارى الملحق به المنجز من طرف‬
‫المهندس المساح‬
‫اعالم برای مسجل بالهيئة الوطنية للمهندسن المساحين الطبو اغرافين والى شهادة يسلمها المحافظ على األمالك العقارية يشهد فيها حسب الحالة‬
‫على ما يلي‪: :‬‬
‫|‪ -‬انه لم يقدم ای مطلب تحبط تاكيدا التعرف على التحديد االداري للعقار المعنى‬
‫‪-‬او انه قدمت في شانه مطالب تحبط تاكيدا للتعرضات‪ ،‬مع حصرها و ذکر مراجعها‬
‫‪ -‬او انه قدمت بشابه مطالب‪ ،‬تحفيظ قبل تاريخ تشر المرسوم المشار اليه في المادة ‪ 8‬من هذا القانون‬
‫يترتب على المادة تحديد الوضعية القانونية للعمار موضوع تحديد االداری و حدوده و مشتمالته بصفة نهائيه؟‬

‫‪34‬‬
‫وبمجرد المصادقة على التحديد اإلداري تصبح له صفة نهائية تمنع كل منازعة فيه أو‬
‫ادعاء من الحقوق السابقة على عملية التحديد‪ ،‬و هذه الحجبة قاطعة ضد الكافة و بالتالى‬
‫‪45‬‬
‫فال يمكن بعد صدور المصادقة على التحديد اإلداري إعادة المنازعات بخصوصه‬
‫وفي هذا االطار جاءت الفقرة األخيرة من المادة ‪ 32‬التي تنص على أنه " يترتب على‬
‫أنه يترتب على المصادقة تحديد الوضعية القانونية العقار موضوع التحديد اإلداري و حدوده‬
‫و مشتمالته بصفة نهائية"‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أثار التحديد اإلداري ألراضي الجماعات الساللية‪.‬‬

‫يهدف المشرع من خالل عملية التحديد اإلداري ألراضي الجماعات الساللية إلى‬
‫التصفية القانونية لهذه األراضي وذلك بتطهيرها من حقوق الغير‪.‬‬
‫ومن المعلوم أن مسطرة التحديد اإلداري تمر من مجوعة من اإلجراءات ابتداء من‬
‫إصدار مرسوم يعلن عن بداية أشغال التحديد وانتهاء بمرسوم أخر يعلن المصادقة على‬
‫أعمال التحديد وتترتب عليه عدة أثار من أهمها بطالن عقود تفويت األراضي المشمولة‬
‫لعمليات التحديد ( الفقرة األول) التعرض على تحديد أراضي الجماعات الساللية من طرف‬
‫كل من يدعي له حق على هذه األراضي (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬بطالن عقود تفويت األراضي المشمولة لعمليات التحديد‪.‬‬

‫رتب القانون جزاء البطالن على التصرفات التي يتم إجرائها خالل الفترة الفاصلة بين‬
‫تاريخ صور مرسوم التحديد اإلداري والمصادقة عليه‪.‬‬
‫وهذا ما جاء في الفقرة األولى من المادة الرابعة من القانون رقم ‪ 71.36‬التي بنات‬
‫على ما يلي " ابتداء من تاريخ نشر المرسوم المشار إليه في المادة ‪ 2‬أعاله إلى غاية نشر‬

‫‪45‬جوهر وفاء ويونس الزهري م‪.‬س‪.‬ص‪086.‬‬

‫‪35‬‬
‫المرسوم المتعلق بالمصادقة علة عملية التحديد اإلداري‪ ،‬الشار إليه في المادة ‪ 32‬من هذا‬
‫القانون‪ ،‬يمنع تحت طائلة بطالن أي تصرف يتعلق باألراضي موضع عملية التحديد‪"...‬‬
‫ويستشف مما سبق ذكره أن المشرع المغربي عمم جزاء البطالن على كافة التصرفات‬
‫التي تجري خالل الفترة الفاصلة بين صدور مرسوم التحديد والمصادقة عليه‪ ،‬وهذا الحكم‬
‫يطبق بشأن كافة التصرفات دون تمييز فيما بين التصرفات العرضية كالبيع و المعارضة‬
‫وتقديم العقار كحصة في شركة والكراء‪ ،‬وتلك التي تتم بدون عوض كالهبة والصدقة‬
‫‪46‬‬
‫‪ ،‬وهو ما أكدت عليه محكمة النقض حيت جاء في أحد ق ارراتها‪ ..." :‬في حين‬ ‫والحبس‬
‫أن المطلوب يستند في مطلبه على عقدي الشراء المنجزين بتاريخ ‪ 31‬و‪ 13‬ماي ‪2225‬‬
‫وفي وقت الحق عن تاريخ انطالق عملية التحديد رقم ‪ 112‬التي ابتدأت بتاريخ ‪32 -23‬‬
‫‪ 2222 -‬و ذلك بمقتضی المرسوم الصادر عن وزير األول رقم ‪ )2 - 152‬بتاريخ ‪21‬‬
‫يونيو ‪ 2222‬و أن عقود التفويت المبرمة بعد انطالق عملية التحديد اإلداري تكون باطلة‬
‫حتى بين المتعاقدين وأن القرار المطعون فيه لما تجاهل لما تجاهل ذلك يكون قد خرق‬
‫مقتضيات الفصل المذكور مما عرضه للنقض والبطالن"‬
‫ويبقى اإلشكال مطروح بخصوص األمالك الخاصة لبعض األفراد التي شملها التحديد‬
‫وقدم أصحابها تعرضاتهم طبقا للمسطرة القانونية الواجبة‪ ،‬مما يثير هذا األمر التساؤل التالي‬
‫لماذا يتقرر البطالن بخصوص التصرفات الصادرة عنهم؟ في الوقت الذي يكون القضاء قد‬
‫فصل في صحة التعرض بشكل إيجابي لفائدة المتعرض‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن مسطرة التحديد اإلداري‪ ،‬تعرضت لجملة من االنتقادات من‬
‫قبيل أنها تمس بمبدأ حرية التعاقد خالل الفترة الفاصلة بين تاريخ افتتاح عملية التحديد و‬
‫تاريخ نشر مرسوم المصادقة بالجريدة الرسمية‪.‬‬

‫‪ - 46‬الدكتور دمحم مومن‪ " ،‬معيقات االستثمار في أراضي الجموع من المرور بمجلة الحقوق المغربية‪ ،‬سلسلة األنظمة والمنازعات العقارية ‪،‬دار‬
‫أبي رقراق للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط الطبعة األولی‪ ،‬يناير ‪،8101‬ص‪86.‬‬

‫‪36‬‬
‫وكان حريا بالمشرع أن يقلص من فترة المنع بالنسبة للقطع المتنازع بشأنها إلى نهاية‬
‫النزاع وليس إلى تاريخ المصادقة على أعمال التحديد اإلداري مراعات لحقوق األغيار موازاة‬
‫مع ما تقرره المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪. 4737‬‬
‫واذا كانت القاعدة في المادة الرابعة هي منع إبرام أي تصرف يتعلق باألراضي‬
‫موضوع عملية التحديد اإلداري‪ ،‬فإن لهذه القاعدة مجموعة من االستثناءات الواردة في نفس‬
‫المادة التي أحالت على بعض مقتضيات القانون رقم ‪ ،72.36‬والتي تنصب على‬
‫التصرفات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬توزيع حق االنتفاع بأراضي الجماعات الساللية موضوع التحديد اإلداري بين‬
‫أعضاء هذه الجماعة (الفقرة األولى من المادة ‪ 37‬من القانون رقم ‪)36.72‬‬
‫‪ -‬تقسيم األراضي الفالحية التابعة للجماعات التي تجري بشأنها مسطرة التحديد‬
‫والموجود خارج دوائر الري وغير المشمولة بوثائق التعمير (الفقرة األولى من المادة ‪ 36‬من‬
‫القانونرقم ‪)72.36‬‬
‫‪ -‬كراء عقارات جماعات ساللية ( المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪)71.36‬‬
‫‪ -‬إبرام عقود التفويت بشأن عقارات الجماعات الساللية لفائدة الدولة والمؤسسات‬
‫العمومية ‪ ،‬والجماعات الترابية والجماعات الساللية األخرى (الفقرة األولى من المادة ‪ 22‬من‬
‫القانون المذكور)‪.‬‬
‫‪ -‬إبرام العقود واالتفاقات لفائدة الفاعلين العموميين والخواص (الفقرة الثانية من المادة‬
‫‪ 22‬من نفس القانون)‬
‫‪ -‬بيع المنتوج الغابوي والغلة والمواد المتأتية من أمالك الجماعات الساللية (المادة‬
‫‪ 22‬من القانون السالف الذكر)‪.‬‬

‫‪47 -‬تنص المادة ‪ 05‬من ذات القانون على أنه " تطبق النصوص الشر نويرة و التنظيمية المتعلقة بامالك الجماعات الساللية على العقارات‬
‫موضوع مسطرة التحديد اإلداري‪ ،‬بما في ذلك القطع األرضية المتنازع في أدارها‪ ،‬إلى أن يتم البت النهائي في النزاع‬

‫‪37‬‬
‫وبالتالي فالقيام بتصرف من هذه التصرفات المشار إليها في إطار القانون رقم‬
‫‪ 72.36‬خالل الفترة الممتدة ما بين تاريخ نشر مرسوم افتتاح عملية التحديد وتاريخ نشر‬
‫المرسوم المتعلق بالمصادقة عليها‪ ،‬ال تسري عليها قاعدة البطالن المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ .63.171‬القانون من رقم‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التعرض على تحديد أراضي الجماعات الساللية‪.‬‬

‫كما سبقت اإلشارة إلى أنه يحق لكل من اعتبر نفسه متضر ار من عملية التحديد‬
‫اإلداري‪ ،‬إما ألن له حقوق عينية على كل أو جزء من العقار موضوع عملية التحديد‬
‫اإلداري‪ ،‬وإما بعد موافقته على الحدود أن يسلك مسطرة التعرض على عملية التحديد‬
‫االداری‪ ،‬تعرضه في عين المكان إلى لجنة التحديد اإلداري‪ ،48‬وذلك قصد تسجيل تعرضه‬
‫بمحضر التحد يد ‪ ،‬كما يمكنه التقدم بطلب التعرض لدى السلطة المحلية داخل أجل ثالث‬
‫أشهر من تاريخ اإلعالن عن إيداع محضر التحديد والتصميم المؤقت لدى السلطة المحلية‬
‫بالجريدة الرسمية‪.49‬‬
‫بالتالي فإن المشرع منح لكل من يدعي حقا على العقار موضوع التحديد اإلداري إما‬
‫أمام اللجنة التي تقوم بعملية التحديد وإما أمام السلطة المحلية ‪ ،‬ويقدم التعرض في صورة‬
‫سند كتابي إلى السلطة المحلية‪ ،‬يتضمن موضوع التعرض والحجج المستند عليها في ذلك‪،‬‬
‫مقابل وصل تسلمه هذه األخيرة‪ ،‬أو في صورة تصريح شفوي تقوم السلطة المحلية بتحرير‬
‫محضر بهذا الخصوص وتسلم نسخة منه إلى المتعرض‪ .‬كما تعمل على تضمين‬
‫التعرضات سواء المقدمة في شكل تصريح شفوي أو كتابي في السجل للتعرضات الخاص‬
‫بالتحديد اإلداري يتم فتحه لهذا الغرض‪ ،‬وذلك عمال بمقتضيات المادة ‪ 1‬من القانون رقم‬

‫‪48‬‬
‫تنص المادة السادسة من القانون رقم ‪ 76.07‬على ما يلي" يمكن التعرض على عملية التحديد بسب منازعة في الحدود أو المطالبة بحق من‬
‫الحقوق العينية العقارية المتعلقة باألراضي موضوع التحديد‪ .‬يقدم التعرض المذكور في عين المكان إلى لجنة التحديد اإلداري مع مراعاة أحكام‬
‫المادة و أدناه"‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫تنص الفقرة تنص الفقرة األولى من المادة التاسعة من القانون رقم ‪ 76.07‬يمكن خالل أجل ثالثة اشهر ابتداء من تاريخ نشر اإلعالن المذكور‬
‫في المادة أعاله في الجريدة الرسمية تقديم التعرضات إلى السلطة المحلية مقابل وصل بذلك‪ .‬وإذا قدم التعرض بواسطة تصريح شفوي تحرر‬
‫السلطة المذكورة محضرا بهذا الخصوص وتسلم نسخة منه إلى المتعرض"‬

‫‪38‬‬
‫‪ ، 71.36‬وكل تعرض قدم خارج األجل المذكور أعاله يعتبر الغيا كأن لم يكن‪ .‬والمالحظ‬
‫أن المشرع قد قلص من أجل التعرض إلى ثالثة أشهر حيت كان يحدد هذا األجل في ستة‬
‫أشهر وفق لما كان ينص عليه ظهير ‪.31/22/3121‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ ،‬أن األجل المضروب للتعرض هو اجل قصير ولم ترد عليه أي‬ ‫ويرى بعض الفقه‬
‫استثناءات مما يستدعي إعادة النضر في األجل المحدد للتعرض حيت يجب أن يرد عليه‬
‫بعض االستثناءات عليه كما هو الشأن بالنسبة للفصل ‪ 21‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع المعدل والمتمم‬
‫بموجب القانون رقم ‪. 5131.26‬‬
‫باالضافة إلى ما سبق ذكره‪ ،‬فإنه ال يكفي مجرد التعرض على عملية التحديد العتباره‬
‫صحيحا‪ ،‬بل يجب تأكيد التعرض بمطلب تحفيظ تاكيدي‪ ،‬كما نصت على ذلك المادة‬
‫العاشرة و التي جاء فيها ما يلي " كل تعرض قدم وطبقا للكيفية المنصوص عليها في‬
‫المادتين ‪ 6‬و ‪ 9‬أعاله ال ينتج أي أثر إال إذا تقدم المتعرض‪ ،‬على نفقته‪ ،‬بمطلب‬
‫تحفيض تأكيدا لتعرضه لدى المحافظة العقارية المختصة وذلك خالل ثالث اشهر الموالية‬
‫لتاريخ االنقضاء األجل المحدد لتقديم التعرضات "‪.‬‬
‫فإن المشرع استلزم ضرورة تأييد التعرض بمطلب تحفيظ تأكيدي داخل أجل ثالث‬
‫أشهر التي ت لي ثالث األشهر األولى لتقديم التعرضات لدى الجهة المختصة ‪ ،‬وهذا ما أكد‬
‫عليه القضاء في العديد من المناسبات ‪ ،‬حيث سار االجتهاد القضائي على هذا النحو إلى‬
‫‪52‬‬
‫أكدت في حكم صادر بتاريخ ‪ 2221/ 27 /2‬حيت‬ ‫يومنا هذا‪ ،‬فالحكمة االبتدائية بميدلت‬
‫جاء فيه " وحيت إن طالب التحفيظ لم يتقيد بتعرضه وفق اإلجراءات والشكليات المشار‬

‫‪50‬د‪ ..‬دمحم مومن ‪,‬م‪.‬س‪،‬ص‪72،‬‬


‫‪51‬پنص الفصل ‪ 82‬على أنه بعد اصرام األجل المحدد في الفصل ‪ 80‬مرة يمكن أن يقبل التعرض بصفة استثنائية من طرف المحافظ على‬
‫األمالك العقارية ولو لم يرد على مطلب التحفيظ أي تعرض سابق‪ ،‬شريدة يكون الملف قد وجه إلى المحكمة االبتدائية‬
‫ايتعين على المتعرض أن يدلي للمحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬بالوثائق المبينة لألسباب التي منعته من تقديم تعرضه داخل األجل والعقود‬
‫والوثائق‬
‫المدعمة لتعرضه كما يتعين عليه أن يؤدي الرسوم القضائية وحقوق المرافعة أو يثبت حصوله على المساعدة الفضائية‬
‫يكون قرار المحافظ على األمالك العقارية برفض التعرض غير قابل للطعن القضائي"‬
‫استئناف بتاريخ ‪ 0262 -01 -86‬عدد ‪ ،817‬أشار إليه دمحم الصغيري " التطور التاريخي ألراضي الجموع‪ ،‬حمايتها التحديد اإلداري‬
‫التحفيظ العقاري ‪ ،‬مجلة الحقو المغربية‪ ،‬ص ‪66‬‬
‫‪ 52‬حکم صادر عن المحكمة االبتدائية بميدلت بتاريخ ‪ /8112 /17/ 18‬ملف رقم ‪/8112‬حكم عدد ‪ -80‬اشار اليه دمحم الصغيري م س‪.‬ص ‪72‬‬

‫‪39‬‬
‫إليها في الفصل الخامس من الظهير ‪ 31‬فيرير‪ 3121‬وأمام السلطات المحلية داخل أجل‬
‫ستة أشهر كما أنه لم يتم احترام اآلجال المنصوص عليها لتقديم مطلب للتحفيظ طبقا‬
‫للفصل السادس من الظهير المذكور‪ ،‬الشيء الذي يكون معه حقه في التعرض على أعمال‬
‫التحديد ساقطا"‪.‬‬
‫ويتم إدراج هذا المطلب في اسم المتعرض على التحديد اإلداري‪ ،‬ويشير المحافظ‬
‫العقاری في هذا المطلب إلى أنه أودع تأكيدا لتعرضا على عملية التحديد اإلداري للعقار‬
‫المعنى و يترتب عن إيداع هذا المطلب إلقاء عبء إثبات ملكية العقار على عاتق طالب‬
‫التعرض بإعتباره متعرضا‪ ،53‬ومن تم وجب عليه إدالء بكافة الوثائق والمستندات التي تثبت‬
‫ادعاءه وإال أعتبر غياب ذلك تعرض غير مستند على أساس قانون وبالتالي الحكم بعدم‬
‫‪54‬‬
‫‪.‬‬ ‫صحة تعرضه‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه تطبق بشأن مطلب التحفيظ التأكيدي إجراءات التحفيظ العقاري‬
‫وفقا ألحكام الظهير الشريف الصادر في ‪ 1‬رمضان ‪ 3113‬الموافق ل ‪ 32‬غشت ‪3131‬‬
‫بشأن التحفيظ العقاري كما وقع تغييره وتتميمه بمقتضى القانون ‪.5531.26‬‬
‫والمالحظ أن المشرع لم ينص على الحالة التي يقدم فيها األفراد مطلب لتحفيظ قطعة‬
‫أرضية تقع داخل األراضي ال جماعية في تاريخ سابق عن صدور مرسوم التحديد‪ ،‬وفي هذا‬
‫الصد جاء جكم للمحكمة االبتدائية بتزنيت ما يلي‪ ".56‬الجهة طالبة التحديد تعتبر متعرضة‬
‫في مواجهة التحديد أعاله" ‪ ،‬وبالتالي فالقضاء في هذه الحالة اعتبر أن الجهة طالبة التحديد‬
‫باعتبارها متعرضة هي التي يقع عليها عبء اإلثبات‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫تنص الفقرة األخيرة من المادة ‪ 00‬من قانون ‪ 76.07‬على ما يلي "يقع عبء االثبات على عاتق طالب التحفيظ بصفته متعرضا على عملية‬
‫التحديد االداري‬
‫‪54‬‬
‫فوزية هنان‪ :‬الحماية القانونية والقضائية ألراضي الجموع‪ ،‬رسالة لنيل الماستر في القانون الخاص‪ ،‬نوقشت بجامعة القاضي عياض بكلية‬
‫العلوم القانونية و االقتصادية بجامعة القاضي عياض بمراكش‪ ،8101-8100 -‬ص ‪86‬‬
‫‪55‬تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 00‬على ما يلي "يباشر المحافظ على األمالك العقارية اجراءات التحفيظ بالمطلب المنتم تأكيدا للتعرف على‬
‫عملية التحديث اإلداري وفقا للظهير الشريف الصادر في ‪ 12‬رمضان ‪ 08( 660‬غشت ‪ 0206‬بشان التحفيظ العقاري‪ ،‬کما وقع تغييره وتتميمه‬
‫بالقانون ‪05‬‬
‫‪56‬حكم عدد ‪ 21‬الصادر بتاريخ ‪ 0222/16/02‬في الملف رقم ‪ 81/0/658‬أورده األستاذ دمحم مومن‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪86.‬‬

‫‪40‬‬
‫و إذا كان المشرع في المادة العاشرة من القانون رقم ‪ 71.36‬قد أوجب على المتعرض‬
‫ضرورة إيداع مطلب تحفيظ تأكيدي لدى المحافظة العقارية تحت طائلة سقوط حقه ‪ ،‬فإن‬
‫ا لتساؤل المثار في هذا الصدد هو مدى امكانية التعرض على مطلب التحفيظ التأكيدي و‬
‫الذي ال يشكل سوى تعرض على مسطرة التحديد اإلداري األراضي الجماعات الساللية سيما‬
‫و أن المشرع سكت عن هذه الحالة و لم يفرد لها أي اشارة في مقتضيات القانون رقم‬
‫‪ ، 71.36‬و في ظل الفراغ التشريعي بشأن هذا الطرح بقي اللغط و الخالف قائما بين‬
‫السادة المحافظين‪ ،‬حيث ذهب اتجاه إلى القول بضرورة قبول هذه التعرضات‪ ،‬بينما يرى‬
‫اتجاه آخر عكس ذلك‪ ،‬و من المبررات التي قدمها هذا االتجاه األخير‪:‬‬
‫‪ -‬أن مطلب التحفيظ التأكيدي هو تعترض على تعرض‪.‬‬
‫أن قبول التعرض على مطلب التحفيظ التأكيدي فيه تحايل و إخالل باألجل المحدد‬
‫قانونا لتقديم التعرضات على التحديد اإلداري ومن ثم فإن كل شخص فاته هذا األجل‬
‫‪57‬‬
‫سيتقدم بتعرضه على المطلب التأكيدي‪.‬‬
‫وفي ظل هذا النقاش صدرت مذكرة عن المحافظ العام "دورية المحافظ العام عدد‬
‫‪ 113‬بتاريخ ‪ 21‬دجنبر ‪ " 2232‬حيث اتجهت المذكرة إلى القول بجواز التعرض على‬
‫مطلب التحفيظ التأكيدي لتشكل بذلك توحيد عمل مختلف السادة المحافظين‪.58‬‬

‫‪ 57‬عبد القادر بوبكري ‪ :‬التعرض على مسطرة التحديد ألراضي الجماعات الساللية ‪ ،‬اشكاليته القانونية والعلمية ‪ ،‬مقال منشور بكتاب الندوة‬
‫الوطنية المنظمة من مركز ادريس الفاخوري واألبحاث في العلوم القانونية في وجدة بعنوان " العقار والتعمير واالستثمار ‪ ،‬ص ‪. 877‬‬
‫‪ 58‬دمحم شرف " حصوصيات تحفيظ اراضي الجموع بالمغرب " مقال منشور في الجزء األول سلسلة الندوات واأليام الدراسية جول أراضي‬
‫الجموع وسؤال الحكامة والنتمية الترابية منازعات أراضي الجموع من خالل الممارسة القضائية –قضايا التحفيظ العقاري ‪ ،‬ص‪071.‬‬

‫‪41‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫على امتداد صفحات هذا العرض حاولنا جاهدين قدر المستطاع‪ ،‬أن نسلط الضوء على‬
‫موضوع التحديد اإلداري لألمالك الدولة العامة و الخاصة‪ ،‬وكذا التحديد اإلداري ألراضي‬
‫الجماعات الساللية‪ ،‬حيث ركزنا على اإلطار القانوني للمسطرتين رغم شتاته‪.‬‬
‫ويمكن القول أن الدولة تخضع رصيدها العقاري رهن إشارة سياستها التنموية دون أن‬
‫تعرضه لإلستنزاف‪.‬‬
‫وعلى مستوى تحصين أمالك الدولة العتمة و الخاصة نجد أن الدولة تلجأ إلى آليات‬
‫قانونية و إدارية و قضائية متنوعة‪ ،‬إلى أن ما تمتاز به هذه اآلليات هي البطء‪ ،‬كما أن‬
‫النصوص القانونية المنظمة لملك الدولة العام و الخاص ال ترقى و متطلبات التنمية‬
‫االقتصادية التي يعتبر العقار رفاعة أساسية لها‪.‬‬
‫كما وقفنا في هذا العرض على التحديد اإلداري ألراضي الساللية باعتبارها مسطرة‬
‫خاصة تمتاز بمجموعة من الخصوصيات‪ ،‬خصوصية تم تعزيزها بموجب القانون ‪،72.32‬‬
‫و وقفنا على أبرز المستجدات التي أتى بها القانون المذكور‪ ،‬و أهم اإلشكاالت التي‬
‫يطرحها‪.‬‬
‫ولتجاوز المشاكل التي يطرحها موضوع التحديد اإلداري لألراضي موضوع دراستنا‪،‬‬
‫والتي تؤثر سلبا على وظيفة العقار التنموية و االقتصادية‪ ،‬كان لزاما علينا الخروج‬
‫بمجموعة من المالحظات و االستنتاجات وهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬جمع شتات النصوص المتفرقة المنظمة ألمالك الدولة العامة و الخاصة‪ ،‬ووضعها‬
‫في مدونة شاملة لمختلف الجوانب المحيطة بنظام ملك الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على تبسيط مساطر التحديد اإلداري‪ ،‬سواء تعلق األمر بأمالك الدولة أو‬
‫أراضي الجماعات الساللية‪ ،‬أو غيرها من المساطر‪ ،‬ووضعها في مدونة شاملة كما‬
‫سلف الذكر‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الملحق ‪:‬‬

‫‪43‬‬
44
45
46
‫الئحة المراجع‬
‫كتب و رسائل‬ ‫أ‪-‬‬

‫‪ ‬أحمد العطاري ‪ ،‬المساطر الخاصة للتحفيظ العقاري ‪ ،‬دراسة في ضوء اإلجتهاد‬


‫الفقهي و القضائي و الممارسة العملية ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬مطبعة دار نشر المعرفة ‪،‬‬
‫الرباط ‪. 2231،‬‬
‫‪ ‬أحمد العطاري ‪ ،‬المساطر الخاصة للتحفيظ العقاري دراسة في ضوء االجتهاد الفقهي‬
‫والقضائي‪ ،‬والممارسة العملية‪ ،‬منشورات مجلة القضاء المدني سلسلة ‪ 32‬دراسات‬
‫وأبحاث‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة ‪.2235‬‬
‫‪ ‬أحمد دحمان ‪ ،‬منازعة التحديد اإلداري و العرضات عليه ‪ ،‬مداخلة ضمن أشغال‬
‫الندوة الوطنية في موضوع األمن العقاري ‪ ،‬دفاتر محكمة النقض ‪ ،‬عدد ‪. 27‬‬
‫‪ ‬إدريس الفاخوري ‪ ،‬الوسيط في نظام التحفيظ العقاري ‪ ،‬دراسة لنظام التحفيظ العقاري‬
‫و الفقه اإلداري و العمل القضائي ‪ ،‬ط ‪.2231‬‬
‫‪ ‬إلياس بن الطابع‪ ،‬الملك الغابوي بالمغرب‪ ،‬الطبيعة القانونية وتصفية الوعاء العقاري‪،‬‬
‫رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة دمحم األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 2237/2235‬‬
‫‪ ‬أنور شقروني " مسطرة تحديد أراضي الجموع‪ :‬االهمية واالشكاالت التي تثيرها‬
‫مجلة الودادية الحسنية للقضاة العدد ‪ 1‬مارس ‪. 2232‬‬
‫‪ ‬جابر بابا‪ ،‬دور التحديد اإلداري في حماية أمالك الدولة الخاصة‪ ،‬منشورات مجلة‬
‫النار للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬ع ‪ ،1‬مطبعة دار السالم للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الرباط‪. 2231‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ ‬حسن فتوخ ‪ " :‬قضاء محكمة النقض بشأن التاالجتهاحديد اإلداري للجماعات‬
‫الساللية " مقال منشور بسلسلة االجتهاد القضائي " العدد‪ -5 -‬خاص بأراضي‬
‫الجموع – مطبعة ومكتبة األمنية – الرباط – ‪.‬‬
‫‪ ‬حنان بن غازي‪ ،‬المساطر الخاصة للتحفيظ واالستثمار أية رؤى‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫دمحم األول‪ ،‬وجدة السنة الجامعية ‪.2235/2231‬‬
‫‪ ‬الدكتور دمحم مومن‪ " ،‬معيقات االستثمار في أراضي الجموع من المرور بمجلة‬
‫الحقوق المغربية‪ ،‬سلسلة األنظمة والمنازعات العقارية ‪،‬دار أبي رقراق للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬الرباط الطبعة األولی‪ ،‬يناير ‪.2232‬‬
‫‪ ‬صابرين زواش‪ ،‬إشكاالت مسطرة التحديد اإلداري بين أزمة النص والعمل القضائي‪،‬‬
‫رسالة لنيل دبلوم الماستر‪ ،‬في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة دمحم األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2236/2237‬‬
‫‪ ‬العربي مياد‪ ،‬التحديد اإلداري ألمالك الدولة الخاصة مقال منشور بالمجلة المغربية‬
‫لإلدارة المحلية للتنمية‪ ،‬عدد ‪ 626‬السنة ‪.3111‬‬
‫‪ ‬فوزية هنان‪ :‬الحماية القانونية والقضائية ألراضي الجموع‪ ،‬رسالة لنيل الماستر في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬نوقشت بجامعة القاضي عياض بكلية العلوم القانونية و االقتصادية‬
‫بجامعة القاضي عياض بمراكش‪. 2232-2233 -‬‬
‫‪ ‬دمحم أزيان‪ ،‬األمالك المخزنية بالمغرب النظام القانوني والمنازعات القضائية‪ ،‬دراسة‬
‫في نظام أمالك الدولة الخاصة في ظل التشريع والعمل القضائي‪ ،‬ج ‪ 2‬دار األفاق‬
‫المغربية للنشر والتوزيع الدار البيضاء‪. 2231 ،‬‬
‫‪ ‬دمحم الصغيري " التطور التاريخي ألراضي الجموع حمايتها التحديد اإلداري والتحفيظ‬
‫العقاري " مجلة الحقوق المغربية‬

‫‪48‬‬
‫دمحم نبيل حرزان‪ ،‬منازعات الملك الخاص للدولة‪ ،‬سلسلة المعارف القانونية‬ ‫ب‪-‬‬
‫والقضائية‪ ،‬منشورات مجلة الحقوق طبعة ‪ ،2236‬ع ‪.51‬‬

‫ت‪ -‬مقاالت ‪:‬‬


‫‪ ‬خديجة أمرير ‪ " :‬اشكاالت أراضي الجموع بين التطور القانوني ومتطلبات االستثمار‬
‫" مقال منشور بمجلة المنبر القانوني العدد ‪ 32‬أبريل ‪. 2236‬‬
‫‪ ‬عبد القادر بوبكري ‪ :‬التعرض على مسطرة التحديد ألراضي الجماعات الساللية ‪،‬‬
‫اشكاليته القانونية والعلمية ‪ ،‬مقال منشور بكتاب الندوة الوطنية المنظمة من مركز‬
‫ادريس الفاخوري واألبحاث في العلوم القانونية في وجدة بعنوان " العقار والتعمير‬
‫واالستثمار ‪.‬‬
‫‪ ‬دمحم شرف " حصوصيات تحفيظ اراضي الجموع بالمغرب " مقال منشور في الجزء‬
‫األول سلسلة الندوات واأليام الدراسية جول أراضي الجموع وسؤال الحكامة والنتمية‬
‫الترابية منازعات أراضي الجموع من خالل الممارسة القضائية –قضايا التحفيظ‬
‫العقاري ‪.‬‬
‫‪ ‬مساطر تحصين العقارات المخزنية‪ ،‬مقال منشور على صفحة أعمال ومقاالت‬
‫قانونية ووجهات نظر للباحث عبد الغفور أقشور‪ ،‬السنة ‪.2237/2235‬‬

‫‪49‬‬
‫الفهرس ‪:‬‬
‫مقدمة‪3.................................................................... .............‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬التحديد اإلداري ألمالك الدولة العامة و الخاصة‪1........................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مسطرة التحديد اإلداري ألمالك الدولة العامة‪1...........................‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬إجراءات التحديد اإلداري ألمالك الدولة العامة‪5........................ ...‬‬

‫أوال ‪ :‬مرحلة التحضير لعملية التحديد اإلداري ألمالك الدولة العامة‪5......................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مرحلة إنجاز أشغال التحديد اإلداري للملك العام‪7..................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬التعرض على مسطرة التحديد اإلداري ألمالك الدولة العامة‪7............. ..‬‬

‫أوال ‪ :‬األشخاص الذين يحق لهم التعرض على التحديد اإلداري ألمالك الدولة العامة‪6......‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الجهات المؤهلة لتلقي التعرضات على التحديد اإلداري ألمالك الدولة العامة‪6.......‬‬

‫ثالثا ‪ :‬آجال قبول التعرض على التحديد اإلداري للملك العام للدولة‪1.......................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مسطرة التحديد اإلداري لملك الدولة الخاص‪32...........................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬عملية التحديد اإلداري‪32..................................................‬‬

‫اوال‪ :‬األعمال السابقة لعملية التحديد اإلداري‪32..........................................‬‬

‫‪ : 3‬التحديد الموقت األمالك الدولة‪33...................................................‬‬

‫‪ : 2‬إعداد طلب التحديد اإلداري لألمالك الدولة الخاصة‪31...............................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األعمال المصاحبة لمسطرة التحديد اإلداري‪31....................................‬‬

‫‪ : 3‬إشهار عملية التحديد‪31........................................................... .‬‬

‫‪ : 2‬الشروع في عملية التحديد اإلداري‪37................................................‬‬

‫‪50‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬التعرض على مسطرة التحديد اإلداري‪36...................................‬‬

‫أوال ‪ :‬مسطرة التعرض على عملية التحديد اإلداري‪36....................................‬‬

‫‪ : 3‬الجهات المؤهلة لتلقي التعرضات الواردة على مسطرة التحديد اإلداري‪31..............‬‬

‫‪ : 2‬آجاالت التعرض على عملية التحديد اإلداري‪31.....................................‬‬

‫‪ :1‬التزامات المتعرض على مسطرة التحديد اإلداري‪22...................................‬‬

‫‪ : 1‬وضعية المتعرض خالل عملية التحديد اإلداري الملك الدولة الخاص‪22..............‬‬

‫‪ : 5‬مدى امكانية ورود تعرضات ضد مطلب التحفيظ التأكيدي‪22........................‬‬

‫ثانيا‪ :‬مدى إمكانية ورود تعرضات استثنائية على عميلة التحديد اإلداري‪22................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التحديد اإلداري ألراضي الجماعات الساللية‪21...........................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مسطرة التحديد اإلداري ألراضي الجماعات الساللية‪25...................:‬‬


‫الفقرة األولى‪ :‬المرحلة اإلعدادية لتحديد اإلداري‪25........................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مباشرة عمليات التحديد اإلداري من طرف اللجنة المختصة ‪21............:‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أثار التحديد اإلداري ألراضي الجماعات الساللية‪15......................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬بطالن عقود تفويت األراضي المشمولة لعمليات التحديد‪15..................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التعرض على تحديد أراضي الجماعات الساللية‪11..........................‬‬
‫خاتمة‪12............................................................................. ..‬‬
‫الملحق ‪11......................................................................... ...:‬‬
‫الفهرس ‪52.......................................................................... ..:‬‬

‫‪51‬‬

You might also like