‫الفصل الرابع‬

‫السكنات االجتماعية‬
 ‫السكنات اإلجتماعية‬ ‫الفصل الرابع ‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يشكل السكن اإلجتماعي أحد برامج اإلسكان الموجية ألصحاب الدخل المتوسـط و الضعيف‪،‬‬

‫فيو يرتكز أساس عمى تركيبة مالية مشتركة بين المستفيد و إعانة الدولة‪ ,‬فحصول الفرد عمى‬

‫سكن إجتمـاعي يعـد بمثابة اإلنطالقة الفعمية لتمبية مجموعة من إحتياجاتو الضرورية و رغباتة‬

‫المنشودة نحو تحسين مستوياتة المعيشية من الرعاية الشخصية و الصحية‪ ،‬الرفاىية‪ ،‬العمل‪،‬‬

‫التمتع بالخصـوصية‪ ،‬الحمـاية من المخاطر الطبيعية و اإلجتماعية‪ ،‬و نجد الجزائر كغيرىا من‬

‫الدول توفر ىذه الصيغة لف ئات معينة من أفرادىا‪ ،‬لذلك سنسمط الضوء في ىذا الفصل عمى‬

‫تقديم خمفية عامة حول صيغة السكن اإلجتماعي من ناحية‪ :‬مفيومـو‪ ،‬خصائصو‪ ،‬أنواعو‪،‬‬

‫الفريق المخصص إلنجازه‪ ،‬و كذا تاريخ بروزه في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -‬مع الزيادة المعتبرة في عدد سكان المدن في السنوات األخيرة أصبحت الحاجة ضرورية لخمق‬

‫سـكنات جماعية لتمبية حاجيات المواطنين في اإلسكان‪.‬‬

‫و من خالل ىذا المبحث سنتطرق إلى مجموعة من المفاىيم التي تخص السكن الجماعي‪.‬‬

‫‪45‬‬
 ‫السكنات اإلجتماعية‬ ‫الفصل الرابع ‪:‬‬

‫‪ .1‬مفاهيم عامة‬

‫‪ 1.1‬تعريف الحي‪:‬‬

‫ىو وحدة مييكمة لممجـال الحضري أين تشكل الناحـية السكنية الضيقة الغالبة عمى باقي‬
‫القطـاعات األخرى و خاصة قطاعي اإلنتاج و الخدمات و ىو عبارة عن تنظيم إجتماعي‬
‫ذو بعد فيزيائي محدود‪.‬‬

‫‪ 1.1‬تعريف الحي السكني‪:‬‬

‫ىو مكان تجمع مجموعة من‬

‫منفصـمة‬ ‫أبنية‬ ‫في‬ ‫السكان‬
‫المسكن‪ ،‬يرتبطون فيما يقدم ليذا‬
‫التجمـع من خدمات أو برباط‬
‫عرقي أو أسرى أو ضيفي‪.‬‬

‫السكن‬ ‫نمط‬ ‫تعريف‬ ‫‪1.1‬‬

‫الجماعي‪:‬‬

‫عبارة عن بناية عـمودية تحتوي‬

‫عمـى عـدة مساكن‪ ،‬ليا مدخل مشترك و مجاالت خارجية مشتركة يـعتبر أقل تكمفة من‬
‫السكن الفردي و النصف الجماعي‪ ،‬عمارات أي مبنى يتكون من طابق واحد أو أكثر بو‬
‫درج داخمي يخدم جميع الطـوابق بالمبنى‪ ،‬أو عـبارة عن شقة و ىي جزء مـن المبنى تتألـف‬
‫مـن غرفـة واحدة أو أكثر مع وجود المرافق الخاصة بيا و ليا مدخل واحد أو أكثر يؤدي‬
‫إلى جميع مشتمالتـيا‪.‬‬

‫‪46‬‬
 ‫السكنات اإلجتماعية‬ ‫الفصل الرابع ‪:‬‬

‫‪ .1‬نشأة السكن الجماعي‪:‬‬

‫لقد نشأت فكرة السكن الجماعي بعد الحرب العالمية الثانية لمتغمب عمى أزمة السكن و‬
‫اإلسكان التي عرفتيا الدول األوروبية عـموما بعد الخـراب الذي حدث في قطاع اإلسكـان‬
‫إثر الحرب العالمية الثانية‪.‬‬
‫‪ .1‬لمحة تاريخية عن السكن الجماعي في الجزائر‪:‬‬
‫برز ىذا النمط من اإلسكان في الجزائر في عيد اإلستعمار الفرنسي في الخمسينات‪ ،‬و‬
‫ىد أنــجز المستعمر بعض األحياء في مدينة قسنطينة لتجميع سكان الريف في المناطق‬
‫الحضرية لمراقبــة الثوار و الحـد من الثورة‪ ،‬و بعد اإلستقالل مباشـرة و بيدف الحـد من‬
‫توسـع األحيـ ــاء القصديرية‪ ،‬إنتيجت الجزائر سياسة البناء في اإلرتفاع‪ ،‬و نظ ار لعدم‬
‫وجود إطارات جـ ـزائرية مختصة في بناء العمارات‪ ،‬أسندت معظم المشاريع اإلسكانية إلى‬
‫شركات أجنبية‪.‬‬
‫‪ .4‬أنواع السكن الجماعي في الجزائر‪:‬‬
‫السكن الجماعي في الجزائر ىو توجو من توجيات الدولة سواء كانت إقتصادية أو‬
‫إجتماعية بحيث ال يمكننا القول أنو يعبر فقط عن الدخل األسري و الفئات المحرومة و‬
‫إنما عن سياسة متبعة لخمق التوازن بين مختمف الشرائح سواء عمى مستوى المدينة أو‬
‫عمى مستوى اإلقميمي و من أنواعو نجد ما يمي‪:‬‬

‫‪ 1.4‬السكن اإلجتماعي‪:‬‬

‫كان يسمـى سابقا السكن الحضري المخطط أستعمل أول مرة ‪ 3791‬عن طريق التعميـمة‬
‫الو ازريـة المشتركة المتعمقة بالسكن و ميكانيزمات تمويمو و يقصد بالسكن اإلجتماعي‪،‬‬
‫السكن المـمول من الدولة أو الجماعات المحمية‪ ،‬و الموجو فقط لألشـخاص الذين تم‬

‫‪47‬‬
 ‫السكنات اإلجتماعية‬ ‫الفصل الرابع ‪:‬‬

‫تصنيفيم حسـب مداخيميم ضـمن الفئـات اإلجتماعية المعوزة و المحرومة التي ال تممك سكن‬
‫أو تقطن في سكنات غير الئقة‪ .‬يمكن إستعمال ىذا النوع من السكن لتمبية حاجيات محمية‬
‫ناتجة عن ظروف إستثنائية أو ذات منفعة عامة مؤكدة‪.‬‬

‫مميزاته‪ :‬يتميز السكن الجماعي بالخصائص التالية‪:‬‬

‫‪ ‬يوجو السكن اإلجتماعي إ لى الطـبقات اإلجتماعية التي ال تسمح ليم مواردىم المالية‬
‫من دفع إيجار مرتفع أو إقتناء مسكن‪.‬‬
‫‪ ‬يخضع إلى نمطية معينة فيما يخص المساحة المسكونة ‪ 66‬م‪ 1‬شقة بثالث غرف‬
‫يتميز اإليجار المتداول ليذا النوع من السكن بأسعاره محددة منذ ‪.1891‬‬
‫‪ ‬مبالغ التمويل من الصندوق الوطني لمسكن‪.‬‬
‫‪ ‬إرتفاع الطمب حيث يقدر‪.%96‬‬
‫‪ ‬سكن بعقد إيجار رمزي حيث يتم الدفع عبر مراحل‪.‬‬
‫‪ ‬اإلعتماد عن ميزانية الدولة بقرار من السمطات العامة‪.‬‬
‫‪ ‬يقوم ديوان الترقية و التسيير العقاري(‪ )opgil‬مع إدارة السكن التجييزات العمومية‬
‫‪ ‬بتسيير و متابعة كيفية تطبيق برامج السكن اإلجتماعي‪.‬‬

‫‪48‬‬
 ‫السكنات اإلجتماعية‬ ‫الفصل الرابع ‪:‬‬

‫‪ 1.4‬السكن الترقوي المدعم‪:‬‬

‫يقصد بالسكن الترقوي مجموعة السكنات الجماعية أو نصف الجماعية المخصصـة لمبيع أو‬
‫اإليج ــار بإستعمال وسائل مبنية عمى أساس مسـتويات المرقي العقاري الذي يقـوم بإنجاز‬
‫السكنـات الموجية لمحيازة‪.‬‬

‫عمى الممكية‪ .‬تيدف الترقية العقارية إلى‬

‫تطوير الحظيرة العقارية الوطنية و تتمثل في‬
‫بناء عمـارات‪ ،‬أو مجمعات عقارية لإلستعمال‬
‫السكني أساسا‪ ،‬و يمكن أن توجو ىذه‬
‫العمارات و المجمعات العقارية إلى تمبية‬
‫حاجيات تخص العائالت أو إلى البيع أو اإليجار‪.‬‬

‫‪ 1.4‬السكن المدعوم أو التساهمي‪:‬‬

‫ىو سكن يتم إنجازه أوشراءه عن طريق إعانة تمنحيا الدولة و تـسمى اإلعانة عمى الممكية و‬
‫ذلك طبقا لممرسوم التنفيذي ‪ 169-84‬المؤرخ في ‪ 64‬أكتوبر‪ 1884‬المحدد لقواعد تدخل‬
‫الصندوق الوطني لمسكن ‪ CNL‬في ميدان الدعم المالي لألسر و يستيدف عرض السكن‬

‫‪49‬‬
 ‫السكنات اإلجتماعية‬ ‫الفصل الرابع ‪:‬‬

‫المدعوم‪ ،‬أساسا طمبات السكن التي تتقدم بيا الطبقات ذات الدخل المتوسط التي ال يمكنيا‬
‫الحصول عمى ممكية المسكن دون أذى اإلعانة من الدولة‪.‬‬

‫‪ 1.4‬سكن البيع ياإليجار‪:‬‬

‫يمثل ىذا النوع من السكن جزءا جديدا من عرض السكن الذي تم تأسيسو عن طريق المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 61‬المؤرخ في ‪ 11‬أفريل ‪ ، 1661‬المـحدد لشروط و كيفيات الشراء في إطـار بيع‬
‫سكنـات المنجزة من األموال العمومية عن طريق تأجيرىا و تعتبر عممية البيع باإليجار طريقة‬
‫لمحصـول عمى سكن مع إختيار مسبق‪ ،‬إلمتالكو عند إنقضاء مدة إيجار محددة في إطار عقد‬
‫مكتوب‪ ،‬و يستيدف ىذا النوع من الســكن الطبقات المتوسطة من المواطنين الذين ال يتعدى‬
‫مسـتوى مدخول خمسـة مرات األجر الوطـني األدنى المضــمون‪ ،‬و بالتالي يتعمـق‬
‫األمـرالمواطنين( السيما إطارات متوسطة) ال يمكنـيم الحصـول عمى الســكن اإلجتماعي‬
‫المخصص لممعوزين و ال عمى السكن الترقوي‪.‬‬

‫‪ -5‬المتدخمون في إنجاز السكن الجماعي‪:‬‬

‫إن المتدخمين في إنجاز السكن بإختالف مياميم‬

‫يشكمون فريقا متكامال و ىم‪:‬‬

‫‪ - 1.5‬صاحب المشروع‪:‬‬

‫شخص معنوي عادة ما يكون ديوان الترقية و التسيير‬

‫العقاري و الذي يكون تحت وصاية و ازرة السكن والعمران‬
‫والمدينة‪ ،‬والذي يمعب دور الرابط بين مختمف المتدخمين‬
‫و من ميامو‪:‬‬

‫‪50‬‬
 ‫السكنات اإلجتماعية‬ ‫الفصل الرابع ‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد عدد السكنات المنجزة تحت صياغة‬

‫البرامج المسطرة‪.‬‬

‫‪ -‬الحصول عمى أرضية البناء‪.‬‬

‫‪ -‬إختيار مكتب الدراسات بعد صفقة الدراسة‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد اإلحتياجات المتعمقة بمدة اإلنجاز‪،‬‬

‫النوعية‪ ،‬الثمن‪.‬‬

‫‪ -‬مراقبة اإلنجاز و ما يسبقيا من عمميات و مدى‬

‫إنسجاميا مع الشروط التعاقدية‪.‬‬

‫‪ -‬ضمان إستالم الدراسة‪ ،‬التصميم و األشغال‬

‫المنجزة‪.‬‬

‫‪ -‬تسيير و المحافظة عمى السكن و ىو في طور اإلنجاز‪.‬‬

‫‪ -‬دفتر شروط يضمن عمال جيدا من خالل إعطاء معمومات صحيحة‪.‬‬

‫‪ - 1.5‬المستشار التقني‪:‬‬

‫غالبا ما يكون مكتب الدراسات(عمومي أو خاص) يقتصر عمى ميندس معماري و بعض‬

‫المساعدين األساسيين‪ ،‬ال يحتاج بالضرورةلمعودة إلى مكاتب متخصصة (الكيرباء‪،‬التدفئة‪،)....‬‬

‫يؤمن مسؤولية التصميم و إنجازه و مراقبة تنفيذ األشغال مع ضمان الجانب القانوني‪.‬‬

‫‪51‬‬
 ‫السكنات اإلجتماعية‬ ‫الفصل الرابع ‪:‬‬

‫‪ -1.5‬مقاولة اإلنجاز‪:‬‬

‫تتحمل المسؤولية إنجاز األشغال حسب القواعد و الوسائل الممكنة من أجل إحترام شروط‬
‫العقد‪ ،‬يمكن أن تكون مؤسسة عمومية أو خاصة أو محمية أو أجنبية‪ ،‬تضمن مسؤولية مباشرة‬
‫العمل بتوفير الوسائل الضرورية مع إحترام األجال المحددة‪ ،‬و ىذا من خالل يد عاممة مؤىمة‬
‫ووسائل حديثة‪.‬‬

‫كما أنو يوجد العديد من الييئات التي يكون ليا دور في إنجاز السكن الجماعي أو مراقبة‬
‫إنجازىا نختصر منيا ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬مديرية السكن‪:‬‬

‫‪ -‬تتولى مديرية السكن إقتراح برامج السكن المبادر بيا من طرف الدولة و الجماعات‬
‫المحمية و متابعة حالة تقدميا‪.‬‬

‫‪ -‬متابعة و مراقبة النشاط العقاري الممارس‬

‫من طرف المرقين العقاريين و المقاولين‪.‬‬

‫‪ -‬ضمان التحكم في األشغال بصفة صاحب‬

‫مشروع مفوض لبرامج السكن التي بادرت بيا‬
‫الدولة و الجماعات المحمية‪.‬‬

‫‪ -‬ضمان متابعة و تقييم إنجازات برامج السكن‪.‬‬

‫‪52‬‬
 ‫السكنات اإلجتماعية‬ ‫الفصل الرابع ‪:‬‬

‫‪ ‬هيئة المراقبة التقنية لمبناء‪:‬‬

‫‪ -‬تراقب الييئة تقنية لمبناء لمختمف‬

‫أنواع العمارات لتتأكد من ثبات بنائيا و‬
‫ديمومتو و أسسو و صالحية كل ما لو‬
‫تأثير في ثباتو و ىيكمو و جدران‬
‫محيطو و سقفو بغية تقميل أخطار‬
‫الفوضى في ىذا المجال و المساىمة‬
‫في الوقاية من النقائص التقنية التي قد‬
‫تط أر أثناء اإلنجاز‪.‬‬

‫‪ -‬و تتمثل ىذه الميمة في دراسة جميع التراتيب التقنية التي تتضمنيا المشاريع‪ ،‬دراسة‬
‫تقنية السيما رقابة تصميم و العناصر التي تربطيا بيا لمتأكد من مطابقتيا لقواعد البناء و‬
‫مقاييسو‪.‬‬

‫‪ -‬و تتم ىذه الرقابة برقابة تنفيذ األشغال قصد‬

‫السير عمى إحترام المخططات المعتمدة و كيفيات‬
‫التنفيذ‬

‫‪ ‬المرقين العقاريين‪:‬‬

‫فيو كل شخص طبيعي أو معنوي يبادر بعمميات‬

‫بناء مشاريع جديدة و التجديد و الترميم و إعادة التأىيل واعادة الييكمة و تدعيم البنايات‬
‫المخصصة لمبيع أو اإليجار بما فييا تييئة األرضيات إلستقبال البنايات‪.‬‬

‫‪53‬‬
 ‫السكنات اإلجتماعية‬ ‫الفصل الرابع ‪:‬‬

‫‪ .5‬خصائص السكنات الجماعية‪:‬‬

‫‪ ‬إشتراك الفضاءات الخارجية بين جميع السكان مثل مواقف السيارات و المساحات‬
‫الخضراء‪.‬‬
‫‪ ‬إرتفاع البيانات يزيد عن ثالث طوابق‪.‬‬
‫‪ ‬تجمع أكثر من ثالث مساكن في بناية واحدة‪.‬‬
‫‪ ‬تتميز بكونيا ذات كثافة أعمى و تتواجد بشكل عتم في المناطق الحضرية في‬
‫المنطقة‪.‬‬

‫‪54‬‬
 ‫السكنات اإلجتماعية‬ ‫الفصل الرابع ‪:‬‬

‫خاتمة الفصل الثاني ‪:‬‬

‫بناء عم ى سبق ذكره نؤكد عن األىمية القصوى التي يحظى بيا السكن اإلجتماعي لدى الشرائح‬

‫ذات الدخل المحدود و الضعيف و الطبقات اليشة داخل المجتمعات‪ ،‬لذلك تبقى اإلستفادة من‬

‫ىذه الصيغة حال جوىريا ألولئك األشخاص المحرومين من السكن‪ ،‬و ىذا لترقية معيشتيم و‬

‫تخميصيم من أعباء ا لحياة و تشجيعيم عمى اإلستمرار في تحقيق أىدافيم‪ ،‬و كذا المحافظة‬

‫عمى كرامتيم بين أواسط المجتمع الذي يعيشون فيو‬

‫‪55‬‬