Professional Documents
Culture Documents
المدرسة الكلاسيكية
المدرسة الكلاسيكية
مقدمة عامة
.المبحث األول :مدخل إلى المدرسة الكالسيكية في التسيير
.المطلب األول :تعريف المدرسة الكالسيكية
.المطلب الثاني :نشاءة المدرسة الكالسيكية
.المطلب الثالث :مفهوم االدارة في ظل المدرسة الكالسيكية
.المبحث الثاني :نظريات واهم رواد المدرسة الكالسيكية
.المطلب األول :نظرية االدارة العلمية فردريك تايلور
.المطلب الثاني :نظرية شمولية االدارة او االدارة الوظيفية هنري فايول
.المطلب الثالث :النظرية البيروقراطية ماكس ويبر
.المبحث الثالث :تقييم المدرسة الكالسيكية
.المطلب األول :مساهمات المدرسة الكالسيكية في التسيير
.المطلب الثاني :اإلنتقادات الموجهة إلى المدرسة الكالسيكية
الخاتمة العامة
إن تطور الفكر االقتصادي مر بعدة مراحل وفي كل مرحلة نجد ظهور مدرسة اقتصادية اثرى روادها الفكر االقتصادي
وقامو بنقد المدرسة التي قبلهم والن كل مدرسة ظهرت في زمن وبيئة معينة واهتمامات مختلفة أي كل مدرسة استمدت
أفكارها ونظرياتها في وضع االقتصاد التي ظهرت في فترته ومن بين هذه المدارس نجد المدرسة الكالسيكية والتي
عرفنا أفكارها ونشأتها ومساهماتها وانتقادات التي أدت إلى بروز مدارس أخرى
المراجع و المصادر
:المقدمة
كان ظهور ما يعرف في تاريخ الفكر االقتصادي بالمدرسة الكالسيكية مرتبطا تمام االرتباط بالتطور الذي شهدته الدول
األوروبية في القرن الثامن عشر وما تاله من أزمنة .فقد كان هذا التطور كبيرا من حيث التغيرات التي حدثت فيه،
وشامال من حيث النواحي التي أثر عليها ،ألنه أثر في كل الجوانب التي تتكون منها مختلف أوجه الحياة الحضارية أي
االقتصادية واالجتماعية والسياسية .فإذا كان التطور االقتصادي الذي شهدته المجتمعات األوروبية قد نقلها من مرحلة
االقتصاد اإلقطاعي إلى مرحلة الرأسمالية التجارية على نحو ما وقفنا عليه لدى التجاريين ،فإن الرأسمالية لم تتوقف
عند هذا الوضع ،بل تطورت حتى وصلت في حوالي منتصف القرن الثامن عشر إلى أن تأخذ طابعا صناعيا وذلك بفضل
.الثورة الصناعيةالتى شهدها العالم ما بين نهاية قرن 18وبداية القرن 19
:انطالقا من هنا يمكننا طرح اإلشكالية التالية و التي تفيدنا في تعميق البحث وفق ما يلي
ماهية المدرسة الكالسيكية في التسيير ؟*
ما هي خطوات هذه المدرسة ؟*
سنحاول اإلجابة على هذه األسئلة من خالل تقسيم البحث إلى ثالثة مباحث ,يتناول األول مفهوم عام حول الكالسيكية في
االدارة وتطورها التاريخي ,لننتقل بعدها في المبحث الثاني إلى اهم النظريات التى عرفتها مع اشهر روادها ثم المبحث
الثالث كتقيم لنجاحات وسلبيات المدرسة
المبحث األول :مدخل إلى المدرسة الكالسيكية في التسيير
إن مفهوم الكالسيكية له عدة مفاهيم تطورت بتطور العامل البشري ولهذا فإننا حاولنا أن نعطي أهم المفاهيم التي عرفتها
.المدرسة مع تزامن تطورها
:المطلب األول :تعريف المدرسة الكالسيكية
إذ يخطئ الكثيرون باعتقادهم أن معنى الكلمة ) (CLASSIQUEبدايةً البد لنا أن نعرف معنى كلمة كالسيكية
هو( الشيء التقليدي أو القديم ) .لكن في الواقع أن معنى كالسيكي هو الطراز األول أو المثالي أو النموذجي أو الممتاز
وهي كلمة يونانية األصل و المدرسة الكالسيكية ظهرت في القرن الثامن عشر،إذ أثمرت مجهوداتهم وآلت إلى قيام
مدرسة اقتصادية عريقة تعرف تحت اسم المدرسة الكالسيكية في بريطانيا وعاشت حوالي مئة عام ،حيث أعترف لها
بالسبق في معالجة القضايا االقتصادية ترقي إلى درجة الكمال واليقين.وتميزت المدرسة الكالسيكية بالبعد عن الدوافع
الشخصية واألخالقية وباالعتماد على أدوات التحليل المنطقي وباتجاهاتها الموضوعية في التحليل.وبهذا أعطت االقتصاد
صفته العلمية الحديثة التي عرف بها منذ ذلك الحين[]1
:المطلب الثاني :نشأة المدرسة الكالسيكية
ظهرت المدرسة الكالسيكية والتي تمثل الرافد االول من الفكر االداري في اواخر القرن الثامن عشر ,وتعتبر نتاج التفاعل
بين عدة تيارات كانت سائدة خالل هذه الفترة وفيما يلي أهم المراحل التاريخية التي مرت بها المدرسة
:مرحلة ظهور الثورة الصناعية :أبرز ما تميزت به هذه الفترة تبرزه من خالل النقاط التالية *
.التوسع في استخدام اآلالت وإحاللها محل العمال )1
.ظهور مبدأ التخصص والتقسيم العملي للعمل )2
.تجمع عدد كبير من العمال في مكان العمل وهو المصنع )3
.إنشاء المصانع الكبرى التي تستوعب اآلالت الجديدة والطاقة العاملة )4
مرحلة الثانية ظهور حركة اإلدارة :كان من أبرز مهندسي هذه المرحلة المهندس األمريكي فريدرك تايلور بعرضه *
لفكرة التقسيم المنهجي للعمل والمبادئ األربعة لإلدارة إلى جانبه ”فرنك جلبرت” و”وهنري جانت” و ‘هنري فايول”
و”ماكس ويبر” من خالل بعض اإلضافات إلى أفكار تايلور حيث كانت البوادر االولي لميالد المدرسة الكالسيكية
مرحلة نمو المنظمات العمالية والوعي القومي :كان ظهور ونمو النقابات والمنظمات العالمية نتيجة حتمية للرد على*
ممارسات اإلدارة وبدا االنسان يتخلي عن افكار العشوائية في تسيير االدارى وكان تأثره لمبادئ تايلور وبذور االولي في
ظهور الكالسيكية
هناك العديد من األسباب تفسر االهتمام المتزايد نشاة الكالسيكية كوظيفة إدارية متخصصة وكفرع من فروع علم اإلدارة
:وتحملها فيها فيما يلي
التوسع الصناعي الذي تم في العصر الحديث حيث ساهم في ظهور اشياء جديدة لم يعرفها االنسان من قبل *
زيادة التدخل الحكومي في عالقات العمل بين العمال ورجال األعمال عن طريق إصدار القوانين* ]2[.
المطلب الثالث :مفهوم االدارة في ظل المدرسة الكالسيكية
من مواليد الواليات المتحدة األمريكيةمارس 1856عمل في أحد مصانع Fredrick Taylorعرفها فريدريك تايلور
الحديد في والية فيالدلفيا مهندسا ،وأثناء عمله الحظ انخفاض اإلنتاجية وضياع الوقت والجهد والمواد دون تحقيق فائدة
إنتاجية ،وسرعان ما قام بإجراء التجارب الميدانية من أجل زيادة الكفاءة اإلنتاجية ،ونشر تجاربه بعد ذلك في كتابه
المعروف بمبادئ اإلدارة العلمية عام 1911هو أبو اإلدارة العلمية
.االدارة هي المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال أن يعملوه ثم التأكد من أنهم يقومون بعمله بأحسن طريقة وأرخصها []3
فرنسي االصل ،عمل مديراً تنفيذيا ً لشركة صناعية صغيرة في (Henry Fayol) (1841-1925) ،أما هنري فايول
فرنسا ،ومن خاللها نال خبرته العملية التي قادته إلى النجاح في مجال اإلدارة الصناعية ،وعمل على تطوير منهجية
.النظرية اإلدارية ،ووثق ذلك في كتابه المشهور اإلدارة العامة والصناعية عام 1916م
الذي يعتبر بحق األب الحقيقي لإلدارة الحديثة فيعرفها قائالً أن تقوم اإلدارة معناه أن تتنبأ وأن تخطط وأن تنظم وأن
..تصدر األوامر وأن تنسق وأن تراقب[]4
( 21أبريل 14 – 1864جوان ): Maximilian Carl Emil Weberباأللمانية( أما ماكسيميليان كارل إميل ويبر
)1920كان عال ًما ألمانيًا في االقتصاد والسياسة ،وأحد مؤسسي علم االجتماع الحديث ودراسة اإلدارة العامة في
مؤسسات الدولة ،وهو من أتى بتعريف البيروقراطية ،وعمله األكثر شهرة هو كتاب “األخالق البروتستانتية وروح
الرأسمالية” حيث أن هذا أهم أعماله المؤسسة في علم االجتماع الديني وأشار فيه إلى أن الدين هو عامل غير حصري
في تطور الثقافة في المجتمعات الغربية والشرقية ،وفي عمله الشهير أيضا “السياسة كمهنة” عرف الدولة :بأنها الكيان
الذي يحتكر االستعمال الشرعي للقوة الطبيعية ,وأصبح هذا التعريف محوريا في دراسة علم السياسة .درس فيبر جميع
.األديان وكان يرى أن األخالق البروستنتانتية أخالق مثالية ومنها استقى النمودج المثالي للبيروقراطية
.فقد عرفا اإلدارة بأنها :وظيفة تنفيذ المهمات عن طريق اآلخرين ومعهم []5
اهم تعاريف الموجودة لالدارة
التعريف األول ” :عملية ذهنية وسلوكية تسعى إلى اإلستخدام األمثل للموارد البشرية والمادية لبلوغ أهداف المنظمة
“ والعاملين بها بأقل تكلفة وأعلى جودة
التعريف الثاني ” :النشاط المسؤول عن اتخاذ القرارات وصياغة األهداف ،وتجميع الموارد المطلوبة واستخدامها
بكفاءة ،لتحقيق نمو المنظمة واستقرارها ،عن طريق مجموعة من الوظائف أهمها :التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة
.والتقويم
وت ّم التأكيد على أن اإلدارة “مجموعة متكاملة من الخبرات والمهارات والقدرات أغلبها مكتسب بالتعليم والتدريب
”والمران العملي ،وقليل منها فطري موروث .وهي إلى جانب ذلك علم وتقنية
التعريف الثالث ” :هي االستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية والمادية والمالية والمعلومات واألفكار والوقت من
خالل العمليات اإلدارية المتمثلة في التخطيط ،والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق األهداف “[]6
:هذا ويقصد بـالموارد
.الموارد البشرية :األفراد الذين يعملون في المنظمة –
..الموارد المادية :كل ما يوجد في المنظمة من مباني وأجهزة وآالت –
.الموارد المالية :كل المبالغ من المال التي تستخدم لتسيير األعمال الجارية واالستثمارات الطويلة األجل –
.المعلومات واألفكار :تشمل األرقام والحقائق والقوانين واألنظمة –
.الوقت :الزمن المتاح إلنجاز العمل –
.اإلدارة هل هي فن أم علم؟
اإلدارة فن ألنه البد للمدير أن يمتلك القدرة الشخصية على تطبيق األفكار والنظريات والمبادئ اإلدارية بطريقة ذكية
ولبقة تعكس الخبرة والتجربة و الممارسة
واإلدارة علم ألننا ندرس في الجامعات نظريات ومبادئ وأفكار إدارية وبذلك يمكن القول أن اإلدارة هي فن وعلم في نفس
.الوقت ،فالعلم يعلم اإلنسان أن يعرف بينما الفن يعلمه أن يعمل
احمد صقر ،تاريخ النظرية االقتصادية ،ليبا طبعة 7]1[ 2000ص
المهدي الطاهر ،مبادئ ادارة الحديثة ،دار الثقافة ونشرعمان طبعة 24]2[ 2002ص
محمد قاسم القريوتي ،االدارة و المهارات ،المكتبة االداديمية طبعة 16]3[ 1998ص
محمد قاسم القريوتي ،االدارة و المهارات ،المكتبة االداديمية طبعة ]4[ 1998ص 19
محمد قاسم القريوتي ،االدارة و المهارات ،المكتبة االداديمية طبعة 23]5[ 1998ص
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 13]6[ 2004ص
المبحث الثاني :نظريات واهم رواد المدرسة الكالسيكية
إن االهتمام بإدارة في جميع االقتصاديات بصفة عامة؛ برزت افكار المدرسة الكالسيكية فقد أصبحت اإلدارة األساسية
بالنسبة ألي تنظيم وعرفت نمو افكار المدرسة بالتسلسل وفق ظهورها
المطلب األول :نظرية االدارة العلمية فردريك تايلور
يعتبر فردريك تايلور المؤسس األول لحركة اإلدارة العلمية ،ويهمنا في حياة العالم فرديك تايلور العملية أن كان في
البداية عامال في مصنع ،ثم تدرج في السلم الوظيفي حتى أصبح مهندسا ،ثم أصبح على قمة الهرم الوظيفي
لالستشاريين من المهندسين في احد المصانع األمريكية ن وكان حجر األساس في مبادئ تايلور العلمية هو تحقيق أقصى
.كفاية إنتاجية لألفراد واآلالت المستخدمة في اإلنتاج من خالل ما يعرف بدراسة الزمن والحركة
ويحدد تايلور مبادئه في اإلدارة العلمية على النحو التالي
أ -إحالل األسلوب العلمي في تحديد العناصر الوظيفية بدال من اسلوب الحدس والتقدير ،وذلك من خالل تعريف طبيعة
العمل تعريفا دقيقا ،واختبار أفضل طرق األداء ،وأهم الشروط للعمل من حيث المستوى ،والمدة الزمنية المطلوبة
لتحقيقه
ب – إحالل األسلوب العلمي في اختيار وتدريب األفراد لتحسين الكفاءة اإلنتاجية
ج – تحقيق التعاون بين اإلدارة والعاملين من اجل تحقيق األهداف
.د -تحديد المسئولية بين المديرين والعمال ،بحيث تتولى اإلدارة التخطيط والتنظيم ،ويتولى العمال التنفيذ
هـ – ربط تأدية أو نجاح الفرد في عمله باألجر أو المكافآت لرفع الكفاءة اإلنتاجية
و – إحكام اإلشراف والرقابة على العاملين في المستوى األدنى ألنهم يفتقدون المقدرة والمسئولية في القدرة على
التوجيه الذاتي []1
أن هذا األسلوب العلمي الذي جاء به تايلور في مجال اإلدارة كان له بعض الجوانب السلبية ,فإصرار المنظمات على
األخذ بأصول اإلدارة العلمية حرصا ً على تحقيق أهداف المنظمة وزيادة اإلنتاج واألرباح سنوياً ,جاء على حساب
تضحيات من جانب العنصر البشري الذي كان عليه أن ينتظم في خط اإلنتاج تماما ً كاآللة ,تحسب عليه حركاته ,ويعمل
وفقا ً لخطوات روتينية متكررة تبعث على السأم والملل ,وتقتل المبادأة واالبتكار والطموح ,وقد أدى ذلك إلى مقاومة
العمال لهذا األسلوب ,فقد تبينوا أنهم مجرد آالت وأن الهدف األساسي لإلدارة العلمية هو زيادة اإلنتاج على حسابهم,
فعارضوا تطبيقها ,ودخلت النقابات العمالية ,وأخيراً تدخلت الحكومة األمريكية لمنع تطبيق مبادئ اإلدارة العلمية في
.الترسانة الحكومية وغيرها من المصالح
والواقع أن أهتمام تايلور بتحقيق كفاية اإلنتاج واالقتصاد عن طريقة دراسة الوقت والحركة كان دعوة للتركيز كلية على
المشروع ,ولجذب االنتباه إلى زيادة اإلنتاج ,لدرجة أن دراسة اإلدارة اقتصرت إلى حين على دراسة ترشيد إدارة
المصنع ,بينما أهملت االعتبارات المتصلة بالجوانب االجتماعية واإلنسانية للعاملين فيه)2(.
ونلخص من هذا العرض لنظرية اإلدارة العلمية أنها بهذا الشكل تندمج تحت طائفة النظريات الكالسيكية المثالية التي
تصف مايجب أن يكون ,وأنها ركزت على عنصر واحد من عناصر التنظيم وهو العمل ,وأهملت اإلنسان والعالقات
اإلنسانية داخل التنظيم ,كما أنها لم تكن نعنى سوى العمل اإلنتاجي على مستوى المصنع ,ولم تعط االهتمام الكافي لحقيقة
التفاعل والتبادل بين التنظيم
المطلب الثاني :نظرية شمولية االدارة او االدارة الوظيفية هنري فايول
إن أهم ما يميز كتابات هذه النظرية هو سعيها للوصول إلى مبادئ إدارية نظرية لتكون أساسا ً لعمليات التنظيم والتصميم
اإلداري وقد جاء دعاة هذه النظرية من بلدان مختلفة ,حيث إن هنري فايول فرنسي ,وليندال أرويك بريطاني ,أما لوثر
جيوليك وموني ورايلي فهم أمريكيون والذي جمعهم في مدرسة واحدة أنهم كانوا معنيين بالوصول إلى المبادئ اإلدارية
التي تحكم التنظيم في البيئات المختلفة ,وذلك فإن أفكار هذه النظرية كانت أكثر عمقا ً وتجريداً من نظرية اإلدارة العلمية
واسترشد كتابها بالتنظيمات الصناعية العسكرية وغيرها للوصول إلى هذه المبادئ التي اعتبروها أساسا ً إليجاد علم
.إداري
لقد تميز هنري فايول عن فريدريك تايلور رغم أنه كان هو اآلخر مهندسا ً ,بأنه كان من بين الكتاب األوائل الذين حاولوا
تطوير نظرية عامة لإلدارة ألنه كان يشغل منصبا ً إداريا ,بينما كان تايلور يعمل في خط اإلنتاج ,ومن ثم اهتم فايول
.بوظائف اإلدارة على المستويات المختلفة ,وحاول يطور نظاما ً فكريا ً إداريا ً يمكن تعليمه ودراسته
فعلي حين شغلت الواليات المتحدة األمريكية وانجلترا بالنتائج التي توصل إليها فريدريك تايلور لرفع الكفاءة اإلنتاجية
للعامل في المصنع ,كانت هناك محاوالت مهمة تجري على أرض فرنسا بمعرفة هنري فايول رجل الصناعة الفرنسي
لوضع نظرية عامة لإلدارة ,اتضحت معالمها في كتابه الذي ظهر في فرنسا عام 1916م تحت عنوان ” اإلدارة الصناعية
“.والعامة
ولم يترجم هذا المؤلف الذي نشر بالفرنسية إلى اإلنجليزية حتى عام 1929م في بريطانيا ,وعام 1949م في الواليات
المتحدة األمريكية .وإن كان جانب من إنتاج فايول قد تضمنته مجموعة الوثائق التي أصدرها لوثر جوليك وليندال أرويك
.عام 1937م
وقد كتب فايول كأحد العاملين باإلدارة ,ومن هنا قدم خبراته الطويلة ومالحظاته المهمة التي أسهمت في تحديد أسس
اإلدارة ,ولعل أهمية كتاباته في الفكر اإلداري الحديث تكمن في تحليالته العميقة للنشاط اإلداري ,وفي إيمانه القوي
بوجود مبادئ لإلدارة تتميز بعموميتها ,ووجوب تدريسها .فلقد اهتم فايول باإلدارة في قطاع األعمال ,ولما كانت األصول
العامة لإلدارة يمكن أن تسرى في ميداني اإلدارة العامة وإدارة األعمال ,ونظراً للحقائق المهمة التي أبرزها فإننا نقدم
.ملخصا ً آلرائه التي اثرث الفكر اإلداري
:لقد وجد فايول أن النشاط في إدارة األعمال يمكن أن يقسم إلى سنة مجموعات رئيسة , ,وهي على النحو التالي()3
.النشاطات الفنية ( اإلنتاج والتصنيع)1-
.النشاطات التجارية ( المشتريات ,المبيعات والتبادل) 2-
.النشاطات التمويلية ( الموارد المالية ,االستثمارات والمصروفات) 3-
.النشاطات األمنية ( الممتلكات واألشخاص) 4-
).النشاطات المحاسبية تقدير التكاليف واإلحصاءات 5-
.النشاطات اإلدارية ( التخطيط ,التنظيم والتوجية ,التنسيق والرقابة) 6-
وقد بين فايول أن هذه المهام تتواجد في كل منظمة مهما كان حجمها .كما أكد على أهمية النشاطات اإلدارية بالنسبة
.للوظائف العليا ,فإذا استطاع اإلداري القيام بهذه المهام اإلدارية فإن قيادته ستكون ناجحة وفعالة
:ولقد تضمن مؤلف فايول موضوعات تعالج النواحي التالية
.صفات اإلداريين وتدريبهم )1
.األسس العامة لإلدارة )2
.وظائف اإلدارة )3
أوالً :صفات اإلداريين وتدريبهم
يرى فايول أن اإلداريين يحتاجون إلى مجموعة من السمات والصفات الفذة يجب توافرها ,وهي صفات جسمية وصفات
ذهنية وصفات أخالقية ,يضاف إليها سعة إطالع المديرين وثقافتهم العامة .وأشار فايول إلى أن أهمية هذه الصفات نسبية
,وأن القدرات والمهارات اإلدارية تتزايد أهميتها كلما ارتفع المدير في السلم اإلداري ,في حين تكون القدرات والمهارات
.الفنية مهمة في المستويات اإلدارية الوسطى والدنيا
ثانيا ً :األسس العامة لإلدارة()4
مع تسليم فايول بأن أسس اإلدارة مرنة وال تعبر عن قواعد ثابتة ومحددة ,فقد وضع أربعة عشر ( )14مبدأ من مبادئ
اإلدارة التي توصل إليها نتيجة مشاهداته وخبراته مؤكداً أنها تتضمن حسن أداء المدير لدوره إذا ما التزم بها وسار
:عليها ,وهذه المبادئ هي
تقسيم العمل :ينتج تقسم العمل عن تطبيق مبدأ التخصص الذي نادي به االقتصاديون كضرورة لالستخدام األمثل 1-
.للقوى العاملة ,ويرى فايول انطباق هذا المبدأ على جميع أنواع النشاطات اإلدارية والفنية
السلطة والمسؤولية :أوضح فايول االرتباط الوثيق بين السلطة والمسؤولية ,وأن األخيرة موزاية للسابقة منبثقة 2-
عنها ,ويرى فايول السلطة مزيجا من السلطة الرسمية المستمدة من المنصب الرسمي واختصاصاته ,والسلطة الشخصية
.التي قوامها الذكاء والخبرات والخلق القويم والقدرة على القيادة
اإللتزام بالقواعد :وهي في نظر فايول احترام االلتزامات الهادفة الى تحقيق الطاعة والتنفيذ ومظاهر االحترام ,ويقرر 3-
.فايول أن تحقيق النظام يرتبط بوجود مديرين على درجة علية من الكفاءة في جميع المستويات
.وحدة األمر /وهذا يعني أن يكون لكل موظف رئيس واحد يتلقى منه األامر والتوجيهات ويرفع إليه التقارير 4-
وحدة اإلتجاه :ذلك أن كل مجموعة من النشاط متحدة الهدف يجب أن يكون لها رئاسة واحدة وخطة واحدة ,وتختلف 5-
.عن سابقتها في أنها تهتم بالنشاط ال باألفراد
خضوع األفراد للمصلحة العامة :وهذا المبدأ يتطلب من اإلدارة التدخل حينما تتعارض مصالح العاملين مع المصالحة 6-
.العامة أو األهداف العامة للمنظمة ,وذلك من أجل المحافظة على استقرار التنظيم واستمراريته
.المكافآت :يقضى هذا المبدأ بأن تكون الرواتب والمكافآت عادلة ومجزية لجميع العاملين في جميع المستويات 7-
المركزية :ويقصد بها مدى تركيز السلطة أو توزيعها ,وهذا المدى يتختلف من منظمة ألخرى ,وتحكمة ظروف 8-
.وعوامل متداخلة في الموقف اإلداري ,ويجب أن يكون هناك نقطة توازن بين المركزية المطلقة والمركزية الكاملة
.تسلسل القيادة :يرى فايول تدرج مستويات القيادة في التنظيم بشكل هرمي 9-
النظام :ويقصد به فايول وضع كل شيء وكل شخص في مكانه ويقسمه فايول إلى قسمين ،نظام مادي يعني بوضع 10-
اآلالت واألدوات والمعدات في مكانها المناسب لمصلحة العمل ,ونظام اجتماعي يتهم بوضع كل شخص في المكان
.المناسب ,كما يتهم بتنسيق الجهود ,وتحقيق االنسجام بين نشاطات الوحدات المختلفة في التنظيم
العدالة :يجب أن يعامل جميع العاملين معاملة واحدة بهدف الحصول على والئهم وانتمائهم ,وأن يلتزم كل منهم 11-
.بأداء واجباته وأن يحصل كل منهم على حقوقه كافه
االستقرار الوظيفي :ينص هذا المبدأ على أهمية استقرار الموظف في عملة ,كما يؤكد على أن المنظمات الناجحة 12-
.هي المنظمات المستقرة
المبادأة :المبادأة عند فايول تعني المبادرة إلعداد الخطط وكيفية تنفيذها ,ويطالب فايول الرؤساء بإعطاء الفرصة 13-
.للمرؤوسين لممارسة المبادأة في العمل وأبدا المقترحات وتنمية روح اإلبتكار
العمل بروح الفريق :يوضح هذا المبدأ أهمية العمل الجماعي وأهمية االتصاالت الفعالة ,والتعاون بين الرئيس 14-
.والمرؤوسين بما يكفل أداء األعمال بكفاءة وفاعلية .وهو مايرتبط بقدرة القائد اإلداري على التأثير في سلوك العاملين
:ثالثا ً :وظائف اإلدارة :حيث يرى فايول أن وظائف اإلدارة تشمل على()5
التخطيط )1
التنظيم )2
التوحيه )3
التنسيق )4
الرقابة )5
ً
وقد كرس هنري فايول جانبا من اهتماماته كممارس لإلدارة لمناقشة هذه الوظائف .وقد كان ألفكاره وما تركته من أثر
مميز في الفكر اإلداري – سواء في فرنسا أو غيرها – أهمية ال تقل عن أهمية األثر الذي تركته أفكار فريدريك تايلور في
.الفكر اإلداري األمريكي
المطلب الثالث :النظرية البروقراطية ماكس ويبر
عتبر نظرية البيروقراطية كما وصفها ماكس ويبر هي البداية لنظرية التنظيم العلمية ,وقد هدف فيبر من نظريته عن
.البيروقراطية إلى وصف الجهاز اإلداري للتنظيمات وكيف يؤثر على األداء والسلوك التنظيمي
للتنظيم والذي يقوم على اساس من ) (Ideal Typeوكان ويبر يقصد بتعبير البيروقراطية أن يصف النموذج المثالي
.التقسيم االداري والعمل المكتبي
ويعتبر مفهوم البيروقراطية من المفاهيم الغامضة نسبيا ً لما تتضمنه من معان متعددة ,وفق الهدف من استعماله ,وذلك
بمعنى حكم ,والكلمة Cracyبمعنى مكتب و Bureauيتكون من كلمتين ) (Bureaucracyأن مصطلح البيروقراطية
في مجموعها تعني سلطة المكتب أو حكم المكتب ,وبعبارة أخرى فإن البيروقراطية تعني أسلوب ممارسة العمل اإلداري
تعني Bureaucratsمن خالل التنظيم المكتبي الذي يكتسب سلطته من خالل هذا التنظيم ,ومن جهة أخرى ,فإن كلمة
.الموظفين المكتبيين ,أي الذين يعملون في الوظائف المكتبية واإلدارية في المكاتب الحكومية
:وتتعدد معاني المفهوم في االستعماالت التي شاع فيها ,فعلى سبيل المثال
.قد تعني البيروقراطية تنظيما إداريا ضخما ً يتسم بخصائص ومميزات معينة 1-
وقد تعني مجموعه اإلجراءات التي يجب إتباعها في مباشرة العمل الحكومي بصورة عامة داخل المكاتب أو التنظيمات 2-
.اإلدارية
.وقد تستعمل البيروقراطية السلطة التي يمارسها الموظف العام ,أو التنظيم اإلداري الحكومي 3-
الذي يمارسه الموظفون العموميون في إطار النظام السياسي وذلك لتنفيذ ) ( Roleوقد تعني البيروقراطية الدور 4-
.السياسة العامة في الدولة
يمكن النظر إلى البيروقراطية من خالل خصائص بناء التنظيم على أساس أنها مرادفة لمفهوم بناء السلطة الهرمية 5-
.في التنظيم اإلداري والذي يتحقق فيه تقسيم واضح للعمل )( Hierarchical
واإلجراءات المحددة ) (Rulesهناك اتجاه يقول بأن البيروقراطية نمط معين من السلوك الذي يعتمد على القواعد 6-
.سلفا ً
قد تتحدد فكرة البيروقراطية على أساس أنها تعني ذلك التنظيم الذي يحقق أكبر قدر من الكفاية في اإلدارة وفي تحديد 7-
.الوسائل التي تحكم التنظيم االجتماعي بدقة
قد يعني مفهوم البيروقراطجية معنى آخر يتسم بالسلبية حيث تعتبر البيروقراطية مصدراً للروتين وتعقيد اإلجراءات 8-
.وصعوبة التعامل مع الجماهير
دراسات ماكس ويبر()6
يكاد جميع الباحثون في العلوم اإلدارية على أن أهم الدراسات التي أسهم بها ماكس فيبر ,فيما يتعلق بالدراسات التنظيمية
واإلدارية ,هي كتاباته الخاصة بنظرية السلطة هذه الدراسات قادته إلى تحليل كثير من التنظيمات وأساليب وانسباب
خطوط السلطة داخل هذه التنظيمات ,وهذه الدراسات كانت تدور في نطاق اهتماماته األساسية التي توضح لماذا يطيع
األفراد األوامر التي تصدر اليهم ؟ … ولماذا يقوم األشخاص بأداء األعمال وفقا ً للتعليمات التي تنساب إليهم في حدود
األوامر المشددة والتي تتلخص في مفهوم “إصدع بما تؤمر” وقد قام في هذه الدراسة بتوضيح أسلوب إكساب الشرعية
.لممارسة السلطة داخل هذه التنظيمات وقسمها إلى ثالثة أنواع
النوع األول :السلطة البطولية
النوع الثاني :السلطة التقليدية
.النوع الثالث :السلطة القانونية الرشيدة
.وقد أوضح في دراساته الفرق بين هذه األنواع ,مع أعترافه بأن هذه األنواع الثالثة يمكن أن يتضمنها تنظيم واحد
كما أوضح في دراسته ,أن النوع األول يمارس السلطة من خالل المواصفات الشخصية التي يتحلى بها القائد ,ولذلك
وهي مقتبسة من اللغة اليونانية والتي توضح مدى تحلى اإلنسان بمواصفات غير عادية Charism ,استخدم كلمة
وتمكنه من ممارسة سلطاته باألسلوب الذي يحقق له قدراً هائال من ضبط النفس ,وطاقة استثنائية في ممارسة هذه
السلطة في التأثير على العاملين معه بحيث يتقبلون هذه التعليمات أو هذه التوجيهات برحابة صدر ورضى كامل .وقد أدى
.هذا إلى اتجاه عدد من العلماء والمفكرين الذين تأثروا بدراسات ماكس فيبر إلى البحث عن سمات وصفات هؤالء القادة
أما فيما يتعلق بالنوع الثاني القائم على ” العالقات التقليدية” فإن القائد يمارس سلطته من خالل موقعة في التنظيم.
وكثيراً ما يمارس مثل هذه القائد سلطته من خالل العادات والتقاليد المتوازنة ,وقد ضرب ماس فيبر في بحوثه الكثير من
األمثلة التي توضح هذه األسلوب ,ومن بينها األساليب التي أدار بها اإلقطاعيون ممتلكاتهم ومنشآتهم الواسعة ,وأوضح
.أن المراكز اإلدارية كانت تنتقل بالوراثة من األب إلى اإلبن
أما النوع الثالث ,وهو ترشيد العالقات القانونية داخل المنشآت والوحدات من خالل الشكل البيروقراطي للتنظيم وهو
التنظيم الذي يوجد في المنشآت الحديثة ,ويرى فيبر أن هذه التعبير يتفق مع التطور الذي وصلت إليه مختلف الوحدات
في المجتمعات المعاصرة ,ذلك أن الشرعية أو قانونية السلطة يمارسها القائد من خالل مجموعة من القواعد
واإلجراءات .هذه القواعد واإلجراءات هي التي تكسبه شرعية ممارسة السلطة في الموقع الذي يتواجد فيه أثناء الفترة
الزمنية التي يصدر فيها تعليماته ويمارس فيها سلطاته ,وهذه المجموعة من القواعد واإلجراءات التي تمارس من خالل
المراكز التي تشغلها المستويات اإلدارية المختلفة في التنظيمات الضخمة والحديثة ,وهي التي أطلق عليها ماس فيبر
.كلمة بيروقراطية
ويالحظ عند اإلطالع على بحوث ودراسات فاكس فيبر أنه كان يهدف إلى تحقيق تنظيم على أعلى قدر ممكن من الكفاية
إذ يرى أن البيروقراطية هي خير أسلوب فني إلنجاز األعمال المكتبية واإلدارية بأعلى قدر ممكن من الكفاءة القائمة على
.التخصص وتقسيم العمل ,وهو ما يجعله يصف البيروقراطية بأنها النموذج المثالي للتنظيمات اإلدارية الضخمة
:ويرى ماكس فيبر أن التنظيم البيروقراطي المثالي يقوم على األسس التالية
.هناك مجاالت للتخصص الوظيفي محددة رسميا ً وثابته ,وتنظم القواعد واللوائح عملية تجديد تلك المجاالت الوظيفية 1-
توزع النشاطات واألعمال الالزمة لتسيير دفة التنظيم البيروقراطي على أعضاء التنظيم باعتبارها واجبات رسمية 2-
.وبطريقة ثابتة ومحددة
توزع السلطة الالزمة إلعطاء األوامر بتنفيذ الواجبات المحددة بشكل رسمي ثابت ووفقا ً لقواعد واضحة ومحددة3- ,
.وتحدد هذه القواعد مدى السلطة التي تمح لكل موظف ,ونوع تلك السلطة
هناك طرق وأساليب محددة للعمل وتنفيذ المهام والواجبات وبالتالي ال يعين في التظيم البيروقراطي إال من كان مؤهالً 4-
.ألداء تلك المهام
ينقسم التنظيم البيروقراطي إلى عدة مستويات متخذا شكالً هرميا ً وبالتالي يوحد نظام حاسم ودقيق من الرئاسة ,حيث 5-
تشرف المستويات العليا من التنظيم البيروقراطي على أعمال ونشاطات المستويات الدنيا .ويسمح هذا النظام للعاملين أو
المرؤوسين بأن يتظلموا من قرارات أحد الرؤساء إلى المستوى اإلداري األعلى منه بطريقة منظمة ومحددة ,ويسود هذا
.التنظيم الهرمي أشكال التنظيمات الضخمة كافة ,العامة والخاصة على حد السواء
تعتمد إدارة التنظيم البيروقراطي على المستندات وبالتالي يوجد جهاز من الموظفين والكتبة مهمتهم االحتفاظ 6-
بالوثائق والمستندات ,وعلى هذا األساس يرى فيبر أن مجموعة العاملين بقسم معين ومايستخدمونه من معدات ووقائق
(.ملفات) يكونون مكتبا ً
يفصل التنظيم البيروقراطي المكتب عن النشاط الخاص للموظف ,بمعنى أن العمل البيروقراطي يجب أن ينفصل ويبتعد 7-
عن حياة الموظف الخاصة ,وعلى هذا األساس فإن األموال العامة والمعدات الخاصة بالتنظيم يجب أن تُفصل تماما عن
.الملكية الشخصية للموظف
إن اإلدارة المكتبية تحتاج إلى خبرة ومران وتدريب ,ومن ناحية أخرى فحين يكتمل التنظيم فإنه يتطلب عادة كل نشاط 8-
وجهد الموظف حتى ولو كانت ساعات عملة محددة بمعنى أن العمل الرسمي يأتي في المقام األول بالنسبة لوقت الموظف
.وال يمكن تأخيره ألداء أعمال خاصة
تطبق اإلدارة في هذه المنظمات قواعد وتعليمات للعمل وتتصف بالشمول والعمومية والثبات النسبي ,كذلك تستخدم 9-
اإلدارة أنواع القواعد والتعليمات التي يمكن للموظف تعلمها وفهمها ,كلما زاد فهم الموظف لتلك القواعد واإلجراءات
.كلما ارتفعت خبرته وكفاءته
وتلك هي خصائص التنظيم البيروقراطي كما رسمها ماس فيبر في أوائل هذا القرن وتدل على اهتمامه بتقديم نظرية
.مثالية تحدد نمط العمل والسلوك الواجب في التنظيم المثالي
ومن ثم ,فإن ماكس فيبر يقصد بالبيروقراطية وصف التنظيم اإلداري الضخم وما يتضمنه من قواعد وتأثيره في اإلدارة
والسلوك التنظيمي ,كل ذلك في إطار مايجب أن يكون ,كما يعدد مزايا كثيره للتنظيم البيروقراطي ,أهمها :السرعة,
اإلنضباط ,االستقرار ,االستمرارية ,الدقة في تطبيق مبدأ التخصص ,تقسم العمل ,المعرفة في مسائل المستندات,
الوضوح التام في خطوط السلطة وتسلسلها الهرمي ,الخضوع الكامل للرؤساء ,تخفيض اإلحتكاك بين األفراد وتخفيض
.التكلفة اإلنسانية واالقتصادية للعمل
مما سبق ,يتضح أن تفكير ماكس فيبر عن البيروقراطية يختلف تماما ً عن المفاهيم الشائعة عنها والتي تربط بينها وبين
.انخفاض الكفاءة ,وتعقيد اإلجراءات في األجهزة الحكومية وصعوبة التعامل مع الجماهير
وقد كانت معظم التحليالت الناقدة للنموذج ,والموضحة لآلثار السلبية غير المتوقعة التي تترتب عليه ,تدور في إطار
المنظمة الواحدة ,وقد أوضحت هذه التحليالت أن المنظمة البيروقراطية مثلما تؤدي إلى الضبط واالستقرار وزيادة القدرة
على التنبؤ ,فهي تؤدي أيضا ً إلى إمكانية الجمود وإلى خطر إحالل الوسائل محل األهداف النهائية ,وإلى تقييد كفاءة
.األداء ,فهناك إذن ,آثار سلبية غير متوقعة تترتب على األخذ بالنمط البيروقراطي للتنظيم()7
في األعوام 1939م وما بعدها ,وسلزنيك عام 1943م وجولدنر عام 1954م .من أوائل علماء ) (Mertonوكان ميرتون
االجتماع الذين تنبهو إلى ما بالنموذج المثالي من نقاط ضعف ,فقد كان فيبر يعتقد أن اإلشراف الدقيق والرقابة التامة
على أعمال وسلوك أعضاء التنظيم ,وتطبيق القواعد والتعليمات يؤدي إلى استقرار سلوك األفراد وإمكان التنبؤ بالسلوم
البيروقراطي
ولعل الصفة األساسية التي تميز هذه االتجاهات الحديثة في دراسة البيروقراطية ,هي إدخال العنصر اإلنساني والبيئة
.المحيطة كمحددات أساسية للسلوك البيروقراطي
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 23]1[ 2004ص
المهدى الطاهر ،مبادئ االدارة االعمال ليبيا طبعة 13]2[ 2002ص
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 26]3[ 2004ص
محمد قاسم القريوتي ،مبادئ االدارة الحديثة عمان طبعة 35]4[ 2005ص
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 38]5[ 2004ص
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 42]6[ 2004ص
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 45]7[ 2004ص
المبحث الثالث :تقيم المدرسة الكالسيكية
إن افكار المدرسة الكالسيكية لقت نجاحات كبيرة كما انها التخلو من سلبيات سنحاول دراستها
المطلب األول :مساهمات المدرسة الكالسيكية في التسيير
يمكن حصر اهم المساهمات من خالل تسلسل النظريات()1
مساهمات فردريك تايلور:أرسى قواعد حركة اإلدارة العلمية ،فهو الذي حدد المبادئ التي يقوم عليها ،وهو الذي أعلن
األهداف الحقيقية التي تسعى إليها وهي زيادة اإلنتاج وإحالل السالم والتفاهم محل الخصام والتطاحن بين اإلدارة
والعمال ،وإقناع الطرفين بأن الذي يحكم العالقة بينهما مصالح مشتركة وليست مصالح متضاربة ال يمكن التوفيق بينها.ـ
:وكانت المساهمة األساسية لتايلور في إرساء المبادئ األساسية لإلدارة العلمية هي
ـ إحالل الطرق العلمية محل الطرق البدائية في العمل1
.ـ االختبار العلمي للعمال وتدريبهم على أساس علمي2
.ـ تعاون كل من اإلدارة والعمال طبقا للطريقة العلمية3
.ـ تقسيم عادل للمسؤولين بين المديرين والعمال مع قيام المديرين بتخطيط وتنظيم العمل ،وقيام العمل بالتنفيذ4
مساهمات هنري فايول :في تكوين نظرية اإلدارة.تتركز هذه المساهمات في اآلتي:ـأـ تقسيم أوجه النشاط التي تقوم بها
المشروعات الصناعية إلى
ا -فنية كاإلنتاج.ـ تجارية كالشراء ـ البيع ـ المبادلة مالية كالحصول على رأس المال ،االستخدام األمثل له تأمينية كحماية
األفراد والممتلكات محاسبية كالتكاليف واإلحصاءات إدارية كالتخطيط ـ التنظيم ـ التوجيه ـ التنسيق ـ الرقابة
ب ـ تقديم مبادئ عامة لإلدارة تتصف بالمرونة ولكنها ليست مطلقه ،ويجب أن تستخدم في ضوء الظروف المتغيرة
والخاصة بكل مشروع ،ومن أهم هذه المبادئ التخصص ،وحدة األمر ،السلطة والمسؤولية ،االلتزام بالقواعد ،المركزية،
.تسلسل القيادة ،العدالة ،العمل بروح الفريق ،خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة
:مساهمات ماكس ويبر :ومن أهم المبادئ التي قدمها ويبر ما يلي
أـ تدرج السلطة :ويقصد به ضرورة االلتزام بالخط الرسمي للسلطة حيث يجب أن تنساب السلطة من أعلى إلى أسفل،
.ويكون محل فرد مسؤالً أمام رئيسه عن تصرفات وقرارات مرؤوسيه
ب ـ وجود معايير رشيدة للتوظف.ج ـ ارتفاع درجة الرسمية :ويشير هذا المبدأ إلى وجود قواعد محددة وثابتة مكتوبة
.توجه العمل وتحكم عملية اتخاذ القرارات في المنظمة
د ـ وجود سجالت رسمية ونظام معلومات مركزي في زيادة درجة توثيق البيانات والمستندات مما يعطي صورة محددة
ودقيقة عن المنظمة.تقييم المدخل الكالسيكي:مما سبق نجد أن المدرسة الكالسيكية بصفة عامة قدمت عدة إسهامات
إيجابية ال زالت سارية حتى اآلن ،واالتجاه نحو االعتماد على األسلوب العلمي بدالً من الطرق العشوائية سواء في تصميم
العمل أو اختيار العاملين أو في التدريب.ـ ولكن يؤخذ على هذه المدرسة انخفاض اهتمام روادها بالعنصر اإلنساني
والتركيز على كيفية تحسين اإلنتاج فقط ،األمر الذي أثار العديد من المشاكل في بدايات القرن العشرين بين العمال
وأصحاب العمل
ً
وكذلك افتراض أن المنظمة واألداء اإلداري بها يمثل نظا ًما مغلقا ال يتأثر بالعوامل الخارجية ،وكذلك افتراض وجود
وظائف إدارية ومبادئ لها صفة العمومية مهمالً أثر
المطلب الثاني :اإلنتقادات الموجهة إلى المدرسة الكالسيكية
يمكن حصر اهم االنتقادات الموجهة لمدرسة حيث نظر أصحاب هذه المدرسة إلى الفرد على أنه مخلوق رشيد ،يلتزم
بالقوانين واألنظمة ،وأنه إنسان مادي سلبي ،وغير محب للعمل بطبعه ،ولكن يمكن استثارته وحفزه بواسطة المادة
وتجاهلت أهمية التنظيم غير الرسمي بين الجهاز اإلداري والعاملين ،وبين العاملين وبعضهم البعض ،وبين العاملين
والسلطة.و لم تهتم بالحاجات اإلنسانية واالجتماعية والنفسية للفرد والعامل ،ونظرت إليه نظرة مادية بحته كأداة من
أدوات اإلنتاج .حيث ركزت على السلطة والقوانين الرسمية ،ولم تدع مجاال لمشاركة العاملين في اتخاذ القرارات
.اإلدارية وغيرها[]2
المهدى الطاهر ،مبادئ ادارة االعمال ليبيا طبعة 27]1[ 2002ص
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 33]2[ 2004ص
:الخاتمة
المراجع و المصادر
.مبادئ إدارة األعمال” ،الدكتور المهدي الطاهر دار النشر ليبيا طبعة . “2002
.مبادئ اإلدارة الحديثة “ ،محمد قاسم القريوتي ،عمان طبعة . “2005
.تاريخ النظرية االقتصادية” ،الدكتور احمد صقر،اإلسكندرية طبعة . “2005
اإلدارة والمهارات” ،دكتور احمد ماهر ،مكتبة األكاديمية طبعة . “1998
بحث حول المدرسة الكالسيكية :بحث تطبيقي في مقياس” المدارس و المناهج
”
2020-11-07
تحضير الطالب :ناصر صالح الدين بن دادة – السنة :أولى جذع مشترك علوم إنسانية ،السنة الدراسية2019/2020 :
أ .الفهرس
ب .مقدمة البحث
ج .المدرسة الكالسيكية
تعريفها 1.
نشأتها 2.
مفهوم االدارة في ظلها 3.
د .نظريات واهم رواد المدرسة الكالسيكية
نظرية االدارة العلمية فردريك تايلور 1.
نظرية شمولية االدارة او اإلدارة الوظيفية هنري فايول 2.
النظرية البيروقراطية ماكس ويبر 3.
ه .مساهمات المدرسة الكالسيكية في التسيير
و.الخاتمة
ز.البيبليوغرافية
ب .مقدمة البحث
كان ظهور ما يعرف في تاريخ الفكر االقتصادي بالمدرسة الكالسيكية مرتبطا تمام االرتباط بالتطور الذي شهدته الدول
األوروبية في القرن الثامن عشر وما تاله من أزمنة .فقد كان هذا التطور كبيرا من حيث التغيرات التي حدثت فيه،
وشامال من حيث النواحي التي أثر عليها ،ألنه أثر في كل الجوانب التي تتكون منها مختلف أوجه الحياة الحضارية أي
االقتصادية واالجتماعية والسياسية .فإذا كان التطور االقتصادي الذي شهدته المجتمعات األوروبية قد نقلها من مرحلة
االقتصاد اإلقطاعي إلى مرحلة الرأسمالية التجارية على نحو ما وقفنا عليه لدى التجاريين ،فإن الرأسمالية لم تتوقف
عند هذا الوضع ،بل تطورت حتى وصلت في حوالي منتصف القرن الثامن عشر إلى أن تأخذ طابعا صناعيا وذلك بفضل
.الثورة الصناعيةالتى شهدها العالم ما بين نهاية قرن 18وبداية القرن 19
:انطالقا من هنا يمكننا طرح اإلشكالية التالية و التي تفيدنا في تعميق البحث وفق ما يلي
أ.ماهية المدرسة الكالسيكية في التسيير ؟
ب.ما هي خطوات هذه المدرسة ؟
ج .المدرسة الكالسيكية
إن مفهوم الكالسيكية له عدة مفاهيم تطورت بتطور العامل البشري ولهذا فإننا حاولنا أن نعطي أهم المفاهيم التي عرفتها
.المدرسة مع تزامن تطورها
:تعريفها1.
إذ يخطئ الكثيرون باعتقادهم أن معنى الكلمة ) (CLASSIQUEبدايةً البد لنا أن نعرف معنى كلمة كالسيكية
هو( الشيء التقليدي أو القديم ) .لكن في الواقع أن معنى كالسيكي هو الطراز األول أو المثالي أو النموذجي أو الممتاز
وهي كلمة يونانية األصل و المدرسة الكالسيكية ظهرت في القرن الثامن عشر،إذ أثمرت مجهوداتهم وآلت إلى قيام
مدرسة اقتصادية عريقة تعرف تحت اسم المدرسة الكالسيكية في بريطانيا وعاشت حوالي مئة عام ،حيث أعترف لها
بالسبق في معالجة القضايا االقتصادية ترقي إلى درجة الكمال واليقين.وتميزت المدرسة الكالسيكية بالبعد عن الدوافع
الشخصية واألخالقية وباالعتماد على أدوات التحليل المنطقي وباتجاهاتها الموضوعية في التحليل.وبهذا أعطت االقتصاد
[صفته العلمية الحديثة التي عرف بها منذ ذلك الحين1[
:نشأتها2.
ظهرت المدرسة الكالسيكية والتي تمثل الرافد االول من الفكر االداري في اواخر القرن الثامن عشر ,وتعتبر نتاج التفاعل
:بين عدة تيارات كانت سائدة خالل هذه الفترة وفيما يلي أهم المراحل التاريخية التي مرت بها المدرسة
:مرحلة ظهور الثورة الصناعية :أبرز ما تميزت به هذه الفترة تبرزه من خالل النقاط التالية *
.التوسع في استخدام اآلالت وإحاللها محل العمال) 1
احمد صقر ،تاريخ النظرية االقتصادية ،ليبا طبعة 7، 2000ص[1[
.ظهور مبدأ التخصص والتقسيم العملي للعمل )2
.تجمع عدد كبير من العمال في مكان العمل وهو المصنع )3
.إنشاء المصانع الكبرى التي تستوعب اآلالت الجديدة والطاقة العاملة )4
مرحلة الثانية ظهور حركة اإلدارة :كان من أبرز مهندسي هذه المرحلة المهندس األمريكي فريدرك تايلور بعرضه *
لفكرة التقسيم المنهجي للعمل والمبادئ األربعة لإلدارة إلى جانبه ”فرنك جلبرت” و”وهنري جانت” و ‘هنري فايول”
.و”ماكس ويبر” من خالل بعض اإلضافات إلى أفكار تايلور حيث كانت البوادر االولي لميالد المدرسة الكالسيكية
مرحلة نمو المنظمات العمالية والوعي القومي :كان ظهور ونمو النقابات والمنظمات العالمية نتيجة حتمية للرد على*
ممارسات اإلدارة وبدا االنسان يتخلي عن افكار العشوائية في تسيير االدارى وكان تأثره لمبادئ تايلور وبذور االولي في
ظهور الكالسيكية؛
هناك العديد من األسباب تفسر االهتمام المتزايد نشاة الكالسيكية كوظيفة إدارية متخصصة وكفرع من فروع علم اإلدارة
:وتحملها فيها فيما يلي
التوسع الصناعي الذي تم في العصر الحديث حيث ساهم في ظهور اشياء جديدة لم يعرفها االنسان من قبل *
[ زيادة التدخل الحكومي في عالقات العمل بين العمال ورجال األعمال عن طريق إصدار القوانين* 2[.
.المهدي الطاهر ،مبادئ إدارة الحديثة ،دار الثقافة ونشر عمان طبعة24 ،2002 ص[2]
:مفهوم اإلدارة في ظلها 3.
من مواليد الواليات المتحدة األمريكية مارس 1856عمل في أحد مصانع Fredrick Taylorعرفها فريدريك تايلور
الحديد في والية فيالدلفيا مهندسا ،وأثناء عمله الحظ انخفاض اإلنتاجية وضياع الوقت والجهد والمواد دون تحقيق فائدة
إنتاجية ،وسرعان ما قام بإجراء التجارب الميدانية من أجل زيادة الكفاءة اإلنتاجية ،ونشر تجاربه بعد ذلك في كتابه
المعروف بمبادئ اإلدارة العلمية عام 1911هو أبو اإلدارة العلمية
[ اإلدارة هي المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال أن يعملوه ثم التأكد من أنهم يقومون بعمله بأحسن طريقة وأرخصها [3
فرنسي األصل ،عمل مديراً تنفيذيا ً لشركة صناعية صغيرة في (Henry Fayol) (1841-1925) ،أما هنري فايول
فرنسا ،ومن خاللها نال خبرته العملية التي قادته إلى النجاح في مجال اإلدارة الصناعية ،وعمل على تطوير منهجية
.النظرية اإلدارية ،ووثق ذلك في كتابه المشهور اإلدارة العامة والصناعية عام 1916م
الذي يعتبر بحق األب الحقيقي لإلدارة الحديثة فيعرفها قائالً أن تقوم اإلدارة معناه أن تتنبأ وأن تخطط وأن تنظم وأن
[تصدر األوامر وأن تنسق وأن تراقب[4
( 21أبريل 14 – 1864جوان ): Maximilian Carl Emil Weberباأللمانية( أما ماكسيميليان كارل إميل ويبر
)1920كان عال ًما ألمانيًا في االقتصاد والسياسة ،وأحد مؤسسي علم االجتماع الحديث ودراسة اإلدارة العامة في
مؤسسات الدولة ،وهو من أتى بتعريف البيروقراطية ،وعمله األكثر شهرة هو كتاب “األخالق البروتستانتية وروح
الرأسمالية” حيث أن هذا أهم أعماله المؤسسة في علم االجتماع الديني وأشار فيه إلى أن الدين هو عامل غير حصري
في تطور الثقافة في المجتمعات الغربية والشرقية ،وفي عمله الشهير أيضا “السياسة كمهنة” عرف الدولة :بأنها الكيان
.الذي يحتكر االستعمال الشرعي للقوة الطبيعية ,وأصبح هذا التعريف محوريا في دراسة علم السياسة
محمد قاسم القريوتي ،اإلدارة و المهارات ،المكتبة األكاديمية طبعة 16 ،1998ص]3[
محمد قاسم القريوتي ،نفس المرجع السابق19 ،ص
.درس فيبر جميع األديان وكان يرى أن األخالق البروستنتانتية أخالق مثالية ومنها استقى النمودج المثالي للبيروقراطية
[فقد عرفا اإلدارة بأنها :وظيفة تنفيذ المهمات عن طريق اآلخرين ومعهم [5
:اهم تعاريف الموجودة لالدارة
التعريف األول ” :عملية ذهنية وسلوكية تسعى إلى اإلستخدام األمثل للموارد البشرية والمادية لبلوغ أهداف المنظمة
“ والعاملين بها بأقل تكلفة وأعلى جودة
التعريف الثاني ” :هي االستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية والمادية والمالية والمعلومات واألفكار والوقت من
[ خالل العمليات اإلدارية المتمثلة في التخطيط ،والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق األهداف “[6
:هذا ويقصد بـالموارد
.الموارد البشرية :األفراد الذين يعملون في المنظمة –
..الموارد المادية :كل ما يوجد في المنظمة من مباني وأجهزة وآالت –
.الموارد المالية :كل المبالغ من المال التي تستخدم لتسيير األعمال الجارية واالستثمارات الطويلة األجل –
.المعلومات واألفكار :تشمل األرقام والحقائق والقوانين واألنظمة –
.الوقت :الزمن المتاح إلنجاز العمل –
محمد قاسم القريوتي ،نفس المرجع السابق23 ،ص 5-
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 13 ،2004ص 6-
د .نظريات واهم رواد المدرسة الكالسيكية
إن االهتمام بإدارة في جميع االقتصاديات بصفة عامة؛ برزت أفكار المدرسة الكالسيكية فقد أصبحت اإلدارة األساسية
.بالنسبة ألي تنظيم وعرفت نمو أفكار المدرسة بالتسلسل وفق ظهورها
:نظرية اإلدارة العلمية فردريك تايلور1.
يعتبر فردريك تايلور المؤسس األول لحركة اإلدارة العلمية ،و يهمنا في حياة العالم فرديك تايلور العملية أن كان في
البداية عامال في مصنع ،ثم تدرج في السلم الوظيفي حتى أصبح مهندسا ،ثم أصبح على قمة الهرم الوظيفي
لالستشاريين من المهندسين في احد المصانع األمريكية ن وكان حجر األساس في مبادئ تايلور العلمية هو تحقيق أقصى
.كفاية إنتاجية لألفراد واآلالت المستخدمة في اإلنتاج من خالل ما يعرف بدراسة الزمن والحركة
:ويحدد تايلور مبادئه في اإلدارة العلمية على النحو التالي
أ -إحالل األسلوب العلمي في تحديد العناصر الوظيفية بدال من أسلوب الحدس و التقدير ،وذلك من خالل تعريف طبيعة
العمل تعريفا دقيقا ،واختبار أفضل طرق األداء ،وأهم الشروط للعمل من حيث المستوى ،والمدة الزمنية المطلوبة
.لتحقيقه
.ب – إحالل األسلوب العلمي في اختيار وتدريب األفراد لتحسين الكفاءة اإلنتاجية
.ج – تحقيق التعاون بين اإلدارة والعاملين من اجل تحقيق األهداف
.د -تحديد المسئولية بين المديرين والعمال ،بحيث تتولى اإلدارة التخطيط والتنظيم ،ويتولى العمال التنفيذ
.هـ – ربط تأدية أو نجاح الفرد في عمله باألجر أو المكافآت لرفع الكفاءة اإلنتاجية
و – إحكام اإلشراف والرقابة على العاملين في المستوى األدنى ألنهم يفتقدون المقدرة والمسئولية في القدرة على
التوجيه الذاتي]7[ .
أن هذا األسلوب العلمي الذي جاء به تايلور في مجال اإلدارة كان له بعض الجوانب السلبية ,فإصرار المنظمات على
األخذ بأصول اإلدارة العلمية حرصا ً على تحقيق أهداف المنظمة وزيادة اإلنتاج واألرباح سنوياً ,جاء على حساب
تضحيات من جانب العنصر البشري الذي كان عليه أن ينتظم في خط اإلنتاج تماما ً كاآللة ,تحسب عليه حركاته ,ويعمل
وفقا ً لخطوات روتينية متكررة تبعث على السأم والملل ,وتقتل المبادأة واالبتكار والطموح ,وقد أدى ذلك إلى مقاومة
العمال لهذا األسلوب ,فقد تبينوا أنهم مجرد آالت وأن الهدف األساسي لإلدارة العلمية هو زيادة اإلنتاج على حسابهم,
فعارضوا تطبيقها ,ودخلت النقابات العمالية ,وأخيراً تدخلت الحكومة األمريكية لمنع تطبيق مبادئ اإلدارة العلمية في
.الترسانة الحكومية وغيرها من المصالح
والواقع أن اهتمام تايلور بتحقيق كفاية اإلنتاج واالقتصاد عن طريقة دراسة الوقت والحركة كان دعوة للتركيز كلية على
المشروع ,ولجذب االنتباه إلى زيادة اإلنتاج ,لدرجة أن دراسة اإلدارة اقتصرت إلى حين على دراسة ترشيد إدارة
المصنع ,بينما أهملت االعتبارات المتصلة بالجوانب االجتماعية واإلنسانية للعاملين فيه]8[ .
ونلخص من هذا العرض لنظرية اإلدارة العلمية أنها بهذا الشكل تندمج تحت طائفة النظريات الكالسيكية المثالية التي
تصف مايجب أن يكون ,وأنها ركزت على عنصر واحد من عناصر التنظيم وهو العمل ,وأهملت اإلنسان والعالقات
اإلنسانية داخل التنظيم ,كما أنها لم تكن نعنى سوى العمل اإلنتاجي على مستوى المصنع ,ولم تعط االهتمام الكافي لحقيقة
.التفاعل والتبادل بين التنظيم
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 23، 2004ص][7
المهدى الطاهر ،مبادئ االدارة االعمال ليبيا طبعة 13، 2002ص[8]
:نظرية شمولية اإلدارة أو اإلدارة الوظيفية هنري فايول2.
إن أهم ما يميز كتابات هذه النظرية هو سعيها للوصول إلى مبادئ إدارية نظرية لتكون أساسا ً لعمليات التنظيم والتصميم
اإلداري وقد جاء دعاة هذه النظرية من بلدان مختلفة ,حيث إن هنري فايول فرنسي ,وليندال أرويك بريطاني ,أما لوثر
جيوليك وموني ورايلي فهم أمريكيون والذي جمعهم في مدرسة واحدة أنهم كانوا معنيين بالوصول إلى المبادئ اإلدارية
التي تحكم التنظيم في البيئات المختلفة ,وذلك فإن أفكار هذه النظرية كانت أكثر عمقا ً وتجريداً من نظرية اإلدارة العلمية
واسترشد كتابها بالتنظيمات الصناعية العسكرية وغيرها للوصول إلى هذه المبادئ التي اعتبروها أساسا ً إليجاد علم
.إداري
لقد تميز هنري فايول عن فريدريك تايلور رغم أنه كان هو اآلخر مهندسا ً ,بأنه كان من بين الكتاب األوائل الذين حاولوا
تطوير نظرية عامة لإلدارة ألنه كان يشغل منصبا ً إداريا ,بينما كان تايلور يعمل في خط اإلنتاج ,ومن ثم اهتم فايول
.بوظائف اإلدارة على المستويات المختلفة ,وحاول يطور نظاما ً فكريا ً إداريا ً يمكن تعليمه ودراسته
وقد كتب فايول كأحد العاملين باإلدارة ,ومن هنا قدم خبراته الطويلة ومالحظاته المهمة التي أسهمت في تحديد أسس
اإلدارة ,ولعل أهمية كتاباته في الفكر اإلداري الحديث تكمن في تحليالته العميقة للنشاط اإلداري ,وفي إيمانه القوي
بوجود مبادئ لإلدارة تتميز بعموميتها ,ووجوب تدريسها .فلقد اهتم فايول باإلدارة في قطاع األعمال ,ولما كانت األصول
العامة لإلدارة يمكن أن تسرى في ميداني اإلدارة العامة وإدارة األعمال ,ونظراً للحقائق المهمة التي أبرزها فإننا نقدم
.ملخصا ً آلرائه التي اثرث الفكر اإلداري
:لقد وجد فايول أن النشاط في إدارة األعمال يمكن أن يقسم إلى سنة مجموعات رئيسة , ,وهي على النحو التالي
.النشاطات الفنية ( اإلنتاج والتصنيع)1-
.النشاطات التجارية ( المشتريات ,المبيعات والتبادل) 2-
.النشاطات التمويلية ( الموارد المالية ,االستثمارات والمصروفات) 3-
.النشاطات األمنية ( الممتلكات واألشخاص) 4-
).النشاطات المحاسبية تقدير التكاليف واإلحصاءات 5-
.النشاطات اإلدارية ( التخطيط ,التنظيم والتوجيه ,التنسيق والرقابة) 6-
وقد بين فايول أن هذه المهام تتواجد في كل منظمة مهما كان حجمها .كما أكد على أهمية النشاطات اإلدارية بالنسبة
.للوظائف العليا ,فإذا استطاع اإلداري القيام بهذه المهام اإلدارية فإن قيادته ستكون ناجحة وفعالة
:ولقد تضمن مؤلف فايول موضوعات تعالج النواحي التالية
.صفات اإلداريين وتدريبهم )1
.األسس العامة لإلدارة )2
وظائف اإلدارة3) ]9[ .
:النظرية البيروقراطية ماكس ويبر3.
عتبر نظرية البيروقراطية كما وصفها ماكس ويبر هي البداية لنظرية التنظيم العلمية ,وقد هدف فيبر من نظريته عن
.البيروقراطية إلى وصف الجهاز اإلداري للتنظيمات وكيف يؤثر على األداء والسلوك التنظيمي
ويعتبر مفهوم البيروقراطية من المفاهيم الغامضة نسبيا ً لما تتضمنه من معان متعددة ,وفق الهدف من استعماله ,وذلك
بمعنى حكم ,والكلمة Cracyبمعنى مكتب و Bureauيتكون من كلمتين ) (Bureaucracyأن مصطلح البيروقراطية
في مجموعها تعني سلطة المكتب أو حكم المكتب ,وبعبارة أخرى فإن البيروقراطية تعني أسلوب ممارسة العمل اإلداري
تعني Bureaucratsمن خالل التنظيم المكتبي الذي يكتسب سلطته من خالل هذا التنظيم ,ومن جهة أخرى ,فإن كلمة
.الموظفين المكتبيين ,أي الذين يعملون في الوظائف المكتبية واإلدارية في المكاتب الحكومية
.احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 26، 2004ص][9
:وتتعدد معاني المفهوم في االستعماالت التي شاع فيها ,فعلى سبيل المثال
.قد تعني البيروقراطية تنظيما إداريا ضخما ً يتسم بخصائص ومميزات معينة 1-
وقد تعني مجموعه اإلجراءات التي يجب إتباعها في مباشرة العمل الحكومي بصورة عامة داخل المكاتب أو التنظيمات 2-
.اإلدارية
.وقد تستعمل البيروقراطية السلطة التي يمارسها الموظف العام ,أو التنظيم اإلداري الحكومي 3-
الذي يمارسه الموظفون العموميون في إطار النظام السياسي وذلك لتنفيذ ) ( Roleوقد تعني البيروقراطية الدور 4-
.السياسة العامة في الدولة
يمكن النظر إلى البيروقراطية من خالل خصائص بناء التنظيم على أساس أنها مرادفة لمفهوم بناء السلطة الهرمية 5-
.في التنظيم اإلداري والذي يتحقق فيه تقسيم واضح للعمل )( Hierarchical
واإلجراءات المحددة ) (Rulesهناك اتجاه يقول بأن البيروقراطية نمط معين من السلوك الذي يعتمد على القواعد 6-
.سلفا ً
قد تتحدد فكرة البيروقراطية على أساس أنها تعني ذلك التنظيم الذي يحقق أكبر قدر من الكفاية في اإلدارة وفي تحديد 7-
.الوسائل التي تحكم التنظيم االجتماعي بدقة
ً
قد يعني مفهوم البيروقراطجية معنى آخر يتسم بالسلبية حيث تعتبر البيروقراطية مصدرا للروتين وتعقيد اإلجراءات 8-
وصعوبة التعامل مع الجماهير]10[ .
.محمد قاسم القريوتي ،مبادئ االدارة الحديثة عمان طبعة 35، 2005ص [10]
ه .مساهمات المدرسة الكالسيكية في التسيير
:يمكن حصر أهم المساهمات من خالل تسلسل النظريات
مساهمات فردريك تايلور:أرسى قواعد حركة اإلدارة العلمية ،فهو الذي حدد المبادئ التي يقوم عليها ،وهو الذي أعلن
األهداف الحقيقية التي تسعى إليها وهي زيادة اإلنتاج وإحالل السالم والتفاهم محل الخصام والتطاحن بين اإلدارة
والعمال ،وإقناع الطرفين بأن الذي يحكم العالقة بينهما مصالح مشتركة وليست مصالح متضاربة ال يمكن التوفيق بينها.ـ
:وكانت المساهمة األساسية لتايلور في إرساء المبادئ األساسية لإلدارة العلمية هي
ـ إحالل الطرق العلمية محل الطرق البدائية في العمل1
.ـ االختبار العلمي للعمال وتدريبهم على أساس علمي2
.ـ تعاون كل من اإلدارة والعمال طبقا للطريقة العلمية3
.ـ تقسيم عادل للمسؤولين بين المديرين والعمال مع قيام المديرين بتخطيط وتنظيم العمل ،وقيام العمل بالتنفيذ4
:مساهمات هنري فايول :في تكوين نظرية اإلدارة؛ تتركز هذه المساهمات في اآلتي
:أـ تقسيم أوجه النشاط التي تقوم بها المشروعات الصناعية إلى
ا -فنية كاإلنتاج.ـ تجارية كالشراء ـ البيع ـ المبادلة مالية كالحصول على رأس المال ،االستخدام األمثل له تأمينية كحماية
.األفراد والممتلكات محاسبية كالتكاليف واإلحصاءات إدارية كالتخطيط ـ التنظيم ـ التوجيه ـ التنسيق ـ الرقابة
ب ـ تقديم مبادئ عامة لإلدارة تتصف بالمرونة ولكنها ليست مطلقه ،ويجب أن تستخدم في ضوء الظروف المتغيرة
والخاصة بكل مشروع ،ومن أهم هذه المبادئ التخصص ،وحدة األمر ،السلطة والمسؤولية ،االلتزام بالقواعد ،المركزية،
.تسلسل القيادة ،العدالة ،العمل بروح الفريق ،خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة
:مساهمات ماكس ويبر :ومن أهم المبادئ التي قدمها ويبر ما يلي
أـ تدرج السلطة :ويقصد به ضرورة االلتزام بالخط الرسمي للسلطة حيث يجب أن تنساب السلطة من أعلى إلى أسفل،
.ويكون محل فرد مسؤوالً أمام رئيسه عن تصرفات وقرارات مرؤوسيه
.ب ـ وجود معايير رشيدة للتوظف
ج ـ ارتفاع درجة الرسمية :ويشير هذا المبدأ إلى وجود قواعد محددة وثابتة مكتوبة توجه العمل وتحكم عملية اتخاذ
.القرارات في المنظمة
د ـ وجود سجالت رسمية ونظام معلومات مركزي في زيادة درجة توثيق البيانات والمستندات مما يعطي صورة محددة
.ودقيقة عن المنظمة
تقييم المدخل الكالسيكي:مما سبق نجد أن المدرسة الكالسيكية بصفة عامة قدمت عدة إسهامات إيجابية ال زالت سارية
حتى اآلن ،واالتجاه نحو االعتماد على األسلوب العلمي بدالً من الطرق العشوائية سواء في تصميم العمل أو اختيار
العاملين أو في التدريب.ـ ولكن يؤخذ على هذه المدرسة انخفاض اهتمام روادها بالعنصر اإلنساني والتركيز على كيفية
تحسين اإلنتاج فقط ،األمر الذي أثار العديد من المشاكل في بدايات القرن العشرين بين العمال وأصحاب العمل وكذلك
افتراض أن المنظمة واألداء اإلداري بها يمثل نظا ًما مغلقًا ال يتأثر بالعوامل الخارجية ،وكذلك افتراض وجود وظائف
إدارية ومبادئ لها صفة العمومية مهمالً أثر ]11[.
.المهدى الطاهر ،مبادئ إدارة األعمال ليبيا طبعة 27، 2002ص[11]
و.الخاتمة
إن تطور الفكر االقتصادي مر بعدة مراحل وفي كل مرحلة نجد ظهور مدرسة اقتصادية أثرى روادها الفكر االقتصادي
وقاموا بنقد المدرسة التي قبلهم والن كل مدرسة ظهرت في زمن وبيئة معينة واهتمامات مختلفة أي كل مدرسة استمدت
أفكارها ونظرياتها في وضع االقتصاد التي ظهرت في فترته ومن بين هذه المدارس نجد المدرسة الكالسيكية والتي
.عرفنا أفكارها ونشأتها ومساهماتها التي أدت إلى بروز مدارس أخرى
ز.البيبليوغرافية
.مبادئ إدارة األعمال” ،الدكتور المهدي الطاهر دار النشر ليبيا طبعة “2002
.مبادئ اإلدارة الحديثة “ ،محمد قاسم القريوتي ،عمان طبعة “2005
.تاريخ النظرية االقتصادية” ،الدكتور احمد صقر ،اإلسكندرية طبعة “2005
اإلدارة والمهارات” ،دكتور احمد ماهر ،مكتبة األكاديمية طبعة “1998