Professional Documents
Culture Documents
الفوائد العشرة للثقافة التنظيمية
الفوائد العشرة للثقافة التنظيمية
)ال حتاولوا أن تكونوا أصحاب جناحات ،بل حاولوا أن تكونوا أصحاب قيم(
ألربت أينشتاين.
تعترب ثقافة املنظمة كما يعرفها كل من كوبريج وتشسمري بأهنا( :نظام مشرتك للقيم واملعتقدات يؤدي إىل قواعد
وأخالق حتكم السلوك؛ وبالتايل إجياد طريقة مميزة لعمل املنظمة) ،ويقول ممدوح جالل الرخيمي( :لقد أصبحت الثقافة التنظيمية
جانبًا مقبواًل وذا أولوية يف كثري من املنظمات ،ولدى كثري من املديرين ،ويؤكد على ذلك كل من بيرتز ووترمان يف كتاهبما
جناحا يف الواليات املتحدة األمريكية ،فيشريان إىل أنه بال
مبيعا "البحث عن التميز" ،حيث تناوال الشركات األكثر ً
األكثر ً
استثناء فإن سيطرة وسيادة ومتاسك وترابط الثقافة يف تلك الشركات أثبت أنه عنصر اجلودة األساسي الذي يؤدي إىل النجاح).
حيث تشكل هلم مناذج السلوك والعالقات اليت جيب اتباعها واالسرتشاد هبا ،ويشري "املرسي وآخرون" إىل أن أمهية
الثقافة التنظيمية تكمن يف قيام الثقافة بدورها املرشد لألفراد واألنشطة يف املنظمة؛ لتوجيه الفكر واجلهود حنو حتقيق أهداف
املنظمة ورسالتها ،كذلك تقوم الثقافة بتحديد أسلوب وسرعة استجابة أفراد املنظمة لتحركات املنافسني واحتياجات العمالء مبا
حيقق للمنظمة تواجدها ومنوها.
وبناء على ما تقدم ،ميكن القول بأن أمهية الثقافة التنظيمية تكمن يف إجياد الشعور واإلحساس باهلوية بالنسبة لألعضاء،
واملساعدة على خلق االلتزام بينهم كمرشد للسلوك املالئم ،فهي بذلك تسهل من عملية الوالء التنظيمي ،وتعزز استقرار
وتوازن املنظمة كنظام اجتماعي ،وتعمل كمنبه لتشكيل وإرشاد سلوك الفرد واجلماعة.
1
ثانيًا ـ إطار فكري:
ويف كتاهبما عن العادات الناجحة للشركات ذات الرؤية مَتَّ وصف كيف أن شركات مثل ديزين وبروكرت آند جامبل
استطاعت التكيف مع العامل املتغري من غري فقد رؤية القيم اجلوهرية اليت ترشد املنظمة ،بعض الشركات تقوم بكتابة قيمها حبيث
ميكن أن تنتقل لألجيال اجلديدة من املوظفني.
فإن الثقافة مبا حتويه من قيم ،وقواعد سلوكية حتدد هلؤالء العاملني السلوك الوظيفي املتوقع منهم ،وحتدد هلم أمناط
العالقات بينهم وبني بعضهم ،وبينهم وبني العمالء واجلهات األخرى اليت تعاملون معها ،حىت ملبسهم ومظهرهم واللغة اليت
يتكلموهنا ومستويات األداء ،ومنهجيتهم يف حل املشكالت حتددها ثقافة املنظمة وتدرهبم عليها ،وتكافئهم على أتباعها.
ويضيف "جاد الرب" فيقول( :تنمي الثقافة التنظيمية االهتمامات اجلماعية بداًل من االهتمامات الفردية).
ونظرا ألمهية الثقافة التنظيمية وأثرها يف كافة أنشطة املنظمة ،يرى "أوت"ـ أن الثقافة التنظيمية هي (املنظمة حبد ذاهتا،
ً
وليست جزءً ا منها) ،ولذلك فإن على القياديني يف املنظمات استشعار التوجهات الثقافية احمليطة مبنظماهتم ،ووضعها يف
ونظرا ملا هلا من أثر يف تشكيل سلوك العاملني باملنظمة وعاداهتم وتوقعاهتم؛ مما ينعكس سلبًا أو إجيابًا يف كافة
احلسبانً ،
عمليات ،وأنشطة املنظمة بشكل عام ،ويف عمليات التدريب بشكل خاص ،وف ًقا لقوة الثقافة التنظيمية باملنظمة ،أو وضعها
فيها.
2
مساعد ا لإلدارة على حتقيق أهدافها وطموحاهتا ،فمىت تكون الثقافة قوية ،يقبلها غالبية العاملني
ً عنصرا
فهي تعد ً
باملنظمة ،ويرتضون قيمها وأحكامها وقواعدها ،ويتبعون كل ذلك يف سلوكياهتم وعالقاهتم.
ولذا؛ يقول ممدوح جالل الرخيمي( :يعطي الكثري من املديرين الثقافة التنظيمية األولوية ،واالهتمام الكايف للثقافة
التنظيمية يف منظماهتم؛ ألهنم يعتربون الثقافة كأصل هام ،ففي بعض الدراسات متت اإلشارة إىل أن املنظمات اليت لديها ثقافة
متكيفة ،تركز على إرضاء وإشباع االحتياجات املتغرية للعمالء والعاملني ،وأصحاب األسهم ميكنها أن تتجاوز بأدائها
املنظمات اليت ال توجد لديها مثل تلك الثقافة.
فالشركات اليت لديها ثقافة قوية ،وصحيحة ميكنها زيادة املبيعات عن الشركات اليت ال يوجد لديها ثقافة سليمة،
وعلى ذلك فالشركة الناجحة حتتاج أكثر من جمرد وجود اسرتاتيجيات فعالة ،حيث أن الشركة حتتاج إىل ثقافة جيدة تدعم
تلك اإلسرتاتيجيات).
فاملنظمات الرائدة جتذب العاملني الطموحني ،واملنظمات اليت تبين قيم االبتكار والتفوق تستهوي العاملني املبدعني،
واملنظمات اليت تكافئ التميز والتطوير ينضم إليها العاملون اجملتهدون الذين يرتفع لديهم دافع ثبات الذات.
3
كما يضيف "جاد الرب" فيقول( :تفيد بعض الدراسات أن التغريات يف الثقافة التنظيمية هي جزء أساسي ومتمم
مفتاحا رئيسيًّا للكفاءة
للجودة وحتسني األداء ،حيث يرى "كروسيب" أن اجلودة تساهم يف وضوح رسالة املنظمة ،واليت تعترب ً
التنظيمية).
ومن مث حتتاج ثقافة املنظمة ـ كأي عنصر آخر يف حياة املنظمات ـ إىل جمهودات واعية تغذيها وتقويها وحتافظ على
استقرارها النسيب ورسوخها يف أذهان العاملني وضمائرهم وإتباعهم لتعليماهتا يف سلوكهم وعالقاهتم.
وأخري ا خنتم بقول جاسم بن فيحان الدوسري( :يتنامى االهتمام بالثقافة التنظيمية يف كثري من املنظمات ولدى الكثري
ً
من املديرين ،ملا هلا من تأثري فعال على أداء األفراد واألداء الكلي للمنظمة ،ويؤكد على ذلك "بيرتز وواترمن" بقوهلما أنه
جناحا يف الواليات املتحدة ،أثبتت بأهنا اجلودة األساسية
وبدون استثناء ،فإن هيمنة وسيادة ومتاسك الثقافة يف املنظمات األكثر ً
للنجاح(.
أهم املراجع:
الثقافة التنظيمية وعالقتها باالنتماء التنظيمي ،إعداد محد بن فرحان الشاوي ،إشراف أ.د .حممد فتحي .1
حممود.
الثقافة التنظيمية وعالقتها بااللتزام التنظيمي ،إعداد حممد بن غالب العويف ،إشراف أ.د .مازن فارس .2
رشيد.
الثقافة التنظيمية ودورها يف رفع مستوى األداء ،إعداد زياد سعيد اخلليفة ،إشراف أ.د .عبد احلفيظ مقدم. .3
الثقافة التنظيمية يف املنظمات األمنية ودورها يف تطبيق اجلودة الشاملة ،إعداد جاسم بن فيحان الدوسري، .4
إشراف أ.د .سامل بن سعيد القحطاين.
4