Professional Documents
Culture Documents
المفاهيم
الدرس األول :المفاهيم
الفهرس:
2
الدرس األول :المفاهيم
أهداف الدرس:
يتوقع من الطالبة بعد دراستها لهذا الدرس أن تكون قادرة على أن:
−ت ّ
عرف المجتمع.
−توضح البناء االجتماعي للمجتمع في اإلسالم.
−تعدد خصائص النظم االجتماعية في اإلسالم.
−تذكر أنواع النظم االجتماعية في اإلسالم.
3
الدرس األول :المفاهيم
مقدمة:
حاجة اإلنسان إلى االجتماع والتواصل مع من حوله حاجة فطرية ،إذ ليس بوسعه أن يعيش
كثيرا من معاني إنسانيته من وجوده بين مجموعة ينعم بينهم بشعور المودة
وحيدًا؛ ألنه يستمد ً
واألمن والطمأنينة .ومن هنا تكونت المجتمعات البشرية وتم إرساء دعائم نظمها المتعددة.
ا
أوًل :تعريف المجتمع:
المجتمع لغة :من جمع ،و َج َم َع الشيء أي ضمه عن تفرقه ،وتجمع القوم أي :اجتمعوا من ههنا
وههنا.
المجتمع اصطال احا" :عدد كبير من األفراد المستقرين ،تجمعهم روابط اجتماعية ومصالح
)(1
مشتركة ،تصحبها أنظمة تضبط السلوك وسلطة ترعاها".
وبناء على ذلك يمكن تعريف المجتمع اإلسالمي بأنه :عدد كبير من األفراد المستقرين في أرض،
تجمعهم رابطة اإلسالم ،وتدار أمورهم في ضوء تشريعات إسالمية وأحكام ،ويرعى شؤونهم
حكام مسلمون.
ومما يجدر التنبيه عليه أن هناك فرقًا بين المجتمع والجماعة ،إذ إن الجماعة هي مجموعة من
الناس اجتمعوا على أساس الشعور باالنتماء ،أما المجتمع فإنه قائم على أساس المصالح.
4
الدرس األول :المفاهيم
تعددت تعريفات النظم االجتماعية عند علماء االجتماع ،إال أنه يمكن القول بأن هناك شبه اتفاق
بين المشتغلين بعلوم االجتماع واإلنسان على أن النظم االجتماعية ،هي:
األساليب المقننة والمتفق عليها اجتماعيًا (سلوك وعالقات وتفاعالت وأفكار ومعايير ومفاهيم
وجزاءات) ،والتي تستهدف إشباع حاجات أفراد المجتمع.
وهذه النظم قد تنشأ بشكل تلقائي أو بشكل مقصود ،وقد يكون مصدرها إلهيًا (تشري ًعا سماويًا) أو
وضعيًا (من وضع البشر).
والنظم تتفاعل وتتساند من حيث أداؤها لوظائفها بشكل يؤدي إلى تسميتها باألنساق المعيارية.
ويقصد باألنساق المعيارية مجموعة من العناصر المتفاعلة فيما بينها والتي تتجه نحو هدف محدد.
والنظم االجتماعية بوصفها أنساقًا معيارية تتضمن السلوك المتوقع والهدف ونماذج العالقات في
المجتمع ،إضافة إلى الغايات القيمية والضوابط والجزاءات المطبقة فيه.
5
الدرس األول :المفاهيم
هذا عواطف الحب والحنان والوالء واالحترام ،...أما النواحي الرمزية فتتمثل في خاتم
الزواج وشعار األسرة ،وتتمثل الماديات في المنزل واألثاث ،وتتمثل الجوانب القانونية في
وثيقة الزواج.
)3يرتبط النظام بفكرة المعايير أو القواعد الضابطة للسلوك .فهو ليس مجرد نماذج سلوكية،
وإنما هو إضافة إلى ذلك نماذج مقننة ،أي تخضع لقواعد معينة متفق عليها ،ويجب على
الناس االلتزام بها.
)4إن التزام الناس بهذه القواعد والنظم يرتبط بفكرة الجزاءات االجتماعية ،إذ إن اتباع الناس
لنماذج السلوك المعترف بها في المجتمع يرجع إلى التربية أو التنشئة االجتماعية كأساس
أول ،وإذا فشلت فإن األساس الثاني هو الخوف من الجزاءات االجتماعية السلبية.
)5إن النظام هو السلوك االجتماعي الذي يعترف به أعضاء المجتمع.
)6أغلب النظم تتسم بدرجة عالية من التعقيد؛ بحيث يتضمن ك ٌل منها مجموعة معقدة
ومتشابكة من النماذج السلوكية ،وضوابط السلوك وقواعد معينة يجب أن يتبعها إلى جانب
شبكة معقدة من العالقات التي تحتاج إلى كثير من الجهد لفهمها وتحليلها.
)7الترابط الوظيفي بين النظم االجتماعية داخل المجتمع .ويقصد بهذا الترابط أن النظم ليست
مستقلة بعضها عن بعض ،ولكنها تمثل أجزاء مترابطة متساندة متداخلة متكاملة ،فنظام
الخطبة يسبق ويمهد لنظام الزواج ،ونظام الزواج يمهد لنظام األسرة ،ونظام األسرة
يرتبط بالنظام الديني الذي يبين الحالل والحرام ،...وكذلك يرتبط نظام األسرة بالنظام
االقتصادي والسياسي والقانوني ،...وهكذا ينطبق نفس األمر على بقية النظم المكونة لبناء
المجتمع.
6
الدرس األول :المفاهيم
7
الدرس األول :المفاهيم
وهناك نظم ضابطة ،تسهم في تهيئة المناخ للنظم العاملة أن تؤدي وظائفها على خير وجه
بحيث تعمل هذه النظم إلى جانب تنظيم السلوك للحيلولة دون وقوع االنحراف ثم عقاب
المنحرفين وردع غيرهم ،كالنظام القانوني.
سا :ما إذا كان النظام أساسياا أو فرعياا :يجمع العلماء على أن هناك أربعة نظم أساسية
.6ساد ا
عامة في كل المجتمعات ،هي :النظام الديني ،واًلقتصادي ،واألسري ،والسياسي.
ولكن في كل مجتمع يوجد مجموعة أخرى من النظم التي تتفاوت أهميتها من مجتمع آلخر
بحسب المستوى الحضاري لكل مجتمع ،كنظم التعليم والتربية.
وما يُعد أساسيًا في مجتمع معين ،قد ال يُعد كذلك في مجتمع آخر.
.7سابعاا :النظم اًلختيارية والنظم اإلجبارية :فالنظم اإلجبارية ال يكون للفرد حرية االلتزام بها
أو ال ،كنظام األسرة وغيرها.
أما النظم االختيارية ،فهي تلك التي يشارك بها الفرد ويملك االنسحاب منها ،كالنظم المهنية
والتعليمية.
.8ثامناا :النظم األولية والنظم الثانوية :فالنظم األولية أساسية تلقائية النشأة ،كالدين واألسرة .ومع
تعقد المجتمعات ونمو الحضارات ظهر العديد من النظم االختيارية ،وهي نظم فرعية تتفرع عن
النظم األولية ،كنظام الصناعة ونظام التعليم المتطور.
.9تاس اعا :المنشأ :فهناك نظم إلهية المنشأ مصدرها الكتب السماوية المنزلة على الرسل عليهم
السالم ،وهناك نظم وضعية المنشأ من صنع البشر.
8
الدرس األول :المفاهيم
• النظام العائلي :ويتصل هذا النظام بالزواج والطالق وتنشئة األبناء وأسلوب معاملة كبار
السن.
• نظام الدين :الدين اإلسالمي الحنيف هو الدين الوحيد الذي ينظم حياة اإلنسان بجميع
جوانبها.
• نظام التعبيرات الجمالية والعقلية والترويح (الترفيه) :ويتمثل في مجموعة من
الممارسات السلوكية كالشعر والعلم ،والفلسفة ،واأللعاب ،والتسلية.
وبالمجمل فإن النظم ترتبط بالحاجات البشرية ،ولهذا يختلف عددها ونوعيتها باختالف المجتمعات
وموقعها على سلم التطور الحضاري والتكنولوجي.
هو تيار ال ديني ،ويعد معاديًا لرجال الدين ،وفي الوقت نفسه يدعو إلى النظرة المادية في فهم
الطبيعة .فهو يدعو إلى إلغاء الدين وقبول اإللحاد .وسمي التيار الماركسي بهذا االسم نسبة إلى
كارل ماركس الذي يُعد مؤسس الماركسية ،لكنه ليس المؤسس الوحيد للفلسفة الماركسية ،فلوال
فريدريك إنجلز لما قامت الماركسية.
ويذهب التيار الماركسي إلى أن النظام االقتصادي هو النظام المحوري الذي يمثل البناء األساسي
للمجتمع ويوجه ويصوغ كل نظم البناء األخرى ،بما فيها نظام األسرة والسياسة والدين.
9
الدرس األول :المفاهيم
هو تيار مناقض للتيار السابق ،حيث يؤمن بأهمية الدين والقيم المشتقة منه .ويمثل هذا التيار في
علم االجتماع الحديث العالم ماكس فيبر.
يذهب التيار الديني أو (القيمي) إلى أن النظام الديني هو النظام المحوري الذي يوجه ويصوغ كل
النظم االجتماعية األخرى ،بما فيها النظم االقتصادية.
يتفق النظام االجتماعي في اإلسالم مع هذا التيار من حيث أن دين اإلسالم المرتكز على القرآن
والسنة يصوغ كل النظم االجتماعية األخرى في المجتمع المسلم ،من سياسية واقتصادية وأسرية
وغيرها .كما يقوم على مفهوم األمة المتوادّة المتراحمة ،من خالل قيم التعاون والحب والترابط،
والشورى ،والعدل ،والتقدم.
10
الدرس األول :المفاهيم
المراجع:
−اإلسالم وبناء المجتمع ،د .أيمن الدلوع و د .سعد الرعوجي و د .ماجد العوفي ،دار
جوهرة العلوم1440 ،هـ.
−بناء المجتمع اإلسالمي ونظمه ،د .نبيل السمالوطي ،دار الشروق1426 ،هـ.
−لسان العرب ،ابن منظور األنصاري ،دار الكتب العلمية1424 ،هـ.
−المجتمع اإلسالمي ،د .محمد أمين المصري ،دار األرقم1400 ،هـ.
−النظام االجتماعي في اإلسالم ،د .رفيق السامرائي ،دار الفتح1436 ،هـ.
−النظام السياسي والبناء االجتماعي ،د .جمال سالمة ،دار النهضة العربية2006 ،م.
11