Professional Documents
Culture Documents
المقاربة السيميائية
المقاربة السيميائية
كان من نتائج التطور الذي عرفه الدرس اللساني الحديث ،ظهور العديد من المقاربات النقدي ة،
أهمها والبنيوية والسيميائية ،وكما اهتمت البنيوية بتق ديم ق راءات منغلق ة للنص وص والخطابات الأدبي ة،
به دف التأص يل لنم اذج بنائي ة مح ددة ،عم دت الس يميائية إلى تق ديم وس ائل وطرائ ق منفتحة للق راءة،
متجاوزة بهذه الوسائل والطرق جدار اللغة ،ومتجه ة نح و تأسيس نظري ة في علم الأدب ،لتنطلق من ثم
إلى الاهتم ام بأنواع الخط اب الأخرى كالخط اب الديني ،والخط اب الفلس في ،باعتباره ا أنظم ة فكري ة
مفه وم الس يميائية :يمكن اعتب ار الس يميائية علم يدرس «مختل ف العلام ات والإش ارات أو م ا
ين وب عن شيء آخر كج زء من منظوم ة م ا؛ أي كي ف يص نع المع نى؟ وكي ف يمث ل الواق ع؟ س واء
أبالكلم ات أم بالأص وات؟ أم بلغ ة الجس د؟ أم الإش ارات المرئي ة ،»...ومص طلح الس يمياء يقابله
مص طلحين الس يميولوجيا ( )Semiologyوالس يميوطيقا ( ،)Semioticsغير أن الف رق بينهم ا« يرتب ط
بوظ ائف الدلالات ،ف يرى دي سوس ير ،وه و ص احب الاتج اه الأول ،ومن مع ه من أتب اع المدرس ة
الأوربي ة أن الوظيف ة الاجتماعي ة هي ج وهر الدلالات ال تي تراهن الس يميولوجيا عليه ا ،في حين يرى
الأمريكي تشارلز سندرس بورس الذي كتب في فترة دي سوس ير الزمني ة نفسها ،أن وظيف ة الدلالات
فإذا كان دي سوسير ق د اهتم بالوظيف ة التواص لية والإبلاغي ة للعلام ة ،ف إن ب يرس فق د ذهب إلى
البحث في الجانب الفلسفي والمنطقي للعلامة ،ومن ثم الوقوف على مختل ف الدلالات ال تي تؤديه ا ،ه ذا
م ا ذهب إلى تأكي ده جيرار دول ودال ( )Gerard deledalleفي كتاب ه الس يميائيات ،أو نظري ة
العلامات ،حيث يقول بأن الأبحاث والدراسات المعاصرة حول العلامة« :تصدر من منبعين اثنين هم ا:
1
أ.قلايلية مقياس مقاربات نقدية س 2لغة
جه ود دي سوس ير الس يميائية :لق د بشر دي سوس ير بميلاد علم الس يمياء ،وحدد موض وعه في كتاب ه
"محاضرات في اللسانيات العامة"« ،إذا كان بالإمكان تحديد اللغة كنظام من العلامات (الدلائل) يع بر
عما للأنسان من أفكار يمكن مقارنتها بأنظمة أخرى كالنظ ام الأل ف بائي والنظ ام الإش اري العس كري،
فمن الممكن أن نتصور علما يدرس حياة العلامات في ص لب الحي اة الاجتماعي ة ،وق د يك ون جزءا من
علم النفس الع ام ونق ترح تس ميته بالس يميولوجيا ()Semiologie؛ أي علم العلام ات أو الدلائل ،وهي
كلمة مشتقة من اليونانية ( ،)Semioبمعنى دليل أو علامة ،و( ،)logieبمعنى علم فتص بح علم العلام ة،
ولعله سيمكننا من أن نعرف مما تتكون العلامة وهي القوانين التي تسيرها».
ومعنى هذا أن دي سوس ير حاول تحديد الإط ار الذي يمكن أن تن درج ضمنه الس يميولوجيا« ،وبم ا
أن هذا العلم لا يوجد بعد ف إن فق د يتع ذر علين ا أن نق ول كي ف س يكون ،بي د أن له ذا العلم الح ق في
الوج ود ومكان ه ق د حدد مس بقا» ،ويض يف ق ائلا« :علم مس تقبلي س يتم تأسيس ه ليك ون حاض نا لكل
الأنساق الدالة الأخرى ،وسيكون من الشمولية والاتساع لدرجة أن اللس انيات لن تش كل داخله س وى
التوزي ع الثن ائي للعلام ة عن د دو سوس ير :اتخ ذ سوس ير من اللس انيات منطلق ا له في حديث ه عن
الس يميولوجيا ،فق د «وزع العلام ة اللغوي ة على م ا رأين ا ،على الدال (= الص ورة الص وتية /الس معية)،
والم دلول (= المفهم وم) اللذين يرتبط ان بعلاق ة اعتباطي ة وق د ركز على علاق ة العلام ة اللغوي ة م ع
العلام ات الأخرى داخل النظ ام ،وعلى العلاق ة بين العلام ة وم ا يحي ط به ا من داخل مرحلة حس ية
دالة» .وباقتران والمدلول تفهم العلامة اللسانية ،ويشبه دي سوسير العلام ة بالورق ة ال تي لا يمكن فص ل
وجهيه ا عن بعضهما البعض ،فتم زق الأول ي ؤدي بالضرورة إلى تم زق الث اني ،ويق دم سوس ير ه ذين
العنصرين على «أنهم ا يرتبط ان ببعضهما ارتباط ا كاملا لا يوجد أي منهم ا قب ل الآخر في س ياق اللغ ة
الكلامية ،ولا تكون الإشارة صوتا من دون فحوى أو مضمون ،ولا فحوى من دون صوت».
2
أ.قلايلية مقياس مقاربات نقدية س 2لغة
اعتباطي ة العلاق ة بين الدال والم دلول :من تص ورات سوس ير اللس انية العلام ة اللغوي ة ال تي تتش كل من
وج ود «العلام ة الرابط ة بين الدال والم دلول ،وه ذه العلاق ة ذات علاق ة اعتباطي ة ،والاعتباطي ة في
مفهومها الأدبي هي غياب منطق عقلي يبرر الإحالة بين الدال والمدلول ،فلا وجود لعناصر داخل الدال
تجعلنا ننتقل آليا إلى المدلول ،فالرابط بين هذين الكيانين يخض ع للتواض ع والمعرف ة والتعاق د» .ومن ه نفهم
أن العلاق ة بين الدال والدليل لا تخض ع للت برير المنطقي ،و إنم ا هي علاق ة قائم ة على الع رف والتعاق د،
وبهذا فإن مفه وم الاعتباطي ة عن د سوس ير يقص د من ه غي اب والتعلي ل المنطقي الذي ي برر الإحالة من
فالعلامة إذن «لا تخضع إلى إرادة الفرد بمعزل عن المؤسسة الاجتماعية ،وبالرغم من أن دوره
لا يستهان به في إنتاج هذه المعلومات ،وإضفاء المعقولية إليها ،ومن جهة الق درة على فهمه ا عن طري ق
النش اط الاس تدلالي» ،فالعلام ة لا توجد إلا من خلال المتلقي الذي يقيم العلاق ة بين الدال والم دلول،
جهود شارل سندرس بيرس :يعتبر الكثير من الدارس ين أن تاريخ الس يميولوجيا بوص فه علم ق ائم بذات ه،
يبدأ مع بيرس الذي درس الرموز ودلالاتها وعلاقاتها ،وتقوم سيميوطيقا بيرس على ثلاث مراحل ح تى
المرحلة الكانطي ة ال تي ارتبطت فيه ا نظري ة العلام ات بالمقولات الكانطي ة في س ياق المنط ق -
الأرسطي الزوجي.
المرحلة المنطقية التي اقترح بيرس فيها منطق العلاقات وحل المنطق الأرسطي مح ل المنط ق -
الأرس طي ،ومنط ق العلاق ات ه ذا س يكون الض امن لتص وره الثلاثي عن المق ولات
والعلامات.
المرحلة الس يميائية ال تي س يطور فيه ا ب يرس نظريت ه الجديدة للعلام ات بعلاق ة م ع نظريت ه -
3
أ.قلايلية مقياس مقاربات نقدية س 2لغة
مفهوم العلام ة (الإش ارة) عن د ب يرس :ينطلق ب يرس في تحديده لمفه وم العلام ة من منطلق الس يرورة
الدلالي ة التداولي ة (الس يميوز) الق ائم على مقولة الثلاثي ة ( )triodiqueعلى خلاف م ا جاء ب ه دي
سوسير الذي حصر مفهوم العلامة في مقولة الاختلاف أو التعارض الثنائي (دال وم دلول) ،فالعلام ة
أو الممثل ( )representamenهو« :شيء يمثل شيئا ما بالنسبة لشخص ما بمظهر م ا أو بإمكاني ة م ا»،
إضافة إلى ذلك اعتمد بيرس في تقسيمه للعلامة على مبدأ التثليث انطلاق ا من العناصر المكون ة للعلام ة
الممثل ( :)representamenويقابل عند سوسير "الدال" وهو الوسيلة التي تستعمل للدلالة ،أو حامل
الإشارة،أو الشكل الذي تتخذه الإشارة اللغوية ،أو غيرها من العلامات ،وتعني الإش ارة باعتباره ا ممثلا
شيئا ما إلى الشخص؛ أي تولد في فكرة معادلا لها ،أي إشارة متطورة ،وق د أطلق ب يرس على الإش ارة
المولدة اسم تأويل الإشارة الأولى ،وتنوب الإشارة عن شيء ما ،ليس من جميع نواحي ه ،إنم ا عن فكرة
الموضوع بعضهم يسميه الموجودة ( :)lobjetوهو المشار إليه ،أي الشيء الذي تحي ل إلي ه العلام ة ،ولا
الموضوع ( :)linterpretantوهو في حقيقته ليس مؤولا ،إنم ا المع نى الذي تحدث ه الإش ارة ،وه و في
إشارة ثانية في فكر المؤول فيها معنى الإشارة الأولى ،إذا معنى الإش ارة لا يحضر في ذات ه ،إنم ا ي برز من
خلال التأويل في ذهن المؤول ،ويقابله عن د سوس ير "الم دلول" مج ردا من أبع اده ،غير أن الم ؤول يملك
انطلاق ا من ه ذه المف اهيم ف إن العلام ة لا تس تقيم بالمعنى الكام ل إلا بتعاض د ثلاث ة ف روع ،على أن
4
أ.قلايلية مقياس مقاربات نقدية س 2لغة
ــ العلام ة النوعي ة :أي هي نوعي ة تش كل العلام ة ،ولا يمكن أن تتصرف كعلام ة ح تى تتجس د ،
ــ العلامة المتفردة :هي الشيء الموجود والواقع ة الفعلي ة ال تي تش كل العلام ة ،ولا يمكنه ا أن تك ون
كذلك إلا عبر نوعيتها ،ولهذا فهي تتضمن علامات عرفية متعددة.
ــ العلامة العرفية :هي عرف يشكل علامة ،وكل علامة متواضع عليها فهي علامة وعرفي ة (وليس
العكس) ،وليست العلامة العرفية موضوعا واحدا ،بل نمطا قد تواضع الناس على اعتباره دالا.
وفي الأخير نجد أن بيرس ينظر إلى العلامة نظرة ثلاثية الأبعاد تشكل واحدة منها في الذهن علامة،
البعد التركيبي :وهو الذي ينظر إلى العلامة في علاقتها بغيرها من العلامات.
البعد الوجودي أو الدلالي :وهو الذي ينظ ر إلى العلام ة في علاقته ا بالش يءالذي تدل علي ه؛
البعد التداولي :وهو الذي ينظر إلى العلامة في علاقتها بمؤولها ،أو في العلاقة التي تقيمها م ع
مربع غريماس السيميائي :دعا غريماس ( )A.j.Greimasالباحث الس يميائي على عدم الاكتف اء بعملي ة
المزاوجة بين المفاهيم ،والقيام بإيجاد التعارضات الاستبدالية فقط بل يجب عليه كذلك أن يقدم نموذجا
يسعى إلى الكش ف عن منظوم ة المع نى لأن «كل مع نى يق وم لا على تعارض ات ثنائي ة فق ط وإنم ا على
عارض ات رباعي ة كما في ك (أس ود:أبيض) و(لا أس ود:لا أبيض) ...وه و م ا يع رف الي و باسم المرب ع
تقوم علاقات المربع الس يميائي على التض ادية (التض اد وش به التض اد) ،والتن اقض ،والتض من،
وتحكم هذه العلاقات «قيم موقعية وتعارضات كيفي ة وحرماني ة وعدمي ة ،فالتعارض ات الكيفي ة تع تري
5
أ.قلايلية مقياس مقاربات نقدية س 2لغة
التض ادية ،والتعارض ات الحرماني ة تصيب التن اقض» ،وفي الأخير نخلص إلى أن ه ذه الاتجاه ات
السيميائية شكلت روافد أصيلة لبناء قراءات سيميائية ليس للأدب فحس ب ب ل لق راءة أنظم ة علاماتي ة
وإشارية أخرى ،فبالإضافة إلى قراءة الأدب :شعرا ورواية ومسرحا ،والفن رسما وموسيقا وسينما ،فق د
دخلت الس يميائية كل دوائر الخط اب وأص لت لق راءة الخطابات الفلس فية والديني ة والفكري ة ،وق د
امتازت الدراس ات الس يميائية بحرصها على فهم العلاق ة الأدبي ة في مس توى العلتق ة الجدلي ة بين النص
الأدبي و المجالات الثقافية الأيديولوجي ة ،وبنيته ا الاقتص ادية والاجتماعي ة ،وفي مس توى النص الأدبي
نفسه.
ثانيا :المقاربة السيميائية في النقد عند العرب :عرف مصطلح السيمسائية إشكاليات عدة في النقد العربي
الحديث ،لمل شهده من تذبذب وغموض ،وتع دد في اللف ظ والمض مون ،فق د جاءت بتس ميات كث يرة
للس يميائية منه ا (الس يميوطيقا والس يميوتيقا والس يمياء والس يميائية والعلام ة والعلامي ة وعلم المع نى
والدلائلية ،والإشارتية).
وتظه ر إش كالية المص طلح الس يميائي في النق د الع ربي« ،لا على أس س جوهري ة بحيث يتب اين
بحسب اختلاف مجال كل منهما ،فالنقد الع ربي الح ديث لم يق دم الشيء الكث ير على ص عيد التحليلات
السيميائية فعليا ،وبقيت معرفته فيه بسيطة تعتمد على النقل المباشر تنظيرا ليس إلا ،وأما الاختلاف في
المص طلح فق د نجم عن اختلاف في المص در الذي أخذ من ه؛ ف إذا نق ل عن الفرنس ية ظه ر مص طلح
السيميولوجيا ،وأما إن نقل عن الإنجليزية فيشار إليه بالسيميائية ،هذا بالإضافة إلى ظه ور ترجم ات عدة
وعلى الرغم من انفت اح الدراس ات الس يميائية على مختل ف المن اهج النقدي ة دون أن تركن في
رحاب الاتجاه البنيوي كما كانت علي ه في نش أتها ،ويتجلى لمن اطل ع على الدراس ات النقدي ة العربي ة ال تي
اعتم دت الس يميائية ،أنه ا لم تأخذ منه ا إلا الش كل لا غير« ،إذا كان بالإمكان الح ديث عن اتجاه ات
للسيميائية في النقد الغربي فأن الأمر يبدو شديد المباينة بالنسبة لواقع في النق د الع ربي ،إذ يص عب ح تى
6
أ.قلايلية مقياس مقاربات نقدية س 2لغة
الحديث عن اتجاه سيميائي عموما ،فبالإضافة إلى ندرة الدراس ات الس يميائية ف إن ه ذه الدراس ات ال تي
تبنت المنهجية السيميائية في قراءتها لنصوص الشعر العربي الحديث لم تسع س وى جانب بس يط منه ا ق ائم
.
على مفهوم العلامة اللغوية من منطلقات البنيوية ،أو الاهتمام بالحقول الدلالية في أحسن الأحوال»
ومن أهم المحاولات التي عرفها الاتجاه السيميائي في النقد العربي نجد دراسة خالدة س عيد ال تي
تناولت قصيدة "النهر والموت" للسياب ،و«ويمكن عد قراءة خالدة س عيد لنص الس ياب "النه ر والم وت"
أول محاولة جديدة للاستفادة من السيميائية في القراءة والتحليل في النقد العربي ،وقد نشرت الدراسة -
أولا -في مجلة مواق ف عام ( ،)1978ثم أعي د نشرها بع د س نة واحدة في كتابه ا "حركي ة الإبداع"».
ويمكن إدراج هذه المحاولة ضمن المنطلق ذاته الذي أشارت إليه في كتابها السابق.
ترتكز آراؤها حول الإبداع على أساس ربط ه بالحداث ة ،فالإبداع «من ه ذا المنظ ور مع رفي ليس
من بالمعنى الاس تظهاري أو التصنيفي لأن ه ليس نقلا أو وص فا لق ائم ،ب ل مع نى الكش ف والبحث»،
وتعرض لنا لغة الكشف في قولها« :أما لغة الكشف فهي تجاوز للمثال المتحق ق ،وابتكار لمث ال م ا يلبث
أن ينقض ،وهذا يعني حركية العلاقة بين الإشارة (سواء أو تسمية أو رمزا أو صورة أو أسطورة ،وبين
وتع د محاولة محم د السرغيني لدراس ة "الم واكب" لجبران خلي ل جبران على أس اس المنهجي ة
الس يميائية أك ثر جه دا من خلال شرح طريقت ه المنهجي ة في مه اد نظ ري ،ق دم في ه الكث ير من الآراء
والإشكاليات التي تتعلق بالاتجاه السيميائي ،بداية من ميلادها كعلم وصولا إلى صيغتها ال تي انتهت له ا،
وصارت منهجا نقديا ،وكان لهذا العرض منفعة كبيرة انعكست على النق د الع ربي الح ديث ،على الرغم
من الخلط الذي شابه في الأفكار المطروحة ،وهذا ما يعكس عدم الدق ة البالغ ة في النق ل عن الغ رب،
فقد أشار إلى أن «سوسير قد جعل الألسنية ص لا للس يميائية ،وأن بارت يرى خلاف ذلك» ،في حين
نجد أن سوسير وبارت يرون خلاف ما جاء به السرغيني ،فسوس ير يش ير إلى أن «علم اللغ ة ه و جزء من
7
أ.قلايلية مقياس مقاربات نقدية س 2لغة
في نجد أن بارت جاء بقول سوسير السابق ونقضه معتبرا أنه «من غبر الأكيد ،قطعا أن تجد في
الحياة المجتمعي ة المعاصرة أنظم ة أدلة غير اللغ ة البشرية» ،وعلى الرغم من التفص يل النظ ري في المقدم ة
ال تي عرضها إلا أن الناق د لم يسهب في قراءت ه التطبيقي ة ،باستثناء جانب ضئيل مم ا طرحه مولين و(
،)Molinoوهو م ا دعاه بالتحلي ل الس يميولوجي للح دث الرمزي الذي أقام ه على ثلاث ة مس تويات هي:
المستوى الشعري ويعني مجموعة الإسهامات الثقافية والسياسية والمادية التي عملت عملها في النص.
إن هذه الاستفادة وغيره ا من معطي ات الس يميائيات الغربي ة ،ربم ا تك ون ذات أهمي ة بالنس بة
للنص الشعري العربي وعلى الرغم من هذه المحاولات والجهود التي تبدو غير كافي ة لتق ديم ه ذا الاتج اه
في نقدنا العربي ،إلا أنها تعكس رؤية نقدية جديدة كثيرا ما حاول النقاد العرب السير على منواله ا دون
التقيد باتجاه ات معين ة ،وهي مح اولات نقدي ة متف ردة تعكس مج رد الجه د الذاتي ،مم ا يبين أن النق اد
العرب تلقوا السيميائية بشكل مقتضب وجزئي ،وغير مباشر دون متابعة تحولاتها في الغرب.
8