Professional Documents
Culture Documents
الوحدة والتضامن الإسلامي
الوحدة والتضامن الإسلامي
• لقد شهد العالم المعاصر الكثير من االتحادات والتحالفات ،التي تجمع الكثير من الدول ،لتحقيق
مصالح مشتركة ،ودفع أخطار متوقعة ،كاالتحاد األوربي وحلف وارسو ( ،) Warsawوحلف
شمال األطلسي (الناتو )NATOوغير ذلك،
• والعجيب أن هذه االتحادات قامت بين دول متباينة فى الديانات والعادات والتقاليد واللغات وغيرها.
• ومن المؤسف أن نرى الدول اإلسالمية بالرغم من وجود ما يسمى بمنظمة التعاون اإلسالمي،
وجامعة الدول العربية إال أنها تعيش اليوم حالة من التمزق واالضطراب ،ويسيطر عليها الكثير من
الخصومات والمشاحنات التي أثمرت زيادة ضعف في كل المجاالت.
أوالً :مفهوم الوحدة اإلسالمية
• المعنى اللغوي للفظة الوحدة:
دهر ِه ،أي ال نظير له. واح ُد ِ وفالن ِ ٌ 1ـ االنفرا ُد وعدم النظير :تقول :رأيته وح َده ،أي منفر ًدا .وت َّو َح َد برأيه :تفَ َّر َد به. •
اح ٌد ِم ْن ْالقَ ْو ِم
2ـ الجزء من الكل :والوحدة يمكن أن تتضمن معنى الجزء من الكل ،أو الج ُْزء ِم ْن ال َّش ْي ِء فَال َّر ُج ُل َو ِ •
َأيْ فَرْ ٌد ِم ْن َأ ْف َرا ِد ِه ْم ،ومن ذلك قول القائل :طَارُوا إلَ ْي ِه َز َرافَا ٍ
ت َو ُوحْ َدانَا.
ف بِ ِه ِإالَّ هللا سُبحانه َوتَ َعالَى ،وَأ َح ِديَّته ص ُ 3ـ الكل الذى ال يتجزأ وال يقبل االنقسام :ومن ذلك اسم :األحد ،واَل يُو َ •
صفاته َم ْعنَاهَا َ :أنّه اَل يَقبَل التَّج ِّزي ،لنَزاهَته َعن ذلكَ .وقيل :اَأل َح ُد الّذي اَل ثان َي لَهُ فِي ُربُوبيّته َواَل فِي ذاتِه َواَل فِي ِ
ج َّل شْأنُه.
4ـ االندماج واالتفاق واالنضمام ،ومن ذلك :اتَّحدت األشيا ُء :اندمجت ،صارت شيًئا واح ًدا ،واتّحدت الخيوطُ: •
صارت خيطًا واح ًدا .واتَّحد القو ُم :اتّفقوا أو انض ّموا إلى وحدة يجمعهم فيها نوع العمل أو الخطّ السّياس ّي أو
االقتصاديّ.
• الوحدة اإلسالمية اصطالحا ً:
• 1ـ االندماج والتوحد ،وذلك على أساس اإلسالم الذي يربط عقديا ً بين البشر المؤمنين برسالته.
• 2ـ اجتماع المنتسبين إلى اإلسالم على أصول الدين وقواعده الكلية.
• 3ـ أن نعتبر أنفسنا مهما تناءت الديار مرتبطين بروابط وثيقة تمتد جذورها فى أعماق أنفسنا ،وهي
مبادئ اإلسالم وشعائره ،وعبادته وعقيدته ،إذ هو دين الوحدة الشاملة كما هو دين التوحيد الكامل
الخالص من كل شرك.
• التعريف المختار:
• اجتماع المسلمين وتوحدهم على أصول الدين وقواعده الكلية ،فى المجاالت المناسبة ،وبالصورة
التي تتفق مع روح العصر.
التضامن • التكامل بين المجتمعات والدول اإلسالمية المعاصرة ،تكامالً يجمعهم حول مصالح
مشتركة أو مشاعر وتطلعات واحدة ،وخاصة في مواجهة المشاكل والصعاب ،أو
األخطار التي تتهددهم جميعا
• بالتعريف السابق يقتضي
التعاون
الدول اإلسالمية
الوحدة اإلسالمية تقتضي تعزيز التضامن والتعاون بين
يتحرك فيه الفرد بروح يعني أن تذوب
عصبيات الجاهلية الجماعة ومصلحتها تقوم العالقة بين
• فال حمية إال لإلسالم المسلمين على اإلخاء وآمالها
• وتسقط فوارق النسب • فال يرى لنفسه كيانا ً دونها
الكامل
واللون • وال امتداداً له إالّ فيها
• فال يتقدم أحد أو يتأخر إال
بتقواه
من المواثيق
• ميثاق منظمة التعاون اإلسالمي وجعله أول أهداف المنظمة ،وذلك كما ورد في م ،1 / 1وتنص على:
• " تعزيز ودعم أواصر األخوة والتضامن بين الدول األعضاء ”
• مؤتمر القمة اإلسالم الثالث المنعقد في مكة المكرمة في الفترة من 25إلى 28يناير 1981حيث جاء
فيه:
• " فنحن عاقدوا العزم على أن نمضي قدما ً لتوثيق أواصر التضامن بين شعوبنا ودولنا ،وعلى أن
نتجاوز كل ما يؤدي إلى الشقاق ويجر إلى الفرقة ،وأن نفض بالحسنى كل نزاع يطرأ بيننا ،فنحتكم
إلى المواثيق وإلى مبادئ األخوة واأللفة والترابط وما نؤمن به جميعا ً من مقاييس العدل والتسامح،
نستمدها من كتاب هللا تعالى وسنة رسوله ـ صلى هللا عليه وسلم ـ باعتبارهما مرجعا ً دائما ً لكل
األحكام.”..
• اإلسهام في عمل مشترك ،كاإلسهام والتعاون بين الدول اإلسالمية للقضاء على الفقر التعاون
والجهل والمرض وتنشيط التبادل الثنائي والجماعي ،وتشجيع االستثمارات ،وحمايتها
وضمانها ،وعقد اتفاقيات متعددة األطراف للتعاون االقتصادي والتجاري والفني وغير
التضامن
الوحدة
• ولضمان هذا التعاون فى ظل التضامن اإلسالمي ،ركز ميثاق منظمة التعاون اإلسالمى على كل أوجه هذا التعاون،
حيث تضمن من بين أهداف المنظمة:
• ” تعزيز التعاون االقتصادي والتجاري اإلسالمي بين الدول األعضاء من أجل تحقيق التكامل االقتصادي فيما بينها،
مما يفضي إلى إنشاء سوق إسالمية مشتركة ”.
• كما تضمن من بين األهداف أيضاً:
• ” تعزيز التعاون بين الدول األعضاء في المجاالت االجتماعية والثقافية واإلعالمية “.
• ولئ ن غدا التعاون الدول ي أص الً ثابتا ً وقويا ً م ن أص ول العالقات الدولي ة اليوم) ،واعت برته األم م المتحدة بك ل أشكال ه
ووجوهه أحد أهدافها األساسية،
• فإن اإلسالم قد سبق ذلك كله حيث حث على جميع أشكال التعاون وعلى جميع المستويات
• فقال سبحانهَ :وتَ َعا َونُو ْا َعلَى ا ْلب ِّر َوالتَّ ْق َوى َوالَ تَ َعا َونُو ْا َعلَى اِإل ْث ِم َوا ْل ُع ْد َو ِ
ان المائدة :اآلية (،)2
• وحتى ال يكون هناك فكاك من هذا التعاون الحيوي الهام بين كل المسلمين اقتضت حكمة هللا تعالى أن توزع ثروات
األرض على كل البقاع واألماكن ،حيث خص هللا كل بقعة بشيء من الثروة الزراعية أو المعدنية أو المائية أو
البشرية أو غير ذلك حتى يكون التكامل بين بني البشر مطلبًا حيويا ً وضرورياً ال غناء عنه وال مفر.
ثانيا ً :مشروعية الوحدة اإلسالمية
اح َدةً َوَأنَ ا َر ُّب ُك ْم فَا ْعبُدُون ِ األنـبياء :اآليـة (،)92 تقري ر الوحدة اإلس المية بقول ه تعال ىِ :إنَّ َه ِذ ِه ُأ َّمتُ ُك ْم ُأ َّمةً َو ِ •
ون المؤمنون :اآلية (.)52 وقوله :وَِإنَّ َه ِذ ِه ُأ َّمتُ ُك ْم ُأ َّمةً َو ِ
اح َدةً َوَأنَا َربُّ ُك ْم فَاتَّقُ ِ
ت هّللا ِ َعلَ ْي ُك ْم ِإ ْذ
ص ُمو ْا بِ َح ْب ِل هّللا ِ َج ِميعا ً َوالَ تَفَ َّرقُو ْا َو ْاذ ُك ُرو ْا نِ ْع َم َ الدعوة إلى االعتصام والوحدة بقوله تعالىَ :وا ْعتَ ِ •
صبَ ْحتُم بِنِ ْع َمتِ ِه ِإ ْخ َوانا ً آل عمران :اآلية (.)103 ف بَ ْي َن قُلُوبِ ُك ْم فََأ ْ ُكنتُ ْم َأ ْع َدا ًء فََألَّ َ
س بِيلِ ِه َذلِ ُك ْم
ق بِ ُك ْم َع ن َ الس بُ َل فَتَفَ َّر َ
س تَقِيما ً فَاتَّبِ ُعوهُ َوالَ تَتَّبِ ُعو ْا ُّ اطي ُم ْ ص َر ِالنهي عن الفرقة واالختالفَ :وَأنَّ َهـ َذا ِ •
ون األنعام :اآلية (.)153 صا ُكم بِ ِه لَ َعلَّ ُك ْم تَتَّقُ َ َو َّ
َي ٍء ِإنَّ َم ا َأ ْم ُره ُْم
س تَ ِم ْن ُه ْم فِ ي ش ْ شيَعا ً لَّ ْين فَ َّرقُو ْا ِدينَ ُه ْم َو َكانُو ْا ِ تبرئة النبي ممن اختلفوا شيعا ً وأحزابا ًِ :إنَّ الَّ ِذ َ •
ون األنعام (.)159 ِإلَى هّللا ِ ثُ َّم يُنَبُِّئ ُهم بِ َما َكانُو ْا يَ ْف َعلُ َ
س و َل ِم ن • األصل أن األمة اإلسالمية واحدة ومن خرج على وحدة الصف ينال ه العذاب الشديدَ :و َم ن يُشَاقِ ِ
ق ال َّر ُ
صيراً النساء :اآلية ()115 صلِ ِه َج َهنَّ َم َو َ
ساءتْ َم ِ يل ا ْل ُمْؤ ِمنِ َ
ين نُ َولِّ ِه َما تَ َولَّى َونُ ْ بَ ْع ِد َما تَبَيَّ َن لَهُ ا ْل ُه َدى َويَتَّبِ ْع َغ ْي َر َ
سبِ ِ
سو ُل ال َر ُ شي ٍر ،قال :قَ َ تقرير الوحدة اإلسالمية واعتبار أن المؤمنين في مشارق األرض ومغاربها كالجسد الواحدَ :عن النُّ ْع َمان ْبن بَ ِ •
الح َّمى “. الس َه ِر َو ُ س ِد ِه بِ َّ ساِئ ُر َج َ ُضو تَ َدا َعى لَهُ َ شتَ َكى ع ْ س ِدِ ،إ َذا ا ْ اح ِم ِه ْم َوتَ َوا ِّد ِه ْم َوتَ َعاطُفِ ِه ْمَ ،ك َمثَ ِل َ
الج َ ين فِي ت ََر ُ هَّللا ِ ” :تَ َرى ال ُمْؤ ِمنِ َ
رواه البخاري
ضى لَ ُك ْم: ض ى لَ ُك ْم ثَاَل ثًاَ ،ويَ ْك َرهُ لَ ُك ْم ثَاَل ثًا ،فَيَ ْر َ سو ُل هللا ِ ِ ” :إنَّ هللاَ يَ ْر َ ال َر ُ ال :قَ َاألمر بالوحدة والنهى عن الفرقة :عَنْ َأبِي ه َُر ْي َرةَ ،قَ َ •
ال “. ضا َع ِة ا ْل َم ِ الَ ،وِإ َسَؤ ِ الَ ،و َك ْث َرةَ ال ُّ يل َوقَ َ َص ُموا بِ َح ْب ِل هللاِ َج ِمي ًعا َواَل تَفَ َّرقُواَ ،ويَ ْك َرهُ لَ ُك ْم :قِ َ ش ْيًئاَ ،وَأنْ تَ ْعت ِ ش ِر ُكوا بِ ِه َ َأنْ تَ ْعبُدُوهَُ ،واَل تُ ْ
رواه مسلم
شتَ ُرَ ،علَ ى َعلِ ِّي ْب ِن َأبِ ي الَ :د َخ ْلتُ َأنَ ا َواَأْل ْ س ْب ِن ُعبَا َدةَ ،قَ َ ـ تقرير المساواة بين المسلمين و جعلهم يداً واحدة ضد أعدائهمَ :ع ن قَ ْي ِ •
س ْيفِ ِه فَِإ َذا فِي َه ا” : ال :اَل ِ ،إاَّل َه َذا َوَأ ْخ َر َج ِم ْن قِ َر ِ
اب َ ُون ا ْل َعا َّم ِة ؟ فَقَ َ
س و ُل هَّللا ِ َ ع ْه ًدا د َ تَ :ه ْل َع ِه َد ِإلَ ْي َك َر ُ طَالِب ٍ يَ ْو َم ا ْل َج َم ِل ،فَقُ ْل ُ
س َوا ُه ْم ،اَل يُ ْقت َْل ُمْؤ ِم ٌن بِ َكافِ ٍر َواَل ُذو َع ْه ٍد فِ ي َع ْه ِده ِ “ .رواه س َعى بِ ِذ َّمتِ ِه ْم َأ ْدنَاه ُْم َ ،وه ُْم يَ ٌد َعلَ ى َم ْن ِ ون تَتَ َكافَُأ ِد َماُؤ ه ُْم َ ،ويَ ْ ا ْل ُمْؤ ِمنُ َ
الحاكم في مستدركه
س ِم َع ض َر هَّللا ُ ا ْم َرًأ َف ِمنْ ِمنًى ،فَقَا َل ” :نَ َّ سو ُل هَّللا ِ بِا ْل َخ ْي ِ ط ِع ٍم ،عَنْ َأبِي ِه ،قَا َل :قَا َم َر ُ ـ األمر بلزوم الجماعة :عَنْ ُم َح َّم ِد ْب ِن ُجبَ ْي ِر ْب ِن ُم ْ •
ص ا ْل َع َم ِل ب ُمْؤ ِم ٍنِ :إ ْخاَل ُ ث اَل يُ ِغ ُّل َعلَ ْي ِهنَّ قَ ْل ُ ب َحا ِم ِل فِ ْق ٍه ِإلَ ى َم ْن ُه َو َأ ْفقَهُ ِم ْنهُ ،ثَاَل ٌ يه َ ،و ُر َّ ب َحا ِم ِل فِ ْق ٍه َ ،غ ْي ُر فَقِ ٍ َمقَالَتِ ي ،فَبَلَّ َغ َه ا ،فَ ُر َّ
ينَ ،ولُ ُزو ُم َج َما َعتِ ِه ْم ،فَِإنَّ َد ْع َوتَ ُه ْم ،تُ ِحيطُ ِمنْ َو َراِئ ِه ْم “ .رواه ابن ماجه سلِ ِم َيحةُ لِ ُواَل ِة ا ْل ُم ْ
ص َ هَّلِل َِ ،والنَّ ِ
ص لَّى هللا ُ ض َي هَّللا ُ َع ْن ُه َم اَ ،ع ِن النَّبِ ِّي َ اس َ ،ر ِ ـ األمر بالصبر على أئمة المؤمنين وعدم الخروج عليهم :وفي ذلك روي عن ا ْب ن َعبَّ ٍ •
ش ْب ًرا فَ َماتَ ِ ،إاَّل َماتَ ِميتَةً َجا ِهلِيَّة ً “ .رواه الج َما َعةَ ِ ق َ ص بِ ْر َعلَ ْي ِه فَِإنَّهُ َمنْ فَا َر َ
ش ْيًئا يَ ْك َرهُهُ فَ ْليَ ْالَ ” :م ْن َرَأى ِم ْن َأ ِمي ِر ِه َ سلَّ َم ،قَ َ َعلَ ْي ِه َو َ
البخاري
ثالثا ً :مقومات الوحدة اإلسالمية ومعوقاتها
توحيد هللا
العبادات
إقامة سوق إسالمية مشتركة بين الدول الحفاظ على الهوية اإلسالمية
اإلسالمية