Professional Documents
Culture Documents
المحور 3
المحور 3
ثقافة المؤسسة
المحور الثالث
إعداد:
الدكتورة :ســــراي أم الســــعد
أستاذ باحث بقسم علوم التسيير
المحور الثالث :وظائف ثقافة المؤسسة وآليات بنائها واستراتيجيات تكوينها
تمهيد
تلعب ثقافة املؤسسة دورا هاما وحيويا في حياة املؤسسات ألنها تمثل املحرك ألاساس ي لنجاح هذه
ألاخيرة ،فهي تؤدي عدة وظائف تؤثر على مختلف وظائف املؤسسة وعلى مختلف العناصر التنظيمية
والعاملين فيها ،لذا يجب تكوين ثقافة تنظيمية قوية واملحافظة عليها ،فبدونها يحدث خلل يهدد بقاء
واستمرار املؤسسة.
أوال -وظائف ثقافة المؤسسة:
اختلف الباحثون في تحديد وظائف ثقافة املؤسسة فمنهم من يراها أنها أربعة وظائف ومنهم من
يحصرها بثالثة ،فكل من Pederson & Scrensenيريان أن لثقافة املؤسسة أربعة وظائف وهي :
تستخدم الثقافة كأداة تحليلية للباحثين ،حيث تساهم نماذج الثقافة في فهم التنظيمات الاجتماعية
املعقدة؛
تستخدم الثقافة كأداة للتغيير ووسيلة من وسائل عمليات التطور التنظيمي؛
تستخدم الثقافة كأداة إدارية لتحسين املخرجات الاقتصادية للمؤسسة ،وأيضا لتهيئة أعضاء
املؤسسة اجتماعيا لتقبل القيم التي تحددها إلادارة؛
تستخدم الثقافة كأداة الحس إلادراكي لدى أعضاء املؤسسة عن البيئة الخارجية املضطربة.
كما نجد Wagmenيرى بأن الثقافة تستخدم في تحقيق أربع وظائف هي :
تحديد هوية املؤسسة وإعالمها لجم يع ألاعضاء ،حيث ساهم في خلق العادات والقيم ،وإدراك ألافراد
لهذه املعاني يساعد على تنمية الشعور بالهدف العام؛
نمو الغرض العام عن طريق اتصاالت قوية وقبول الثقافة املكتسبة؛
ترويج استقرار النظام من خالل تشجيع الثقافة على التكامل والتعاون بين أعضاء التنظيم وتطابق
الهوية؛
توحيد السلوك ،أي حدوث ألاشياء بطريقة واحدة بين أعضاء املؤسسة ،وفهم املعاني بمفهوم واحد
يخدم ثقافة املؤسسة وينسق السلوك في العمل.
ومنهم من يرى أن ثقافة املؤسسة تقوم بالوظائف ألاساسية آلاتية:
-1تزود املؤسسة والعاملين فيها باإلحساس بالهوية :كلما كان من املمكن التعرف علي ألافكار والقيم التي
قويا برسالة املنظمة وزاد شعورهم بأنهم جزء حيوي تسود في املنظمة كلما كان ارتباط العاملين ً
منها؛
املصدر ، :أسعد أحمد محمد عكاشة :أثر الثقافة التنظيمية على مستوى ألاداء الوظيفي -دراسة تطبيقية
على شركة الاتصاالت " " Paltelفي فلسطين -رسالة مقدمة استكما ال ملتطلبات الحصول على درجة
املاجستير في إدارة ألاعمال ،الجامعة الاسالمية بغزة ،فلسطين.2008 ،ص.23.
ثانيا -آليات بناء ثقافة المؤسسة:
في املؤسسات قد نجد العديد من العاملين يتقاسمون نفس الاتجاهات والقيم والتطلعات ،وهذا راجع
إلى وجود عدد من العوامل تساهم في تحقيق هذا الوضع ،وهذه العوامل تشترك مع بعضها في تكوين وبناء
ثقافة املؤسسة .والشكل املوالي يبين كيفية تكوين ثقافة املؤسسة.
الشكل رقم( :)10كيف تتكون ثقافة املؤسسة
املصدر :نعمة عباس الخفاجي :ثقافة املنظمة ،دار اليازوري ،ألاردن،2009 ،ص.107.
أ-قضايا التكيف الخارجي والبقاء :والتي تنجزها املؤسسة في بيئتها الخاصة وعندما تتعامل مع
التغير في بيئتها الخارجية ،وقد حدد ( )Scheinهذه القضايا في آلاتي:
رسالة املؤسسة واستراتيجياتها وتنطوي على تحديد رسالة أولية للمؤسسة واختيار
استراتيجيات لتحقيقها؛
أهداف املؤسسة ،إذ يتم وضع أهداف خاصة باملؤسسة؛
قياس مدى مساهمة ألافراد والفرق بإنجاز ألاهداف بصورة حسنة.
ب-قضايا التكامل الداخلي :التي تؤسس عالقات عمل بين أعضاء املؤسسة وتحافظ على فاعليتها،
وحدد ( )Scheinهذه القضايا باآلتي:
اللغة واملفاهيم ،بما فيها تحديد طرق الاتصال وتطوير املعاني املشتركة لهذه املفاهيم؛
القوة واملنزلة ،وما يتصل بها من قواعد محددة الكتسابها ،واملحافظة عليها وفقدانها؛
هذه القضايا تشكل تحديات تحث إدارة املؤسسة الاستجابة لها باقتراح أشكال مختلفة لثقافة
املصدر :نعمة عباس الخفاجي :ثقافة املنظمة ،دار اليازوري ،ألاردن،2009 ،ص.109.
املصدر :نعمة عباس الخفاجي :ثقافة املنظمة ،دار اليازوري ،ألاردن،2009 ،ص.110.
ثالثا-استراتيجيات تكوين ثقافة املؤسسة:
هناك العديد من الاستراتيجيات لتكوين ثقافة املؤسسة ولكننا سنركز على كل من استراتيجيات التطبيع
الاجتماعي ،واستراتيجيات دمج الاختالف في ثقافة املؤسسة.
-1استراتيجيات التطبيع الاجتماعي:
يوجد العديد من استراتيجيات التطبيع الاجتماعي التي يمكن للمدراء الاختيار من بينها لتدريب العاملين
وتزويدهم باملعرفة الثقافية وممازجتها مع تجاربهم وخبراتهم املتجددة ،من أجل أن يتمكنوا من التكيف مع
املهام و ألادوار املناطة بهم و يتكيفوا مع ثقافة املؤسسة.
وقد أكد ( )Van Maanen,1978على امكانية املديرين الاختيار من بين سبعة أنواع الستراتيجيات
التطبيع الاجتماعي ،وهو ما يوضحه الجدول املوالي.
املصدر :نعمة عباس الخفاجي :ثقافة املنظمة ،دار اليازوري ،ألاردن،2009 ،ص -ص.112 -111 .
-2استراتيجيات لدمج الاختالف في ثقافة املؤسسة:
هذه الاستراتيجيات تطور عندما تكشف املراجعة الثقافية وجود اختالفات بالتكوين الثقافي ،والتنوع
في أبعادها و خصائصها ،فالغاية هنا التفكير باستراتيجيات تسهل عملية الدمج بينها أو تقليل الفروق بين
املصدر :نعمة عباس الخفاجي :ثقافة املنظمة ،دار اليازوري ،ألاردن،2009 ،ص.113.