Professional Documents
Culture Documents
عبد الباسط الحنفي مؤرخا
عبد الباسط الحنفي مؤرخا
الموز
الخنفى -
عَبد الباسط
مُؤرخ
قسماسے فرحمیوهیم
ولمقصورعلىالقصر
الحقيارلناهي" منه ا
الدينأع ا
زلدين .محمدكمال
د
عالم الكتب
-الحنفى
عبد الباسط
مؤرخا
بيروت -المزرعة ،بناية الإيمان -الطابق الأول -قرب ۸۷۲۳
سلسلة الم
ؤرخين
الخنفى -
عبد الباسط
مُؤرخا
تأليف
زلدين
نلعا
ا كمالالدي
د .محمد
عالم الكتب
جميعحقوق الطبع والنشرمحفوظةللدار
الطبعة الأولى
رفيقاً » .
فاتحة الكتاب
V
الظاهر برقوق » نفسه سلطاناً ( ) ۱على مصر والشام وما والاهما ، أعلن «
١٣٨٢
۱۳۸م ) .بعد يوم الأربعاء ،التاسع عشر من رمضان سنة ( ٧٨٤هـ ۲ / ..
الجوهر الثمين ج ۲ص ، ٢٦١المقريزي .الخطط ج ٢ ( ) ۱راجع بشأن ذلك :ابن دقماق
عبد الباسط -الحنفي .نزهة الأساطين ق ، ٢٦٨د .حكيم أمين عبد السيد .قيام دولة
·
المماليك الثانية .القاهرة ،دار الكتاب العربي ١٩٦٧ ،
( ) ۲ويُلحظ أنه أعيد إلى السلطنة ثانياً يوم الثلاثاء ،سادس جمادي الآخرة سنة ( ٧٩١هـ .
۱۳۸۹ /
م ( .بعد ثورة ( يلبغا الناصري » و « تمريغا الأفضلي منطاش » ،على « الظاهر
برقوق » ،وإيداعه قلعة الكرك سجيناً ،بيد أنه لم يدم في السلطنة طويلاً ،إذ تمكن « الظاهر
برقوق ) من استيعاد ملكه ،بعد فكه من محبسه ،في التاسع من رمضان سنة ( ٨٩١هـ
4
المملوكية الثانية ( ( ) ١دولة المماليك الجراكسة ( ، ) ) ۲التي الدولة سلاطين
استمرت في حكم البلاد قرابة ثمانية وثلاثين ومائة سنة هجرية ،تولى فيها
قانصوه الغوري ) ( ) ٤في مرج دابق -شمالي حلب -في الخامس والعشرين من
وشنقه على باب زويلة ( )٥ـ أحد أبواب القاهرة -في الحادي والعشرين من ربيع
وإعلان « سليم الأول » نفسه سلطانا ، ) . ١٥١٧ /م الأول سنة ( ٩٢٣هـ .
على البلاد
ارتقت فيها وفي ظل هذه الدولة قامت في مصر حركة علمية زاهرة ،
ا -آنذاك -
العلوم والفنون ،من خلال العديد من المراكز العملية التي وجدت فيها -
السلوك ج ٣ص ٦٥٥وما بعدها ،ابن قاضي المقريزي . حوادث سنتي ۷۹۲ ، ۷۹۱هـ ، .
المنهل الصافي ج ۳ص ، ۳۱۹ - ۳۱۵ ص ، ۳۹۲ - ٣٩١ ، ٣٧٦ - ٣٧٤ابن تغري بردى .
•
عبد الباسط الحنفي .نزهة الأساطين ق ٦٧
الدولة المملوكية الثانية ( ) ۱عن الدولة المملوكية الثانية يمكن مراجعة :د .محمد مصطفى زيادة .
تاريخ الحضارة المصرية » .القاهرة ،مكتبة مصر ،مج ، ٢ ) ضمن كتاب
ص ، ) ٥٢٨ - ٥٠٨د .سعيد عبد الفتاح عاشور .العصر المماليكي في مصر والشام .
( ) ۲ليست هذه تسمية مستحدثة لهذه الدولة ،وإنما هي تسمية ترددت في كتابات المؤرخين
اللطافة
المعاصرين لها كالمقريزي ( الخطط ج ۲ص ، ) ٢٤١وابن تغري بردی ( مورد
( ) ۳عن سقوط هذه الدولة يمكن مراجعة :د .محمد مصطفى زيادة • نهاية السلاطين المماليك في
مصر ) ضمن أبحاث مجلة الجمعية التاريخية ) .القاهرة ،مايو ، ۱۹۵۱ -مج ، ٤د .سعيد
العصر المماليكي في مصر والشام ص ، ۱۹۱ - ۱۷۹د .عبد المنعم عبد الفتاح عاشور .
ماجد .طومان باي آخر سلاطين المماليك .القاهرة ،الأنجلو ۱۹۷۸ ،
بدائع الزهور ج ۵ص ، ٧١ - ٦٩ابن زنبل .آخرة المماليك ( ) ٤راجع :ابن ایاس
ص . ۳۰-۳۱
بدائع الزهورج ٥ص ، ١٧٧ - ١٧٤ابن زنبل .آخرة المماليك ( ) ٥راجع :ابن ایاس
ص · ١٤٢ - ٤١
وبفضل عوامل متعددة ،وكان لهذه الحركة سماتها المميزة لها ( ) ١
لكن تأخرت طويلاً العناية بدراسة هذه الحركة على أسس منهجية قائمة
على النظرة العلمية المتأنية ،المقتضية العمق والتقصي والنقد ،نتيجة لخطأ
هذه الحقبة ليس سوى كتابات تتمثل في الشروخ والعديد من المختصرات ،أو
فليس لذلك علاقة بنبوغ المدرسين ،إذ لم يتخلف حكم سلاطين المماليك ،
لنا عنها اسم واحد عظيم ،لم تخرج هذه المعاهد العلمية الكثيرة شخصية
•
فهي لم تزد على كونها مدارس لتدريب المدرسين عظيمة أو كاتباً موهوباً ،
ذلك العالم الفذ الذي تلقى تعليمه في وباستثناء المقدمة لابن خلدون
وقد تميز هذا القرن بكتاب المغرب -لم يظهر في القاهرة أي عمل أصيل .
القيمة ،وواضعي المجاميع ؛ التي كثيراً ما كانت قليلة الموسوعات والسير ،
الرجال يستحقون في حياتهم فلم تعرف فيه أعمال تتميز بالأصالة .كان هؤلاء
عبارات المديح ،وسيراً موجزة مليئة بالنعوت الرنانة ،ولكن أسماءهم تسقط
فقد اعتبر السقوط نهاية لعصر ازدهار التراث الحضاري الإنساني الذي أنتجته
( ) ۱راجع مؤلفنا :الحركة العلمية في مصر في دولة المماليك الجراكسة .بيروت ،عالم الكتب ،
۱۹۹۰
م
( ) ۲جاستون فييت .القاهرة مدينة الفن والتجارة .تر .د .مصطفى العبادي .بيروت ،مكتبة
لبنان ١٩٦٨ ،،
، ١٩٦٨ص . ۱۰۷
۱۱
ولم يقتصر ضرر هذه الخسارة على المجتمع الإسلامي الذي نكب
وعجز عن الإتيان بالشيء ففقد حرية التفكير وقوة الإبداع ، بالحكم الأجنبي
الجديد ،فعاش في ظلام فكري طيلة القرون اللاحقة حتى مطلع القرن
الحالي ،وإنما تحسس بهذه الخسارة علماء أوربا ومفكروها أيضاً » ( )۱
والعصبية ،مما يفقده الفهم العميق وهذا وذاك قول توجهه العاطفة ،
للمتاريخ
ولما لم يكن من سبيل إلى رد هذا الادعاء الخاطيء ،وإلى الإفصاح عن
الأصالة والجدة في هذه الحركة العلمية ،وتقديم مادة تأريخية يعتمدها الباحثون
في البناء التاريخي إلا بالدراسة المنهجية والمتأنية لمؤرخي هذه الدولة ،تفهماً
لمناهجهم وأغراضهم ،فإنه قد اتجه الرأي لدي إلى اتخاذ « عبد الباسط
مقسماً إياه إلى بابين اثنين ،خُص أولهما الحنفي ( موضوعاً لهذا الكتاب ؛
الكتابة التاريخية في منهجه على بالتعرف وثانيهما لمؤرخنا ، بالترجمة
.د .محمد كمال الدين عز الدين علي القاهرة ،في سبتمبر ۱۹۸۹م .
( ) ۱د .محمد صالح داود القزاز .الحياة السياسية في العراق في عهد السيطرة المغولية .النجف ،
، ۱۹۷۰ص . ۱۱۱
۱۲
الباب الأول
«
<
» دراسة حياة
۱۳
الحنفي عبد الباسط
دراسة حياة
الشيخي ،الحنفي » في مدينة ملطية -في أطراف آسيا الصغرى -ليلة الأحد ،
متنقلاً عتقها ؛ شاهين » بعد بن خلیل والده بها شکر باي » ( ، ) ۱تزوج
في صباه مع أبيه بين طرابلس ودمشق والقدس والحجاز والقاهرة ،حافظاً القرآن
النسفي . مختصرات علوم عصره ،كمنظومة وبعض القراءات الكريم -ببعض
الفقه الحنفي ،والعربية ، من المؤلفات في ولغيرها عارضاً لها ،المجمع
و والكنز
والمنطق ،والحكمة ،وعلم الكلام على مشهوري علماء والبيان ، والمعاني ،
١٤٦٢ /م ) . « كحميد الدين النعماني » ( ( ) ٤ت ٨٦٧هـ . عصره فيها ( ، ) ۳
( ) 1أشار مؤرخنا ) الروض الباسم ج ۱ق ۱۳ب ) إلى أنها من خيار نساء عصرها ديناً وخيراً ،وإلى أنهاماتت
من عمره . نحو الثامنة وهو في نفساء سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة للهجرة ،
۱۰
و « شهاب الدين المصباتي ) ( ( ) ١ت ٨٧٤هـ ١٤٦٩ / .م . ) .
علمية تجارية ( إلى بلاد المغرب العربي والأندلس ،دامت نحو الخمس
فيما بين سنتي ست وستين وإحدى وسبعين وثمانمائة للهجرة سنوات ،
الذاتية ،وجرت له فيها بعض الخطوب والمحن التي تنبىء عن كونه كان سریع
الدهشة ،سريع التصديق ،خالي البال مما يدور حوله أو يحاك به ،إذ كان
بدأت هذه الرحلة بتوجهه من القاهرة إلى بلاد الصعيد يوم الخميس ،
الرابع عشر من ربيع الأول سنة ست وستين وثمانمائة للهجرة ،ليمكث فيها نحو
الثلاثة أشهر ،محصلاً أثواباً من الكتاب ،قيمتها نحو الستمائة دينار ـ للإتجار
التي ارتحل منها إلى القاهرة ، فيها ببلاد المغرب العربي -عاد بعدها إلى
)( ۲
ومن مينائها أبحرت به إحدى سفن البنادقة -صحبة جمع من الإسكندرية (. ) ٢
التجار المسلمين ،الحاملين للكتان ولغيره من أصناف البضائع -يوم الجمعة ،
الحادي عشر من شوال ،متوجهين نحو « تونس » ،وبعد انقضاء يوم من
المتوسط عدة أيام ،انتظاراً لهبوب ريح مواتية لغرضهم ( . )٣وفي تلك المدة
أحد المسافرين
التي كان فيها مكثهم في البحر دارت معركة في السفينة بين
وقد سرق دجاجة بعضهم -وبين أرباب السفينة ،فقد فيها السارق وأحد
البحارة ،حيث قتل الأول قصاصاً لقتله الثاني بسكين كان يخفيها
لم يكن مؤرخنا على علم به ،إذ لم يعرف بذلك إلا أربابها للسارق -القاتل ،
له ترجمة في :عبد الباسط الحنفي .المجمع المفنن ق ١٤٤ - ٢١٤٣ب .
١٦
ومن الطريف -كذلك -أن يذكر أنه رأى في عندما أمسك بالسارق وأوثق ،
قتلهم للسارق -وقد فصلوا رأسه عن سائر جسده ـ قصاصاً عادلاً لقتله الدجاجة
وبعد ثلاثة وثلاثين يوماً قضيت في البحر ،دخل مؤرخنا مدينة « تونس »
١٤٦٢ /م ) . القعدة سنة ( ٨٦٦هـ . يوم الأربعاء ،الثاني والعشرين من ذي
متنزلاً في أحد فنادقها ( -فندق الرماد » -متجولاً فيها للإتجار والسياحة وتحصيل
العلم ( )۲
وفي أثناء ذلك نمى إلى علم ولي عهد ( تونس ) أن مؤرخنا ممن ينظمون
التاسع والعشرين من جمادي الأولى الشعر ،فبعث إليه يوم السبت ،
١٤٦٣ /م ( .يستقدمه إلى مجلسه ،ووفد مؤرخنا عليه ، سنة ( ٨٦٧هـ .
فأنس ولي العد به ،ورفع من شأنه ،وأنشده مؤرخنا بيتين من الشعر ،هما :
ویا درراً بــهــم نـظـمـت مــلوك ملوكاً يا حفص يا آل ألا
( الوافر )
شافعاً هذه الجائزة بظهير وأجاز مؤرخنا عليهما ، فأعجباه إلى الغاية ،
) مرسوم ( أعفى ) عبد الباسط ( بمقتضاه من كافة الرسوم التي تؤخذ ـ عادة ـ من
وكان هذا اللقاء سبباً في تردده عليه واجتماعه به فيما التجار عما يتجرون فيه ،
د
بع ()۳
١٤٦٣ /م ) . . الثاني من رمضان سنة ( ٨٦٧هـ وفي يوم الخميس ،
طرابلس وما أن وصل إلى غادر مؤرخنـا ( تونس ) عائداً إلى بلاده ؛
-المغرب ) -بكرة نهار السبت ،الخامس عشر من رمضان -حتى فتر عزمه عن
وانتوى الإقامة في طرابلس ،آخذاً في تهيئة مواصلة السفر إلى الإسكندرية ،
بمساعدة ناظرهـا وكبير تجـارها ـ آنذاك ـ « عبد الحميـد أسباب الإقامة فيها ،
۱۷
العواد » ؛ وهناك تعرف على قاضيها ومفتيها وخطيب جامعها الأكبر ،وإن لم ير
اً
ا عن تحصيله ( ) ۱ فيها من هو أهل لبث العلم ،،ف
فضضلل
راسله قائد طرابلس ،طالباً منه ثوباً من وفي السابع من ذي القعدة ،
الصوف الأرجوان السميك -الذي قدم به من تونس للإتجار فيه كذلك -فبعث
الباسط » إليه بثوب قيمته ثمانية وعشرين ديناراً ،بيد أن القائد أخذ الثوب عبد
وأغلظ القاضي على القائد في ومطله ثمنه ،فنم مؤرخنا عنه إلى القاضي ،
رده ،فرده إليه ،وأخذه مؤرخنا دون التفات منه إلى القائد ،فحملها له ( ) ۲
بهن في ساحل « بيروت » -بإغراء من أحد مماليكه -لكن خدع في الصفقة وفي
بيروت ( كما أوهمه -فباعهن هناك بأكثر من خمسمائة دينار ،قبضها ساحل
«
مسبباً بذلك لمؤرخنا محنة أودت به إلى عائداً إلى موطنه ( سردينية » ،
السجن
>>
.وفيه ( ذي القعدة ( شريت عشرة من الجواري الزنوج ،وأسلمتهم
،
وأصله من علوج سردينية ،أسر وأسلم لمملوك لي كنت شريته بتونس ،
الأحوال بعدة بلاد إلى أن شريته ،وأحسنت إليه وصار مملوكاً ،وتنقلت به
وصرت أركن إليه في كثير من أموري وتعلقاتها ،وهـو وأعتقته ، وانست به ،
والخدمة -خداعاً ومكــراً ـ وأنا لا شعور لي يظهر المودة الزائدة والمحبة لي ،
بغرضه ،ثم احتال عليّ بأن قال لي :إن الرقيق في غاية الرخص بهذه البلاد
فاشتري لي عدة من ذلك أتوجه به إلى وفي غاية ارتفاع السعر بساحل بيروت ،
بيروت صحبة الشواني للبنادقة مع التجار فأبيع ذلك ببيروت ثم أحضر مع
فأعجبتني إشارته عليّ بذلك ،مع ركوني إليـه الشواني -أيضاً -بمال طائل ،
وعدم شعوري بشيء من حيلته
،بل ولا توهمت منه شيئاً من ذلك ،فضلا عن
أن أتحققه ،وهيأت له ذلك ،وصرفت مبلغاً جيداً في ثمن الجواري وفي زادهن
١٨
الخبر بعد مدة لطرابلس بأن الذي التجار ؛ ثم ورد وأنزلته صحبة وعمل برد ،
توجه بالرقيق نزل بهن في جزيرة رودس وباعهن بها ،وورد هذا الخبر على قائد
طرابلس ،وأن الذي أنزلهن قبض أثمانهن من فرنج رودس وارتد عن الإسلام ،
ولما تحقق قائد طرابلس هذا الخبر من بيع الجواري وخرج إلى سردينية ؛
وسألني برودس وأنا لا علم عندي بشيء من ذلك بعث إلي من أحضرني إليه ،
بعثت بهن إلى أي مكان ؟ فقلت :إلى بيروت : وقال لي عن الجواري ،
،
وأمرت بأن يبعن بها .فقلت :إن فعلت ذلك فقال :إنك بعثت بهن لرودس ،
فعلي ألف دينار لبيت مال المسلمين .فسكت عني حتى قمت من عنده ،ثم لم
وأحضر اثنان من الأساري كانا هربا من رودس ، يلبث إلا وقد بعث إلي ثانياً ،
أبعن في رودس للفرنج ؟ ! فقالا : فقلت : فأخبراه ـ بحضوري -بما ذكرناه .
نعم ،وذكرا البائع ووصفاه ؛ فأخذت أتعجب من ذلك وظننت أن هذا من وضع
لانتقام مني ،لكونه يغض هذين الأسيرين بتعليم هذا الظالم واتفاقه معهما ،
أنا ألتزم لبيت مال المسلمين بالعدول بألف دينار إن صح أنني فقلت : مني
بعثت بهن إلى رودس للبيع بها ،فأحضر اثنين من شهود دیوانه ،شهدا علي
إلى طرابلس -المغرب قارب فيه اثنان من الأسرى المسلمين فروا هرباً من
فوصلوا إلى طرابلس في هذا اليوم ،وأخبرا بأن شخصاً رودس بهذا القارب ،
نزل من شواني البنادقة بعدة جواري من طرابلس ،وباعهن برودس ،وارتد عن
ولما بلغ هذا قائد وهو مقيم برودس يطلب السفر إلى سردينية . الإسلام ،
طرابلس -الماضي ذكره -بعث بطلبي لأجل الألف دينار التي كنت التزمتها
على ما تقدم ذكر ذلك على ذلك الوجه الماضي -بعد أن رتب أن يذكر المخبر
بيع الجواري برودس -فقط ـ ولا يذكر ارتداد البائع ولا غير ذلك
فلما حضر أحضر إليّ الشخصان ،فأخبرا بأنهما رأيا شخصاً ووصفاه بأنه
۱۹
باع عدة جواري مسلمات للكفار برودس ،فعرفت أن هذه الصفات صفات ذلك
المدافعة في ذلك ،فما المملوك الذي جهزت معه الجواري ،فأخذت في
ثم قام وبت في السجن ليلة ، وحملت أم ولدي إليه ، وجده بها من المتاع ،
جماعة من
أعيانها -من غير أن أسألهم في شيء من ذلك ـ فكلموا القائد
-
المذكور ـ في أن هذا ليس بمصلحة ،وقام القاضي في ذلك قومة ،وكان بلغه
فبعث يقول للقائد :إن هذا أمر لا الإسلام ، أن الذي باع الجواري ارتد عن
یلزم به شيء لهذا الإنسان شرعاً ،كيف وقد ذهب ماله على يد إنسان كان يأتمنه
،ولما علم القائد أن الأمر على خلاف مقصده وعدهم بأنه الإسلام ! فارتد عن
وتوعدني وأخافني ،وحلف أن الجواري فلما كان الليل أحضرني إليه ،
أبعن برودس -ولا علم عندي أنا بارتداد ذلك المملوك إلا بعد ذلك ـ وكان قد
فأخذها مني بمكر وخديعة ،وحلفني يميناً على وسطي نحو الثلاثمائة دينار ،
على عدم إبداء شيء من ذلك لأحد من أهل طرابلس ؛ وأنا لا علم عندي بما
« )(۱
فعله الناس والقاضي في غيبتي ؛ ثم أطلقني
ولما أطلق مؤرخنا من السجن ،واطلع على جلية الأمر ـ بعد ذلك ـ ندم
بيد أن هذا الصمت لم يدم على إعطائه المال ،وصمت على مضض كبير ·
طويلاً ،إذ ذهب -بعد تحققه جلية الأمر من الأساري الوافدين عليه من رودس -
إلى القائد متوعداً له بعوده إلى ( تونس ) وشكوه إلى صاحبها وولي عهدها ،وما
بل ومهـاداته بهدية قبلها زال به حتى أعاد إليه المال الذي أخذه منه ( ، ) ۲
وبعدها غادر ) عبد الباسط » طرابلس في طريقه إلى تونس ،حيث دخل
البكوش » -أشهر أعلامها ، ) .فأقام بها مدة ،متردداً على « ابن ١٤٦٤ /م
الطب
-آخذاً عنه » نبذاً جيدة » من هذه الصناعة ( ، ) ٢كما زار جبانتها ،
التي دخلها آخر نهار ثم غادر ( القيروان » في طريقه إلى « تونس » ،
الثالث والعشرين من شوال ،ليقيم فيها إلى أواخر الشهر ؛ ومنهـا توجـه إلى
وبلد العناب ،وتلمسان ،التي قضى فيها أيام متنقلاً بين باجة ، ، الجزائر »
وفي فجر يوم الأربعاء ،الثامن عشر من ذي الحجة ،رزق مؤرخنا في
وقام على تربيتها « عائشة ) ( ، ) ٥احتفى بها كثيراً ، تلمسان بنت أسماها :
قياماً كبيراً
أمورها في التربية بيدي ،ودامت معي إلى أن دخلت بها للقاهرة في عودي من بلاد المغرب .
ونشأت كيسة فطنة على صغر سنها ،وأقرأتها شيئاً من القرآن ،وتعلمت الكتابة ،فلما دخل
طاعون سنة ثلاث وسبعين الآتي ماتت مطعونة في ليلة نصف شهر رمضان ،ولم تكمل الخمس
سنين ،وكثر أسفي عليها ،عوضني الله من أمرها »
ويلحظ أنه فقد ابنة أخرى اسمها ( عائشة » ،ماتت يوم مولدها ( في جمادي الأولى
سنة ٨٦٧هـ ، ) .كما افتقد في الطاعون ابنة غيرهما اسمها ( زينب ) .
۲۱
وفيه ( ذي الحجة ) فى أواخره ،دخل لمكان سكني بتلمسان
اثنان من السراق ،واختفيا بالمنزل من غير أن أشعر بهما ،ثم ثاراعلينا ليلا
بعد أن أحسسنا بهما ،قبل أن وجرى لي معهما أنا ومملوك لي خطب كبير ،
وخلصا من أيدينا هرباً بحيلة النوم ،وسلم الله -تعالى -من شرهما ، يأخذنا
منهما ،ولو ثارا بنا ونحن رقود لحصل ما لا خير فيه ،لعل على النفس ،لكن
)( ۱
سلم الله -تعالى -وله الحمد على المهلة )
وفي ربض تلمسان ( القباد ( تردد على دروس أبي عبد الله محمد بن
العباس شيخ تلمسان وعالمها وخطيب جامع القباد في كثير من الفوائد العلمية ،
كما تتلمذ على قاضيها أبي عبد الله محمد العقباني ،وعلى أخيه إبراهيم خطيب
جامع تلمسان الأعظم وإمامه ،ومفتيها محمد بن زكريا ،كما التقى بجماعة من
النجار » -أحد مدبري عبد الرحمن بن متنزلاً على والعشرين من رمضان ،
مملكة تلمسان -فأنس به وبولديه » عبد الله » و « عبد الواحد » ،وكان ثانيهما
في هيئة الجند المقربين إلى السلطان ،فنظم مؤرخنا قصيدة من أربعين بيتاً
الواحد ) إلى السلطان ،فلما وقف عليها دعا مؤرخنا إليه ،ورفع أوصلها ( عبد
من محله لديه ،وشكره عليها ،وكتب له ظهيراً بمسامحته في كل ما يتصرف فيه
من نوع المتجر ،واستضافه إلى حين سفره ،مرتباً له راتباً من اللحم والدقيق
والعليق
()۳
وفي منتصف
١٤٦٥ /م ) .غادر ربيع الأول سنة ( ٨٧٠هـ .
عبد الباسط » وهران صحبة جماعة من التجار إلى بلاد الأندلس ( أسبانيا ) عن
-
القصار ) -خطيب جامع البيطار -وفي طريق البحر ،تاركاً أهله في منزل ( ابن
يوم الجمعة ،الثالث والعشرين منه دخل مدينة « مالقة » ،واجتمع فيها بقاضي
۲۲
غرناطة ومالقة ،حيت تتلمذ على أولهما ،وأفاد ثانيهما ترجمة « الشيخ خليل
)(1
المالكي ) عن ( الدرر الكامنة ) لابن حجر
ثم خرج من ( مالقة » صحبة بعض التجار -على البغال -متوجهاً إلى
غرناطة ) ،التي دخلها صبيحة اليوم التالي ،ملتقياً فيها بجماعة من العلماء ،
كأبي عبد الله ،محمد بن منظور ،فحضر دروسهم وسمع عليهم الكثير من
الذي بعث إليه مستقدماً للاستفسار عن أخبار « صاحب تلمسان » مع غرناطة ،
عن وأسفر هذا اللقاء ـ كذلك صاحب تونس » ،وكذا أحوال الشام ومصر ؛
البيـارين » ،حيث الجامع الأعظم ،ومسجد فروج الرياح ،ثم عاد إلى
وكان قد انتوى زيارة ) قرطبة ( لكن حدثت له -آنذاك -محنة أعاقته عن
وكادت تودي بحياته ،أوجز الحديث عنها ،قائلاً : تحقيق أمنيته
>> •
لقربها من غرناطة لا وكنت قد عزمت على التوجه لرؤية قرطبة ،
المسلمين والكفار من أهل تلك الديار باق ،وكانت تجار سيما والصلح بين
طائفتي الإسلام والكفر كل يتردد إلى بلاد الآخرين ،فحصلت لي الكائنة التي
وهي ضربة السيف التي جاءت بوجهي من ذلك الإنسان أعاقتني عن ذلك ؛
وسمي بعبد الرحمن ، العدو الله -الماضي خبره -الذي أسلم عن اليهودية ،
وحضر من القاهرة إلى طرابلس الغرب ،وتوجه فدخل إلى غرناطة وقطنها ؛ ولا
،
ولا علم عندي به من يوم خروجه من طرابلس عن ذهني شيء من خبره ،
وكان لما توجه من طرابلس جال بعض البلاد حتى قدم غرناطة ،وادعى بها أنه
معاداة الناس من أعيان أهل غرناطة ،وأطبائها ،مع جهله وقصوره في كل
ذلك ،وصار يضيق عليهم في كثير من الأشياء ،والعادة جرت بتلك البلاد ،بل
ومهما فعلوا جاز ،وأنا لا علم عندي بغالب بلاد المغرب أن الشرفاء بها عدل .
وهـو ـ أيضاً ـ لا شعور له بقدومي إلى بشيء من خبره ولا بدعواه ما ادعى ،
فاتفق لما أن قدمت إليها بعد أيام بأن سئلت عن إنسان وصف لي غرناطة ،
خاصة من غير أن يذكر لي واصفه السائل عنه شيئاً من أحواله ،لأنني لو كنت
عرفت أو اطلعت على صفة دعواه وحاله لربما سترت عليه بما لا يضرني في
؛ فلما وصف لي السائل صفات إنسان سألني عنه تأملت ،فإذا هي ديني
صفات عبد الرحمن الذي ذكرته فيما تقدم ،فعرفته بصفاته ،وأظهرت له ما كان
عليه ،وما جرى له في إسلامه ،وكيف ورد إلى طرابلس ،وأخلصت له ولياً ،
وقمت معه ظناً مني بأنه لا تخفى حاله ،وبلغه ذلك ،ورأى أنه فسدت حاله
وصورته ،فأخذ يترقبني ،واتفق أن اجتزت بمكان من أزقة غرناطة يقال له زنقة
الكحل ،فسعى وانفرد لي من ورائي ،ولا شعور لي به لأخذ حذري منه ،
فالتفت وإذا به معي وضربني بما في يده من السيف في الغفلة وبيده سيف ،
الأصل ،لا الضربة لتلك ،ذلك كونه يهودياً في قاصداً بها عنقي ،فأخطأت
،فسقطت من قوتها إلى الأرض ،وفر خبرة له بضرب السيف ،فجاءت بوجهي
هو هارباً مختفياً ،ظناً منه أنه قتلني ،إذ لو تحقق حياتي عقيب تلك الضربة
الشفة لثنى ،ولكن سلم الله من الموت ،وأطاحت هذه الضربة طرف أنفي
مع
العليا والخد الأيسر وثمانية من الأسنان ،وفصلت الشفة ؛ ثم أعان الله -تعالى -
بغرناطة نحو الشهر ،وبلغت الموت ،ثم بأن أخيطت الجراحة ،و
تمرضت
ولما بلغه أنني في قيد الحياة ،وأخبرت به أنه هو الفاعل بي ذلك ،هرب
فاراً لئلا يؤخذ ،ودخل إلى بلاد الكفر مرتداً عن الإسلام ،ثم بلغني عنه أنه
ضربه بخنجر معه قتله لكائنة اتفقت اغتاله إنسان من أسرى المسلمين ،
معه » ( ) ۱
٢٤
ويبدو أن هذه الحادثة كانت السبب الرئيس في اتجاه مؤرخنا إلى التصوف
وفي مستهل رجب ،ركب مؤرخنا البحر عائداً إلى « وهران » -وقد تماثل
وفي ذات
في رابعه ،عازماً على السفر بحراً إلى تونس ، للشفاء -فدخلها
السفينة التي أقلته إليها ؛ لكن حال بينه وبين ذلك ما بقي به من آثار الضعف ،
وأبلغه أسف والده وأسف صاحب وهناك زاره ( عبد الله » ولد مدبر تلمسان ،
ـ ١٤٦٦ / .م ) . وما أن حل الحادي عشر من ربيع الأول سنة ( ٨٧١
۸۷۱هـ
حتى أقلع مؤرخنا من تلمسان متوجهاً إلى تونس ،لكن نتيجة لسكن الريح وثقل
التي دخلها « عبد الباسط » في اليوم إلى الساحل ،قريباً من ( بجاية » ،
)(۳
التالي
بعدها إلى طرابلس التي وصلتها في أواخر جمادى الأولى ( ، ) ٥ليقيم فيها عدة
-هذا ـ سواء بنفاد أكثر ما معهم من الماء والزاد ،أو بإخافة العربان لهم
وقد سلموا منهم بجهد جهيد وخوف شديد ،ولم يهدأ لهم وقصدهم نهبهم ،
( ) ۱يؤيد ذلك قوله ( المصدر السابق ج ٦٢ب ،المجمع المفنن ق ٣٤ب ) مترجما إبراهيم بن
البلاد ،وغيرها مما كان معي من كتبي ،نحو الأربعين مجلدة ،وقفتها بزاويته ،لما كنت تركت
التعلقات الدنيوية ،وحصل لي بعض توجه إلى ذلك الجناب ،فياليت ذلك لو دام ؛ فإنا لله وإنا
۲۵
بال إلا بوصلهم إلى ( عرب لبيد » -وكانت بلادهم محصية ـ فأقاموا لهم
الحنفي » بعض ذلك ،قائلا : ويصف لنا ) عبد الباسط -
فأصبحنا صياماً بالطريق ، رأينا هلال شهر رمضان ليلة الأحد ، . .
وحصل لنا في أوائل هذا الشهر عطشة بالطريق لقلة المياه ،وكاد أن يهلك
الكثير من الناس ،وخلص الله -تعالى -بالوصول إلى الماء ،وكان من معه
الماء من الناس خافوا واختشوا من هجوم من لا ماء معه عليهم لأخذ الماء
فألهمني الله -تعالى -أن جعلت قربة معي فيها الماء في غرارة ، منهم ،
وأظهرنا أنه لا ماء معنا ،إذ ما معنا لا يكفينا إلا بجهد ،ولو غفلنا عن إخفائه
وكان معنا ابنة صغيرة لي ،لا صبر لها لهلكنا عطشاً ،مما كان من قلة الماء ،
قلت الأزواد معنا ونحن وفيه ( رمضان ) في سادس عشره ، >>
. . .
وكادت أن تفرغ ،بل فرغ الكثير من أزواد بعض الركب ،وبقوا بالطريق ،
الحلزون ،وعمد من معه الزاد -أيضاً -إلى أكل الحلزون -أيضاً -خوفاً يأكلون
)(۳
معه » ما انتهاء من
عن الجد في السير قلة الظهر لموت الكثير من الجمال أو وقوفها ،ووقف
فكان يسير على لمؤرخنا بالطريق بعض الجمال فتضرر بوقوفها حتى تسير ،
قدميه حيناً وراكباً أحياناً أخرى ،خوفاً من تعطل بعيره أو موته ،خاصة وقد
وبعد خمسة أيام قاسية دخل مؤرخنا مع الركب مرض مملوكه في الطريق ..
٢٦
مستوطناً لها ،وقد تنزل في الخانقاه الشيخونية -التي نسب إليها ـ متردداً على
•
مشهوري علماء عصره « ،كالمحيي الكافيجي ) ( ت ٨٧٩هـ
١٤٩٧ /م ، ) . ١٤٧٥ /م ، ) .و ( الشمس السخاوي ) ( ت ٩٠٢هـ .
١٥١٤ /م ) .بعد تعلل بالسل دام الخامس من ربيع الآخر سنة ( ٩٢٠هـ ·
وكان مؤرخنا -رحمه الله -فيما أشار إليه ( ابن إياس » -وقد تتلمذ عليه -
طويل القامة ،نحيف الجسم ،له ذؤابة شعر -على طريقة الصوفية -وأنف وافر
( السريع )
كما كان ضنيناً بنفسه ،ذا شمم زائد ( ، ) ۳وسكون ،وانجماع عن
) (٤
الناس
۲۷
الباب الثاني
مؤلفاته
۲۹
الفصل الأول
مؤلفاته
التأليفي ،فقد كانت له مقطوعات شعرية ،انتشر بعضها في كتاباته وفي كتابات
الفقه
تلميذه « ابن إياس » ،كما كانت له شروح أو مؤلفات مستقلة في
)(۱
فيمكن إجمال المعروف منها أما مؤلفاته التاريخية ، الحنفي ( ) ١والطب ( . ) ۲
( ) ۱ابن إياس .بدائع الزهور ج ٤ص ، ٣٧٤د .محمد مصطفى زيادة .المؤرخون في مصر
ص . ۷۰
( ) ۲عبد الباسط -الحنفي .المجمع المفنن ق ١٦٥؛ حيث أشار إلى أن له شرحاً على « قانون شاه »
·
في الطب ،كان يدرسه
( ) ۳رسالة لطيفة الحجم ،شغلت ثماني عشرة ورقة مزدوجة الصفحات ،متوسطة القياس ،مسطرتها
تسعة أسطر ،كتبت بخط نسخي مشكول ،تحتفظ بها مكتبة ( أحمد الثالث -تركيا » ضمن
مجموع برقم ، ۲/۲۸۰۳ :وعنها مصورة معهد إحياء المخطوطات العربية في القاهرة ،برقم :
- ۱۰۳تاريخ .
وهي تشتمل على مقدمة وخاتمة ،حصرتا فيما بينهما سبعا وعشرين ترجمة مقتضبة جداً
البدء للأنبياء أولي العزم ( المرسلين إلى الأمم بالكتب السماوية -راجع ( :المطهر المقدسي
،فيما بين آدم ومحمد عليهما السلام . والتاريخ ج ۳ص ۷
۳۱
سيرة الرسول ( ) ١ في ( ) ۳غاية السؤل
( )۳نفسه .
( ) ٤ابن إياس .بدائع الزهورج ٤ص ٣٧٤؛ ولم اهتد بعد إلى مظان وجوده •
٣٢
الفصل الثاني
الروض الباسم
>> <<
في حوادث العمر والتراجم
• • •
فهذا تعليق جمعته في التاريخ أنيق ،وابتدأت فيه من مولدي
ليكون أعون في الحوادث المتجددات الذي هو سنة أربع وأربعين وثمانمائة ،
( ) ۱اعتمدت هذه الدراسة على مخط .الفاتيكان ،ذات الرقم ، ) ۷۲۸ ( :في مصورتها المحتفظ
بها لدى دار الكتب المصرية ،برقم - ٢٤٠٣ :تيمور ،وتقع في نحو ٢٦٠لوحة ،ذات قطع
كبير ،مسطرتها نحو ۳۳سطراً ،تضمها أربع مجلدات ؛ وقد أشير في أولها ونهايتها إلى أنها
بخط مؤلفها إذ جاء على صفحة الغلاف من المجلد الأول قوله :
كتاب الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم ،تأليف العلامة الشيخ عبد الباسط بن
خليل الحنفي ،وهو بخطه ،رحمه الله -تعالى -ونفع به آمین ) •
( كشط ) الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم على يد مؤلفه وجامعه وكاتبه تم
الفقير إلى الله تعالى الحفي ،عبد الباسط الحنفي ،غفر الله له ذنوبه ،وستر عليه عيوبه ،بمنه
وطوله » •
ويبدو أن هذه القطعة لا تمثل سوى المجلد الأول من الكتاب ،وأن الكشط متعلق برقم
الجزء ،،ووي
يؤؤييدد ذلك وجود العديد من الإحالات -في مادة الكتاب -إلى تتمات تأتي في حوليات
تالية ،لا وجود لها في هذه القطعة •
وتشير هذه القطعة إلى ابتداء مؤرخنا تأليف الروض سنة سبع وثمانين وثمانمائة للهجرة ،
وفراغه من إنجاز هذا الجزء يوم الاثنين ،الثامن عشر من ربيع الأول سنة تسعين وثمانمائة
للهجرة .
الروض الباسم ج ۱ق ١٨ب ،ج ٤ق ٢٦٠أ ) ( راجع :عبد الباسط الحنفي .
وهي محتوية على الحوليات فيما بين سنتي ٨٤٥و ٨٧٤هـ ، .مع وجود بعض الفجوات
لانخرامها في عدة مواضع ،ذهبت بوفيات حولية ٨٤٤هـ .وأول حولية ٨٤٥هـ • ،وباقي
، وفيات حولية ٨٤٦هـ
وبقية حولية = وباقي وفيات حولية ٨٤٩هـ . وحولية ٨٤٧هـ ،
۳۳
والوفيات على التحقيق ،أذكر فيه غرر المتجددات اليومية ،ومشتهر الحوادث
العصرية ،ونبذا من تراجم ووفيات جماعة من الأعيان ،من أهل هذا العصر ،
على جهة الكشف والبيان ،وربما ترجمت جماعة من موجودي الأعيان بمناسبة
أو استطراداً في ترجمة ،أو محل ولاية ،أو غير ذلك من المجال ،من غير
وقد يحسن ويصلح أن يكون تاريخنا هذا ذيلاً على عدة إغفال ولا إهمال
القضاة
من التواريخ المعتبرة المشتهرة للسادة الأئمة المهرة ،كتاريخي قاضي
البدر العيني -طيب الله ثراه ،وجعل الجنة مأواه وقراه -وتاريخ شيخ الإسلام
حافظ العصر ابن حجر -تغمده الله برحمته ولضريحه نور ـ وتــاريــخ التقي
المقريزي -رحمه الله برحمة نماها -وغير ذلك من التواريخ التي بمعناها ،وإن
فيحسن ذيلا من حيث السنين الآتية عقب داخلها في بعض السنين الماضية ،
المذكورة بعد التداخل ،على أن بها من الزيادة ما يصلح أن سني التواريخ
.
يكون ذيلا لتلك السنين المتداخلة ،فتم التداخل
وفاح شذا عرفه ونم ،سميته :الروض ولما كمل هذا الترتيب وتم
وتوخيت فيه ما ثبت عندي من نقل السادة المعتمدين الأخيار ،أو شاهدته
وأن يجعله حاثاً للواقف عليه على فعل ما يحمد ،وملازمة شهرة اختلاس ،
ومبعداً عن رذائل ذوي السير الذميمة ،هذا مقصدي ،ولم يذكر بها ويرشد ،
أقصد الغيبة والنميمة ،والله بذلك هو الكفيل ،وهو حسبي ونعم الوكيل » ( ) ۱
أولاً
-ابتداء المدى الزمني للكتاب بسنة مولده ،وهي سنة أربع وأربعين
٨٥٠هـ ،حتى أول حوادث حولية ٨٦٥هـ ،وأثناء وفيات حولية ٨٧٤هـ ،فيما بين ترجمتي
يشبك من حيدر الأشرفي ويوسف بن تغري بردى ،حيث خرمتا ،وسقط ما قد يكون بينهما من
ترجمات .
٣٤
وثمانمائة للهجرة ،وإن لم يعرف على وجه اليقين منتهاه ،لفقدان
ثانياً
ـ التذييل على عدد من التواريخ السابقة عليه ،مع مداخلتها في
١٤٤٩ /م ) . وإنباء الغمر لابن حجر العسقلاني ( ت ٨٥٢هـ .
بمعنى المعرفة بها المهرة » ، للسادة الأئمة المشتهرة ، ، المعتبرة
ثالثاً
أن مفهوم مؤرخنا للتذييل لا يعني التعقيب على فائت زمنياً ،وإنما هو
والإرشاد لإعطاء كل الناس ، والابتعاد عن الإفحاش وهضم يليق ،
ذي حق حقه من غير تعصب ولا اختلاس ...ولم أقصد الغيبة ولا
الوكيل » ·
۳۵
حاثاً للواقف عليه على فعل ما يحمد ،وملازمة شهرة يذكر بها -
المنقسمة في داخلها إلى يلي هذه المقدمة عدد من الحوليات المتتابعة ،
وتتصدر حوليات الكتاب ،وقد أشير من خلالها إلى أهم الوظائف المدنية
والعسكرية -في دولة سلاطين المماليك في مصر والشام والحجاز -مع التعريف
بمتولي هذه الوظائف ،وكذا أسماء السلاطين والملوك ذوي العلاقة بدولة
وقد اعتنى فيها ابتداءً بأولى حوليات الكتاب ) ٨٤٤هـ ( .بذكر الخليفة
أتابك العساكر ،وأمير سلاح ،وأمير وهم : والأمراء الكبار في مصر ،
مجلس ،وأمير آخور كبير ،ورأس نوبة النوب ،والدوادار الكبير ،وحاجب
« وأما الطبلخانات وأرباب الحجاب ،ومقدمو الألوف ،مهملاً ذكر من دونهم :
الوظائف منهم ،والعشرات وأرباب الوظائف منهم -أيضاً -فكثير لا حاجة لنا
وناظر ديوان الجيش ،وناظر الخاص ،والوزير ،والأستادار ،مهملا -كذلك -
ذكر من دونهم ( وأما غير هؤلاء من المباشرين وأرباب الأقلام فكثيرون جداً ،
وأرباب الوظائف الدينية كالقضاة وغير ذلك ،ولا حاجة لنا بذكرهم ) ( ) ۲؛
٣٦
وكفال الممالك فالحنبلي ) ، فالحنفي ،فالمالكي ، الأربعة ( الشافعي ،
الشام وحلب وطرابلس وصفد وغزة والكرك : ومنهم نواب الأمراء ) ، ( ملوك
وملطية ،مهملا ذكر نواب القدس وحمص وبعلبك وسيس وطرسوس وعينتاب ،
لا طائل بحيث ذكرهم ،فإنهم لا ومن الأجناد ، لكونهم ( من صغار الأمراء ،
يلي هذه القائمة الاستقرارية حوادث موزعة على الشهور ،المنقسمة في
« ذكر نبذ ( ) ۳من داخلها إلى أيام الأسبوع المؤرخة بها ،وقد عنونت بقوله :
وهي حوادث يمكن الهجرية ) ( ، ) ٤ السنة القمرية المتجددات اليومية في هذه
( )۷نفسه ج ۱ق ٦٥ب ،ج ٣ق ٩٦ب ۱۰۹ ،ب . ۱۸۷ ،
( ) نفسه
ج ٣ق ) ٢٠٥حيث مصادرة الشمس الأهناسي ) ،ق ) ۲۰٦حيث مصادرة العلاء ابن ۸
الصابوني ) .
( ) ٩نفسه ج ٣ق ١٤٦أ ) فيما تعلق بعرب هوارة ) ،ق ١٨٤أ ( فيما تعلق بعرب البحيرة ) ،
ق ٢٠٦ب ) فيما تعلق بعرب البحيرة ) ·
( ) ۱۰نفسه ج ۱ق ۱۱ب ۳۹ ،ب ،ج ۳ق ١٨٥ ، ٢ ۱۱۸ب . ٢ ٢٠٢ ،
۳۷
- ٦الارتفاع والانخفاض في أسعار النقد ،وبعض المأكولات ( ) ۱
)(۲
- ۷الأوبئة والطواعين
وغزوات ()۸
)(9
والممالك الأخرى ذات العلاقة بهم
أ ب،
ج ٤ق ٢٤٩ ، ٢ ٢٦٣أ . ( ) ۱المصدر السابق ج ۳ق ۲۰٤ ، ۲۰۳ ، ۱۲ ۱۸۱
( ) ۲نفسه ج ۱ق ۲۱أ ،ج ۳ص ، ٢٠٩ ، ۲۰۲ج ٤ق ٢١٦ب .
( ) ۳نفسه ج ۱ق ( ۷فيما تعلق بكائنة القرمى ( ،ق ( ۱۲فيما تعلق بكائنة الشهاب الكوراني ) ،
۱۲۹ب ١٥١ ،أ ٢٠٥ ،أ . ( ) ٥نفسه ج ۲ق ، ٤٨ج ۳ق
) حيث زلزلت القاهرة ) ،ج ٤ق ٢١٥ب ) فيما تعلق بخسوف جرم القمر )
فيما تعلق بإنجاب السلطان لولد ذكر ) ،ج ۳ق ۱۱۸ب ( فيما ( ) ۱۱المصدر السابق ج ۲ق ۷۷ب
٣٨
١٦ـ ما يستحدث من العمائر الدينية والمدنية ( ، ) ۱أو يكون من تجديد
- ۱۹التنبيه على مشاهير العلماء الوافدين إلى مصر ،سواء للإقامة أو في
•
طريقهم إلى الحج والمجاورة () ٥
فضلاً عن الكثير مما تعلق بترجمته الذاتية ،على النحو المستخدم في
وقد تأتي هذه العناصر مقطعة ،موزعة على أيام الأسبوع الواقعة فيها ،
وقد تأتي على سبيل الجمع الشمولي ،دون مراعاة للأيام المؤرخة بها ،اكتفاء
بنسبتها إلى الشهر أو السنة الواقعة فيها ،حيث يعمد مؤرخنا إلى الموازنة بين
قوله موازناً بين حادثتين ومن نماذج الأولى ( الموازنة بين الحوادث ( ،
وحصل به التشويش ،قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :قرأت بخط من أثق
لما وصل الحاج إلي مدينة ينبع كان به الدقيق في أول النهار كل حمل به :
( ) ۱المصدر السابق ج ۲ق ) ٥٦حيث الانتهاء من عمارة زاوية جنبك ،ج ٤ق ( ) ٢١٩حيث
( ) ٥نفسه ج ۱ق ) ۱۷استقدام السلطان لثلاثة من المسندين من الشام إلى القاهرة ) ،ج ۲
ق ٤٨ب ٤٩ -أ ) مقدم الحافي إلى القاهرة في طريقه للحج والمجاورة ) .
ووصل الحمل الفول الصحيح إلى أربع ويبات بدينار فوصل إلى ويبتين ،
عشرة ،وكان البقسماط رخيصاً فوصل إلى ستين درهماً كل عشرة ،وكاد
الجمالة أن يهربوا ،فقدر وصول الخبر بوصول المركب إلى الساحل ،فتراجع
ووقع عكس هذا في زماننا هذا في سنة سبع وثمانين في عود أقول :
الحاج
أخبرني من أثق به ممن كان مع الحاج في هذه السنة أنه لما وصل الحاج
إلى الينبع بيع الشيء في أول النهار بأعلى الأثمان ،فمنع أمير الحاج ـ وكان
يومئذ أزبك اليوسفي أحد مقدمي الألوف ،المعروف بناظر الخاص -الناس من
الشري أولاً حتى يستكفي هو ،فاشترى الدقيق والعليق وغير ذلك بأغلي ثمن ،
ولما استغنى نزل السعر في وسط النهار ،ثم انحط في آخره بحيث ندم أمير
الحاج -المذكور -ومن اشترى من الأتراك ،وانتصف الفقير بعد تكفية الأمراء .
: وقوله موازناً بين حادثتين وقعتا في سنتي ٨٤٥و ٨٥٤هـ .
وفيه ( المحرم ( في يوم الأحد ثامنه ،أمر السلطان والي الشرطة ) ...
بإصلاح الطرقات ،بأن ينادى من قبله بتنظيفها بعد قطع أراضيها ،فألزم الوالي
القطعة يقطعون والحمارة تشيل ما يقطع شيئاً فشيئاً ،وغاب الكثير من أهل
وبقي غالب الناس في هذا اليوم في غاية النكد ممن له تعلق بذلك ومن لا تعلق
لأجل القلعة والعمال في ذلك من حمارة وغيرهم له -أيضاً -لازدحام الناس
وحمل ما يقطع ورميه بالكيمان ،وحصل للمارة في هذا اليوم بواسطة القطع ،
وفيما بعده غاية النكد والتشويش ،فإن من غاب بقي ما يتعلق به من الأرض
فتوعرت الطرقات بسبب ذلك ، المستطرقة أمام داره أو حانوته بغير قطع ،
•
يمشي ليلاً ،وخصوصاً ضعفاء البصر والسمع
وقد جرى مثل ذلك في زماننا هذا في سنة أربع وخمسين أقول :
وتمادى الأمر على ذلك في أيام يشبك من بل وفي التي قبلها ، وثمانمائة ،
مهدي الدوادار ،حين ألزم الناس بإصلاح الطرقات وتوسعتها ،وهدم الكثير مما
أحدث أو لم يحدث بالطرقات ،فكان الهدم والقطع ،وكان يغيب البعض منهم
بل وأردمت بالهدم ،ودام ذلك مدة ، الطرقات ، فتوعرت ويقطع البعض ،
وحصل للمارة الضرر والتشويش بسبب ذلك ،وعطب كثير من الناس وكسرت
وقام فيه القيام التام ،وبقي إذا غاب الواحد ممن لكنه داوم على ذلك ،
له تعلق نظف من ماله ثم أخذ منه بعد ذلك ،ظناً منه أن ذلك حقاً لازماً
للغائب ،حتى أصلح عامة الشوارع والطرقا ( ت ) ووسعهـا وهدم الكثير من
لكن فيما يظهر لي أن الذي بالحق أكثر الدور والحوانيت بحق وبغير حق ،
ولقد حصل بذلك للمارة بعد ذلك غاية الراحة ،ولقد كشف بسبب الكثير من
وخرجت هذه السنة -أعني سنة اثنتين وسبعين المذكورة ـ وقد وقع
فيها من الفتن ما ظهر منها وما بطن ما لا يكاد أن يحد ولا يضبط بعد ،فكادت
أن تكون بل لعلها كانت سنة لا نظير لها في هذا القرن من كثرة الفتن والأنكاد
والشرور الكائنة بها والفساد وهلاك العباد وخراب البلاد ووجود الحروب
والملاحم بسائر الأقطار وغالب البلاد والأمصار في سائر مشارق الأرض ومغاربها
وكثرة الحروب وغلاء الأسعار من تغير الدول ووقوع الخطوب والكروب ،
السبل ،وقلة الأقوات والزراعات ،واعتلاء الفواكه والثمار العاهات والآفات ،
٤١
لا سيما بالبلاد الشامية ،وقد عرفت أحوال الديار المصرية من تغير أربعه
بخير بك .وكان في أول بل خمسة إن شئت : سلاطين في نحو أربعة أشهر ،
بل وبلاد الفرنج من بـر هذه السنة من الوباء العظيم في بلاد الروم والمغرب ،
النواحي ،مما هو في البحر المحيط من بلاد الفرنج ما الأندلس وما إلى تلك
فنى به الخلق الكثير والجم الغفير بالطاعون والوباء والمقاتلة بين عساكر ابن
عثمان والفرنج ،والفتن ببلاد ابن قرمان بين ابن عثمان وأحمد بن بشارة قريبه
من النساء على ما بين ،والفتن بين جهان شاه وحسن بن قرايلك ،وقتل جهان
شاه
مع ملكه الطائل وشهامته وسلطنته ،ثم الحروب الثائرة ببلاده وبالعراقيين
وبلاد العجم إلى أن آل ذلك إلى قطع رأس القان بو سعيد في السنة الآتية ،فما
ذلك غير فتن كبيرة وحروب كثيرة ،ثم فتنة شاه سوار بن دلغادر بهذه المملكة
وحروبه أولاً وثانياً ،ثم الفتن بأعلى بلاد الصعيد ،ثم ما بلغنا من المصيبة
العظمى ببلاد المغرب في أخذ طنجة وأصيلا من بلاد الإسلام وصيرورتها دار
خراب وكفر ،ثم فتن فاس الباقية ،بل وحصارها في هذه السنة من بني وطاس
الذي دام بعد ذلك ،ثم تغير صاحب تونس على صاحب تلمسان ونقض
صاحب تلمسان الصلح الكائن بينه وبين صاحب تونس المذكور ما بينا على ما
تقدم بيانه ،وأما بلاد الأندلس فناهيك بفتنها التي لا تنقضي ،القائمة بين
المسلمين والكفار ،وكذا الفتن القائمة بين طوائف الكفار ـ أيضاً ـ أنفسهم في
بعضهم البعض من الفنس صاحب قشتالة وكذا البرطال والكيلان وغيرهم ،وما
كان من الشرور في طريق الحجاز وأخذ ركب الينابعة ،ثم المقتلة الكائنة بعد
ذلك بين صنافر وسبع وسباي ولدى هجار الماضي ذكرهم ،والفتن الكائنة
بقبلى مصر وبحريها شرقاً وغرباً ،ومقاتلة العزبان -أيضاً -بعضها البعض ،وما
غاب عنا يبلاد الهند والسند والصين واليمن ،فلعل ذلك ،ولعل هذه السنة
كانت أصعب السنين للمعتبرين ولمن نظر وتبصر ،وبالله المستعان » () ۱
وهكذا فإن مؤرخنا قد أجمل في ذيل هذه الحولية حوادثها ملخصاً وإن
٤٢
وليات
حويستجد من حوادث ،فيكون في ذلك الإتيان بحوادث لاحقة في ح
. . . .وإنما ذكرنا هذا مقدماً على وقته لأن عليه يتسق الكلام ،ويحسن
وإن كان قد وقع بعد ذلك ) ( ) ۱ الانتظام ،لتكون معرفة بهذه الكائنة ،
الشخصيات ذات الصلة بها ،ممن يكونون على قيد الحياة ،ناصاً على ذلك ،
·
ولا بد في هذا التعليق من التعريف به قبل الخوض في ذكر ما
إلى جرى من كائنته ،إذ لا تأتي له ترجمة في هذا التعليق ،فإنه لم يتوف
اقترنت تلك الترجمات بعنوانات تأتي في جوانب الصفحات وقد علم عليها
بالحمرة ،مع تنبيه إلى ذلك في مقدمة الكتاب ،بقول مؤلفه :
. . .وكتبت بالحمرة على هامش هذا التعليق ما يرشد إلى المقاصد من
ليكون ذلك مسهلاً على الوقوف عليها لمن طلب بعض التراجم والوفيات ،
معرفة تلك الحالات ،وقد آثرت لناسخ هذا الكتاب أن لا يسقط ذلك من
،
المترجمين فيها ،وقد رتبت ترجماتهم على حروف الهجاء في الاسم العلم
( ذكر نبذ ( ) ٤من تراجم الأعيان ووفياتهم في هذه مصدراً لها بقوله :
؛ ناصاً على ذلك في أولى حوليات الكتاب بقوله : السنة ) ( ) ٥
٤٣
« . . .أعلم أنني أذكر في هذا التعليق تراجم الأعيان الذين بلغني
وأمكنني الوقوف على تراجمهم ووفياتهم ،على ترتيب حروف المعجم في
مراتبها ،فأبدأ بمن اسمه الهمزة ،وكذا اسم أبيه ،إذا اتفق ذلك ،وهكذا إلى
الرتبة ،وإلا فأعد إلى الحرف آخر الحروف إن وجد من اسمه على الحرف في
الذي يليه ،ثم وثم حتى أنتهي ،وأذكر في بعض تراجم الأموات تراجم بعض
التوفيق » ( ) ۳ الأحياء بمناسبة كما أشرنا إلى ذلك في أول تاريخنا هذا ،وبالله
وقد تتضمن بعض الترجمات ترجمات الغير ،سواء كانوا من الآباء ،أو
>> ...
وإنما طولت في هذه الترجمة ،لأنها تتضمن عدة تراجم ،ولأن
وقد انتزعت بأكملها من « الروض ) ، المفنن » ، هو « المجمع مستقل ،
اعتمد ( عبد الباسط --الحنفي (( في جمع مادة كتابه على خمسة أنواع من
أ -المشاهدة :
على جرف مطل على النيل ببعض سواحل البلاد القبلية ،وإذ بامرأة نزلت للبحر
وإذا بتمساح وثب عليها من البحر حين انحنت على الجرة ، تملأ جرة معها ،
فصادف أن أخذها من رأسها بأن قصدها فاتحاً فكه وطبق على رقبتها ،وبقي
فحصل عندي الباعث والتألم على تلك المرأة ؛ وبلغ خبرها أهل البلد
فانتدب إنسان يقال له :أبو وكان هذا التمساح قد عرف بهذا المحل ،
عوكل -من أهل تلك الناحية ،كان معروفاً بصيد التماسيح -فخرج إلى الساحل
وما زال إلى أن صاد ذلك التمساح بعينه على ما قالوه أنه هو الذي عرف بالأذى
في ذلك المكان ،وخرج كثير من الناس لرؤية ذلك التمساح ،ثم حمل إلى
وعجبت من قدرة الله تعالى ،وبـرد البلد فرأيته أنا -أيضاً -على صفة هائلة ،
وقوله :
· •
وكنت أنا في ذلك اليوم بمصر العتيق ببعض الديار ،ورأيته
ولهجوا بزوال ملكه ،ووقع ذلك بعد قليل كما تفاءلوا ،وكانت هذه بذلك ،
وقوله :
ثم إنني شاهدت في أثناء طلوع الأمراء قانباي وهو أحد مقدمي . . .
الألوف إذ ذاك ،وقد طلع ،ولما دخل من باب القلعة قامت الجلبان على ساق
ومشوا إلى جهته بالسيوف المصلتة واضطربوا حين رؤيته اضطراباً كبيراً ،حتى
أنني خشيت عليه ،ثم مشوا معه إلى أن شيعوه إلى داخل وعادوا فتوسمت في
+ D .
وكنت أنا قد سألت ولده -المذكور -أن يوقفني على ترجمته
وترجمة نفسه وإخوته -أيضاً -وكان الموجب لذلك أنني رأيت في تاريخ البدر
بأن ذكر فيه ما هو نصه : العيني -رحمه الله -ترجمة المحب هذا ،
وفيها في يوم الاثنين ثالث عشرين رجب مات الشيخ محب الدين ابن
ولم يذكر اسمه ولا اسم أبيه ثم وصفه بالخير والدين واعتقاد الناس له ،
وذكر التاريخ الذي ذكره الشيخ بدر الدين العيني بعينه ،فكأنه نقل منه ،
وقد وهم كلاهما في تاريخ وفاته على ما هو ظاهر ،فإن ولده أقول :
٤٦
أضب
ط ،ووهم ابن تغري بردى في مذهبه -أيضاً -وما علمت من أين جاءه هذا
ولعله سبق قلم ،فإنه نقل في ترجمته من تاريخ البدر العيني ،ثم ما الوهم ،
أمكنني أن أنقل عنهما واقتصر على ما ذكراه مع وجود ولده الشيخ تقي الدين
المذكور -مع صحبة بيننا ،فسألته عن ذلك وعن نفسه وأخيه المسند وغيره ،
« . . .وكان من خبر هذا الأمر ما أخبرني غير واحد ممن اطلع على جلية
)( ۲
هذه القضية ،ومنهم من أثق به وبدينه ،وخيره أنه » . . .
وقوله :
يحيي الدين الكافيجي -رحمه الله -وكان يثني عليه ويصفه بجلالـة
القدر ) ()۳
وقوله :
بالرملة
،سمع ممن يثق به عن ابن زين هذا ،أنه ) ٤( » . . .
وقوله :
واشتد حنق السلطان في ذلك اليوم وغضبه ،حتى حكى لي . . .
بعض أصحابنا ممن كان حاضراً ذلك المجلس في هذا اليوم )٥( » . . .
)( ۲
...وعلى أنني رأيت خط الحمصى في إجازة ،وهو
وقوله :
نقلت هذه الجملة من تعليق بخط الوالد -رحمه الله تعالى ـ وفيه . . .
)(۳
من الغرائب ما وقفت عليه )
٦٣ ، ٢٦٠ ، ٩٥٩ ، ٥أ ،ج ٢ق ٢٦ب ۳۸ ، ۱ ۲۸ ، ۴ ۲۷ ،ب ، ، ٢٥٦ ، ٥٥ ، ٥٤
٣٩ب ٤٠ ،ب ٤١ ،ب ٤٢ ،أ .
٤٨
- ٥الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ( ) ۱للسخاوي ( ت ٩٠٢هـ
قوله :
)( ۳
. . .وقال ابن تغري بردى
وقوله :
وقوله :
•
) ٤( » . . . . . .ذكره الحافظ السخاوي في تاريخه ،وقال :
راوح « عبد الباسط ) بين النقل الحرفي عن مصادره ،والنقل متصرفاً في
وعزل ابن عمه القاضي ...قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : «
جلال الدين بسبب قيام الناس عليه ،فعزل هو أيضاً ،واستمر ثم عاد بعد ذلك
٤٩
وعزل ابن عمه القاضي جلال الدين بسبب قيام الناس عليه ،
فعزل هو أيضاً ،واستمر ثم عاد بعد ذلك ،وولي مراراً إلى أن مات ) ( ) ۱
قال شيخ الإسلام بدر الدين العيني في ترجمته له في تاريخه : . . .
نظم أربعة عشر ألف قصيدة وخمسمائة قصيدة وثلاثاً في قصص الأنبياء
-تسعمائة مرة . إنه رأى النبي - فقيل : وعاش تسعين سنة ، وغيرها ،
)(۲
انتهى »
وعاش تسعين سنة ،وقيل :إنه رأى ومولده ،بطنتنا هذه السنة في البحيرة ،
)(۳
النبي -عليه الصلاة والسلام -في منامه تسعمائة مرة )
مصدره -على صغره -سواء باللحن في إثبات العدد الأول « أربعة عشر ألف
« عليهم السلام » ،و « ومات ـ قصيدة » ،أو بالحذف لقول مصدره :
» ،
بطنتنا » ،و « في منامه » ،فضلاً عن إبداله قول مصدره « :قيل » بـ « فقيل
ومن نماذج ذلك -أيضاً -قوله مشيراً إلى ثورة « الجلبان » على « الظاهر
جقمق » :
وقال ابن تغري بردى :وكسروا باب الزردخاناة السلطانية وأخذوا ·
وضربوا جماعة عند باب الزردخاناة من أهلها ،ووقع منهم منها سلاحاً كثيراً ،
٥٠
أمور قبيحة في حق أستاذهم الملك الظاهر ،ولهجوا بخلعـه ،وتحرك من في
)(1
قلبه مرض في ذلك اليوم ،وتفتحت الأعين بكائنة تحل بالسلطان )
الزردخاناة ،وأخذوا منها سلاحاً كثيراً ،ووقع منهم أمور قبيحة في حق أستاذهم
الملك الظاهر ،ولهجـوا بخلعه من الملك ،وهم السلطان لقتالهم ،ثم فتر
عزمه عن ذلك شفقة عليهم لا خوفاً منهم ،ثم سكنت الفتنة بعد أمور وقعت بين
» )( ۲
السلطان وبينهم
مصدره معدلاً في نسقيه الترتيبي والتعبيري ،حيث أخذ ما يشير إلى ضرب
جماعة الزردخاناة على ما أخذ منها ،مع إبدال قول مصدره ( :وضربوا جماعة
( وضربوا جماعة عند باب الزردخاناة من أهلها » ، أهل الزردخاناة ) بالقول :
بينهم » ،مضيفاً قوله : « من الملك فضلا عن حذف عبارة المصدر :
وشتان ما بين التعبيرين ،إذ المفهوم من عبارة المصدر التهوين بالسلطان » .
من خطر الثائرين ) ثم فتر عزمه عن ذلك شفقة عليهم لا خوفاً منهم » ،بينما
وإنما عمد إلى مناقشتها أو تصويب أخطائها ،ومن ذلك أنها حقيقة مسلم بها ،
۵۱
ن حجر بها وهو الصحيح
بن بل مات في سنة تسع وأربعين ،،وترجمه الحافظ ا
اب
)(1
وسيأتي في محله إن شاء الله تعالى »
الدین ووهم من قال أوله ،وكذا وهم من قال ثاني عشره ،استقر القاضي ولي
#
۰۲
النقد التأريخي
الباسط -الحنفي ( رافضاً منازعة حكام تونس واليمن ويمثله قول « عبد
لخلفاء
بني العباس في لقب « أمير المؤمنين ) :
..ومع ذلك ،فإن المسمع ينوء عن سماع مثل ذلك في حق غير بني
الشاهد بصحتها لإمامتهم العظمى المتفق عليها ، الدعاية ،الخليقون بها ،
)(۱
الحديث الشري النبوي "
ف
الأمراء :
• .
فعد ذلك من النوادر التي ما وقعت لغيره ،من كونه يخرج جهات
الذي هو الإمام الأعظم في الحقيقة ،ومنه يكسب الخليفة أمير المؤمنين ،
السلطان ،وشنعت القالة في حقه ،فلا حول ولا قوة إلا بالله ،إنا لله وإنا إليه
راجعون ) ( ) ۲
النعماني ) وقد كان سبباً في أذية ومن ذلك قوله في ( حميد الدين
الكوراني :
۵۳
• وكان شيخنا حميد الدين -رحمه الله -يعاب بمثل ذلك الذي كان
السكات عن القيام في مثله أجمل ،وتركه بالكلية أفضل للعاقل اللبيب ،لا
سيما إن كان الغرض دنيوي أو لهوي نفسي ،لا آخذه الله ـ تعالى ـ بذلك ،فإنه
شيخنا ولا نقبل فيه إلا خيراً ،ولا نود له إلا خيراً ،لكنه قام في قضية الكوراني
....ولهج أهل التنجيم -أيضاً -بأن دولة الظاهر تنقضي فيها ،ولم
)(۲
يكن شيئاً مما ذكروا ،وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو جل وعلا )
الاستادار ( للظاهر جقمق إضافة زين الدين ومن ذلك قوله وقد حسن
واستمر إلى الآن ،وعلي زين الدين -المذكور ـ ومن حسن ذلك ...
ومن أمر به أثم ذلك وأثم من عمل به إلى يوم العتمة بمقتضى الحديث الشريف
النبوي -على قائله أفضل الصلاة والسلام -فلا جوزي زين الدين هذا خيراً على
ذلك ،ولا بورك فيه ،فأخذه الله -تعالى -بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر كما ستقف
على ذلك في ترجمته إن شاء الله -تعالى -في سنة أربع وسبعين )
وهكذا ،فقد اقترنت الأنفة لديه من ذلك بالدعاء على المشاركين في هذا
مع التنفير من الإقدام على فعل مماثل له ،وقد أفصح عن مصير الفعل ،
فكان من النوادر ،فإن العادة جرت أن لا يتكلم في تجهيز سلطان إلا بعد سلطنة
ثم يشرعون بعد ذلك في تجهيز الميت ؛ ولعل ما وقع -الآن -خلاف آخر ،:
المأمور به الإسراع بتجهيز الميت ،لا العادة هو الأقرب لموافقة الشرع ،لكون
السلطان يلباي ،وكان قد انبرم أمره في سيما وقد أجمع من أجمع على سلطنة
وقوله وقد كثر الدعاء من العاجز والفقير -من طبقة أولاد الناس -على
الأشرف قايتباي لقطعه جوامكهم أو تغريمهم ) مائة دينار » إقامة لبديل عنهم في
• .
وحصل على الناس في هذا اليوم ما لا خير فيه ،والسلطان يدعي
بل والدين ،والمخلص عند الله ويزعم أن الذي يفعله غاية الرأي والمصلحة ،
إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم ،فأين وكيف وقد قال عليه السلام :
من يعمل بهذا ؟ ! وأين من يسمعه ويعرفه ليكون منصوراً مرزوقاً ؟ ! » (. ) ۲
ومن
ذلك قوله معللاً إقدام أمراء المماليك على الحج وبناء أو تجديد
فكان عدة من حج في هذه السنة ( ٨٤٤هـ ( .من الأمراء أربعة . . .
الظاهر بذلك ،لأنه كان يحب أن يشاع عنه وعن أمرائه التعبد وإظهار
وكان يظهر حب من يتعبد ويحج وينقل الخير ،حتى أن جماعة الديانات ،
كثيرة ممن فطن به بأنه يعجبه ذلك صار يتقرب إلى خواطره بأنواع كثيرة من
وتاب جماعة كثيرة العبادات ،كالحج وبناء المدارس والجوامع وتجديدها ،
يفعله حتى يرجفه حين ارتكابه ذلك الفعل صفير الصافر ويخيفه خفق جناح
الطائر ،كل ذلك لما كان يظهره هو -أعني الظاهر -من العبادة والخير
·
جلس السلطان للعرض -أيضاً -بالحوش ،ثم استدعى بالجند
واحداً بعد واحد ،وهو يفعل معهم مثل ما فعل بالأمس ،لكن كثر الدعاء عليه
وتمنوا زواله ،وبقوا يودون قيام فتنة وثوران شر ،ويتمنون من المأخوذ منهم ،
ويأبى الله إلا ما أراد ،فإنه دام في سلطنته وعزه مستمراً إلى ذلك ويشوقون له ،
يومنا هذا ،بل تسلط عليهم بأنواع السلاطات حتى قهر الجميع وتملك وتمكن
فإنه جسر فكبر ،وما هاب فما وأقام المماليك الكثيرة وضخم وعظم جداً ،
ولعل ذلك لذهاب الرجال وذوي الهمم من أكابر وجمع فأوعي.. خاب ،
.فضخم جداً وعظم إلى الغاية حتى تحدث الناس بوثوبه على الأمر
لما رأوا من عظمته ،وإلا ما كان يفعل ذلك في حياة خشقدم -والله يعلم -لكونه
كان هو السبب في عظمته ،وإنما ذلك من حدس للناس في مثل ذلك لمن تناله
العظمة ،نعم لو عاش بعده لكان هو السلطان ،مع إرادة الله تعالى
كما كان مؤرخنا ناقداً لأحوال مجتمعه ،غير راض عن كثير من التصرفات
•
المماليك ) أمراء وجلبان ) ،والذين لم تكن عاطفته معهم
يظهر ذلك قوله منتقداً حكام عصره من خلال انتقاده « الظاهر خشقدم »
هذه السنة ) من الرشا ( نحو الخمسة وثلاثين ألف دينار ،فلا حول ولا قوة إلا
انظر إلى شره هذا السلطان ولا عليه من بالله العلي العظيم ،ما شاء الله كان .
كيد الناموس ،فقل إنصافه ،وكثر طمعه وجمعه للمال من أي وجه كان ،وبالله
المستعان
ومع ذلك فلقد بكى بعده على زمانه ؛ وأقول كما قيل :
ماء ( ) ١ فيه طق من في وهل يـن في فمي ماء ،
) الرمل )
ونعته طبقة المماليك بأجمعهم بالعجز وعدم الأهلية لما يتولونه من
الظاهر خشقدم » إسناد نيابة الوظائف والولايات ،من خلال نعيه على
وفيه في يوم الخميس العشرين منه استقر في نيابة طرابلس قانباي •
الحسني -أحد أمراء الطبلخانات بالقاهرة -دفعة واحدة من غير تقدم ولا ترشح
لذلك ،بل ولا أهلية ،وعد ذلك من النوادر ...وأعيب على الظاهر خشقدم
هذه الفعلة ،لعظم جلالة هذه الوظيفة ،لأنه لم يعهد ـ قط ـ في دولة من الدول
.ويا ليت في هذا كان قانباي هذا ولي طرابلس إلا مقدمي الألوف بمصر
ممن له أهلية من جهة أخرى لفضيلة أو معرفة أو ذكر حسن لصيت وسمعة أو غير
ذلك مما يكون مندوحة حتى يقال :روعي ذلك المعنى المكمل له ،فلهذا
والله الأحد صدق الصادق المصدوق :إذا بل كان في غاية الإهمال ؛ وليها ،
۰۷
لكن الفحش في هذا أظهر على أن هذه الطائفة كلها غير آهلة لذلك ،
بل وعده عاطفة الحزن لدى بعض السلاطين لفقد الأبناء من النوادر ،
يكشف عن ذلك قوله في ( الظاهر خشقدم » وقد حزن حزناً شديداً لفقده ابنته
فأسف عليها جداً حين ماتت ،حتى أبطل خدمة يوم الاثنين من ·
كثرة أسفه عليها واشتغال باله بها ،وحزن عليها حزنه الشديد الذي ما عهد بمثله
فضلا عن ابنة صغيرة ،وعد ذلك من من سلطان على ولد له كبير ذكي فضل ،
النوادر » ( ) ۲
ونودي بزينة القاهرة لدوران المحمل على العادة ،فزينت وفشا ...
في هذه الزينة التشويش على الناس من الجلبان الخشقدمية ،وأخذوا في التمرد
وقاسي الناس أنواعاً من الحد حتى زادوا بعد ذلك والتنمرد ،
عن
الشدائد ،وصاروا يخطفون العمائم ،وفعلوا أشياء لا تحد ولا تعد ولا تحل ولا
ولكن عاجلهم الله -تعالى -فأخذ أستاذهم قبل كمال السنتين من تجوز ...
)(۳
بداية أمرهم وشرهم ،وإلا كان الحال قد عظم
وهنا نجدنا مع « عبد الباسط -الحنفي » أمام نقد مركب ،تتراءى من
. لا تحل ولا تجوز -إنكاره على الجلبان أفعالهم التي أ
الظاهر خشقدم » عقابا من الله لهم على أفعالهم ؛ ب -جعله موت أستاذهم (
« وبلغ السلطان ذلك لما في ذلك من كسرتهم ،وفي نسبة الظلم إليهما :
« وإلا كان الحال قد جـ -تقديره لما سوف يحدث لو لم يكن ما حدث :
عظم »
۵۸
ونعته على المباشرين اختلاس الأموال والمبالغة في تحصيلها ،من
ما أخذ منه أولاً وآخراً نحو الثلاثمائة ألف دينار ...فكان
مجموع
وخمسين ألف دينار ؛ فانظر إلى هذه الأموال التي يملكها هؤلاء وكيف ملكوها .
ومن أين كان الأمر في ذلك ،وكيف حسابهم عند الله ،فإنا الله ولا حول ولا قوة
إلا بالله » ( )۱
قائلاً
M
ومجد الدين ابن وفيه قبض السلطان على زين الدين الاستادار ،
فألزم زين الدين بحمل مائة ألف دينار وابن البقري بحمل أربعين ألف البقري ،
وأما الزين فصمم على أنه دینار ،فصالح المجد عن ذلك بخمسة آلاف دينار ،
السبت سادسه سجن الشرف موسى ابن كاتب عريب بالبرج وفيه في يوم
•
من القلعة ،بعد أن حمل إليه من داره في قفص حمال لتمرضه
،فإنه السبب في ذلك ، وكل هذه الامتحانات بواسطة يشبك من مهدي
الأزل ،لكن جرت على مع تقدير الله -تعالى -ذلك في بل هو الفاعل لها ،
وأما المفعول معهم ذلك فقد ركنوا للذين ظلموا ،فلا عجب أن يحل بهم
ولو أحرقوا فضلاً عن الضرب والحبس وأخذ المال ،بل هم -أيضاً - ذلك ،
رءوس الظلمة ،فلا جرم عاقبهم الله في الدنيا ،ونعوذ بالله مما لهم في الآخرة
)( ۲
إن لم يلطف الله بهم
»
الحنفي » أمام نقد مركب ، وهكذا ،نجدنا -كذلك -مع « عبد الباسط -
العامل الرئيس فيما نزل بهم ) وكل هذه الامتحانات بواسطة يشبك من مهدي ،
۰۹
الطبقة الحاكمة ( السلطان ل للههاا » ،ونعت
عل فا
اع ال
لف فإنه السبب في ذلك ،بل هو ا
·
وزيادة ،فإنه اعتبر » يشبك من مهدي ( آثماً بما فعله فيهم « فعليه إثمها »
وغمزه العلماء
من خلال حديثه عن جشع السلطان وحرصه على تحصيل
ما
وبلغ الناس ذلك ،فباتوا في ليلة شديدة ،وانزعجوا وأهالهم ...
فإنهم أيقنوا ،بل عرفوا بأن أموالهم سمعوه من ذلك ،لا سيما أهل الأموال ،
أخذت من أيديهم لما تحققوا من طمع السلطان ومن عدم اكتراثه بأحد ولا
مشورته لأحد ولا قبوله شفاعة أحد ،إلى غير ذلك ،من خلال ما يعرفون
ويتحققون أنهم لا قدرة لهم ولا لغيرهم على مخالفته ورد كلمته .وأساء الكثير
من الناس الظن بغالب من تسموا بالعلماء في هذا الزمان ،لما يعلمونه منهم من
لا سيما السلطان ،فترادفت الهموم على كثير من الأتراك ، ميلانهم لأغراض
وكانت هذه الحادثة من أقبح حتى أهل الذمة ، الخلائق ،بل على الجميع ،
د
الإنصاف في النقد : .
الحنفي ( على الإفصاح منذ البداية عن توخي حرص ) عبد الباسط -
مشيراً إلى ذلك من خلال مقدمة كتابه بقوله ... « : النقد ، الإنصاف في
لا
ا في الكشف عن محاسن ثل
مثتم
ولذا نراه قد سلك في تحقيق ذلك مسلكين ،،ت
الجانب الأول قمعه المفسدين من العربان -وإن يكن ذلك « بضروب من
الأفعال الغير جائزة شرعاً » -مما أمن البلاد ،وقلل من الفساد ؛ وفي الجانب
ولما ذكر ابن تغرى بردى ولاية القاياتي قال :وظن كل أحد أنه *
قال :فوقع الخلاف يسير في القضاء على قاعدة السلف ،لما عهدوا منه .
ومال إلى المنصب وراعى الأكابر من النواب ،وظهر ( لـ ) ما كان في الظن ،
حتى لو عزل منها مات أسفاً عليها ؛ انتهى منه الميل الكلي إلى الوظيفة ،
کلامه ·
وهو كلام في غاية الفضول وقلة الأدب والخطأ ،لا طائل تحته ،إذ علم
القاياتي وخيره ودينه وتقنعه وعفته ظاهر لكل أحد ،وليس مقام ابن تغري بردی
الجمان :
وهو مشهور على كل حال مترجم التحامل في هذا الرجل الجليل القدر
)(۳
(
على لسان الحافظ ابن حجر وغيره ،ممن شهر بالحفظ والعلم
٦١
ولما ذكر الجمال ابن تغرى بردى هذا الأمر وهذه القصة نسب
العجز والتقصير للظاهر يلباي هذا ،فقال :وما ذاك إلا لعدم معرفته وسوء سيرته
،
وضعفه عن تدبير الأمور وبث القضايا وتنفيذ الأحكام وأحوال الدولة وقلة عقله
أي مجنون ،وهذه شهرته قديماً بيلباي تلي فإنه كان في القديم لا يعرف إلا
وحديثاً في أيام شبيبته ،فما بالك به وقد شاخ وكبر سنه وذهل عقله ،وقل سمعه
وهو كلام في غاية التحامل والاعتساف وقلة الأدب والإنصاف ،بل في
غاية السفالة والفشالة وعدم معرفة الأحوال والحدس الثاقب ،على أن قائله كان
يدعي معرفة أحوال الترك على ما هم عليه على ما ينبغي ،فليت شعري كيف لم
يكن تمريغاً مساءٍ لهذا في ذلك حتى لما ترجمه جعله أفضل من بني أيوب !
بل كانت قوة الجلبان فيها فوق ما والحال أنه كان في سلطنته دون يلباي هذا ،
فلا حول ولا قوة إلا بالله ،وحاشى يلباي هذا من سوء كانت في سلطنة يلباي ،
السيرة وضعف التدبير ،إذ لم يعلم عليه ذلك ،وما كان إلا مسدداً في سيرته ،
محمودة من الأغوات القرانصة قديماً ،ومن أكابر الأمراء ذوي الحنكات حديثاً
ذا رأي وتدبير ،ولو لم يكن من رأيه إلا ما دبره وتواطىء مع يشبك الفقيه وطائفة
المؤيدية عليه ما عرفته ،لولا عدم مساعدة المقادير له ،وإلا فكان ذلك غاية
التدبير ،وكان خيراً ديناً سليم الباطن والفطرة ،حسن العقيدة والاعتقاد عارفاً
بطرائق الملوك
وما لقب بالمجنون إلا لشجاعته وإقدامه وقوله الحق وعدم مداهنته ،وإلا
فلو كان مجنوناً بالمعنى الذي قاله هذا المؤرخ لما جازت بيعته بالسلطنة ،فعلم
أن المراد من تلقبه بذلك لأجل نوع حدة كانت في مزاجه ،وجرأة ،وإقدام ،
حتى شبه بالمجنون ،بل ما قاله هذا المؤرخ يؤدي إلى الطعن في أهل الحل
بل والأمراء والجند ،حيث ولـوا عليهم والعقد والأئمة والقضاة والعلماء ،
مجنوناً .
بممالاته عليه عند الظاهر خشقدم لأمر ما أوجب له ذلك بعد صحبة أكيدة كانت
٦٢
بينهما .و
مع ذلك فالحق لا يضيع ،وهو أولى بأن يتبع ،والإنصاف لا يترك بين
أن
أهله لأجل الغرض ،لا سيما من هو بصدد كتب تواريخ الناس ،فإنه ينبغي
وجل غرض ابن تغري بردى في ذم يلباي كونه قطع نفقة أولاد الناس في
النفقة لم يكن مضافاً ليلباي ،لا سيما على ما اعترف به الجمال هذا وزعمه بأنه
لم يكن ليلباي هذا من الأمر شيء ،بل كان قطعها مضافاً إلى المدير في
ثم ذكر الجمال هذا حكاية ذكرها عن برسباي قرا لما أن بعث إليه بإخراجه
وتلك الحكاية إن صحت فما أراد بها من المخبأة والتوجه به إلى البحرة كما قلناه
يلباي إلا إظهار الاستكانة ،لا سيما في مثل هذا المقام الذي الغالب فيه التلف
لأنه القياس الغالب في مثل سلطنة يلباي هذا ،لا سيما والإهلاك لا الإبقاء ،
وله حزب وطائفة وشوكة ،وهو من الأكابر ومن الجراكسة ،فأخذ في غلبة الظن
في تلافي شيء ربما يكون سببا لبقاء مهجته ،فما تكلم به مما أعابه به الجمال
التدبير ،يظهر هذا للناقد البصير ،ولمن له معرفة هذا إنما هو من الحزم وغاية
لا مما يذم به ،فإنه عض االلتتددببييرر . . .فيكون ذلك مما يمدح به يلباي هذا ،
بب
من التدبير ومن الحيل النافعة في محلها ،لا من قبيل العجز الحقيقي ،وهـو
ظاهر جداً
سلطنته
ولقد رأيته مراراً قريباً من وأما ذهول عقل يلباي فلم نسمع به ،
عف بصره
وكالمته فلم يظهر لي بل ولا لغيري في عقله قصور ولا ذهول ولا ض
بل كان عاقلاً وافر العقل والمعرفة ،مدبراً سميعاً بصيراً ولا خلل ولا سمعه ،
ولولا الخوف من الإطناب لذكرت نقض كل فصل فصل مما قاله الجمال
هذا على حدة ،لكن لا غرض لنا إلا في التكلم بالإنصاف ،لا سيما في مقام
٦٣
الموضع اعتنى في هذا الحنفي » قد فإن « عبد الباسط - وهكذا ،
بإنصاف مترجمه ،معللاً لتحامل مصدره عليه ،وحيفه في تقويمه له ،مفنداً
دعواه بما خبره فيهما ؛ ثم هو ينص على نزاهته مؤكداً من خلال مناقشته لتقويم
مصدره ،واضعاً قاعدة هامة في هذا المجال ،تتمثل في ضرورة التزام المؤرخ
عند الشروع في تأريخه بالتجرد من الهوى والمحايدة ،على النحو المفهوم من
قوله :
وهو أولى بأن يتبع ،والإنصاف لا ومع ذلك فالحق لا يضيع ،
يترك بين أهله لأجل الغرض ،لا سيما من هو بصدد كتب تواريخ الناس ،فإنه
للدولة المملوكية الثانية ،سواء بتصويبه للكثير من الأخطاء التي وقعت فيها
بل ومناقشتها فيما أوردته من تقاويم وأحكام ،أم بعض المصادر المعاصرة ،
وإن لم يكن ذلك حائلاً المماليك ) ، الصدق ،إذ لم تكن عاطفته مع ( طبقة
دون إنصافهم ،كما أنه يعد مصدراً رئيساً فيما أمدنا به من معلومات عن المغرب
انفرد في وإن خلیل بن شاهين » لمؤلفه ،ووالده من جوانب السيرة الذاتية
مواضع يسيرة من حولياته بحوادث لا يشركه في إيرادها مصدر ،ومن ذلك قوله
فيما نقله عن والده بأن « الظاهر جقمق ( تسمى عند سلطنته بمحمد ،عازماً
بعض تثنية لولا يتم أن ذلك وكاد بالكلية ، « جقمق » اسم إبطال على
بأنه متى فعل ذلك ظن الظان ـ ولا سيما الأقباط » له عن ذلك ،موهماً إياه
لم جقمق وأن الأتراك ، من ليس الاسم بهذا المسمى هذا أن النائي -
يتسلطن ،فيطمع الطامع لعدم شوكة السلطان المسمى بهذا الاسم وشهرة شوكة
الأتراك ) ()۱
٦٥
الفصل الثالث
اقتضبت فيه جوانب من الكتاب موضع الدراسة مؤلف لطيف الحجم ،
فتشابه إلى حد كبير وغيره من ﷺ -وسيرته اقتضاباً ،حاية الرسول -
۱۰۰
۱٠٠٤ /م ، ) ·.و ( ابن العربي » ( ت ٦٣٨هـ فارس ) ( ت ٣٩٥هـ ·
أو المتصدرة لمعاجم ١٣٦٦ /م ، ) . و « العز ابن جماعة ) ( ت ٧٦٧هـ .
الجوزية » قيم » لابن المعاد كزاد الفقهية ، والكتب ١٣٦٣ /م ، ) .
+
١٣٥٠ /م ) . ( ت ٧٥١هـ .
وهو مشتمل على مقدمة ،وخاتمة ،حصرتا فيما بينهما ستة وعشرين
فصلا
أما المقدمة ،فقد أشير فيها إلى محتوى الكتاب وطبيعة مادته ،بقول
( * ) اعتمدت هذه الدراسة على مخط .محتفظ به لدى مكتبة ( أحمد الثالث بتركيا ،تحت رقم
( ، ) ۱/۲۸۰۳وعنه مصورة معهد إحياء المخطوطات العربية بالقاهرة ،ذات الرقم ( - ٣٤٩
تاريخ ) ،ويقع في ثمان وعشرين ( ) ۲۸ورقة ،ذات وجهين ،مسطرتها حوالي تسعة أسطر في
الصفحة الواحدة ،كتبت بخط نسخي حسن ،ومشكول ،مع مراعاة تساوي المسافات المتروكة
بين الأسطر ،وفي هوامش الصفحات .
وكان الكتاب قد طبع في ( الأستانة » سنة ۱۳۲۸هـ ،اكتفاء بتحرير نص هذا المخط .دون
تحقيقه ،فأتت هذه الطبعة في سبع وعشرين ( ) ۲۷صفحة فقط ،ذات قطع صغير .
٦٧
( و ) تحفة منيفة ،تشتمل على نبذة مؤلفه ... « :هذه رسالة شريفة ،
. . .جمعتها على طريقة الاختصار ،نزهة لذوي الألباب مختصرة من سيرة نبينا
والأبصار » ( ) ۱
فقد تتبع في أولها نسبه -عليه السلام -إلى ادم ،وقد نبه وأما الفصول ،
ﷺ -عن تجاوز ( معد بن عدنان » في نسبهالرسول - من خلاله إلى نهي
وتتبع في ثانيها نسب أمه -عليه السلام -إلى ( مرة بن كعب » ،حيث
حتى هجرته إلى المدينة ،مشيراً إلى وفاة أبيه فأمه ،ومرضعته ،وحاضنته ،
الشام ،وزواجه من خديجة وخروجه إلى وكفالة جده فعمه أبي طالب له ،
الكعبة ،ونبوته ،مع ذكر أوائل رضي الله عنها -ومشاركته في إعادة بناء
من النساء والصبيان والرجال والموالي المقرين لنبوته ، المؤمنين برسالته ،
وبثه للدعوة سراً فجهراً ،وهجرة بعض أصحابه إلى « الحبشة » فراراً بدينهم من
منبهاً من خلال ذلك إلى ووفاة زوجه وعمه أبي طالب ، أذى المشركين ،
و « الإسراء والمعراج » ، و « إسلام جن نصيبين » ، الصدر » ، حوادث « شق
مقدراً في كثير من هذه العناصر لسنه -عليه السلام ـ ،أو مؤرخاً لها بالمبعث
ودعوته ،مشيراً من خلاله إلى مبايعة الأنصار له ،وهجرته إلى المدينة ،مؤرخاً
مقدراً لسنه -عليه السلام -آنذاك ،وما تبع ذلك من بناء للهجرة ،
إتمام صلاة الحضر ،وتحول القبلة ، : الهجرة لتسع مسائل فقهية ،هي
وفرض صوم رمضان ،وزكاة الفطر ،وتحريم الخمر ،وصلاة الخوف ،وفرض
٦٨
كان درجتين واتخاذ المنبر ،واصفاً له بأنه وصلاة الاستسقاء ، الحج ،
السلام -قبل أن يُفرض الحج مرتين ،وبعد أن فُرِضَ مرة واحدة ،وهي التي
) • بحج الوداع •
عمره فكانت أربع ،كلها في ذي ( الـ ) قعدة ة تعرف
الخلقية ،منتهياً إلى أنه ـ عليه السلام - وجعل الفصل التاسع لأوصافه
وعدد في الفصل العاشر أسماءه ،مشيراً إلى أن « كثرة الأسماء تدل على
وفي الفصل الحادي عشر ،يشير إلى أخلاقه ،ناعتاً لها بأنها وأخلاق
وفي الفصل الثاني عشر ،يتحدث عن زوجاته -عليه السلام ـ وقد تقرر
وأن « جملة من خطبهـا ( وهو من خصوصياته » ، ، لديه أنه مات عن تسع
وفي الفصل الثالث عشر يذكر أولاده ،مشيراً إلى أنهم كانوا « ثمانية ،
كانوا الرابع عشر ينبه إلى أن أصحابه -عليه السلام - الفصل وفي
جماعة كثيرة ،اختلف في عددهم ،من عشرين ألف إلى أكثر من ذلك ؛
استيعاب لهم ،أو تعيين لمهامهم ،مكتفياً في ذلك بذكر أسماء بعضهم
٦٩
وفي الفصل السابع عشر ،يذكر أسماء بعض ممن كان يضرب الأعناق
ه السلام ·
بين يديه علي
وفي الفصل الثامن عشر يذكر رسله -عليه السلام -وقصاده إلى الملوك
.
يعطي قائمة بأسماء عبيده وجواريه وخدمه وفي الفصل التاسع عشر
•
دون استيعاب لهم ،أو تعيين لمهامهم
وفي الفصل الثاني والعشرين يشير إلى سلاحه ـ عليه السلام ـ على
وفي الفصل الثالث والعشرين يعدد أنواع ثيابه -عليه السلام -وأثاثه .
وفي الفصل الرابع والعشرين ينبه إلى الكثير مما شاع من معجزات
وفي الفصل الخامس والعشرين يؤرخ لوفاته ـ عليه السلام ـ مقدراً لسنه
منبهاً إلى أثر ذلك على أصحابه ،مبرزاً دوري أبي بكر الصديق حالها ،
الرسول -رضي الله عنهما -في تسكين جاش الصحابة والعباس عم
معيناً لموضع قبره . وصلاة عليه ،ودفن ،محدداً لأسماء من تولى غسله ، وتكفين
أما الخاتمة ،فقد أشار فيها إلى انتهاء مادة الكتاب ،قائلاً • · • « :وهذا
ﷺ -على جهة الاختصار والاقتصار ،وباللهآخر ما قصدناه من بيان سيرة نبينا -
أنشأ مؤرخنا كتابه هذا بعبارة بسيطة وواضحة ،غير مسجوعة أو متكلفة ،
V.
وبألفاظ دقيقة متخيرة ،تميل إلى الفصحى في كثير من المواضع ،لكن أفسده
كثرة ما انتشر فيه من أخطاء اللغة والنحو ،أو اعتراه من تصحيف أو تحريف في
وما وقع فيه -كذلك ـ من سهو في مواضع كثير من الأعلام المذكورين فيه ،
يسيرة ·
لا تجاوزون ) = تجاوزوا ) معد بن ﷺ: - . . .وقد قال رسول الله - -
تبت يدي ( = يدا ) أبي فأنزل الله -تعالى -في حقه : · · •
لهب » ( ) ۲
ووافقت ليلة مولده اليوم الثاني والعشرين من نيسان سنة اثنين ·
في ثلاث درج ) = درجات ) من العقرب ...وتكلموا على أحكام هذا الطالع
)(۳
بكلام كثير ،ليس هذا محل ( = محلا ( لبيانه »
وقرن به -حينئذ -إسرافيل إلى أن بلغ اثني عشر ) = اثنتي عشرة ) سنة ...ثم
عاد من سفرته ( و ) تزوج خديجة بنت خويلد ،وكان سنه خمس ( = خمساً )
)(0
وأسرى به إلى البيت المقدس ( = بين المقدس ) ) . . .
( ) ۲نفسه ق ه ب
( ) ۳نفسه ق ٦ب
۷۱
· كان اتخاذ المنبر ،وكان درجتين وبسطة ،وزاد فيه معاوية لها
( = عشر ) » ( ) ٤
. . . - -مرض عليه السلام لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر من الهجرة أو
( ) ۳نفسه ق ۱۹
( ) ٤نفسه ق . ٢٠
( ) ٥نفسه ق ) ٢١
( ) ۹نفسه ق ١٦:ب ·
۷۲
) (۱ -
الهدم ( .ونزل بقباء على ابن أم مكتوم ) = على كلثوم ( بن
• .
وعامر بن فهثرة ( = فهيرة ) » ()٢
• -
وعاصم بن ثابت بن أبي الأفلح ( = الأقلح ( ) ()۳
عبد الله · www
بن حذيفة ( = حذافة ) السهمي » () ٤
...وأم رافع ،وسلمى ( = وأم وعسيب ( = وأبو عسيب ) ، وعبيد ) ،
وفضلا عن ذلك ،فإنه لقب بعض الصحابة بـ « السيد » ،على غير الف
سابق من المصادر
،قائلاً :
وأما السيد · تشبه الجنون ،وغيبوبة العقل ،كما وقع للسيد عمر ·
عثمان . ) ۱۰ ( » . . .
( ) ۲نفسه ق ۱۸
( ) ٤نفسه ق ۱۹ب
( ) ۷نفسه ق ه ب
( )۸نفسه ق ۱۳ا
۷۳
مصادر مادة الكتاب
اعتمد مؤرخنا -رحمه الله -اعتماداً رئيساً في جمع مادة كتابه على
الروض الأنف ) للسهيلي ( ت ٥٨١هـ . ( مصدرين اثنين -فقط -وهما :
وهو لا يضيف -غالباً -إلى مادة هذين المصدرين جديداً ،بل هو
مقتضب لها ،كما لم يعن بنقد أو تقويم ما ورد فيهما من آراء ،أو حتى ترجيح
رأي على آخر ،إلا في موضع واحد ،ورد لديه على النحو التالي :
ومن العلماء من قال :إنهما ماتا في زمن الفترة ،وأمرهما إلى الله
سبحانه ·
( ) ۲استفيد ذلك من المقارنة بين مادة الكتاب وما ورد في المصادر ،حيث وجد أن مؤرخنا قد اعتمد
اعتماداً رئيساً في بناء مادة الفصول :التاسع عشر ،والثاني والعشرين ،والثالث والعشرين على
الوافي بالوفيات للصفدي ( .راجع :ج ۱ص ۹۳ ، ۹۲ - ۹۱ ، ۸۷على التتابع ،مقارناً بمادة
هذه الفصول المذكورة )
٧٤
الكتاب مادة تقويم
مع عمـدهـا إلى التبسيط الأخرى ، السيرة أو في غيره من الفنون التأليفية
والإيضاح ،لكونها -غالباً -قوائم حصر ،جمعت فيها المادة مجردة ومقتضبة
وإن شاع فيها الكثير من مواطن الوهم والخطأ ،والتناقض ،أو عدم
الاستيعاب
بينما
« لبنى بنت هاجر بن عبد مناف » ، ذلك أن أم أبي لهب هي :
اختلف لدى المصادر في أم حجل تبعاً للاختلاف في كونه غير الغيداق ،أو
كونهما واحداً
« هالة بنت أهيب ،أو جعل أم حجل : أشار إليهما باثنين .
ومن
« ممنعة بنت عمرو بن مالك ) () ۲ وهيب » ،وأم الغيداق :
Vo
المغيرة ( من ) عاتكة بنت عامر ) () ۱ بينما هي ابنة زوجها ( أبي أمية بن
- من إحياء أبوي الرسول - السهيلي » ( إشارته إلى ما ذكره
صدر ما نسب إليه بغرابته وتشكك في صحته ،على النحو الآتي :
.
وروى حديث غريب لعله أن يصح ،وجدته بخط جدي أبي
الحسن القاضي -رحمه الله -بسند فيه مجهولون .ذكر أنه عمران أحمد بن أبي
نقله من کتاب انتسخ من كتاب معوذ بن داود بن معوذ الزاهد ،يرفعه إلى ابن
ﷺ-أبي الزناد عن عروة عن عائشة -رضي الله عنها -أخبرت أن رسول الله -
سأل ربه أن يحيي أبويه فأحياهما له ،وآمنا به ،ثم أماتهما ،والله قادر على كل
شيء
ء ،وليس تعجز رحمته وقدرته عن شيء ،ونبيه -عليه السلام -أهل أن
يخصه بما شاء من فضله ،وينعم عليه بما شاء من كرامته » () ٢
· وهذا المسلك مال إليه طائفة كثيرة من حفاظ المحدثين وغيرهم ،
والحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي ،والسهيلي منهم ابن شاهين ،
والعلامة ناصر الدين ابن المنير ،وغيرهم الطبري ، والمحب والقرطبي ،
الناسخ والمنسوخ ،والخطيب واستدلوا لذلك بما أخرجه ابن شاهين في
مالك -بسند ضعيف عن عائشة ...ضعيف باتفاق المحدثين ،بل قيل :إنه
كما أن الثابت في الصحيح فيما رواه ( مسلم ) ( ) ٤عن أبي هريرة -رضي
( ) ۳السيوطي .مسالك الحنفا في والدي المصطفى ) ضمن الحاوي للفتاوي ) ج ٢ص . ٤٤٠
-ربه ـ عـز ( ) ٤مسلم .الجامع الصحيح ج ۲ص ) ٦٥كتاب الجنازة ،باب استئذان النبي -
٧٦
-زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ،فقال « :استأذنت الله عنه -أن النبي -
ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن ،واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي
أحمد ) ( ) ۱
ﷺ-ووجه الخطأ في ذلك بين ،إذ إن كان « عبد الله » قد مات والنبي -
وإن كانت وفاته والنبي في المهد ،فإن فإنه لا يعقل أن يتكنى بولده ، جنيناً ،
كنيته ( بأبي أحمد ( لا تصح -كذلك -لأنها مؤسسة على تسمية للنبي -
من قبل القرآن -الكريم -وقد كانت بعثته -عليه السلام ـ بعد وفاة أبيه
ثم ركب « . . . ﷺ -الله سبحانه ،قائلاً :تصريحه برؤية الرسول -
ثم ارتفع حتى دنا من ربه فتدلی ،ورأى ربه وعرج به إلى السماء ، البراق ،
إذ رؤية الله -سبحانه -محالة على البشر في الدنيا مهما ارتقوا في
(۱۰۳
) :الأنعام ) .
ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال :رب أرني أنظر إليك .قال :
لن تراني ،ولكن انظر إلى الجبل ،فإن استقر مكانه فسوف تراني ،فلما تجلى
صعقاً
،فلما أفاق قال :سبحانك تبت
ربه للجبل جعله دكاً ،وخر موسى
وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل
•
رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء ،إنه علي حكيم ) ( : ٥١الشورى )
ويبدو أنه ومن انزلق في هذا المنحى قد التبس عليهم قول الله -عز
ثم دنا فتدلى ،فكان قاب قوسين أو وجل -في سورة النجم ( : ) ۱۸ - ۸
vv
أدنى ،فأوحى إلى عبده ما أوحى ،ما كذب الفؤاد ما رأى ،أفتمارونه على ما
يرى ،ولقد رآه نزلة أخرى ،عند سدرة المنتهى ،عندها جنة المأوى ،إذ
لقد رأى من آيات ربه السدرة ما يغشى ،ما زاغ البصر وما طغى ، يغشى
الكبرى
السماء » ،أو رأى « جبريل ـ عليه ملكوته ،حيث شاهد « فرساً أخضر سد أفق
السلام ـ في صورته ) خِلْقته التي خُلِقَ عليها ) ساداً ما بين الأفق » .
وها هو حديث ) عائشة ) -رضي الله عنها -يجلي لنا ذلك :
عن مسروق قال :كنت متكئاً عند عائشة ،فقالت :يا أبا عائشة ،
ثلاث من تكلم بواحدة منهم فقد أعظم على الله الفريـة .قلت :ما هن ؟
قالت :
ﷺ -رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية .من زعم أن محمداً -
يا أم المؤمنين ،انظريني ولا فقلت : وكنت متكئاً فجلست ، قال
ولقد رآه نزلة ؟ تعجليني .ألم يقل الله عز وجل ( :ولقد رآه بالأفق المبين
ﷺ -فقال :أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله - ؟ قالت : أخرى
لم أره على صورته التي خُلِقَ عليها غير هاتين المرتين ،رأيته إنما هو جبريل ،
) ۱( » . . . منهبطاً من السماء ،ساداً عظيم خلقه ما بين السماء إلى الأرض
تقديره لعدد الصحابة بعشرين ألفاً فأكثر ،قائلاً .... « :كانوا جماعة
)(۲
كبيرة ،اختلف في عددهم ،من عشرين ألفاً إلى أكثر من ذلك »
إذ أن العدد المذكور لديه -مع ما صحبه من الاحتياط -أدنى بكثير مما
الصحيح ج ٤ص ) ٢٣٧كتاب بدء الخلق ،باب إذا قال أحدكم آمين ) : البخاري . ( ) ۱راجع :
) کتاب ج ۹ص ۲۰۷ النجم ) ، سورة باب التفسير ، ) كتاب ص ٢٥٠ - ٢٤٨ ٦
ج1
111
الجامع الصحيح ج ۱ص ۱۱۱ - ۱۰۹ التوحيد ،باب قوله تعالى :عالم الغيب ) ،مسلم ،
) كتاب الإيمان ،باب سدرة المنتهي ،وباب معنى قول الله عز وجل :ولقد رآه نزلة اخرى) ،أبا
الشيخ الأصبهاني .كتاب العظمة ج ۲ص ، ۷۸۹ - ۷۸۸ج ۳ص . ۹۷۸ - ۹۷۷
( ) ۲عبد الباسط -الحنفي .غاية السؤل ق ۱۷ب
VɅ
الشافعي » « بستين الفاً ، م في المصادر بشأنهم ،حيث أحصاهم
الإما ) ورد
ألفاً
كما أحصاهم الحافظ ( أبو زرعة الرازي ) بمائة ألف وأربعة عشر
منهم أكثر من مائة ألف رأوه -عليه السلام ـ وروا عنه () ۲
·
والحق أن في صحابته -عليه السلام -كثرة تبعد الإحاطة بعددهم
· وك
ان له سرير ،وقطيفة ،وخاتم ( من ) فضة ،وقيل : قوله ( :
من حديد ملوي بفضة ،مكتوب عليه بالنقش :محمد رسول الله ) ()۳
وهو قول يوحي بأن ( الخاتم ) واحد قد اختلف فيه ،لكن الوارد في
-خاتماً من ذهب ،ثم رمى به ،ونهى عن الله - . . .واتخذ رسول
اتخذ خاتماً من فضة ،ونقشه :محمد رسول الله ،وهو التختم بالذهب ،
ثم
عثمان
سقط من ﷺ -أبو بكر وعمر ثم عثمان ،
ثم .
الذي تختم به بعد النبي -
وكان له خاتم من حديد ملوي عليه فضة ،نقشه :محمد رسول الله
وقيل :كان له خاتم من ورق ،فصه حبشي ،بعث به إليه معاذ بن جبل
ن
من اليم » ( ) ٤
( ) ۱ابن الجوزي .تلقيح فهوم أهل الأثر ص ، ۱۰۳ابن كثير .الفصول في سيرة الرسول
ص ۲۷۷
الجامع الصحيح ج ٦ص ، ١٥٢ - ١٤٩ابن الجوزي .الوفا میں ، ۲۸۸ - ۲۷۵مسلم ،
النويري .نهاية الأرب ج ۱۸ص ، ۲۹۱ابن سید بأحوال المصطفى ص ، ۵۸۷ - ۵۸۵
الناس .عيون الأثرج ۲ص ، ۳۱۹الصالحي .سبل الهدى والرشاد ج ۷ص ، ٥١٠ - ٥١١
٥٢٨ - ٥٢٣
۷۹
،
والضب الخرس ،كالظبي ، كلام البهائم ما تردد لديه من
فقد ورد في حديث من موضوعات الرواة ،رددته الظبي » ، أما « كلام
مفاده أن « زيد بن أرقم » -رضي الله عنه ـ ( والرواية مسندة المصادر ، بعض
فقالت :يا رسول الله ،إن هذا الأعرابي صادني فإذا ظبية مشدودة إلى الخباء .
وقد تعقد هذا اللبن في أخـلافي ولي خشفان ( ولدان ) في البرية ، قبيلاً ،
( حلمتي ثديي ) ،فلا هو يذبحني فأستريح ،ولا يدعني فأذهب إلى خشفي في
نعم ،وإلا إن تركتك ترجعين ؟ ! قالت : ﷺ: -فقال لها رسول الله - البرية .
-فلم المكس ) .فأطلقها رسول الله - عذبني الله عذاب العشار ) صاحب
فشدها رسول الله تلبث أن جاءت تلمظ ) تخرج لسانها ماسحة به شفتيها ) ،
: - فقال له رسول الله - وأقبل الأعرابي ومعه قربة ، -إلى الخباء ،
الضب » ،فقد تردد -كذلك -في المصادر استناداً إلى حديث وأما « كلام
-والنبي في محفل وجعله في كمه ليذهب به إلى رحله فيأكله -جاء النبي -
وصرح بأنه لن يؤمن إلا أن آمن الضب ،وقد طرحه فكذب به ، من أصحابه ،
ﷺ -للضب « :يا ضب » .فتكلم الضببين يديه -عليه السلام -فقال النبي -
« لبيك وسعديك يا رسول رب : بلسان عربي مبين يفهمه القوم جميعاً .
« الذي في « ومن تعبد يا ضب ؟ » قال : فقال له عليه السلام : العالمين » .
البحر سبيله ،وفي الجنة رحمته ، ،وفي الأرض سلطانه ،وفي السماء عرشه
( ) ۲راجع :أبا نعيم .دلائل النبوة ص ، ٣٧٦ - ٣٧٥البيهقي .دلائل النبوة ج 1ص ، ٣٥ - ٣٤
الشفاج ١ص ، ٤٤٢ - ٤٤١ابن الجوزي .الوفا ص ، ٣٣٦ - ٣٣٥ابن القاضي عياض .
منظور .مختصر تاریخ دمشق ج ۲ص ، ١٤٥ - ١٤٤ابن سيد الناس :عيون الأثر ج ٢
ص
، ۲۸۷ابن كثير .البداية والنهاية ج ٦ص ، ١٤٩ - ١٤٧السيوطي .تخريج أحاديث شرح
المواقف ص ٤٤
، ٤٦ -- ٤٤الخصائص الكبرى ج ٢ص ٢٦٧ - ٢٦٥
۸۰
( أنت رسول رب ( فمن أنا يا ضب ؟ ،قال : قال : وفي النار عذابه » .
قد أفلح من صدقك ،وقد خاب من كذبك » . العالمين ،وخاتم المرسلين ،
فقال الأعرابي :أشهد أن لا إله إلا الله ،وأنك رسول الله حقاً ،والله لقد أتيتك
وما على وجه الأرض أحد هو أبغض إليّ منك ،والله لأنت الساعة أحب إلي من
نفسي ومن ولدي ،وقد آمنت بشعري وبشري وداخلي وخارجي وسري
الحمد ) و ( قل هو - وعلانيتي ،ثم انصرف إلى قومه وقد علمه النبي -
،فأخبرهم خبره ،فأسلم على يديه ألف أعرابي ،على ألف دابة ، الله أحد )
-فجعلهم تحت راية وألف سيف ،ووفدوا على الرسول - بألف رمح ،
) في رسالة
ولقد أبان ( ابن قيم الجوزية ) ( ت ٧٥١هـ ١٣٥٠ / .
فإنه لم يُنسب إليه فيما تحت يدي من مصادر مخاطبة أما « الثعبان » ،
، -وكل ما هنالك أن ثعباناً دخل أحد خفيه ـ عليه السلام ـ فجاء للرسول -
فانسكب منه الثعبان ،فقيل :إن غراب فاختطفه ،وحلق به في السماء ،
( هذه كرامة أكرمني الله -تعالى -بها ، -حين رأى ذلك قال : رسول الله -
إني أعوذ بك من شر من يمشي على رجلين ،ومن شر من يمشي على أربع ،
الجمل » ،فقد ورد فيه أنه جاء حتى وضع رأسه في حجر النبي وأما «
« إن هذا الجمل : - فقال النبي - وجرجر . المسجد ، -والنبي في
( ) ۱راجع :أبا نعيم .دلائل النبوة ص ، ۳۷۹ - ۳۷۷البيهقي .دلائل النبوة ج ٦ص ، ٣٨ - ٣٦
الماوردي .أعلام النبوة ص ، ۱۲۱ - ۱۲۰القاضي عياض .الشفاج ١ص ، ٤٣٦ - ٤٣٥ابن
61EV- 120
الجوزي .الوفا ص ، ٣٣٩ - ٣٣٦ابن منظور .مختصر تاریخ دمشق ج ۲ص
ابن سيد الناس .عيون الأثرج ۲ص ، ۲۸۷ابن كثير .البداية والنهاية ج ٦ص ، ١٥٠ - ١٤٩
•
السيوطي .الخصائص الكبرى ج ٢ص ٢٧٦ - ٢٧٥
( )۲راجع :ابن قيم الجوزية .فوائد في الكلام على حديث الغمامة وحديث الغزالة والظبي وغيره .
۸۱
يزعم أنه لرجل ،وأنه يريد أن ينحره في طعام عن أبيه الآن ،فجاء يستغيث » .
فقال رجل :يا رسول الله ،هذا جمل فلان ،وقد أراد به ذلك .فدعا النبي
ن ذلك ،فأخبره أنه أراد ذلك به ،فطلب منه النبي -الرجل فسأله -
ع
-بمفهوم وإن صح هذا الخبر ،يكون وجه الإعجاز في معرفة النبي -
فضلاً عن إتيانه إليه شاكياً أو مستعطفاً ،وليس في كلام جرجرة الجمل ،
المسموم » ،فيبدو أنه مأخوذ من قول « ابن أما التصريح بكلام » الذراع
-لا يأكل الصدقة ويأكل الهدية ،فأهدت إليه . . .كان رسول الله -
ارفعوا أيديكم فإنها قد أخبرت أنها فقال لأصحابه : مومة .
مسمومة ) ( ) ۲
۸۳۳ /م ( .بنطق الشاة أو ذراعها بذلك ،فعبارة • هشام » ( ت ۲۱۸هـ
الأول هي :
فقال
-شاة فيها سم لما فُتِحت خيبر أهديت للنبي - · • .
سائلكم عن شيء ،فهل أنتم صادقي عنه ؟ فقالوا :نعم . . .قال :هل جعلتم
ما حملكم على ذلك ؟ قالوا :أردنا نعم .قال : في هذه الشاة سماً ؟ قالوا :
إن كنت كاذباً نستريح ،وإن كنت نبياً لم يضرك » () ۳
الصحيح ج ٤ص ) ۲۱۲كتاب الجزية ،باب إذا غدر المشركون هل يعفى = ( ) ۳البخاري .
۸۲
وعبارة الثاني هي :
-أهدت له زينب بنت الحارث -امرأة · فلما اطمأن رسول الله -
سلام بن مشكم -شاة مصلية ،وقد سألت :أي عضو من الشاة أحب إلى
فأكثرت فيها من السم ،ثم سمت سائر رسول الله ﷺ ؟ فقيل لها :الذراع .
ﷺ -تناول الذراعالشاة ،ثم جاءت بها ،فلما وضعتها بين يدي رسول الله -
فلاك منها مضغة ،فلم يسغها ،ومعه بشر بن البراء بن معرور ،قد أخذ منها
-فلفظها ، ﷺ -فأما بشر فأساغها ،وأما رسول الله -كما أخذ رسول الله -
العظم ليخبرني أنه مسموم ،ثم دعا بها ،فاعترفت ،فقال : ثم قال :إن هذا
ما حملك على ذلك ؟ قالت :بلغت من قومي ما لم يخف عليك ،فقلت :إن
الموضع « مجازي » ،إذ أنه بالإخبار » في هذا فإن التصريح وهكذا ،
عليه السلام -لاك منها مضغة فلم يسغها ،فكأنه عرف أنها مسمومة بحاسة
التذوق .
تصريحه بأن علياً ذهب يلتمس منه -عليه السلام ـ ما يلتمس من الميت
) فلم يخرج منه شيء ،وفاحت رائحة طيبة فوق رائحة المسك
«
حال غسله ،
والعنبر ،وكل رائحة ذكية ،فامتلأت بها أرجاء المدينة ،حتى لم يبق بها دار إلا
-ذهب يلتمس منه إذ المروي في هذا الباب أن علياً لما غسل النبي ـ
ما يلتمس من الميت ،فلم يجده ؛ دون تصريح بفوح هذه الرائحة المنعوتة
ﷺ -بخيبر ) ،ج ۷عنهم ) ،ج ٥ص ) ۲۹۰كتاب المغازي ،باب الشاة التي سمت للنبي -
ﷺ) •ص ) ٥٥كتاب الطب ،باب ما يذكر في سم النبي
•
( ) ۱ابن هشام .
.السيرة ج ۱ص ۳۳۸ - ۳۳۷
.
الكامل في التاريخ ج ۲ص ، ۳۳۲ابن منظور .مختصر تاریخ دمشق ج ۲ص ۳۹۱
۸۳
وهكذا ،فقد وقع مؤرخنا في الوهم والخطأ مشتـركـاً مـع كثير من
في نفاسها به » ( ، ) ١ثم تصريحه في الفصل الخامس منه بأنها ماتت « وهو
)( ۲
ابن أربع سنين ،وقيل :ست سنين »
مناقضاً بهذا الإحصاء العددي ما . عليه السلام ـ « ثلاث وعشرون امرأة ) () ۳
أورده قبله ،إذ الأزواج اللاتي مات عنهن » تسع » ،وغيرهن ممن أحصين لديه
وعلى ذلك فإنهن ينقصن « واحدة » ، تسع » ،والمخطوبات « أربع » ،
ليصبحن ( اثنتين وعشرين امرأة » ،وليس « ثلاثاً وعشرين » كما ورد المديه
زيد » إلى أزواجه -عليه السلام ـ وقد اختلف في كونها سرية له أم زوجاً
-مما لم تتفق عليه المصادر ، ويبدو أن إحصاء أزواج النبي -
•
للاضطراب في صحة زواجه -عليه السلام ـ ممن لم يدخل بهن
-تزوج بأربع عشرة امرأة القيرواني إلى أنه - فبينما يشير ابن أبي زيد
يشير الطبري إلى أنه -عليه السلام -تزوج كلهن من العرب إلا صفية ( ، ) ٤
بخمس عشرة امرأة ،دخل بثلاث عشرة منهن ،وجمع بين إحدى عشرة ،
ﷺ -تزوج ثماني عشرةويشير أبو عبيدة إلى أنه - وتوفي عن تسع ( ، ) ٥
( ) ۳نفسه ق ١٦ب
۱۳۰
( ) ٤ابن أبي زيد القيرواني .الجامع ص
١٢٦
( ) ٥الطبري .التاريخ ج ٣ص ، ١٦١ - ١٦٠ابن كثير .تحفة الطالب ص
تسمية أزواج النبي ص ٤٥ ( ) ٦أبو عبيدة
ΛΕ
على حين يرى التقي الفاسي أن أزواجه -عليه السلام ـ اللاتي عقد
عليهن أو خطبهن أو عرضن عليه ولم يدخل بهن خمس وثلاثون ( ، ) ۱ويذهب
ابن سید الناس ( ) ۲وابن شاكر الكتبي ( ) ۳وابن جماعة ( ) ٤ـ فيما نقلوه عن
له ،ومن
الشرف الدمياطي -إلى أن « من لم يدخل بهن ،ومن وهبن أنفسهن
·
خطبها ولم يتفق تزويجها فثلاثون امرأة ،على اختلاف في بعض »
السلام -إلى ( آدم ) ـ عليه السلام - نسبه ،وسياقه -مع ذلك -نسبه -عليه
ونحن نذكر النسب إلى عدنان ،ومنه إلى آدم ـ عليه السلام ـ •
2
متصلاً ،ونتكلم على ما فيه وفي أسمائه ،بخلاف ما اشتهر من الكلام ،فنقول . )٥( » . . . :
أما « عدم الاستيعاب » ،فهو سمة مشتركة بين كثير من فصول الكتاب ،
المتبوع بقوله « :وقيل غير الواحد ، لديه ،اكتفاء -في معظمها -بالرأي
وفي قوائم الحصر المثبتة في بعض ذلك » ( ، ) ٦أو « وقيل أكثر من ذلك » (، )۷
اكتفى فيه بالإحصاء العددي لكل منهما ،مع تسمية تلك التي قاتل فيها بنفسه
فقط .والفصل السادس عشر ،المعدد لكتابه -ﷺ -وقد أغفل فيه ذكر :
العاص » ،و ( الحصين بن نمیر » ،و « خالد بن الوليد » ، إبان بن سعيد بن
و « العلاء بن عقبة » ،و ومعيقيب بن أبي و « عبد الله بن زيد بن عبد ربه » ،
٨٥
)( ۲
فاطمة » ،و « المغيرة بن شعبة ) ( . ) ۱كما لم يعن بتحديد مهام كل منهم
مفرداً
-وجواريه وخدمه ، والفصل التاسع عشر ،والذي ذكر فيه عبيده -
أو تعيين لوظائفهم .والفصل لأسمائهم -غالباً ( )۳ـ دون استيعاب لجلهم ،
الثاني والعشرين ،وقد فاته أن يذكر فيه الكثير من سلاحه -عليه السلام -
والفصل الثالث والعشرين ،والذي لم يستوعب فيه ـ كذلك ـ ما كان أكثره .
المقارنة بما ورد بشأنهم في كل من :البلاذري .أنساب مع ( | ) ۱المصدر السابق ق ۱۸ب ،
الأشراف ج ۱ص ، ٥۳۲ - ۵۳۱الطبري .التاريخ ج ۳ص ، ۱۷۳ابن قدامة .التبيين في
•
أنساب القرشيين ص ، ۷۵ - ۷۳ابن الأثير .الكامل في التاريخ ج ۲ص ، ۳۱۳ابن العربي
اختصار سيرة الرسول () مخط .الخالدية بالقدس ( ق ، ٤٤ - ٤٣النووي .تهذيب الأسماء
واللغات ج ۱ص ، ۲۹البري .الجوهرة ج ۲ص ، ۸۸ابن منظور .مختصر تاریخ دمشق ج ۲
ص ، ٣٤٦ - ٣٣١النويري .نهاية الأرب ج ۱۸ص ، ۲۳۷ - ۲۳۶ابن قيم الجوزية .زاد
الصغير ق ۱۸ب ،ابن كثير .الفصول في سيرة الرسول ص ، ٢٥٦ - ٢٥٥الخزاعي .تخريج
، ١٧٦ -- ١٥٩ابن قنفذ .وسيلة الإسم بالنبي ص ، ۷۹ - ۷۸التقي الدلالات السماء :ص
( ) ۳من أكثر المصادر إفادة في التعريف بمثل هذه الأسماء المفردة :ابن روح البرديجي .كتاب فيه
طبقات الأسماء المفردة من الصحابة والتابعين وأصحاب الحديث .ت :سكينة الشهابي .
دمشق ،طلاس . ۱۹۸۷ ،
٨٦
الفصل الرابع
» «1
المجمع المفنن بالمعجم المعنون
ابتدأ جمعه في مستهل جمادي الأولى معجم في ترجمات أعيان عصر مؤرخنا
سنة تسع وثمانين وثمانمائة للهجرة ( ١٤٨٤ ( ) ۲م ، ) .وفرغ من تأليفه حوالي
( ) ۱اعتمدت هذه الدراسة على مخط .مكتبة بلدية الإسكندرية ،ذات الرقم ٨٠٠ :ب ،وتقع في
( ) ٢٦٩ورقة ،مزدوجة الصفحات ،مقاسها نحو ۱۹ × ۲۸ :سم ،ومسطرتها نحو :
۳۳سطراً ،كتبت بخط نسخي واضح ،أضيف إليها ورقتان أتت أولاهما في أولها ،وقد كتب
عليها بخط مغاير « :هذا كتاب تاريخ العالم العلامة ،والبحر الفهامة ،شيخ الإسلام ،الشيخ
عبد الباسط بن خليل » ،كما أتت ثانيتهما في آخرها ،وقد كتب عليها بخط مغاير كذلك :
المقدس .رضي الله عنه ،ونفع بعلومه في الدين والدنيا والآخرة ،وصلى الله على سيدنا
محمد ،وعلى آله وصحبه ،وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .تم بحمد الله وعونه وحسن
•
توفيقه ،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم )
وبهذا تكون هذه المخطوطة قد فقدت صفحة الغلاف ،وانخرم آخرها في أثناء ترجمة
أن مؤرخنا
جانبك من ططح المؤيدي ،المعروف بالفقيه » ،من حرف الجيم ،إذ المقطوع به
لم ينه حرف الجيم بهذه الترجمة ،كما لم ينه مؤلفه بهذا الحرف ،كما هو مفهوم من كثير من
الإحالات إلى ترجمات تأتي في باقي حرف الجيم ،وفي سائر الحروف حتى الياء
( ) ۲استفيد ذلك من قوله في مقدمة الكتاب ) نفسه ق ١أ ) . . . « :وكان ابتدائي لجمعهم في
مستهل جمادي الأولى سنة تسع وثمانمائة » ،ومن التنبيه على ذلك في أثناء بعض ترجمات
الكتاب ،كنحو قوله ( نفسه ق ۱۱۱أ ) مترجماً الشهاب الصفدي ... « :مات في آخر نهار يوم
السنة التي ابتدأنا فيها جمع
الاثنين ،سادس جمادي الأولى سنة تسع وثمانين وثمانمائة ،وهي
معجمنا هذا »
وقوله ( نفسه ق ۱۲۸ب ( مترجماً ابن حمود ... « :وكانت ولايته له ( للقضاء ) في يوم
معجمنا
الخميس ،ثامن جمادي الآخرة سنة تسع وثمانين وثمانمائة ،وهي سنة ابتدائنا في جمع
هذا » .
وقوله ( نفسه ق ) ٢ ٢٥٨مترجماً تنم الأعرج ... « :مات في سنة جمعنا هذا المعجم ،في
•
يوم الأربعاء من جمادي الآخرة ( كذا ( سنة تسع وثمانين وثمانمائة )
۸۷
سنة ثلاث وتسعمائة للهجرة ( ١٤٩٨ - ١٤٩٧ ) ) ١م • ) ،مزيداً في مادته كلما
دعت الحاجة إلى ذلك ( ، ) ۲وقد ترجم فيه للأحياء ،ولمن أدركتهم الوفاة ابتداء
بسنة أربع وأربعين وثمانمائة للهجرة ( ١٤٤٠م ، ) .وإن ذكر فيه بعض
لبيان لبس في تأريخ وفياتهم ( ، )۳أو « على وجه المتوفين قبل هذه المدة ،
مقتبساً أكثر مادته من التضمين لفائدة أو لنكتة ،أو للتفنن والتحسين » ( . ) ٤
في يوم الثلاثاء ،رابع عشر جمادي الأولى سنة تسع وثمانين وثمانمائة ،وهي السنة التي اعتنينا
فيها بجمع معجمنا هذا » •
( ) ۲حيث زاد في كثير من ترجمات الأحياء ،الذين أدرك وفاتهم بعد ترجمته لهم ،أو تنقلوا في
f
العديد من الوظائف بعد ترجمتهم ،كنحو قوله مترجماً البرهان اللقاني ( نفسه ق : ) ۴ ۲۸
»
...وهو موجود الآن ،حرس الله تعالى مهجته ،وأدام بهجته ،وحفظه وتولاه ،ومتع
بطول بقاه •
ثم بعد مدة من هذه الترجمة تولى تدريس التفسير بالبرقوقية ،ورتب له السلطان على الذخيرة
مبلغاً يحمل إليه في كل سنة ،وصار يذكره بجميل ،ويتفقده ،ويسأل عنه ،وكان حصل لـه
ضعف في بصره لازمه وطال به ،ثم تمرض مدة ...ومات بعدما بقي بزيادة على العشرين
يوماً ،في يوم الثلاثاء ،يوم عاشوراء ،عاشر محرم سنة ست وتسعين وثمانمائة ،وبعث السلطان
يطلب جنازته ،فحضرت إلى سبيل المؤمني ،ونزل فصلى عليه ،وحملت إلى تربة الصوفية
فدفن بها ،رحمه الله تعالى
وقوله ( نفسه ق (( ۱۷۹أ ) fمترجماً الماس الأشرفي قايتباي :
* .
ثم بعدما أتممنا ترجمته ورد الخبر بأنه مات في كائنة جرت بين العساكر المصرية وبين
علاء الدولة ،سنة تسع وثمانين وثمانمائة ) .
...وورد الخبر إلى القاهرة بموته في محبسه من قلعة الكرك ،أظن في أواخر ذي القعدة
من سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة ،أما ذو قعدة فمظنون ،وأما السنة فمحققة
وذكره الحافظ ابن حجر في تاريخه ،في وفياتها ،وذكر بعضهم وفاته في سنة أربع وأربعين ،
وقد وهم
وإنما ذكرنا ترجمته ،وإن كانت على غير ما شرطناه في تاريخنا هذا ،أننا لا نذكر من تقدم
على سنة أربع وأربعين ،للتنبيه على وهم من ذكر وفاته في هذه السنة )
( ) ٤عبد الباسط -الحنفي .المجمع المفنن ق ١أ
۸۸
وكنت جمعت قبله تاريخاً ،وسميته بالروض الباسم في حوادث
العمر والتراجم ،وفرعته في عدة مجلدات -ـ وهو بديع الصفات -وجردت
تراجمه في معجمي هذا ،مع ما أضفته إليه زيادة عليه ) () ۱
مرتباً له على مقدمة ،اتبعت بعدد ( ) ۲من الترجمات المتفاوتة -من حيث
المساحة الشاغلة لها -طولاً ( ) ۳وقصراً ( ، ) ٤وإن غلبت على الكتاب سمة
التوسط ( ) ٥في الترجمات ،وقد نظمت على حروف المعجم في الاسم العلم ()٦
-عمده في تأليف معجمه -هذا ـ إلى الشمول النوعي .. . . « :إنني جمعت أ
الزمان والأقران ،من علماء وخلفاء وملوك وسلاطين ووزراء وولاة وحكام
( ) ۱المصدر السابق
( ) ۲احتوت هذه المخط .موضع الدراسة على ( )١١٠٤ترجمة ( ،وإن كان من غير الممكن التكهن
·
بالعدد الإجمالي لترجمات الكتاب ،لانخرامها ،على النحو المنبه إليه قبل
( ) ۳من نماذج ذلك ترجمة كل من ( التقي المقريزي » ،و « الشهاب ابن حجر » ،،و « الأشرف
إينال » :
راجع :عبد الباسط -الحنفي :المجمع المفنن ق ۱۰۲-ب ١٠٦ -أ ١٩٤ ،أ ـ ١٩٦ب
( ) ٤من نماذج ذلك قوله مترجماً البرهان البغدادي ( نفسه ق ١٦ب ) :
إبراهيم بن عبد الوهاب بن عبد السلام ،برهان الدين البغدادي .ولد سنة خمس وستين
كأبيه »
( ) ٦وإن اختل الترتيب داخل الحرف الواحد ،سواء من حيث تتابع أسماء المترجمين فيه ،أو من
حيث الأسبقية بحسب ترتيب أسماء الآباء والأجداد في الأسماء المتشابهة .
٨٩
وشعراء ،وعدة آخرين من غير من ذكرنا ،ما بين أطباء وحكماء ،وغيرهم
عنه
-أيضاً -ممن في تراجمهم نوادر أو غرائب أودعت حكماً ،وفيهم من
أخذت ،ومن عني أخذ » ( ) ۱
الأصل ،أو في الديانة ،أو في المشاهير ،سواء في الجنس ،أو في
الوظيفة ،أو في الحرفة ،أو في العلم المذهب ،أو في المنصب ،أو في
-آنذاك -مترجماً لأعلام -كذلك -ضمتهم الممالك ذات الصلة بها ،
6
مشيراً إلى أن ترجمات الكتاب تبدأ بوفيات ( سنة أربع ب -الحيز الزماني
)(۹
وأربعين وثمانمائة ،وهلم جرا إلى هذا الزمان )
وهكذا ،فقد ابتدأ الحيز الزماني لدي مؤرخنا في هذا الكتاب بسنة
قبل ،بحيث لم تنقطع صلته بالكتاب بعد الفراغ من تأليفه حوالي سنة
عن هذه السنة ـ ٨٤٤هـ ـ إلا على وجه التضمين ،لفائدة أو لنكتة ،أو
ولم أقصد غيبة ولا نميمة ، أنني فيما قلته من المنصفين )» ( ( . . . « ، )٤
والله على ذلك شهيد ،وهو حسبي فيما أحاوله وأريد » ( ) ٥
المعنون ) ( ) ٦
الباسم » ،على النحو المشار إليـه الروض ـ .استخلاص أكثر مادته من «
حـ . . .
قبل .
( ) ٥نفسه .
( )٦نفسه •
۹۱
النسبة % عدد الترجمات الحرف النسبة % عدد الترجمات الحرف
%
. • ,Y . V8 , 1
% ۸۱۸ f
).
% ۱۱۳
):
**\ % المجموع ١١٠٤ترجمة
مما يشير إلى عدم اعتنائه بالموازنة بين الحروف المنتظمة لها من حيث
الكم المترجم فيها ،وبطبيعة الحال ،فإنه لا تتحقق الموازنة بين الحروف من
الجنس » ،إذ نجد أن النسوة المترجم لهن قد بلغن أربع عشرة ،بنسبة
وقد أتت ترجماتهن في سياق ترجمات الرجال على غير إلف ترجمات الكتاب .
في الحرف الواحد ،أو الجامعين لترجماتهن في حيز واحد ،يأتي ـ غالباً ـ آخر
وقد يترجم لعلم واحد في موضعين ،تأتي ترجمته في أولهما على سبيل
وفي ثانيهما متوسطة ،على النحو الوارد في قوله مترجماً ابن الإيجاز ،
وسيأتي في الميم بعد هذا بأوسع من هذا ،إن شاء الله القمص • ( :
وقد يضمن ترجمات الآباء ترجمات الأبناء ،أو ترجمات الأبناء ترجمات
۹۲
أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن خضر .يأتي في محمد بن
محمد بن خضر والده ،في حرف الميم ،إن شاء الله تعالى » ( ) ۱
وقوله :
المسند تقي الدين المشهدي ،الشافعي ؛ وهو أبو بكر بن علي ،ابن
الآتي بعد أبي بكر .وسنذكر هذا هناك إن شاء والد البهاء المشهدي ،
الله » ()۲
الترتيب في :
- ۱الاسم :
وهو غالباً ما يتصدر الترجمة ،وقد تسلسل ليشتمل على اسم المترجم له
« إبراهيم بن أحمد بن أحمد بن محمد بن فوالده فأجداده ،كنحو قوله :
عبد الواحد بن قاسم بن خليل بن عبد الخالق بن طاهر بن حسن بن حسين بن
ياسر بن سلامة بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن
المترجم له فوالده فجده ،كنحو قوله : وقد ذكر فيه اسم أو يرد ثلاثياً ،
« إبراهيم بن علي بن عمر ) () ٦ إبراهيم بن محمد بن ثابت » ( ، ) ٥وقوله :
( ) ٤نفسه ق ١٨ب
( ) ٥نفسه ق ۳ب •
( ) ٦نفسه ق ١٩أ
۹۳
المترجم له فوالده ،كنحو قوله : أو يرد ثنائياً ،ليحتوي على اسم
»
إبراهيم بن بردبك الأشرفي » ( ! )
وقد يقتصر في الاسم على العلم المترجم له ،مغفلاً اسم الأب والجد ،
« تغري بردى الطرابلسي » ( ، ) ۲و « تمراز الجلب الأشرفي » ( )۳ كنحو قوله :
وغالباً ما يكون ذلك في أسماء أمراء المماليك ،مجهولي النسب لذويهم .
الاسم ،وتتبع سلسلة النسب ، ويلحظ أن مؤرخنا كان دقيقاً في إثبات
حتى مع أخذ مادته عن المترجم له عينه ،أو ذوي قرباه ،أو المصدر الموثوق
،كما
هو مفهوم من قوله مترجماً ابن الميلق . . . « :وفيما ذكرناه من نسبه
اختلقه ،
: وصرح بهذا عدة من الأكابر )» ( ، ) ٤وقوله مترجماً ابن الكركي
وما ذكرناه من نسبه هكذا وصل إلينا ،وطعن فيه بعض الأكابر ، • •
)(0
والسكات عن ذلك أجمل ،فإنه مشهور »
بانتساب المترجم له إلى والده فأجداده ،عامداً إلى التعريف بأمه كذلك ،كنحو
ولعمتي الست صفية بها معرفة ،وبينهما صحبة وكانت خيرة دينة ، خاص ،
الصائغ ... « :وأمه هي خديجة ابنة وسكون » ( ، ) ٦وقوله مترجماً البرهان ابن
محمد بن أحمد المقدسي ،خالة العز قاضي القضاة إبراهيم الكناني ) (، )٧
« . .. ..
.وأمه ابنة أبرك الحكمي ...وستأتي وقوله مترجماً ابن العيني « ::
) ()۸ ترجمتها
( ) ۳نفسه ق . ٢٢٤٥
( ) ٦نفسه ق ٨ب
( )۷نفسه ق ۹ب
( )۸نفسه ق ۹۱ب
٩٤
- ٢الكنية :
- ٣اللقب :
وهو حريص على إيراد الألقاب ،مع ما يضاف إليها ،غير مقتصر ـ في
مواضع كثيرة -على لقب المترجم له فحسب ،إذ ـ غالباً ـ ما تتسلسل الألقاب
لديه ،كنحو قوله . . . « :الشيخ برهان الدین ،ابن المحدث جمال الدين ،
« سعد الدين ،ابن فخر الدین ،ابن ابن الحافظ شهاب الدين » ( ، ) ٥وقوله :
وقد يشتهر المترجم له بغير اسمه العلم ،وتكون شهرته بغير لقبه أو
كنيته ،ولذا نجد مؤرخنا حريصاً على إثبات اسم الشهرة ،مسبوقاً بقوله :
عامداً
، » • .و « الشهير بـ ، » . . .أو « المعروف بـ •
المدعو بـ
وقوله ... « :المعروف بابن المجدي ،وهي نسبة جده طيبغا ،عرف
( ) ۲نفسه ق ۳ب
( ) ۳نفسه ق ٩أ +
( ) ٤نفسه ق ۲۰ب
( ) ٥نفسه ق ١٠أ
( ) ٦نفسه ق ١٥أ ·
۹۵
( ...المعروف بالشيخ باكير · • .وباكير يقال في وقوله : المعروف » (، ) ١
المعروف
اصطلاح أهل تلك البلاد الشمالية :أبي بكر ) ( ، ) ۲وقوله . « :
بتلكي ،ومعناه الثعلب بلغة الترك ،كأنه شبه به لبعض أوصاف به تشبه أوصاف
أي بلا أذن ،لأن إحدى ( • • · المعروف بقلقيز • الثعلب » ( ، )۳وقوله :
أذنيه كان قطع منها بعضها -أقل من النصف -في مأتم ببلاد الجركس ،على
المعروف
عادتهم في ذلك حين موت من يعز عليهم » ( ، ) ٤وقوله « ...
وإنما قيل له تمساح ،لأنه كان في أيام أستاذه يجيد الضرب · بتمساح ·
صرح بذلك ،كنحو قوله : فإذا ما خفي عليه تفسير اسم الشهرة ،
المعروف بابن مخلوف ،وما عرفت لماذا قيل له ذلك ) ()٦ . . .
كذلك -على تصويب اسم الشهرة ،إذا ما اعتراه تحريف وهو حريص
المعروف بابن كاوان ،بالكاف من العامة ونحوهم ،كنحو قوله . . « :
وهو غلط ،لأن معناها بالعجمي :أبقار ، المفخمة ،والعامة يقولون بالقاف ،
المعروف بالمحير على « ... البقر » ( ، )۷وقوله : فإن كاو : جمع بقر ،
صيغة اسم الفعول ،والمراد منه اسم الفاعل ،لكن استعمل هكذا ،وهو
غلط ،وإنما لقب بذلك لكونه كان يلعب الرمح محيرهم في تعليمه
والرباط بضم الراء بابن الرباط ... المعروف ( · إياه ) ( ، )۸وقوله :
غلط
والعوام استعملوها ،
هكذا ،فبقيت على ذلك ، ،عن الرباط بكسرها ،
والمقاط اسم لجبل صغير ، وهو اسم لجبل كبير ، وهو لقب لجده حسن ،
لما غلظ وكبر لقب بالرباط ، ثم وهو صغير رقيق ، أولاً ، كان لقب بهذا
٩٦
وحكايته في ذلك مشهورة » ( ، ) ١وقوله . . . « :المعروف بابن القيشاني ،وهـ
غلط
،من القاشاني ،نسبة إلى قاشان ،وهي معروفة ،من بلاد العجم ،قريباً
)(۲
من مدينة قم »
كما أنه معنى بإثبات التغاير في أسماء الشهرة لدى العلم المترجم له ،أو
المعروف باليجمقدار » ( ، ) ٤وقوله : بالأقرع ،وهو معنى طاز بلغة الترك ،ثم
• .
المعروف بتعريص ،هكذا بالصاد ،وذكر لي بعضهم أنه كان يقال له :
تعريف بالفاء ،ثم ذكرت ذلك لمن له خبرة به ،فقال :إن ذلك بالصاد ،وكاد
وإنما كان كتاب المماليك يكتبونها بالفاء أن يكون من تتمة اسمه ،علماً عليه ،
فإنها من وما عرفت من هو من كتاب المماليك الذي كتبها كذلك ، عرفاً ،
المستظرفات ،إذ يحصل بالنطق بها الغرض حين استدعائه ،لا سيما بحضور
مع التحاشي عن النطق بما يستهجن ويقبح ذكره عرفاً ،وكان ذلك السلطان ،
،
وقوله . . . « :المعروف بالناجي قبل إمرته ،إذ لا استدعاء بعد الإمرة » ( . )٥
« . . .المعروف بالرملي ،وبابن وقوله : وربما عرف بابن المحدث » ( ، ) ٦
الشيخ خليل أخرى ،وهو جده الأعلى المذكور في الحمد تارة ،وبابن أبي
)(V
نسبه )
ه -النسبة :
المترجم لـه إلى القبيلة أو العشيرة ،كنحو قوله : وتكون بنسبة
( ) ۲نفسه ق ۲۲ب
( ) ٥نفسه ق ٢٤٣أ
( ) ٦نفسه ق ١٣٥
۹۷
منسوب « . . .الأخدري الآثاري » () ۱١
) ،،وقوله : الأصل ، الصنهاجي
أو إلى المحلة والمدينة ،كنحو قوله : الأخادرة ) (. ) ٢ إلى طائفة يقال لهم :
وإليه نسب بالنعماني ) ( . ) ٤أو إلى الديانة ،كنحو السيد الشريف النعماني ،
،أو اليهودي الإسرائيلي » ()٦ ... الأصل ) ( )٥و قوله ... « :النصراني
)(V
الحنفي » ()۸ و « الشافعي إلى المذهب ،كنحو قوله :
وقد تتوالى النسب إلى المواضع ،ليكون المقصود بالانتساب إلى الأول
وبالثاني الموضع الذي ولد فيه ، تحديد الأصل الذي انحدر منه المترجم له ،
وبالثالث الموطن الذي رحل إليه واستقر فيه بآخره ،ومنه قوله « :
4
الصالحي ،ثم القاهري » ( ، ) ۱۱وقوله ( : المقدسي الأصل ،الدمشقي -
ولد بثغر • السكندري ،القاهري الأصل ، برهان الدين ،التروجي
فعرض على جماعة من أعيان وبها نشأ ...وقدم القاهرة ، الإسكندرية ...
( ) ۹نفسه ق ۲۸أ
( ) ۱۰نفسه ق ٣٥أ
۹۸
علماء ذلك العصر ،واشتغل ...وأذن له بالشهادة ،فكان يتكسب بها بحانوت
بسويقة ابن عبد المنعم ،ونزل في صوفية الخانقاه الشيخونية ) () ۱
وقد تتبع هذه العناصر أو تتخللها بعض الألقاب العلمية أو الصفات الدالة
على أصالة المترجم له وعراقته ،كنحو قوله مترجماً البرهان الهندي . . . « :
المحقق ،المدقق ،النحرير ،الفهامة » () ۲ الشيخ الإمام ،العالم العلامة ،
الشيخ الولي ،العارف : الكامل » ( ، ) ۳وقوله مترجماً ابن التازي ... « :
- ۷المولد :
كما كان مؤرخنا حريصاً على التحري عن هذا العنصر ،وإثباته ،سواء
أو ذوي قرباه ،أو نقلا عن مصادره المكتوبة ،يعكس بسؤال المترجم عينه ،
قوله مترجماً البرهان الأطروش ... « :لم أقف له على مولد لأذكره » ( ) ٥
ابن رضوان الحلبي . . . « :ولم أدر سنة ولادته » ( ، ) ٦وقوله وقوله مترجماً
« ...ولم أدر مولده » ( ، )۷وقوله مترجماً البرهان مترجماً البرهان السلموني :
على أن المواضع المؤرخ فيها للمولد وإن كانت قليلة بالنسبة إلى
( ) ٤نفسه ق ٢٩أ
( ) ٥نفسه ق ۲ب
( ) ٦نفسه ق ٨ب
( ) ٧نفسه ق ٢٢٤
۹۹
المواضيع المسكوت فيها عنه ،فإنها كثيرة من حيث الكم ،وقد سلك فيها
-التاريخ للمولد على سبيل الاكتمال ،باليوم من الأسبوع ،فاليوم من أ
، .ولد بثغر ال « ·
إسكندرية فالشهر ،فالسنة ،كنحو قوله : الشهر ،
) ۱( . في ليلة الخميس ،مستهل ربيع الآخر سنة عشر وثمانمائة
...ولد في
..ب -التاريخ باليوم من الشهر ،فالشهر ،فالسنة ،كنحو قوله . « :
-التاريخ للمولد اكتفاء بالسنة فقط ،كنحو قوله ... « :ولد بالقاهرة في د
هـ -التاريخ للمولد على وجه تقريبي ،كنحو قوله ... « :ولد تقريباً في سنة
« . . .ولد بمصر وقوله : ، إحد ) ى ) وأربعين وثمانمائة بالقاهرة » ( ) ٥
ومنه قوله : وإثباته كلما تيسر له ذلك ، كما كان معنياً بتحديد محل الميلاد ،
• .
بجوار الشيخ سيف الدين . ولد في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة
( ) ۹نفسه ق ] ۱۱۵
)(۱
« . . .ولد بالقاهرة في سنة تسع وخمسين وسبعمائة ،وقوله : الحنفي »
بالسوة ،بالقرب من قلعة الجبل ،وكان والده أميناً على بالصهريج المنجكي ،
)( ۲
حواصل منجك اليوسفي ،وبيده خزانة صهريجه )
فإنه ـ وتلك ظاهرة عامة الشيوع فإذا ما خفي عليه تحديد تاريخ المولد ،
في مؤلفه -يجتهد في تقدير عمر المترجم له حال الوفاة ،كنحو قوله . . . « :
وله زيادة على الستين سنة ) ( ، )۳وقوله . . . « :وهو في عشر الستين أو زاد
« ...عن نحو
،وقوله ( : عليها » ( ، ) ٤وقوله . . . « :وهو في الكهولة » ( ) ٥
- ۹الوفاة :
-التأريخ لها على سبيل الاكتمال ،باليوم من الأسبوع ،فاليوم من الشهر ، أ
مات في يوم الثلاثاء ،سابع عشر فالشهر ،فالسنة ،كنحو قوله .. • ( :
مات
يوم « . . . ربيع الأول سنة اثنين وثمانين وثمانمائة ) ( ، )۷وقوله :
)^(
وثمانمائة »
وقد يضيف إلى ذلك التاريخ بالجزء من اليوم أو الليل ،موقتاً لذلك
( ) ۲نفسه ق ۱۱۲ب
( ) ۳نفسه ق ۲أ •
( ) ٤نفسه ق ١٦
( ) ٥نفسه ق ٤١أ
( ) ٦نفسه ق . ) ٦٠
( ) ۷نفسه ق ۳ب •
( )۸نفسه
۱۰۱
العصر ،في صفر الخير ،سنه مات فجأة ،في يوم الاثنين بعد
،
تاسع شوال سنة أربع وستين ي عصر يوم الاثنين
في . . .مات ...ف
وثمانمائة » ( ) ٢
وثمانمائة ) ()۳
في ليلة الجمعة ،بعد الغروب ،يوم مات ابن ظهيرة هذا
السبت ،تاسع صفر قبل الغروب ،سنة تسعين مات في يوم . . .
وثمانمائة ) ٥ ( ،
• • ·
ومات في أثناء سنة خمس وستين وثمانمائة » ()۷
• ·
مات أحمد هذا في العشر الأوسط من ذي القعدة سنة تسع
ولذا كثيراً ما ينص على إخفاقه في الوفاة ، جـ ـ وهو حريص على إثبات شهر
معرفته ،ومنه قوله ... « :ولم أحرر شهر وفاته » ( ، ) ۹وقوله · • • ( :
( ) ۵نفسه ق ۲۰ب
( ) ٦نفسه ق ١٤٩
ه
« . . . التاريخ للوفاة على وجه تقريبي -وكثيراً ما يكون ـ كنحو قوله :
مات
مات في حدود سنة خمس وسبعين وثمانمائة » ( ، ) ۲وقوله . . . « :
بدمشق بعد السبعين وثمانمائة ،ولم أحرر وفاته إلا تخميناً بعد السبعين ،
وكثيراً ما ترد الترجمات غير مؤرخة الوفاة ،لعمده إلى الترجمة للأحياء
وهو معنى في مواضع كثيرة بتحديد موضع الوفاة ،كنحو قوله ( :
وممن يسكن بالحسينية خارج ( من المدرسة الصرغتمشية » ( ، ) ٦وقوله :
وكذا كيفية الوفاة ،من موت طبيعي ،أو قتل ،أو غرق ،أو العلة
مات غريقاً وهو ثمل ،عند معدية فريج بالخليج ،في يوم >>
( ) ۲نفسه ق ۳۷ب
( ) ۳نفسه ق + ١٤٠
( ) ٥نفسه ق ٢٦٦ب
( ) ۷نفسه ق ٦ب •
( ) ۹نفسه ق ٤٧ب
الأربعاء ،سادس عشرين رجب سنة اثنين وخمسين وثمانمائة ،وما وجد إلا بعد
فغسل أيام بالقرب من خانقاه سرياقوس ،وهو في أسوأ ما يكون من الحال ،
وكفن ودفن هناك ،ثم توجه أقاربه إليه فأخرجوه وأحضروه إلى القاهرة وهو في
غاية ما يكون من الانتفاخ ،بل قارب الانفساخ .فغسل ودفن أيضاً » () ۱
مات بعد ذلك بمرض الدبيلة ،في يوم الخميس ،سادس ...
)(۳
جمادي الآخرة سنة إحدى وتسعين وثمانمائة )
وكثيراً ما يشير إلى حال المترجم له عند الوفاة ،من حيث العمل
والاشتغال أو التبطيل والعزل ،كنحو قوله ... « :مات وهو على قضاء
عن القضاء » ( ، ))۷وقوله . . . « :حصل له خلط فالج ،فأخرجت عنه الإمرة ،
أو المكانة لدى الدولة ،كنحو قوله ... « :وكان مقبول الشفاعات عند
الأكابر ،السلطان فمن دونه ،وبه نفع للفقراء والأرامل والمنقطعين ،يأوي إلى
زاويته كثير ممن يصف بما ذكرنا ) ( ، )۹وقوله ... ( :وكان معظماً ،وجيهاً
( ) ٤نفسه ق ١٢٨ب
( ) ۵نفسه ق . f ۱۹
( ) ۱۰نفسه ق . ) ۱۰۷
104
( • • .مات تحت العقوبة أو من حيث الإهانة والتعذيب ،كنحو قوله :
وصلب حياً م كلباً ،في لوحي أكتافه ، « ... وقوله : أفحش موتة » ( ، ) ١
ممثلاً به ،على غير الوجه الشرعي ،وهو صابر ،ذاكر ،متجلد ،حتى فارقت
أو من حيث التمرض والضعف ،أو الموت الفجاءة من غير علة ،كنحو
قوله ... « :مات ليلة الأربعاء ،في محرم سنة خمس وتسعين وثمانمائة
فجأة ،بعد أن وادع الناس في هذه الليلة كأنه مرتحل ،وصار يسلم على الناس
ودعونا » ( ، )۳وقوله ... « :ثم تمرض ويصافحهم على عادته ،ويقول :
بمرض طال به ،وتعافى منه ،ثم انتكس وطال مرضه ـ أيضاً ـ وضعفت أعضاؤه
) (٤
الباطنية ومات »
أو ما يكون قد عرض له فى آخرته من آفة الخرف والخلط ،أو العمى ،
كنحو قوله ... ( :لم يزل إلى أن حصل له في عقله خلل دام به من سنة تسع
« ... .وبلغت اليد ،كنحو قوله : أو من حيث اليسار ،أو ضيق ذات
مات ·
( وزيادة على ذلك » ( ، )۷وقوله : تركته نحو الخمسة آلاف دينار ،
في يوم الجمعة ،سادس ذي القعدة سنة تسع وثمانين عن مال كثير ،فوق
الألفي دينار من النقد ،غير الأثاث والآلات والكتب والأملاك وغير ذلك
« . . .بعد أن افتقر جداً ، ووجد له من التحف أشياء كثيرة » ( ، ) ۸وقوله :
وكان قبل ذلك ذا ثروة طائلة ،وأملاك وعمائر وأشياء كثيرة ،ورثها عن أبيه ،
( ) ٥نفسه ق ۱۲۵ب
( ) ٦نفسه ق ۷ب
0.1
ومات فقيراً جداً ،وكان غير وذهب الكل ، فلم يبق له من ذلك شيء ،
وتصدق عليه ( • وقوله : مشكور ،أذهب ماله في غير وجه سائغ » (، ) ١
كما أنه كثيراً ما يعنى بذكر ما يتبع الوفاة من جنازة ودفن ،مفصحاً عن
وقع ذلك في أنفس الناس ونفسه ،محددا موضع الدفن ،كنحو قوله . . . « :
لأنه كان قد استعد لكل وكان له مشهد حافل ،وتأسف السلطان عليه ،
وكان له مشهد حافل ،وحمل إلى الجامع الشيخوني ، السلطان الصلاة عليه ،
فدفن بالقبة بعد أن أريد دفنه بالخانقاه » ( ، ) ٤وقوله ... «( ::وذبح خروف
( المترجم له ( كأن لن يكن ،ونظم في ذبحه عدة مقاطيع ،وشمت به كثير من
« . . . .وأبطل اللعب من طبقته وقوله : وتأسف عليه آخرون » ( ، ) ٥ الناس ،
في يوم موته ،ونزل جميع أهل الطبقة ،بل والكثير من جلبان السلطان إلى أن
وكانت جنازته حافلة بالجلبان وببعض الأمراء ،وأحضرت لمصلى أخرج ،
سبيل المؤمني ،ونزل السلطان فحضر الصلاة عليه ،وأظهر التأسف عليه ،
الجلبان ،منهم قريبه أقبردي الدوادار وتوجه صحبة نعشه جماعة من الأعيان من
الكبير ،وقانصوه خمسمائة أمير آخور كبير وغيرهما ،مشاة بين يدي نعشه إلى
ذلك
ما يكون حدث لجثته من تنكيل أو تعطيل ، أو على العكس من
· .وعوق عن دفنه لأجل جوامك مماليكه وغلمانه ،فإنها كانت • كنحو قوله ( :
مكسورة في ذمته ،فقاموا ثائرين على من يجهزه ،وقالوا :لا نمكن من تجهيزه
وإخراجه إلا إذا أغلق لنا مالنا من الجامكية في ذمته ،وثارت العامة -أيضاً -
إنا ( لا ) نمكن من دفنه إلا إذا أعيد ابن شبل إلى الحسبة بدمشق ، وقالوا :
( ) ٤نفسه ق ١٤٥
( ) ٥نفسه ق ٥ :ب
( ) ٦نفسه ق ٢٦٦ب
١٠٦
وكان قد صرفه هو عنها ،ولا زال بعض الناس يتلطف بهم حتى دفن بعد
لديه ،وتتباين المساحة المخصصة لها ،لكن السمة الغالبة على ترجمات
فحفظ القرآن العظيم ،ثم بعض متون ،ثم اشتغل ،فأخذ عن شيخي الإسلام
والشمس القليوبي ،والنور الآدمي ،والشمس الملقن ، السراج البلقيني وابن
ولم يزل مجداً محصلاً مشتغلاً ذكياً فطناً يقظاً حتى برع البوصيري ،وغيرهم .
ومهر وشهر ذكره وتميز ) ( ، ) ۲وقوله . . . « :ونشأ على خير ،وحفظ القرآن
العظيم ،واشتغل بالعلم ،فأخذ عن جماعة منهم :الزين عبادة ،وطاهر ،
وسمع الحديث عن جماعة ،منهم وأبي القاسم النوري والوروري والمناوي ،
الصوفية ،وصحب الشيخ مدين ،وأخذ عنه الحافظ ابن حجر ،ولبس الخرقة
الكلوتاتي والهواري وابن الجزري فعادت عليه بركاتهم ،وسمع السادات ،
) (٤
وابن حجر ،وآخرين
وتتحدد هذه المنزلة بعبارات ناعتة ،منها قوله .. . . « :كان أحد علماء
بل عينهم في وقته » ( ، )٥وقوله . . . « :وصار أمة في سائر الفنون الأدب ،
وكان
العلمية ...ولم يخلف بعده في مجموعه مثله » ( ، )٦وقوله ... « :
( ) ۲نفسه ق • ۴ ۲
( ) ٥نفسه ق ۳ب
- ۱۲وظائفه :
وإن لم يستوعبها ،كنحو قوله مترجماً الأشرف إينال : لديه ،وتنقلهم فيها ،
•
واستمر على ذلك إلى آخر دولته ) دولة وصار من جملة الجمدارية ،
فصيره خاصكياً ،ولم يزل كذلك إلى دولة المظفر أحمد بن الناصر فرج ) ،
المؤيد شيخ ،فأمر عشرة بعناية الأمير ططر ،وهو مدبر المملكة للمظفر -إذ
ذاك -وكان ذلك في أوائل سنة أربعة وعشرين وثمانمائة ،وترقى بعد ذلك إلى
أن صار رأس نوبة ثانياً ،بعد قانباي البهلوان ،لما صير من مقدمي الألوف ،ثم
في سنة في دولة الأشرف ، نيابة غزة عوضاً عن تمراز القرمشي ، نقل إلى
ثم لما سفرته ، في فاستصحبه معه وثلاثين ( وثمانمائة ) ، ست سنة في
عاد الأشرف من آمد ونزل بمدينة الرها حين استولى عليها ـ وهي يومئذ خراب -
طلب إينال -هذا -واستقر به في نيابتها ،فامتنع من ذلك أشد امتناع ،ولم
فاستشاط الأشرف وغضب منه ،وطلب بكلمات أغلظ فيها بحضرة السلطان ،
مملوكه إينال -شاد الشراب خاناه الماضي ترجمته -وقال :أنا ما يطيعني إلا
مماليكي ،وخلع عليه بنيابة الرها ،فلما ذهب إينال إلى مخيمه ندم ،وسقط
في يده ،وخاف عاقبة فعله ،وسطوة الأشرف ،وكان من العقلاء العارفين ،
الأشرف ،واعتذر عنه ،فطلبه فأذعن لنيابة الرها ،وبعث من تكلم له عند
الأشرف في عصر ذلك اليوم ،وألبسه الخلعة بنيابة الرها ،ووعده بالجميل
لهذا للغاية ،وأنه ممده بالسلاح والعليق وغير ذلك ،ووفى له وأنه اختاره
بوعده ،وبعث إليه كتباً بتقدمة ألف بالديار المصرية ...ولم يزل بالرها إلى أن
صرفه الأشرف بشادبك الجكمي ،واستقدم إينال إلى القاهرة على تقدمته
( ) ۲نفسه ق ٨٥ب
١٠٨
واستمر على تقدمة إلى أن نقل إلى نيابة صفد في عاشر رجب سنة أربعين
وثمانمائة ،بعد عزل يونس الركني الأعور عنها ،فلم يزل بها حتى تسلطن
الظاهر جقمق بعد خلع العزيز ابن الأشرف ،بعث إليه بالخروج مع النواب في
ولما انفض الأمر من نوبة الجكمي ،وبصفد رافقه الوالد في الأتابكية
قضية الجكمي ،بل وتغري برمش نائب جلب ،استقدم الظاهر -إينال -هذا
A
إلى القاهرة في سنة ثلاث وأربعين ( وثمانمائة ) ،وصيره من جملة مقدمي
الألوف بها -أيضاً -وكان قبل ذلك خرج في عدة غزوات ،منها غزوة قبرس ،
في دولة الأشرف برسباي ،وأبلى في الكفار بلاء حسناً ،ومنها في رودس ،في
الكبرى ،بعد موت تغري بردی الدوادارية الظاهر ،ثم نقله بعد مدة إلى أيام
المؤذي ،فباشرها ،وحسنت سيرته بها ،ثم نقله منها إلى الأتابكية بمدة ،بعد
موت الأتابك يشبك المشد ،في سنة تسع وأربعين وثمانمائة ،وعد ذلك من
النوادر ،ووقع في المملكة بعض قلقلة بسبب ولايته للأتابكية من غير أن يترشح
الأمراء الظاهرية ،ولم يفد من ذلك ومع وجود الأكابر من الأعيان ، لها ،
الفتنة
الظاهر ،وجرى على ولده ما جرى من شيء ،ولم يزل أتابكاً حتى مات
التي ما عهد في هذا القر (ن ) بمثلها ،وخرج العسكر عن طاعة العظمى ،
المنصور عثمان ولد الظاهر ،إلا من عنده ،وأخذ إينال -هذا -من داره ،
وأحضر إلى دار قوصون ،ورشح للسلطنة ،ووقع القتال بينه وبين المنصور ،
ودام أسبوعاً أو نحوه ،وآل الأمر في ذلك بعد ذلك القتال العظيم والأمر الشديد
وعلى العكس من ذلك قوله مترجماً الشهاب ابن حجر ... « :وولى
بين تداريس فقه وحديث وتفسير ووعظ وخطابة الوظائف الدينية السنية ،
الجامع العمري والجامع الأزهر وغيرهما ،وولي القضاء الأكبر غير ما مرة ،مدة
( ) ٢نفسه ق ١٠٤ب
۱۰۹
- ۱۳أعماله :
تختلف
ويقتصر مؤرخنا في هذا العنصر على إثبات أهم الأعمال ،وهي
وتتعدد تبعاً للتباين في الوظائف ،واختلاف نوعيات المترجمين لديه ،ومن ذلك
قوله مترجماً البرهان ابن مفلح ... « :وله تصانيف عدة ،منها شرح المقنع
وصنف في الأصول وطبقات لبني مذهبه الحنابلة ) ( ) ۱؛ وقوله وأطال فيه ،
وله من الآثار الجليلة الشيء الكثير مترجماً بردبك القبرسي الأشرفي ... « :
تجاه قنطرة السباع ،وهو عجيب في الأنيق ،العظيم ،الجليل منها الجامع
وفيه منارة من أظرف المنارات وأحسنها ،وأبدعها ،وله نائه المحكم الأرفع ،
وله المدرسة بالقرب من رحبة الأيدمري ،التي كانت بيد العمائر وأبدعها ،
وله غير ذلك من الآثار الدالة على شيخنا العلامة الشيخ علاء الدين الحصني ،
علو همته وكثرة معروفه ومعرفته » ( ) ۲؛ وقوله مترجماً برسباي الحاجب « :
وفي تلك المدة أنشأ الدار المعروفة به بسويقة صاروجا بالقرب من المدرسة
الشامية البرانية ،وأنشأ الجامع المعروف -أيضاً -بالقرب من هذه الدار ،وهو
المدة أنشأ البرج المعظم الهائل ،الذي لم يبين قبله جامع حسن ...وفي تلك
مثله بساحل طرابلس بميناها ،وهو من أجل المباني وأعظم المنار ،شاهدته
وبه من آلات السلاح والقتال الشيء ودخلت إليه ،وليس الخبر كالعيان ،
الك
ثير ،وبه مسجد بمنار للأذان ،وبه إمام راتب ومؤذن ،وفيه عين ماء وفرن ،
فهو أعظم أبراج ميناء طرابلس ،وبه وأظن أن به طاحوناً -أيضاً -وبالجملة ،
جم جم ) )(۳
ع من المقاتلة والرجالة
المترجم له ،من شكل وملبس ،وأخلاق وهو معني بذكر ما يتصل بهيئة
القامة ، كان شكلاً حسناً ، وطباع ،وما إلى ذلك ..كنحو قوله · « :
ربع
إلى القصر ،حسن السمت والملتقى ،كثير التؤدة والأدب والحشمة ،غزير
( ) ۲نفسه ق ٢٠٥ب
۱۱۰
« . . .وكان عالماً فاضلاً ،بشوشاً ،ذا بشر ،وقوله : الفضل والعلم » ( ) ١
وطلاقة وجه ،منور الشيبة والهيئة ،كثير الأدب والحشمة ،مع تؤدة وسكون ،
#
ديناً ،هيناً ،ليناً ،نزهاً ،عفيفاً ،كريماً ،سخياً ، وحسن ملتقى ،خيراً ،
المهمات مع من قصده لها ،بل جواداً ،نافعاً للطلبة وغيرهم ،قائماً في
واسع الأفضال ،معدوداً من الرجال » ( ، ) ۲وقوله : ولغيرها ،كثير النوال ،
بحيث خرج عن الحد في ذلك ،ويحكى عنه العجائب في سمنه ، جداً ،
وكانت يده لا تصل إلى محل الاستنجاء منه لعظم سمنه ،وهو الذي أضر به
وإنما الموجب لذلك حدب «( . . . حتى قتله بقدرة الله تعالى » ( ، ) ٤وقوله :
فكان جباراً عنيداً ،وشيطاناً مريداً ،كثير الإسراف على نفسه ،كثير الحلف
وكان يعاب بذلك جداً ،لكونه خالف عادة أبناء جنسه الأتراك في عدم حلفهم
ويلبس عليه ثياباً كثيرة ،على بعضها البعض ،ويجعل بغالب أصابعه لحيته ،
كما كان مؤرخنا معنياً بالتنبيه على أهل المترجم له ،أو من تجمعهم به
( ) ٤نفسه ق ١٣٦
( ) ٥نفسه ق ٢أ
( ) ٦نفسه ق ۱۷۰ب
( )۷نفسه ق ٢٦٨أ .
( ) ٨نفسه ق ٥٦أ
111
علاقة ،سواء ممن يكون قد ترجم لهم في معجمه -هذا -سابقاً أو لاحقاً ،
ووالده الزين كاتب السر بعصرنا هذا ،وستأتي ترجمته عن کنحو قوله « :
قرب في هذا الحرف » ( ، ) ١وقوله ... « :وهو أخو العلامة علاء الدين الآتي
بل وأحمد ولده -أيضاً -سيأتيان في رتبتهما في هذا وأخوه أحمد ، التاء ،
وكان قد تزوج بعمتي ،السبت المصون « ... وقوله : الخير » ( ، ) ٤
حطط الآتي ) ( ، )٦وقوله ... « :وكان أوصى بجميع مصنفاته لشخص من
تلامذته بالقاهرة ،يقال له :نور الدين المحلي ،ستأتي ترجمته ) ( ، )۷وقوله :
()۸ محله
كما لم يغفل مؤرخنا إثبات علاقاته بالمترجم لهم بحيث أتى في هذا
.وكان
..العنصر بالكثير مما يندرج في الترجمة الذاتية له ،كنحو قوله .. « :
بيننا وبينه صحبة وجيرة ،ولم أعتب عليه إلا قيامه مع من قام على شيخنا العلامة
حتى تغيظ عليه ،ومنعه مدة شهور ،ثم ، الكافيجي من أهل الشيخونية
( ) ۲نفسه ق ۲ب
( ) ٤نفسه ق ١٣٣أ
( ) ٥نفسه ق ) ۲۳
( ) ٦نفسه ق ] ١٧٤
( ) ۹نفسه ق . ١٥
۱۱۲
المسرة ،وكشف المضرة ،بمنه وطوله وقوته وحوله » (، )۸ وأرجو له توالي
اجتمعت به بالقاهرة حين قدومه إليها ،واستفدت من « . . . وقوله :
• وكنا نقصد ذلك المعبد في بعض الأحيان لزيارته فوائده » ( ، ) ۲وقوله • « :
فكان يأنس بي ويحصل بيننا مذاكرة مع صفاء ورياضة ) ()۳ والتنزه هناك ،
وقوله . . . « :بيننا وبينه صحبة أكيدة ومحبة قديمة ،وكان قد اشترى أمة من
وعلى العكس من ذلك ،كثيررااًً ماا يشير إلى عدم معرفته بأحوال مترجمه أو
،وقوله : ولم نعهد شيئاً من حاله » ( ه) انعزاله هو عنه ،كنحو قوله ... « :
الأيام ،ومع ذلك كله لم أجتمع به ولا عرفته بصحبة ، وهو جارنا في هذه
أعانني الله -تعالى -عنه وعن أمثاله بالقناعة ،وجعل التقوى لي وللمسلمين
بضاعة ،بمنه وكرمه » ( ، ) ٦وقوله . . . « :وكان بينه وبين الوالد محبة أكيدة ،
وصحبة قديمة ،ويقوم في قضاء أشغاله وما يهمه ،ويدعو الوالد بأبي ،ومع
ولم أجتمع به سوى المرتين أو هذا كله فلم أتردد إليه ولا عرفته معرفة تامة ،
في مجموعها حكايات طريفة ،دارت حول بعض المترجمين لديه ،ومنها قوله
قبرس تزوج بامرأة تعرف بقبر الرجال ،وبلغ الظاهر خشقدم ذلك ،وقال له في
( )۳نفسه ق . ) ۱۳۱
( ) ٤نفسه ق ۲۲۱ب.
نفسه ق ۲
)(0
( ) ٦نفسه ق ) ٢٣٣
( ) ٧نفسه ق ٢٤٢
نوع ممازحة ومداعبة :أخاف عليك أن تكون الخامس أو السادس ،فإنها كانت
قبرت قبله أربعة أو خمسة ،فكان كما قال له بعد قليل من زواجها » ( ) ۱
ووقع له تلك اللطيفة التي حكيت · وقوله مترجماً الظاهر تمربغا :
عنه ،من قوله حين قدمت له البغلة ليركب ومعه الأوجاقي ليوصله إلى ساحل
النيل ،ليتوجه به إلى السجن :عادت الحزينة لعادتها القديمة ؛ وهو مثل
تضربه العامة وأشار به إلى أنه عاد إلى المحنة التي اعتاد بها ،وعُد ذلك من
بالجيعانية على شاطىء النيل بساحل بولاق ،بالقرب من القنطرة الحجازية ،
ومما اتفق بعد انتهائه من عمارته وتقرير أحواله أن قرر في خطابته إنساناً ،
الجامع ،فلما فرغ الخطيب من لكون ذلك أول خطبة أقيمت بهذا والأعيان ،
( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد خطبته ونزل للصلاة قرأ بعد الفاتحة :
-الآية ،فحصل من ذلك عند إبراهيم باعث قوي ،بل وحنق من الله )
البلقيني ،الذي ولي قضاء دمشق فيما الخطيب فصرفه ،وولى مكانه الولي
بعد
وكان سبب حنق إبراهيم ما في الآية الشريفة من نفي كون مساجد الله
العام ،وإن لم يقصده الخطيب ،والخطيب إنما قصد كون مساجد الله لا
يعمرها إلا من آمن بالله ،نفياً لما تبين به إبراهيم ،فاختلف هو وهو في الفهم
وكان يوماً مشهوداً ببولاق ،فلما حضرت الجمعة الأخرى ،خطب الولي
إن إبراهيم كان أمة قانتا لله الشريفة : البلقيني ،ثم قرأ في صلاته بهذه الآية
فانبسط إبراهيم لذلك وأعجبه الآية ، حنيفاً ولم يك من المشركين شاكراً ) -
( ) ٢نفسه ق . ١٢٤٧
١١٤
إلى الغاية ،كونه بدأ بآية فيها مدح إبراهيم ،كونه كان أمة ،إلى غير ذلك ،ثم
ذكر شاكراً ،وفيه الإشارة إلى اسم شاكر ،أخو إبراهيم ،وهو علم الدين والد
« ...واتفق في ذلك الوقت الذي أخرجت وقوله مترجماً ابن السفطي :
نيه جنازته غريبة ،وهي أنه لما وصل بجنازته إلى الصليبة واجتيز بها على
الخانقاه الشيخونية وأمامها البكاء واللطم والنساء ،فاستقبلها عرض طلب أزبك
-
وهم في غاية ما يكون من المذكور -بالزمور والطبول والمقامات والبوقات ،
الصراخ والعويل فالتقيا معاً ،حتى أمر أزبك -المذكور -بالكف عما هم فيه ،
فجازت الجنازة غادية ،لنحو الرملة ،وجاز الطلب بهيئته تلك ،وهم على
ذلك
الخيول بأعلام منشورة وأبهة زائدة ،قاصداً الصليبة ،وتفاءل من حضر
بعدم نصرة ذلك العسكر الذي هذا الطلب من بعض أطلابه ( ) ۲
( ) ۲نفسه ق . ۱۱۱
١١٥
مصادر مادة الكتاب
اعتمد مؤرخنا في جمع مادة كتابه على خمسة أنواع من المصادر ،
والمشافهة ،والوثائق والمساءلة والمكاتبة ، المشاهدة والمشاركة ، وهي :
« . . .وكان ناجباً حين رأيته بالقيروان سنة ثمنان ،وقوله : وثمانمائة » ( ) ١
رأيته وأنا بدمشق ،قبل أن يبتلي « . . . وقوله : والسيافات بيده ) ( ، ) ۲
فوجد معه من النقد نحو المائتي بالفالج » ( ، )۳وقوله . . . « :ومات بآخره ،
دينار .وبعض أثاث ،فرق ذلك جميعه على صوفية الخانقاه الشيخونية
ومتردديها ،وكان ذلك في حياة شيخنا العلامة الكافيجي ،وكان قسم ذلك على
حسب ما رأه الشيخ ،وخص الشيخ نحو الاثني عشر ديناراً حصته ،ففرقها على
فوزن من وبقوا يقصدونه لذلك ، ونسي آخرين ، جماعة من قراء الخانقاه ،
عنده نحو العشرين ديناراً زيادة على ذلك الذي حصل له ،وكان ذلك جميعه
وكان شيخنا العلامة الكافيجي يأنس به ، « . . . وقوله : على يدي » ( ، ) ٤
( ) ۲نفسه ق ۲۷ب
( ) ۳نفسه ق f) ۱۰۰
( ) ٤نفسه ق . ) ۱۰۹
١١٦
ويحبه ،ويثني على شعره ،وامتدحه بعدة مدائح ،وأجازه على ذلك ،وجئت
له
إليه مرة بدينار من بعض تركانت بالخانقاه الشيخونية ،ثم بعث يأمره ،يقهل
يقسمه نصفين بينه وبين إنسان آخر ،لضيق التركة عن شيء يعطي لذلك
الآخر ،فكتب إلى الشيخ على يدي ،وبعثهما له ،يعني بعد أن أنشدنيهما من
( الطويل )
فأعجبا شيخنا ،ثم أمرني أن أحمل إليه ديناراً من مال الشيخ » ( ) ۱
ترجمة نفسه ،فكتب إليّ ذلك ،ثم قصدته في يوم الأحد ،ثاني عشر شوال
فلقيته هو ووالده وأنسا بي ،ثم سألتهما عن أشياء بمنزل الشريف الأنصاري ،
فأجابا بما فيه المراد وزيادة ) ( ، ) ۲وقوله . . . « :كنت بعثت إليه في أنه يوجه
إليّ بترجمته على سبيل الاختصار ،وكان قد نقه من مرض اعتراه من مدة شهور
فأشفقت على خاطره من الكلفة في تطويل وبقيت به بقاياه ، وطال به ،
لئلا يتشاءم ويستعمل فكره فيما يكتبه ،فيحصل له في ذلك الترجمة ،
تشويش ،فاتفق أنه كتب إلي أبياتاً بخطه يعتذر لي فيها ،وكتب لي مولده
بآخرها ،ثم بعث يلتمس مني حضوري إليه ليسألني عن أمر مرضه ،وتلطف
ورفع ابن طولون -عمره الله بذكره -فتلقاني بالترحيب والإجلال والتعظيم ،
۱۱۷
استناداً
وقد تكون المساءلة -بغير مكاتبة ـ لمن له معرفة بالمترجم لديه ،
إلى معرفة المسئول -فيما يظن -بموضوع المساءلة ،كنحو قوله ... « :
وعرف بأخوة له ( لتمراز ) ،حسبتها كذلك ،حتى سألت عن ذلك ،فقيل لي :
عند
إنهما بينهما صحبة أكيدة ،بحيث كان يدعوهما الناس بالإخوة ،بل هو
تمراز أعظم من الأخ ،وهو الآن مقيم بدار تمراز كالناظر على جميـ
...وعوق عن دفنه لأجل جوامك مماليكه وغلمانه ،فإنها كانت مكسورة في
لا نمكن من تجهيزه وإخراجه إلا ذمته ،فقاموا ثائرين على من يجهزه ،وقالوا :
إنــا إذا أغلق لنا مالنا من الجامكية في ذمته ،وثارت العامة -أيضاً -وقالوا :
( لا ) نمكن من دفنه إلا إذا أعيد ابن شبل إلى الحسبة بدمشق ،وكان قد صرفه
عنها ،ولا زال بعض الناس يتلطف بهم حتى دفن بعد أيام ،على ما ذكره
وتتمثل فيما شافهه به والده ،أو شيوخه وأقرانه وتلامذته ،أو مترجمه
ومن يكون على صلة به .كنحو قوله . . . « :فإن الوالد -عينه -وذوو قرباه ،
، منه • · · -رحمه الله تعالى -كان صاحبه جداً ،وذكر لنا عنه أنه
سمع
) (٤
• · على ما أخبرني ،وقوله ( : • وقوله ... « :أخبرتي الوالد عنه
( )٥
كذا أخبرني « وقوله : به بعض مشايخ تلك البلاد الموثوق بهم » ( ، )۹
( ) ٢نفسه ق . f ٢٦٠
( ) ٥نفسه ق ٢٢٤ب
( ) ٦نفسه ق ٤٤ب ·.
١١٨
وذكر لي بعض أصحابي من الترك التتار أن هؤلاء -أعني بني « ... وقوله :
+
ومما حكاه لي عنه « . . وقوله : قرمان ـ من السلاطين قبل الإسلام » ( ، ) ۱
عنه » ( ه) ،
،وقوله ... « :وذكر لي يوسف بن حبرس ،وكان
يثنون على نظارته عليهم بها ،وعليه خيراً » ( ، )۷وقوله . . . . « :فيما أخبرني
وقد ذكر عنه صاحبنا الشيخ برهان الدين ( · • . الفارسكوري » ( ، ) ۹وقوله :
وهي من المصادر النادرة لديه ،ويمثلها قوله ... « :وكذا رأيته بخط
وتتمثل في :
( ) ۲نفسه ی ۱ب
( ) ٤نفسه ق ١١٠ب
( ) ٥نفسم ق ۱۳۲
( ) ٦نفسه ق ۲۰۱ب
( ) ۹نفسه ق ٣٥ب
( ) ۱۰نفسه ق ۸۲ب
( ) ۱۱نفسه ق ۱۷۰
۱۱۹
المقريزي ( ت ٨٤٥هـ ١٣٤٨ / .م . ) . ،والسلوك ( ) ۲للتقي الخطط ( ) ۱
لابن حجر العسقلاني ( ت ٨٥٢هـ . ،وإنباء الغمر ( ) ٤ -الدرر الكامنة ()۳
·
١٤٤٩ /م ) .
•
١٤٧٠ /م . ) .
) .
•
الضوء اللامع ( )۸للشمس السخاوي ( ت ٩٠٢هـ ١٤٩٧ / .
وإن كان جل اعتماده -في هذه القطعة موضع الدراسة -على ثلاثة منها
فقط
الإنباء » و « النجوم » و « الضوء » . ( : ،وهي
اعتنى مؤرخنا بذكر مصادره من خلال ترجمات كتابه ،مسنداً منقوله عنها
لكنه كان في معظم الأحيان يسند المنقول إلى في الغالب الأعم -إليها ،
المؤلف مع إغفال ذكر كتابه ،كنحو قوله . . . « :على ما ذكره الجمال ابن
قال شيخنا الحافظ السخاوي ، ) ۱۱( » . . . « . . . ( ، ) ١٠وقوله : تغري بردى
( ) ٤نفسه ق ٤٣ ، ٢ ٢٠ب ٤٥ ،أ ٥٧ ،ب ٦٣ ،ب ۱۱۱ ، ۲ ۱۰۹ ، ۲۸۸ ،ب ، ۱ ۱۱۸ ،
۱۱۹ب ۱۳۷ ، ، ۱۳۱ ،ب ۱۳۸ ،ب ۱۸۸ ، ۱ ۱۷۸ ، ۱ ۱۳۹ ،ب ۲۳۱ ، ۱ ۱۹۳ ،ب ،
۲۳۷ب.
-وتعليقات كثيرة . كما توجد مخط .من الإنباء بخطه ،وقد دون عليها استدر
( ) ٦نفسه ق ١٠٤أ
( ) ۷نفسه ق ۸ب ۱۷۸ ،ب ۲۳۷ ، ، ۱۹۹ ، ۲ ۱۷۹ -ب . ١٢٦٠ ، ٢ ٢٤٢ ،
( ) ۱۰نفسه ق ٢٢٦٠
۱۲۰
المصدر بغير اسمه ،كنحو قوله . . . « :ذكر السخاوي في وقد يشير إلى
.ذكره
تاريخه وقال ، ) ١۱ ( » ...مشيراً بذلك إلى الضوء اللامع ،وقوله . . . « :
( ، ) ۲مشيراً
هكذا ولده الجلال -المذكور -في ترجمته له في كتابه تاريخ مصر
وقد يشير إلى المصدر بصيغة التمريض ،كنحو قوله .. . . « :وما ذكره
بعض المؤرخين في ترجمة برسباي هذا ،في مثل هذا المحل من قوله :وليت
الملك الظاهر خشقدم عرف له ذلك ،بل أخرجه بعد قليل إلى طرابلس ،ثم
الشام ،كلام فيه ( من ) عدم المعرفة ما لا نقل بعد نيابة طرابلس إلى نيابة
يخنى
؟ ()۳
،
ومال إلى الملك الظاهر خشقدم ويقابله قول ابن تغري بردى ... « :
فعابه كل أحد على ذلك ،وليت الملك الظاهر خشقدم عرف له ذلك ،بل
أخرجه بعد قليل إلى نيابة طرابلس ،ثم تنقل بعد نيابة طرابلس إلى نيابة الشام
مما يشير إلى أنه المعنى في هذا الموضع ،بصيغة التمريض هذه
محدداً بداية المنقول ونهايته ،وبين النقل بالفكرة ،متبعاً منقوله عن المصدر بما
ويمثل الأول قوله . . . « :وذكره صاحبنا الجمال ابن تغري بردى ،ثم
قال في ترجمته :وسألني مرة سؤالاً ،وابتدأ في سؤاله بقوله باب ،فقبل أن يتم
باب مرفوع على أي وجه ؟ فسكت ،ثم قال :هذا شيء لم .السؤال قلت له ::
( ) ٢نفسه ق ١٤٩
۱۲۱
أسمعه منذ عمري ،فضحك جميع من حضر ،ولم يسألني بعدها إلى أن
( ...كان تركي الجنس وهو قول مطابقي وقول ابن تغري بردى :
ويتفقه ويشارك في ظواهر مسائل ،على قاعدة غالب فقهاء الأتراك ،سألني مرة
فقبل أن يتم السؤال قلت له :باب باب ، وابتدأ في سؤاله بقوله : سؤالاً ،
هذا شيء لم أسمعه منذ عمري ، مرفوع على أي وجه ؟ فسكت ،ثم قال :
فضحك جميع من حضر ،ولم يسألني بعدها إلى أن مات » (. ) ٢
وذكر الحافظ ابن حجر -رحمه الله -ولايته ويمثل الثاني قوله « :
لغزة ،بل ولغيرها في تاريخه الإنباء ،وأجرى ذكره في عدة مواضع من تاريخه
ناسباً منقوله عنها إليها ،فإنه لم يسلم ترجماته ونقل الكثير من عباراتها ،
المصادره تسليماً تاماً ،وإنما كانت له نظرة في تلك المادة المنقولة عنها ،معتبراً
عناصرها جزئيات تخضع لتصديق العقل إياها ،أو لرده وتفنيده ،أو حتى تعليق
الحكم عليها إذا ما تشكك في صحتها ،وإن نعت المصدر المنقول عنه بما
يبعث على الثقة فيه ،ولذا نجده وقد نعت « ابن حجر العسقلاني )
(، )٥ ،و ( جهبذ النقد ،ومحك الرجال من أهل الحل والعقد بـ ( الميزان » ( ) ٤
فكيف يقبل قول من قال خلافه وناهيك من ترجمه مثل ابن حجر ،
السهو لديه قائلاً ... « :وسها الحافظ بعده ! ) ( .- )٦ينبه على بعض مواضع
( ) ٥نفسه ق . ) ٢١
( ) ٦نفسه ق . ١٢٠
۱۲۲
.وكان مدرس الحنابلة إذ ذاك الشيخ صلاح الدين بن
« قائلاً : نسبا إليه ،
الأعمى ،فاتفق أن مات ،فقرر بها والد الشيخ محب الدين صاحب الترجمة
وهذا الذي ذكرناه هو المفهوم من كلام الحافظ ابن حجر -رحمه ؛ البرقوقية )
الله -في ترجمة الشيخ نصر الله والد الشيخ محب الدين صاحب الترجمة .
والمفهوم من كلامه في ترجمة الشيخ محب الدين ـ هذا ـ غير ذلك ،
ولعل سهو ·
ه
ظاهر » ()۱
« . . .وقد كما نص على مواضع السهو أو الخطأ لدى غيره ،ومنه قوله :
برهان الدين إبراهيم ابن شهاب الدين أحمد بن فقال : سها التقي المقريزي ،
· )۲
إبراهيم ابن الشيخ شهاب الدين أحمد بن ميلق ؛ والصواب ما ذكرناه » (
•
الأربعاء ، وقوله ... « :وكان موته في يوم الثلاثاء ،ووهم من قال :
رابع عشر جمادي الأولى سنة أربع وأربعين وثمانمائة )٣( ،
أحمد بن علي بن إبراهيم ،الشيخ شهاب الدين الهيتي ... « وقوله :
بالميم » ( ) ٤ الهيتمي ، الجمال ابن تغري بردی ،فقال :
يحضرني عمن وليها ،وقد ذكر بعض المؤرخين أنه وليها عن إياس المحمدي ،
الأيام دواداراً للحاج إينال ،بل وبعدها بعدة وهو وهم فاحش ،إذ كان في تلك
سنين » ( • ) ٥
( ) ٥نفسه ق ۲۲۱ب
۱۲۳
وقد يراجع المصدر الشفهي للاستيثاق من صحة معلومته ،أو يقابل بينه
· .
وبين رواية شفهية أخرى للغرض عينه ،على النحو المفهوم من قوله ( :
وكان ذكر لي أن من نظمه في هجو محب الدين ابن الأمين الحلبي ،وأنشدنيه
لنفسه ،وهو قوله على ما أخبرني به عن نفسه ...ثم لقيته بعد أن اختل
ليس هما من نظمي ،وإنما عقله ،فسألته عن البيتين ،وأنشدتهما له ،فقال :
،
نعم المؤيدية ،فسألت عبد القادر عن ذلك ،فقال : هما لعبد القادر بواب
)(۱
هما لي ،واستحلهما لنفسه ،ثم أقر بالحق في جنونه »
أو يختبره كاشفاً عن زيفه ،على النحو الوارد في قوله ... « :ولد سنة
تسع وثلاثين وثمانمائة -تقريباً -وحفظ القرآن في حالة صغره فيما ذكره ،وهو
غير ثقة ...وذكر أن له نظماً ،لكنني حاولته في أن ينشدني منه شيئاً فما أمكنه
ذلك ،ووعدني بأنه سيوقفني على شيء منه ،وأظنه كاذباً ،فإنه كثيراً ما ينشدنا
لغيره فنجده غير موزون ،وهو دليل على عدم نظمه ) ( ) ۲
حكم المصدر الأول ،كنحو قوله . . . « :لا علم لي بشيء من حاله غير اعتقاد
المواهبي ،ممن نسب نفسه كذلك ، ذكره الحافظ السخاوي ،فقال :
وقبله صحب الشيخ محمد بن عمر لتلمذة لأبي المواهب ابن زغدان ،قال :
ولكن لم يرض الشيخ شأنه ،بحيث حض أصحابه على تركه المغربي ،
وهو حنفي ،أخذ عنه إينال باي الفقيه ،قال :وذكره لي المحب ابن قال :
منها سنة ثلاث وتسعين قال :وقد جاور بمكة غير ما مرة ، جرباش بسوء .
انتهى كلام وانتمى إليه بعض العوام ،ووصفوه بالعرفان . قال : وثمانمائة .
.
السخاوي ()۳
السخاوي .الضوء اللامع ج ۱ص ، ۱۷۱حيث اختلاف العبارة ( ) ۳راجع :
١٢٤
والذي عرفته أنا من حاله ممن أثق به ،أنه كان مشهوراً بالخير ،وله
تصانيف في التصوف جيدة ،له كلمات متينة ،وقفت عليها ،وكان أحد
تلامذتي الشيخ برقوق الناصري يترجمه لي بفضل ودين ومروءة وكرم نفس ،
وكذا ذكره لي تلميذه الشمس محمد الفارسكوري ،ووقفه لمحب الدين ابن
« لعله كان أولاً ثم جرباش على مرثية فيه تؤذن بخلاف ما قاله السخاوي :
رجع
) ()1
وقريب من هذا تقييدة حكم مصدره -وقد وثق به ـ استناداً إلى ما يعلمه
هو من حال مترجمه ،على النحو الوارد في قوله مترجماً الشيخ باكير :
وقد وصفه الحافظ ابن حجر -رحمه الله -بقلة البضاعة ،وكثرة
بذلك ،لعله أراد قلة البضاعة في علوم الأثر ،وإلا فلا ينكر فضله وعلمه .
ولما ترجمه البدار العيني في تاريخه حط عليه الحط البليغ ،مما لا يليق
ونسبه إلى ما لا يليق به ذكر ،وكان السكات عن مثل ذلك أجمل وأكمل
وأفضل ،سيما الأوليات ،فإن محققي أرباب الفن التأريخي مطبقون على عدم
لا سيما لمن حسن حاله بعد ذلك ،وعرف بالخير والدين ،فلا محل ذكرها ،
فيما ترجمه به من التحامل ،فلا حول ولا قوة إلا بالله ) ( )۲
وهكذا ،فإنه لوثوقه في مصدريه لم يرد روايتهما ،وإنما قيد نقد ابن
جر بانحصاره في ) علوم (الأثر » ،وقيد نقد العيني بانسحابه على « الأوليات )
فقط
١٢٥
النقد التأريخي
النقد التأريخي لدى « عبد الباسط » -في هذا المؤلف -نقد موجه بحس
والشمم ،والتعاظم ،والتكالب الزهو ، يأنف من ديني ،ومشرب صوفي ،
أو الرقة فيه ،والإسراف على والخروج على الشرع والدين ، على الدنيا ،
الملذات ،أو الاتجاه نحو البخل والشح ،أو التبذير ، بالانهماك في النفس ،
والكذب ،وظلم الناس وأذاهم ...ولذا نجده كثيراً ما يجرح مترجميه بنسبتهم
ويعدلهم بنفيها عنهم ،أو بنسبتهم إلى ضدها ، إلى هذه الصفات والشيم ،
وتعاظم إلى الغاية ،ودعوى عريضة ،حتى وزهو شمم ، صلف ،وتيه زائد ،
والإقبال على الاشتغال بشأنه ، فأخذ في أحدث الله -تعالى Mبه أضداد ذلك كله
الآخرة ،وترك شعر رأسه ،ونزع تلك العمامة ،فصار مكشوف الرأس ،وادعى
المشيخة والفقر ،وحسن حاله ،وصحب المريدين ،وقدم طرابلس ،فأقام بها
في أذكار وأوراد وسماعات ،واعتقده الناس ،ودام علي ذلك حتى مات » (. ) ١
. . .وكثر حرصه على الدنيا ،حتى صارت أكبر همه ،وأخذ في جمع
من معاملات ومستأجرات وبكل حيلة ، المال بكل ما أمكنه من الطرق ،
وسلف للناس بأنواع من حيل لا أحبها ،ولا يعجبني ما يبلغني عنه من
الحرص على الدنيا والالتفات إليها ...حتى قال لي من وكثرة الأحوال ،
أخبرني عنه :أنه مع ما هو فيه من كثرة المال يبخل حتى على نفسه وجماعة
١٢٦
وقوله :
•
كان مشكور السيرة ،حسن السمت ) ( ) ۱
▼ >>
• · كان غير مشكور ( لم يكن مشكوراً » ( ، )۳أو :
كأبيه ) ( ، ) ٤أو . . . « :كان غير مشكور السيرة ،بل ولا السريرة » ( ، ) ٥أو :
• ► ·
هو إنسان سيء ،غير لم تحمد سيرته ولا سريرته » ( ، )٦أو « :
وقوله :
هو إنسان غير متجمل في أحواله ،مع إسراف على نفسه ،لكن ) ...
عنده عصبة ( (۸
)
وقوله :
وقوله
•
وهو شيطان في صفة إنسان ،يغتر به من سمعه يتكلم ،وهو
وقوله :
( ) ٤نفسه ق ١٢٤أ
( ) 0نفسه ق ۳۲۰ب
( ) ٦نفسه ق ٢٦٤أ
۱۲۷
،غير محمود كان إنساناً متهوراً ،كثير الخباط ،حاد المزاج
• جباراً ،عنيداً ،وشيطاناً مريداً ،كثير الإسراف على نفسه ) (. )۱ السيرة .
وقوله :
وقوله :
· · Dكان من أعيان علماء عصره ،لولا ما شان سؤدده من نسبته إلى رقة
وقوله :
مع بخل وشح على ما يقال ،وإسراف في غير محله ،وهذا هو
العجب ) ( ) ٤
على أنه لم يقف بنقده عند جرح مترجميه وتعديلهم ،وإنما جاوز ذلك
إلى إصدار العديد من التقاويم والأحكام ،على النحو الوارد في قوله مادحاً ابني
في خداعهما للسلطة ،وقد صارم الدين الجلباني » -آستادار السلطان ،
فأجاب إبراهيم -هذا - المال ، وألزمهما ( السلطان ) بكمال « . . .
بالسمع والطاعة ،وأن القصد أن مولانا يأذن لهما بالتوجه لدمشق ليبيعا رباع
فسر السلطان بذلك ،وبعثهما المال ، أبيهما وأملاكه وتعلقاتهما ،ثم يبرأا من
فلما دخلا دمشق أخذا في بيع تعلقاتهما ، ومعهما خاصكي كالكافل بهما ،
المال ذهباً عيناً ،وكان شيئاً ما حصلاه يتعجلان في ذلك ،وأخذا
من جميع
كثيراً ،وفراً ليلاً بعد أن نقبا من ظهر دارهما مكاناً وخرجاً منه ،وفازا بنفسيهما ،
( ) ۲نفسه ق ۹۰ب
( ) ٤نفسه ق ٨٦ب
( ) ۵نفسه ق . ۹
۱۲۸
وهو إنعام مقترن بعلة الجبر ) أو القهر ) ،وكأنه اشتم تعسفا من السلطان
الصواب في ذلك ،إذ لا يبعد أن يكون المال وإن جانبه في مسلكه معهما ،
الوالد نتيجة لتحصيل هذه الثروة العينية -المباعة -من أموال المنكسر على
الدولة
وعتبه على السلطان ظلم أحد ولاته وجوره ،قائلاً ،وقد ترجم البصير
ظلمه ·
رأيت في أيام ولايته العجائب والغرائب الصادرة عنه ،في
اتر • · • وليس
وجوره ،حتى بلغني وأنا هناك ،وشاع ذلك حتى بلغ حد التو
فكل عقور الناس من رابط الكلب » () ۱ ومن يربط الكلب العقور ببابه
) الطويل )
+ .ولقد أخطأ الظاهر ( جقمق ( بإخراج مثل ذلك الإنسان من مصر ،
ولا قوة إلا بالله ،فلو كان بها لكان موجوداً إلى الآن ،وبه النفع في فلا حول
الزمان
» () ۲
فتشفع ،ولقبه بعضهم بالناجي ،لهذا ،وما عرفت ما الذي نجا منه ! لعله يشير
إلى ما ينسب لبعض الحنابلة من التجسيم ،وإلا فمذهب الإمام أحمد -رضي
الله عنه ـ لا يطعن فيه ،ولا ينبغي أن يوصف من انتقل عنه بالناجي ) ( ) ۳
قائلا
:
ونفيه صفة التصوف عن أحد مترجميه -جانبك الشيخ
وهو يزعم أنه من المسلكين الموصلين إلى الله تعالى ،وأنه يعرف • .
صناعة الخجز المكرم ،وله تهور وحال عجيب ،وقد أزوج ابنته بعقد ،عقدها
( ) ٢نفسه ق ١٤٢ب
( ) ۳نفسه ق ٣٥أ .
۱۲۹
بالشيخونية بشهرة زائدة وحركة كبيرة ،لا أرضى أن يكون فاعلها خديماً
للفقراء ،فضلاً ) عن ( أن يكون منهم ،والله المستعان على هذا الزمان » ( ) ۱
الله عليه وعلى يقر بنبوة نبينا محمد -صلى دينه ، كان متمسكاً في ..
وغفل عن إخباره -عليه الأنبياء والمرسلين -ويخبر بأنه رسول الله إلى العرب
جميع
السلام -بأنه رسول الله إلى الكافة ،كما نطق به القرآن ،وهو ملزم إن اعتقد
لأن من اعتقد بأنه رسول فبالضرورة أنه رسالته إلى العرب بإرساله إلى الكافة ،
يعتقد صدقه ،وهو أخبـر برسالته إلى العرب تصديقه ،وإلا يلزم تكذيب
الرسول ) ۲( ،
• +
.ووقع له معهم ( مع أهل مكة ( أشياء ،ولم يجدوا سبيلاً إلا أنهم
إنه لا يعرف اصطلاح الناس ولا ما هم فيه ،وأنه بعثوا للسلطان يقولون له :
يخدع لسلامة باطنه ،ويحصل بواسطة ذلك بعض ضرر من التلبيس عليه ،إلى
فيا ليت شعري ،كيف ولاه حلب بعد ذلك ؟ ! ) () ۳
المنصفين ،مشيراً إلى ذلك في مقدمته بقوله . . . « :وأرجو من الله -تعالى -
والله على ذلك ولم أقصد غيبة ولا نميمة ، أنني فيما قلته من المنصفين ...
ومنبها إليه في عدة مواضع من وهو حسبي فيما أحاوله وأريد ) ( ، ) ٤ شهيد ،
۱۳۰
معه
ترجماته ،ومنها قوله مترجماً ابن الكركي . . . ( :وأما أنا ،فقد اتفق لي
ماجرية لا فائدة لي في ذكرها ،إذ ربما يفهم السامع منها التحامل فيها ،فتركتها
لذلك ،ولو عددنا ماجرياته نحو هذه الماجرية لطالت ،وأنا لا أحب
« ...وهو أحد محدثي الديار وقوله مترجماً البرهان البقاعي : الحسد ) ( ، ) ۱
ذلك
المصرية ،وكتب له حافظ العصر ابن حجر بخطه :الحافظ ؛ وأنكر جمع
ومحك الرجال من أهل النقد ، على الحافظ ابن حجر حسداً ،وإلا فهو جهبذ
بل كيف يكتب هو ما لا الحل والعقد ،وكيف ينكر عليه ما يكتبه بخطه ،
يعلمه ،هذا لا يليق ،فلا عليك بمن أنكر ،والحق أحق أن يتبع
عنه ،على أنني محيي الدين الكافيجي ،ومع ذلك فإنني أقول الحق ولا أحـود
كور ،
لم آخذ عنه شيئاً ،حتى ولا فائدة من الفوائد ،رعاية لخاطر شيخنا المذ
فإنه كان يؤذيه بأشياء كثيرة تبلغه عنه ،كنت لا أجدها له ،إذ ليس ذلك من
النقد
من أهمية في ذيوع مؤلفه ومدحه ،على النحو الوارد في قوله مترجماً ابن
أبي عذيبة ... « :وولع بالتاريخ ،وجمع منه جملة ودونها ،لكنه كان يسلك
ولهذا لم يظهر بعده ،ولم يكن متقناً ،ولا شكر تاريخه مساوىء الناس ،
.كان ملكاً لائقاً ،فقيهاً « • ويمثله قوله مترجماً « الظاهر تمربغا » :
فاضلاً بالنسبة لكثير من أبناء جنسه ،يستحضر الكثير من المسائل الفرعية وغير
المحاضرة ،ذا قريحة وفطنة وحذق وذكاء وعقل تام وتدبير المذاكرة ،حسن
وفصاحة لفظ صائب وسياسة وكياسة ،وجودة رأي ،وحسن سمت وتؤدة ،
١٣١
اللسان ،ذا حشمة وأدب ،وحسن مداراة بلغتي الترك والعرب ،عفيف
وله معرفة بكثير من الصنائع من أعمال اليد ، ومحبة لأهل العلم ، للناس ،
مهارته في عمل القوس العربية بيده ،وكذا تجويد السهام وعملها ، منها :
ذلك فكان آية في لعب الرمح وأنـدابه وتعاليمه ومعرفته ،وسائر فنون
ومع
من الضرب بالسيف ،رأساً في الدبوس ،وتخرج به جماعة فيه من الفروسية ،
الأعيان ،وكان له خبرة ومعرفة بفن اللجام والمهماز ( و ) معرفة الضرب به
بسائر أنواعه ،وكان كثير التجمل في ملابسه ومراكبه ومأكله ومشاربه وسائر
شئونه ،يقترح في ذلك أشياء غريبة ،وأخر مفردات انفرد بها ،تنسب إليه إلى
يومنا هذا •
الحبش ،ولولا شاع ذلك عنه وأما معايبه ،فكان يتهم بالميل إلى العبيد
إشاعة فاحشة كان يمكننا أن نسكت عن ذلك ( ، ) ۱لكنه فشا ذلك عنه ،والله
أعلم بصحته
وكان يقوم -أيضاً -في أغراض نفسه قياماً تاماً ،مع بعض خداع ومكر
وإثارة فتن وتكبر على الخلق ،لكن زال عنه التكبر حين سلطنته ،ولعله للتمكن
كما ذكره بعضهم عنه على ما قدمناه ،وكان كثير التعصب لمذهب أبي حنيفة
-رضي الله عنه ـ وكثير التشديد على مذهب الشافعي -رضي الله عنه ـ ظناً منه
وإلا أن ذلك مما يقربه إلى الله -تعالى -وكفى ،وما هذا إلا من عدم دربته ،
الأعلام ،مجتهدي علماء الإسلام ،رضي الله عنهم فما لنا ومذاهب الأئمة
مصوباً أحدهما ،أو معلقاً الحكم الآخر ، الرأي بالرأي ب -مقابلة
فيهما :
( ) ۱هذه الرغبة في ( السكات » ليست مداراة من مؤرخنا ،ولكن تجملاً ،لإدراكه أن الأتراك -غالباً -
مترجماً الأشرف إينال : لا يتعففون ،على النحو الوارد في قوله ( المصدر السابق ق ( ٩٦أ
۱۳۲
« .... .وكان مسرفاً ويمثله قوله مترجماً أيتمش من أوزباي الناصري :
مع بخل وجبن على ما قيل ،ورأيت من ذكره بخير ،والله على نفسه ،
أعلم
» ()1
وهو شاب حسن ،يذكر وقوله مترجماً إينال المحمدي الأشرفي ( :
وقوله مترجماً ابن الميلق . . . « :ونسبه بعضهم إلى عدم الوثوق به فيما
المفرط ،والتهور ،والله أعلم .وفي هذا تحامل ظاهر ، الجهل وإلى يخبره ،
من خبث اعتقاده ،بل من تدينه ،بحيث كان يطلع على أحوال علماء زماننا هذا
ويدعون الأشياء التي السكات عنها أجمل ، وما ينسب إليهم من أو قضاتهم ،
هللا
فكان هو ـ أيضاً ـ يحط عليهم لأجل وشرع رسوله ، مع ذلك أن هذا دین
ذلك ،وما يذكر عنه من سوء عقيدة فلا نعلمها عليه » ( ) ٤
وحسده بعض تلامذة ابن حجر وترجمه ترجمة جيدة تليق به ، معظماً عنده ،
على تلك الترجمة ،حتى قال :إنها فوق ما يليق به ،وما أنصف في ذلك
من
وجهين :
۱۳۳
وناهيك من ترجمه مثل ابن ابن حجر ،فكيف يقبل قول من قال خلافه
بعده
) ( )۱
.
وهو إنصاف لمترجمه ،مدعوم بإجلاله لابن حجر ،ومعرفته بمكانته
> • .
وقد راج أمره على شيخنا ،فإنه قال :إنه شافعي المذهب ،كثير
المعارف في عدة علوم ،رأس في الفرائض ،وهو اليوم عالم طرابلس ،يشغل
له ،بل والتوسط له لدى ( الظاهر جقمق ) حتى ولي قضاء مكة ،عوضاً عن
غفلة « لصقت به أشياء فيها مزيد تنطع أنه : وقرينة ذلك لديهما ،
مع
برسباي هذا في مثل هذا المحل من قوله :وليت الملك الظاهر خشقدم عرف له
ذلك ،بل أخرجه بعد قليل إلى طرابلس ،ثم نقل بعد نيابة طرابلس إلى نيابة
الشام -كلام فيه ( من ) عدم المعرفة ما لا يخفى ،كيف ما عرف له ذلك وأبقاه
مع كونه صهر عدوه ،ثم نقله إلى رتبة هي على الأمير آخورية الكبرى مدة ،
وهي نيابة طرابلس -على ما اعترف به القائل ـ بعدما عرف لـه أعلى منها ،
ذلك ،
ثم نقل إلى نيابة الشام ،وأي معرفة أعظم من هذا ،وما آذاه ولا سجنه
ولا ضيق عليه ،بل ولا أخرج عنه شيئاً وأبقاه معطلاً ) ( )٥
١٣٤
وهو قول مؤسس على قول ابن تغري بردى في مترجمه ... « :فلم تكن
مكافأة برسباي هذا للأشرف إينال على ما خوله من النعم إلا أنه لما خرج القوم
على ولده الملك المؤيد أحمد بن إينال غدره ومال إلى الملك الظاهر خشقدم ،
فعابه كل أحد على ذلك ،وليت الملك الظاهر خشقدم عرف له ذلك ،بل
أخرجه بعد قليل إلى نيابة طرابلس ،ثم تنقل بعد نيابة طرابلس إلى نيابة الشام
ببذل المال ،ولم يتهنا بدمشق ،بل مرض وطال مرضه إلى أن مات » ( ) ۱
ولما ترجم شيخ الإسلام البدر .... وقوله مترجماً التقي المقريزي :
)( ۲
قال في أثناء كلامه في ترجمته :وكان -رحمه الله -التقي هذا العيني
ويضرب الرمل ،تولى الحسبة بالقاهرة في آخر أيام التواريخ ، مشتغلاً بكتابة
( الملك ( الظاهر برقوق ،ثم عزل بمسطره ،ثم تولى مرة أخرى في أيام الأمير
سودون ابن أخت الظاهر ،الدوادار الكبير -أيضاً -عوضاً عن مسطره ( ،بحكم
انتهى •
ولما ذكر ابن تغري بردى ترجمة التقي هذا ،نقل عن البدر العيني
در
ر هذا صد
-رحمه الله -ص
،وهو قوله :وكان ...إلى قوله :الرمل ،ثم قال
ا
نتهى
أقول :وهذا لعله كلام مهبول ،إذ هو في غاية السفالة ،بل والبذالة وقلة
وعدم المعرفة ،إذ لا نسلم أولاً أن كلام الأقران في أقرانهم الأدب والحياء ،
غير مقبول ،لأنه إن لم يقبل كلام من كان مقارناً للإنسان ،عارفاً بجميع أحواله
فلأن لا يقبل كلام الغير من باب أولى ،ولا سبيل لذلك ،إذ فيه من وسيره ،
الفساد ما لا يخفى .وأيضاً كلام العيني في المقريزي ليس بكلام باطل ،أو
حتى لا يقبل ،لعلمنا -قطعاً ـ بصدق ما قاله ،فإنه بين لا حقيقة له ، كذب ،
الواقع ،إذ لا ينكر أحد كون المقريزي كان يكتب التاريخ ،ويعرف علم الرمل
۱۳۵
ويضربه ،فكيف لا يقبل هذا ،وليس فيه ما يشين المقريزي ،ولا ما منقصة ؟ !
حتى لو ذكر العيني عن المقريزي ما منقصة ،قبلناه لعلمنا بتقيته ،فكيف بكلام
فلا شك أن هذا القول صادر عن غير مسكة ،وللجمال -هذا -مثل هذا
ولما ترجمه الجمال ابن تغري « ... وقوله مترجماً البرهان ابن خضر :
صاحبنا -قال في أثناء ذلك :وعدّ من الفضلاء ،إلا أنه كان دنس بردی :
)(۲
الثياب ،غير ضوئي الهيئة -انتهى
وهو كما تراه كلام ساقط الاعتبار ،فيه من قلة الأدب ما يرجع إلى قائله
العار ،فإن الشيخ -رحمه الله -كان ماشياً على طريقة السلف من إطراح
التكلف وإيثار الخمول ،بحيث كان لا يتحاشى عن لبس ثوب دنس ونحوه ·
مع ما كان عليه من طهارة الباطن ونظافته ،ومع ما كان عليه -أيضاً -من كثرة
الأسقام ،لا سيما وكانت الترك تعتريه دائماً ،وذلك مما يوجب إدامة العمامة
وهو معذور في ذلك ،وليس الخبر كالعيان ،فإنني مجرب للترك ،وأنا منها في
حالة صعبة ،فلا يعاب على الشيخ ما هو معذور فيه إن لو كان عيباً ،فضلاً عن
أن يكون مباحاً جائزاً ،والأصل بهاء الصورة ومعناها ،لا بهاء الثياب وما
ضاهاها ؛ ولقد كان صاحب الترجمة في بهاء الصورة وإضاءتها وحسن المعاشرة
وفكاهة المحاضرة وخفة الروح على ما كان عليه من السمن إلى المنتهى ) ()۳
ولما ترجمه الجمال يوسف بن « ... وقوله مترجماً بايزيد التمر بغاوي :
تغري بردی قال
في ترجمته ( : ) ٤لم يشهر في عمره بشجاعة ولا كرم ،وكان إذا
١٣٦
الخيم ،وكذا جعله الأشرف إينال في يوم الوقعة مع المنصور عثمان ، ليحرس
·
يجلس على الباب -انتهى
مراد الجمال بهذا الكلام الاستدلال على عدم شجاعته ،وما أقول :
له شجاعة
علمت من أين يستدل بهذا على ذلك ،لأنه لا يحرس الوطاق إلا من
وكفاءة ،كذلك لا يحرس الباب -أيضاً -إلا من هو كذلك غالباً ،اللهم إلا إن
كان عنده علم بذلك قبل ذلك يستند إليه ،وإلا فلا مستند بهذا على ما ذكره عن
ولقد ذكر لي صاحبنا الشرفي يونس ابن الأمير قـانيباي عن صاحب الترجمة .
صاحب الترجمة محاسن جمة وخير ،مما لا شك في ذلك ،لثقة الشرف هذا ،
وسألني مرة سؤالاً ،وابتدأ في سؤاله ابن تغري بردى ،ثم قال في ترجمته :
باب ،مرفوع على أي وجـه باب ،فقبل أن يتم السؤال قلت له : بقوله :
هذا شيء لم أسمعه منذ عمري ؛ فضحك جميع من ثم قال : فسكت ،
وقد عرفت ما فيه من قلة الحياء ،وعدم معرفة الآداب ،إذ لا يجوز أن
فضلا عن أن يقطع عليه السؤال ، يسأل السائل بعد تمام سؤاله حتى يجاب
وهذا شغل الجهلة العوار .وأنت ترى هذا المسكين كيف ويسأل قبل تمامه ،
يفتخر بذلك ،ثم ما عرفت أنا هل ضحك من حضر كان من سماع كلام أقطوه
الظاهر من مراد ابن تغري بردى ،أو هو من سماع كلام ابن تغري
كما
هو
إن كانوا ممن ن ي ك ح ا بردى ،الذي هو الحري بأن يضحك منه ،والظاهر أن الض
ينسبون إلى طلب علم ولو في الجملة ولهم بعض فهم فضحكهم من المسؤول
بقوله :باب ،مرفوع على أي وجه ،إذ هو السؤال ، الذي عاد سائلاً قبل تمام
ومن الذي قبله ،بخلاف التركي ،إذ قل أن يضحك من ظاهر يضحك منه ،
الأمر كذلك فهذه مصيبة عظمى ،كون الضحك منه ،وفهم وإن كان كلامه ،
۱۳۷
أنه
وإن كانوا من أهل الجهل فلا عبرة بضحكهم ،بل يظهر منه من آقطوه .
لأن القائل :باب ،مرفوع على أي وجه ،أحق وأولى بأن زيادة جهلهم ،
هذا شيء لم أسمعه منذ عمري ،أو لعل يضحك منه ؛ وعليه من القائل :
تلك أمثلة خمسة تتبع فيها مؤرخنا أوهام ) ابن تغري بردی » بدافع
ففي المثال الأول منها ،نجد خطأ « ابن تغري بردى » بيناً ،في
الظاهر خشقدم » لمترجمه ،على النحو إلى تقرير عدم مكافأة » الانصراف
نجد أن فهم كليهما كان متوازياً وصاحبه ،فابن وفي المثال الثاني ،
المترجم بها للتقي المقريزي العيني ( تغري بردى قد فهم من اقتصار عبارة (
كتابة التاريخ وضرب الرمل ) من سائر العلوم التي اشتغل بها التحامل على
« .. . والحط من مكانته ،ولذا أسقط » كلامه » فيه ،معللاً : على مترجمه ،
>>
كلام وإن كان في تعميمه رد . » ()٢ وأما التباين الذي كان بينهما فمعروف
فهو ـ في فهمه -كلام من « العيني » في حق له ولمترجمه ، والخطأ ،
يخفى
ابن خضر » معاباً في قول « ابن تغري بردى » نجد وفي المثال الثالث ،
حيث وصفه بدناسة الثياب ،وعدم إضاءة الهيئة -وهو قول موجه بنقد مستمد
من مشرب صاحبه ،أحد أولاد الناس ،المنعوت لدى مترجميه ،ومنهم مؤرخنا
عبد الباسط (( ممدوحاً -حيث » بهاء الصورة ومعناها ،لا بهاء الثياب وما
امتاز به ضاهاها » -وهو قول موجه بنقد مستمد من مشرب صوفي متجرد ،
مؤرخنا ،وإن انتسب -كذلك -إلى طبقة أولاد الناس ،مع إقراره بما ذهب إليه
ابن تغري بردى » واضحاً في نسبته نجد تحامل وفي المثال الرابع ،
الشجاعة ) ،إذ أن المهام المسندة إليه ، الجبن ( أو عدم بايزيد » إلى
والمستخلص منها حكمه هذا ،فضلاً عن ما عرف عنه مما لا يفيد في إلصاق
وإن كان مؤرخنا قد ناقشه من خلالها بألفاظ حادة وعبارات متهجمة أو
جارحة ،إذ ربما يرجع ذلك إلى ما تقرر لديه -وقد اطلع على قدر لا بأس به من
وكذب مؤلفات ابن تغري بردى -من أنه صاحب
خبط كبير ،ووهم كثير ،
السمت والملتقى ،كثير البشر والبشاشة بقوله .. " « :لكنه كان حسن
والتؤدة .
مع حسن الهيئة والشكالة ،والتجمل في شئونه ،وكان عاقلاً
معدوداً من فضلاء بني جنسه من أولاد الناس ...وله وجاهة وذكر سيوساً
.عفيفاً ،نزهاً ،لطيف الذات والمزاج ،وكان يتدين ،ويظهر الخير وشهرة
والتقوى ،ومحبة العلم والعلماء وأهل الفضل ) ( ، ) ۲مشيراً إلى مقصده من
>>> • 1 .
على أنني -بشهادة الله تعالى -لا أقول ذلك لغرض عندي ،أو
وقد نبهنا في كثير من المواضع في بل أذكر الواقع ، على وجه هضم مقداره ،
۱۳۹
تاريخنا هذا على أشياء من سقطاطه وأوهامه وغلطاته وتحامله وغير ذلك ،يظهر
نجد مؤرخنا يحط من المنزلة الشعرية لبعض وعلى العكس من ذلك ،
ناعياً على ( ابن تغري بردى » نسبته إلى الجودة في الشعر ،والتفوق مترجميه ،
مشيراً إلى أنه تعسف منه في إنصافه ،قائلاً في أثناء ترجمته لتغري برمش فيه ،
ومنه قوله فيمن اسمه شقير ،أو وله نظم فيما زعم عن نفسه ، ) ...
( مخلع البسيط )
الجمال يوسف بن تغري بردى في جودة شعره ،وأنه وطنطن صاحبنا القبيل ،
يفوق على كثير من شعر الشعراء ،وأنى له المسكين بمعرفة الشعر حتى يقول :
إن شعر تغري برمش الذي عارض به شاعر الروم المعروف بشيخي غاية لا
تدرك ،يعجز عنها فحول الشعراء ،فلعل هذا مصاب في عقله ،ولا نعرف منه
ذلك ،أو جاهل بتراكيب اللغة التركية وانسجام الكلام والتئام المعنى واللفظ
بل المعاني بعضها ببعض ،كما طنطن في المقطوع المتقدم في شقير ،لما فيه
من ذكر التفاح والمسك والزهور والزهر والبين والنوى والزهري والمشعر ،
مع قطع نظره عن تركيب معنى هذه البين ،كما ذكرناه ، ولفظة بان الذي من
في ،بل نظر إلى مجرد المفردات التي وانسجام بعضه ببعض المفردات ،
وكل ما ذكرناه من الانسجام والتئام فهو ناظر للصور لا للمعاني ، المقطوع ،
له في هذا المقطوع ،لا سيما وقد كرر لفظة لون في البيتين ، المعنى لا وجود
وليت شعري ،إذا كان بان الزهري ، على أنه ليس في الألوان لون يقال له
( ) ۱المصدر السابق
٠ ١٤٠
النوى بمعنى زال وبعد ،كيف يبقى الوجه مجروحاً أو مخمشاً أو مبخشاً ،أو
غير ذلك ! وإذا كان بان بمعنى ظهر ،كيف يكون ذلك الوجه الذي يظهر نواه ،
فتأمل في هذا وفي بقية المعنى في أوله وفي باقيه ،يظهر لك ما فيه ،
من حيث الإفراد ،فليست بجيدة من حيث التركيب وإن كانت مفرداته جيدة
وهكذا فإن الإنصاف في النقد لدى « عبد الباسط ـ الحنفي » يعني إثبات
من الأمثلة السابقة نجد أن مؤرخنا كان مصيباً في كثير من جوانب النقد
لديه ،لكن إصابته في النقد لم تكن دائماً ،إذ ربما وقع له الخطأ فيه ،على
النحو المنبه إليه في امتداحه مخادعة ابني صارم الدين الجلباني للسلطان ،
المعقبة على ترجمة شيخه له ( ، ) ۳ونعته ( ابن تغري بردى » بقلة السوبيني » ،
الأدب
إلى سقوط الاعتبار ، البرهان ابن خضر ،ونسبته كلامه في حق
والعار ،مع .ما لكلامه فيه من واقع ملموس ،أقر به مؤرخنا معللاً ( ) ٤
بل لقد أنف من تعقيب معاصريه من المؤرخين على مصادره المتقدمة ،
كالمقريزي وابن حجر العسقلاني والبدر العيني ،وكشف أوهامها -وإن أباح
لذاته في مواضع متعددة من معجمه التعقيب عليها ،كشفاً لما يعتريها من وهم
أو تناقض ( - ) ٥إجلالاً منه لها ،وهو إجلال لا ينقصه -بلا ريب -إظهار الحقيقة
أو تصويبها ،على نحو ما فعل هو بابن تغري بردى في الأمثلة السالفة ؛ إذ نجده
( ) ۱عبد الباسط -الحنفي .المجمع المفنن ق ۲۳۷ب = ( ۴ ۱۳۸ -ابن تغري بردى .النجوم
الزاهرة ج ١٥ص . ) ٥٣٠٢ - ٥٣١
١٤١
على العكس من ذلك -تماماً ـ يتساهل في دفع الوهم عن المصدر القديم ،أو
ناسباً الوهم إلى المصدر المعاصر المنبه إليه ،كنحو قوله مترجماً التعليل له ،
خمس وأربعين وثمانمائة ،ودفن في يوم الجمعة بمقابر الصوفية ،خارج باب
النصر
)(1
تاسع وفاته يوم الجمعة ،وقال : وقد ذكر شيخ الإسلام العيني
ولعله سبق قلم في الشهر ،أراد أن وهو سهو منه في العدة ، عشرين شعبان ،
وأما اليوم ،فلكونه دفن فيه ، فسبقه القلم إلى كتابة شعبان ، يكتب رمضان ،
الخميس ،سادس عشر رمضان ، وذكر ابن تغري بردی ( ) ٢أنه توفي يوم
ثم ذكر ما قاله العيني ووهمه ،والحال أنه هو الذي وهم » ()۳
السهو ،وسبق القلم ،والظن ،بين أو صرفه إلى التساهل في دفع الوهم ،
١٤٢
تقويم مادة الكتاب
ما من شك
المجمع المفنن » تعد على شك في أن هذه القطعة المتبقية من
الأهمية ،سواء للترجمة فيها لعدد وافر من المترجمين ممن لا جانب كبير من
أو بالكشف من خلال ترجماته عن حياة المعاصرة ، المعاجم ذكر لهم في
المجتمع في عصره ،على النحو المفصح عنه في العرض لعناصر الترجمات ،
وكذا الإسهام في الترجمة الذاتية لمؤلفه ،أو في التصويب من خلال مادته لكثير
كما أنه يعد بعداً تاريخياً لمؤلف آخر له ،هو « الروض الباسم » ،بما
ترجم فيه لأعلام الأحياء -ممن لم يترجموا هناك -وكان لهم دورهم في توجيه
،لما اعتاده مؤرخنا من اقتضاب عناصر الترجمات فيه ،محيلاً إلى المجمع
• . .
وقد بينا هذا كله مستوفى في تاريخنا الروض الباسم ،في أوقات
وقوله :
. ·
وقد ذكرناه مفصلاً بعض التفصيل في تاريخنا الروض ،فليرجع
۹۱ ، ۲۹۰ ، ۱۸۷ ،ب ، ٧٦ ، ١٦٧ب ۸۲ ، ٥٦ ، ٢٢ ۲۱،ب ( ) 1المصدر السابق ق ١٤ب
۱۰۰ب ۱۰۳ ،ب ١٤٢ ، ۲۱٤۱ ، ۲۱۱٥ ،ب ١٤٦ ،ب ١٤٧ ،أ ١٥٣ ،ب ،
۲۲۰ب ۲۳۲ ،ب ، ١٦٣أ ١٦٥ ،أ ۱٧٦ ، ، ١٦٨ ،ب ۲۱۳ ، ۱۸۷ ،ب ۲۱۷ ،ب ،
٢٦٤ ، ٩٢٦١ ،أ ،ب ٢٢٥ ،أ . ٢٤٠ب ٢٤٦ ،ب ٢٦٠ ، ٢٢٥٣ ، ٢٢٤٧ ،
( ) ۲نفسه ق ۲ب
١٤٣
وقوله :
وإن أخل بهذه القيمة العلمية المنشودة من ( المجمع » عمد مؤرخنا إلى
تدوينه في فترة زمانية من حياته ،اتسمت بفقدان قدر كبير من الذاكرة ( ، ) ٢
أصحاب الجاه وغيرهم ،ممن كانوا على صلة بأبيه ( ، ) ٥فانعكس كل هذا على
حفظ منه الكثير ،ولم يحضرني منه -الآن -ولا البيت الواحد » ،وقوله ( نفسه ق : ) ۴۹۱
• وكنت علقت شيئاً من أحواله ،وغاب ذلك عني الآن ،وما وقفت عليه » • •
ولم أحرر شهر ذلك ،وكان مثبتاً عندي ،فضاع بضياع الأوراق ،وغسل كثير من مسوداتي ،لأمر
أوجب ذلك ،بل وضاع الكثير مما كنت علقته من أخبار أحمد هذا وأحواله » ،وقوله ( نفسه
وكتبت عنه من نظمه شيئاً كثيراً ،وأنشدني إياه ،لكنه شتت ـ الآن ـ عني ، ق ۲۳۰؟ ( • » :
.
إلا ما أثبته ههنا ،وضاع المكتوب -أيضاً -لكنه له ديوان شعر ،لو وجدته لعلمت منه ما كان
أنشدنيه ،وعساني أظفر به فأثبته بعد ذلك بمكان آخر » •
( ) ٤يكشف عن ذلك قوله ( نفسه ق ٣٥ب ٣٦ -أ ) ... « :وكنت أنا لما رجعت من الأندلس إلى
وهران مع جملة من الكتب ) التي ( حصلتها بتلك البلاد وغيرها ،مما كان معي من كتبي ،نحو
الأربعين مجلدة ،وقفتها بزاويته ،لما كنت تركت التعلقات الدنيوية ،وحصل لي بعض توجه
وقد علقت الكثير من إلى ذلك الجناب ،فيا ليت ذلك لو دام ،فإنا لله وإنا إليه راجعون
أخباره وأحواله ،ولما أخذت في الشبيبة بما لم يثبت لي من الحال ضيعت جميع أوراقي ،بل
وغسلت الكثير منها ،فضاع ما كان متعلقاً بالشيخ -رحمه الله -في ذلك ،وهذا الذي ذكرته لفقته
بعد ذلك بنحو العشرين سنة بفكري الفاتر ،وعزمي القاصر ،وأنا أرجو الله ـ تعالى ـ أن ينفعني
بصاحب هذه الترجمة ،وأن يرضى عنه ويرحمه ) .
( ) ٥صر م
ح ؤرخنا بذلك في مواضع عديدة من ترجمات كتابه ،ومنها قوله ( المجمع المفنن
ق ) ۲۱۹۸في أثناء ترجمة إينال اليحياوي ... « :وانفض المجلس بعد أن أكد علي ألا أنقطع
عنه في كل قليل ،فلم أعد إليه بعدها ،إذ لم أتوجه إليه باختيار مني ،بل لأجل شيخنا رحمه
الله »
١٤٤
مادة الكتاب ،التي شاع فيها الجهل بحال الكثير من المترجمين ،أو بعضها ،
وعدم التثبت من المعلومة المدونة في مواضع كثيرة ،بل والتسليم والتظنين ،
)(1
كنحو قوله . . . « :لا معرفة لي به »
مات قتيلا في سنة إحدى وسبعين وثمانمائة ،فيما يغلب وقوله ( :
وقوله . . . « :فاستمر كذلك حتى مات سنة تسع وسبعين وثمانمائة ،
)^(
على ما يغلب على ظني »
-رحمه الله
الهمام -ر الكمال ابن ومما يحكى عن العلامة وقوله . . . « :
تعالى -أنه لما دخل مكة المشرفة اجتمع بالشيخ الولي سيدي عبد الكبير
فلما
الحضرمي اليمني ،فسأله أن يجمعه على القطب ،فوعده لوقت معين ،
ارفع رأسك ،فرفعها ،فوجد شيخاً جاء الوقت قال له في الحرم بإزاء المقام :
جالساً على كرسي في الهواء بين السماء والأرض ،فتأمله ،فإذا هو صاحب
واستمر يقول في دهشه بأعلى الترجمة ،فعند ذلك حصل له دهش عظيم ،
( ) ٢نفسه ق ٢٤٢ب
( ) ۳نفسه ق ٢٥٢أ
( ) ٥نفسه +
( ) ٦نفسه ق ٤١أ
١٤٥
هذا صاحبنا ،ولم نعرف مقامه ؛ فحجب عنه في الحال ،ثم لما رجع صوته :
الكمال ابن الهمام إلى مصر بادر بالسلام على الشيخ صاحب الترجمة ،فلما
اجتمع به قبل قدميه ،والشيخ يقول له :يا شيخ كمال الدين ،تكتم ما رأيته من
أحوالنا » ( ) ١
١٤٦
الفصل الخامس
»«1
نزهة الأساطين في من ولي مصر من السلاطين
الكتاب موضع الدراسة رسالة لطيفة الحجم ،اشتملت على مقدمة 1°
مقتضبة ،أتبعت بسبع وخمسين ترجمة فخاتمة ،شغلت سطراً واحداً .
( ) ۱اعتمدت هذه الدراسة على نسخة خطية ،عُنونَت باسم « :نزهة الأساطين في من قلي مصر من
السلاطين » ،وتقع في ست وعشرين ورقة ،بخلاف صفحة الغلاف ،متوسطة القطع ،التزم
ناسخها بأن تنتظم سائر صفحاتها تسعة سطور -في الصفحة الواحدة -مشكولة الكلمات ،نسقت
المسافة فيما بينها لتأتي متساوية تماماً من أول الكتاب وحتى آخره
،تحتفظ به مكتبة « أحمد الثالث -في وهذه النسخة ضمن مجموع ) من ق : ۵۱ق (
۷۷
تركيا » ،تحت رقم ، ) ۲ ( ۲۸۰۳ :وعنه مصورة معهد إحياء المخطوطات العربية في القاهرة ،
ذات الرقم - ٥٤٣ :تاريخ ·
وعلى الرغم مما أشير إليه في البطاقة المصاحبة لمصورة هذه النسخة ،وفي مادة الفهرست
المتعلقة بها ( راجع :د .لطفي عبد البديع ،فهرس المخطوطات العربية ،التاريخ ق ١
ص ( ، ٢٧٤إلى أنها بخط مؤلفها ،فإنه ليس لدينا قرينة واحدة دالة على ذلك ،إذ لم يرد ضمن
ولا تلو خاتمة الكتاب ما يشير إلى ذلك ،بل إن اسم ناسخ الكتاب قد مادة صفحة الغلاف
أغفل في هذه النسخة تماماً .
مع مراجعة نسخة أخرى منه ،تقع في ست عشرة ورقة ،مقاسها ٢٠ × ١٥ :سم ،
ومسطرتها حوالى خمسة عشرة سطراً ،تحتفظ بها مكتبة ( خدا بخش بتنة ـ في الهند » ،تحت
رقم ، ۲۳۲۲ :وعنها مصورة معهد إحياء المخطوطات العربية في القاهرة ،ذات الرقم :
- ١٠٦٥تاريخ
وهي معنونة بقوله ( :هذه رسالة لطيفة ،تشتمل على ذكر من ولي مصر من السلاطين ،
تأليف الشيخ عبد الباسط -الحنفي ،رحمة الله عليه ،وعلى جميع المسلمين » .
وتأتي في آخرها عبارة مزيدة على مادة الكتاب ،أحداثها -كذلك -مما يلي أحداث حياة =
١٤٧
فقد أبان فيها مؤرخنا عن حجم الكتاب « رسالة أما المقدمة ( )١
ومحتواه ( جمعت فيها أسماء ملوك مصر السلاطين ،من دولة لطيفة » ،
أبي المظفر ،يوسف بن أيوب إلى الناصر ، الملك السلطان السعيد الشهيد
« الأشرف ،قانصوة الغوري » الحين » -أي إلى ترجمة سلطان عصره ،
فقد وزعت على ثلاث دول ،وهي :الأيوبية ، وأما الترجمات ،
والمملوكية الأولى فالثانية ،وقد ميز بينها بعنوانات ثلاثة تشير إلى بداية كل دولة
( ابتداء الدولة الأيوبية الكردية » ( « ، ) ٢ابتداء على حدة ،وهي على التتابع :
من الدولتين الأولى والثانية إلى سقوط خلال ترجمة آخر السلاطين في كل
السلطان ) دولة » على حدة ،كما وهو بذلك لا يميل إلى جعل فترة ولاية
مؤلفه ،وهي مكملة لمادة ترجمة « الأشرف ،قانصوة الغوري ) -آخر ترجمات الكتاب -
محتواها :
وقُتِل في مرج دابع ( = دابق ) ،ودخل السلطان سليم يوم الخميس ،مستهـل محـرم
سنة ، ٩٢٣والحمد الله أولاً وآخراً ،ظاهراً وباطناً ،وحسبنا الله ونعم الوكيل ،ولا حول ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم ،وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً دائماً
وهذه النسخة -كسابقتها -لا تحمل اسم ناسخها ،وتأتي في المرتبة الثانية بعدها لما شاع في
جوانبها من كثرة الإسقاطات والتحريف ،والاقتضاب المتعمد لكثير من عبارات الأصل
( ) ٣نفسه ق ٥٦ب
( ) ٤نفسه ق ٦٨أ .
( ) ٥نفسه ق ٥٦ب ،حيث أشار في نهاية ترجمة ( المعظم توران شاه » إلى انتهاء الدولة الأيوبية
بقوله . . . « :وبموته ،انقضت الدولة الكردية » ،كما أشار من خلال ترجمة « الصالح حاجي »
« · .
وبخلعه انقضت دولة ) نفسه ق ٦٧ب ( إلى سقوط الدولة المملوكية الأولى ،قائلاً :
الأكراد وأولادهم ،ودولة الأتراك وأولادهم ،من منذ ولاية الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب
وإلى هذه المدة » .
١٤٨
وإنما هم في مفهوم مؤرخنا فترات حكم السلاطين دولاً تنتظمها دولة أكبر ،
عناصر » لدولة واحدة معروفة البداية والنهاية في الأولى والثانية ،أما الدولة
وليس على حروف المعجم ،مراعياً في هذا التتابع « الوحدة لولايات ذويها ،
وإنما هو مورد لتطورات فترة المساحة المصاحبة للمدى التأريخي للكتاب ،
الحكم في فترات خلعهم من هؤلاء وقد تخللت ترجماتهم غيرهم ممن تولوا
إذ نجد -مثلاً -أن ترجمة ( الناصر ،محمد بن قلاوون » قد ترجمت السلطنة .
اعترضت مادتها ترجمات في مثل مؤلفات هؤلاء المؤرخين ترجمة متقطعة ،
محمد ) عن الحكم -بحيث تمزقت ترجمة تولوا في فترات إقصاء ) الناصر ،
الأساطين » فقد ترجم « للناصر نزهة أما في المظفر » ، وبعد ترجمة «
)(۱
في موضع واحد ،يسبق ترجمة « العادل كتبغا » ، محمد بن قلاوون »
الكتاب ،أعطى مثل هذه الترجمات مزية وهذا منهج مبتكر في تنظيم
وإن أدى في الوقت عينه إلى « قفزات تأريخية » ،إذ الوحدة الموضعية ) ،
المنهج التنظيمي للكتاب ، على أنه ليس في هذه القفزات ما يعيب
١٤٩
-أنه قد نُبِة من خلال مثل هذه الترجمات -التي تعددت سلطنة ذويها ـ إلى أ
معاً .
مفهوم مؤرخنا لها ،إذ أنهما يريان أن فترات حكم السلاطين دول
فقد أتت في سطر واحد ،تلو مادة ترجمة « الأشرف أما الخاتمة ،
قانصوة الغوري » ،وقد أشير من خلالها إلى انتهاء مادة الكتاب ،على النحو
التالي :
•
• وهذا آخر الكلام على أسماء سلاطين مصر ،والحمد لله رب
العالمين » ( . ) ١
الذي لا يعني من قريب تنعكس على صفحات الكتاب » عامية مؤلفه » ،
أو بعيد بقواعد اللغة العربية أو فقهها ،وإنما هو مثبت لما توارد على فكره وردده
،
ومنها قوله في ترجمة « الناصر لسانه ،إذ يتضح ذلك في كثير من عباراته ،
رءوسهم ،وكانوا « . . .وفي أيامه ،كان حلق الأتراك محمد بن قلاوون » :
قبل ذلك سلاطينهم وأمراؤهم وجندهم ،الكل بالشعر ،وكان شعاراً لهم ،
10.
فتركه لرمد حصل لعينه ،وتبعوه ،فاستمر على ذلك ) ( . ) ۱وتسجيله الكثير من
)(۲
التواريخ على غير مألوف من اللغة ،كنحو قوله « :حادي عشرين »
» ،،أو
« حادي عشري » ،و « ثاني عشري » ،و « ثالث عشري » التتابع :
« وكانت مدته إحدى عشرة عشر سنة وثلاث شهور ونصف » ( ، ) ٦وصوابه :
سنة وثلاثة شهور ونصف » ..إلى غير ذلك مما يشيع في مادة الكتاب
ليس كمفهوم غيره من المؤرخين لها ،إذ أن ما يرد في الكتاب من ترجمات لا يُعد
العام لهده الكلمة ،فهو لم يعن -فيها -بتقييد تواريخ ترجمات ( بالمفهوم
مواليد المترجمين لديه ،أو تتبع أولياتهم ونشأتهم ،أو تدرجهم الوظيفي إلى أن
وصلوا إلى منصب السلطنة ،أو تتبع أحوال من خلعَ منهم من السلطنة إلى حال
وإنما هي ترجمات موجهة بوجهة ) منهجية ( أخرى ،أكسبت الكتاب وفاته .
وحولياتها ،مما أكسب مادته ( شمولية موضوعية ) ،يُدْرَك من خلالها بيسر تتباع
اضطرابات في أحوال مصر السياسية ،مما انعكس على مدة حكمهم طولاً
( ) ٥نفسه ق . ١٦٣
( ) ٦نفسه ق . ٢٦٠
وقصراً ،وعلى نهايات حكمهم سواء بالعزل أو بالاغتيالات السياسية ،أو
الموتات الطبيعية ،وعلى ما خلفوه من آثار حربية أو عمرانية ،إذ أن ذكر تلك
الآثار قد ارتبط ارتباطاً وثيقاً لدى المؤرخين لها بضخامة وجاه السلاطين سلباً
فإذا ما تقرر ذلك ،فإنه يمكن حصر تلك العناصر المُعتنى بها لدى
بالعزل ،أو بالاغتيال ،أو بالوفــاة أو الخلع منها : ب -التأريخ للسلطنة ،
الطبيعية
-ما نُسِبَ إلى المترجمين من آثار عمرانية أو حربية أو أعمال خير تأصلت
أو ذيوع تصرف لأحدهم ذيوع تقليد ،بحيث صار بفضل بعضهم ( ، ) ۱
( ) ۱من ذلك قوله في ترجمة « الصالح ،صالح بن محمد بن قلاوون » ( المصدر السابق
ق ٦٥ب ) :
...وهو الذي أفرد قرية بيسوس على كسوة الكعبة المشرفة ،وجعل لها ناظراً على حدة
وصارت وظيفة )
( ) ۲راجع ما مر -فيما مُثلَ به لعامية مؤرخنا -مما تعلق بحلق المماليك رءوسهم
١٥٢
مصادر مادة الكتاب
ومثل هذه المادة المتعجلة في اقتضاب -مع ما لها من قيمة علمية -لا
الإفصاح عن مصادره فيها ،جعلها بمثابة ( التأريخ بدون مصادر معروفة » ،مما
يجعل القيمة الفعلية للكتاب لا تتحقق إلا بمقابلة مادته بسائر المصادر التأريخية
المعروفة والمتداولة لتلك الفترة المؤرخ لها لديه كلياً أو جزئياً ،للوقوف على
ومواطن الوهم أو التقصير في مادته ،تقويماً لها ،وتصحيحـاً الصواب ، أوجه
العلمية للكتاب سلباً وإيجاباً ،إذ يمكن الوقوف من خلالها على جوانب تفرد بها
المؤرخين ،وأخرى يعتريها الوهم والخطأ ،وثالثة يعوزها مؤرخنا عن غيره من
التعليل والإيضاح
فمنها ما أشير إليه من عادة حلق أما الجوانب المتفردة في بابها ،
المماليك لشعر رءوسهم ،وهو مما لا نظير له فيما تحت يدي من مصادر
قائلاً : الأشرف شعبان ، مدرسة أم السلطان ) ( ) ۱إلى ونسبته بناء تأريخية ،
إذ يتردد في كثير من المصادر -ومنها « المقريزي » خوند بركة » (. ) ٢
لكن ما الخطط ( )۳ـ إنشاء « بركة خاتون » ( - ) ٤أم السلطان -لهذه المدرسة ،
بأعلى أورده مؤرخنا هو الصواب ،ويؤيده ما وُجد منقوشاً على المدرسة ،
( ) ۱مدرسة أم السلطان :كانت تقع في التبانة ،خارج باب زويلة ،أنشئت سنة إحدى وسبعين
وسبعمائة للهجرة ،وعُمِلَ فيها درس للفقه الشافعي ،وآخر للفقه الحنفي .وهي ما تزال قائمة
( ) ٤بركة خاتون ،أو الخوند -بركة :كانت زوجاً لألجاي اليوسفي ،ت .يوم الثلاثاء ،آخر ذي
السلوك ج ۳ص ، ۲۱۱ - ۲۱۰ابن لها ترجمة في :المقريزي .الخطط ج ۲ص ، ٤٠٠
الدرر الكامنة ج ١ص ٤٧٥ - ٤٧٤تر ، ۱۲۸۱ابن تغري بردى .الدليل الشافي ج ۱ حجر.
ص ١٩٠تر ، ٦٦١المنهل الصافي ج ۳ص ، ٣٥٧ - ٣٥٥النجوم الزاهرة ج ۱۱ص ، ١٢٥
110
ابن إياس .بدائع الزهور ج ۱ق ۲ص . ۱۱۵
١٥٤
فإنه يمكن التعرف على اثني عشر جانباً وأما جوانب الوهم أو الخطأ ،
العادل ،أبي بكر بن أيوب » ، - ۱نسبته بناء المدرسة الغادلية كلية إلى
« ...وبني المدرسة العادلية بدمشق ،وهو بها قبل سلطنة قائلاً :
)(1
مصر ((
ابن شداد » في الأعلاق الخطيرة : إذ يكشف هذا الوهم لديه قول
أول من أسسها نور الدين محمود بن زنكي ،وتوفي ولم تتم ، ...
ثم بنى بعضها الملك العادل سيف الدين ،ثم توفي ولم فاستمرت كذلك .
المعظم ،وأوقف عليها الأوقاف ،ودفن فيها والده ، الملك تتم ،فتممها
استقلاله
تعني
وعلى ذلك فإن نسبة هذه المدرسة إلى « العادل » لا
بالبناء ،لتعاقب ثلاثة من السلاطين على ذلك ،وإنما لا تخاذها مدفناً له
.وهو الذي أنشأ المدرسة الحافلة ،وما تجاهها من القبة الهائلة ·
واخترع بناء منارة هذه وما يليها من المكتب والسبيل . ، بالجملون ،
( )(۳
المدرسة بأربعة رءوس
وعقد هناك قبة كبيرة على الجامع ، وانتهى العمل من المدرسة التي تجاه
١٥٥
السلطنة والإبقاء عليه خليفة ، العباسي ( من -الإشارة إلى خلع ) المستعين -
بقوله :
الخميس ،سادس عشر ذي الحجة سنة خلعه بأخيه ( المعتضد ،داود » يوم
عشرة وثمانمائة ،وزج به بعد ذلك في سجن الإسكندرية ،فدام فيه إلى أن
)(۲
أطلق بعده »
قائلاً
: ،
- ٤وتصريحه بخلع «( الناصر ،محمد بن قلاوون » من سلطنته الأولى
• •
وخلع في يوم الأربعاء ،حادي عشر محرم سنة أربع وتسعين
)(۳
وستمائة ،بعد سنة ،وهي السلطنة الأولى )
نتيجة لما أحسه من تضييق « سلار » رغب عنها مكتفياً » بالكرك » ،
شعبان » وسلطنة « المظفر ،حاجي » ، ، الكامل - ٥الخطأ في التاريخ لقتل (
بقوله :
•
وهو يوم الاثنين تسلطن في يوم قتل أخيه الكامل شعبان ،
( الكامل ،شعبان » من ذلك أن هذا اليوم ليس سوى يوم خلع
ظهر يوم الأربعاء ،ثالث جمادي الآخرة » ، أما قتله فقد كان السلطنة ،
( ) ۲ابن حجر .إنباء الغمرج ٢ص ، ٤٤٦ابن تغري بردى .الدليل الشافي ج ۱ص ، ۳۸۱مورد
اللطافة ق ١٣٤ب ،السخاوي .الذيل التام ق ٧٣ب
المختصر في أخبار البشر ج ٤ص ، ٥٥ابن دقماق .الجوهر الثمين ج ٢ ( ) ٤أبو الفداء ..
وثمانمائة » ()٣
ثم أعيد برقوق -وهي سلطنته الثانية -في سنة إحدى وتسعين
وسبعمائة » ( ) ٥
التاسع من رمضان سنة إحدى وتسعين وسبعمائة للهجرة ،وقد قتل جماعة
الذي أرسله « منطاش » بمرسومه إلى من أهل الكرك ) الشهاب البريدي » ،
نائب الكرك يأمره فيه بقتل « برقوق » ،حيث تلاحقت الوقائع ،ابتداء
و « شقحب » ( الأحد ،رابع ۱۳۸۹ /م ، ) . ) شوال سنة ٧٩١هـ .
( ) ۱المقريزي .الخطط ج ۲ص ، ٢٤٠السلوك ج ۲ص ، ۷۱۳ابن تغري بردى .النجوم الزاهرة
+ ١٤٩
ج ١٠ص ، ١٤٠
الدليل الشافي ج ١ص ٢٨٦تر ، ٦٥٠المنهل الصافي ج ٣ص ، ٢٦٢النجوم الزاهرة ج ١٤
٢
الضوء اللامع ج ۳ص ۸تر ، ۳۸ابن إياس .بدائع الزهور ج ۲ ص ، ٢٤٢السخاوي .
١٥٧
الثلاثاء
غريمه ( منطاش » ،ثم رحيله بهم إلى القاهرة ،التي دخلها يوم
وعلى ذلك ،فإن سلطنته تلك كانت في ( صفر سنة اثنتين وتسعين
وسبعمائة » ،وليس في السنة السابقة عليها ،اللهم إلا إذا كان معتمد
الكرك » له المصادر من مبايعة أهل « مؤرخنا في ذلك على ما تردد في
بالسلطنة « يوم
الاثنين ،تاسع رمضان سنة إحدى وتسعين وسبعمائة » ،بعد
ثار بالناصر محمد بن وقد » قانصوة خمسمائة » ، بسلطنة الأساطين » -
له وخلعه من السلطنة ، واستوى على باب السلسلة ، قايتباي ،
وبويع
شعار السلطنة ....ولا جلس على سرير » ( ) ۲ يلبس « لم لأنه بها ،
الأحد ،سابع عشر رمضان سنة الظاهر ،خشقدم » بيوم ( - ۹تأريخه لسلطنة «
إذ تقرر -في الترجمة السابقة لديه على ترجمته أن وهو وهم ،
وعلى ذلك تكون سلطنة « خشقدم » يوم الأحد التالي رمضان » ( ، ) ٤
)(0
تاسع عشر رمضان » ،وليس « سابع عشره »
الصغير ) بيوم ( الخميس ،تاسع شوال سنة سبع - ۱۰التأريخ لخلع « العادل -
التاريخ ج ، ۹حوادث سنتي ، ۷۹۲ ، ۷۹۱المقريزي . ( ) ۱تفصيل ذلك في :ابن الفرات .
السلوك ج ٣ص ٦٥٥وما بعدها ،ابن قاضي شهبة .التاريخ ج 1۱ص ، ٢٨٩ ، ٢٨٦ - ٢٨٥
۳۹۲ - ۳۹۱ إنباء الغمر ج ١ص ، ٣٧٦ - ٣٧٤ ابن حجر، ، ۲۹۲ - ۲۹۱
( ) ٤نفسه .
( ) ٥ويتأيد ذلك -كذلك -بما ورد في :ابن تغري بردى .الدليل الشافي ج ١ص ٢٨٦تر ۹۸۲
السخاوي .الضوء اللامع ج ۳ص ١٧٥تر . ٦٨٠ النجوم الزاهرة ج ١٦ص ، ٢٥٣
١٥٨
وثلاثين وستمائة . ) ۱( ،على حين أن الوارد في المصادر أنه خلع من
أيبك التركماني » بـ « ليلة الأربعاء ،رابع عشر المعز ، - ۱۲التأريخ لوفاة (
ووجه الخطأ ،أن وفاته وإن اختلف -لدى المصادر -في تأريخها
( ) ۲ابن خلكان .وفيات الأعيان ج ٥ص ، ٨٤ابن واصل .مفرج الكروب ج ٥ص ٢٦٦
( ) ٤ابن الأثير .الكامل في التاريخ ج ۱۲ص ، ۳۵۰المنذري .التكملة لوفيات النقلة ج ۲
ص ، ۷۸ابن واصل .مفرج الكروب ج ۳ص ، ۲۷۰ابن الفرات .التاريخ ج ۵ص ، ۲۳۹
ابن دقماق .الجوهر الثمين ج ۲ص ، ٢٦المقريزي .السلوك ج ١ص ، ٢٢٥ابن تغري
·
بردى .النجوم الزاهرة ج ٦ص ١٦٥
( ) ٦أرخ لها ابن دقماق ( الجوهر الثمين ج ۲ص ( ) ٥٥بليلة الأربعاء ،الخامس والعشرين من ربيع
الأول ،والمقريزي ( الخطط ج ۲ص ( ۲۳۸بليلة الأربعاء ،رابع عشري ربيع الأول ،بينما
أرخ لها الصفدي ) الوافي بالوفيات ج ٩ص ، ) ٤٧٢وابن كثير ( البداية والنهاية ج ١٣
ص ، ) ١٩٦وابن تغري بردى ) الدليل الشافي ج ١ص ع ،والنجوم الزاهرة ج ۷ص ) ١٣
بيوم الثلاثاء ،الثالث والعشرين من ربيع الأول
١٥٩
س
نة سبع « ....تسلطن وقوله في ترجمة ( المظفر ،حاجي » :
مسقطاً ما يوم ...وهو اليوم الذي ( خلع ( فيه الأشرف قايتباي والده » (. ) ٢
بين القوسين ·
.وخُلع يوم
..« . .. وقوله في ترجمة « العزيز ،يوسف بن برسباي » :
الأربعاء ،تاسع عشر ربيع ( الأول ) ( ) ۳سنة اثنتين وثمانمائة » ( . ) ٤مسقطاً ما
بين القوسين •
*
فكانت مدته هي . ) ٥ ( » . . . وتبييضه لمدة حكم » الكامل ،شعبان » ،قائلاً :
و ( ابن تغري بردی » ()۷ وما بيضَ له لديه قُدِرَ لدى « المقريزي ) (، ) ٦
مسقطاً اليوم من الشهر سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة » ( ، )۸ الخميس ،
فالشهر
المصادر ( ) ۹بيوم ( السبت ،سابع جمادي الأولى ) وما أبهم قد أرخت له
)( ۲
)( ٢نفسه ق ٧٤ب
( )۳الإضافة عن :المقريزي .السلوك ج ٤ص ، ۱۰۸۵ابن تغري بردى .المنهل الصافي ج ٤
ص ، ۲۸۳مورد اللطافة ق ١٤١أ ،النجوم الزاهرة ج ١٥ص ، ٢٥٤السخاوي .الضوء
( ) ۹ابن تغري بردى .مورد اللطافة ق ١٤٩أ ،النجوم الزاهرة ج ١٦ص ، ۳۷۳السخاوي .الضوء =
ومن أمثلته -كذلك --تقديره لفترات حكم كثير من السلاطين ،تقديراً
فكانت تقريبياً
،ومنه قوله في ترجمة ( الصالح ،نجم الدين أيوب ) ( :
·
..وكانت مدته سبع سنين تزيد أياماً » ( . ) ٢وقوله في ترجمة التركماني ) :
)(۳
فكانت مدته ثمان عشرة سنة تزيد يسيرا » (" ( · ( :
الظاهر ،بيبرس )
السلاطين ،بإشارات غير محددة لها ،كنحو وإشارته إلى فتوحات بعض
وله عدة « ... قوله في ترجمة « العادل ،أبي بكر بن أيوب » :
فتوحات ) ( )٥
التعبير ،أشير إليه لدى « ابن دقماق » ( ) ٦بفتح رأس وما أبْهِم في هذا
عين الخابور ، )۷ونصيبين
( ، ) ۸وسنجار ( ) ۹ (
اللامع ج ۳ص ٤٠تر ، ١٦٧السيوطي .نظم العقيان ص ۱۰۲تر ، ٦١ابن إياس .بدائع
( ) ٤نفسه ق ٦٠ب
( ) ٥نفسه ق ٥٤ب •
( ) ٦ابن دقماق .الجوهر الثمين ج ۲ص ۲۵
( ) ۷رأس عين الخابور :مدينة من أعمال الموصل ،شرقي دجلة ،يجري فيها نهر « الخابور :
ج ۲ص ۳۳۵
-ياقوت .معجم البلدان
( ) ۸نصيبين :كانت مدينة عامرة من بلاد الجزيرة ،على جادة القوافل من الموصل إلى الشام ،بينها
( ) ۹سنجار :كانت مدينة مشهورة ،من نواحي الجزيرة ،بينها وبين الموصل ثلاثة أيام ـ نفسه ج ۳
ص ٢٦٢
١٦١
وما أبهم في هذا الموضع -كذلك -قد ورد مفصلاً في كل من ( الروض
و ( الجوهر الثمين » لابن دقماق ( ، ) ۲وقد ، الظاهر ( ) ۱ الزاهر » لابن عبد
والكرك ،والشوبك ،وقيسارية ، فتح « قلعة البيرة ، عدا من هذه الفتوحات :
والشقيف ،وأنطاكية ،وبغراس وإياس ،ويافا ، وصفد ، وقلعة الهوى ،
وعكا ،وكينول ،ومدينتها ، وحصن الأكراد ، وسائر حصون الإسماعيلية ،
وأدنة ،والمصيصة »
والشهر
الجمعة
، وما أهمل أرخ له « ابن خلكان ) ( ) ٤و ( المقريزي ) ( )٥بيوم (
قائلاً ... « :ومن محاسنه ،وأعظم مناقبه ،فتخ برسباي » ، للأشرف ،
قبرس » ( ) 1
الموضع -مؤرخ لدى بعض المصادر ()۷ وما أَعْرِضَ عن تأريخه -في هذا
( )۷المقريزي .السلوك ج ٤ص ، ۷۲۳ - ۷۲۱ابن حجر .إنباء الغمرج ٣ص ، ٣٧٢ - ٣٦٦ابن تغري
·
بردى .المنهل الصافي ج ٣ص ، ٢٧٠ - ٢٦٢النجوم الزاهرة ج ١٤ص ۲۹۰ ، ۲۸۷ ، ۲۸۰ ، ۲۷۸
١٦٢
- ٤ذكر كثير من الحوادث مجردة ،دون تعليل لها :
( محمد بن قايتباي ،الناصر - واحدة ،دون التعليل لذلك ،مكتفياً بقوله :
ه ...وكان سبب تغير لقب السلطان ،أنه أخرج خرجاً من المماليك ،
فصارت المماليك فصاروا يسمون الناصرية ،ومماليك أبيه يسمون الأشرفية ،
الناصرية أرجح كفة من المماليك الأشرفية ،فما طاقوا ذلك ،وقالوا :لقبوا
السلطان بالأشرف ،ونصير كلنا أشرفية ،فلا زالوا على ذلك حتى لقبوه ) () ۲
مائلاً لتجديد القناطر والجوامع ونحوها من المصالح العامة ،كقناطر بني منجا ،
الدمسيس ،وقناطر أمين الدين اللاهون ، البحر ،وقناطر تبرى وقنطرة باب
وقناطر الرستين بين حمص وحماه ،والجامع المعلق المجاور لكنيسة الملكيين
والمسجد الذي بخان الخليلي ،وعمل فيه التي هدمها ،داخل قصر الشمع ،
وغير ذلك ،وجامع الظاهر ،حيث لم شعثه درساً للشافعية ،وآخر للحنفية ،
بالبياض والبلاط ونحو ذلك ،وجامع الحاكم ،حيث أزال من بعض أروقته ما
المهولة ،وسقفه بعد تعطيله دهراً ،مع تبليط الجامع ،وحدد كان به من الأتربة
منبر مدرسة أستاذه البرقوقية ،وأنشأ رصيفاً هائلاً ببولاق ،انتهاؤه عند السبكية
وفيه قناطر -أيضاً -وسوراً لخانقاه وجسراً لأسيوط من الجبل إلى البحر ،
وكان يرى أن سرياقوس لم يتم ،وقرر لأهل الحرمين دهيشة للفقراء
إصلاح ما يشرف على الهدم أولى من الابتكار ،ولذا لم يبتكر مدرسة ،بل ولا تربة ) ( . ) ٤
١٦٣
بل نجده لم يعلل لتولية أو عزل السلاطين في « نزهة الأساطين » إلا في
قائلا :
وأقيم في الملك طفلاً ،شريكاً للمعز ،قطعاً لألسنة الناس ، ....
المترجمين لديه ،مكتفياً في ذلك بالتنبيه على الولاية أو العزل أو الاغتيال ،
1
•
مؤرخاً لذلك تاريخاً متفاوتاً بين تام وناقص
٦ـ أما ما يذكر للمترجمين لديه من آثار حربية أو عمرانية ،فإنه لم يرد بها
التمثيل للأشهر - »:فقط -على نحو ما أشير إليه من ولكن ( الشمول » ،
وله أبنية غيره .وهو الذي افتتح طرابلس الشام ،وغيرها الإسلام ،
تلك أمثلة لا يراد بها الإيحاء بأن مادة الكتاب يشيع فيها الوهم أو الإبهام
شيوعاً يفسده ،وإنما أريد بها التنبيه على مثل تلك المواطن تصويباً لها ،فما
النصوص الصحيحة ،التي يتأكد بمقابلتها على المصادر زال فيه الكثير من
( ) ٤عد له ابن دقماق ( الجوهر الثمين ج ۲ص ) ۱۰۳منها ( :المرقب ،وجبلة ،واللاذقية ،والكرك ،
والشوبك » .
ܖܙ
النقد ا
لتأريخي
نزهة الأساطين » نقد سطحي ،لا يرقى إلى ما أدرك النقد التاريخي في
من نقد لدى غيره من المؤرخين ) كالمقريزي » ،و « ابن حجر » ،و « ابن
فضلا عن « كابن إياس » أو المعاصرين و « السخاوي » ، بردی » ، تغري
ومن جوانبه لدى « عبد الباسط -الحنفي ( تلك العاطفة المتبدية في تمني
به
وهي عاطفة وإن تكن في غير صالح ( المماليك » ،فإنها لم تقف
،حيث
حائلاً دون إنصاف سلاطينهم -المترجمين لديه ـ وعدم التعصب عليهم
نجده قد أشاد بالكثيرين منهم ،ممجداً بعض آثارهم ،بنعوت متعددة ،منها
بيبرس (( » الظاهر ونعته ذلك » ( ) ٢ في البيضاء اليد له وكان
الأعظم الجامع ( ) ٤ صاحب « ... قائلاً : آثاره ، أحد وصف في
( ) ٤أشار إليه اليونيني ( ذيل مرآة الزمان ج ۲ص ( ) ٣٦١ضمن حوادث حولية خمس وستين وستمائة للهجرة
بقوله :
. . .وفيها ،شرع في بناء جامع الحسينية في ميدان قراقوش ،في منتصف جمادي الآخرة . . .فبنى
أحسن بناء ،وزخرفت جهته القبلية ،وعُمِلَ على جهة المحراب قبة عظيمة ،وتمت عمارته في
شوال سنة سبع وستين ،ورتب به إمام حنفي ،ووقف عليه حكر ما بقي في الميدان » = .
١٦٥
ملكاً عاقلاً، كان .. « قائلا : قلاوون بالمنصور ، وإشادته بالحسينية » ( ، ) ١
.
-البيمارستان آثاره أحد ونعته الإسلام ) ۲( ، ملوك أجل من جليلاً ، شهماً
ونعته ( الأشرف : الإسلام » ( . ) ٤ المنصوري ( )۳ـ بأنه « ما بني مثله في
بأنه كان ضخماً ،شهماً ،عاقلاً ،عارفاً » ( . )٥مما يشير إلى أن برسباي »
تمني عدم جلب المماليك إلى مصر ليس سوى غضبة مقيدة الظرف ،لعل
عقد نظامها ،انفراطاً أدى إلى امتداد أيدي أكثر المماليك إلى أرواح وممتلكات
ومن جوانب النقد لديه -كذلك -التأريخ لسلطنة « شجر الدر » تأريخ
بسلطنتها -على الرغم من قصر مدة حكمها ،وما صاحبها من معترف
اعثرأقبات على توليتها -وهو ما يفهم من إشارته إلى « المعز ،أيبك التركماني »
ـ وقد ترجم لها قبله ـ مما أول ذكر تسلطن بمصر ممن مسه الرق » (. )٦ باله
الإناث » ،وهو اتجاه متحرر لا يؤكد على أن « شجر الدر » سلطان من نوع (
وإن أسس اعتراضه على ، ولا يأبه باعتراض معترض يفصل بين الجنسين ،
على العكس تماماً من « ابن دقماق » الذي عد فترة شعور عام ،أو أثر ديني ،
مسقطاً لها من التسلسل الترتيبي لسلاطين حكمها فترة وسطاً بين سلطانين ،
الأيوبية والمملوكية ،معتبراً سلطنتها حدثاً جرى في حينه ،مما لا الدولتين :
)(V
يبرر شرعية سلطنتها ،وبالتالي عدها ضمن سلاطين مصر
وهوما يزال قائماحتى اليوم ،ويعرف باسم « جامع الظاهر بيبرس » ،وإن امتدت إليه عوادي الزمان
( ) ۳شرع في بنائه في خط بين القصرين من القاهرة أول ربيع الآخرسنة ثلاث وثمانين وستمائة ،وفرغ منه في أقل من
السنة
راجع بشأنه :ابن عبد الظاهر تشريف الأيام والعصور ص ، ٥٥-٥٧المقريزي .الخطط ج ٢
ص • ٤٠٨ - ٤٠٦
١٦٦
يضاف إلى ذلك ترجمته « للأشرف ،موسى بن يوسف الأيوبي » قرين
ترجمه غيره ضمن سلاطين الدولة الأيوبية ( - ) ۱مشيراً في ذيل ترجمة « توران -
( . . .وبموته انقضت الدولة شاه » إلى انقضاء الدولة الأيوبية بموته ،قائلاً :
مما يوهم بعدم اعتراف مؤرخنا بسلطنته ،وقد كانت الكردية ) ( . ) ۲ الأيوبية
أنه ترضية للشعور العام في مصر والشام .فضلا
اعتبر الدولة المملوكية عن
الأولى امتداداً طبيعياً للدولة الأيوبية ،ربما نتيجة لسلطنة هذا في أثناء دولتهم
وإن كانت سلطنته حدثاً جرى في حينه ،لا يعتد به واقعاً فإنه حسب تأريخاً -
وبخلعه
الصالح ،حاجي » ... « : وهو ما يفسره قوله في ذيل ترجمة (
انقضت دولة الأكراد وأولادهم ،ودولة الأتراك وأولادهم ،من منذ ولاية
١٦٧
الخاتمة
عُنِي في أولهما بالترجمة لعبد الباسط انقسم هذا البحث إلى بابين اثنين
مولده وتأريخي ومذهبه ، وكنيته ولقبه ، اسمه ، الحنفي ،حيث أشير إلى
ورحلاته داخل القطر المصري والإرهاصات الأولى لتكوينه الفكري ، ووفاته ،
بينما عُني في ثانيهما بالتعريف بمؤلفاته التاريخية ،والتي أرخ بها للبشرية
منها ما كان مقتضباً -منذ الخليقة وحتى عصره -في مؤلفات مستقلة ومتتابعة
ونزهة الأساطين ) ،ومنها ما كان مسهباً الأكابر ،وغاية السؤال كتاريخ الأنبياء
التاريخية من خلالها ؛ حيث وُجِدَ مؤرخنا وقد تنوعت عناصر حوادثه ،لتتمثل
الأوبئة والطواعين ،الكوائن والمحن ، النيل ،أسعار النقد وبعض المأكولات
الاحتفال بالمولد النبوي أو اختتام قراءة البخاري في الحج وإدارة المحمل ،
النوادر ومستغربات الحدوث ،التنبيه على مشاهير الرسوم التغاير في والدينية
١٦٩
،
لتشتمل على : كما تنوعت عناصر ترجمته أو المتوفين الوافدين العلماء
وتقدير عمر والمولد ، والنسبة واسم الشهرة واللقب والكنية الاسم
الوفاة ،والتأريخ للوفاة مع بيان العلة المتسببة فيها وموضع له حال المترجم
والنشأة والتكوين ،ومنزلة المترجم له ومكانته ، الدفن وحال المترجم له آنذاك
وعلاقاته بذوي قرباه وشيوخه وأقرانه ، وسجاياه وصفاته ووظائفه وأعماله ،
وهو يراوح في الإسناد إليها بين نسبة منقولة عنها إليها مصرحاً بأسماء
نقلاً حرفياً حيناً ، « تاريخ » ،كما أنه ينقل عنها أو بنعتها بكلمة : مؤلفيها ،
ويتصرف في النسقين الترتيبي والتعبيري المصاحبين لمنقوله عنها أحياناً كثيرة .
ثم هو صاحب « نقد تأريخي واع » ،موجه بحس ديني ومشرب صوفي ،
والتكالب على الدنيا ،والخروج على الدين يأنف من الزهو والشمم والتعاظم
وظلم الناس والكذب أو الرقة فيه ،أو الاتجاه نحو الشح والبخل ،أو التبذير
فكان من مظاهرها :إجلال ولذا تعددت جوانب النقد لديه وتنوعت وأذاهم ،
والجور ،إجلال الشرع والدين ومراعاة تطبيقه والالتزام به ،نقد أحوال مجتمعه .
الحنفي » في هذا المنحى هـو الباسط - على أن أهم ما يميز « عبد
الموازنة بين المحاسن والمساوىء ، والذي تبدى في : النقد الانصاف في
ومناقشة مصادره فيما أمدته به من تقاويم والمقابلة بين الرأي والرأي الآخر ،
ވނ ذلك فقد يعتري بعض كتاباته الخطأ أو الوهم ،على النحو المنبه إليه
من خلال دراسة بعض مؤلفاته المقتضبة ،كغاية السؤل ونزهة الأساطين .
۱۷۰
الملاحق
]*[
[
(* ) ] « عبد الباسط -الحنفي » التاريخية
واحتيال خديعة
۱۷۱
" واحتيال خديعة
٢٤٦٥ / .م ( .في هذه الأيام ورد وفيه ( ربيع الأول ٨٧٠هـ
الخبر إلينا بوهران بأن جمعاً من التجار كانوا توجهوا من تلمسان وغيرها إلى فاس
الفتنة حصروا عن الرجوع ولما جرت وباعوا ما حملوه معهم للاتجار فيه .
فاتفق أربعة منهم علي الرجوع بحيلة احتالوها مشت عائدين إلى أوطانهم ،
بأن شروا حميراً وجعلوا عليها أخراجاً بما كان على العرب وقطاع الطريق ،
معهم من المال النقد ،وعمدوا إلى عبى عتيقة فجعلوها أغطية على الأخراج ،
وأنهم أخذوا الطحال من الغنم فجففوه ودقوه وحملوه معهم مع شيء من الغراء
فربوا من طائفة من العربان أو نجعات أذابوا الغراء الذي وكانوا إذا وخرجوا .
معهم وجعلوا يلطخون بمواضع من أبدائهم على رقابهم ووجوههم وأيديهم إلى
ثم يذرون على ذلك مما معهم من نصف الساق ، وأرجلهم إلى المرافق
مجاذيم من يوهمون بأنهم ويمشون باستكانة ، الطحال المدقوق المجفف ،
أهل البلاء ،وأنهم يجولون بحميرهم عليها زادهم وأثاثهم ،فكانوا إذا اجتازوا
على العرب ورأوهم على تلك الحالة هربوا فارين منهم وأبعدوا عنهم يخشون
بالطريق ، أنواع المآكل على ممرهم من لهم يجعلون العدوى حتى كانوا
البعد بأن يأخذوا ذلك ويدعون لهم من غير أن يقربوا منهم ويشيرون إليهم من
فيناوله من كان يجعل الفضة على رأس رمخه ، ومنهم ولا يصلوا إليهم :
ولم يروا إلا الخير على ذلك حتى وصلوا إلى بلادهم ، ولم يزالوا إياهم .
·
والسلامة ،وكان يكاد أن لا يطير الطير من شرور من اجتازوا بهم من العربان
الروض الباسم ج ۳ق ۱۱۰ب . ] ۱۱۱ - الباسط -الحنفي . ( ) ۱عبد
۱۷۳
جقمق ؟ ! أم محمد
وسلطان · ( . ١٤٤٠ استهلت هذه السنة ( ٨٤٤هـ / . ...
م
مصر والشام والحجاز وما والى ذلك من الممالك في هذه السنة السلطان الملك
وأراد أن يبطل اسم نفسه محمداً ، ذلك أنه لما تسلطن سمى وسبب
وأوهم بأنه متى فعل ذلك ظن الظان ولا فقيل له في ذلك ، جقمق بالكلية ،
وأن جقمق لم من الأتراك ، ليس سيما النائي أن هذا المسمى بهذا الاسم
وشهرة فيطمع الطامع لعدم شوكة السلطان المسمى بهذا الاسم ، يتسلطن ،
هذا بعد أن كان قصده أن فتوقف عن ذلك ، شوكة الأتراك ،
يدوم مسمى
الاسم ،وأنه تصدر المكاتبات عنه به ،وأن ينقش على سكة الدرهم والدينار ،
اسم الذي أوهمه وذكر لي هذا من لفظه والدي رحمه الله. ذكر لي
ولا حاجة لنا بذكره صريحاً ،فإنه من الأقباط ،إذ ربما يظن ورجعه عن ذلك .
دين آبائه الأول فيكون ذلك كالأذى في حقه ،حيث كان الظان أنه مائل إلى
سبباً .
ولم يكن شيئاً مما لمضى ومشى ، ذلك على أن الظاهر لو فعل
اختشى ولا مما وهم به ،ببركة مسماه عليه الصلاة والسلام ،لكن الأمور بيد
تعالى الله
فجعل جقمق بعد ذلك اسمه بالقاهرة مركباً من محمد جقمق ،وكتب
ذلك بالقاهرة على بعض طراز الحوائط والرنوك بالقلعة وغيرها ،وعلى أبواب
١٧٤
المنبر الذي أنشأه الظاهر هذا محرراً له بمدرسة أستاذه ثم رأيته على
وكذا على باب المدرسة التي أنشأها الجمال ابن كاتب جكم الظاهر برقوق ،
هي بقرب الأبو بكرية بالقرب من التي ناظر الخاص -باسم الظاهر هذا ،
الرقيق · سوق
ورأيته -أيضاً -بجامع زين الدين الاستادار ببولاق وبمحال أخر » ( ) ۱
۱۷۵
مليكهم دين على الناس
والسبب في إكثار هؤلاء من الحج التقرب إلى خواطر السلطان أقول :
الظاهر ( جقمق ) بذلك ،لأنه كان يحب أن يشاع عنه وعن أمرائه التعبد وإظهار
وكان يظهر حب من يتعبد ويحج ويفعل الخير ،حتى أن جماعة الديانات ،
كثيرة ممن فطن به وبأنه يعجبه ذلك صار يتقرب إلى خواطره بأنواع كثيرة من
العبادة ،كالحج وبناء المدارس والجوامع وتجديدها ،وتأدب جماعة كثيرة ممن
كان يرتكب أشياء قبل سلطنته ،وصار من له كنه من ذلك يظهر التوبة ،ويخفي
ما فعله ،حتى يرجفه حين ارتكابه ذلك الفعل صفير الصافر ويخيفه خفق جناح
والخير العبادة من الظاهر - هو -أعني يظهره كان لما ذلك كل الطائر ،
**
الروض الباسم ج ١ق ١٥أ . الحنفي . ( ) ۱عبد الباسط -
١٧٦
فاغتر الدهر ساعده
ركب ثانيه ، الأحد ، يوم القعدة هذا -في ذي وفيه -أعني
السلطان من القلعة ونزل في جماعة يسيرة من خواصه ،وتوجه إلى قليوب ،
ولم يكن معه آلة سلاح ولا ما يمنع به إن حدث أمر ،وكانت البلاد مفتنة إلى
الغاية ،والعربان يعطعطون بها ويخبطون ،ثم لما وصل إلى قليوب توجه منها
إلى غيرها ـ أيضاً ـن ثم عاد إلى جسر أبي المنجا ،فرآه ،ثم عاد إلى قبة النصر
فأقام بها إلى العصر ،ثم ركب وصعد الدوادار ، ونزل بتربة يشبك من مهدي
القلعة • إلى
قيل : ما ذلك معنى في بعضهم وأنشد عليه ، ذلك وأعيب
قايتباي ( ) الأشرف السلطان ركب سادسه ، الخميس يوم في وفيه
-أيضاً -وخرج إلى بعض الجهات ،فسير وتوغل سيره إلى بعد ،ثم عاد ،ولا
عليه مما يقال في حقه ،وينسب إليه من تقليل ناموس ملكه ،إذ ما يقول القائل
لأنه يرى نفسه أعقل الناس وأكثرهم رأياً ،فأنى يرعوي عنده كطنين الذباب ،
لكلام غيره ! ولقد ساعده الدهر على ذلك بحيث ما أصابه يوماً في مثل أفعاله
هذه ما يخيفه ولا يريبه ،ولهذا اغتر ،وما نعلم آخرته ما تكون ،والعلم إلى الله
)( 1
وعنده ) -تعالى -
***
۱۷۷
عمري في توسطت ما السلطان مولانا رأس وحياة
ولما عاد السلطان من بعض ركباته بدر هذا ( المتمسخر ) بالمشي ...
وليس ذلك من عوائد وهو يدعو له بتلك الدعوات ، أمامه في هيئة السعاة
،
من
ولا أن يفعل ذلك أمامهم في مواكبهم ،فظن السلطان أن هذا السلاطين ،
مشاهير السعاة ،فحنق منه ،وغضب غضبا شديداً ،وقال :وسطوا هذا .فبدر
الله ينصرك يا مولانا السلطان ،والله فصاح بأعلى صوته : إليه جماعة لمسكه ،
فضحك منه وحياة رأس مولانا السلطان ما توسطت في عمري قط ! والله ،
السلطان ،وسكن ما به ،ثم كلمه بعض من حضر بأنه إنما قصد بذلك التطفل
دنانير » ( ) ۱ بعشرة فأمر له وفقره ، حاله وذكر له والتحمل ،
۱۷۸
البواب أصباي كائنة
.في هذه الأيام كانت كائنة أصباي البواب ،أحد مماليك السلطان
فشكوه للسلطان ،فأمر مقدم المماليك أن يخلصهم من أصباي بتشهي نفسه ،
فمال المقدم مع أصباي وراعاه خوفاً من شره ،فبعث بالجماعة مع المذكور ،
منه
قاصده إليه احتشاماً معه على العادة عندهم في مثل ذلك ،مستبعداً أن يقع
في حقهم شيئاً ،وقد بلغوا السلطان ،فساعة وقوع بصره عليهم أمر بضربهم ،
جاء
بهم فضربوا ضربا أشرفوا منه على الهلاك ،ثم ما كفاه ما فعله بهم حتى
وأمره بضربهم وإشهارهم ،فامتنع من ذلك لما رآهم فيه من إلى تمر الوالي ،
،
فشهروا على الإجهار على حمير فلا زال به حتى أجابه لإشهارهم ، الحال ،
وهم ينادى الضرب ، من بهم ما حل من كثرة المشي على قدرتهم لعدم
السلطان ؛ وقد بلغ الناس ذلك ،فأخذوا هذا جزاء من يشكي مماليك عليهم :
بل وتباكوا عليهم ،ثم بينا هم في أثناء إشهارهم إذ مات ، في التأسف عليهم
أحدهم ،وداموا به في الإشهار على الحمار وهو مكتوب عليه :ميت ،على ما
الطباق حمية من الجلبان من نزل جماعة إذ ذلك هو في وبينا بالحال ،
وحملوا على الخلق جملة وعلى من حضر ، العوام فغاروا على لأصباي ،
إن ذلك كان قبل جلوس السلطان ويقال : وأرادوا أخذ القتيلين ، واحدة ،
وكثر
فقاتلهم العوام وتكاثروا عليهم حتى هزموهم على أقبح وجه ، بالقصر ،
وكان وقتاً هائلاً وحطة عظيمة ،فتلايق بأن ما يحل ، صياح الناس وقولهم :
أحضر أصباي وأمر خيربك الدوادار الثاني أنه يتسمله وينزل به إليهم ويتلطف
المقتولين إما بقتل أصباي إن اختار السلطان يرضيهم في ويخبرهم بأن بهم ،
۱۷۹
أولياؤهم ذلك أو بدية برضاهم ترضيهم ،وأن يوسع خيربك الحيلة بكل ما أمكنه
في تسكين هذه الثائرة ،ويذكر لهم أن أصباي في الترسيم عنده إلى أن يكون ما
يختاره أولياء المقتولين ،فنزل خيربك وتلطف بالقضية حتى سكن الحال ،وأخذ
السلطان من الغد قبض على صاحب المنطرون وأسلمه تمر ولما أصبح
الوالي وأمره بتسلمه وإشهاره ثم توسيطه ،فوسط ،ثم ذهب أصباي إلى داره ،
ثم أمر السلطان أن ينادى وتردد إليه حواشيه للسلام عليه وتهنئته بسلامته ،
بشوارع القاهرة أن لا يتجاهى بالخاصكية ولا يقف على بابهم ،ومن فعل ذلك
أو اجتمع بواحد منهم لا يسأل ما يجري عليه ويشكي إن أخذ بغير معاودة ،
الكثير من الجلبان ، وانكفء شيئاً ، الفتنة وركدت يسيراً ، فسكن الحال
وحصل بعض فسحة من ذلك الجهد العظيم والبلاء الذي كان في الناس بواسطة
وهذا كله من شرور أنفسنا وسيئات الجلبان وتسليطهم على الناس وأذاهم ،
صالح عنهما بألف المقتولين حتى لم يزل خيربك يتلطف بأولياء ثم
وكتب بذلك سجلاً محكوماً فيه ، فأقبضها إياهم ، بذلك ، ورضوا دينار ،
وطلع بالأولياء إلى السلطان وطيب وعمل ما يجب عمله في مثل ذلك شرعاً ،
أما أنتم فقد أخذتم حقكم من أصباي ،وبقي حقي خاطرهم بعد أن قال لهم :
ولما بلغ أصباي ذلك اختفى مدة ثم ظهر بشفاعة البعض ،لكنه انجمع أنا .
*
۱۸۰
قاض وكياسة غريبة ، نادرة
وهو مبلغ له على آخر دين يسير ، أن شخصاً كان وهي بمثلها قبلها قط ،
سبعمائة درهم فلوس نقرة ،عبارة عن دينارين وثلث في زماننا هذا ،قضاه منها
المذكور شيئاً وبقي خمسمائة ومطله فيه ،فاتفق أن مات المديون وعليه الدين
وقبل وصولها ( أي الجنازة ) إلى محل فجهز وأخرج ليدفن ، بعد مدة يسيرة ،
فتوجه مسرعاً ومعه أربعة نقباء حتى الدفن بلغ صاحب الدين ذلك وأنه أخرج ،
أدرك الجنازة ،قبل أن توضع عن أعناق الرجال ،فأمسك نعش الميت ورجع به
حتى دخل بالميت من باب النصر بعد أن عولج أشد علاج بأن يمهل إلى أن يدفن
الميت ثم تعمل مصلحته ،فلم يرض بذلك ،ولما رأى العامة ذلك صاحوا :
وأخذوا النعش بميته والغريم واجتمع جمعاً وافراً ( *) منهم ، الشرع ، الشرع
حتى وصلوا بهما إلى المدرسة الصالحية بين القصرين ،وقد زاد الناس وتوفر
جمعهم ،وكثر السواد الأعظم من الناس لما تسامعوا بهذه الكائنة ،واتزاحموا
ودخلوا بالدائن المشتكي والجنازة إلى داخل المدرسة حتى وقفوا عند القاضي
جلال الدين ابن الأمانة -أحد نواب الحكم ...للحكم في هذه الحادثة ،ولما
رأى القاضي ذلك هاله الأمر ،وأخذ يتلابق في ذلك بحسن سياسة لئلا يحصل
رق
ق ،فبدر أولاً بأن قام من وقته فتوضأ ثم صلى على الجنازة ، خر
لخ الفساد ويتسع ا
ال
ثم عزر رب الدين أبلغ تعزير ،وكان في ذلك خلاص مهجته وإلا كانت العامة
وضربوا قتلوه بأيديهم ،على أنهم تناولوه بالضرب والشتم واللعن والتوبيخ ،
لهلك بما فعله الثائرة هذه سكن القاضي ولولا معه ؛ الذين كانوا النقباء
رب الدين ،بل والنقباء .ثم حمل الميت إلى محل دفنه فدفن ،وعد ذلك من
( *) كذا في الأصل
١٨١
ستره كشف ستر سرق
.وفيه ...قبض على شخص تجسر على ضريح الإمام الليث بن
سعد فسرق الستَرَ من عليه ،وكشف الله بواسطته سرقته الستر عنه ،فقطعت يده
من عظيم جراءة هذا الناس وتعجب الكثير من وطيف به شوارع القاهرة ،
وإقدامه على مثل ذلك ،وماذا كان بقلبه حين فعل ذلك ،وكاد العامة أن تبطش
ولو علم به جمع كبير قبل قطع يده مثلا بل كادوا أن يقتلوه ، بهذا التعيس ،
إلا فلا حول ولا قوة لكن لما قطعت يده سكن عنه الحال شيئا ، لقتلوه ،
بالله » ( ) ۱
۱۸۲
المريسية « » الريح
• .
الريح المريسية هبوباً شديداً خارجاً عن المعتاد ،وتأذى .وفيه هبت
وإن هبت في وهذه الريح إذا هبت في الشتاء كانت باردة ، الناس بها إلى الغاية
ويتعجب منها غالب من لا علم له بطبائع الأشياء كانت حارة ، الصيف
ولقد سألت جماعة من أعيان الأطباء بمصر عن سبب ذلك ،فلم يجبني
فينفعل فيها للانفعال بقدرة الفاعل الحكيم جل ذكره ،ففي البرد تقبل البرد ،
ولهذا تثير الغبار وفي الحر كذلك . بإرادة الفاعل سبب الأسباب جل وعلا ،
الكثير المترائي ،بخلاف غيرها ،إذ ليس كهي في ذلك ،لأن هذه تتمكن من
وتسمى المريسية نسبة إلى المريس من بلاد مداخلة الأجسام أكثر من غيرها ،
الجنوب عند ريح وهي من الحنفية ، المريسي بشر ينسب وإليه النوبة ،
لا سيما لأنها سبب للتعفين ، وهي أأذى الرياح وأرداها عندهم ، الأطباء ،
بمصر .
ولهذا قال بعض الأطباء :إن هذه الريح إذا ذهبت بمصر واتصل هبوبها
· دائماً خمسة عشر يوماً متوالية ليلاً ونهاراً أحدثت الوباء بقدرة الله تعالى
١٨٣
الأساطين نزهة
»*«
السلاطين من مصر ولي فيمن
( * ) اعتمد في تحرير هذا النص على مخط .أحمد الثالث -تركيا ،ذات الرقم ، ۲۸۰۳ :والمرموز
الرقم ۲۳۲۲ :والمرموز إليها بالرمز « أ » ،مع مقابلتها بمخط .خذا بخش بتنة -الهند ،ذات
صدرت في القاهرة في وكنا قد أخرجنا هذا النص في نشرة مستقلة ، إليها بالرمز ( ب ) ·
ووقع فيها الكثير من الحذف والأخطاء الطباعية ،التي نبهنا الناشر إلى صیف ۱۹۸۷م •
ضرورة التنبيه عليها ،فامتنع من ذلك ،مما حتم علينا -حرصاً على الأمانة العلمية ـ إعادة نشر
النص -هنا -مرة أخرى مجرداً مصححاً ،اكتفاء بما أثبت هناك من حواش وتعليقات
۱۸۵
مصر من السلاطين ولي فيمن الأساطين نزهة /كتاب
وآله ( ) ۱ بمحمد وستر عيوبه ، ذنوبه ، غفر الله
( ) ۱في « ب » « :هذه رسالة لطيفة ،تشتمل على ذكر من ولي مصر من السلاطين ،تأليف الشيخ
رحمة الله عليه وعلى جميع المسلمين » عبد الباسط الحنفي ،
۱۸۷
الرحمن الرحيم الله
E
jor
المؤلف ) ) مقدمة
والصلاة والسلام الغني وما سواه الصعلوك ، الحمد لله مالك الملوك ،
الكرام . وعلى آله وصحبه محمد ، سيدنا الأنام ، أفضل على
وبعد ،فهذه رسالة لطيفة ،تليدة ظريفة ،جمعت فيها أسماء ملوك مصر
السلاطين ،من دولة السلطان السعيد الشهيد ،الملك الناصر أبي ( ) ١المظفر ،
« نزهة الأساطين فيمن ولي مصر سميتها : الحين . يوسف بن أيوب إلى هذا
« بسم الله الرحمن الرحيم ،وصلى الله على سيدنا ( ) ۲هذه المقدمة ،مبدلة في « ب » بقوله :
محمد وآله وصحبه وسلم .هذه رسالة لطيفة ،تشتمل على ذكر من ولي مصر من السلاطين ،
الحنفي ( عبد الباسط تأليف الشيخ
١٨٩
الكردية الأيوبية الدولة ابتداء
۱۹۱
يوسف ) الدين ، صلاح الناصر ، ( - ١
هو أول ملوك الأكراد ،وأول سلاطين مصر على الحقيقة .يعرف ( )۳هذا
بمقاصده ()۳ وله معرفة التاريخ ، في تأمل له من
ثم ( ) ٥استبد تسلطن ( ) ٤في عاشر محرم سنة أربع وستين وخمسمائة ،
)*(
المقدس بيت فتح يده على
-
( وبنى ) ( ) ٦قلعة الجبل ( و ) ( )۷الصور الأعظم بمصر -القاهرة ،دوره
ثامن عشر صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة ليلة الأربعاء ، توفي
١٩٣
عثمان ) العزيز ، ) - ۲
الفتح أبو العزيز ، الملك أيوب بن يوسف بن عثمان
وكان ( قد بعد موت أبيه ، وثمانين وخمسمائة ، تسلطن في سنة تسع
وثمانين وخمسمائة خمس سنة شعبان منتصف في قبل ذلك سُلْطِنَ )
أبو المنصور ، الملك أيوب (، ) ۳ يوسف بن عثمان بن | محمد بن ٥٤أ
(0),
تسعين
محرم سنة خمس و
سابع عشري تسلط في ) (٤يوم الاثنين ،
ن
فكانت ( )۷مدته : وخلعَ في ( ) ٦سنة ست وتسعين وخمسمائة . وخمسمائة ،
١٩٤
بكر ) أبو العادل ، ( - ٤
أبو سيف الدين العادل ، الملك شاذي ( ، ) ١ أيوب بن بكر بن أبو
الفتح
وتسعين ست سنة شوال عشري ( ) ۲ الجمعة حادي يوم في تسلطن
أيوب . يوسف بن صلاح الدين أخو السلطان /وهو وخمسمائة ،
(د )
بنى المدرسة العادلية بدمشق وهو بها ( ) 3قبل و ()٤ وله ( ) ۳عدة فتوح
سلطنة
مصر .
وستمائة عشرة
*
الروضتين ص ، ۱۱۲ابن خلكان .وفيات الأعيان ج ۳ص ، ۲۷۰الدواداري .كنز الدررج ٧
ابن الفرات .التاريخ ج ٥ ۲۰۱ تتمة المختصر ج ۲ ص ، ۱۹۷
ابن الوردي
+ ۲۲۵ مي ، ۲۳۹ابن دقماق .الجوهر الثمين ج ۲ص ، ٢٦المقريزي .السلوك ج ۱
. ٦
النجوم الزاهرة ج 1ص ١٦٥ ابن تغري بردى.
١٩٥
محمد ) الكامل ، ه -
)(1
أبو المعالي . الكامل الملك أيوب ، بكر بن أبي محمد بن
)( ۲
قبة الإمام الشافعي -رضي ( )۳الله عنه ـ وصاحب المدرسة وهو باني
الكاملية -دار الحديث -بين القصرين ،تجاه ( ) ٤دار تمر الوالي ،وتعرف ( / ) ٥ ١٥٥
ماماي • ببيت -الآن -
حادي الأربعاء ، يوم آخر ()۸ في ومات وستمائة (، )٧ خمس عشرة سنة
-أيضاً العادل الملك أيوب بكر بن أبي محمد بن بن بكر أبو
« ب » بقوله « :وتوفي يوم » . مبدل في ومات في آخر يوم » ، () ۸
١٩٦
)(1
رجب ( ) ۲سنة خمس وثلاثين تسلطن في يوم الخميس ،ثاني عشري
)(۳
٥٥ سبع وثلاثين شوال سنة تاسع الخميس ، يوم وخلع /في وستمائة ،
وستمائة
الصالح نجم الدين ،أبو الملك أيوب بن محمد بن أبي بكر بن أيوب ،
)(7
الصالحية بين القصرين ،وباني قلعة الروضة التي صاحب المدارس
ما فعل وليته مصر ، إلى المماليك جلب وهو الذي
تسلطن في ( ) ۸عاشر شوال سنة تسع وثلاثين وستمائة وهو غائب ،خلف
ثم دخل مصر في يوم ٥٦أ الجمعة ، / وخُطِبَ له في يوم له الأمراء وسلطنوه ،
ثالث عش
تخت جالساً على وأصبح شوال ، ري ( ) ۹ ليلا ، الثانية الجمعة
الملك ( . ) ١٠
۱۹۷
وأربعين وستمائة سبع
ليلة الاثنين نصف شعبان سنة في ( ) ۱ ومات
*
الملك المعظم توران شاه ابن أيوب بن محمد بن أبي بكر بن أيوب ،
الصالح ابن الكامل ابن العادل • ابن أبو الفتح ، سيف الدين ،
مستهل شوال سنة سبع وأربعين تسلطن بدمشق في ( ) ۳يوم السبت ،
وستمائة ،وجلس ( ) ٤على تخت الملك بعد قدومه -بالمنصورة ،قريب ثغر /
•
المذكورة . السنة من ( الـ ( قعدة ذي من بقين لتسع دمياط -
)( ٥
سادس عشري ( ) ٦محرم سنة ثمان الجمعة ، يوم قتيلا في ومات
وستمائة وأربعين
( ( ) ۳في » :ساقط من « ب »
ساقط من «ب » . المذكورة » : ( ( ) ٤وجلس ...
( ( ) ٥في » :
:ساقط من « ب » .
١٩٨
التترية التركية الدولة ابتداء
۱۹۹
خليل ) أم الدين ، عصمة ( - ١
الملك سُرّية خليل أم عصمة الدين ، الملكة الدر ، شجر ( ) ۱
)(0
تسلطنت في ( ) ۲غيبتها بالقاهرة ( . ) ٣أجمع ( ) ٤الأمراء خشداشيتها
) (٦يوم قتلهم الملك ()٧
سلطنتها وهم بالمنصورة ،وتحالفوا لها في على
٥٧أ ولكون القلعة بيدها ـ وتحالفوا المعظم -لرأيها ( ) ۸وتدبيرها /وعقلها الكامل ،
وستمائة وأربعين ثمان سنة المذكور (، )۸ اليوم لها في ذلك على
وهي صاحبة التربة بطريق المشهد النفيسي ،مسكن خلفاء عصرنا الآن
أيبك ) معز
ز ، االلم ) - ۲
عز الدين ، الملك المعز ، ، التركي الصالحي ، التركماني ، أيبك ،
ممن مسهم « أربابها » ( ) ٥في « أ » « :خشداشيها » ،والكلمة ساقطة من « ب » .ولعل المقصود :
)(۱ ۵۷
وأربعين ثمان سنة الأول ربيع سلخ المسبت / يوم في تسلطن
نزلت له شجر ( ) ۲الدر عن الملك ،وتزوج بها ،ومات قتيلا بيدها وستمائة ،
الآخر سنة خمس وخمسين رابع عشر ربيع مع جواريها ( ) ۳في ليلة الأربعاء ،
وستمائة
***
موسى ) (
) الأشرف ،
بن يوسف ( ) ٥بن محمد بن أبي بكر بن أيوب الملك يوسف موسى بن
الأشرف
قطعاً لألسنة الناس ،لكونه ( ) ٦من أقيم في الملك طفلاً شريكاً للمعز ،
وكانت مدته ولم يكن له من الأمر شيء سوى الاسم ، / البيت الأيوبي ( . ) ٦ ١٥٨
بالملك ) ( ، )۷وسجنه حتى واستبد أيبك ثلاث سنين ،تزيد قليلاً ،وخلع ،
ذلك بعد مات
ساقط من « ب » لتوهم التكرار ،والاسم الساقط ،ورد كذلك في بعض ( « ) ٥ابن يوسف » :
المقريزي .الخطط ج ۲ص ۲۳۷ راجع : و« أقسيس » المراجع « :طسز » ،
( ) ٦ما بينهما ساقط من « ب » .
( )۷مضاف من « ب »
علي ) المنصور ، )- ٣
•
أبو الفتح المنصور ، الملك أيبك ، علي بن
)( ۲
ربيع الآخر سنة خمس
تسلطن في ( ) ١يوم الخميس ،سادس عشري
)، (٤ وخَلِعَ وستمائة ، وخمسين
( وستمائة ) وخمسين سبع سنة في ( ) ٣
القعدة سنة سبع رابع عشري (( ( )٧ذي ) السبت ، تسلطن في ( ) ) ٦يوم
وستمائة وخمسين
الإسلام لما ( ) ۸جاء التتار إلى هذه المملكة مع ٥٨ب وهو الذي قام بنصرة /
ذلك ()۸ في البيضاء اليد له وكان بجيش عظيم ، ملكهم هولاكو ( ) ۹
)( ۱۲
يوم القاهرة في قبل ( ) ۱۱دخوله اغتيل عوده ( ، ) ۱۰ بعد قتيلاً ومات
سادس عشرين . «(أ » : وفي عشر ، « سادس «ب» : ( ) ۲في
الملك الظاهر . الكبير . الصالحي ، التركي ، البندقداري ، بيبرس
أبو الفتح • الدين ، ركن
|
سنة ثمان وخمسين وستمائة ، المظفر قطز ( ) ٧ تسلطن في ( ) ٦ا يوم قتل
)(۹
محرم سنة ست وسبعين وستمائة ، ومات في ( )۸أيوم الخميس ،سابع عشري
يسيرا تزيد سنة ، عشرة ( ) ۲ ثمان مدته فكانت ( ) ۱
٢٠٤
خان ) بركة ( - ٦السعيد ،
ناصر السعيد ، الملك محمداً أيضاً - بن بيبرس -ويسمى بركة خان
)(1
يوم الخميس ،سادس عشري ( ) ۲صفر سنة ست وسبعين تسلطن في
وهذه ٥٩٠ب حال /حياته ، وكان والده سلطنه قبل ذلك -أيضاً ( )۳ـ في وستمائة ،
من آثاره ( ) ٤ هي حسن ، الناصر مدرسة بقرب حمام وله
فكانت ( ) ٥مدته خُلعَ في سابع ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وستمائة ،
*
) (٦
أبو الفتح ابن بدر الدين ، العادل ، الملك بيبرس ، بن سلامش
الظاهر
وخلع فيها سنة ثمان وسبعين وستمائة ، يوم خلع أخيه تسلطن في
مدته هي أيام ، شهر وبعض بعد -أيضاً -
*
*
٢٠٥
قلاوون ) ) - ۸المنصور ،
أبو السلاطين التركي ، الألفي ، النجمي ، الصالحي ، قلاوون ،
في يوم الأحد العشرين ( ) ۱من رجب سنة ثمان وسبعين وستمائة
تسلطن
مثله في الذي ما بني بالقاهرة (، ) ٢ المنصوري البيمارستان وهو باني
الإسلام
غيره •. أبنية وله ( ) ٤ (، ) ۳
ملوك الإسلام ()۷ من أجل جليلا ، شهماً ، ملكاً عاقلاً ، وكان
وثمانين قعدة سنة تسع [ الـ ] سادس ذي السبت ليلة مات ( )۸في
وستمائة
ت )(۹
شهور ونصف وثلاثة سنة إحدى عشرة مدته وكان
ابن صلاح الدين /أبو الفتح ، الملك الأشرف ، خليل بن قلاوون ، ٦٠ب
المنصور
شهور ونصف » ،وفي « أ » « :وكانت مدته أحد وثلاث « ب » « :مدته إحدى عشر ( ) ۹في
عشر سنة وثلاث شهور ونصف »
٢٠٦
وفاتح العتيقة ( ) ۱بقرب المشهد النفيسي . الأشرفية المدرسة صاحب
وستمائة ·
) (٦
الناصر ،ناصر الدين ،أبو المعالي ،ابن الملك محمد بن قلاوون
المنصور
القصر الأبلق من ذلك والآثار الطائلة (، )٧ صاحب العمائر الهائلة ،
،
أبنية ( ) ٩ وغير ذلك من المعظم ، والإيوان بها ()۸ والجامع بالقلعة ،
) (۱۰
وتسعين ٦١أ سنة ثلاث سادس عشر محرم السبت يوم /تسلطن في
) (۱۱
حادي عشر محرم سنة أربع وتسعين الأربعاء ، وستمائ ،وخُلِعَ في ( )١١يوم
ة
الأولى • السلطنة وهي سنة ، بعد وستمائة ] ،
٢٠٧
ثم أعيد بعد مدة ( ) 1في يوم الاثنين سادس جماد [ ي ] الأول ] ى ] سنة
فكانت مدته ثم خَلِعَ في سنة ثمان وسبعمائة (، ) ٢ ثمان وتسعين وستمائة .
السلطنة () ٥ الأولى سنة ،ومدته ( ) ۳الثانية عشر سنين وسبعة ( ) ٤شهور
،وهي
تسع وسبعمائة ،ولم ( )۷يغير اللقب -أيضاً -وبقي في السلطنة مدة طويلة ()٧
[ ذي ] ( ) ١٠الحجة سنة عشري ( ) ۹ حادي ليلة الخميس في ( ) ۸ ومات
وفي أيامه كان حلق ( ) ۱۳الأتراك رءوسهم ،وكانوا ( ) ١٤قبل ذلك سلاطينهم
حصل فتركه لرمد لهم ، شعاراً وكان بالشعر ، الكل وجندهم ، وأمراءهم
( ( ) ٦وهي سلطنته الثالثة » :يقابلها في « ب » بعد قوله « :سنة تسع وسبعمائة » ،
قوله « :وهي
السلطنة الثالثة » ..
( )۷ما بينهما ساقط من « ب » .
. في الجميع ٤٨ « مدته قوله : «ب » في العبارة هذه ( ) ۱۱يقابل
« في السلطنة » . ( ) ۱۲في « ب » :
( ) ١٤ما بينهما في « ب » قوله « :لأنهم كانوا قبل ذلك يربوا شعور رءوسهم ،فكان ذلك شعارهم ،
فلما حصل للسلطان الرمد وحلق رأسه حلقوا الجميع رءوسهم » .
۲۰۸
١٦٢ كتبغا ) - ۱۱ ( /العادل ،
أبو زين الدين ، الملك العادل ، التركي ، المنصوري ، كتبغا ( ، ) ۱
·
الفتح
محرم سنة أربع وتسعين الأربعاء ،حادي عشري ()٢ تسلطن في يوم
فكانت مدته سنتين وسبعة عشر وخُلِعَ في سنة ست وتسعين وستمائة ،
يوماً .
حسام الدين
ومرتب أموره بعد دثوره ،فله هذه صاحب تجدید جامع ابن طولون ،
المنقبة •
سنة ست ٦٢ب
/تسلطن في ( [ ) ۳يوم ] ( ) ٤الثلاثاء ،سابع عشري ( )٥محرم
)(V
ربيع ومات مقتولاً في ( ) ٦ليلة الجمعة ،حادي عشري وتسعين وستمائة .
۲۰۹
محمد بن قلاوون ، وَولى بعده شهورٍ ، وبعض سنتين مدته فكانت
)( ۲
بالجاشنكير ) المعروف الثاني ، التركي ، المنصوري ، بيبرس
وسبعمائة ، تسع سنة رمضان عشر سادس الثلاثاء ، يوم وخُلِعَ ) ٦ ( /في ١٦٣
وأعيد بعده » محمد بن قلاوون » إلى سلطنته فكانت ( )۷مدته أحد عشر شهراً .
)^(
غير خلع من بعدها مات التي ( ) ۸ الثالثة ،
**
أبو الملك المنصور ،سيف الدين ، أبو بكر بن محمد بن قلاوون ( ، ) ۹
( « ) ۱الناصر » :ساقط من « ب »
( ) ۲في «أ » « :بالجاسنكير » •
۲۱۰
تسلطن في ( ) 1يوم الخميس حادي عشري ( [ ) ۲ذي ] الحجة سنة إحدى
مدته ٦٣ /فكانت () ٤ وسبعمائة ، وأربعين اثنتين ( )۳ سنة في وخلع
شهرین
( ه)
أبو الأشرف ،سيف الدين ، الملك كجك بن محمد بن قلاوون ( ، ) ٦
أبو شهاب الدين ، الناصر ، الملك قلاوون ( ، ) ١٠ أحمد بن محمد بن
.
المنصور الناصر ابن ابن المعالي ،
۲۱۱
فيها بعد ستة وخُلع وسبعمائة ، وأربعين اثنتين () ۱ سنة في تسلطن
الملك الصالح عماد الدين ،أبو /إسماعيل بن محمد بن قلاوون (، )۳
)(٤
وأربعين ست سنة الأول ربيع رابع الخميس ، يوم في ومات
أبو سیف الدین ، الكامل ، الملك قلاوون ، محمد بن شعبان بن
سنة ست وأربعين /وسبعمائة ، يوم موت أخيه الصالح ، تسلطن في
« فكانت مدته هي ،وقد بيض لما بعدها ،وفي « ب » « :مدته سنة » ،وما بين ( ) ٦في « أ » :
المعقوفتين من المقريزي .ا
الخطط ج ۲ص ، ٢٤٠والسلوك ج ۲ص ، ۷۱۳ابن تغري
زین الدین ، المنصور ( *) ، الملك حاجي بن محمد بن قلاوون ( ، ) ۱
الاثنين مستهل وهو يوم أخيه الكامل شعبان ، قتل يوم تسلطن في
الاثنين ، يوم وخلع في [ وأربعين ] ( ) ۲وسبعمائة سبع سنة جمادى ] الآخر
[ ة]
ثالث عشر رمضان سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ،فكانت ( )۳مدته سنة ونحوا من
أربعة ( ) ٤شهور •
أبو ٦٥أ بدر الدين ، الناصر ، / الملك حسن بن محمد بن قلاوون ( ، ) ٥
صاحب المدرسة المعظمة الهائلة ،تجاه القلعة ،التي ما عُمِرَ مثلها في
وله تربة -أيضاً -بالقرافة الدنيا في نظير لها ولا الإسلام ،
تسلطن في يوم الثلاثاء ،رابع عشر رمضان سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ،
)(3
يوم الأحد رابع عشري ( )۷جمادي ] الآخر
[ ة ] سنة اثنتين ( ) ۸ وخُلِعَ في
۲۱۳
)( 1 ومات مقتولاً
تاسع جماد [ ي ] الأول [ ی ] سنة الأربعاء ، / يوم في
?
وسبعمائة ()۳ وستين )(۲
اثنتين
أبو صلاح الدين ، الصالح ، الملك قلاوون ، بن محمد بن صالح
سنة [ ة]
الآخر جمادى ] ثامن عشري ( ) ٤ الاثنين ، يوم في تسلطن
الكعبة [ المشرفة ] () ٦ كسوة على « بيسوس » أفرد قرية وهو الذي
وخُلِعَ في سنة خمس وخمسين وسبعمائة ،فكانت ( )۸مدته ثلاث سنين ،
٠٢١٤
محمد ) ) -المنصور ،
( ۲۲
المنصور ٦٦ ،أ الملك قلاوون ( ) ۱ محمد بن حاجي بن ا محمد بن
/
المنصور ابن الناصر المظفر ابن ابن أبو الفتح ، صلاح الدين ،
)( ۲
الأولـى ] سنة اثنتين جماد [ ي ] تاسع الأربعاء ، يوم تسلطن في
شهور وخمسة أيام وثلاثة سنتين ( ) ٥ مدته فكانت ( ) ٤ وسبعمائة .
قلاوون ( ) ٦ الناصر محمد بن أولاد أولاد من سلطان وهو أول
*
الأشرف ،زين الدين ، الملك شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون ،
٦٦ المنصور • الناصر ابن الأمجد ابن / ابن أبو الجود ،
وستين أربع سنة المنصور ، محمد خلع يوم في شعبان تسلطن
وسبعمائة
وصارت هدمت بعد ذلك () ۸ العظيمة ( )٧التي المدرسة وهو باني
۲۱۵
بأم المعروفة بالتبانة ، لأمة المدرسة وباني العتيق ، بالبيمارستان تُعرف
•
بالقلعة البخاري صحيح ( ) ۱ بقراءة ابتدأ وهو الذي
مات مقتولاً في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة .وكانت مدته أربع عشرة () ٢
وشهرين . سنة
١٦٧
الملك المنصور ، علي بن شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون ، /
ابن الأشرف ابن الأمجد ابن الناصر ابن المنصور . أبو الفتح ، علاء الدين ،
وهو أول سلطان من أولاد أولاد ) أولاد ( الناصر محمد بن قلاوون ( ) ٦
محمد بن حسين بن شعبان بن حاج بن أمير ويقال :
حلجي
٢١٦
ابن الأشرف ابن ٦٧ب أبو الجود ، / الدين ، زين الملك الصالح قلاوون ( ) ۱
تسلطن في يوم الاثنين ،رابع عشر صفر سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة
وثمانين أربع سنة عشر ( ) ۲رمضان تاسع ييوومم .الأربعاء ، في وخُلِعَ
أياماً تزيد ، سنة () ٤ ونصف سنة مدته فكانت () ۳ وسبعمائة ،
وتسعين إحدى سنة في خُلِع ثم بالمنصور ، وتلقب أعيد ، ثم
•
فيها ولى السنة التي وهي وسبعمائة ،
ودولة الأتراك وأولادهم ،من وبخلعه انقضت دولة الأكراد وأولادهم ،
هذه المدة وإلى أيوب يوسف بن الناصر صلاح الدين ولاية منذ
۲۱۷
الجركسية الدولة ابتداء
۲۱۹
برقوق ) ( - ١الظاهر ،
بمصر الجراكسة ملوك أول أبو سعيد . سيف الدين ،
حاجي خلع يوم رمضان عشر تاسع الأربعاء يوم في تسلطن
• )(۲
وسبعمائة وثمانين أربع سنة في المنصور
فكانت مدة وسجن بالكرك . وخُلِعَ في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة ،
وشهورا . سنين ست الأولى سلطنته
ما تقدم وخُلع على المنصور ، الصالح ، ، حاجي ولي ثم
وتسعير ٦٨ب إحدى سنة في الثانية - سلطنته / -وهي برقوق اعيد ثم
وسبعمائة
وصاحب التربة المدرسة المعظمة بين القصرين ، البرقوقية ، وهو باني
الهائلة الحافلة المعظمة ،
إحدى وثمانمائة سنة نصف شوال L الجمعة ، ليلة في ()۳ ومات
أيام . بعض إلا سنين عشر الثانية () ٤ مدة سلطنته فكانت
۲۲۱
فرج ) ) - ۲الناصر ،
الملك الناصر ،زين الدين ،أبو السعادات فرج بن برقوق بن آنص .
الظاهر ابن
وخلع في نصف شوال سنة إحدى وثمانمائة . الأولى ( ) ۱يوم الجمعة ،
شهور فكانت ( ) ۲مدته الأولى ست سنين وخمسة ( )۳ سنة ثمان وثمانمائة ،
ثمان وثمانمائة سنة الآخرة ( ) ٤ جماد [ ي ] خامس في أعيد ثم
سنة خمس عشرة في ( ه ) سادس عشر صفر ، مقتولاً بدمشق ، ومات
وثمانمائة
)(۹
أبو عز الدين ، الملك المنصور عبد العزيز بن برقوق بن آنص ،
۲۲۲
٦٩ب أذان العشاء ،سادس عشري () ٢ تسلطن في /ليلة الاثنين [ عند ] ( ) ١
فيها • وخُلِعَ وثمانمائة . سنة ثمان الأول ربيع
*
العباسي أحمد ، سليمان بن بكر بن أبي محمد بن بن العباس
الفضل . [ أبو ] () ٦ المؤمنين ، أمير السلطان ، الخليفة ، )، (0
المصري
المعتضد · المتوكل ابن ابن بالله ، المستعين
تسلطن مضافاً إلى الخلافة في سنة خمس عشرة وثمانمائة بالشام .
وحضر الي مصر .ثم خلع من السلطنة ،وبقي على خلافته
*
۲۲۳
تسلطن في مستهل شعبان ،يوم الاثنين ،سنة خمس عشرة وثمانمائة
)(۱
ثامن محرم سنة أربع وعشرين وثمانمائة الاثنين ، يوم ومات في
يوماً . شهور وثلاثة وعشرين ( ) ٤ فكانت ( ) ۲مدته ثمان سنين وأربعة ( ) ۳
زويلة باب
أبو العز ابن المؤيد • شهاب الدين ، المظفر ، أحمد بن شيخ ،الملك
سنة أربع وعشرين في أبيه ، يوم /وفاة تسلطن وهو طفل رضيع في
أبو سيف الدين ، الظاهر ، الملك الجركسي . الظاهري ططر ،
·
الفتح
) (٦
شعبان سنة أربع وعشرين وثمانمائة تسلطن بدمشق في تاسع عشري
٢٢٤
فكانت ( ) ۳مدته ثلاثة شهور الحجة منها . ومات في ( ) ۱رابع ذي ( ) ۲
ويومين
( )٤
ابن السعادات ناصر الدين ،أبو الصالح ، الملك ططر محمد بن
الظاهر
وثمانمائة وعشرين أربع سنة في أبيه ، موت يوم في تسلطن
ivi
وثمانمائة وعشرين سنة خمس / في وخلع
*
وعشرين خمس سنة الآخر ربيع ثاني الاثنين ، يوم في تسلطن
وثمانمائة
٢٢٥
قبرس فتح وأعظم مناقبه () ۱ ومن محاسنه
)(۳
يوم السبت ،ثالث عشر ذي الحجة سنة إحدى /وأربعين مات في
وثمانمائة
وعشرة أيام . وتسعة ( ) ٥شهور ، ست عشرة سنة ، مدته وكانت ( ) ٤
أبو المحاسن ،ابن يوسف بن برسباي ،الملك العزيز ،جمال الدين ،
الأشرف
)(٦
يوم السبت ،ثالث ( )۷عشر ذي الحجة ،يوم موت أبيه تسلطن في
. و
ثمانمائة وأربعين
٢٢٦
جَقْمَقُ ) ( - ۱۱الظاهر ،
) (۱
الأربعاء ،تاسع عشر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين يوم تسلطن في
وثمانمائة
أمكنة بعض غير تراميم معتبر ، شيء () ۳ الآثار ( ) ۲ من له وليس
ويومين . وعشرة شهورة سنة عشرة أربع مدته فكانت ( ) ٦
أبو السعادات ،ابن فخر الدين ، المنصور ، عثمان بن جقمق ،الملك
الظاهر •
وثمانمائة
۷۲ب ملكه مدة هي يوماً ، وأربعين ثلاثة بعد /وخُلِعَ
۲۲۷
أَيْنالُ ( ) - ۱۳الأشرف ،
تسلطن في يوم الاثنين ،ثامن ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثمانمائة ·
)(1
وستين خمس سنة الأول ربيع ثامن الاثنين ، يوم في ومات
وثمانمائة
وسبعة أيام . وشهرين () ۳ ثمان سنين مدته فكانت ( ) ۲
أحمد بن أينال ،الملك المؤيد ،شهاب الدين ،أبو الفتح ابن الأشرف
۲۲۸
خُشْقَدَمُ ) ( - ١٥الظاهر ،
الظاهر ، الملك الرومي المؤيدي ( ) 1 الناصري ، خشقدم ،
تسلطن في يوم الأحد ،تاسع عشر رمضان سنة خمس وستين وثمانمائة
وثمانمائة
شهور وعشرين ( )۷يوماً وخمسة ( ) ٦ سنين مدته ست فكانت ( ) ٥
*
**
وثمانمائة
مدة سلطنته هي شهرين قبل تمام وخلع
() ۱۱ فيها ،
۲۲۹
تمريغا ) ) - ۱۷الظاهر ،
أبو سيف الدين ، الظاهر ، الملك الرومي • الظاهري ، تمربغا ،
سعید •
ينكب ولم ()٤ ـ أيضاً ـ شهرين تمام قبل فيها ( ) ۳ وخُلِعَ
*
المسبك الحافلة ( ) ١٠على قبر النبي القبة المعظمة والمقصورة الحديد وأنشأ ( ) ٩
-ورخم مسجده -عليه السلام ( ) ۱۱ـ وجدد عمارة الجامع الأموي بدمشق
. « منار الإسكندرية ( ( )۸المنار الحافل الهائل بميناء الإسكندرية » ،يقابله لدى « ب » :
وأنشأ » -ساقط من « ب » . ( )۹
٢٣٠
وأنشأ آثاراً وجدد إيوان القلعة ، بعد حريقه ( ) ۱على ما هو عليه الآن (، ) ۲
*
ما بين مدارس وجوامع ومساجد وأسبلة ومكاتب ودياراً ،وغير ذلك بعدة عظاماً ،
وغيرها ( ه )
)(٦
القعدة سنة ٧٤ب [ ذي ] ( ۸
)٨ حادي عشري ( )۷ السبت ، في /مات
يوم
وتسعمائة إحدى () ۹
فكانت ( ) ١٠مدته تسعاً وعشرين سنة وأربعة شهور وأحد وعشرين ( ) ١١يوماً
الأشرف ابن السعادات ، أبو ناصر الدين ، واحدة ، سلطنة
« تسع وعشرون سنة وأربع شهور وأحد وعشرون يوماً » . « أ» : ( ) ۱۱في
( « ) ۱۲في » --ساقط من «ب » .
« ثامن عشرين » . «ب » : وفي عشرين » ، « سادس «أ » : ( ) ۱۳في
و« ب » . ( ) ١٤ما بين المعقوفتين ليس في « أ » ،
۲۳۱
وهو ( ) ۱اليوم الذي [ خُلِعَ ] ( )۲فيه الأشرف قايتباي والده ،قبل موته سنة إحدى
وتسعمائة
الأول ( ) ٥
)(۸
واستولى على باب السلسلة ، وكان قانصوه خمسمائة ( ) ۷قد ثار به
) ( ۱۰ طنة )(۹
عشري ثامن الأربعاء ، يوم في بالسل وخلعه ، وحاربه
وبويع
) (11وتسعمائة ،وأخذ ( ) ١٢في حصار القلعة
جماد [ ي ] الأولــى ] سنة اثنتين
النصر ،وصدرت عنه الأوامر إلى بعد أن ( ) ۱۲تلقب ( ) ۱۳بالأشرف ،وكني بأبي
ا
لنواحي
ثالث وفر
و ( ) ١٤
١
الجمعة سلخ ( ) ١٥جماد [ ي ] (( )) ١٥٥هو يوم يوم ، في
المذكور
« عشرين ) ب » :
« ب « أ » ، ( ) ۱۰في
۲۳۲
)( ۱
يومه ذلك ،ولا جلس لأنه لم يوجد في شعار السلطنة ، ولم يلبس
،
الناصر -الملك -خال الجركسي الأشرفي المحمدي ، قانصوه ،
)(۳
يوم الجمعة ،سابع عشر ربيع الأول سنة أربع وتسعمائة ، تسلطن في
( ) ۲هذه العبارة مستبدلة في ( ب ) بقوله ( :ثم عُمِلَ صورة لعود محمد بن قايتباي إلى السلطنة
( ) ۳في -ساقط من
أيام » ،وفي ( ب ) « :عشرون شهراً وتسعة أيام » . وتسع شهراً ( أ ) « :عشرون ( ) ۱۱في
جانبلاط ) ( - ۲۱الأشرف ،
الأشرف / الملك الجركسي الأشرفي ، يَشْبَك ، من ( ) ۱ جانبلاط
·
بالناظر المعروف النصر ، أبو الدين ، سيف
خمس سنة ] حجة [ ا ذي ثاني الاثنين ، يوم في () ٢ تسلطن
وتسعمائة
وهو صاحب التربة خارج باب النصر ،ذات المنارة بالرأسين و ( )۳ذات
وله الدار الحافلة بخط الكافوري بناء مصر • على غير طريقة القبتين ،
*
العادل ، الملك الجركسي ، الأشرفي قانصوه ، من باي طومان
سنة
الآخر ( ة تسلطن بمصر في يوم /السبت ،ثامن عشر جماد ( ي )
٧٦ب
وتسعمائة ست
)(0
شوال منها مستهل السبت ، يوم في وخُلع
فكانت مدته مائة يوم سواء بمصر .وأما مدة سلطنته بدمشق فزيادة على
٢٣٤
بالريدانية . أيام إمرته في تربة حافلة وأنشأ
)( ۲
وهو يوم السبت مستهل شوال سنة ست ، الفطر عيد ( ) ٢ تسلطن في
وتسعمائة •
الهائلة ٩٧٧ القبة من تجاهها وما الحافلة ، المدرسة أنشأ / وهو الذي
بالجملون
واخترع بناء منارة هذه المدرسة وما يليها من المكتب والسبيل . ،
بأربعة ( ) ۳رءوس .
وجدد الميدان ،وأعلى شرفاته ،وأنشأ به الغيط العظيم ،وجدد مقعده ،
وأنشأ المجراة الحافلة بغيطه قصوراً وأمكنة وبحيرة عظيمة ( ، ) ٤ وأنشأ ( ) ٤
رب لله والحمد مصر ، سلاطين أسماء على الكلام آخر وهذا
العالمین ()۷
خطأ
وهو « قانصوه بن بيبردي » ، « ب » : ( ) ۱في
« يوم عيد ( ب ») :: ( ) ۲في
.
« بأربع » « ب » : ( ) ۳في ( أ » ،
( ) ٤ما بينهما ساقط من « ب » .
( ( ) ٥حافلة ) -ساقط من ( ب ) .
ظاهراً وباطناً ،وحسبنا الله ونعم الوكيل ،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،وصلى الله
على سيدنا محمد ،وعلى آله وصحبه ،وسلم تسليماً كثيراً ودائماً أبداً إلى يوم الدين )
ولا شك أن هذا مما زاده ناسخ ( ب ) على أصل المؤلف ،إذ أن هذا الخبر تسبقه وفاة
مؤرخنا ،كما هو مشار إليه في ترجمته من هذا الكتاب
۲۳۵
والمراجع المصادر
۲۳۷
المصادر : د أولاً -
محمد بن عبد الكريم : علي بن عز الدين الأثير ، ابن
·
۱۹۷۹ صادر ، بیرت ، التاريخ . في الكامل
القاهرة ، مصطفى . ت .محمد الدهور · وقائع في الزهور بدائع
مختلفة
المعرفة ، بيروت ، زايد إبراهيم ت .محمد الصغير . -التاريخ
ط ١٩٨٦ ، 1
. ) . ١٠٤٨هـ عالم الكتب ) عن ط .المنيرية ، بيروت ، الصحيح .
روح : هارون بن أبو بكر أحمد بن البرديجي ،
التلمساني : الأنصاري بكر بن عبد الله بن موسى أبي محمد بن البري ،
-
العشرة .ت .د .محمد التونجي . الجوهرة في نسب النبي الله وأصحابه
دار الكتب المصرية مخط . الشيوخ والأقران . عنوان الزمان في تراجم
۲۳۹
الرقم - ۱ ٠٠١ :تاریخ ذات كوبريلي ) ، . مخط المصور ( عن
ت .د .عبد المعطي الشريعة . صاحب أحوال ومعرفة النبوة دلائل
أبو المحاسن يوسف : جمال الدين بردى ، تغري ابن
صوفيا ، آيا مخط . والشهور الأيام مدى في الدهور حوادث
ت .فهيم محمد شلتوت .مكة ، الدليل الشافي على المنهل الصافي
المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي .ج . ۱ت .أحمد يوسف نجاتي
للكتاب ، العامة المصرية الهيئة القاهرة ، عبد العزيز · ونبيل
١٩٨٩ - ٨٤
مختلفة القاهرة ، والقاهرة . مصر ملوك في الزاهرة النجوم
إبراهيم بن سعد الله : محمد بن عبد العزيز بن ابن جماعة ،
كشك بغداد مخط النذير . البشير سيرة في الصغير -المختصر
برقم - ۹۹۷ :رواق المغاربة الأزهرية ، ومخط . ، ٢٦٠ برقم :
، ۱۹۳۸ط . ۱
١٩٧٥ القاهرة ،الآداب ، تلقيح فهوم الأثر في عيون التاريخ والسير .
٢٤٠
أبو جعفر محمد : ابن حبيب ،
تاريخ .
ت
المجلس القاهرة ، د · حسن حبشي . العمر · الغمر بأنباء -إنباء
وما ١٩٦٧ دائرة المعارف العثمانية ، الهند ، -إنباء الغمر بأنباء العمر .
بعدها .
بدون تاريخ الجيل ، بيروت ، الثامنة . أعيان المائة في -الدرر الكامنة
القاهرة ، محمد أبي سلامة . ت .أحمد السماعية . الدلالات -تخريج
محمد بن إبراهيم : أحمد بن شمس الدين أبو العباس خلكان ، ابن
بيروت ، إحسان عباس • ت.د. وأنباء أبناء الزمان الأعيان -وفيات
أيدمر : محمد بن إبراهيم بن صارم الدين ابن دقماق ،
١٩٨٥ ط ، ١ الكتب ، عالم بيروت ، عز الدين .
أوغلي حكيم مخط . والسلاطين الملوك سير في الثمين الجوهر
الحياة ( عن ط ـ القاهرة ، ، بيروت التاسع . -الضوء اللامع لأهل القرن
القدسي ) .
٢٤١
أحمد : بن
عبد الله عبد الرحمن بن أبو القاسم السهيلي ،
۱۹۷۸ المعرفة ، بيروت ، الأنف في تفسير االلسسييررة النبوية . -الروض
بن محمد : محمد أبو الفتح الدين فتح الناس ، سيد ابن
، بيروت ، والسير • والشمائل المغازي فنون في الأثر عيون
الجيل
١٩٧٤ ، ۲
محمد : بكر بن أبي عبد الرحمن بن جلال الدين ، السيوطي
الفضل أبي ت .محمد والقاهرة . مصر تاريخ في المحاضرة حسن
١٩٦٧
طا ، الحلبي ، القاهرة ، إبراهيم .
الحاوي للفتاوي ) . مسالك الحنفا في والدي المصطفى ( ضمن كتاب :
، العقيان
نيويورك حتي . ت .د .فيليب الأعيان أعيان في نظم
· ۱۹۲۷
الدين محمد : صلاح أبو عبد الله ، ابن شاكر الكتبي
شهاب الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم : أبو شامة ،
الجيل ، بيروت ، عليها • والذيل الدولتين أخبار في الروضتين
ط ١٩٧٤ ، ۲
محمد بن علي : أبو عبد الله عز الدين شداد ، ابن
الله
بن جعفر بن حيان : عبد الأصفهاني ، أبو الشيخ
الرياض ،دار -العظمة .ت .رضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري .
أيبك بن عبد الله : بن خليل أبو الصفا الدين صلاح الصفدي ،
المعهد الألماني بيروت ، ت .هلموت رتير وغيره . بالوفيات . الوافي
الشرقية . للأبحاث
٢٤٢
بن جرير : أبو جعفر محمد الطبري ،
الفضل أبي محمد ت والملوك ) . الرسل ( تاريخ الطبري تاريخ
ت .د .محمد كمال الدين عز الدين • غاية السؤل في سيرة الرسول .
ب .
۸۰۰اب برقم :
أحمد مخط . مصر من الملوك والسلاطين . فيمن ولي الأساطين نزهة
تشريف الأيام والعصور في سيرة الملك المنصور .ت .د .مراد کامل
الطائي : أحمد بن محمد بن علي بن محمد العربي ابن
، مخط · رسول اللهﷺ سيوة اختصار
القدس الخالدي . يوسف
أبو القاسم ثقة الدين علي بن الحسن بن هبة الله : ابن عساكر ،
،،مختلفة
دمشق ،مجمع اللغة العربية تاریخ دمشق •
*
السبتي موسى اليحصبي عياض بن الفضل أبو عياض ، القاضي
الحلبي القاهرة ، البيجاوي . بتعريف حقوق المصطفى .ت . الشفا
:
موسى محمود بن أحمد بن أبو محمد بدر الدين العيني ،
عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان .ت .عبد الرزاق الطنطاوي القرموط
ط ۱۹۸۹ ، ۱ الزهراء القاهرة ،
٢٤٣
أحمد الثالث مخط . )(
. ) ۱۹ .عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان ( ج
.فؤاد السيد وغيره القاهرة -العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين .ت
. ١٩٦٩ - ٦٠ المحمدية ،
١٣٢٥هـ الحسينية ، القاهرة ، أخبار البشر . المختصر في
الرحيم : عبد بن محمد ناصر الدین ، الفرات ابن
الكتب دار مخط . والملوك ) الدول ) تاريخ الفرات ابن تاريخ
- ۳۱۹۷تاريخ .
¿
رقم : فينا ) ، ( مخط . المصورة عن المصرية ،
. ١٩٣٨ - ٣٦ الأميركية ، الجامعة بیروت ، . ) ۹ ( ج ، ۸ ، ۷
الدين أبو بكر محمد : تقي شهبة ، قاضي ابن
ت ·
الفرنسي المعهد دمشق ، عدنان درویش . -التاريخ ( ج ) ۳
• ۱۹۷۷
أحمد : عبد الله بن موفق الدين قدامة ، ابن
أبو محمد
بن علي : بن حسن أحمد أبو العباس ، القسنطيني قنفذ ابن
•
الإسلامي ١٩٨٤ ،
ت .الخطراوي وغيره .دمشق ،ابن كثير ، الفصول في سيرة الرسول .
. ١٩٨٥
بن حبيب : بن محمد علي الحسن أبو الماوردي ،
القاهرة عبد الرءوف . ت .طه
النبوة أعلام
بن كوشاذ : بن مسلم الحجاج بن مسلم ، القشيري مسلم
٢٤٤
بن علي بن عبد القادر : أحمد تقي الدين المقريزي ،
السلوك لمعرفة دول الملوك .ت .د .محمد مصطفى زيادة ،د .سعيد
المصرية ، الكتب ودار اللجنة ، القاهرة ، عاشور . عبد الفتاح
١٩٧٣ - ٣٤
القاهرة ، المقريزية ) . -المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ( الخطط
بن عبد القوي : العظيم عبد أبو محمد المنذري ،
الرسالة بيروت ، د .بشار عواد · ت النقلة . لوفيات التكملة
ط ۱۹۸۱ ، ۲
:
محمد بن مکرم بن علي الدين أبو الفضل جمال منظور ، ابن
الفكر ، دمشق ، ت .روحية النحاس وغيرها ، مختصر تاریخ دمشق +
١٩٨٤
أحمد
الأصفهاني : عبد الله بن أبو نعيم
.١٩٨٦
·
تاريخ . بدون العلمية ، بيروت ، الأسماء واللغات · تهذيب
.
شهاب الدين أبو عبد الله : بن عبد الله الحموي ، ياقوت
۱۹۷۷ در
ر، اد
صا یروت ،
بي البلدان . معجم
-
محمد بن أحمد : موسى بن أبو الفتح قطب الدين * اليونيني ،
وما بعدها ١٩٥٤ العثمانية ، دائرة المعارف الهند ، ذيل مرآة الزمان .
٢٤٥
ثانياً -المراجع
-
۱۹۸۹ ط ، ۱ الكتب ، عالم بيروت ، مؤرخاً . البدر الزركشي
*
زيادة : مصطفى محمد
القرن التاسع عشر الميلادي ، الخامس القرن مصر في في المؤرخون
١٩٥٤ ط ، ۲ اللجنة القاهرة ، الهجري ،
٢٤٦
فهرست المحتوى
الصفحة
·
الإهداء
· · V فاتحة الكتاب
الباب الأول
الباب الثاني
۲۹۰
في الكتابة التأريخية مجهوداته
• ۳۱ · .
الفصل الأول :مؤلفاته
· · ۳۳
الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم الفصل الثاني :
٦٧
الفصل الثالث :غاية السؤل في سيرة الرسول
۸۷
المجمع المفنن بالمعجم المعنون الفصل الرابع :
١٤٧
:نزهة الأساطين في من ولي مصر من السلاطين الفصل الخامس
١٦٩ الخاتمة
٢٤٧
-الخنفى
الباسط
عبد
مؤرخا