You are on page 1of 4

‫‪: 

‬المقالة رقم ‪01‬‬

‫الطريقة جدلية ‪:‬السؤال‪ :‬هل العالقة بين الدال و المدلول عالقة ضرورية أم‬
‫إعتباطية؟‪#‬‬

‫هل العالقة بين الدال و المدلول مبنية على التالزم أم اإلصطالح؟ هل توجد ضرورة بين‬
‫اللفظ‪ 3‬و معناه؟ هل األلفاظ تحاكي األشياء؟ هل التالزم و التطابق هو العالقة الوحيدة‬
‫التي تربط الدال بالمدلول؟‬

‫‪ :‬طرح المشكلة‬

‫إن اإلنسان كائن اجتماعي بطبعه فهو بحاجة إلى االتصال والتواصل مع غيره من الناس‬
‫والتعبير عن أفكاره وهذا ال يتم إال بواسطة اللغة الت تعتبر خاصية إنسانية يتفرد بها عن‬
‫غيره من الكائنات و تشتمل اللغة على خاصيتين أساسيتين هما الدال و المدلول و‬
‫نقصد بالدال الكلمة أو الصيغة اللفظية‪ 3‬للشيء أما المدلول فهو المعنى او الشيء‬
‫المشار إليه ‪ .‬و قد أثارت العالقة بين الدال و المدلول جدال واسعا بين المفكرين و‬
‫الفالسفة فإنقسمو إلى تيارين متعارضين تيار يرى أن العالقة بين الدال و المدلول‬
‫عالقة ضرورية تالزمية و تيار نقيض يرى بأن العالقة بينهما إعتباطية مبنية على اإلتفاق‬
‫‪.‬فقط‪3‬‬
‫أمام هذا الجدال الواقع بينهم فإن اإلشكال الذي يمكننا طرحه هو‪ :‬هل العالقة بين‬
‫الدال و المدلول عالقة تالزمية أم إصطالحية؟ و بصيغة أخرى هل العالقة بين األشياء و‬
‫‪ .‬األلفاظ ضرورية أم تعسفية‬

‫‪ :‬محاولة حل المشكلة‬

‫‪:‬عرض منطق األطروحة‬

‫يري بعض الفالسفة والمفكرين ان العالقة بين الدال و المدلول عالقة تالزمية ضرورية‬
‫شرطية ألن هناك إرتباط و تالزم وثيق بين اللفظ و معناه و هذا اإلرتباط ليس مبني على‬
‫اإلختيار و التوافق بل هو ضروري إذ يكفي أن نسمع الكلمة حتى نعرف المعن الذي‬
‫تدل عليه و يمثل هذا الموقف كل من “أفالطون‪ ،‬بنفست” و يبرر هؤالء موقفهم‪ 3‬بالحجج‬
‫‪:‬و البراهين اآلتية‬
‫يؤكد أفالطون في “محاورة كراطيل” أن العالقة بين الدال و المدلول هي عالقة ضرورية‬
‫أي أن اللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي و أساس هذا الرأي نظرية محاكاة‬
‫اإلنسان ألصوات الطبيعة‪،‬وبهذا فإن العالقة بين اللفظ ومعناه ضرورية تحاكي فيها‬
‫الكلمات أصوات الطبيعة‪،‬فبمجرد سماع الكلمة نعرف معناها وداللتها‪،‬فكلمة زقزقة مثال‬
‫تشير بالضرورة إلى صوت العصفور‪،‬وكلمة مواء تشير بالضرورة إلى صوت القطط يقول‬
‫أفالطون” إن اإلسم إذن على ما يبدو محاكاة صوتية للشيء المحاكى” و يقول‬
‫‪”.‬كذلك”إن الطبيعة هي التي أضفت على األسماء معنى خاصا‬

‫ان العالقة بين الدال و المدلول ليست اعتباطية بل هي على عكس ذلك عالقة ضرورية‬
‫وتبرير ذلك ان العالمة اللسانية بنية واحدة يتحد فيها الدال بالمدلول وبدون هذا االتحاد‬
‫تفقد العالمة اللسانية هذه الخاصية ومن جهة ثانية فذهن االنسان ال يستسيغ وال‬
‫يقبل االصوات التي ال تحمل تمثال (او شيئا) يمكن معرفته فلو كان األمر كذلك أي وجود‬
‫اصوات ال تدل على شيء وال تحمل مفهوما يمكن التعرف عليه تصير غريبة ومجهولة‪،‬‬
‫فكل كلمة تدل على معنى ‪ ،‬وتستحضر صورتها في الذهن ‪ ،‬و كلما كررنا نفس الكلمة‬
‫ظهرت نفس الصورة مثل لفظ ( ثور) الذي يستحضر في الذهن صورة هذا الحيوان‬
‫العشبي ‪،‬و ال يستحضر صورة حيوان آخر‪ ،‬إذ أصبح اللفظ‪ 3‬يطابق ذات الشيئ في العالم‬
‫الخارجي وهذا ما يذهب إليه عالم اللسانيات الفرنسي إيميل نفيست حيث يرى في‬
‫كتابه ( مشاكل اللسانيات العامة)ان عالقة الدال بالمدلول ضروريـــــــة و ذاتيـــــــــــة‬
‫الى درجة انه يستحيل الفصل بينهما يقول ‪ ”:‬الدال و المدلول ‪ ،‬الصورة الصوتية و‬
‫التمثل الذهني هما في الواقع وجهان ألمر واحد و يتشكالن معا كالمحتوي و‬
‫‪”. ‬المحتوى‬

‫إن اإلنسان ال دخل له في تحديد معاني الكلمات مادامت األش‪33‬ياء الخارجي‪33‬ة هي ال‪33‬تي‬
‫توحي له بذلك إذ يكفي سماع الصوت لتحدي‪3‬د اللف‪3‬ظ‪ 3‬مث‪33‬ل كلم‪3‬ة ” الط‪3‬رق” فم‪3‬ا ه‪3‬و إال‬
‫إنعكاس للصوت الصادر عن إصطدام اليد بالباب كما تسمى األشياء نسبة إلى وظيفته‪33‬ا‬
‫فعندما نقول مسطرة فألنها تسطر ‪ ،‬و محفظة أنه‪33‬ا تحف‪33‬ظ األدوات ‪ ،‬س‪33‬يالة النه‪33‬ا ت‪33‬ترك‬
‫سائال ‪ ،‬و كذلك بالنسبة للفظ مثلث فألنه يتكون من ثالث‪33‬ة أض‪33‬الع ‪ ،‬و مرب‪33‬ع ألن‪33‬ه يتك‪33‬ون‬
‫من أربع‪33‬ة أض‪33‬الع …‪ ،.‬فك‪33‬ل لف‪33‬ظ يعكس طبيع‪33‬ة الش‪33‬يئ و يع‪33‬بر عن هويت‪33‬ه و لم يوض‪33‬ع‬
‫بطريقة عشوائية ‪،‬و لهذا يقول بنفست”إن‪ 3‬العالقة بين الدال و المدلول ليست إعتباطي‪33‬ة‬
‫‪”. ‬بل هي على العكس من ذلك ضرورية‬

‫!!! السند الوحيد‪(Read more)  ‬‬

‫كما يرى بنفيست أن ال‪3‬ذهن عن‪3‬دما يس‪3‬تقبل ال‪3‬ذهن كلم‪3‬ة مجهول‪3‬ة يرفض‪3‬ها باعتباره‪3‬ا‬
‫غريبة ال تحدث أي تصور و ال توحي باي معنى يقول‪ ” :‬ان الذهن ال يحتوي على أشكال‬
‫خاوية” و هذا ما يؤكد العالقة الضرورية بين ال‪33‬دال و الم‪33‬دلول ‪.‬فل‪33‬و ك‪33‬انت العالق‪33‬ة بينهم‪33‬ا‬
‫اعتباطية الستحدث كل فرد لغة خاصة يتحدث بها لكن األمر ال يجري على ه‪33‬ذا النح‪33‬و ‪،‬‬
‫الكل يض‪33‬طر الى التح‪33‬دث بلغ‪33‬ة الق‪33‬وم ‪ ،‬و اس‪33‬تعمال نفس اإلش‪33‬ارات الص‪33‬وتية ح‪33‬تى يتم‬
‫‪.‬التواصل بينهم‬

‫إض‪333‬افة إلى ه‪333‬ذا يؤك‪333‬د بعض علم‪333‬اء اللغ‪333‬ة أن بعض الح‪333‬روف له‪333‬ا مع‪333‬ان خاص‪333‬ة‬
‫حيث ‪،‬فح‪33‬رف(ح) مثال ي‪33‬دل على مع‪33‬اني االنبس‪33‬اط والراح‪33‬ة‪ ،‬مث‪33‬ال‪:‬حب‪،‬حن‪33‬ان‪،‬ح‪33‬نين ‪،‬‬
‫حياة…‪ ،..‬وحرف(غ) مثال فيدل على مع‪33‬اني الظلم‪33‬ة والح‪33‬زن واالختف‪33‬اء‪ ،‬كم‪33‬ا في ‪:‬غيم‪،‬‬
‫غم‪ ،‬غدر‪ ،‬غبن‪ 3،‬غرق‪ ،‬غاص…‪ ..‬و عليه نستنتج أن العالقة بين ال‪33‬دال و الم‪33‬دلول عالق‪33‬ة‬
‫‪.‬طبيعية ضرورية‬

‫قد و مناقشة‪ :‬صحيح أننا نجد أن بعض األلفاظ تحاكي األشياء ال‪33‬تي ت‪33‬دل عليه‪33‬ا إال أن‬
‫أنصار هذا اإلتج‪33‬اه ب‪33‬الغوا في إعتب‪33‬ارهم أن العالق‪33‬ة بين ال‪33‬دال و الم‪33‬دلول ض‪33‬رورية بص‪33‬فة‬
‫مطلقة‪ 3‬فهذا التصور مخالف لطبيعة اللغة فهي من إبداع اإلنسان و عليه فإن األمر مبني‬
‫على التواف‪33‬ق ال أك‪33‬ثر‪ ،‬فنظري‪33‬ة المحاك‪33‬اة ال تش‪33‬مل كاف‪33‬ة األلف‪33‬اظ ألن ع‪33‬دد الكلم‪33‬ات‬
‫المستوحاة من الطبيعة قليل جدا مقارنة بالكلمات المبني‪33‬ة على اإلص‪33‬طالح كم‪33‬ا أن‪33‬ه ل‪33‬و‬
‫كانت الكلمات تحاكي األشياء فبما نفسر تعدد مس‪33‬ميات اإلس‪33‬م الواح‪33‬د”األس‪33‬د” و بم‪33‬ا‬
‫نفسر تعدد المعاني لنفس اللفظ مثل لفظ مغ‪33‬رب ‪،‬فه‪33‬و يع‪33‬ني وقت الص‪33‬الة من جه‪33‬ة ‪،‬و‬
‫‪ .‬بلد عربي من جهة ثانية‬

‫عرض نقيض األطروحة‪ :‬العالقة بين الدال و المدلول إعتباطية‬

‫إن العالقة بين الدال و المدلول هي عالقة إعتباطية تعسفية من صنع اإلنسان فال يوجد‬
‫ترابط و تالزم وثيق بين اللفظ و المعنى فاللف‪33‬ظ ال ينط‪3‬وي في ص‪3‬ميم خصائص‪33‬ه الص‪3‬وتية‬
‫على أية إشارة أو إحالة إلى المعنى ال‪33‬ذي ي‪33‬دل علي‪33‬ه فالعالق‪33‬ة ال‪33‬تي تجمعهم‪33‬ا قائم‪33‬ة‬
‫على اإلصطالح و بوسع كل جماعة إنسانية أن تحدد مسميات األش‪33‬ياء بالطريق‪33‬ة ال‪33‬تي‬
‫تريد و يمثل هذا الموقف كل من “دي سوسير ‪،‬بياجي ‪،‬دوالك‪33‬روا و أرنس‪33‬ت كاس‪33‬يرر ” و‬
‫‪:‬يبرر هؤالء موقفهم هذا بالحجج و البراهين اآلتية‬

‫إن العالقة بين الدال و المدلول عالقة إصطالحية ال أكثر فاأللفاظ مجرد مص‪33‬طلحات إتف‪33‬ق‬
‫عليه‪33‬ا الن‪33‬اس لكي ت‪33‬دل على األش‪33‬ياء ‪ ،‬فاللف‪33‬ظ يختل‪33‬ف من مجتم‪33‬ع آلخ‪33‬ر أم‪33‬ا المع‪33‬نى‬
‫فيبقى هو هو فل‪33‬و ك‪3‬انت األش‪33‬ياء هي ال‪33‬تي تف‪33‬رض االس‪33‬م بحكم طبيعته‪33‬ا لك‪3‬انت لغ‪33‬ة‬
‫البش‪33‬ر واح‪33‬دة ‪ ،‬و لم‪33‬ا تع‪33‬ددت األلف‪33‬اظ و مس‪33‬ميات األش‪33‬ياء بتع‪33‬دد األلس‪33‬نة و اللغ‪33‬ات و‬
‫المجتمعات ‪،‬فاللسان العربي غير اللسان الفرنسي و غ‪33‬ير اللس‪33‬ان األلم‪33‬اني يق‪33‬ول في‬
‫‪”.‬هذا بياجي”إن تعدد اللغات هو نفسه يؤكد بديهيا الميزة اإلصطالحية لإلشارة اللفظية‬

‫كما أننا نجد في اللغة الواحدة في عدة حاالت لفظا واحدا ي‪33‬دل على ع‪33‬دة مع‪33‬اني مث‪33‬ل‬
‫الفع‪33‬ل ض‪33‬رب‪ :‬ض‪33‬رب األس‪33‬تاذ مث‪33‬اال‪“ :‬أي أن‪33‬ه أعطى مث‪33‬اال”‪،‬و ض‪33‬رب الرج‪33‬ل في أقط‪33‬ار‬
‫الوطن‪”،‬أي أن‪33‬ه تج‪33‬ول في البالد”‪ ،‬وض‪33‬رب األخ أخت‪33‬ه “أي أن‪33‬ه عاقبه‪33‬ا بالض‪33‬رب”‪ ،‬و ض‪33‬رب‬
‫البدوي الخيم‪33‬ة‪”،‬أي أن‪3‬ه بس‪33‬ط وووض‪33‬ع الخيم‪33‬ة” ‪ ،‬و نج‪33‬د للمع‪33‬نى الواح‪3‬د ع‪3‬دة ألف‪33‬اظ و‬
‫مسيمات مثل البحر هو اليم ‪ ،‬و السيف هو الحسام ‪ ،‬و األسد هو الغضنفر و الضرغام و‬
‫الليث ‪ ،‬و ملك الغابة ‪..‬الخ و هذا ما يدل على أن األلفاظ وضعت لتدل على معان مج‪33‬ردة‬
‫وأفكار ال يمكن قراءتها في الواقع المادي‪ ،‬ب‪33‬ل إن الكلم‪33‬ة‪ ،‬أو الرم‪33‬ز‪ ،‬أو اإلش‪33‬ارة ال تحم‪33‬ل‬
‫في ذاتها أي معنى أو مضمون إال إذا اتفق عليه أفراد المجتم‪33‬ع‪،‬فاإلنس‪33‬ان ه‪33‬و من وض‪33‬ع‬
‫األلفاظ قصد التعبير والتواصل وهذا ما يؤكده أرنست كاسيرر بقوله‪ ”:‬إن األس‪33‬ماء ال‪33‬واردة‬
‫في الكالم اإلنساني لم توضع لتشير إلى أشياء بذاتها” و يقول دوالكروا” الجماع‪33‬ة هي‬
‫‪”.‬التي تعطي لإلشارة اللغوية داللتها‬

‫مراجعة لكتاب الديني والدنيوي‪ :‬نقد الوساطة والكهنتة‪(Read more)  ‬‬

‫و يرى دي سوسير أن الدال ال يعبر عن الشيء بل يعبر عن تص‪33‬ورنا ل‪33‬ه فالعالق‪33‬ة بينهم‪33‬ا‬
‫ليست طبيعي‪33‬ة إذ يمكن اإلش‪33‬ارة إلى الش‪33‬ي ب‪33‬أي مص‪33‬طلح آخ‪33‬ر فال وج‪33‬ود لض‪33‬رورة بين‬
‫األشياء و مسمياتها و إنما العادة هي التي جعلت الناس يعتقدون ذلك فما سمي قمرا‬
‫على سبيل المثال ك‪33‬ان من الممكن أن يس‪33‬مى شمس‪33‬ا أو أي إس‪33‬م آخ‪33‬ر‪ ،‬و يق‪33‬دم دي‬
‫سوسير مثال على ذلك حيث يرى أن المدلول “أخت” ال تجمعه أي عالقة داخلية بتتابع‬
‫االصوات التالية ‪( :‬ا‪ ،‬خ ‪،‬ت) الذي يقوم له داال ‪ ،‬فالتوجد ضرورة عقلية او تجريبية فرض‪33‬ت‬
‫على اللغة العربية مثال التعبير عن هذا المعنى بهذه االصوات بل تم اقتراحه‪33‬ا دون م‪33‬برر‬
‫‪.‬وهذا ما يسمى بالتواضعية االعتباطية او التحكمية ( العفوية)‬

‫و نفس المعنى ( معنى االخت) يعبر عنه في لغات اخرى بتتابع اصوات اخرى فمثال في‬
‫فل‪33‬و ك‪33‬انت العالق‪33‬ة ض‪33‬رورية لم‪33‬ا تب‪33‬اينت ”‪”sister‬وفي االنجليزية ‪ “soeur”،‬الفرنس‪33‬ية‬
‫االصوات بل لما تعددت اللغات بين المجتمعات‪ ،‬وه‪33‬ذا التن‪33‬وع في اللغ‪33‬ات يثبت اعتباطي‪33‬ة‬
‫العالم‪3‬ة اللس‪3‬انية دي سوس‪3‬ير” إن الرابط‪3‬ة الجامع‪3‬ة بين ال‪3‬دال و الم‪3‬دلول تحكيمي‪3‬ة” و‬
‫يقول إبن جني” إن إصل اللغ‪33‬ة الب‪33‬د في‪33‬ه من المواض‪33‬عة” و من‪33‬ه نس‪33‬تنتج أن العالق‪33‬ة بين‬
‫‪.‬الدال و المدلول عالقة إعتباطية‬

‫‪:‬نقد و مناقشة‬

‫رغم ما قدمه هذا اإلتجاه من أدلة تثبت العالقة اإلعتباطية بين الدالو المدلول إال أن هذه‬
‫الصفة اإلعتباطية مبالغ فيها ف‪33‬الفرد ال يمل‪33‬ك الحري‪33‬ة المطلق‪33‬ة في وض‪33‬ع المص‪33‬طلحات و‬
‫إستعمالها حسب هواه و إال إنعدم التواصل بين البشر فهناك قوانين لغوية يجب اإلل‪33‬تزام‬
‫بها في وضع المصطلحات كما أن الضرورة موجودة وال يمكن إنكارها فالطبيعة هي ال‪33‬تي‬
‫أوحت لنا بأن الميزان هو رمز العدال‪33‬ة و الثعلب ه‪33‬و رم‪33‬ز المك‪33‬ر و ال يمكن ألي إنس‪33‬ان أن‬
‫يغيرها كما نجد بعض األلفاظ واحدة في كل المجتمعات ‪ .‬مثل تكنولوجي‪33‬ا ‪ ،‬بيولوجي‪33‬ا ‪ ،‬أو‬
‫‪.‬ديمقراطية ‪ ،‬ديكتاتورية و غيرها‬

‫‪:‬التركيب‬

‫كتوفيق بين األطروحتين يمكن أن نقول أن العالقة بين الدال و المدلول عالق‪33‬ة طبيعي‪33‬ة و‬
‫تعسفية في نفس الوقت فاأللفاظ منها م‪33‬ا ه‪33‬و محاك‪3‬اة للطبيع‪33‬ة ‪،‬ومنه‪33‬ا م‪33‬ا ك‪33‬ان توافق‪33‬ا‬
‫واصطالحا بين بني البش‪3‬ر ‪،‬فال يمكن إنك‪3‬ار الم‪3‬وقفين‪ 3‬ألنن‪3‬ا في الكث‪3‬ير من األحي‪3‬ان نعي‬
‫الكلمات بمجرد سماعها وعلي‪33‬ه فهي مس‪33‬توحاة من الطبيع‪33‬ة فالمتأم‪33‬ل في العدي‪33‬د من‬
‫األلفاظ و المصطلحات يرى أنه بإمكانه فهمها مباشرة دون تفكير أو إمع‪33‬ان كقولن‪33‬ا زقزق‪33‬ة‬
‫فالذهن يعرف معنى هذه الكلم‪33‬ة مباش‪33‬رة دون تمعن أو تفك‪33‬ير ‪،‬فيكم‪33‬ل مباش‪33‬رة زقزق‪33‬ة‬
‫العصافير ‪ ،‬إال أن هذا ال ي‪33‬رفض التواض‪33‬ع ال‪33‬ذي إتف‪33‬ق حول‪33‬ه البش‪33‬ر من‪33‬ذ األزل و إعط‪33‬ائهم‬
‫مع‪33‬نى لك‪33‬ل لف‪33‬ظ ح‪33‬تى تس‪33‬هل عملي‪33‬ة التواص‪33‬ل بينهم و علي‪33‬ه فاأللف‪33‬اظ منه‪33‬ا م‪33‬اهو‬
‫‪.‬مستوحى من الطبيعة و منها ما هو متواضع عليه من طرف البشر‬

‫‪ :‬حل المشكلة‬

‫و في األخير نستنتج أن العالق‪33‬ة بين ال‪33‬دال و الم‪3‬دلول مبني‪33‬ة على الض‪33‬رورة و اإلص‪33‬طالح‬
‫فبعض الكلمات تحاكي طبيعة األش‪33‬ياء فهي مس‪33‬توحاة من الص‪33‬فات الجوهري‪33‬ة لألش‪33‬ياء‬
‫كاألص‪33‬وات و الوظ‪33‬ائف و غيره‪33‬ا ‪ ،‬و بعض‪33‬ها اآلخ‪33‬ر مب‪33‬ني على التواف‪33‬ق و اإلص‪33‬طالح ألن‬
‫الدراسات في مجال علم اللغة تؤكد أن الطبيعة ع‪33‬اجزة أن تس‪33‬توعب ك‪33‬ل األلف‪33‬اظ يق‪33‬ول‬
‫في هذا الشأن جون بياجي “إن الرمز عبارة عن إصطالح ص‪33‬ريح أو ض‪33‬مني يرج‪33‬ع س‪33‬ببه‬
‫إلى اإلس‪33‬تعمال” و مع‪33‬نى ه‪33‬ذا أن بعض األش‪33‬ياء تقتض‪33‬ي اإلرتب‪33‬اط الض‪33‬روري باأللف‪33‬اظ‬
‫الموضوعة لها‪ ،‬ومنها ماكان توافقا و تواضعا بين بني البشر‬

You might also like