Professional Documents
Culture Documents
نجاعة التدقيق المالي
نجاعة التدقيق المالي
:مقدمة
ان االهتمام المتزايد مع بداية األلفية الثالثة بأهمية المالية العامة واشكاالت الرقابة عليها ،راجع الى قدسية
المال العام ومدى تأثيره على تقدم الدولة من كافة النواحي السياسية واالقتصادية واالجتماعية ،والى التطور
الذي طرأ على السياسة المالية بالمغرب والتي اصبحت تستهدف تعبئة كل أدوات العمل الحكومي ألجل تدبير
فعال للمال العام ،سواء من حيث ترشيده وحسن استعماله وإضفاء الشفافية عليه ،او من حيث الحفاظ على
.التوازنات االقتصادية الكبرى ،وإعطاء أهمية متزايدة للقطاعات االجتماعية[]1
وقد اتجهت معظم الدو ل في العصر الحالي إلى تجاوز اآلليات الرقابية الكالسيكية وتبني آليات رقابية حديثة
تتسم بالديناميكية ،وذات توجه شمولي ،وبرهنت عن فعاليتها ونجاعتها في القطاع العام والخاص ،ومن أبرز
هذه اآلليات نجد ألية التدقيق ،هذا االختيار فرضته متطلبات تدبير اإلدارات والمؤسسات على حد سواء
.واإلكراهات التي تواجهها
وفي السنوات االخيرة شهدت آلية التدقيق تطورا ملحوظا ،بحيث امتدت تطبيقاتها لتشمل مجاالت متعددة،
نظرا لكون التدقيق أصبح فن أو علما للتدبير اإلداري والمؤسسي والمالي وأداة لعقلنة وتقويم الوظائف واتخاذ
.القرار المناسب
كما أن التدقيق يشكل مجاال لتقويم حصيلة مناهج وسياسات متعددة تتجلى في الفحص النقدي الذي يفيد رقابة
.جميع المعطيات المالية والمحاسباتية ،وجميع العمليات المتبعة لتدبير نشاط اإلدارة أو المؤسسة
ويرى البعض أن مفهوم التدقيق يعود إلى أصول جد قديمة )مصر الفرعونية ،الحضارة الالتينية( وقد عرف
تطورات هامة خالل القرنين الثالث عشر والرابع عشر ببريطانيا ،وابتداء من القرن التاسع عشر بالواليات
المتحدة األمريكية حيث سيشهد تطورا في جوانبه النظرية والتطبيقية [ ،]2أما البعض األخر فيرى أن التدقيق
كما يصطلح عليه بالالتينية “أوديت” وتعني اإلنصات واالستماع ،وترجع مهنة األوديت إلى “الميس
دومينيكي” في عهد “شارلومان” الفرنسي والملك “إدوارد األول” الذي نصب مجموعة من “األوديتورز”
[]3
وفي المغرب شكلت الرسالة الملكية الموجهة للوزير األول بتاريخ 19يوليوز 1993دعوة العتماد تقنية
التدقيق في القطاعات العمومية حيث أبانت هذه التجربة على تجاوز األساليب التقليدية في المراقبة وتطبيق
المناهج الرقابية الحديثة والتي على إثرها خضعت المؤسسات العمومية والجماعات الترابية لتطبيق نظام
التدقيق []4وفيما يتعلق بالتدقيق كمفهوم فإن المختصين المغاربة لم يتفقوا على مصطلح موحد ،اذ نجد
بعضهم يستعمل كلمة افتحاص او تدقيق او مراجعة او رقابة مالية ،والمالحظة التي تفرض نفسها هو انه حتى
على مستوى الدول العربية بالرغم من االنتماء المشترك للمنظمة العربية لألجهزة العليا للرقابة على المال
ليس هناك قاموس محدد حول استعمال تقنيات ومفاهيم الرقابة المالية او حول ( (ARABOSAIالعام
auditالتدقيق ،لكن يظهر ان المشرع المغربي فصل في هذه النقطة حيث ان قانون شركات المساهمة ،ترجم
.بكلمة تدقيق رغم ان عددا من الخبراء ال يزالون يستعملون مصطلح رقابة مالية او افتحاص[]5
.وترتكز آلية التدقيق على تحليل المعطيات وتداول البيانات المالية وعلى االعالم واالخبار المتبادل[]6
وتتجلى أهمية هذا الموضوع انطالقا من االهتمام بنظام التدقيق وإدراك أهميته باعتبار هذا االخير أساس
نجاح كل مؤسسة أو إدارة سواء كانت عامة أو خاصة ،كما يكتسي موضوع التدقيق أهمية كبرى في العصر
.الحديث أكثر مما كان عليه في العصور الماضية
ويرجع ذلك إلى تضافر مجموعة من العوامل تأتي في مقدمتها طبيعة اإلشكالية التي يطرحها نظام المراقبة
.الداخلية والخارجية على جميع المستويات
وبالتالي فالموضوع له مجموعة من المتغيرات المستقلة التي تلف وتحيط بمتغير تابع مفاده تحقيق الفعالية في
التدبير استنادا الى تقنيات التدقيق المالي ،هذا المتغير التابع نتج عن متغيرات مستقلة عدة تتمحور أساسا حول
المبادئ واألسس التي يقوم عليها نظام التدقيق المالي والخصائص المميزة له ،الى جانب اكراهات متعددة لها
.دور كبير في الحيلولة دون تحقيق هذا المتغير التابع
وهو ما يدفعنا إلى طرح اإلشكالية التالية :الى أي حد ساهمت تقنيات التدقيق المالي في تحقيق الفعالية؟
يعتبر نظام التدقيق من اهم التقنيات و الوسائل الفعالة و الناجعة في ضبط اجراءات تقدير الخطر وانشطة
المراقبة وتحسين عمل االدارة ،ومن خالل هذا المبحث سنتناول مضامين و مبادئ التدقيق في (المطلب
.االول) ،لنتطرق الى اليات التدقيق في (المطلب الثاني)
.يقصد بمضمون التدقيق حصر مبادئه واهدافه ( الفقرة االولى) ،ثم خصائصه ومعاييره (الفقرة الثانية)
مبدأ النجاعة :يقوم على تحليل قيمة الموارد المستعملة بالمقارنة مع النتائج المحصل عليها ،وذلك في اطار
البحث عن السبل الكفيلة بتحقيق اكبر قدر ممكن من النتائج و افضل جودة ممكنة من خالل استعمال الموارد
.المتاحة او حتى استعمال موارد اقل
مبدأ الفعالية :ويتأسس هذا المبدأ ،و بخالف سابقيه ،على قياس مدى و درجة تحقيق االهداف المتوخاة عير
.االستعمال األمثل للموارد المتاحة[]7
:ثانيا :أهداف التدقيق
.التحقق من صحة ودقة و صدق البيانات المحاسبية المثبتة في الدفتر لالعتماد عليها
.ابداء رأي فني محايد يستند على أدلة قوية عن مدى مطابقة المالية للمركز المالي[]8
:أهداف فرعية
.اكتشاف ما قد يوجد بالدفاتر و المجالت من أخطاء و غش
.تقليل فرص ارتكاب االخطاء و الغش ،بوضع ضوابط و اجراءات دون ذلك
.اعتماد االدارة على التدقيق في تقرير ورسم السياسات االدارية و القرارات حاضرا ومستقبال
تقديم التقارير المختلفة وملء االستمارات للهيئات الحكومية المدققة[]9
:األهداف الحديثة
أدت موجة التحديث و التطور المتسارع الذي شهدته بيئة األعمال و نظام العولمة كحتمية دولية عمت جميع
مناحي الحياة و على رأسها القطاع االقتصادي ،إلى توسيع و تطوير الخدمات الموكولة للمدقق لتحقيق أهداف
تتجاوز المنطق الضيق السائد من قبل والمتمثل في اكتشاف األخطاء والغش واالرتقاء الى منطق يسوده
.تحقيق األهداف والنتائج
.وضع تصور واضح وتشخيص دقيق لوضعية المنظمة أو الهيئة المعنية بالتدقيق
تحقيق األهداف التقييمية والعالجية للمنظمة محل التدقيق ،عبر وضع خالصات واستنتاجات
.وتوصيات بناء على عملية التدقيق التي تم اجراؤها[]10
تغيير أهداف التدقيق ،من حماية االصول من التالعب و االختالس الى مراقبة الخطط و متابعة
.تنفيذها و مدى تحقيق االهداف ،وتحديد االنحرافات وطرق معالجتها
.تقييم نتائج االعمال وفقا لألهداف المرسومة
.تغير طريقة اجراء التدقيق من تدقيق كامل وتفصيلي الى تدقيق كامل واختياري
.تزايد اهمية تقييم نظام الرقابة الداخلية كمؤشر لتوجيه الفحص وتحديد نقاطه
تزايد اهمية االفصاح عن البيانات و المعلومات االضافية التي لها تأثير مباشر عن القوائم المالية
.والمركز المالي كملحقات و مالحظات ضمن التقرير المرفق[]11
.تطوير اجراءات التدقيق الحديثة باستخدام نظم المعالجة االلكترونية للبيانات
:الفقرة الثانية :خصائص و معايير نظام التدقيق المالي
االستقاللية :تعتبر من أهم الخصائص التي تميز التدقيق و االفتحاص ،ويقصد بها باألساس
استقاللية الجهاز المختص بالتدقيق عن الجهاز الخاضع لالفتحاص وعن السلطات التي ترأسها
أو تمارس عليها تدخال مباشرا .فمن جهة يكون الفاحصون مستقلين و ال يخضعون بمناسبة
ممارستهم للمهام الرقابية ألية سلطة رئاسية ،فالوضعية التنظيمية للمدقق ال يمكن بأية حال من
.االحوال أن تكون خاضعة للهياكل التسلسلية
التخصص :تتميز الوظيفة الرقابية في مجال التدقيق بوجود نوع من االحتراف المهني و التقني،
فالعمليات المتعلقة بالتدقيق تكون في أغلب الحاالت ذات طبيعة تقنية ومحاسبية وتتطلب استعمال
آليات عملية وتقنية ومعلوماتية ،وتنصب في العادة العمليات الرقابية على المعطيات و البيانات
.المتعلقة بالنشاط المالي
اتساع مجال التدقيق :يتميز التدقيق بشمولية مجاالته لمختلف جوانب التسيير والتدبير المالي ،بل
إن العملية الرقابية ال تقتصر في واقع األمر على النشاط المالي وإنما مجاالت أخرى ،فالتدقيق
يهم في الواقع جميع الجوانب التدبيرية من تنفيذ العمليات المالية و التسيير االداري وتدبير
.الموارد البشرية
تنظيم العمل :رغم اختالف اآلليات المعتمدة في مجال التدقيق و مجاالته ،فإن أهم ما يميز هذه
اآللية الرقابية هو الصيرورة التنظيمية و االنتظام الموضوعي و المنطقي الذي يميز سير العمل
وتنفيذ عمليات الفحص و المراقبة ،وبالتالي يعتبر تحديد موضوع التدقيق أولى العمليات التي يتم
ضبطها قبل االنتقال إلى وضع خطة العمل األساسية لسير العملية الرقابية وحدود مجاالت
.التدخل الرقابي[]12
:ثانيا :معايير نظام التدقيق
يقصد بالمعايير درجة الجودة والفعالية المقبولة و المطلوبة من المدقق عند تنفيذه االجراءات التي يطبقها و
.األهداف التي يخطط للوصول اليها[]13
:المعايير العامة
معيار االستقاللية :ويعني القيام بالعمل بكل امانة واستقامة وموضوعية دون تحيز لجهة معينة،
و االستقالل يعني االستقالل الفعلي و المادي و الذهني ،ويعتبر من العناصر المهمة لعملية
.التدقيق حيث يوفر للمدقق الثقة و االعتماد بدرجة عالية من الجمهور
معيار الكفاءة :البد للمدقق ان يتوفر على قدر كبير من المؤهالت العلمية و الخبرة العلمية في
مجال التدقيق ،من تقديم الخدمات المطلوبة بكفاءة عالية وفي هذا االطار يجب توفر مجموعة من
:الشروط في شخص المترشح لهذه المهنة نجد منها على سبيل المثال ال الحصر
.التمتع بالجنسية المطلوبة
.شهادة جامعية تتعلق بالتدقيق
.شهادة مهنية
.الحصول على فترة التدريب الكافية لمزاولة المهنة
.اجتياز االمتحانات الموضوعة لمزاولة المهنة[]14
معيار الدقة في إعداد التقرير :يتعلق هذا المعيار بتوخي المدقق الدقة و الحذر عند اعداد تقريره،
وذلك من خالل بدل العناية المهنية المعقولة في كل مراحل التدقيق ،سواء خالل مرحلة التخطيط
للتدقيق او مرحلة االختبارات من خالل الحصول على االدلة المالئمة وتقييمها ،لنصل في
.االخير مرحلة اعداد التقرير وذلك بتقييم االدلة و تحديد النتيجة النهائية
التخطيط و االشراف :يعتبر التخطيط العمود الفقري ألية عملية ،كونه يحدد االهداف المتوخاة
منها ،ويأخذ في الحسبان االمكانيات المتاحة و الوقت المستغرق لتحقيق ذلك ،اذ يقوم المدقق في
هذه الحالة بتوزيع الوقت المتاح لعملية التدقيق على االختيارات المطلوبة ،اما االشراف فانه
يتضمن توجيه المساعدين القائمين على تنفيذ و تحقيق أهداف التدقيق ،وتحديد ما اذا كانت هذه
.االهداف تحققت في النهاية ام ال[]15
تقييم نظام المراقبة الداخلية :يمر تقييم المراقبة الداخلية بثالث خطوات ،ترتبط االولى باإللمام
بموضوع المراقبة ،اما الخطوة الثانية تتجلى في مدى الدقة ،في حين تكمن الخطوة الثالثة في
تحديد الكيفية التي يعمل بها النظام ،حيت انه من الممكن ان يكون النظام سليما من الناحية
.النظرية لكنه غير مطبق بسبب عدم االلمام من قبل العاملين به
كفاية األدلة :ينص هذا المعيار على ضرورة حصول المدقق على أدلة و قرائن اثبات كافية من
خالل قيامه بالفحص و المالحظة و المقابلة حيث ان الدليل او القرينة يعتبر أساسيا في عملية
.التدقيق ويدعم معايير العمل الميداني
:معايير اعداد التقارير
.يجب على المقرر عند صياغة التقرير ان يراعي بعض القواعد التي تتعلق بالشكل و الجوهر
قواعد الشكل :يستحسن ان يقسم الى اربعة اجزاء ،يكون الجزء االول عبارة عن مذكرة تقديمية
تتضمن على الخصوص التذكير بالمهمة المنجزة ،االشارة الى ظروف تنفيذ المهمة المستعملة،
ملخص لمحاور التقرير مع االحالة على اجزاء التقرير التي تتضمن التفاصيل ثم تاريخ التقرير
وتوقيعه ،أما الجزء الثاني من التقرير فيخصص للفهرس ،في حين يخصص الجزء الثالث
.للتقرير المفصل ،و الجزء الرابع للملحقات
قواعد الجوهر :تتمثل قواعد الجوهر في كتابة التقرير بلغة سليمة وواضحة و توقيعه بعد انتهاء
.جميع أنشطة التدقيق[]16
أصبح التدقيق بمفهومه الحديث يطال مختلف االنشطة و ال يقتصر على مجال دون غيره من المجاالت ،بل
يشمل الجوانب المالية و االدارية و التدبيرية ،فالتدقيق له انواع متعددة وسنقتصر على االنواع الثالثة
األساسية ،حيث سنتناول التدقيق الداخلي (الفقرة االولى) ،و التدقيق الخارجي (الفقرة الثانية) ،ثم التدقيق
.المحاسبي(الفقرة الثالثة)
يقدم التدقيق الداخلي خدمات وقائية و انشائية ،تتجلى االولى في كونه يحمي أموال وأصول االدارة و الخطط
االدارية من االنحراف ،في حين تتمثل الخدمات االنشائية في ضمانه لجملة البيانات التي تستخدمها االدارة
في توجيه السياسة العامة لإلدارة عن طريق التوصيات التي يقدمها و التحسينات التي يدخلها على الطرق
الرقابية المستعملة لتواكب التطورات الحديثة ،و يجب على المدقق الداخلي اثناء الممارسة الميدانية ان يحلل
:ويعالج المخاطر المرتبطة بالتسيير و هي على النحو التالي
ان التدقيق الخارجي ال يعاكس مثيله الداخلي اال من الناحية الشكلية في الهيأة المختصة بممارسة الفعل
الرقابي ،أما القواعد و األسس و الوظائف الرقابية فتتماثل نسبيا و بشكل كبير بين هاتين الصيغتين من
.التدقيق
واذا كان التدقيق الداخلي محدد بصفة وممارس من قبل المنظمة ذاتها وفق معايير و قواعد وشروط محددة،
فان االختالف األساسي بين هاتين اآلليتين يتمثل في ممارسة االختصاص في هذا الصدد ،وبالتالي نجد بأن
.التدقيق الخارجي يقترب اكثر من الناحية العضوية من اآلليات الرقابية األخرى وخاصة الكالسيكية
فالتدقيق الخارجي ،ومن هذا المنطق تمارسه هيئات خارجة عن هياكل المنظمة ،وتختلف الهيئات الممارسة له
.بحسب ما اذا تعلق األمر بالتدقيق القانوني أو التدقيق التعاقدي أو اإلتفاقي[]18
التدقيق القانوني :يتعلق بوجود مقتضيات قانونية تنص على خضوع منظمة او جماعة ترابية
.للتدقيق من قبل سلطة محددة قانونا
التدقيق التعاقدي أو االتفاقي :يتعلق االمر بوجود عالقة تعاقدية تتفق بموجبها المنظمة مع هيأة
مختصة في التدقيق ،قصد تنفيذ هذا العمل الرقابي وفق شروط ومعايير ومقتضيات تعاقدية
محددة وتطبيقا لمبادئ وقواعد التدقيق( ،كأن تتعاقد وزارة الداخلية بصفتها السلطة الوصية على
الجماعات الترابية والتي تتعاقد مع هيئة للتدقيق مختصة قصد إجراء افتحاص على عدد محدد
من الجماعات الترابية وتحليل وضعيتها ودراسة المعطيات المتعلقة بها وتقدم التقرير النهائي
.الى وزارة الداخلية وليس الى الجماعة الترابية موضوع التدقيق)
يعتبر من أهم انواع التدقيق ،هو تعبير عن رأي حول مشروعية وصدق الحسابات السنوية ،و الصورة األمنية
التي تعكسها هذه الحسابات السنوية في مقابل نتائج عمليات السنوات الماضية ،وكذا الوضعية المالية و الذمة
المالية لإلدارة مع نهاية السنة المالية ،ويتعلق االمر باألساس بالتأكد اوال من مطابقة التصرفات المالية
للمدبرين مع النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بمالية المؤسسة موضوع التدقيق ،فهو يهتم اذن ب
“مدى كون الوثائق المالية للمؤسسة تعكس بصدق ووفاء وضعيتها المالية ،وذلك في اطار احترام المبادئ
”.المحاسباتية و المالية المتعارف عليها
والمدقق المالي يقوم في تقريره بقبول او برفض الكشوفات الحسابية المعروضة على مراقبته ،ويعطي رايه
الصريح حول مصداقيتها وشفافيتها ،ويعد من اقدم نماذج التدقيق ،على اعتبار ان مجال تدخله انحصر منذ
.بدايته في الفحص المالي و المحاسبي[]19
و عليه فالتدقيق المحاسباتي يهتم بدراسة الوضعية المالية و التأكد من جودة وفعالية تسيير مالية االدارة ،لذلك
فهو وسيلة للتصديق االثباتي للحسابات بواسطة تحليل جودة التسيير المحاسبي و الوثائق المرسلة و
.المعلومات المالية و فحص سالمة مساطر المصاريف و االنفاق[]20
من خالل هذا المبحث سنقوم بتسليط الضوء على وضعية التدقيق المالي بمختلف المرافق العمومية
)المطلب األول( ،تم سيتم االنتقال للحديث عن آفاق التطوير لهذه اآللية )المطلب الثاني (.وذلك من أجل
.الوقوف على مدى تحقيق الفعالية في التدبير المالي
بالنسبة للتدقيق الذي يقوم به المجلس االعلى للحسابات فهو يطبق بصريح المادة 76من مدونة
:المحاكم المالية على
،مرافق الدولة
،المؤسسات العمومية
،المقاوالت المخولة االمتياز في مرفق عام أو المعهود اليها بتسييره
المقاوالت والشركات التي تملك فيها الدولة أو مؤسسات عمومية ،على انفراد أو بصفة مشتركة،
،بشكل مباشر أو غير مباشر أغلبية األسهم في الرأسمال أو سلطة مرجحة في اتخاذ القرار
الشركات والمقاوالت التي تملك فيها الدولة أو مؤسسات عمومية بصفة مشتركة مع الجماعات
،المحلية أغلبية األسهم في الرأسمال أو سلطة مرجحة في اتخاذ القرار
أجهزة الضمان االجتماعي كيفما كان شكلها ،التي تتلقى من أحد األجهزة الخاضعة للمجلس
.مساعدات مالية في شكل مساهمات من أرباب العمل أو في شكل إعانات
بالنسبة للتدقيق الذي تقوم به المجالس الجهوية للحسابات فهو يطبق بصريح المادة 148من
:مدونة المحاكم المالية على
،الجماعات المحلية وهيئاتها
،المقاوالت المخولة االمتياز في مرفق عام محلي أو المعهود إليها بتسييره
المقاوالت والشركات التي تملخ فيها جماعات محلية أو هيئاتها ومؤسسات عمومية جهوية
وجماعية ،على انفراد أو بصفة مشتركة ،بشكل مباشر أو غير مباشر أغلبية األسهم في
.الرأسمال أو سلطة مرجحة في اتخاذ القرار
:الفقرة الثانية :وضعية التدقيق بمختلف الهيئات العمومية
تطلب ترسيخ التقنيات والمناهج العصرية للتدقيق في الدول المتقدمة حقب تاريخية وتطورات اقتصادية
واجتماعية ،أدت إلى نتائج مهمة دفعت باألمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية باإللحاح في تطبيقه
بالقطاعات العمومية [ ، ]21لكن اإلشكالية التي تطرح على مستوى الدول النامية تتمثل في صعوبة تكييف
وتطبيق هذه التقنيات في محيط سوسيو -اقتصادي مخالف للمحيط الذي نشأت فيه ونفس اإلشكالية تطرح
بالنسبة للمغرب [ ، ]22الى جانب جسامة المهام المنوطة باألجهزة المكلفة بالمراقبة المالية خاصة تلك التي
يقوم بها مراقب الدولة [ ، ]23بصفته جهاز مهم في لجنة التدقيق غير أن اختصاصات المراقب وإن كانت
.واسعة فهي عمليا تبقى محدودة []24
إن ما جاء به القانون رقم 69.00من أنواع المراقبة [ ، ]25هي مجرد إجراءات تدخل في باب النصوص
التنظيمية أو التطبيقية وليست بالمقتضيات المبدئية أو العامة التي يجب على أساسها تمييز أنواع الرقابة ،كما
أنها نابعة من إكراهات إدارية وليست من نوعية المؤسسات فمكاتب التدقيق ومصالح المراقبة في المؤسسات
الخاصة التي يريد المشرع أن يستلهم فلسفتها ال تفرز هذه األنواع من الرقابة ،ويرجع ضعف تطور
المؤسسات العمومية إلى القانون 69.00الذي أغفل التنصيص على مسؤولية الهيئات التداولية في تحسين
حكامة األجهزة المعنية وكذا إلى عدم وضع حدود واضحة ومتميزة بين مختلف أنواع المراقبة بهدف تثمين
مساعي تحسين أدائها ]26[.ومن ضمن اإلكراهات تكليف المدقق الداخلي بإنجاز بعض المهام التي تجعله
ينحرف عن مهامه األساسية كإنجاز مهام التفتيش ،أو المشاركة في وضع منظومة اإلعالم أو تقييم نشاط
األشخاص ومراقبتهم ،كل هاته مهام تشكل انحرافات عن مهام التدقيق الداخلي ،ومساسا باستقالليته ،وكذا
بالفعالية المتوخاة منه ،ومن جهة أخرى يبقى المدقق مقيدا بقواعد التدقيق ،والواقع أن استقاللية المدقق ال
ينبغي أن تتجسد فقط في إحداث مصلحة مستقلة لهذه الوظيفة ،بل االستقاللية تتجلى على أرض الواقع من
خالل تحلي المدقق بالموضوعية[ ،]27وثقافة المؤسسة ،كل هذه المعيقات تحول دون تحقيق مستوى الئق من
الفعالية على مستوى مالية المؤسسات العمومية باعتبارها هيئات متمتعة بالشخصية المعنوية التي تخولها ذمة
.مالية مستقلة
ونظرا ألهمية تنفيذ السياسات العمومية قام المجلس االعلى للحسابات سنة 2012بتقييم لقطاع المؤسسات
والمقاوالت العمومية شهد 44مقاولة ،وأقر المجلس بأن هذه المؤسسات تعاني من مديونية مرتفعة بلغت
245.8مليار درهم سنة ،2015وخلص الى توصية بتسوية الوضعية المالية للمؤسسات والمقاوالت
.العمومية[]28
ووعيا من المشرع المغربي بأهمية التدقيق ،فقد عمل في ظل القوانين التنظيمية للجماعات الترابية على تأكيد
وتوسيع مجال التدقيق المالي والذي تتولى مهمة القيام به الهيئات المؤهلة قانونا لذلك ،وحث على ارسال
تقارير هذا التدقيق الى كل من والي الجهة بالنسبة للجهات والعامل بالنسبة للعماالت واالقاليم والجماعات ،
وكذا اعضاء المجلس المعني ورئيسه ،على ان يعرض رئيس المجلس للجماعي تقارير التدقيق على المجلس
.بمناسبة انعقاد الدورة الموالية لتاريخ التوصل بتقرير التدقيق
لكن رغم اهمية هذا المقتضى ،إال ان ما يؤخذ عليه هو ان المشرع لم يجعل عملية التدقيق تتم بشكل تلقائي
من طرف رئيس المجلس الجماعي للجماعة الترابية ،بل تتم عبر مقرر يصدره ممثل السلطة المركزية على
المستوى الترابي ،والذي يملك وحده صالحية اخضاع الجماعة الترابية لعملية التدقيق ،كما له الصالحية
كذلك في احالة التقرير الى المحكمة المختصة في حالة وجود اختالالت في التقرير ،وهو ما من شأنه ان
.يفرع عملية التدقيق من محتواها ،ويجعلها مجرد اجراء شكلي ال غير[]29
وفي نفس السياق نالحظ ان المشرع المغربي لم يعمم إعمال التدقيق على كل الصفقات العمومية بل جعله
إجباريا بالنسبة للصفقات التي يتجاوز مبلغها 5.000.000درهم ،كما اكد من جهة اخرى على ضرورة جعل
هذه الصفقات موضوع تدقيق في مجال الصفقات المحلية ،ولم يجعل هذه اآللية تمارس بتلقائية على جميع
صفقات الجماعات الترابية مهما كان مبلغها ،خاصة وان مبلغ 5.000.000درهم يعد رقما ذي اهمية مقارنة
.بالميزانية الترابية التي تتسم بالضعف[]30
ومن جانب اخر اذا كانت هذه اآللية الرقابية حديثة العهد في مجال تدبير الشأن المجالي والترابي ،وبالرغم
من االهمية العلمية التي يكتسيها هذا االمر ،فإننا نالحظ ان التطبيق العملي لهذه الرقابة يبقى جد محدود ،
ويظل اللجوء الى التدقيق بمختلف اصنافه خجوال وال يتعدى حاالت معدودة ان لم نقل نادرة ،بل ان الحاالت
التي تم فيها اللجوء الى هذه االلية الرقابية كان بمبادرة من سلطات الوصاية وليس من الجماعات الترابية أو
.المسيرين الجهويين والمحليين
كما سبق الذكر فان التدقيق يواجه مجموعة من االكراهات لذلك وجب البحث عن سبل تطويره على مختلف
.المستويات سواء تعلق االمر بالمؤسسات العمومية أو الجماعات الترابية وكذا مرافق الدولة
يجب القيام بمجموعة من التدابير لتحقيق فعالية نظام التدقيق بالمؤسسات العمومية وتعزيز الرقابة المالية
:عليها ومن بينها
تكريس مسؤولية وتقييم األجهزة التداولية من خالل إرساء آليات التقييم ووضع قواعد التسيير
الجيد لألجهزة التداولية والحكامة الداخلية للمؤسسات والمقاوالت العمومية .وهذا ما سبق أن
أوصى به المجلس األعلى للحسابات في تقريره حول قطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية
بالمغرب[]31
وجوب إضفاء طابع المهنية والفعالية على االجهزة التداولية من خالل اشتراط الكفاءة والخبرة
.كمعيارين أساسين لتعيين أعضاء هذه األجهزة
.االرتقاء بالمراقبة الداخلية وتطويرها
.يجب تجاوز الهفوات ما بين اإلطار القانوني وواقع الممارسة
كما ان اإلصالحات القانونية بالرغم من ضرورتها و أهميتها ليست غاية في حد ذاتها و ليست
كافية في بلوغ األهداف المتوخاة و النتائج المرجوة منها ،فإلى جانب حسن تطبيق النصوص
القانونية البد من العمل على تحسين الممارسات وتطوير العقليات و توطيد العزائم لالطالع
.بالمسؤولية على أحسن وجه
ضمان فعالية تطبيق المقتضيات القانونية المتعلقة بالرقابة على المؤسسات العمومية من خالل
وضع آليات خاصة لتتبع التفعيل و تعزيز القدرات و الكفاءات و نشر دالئل توضيحية للقوانين
.والمساطر المعتمدة
دعم وتوثيق دور الدولة كموجه استراتيجي من خالل تنزيل التوجيهات االستراتيجية على
.مستوى المقاوالت والمؤسسات العمومية على شكل برامج ذات أهداف واضحة وقابلة للقياس
:الفقرة الثانية :على مستوى الجماعات الترابية
ان اللجوء الى آلية التدقيق على مستوى التسيير والتدبير المالي الترابي على سبيل الخصوص ،اصبح يشكل
ضرورة استراتيجية في سياق تطوير تدبير الشؤون المالية بالجماعات الترابية وتطبيق قواعد الحكامة ،
واضحى يعبر عن ثقافة رقابية تؤسس لقاعدة المساءلة والتقويم والتقييم وتعكس الرغبة في تجاوز المشاكل
والصعوبات االكراهات التي تنعكس سلبا على التسيير المالي للجماعات الترابية [ ]32وبالتالي تبدو افاق
:التدقيق المالي الوظيفية والعملية متعددة وتطال جوانب مختلفة يمكن اجمالها فيما يلي
.عقلنة استعمال الموارد المالية والبشرية ومالءمة استخدامها وتكلفتها مع االهداف والنتائج
ولتحقيق الفعالية والنجاعة في التدبير المالي والمحاسبي للجماعات الترابية يجب ان تعهد بوظيفتها اإلشرافية
الى هيئة مراقبة مالية داخلية تتألف من مجموعة من الموظفين الذين يجب ان يكونوا مستقلين عن وظائف
إدارة العمليات في المشروع ويمنحون اختصاصا قانونيا دائما وغير محدود في القيام بعمليات التدقيق
الداخلي]33[.
:الفقرة الثالثة :على مستوى االدارات العمومية للدولة
للعمل على تطوير منظومة التدقيق باإلدارات العمومية ،يجب الى جانب الرقابة التي يمارسها المجلس
االعلى للحسابات ،ان تقوم االدارات العمومية بتفعيل االنشطة والمهام الرقابية ذات الصبغة االستراتيجية
وعلى سبيل المثال اعتماد البرمجة المتعددة السنوات ،والتي من خاللها ستصبح هذه االخيرة تتوفر على رؤية
استراتيجية تعمل على استشراف المستقبل ،وحسب ما جاء في تقرير المجلس االعلى للحسابات ل 4ماي
2016فإن عجز الميزانية شهد تقليص من 7,2سنة 2012الى 5,1سنة 2013وكذلك شهد تراجع سنة
2014الى نسبة 4,9ليشهد سنة 2015تراجع نسبي واصبحت نسبة العجز في حدود 4,3وهو انجاز مهم تم
.تحقيقه بتظافر جهود مختلف الفاعلين في تدبير الشأن المالي
كما دعا المجلس الى دعم النهوض باستراتيجيات المغرب القطاعية المتمثلة في مخطط المغرب االخضر ،
.مخطط التسريع الصناعي ،مخطط رؤية للسياحة 2020
باإلضافة الى ان المجلس اكد على غياب استراتيجية لتدبير منازعات الدولة على مستوياتها االساسية في اطار
المهمة الرقابية ،كما ان العديد من القطاعات الوزارية غير قادرة على وضع اسس الحوار االستراتيجي مع
.المؤسسات العمومية الخاضعة لوصايتها
:خاتمة
وفي األخير فنظام التدقيق آلية ال غنى عنها في عصر المساءلة والمراقبة ،نظرا لكونه يعتمد على مقاربة
.نقدية شمولية تتجاوز الطابع الكالسيكي للمراقبة
فإذا كانت هذه األخيرة ذات طابع زجري فإن نظام التدقيق ذو طابع تقييمي محض يتجاوز المطابقة بين النص
القانوني والتسيير الفعلي ،لذلك البد من العمل للنهوض بنظام التدقيق كتقنية للرقابة الداخلية على أعمال
االدارة او المؤسسة العمومية سعيا وراء إرساء رؤية واضحة حول االدارات العمومية خاصة في مجال
الرقابة المالية الحديثة .وعليه البد من تدعيم وتطوير نظام التدقيق داخل هذه االدارات حتى يكون جزء من
النظام الديمقراطي المرتكز على مبادئ الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة وترسيخ هذه المبادئ رهين بتبني
.استراتيجية إشعاعية تعتمد على نشر ثقافة المساءلة والدفاع عن المال العام باعتباره ملك للجميع
فإن لم يتم العمل على ترسيخ هذه الجوانب تحديدا فإن الدور الذي تقوم به أجهزة التدقيق المالي سيبقى محدودا
دون تحقيق أية فعالية وأية مردودية ،مقارنة مع الوضع الحالي الذي تسوده مجموعة من االختالالت تحول
.دون تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية المطلوبة
وكذا على مستوى المؤسسات العمومية يجب تفعيل مشروع قانون المتعلق بالحكامة و المراقبة المالية للدولة
على المؤسسات و المقاوالت العمومية و هيأت أخرى و إخراجه إلى حيز الوجود ليواكب المستجدات و
التغيرات التي عرفتها المؤسسات العمومية ولتعميم المراقبة و تكريس مسؤولية األجهزة المسيرة من خالل
.تطوير العالقات التعاقدية بين الدولة و المؤسسات العمومية
ويبقى التأكيد على مستقبل مراقبة المالية العمومية ككل والميزانية العامة بالخصوص ،يكمن في انتهاج اسلوب
تدقيق فعال ،غير ان مصداقية وفعالية هذا االخير ال يمكن ان تتأتى اال اذا كان عمال ديمقراطيا وعلميا
ومستقال ،يشمل كل القطاعات العمومية ،كما ان االقتراحات والتوصيات والتقارير التي تخلص لها عملية
.التدقيق يجب ان تكون موضوع متابعة وتنفيذ
:الئحة المراجع
:الكتب
:بالعربية
نجيب جيري ،الرقابة المالية بالمغرب بين الحكامة المالية ومتطلبات التنمية ،دار نشر
.المعرفة ،الطبعة االولى 2012
غسان فالح المطارنة ،تدقيق المعاصر ،دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة ،عمان،
.االردن ،الطبعة االولى ،سنة 2006
امين السعيد ،الصفقات العمومية بالمغرب “مساطر االبرام والتنفيذ والرقابة” ،الطبعة الثانية
.سنة 2015
.ادريس خدري ،االسالم وافتحاص المال العام ،دار النشر المغربية الدار البيضاء 2002 ،
:بالفرنسية
HARAKAT .M « L’Audit du secteur public au Maroc, Edition
Babel,1994,p,18.
:الرسائل و االطروحات
سعيد جفري ،الرقابة على المالية المحلية بالمغرب ،محاولة نقدية في األسس القانونية السيا
سية اإلدارية والمالية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة الحسن الثاني ،كلية ال
.حقوق بالدار البيضاء ،السنة الجامعية 1997 – 1998
هدى بنيفو ،تقنية التدقيق بالتدبير العمومي الحديث في المغرب ” بنك المغرب كنموذج“ ،رسا
لة لنيل شهادة الماستر في القانون العام ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامع
ة محمد الخامس ،أكدال ،الدار البيضاء ،السنة الجامعية 2015 – 2014
امينة عياد ،المراقبة في النظام االداري الترابي المغربي ،اطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في
القانون العام ،كلية الحقوق –سال ،-جامعة محمد الخامس بالرباط2016-2015 ،
سعاد تويوين ،رقابة المجلس الجهوية للحسابات على تدبير صفقات الجماعات الترابية،
اطروحة الدكتوراه ،جامعة محمد الخامس كلية الحقوق سال ،السنة الجامعية 2016-2015
فاطمة عطراوي ،الرقابة المالية بالمغرب بين التقنين والتفعيل ،أطروحة لنيل شهادة
الدكتوراه في الحقوق ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،عين الشق ،جامعة الح
.سن الثاني ،الدار البيضاء ،السنة الجامعية 2005 – 2004
ادريس الطاهري ،التدبير المالي للجماعات المغربية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام
،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية،
.جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،فاس ،السنة الجامعية2014 – 2013 ،
:المجالت
إدريس خدري ،الفحص والتدقيق والتقويم الجهوي ،المجلة المغربية للقانون واالقتصاد
و التنمية ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
.واالجتماعية ،جامعة الحسن الثاني ،عين الشق ،العدد 45
عبد اللطيف بروحو ،مالية الجماعات الترابية بين واقع الرقابة ومتطلبات التنمية ،،منشورات
.المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،الطبعة الثانية2016 ،
نجيب جيري ،الرقابة المالية بالمغرب بين الحكامة المالية ومتطلبات التنمية ،دار نشر المعرفة ،الطبعة – ][1
.االولى ،2012ص4:
سعيد جفري ،الرقابة على المالية المحلية بالمغرب ،محاولة نقدية في األسس القانونية السياسية – ][2
اإلدارية والمالية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة الحسن الثاني ،كلية الحقوق بالدار
.البيضاء ،السنة الجامعية ، 1997 – 1998ص44 .
إدريس خدري ،الفحص والتدقيق والتقويم الجهوي ،المجلة المغربية للقانون واالقتصاد و التنمية ،كلية – ][3
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة الحسن الثاني ،عين الشق ،العدد ، 45السنة ، 2001
ص. 94 .ذكر في :نجيب جيري ،الرقابة المالية بالمغرب ،بين الحكامة المالية ومتطلبات التنمية ،منشورات
مجلة الحقوق المغربية ،سلسلة المعارف القانونية والقضائية ،دار النشر المعرفة ،مطبعة المعارف الجديدة،
.الرباط ،الطبعة األولى 2012 ،ص214 – 213 .
هدى بنيفو ،تقنية التدقيق بالتدبير العمومي الحديث في المغرب ” بنك المغرب كنموذج” ،رسالة لنيل [4] -
شهادة الماستر في القانون العام ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد الخامس ،أكدال،
.الدار البيضاء ،السنة الجامعية – ، 2015 – 2014ص7 .
.نجيب جيري ،الرقابة المالية بالمغرب بين الحكامة المالية ومتطلبات التنمية ،مرجع سابق ،ص[5]– 214 :
عبد اللطيف بروحو ،مالية الجماعات الترابية بين واقع الرقابة ومتطلبات التنمية ،،منشورات المجلة – ][6
.المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،الطبعة الثانية ،2016 ،ص113:
عبد اللطيف بروحو ،مالية الجماعات الترابية بين واقع الرقابة و متطلبات التنمية ،منشورات المجلة – ][7
.المغربية لالدارة المحلية و التنمية ،الطبعة الثانية ،2016 ،ص119 :
هدى بنيفو ، ،تقنية التدقيق بالتدبير العمومي الحديث في المغرب ” بنك المغرب كنموذج ،م س ،ص[8] – :
60.
غسان فالح المطارنة ،تدقيق المعاصر ،دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة ،عمان ،االردن ،الطبعة ][9
.االولى ،سنة ،2006ص18:
.عبد اللطيف بنروحو ،مرجع سابق ،ص[10] – 119:
.المرجع نفسه ،ص[11] 25 :
.عبد اللطيف بروحو ،مالية الجماعات الترابية بين واقع الرقابة و متطلبات التنمية ،م س ،ص[12] 117 :
امينة عياد ،المراقبة في النظام االداري الترابي المغربي ،اطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون ][13
.العام ،كلية الحقوق –سال ،-جامعة محمد الخامس بالرباط2016-2015 ،ص266:
هدى بنيفو ، ،تقنية التدقيق بالتدبير العمومي الحديث في المغرب ” بنك المغرب كنموذج ،م س ،ص[14] :
56.
،امينة عياد ،المراقبة في النظام االداري الترابي ،م س ،ص[15] 267 :
.نفس المرجع ،ص[16] 268 :
.ادريس خدري ،االسالم وافتحاص المال العام ،دار النشر المغربية الدار البيضاء ،2002 ،ص[17] 91 :
.عبد اللطيف بروحو ،مالية الجماعات الترابية بين واقع الرقابة و متطلبات التنمية ،م س ،ص[18] 125 :
سعاد تويوين ،رقابة المجلس الجهوية للحسابات على تدبير صفقات الجماعات الترابية ،اطروحة ]– [19
.الدكتوراه ،جامعة محمد الخامس كلية الحقوق سال ،السنة الجامعية 2016-2015ص330-329 :
.امين السعيد ،الصفقات العمومية بالمغرب “مساطر االبرام والتنفيذ والرقابة” ،ص[20] – 285 :
[21]– HARAKAT .M « L’Audit du secteur public au Maroc, Edition
Babel,1994,p,18.
نص الحوار مع الدكتور ادريس خدري منشور بجريدة الصحراء المغربية ،عدد ، 3062بتاريخ [22] – 8
.يونيو1997
مراقب الدولة يعين من بين المفتشين العامين للمالية او من بين متصرفي وزارة المالية او من بين [23] -
.األطر العليا مما يؤكد أهمية دور وظيفة مراقب الدولة لذا يجب أن تتوفر فيه شروط التكوين العالي
فاطمة عطراوي ،الرقابة المالية بالمغرب بين التقنين والتفعيل ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في [24] -
الحقوق ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،عين الشق ،جامعة الحسن الثاني ،الدار البيضاء،
.السنة الجامعية ، 2005 – 2004ص41 .
المادة 2من القانون رقم 69.00الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.03.195الصادر في – ][25
رمضان 1424الموافق ل (11نونبر )2003المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات
.أخرى ،الجريدة الرسمية عدد 5170بتاريخ 25شوال 18(1424ديسمبر) 2003
.تقرير المجلس األعلى للحسابات ،يونيو – ، 2016ص[26] -35 .
ادريس الطاهري ،التدبير المالي للجماعات المغربية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،كلية [27] -
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،فاس ،السنة الجامعية– 2013 ،
، 2014.ص219:
.تقرير المجلس االعلى للحسابات 4ماي [28] – 2016
.سعاد تويوين ،م س ،ص[29] 338 :
.نجيب جيري ،م س ،ص[30] 283 :
تقرير المجلس األعلى للحسابات حول قطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية ،مرجع سابق ،ص[31] – :
37.
.عبد اللطيف بروحو ،مرجع سابق ،ص[32] – 133 :
.نجيب جيري ،م س ،ص[33] 223:
التقنيات والمناهج الحديثة للرقابية على المال العام – زكرياء مسامح
Modern Techniques And Approaches To Control Public Moneyالتقنيات والمناهج الحديثة للرقابية على المال العام
زكرياء مسامح دكتور في القانون العام والعلوم السياسية أثبتت التقنيات الحديثة نجاعتها وفعاليتها في تطوير النظرية العامة للرقابة المالية
…على األموال العامة من حيث منطلقاتها وأسسها ،سواء من حيث المفاهيم النظرية أو من حيث الممارسة
"يونيو2022 ,ة 6