Professional Documents
Culture Documents
العقوبات البديلة -اسامة الكيلاني
العقوبات البديلة -اسامة الكيلاني
أعداد
فلسطين
2013م
مشكلة الدراسة
ان االباحث في موضوع العقوبات البديلة للعقوبات السالبة للحرية القصيرة المدة يصطدم
في بحث ه بثالث ة معض الت رئيس ية ،االولى حداث ة الموض وع في الفق ه واالجته اد القض ائي ،وك ذلك
الحال بالنسية للتشريع الفلسطيني الذي لم يعالج هذا الموضوع ،اال حديثا بصدور قانون االجراءات
الجزائية رقم 3لستة 2001من خالل وقف تنفيذ العقوبة السالبة للحرية في المواد 284و 285و
286و ،287والعمل للمنفعة العامة من خالل المادة 399الذي ال يمكن اعماله اذا زادت العقوبة
السالبة للحرية عن الحبس لمدة تزيد عن ثالثة اشهر؛ وان كان قانون العقوبات رقم 16لسنة 60
ق دعالج من قب ل وعلي اس تحياء ه ذا الموض وع من خالل تحوي ل عقوب ة الحبس للغرام ة في الم واد
2\26و 2\100عقوبات لسنة 60؛ هذا مع االشاره الى ان هذا االجراء اليمكن اعماله اذا زادت
م دة الحبس عن ثالث ة اش هر؛ على عكس النظم القانوني ة ال تي اخ ذت به ذا النظ ام -ب دائل العقوب ة
السالبة قصيرة المدة -التي حعلت نطاق العمل به ان تكون العقوبة السالبة للحرية ان التزيد عن
وه ذا االم ر يقودن ا الى المعض لة الثاني ة ،وهي ان ه؛ ال المش رع وال القض اء وال الفق ه وض ع
ولق د ق ادت ه ذه المعض لة الى معض لة ثالث ة ،وهي ع دم وج ود مراج ع علمي ة بحثت ه ذا
الموضوع على نطاق يمكن االستفادة منه في انجار أي دراسة حول هذا البحث.
االمر الذي جعل منها دراسة شديدة التعقيد في ظل هذه الصعوبات .
اهمية الدراسة
تبدو اهمي ة هذه الدراس ة في انها تتناول موض وعا لم يطرق من قبل من الب احثين في الفق ه
الق انوني الفلس طيني ،فه و ي ؤدي الى اض افة فق ه ق انوني جدي د ،وعم ل ق انوني يض اف الى المكتب ة
القانوني ة الفلس طينية ،ه ذا من جه ة ومن جه ة اح رى ،فان ه ي ؤدي الى فتح اف اق جدي دة للمش رع
1
الفلسطيني لالخد بهذا النظام والتوسع في تطبيقه واصدار التشريعات التي تحقق هذا الغرض بسبب
لذلك؛ فان اهمية هذه الداراسة تكمن في تبيان القيمة العملية والعلمية للقواعد القانونية التي
يمكن تشريعيها لوضع هذا النظام ،أي العقوبة البديلة ،في اطار تشريعي يؤدي الغرض منه بحيث
يتيح المجال الكبر شريحه من المحكوم عليهم لالستفادة من هذا النظام؛ اذا توافرت شروط تطبيقه
عليهم .وان الق ول بغ ير ذل ك ي ؤدي الى االبق اء على التش ريع الفلس طيني في ذي ل قائم ة ال دول ال تي
تاخذ بهذا النظام بعد ان ادى التطور الذي لحق كافة مناحي الحياة والعلوم االنسانية ومنها العلوم
القانونية؛ الى احداث تغيير ونقله نوعية هائلة ومتطورة في السياسة العقابية ،وفي تحقيق اهداف
هذه السياسه المتمثل في الردع العام والخاص ،وبالتالي الوصول الى اصالح وتاهيل المحكوم عليه
بواس طة العقوب ة البديل ة للعقوب ة الس البة للحري ة قص يرة الم دة لم ا له ذا النظ ام من فوائ د لك ل من
المجتم ع والمحك وم علي ه ،ومن تحقيقه ا للكرام ة االنس انية للمحك وم علي ه ،وب ذات ال وقت تحقييقه ا
لله دف الك امن خل ف العقوب ة الس البة للحري ة وه و الزج ر الخ اص والع ام وص وال الص الح وتاهي ل
المحكوم عليه.
منهجية الدراسة
سنتبع في دراستنا هذه المنهج النظري والتحليلي والمقارن عبر دراسة وتحليل النصوص
القانونيةالفلس طينية س واء في ق انون العقوب ات رقم 16لس نة 60او ق انون االج راءات الجزائي ة
الفلس طيني رقم 3لس نة وق انون اص الح االح داث رقم 16لس نة ،1954وم ا تيس ر من النص وص
القانونية االخرى ،سواء لبعض الدول العربية مثل بعض نصوص قانون العقوبات االتحادي لدولة
االمارات العربية المتحدة ،او القانون البحريني والعماني والمصري ،اواالجنبية كالقانون الفرنسي
،وذلك عبر دراسة وتحليل هذه النصوص في ضوء اراء الفقه على نحو يحقق اهداف هذا البحث
ويثريه.
2
المقدمة
يجب ان يك ون من الث ابت ان اله دف من السياس ة العقابي ة ه و ردع المج رم ،وهي ردة فع ل
المجتم ع المناس بة على الج رم ال ذي قارف ه به دف ردع ه عن الع ودة له ذه الجريم ة وغيره ا من
الجرائم ،وهو ما اصطلح على تسميته بالردع الخاص ،وردع غيره عن القيام بهذا الجرم وتحذيره
ب ذات الم أوى والمص ير اذا ه و لم يعت بر وه و م ا يطل ق علي ه ال ردع الع ام .ولم ا ك ان ذل ك هوالح د
األقصى المطلوب من السياسة العقابية وليس تعذيب المجرم سواء بإرهاقه جسديا او معنوي ًا ،فإنه لم
يكن من المس تغرب ان تس عى المجتمع ات البش رية في تطوره ا الى تط وير ه ذه السياس ة العقابي ة
باعتبارها علما من العلوم االنسانية التي تتطور وترتقي بتطور البشرية؛ لذلك نجد ان المجتمعات
البشرية المتحضرة قد اتجهت في سبيل هذا التطور الى تطوير السياسة العقابية ،وبالتالي البحث عن
وس ائل اخ رى بديل ة عن العقوب ات التقليدي ة ،ولق د ح دد نظامن ا الق انوني الفلس طيني وفق ا لق انون
العقوبات األردني رقم 16السنة ،60في الفصل االول من الباب الثاني من هذا القانون العقوبات
.1االعدام
.3االعتقال المؤبد
.5االعتقال المؤقت
.1الحبس
3
.2الغرامة
.3الربط بكفالة
.1الحبس التكديري
.2الغرامة التكديربة
وانني اعتقد برأيي المتواض ع ان تطبيق العقوب ة البديل ة أي ًا ك انت الدول ة التي تتبناها ،واي ا
بضرورة تحقيقها للردعين العام والخاص ،وضرورة عدم اللجوء اليها اذا انتفى مع تطبيقها تحقيق
هذا الغرض ،وايا كان االمر فإن البحث في هذا الموضوع يفرض علينا دراسة مدى نجاعة ،وفائدة
تط بيق نظ ام العقوب ة البديل ة في االنظم ة القانوني ة العربي ة ،وبش كل خ اص ل دى النظ ام الق انوني
الفلس طيني ،وذلك باعتب ار ه ذه االنظم ة تستند الى ذات الفلس فة القانوني ة باعتبارها دول تنتمي اليه ا
ش عوب ذات تقالي د وت راث واح د وتتب ع ذات السياس ة الجنائي ة والعقابي ة ال تي تتمخض عنه ا العقوب ة
وتقدير مدى تحقيقها للردع ،ونظرة هذه المجتمعات ومدى ردة فعلها في حال استبدال عقوبة الحبس
قصيرة المدة التي اعتادت عليها هذه المجتمعات بعقوبات اخرى غير سالبه للحريه لم تعتاد عليها
من قبل ،ولكن ومع تطورالفقه والعلوم القانونبة اصبح الحديث ملحا عن مدى النفع الذي يعود على
المجتمع والمجرم من تفعيل نظام العقوبة البديل ة؛ الن تطبيقها السليم يؤدي الى ايجاد نظام عقابي
جدي د يرتك ز على فك رة المش اركة الح رة للمحك وم علي ه في وض ع االس س ال تي يرتك ز عليه ا بن اء
مصيره االجتماعي بعد تنفيذ العقوبة الملقاة على كاهله؛ اذ ان من شأن ادخال هذا النوع الجديد من
العقوبة ان يخلص المنظومة القانونية من مساوئ العقوبات السالبة للحرية القصيرة المدة ،ويحفظ
لعدد ال بأس به من المحكوم عليهم استقرارهم في محيطهم االجتماعي واالسري ،أي بعبارة اخرى
ه و ي ؤدي الى الحف اظ على النس يج المجتمعي الفلس طيني ال ذي يعت بر المحك وم علي ه ،واف راد اس رته
ج زء من ه .ومم ا الش ك في ه ان اج زاء ه ذه الدراس ة حقه ا يتطلب ان نبحثه ا في س تة مب احث نتن اول
4
مفه وم العقوب ة البديل ة في ( مبحث اول) ،ونط اق تط بيق العقوب ات البديل ة في ( مبحث ث اني )،
واه داف العقوب ة في ( مبحث ث الث ) والعقوب ات البديل ة للعقوب ات الس البة للحري ة مؤقت ة الم دة في
التش ريع الفلس طيني في ( مبحث راب ع ) وب دائل العقوب ة في ظ ل ق انون اص الاح االح داث رقم 16
لسنة ( 1954في مبحث خامس ) وبدائل العقوبات السالبة للحرية في األنظمة القنونية األخ رى في
5
المبحث األول
ونتن اول في ه ذا المبحث المع نى اللغ وي ،واالص طالحي للعقوب ة البديلي ه ،ومن ثم نتن اول
البدل والبَد ل والبديل في اللغة يعني العوض ،و َبَد ل -بدًال واْب َّد ل وبَّد ل الشيء غيره واتخذه
1
عوضا منه ،وبدل الشيء شيئا اخر جعله بدال منه فيقال مثال (بدل اهلل الخوف امنا).
يمكن تعريف العقوبة البديلة بأنها فرض عقوبة غير سالبة للحرية ضد المحكوم عليهم .وق د
عرفها البعض بأنها مجموعة من البدائل التي يتخذها القاضي تتمثل في ابدال عقوبة السجن بخدمة
يؤديه ا الس جين لفئ ة من فئ ات المجتم ع،او لموق ع خ يري،او االلتح اق بمرف ق تعليمي يس تفيد من ه
يقول الدكتور كامل السعيد في تعريفه للعقوبه البديله (ال يختلف تعريف العقوبة البديلة عن
تعريف العقوبة االصلية من حيث كونها عقوبة يفرضها الشارع الجزائي على من ارتكب الجريمة
او ساهم فيها بدال من العقوبة االصلية المتمثلة في الحبس لمدة قصيرة الهدف منها هو الحيلولة دون
من يحكم عليه بها دخول السجن ،او مركز االص الح ،فهي تخض ع لكاف ة المبادئ التي تخض ع لها
منجد الطالب.فؤاد افرام البستاني .الطبعه الثامنة والثاالثون .دار المشرق .ش م م .صفحة 25 1
6
وقد عرفها اخرون بأنها قيام المحكوم عليه بعمل دون أجر موجه لفائدة عامة الشعب بدال
من وضعه في المؤسسة العقابية؛ اذا توفرت شروط معينة حددها القانون ،اوهي استخدام عقوبات
غير سجنية بدال من العقوبات الس جنية .1وق د عرفه ا اخ رون بأنه ا الج زاءات االخ رى ال تي يض عها
المشرع امام القاضي لكي تحل بصبغة ذاتية او موازية محل العقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة،
فهي تف ترض اذا اتخ اذ االج راءات الجنائي ة وص دور حكم من القض اء ،ولكن ب دال من ص دور ه ذا
الحكم بعقوبة سالبة للحرية ،فإنه يصدر بعقوبة او ت دبير اخ ر ال ينط وي على س لب حري ة 2المحك وم
علي ه ،ومثله ا وق ف تنفي ذ العقوب ة المنص وص علي ه في الم ادة 284من ق انون االج راءات الجزائي ة
الفلسطيني رقم 3لسنة ،2001وتحويل عقوبة الحبس للغرامة المنصوص عليها في الم واد 2\26
و 2\100من ق انون العقوب ات االردني رقم 6الس نة 60الس اري في فلس طيني؛ اذا لم ت زد م دة
العقوبة عن ثالثة اشهر فيما خال حالة التكرار بواقع نصف دينار عن كل يوم على ان يكون القرار
شأن كافة المصطلحات في مجاالت العلوم االنسانية التي تتشعب فيها التعاريف لمصطلحاتها؛ اال
انها في النهاية تتفق في مضمونها على معنى واحد ،وهو ذات الشيء بالنسبة لمعنى العقوبة البديلة
االصطالحي؛ اذ انه وبالرغم من ان التعريفات لهذا المعنى قد تتشعبت؛ اال اننا في نهاية المطاف
نجدها قد اتفقت جميعها على انها احالل العقوبة البديلة أيا كان نوعها محل العقوبة االصلية السالبة
للحرية القصيرة المدة وفي كل الحاالت يكون الهدف منها تحقيق ذات هدف العقوبة االصلية ،وهو
وه و االم ر ال ذي ال ب د من خالل ه ان نس تطيع التوص ل الى تعري ف للعقوب ة البديل ة بأن ه :
(العقوب ة ال تي يفرض ها القض اء على المحك وم علي ه عوض ا عن العقوب ة االص لية الس البة للحري ة،
وال تي يجب ان تتف ق معه ا في اله دف ،وه و تحقي ق الزج ر الع ام والخ اص ،وان يك ون من ش أنها
ملتقى االتجاهات الحديثة في العقوبات البديلة .دكتور محمد عبد اهلل ولد محمد الشنقيطي. 1
بدائل العقوبات السالبة للحرية قصيرة المدة -جاسم محمد راشد الخديم العنتلي -دار النهضة العربية سنة 2000م ص 2
.115
7
اص الح المحك وم علي ه وتأهيل ه) ولق د اتجهت السياس ة الجنائي ة الحديث ة في غالبي ة دول الع الم الى
االخ ذ به ذا النظ ام ،وق د عق د تحت رعاي ة االمم المتح دة العدي د من الم ؤتمرات ال تي ك ان ه دفها من ع
مختلف انحاء العالم حول هذا الموضوع ،ومن هذه المؤتمرات المؤتمر السابع لالمم المتحدة المنعقد
في ميالنو في عام 1985الذي اعتمد على وجوب اتخاذ كافة التدابير واالجراءات الناجع ة لمعالج ة
ظاهرة االكتظاظ لدى السجناء ،واالستعاضة بقدر المستطاع عنها بالتدابير البديلة ،وذلك من اجل
اع ادة تأهي ل ودمج االمحك وم عليهم في المجتم ع باعتب ارهم ج زء ال يتج زأ من النس يج االجتم اعي،
وذلك من اجل اعادتهم اعضاء فاعلين في المجتمع ،ففي توصيته رقم 16شدد على وجوب اتخاذ
الت دابير الالزم ة لعالج ظ اهرة تك دس الس جناء ،واالستعاض ة م ا امكن عن عقوب ة الس جن بالت دابير
البديل ة والمؤهل ة الع ادة دمج المحك وم عليهم في الحي اة االجتماعي ة كأعض اء ف اعلين ،واذ يؤك د ان
االجراءات التي ال تشترط الحبس تمثل طريقة انسانية لتسهيل جهود اعادة التأهيل التي تبذل بشأن
.1يوص ى ب أن تعم ل ال دول االعض اء على زي ادة جهوده ا الرامي ة الى الح د من االث ار الس لبية
للسجن.
.2يوص ي ال دول االعض اء ك ذلك بتك ثيف البحث عن الج زاءات المعقول ة ال تي ال تش ترط الحبس
ومن المفيد التأكيد كما سبقت االشارة اليه ان القضاء عندما يلجأ الى تقييد حرية المحكوم
عليه ،فإن ذلك يكون على خالف االصل العام وهو حرية االنسان ،وهو ال يقوم بذلك من اجل ايذائ ه
وانما من اجل المحافظة على النظام العام والحفاظ على حرية كافة افراد المجتمع ،وان هذا المبدأ
يشمل جميع العقوبات االخرى التي يلجأ اليها القضاء في بعض الحاالت.
يراجع في ذلك بهزاد علي ادم – مفهوم العقوبة البديلة -الموقع االلكتروني الحوار المتمدن . 1
8
لذلك فاننا نرى انه يمكن تعريف العقوبة البديلة بانها ابدال عقوبة غير سالبة للحرية بعقوبة
س البة للحري ة ينص عليه ا النظ ام الق انوني اذا ت وافرت ش روط معين ة يرج ع تق دير توافره ا لقاض ي
الموضوع.
9
المبحث الثاني
يثور التساؤل حول متى يتم االنتقال لتطبيق العقوبة البديلة بدال من العقوبة االصلية ؟
تتج ه كاف ة التش ريعات ان يك ون نط اق تط بيق العقوب ة البديل ة فق ط في العقوب ات االص لية
القص يرة الم دة ،وغالب ا م ا تتج ه ه ذه التش ريعات وخاص ة التش ريع الفلس طيني الى ان ال تزي د م دة
العقوب ة السالبة للحرية عن سنة ،وذلك كما جاء بنص المادة 284من ق انون االج راءات الجزائي ة
رقم 3لس نة 2001ال ذي اج از وق ف تنفي ذ العقوب ة ,والم واد 2\26و 100/2عقوب ات اردني لس نة
60ال تي اج ازت تحوي ل عقوب ة الحبس للغرام ة اذا ك انت العقوب ة الس البة للحري ة التزي د عن ثالث ة
اشهر.
والعقوبة السالبة للحرية المؤقتة (قصيرة المدة) هي التي ال يكون القصد منها العقاب بل ان
المص لحة العام ة تتطلب ان تك ون العقوب ة فيه ا موجه ة لالص الح ،وتتطلب العدال ة المطلق ة ان ال
تك ون مجلب ه للفس اد ويراعى فيه ا بقدر االمك ان ان الش خص الذي يخرج من الس جن بعد تنقيذ ه ذه
العقوبة ان ال يعود اليه مرة اخرى ،وحيث ان المجرم بالصدفة ال يصبح مجرما بالعادة لذلك فإن
- 1عقوب ة الحبس الس البة للحري ة المؤقت ة الم دة ب ان ال تزي د ه ذه العقوب ة عن س نة .وهي عقوب ة
اصلية في مواد الجنايات الجنح والغرامات في حالة ما اذا لم يدفع المحكوم عليه مبلغ الغرامة؛
اذ تستحيل الغرامة الى الحبس بواقع خمسمائة فلس لليوم الواحد على ان التتجاوز مدة الحبس
عن سنة واحدة وفقا لنص المادة 1\22عقوبات اردني رقم 16لسنة ،60ويمكن ان يكون في
م واد الجناي ات في االح وال ال تي تس تخدم فيه ا الظ روف التخفيفي ة المنص وص عليه ا في الم ادة
99/4ق ع اردني لس نة 60المطب ق في فلس طين اذا ن زلت المحكم ة بالعقوب ة لم دة س نة في
االحوال التي تكون فيها العقوبة االصلية االعتقال المؤقت واالشغال الشاقة المؤقتة اذا حكمت
بح دها االدنى الب الغ ثالث س نوات ( علم ا ان ح دها االعلى خمس ة عش ر س نة ) ،وذل ك وفق ا
10
الحكام المادة 20ع اردني لسنة 60لذلك فإن السرقة وفقا للمادة 404من ذات القانون والتي
عقوبته ا االش غال الش اقة المؤقت ة وهي من قبي ل الجناي ات اذا حكم بح دها االدنى وه و ثالث
س نوات فإن ه من الممكن اعم ال العقوب ة البديل ة بوق ف تنفي ذها وفق ا للم ادة ( )284من ق انون
االج راءات الجزائي ة اذا اس تخدم القاض ي الظ روف المخفف ة وطب ق الم ادة 4 /99اردني لس نة
وأي ا ك ان االم ر ،ف إن الحبس وفق ا للم ادة 21من ق انون العقوب ات رقم 16لس نة 60تع ني
(وضع المحكوم عليه في احد سجون الدولة المدة المحكوم بها عليه وهي تتراوح بين اسبوع وثالث
وينبغي التنبي ه الى ان م دة الحبس تب دأ من ت اريخ ب دء حبس المحك وم علي ه على ان يخص م
-2الحبس التك ديري وه و المنص وص علي ه في الم ادة 23اردني لس نة ،60وال تي ج اء فيه ا
(تتراوح مدة الحبس التكديري بين اربع وعشرين ساعة واسبوع وتنفذ في المحكوم عليهم في
اماكن غير االماكن المخصصة بالحكوم عليهم بعقوبات جنائية او جنحية ما امكن).
ويلج أ القاض ي ع ادة لعقوب ة الحبس التك ديري كعقوب ة للجنح المنص وص عليه ا في الم ادة
471/1والتي جاء فيها (يعاقب بالعقوبة التكديرية كل من يتعاطى بقصد الربح مناجاة االرواح او
التن ويم المغناطيس ي او التنجيم او ق راءة الك ف او ق راءة ورق ة اللعب وك ل م ا ل ه عالق ة بعلم االغيب
-3الغرامة ال غرابة اذا قلنا ان العقوبة السالبة للحرية قد تكون بديال عن الغرامة في االحوال التي
يستنكف فيها المحكوم عليه عن دفع قيمة الغرامة؛ اذ يحبس عن مقابل كل خمس مائة فلس يوم
واحد بشرط ان ال تزيد هذه المده عن سنه ذلك اذ ان الغرامة وفقا لتعري ف المادة 22عقوبات
اردني لسنه ( 60هي الزام المحكوم عليه بان يدفع الى خزينه الحكومه المبلغ المقدر في الحكم
وهي ت تراوح بين خمس ه دن انير وم ائتي دين ار اال اذا نص الق انون على خالف ذل ك -1 :اذا لم
11
ي ؤدي المحك وم علي ه بالغرام ة المبل غ المحك وم ب ه علي ه يحبس في مقاب ل ك ل خمس مائه فلس او
كسورها يوما واحد على ان ال تتجاوز مدة الحبس في هذه الحالة سنه واحد -2وعندما تصدر
المحكمة قراراه ا بفرض غرامه ينص القرار المذكور نفسه على وجوب حبس المحكوم عليه
الم ده ال تي تقاب ل الغرام ة المفروض ه بالنس به المق رره في الفق ره الس ابقه عن د ع دم تأديته ا وفي
حالة عدم النص تستبدل الغرامة بقرار خاص تصدرة النيابة العامة. ).
12
المبحث الثالث
اهداف العقوبة
وفي هذا المبحث سنتناول تعريف العقوبه وخصائصها في (مطلب أول) ،والعقوبه البديله وما يشتبه
وفي ه ذا المطلب س نتناول بالدراس ه تعري ف العقوب ه في (ف رع أول) ،وخص ائص العقوب ه
لم يرتأي المشرع تعريف العقوبة ،وانما ترك امر هذا التعريف للفقه والقضاء الذي لم يتفق
ح تى االن على تعري ف واح د ج امع وم انع لمع نى العقوب ة ،وق د تش عبت االراء قي ه ذا الص دد فق د
عرفه ا اس تاذنا المرح وم ال دكتور محم ود نجيب حس ني على انه ا (الج زاء ال ذي يح دده الق انون
ويفرض ه القاض ي من اج ل الجريم ة ويتناس ب معه ا) بينم ا عرفه ا البعض بأنه ا (ج زاء يوق ع باس م
المجتم ع تنفي ذا لحكم قض ائي على من يثبت مس ؤوليته عن الجريم ة) في حين عرفه ا اخ رون (بأنه ا
جزاء يوقع باسم المجتمع تنفيذا لحكم قضائي على من تثبت مسؤوليته عن الجريمة).
ام ا نحن فإنن ا نرى ان العقوب ة(هي الج زاء المحدد الم دة الذي يفرض على المحكوم علي ه
نتيجة ثبوت مخالفته ألحد نصوص قانون العقوبات بموجب حكم قضائي مبرم وذلك تحقيقا للردع
العام والخاص)
13
الفرع الثاني :خصائص العقوبه واهدافها
.1ان تك ون ه ذه العقوب ة مؤلم ة وقاس ية وه ذا ام ر ض روري لتحقي ق ه دف ال ردع الع ام والخ اص
وارضاء ردة فعل المجتمع تجاه الجريمة وارضاء الرأي العام والمجتمع الذي انتهكت احدى
محارمه وهي على هذا الصعيد يجب ان تكون مؤدية لالصالح والتأهيل اذ يجب ان تؤدي الى
ايالم الج اني ودفع ه باتج اه التخلي عن قيم ه الفاس دة من اج ل قيم اخ رى تك ون ص الحة ب دال من
ه ذه القيم الفاس دة وهي تحم ل في معناه ا تهدي ده بع دم الع ودة الرتك اب ه ذه الجريم ة او غيره ا
وهو ما يسمى الردع الخاص وحمل غيره على االتعاظ بما القاه هذا المحكوم عليه من عناء
.2االحتق ار ال ذي يالقي ه المحك وم علي ه فهي ت ودي الى احتق اره وتجعل ه في حال ة ي رثى له ا في
المجتم ع ال ذي ينتمي الي ه ،والعقوب ة هي انعك اس لم ا تنط وي علي ه العقوب ة من ل وم واس تهجان
اجتم اعي يوج ه الى المحك وم علي ه؛ اال ان ه ذا االحتق ار يجب ان ال يص ل الى ح د امته ان
الكرام ة االنس انية للمحك وم علي ه ،وه ذا يتحق ق عن دما تمث ل العقوب ة الج زاء الع ادل؛ ل ذلك فإن ه
يجب ان نس تنكر ك ل عقوب ة تمتهن الكرام ة االنس انية للمحك وم علي ه او تج رح الش عور الع ام
للمجتمع ،والمحكوم عليه بالرغم من اجرامه فانه ال يزال يتمتع بصفتين وهما حق المواطنة
وانس انيته ،وفيم ا بين ه اتين الص فتين او الحقين يوج د حق وق انس انية يجب االع تراف به ا
للمحكوم عليه ذلك ان اصالحه وتأهيله يتطلب ان يترسخ لدى المحكوم عليه بان االجرام هو
امر غير الئق؛ الن ذلك هو الهدف من االصالح والتأهيل داخل السجون وهو ما دعى بعض
ال دول الى تغي ير اس م الس جون الى اس م مراك ز االص الح والتأهي ل كم ا ه و الح ال في دول ة
فلس طين ال تي اص درت الق انون رقم 6لس نة 1998بش أن مراك ز االص الح والتأهي ل حيث
ان اطت الم ادة الثاني ة من ه ب وزير الداخلي ه ص الحية انش اء مراك ز االص الح والتأهي ل ،وذل ك
الستيعاب االشخاص المحبوسين تنفيذا الي حكم صادر من محكمة جزائية او خاصة او موقوفا
تحت الحفظ القانوني او أي شخص يحال الى المركز تنفيذا الجراء حقوقي.
14
ذل ك ان غ رض العقوب ة ه و تأهي ل المحك وم علي ه الس ترداد مكانت ه الالئق ة في الش ريحة
االجتماعية التي ينتمي اليها ،واعداده الستعادة ثقته بنفسه حتى يترسخ في ذهنه ان االجرام هو عمل
غير الئق وال يتأتى ذلك اال باحترام كرامته االنسانية ،وينبني على ذلك عدم االعتراف باية عقوبة
ال تقبل التدرج والتجزئة حتى يستطاع تحديد مقدارها بحيث تناسب ظروف الحالة التي توقع فيها.
.3ان يكون فرض هذه العقوبة من القضاء وهذه ضمانة رئيسية للمحكوم عليه ،والمجتمع وذلك
بالنظر الى ان القضاة هم االشخاص الذين يحوزون على ثقة المجتمع في توقيع العقاب العادل،
وذل ك بفض ل م ا يمت ازون ب ه من علم ق انوني وخ برتهم القض ائية واالس تقالل والنزاه ة ال تي
يف ترض ان يتمتع وا فيه ا ،وعلي ه فإن ه ال يج وز ان ين اط برج ال االدارة كالمح افظين او والة
االق اليم او الفن يين والخ براء مس ؤولية ف رض العقوب ات وتقريره ا او تص ديرها ألن ذل ك يخ رج
.4ولع ل اهم خص ائص العقوب ة ه و تحدي د م دتها س واء من حيث كيفيته ا ،او كمه ا والمك ان
المخصص لتنفيذها من قبل المحكوم عليه؛ الن الغرض كما قلنا من العقوبة هو تحقبق الردع
الع ام والخ اص؛ ل ذك وجب لزام ا تحدي د م دة العقوب ة ال تي يمكن من خالله ا الوص ول له ذا
الغرض.
قلنا ان العقوبات البديلة هي العقوبة التي يفرضها القضاء ،على المحكوم عليه عوضا عن
العقوب ة األص لية الس البة للحري ة ،وال تي يجب ان تتف ق معه ا في اله دف في تحقي ق ال ردع الع ام
والخ اص ،وان يك ون من ش انها اص الح المحك وم علي ه وتأهيل ه ،ولم ا ك انت التش ريعات القانوني ة
المعاصرة تعرف انظمة قانونية قد تشتبه مع نظام بدائل العقوبات السالبة للحرية قصيرة المدة ،ف ان
مقتض يات ه ذا المطلب تقتض ي دراس ته في ف رعين نتن اول فيهم ا ب دائل ال دعوى الجنائب ة في (ف رع
15
على ضوء تعريفنا للعقوبات البديلة ،فأننا نستنتج من هذا التعريف انها اي العقوبات البديله
يجب ان تح ل بص فة ذاتي ة أو موازي ه مح ل العقوب ات الس البه للحري ه ،فهي تف ترض ان كاف ة
االجراءات الجنائية قد اتخذت في الدعوى ،وان الحكم قد صدر بها فال وجه لتطبيق العقوبة البديلة
قبل صدور حكم من المحكمة المختصة بعقوبة معينة وسالبه للحريه على النحو الذي بيناه سالفا؛ اما
اذا صدر بأي نوع من انواع العقوبات االخرى ،فانه المجال لتطبيق هذه العقوبات كما لو صدر
الحكم بتقيد حريه المحكوم عليه بان كان بفرض اقامة جبرية علية او اخضاعه لمراقبه البوليس،
فه ذه العقوب ات هي مقي ده للحري ه وليس ت س البه للحري ه ،وبالت الي فانه ا ال تخض ع لنظ ام العقوب ات
البديل ة .كم ا ان ه ذه العقوب ة يجب ان تك ون مح دودة الم ده وه ذا يس وقنا للتفرق ة بين ب دائل العقوب ة
وبدائل الدعوى الجنائية حيث ،تفترض االخيره عدم اتخاذ االجراء الجنائي اصال .ولعل اهم االمثلة
على ذلك في التشريع الفلسطيني ماهو معروف باسم التصالح الجزائي الذي نظمت ه المواد 16و17
و 18من قانون االجراءت الجزائية الفلسطيني رقم 3لسنة ،2001حيث حاء بنص المادة 18من
ه ذا الق انون(وتنقض ي ال دعوى الجزائي ة ب دفع مبل غ التص الح وال يك ون ل ذلك ت اثير على ال دعوى
المدنيه) .وهو االمر الذي عالجه المشرع كذلك في المادة 52عقوبات اردني لسنة 60والتي جاء
فيها (أن صفح المجني عليه يوقف الدعووى وتنفيذ العقوبات المحكوم بها والتي لم تكتسب الدرجة
القطعب ة اذا ك انت اقام ة ال دعوى تتوق ف على اتخ اذ ص فة االدع اء الشخص ي) .ومن االمثل ة على
الدعاوى التي تتوقف على اتخاذ صفة االدعاء الشخصي جرائم الذم والقدح والتحقير اذ نصت عليها
الم ادة 364عقوب ات لس نة 60وال تي ج اء فيه ا( :وتتوق ف دع اوى ال ذم والق دح والتحق يرعلى اتخ اذ
المعتدى عليه صفة االدعاء الشخصي) .اذ انه لما كانت الحكمة من تعليق مباشرة الدعوى الجنائية
على شكوى هو ان يقدر المجني عليه ما اذا كان من صالحه اتخاذ االجراءت ضد الجاني ،ام من
الخ ير ل ه الس كوت عم ا وق ع من ه وه و م ا يس تتبع ان يمنح الش اكي ح ق التن ازل عن ش كواه في اي ه
مرحل ة من مراح ل ال دعوى ح تى يص در فيه ا حكم نه ائي؛ الن في اس تمرار نظره ا او مباش رة
االجراءت تفويت الغرض الذي ابتغى المشرع تحقيقه من النص السابق .1وال شك ان من اهم ب دائل
الدعوى الجنائية هو ازالة وصف الجرم عن الفعل ،والعفو الع ام اخذ به قانون االجراءت الجزائية
د .حسن صادق المرصفاوي – اصول االجراءات الجنائية – منشأة المعارف في االسكندريه سنه 2007صفحة .99 1
16
الفلس طيني رقم 3لس نة 2001ال ذي نص في الم ادة 9فق ره 1وفق ره 2من ه على ان ه (تنقض ي
.2العفو العام.
وهو االمر الذي عالجه كذلك قانون العقوبات رقم 16لسنة 60والذي جاء في المادة 50
منه مايلي:
)2يزيل العفو العام حالة االجرام من اساسها ويصدر بالدعوى العمومية قبل اقترانها بحكم وبعد
الحكم به ا بحيث تس قط ك ل عقوب ة اص ليه ك انت ام فرعي ه ولكن ه ال يمن ع من الحكم للم دعي
ومم ا تج در االش ارة الي ه بان ه ينبغي التمي يز بين م ا اذا ك ان العف و ق د ص در اثن اء الس ير
بالدعوى الجنائية ،فان ذلك يعتبر من قبب ل بدائل الدعوى الجنائية .وبين اما اذا صدر بعد صدور
الحكم بعقوب ة معين ة ،فان ه اليعت بر من ب دائل ال دعوى الجنائي ة وال من ب دائل العقوب ه ،فه و ليس من
بدائل الدعوى الجنائيه؛ النه يكون قد صدر بعد صدور حكم في الدعوى ،كما انه ال يعتبر بديال عن
العقوبه؛ النه يعفي المحكوم عليه منها ،لكن يمكن ان يكون من بدائل العقوبة السالبة للحرية اذا كان
مقرونا بالتزامات معينه يجب على المحكوم عليه القيام بها مثل وضعه تحت مراقبة البوليس حتى
نهاي ة م دة العقوب ة المق ررة في الحكم ،واذا لم يكن مقرون ا ب اي ال ترام ،فان ه اليعت بر ب ديال للعقوب ة
السالبة للحريه الن به تنقضي العقوبة ،وق د ياتي العفو بحيث يخفض المدة .وفي النتيج ة قد تكون
نهاية العفو ابدال ما تبقى بعد العفو من العقوبة بعقوبة اخرى .وتمثل بدائل الدعوى الجنائية اخر
17
يتضح لنا مما سبق الفرق الواضح بين بدائل العقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة ،وبدائل
الدعوى الجنائية ،فاألولى هدفها احالل اجراءات وتدابير اخرى محل العقوبة السالبة للحرية ،فهي
تف ترض مباش رة االج راءات الجنائي ة على العكس من ب دائل ال دعوى الجنائي ة ال تي ته دف الى ع دم
اننا نستننتج مما تقدم ان نظامي بدائل الدعوى الجنائية ،وبدائل العقوبة قصيرة المدة وان
اشتركا في بعض االسباب المؤدية اليهما ،ولعل اهمها فشل النظام الجزائي في مكافحة الجريمة؛ اال
انهم ا يفترق ان من حيث تفاص يل ه ذه االس باب ،فب دائل العقوب ة دعي الى تطبيقه ا بس بب االث ار
االجتماعي ة واالقتص ادية والفردي ة الس يئة ال تي ت ترتب على تنفي ذ العقوب ات االس البة للحري ة قص يرة
المدة.
وبدائل الدعوى الجنائية ترجع الى ثبوت عدم فاعلي ة االجراء الجنائي ،وهو االمر الذي
نتوصل من خالله الى ان بدائل الدعوى الجنائية اكثر اتساعا وشموال وعمومية من بدائل العقوبة
الس البة للحري ة؛ اذ ان االخ يرة تنص ب على عقوب ة محددة وتتج ه الى اس تبعادها ،ام ا ب دائل الدعوى
فهي تف ترض تجنب االج راء الجن ائي وتج نيب الج اني ص عوبة االج راء ،واالخ ذ بي د الض حية ال ذي
من الثابت لنا جميعا ان االصل في االنسان البراءة حتى تثبت ادانته بحكم نهائي .و حقيقة
هذه القاعدة ان ال يجازى الفرد عما اسند اليه ما لم يصدر ضده حكم بالعقوبة من جهة ذات والية
قانوني ة ،وم ع ه ذا فق د اج از المش رع المس اس بحري ة الف رد قب ل ان تثبت ادانت ه بحكم نه ائي ،وذل ك
بتقييدها بالحبس االحتياطي ،والمبررات التي اجاز المشرع فيها حبس المتهم احتياطيا يقوم اساسها
على اعتباره اجراء جوهريا وضروريا من اجراءات التحقيق االبتدائي وتتمثل اهمية هذا االجراء
في انه اجراء أمن من اجراءت التحقيق وفيه يتحقق ضمان تنفيذ الحكم ،فكون الحبس االحتياطي فيه
اجراء أمن؛ فإن فيه ارضاء جزئي لشعور المجني عليه ،وبالتالي فهو وسيلة المتصاص غضبه بل
18
هو حماية للمتهم نفسه من االعتداء عليه كردة فعل عن الجريمة التي قارفها ،وهوى اجراء تحقيقي
يجع ل المتهم دائم ا في متن اول هيئ ة التحقي ق فيمكن من خالل ه في أي وقت اس تجوابه او مواجهت ه
بمختل ف الش هود وه و ام ر يس اعد في انج از االج راءات الجنائي ة والوص ول الى الحقيق ة لمج ازات
فاعل الجريمة ،واخير فإنه اجراء ضروري لضمان تنفيذ العقوبة اذا ما صدر حكم باالدانة ضده
فه و ض مانة لع دم ه روب المتهم ،وفي ه ذه االص ورة غلب المش رع مص لحة المجتم ع على مص لحة
الف رد ،والحبس االحتي اطي يعت بر المس اعد الض روري ال ذي ال ب د من ه في كث ير من الجناي ات ان لم
يكن كلها.
وهو يعتبر من اهم واخطر االجراءات التي تتخذها سلطة التحقيق نظر ألنه يؤدي الى سلب
حرية المتهم بينما االصل في سلب الحرية انه اجراء جنائي ال يتخذ اال بموجب حكم قضائي واجب
التنفي ذ .من هن ا تع الت االص وات س واء من رج ال الفق ه الق انوني ومن منظم ات المجتم ع الم دني
بضرورة وضع ضوابط تحد من االسراف في استخدام هذا االجراء من قبل سلطة التحقيق.
ولاغ رو وال عجب من ه ذه االرهاص ات واالهتمام ات؛ الن الحبس االحتي اطي انفلت من
عقاله واصبح امر من اوامر التحقيق واسرف فيه وسيء استخدامه حيث ان المدعي العامي في ظل
في ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة الملغي رقم 9لس نة -1961وال ذي اس تمر العم ل ب ه في
فلسطين حتى العام 2001بصدور قانون االجراءت الجزائية رقم 1لسنة -2001منح صالحية
توقيف المتهم بدون رقابة قضائة فقد كانت المادة 114منه تنص على انه (بعد استجواب المشتكى
عليه يجوز للمدعي العام ان يصدر بحقه مذكرة توفيف لمدة ال تتجاوز خمسة عشره يوما اذا كان
الفعل المسند اليه معاقبا عليه بالحبس او بعقوبة اشد منه ويجوز عند الضرورة تمديد هذه المدة من
وهو االمر الذي يبدو منه جليا ان صالحية التوقيف وتمديد التوقيف كانت ممنوخ للمدعي
العام بدون ادنى رقابة قضائية االمر الذي منحه سلطة واسعه وتحكمية في مسالتي التوقيف وتمديد
التوقيف .وقد استمر العمل بهذا االجراء المنصوص عليه في المدة انفة الذكر
19
الى ان صدر قانون االجراءت الجزئية الفلسطيني رقم 3لسنة ,2001فاخضع امر الحبس
االحتياطي لقاضي الصلح ابتداء بتوقيف المتهم لمدة خمسة عشرة يوما قابله للتجديد على ان التزيد
كام ل الم ده عن 45يوم ا ،فق د نص ت الم ادة من ه 119على ان ه (اذا اقتض ت اج راءات التحقي ق
استمرار توقف المقبوض عليه اكثر من اربعه وعشرين ساعة فلوكيل النيابة
ان يطلب من قاضي الصلح تمديد التوقيف لمدة التتجاوز خمسة عشر يوما قابلة للتجديد
وقد نصت المادة 1\120كذلك ( .......كما يجوز له تجديد توقيفه مددا اخرى التزيد في مجموعها
على خمسة واربعين يوما ) .واذا اقتض ت اجراءات التخقيق تمديد توقيفه لمدة اطول فقد اجازت
الفق رة الثاني ة من ه ذه الم ادة تق ديم طلب من الن ائب الع ام او اح د مس اعديه لمحكم ة البداي ة لتمدي د
توقيف المتهم على ان التزيد مدة التوقيف عن 45يوما ،وقد اجازت الفقرة الثالثة جواز تمديد هذه
الم دة م رة اخ رى؛ اال ان الفق رة الرابع ة لم تس مح ب ان تزي د مجم وع ه ذه الم دد مض افا اليه ا م دة
التوقيف لدى محكمة الصلح عن ستة اشهر واالفراج عنه فورا اذا لم تتم احالته للمحكمة المختصة،
وق د اش ترطت الفق رة الخامس ة ع دم ج واز ان تزي د م دة التوقي ف ب اي ح ال من االح وال عن الم دة
المقررة للعقوبة.
وعليه فانه يمكن تعريف الحبس االحتياطي بانه :اجراء من اجراءت التحقيق اال انه ليس
اجراءا يستهدف البحث عن دليل وهذا يجعله في عداد امر من اوامر التحقيق التي تستهدف تامين
االدلة 1على عكس العقوبة البديلة التي هي ابدال عقوب ة س جنية ب اخرى غ ير س جنية اذ انه ا تف ترض
ام ا في ا يتعل ق بالت دابير البديل ه للحبس االحتي اطي فق د عالجته ا الم ادة 130من ق انون
( )1اشترطت عدم جواز االفراج عن المتهم قبل تع يين محل اقامة له في نطاق المحكمة المختصة
بنظر دعواه.
الحبس االحتياطي وبدائله – المستشار فرج علواني هليل – دار المطبوعات الجامعية – سنة 2007ص.9 1
20
فقد جاء فيها انه (االيجوز االفراج عن المتهم بكفالة اال بعد ان يعين محال له في الجهة التي
وعلي ه فان ه اذا ت وافرت ش روط معين ة ل دى المحكم ة المختص ة فله ا ان تس تبدل الحبس
أ .سند تعهد اما ان يكون عدليا ويسمى كفالة عدليه يكفل فيه شخص مقتدر حضور المتهم كافة
ويصادق على توقيعه ومالءته رئيس الغرفة التجارية ومن ثم يصادق على توقيع الكفيل كاتب
العدل الواقع في منطقة نطاق المحكمة المختصة ،وقد يكون هذا السند هو تعهد موقع من الكفيل
فقط ودن اتباع االجراءت السابقة ،وذلك لقاء مبلغ معين يلتزم الكفيل بدفعه اذا هو لم يتمكن من
احضار المتهم لدى النيابة العامة او المحكمة المختصة بعد احالة الدعوى اليها
ب .ويج وز للمحكم ة ان تس مح باي داع مبل غ م الي في ص ندوق المحكم ة ب دل من طلب الكفالء وه و
مايسمى بالكفالة النقدية كبديل للحبس االحتياطي .وقد نظمت هذه الوسيلة من وسائل االفراج
كبديل عن الحبس االحتياطي المادة 139من قانون االجراءت الجزائية والتي جاء فيها:
( )1يجب على ك ل ش خص تق رر االف راج عن ه بكفال ة ان يوق ع س ند تعه د ب المبلغ ال ذي ت راه
- )2يجوز للمحكمة ان تسمح بايداع مبلع بقيمة سند التعهد بدال من طلب الكفالء ،ويعتبر هذا
لق د اخ ذ ق انون االج راءت الجزائي ة الفلس طيني في الم ادة 140من ه به ذا النظ ام كب ديل عن
الحبس االحتياطي ،فقد ال يكون هناك بمقدور المتهم ان يوفي بالكفالة المالية التي تطلبتها المحكمة
21
كم ا ان ه ق د يتع ذر علي ه ايج اد ش خص يتعه د بالوف اء به ا عن د اخالل المتهم بااللتزام ات المفروض ة
علي ه ،وب ذات ال وقت تج د المحكم ة المختص ة ب االفراج ان بقاء المتهم محبوس ا الض رورة ل ه ،ولكن
ومع ذلك ورغبه في سير االجراءت بطريقها الطبيعي دون خلل او تعطيل ،فقد تجد ان االمر ربما
يتطلب ض مانا لمث ول المتهم ام ام جه ة التحقي ق او ام ام المحكم ة المختص ة كلم ا دعت الحاج ة الى
ذلك ،فتجد ان هذا الضمان يتحقق بالزام المتهم بان يقدم نفسه في فترات محدودة تحددها المحكمة
بامر االفراج الى مقر الشرطة الذي تعينه المحكمة بقرارها وفقا لظروف الدعوى.
كما انه ومن حهة اخرى ،فان االفراج المؤقت عن المتهم الذي اسندت اليه مقارفته للجريم ة
وبقاؤه مقيما في منطقة الحادث قد يؤدي الى اثارة الشعور ،سيما لدى ذوي المجني عليه مما قد ينتج
عنه زعزعه االستقرار واالمن والنظام العامين فيقتضي االمر من المحكمة اختيار مكان اخر غير
ه ذا المك ان ليقيم في ه المحك وم علي ه ،وال ض ير من ان ت راعي المحكم ة بع د اخ ذها بظ روف النظ ام
منه تغي ير المكان الذي وقعت فيه الجريمة ،وان السند التشريعي لهذا االجراء هو ما نصت عليه
المادة 140من قانون االجراءات الجزائية الفلسطيني والتي جاء فيها(يجوز للمحكمة اذا تبين لها ان
حاله المتهم ال تسمح له بتقديم كفاله ان تستبدل بها التزام المتهم بان يقدم نفس ه الى مركز الشرطة
في االوقات التي تحددها في امر االفراج مع مراعاه ظروفه ولها كذلك ان تطلب منه اختيار مكان
وه و م ايمكن تس ميته باالبع اد او النفي عن مك ان وق وع الجريم ة؛ اذ ان مقتض يات االمن او
النظ ام الع ام ومراع اة ش عور اه ل المج ني علي ه ق د تقتض ي ابع اده وخاص ة اذا تعل ق االم ر بقض ايا
القتل او أي قضية اخرى خطيرة على االمن والنظام العام قد تسلزم اتخاد مثل هذا االجراء كبديل
للحبس االحتياطي .وتعود مسالة تقدير هذه الخطورة للقاضي الذي ينظر امر االفراج.
اال ان ه وفي جمي ع االح وال تلغى الكفال ة ويع اد المتهم للحبس اذا خ الف ش روط الكفال ة ال تي
استبدل بها الحبس االحتياطي وذلك وفقا لنص المادة 147من قانون االجراءات الجزائية والتي جاء
22
فيه ا ( -1اذا ثبت مخالف ة الش روط المدرج ة في س ند الكفال ة او التعه د ج از للمحكم ة المختص ة :ان
تصدر مذكرة احضار بحق الشخص الذي افرج عنه او تقرر اعادة توقيفه).
نخلص مماتق دم ان ه اذا ك انت ه ذه هي الوس ائل البديل ة للحبس االحتي اطي ض من ق انون
االجراءات الجزائية الفلسطيني ،فحبذا لو تضمن هذا القانون اجراءات اخرى مثل:
رهن مسكنه ال يبارحه لمدة يحددها قرار المحكمة المختصة باالفراج ،ولعل هذا االمر وان
اسرته واهله يزوره من يشاء في أي وقت يشاء شريطة ان يكون ذلك في مسكنه .والمقصود
بالمسكن في معنى ق انون االج راءات الجزائي ة هو كل ما يتخذه الشخص مس كنا لنفس ه على
وجه التوقيت او الدوام بحيث يكون حرا امنا ال يباح لغيره دخوله اال بإذنه .وعلى ذلك فإن
كل مكان خاص يقيم فيه الشخص بصفة مؤقتة او دائمة هو مسكن ولو لم يكن مكتمال او لم
.2حظ ر ارتي اد المتهم ام اكن معين ة .واالم اكن المح ددة ق د يك ون مض مونها ع دم ارتي اد المتهم
الماكن يخشى من وجوده فيها؛ كأن يكون مصدر الخشية عبثه بأدلة الجريمة ،او ان يجتمع
م ع غ يره من قرن اء الس وء المحرض ين على الجريم ة ،او الت اثير على ش اهد ،او ان يخش ى
عليه ارتياد مكان وجود المجني عليه او احد اقاربه منعا من تداعيات معينه تتمثل في اثارة
ال رأي الع ام علي ه في ه ذا المك ان او ان ين ال من ه اح د ،فه ذا الت دبير ذو وجهين حماي ة ل ه
1
واحترازله.
وعلي ه فإنن ا ن رى ان مث ل ه ذا الت دبير يمكن ان ي ؤدي الى تحقي ق الغ رض من الحبس
23
المبحث الرابع
لقد اثبت التطبيق العملي للعقوبة وجود مساوئ كثير تنجم عن تنفيذ العقوبات السالبة للحري ة
قصيرة المدة ذلك ان فلسفة العقوبة تقوم على ركن اساسي هدفها اصالح المحكوم عليه واعادته الى
ج ادة الص واب والى المجتم ع انس انا س ويا ،وال ته دف لالنتق ام من ه ذل ك ان ظروف ا ادت ب ه الى
الجريمة ،وحيث ان عقوبة الحبس قصيرة المدة تؤدي الى انغماس المحكوم عليه بهذه العقوبة مع
اوساط من المحكوم عليهم موغلين في الجريمة دون وجود أية سوابق له ،فإنه كان من الحكمة عدم
الزج بهم داخل هذه االوساط من اجل تجنيبهم االختالط باشخاص على معرفة واسعة بالجريمة.
24
باالضافة الى ان هذه العقوبة من القصر بحيث ال تمكن ادارة مراكز االصالح والتأهيل من ادخال
المحك وم علي ه في اي ة ب رامج اص الحية؛ كم ا ان ج دوى ه ذه العقوب ة بتحقي ق ال ردع الع ام والخ اص
كم ا ان اللج وء الى ه ذه العقوب ة ي ؤدي بطبيع ة الح ال الى تقلي ل ع دد ال نزالء في مراك ز
االصالح والتاهيل مما يترتب عليه تحسين الظروف الصحية داخل ه ،وعدم تعرض المحكوم عليه
في ه ذا الن وع من العقوب ات لالم راض ال تي ق د تك ون منتش رة بين ال نزالء بس بب االختالط ،يض اف
الى ذلك ان هناك فائدة اقتصادية قد تجرها االدارة من تفعيل هذا النوع من العقوبات؛ اذ يترتب على
ذلك اخالء طرف االدراة من مسؤولية توفير الغذاء والكساء وما يلزمه من فراش للنوم اثناء فترة
محكومية المحكوم عليه ،وتلك مبالغ ليست بالبسيطة والتي يمكن ان يتم توفيرها ب ل بالعكس قد تدر
دخال على الخرينة اذا كان البديل تحويل عقوبة الحبس للغرامة.
وغني عن الذكر ان ه يجب ان ال يك ون ه ذا الس بب االقتص ادي هو الس بب الوحيد العم ال
للعقوبة البديلة ،وانما دائما يجب ان نأخذ في االعتبار تحقيق العقوبة للردع العام والخاص .وعليه
ونتيجة لمساوئ تنفيذ العقوبة االصلية قصيرة المدة ،وبذات الوقت وجراء العوامل االيجابية التي
يمكن تحقيقها من تفعيل نظام العقوبة البديلة والتي اشرنا اليها انفا ،فقد ثار البحث اليجاد عقوبات
بديل ة للعقوي ة الس الية للحري ة مؤقتت ة الم دة ،وق د اتج ه الفك ر التقلي دي ال ذي ينتمي الي ه التش ريع
وال تي نتناوله ا في ثالث ة مط الب في المطلب األول نبحث في الغرام ة ،والمطلب الث اني
وقف تنفيذ العقوبة ،وفي المطلب الثالث العمل للمنفعة العامة كبدائل للعقوبة السالبة للحرية قصيرة
تعت بر الغرام ة ب المعنى ال ذي تعرض نا ل ه انف ا عقوب ة ،فهي ب ذلك تختل ف عن التعويض ات
وعن الشرط الجزائي ،وهي تختلف كذلك في هذه الدراسةعن الغرامات المالية والمدنية فهي عقوبة
25
وال يحكم بها اال بمقتضى نص النه ال جريمة والعقوبة اال بنص فال يحكم بها االبعد ثبات مسؤولية
1
الحاني عن جريمة اقترفها.
وكن ا ق د قلن ا ان الم ادة ()22ع رقم 16لس نة 60تع ني ال زام المحك وم علي ه ب ان ي دفع الى
خزينة الحكومة المبلغ المقدر في الحكم وهي تتراوح بين خمسة دنانير ومائتي دينار اردني اال اذا
نص الق انون خالف ذل ك) .كم ا ان هن اك الغرام ة التكديري ة ال تي نص ت عليه ا الم ادة 24من ذات
القانون والتي جاء فيها (تتراوح الغرامة التكديرية بين نصف دينار وخمسة دنانير).
والغرام ة في ق انون العقوب ات رقم 16لس نة 60هي عقوب ة اص لية او عقوب ة تكميلي ة وال
كعقوب ة اص لية في المخالف ات والجنح ال تك ون تبعي ه والغرام ة في المخالف ات هي الغرام ة العادي ة.
ولم يعد الشارع يقرر الحبس على المخالفات وهي في الجنح ذات اهمية كبيرة ،فقد يقررها القانون
في جنح غ ير هام ة مث ل جريم ة اس تيفاء الح ق بال ذات ،وال تي نص عليه ا المش رع في الم ادة 223
عقوب ات لس نه 60وال تي ج اء فيه ا (من اس توفى حق ه بنفس ه وه و ق ادر على ان يراج ع في الح ال
السلطه ذات الصالحية عوقب بغرامه ال تتجاوز 10دنانير) ،وقد يقررها الى جانب الحبس كعقوبة
وجوبي ة او جوازي ة ،وق د يقرره ا م ع الحبس على س بيل التخي ير مث ال ذل ك م ا نص ت علي ه الم ادة
428ع اردني لسنة 60والتي جاء فيها (كل من استعمل او اقتنى في مخزنه او دكانه او في عربات
ال بيع او غيره ا من االم اكن المع دة للتج ارة عي ارات او مكايي ل او غيره ا من ع دد ال وزن والكي ل
تختل ف عن العي ارات والمكايي ل المعين ة في الق انون او غ ير موس ومة يع اقب ب الحبس ح تى اس بوع
وبالغرام ة حتى خمس ة دنانير او باح دى ه اتين العقوتين) فالمش رع منح القاض ي ان يحكم بالغرام ة
وقد يقرر الشارع الغرامة كعقوبة تكميلية الى جانب العقوبة السالبة للحرية ،واكثر ما يفعل
ذلك في الجنايات التي يكون دافع ارتكابها باعث االثراء غير المشروع ويريد المشرع فيها ان يثبت
جندي عبد الملك – الموسوعة الجنائية – المجلد الخامس – الطبعة االولى – مطبعة االعتماد – سنة – 1942ص 109 1
د -حامد الشريف التعليق على قانون العقوبات الجزء االول – الطبعة االولى – المكتبة العالمية ص263 2
26
للجاني ان ما ناله هو النقيض مما كان يستهدفه من االثراء من جريمته مثال ذلك الرشوة واختالس
االموال العامة ،وهذا ما نصت عليه المادة 1\174ع اردني لسنة 60والتي جاء فيها (كل موظف
عمومي ادخل في ذمته ما اوكل اليه بحكم الوظيفته امر ادارته او جبايته او حفظه من نقود واشياء
اخ رى للدول ة او الح د الن اس ع وقب باالش غال الش اقة المؤقت ة وبغرام ة تع ادل قيم ة م ا اختلس)
والغرامة من حيث تحديد مقدارها نوعين عادية ونسبية والغرامة العادية هي التي تكون محددة في
مقدارها ومعروفة في حديها االقصى واالدنى بنص القانون ،ومثالها نص المادة 417ع اردني لسنة
60التي جاء فيها كل من حمل الغير على تسلميه ماال منقوال او غير منقول او اسنادا تتضمن تعهدا
او اب راءة فاس تولى عليه ا ...3...2.......1ع وقب ب الحبس من ثالث ة اش هر الى ثالث س نوات
وبالغرامة من خمسة دنانير الى خمسين دينارا) ،والغرامة المنصوص عليها في هذا النص هي من
قبيل الغرامة العادية فحدها االدنى خمسة دنانير في حين حدها االعلى خمسون دينار.
ام ا الغرام ة النس بية فهي ال تي ال يك ون مق دارها مح ددا وانم ا يبقى ذل ك من اختص اص
القض اء 1على اس اس الفائ دة ال تي حققه ا الج اني ل ذلك ف إن ه ذا الن وع من الغرام ات يحتكم دائم ا
لظروف ومالبسات كل قضية أي حسب ما تنتجه من اضرار وما تحققه من فوائد ،ويرى الكثير من
الفقه اء والب احثون ان للغرام ة المالي ة دورا فع اال في تخليص الكث ير من المحك وم عليهم -ال ذين
وج دوا انفس هم في الس جن دون ان يك ون ل ديهم مي وال اجرامي ة مث ل المج رم بالص دفة -من االث ار
السلبية والمدمرة لنفسياتهم؛ كما انها تجنبه الوصمة الناجمة عن سجنه في المجتمع الذي يعيش فيه،
هذا باالضافة الى دور الغرامة الوقائي وما تخلقه في نفس المحكوم عليه من شعور بوجوب االبتعاد
عن الجريمة؛ ألن ذلك سوف يكلفه عبئا ماليا يتمثل في دفعه لمبلغ الغرامة ،باالضافة الى انه جزاء
يدر على الدولة عائدا ماليا بدال من ان يس تنزف وارداتها في سبيل االنفاق على المحكوم عليه من
مأكل ومشرب ومن ام ومصاريف صحيه خالل فترة وجوده في السجن؛ غير انه بالرغم من مزايا
ه ذا االج راء ف إن البعض ق د ع اب علي ه ب القول ان الغرام ات ال تك رس مب دأ المس اواة في التط بيق
بحيث ال ينجو من العقوبة السالبة للحرية اال من له القدرة على دفع الغرامة ،اما المعسر فإنه سوف
المستحدث من احكام الدوائر الجنائية – من سبتمبر 2004وحتى اكتوبر 2005اعداد صفوت عبد الحميد – ص – 197 1
وفقا لقانون العقوبات االردني رقم 16سنة 60بنظام تحويل عقوبة الحبس للغرامة (تبديل الحبس
بالغرام ة) وذل ك وفق ا لم ا ج اءبنص الم ادة 2\100عقوب ات لس نه 60وال تي ج اء فيه ا(اذا اخ ذت
المحك ة باالس باب المخفف ة لمص لحة من ارتكب جنح ة ،فله ا ان تخفض العقوب ة الى ح دها االدنى
الم بين في الم ادتين 21و 22على االق ل -2 .وله ا ان تح ول الحبس الى غرام ة او تح ول – فيم ا
خال حالة التكرار – العقوبة الجنحية الى عقوبة المخالفة -3يجب ان يكون القرار المانح لالسباب
بمع نى ان المش رع اعطى القاض ي ص الحية تخفيض العقوب ة لتص بح الحبس لم دة اس بوع
بحدها االدنى المنصوص عليه في المادة 21او تحويلها الى غرامة بحدها االدنى المنصوص عليه
في المادة ()22التي جاء فيها ان( :الغرامة هي الزام المحكوم عليه بأن يدفع الى خزينة الحكومة
المبل غ المق در في الحكم وهي ت تراوح بين خمس ة دن انير وم ائتي دين ار اال اذا نص الق انون خالف
ذلك. ).
اما المادة 21فقد جاء فيها ان الحبس (هو وضع المحكوم عليه في احد سجون الدولة المدة
المحكوم بها عليه وتتراوح بين اسبوع وثالث سنوات اال اذا نص القانون على خالف ذلك).
يتضح من هذين النصين ان المشرع قد منح القاضي حق النزول في العقوبة الجنحوية حتى
اس بوع ،ومنح ه ك ذلك تحوي ل ه ذه العقوب ة (تب ديلها بالغرام ة) ،او ان يحكم مباش رة في ه ذه الجنح ة
باعتباره ا مخالف ة ،ومنح ه بم وجب الم ادة 22ع لس نة 60ان يحكم بالغرام ة في ح دها االدنى وه و
خمسة دنانير .وعادة ما يأخذ القاضي وهو بصدد تبديل عقوبة الحبس بالغرامة ظروف المحكوم
علي ه االقتص ادية واالجتماعي ة وطبيع ة الجريم ة ال تي اقترفه ا ،ويأخ ذ في الحس بان دائم ا م ا اذا ك ان
المحك وم علي ه عائ دا الى ه ذه الجريم ة او اذا ت وافرت حال ة التك رار لدي ه .ولكن على ال رغم من
االيجابية التي يتميز بها هذا النظام؛ اال ان البعض احذ عليه انه يمكن المقتدر من دفع قيمة الغرامة
في حين ان غير المقت در س وف يحبس بواق ع يوم ا واح دا عن ك ل خمس مائة فلس على ان ال يتج اوز
ذلك الم دة المحكوم به ا اص ال قب ل التب ديل .االمر الذي يلقي بظالل من الش ك حول فاعلي ة الغرام ة
28
كب ديل عن العقوب ة االص لية م ا دام ان هن اك مج اال للع ودة الى تع داد اي ام الحبس مقاب ل التخل ف عن
دفع الغرامة ،وهو ما جعل البعض يشكك في جدواها كعقوبة بديلة ،كما ان هناك من شكك بأنها ال
تنطوي على أي انذار ،او بمعنى اخر فإنه ال يتحقق معها الردع العام و الخاص.
انن ا ن رى وعلى خالف ذل ك بانه ا تنط وي على االن ذار الن المف ترض ان القاض ي يق درها
وفقا للحالة الواقعية المعروضة عليه ،فهي شديدة االيالم بالنسبة لمن ال يملك المال وبالتالي فإنه قد
يضطر لالستدانة من اجل ادائها وذلك بحد ذاته يشكل ايالما ال بأس به بالنسبة له؛ اما ما قد يقال
الغرام ة بع د تب ديلها بالعقوب ة االص لية وفق ا للظ روف االقتص ادية للمحك وم علي ه ،فه و يس تطيع ان
يرفعها وفقا للنص القانوني بما يتالءم وظرف االغنياء من المحكوم عليهم ،وينزل بها وفقا لظروف
المع دمين ،وفي الح التين ن رى بأنه ا تحق ق ال ردع ال ذي ك ان من الممكن ان تؤدي ه العقوب ة االص لية؛
كما ان هناك االنذار الذي جاءت به المادة 100ع التي استثنت حاالت التكرار من التبديل ،فبديل
العقوبة لهو من العوامل المهمه في تحقيق الردع العام والخاص ،وانذار المحكوم عليه بأن تكراره
للجرم سوف لن يمنحه هذه الميزة ،وبهذه الحالة فإن الغرامة على هذا النحو سوف تؤدي الغرض
من الحبس وبذات الوقت تتجنب المساوئ الذي ينطوي عليه ،ومن حهة اخرى فا ان االكراه البدني
(الحبس) ال يتم اللجوء اليه بصفة حتمية ،فهو وسيلة تنفيذ يتم اللجوء اليها في حالة عجز المحكوم
علي ه عن دف ع مبل غ الغرام ة ،فه و وس يلة احتياطي ة قلم ا يتم اللج وء اليه ا وع ادة م ا يك ون في حال ة
العجز عن دفع مبلغ الغرامة وغالبا ما يلجأ المحكوم عليه لدفع الغرامة اذا كان مقابل ذلك هو سلب
حريته.
وجه للغرامة كعقوبة بديلة كثير من النقد وقيل ان لتطبيقها عيوب يمكن اجمالها بما يلي
29
-1ان الغرامة تتسم بعدم عدالتها فهي ال تنال من المحكوم عليه فحسب ،وانما تصيب باقي افراد
اس رته ألن الغرام ة هي اقتط اع من ال ثروة المش تركة ل ه وعائلت ه ،ويس تتبع ذل ك ان الغرام ة
تصيب اشخاصا لم يرتكبوا الجريمة اصال وهو ما يتنافى مع مبدأ شخصية العقوبة.
ولكن يؤخ ذ على ه ذا ال رأي ان ه ذا النق د ال يتعل ق بعقوب ة الغرام ة وح دها ،ب ل ان ه يتس ع
ليشمل العقوبات السالبة للحرية فمما ال شك فيه ان العقوبات السالبه ترتد باثارها السلبية لتشمل كل
اف راد عائل ة المحك وم علي ه ،فهي اث ار غ ير مباش رة للعقوب ة ،فإي داع رب األس رة في الس جن ي ترتب
عليه حرمان افراد االسرة من الدخل الذي كان يحققه والذي يستفيد منه افراد هذه االسره سواء في
مأكلهم او مشربهم او مسكنهم او تحصيلهم العلمي ،وان الصلة بين المحكوم عليه وافراد عائلته هي
ال تي ت ؤدي الى معان اتهم من اث ار حبس ه ،فانعك اس ه ذه االث ار على اف راد االس رة ن اجم عن ص لة
القراب ة بين المحك وم علي ه واف راد اس رته وليس ن اجم عن العقوب ة بح د ذاته ا .وبالت الي ف ان ه ذه
االضرار تتفوق في مقدارها على االضرار التي تنجم عن دفع مبلغ الغرامة.
-2وقيل في نقد الغرامة كذلك انها تتعارض مع مبدأ التفريد العقابين ،فهي تصيب بآثارها المحك وم
عليه الفقير والغني على حد سواء بمعنى انها ال تراعي ظروف المحكوم عليه.
اال ان هذا النقد ال يجد له محال لان للقاضي سلطة تقديرية في تقرير العقاب؛ كما ان الكثير
من االنظم ة القانوني ة ال زمت القاض ي ب ان ي راعي ظ روف المتهم واحوال ه المعيش ية ،ناهي ك عن ان
ظ روف المتهم الشخص ية هي مس ألة تؤخ ذ قي االعتب ار من قب ل القاض ي ،وه ذه الظ روف تك ون
تقديري ة يق درها القاض ي وفق ا لظ روف ك ل دع وى ،ووفق ا لظ روف المحك وم علي ه ،وه ذه الظ روف
وال تي اطل ق عليه ا المش رع وفق ا لق انون العقوب ات رقم 16لس نة 60االس باب المخفف ة وال تي نص
عليه ا في الم واد رقم 97و 98و 99و 100من ق انون العقوب ات وال تي ت رك فيه ا للقاض ي س لطة
تقديرية واسعة في االخذ بهذه الظروف دون ان يكون عليه رقابة من محكمة الدرجة االعلى ما دام
ت بريره الس تخدام ه ذه االس باب س ائغا ومتفق ا واحك ام الق انون ،وم ا دام ان ق راره معلال تعليال س ليما
30
بقي ان نش ير به ذا الخص وص ان الق انون الفرنس ي ال زم القاض ي بأخ ذ ظ روف المتهم
بالحس بان عن د ف رض الغرام ة فالم ادة 132من ه ذا الق انون تنص على أن ه ( ...في حال ة الحكم
بعقوبة الغرامة فإن القاضي يحدد مبلغا على ضوء مصدر دخل المحكوم علية واعبائه المالية).1
اال اني ارى انه يؤخذ على الغرامة كبديل للعقوبة السالبة للحرية هو ضيق نطاق تطبيقها،
ف ان زادت عقوب ة الحبس عن ثالث ة اش هر فال مج ال لتب ديلها بالغام ة وفق ا لنص الم ادة 2\26وال تى
جاء فيها (اذا حكم على شخص بالحبس مدة ال تريد على ثالثة اشهر يجوز للمحكمة التي اصدرت
الحكم ان تحول مدة الحبس الى الغرامة على اساس نصف دينار عن كل يوم اذا اقتنعت بان الغرام ة
والجدير ذكره ان المشرع ميز بين حالة ان يكون قرار تحويل الحبس صدر في ذات قرار
االدانه فجعل عن مقابل كل يوم حبس نصف دينار وفقا لهذه المادة ،وقد يكون القرار صادر بناء
على طلب على عريض ة فيك ون مقاب ل ك ل ي وم حبس من نص ف دين ار ح تى خمس ة دن انير يق درها
القاضي وفقا لظروف كل حالة على حده على ان ال يزيد مقدار هذه الغرامة بعد التحويل عن مائتي
دينار وفقا لنص المادة 22عقوبات التي جاء فيها (الغرامه ،هي التزام المحكوم عليه بان يدفع الى
خرين ة الحكوم ة المبل غ المق در في الحكم وهي ت تراوح بين خمس ة دن انبر وم ائتي دين ار اال اذا نص
أخذ المشرع الفلسطيني بوقف تنفيذ العقوبة كبديل للعقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة في
المادة 284من قانون االجراءات الجزائية الفلسطيني رقم 3لسنة 2001والتي جاء فيها (يجوز
للمحكمة عند الحكم في جناية او جنحة بالغرامة او بالحبس مدة ال تزيد على سنة ان تأمر في نفس
الحكم بإيق اف تنفي ذ العقوب ة اذا رأت من اخالق المحك وم علي ه او ماض يه او س نه او الظ روف ال تي
ارتكبت فيه ا الجريم ة م ا يبعث على االعتق اد بأن ه لن يع ود الى مخالف ة الق انون ويجب ان ت بين في
راجع في موضوع الغرامة – التعليق على قانون العقوبات.مرجع سابق ص 262وما بعدها. 1
31
الحكم اسباب ايقاف التنفيذ ،ويجوز ان يكون االيقاف شامال اليه عقوبة تبعية ولجميع االثار الجزائية
ووق ف التنفي ذ وال ذي يق ال ل ه ايض ا (تعلي ق تنفي ذ العقوب ة على ش رط) ه و نظ ام ي رمي الى
تهدي د المحك وم علي ه ب الحكم الص ادر بالعقوب ه؛ ذل ك ان ه يخ ول للقاض ي الس لطة في ان ي أمر بإيق اف
تنفي ذ العقوب ة ال تي يص در به ا حكم ه م دة معين ة من ال زمن تك ون بمثاب ة ف ترة للتجرب ة ،وق د ح دد
المش رع الفلس طيني ه ذه الم دة بثالث ة س نوات فق د ج اء نص الم ادة ( )285من ذات الق انون على
النح و الت الي (يص در االم ر بإيق اف تنفي ذ العقوب ة لم دة ثالث س نوات تب دأ من الي وم ال ذي يص بح في ه
الحكم نهائيا ويجوز الغاء وقف التننفيذ:
.1اذا صدر ضد المحكوم عليه خالل هذه المدة حكم بالحبس اكثر من شهر عن فعل ارتكبه قبل
.2اذا ظهر خالل هذه المدة ان المحكوم عليه صدر ضده قبل االيقاف حكم كالمنصوص عليه في
ارتكاب جريمة جديدة اذا اراد ان يفلت نهائيا من العقوبة المحكوم بها عليه وان يعتبر الحكم الصادر
به ا ك أن لم يكن واال نف ذت علي ه ه ذه العقوب ة فض ال عم ا ق د يحكم علي ه من عقوب ة ج راء الجريم ة
الجديدة .وال شك ان المشرع الفلسطيني والعربي على وجه العموم قد وضع هذا النظام كي يستفيد
من ه فئ ة من المحك وم عليهم تبعث ح التهم وظ روفهم على االعتق اد ب أنهم لن يع ودوا الى االج رام أي
هو نظام قصد به تقرير معاملة ممتازة لفئة من المجرمين هي على العكس تماما من فئة المجرمين
العائدين ،وهذه الفئة هي فئة المجرمين المبتدئين ولتطبيق هذا النظام على هذه الفئة قليلة الخطر من
المجرمين فائدة مزدوجة في اصالحهم وتقويم حالهم فهو من جهة يحث المحكوم عليه على تحسين
سيره وسلوكه وعدم العودة الى االجرام على امل االفالت من العقاب المحكوم به عليه وفي ازالة
االجرام فيما لو نفذت عليه العقوبة داخل السجن واتيحت له فرصة مخالطة االشقياء في السجن.
32
ووقف التنفيذ بهذه الصفة يعتبر من اخص ما تضمنته نظرية تفريد العقاب كما يعتبر من
اخص م ا يحق ق ام ال انص ار النظري ة الوض عية االيطالي ه في عالج بعض فئ ات المج رمين غ ير
الخط رين ك المجرمين بالص دفة او المج رمين بالعاطف ة ممن ال تحتم ل ع ودتهم الى االج رام ويج دي
1
نفعا معهم ايقاف تنفيذ العقوبة
ولق د اف رد المش رع الفلس طيني لمعالج ة نظ ام وق ف تنفي ذ العقوب ة الفص ل الس ابع من الب اب
وع ودة الى نص الم ادة 248من ق انون االج راءات الجزائي ة ،فإن ه ال ب د من ت وافر ش روط
معين ة لتطبيق ه ومن ثم االم ر بوق ف تنفي ذ العقوب ة الس البة للحري ة مؤقت ة الم دة ويتعل ق بعض ه ذه
الشروط بالجريمة موضوع المحاكمة ،وبعضها يتعلق بالعقوبة المحكوم بها ،والبعض االخر بحالة
.1من حيث الجريم ة :ال تج يز الم ادة 284اج راءات جزائي ة االم ر بإيق اف التنفي ذ اال عن د الحكم
في جناي ة او جنح ة او الغرام ة ،ومن ثم فإن ه ال يج وز ايق اف التنفي ذ في المخالف ات .اذا ان
س جالت الس وابق ال تحت وي ع ادة على ذك ر االحك ام الص ادرة في م واد المخالف ات فليس ت ثم ة
طريقة لمعرفة ما اذا كانت المخالفة المرتكبة هي اول مخالفة ام ال ،وفضال عن هذا فإن الحكم
بغرامة وتحصيلها في حال المخالفة يكون اولى من الحبس وتعليق تنفيذه على شرط.
.2من حيث العقوب ة المقض ي به ا ال تج يز الم ادة 284االم ر بإيق اف التنفي ذ اال في حال ة الحكم
بالغرام ة او الحبس م دة ال تزي د على س نة ،وتج يز ك ذلك وق ف تنفي ذ أي عقوب ة تبعي ة وحينئ ذ
يش ترط لالم ر بإيق اف التنفي ذ ان تك ون العقوب ة المقض ى به ا وال تي ينص ب عليه ا االيق اف هي
الحبس الذي التزيد مدته عن سنة او الغرامة ايا كان مقدارها ،والمبرر الذي ابتغاه المشرع من
وق ف تنفي ذ الغرام ة ذل ك ان ه ليس من االنص اف اذا حكم في قض ية واح دة على اح د المتهمين
بالغرامة وعلى االخر بالحبس ان يستفيد المحكوم عليه بالحبس من ايقاف التنفيذ دون المحكوم
د– علي احمد راشد – موجز في العقوبات ومظاهر تفريد العقاب – مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر – سنة 1949 1
ص .136
33
عليه بالغرام ة (علما ان األول يكون هو االخطر من الثاني الذي لم يحكم علي ه اال بالغرام ة)،
وم ع ذل ك فق د يحكم على اح دهم ب الحبس والغرام ة مع ا فيتم توقي ف العقوب ة باعتب ار ان ه ذه
العقوب ة هي ال تي حكمت به ا المحكم ة .فمن الج ائز وق ف تنفي ذها أي وق ف تنفي ذ الحبس م ع
القاضي ان هناك وجها لتطبيقه فيأمر بإيقاف تنفيذ العقوبة بتمامها ،واما ان يقدر عكس ذلك فال
وفيم ا عدا الحبس والغرام ة يجوز جع ل االيقاف ش امال ألي ة عقوب ة تبعي ة اخرى ،على ان ه
يجب ان يضمن القاضي قراره بوقف التنفيذ شموله لمثل هذه العقوبات واال انصرف االيقاف الذي
العقوبات التكميلية كذلك فانه ال يمكن ان ينصب االيقاف على غير ذلك مما يحكم به القاضي؛ فال
يجوز االمر بايقاف تنفيذ الحبس الذي تزيد مدته عن سنة كما ال يجوز ان يشمل االيقاف ما يحكم به
ان المش رع ق رر نظ ام وق ف التنفي ذ لفئ ة او ش ريحة معين ة من المج رمين المبت دئين ال ذين
ارتكب وا الجريم ة ألول م رة او على األق ل من ليس ت لهم س وابق قض ائية على ج انب من الخط ورة،
وهي فكرة ال زالت تسود غالبية التشريعات التي اخذت بهذا النظام .غير ان المشرع الفلسطيني في
ق انون االج راءات الجزائي ة رقم 3لس نة 2001رأى ان يطل ق وق ف التنفي ذ من عنان ه وان يج يز
تطبيقه على المجرم حتى ولو لم تتوافر له صفة المجرم المبتدئ في المعنى الذي قدمناه سابقا أي
بغض النظ ر عن س وابقه تارك ًا االم ر في ذل ك لتق دير القاض ي وم ا ي راه من اخالق المحك وم علي ه
وماضيه او سنه او الظروف التي ارتكبت فيها الجريمة وما اذا كانت حالة المجرم المستخلصة من
ه ذه الوجه ات جميع ا تبعث على االعتق اد ل دى القاض ي بأن ه لن بع ود الى االج رام الم ادة (284
34
اج راءات جزائي ة) .والواق ع ان مس لك المش رع في ه ذا الخص وص يتماش ى الى ابع د الح دود م ع
مقتضيات نظرية تفريد العقاب رغم ما قد يشوبه من االسراف في افساح المجال لتطبيق نظام ايقاف
التنفيذ ،اذ ان بعض المجرمين ما قد تبعث ظروفهم على االعتقاد بعدم خطورتهم ،وبأنهم لن بعودوا
الى االج رام فيك ون من الغبن ان تق ف ص حيفة س وابقهم ح ائال دون محاول ة اص الحهم عن طري ق
ايق اف تنفي ذ العقوب ة المحك وم به ا عليهم ،وعلى العكس من ذل ك ففي بعض االح وال ف إن المج رمين
المبتدئين قد تنم حالتهم وظروفهم عن عدم جدوى معاملتهم معاملة ممتازة بتطبيق نظام ايقاف التنفيذ
عليهم ومن ثم يكون الرأي من قبل ومن بعد للقاضي وما يقدره بحسب ما يتبين له من ظروف كل
محكوم عليه وحالته .وعليه فإن كل ما يشترطه المشرع لوقف تنفيذ العقوبة في المحكوم عليه من
اج ل االم ر بإيق اف تنفي ذ العقوب ة المحك وم به ا علي ه ه و كم ا ج اء في الم ادة ( )284من ق انون
القاض ي من اخالق ه وماض يه وس نه او الظ روف ال تي ارتكبت فيه ا الجريم ة م ا يبعث على االعتق اد
بان ه لن يعود الى مخالف ة القانون مرة اخ رى ،ويالحظ ان ه ال خط ر من اطالق الس لطة للقاض ي في
تطبيق نظام وقف التنفيذ على هذا الوجه ألن المادة 284بعد ان اوضحت الظروف التي يستخلص
منها القاضي رأيه في هذا الشأن استلزمت ان يبين القاضي في حكمه اسباب وقف التنفيذ ،وال شك
ان في هذا ضمانا كافيا لمراعاة االعتبارات التي اوضحها النص في تقدير جدارة المحكوم عليه او
عدم جدارت ه بإيق اف التنفي ذ.1وال يتع ارض ذل ك م ع نص الم ادة 285اج راءات جزائب ة ال تي جعلت
من الغاء وقف التنفيذ بسبب جريمة سابق او الحقة على هذا االمر مسالة جوارية لقاضي الموضوع
؛اذ يجوز للمحكة وفقا لهذا النص ان تستخدم صالحيتها الجوازية وتحكم بوقف التنفيذ اوتمتنع عن
الغائه بالرغم من توافر اسباب الغائه بموجب نص المادة 285التي اشرنا الى نصها انفا.
اال ان العم ل ق د ج رى ل دى القض اة ان يأخ ذوا في اعتب ارهم س وابق المتهم وماض يه الس يء
عند تقدير الحكم بوق ف التنفيذ ،وك ون المحكوم علي ه ق د س بق وان حكم علي ه بجناي ة او جنح ة او لم
يحكم عليه.2
راجع في ذلك –د -علي احمد راشد -مرجع سابق ص 138 1
راجع في -ذلك د – ايهاب عبد المطلب – الموسوعة الجنائية الحديثة – الموكز القومي لالصدارات القانونية – طبعة 2
-\2009ص.626
35
المطلب الثالث :العمل للمنفعة العامة
يعتبر العمل من أجل المنفعة العامة من بدائل العقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة وقد اخذ
ب ه المش رع الفلس طيني في ال دة 399من ق انون االج راءات الجزائي ة رقم 3لس نة 2001؛ االان
المشرع الفلسطيني جعل الحد االعلى للعقوبة التي من الممكن تبديلها بعقوبة العمل للمنفعة العامة
هوان التزيد عن الحبس لمدة ثالثة اشهر .فقد نصت هذه المادة على انه ( لكل محكوم عليه ب الحبس
لم دة ال تتج اوز ثالث ة اش هر ان يطلب من النياب ة العام ة تش غيله خ ارج مرك ز االص الح والتأهي ل
(الس جن) ب دال من تنفي ذ عقوب ة الحبس علي ه ،م الم ينص الحكم على حرمان ه من ه ذا الخي ار) ،وق د
اش ترط المش رع وفق ا له ذه الم ادة ان ال يتض من الحكم على حرمان ه من ه ذا الخي ار .وب ذلك يك ون
المش رع الفلس طيني ق د ح ذا ح ذو االنظم ة المقارن ة بتبني ه عقوب ة العم ل للمنفع ة العام ة كب ديل عن
العقوب ة الس البة للحري ة اذا قلت م دتها عن الحبس لثالث ة اش هر؛ اال ان ه يع اب على مس لك المش رع
الفلس طيني ان ه لم جع ل ص الحية الحكم بتحوي ل ه ذه العقوب ة لعقوب ة العم ل للمنفع ة العام ة للقض اء،
وانم ا جعله ا للنياب ة العام ة بن اًء على طلب المحك وم علي ه وبش رط ان ال يك ون الحكم ق د نص على
حرم ان المحك وم علي ه من ه ذا الخي ار .ويعت بر العم ل من اج ل المنفع ة العام ة من ب دائل العقوب ة
.1أن ه يجنب المحك وم علي ه والمجتم ع ال ذي ينتمي إلي ه كاف ة المس اويء ال تي ت ترتب على س لب
.2توجي ه ه ذا العم ل من أج ل إص الح األض رار الناجم ة عن الجريم ة ،وإ نني أرى أن تحقيق ه ذا
الهدف يقود في النهاية إلى إرضاء المجني عليه ومن ثم القضاء على عامل التوتر واالستفزاز
ال ذي ق د ي دفع إلى إرتك اب الجريم ة وفي نهاي ة المط اف ف إن ه ذا العم ل باعتب اره ينط وي على
مس اس بحري ة المحك وم علي ه ويقي دها ،فإن ه يدفع ه للتفك ير في جريمت ه ومنهج ه في حيات ه وه و
األمر الذي يقوده في النهاية إلى العزوف عن ارتكاب أية جريمة جديدة.
36
وينبغي االشارةالى ان العمل للمنعفة العامة استخدم بنسب متفاوتة في التشريعات
العربيةالمقارنه ،وذلك كبديل عن العقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة والغرامة .ومن االمثلة على
ذلك قانون اإلجراءات الجنائية البحريني لسنة 2002حيث نصت المادة 371منه على أنه
(للمحكوم عليه أن يطلب في أي وقت من قاضي تنفيذ العقاب قبل إصداره األمر باإلكراه البدني
إبداله بعمل بدوي أو صناعي يقوم به) .وقانون العقوبات اإلتحادي لإلمارات العربية المتحدة حيث
نصت المادة 120منه على (اإللتزام بالعمل هو تكليف المحكوم عليه أداء العمل المناسب في إحدى
المؤسسات أو المنشآت الحكومية التي تصدر بتحديدها قرار من وزير العدل باإلتفاق مع وزير
الداخلية والعمل والشؤون اإلجتماعية على أن يمنح ربع األجر المقرر وال يكون اإللتزام بالعمل إال
في مواد الجنح وبدًال عن عقوبة الحبس أو الغرامة على أن ال تقل مدة اإللتزام عن عشرة أيام وال
تزيد على سنة) وكذلك قانون العقوبات المصري الذي اتجه نحو األخذ بالخدمة المجتمعية أي
الخدمة للمنفعة العامة كبديل للحبس قصير المدة وذلك في المادة 18منه وقد أخذ بها المشرع
الجزائري كذلك في المادة 444من قانون العقوبات والمادة 45من قانون السجون وأخذ به
المشرع اللبناني في المادة 11من المرسوم التشريعي رقم 422في 6حزيران 2002والتي جاء
فيها (لكل محكوم عليه بالحبس مدة ال تتجاوز 3أشهر ان يطلب من قاضي تنفيذ العقوبة بدًال من
واننا نرى ان هذا التدبير كبديل للعقوبة يجب ان ال يكون فقط لعقوبة الحبس؛ وإ نما يجب ان
يتعدى ذلك إلى الغرامة .وال يرد القول هنا بأن الغرامة ليست عقوبة سالبة للحرية حتى يتم إبدالها
بالعمل للمنفعة العامة ألن االستنكاف عن دفع الغرامة يؤدي إلى الحبس على النحو الذي سبق أن
بيناه عند دراستنا للغرامة ،وما جاء بنص المادة 22/1ع أردني لسنة 60من أنه (إذا لم يؤِد
المحكوم عليه المبلغ المحكوم به عليه يحبس في مقابل كل ( )500فلس أو كسورها يومًا واحدًا على
أن ال تتجاوز مدة الحبس في هذه الحالة سنة واحدة) وبالتالي فإن العمل في المنفعة العامه يقود إلى
استبعاد الحبس القصير المدة الناجم عن عدم دفع الغرامة اذا تجاوزت مدته السنه بعد التبديل ،ولكن
قد يستعاض عن عدم دفعها بالعمل بما يقابلها للمنفعة العامة اذاكانت مدة الحبس اقل من ثالثة اشهر
بعد التبديل .والعمل للمنفعة العامة الذي نقترح االخذ به بالمعنى الواسع له في التشريع الفلسطيني
37
كعقوبة بديلة يجب أن يكون في الجنايات شأنه في ذلك شأن الجنح.ألن استخدام الظروف المخففة
المنصوص عليها في المادة 99/4أردني لسنة 60من شأنه أن يؤدي إلى النزول بالعقوبة لمدة
سنة ،وبالتالي فال ضير من إجمالها ووضعها في نطاق الخدمة للمنفعة العامة كنظام بديل للعقوبة
سالبة الحرية قصيرة المدة ،أي أن يجري عليها ما يجري عند األمر بوقف التنفيذ وفقًا للمادة 284
من قانون اإلجراء الجزائية التي جعلت من الجنايات والجنح والغرامات التي ال تزيد عقوبتها عن
وعليه ولماكانت الغرامة تدخل في نطاق وقف التنفيذ فانها يجب ان تدخل كذلك في نطاق
العربية ،فإن هذا العمل للمنفعة العامة كبديل لعقوبة الحبس قصيرة المدة يكون في إحدى المؤسسات
أو المنش آت الحكومي ة ال تي يص در بتحدي دها ق رار من وزي ر الع دل باإلتف اق م ع وزي ري الداخلي ة
والعمل والشؤون اإلجتماعية ،ويجب أن ال يكون هذا العمل بدون مقابل ،فالتشريعات المشار إليها
جعلت ه بمقاب ل ،فق د حددت ه ه ذه التش ريعات برب ع أج ر المث ل ،أي إذا ك ان األج ر له ذا العم ل المح دد
للمحك وم علي ه القي ام ب ه ه و مبل غ عش رون دين ار ف إن أج ره يك ون خمس ة دن انير عن س اعات العم ل
المحددة له؛ كما أن هذا التدبير يجب أن يخضع لحد أدنى هو عشرة أيام وحد اقصى هو عام كامل،
والمالحظ أن هذا التدبير ال يكون بإرادة المحكوم عليه أو يطلب منه وفقًا لقانون العقوبات اإلتحادي
لإلمارات العربية المتحدة في المادة 120منه ،وإ نما يحكم به القاضي من تلقاء نفسه وبدون طلب
من المحك وم علي ه -على عكس التش ريع الفلس طيني ال ذي يك ون بطلب المحك وم علي ه -إذا وج د
القاض ي أن ظ روف المحك وم علي ه ت برر اتخ اذ هك ذا ت دبير .بينم ا ج اءت الم ادة 371من ق انون
العقوب ات البحري ني والم ادة ( )11من المرس وم التش ريعي رقم 422اللبن اني على خالف الق انون
اإلتح ادي لإلم ارات العربي ة المتح دة ال تي جعلت أعم ال ه ذا الت دبير بن اًء على طلب المحك وم علي ه
،وليكون األمر من بعد ذلك للقاضي يقرر إتخاذ أو عدم اتخاذ هذا التدبير وفق ًا لما يراه مناسبًا من
38
ومن المسائل التي نقترح تكليف المحكوم عليه القيام بها كخدمة مجتمعية تتناسب والمجتمع
الفلسطيني المشاركة في أعمال يدوية او مهنية مثل أعمال النظافة في األماكن التي يكتظ بها الناس
كتنظي ف المس اجد واإلهتم ام به ا وتنظي ف ال دوائر الرس مية وش به الرس مية كمب اني البل ديات وتنظيم
ومراقب ة األس واق التجاري ة في األي ام المزدحم ة كأي ام رمض ان واألي ام ال تي تس بق األعي اد ،وذل ك
بالعم ل على تنظيم الم ارة والمحافظ ة على نظاف ة ه ذ األس واق ومس اعدة المرض ى في المستش فيات
والعجزة في مالجئهم ،والمشاركة في تدريب وتاهيل السجناء في السجون وذلك بتعليمهم المهارات
ال تي يتقنونه ا ،والمس اهمة في تنظيم الم رور في أي ام األعي اد ال تي ت زدحم به ا وس ائل النق ل والم ارة
معًا .وأقترح أن يكون العمل الذي يقوم به المحكوم عليه يتفق مع مهنته األساسية ،بمعنى إذا كان
المحكوم عليه طبيبًا فليكلف بالعمل كطبيب في عيادة السجن ،وان كان معلمًا كلف بتعليم األميين من
الس جناء أو من يواص لون منهم تعليمهم داخ ل الس جن ،وإ ن ك ان ع امًال في النظاف ة قب ل الحكم علي ه
بالعقوبة السالبة للحرية كلف بالقيام بأعمال النظاف مع عمال قسم النظافة في البلديات والمحافظات.
39
المبحث الخامس
وضع المشرع لالحداث فيما يتعلق ببدائل العقوبة نظاما خاصا وفقا للقانون رقم 16لسنة
( 1954قانون صالح االحداث) وافرد لها المواد 12و 13وقد استبعدت الماددة 12الحبس اذا
كان المحكوم عليه ولد ،وذلك كما جاء في الفقرة االولى منها(ال يحكم على ولد بالحبس) والفقرة
الثانية نصت على انه (ال يحكم باالعدام او االشغال الشاقة على حدث) ،ولكن اذا اقترن فعله بجناية
تستلزم االعدام او االشغال الشاقة فانه يحكم عليه باالعتقال لمدة ال تنقص عن ثالث سنوات.
وغني عن الذكر ان مكان تنفيذ هذه العقوبة بحسب االصل يكون في اصالحية االحداث او
أي مؤسسة اخرى تنشا لهذا الغرض من قبل وزير الشؤون االجتماعية حتى يبلغ الحدث سن
التاسعة عشر من عمره ،فينقل بعدها الى السجن الكمال المدة المحكوم بها عليه ،وفي غير هذه
االحوال وضعت المادة 13من هذا القانون مجموعة من البدائل والخيارات عند الحكم على الحدث،
وقد حددتها المادة 13من هذا القانون بدائل يختارها القاضي وفقا لظرروف كل دعوى على حده
-1باالفراج عن ذلك الحدث لدى اعطائه هو اوليه او وصيه او أي شخص اخر تعهدا .
- 2او بالحكم عليه بدفع غرامة او بدل عطل وضرر او مصاريف المحاكمة .
40
- 3او بالحكم على والده او وصيه بدفع غرامة او بدل عطل وضرر او مصاريف محاكمة .
-4او بالحكم على والده او وصيه بتقديم كفالة حسن سلوك ويجوز في الفقرات ( )4،3،2ان
يقترن الحكم المقرر فيها باي حكم مما هو مذكور في هذه المادة وقد ترك المشرع هذه المسالة
- 5بوضعه تحت اشراف مراقب السلوك بمقتضى امر مراقبة لمدة ال تقل عن سنة وال تزيد عن
ثالث سنوات .ويتضمن امر المراقبة عادة ما يراه القاضي ضروريا والزما لتامين حسن سير
وسلوك الحدث ،وذلك من اجل منع ارتكابه الجرم نفسه وتسلم المحكمة نسخة من هذا االمر
لمراقب السلوك الذي يتولى االشراف على الحدث ،وتسلم نسخة اخرى الى الحدث او وليه
وتتضمن هذه النسخة تكليفا للحدث بان يخضع لمراقبة مراقب السلوك خالل المدة التي يحددها
قرار المراقبة ،وقد اجازت الفقرة ب من المادة 13من هذا القانون للمحكمة بناء على طلب
مراقب السلولك او الحدث او وليه او وصيه الغاء امر المراقبة من قبل المحكمة التي اصدرته
وقد يكون هذا الطلب لتعديل احكامه وشروطه بالتبديل سواء باالضافة على هذه الشروط او
بالحذف منها ،وللمحكمة بعد االطالع على تقرير مراقب السلوك بهذا الشان ان تصدر قرارها
سواء بزيادة هذه الشروط او حذف جزء منها فاذا صدر تعديال على امر المراقبة فانه يتعين
على قلم كتاب المحكمة التي اصدرت حكم المراقبة تبليغ مراقب السلوك الذي يتولى عملية
االشراف على الحدث نسخة عن هذا القرار واخرى للحدث او وليه او وصيه.
- 6بوضعه ان كان مراهقا او فتى في دار التوقيف واالعتقال لمدة ال تقل عن شهر وال تزيد عن
ستة اشهر
- 7بارساله الى اصالحية االحداث او أي مؤسسة اجتماعية اخرى تكون معينة لهذا الغرض من
قبل وزير الشؤون االجتماعية وذلك لمدة ال تقل عن سنة وال تزيد عن اربع سنوات .ومن
المفيد االشارة على هذا الصعيد ان ادانة الحدث ال تعتبر من االسبقيات وبالتالي ال يستدعي
االمر تشديد العقوبة عليه وفرض عقوبة اخرى مشددة فقد نصت المادة 15من هذه القانون
41
على انه (اذا ادين حدث بجرم ال تعتبر ادانته من االسبقيات وال يستدعي ذلك تشديد العقوبة
عليه او فرض عقوبة اخرى غير العقوبة التي يمكن ان يحكم بها عند ارتكابه جرما ثانيا).
وانني ارى انه اذا حكم على الحدث باالعتقال المؤقت لمدة ثالث سنوات وتوافرت ظروف
تخفيفية كالمنصوص عليها في المواد 4 \99عقوبات لسنة 60وخفضت المحكمة لعقوبة لتصبح
لمدة سنة فانه يجوز للمحكمة وقف تنفيذ العقوبة عنه وفقا للمادة 284من قانون االجراءات
الجزائية رقم 3لسنة ، 2001او اذا كانت عقوبته ان كان مراهقا في دار التوقيف لمدة تقل عن
ثالثة اشهر وفقا للمادة 6 \ 13من قانون اصالح االحداث فال مانع من تبديل هذه العقوبة بالغرامة
وفقا لما نصت عليه المواد المواد 2\ 26و 2 \100عقوبات لسنة 60وذلك وفقا لدات االجراءات
التي استعرضناها التي تناولنا من خاللها شرح تبديل عقوبة الحبس بالغرامة اوابدالها بوقف
تنفيذها.
42
المبحث السادس
تقديم
حيث أن النظ ام الق انوني الفلس طيني ال يع رف من ب دائل العقوب ات الس البة للحري ة س وى
اس تبدال عقوب ة الحبس بالغرام ة ،واألم ر بوق ف التنفي ذ ،والعم ل للمنفع ة العام ه على النح و ال ذي
فصلناه سابقًا ،فإنني أرى لزامًا علي ومن أجل اثراء هذه الدراسة وجوب البحث في الوسائل البديلة
للعقوب ة الس البة للحرب ة قص يرة الم دة في األنظم ة القانوني ة األخ رى ،وحيث أن ه ذا العص ر ال ذي
نعيش في ه يتسم بص فات مغ ايرة للعص ور الس ابقة اذ ان ه يتسم ِبس مة رئيس ية عن غيره من العص ور
باعتباره عصر السرعة ،وللتطور السريع الذي حصل في كافة مسائل الحياة ولما كان هذا التطور
قد امتد إلى كافة مناحي القانون وخاصة في علمي اإلجرام والعقاب ،وظهرت نظريات كثيرة في
ه ذا العلم تمح ور الكث ير من ه ح ول ج دوى العقوب ة ،وحيث أن مراك ز اإلص الح والتأهي ل غ دت في
كث ير من األحي ان موطن ًا للجريم ة؛ إذ أن الواق ع يش ير دائم ًا الى ظه ور كث ير من الج رائم داخ ل
السجون ،وأهمها هتك العرض بسبب اإلكتظاظ داخل غرف السجون ،ففي إحدى زياراتي لمراكز
اإلص الح والتأهي ل من أج ل اإلطالع على أوض اعها فق د وج دت أن أك ثر من ثالثين ن زيًال يعيش ون
داخ ل غرف ة ال تزي د مس احتها عن خمس ون م ترًا مربع ا االم ر ال ذي يتطلب م ع ه ذا الع دد الحاج ة
إليج اد ب دائل للعقوب ات الس البة للحري ة من أج ل التخفيض من ه ذه األع داد ،ومن أج ل الح د من
الجريم ة داخ ل الس جن لتجنب ان تك ون مرتع ًا خص بًا لنش وء الجريم ة ب دًال من أن تك ون مؤسس ات
لإلص الح والتأهي ل ،ولق د أص بح اإلهتم ام به ذين العلمين من أولوي ات ال دول المتقدم ة والمنظم ات
الدولي ة ،وخاص ة األمم المتح دة ومن قبله ا عص بة األمم المتح دة ،ولق د ًاص بح اإلهتم ام منص بًا في
عالمن ا المعاص ر ليس على إيالم المحك وم علي ه بق در م ا أص بح اله دف إص الحه والتقلي ل من قس وة
العقوبة وخفض االعتماد على العقوبات البدنية ما أمكن ذلك وإ بدالها بالعقوبات السالبة للحرية ،ومن
ثم تطور األمر إلبدال العقوبات السالبة للحرية بعقوبات أخرى بديلة تؤدي غرض العقوبة السالبة
للحرية من حيث تحقيق الردعين الخاص والعام ،باإلضافة إلى إصالحه وتأهيله وإ عادته للمجتمع
43
مع افى من آث ار الجريم ة ال تي اقترفه ا ،وذل ك ج راء إب دال ه ذه العقوب ة بعقوب ة أخ رى تحاف ظ على
كرامت ه وع دم اإلنتق ام من ه وإ عادت ه إلى أس رته ب دًال من حبس ه وإ لقائ ه في الس جون ليعاش ر عت اة
المجرمين.
وأنه لمن نافلة القول أن اإلتجاه نحو توحيد العقوبات السالبة للحرية يعود إلى بدايات القرن
التاسع عشر وخاصة للمؤتمرات التي كانت تقوم على تنظيمها اللجنة الدولية الجنائية والعقابية ،ولقد
الفالس فة وخاص ة ج ان ج اك روس و ومونتس يكيو .وق د ك ان اإلتج اه في كتاب ات ه ؤالء الفالس فة إلى
ض رورة معامل ة المج رمين بم ا يحف ظ إنس انيتهم وآدميتهم وتأهي ل المحك وم علي ه وتهذيب ه؛ ألن ذل ك
يؤدي إلى تحقيق الغرض من العقوبة ،وعليه فإن العقوبة أصبحت في مفهومها الحديث هو اندماج
المحك وم علي ه في المجتم ع من جدي د وإ ع ادة تأهيل ه .ولق د ت رتب على ذل ك أن حص ل إجم اع ل دى
جميع العاملين في الحقل القانوني بكافة أشكاله من تشريع وقضاء وفقه بهذا الخصوص وهو األمر
الذي دعا الكثير من الدول العربية للسير بخطى ثابتة نحو األخذ بنظام العقوبة البديلة ،ومن االمثلة
على ذل ك ق انون اإلج راءات الجنائي ة البحري ني لس نة 2002حيث نص ت الم ادة 371من ه على أن ه
(للمحك وم علي ه أن يطلب في أي وقت من قاض ي تنفي ذ العق اب قب ل إص داره األم ر ب اإلكراه الب دني
إبداله بعمل بدوي أو صناعي يقوم به) وقانون العقوبات اإلتحادي لإلمارات العربية المتحدة حيث
نص ت الم ادة 120من ه بقوله ا (اإلل تزام بالعم ل ه و تكلي ف المحك وم علي ه أداء العم ل المناس ب في
إح دى المؤسس ات أو المنش آت الحكومي ة ال تي تص در بتحدي دها ق رار من وزي ر الع دل باإلتف اق م ع
وزي ر الداخلي ة والعم ل والش ؤون اإلجتماعي ة على أن يمنح رب ع األج ر المق رر وال يك ون اإلل تزام
بالعمل إال في مواد الجنح وبدًال عن عقوبة الحبس أو الغرامة على أن ال تقل مدة اإللتزام عن عشرة
أيام وال تزيد على سنة) وكذلك قانون العقوبات المصري الذي اتجه نحو األخذ بالخدمة المجتمعية
أي الخدمة للمنفعة العامة كبديل للحبس قصير المدة وذلك في المادة 18منه وقد أخذ بها المشرع
الجزائ ري ك ذلك في الم ادة 444من ق انون العقوب ات والم ادة 45من ق انون الس جون وأخ ذ ب ه
المشرع اللبناني في المادة 11من المرسوم التشريعي رقم 422في 6حزيران 2002والتي جاء
44
فيها (لكل محكوم عليه بالحبس مدة ال تتجاوز 3أشهر ان يطلب من قاضي تنفيذ العقوبة بدًال من
وحبذا لو أن المشرع الفلسطيني حذا حذو هذه القوانين ووسع بنظام العمل للممنفعة العامة
كبديل عن عقوبة الحبس قصيرة المدة سيما وأن قانون اإلجراءات الجزائية الفلسطيني رقم 3لسنة
2001هو من القوانين الحديثة والذي كان يجب على واضعيه األخذ بهذا النظام سيما لما يتمتع به
الش عب الفلس طيني من خصوص ية تس توجب العم ل ب ه ب النظر لظ روف اإلحتالل وض يق العيش
وحاجة األسرة ألفرادها ،وخاصة لربها وما عاناه هذا الشعب من اإلحتالل البغيض وسجونه التي
تكتظ بأسرى الحرية ؛لذلك فإنه كان من المتوجب على المشرع الفلسطيني العمل على االخذ بنطام
ب دائل الحبس قص ير الم دة والتوس ع فيهاش انه في ذل ك ش ان التش ريعات االخ رى وال تي س وف
نستعرض ها في ه ذا المطلب آملين ب إذن اهلل أن يخط و المش رع الفلس طيني خط وات ج ادة في س بيل
تحقيق هذه الغاية معتبرين هذا البحث حول هذه البدائل بمثابة توصية للمشرع الفلسطيني لألخذ بهذا
وأيًا ما كان األمر فإننا يمكن أن نستعرض بدائل الحبس قصير المدة التي نقترح األخذ بها
من قب ل المش رع الفلس طيني ب إجراء تع ديل تش ريعي يس مح باس تيعابها في ثالث ة مط الب نتن اول في
المطلب االول تاجي ل النط ق بالعقوب ه ،وفي المطلب الث اني نتن اول الرقاب ة االلكتروني ة ام االمطلب
الثالث فنخصصه لدراس االفراج الشرطي ؛ باعتبارها بدائل للعقوبات السالبة للحرية قصيرة المدة
.
لقد أخذ المشرع الفرنسي بهذا النظام وله ثالثة صورة نتناولها في ثالثة فروع في الفرع
االول نشرح التاجيل البسيط للنطق في العقوبة ،وفي الفرع الثاني تأجيل العقوبة المقترن باإلمتثال
ألمر معين ،وفي الفرع الثالث -تأجيل النطق بالعقوبة المقرون بالوضع تحت اإلختبار
45
الفرع االول :التأجيل البسيط للنطق بالعقوبة:
ويقص د به ذا الن وع من التأجي ل قي ام القاض ي بإثب ات نس بة التهم ة للمتهم ومس ؤوليته الكامل ة عنه ا،
ولكن بدًال من النطق بالعقوبة يقوم بتأجيله إذا توافرت شروط معينة وقد استلزم المشرع الفرنسي
.1أن يتثبت للقاضي أن المحكوم عليه في طريقه إلى سواء السبيل ،وفي طريقه لإلبتع اد عن الع ودة
للجريمة.
.2ضرورة التأكد بأن الضرر الناجم عن الجريمة في طريقه إلى اإلصالح وهو ما يفي أن المحك وم
عليه قد بدأ بإصالح هذا الضرر ،وال يشترط أن يكون قد أصلحه كامًال بل يكفي أن يكون قد
.3أن تك ون األض رار الناجم ة عن الجريم ة في طريقه ا إلى التوق ف ،وذل ك إذا ثبت للقاض ي أن
.5يشترط وفقًا للمشرع الفرنسي أن تكون الجريمة هي جنحة أو مخالفة .فهو استبعد الجنايات من
هذا التدبير وهو مسلك محل نظر فال ضرر من أن يكون هذا التدبير في الجنايات كذلك شأنه
في ذلك شأن وقف التنفيذ إذا توافرت مبررات تخفيض العقوبة.
واألمر األهم أنه ال يجوز أن يشمل هذا التدبير تأجيل العقوبة الصادرة والتي يكون محلها
أشياء خطرة باعتبار ذلك تدبيرًا احترازيًا مثل مصادرة المادة المخدرة او اداة الجريمة.
فإذا توافرت هذه الشروط يستطيع القاضي دون ان يكون ملزم ًا أن يأمر بتأجيل النطق في
العقوبة ،ولكن بشرط أن ال تتجاوز مدة التأجيل عامًا من تاريخ صدور حكم التأجيل.
46
وفي الموع د المح دد للنط ق ب الحكم أي بع د س نة من ت اريخ التأجي ل يك ون هن اك ثالث
.1إم ا اإلعف اء من العقوب ة ،وذل ك في حال ة انته اء كاف ة اآلث ار المترتب ة عن الجريم ة وذل ك بانته اء
اإلضطراب الناجم عن الجريمة ألن الغرض من التأجيل يكون من أجل تحقيق هذا الهدف .
.2النط ق بالعقوب ة ال تي ح ددها الق انون ،وذل ك في األح وال ال تي ال ي ؤدي التاجي ل إلى تحقي ق
.3تأجيل الفصل في العقوبة أو العفو عنها من جديد وهذا الخيار يلجأ له القاضي إذا توصل إلى أن
المحكوم عليه ال يزال يسعى لتحقيق األغراض المذكورة في البند األول والتأجيل ال يكون إال
لمرة واحدة.
وتف ترض ه ذه الص ورة أن القاض ي ال يكتفي بتأجي ل النط ق بالعقوب ة ،وإ نم ا يمكن أن يق رن
ه ذا التأجي ل باإلمتث ال ألداء معين وال يس تطيع القاض ي أن يلج أ له ذا الت دبير إذا ك ان الق انون يع اقب
على ع دم أداء التزام ات مح ددة ويش ترط في ه ذا الت دبير وفق ًا للق انون الفرنس ي أن تك ون الجريم ة
المقترف ة جنحة أو مخالفة وأن يكون المحكوم عليه حاضرًا جلسة المحاكمة ،وال يشترط هنا توافر
الش روط الالزم توافره ا في التأجي ل البس يط ،وفي ه ذه الص ورة ف إن القاض ي وب دًال من أن ي ترك
المتهم دون التزام معين ،فانه يلزمه بتنفيذ كل أو بعض التعليمات المنصوص عليها في قرار تاجيل
النطق بالعقوبة ويعطيه مهلة لتنفيذ هذا االمر وهذه التعليمات .
.1في حالة تنفيذ اإللتزامات خالل المدة المحددة فإنه يمكن للقاضي إعفاءه من العقوبة أو النطق بها
47
.2إذا ُنفذ اإللتزام مع ضرر من التأخير فإن القاضي يطبق الغرامة اويقضي بالعقوبة المنصوص
عليها.
.3في ح ال ع دم تنفي ذ اإلل تزام على اإلطالق ف إن القاض ي يحكم ب اإلجرائين الس ابقين واألم ر بتنفي ذ
ه ذه اإللتزام ات وال زام المحك وم علي ه ب دفع مص اريفها ،ويج وز اللج وء إلى الغرام ة التقديري ة
ومض مون ه ذه الص ورة ه و ال دمج بين التأجي ل البس يط والوض ع تحت اإلختب ار ففي ه ذا
ب.وأن يكون الضرر الناجم عن الجريمة في طريقه إلى اإلصالح وان اإلضطراب الناتج عنها في
طريقه للتوقف.
ث.وان ال يكون المحكوم عليه شخص ًا طبيعي ًا الن فيه خضوع إللتزامات معينة تتنافى مع مبدئية
الشخص المعنوي.
فإذا توافرت هذه الشروط جاز للقاضي أن يقرر تاجيل جلس ة النطق بالعقوبة مع الوضع
تحت اإلختبار لمدة ال تتجاوز سنة ،وتستطيع المحكمة إلزامه البدء بالتنفيذ بصفة مؤقتة قبل صدور
الحكم نهائيًا ،فإذا أخضع القاضي المحكوم عليه لهذا النظام وجب أن يحدد له المدة التي بعد نهايتها
يجب حضوره من جديد أمام المحكمة ،وبطبيعة الحال فان المشرع الفرنسي استلزم أن ال تزيد هذه
المدة عن عام.
48
وتبدو أهمية هذا البديل للعقوبة السالبة للحرية مؤقتة المدة أنه ال يجتمع مع عقوبة الحبس
ف المفترض به ذا النظ ام أن القاض ي يق وم بتأجي ل النط ق ب الحكم بكاف ة العقوب ات المق ررة للجنح
والمخالف ات دون الجناي ات ومص ادرة األش ياء المض رة أو الخط رة ،والقاض ي في ه ذا النظ ام يق در
اآلث ار الس لبية ال تي ق د ت ترتب على حرم ان المحك وم علي ه من الحري ة لم دة قص يرة ،ومن هن ا يق وم
بتأجي ل النط ق ب الحكم على أم ل انص ياع المحك وم علي ه وإ ص الح حال ه وبالت الي إعفائ ه من العقوب ة
بش كل كام ل ،وه و نظ ام ي ؤدي إلى إح ترام حق وق المج ني علي ه وذل ك باش تراطه توق ف اإلخالل
واإلض طراب الن اجم عن الجريم ة وج بر الض رر الناشيء عنه ا ،وهو ب ذلك يستبعد العقوب ة الس البة
للحري ة قص يرة الم دة ويس هم في القض اء على عوام ل كث يرة ق د ت دفع إلى ارتك اب الجريم ة ،ولق د
حرص المشرع الفرنسي على استبعاد سلب الحرية بكافة صورها وذلك بمنع اللجوء لإلكراه البدني
لتنفيذ الغرامة التقديرية من أجل إجبار المحكوم عليه تنفيذ اإللتزامات المفروضة عليه.
الوضع تحت الرقابة اإللتكتر ونية ،هو أحد األساليب الحديثة والمبتكرة ،كبديل للعقوية السالبة
للحرية مؤقتة المدة ويقال له السجن في البيت ،ويقوم هذا األسلوب على السماح للمحكوم عليه البقاء
في منزله ولكن بشرط أن تكون تحركاته محدودة ،والمراقبة تتم بواسطة جهاز شبيه بالساعة أو
السوار يثبت في معصم اليد أو في ساقه ،لذلك اطلق على هذا النظام (السوار اإللكتروني) كما
ولقد انقسم الرأي بخصوص المراقبة اإللكترونية إلى فريقين إذ يرى الفريق األول ،أن هذا
النظام هو عقوبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهي شكل جديد من العقوبة والرد على الجريمة
وقالوا انه نظام يجمع بين الردع والتأهيل ،ويقوم بالدرجة األولى على الثقة بالمحكوم عليه وابعاد
المحك وم علي ه عن الوح دة وعزل ه في الس جن وابقائ ه في المجتم ع ،أم ا ال رأي الث اني ف يرى أن ه ذا
التدبير من شأنه أن يؤدي إلى تآكل العقوبة ويفقدها مضمونها وأهدافها.
وقد أدخل هذا النظام كبديل للعقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة في التشريعات العقابية في
آخ ر ه و البق اء في ال بيت .ولق د تط ور ه ذا النظ ام في العش رين س نة التالي ة ،فطبقت ه ك ل من كن دا
القانون رقم 1159/97بتاريخ 19كانون األول 1997وأكمل بالقانون رقم 516/2000ثم أخذ
س نده التش ريعي في الم ادة 723/14من ق انون اإلج راءات الجزائي ة الفرنس ي .وق د تم تع ديل ه ذه
،9/3/3004وق د ق دم المش رع الفرنس ي في التش ريع العق ابي في تنظيم ه للوض ع تحت المراقب ة
وأنني أدعو المشرع الفلسطيني بوجه خاص والمشرع العربي بوجه عام للسير على هذا
الطريق التشريعي الذي وضعه المشرع الفرنسي وهو نظام يؤدي إلى مكافحة زيادة عدد السجناء
في مراكز االصالح والتاهيل مع تحقيق اهداف السياسه العقابية المتمثل في الزجر العام والخاص.
وفق ًا للقانون الفرنسي فإن هذا النظام يمكن تطبيقه على كل من األحداث والبالغين؛ إال أنه
فيما يتعلق بالحدث يجب موافقة ولي أمره وهو نظام يمكن أن يشمل النساء والرجال كذلك؛ إال أن
البعض انتقد هذا النظام بأنه يشكل تكليف ًا إضافيًا على المحكوم عليه كما أنه نظام قد يتعارض مع
النظ ام الع ام واألمن الع ام ،باالض افة أن ه ال يمن ع من اتص ال المحك وم علي ه م ع غ يره من المتهمين
خاصة إذا كان بديال للحبس اإلحتياطي مما يترتب عليه تعارضه مع ضرورة حماية األدلة والش هود
والمجني عليهم من العبث حتى أن هذا النظام ال يؤدي إلى حماية المتهم نفسه.
50
يجب أن تك ون العقوب ة هي الحبس ال ذي ال بزي د عن س نة أو أن يك ون المتبقي منه ا ال يزي د
عن سنة.
ومن ثم ال مج ال لتط بيق ه ذا النظ ام إذا ك انت العقوب ة هي الغرام ة؛ إال إذا اس تحالت ه ذه
العقوبة للحبس بسبب عدم مقدرة المحكوم عليه دفعها ،عندئ ٍذ تصبح عقوبة سالبة للحرية وبالتالي
يص بح المج ال رحب ًا لتط بيق ه ذا النظ ام ،كم ا أن ه ال مج ال لتطبيق ه إذا ك انت العقوب ة هي العم ل
للمص لحة العام ة أو وق ف تنفي ذ العقوب ة ،وال ذي يجب مالحظت ه ان الش خص المعن وي ال يس تفيد من
ونظام المراقبة يمكن أن يصدر بحكم من المحكمة ،ويكون له مبررات عدة تتعلق بالمحكوم
العلمي أو تدريب عملي أو تأهيل مهني او ممارسته لعمل مؤقت تقتضي مستلزماته إعادته لإلندماج
باستمرار وهي تقنية يصعب توافرها في مراكزاالصالج والتاهيل ،وفي حالة تقرير الوضع تحت
المراقبة فإن إجراءات وطريقة التنفيذ تترك لقاضي تنفيذ العقوبة الذي يحددها بموجب قرار غير
قابل للطعن يتخذه خالل مدة أقصاها أربع أشهر من التاريخ المحدد لتنفيذ الحكم.
الحكم بعقوبة أو عدة عقوبات ال تتجاوز في مجموعها مدة سنة عندما يقرر القاضي دمج العقوبات
وه وه االم ر المعم ول ب ه في ق انون العقوب ات األردني رقم 16لس نة _ 60ي نظ ام دمج العقوب ات
_المنصوص عليه في المادة 2 \72والتي جاء فيها(اذا ثبت عدة جنايات او جنح قضي بعقوبة لكل
جريمة ونفذت العقوبة االشد دون سواها) ،كما أنه يمكن فرض نظام المراقبة اإللكترونية في نهاية
مدة العقوبة بالنسبة للمحكوم عليهم ذوي المدد الطويلة ،إذا لم يتبقى من مدة الحبس سوى سنة واح دة
فق ط ،ويمكن تط بيق ه ذا النظ ام ك ذلك على المحك وم عليهم ال ذين تنطب ق عليهم ش روط اإلف راج
51
الش رطي ال ذي س نأتي على بحث ه ،فيك ون ه ذا النظ ام أح د اإللتزام ات ال تي يفرض ها القاض ي ض من
وفقا للنظام الق انوني الفرنسي يختص قاضي تنفيذ العقوبه باصدار القرار بوضع المحكوم
عليه تحت المراقبة اإللكترونية ،وذلك من تلقاء نفسه أو بناًء على طلب من الجهة العقابية ،ولما كان
هذا األمر ال يمكن أن يتم دون رضاء المحكوم عليه؛ ألن هذا األمر يتطلب تعاون ًا منه مع المؤسسة
العقابية لتنفيذ المراقبة فإن المشرع الفرنسي يشترط موافقة المحكوم عليه وبحضور محاميه .على
أن حضور المحامي أصبح اختياريًا في هذا المجال؛ كما أنه يجب الحصول على موافقة مالك العقار
في ح ال تطلب األم ر وض ع المحك وم علي ه خالل م دة المراقب ة في عق ار معين؛ إال إذا ك ان المح ل
عامًا كاحد المؤسسات االجتماعية التابعة لوزارة الشؤن االجتماغيه المعنية ،وقاضي تنفيذ العقوبة
المختص هو القاضي الذي يقع في نطاق اختصاصه المكاني مكان إقامة الشخص الموضوع تحت
المراقبة اإللكترونية.
ويكون إتخاذ القرار بالوضع تحت المراقبة اإللكترونية بعد أخذ رأي المؤسسة العقابية في
جلسة يحضرها المحكوم عليه ويستمع القاضي لمطالعات ممثل النيابة وأقوال المحكوم عليه وعند
اإلقتض اء فال م انع من س ماع أق وال مح امي المحك وم علي ه ،ويمكن لقاض ي تنفي ذ العقوب ة أن يتخ ذ
قراره دون مرافعات وجاهية أي من الممكن أن يتخذ قراره تدقيقًا وذلك ،في أحوال موافقة النائب
الع ام والمحك وم علي ه أو محامي ه على الخض وع للمراقب ة اإللكتروني ة ،ويبل غ قاض ي تنفي ذ العقوب ة
المحك وم علي ه خطي ًا باالم اك المحظ ورة علي ه ،وأوق ات الحض ور ويح دد ل ه الام اكن ال تي يس تطيع
ال ذهاب اليه ا كارتي اد أح د المتنزه ات في وقت مح دد ال يج وز ل ه ارتي اده بع د ه ذ ا ال وقت المح دد،
ويحدد له قاضي تنفيذ العقوبة الواجبات والتدابيرالمفروضة عليه خالل مدة المراقبة ،وإ نذاره بأنه
في حال خرقه لشروط المراقبة فسوف يتم سحب قرار المراقبة ،وتعريضه لعقوبة جريمة الهرب
52
ومما يجدر ذكره انه يجب أن تتوافر شروط مادية معينة حتى يتم إتخاذ هذا القرار بالوضع
تحت المراقبة االلكترونية ،وذلك فضًال عن الشروط القانونية وتتمثل فيما يلي-:
.3شهادة طبية تؤكد أن حالة الشخص الصحية تتوافق مع وضع السوار اإللكتروني.
.4الحصول على موافقة مالك العقار أو مؤجره إذا كانت إقامة الشخص في غير منزله باستثناء
الصورة األولى :طريقة البث المتواصل وهي متبناه في غالبية الدول التي أخذت بهذا النظام وبها
يرس ل الس وار ك ل خمس ة عش ر ثاني ة إش ارات مح ددة إلى مس تقبل موص ل بالخ ط اله اتفي في مك ان
إقامة الشخص وينقل هذا المستقبل إشارات أوتوماتيكية إلى نظام معلوماتي مركزي مجهز بتقنيات
يمكنها أن تسجل هذه اإلشارات والمعلومات ويوجد هذا النظام لدى الجهة التي تتولى رقابة المحكوم
عليه.
الصورة الثانية :وتسمى طريقة التحقق الدقيق وبموجبها يرسل نداء تلفوني بشكل أوتوماتيكي إلى
بيت أو مكان إقامة الشخص ،ويستقبل هذا النداء ويرد عليه عبر رمز صوتي أو تعريف نطقي.
الصورة الثالثة :وهي المراقبة عبر الستاليت (األقمار الصناعية) وهي معمول بها لدى الواليات
المتحدة األمريكية.
ولقد اختار المشرع الفرنسي الطريقة األولى من طرق المراقبة وفي هذا األسلوب يسمح
للمحكوم عليه البقاء في بيته ومن هنا تمت تسمية هذا النظام بالسجن في البيت.
53
هذا وقد أجاز المشرع الفرنسي للمحكوم عليه أن يطلب من القاضي في أي وقت استشارة
1
طبيبه للتأكد من أن هذه التقنيات ال تؤثر سلبًا عليه من الناحية الصحية.
يلغي نظام المراقبة اإللكترونية إذا توافرت شروط معينة؛ ألن نظام المراقبة هذا ال يكون
إلى ما ال نهاية ،وإ نما هو مرهون بتحقيق أهدافه وذلك بقيام المحكوم عليه بتنفيذ كافة اإللتزامات
والتدابير المفروضة عليه؛ لذلك فإن المشرع الفرنسي قرر إلغاء هذه المراقبة إذا توافرت الشروط
التالية:
أ .إذا طلب المحكوم عليه هذا اإللغاء ،ويكون ذلك إذا اتضح له أن هذا النظام يتعارض مع حياته
ب .إذا لم يقم المحك وم علي ه بتنفي ذ ش روط الخض وع للرقاب ة اإللكتروني ة ،أو لم يت ابع تنفي ذ الت دابير
المفروضة عليه ،أو إذا صدرت ضده أحكام جنائية اثناء مدة المراقبة االكترونية.
ت .إذا رفض المحك وم علي ه التع ديالت الض رورية على ه ذا النظ ام وال تي يفرض ها قاض ي تنفي ذ
العقوبة.
وج دت فك ره اإلف راج الش رطي ص داها ل دى بعض التش ريعات القديم ة ال تي أص بغت على
تش ريعاتها الجنائي ة الص فة اإلنس انية ،ف أقرت نصوص ا اتخ ذت أساس ًا لتط ور ق انون العقوب ات في
الس نوات األخ يرة ،ون ذكر به ذا الخص وص مرس وم إم براطور النمس ا جوزي ف الث اني س نة ،1788
وق انون العقوب ات الباف اري الص ادر ع ام 1813؛ ل ذلك ف إن اإلف راج الش رطي لم يكن ولي د عم ل
يراجع في ذلك -جاسم محمد راشد الخديم العنتلي -مرجع سابق من 250 1
يراجع كذلك -الوضع تحت المراقبة اإللكترونية والسوار اإللكتروني في السياسة العقابية الفرنسية للدكتوره صفاء أوتاني-
مجلة جامعة دمشق للعلوم اإلقتصادية والقانونية -المجلد 25العدد األول 2009 -راجع كذلك مجلة الجامعة اإلسالمية
للدراسات اإلسالمية المجلد الحادي والعشرون ،العدد األول من – 661من 695عدد يناير -20130مراقبة المتهم
إلكترونيًا كوسيلة للحد من مساويء الحبس اإلحتياطي -دراسة تحليلية -د.ساهر إبراهيم الوليد.
54
تش ريعي ط اريء ،وإ نم ا ك ان نت اج تج ارب المؤسس ات العقابي ة ودراس اتها في ك ل من فرنس ا
وبريطانيا ،وال شك أن في تتبع الخطوات التي مر بها هذا النظام في كل من فرنسا وبريطانيا حتى
اتضحت صورته يكشف عن األسس التي ُب ني عليها واألهداف التي كانت مرجوه من وراء األخذ
به ذا النظ ام .وبع د ص دور ق انون العقوب ات الفرنس ي ع ام 1810ال ذي غلب علي ه الط ابع النفعي
وم الت في ه العقوب ات إلى الش دة تحقيق ًا للمص لحة اإلجتماعي ة حيث أع اد العقوب ة المؤب دة ،واع ترف
للقاضي بسلطة تقديرية وقرر للعقوبة حد أدنى وأعلى ،وفي ظل هذا القانون بدأت المؤسسة العقابية
اإلهتم ام بإص الح ح ال المس جونين من األح داث ،وب دأت اإلدارة العقابي ة في س نة 1817بب اريس
باتخاذ أول مظهر من مظاهر نظام اإلفراج الشرطي ،وذلك بأن وضعت المساجين األحداث بأحد
سجون باريس في ملجأ كان يديره راهب يدعى ارنولت ،وكانت طلبات اإلفراج الشرطي تقدم إلى
وزير العدل من قبل العائالت التي كانت ترغب في استقبال المجرمين األحداث المفرج عنهم ،وفي
عام 1846اقترح (يونوفيل ومارسيني) األخذ بنظام اإلفراج الشرطي عن المحكوم عليهم البالغين
ال ذين يثبت اس تفادتهم من المعامل ة العقابي ة داخ ل الس جن أس وة باألح داث ،وذل ك على أث ر الزي ادة
الرهيبة في معدل الجريمة التي أثبتتها اإلحصاءات الرسمية في الفترة من 1826إلى 1850وعلل
األخ ذ به ذا النظ ام بأن ه ي ؤدي إلى زي ادة فعالي ة العق اب ويحق ق اإلص الح العق ابي ويقل ل من خط ر
العائدين .ونرى ان الهدف من هذا النظام هو الحث على اإلصالح من داخل السجن حتى تختصر
1
مدة وجوده به ومن ثم يسعى لإلندماج بالمجتمع.
وأن ه من المفي د الق ول ان المفه وم الكالس يكي لإلف راج الش رطي بأن ه منح ة تهذيبي ة ال تهتم
بتاهيل المحكوم عليه ،وإ نما ينظر له بأنه وسيلة للتخفيف من ازدحام السجون والتقليل من نفقاتها؛
إال أن هذا المفهوم لم يعد متفقا والسياسه الحديثة للدفاع اإلجتماعي التي تهدف إلى حماية المجتمع
عن طري ق تق ويم الف رد وعالج إنحراف ه وتاهيل ه اجتماعي ًا إلع ادة اندماج ه في المجتم ع وتمكين ه من
.1د -محمد عبد الغريب -اإلفراج الشرطي في ضوء السياسة العقابية الحديثة -سنة 1995 -1994ص.21
55
واإلف راج الش رطي يختل ف به ذا المع نى عن العف و الش رطي ،وال ذي يك ون األص ل في ه أن
يعفى المحك وم علي ه من العقوب ة بال قي د أو ش رط؛ إال أن ه في العص ر الح ديث يج وز أن يأخ ذ ش كل
اإلف راج الش رطي حيث ال يعفى المحك وم علي ه من تنفي ذ ك ل أو بعض العقوب ة؛ إال إذا خض ع لبعض
الش روط ال تي يح ددها ق رار العف و وأن يخض ع لبعض ت دابير الرقاب ة أو أن يف رض علي ه إلتزام ات
خاصة ،حتى أن البعض اعتبر أن تأجيل النطق بالعقوبة الممنوح من قاضي تط بيق العقوبة ليس إال
شكًال من اشكال العفو الشرطي؛ ألنه يجوز له الرجوع عنه في خالل السنة التالية لمنحه في حال
سوء سلوك المحكوم عليه ،ومع ذلك فإن النظامين يختلفان عن بعضهما فيما يلي:
.1العفو الشرطي بحسب األصل مبني على اعتبارات الشفقة والرحمة بالمحكوم عليه بخاللف
اإلف راج الش رطي فه و ليس إال وس يلة من وس ائل تفري د المعامل ة العقابي ة تقتض يه اعتب ارات
التأجيل ،أو هو تدبير مستقل وفق ًا ألنصار الدفاع اإلجتماعي يستهدف تأهيل المحكوم عليه
إجتماعيًا.
.2العفو الشرطي من اختصاص رئيس الدولة في حين أن اإلفراج الشرطي تختص به سلطات
أخ رى تختل ف ب اختالف التش ريعات؛ ل ذلك ف إن اإلف راج الش رطي أك ثر مالئم ة من العف و
الشرطي إذ يمكن منحه بصفة عامة بمقتضى قرار يصدر من السلطة المختصة.
.3يتحدد نطاق العفو الشرطي بجميع العقوبات البدنية والسالبة للحرية والمالية في حين يقتصر
56
نطاق تطبيق نظام اإلفراج الشرطي:
يمتد نطاق هذا النظام ليشمل كافة المحكوم عليهم بوصفه تدبير يهدف إلى تأهيل المحكوم
عليه إجتماعيًا ،ومع ذلك فإن بعض القوانين قد تستثني أشخاص ًا معينة من اإلستفادة من هذا النظام
بنص خ اص أو تعل ق تطبيق ه على أخ ذ رأي جه ات األمن المختص ة مراع اة إلعتب ارات األمن الع ام
وال ردع الع ام أو اقتناع ًا منه ا ب أنهم غ ير ج ديرين للخض وع لنظ ام اإلف راج الش رطي ،واإلف راج
الشرطي يتطلب أن يكون هناك حد أدنى للعقوبة السالبة للحرية أو أن يكون المحكوم عليه قد أمضى
م دة معين ة وبقي م دة مح دودة من ف ترة العقوب ة المحك وم به ا .فه و نظ ام ال يطب ق إال في نط اق
العقوبات السالبة للحرية المؤقتة المدة لذلك فإنه ال يمتد ليشمل عقوبة السجن المغلق (المؤبد).
تطبيق اإلفراج الشرطي على المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية قصيرة المدة:
حرصت كافة التشريعات أن يكون المحكوم عليه قد أمضى مدة معينة من عقوبته لالستفادة
من ه ذا النظ ام ،وتختل ف التش ريعات في تحدي د ه ذه الم دة من تش ريع الى اخ ر ف أغلب التش ريعات
تحددها بثلثي العقوبة المحكوم بها مثال ذلك القانون الدنماركي في المادة 38من قانون العقوبات
لسنة ،1931والنرويجي في المادة 37عقوبات لسنة ،1949وفي المادة 26من قانون العقوبات
األلماني لسنة 1871المعدل سنة ،1953وهناك البعض اآلخر من التشريعات ينقصها إلى نصف
العقوب ة مث ال ذل ك الق انون البرتغ الي في الم ادة 120من ق انون العقوب ات لس نة 1886،والق انون
بينما ذهبت تشريعات أخرى إلى تحديدها بثالثة أرباع المدة المحكوم بها كالقانون المصري
في المادة 52من قانون تنظيم السجون والقاناون اإلسباني في المادة 96من قانون العقوبات لسنة
وقد أقامت بعض هذه التشريعات تفرقة بين المبتدئين والعائدين ،فالقانون الفرنسي يحددها
بالنسبة للمبتدئين بنصف المدة .أما بالنسبة للعائدين فيرفعها إلى ثلثي المدة المحكوم بها .أما القانون
اإليطالي فقد حددها بنصف المدة للمبتديء وثالثة أرباع المدة بالنسبة للعائد وذلك بنص الم ادة 176
57
من ق انون العقوب ات لس نة .1930وش رط اإلف راج الش رطي يتمث ل في حس ن س لوك المحك وم علي ه
داخ ل المؤسس ة العقابي ة وه ذا الش رط يعت بر جوهري ًا إلطالق س راح المحك وم علي ه قب ل انته اء م دة
عقوبته؛ ألنه يعتبر إمارة على اإلصالح الفعلي للمحكوم عليه وان العقوبة قد حققت الردع الخاص
وتأهيل المحكوم عليه ،وفكرة حسن السلوك هذه ال يقصد بها مصلحة الفرد فحسب وإ نما مصلحة
المجتمع .وبصفة عامة فإن حسن السلوك داخل المؤسسة العقابية يعد مسلكًا طبيعي ًا يتفق وقواعد
الحي اة العقابي ة إحترام ًا لنص وص الق انون .وال ذي يث ار به ذا الص دد ه و كيفي ة التحق ق من إص الح
لق د اتجهت أغلب النظم العقابي ة الحديث ة إلى إق رار فك رة أن تك ون المعامل ة العقابي ة موجه ة
في األص ل نح و اإلف راج الش رطي؛ الن ذل ك ي دعم األم ل ل دى المحك وم عليهم في أن يس تفيدوا من ه
وهذه الفكرة تتفق مع الفكرة األساسية في الرعاية العقابية الحديثة التي تستهدف اإلعداد لتأهيل الفرد
اجتماعي ًا ،لذلك ذهب الفكر القانوني الحديث الى ان حسن السلوك يبقى مظهر خارجي ال يمكن أن
يعطي حكم ًا بأن المحكوم عليه يستحق اإلفراج الشرطي؛ ألن اعتبارات اإلفراج الشرطي تقتضي
أن يكون وسيلة للتأهيل اإلجتاعي إذ يفترض أن يمنح في كل حالة يبدو فيها اإلفراج الشرطي هو
الوس يلة المالئم ة للوص ول إلى ه ذا الغ رض المتمث ل بالتأهي ل اإلجتم اعي للمحك وم علي ه وعلى ذل ك
يتعين إفس اح الس بيل أم ام المحك وم عليهم ال ذين يظ ل إص الحهم غير محقق النهم األك ثر حاج ة ألن
يوجهوا ويساعدوا ويساندوا في الشهور التي تلي إطالق سراحهم ؛اذ يجب أن يستفيد من هذا النظام
المحكوم عليهم الذين يخضعهم لقواعد الحياة العقابية وال يكون في اإلفراج عنهم خطرًا يهدد النظام
العام .وفي حال مخالفة شروط اإلفراج يجوز أن يصدر أمر بالقبض على المفرج مؤقت ًا وأن يقدم
إقتراح ًا بإلغ اء اإلف راج الش رطي إلى الس لطة المختص ة ومض ار ه ذا اإلج راء قليل ة على المجتم ع
وفوائدها كبيرة.
وايا ما كان االمر فان لالفراج الشرطي عدة شروط نجملها على النحو التالي:
58
وهذه الشروط هي موضوعية تتعلق بالمحكوم عليه وشكلية تتعلق بالجهة التي تملك سلطة
تقرير االفراج وهذه الشروط يمكن تفصيلها على الحو التالي :
وهي شروط تتعلق بالمحكوم عليه ،وبالعقوبة المحكوم بها ،وبالمدة التي تنفذ في السجن.
.1ان يك ون المحك وم علي ه داخ ل المؤسس ة العقابي ة حس ن الس يرة والس لوك داعي ا الى الثق ة بتق ويم
نفسه وهذا ما اخذ به قانون االجراءات الجزائية العماني في المادة ( )309والتي جاء فيها (...
وكان السلوك اثناء وجوده في السجن يدعو الى الثقة بتقويم نفسه) .
.2رضاء المحكوم عليه :من الوجهة القانونية ال يثور الشك في انه ال محل لرضاء المحكوم عليه
في هذا المجال والحجة في ذلك ان االفراج الشرطي هو نظام عقابي تطبقه السلطة المخولة بما
لها من سلطة تقديرية ويقتضي ذلك القول انه ال شان له أي المحكوم عليه في تطبيق هذا النظام
وانقس مت التش ريعات الى وجه ات مختلف ة به ذا الخص وص ،فاي د التش ريع االلم اني والفرنس ي
والعماني وجود هذا الرضاء ،وعارض وجود هذا الرضاء التشريع المصري والليبي والكوي تي
والعراقي .
يشترط ان يكون قد صدر بالعقوبة حكم نهائي ،وان تكون العقوبة سالبة للحرية .وقد ذكرنا
كيف ان التشريعات اختلفت من تشريع الى اخر من حيث المقدار المتبقي من العقوبة الذي يمكن ان
يطبق عليه نظام االفراج الشرطي وانواع الجرائم التي يمكن ان ينطبق عليها هذا النظام ،فمثال نجد
ان القانون العماني حدد هذه المدة بان ال تقل عن تسعة اشهر ،ومنها ما تتطلب ان يكون قد قضى
59
ثلالثة ارباع مدة العقوقة كالتشريع المصري 1،والقانون الفرنسي يحددها بالنسبة للمبتدئين بنصف
المدة .أما بالنسبة للعائدين فيرفعها إلى ثلثي المدة المحكوم بها
وهي تتعل ق بالجه ة ال تي تمل ك س لطة تقري ر االف راج ولق د انقس مت االتجاه ات على ه ذا
.1بعض التشريعات اعتبرت هذا العمل من اعمال االدارة؛ لذلك فان هذه التشريعات خولت االدارة
العقابي ة االش راف على ه ذا النظ ام وتطبيق ه ،ولق د س لك المش رع المص ري ه ذا المس لك ،وق انون
االجراءات العماني في المادة ()309؛ اذ جعله من اختصاص مدير عام السجون بعد موافقة لجنة
.2لكن االتجاه الغالب يجعل هذا االمر من صالحية القضاء؛ النه يمس القوة التنفيذية للحكم ومن
ه ذه االنظم ة النظ ام الق انوني الفرنس ي ،وال ذي يعطي ه ذا االم ر لقاض ي تنفي ذ العقوب ة بالنس بة
ال ي ترتب على االف راج الش رطي مح و الحكم الص ادر باالدان ة؛ ب ل يبقى منتج ا الث اره
القانوني ة ،وعلي ه تبقى العقوب ة التكميلي ة او التبعي ة الملحق ة بالعقوب ة االص لية قائم ة؛ اذ ان االف راج
الشرطي يؤدي الى ابدال سلب الحرية بتجربة حسن سير وسلوك فقط..
راجع في ذلك – د – حسن صادق المرصفاوي – قانون االجراءات الجنائية – دار نشر الثقافة الجامعية – طبعة – 1955 1
ص226
60
انتهاء االفراج الشرطي:
ينتهي االف راج الش رطي ام ا بانقض اء مدت ه فيتح ول الى اف راج نه ائي ،او بالغائ ه واع ادة
.1انقضاء مدة العقوبة :ان مدة االفراج الشرطي او مدة التجربة هي المدة المتبقية من العقوبة دون
تنفيذ؛ فاذا انقضت هذه المدة وكان المحكوم عليه خاللها حسن السيرة والسلوك واوفى بما فرض
عليه من قيود والتزامات زال االفراج المؤقت وتحول الى افراج نهائي وتعتبر العقوبة في هذه
الحالة كانها نفذت بالكامل من تارخي االفراج الشرطي وليس من تاريخ انتهائه؛ وذلك مكافاة له
على حسن سلوكة وفائدة ذلك تكون في احتساب المدد المتعلقة بالعود ورد االعتبار ....الخ
.2يلغى االف راج الش رطي ويع اد المحك وم علي ه الى الس جن لتنفي ذ العقوب ة وتص ادر الكفال ة
االحتياطية؛ اذا كان هذا االفراج مقرون بها لصالح الخزينة اذا ارتكب المحكوم عليه خالل مدة
االف راج المشروط جرم ا اخر ادى الى الحكم علي ه بالس جن وه ذه الم دة التي تبرر الغاء االف راج
الش رطي وه ذه الم دة تختل ف من تش ريع الى اخ ر ،فالتش ريع العم اني مثال اش ترط ان ال تق ل عن
ه ذه هي العقوب ات البديل ه للعقوب ات الس البة للحري ة مؤقت ة الم دة ال تي تحق ق الغ رض من
العقوب ة المتمث ل ب الرع الع ام والخ اص؛ وه و النهج ال ذي س ارت علي ه معظم االنظم ة القانوني ة
والمؤسسات العقابيه المتطوره التي رات في هذا الظام العقابي بديال عن تنفيذ العقوبة السالبة للحرية
مؤقتة المدة.
ومع ذلك فان هناك بدائل اخرى للعقوبة اخذت يها بعض االنظمة القانونية والتي النرى لها
من االهمية في هذه الدراسة بالقدر الذي للبدائل التي استعرضناها في تحقيق السياسة العقابية التي
عمادها تحقيق الردع العام والخاص وبالتالي الوصول لتحقيق الغاية النهائية من العقوبة؛ اال وهو
1يراجع في ذلك – بحث بعنوان االفراج الشرطي 6مايو – 2007دار العدالة والقانون العربيه – بواسطة شبكة االنترنت.
61
اعادة تاهيل واصالح المحكوم عليه الذي ادت الجريمة الى سلخه عن المجتمع وتتمثل هذه البدائل
دف ع مبل غ تعويض ي للمتض ررين و ارض ائهم للتن ازل عن الحق وق الشخص ية -1
المختصه ،او ايداع كفاله نقدية او مصرفية لدى الخزينة؛ كضمان الستمراره تنفيذ العقوبة
التغريب او النفي او االقامة الجبرية بعيدا عن مكان سكناه أو اقامته؛ كما هو -3
التوبيخ والتشهير واللوم؛ كأن يوبخ امام اقرانه او اقاربه او يعلق قطعة امام -5
طلبه.
الس جن ش به المفت وح؛ كاالي داع في قاع ة كب يرة تيتس ع لع دد كب ير من المحك وم -6
عليهم تلقي عليهم محاضرات تعليمية وبرامج اصالحية والتدريب على برا مج معينة.
نظام السجن المتقطع او تقسيط العقوبة وذلك بمراقبة المحكوم عليه حول مدى -7
اص الحه وادراك ه لخط ورة العم ل ال ذي ق ام ب ه ،وم دى انس جامه م ع البرن امج االص الحي و
نزع الصفة الجرمية عن بعض الجرائم والمخالفات البسيطة وجعلها مخالفات -8
ادارية و معاقبة مرتكبيها بعقوبات ادارية ومالية (اكدت على ذلك المادة 11من العهد الدولي
62
للحق وق المدني ة والسياس ية) حيث نص ت على ان ه ( ال يج وز س جن أي إنس ان لمج رد عج زه
عن الوف اء ب التزام تعاق دي) فمثال الس ياقة ب دون اج ازة من الممكن ان يع اقب الس ائق بت اخيره
الحبس اثن اء العط ل الرس مية و نهاي ة االس بوع ،وبه ذا يس تطيع المحك وم علي ه -9
التواص ل م ع عائلت ه وع دم ت رك عمل ه ،وك ذلك يتم مراقبت ه اثن اء ف ترة محكوميت ه فيم ا اذا ق د
اس تفاد من ال برامج االص الحية ال تي القيت علي ه او ال تي تم تدريب ه عليه ا ،و فيم ا اذا ك ان ق د
نظ ام تحوب ل ال دعوى الجنائي ة الى غ ير جنائي ة :وه و اس لوب ح ديث يس مح -10
بتفادي الحبس في احوال معينة بالنسبة للمحكوم عليهم ويطبق هذا النظام بصورة كبيرة في
الواليات المتحدة االمريكية وهو يقوم على متابعة المدمنين على المخدرات والكحول خاصة
اذا توصل القاضي الى ان الطريق الجنائي ال يجدي نفعا.
هناك اتجاهات حديثة الى الغاء االفعال التي تعتبرها غالبية القوانين اجرامية -11
واستبعاد عقوبة السجن في بعض الجرائم ،او االكتفاء بعقوبة بسيطة في بعض منها كجرائم
السكر وتعاطي المخدرات واالتصال الجنسي بين البالغين او غيرها من الجرائم التي تعرف
في الق وانين الغربي ة ب الجرائم ب دون ض حية؛ وه و مس لك ال يتف ق م ع النظ ام الع ام الفلس طيني
بوج ه خ اص والع ربي بش كل ع ام؛ الن مث ل ه ذه الج رائم فيه ا مس اس بالش عور الع ام وغالب ا
م ايكون المجتم ع ه و الض حية لمث ل ه ذه الج رائم فه و ال يق ر ه ذه االعم ال ح تى ول و لم يكن
1
هناك ضحية مباشرة لهكذا جرائم فيها مساس بالنظام العام.
اننا نكتفي بهذا القدر من هذه االمثلة على العقوبات البديلة وهي تختلف باختالف السياسات
الجنائية لكل بلد والظروف االجتماعية لكل مجتمع ،فقد تكون عقوبة صالحة و جيدة لمجتمع ما
ولكنها قد التتالئم مع مجتمع أخر والتفي بغرضها وهو االصالح والتأهيل ،وانها ليست بقوالب
يراجع في البدئل االخيرة :مفهوم الغقوبة البديلة بهزاد علس ادم – الحوار المنمدن _ الموقع الرئيسي . 1
63
جاهزة تطبق في كل االزمنة واالمكنة و انما تتغير طبقا لواقع الحال و المكان الذي تطبق فيه
وللمجتمع المدني ان يشارك في صياغتها.
الخاتمة
اننا وبعد ان انهينا هذه الدراسه لبدائل العقوبات السالبة للحرية مؤقتة المدة؛ فانه يظهر لنا
من خاللها ان العمل بنظام العقوبات البديله ال بعني باي حال من االحوال تعطيل العمل بالعقوبات
السالبة للحريه ،وانما وجدنا ان المشرع في الدول التي اعتمدت العمل بالعقوبة البديلة عوضا عن
العقوبة السالبة للحرية مؤقتة المدة ،وبعد الدراسات التي اجريت عليها وبعد تطبيقها عمليا ودراسة
ج دواها؛ اتض ح للمش رع في ال دول ال تي تاخ ذ به ذا النظ ام انه ا تحق ق الغ رض من العقوب ة الس البة
للحري ة؛ في تحقي ق اه داف السياس ة العقابي ة بتحقي ق ال ردع الع ام والخ اص وتاهي ل المحك وم علي ه
واعادت ه س ليما مع افى الى المجتم ع بع د ان تخلص من االث ار ال تي ت رتبت علي ه من الجريم ة ال تي
اقترفه ا.ولم ا ك ان تنقي ذ العقوب ة الس البة للحري ة مؤقت ة الم دة ي ترتب علي ه الكث ير من الس لبيات ال تي
افقدت ه الكث ير من اهميت ه في تحقي ق اغ راض العقوب ة؛ االم ر ال ذي دف ع العدي د من التش ريعات لع دم
التوقف عند العقوبات البديلة التقليديه كوقف التفنيذ وتبديل الحبس بالغرامه والعمل للمنفعة العامة
وان كان المشرع الفلسطيني قد اناط صالحية اعمال البديل االخير للنيابة العامة وبعد صدور الحكم
من المحكمة المختصه وفقا لنص الدة 399من قانون االجراءات الجزائية وجعل من مدة العقوبة
السالبة للحرية التي تخضع لهذا النظام ان التزيد عن الحبس لمدة ثالثة اشهر على نحو افقده محت واه
كعقوبة بديلة مقارنة مع االنظمة القانونية المقارنة .ويجب التوسع في تطبيقها واالخذ بنظام العقوبة
البديله بمعناها االوسع على النحو الذي اوضحناه وشرحناه في هذه الدراس ة ،ولكن كانت المشكلة
في ه ذه الدراس ة ان العقوب ات الس البة للحري ة في ذاته ا ال تث ير ص عوبة في بي ان معناه ا وانواعه ا
واقس امها؛ فالمش رعون اخ ذوا على ع اتقهم تبي ان انواعه ا واقس امها ومعناه ا ،ولكن المش كلة تث ور
حينم ا يض اف له ذا االص طالح تعب ير (قص ير الم دة) ،فالمش رعون لم يوض حوا م تى تك ون العقوب ة
قصيرة المدة؛ أي انهم لم يضعوا معيارا او يحددوا مناط العقوبة الس البة للحرية فصيرة المدة؛ لذلك
اختلف الفقهاء في تحديدها ثم انطلقوا الى انها من ثالثة اشهر حتى سنة .وهذا الراي مثال له سنده
64
في التش ريعي الفلس طيني فالم ادة 2\27عقوب ات اردني لس نة 60تنص على ان ه (اذا حكم على
الحبس الى الغرامة على اساس نصف دينار عن كل يوم وذلك اذا اقتنعت بان الغرامة عقوبة كافية
للجريمة التي ادين بها ذلك الشخص) بمعنى ان العقوبة ان زادت في مدتها عن ثالثة اشهر فال وجه
لتب ديل ه ذه العقوب ة بالغرام ة ول و زادت ي وم واح د عن ه ذه الم دة؛ في حين جع ل ق انون االج راءات
الجزائية الفلسطيني رقم 3لسنة 2001هذه المدة فيما يتعلق بوقف التنفيذ ال تزيد عن سنة ،وذلك
وفقا لما جاء بتص المادة 284من هذا القانون والتي تنص على انه (يجوزللمحكمة عند الحكم في
جناي ة او جنح ه بالغرام ة او ب الحبس م دة ال تزي د على س نة ان ت امر في نفس الحكم بايق اف تنفي ذ
العقوبة.........الخ).
وتمييزها عن غيرها من االنظمة القانونية االخرى التي قد تختلط بها متل بدائل الحبس االحتياطي
وب دائل ال دعوى الجنائي ة .وب ذات ال وقت تناولن ا الب دائل في الق انون الفلس طيني وهي ب ديلين تقلي ديين
تمثل في تبديل عقوبة الحبس بالغرامة ووقف التنفيذ ،وبديل ثالث حديث اخذ به على استحياء وهو
العم ل للمنفع ة العام ة ال ذي نص ت علي ه الم ادة 379من ق انون االج راءات الجزائب ه وه و ال ذي
شرحناه انفا ،وكان البد من تناول البدائل االخرى المعمول بها لدى العديد من التشريعات االخرى،
وقد تمثلت هذه البدائل في تاجيل النطق بالعقوبة ،والمراقبة االلكترونيه ،ثم االفراج الشرطي.
وانن ا اذ نض ع ه ذه الدراس ه وتحلي ل فوائ د ه ذه الب دائل وابرازه ا بين ي دي الب احثين؛ فان ه
يحدونا االمل ب ان ياخذ المشرع الفلسطيني بهذه البدائل باضافتها للبدائل االخرى التقليدية المعمول
بها لديه وهي تبديل الحبس بالغرامة ووقف التنفيذ وتطوير نظام العمل للمنفعة العامة بالقدر الذي
اليخ ل بالمص الح االساس ية االولى بالرعاي ة واهمه ا النظ ام الع ام وحماي ة حق وق االنس ان وحريات ه
والكرامةاالنس انية من المس اس به ا ،وع دم تركه ا دون ض مانات تحق ق ه ذه الحماي ة ،وهي نفس
ال دعوة التي نوجه ا للمش رع في الدول العربي ة االخرى التي لم تاخذ بنظ ام ب دائل العقوبات الس البة
65
للحري ة مؤقت ة الم دة ب المفهوم الح ديث والمع نى الواس ع له ا بع د؛ كم ا ه و الح ال ل دى المش رع
الفلسطيني.
نخلص مما تقدم ان العقوبات البديله في التشريع الفلسطيني ومن خالل دراستنا لها نجد انه ا
التحق ق االه داف المرج وة منه ا ،وال تتالئم م ع التطورال ذي ح دث في الفك ر العق ابي االح ديث ،وال
يمكن وصفها بانها وسيلة حقيقية وناجعة من وسائل المعاملة العقابية الحديثة .
واننا ننتهي من هذه الدراسة الى انه ليست هناك مبررات الستمرار المشرع الفلسطيني في
االخ ذ ب المفهوم التقلي دي الكالس يكي لنظ ام العقوب ات البديل ة المتمث ل بوق ف التنفي ذ وتب ديل الحبس
بالغرام ة س يما وان الب ديل االخ ير اليمكن تطبيق ه اذا زادت العقوب ة عن ثالث ة اش هر؛ وب ذات ال وقت
تط وير نظ ام العم ل للمنفع ة العام ة؛ اذ ان نج اح ه ذا النظ ام في تحقي ق التاهي ل االجتم اعي للمحك وم
عليه مرتبط ارتباطا وثيقا بقيام المشرع الفلسطيني بتحديث مفهومه لهذا النظام وتشريع بدائل اخرى
كالتي تناولناها في هذه الدراسة ،وذلك من اجل مسايرة التطور الحاصل في بعض تشريعات الدول
ففي تص ريح ل ه لوكل ة االنب اء الجزائري ه ق ال الس يد مخت ار الخض اري م دير ع ام الش ئون
الجزائي ة واج راءات العف و في وزارة الع دل الجزائري ة بان ه ص درت قي الجزائ ر 4627ق رارا
قض ائيا يخص عقوب ات بديل ة عن الحكم بالس جن من ط رف القض اة من ذ دخ ول ه ذا الاج راء ح يز
التنفيذ في سنة ،2009ويعرف عدد قرارات العقوبة البديلة المتمثلة قي االشغال ذات المنفعة العامة
ب دال من عقوب ة الس جن ارتفاع ا من س نة الى اخ رى ،ف ارتع من 207ق رار في ع ام 2009الى
القرارات المعلن عنها فقط يجري تنفيذها بسب استئناف النيابة قسما منها مشيرا بهذا الخصوص
1
بانه ال يشرع في تطبيق هذه االجراءات االبعد صيرورة الحكم نهائيا.
/http://www.el-massa.com/ar/content/view/64320 1
66
التوصيات
يجب النظ ر للعقوب ات البديل ة كت دابير عقابي ة مس تقلة عن العقوب ات الس البة للحري ة قص يرة .1
باعتباره ا ت دابير مس تقل للتاهي ل االجتم اعي للمحك وم علي ه وه و م ا يس توجب على االق ل
بالنسبة للمشرع الفلسطيني في هذه المرحلة اعادة صياغة االحكام المتعلق بالمواد 22و 26
و 100ع اردني لس نة 60و 284و 399اج راءات جزائي ة فلس طيني رقم 3لس نة 2003
وهي المواد المتعلقة على التوالي بتبديل عقوبة الحبس بالغرمة ،ووقف تنفذ العقوبة ،وتبديل
العقب ة بالعم ل للمنفع ة العام ة وال تي تناولناه ا بالش رح من خالل ه ذه الدراس ة ،وحب ذا ل و تم
تعديل المادة المتعلقه بتحويل الحبس للغرامه لتكون المدة المسموح بتحويلها الحبس للغرامة
بحيث ترتف ع لم دة س نة كح د اعلى ب دال من ثالث ة اش هر ،وك ذلك الح ال بالنس بة للم اد 399
اج راءات جزائب ة التي جعلت الحد االعلى لتب ديل عقوب ة الحبس بالعم ل للمنفع ة العام ة ثالث ة
اشهر.
يجب ان يك ون هن اك من الض مانات الجدي ة ال تي ت دعم االم ل في تاهي ل المحك وم علي ه .2
اجتماعي ا بع د االف راج عن ه وه و مايس تتبع مثال في االف راج الش رطي ان اليق ف حس ن س لوك
المحك وم علي ه ح ائال امام ه من االس تفادة من ه ذا الت دبير قب ل الميع اد المح دد لنهاي ة م دة
محكوميت ه؛ ب ل يتعين دائم ا افس اح المج ال ام ام المحك وم عليهم ب النظر الى ان االس تفاده من
نظ ام ب دائل العقوب ة؛ النه ا ال تتوق ف على مص لحة المحك وم علي ه ب ل يجب منحه ا في ض وء
اال يعهد الى السلطة االدارية بابدال العقوبات السالبة للحرية على النحو الذي يجري عليه .3
العم ل في بعض التش ريعات ال تي ش رنا اليه ا انف ا وخاص ة فيم ا يتعل ق ب االفراج الش رطي ب ل
يتعين ان يعه د ب ذلك الى الس لط القض ائية؛ الن ه يتض من تع ديال في م دة العقوب ة وه و به ذ
الوصف يعني مساسا بقوة الشيئ المحكوم به؛ باعتباره تعديال الهم اثار الحكم على ان يكون
هذا االختصاص لقضاء خاص بالتنفيذ بحيث يكون تشكيل هذا القضاء من قاضي فرد -شان
ذلك شان قاضي تنفيذ السندات التنفيذيه في المجال المدني – وان يكون لهذا القضاء سلطة
67
تحدي د الش روط وااللتزام ات ال تي تف رض علي المحك وم علي ه في اي ة عقوب ة بديل ه ،وس لطة
تعديل هذه االلتزامات واالضافة اليها او الغاءها بما يجعلها تتفق مع التطور الذي يطرا على
شخصية المحكوم عليه ،وان يسمح بالطعن في كل مايصدر عن هذا القضاء من قرارات امام
محكمة االستئناف ،وان يكون هذا الحق لكل من النيابة العامه والمحكوم عليه.
يتعين ان ال تكون شروط بدائل الحبس مفروض ة على المحكوم عليهم؛ انما يجب ان تكون .4
قابل ة للتفري د بحس ب شخص ية وظ روف ك ل محك وم علي ه على ح ده؛ وان يك ون هن اك قابلي ة
للتعديل تبعا للظروف التي تطرأ على شخصية المحكوم عليه ومتطلبات ومفترضات تاهيله
اجتماعيا ،وال تستقيم وظيفة السلطة المختصة في هذا المجال اال باستعمال امكانيات التفريد
المخول ة له ا على نط اق واس ع ح تى ت وفر للمحك وم علي ه التاهي ل االجتم اعي والحماي ة
االجتماعية؛ وان يعهد باالشراف على تنفيذها أي العقوبات البديلة الى هيئة او شخص حتى
يتمكن المحك وم علي ه من االس تمرار في جه وده المش روعة ال تي يب ذلها لبن اء مرك زه
االجتماعي.
اال يص در الغ اء أي عقوب ة بديل ة اال حين يكش ف تنفي ذها عن الحاج ة الى معامل ة المحك وم .5
عليه داخل المؤسسة العقابية؛ فان لم يكشف عن ذلك وانما كشف عن مخالفات الترقى الى
حد اعادته الى المؤسست العقابية؛ فانه يتعين ان يتخذ الجزاء صورة مغايرة عن الجزاءات
االن ذار والل وم او اطال ة ام د االف راج الش رطي مثال ان ك ان االم ر يتعل ق بتنفي ذ هك ذا عقوب ة
بديلة واذا لم يفلح االمر نعود الى الغاء العقوبة البديلة وتنفيذ العقوبة السالبة للحرية.
يجب ان يحاط الغاء العقوبات البديلة بمجموعة من الضمانات تكفل عدم المساس بالوضع .6
الق انوني للمحك وم علي ه عن طري ق س لطة مختص ة مح ل ثق ة في محافظته ا على الحري ات
الفردي ه والكرام ة االنس انية ،وان ال يك ون االلغ ا مره ون بتحق ق اح د اس بابه وانم ا يجب ان
يكون هناك تقدير لداللة هذا السبب ،ومدى الحاجة على ضوء هذا التقدير العادة المحكوم
عليه لتنفيذ العقوبة السالبة للحرية داخل مؤسسة العق اب ،وبالتالي يجب اعطاء سلطة الغاء
68
العقوبة البديله لذات القاضي المختص الذي قررها ابتدءا او لقاضي تنفيذ العقوبة ان وجد ه ذا
القاضي في النظام القانوي ،وان يكون له السلطة التقديرية الكاملة في تقدير مالءمة الغائها،
وان يكون هذا القرار قابل للطعن فيه باالستئناف وذلك لتدارك ماقد يقع فيه من اخطاء في
التقدير.
ع دم ج واز تط بيق نظ ام العقوب ات البديل ة على من يرتكب ون من االح داث ال ذين ت تراوح .7
اعمارهم بين تمام الخامسة عشر والثامنة عشر جرائم على الرغم من انهم يخضعون لفرض
عقوب ات جزائي ة عليهم؛ والس بب في ذل ك ه و ع دم ت وافر اس باب فرض ه عليهم المتمثل ة في
امك ان اختالطهم ب المحرمين العت اة ال ذين ينقل ون اليهم ع دوى االج رام ،فاالح داث في ه ذه
المرحلة ينفذون عقوباتهم في اماكن خاصة بهم بعيدة عن السجون التي ينفذ بها المجرمون
العت اه عق وبتهم وه ذه االم اكن الخاص ة عب ارة عن مؤسس ات اص الحية حكومي ة او اهلي ة
يعتمدها الوزير المختص يتم فيها تاهليهم عن طريق تعليمهم علميا ومهنيا؛ كما يتم توقيفهم
ايضا في اماكن خاصة بهم؛ كدور تربية االحداث وهي ايضا مؤسسات اص الحية حكومي ة او
اهلية يعتمدها الوزير المختص العتقالهم وتوقيفهم فيها؛ كما يمكن ايواء المحتاجين للحماية
اال ي ترتب على الغ اء العقوب ة البديل ة ان يع ود المحك وم علي ه الى ذات الوض ع الق انوني قب ل .8
تاريخ تقرير هذه العقوبة ،وانما يكون من السائغ االعتراف للسلطة المختصة بسلطة تقدير
تنفيذ الجزء المتبقي منها وذلك تبعا لما تكشف عنه حاجة المحكوم عليه ،وذلك بمراعاة الفترة
التي امضاها تنفيذا للعقوبة البديلة ،واهمية تقرير هذه السلطة تبدو في انها تغني عن اتخاذ
االجراءات التي يستلزمها المشرع الصدار قرار بفرض العقوبة البديلة للمرة الثانية ،وبهذا
فانه يمكن القول ان العمل بالعقوبة البديلة على هذا النحو يتماشى مع االتجاهات الحديثة في
السياس ة العقابي ة المعاص رة كم ا يحق ق في ال وقت ذات ه االه داف المرج وة وهي التاهي ل
1
االجتماعي للمحكوم عليه .
لسنة 2001بحيث ترفع من مدة الحبس التي يجوز تبديلها بالعمل للمنفعة العمة لتصبح س نة،
وان ين اط بالقض اء ص الحية تقريره ا وص الحية تنفي ذها وذل ك بالعم ل الج اد على ايج اد نص
تش ريعي يع الج ه ذا الب ديل للعقوي ة الس البة للحري ة قص يرة الم دة اس وة ببقي ة التش ريعات
المعاصرة؛ وال يكون ذللك اال بوضع نص تشريعي بانشاة ما يعرف بقاضي تنفيذ العقوبة.
ان م ا يث ير الدهش ة واالس تغراب؛ ان ه وعلى ال رغم من وج ود الم ادة 399من ق انون .10
االجراءات الجزائية رقم 1لسنة ،2001فانه ال القضاء ،وال الفقه في فلسطين تعاطى مع
ه ذه الم ادة او ح اول تطبيقه ا ب الرغم من وج ود ه ذا النص ،وانن ا نهيب بجمي ع الع املين به ذا
الحقل لتفعيل العمل بهذه المادة؛ الن ذلك يؤدي الى خلق فكر قانوني خالق ومتطور وثقافة
قانوني ة تس هم في انع اش وتط وير العم ل بنظ ام العقوب ات البديل ه للعقوب ات الس البة للحري ة
نهيب بالمشرع الفلسطيني بالعمل على ايجاد تشريع خاص ينشئ بمقتضاه نظام قاضي تنفيذ .11
العقوب ات الجنائي ة ش أنه في ذل ك ش أن نظ ام قاض ي تنفي ذ الس ندات التنفيذي ه في الم واد المدني ة
والتجاري ه المنص وص عليه ا في الم ادة 2\8في ق انون التنفي ذ الفلس طيني رقم ( )23لس نة (
،)2005ومنح قاضي تنفيذ العقوبه الصالحية واالختصاص في تبديل العقوبه السالبه للحريه
للب دائل الغ ير س البه للحري ه وليختص ك ذلك في النظ ر في اش كاالت التنفي ذ وم ا يعترض ه من
عقبات ،وهو االمر الذي سار عليه لتشريع الفرنسي والتشريع اللبنانى.
ل ذلك ف انني اتوج ه للمش رع الفلس طيني ان يت دخل النش اء نظ ام ب ديل للعقوب ة ي راعي ه ذه
االقتراحات مراعات لضرورة االصالح والتاهيل االجتماعي بالنسبة لكل المحكوم عليهم.
70
قائمة المصادر والمراجع
.4منجد الطالب.فؤاد افرام البستاني .الطبعه الثامنة والثاالثون .دار المشرق .ش م م.
قائمة المراجع:
** المؤلفات:
.1د.ايهاب عبد المطلب – الموسوعة الجنائية الحديثة – المركز القومي لالصدارات القانونية –
طبعة . 2009
.2د .جاس م محم د راش د الخ ديم العنتلي -ب دائل العقوب ات الس البة للحري ة قص يرة الم دة -دار
.3جندي عبد الملك – الموسوعة الجنائية – المجلد الخامس – الطبعة االولى – مطبعة االعتماد –
سنة 1942
.4د -حام د الش ريف التعلي ق على ق انون العقوب ات الج زء االول – الطبع ة االولى – المكتب ة
العالمية
.5د .حسن صادق المرصفاوي – اصول االجراءات الجنائية – منشأة المعارف في االسكندريه
سنه 2007م
.6د – حس ن ص ادق المرص فاوي – ق انون االج راءات الجنائي ة – دار نش ر الثقاف ة الجامعي ة –
طبعة 1955
.7د -ص فاء أوت اني -الوض ع تحت المراقب ة اإللكتروني ة والس وار اإللك تروني في السياس ة
العقابية الفرنسية مجلة جامعة دمشق للعلوم اإلقتصادية والقانوني ة -المجلد 25العدد األول-
2009
71
.8د .محمد عبد اهلل ولد محمد الشنقيطي .ملتقى االتجاهات الحديثة في العقوبات البديلة.
.9د -محمد عي د الغريب -اإلفراج الشرطي في ضوء السياسة العقابية الحديثة -سنة -1994
1995م
ص فوت عب د الحمي د.المس تحدث من احك ام ال دوائر الجنائي ة – من س بتمبر 2004وح تى .10
اكتوبر –2005
د – علي احمد راشد – موجز في العقوبات ومظاهر تفريد العقاب – مطبعة لجنة التأليف .11
المستشار فرج علواني هليل – الحبس االحتياطي وبدائله –دار المطبوعات الجامعية – سنة .12
2007م
** المجالت:
.1الوض ع تحت المراقب ة اإللكتروني ة والس وار اإللك تروني في السياس ة العقابي ة الفرنس ية
للدكتوراة -صفاء أوتاني -مجلة جامعة دمشق للعلوم اإلقتصادية والقانونية -المجلد 25العدد
.2مجل ة الجامع ة اإلس المية للدراس ات اإلس المية المجل د الح ادي والعش رون ،الع دد األول .ين اير
-20130مراقب ة المتهم إلكتروني ًا كوس يلة للح د من مس اويء الحبس اإلحتي اطي -دراس ة
.1بحث بعنوان االفراج الشرطي 6مايو – 2007دار العدالة والقانون العربيه – بواسطة شبكة
االنترنت.
.2بهزاد علي ادم – مفهوم العقوبة البديلة -الموقع االلكتروني الحوار المتمدن
.http://www.el-massa.com/ar/content/view/64320 .3
72
فهـرس المحتويات
الصفحة الموضوع
1 مشكلة الدراسة
1 أهمية الدراسة
2 منهجية الدراسة
3 المقدمة
6 المبحث األول مفهوم العقوبة البديلة
10 المبحث الثاني نطاق تطبيق العقوبة البديلة
13 المبحث الثالث أهداف العقوبة
13 المطلب األول تعريف العقوبة وخصائصها
13 الفرع األول :تعريف العقوبة
14 الفرع الثاني :خصائص العقوبة وأهدافها
15 المطلب الثاني العقوبة البديلة وما يشتبه بها
16 الفرع األول بدائل الدعوى الجنائية
18 الفرع الثاني بدائل الحبس االحتياطي
المبحث الرابع العقوبات البديلة للعقوبات السالبة للحرية المؤقتة المدة في
25
التشريع الفلسطيني
26 المطلب األول الغرامة
32 المطلب الثاني وقت تنفيذ العقوبة
36 المطلب الثالث العمل للمنفعة العامة
المبحث الحامس بدائل العقوبة في ظل قانون اصالح األحداث رقم 16لسنة
41
1954
44 المبحث االسادس بدائل العقوبات السالبة للحرية في االنظمة األخرى
46 المطلب األول تأجيل النطق بالعقوبة
47 الفرع األول التأجيل البسيط للنطق بالعقوبة
48 الفرع الثاني تأجيل العقوبة المقترن باالمتثال بأمر معين
47 الفرع الثاني تأجيل النطق بالعقوبة المقترن بالوضع تحت االختبار
49 المطلب الثاني الرقابة االلكترونية
73
56 المطلب الثالث االفراج الشرطي
الصفحة الموضوع
65 الخاتمة
68 التوصيات
73 قائمة المصادر والمراجع
75 فهرس المحتويات
74