You are on page 1of 13

‫خطة البحث‬

‫مقدمة عامة‬
‫‪.‬المبحث األول‪ :‬مدخل إلى المدرسة الكالسيكية في التسيير‬
‫‪.‬المطلب األول‪ :‬تعريف المدرسة الكالسيكية‬
‫‪ .‬المطلب الثاني ‪ :‬نشاءة المدرسة الكالسيكية‬
‫‪ .‬المطلب الثالث ‪ :‬مفهوم االدارة في ظل المدرسة الكالسيكية‬
‫‪.‬المبحث الثاني‪ :‬نظريات واهم رواد المدرسة الكالسيكية‬
‫‪ .‬المطلب األول ‪ :‬نظرية االدارة العلمية فردريك تايلور‬
‫‪ .‬المطلب الثاني ‪ :‬نظرية شمولية االدارة او االدارة الوظيفية هنري فايول‬
‫‪.‬المطلب الثالث ‪ :‬النظرية البيروقراطية ماكس ويبر‬
‫‪.‬المبحث الثالث‪ :‬تقييم المدرسة الكالسيكية‬
‫‪ .‬المطلب األول‪ :‬مساهمات المدرسة الكالسيكية في التسيير‬
‫‪.‬المطلب الثاني ‪ :‬اإلنتقادات الموجهة إلى المدرسة الكالسيكية‬
‫الخاتمة العامة‬
‫إن تطور الفكر االقتصادي مر بعدة مراحل وفي كل مرحلة نجد ظهور مدرسة اقتصادية اثرى روادها الفكر االقتصادي‬
‫وقامو بنقد المدرسة التي قبلهم والن كل مدرسة ظهرت في زمن وبيئة معينة واهتمامات مختلفة أي كل مدرسة استمدت‬
‫أفكارها ونظرياتها في وضع االقتصاد التي ظهرت في فترته ومن بين هذه المدارس نجد المدرسة الكالسيكية والتي‬
‫عرفنا أفكارها ونشأتها ومساهماتها وانتقادات التي أدت إلى بروز مدارس أخرى‬
‫المراجع و المصادر‬
‫‪ :‬المقدمة‬
‫كان ظهور ما يعرف في تاريخ الفكر االقتصادي بالمدرسة الكالسيكية مرتبطا تمام االرتباط بالتطور الذي شهدته الدول‬
‫األوروبية في القرن الثامن عشر وما تاله من أزمنة‪ .‬فقد كان هذا التطور كبيرا من حيث التغيرات التي حدثت فيه‪،‬‬
‫وشامال من حيث النواحي التي أثر عليها‪ ،‬ألنه أثر في كل الجوانب التي تتكون منها مختلف أوجه الحياة الحضارية أي‬
‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ .‬فإذا كان التطور االقتصادي الذي شهدته المجتمعات األوروبية قد نقلها من مرحلة‬
‫االقتصاد اإلقطاعي إلى مرحلة الرأسمالية التجارية على نحو ما وقفنا عليه لدى التجاريين ‪ ،‬فإن الرأسمالية لم تتوقف‬
‫عند هذا الوضع ‪ ،‬بل تطورت حتى وصلت في حوالي منتصف القرن الثامن عشر إلى أن تأخذ طابعا صناعيا وذلك بفضل‬
‫‪ .‬الثورة الصناعيةالتى شهدها العالم ما بين نهاية قرن ‪ 18‬وبداية القرن ‪19‬‬
‫‪:‬انطالقا من هنا يمكننا طرح اإلشكالية التالية و التي تفيدنا في تعميق البحث وفق ما يلي‬
‫ماهية المدرسة الكالسيكية في التسيير ؟*‬
‫ما هي خطوات هذه المدرسة ؟*‬
‫سنحاول اإلجابة على هذه األسئلة من خالل تقسيم البحث إلى ثالثة مباحث ‪ ,‬يتناول األول مفهوم عام حول الكالسيكية في‬
‫االدارة وتطورها التاريخي‪ ,‬لننتقل بعدها في المبحث الثاني إلى اهم النظريات التى عرفتها مع اشهر روادها ثم المبحث‬
‫الثالث كتقيم لنجاحات وسلبيات المدرسة‬
‫المبحث األول ‪ :‬مدخل إلى المدرسة الكالسيكية في التسيير‬
‫إن مفهوم الكالسيكية له عدة مفاهيم تطورت بتطور العامل البشري ولهذا فإننا حاولنا أن نعطي أهم المفاهيم التي عرفتها‬
‫‪.‬المدرسة مع تزامن تطورها‬
‫‪ :‬المطلب األول‪ :‬تعريف المدرسة الكالسيكية‬
‫إذ يخطئ الكثيرون باعتقادهم أن معنى الكلمة )‪ (CLASSIQUE‬بدايةً البد لنا أن نعرف معنى كلمة كالسيكية‬
‫هو( الشيء التقليدي أو القديم ) ‪ .‬لكن في الواقع أن معنى كالسيكي هو الطراز األول أو المثالي أو النموذجي أو الممتاز‬
‫وهي كلمة يونانية األصل و المدرسة الكالسيكية ظهرت في القرن الثامن عشر‪،‬إذ أثمرت مجهوداتهم وآلت إلى قيام‬
‫مدرسة اقتصادية عريقة تعرف تحت اسم المدرسة الكالسيكية في بريطانيا وعاشت حوالي مئة عام‪ ،‬حيث أعترف لها‬
‫بالسبق في معالجة القضايا االقتصادية ترقي إلى درجة الكمال واليقين‪.‬وتميزت المدرسة الكالسيكية بالبعد عن الدوافع‬
‫الشخصية واألخالقية وباالعتماد على أدوات التحليل المنطقي وباتجاهاتها الموضوعية في التحليل‪.‬وبهذا أعطت االقتصاد‬
‫صفته العلمية الحديثة التي عرف بها منذ ذلك الحين[‪]1‬‬
‫‪:‬المطلب الثاني‪ :‬نشأة المدرسة الكالسيكية‬
‫ظهرت المدرسة الكالسيكية والتي تمثل الرافد االول من الفكر االداري في اواخر القرن الثامن عشر‪ ,‬وتعتبر نتاج التفاعل‬
‫بين عدة تيارات كانت سائدة خالل هذه الفترة وفيما يلي أهم المراحل التاريخية التي مرت بها المدرسة‬
‫‪:‬مرحلة ظهور الثورة الصناعية‪ :‬أبرز ما تميزت به هذه الفترة تبرزه من خالل النقاط التالية *‬
‫‪.‬التوسع في استخدام اآلالت وإحاللها محل العمال )‪1‬‬
‫‪.‬ظهور مبدأ التخصص والتقسيم العملي للعمل )‪2‬‬
‫‪.‬تجمع عدد كبير من العمال في مكان العمل وهو المصنع )‪3‬‬
‫‪.‬إنشاء المصانع الكبرى التي تستوعب اآلالت الجديدة والطاقة العاملة )‪4‬‬
‫مرحلة الثانية ظهور حركة اإلدارة ‪ :‬كان من أبرز مهندسي هذه المرحلة المهندس األمريكي فريدرك تايلور بعرضه *‬
‫لفكرة التقسيم المنهجي للعمل والمبادئ األربعة لإلدارة إلى جانبه ”فرنك جلبرت” و”وهنري جانت” و ‘هنري فايول”‬
‫و”ماكس ويبر” من خالل بعض اإلضافات إلى أفكار تايلور حيث كانت البوادر االولي لميالد المدرسة الكالسيكية‬
‫مرحلة نمو المنظمات العمالية والوعي القومي ‪ :‬كان ظهور ونمو النقابات والمنظمات العالمية نتيجة حتمية للرد على*‬
‫ممارسات اإلدارة وبدا االنسان يتخلي عن افكار العشوائية في تسيير االدارى وكان تأثره لمبادئ تايلور وبذور االولي في‬
‫ظهور الكالسيكية‬
‫هناك العديد من األسباب تفسر االهتمام المتزايد نشاة الكالسيكية كوظيفة إدارية متخصصة وكفرع من فروع علم اإلدارة‬
‫‪:‬وتحملها فيها فيما يلي‬
‫التوسع الصناعي الذي تم في العصر الحديث حيث ساهم في ظهور اشياء جديدة لم يعرفها االنسان من قبل *‬
‫زيادة التدخل الحكومي في عالقات العمل بين العمال ورجال األعمال عن طريق إصدار القوانين‪* ]2[.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مفهوم االدارة في ظل المدرسة الكالسيكية‬
‫من مواليد الواليات المتحدة األمريكيةمارس ‪ 1856‬عمل في أحد مصانع ‪ Fredrick Taylor‬عرفها فريدريك تايلور‬
‫الحديد في والية فيالدلفيا مهندسا‪ ،‬وأثناء عمله الحظ انخفاض اإلنتاجية وضياع الوقت والجهد والمواد دون تحقيق فائدة‬
‫إنتاجية‪ ،‬وسرعان ما قام بإجراء التجارب الميدانية من أجل زيادة الكفاءة اإلنتاجية‪ ،‬ونشر تجاربه بعد ذلك في كتابه‬
‫المعروف بمبادئ اإلدارة العلمية عام ‪ 1911‬هو أبو اإلدارة العلمية‬
‫‪ .‬االدارة هي المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال أن يعملوه ثم التأكد من أنهم يقومون بعمله بأحسن طريقة وأرخصها [‪]3‬‬
‫فرنسي االصل‪ ،‬عمل مديراً تنفيذيا ً لشركة صناعية صغيرة في ‪ (Henry Fayol) (1841-1925) ،‬أما هنري فايول‬
‫فرنسا‪ ،‬ومن خاللها نال خبرته العملية التي قادته إلى النجاح في مجال اإلدارة الصناعية‪ ،‬وعمل على تطوير منهجية‬
‫‪.‬النظرية اإلدارية‪ ،‬ووثق ذلك في كتابه المشهور اإلدارة العامة والصناعية عام ‪1916‬م‬
‫الذي يعتبر بحق األب الحقيقي لإلدارة الحديثة فيعرفها قائالً أن تقوم اإلدارة معناه أن تتنبأ وأن تخطط وأن تنظم وأن‬
‫‪ ..‬تصدر األوامر وأن تنسق وأن تراقب[‪]4‬‬
‫(‪ 21‬أبريل ‪ 14 – 1864‬جوان )‪: Maximilian Carl Emil Weber‬باأللمانية( أما ماكسيميليان كارل إميل ويبر‬
‫‪ )1920‬كان عال ًما ألمانيًا في االقتصاد والسياسة‪ ،‬وأحد مؤسسي علم االجتماع الحديث ودراسة اإلدارة العامة في‬
‫مؤسسات الدولة‪ ،‬وهو من أتى بتعريف البيروقراطية‪ ،‬وعمله األكثر شهرة هو كتاب “األخالق البروتستانتية وروح‬
‫الرأسمالية” حيث أن هذا أهم أعماله المؤسسة في علم االجتماع الديني وأشار فيه إلى أن الدين هو عامل غير حصري‬
‫في تطور الثقافة في المجتمعات الغربية والشرقية‪ ،‬وفي عمله الشهير أيضا “السياسة كمهنة” عرف الدولة‪ :‬بأنها الكيان‬
‫الذي يحتكر االستعمال الشرعي للقوة الطبيعية‪ ,‬وأصبح هذا التعريف محوريا في دراسة علم السياسة‪ .‬درس فيبر جميع‬
‫‪.‬األديان وكان يرى أن األخالق البروستنتانتية أخالق مثالية ومنها استقى النمودج المثالي للبيروقراطية‬
‫‪ .‬فقد عرفا اإلدارة بأنها ‪ :‬وظيفة تنفيذ المهمات عن طريق اآلخرين ومعهم [‪]5‬‬
‫اهم تعاريف الموجودة لالدارة‬
‫التعريف األول‪ ” :‬عملية ذهنية وسلوكية تسعى إلى اإلستخدام األمثل للموارد البشرية والمادية لبلوغ أهداف المنظمة‬
‫“ والعاملين بها بأقل تكلفة وأعلى جودة‬
‫التعريف الثاني ‪ ” :‬النشاط المسؤول عن اتخاذ القرارات وصياغة األهداف‪ ،‬وتجميع الموارد المطلوبة واستخدامها‬
‫بكفاءة‪ ،‬لتحقيق نمو المنظمة واستقرارها‪ ،‬عن طريق مجموعة من الوظائف أهمها‪ :‬التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة‬
‫‪.‬والتقويم‬
‫وت ّم التأكيد على أن اإلدارة “مجموعة متكاملة من الخبرات والمهارات والقدرات أغلبها مكتسب بالتعليم والتدريب‬
‫”والمران العملي‪ ،‬وقليل منها فطري موروث‪ .‬وهي إلى جانب ذلك علم وتقنية‬
‫التعريف الثالث‪ ” :‬هي االستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية والمادية والمالية والمعلومات واألفكار والوقت من‬
‫خالل العمليات اإلدارية المتمثلة في التخطيط‪ ،‬والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق األهداف “[‪]6‬‬
‫‪:‬هذا ويقصد بـالموارد‬
‫‪.‬الموارد البشرية‪ :‬األفراد الذين يعملون في المنظمة –‬
‫‪..‬الموارد المادية‪ :‬كل ما يوجد في المنظمة من مباني وأجهزة وآالت –‬
‫‪.‬الموارد المالية‪ :‬كل المبالغ من المال التي تستخدم لتسيير األعمال الجارية واالستثمارات الطويلة األجل –‬
‫‪.‬المعلومات واألفكار‪ :‬تشمل األرقام والحقائق والقوانين واألنظمة –‬
‫‪.‬الوقت‪ :‬الزمن المتاح إلنجاز العمل –‬
‫‪.‬اإلدارة هل هي فن أم علم؟‬
‫اإلدارة فن ألنه البد للمدير أن يمتلك القدرة الشخصية على تطبيق األفكار والنظريات والمبادئ اإلدارية بطريقة ذكية‬
‫ولبقة تعكس الخبرة والتجربة و الممارسة‬
‫واإلدارة علم ألننا ندرس في الجامعات نظريات ومبادئ وأفكار إدارية وبذلك يمكن القول أن اإلدارة هي فن وعلم في نفس‬
‫‪.‬الوقت‪ ،‬فالعلم يعلم اإلنسان أن يعرف بينما الفن يعلمه أن يعمل‬
‫احمد صقر‪ ،‬تاريخ النظرية االقتصادية ‪ ،‬ليبا طبعة ‪ 7]1[ 2000‬ص‬
‫المهدي الطاهر ‪ ،‬مبادئ ادارة الحديثة ‪ ،‬دار الثقافة ونشرعمان طبعة ‪24]2[ 2002‬ص‬
‫محمد قاسم القريوتي ‪ ،‬االدارة و المهارات ‪ ،‬المكتبة االداديمية طبعة ‪ 16]3[ 1998‬ص‬
‫محمد قاسم القريوتي ‪ ،‬االدارة و المهارات ‪ ،‬المكتبة االداديمية طبعة ‪]4[ 1998‬ص ‪19‬‬
‫محمد قاسم القريوتي ‪ ،‬االدارة و المهارات ‪ ،‬المكتبة االداديمية طبعة ‪ 23]5[ 1998‬ص‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 13]6[ 2004‬ص‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬نظريات واهم رواد المدرسة الكالسيكية‬
‫إن االهتمام بإدارة في جميع االقتصاديات بصفة عامة؛ برزت افكار المدرسة الكالسيكية فقد أصبحت اإلدارة األساسية‬
‫بالنسبة ألي تنظيم وعرفت نمو افكار المدرسة بالتسلسل وفق ظهورها‬
‫المطلب األول ‪ :‬نظرية االدارة العلمية فردريك تايلور‬
‫يعتبر فردريك تايلور المؤسس األول لحركة اإلدارة العلمية ‪ ،‬ويهمنا في حياة العالم فرديك تايلور العملية أن كان في‬
‫البداية عامال في مصنع ‪ ،‬ثم تدرج في السلم الوظيفي حتى أصبح مهندسا ‪ ،‬ثم أصبح على قمة الهرم الوظيفي‬
‫لالستشاريين من المهندسين في احد المصانع األمريكية ن وكان حجر األساس في مبادئ تايلور العلمية هو تحقيق أقصى‬
‫‪ .‬كفاية إنتاجية لألفراد واآلالت المستخدمة في اإلنتاج من خالل ما يعرف بدراسة الزمن والحركة‬
‫ويحدد تايلور مبادئه في اإلدارة العلمية على النحو التالي‬
‫أ‌‪ -‬إحالل األسلوب العلمي في تحديد العناصر الوظيفية بدال من اسلوب الحدس والتقدير ‪ ،‬وذلك من خالل تعريف طبيعة‬
‫العمل تعريفا دقيقا ‪ ،‬واختبار أفضل طرق األداء ‪ ،‬وأهم الشروط للعمل من حيث المستوى ‪ ،‬والمدة الزمنية المطلوبة‬
‫لتحقيقه‬
‫ب – إحالل األسلوب العلمي في اختيار وتدريب األفراد لتحسين الكفاءة اإلنتاجية‬
‫ج – تحقيق التعاون بين اإلدارة والعاملين من اجل تحقيق األهداف‬
‫‪.‬د ‪-‬تحديد المسئولية بين المديرين والعمال ‪ ،‬بحيث تتولى اإلدارة التخطيط والتنظيم ‪ ،‬ويتولى العمال التنفيذ‬
‫هـ – ربط تأدية أو نجاح الفرد في عمله باألجر أو المكافآت لرفع الكفاءة اإلنتاجية‬
‫و – إحكام اإلشراف والرقابة على العاملين في المستوى األدنى ألنهم يفتقدون المقدرة والمسئولية في القدرة على‬
‫التوجيه الذاتي [‪]1‬‬
‫أن هذا األسلوب العلمي الذي جاء به تايلور في مجال اإلدارة كان له بعض الجوانب السلبية‪ ,‬فإصرار المنظمات على‬
‫األخذ بأصول اإلدارة العلمية حرصا ً على تحقيق أهداف المنظمة وزيادة اإلنتاج واألرباح سنوياً‪ ,‬جاء على حساب‬
‫تضحيات من جانب العنصر البشري الذي كان عليه أن ينتظم في خط اإلنتاج تماما ً كاآللة‪ ,‬تحسب عليه حركاته‪ ,‬ويعمل‬
‫وفقا ً لخطوات روتينية متكررة تبعث على السأم والملل‪ ,‬وتقتل المبادأة واالبتكار والطموح‪ ,‬وقد أدى ذلك إلى مقاومة‬
‫العمال لهذا األسلوب‪ ,‬فقد تبينوا أنهم مجرد آالت وأن الهدف األساسي لإلدارة العلمية هو زيادة اإلنتاج على حسابهم‪,‬‬
‫فعارضوا تطبيقها‪ ,‬ودخلت النقابات العمالية‪ ,‬وأخيراً تدخلت الحكومة األمريكية لمنع تطبيق مبادئ اإلدارة العلمية في‬
‫‪.‬الترسانة الحكومية وغيرها من المصالح‬
‫والواقع أن أهتمام تايلور بتحقيق كفاية اإلنتاج واالقتصاد عن طريقة دراسة الوقت والحركة كان دعوة للتركيز كلية على‬
‫المشروع‪ ,‬ولجذب االنتباه إلى زيادة اإلنتاج‪ ,‬لدرجة أن دراسة اإلدارة اقتصرت إلى حين على دراسة ترشيد إدارة‬
‫المصنع‪ ,‬بينما أهملت االعتبارات المتصلة بالجوانب االجتماعية واإلنسانية للعاملين فيه‪)2(.‬‬
‫ونلخص من هذا العرض لنظرية اإلدارة العلمية أنها بهذا الشكل تندمج تحت طائفة النظريات الكالسيكية المثالية التي‬
‫تصف مايجب أن يكون‪ ,‬وأنها ركزت على عنصر واحد من عناصر التنظيم وهو العمل ‪ ,‬وأهملت اإلنسان والعالقات‬
‫اإلنسانية داخل التنظيم‪ ,‬كما أنها لم تكن نعنى سوى العمل اإلنتاجي على مستوى المصنع‪ ,‬ولم تعط االهتمام الكافي لحقيقة‬
‫التفاعل والتبادل بين التنظيم‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نظرية شمولية االدارة او االدارة الوظيفية هنري فايول‬
‫إن أهم ما يميز كتابات هذه النظرية هو سعيها للوصول إلى مبادئ إدارية نظرية لتكون أساسا ً لعمليات التنظيم والتصميم‬
‫اإلداري وقد جاء دعاة هذه النظرية من بلدان مختلفة‪ ,‬حيث إن هنري فايول فرنسي‪ ,‬وليندال أرويك بريطاني‪ ,‬أما لوثر‬
‫جيوليك وموني ورايلي فهم أمريكيون والذي جمعهم في مدرسة واحدة أنهم كانوا معنيين بالوصول إلى المبادئ اإلدارية‬
‫التي تحكم التنظيم في البيئات المختلفة‪ ,‬وذلك فإن أفكار هذه النظرية كانت أكثر عمقا ً وتجريداً من نظرية اإلدارة العلمية‬
‫واسترشد كتابها بالتنظيمات الصناعية العسكرية وغيرها للوصول إلى هذه المبادئ التي اعتبروها أساسا ً إليجاد علم‬
‫‪.‬إداري‬
‫لقد تميز هنري فايول عن فريدريك تايلور رغم أنه كان هو اآلخر مهندسا ً ‪ ,‬بأنه كان من بين الكتاب األوائل الذين حاولوا‬
‫تطوير نظرية عامة لإلدارة ألنه كان يشغل منصبا ً إداريا‪ ,‬بينما كان تايلور يعمل في خط اإلنتاج‪ ,‬ومن ثم اهتم فايول‬
‫‪.‬بوظائف اإلدارة على المستويات المختلفة‪ ,‬وحاول يطور نظاما ً فكريا ً إداريا ً يمكن تعليمه ودراسته‬
‫فعلي حين شغلت الواليات المتحدة األمريكية وانجلترا بالنتائج التي توصل إليها فريدريك تايلور لرفع الكفاءة اإلنتاجية‬
‫للعامل في المصنع‪ ,‬كانت هناك محاوالت مهمة تجري على أرض فرنسا بمعرفة هنري فايول رجل الصناعة الفرنسي‬
‫لوضع نظرية عامة لإلدارة‪ ,‬اتضحت معالمها في كتابه الذي ظهر في فرنسا عام ‪1916‬م تحت عنوان ” اإلدارة الصناعية‬
‫‪ “.‬والعامة‬
‫ولم يترجم هذا المؤلف الذي نشر بالفرنسية إلى اإلنجليزية حتى عام ‪1929‬م في بريطانيا‪ ,‬وعام ‪1949‬م في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ .‬وإن كان جانب من إنتاج فايول قد تضمنته مجموعة الوثائق التي أصدرها لوثر جوليك وليندال أرويك‬
‫‪.‬عام ‪1937‬م‬
‫وقد كتب فايول كأحد العاملين باإلدارة‪ ,‬ومن هنا قدم خبراته الطويلة ومالحظاته المهمة التي أسهمت في تحديد أسس‬
‫اإلدارة‪ ,‬ولعل أهمية كتاباته في الفكر اإلداري الحديث تكمن في تحليالته العميقة للنشاط اإلداري‪ ,‬وفي إيمانه القوي‬
‫بوجود مبادئ لإلدارة تتميز بعموميتها‪ ,‬ووجوب تدريسها‪ .‬فلقد اهتم فايول باإلدارة في قطاع األعمال‪ ,‬ولما كانت األصول‬
‫العامة لإلدارة يمكن أن تسرى في ميداني اإلدارة العامة وإدارة األعمال‪ ,‬ونظراً للحقائق المهمة التي أبرزها فإننا نقدم‬
‫‪.‬ملخصا ً آلرائه التي اثرث الفكر اإلداري‬
‫‪ :‬لقد وجد فايول أن النشاط في إدارة األعمال يمكن أن يقسم إلى سنة مجموعات رئيسة‪ , ,‬وهي على النحو التالي(‪)3‬‬
‫‪.‬النشاطات الفنية ( اإلنتاج والتصنيع)‪1-‬‬
‫‪.‬النشاطات التجارية ( المشتريات‪ ,‬المبيعات والتبادل) ‪2-‬‬
‫‪.‬النشاطات التمويلية ( الموارد المالية ‪ ,‬االستثمارات والمصروفات) ‪3-‬‬
‫‪.‬النشاطات األمنية ( الممتلكات واألشخاص) ‪4-‬‬
‫‪).‬النشاطات المحاسبية تقدير التكاليف واإلحصاءات ‪5-‬‬
‫‪.‬النشاطات اإلدارية ( التخطيط ‪ ,‬التنظيم والتوجية‪ ,‬التنسيق والرقابة) ‪6-‬‬
‫وقد بين فايول أن هذه المهام تتواجد في كل منظمة مهما كان حجمها‪ .‬كما أكد على أهمية النشاطات اإلدارية بالنسبة‬
‫‪.‬للوظائف العليا‪ ,‬فإذا استطاع اإلداري القيام بهذه المهام اإلدارية فإن قيادته ستكون ناجحة وفعالة‬
‫‪:‬ولقد تضمن مؤلف فايول موضوعات تعالج النواحي التالية‬
‫‪.‬صفات اإلداريين وتدريبهم )‪1‬‬
‫‪.‬األسس العامة لإلدارة )‪2‬‬
‫‪.‬وظائف اإلدارة )‪3‬‬
‫أوالً ‪ :‬صفات اإلداريين وتدريبهم‬
‫يرى فايول أن اإلداريين يحتاجون إلى مجموعة من السمات والصفات الفذة يجب توافرها‪ ,‬وهي صفات جسمية وصفات‬
‫ذهنية وصفات أخالقية‪ ,‬يضاف إليها سعة إطالع المديرين وثقافتهم العامة‪ .‬وأشار فايول إلى أن أهمية هذه الصفات نسبية‬
‫‪ ,‬وأن القدرات والمهارات اإلدارية تتزايد أهميتها كلما ارتفع المدير في السلم اإلداري‪ ,‬في حين تكون القدرات والمهارات‬
‫‪.‬الفنية مهمة في المستويات اإلدارية الوسطى والدنيا‬
‫ثانيا ً ‪ :‬األسس العامة لإلدارة(‪)4‬‬
‫مع تسليم فايول بأن أسس اإلدارة مرنة وال تعبر عن قواعد ثابتة ومحددة‪ ,‬فقد وضع أربعة عشر ( ‪ )14‬مبدأ من مبادئ‬
‫اإلدارة التي توصل إليها نتيجة مشاهداته وخبراته مؤكداً أنها تتضمن حسن أداء المدير لدوره إذا ما التزم بها وسار‬
‫‪ :‬عليها‪ ,‬وهذه المبادئ هي‬
‫تقسيم العمل ‪ :‬ينتج تقسم العمل عن تطبيق مبدأ التخصص الذي نادي به االقتصاديون كضرورة لالستخدام األمثل ‪1-‬‬
‫‪.‬للقوى العاملة‪ ,‬ويرى فايول انطباق هذا المبدأ على جميع أنواع النشاطات اإلدارية والفنية‬
‫السلطة والمسؤولية ‪ :‬أوضح فايول االرتباط الوثيق بين السلطة والمسؤولية‪ ,‬وأن األخيرة موزاية للسابقة منبثقة ‪2-‬‬
‫عنها‪ ,‬ويرى فايول السلطة مزيجا من السلطة الرسمية المستمدة من المنصب الرسمي واختصاصاته‪ ,‬والسلطة الشخصية‬
‫‪.‬التي قوامها الذكاء والخبرات والخلق القويم والقدرة على القيادة‬
‫اإللتزام بالقواعد ‪ :‬وهي في نظر فايول احترام االلتزامات الهادفة الى تحقيق الطاعة والتنفيذ ومظاهر االحترام‪ ,‬ويقرر ‪3-‬‬
‫‪.‬فايول أن تحقيق النظام يرتبط بوجود مديرين على درجة علية من الكفاءة في جميع المستويات‬
‫‪.‬وحدة األمر ‪ /‬وهذا يعني أن يكون لكل موظف رئيس واحد يتلقى منه األامر والتوجيهات ويرفع إليه التقارير ‪4-‬‬
‫وحدة اإلتجاه ‪ :‬ذلك أن كل مجموعة من النشاط متحدة الهدف يجب أن يكون لها رئاسة واحدة وخطة واحدة‪ ,‬وتختلف ‪5-‬‬
‫‪.‬عن سابقتها في أنها تهتم بالنشاط ال باألفراد‬
‫خضوع األفراد للمصلحة العامة ‪ :‬وهذا المبدأ يتطلب من اإلدارة التدخل حينما تتعارض مصالح العاملين مع المصالحة ‪6-‬‬
‫‪.‬العامة أو األهداف العامة للمنظمة‪ ,‬وذلك من أجل المحافظة على استقرار التنظيم واستمراريته‬
‫‪.‬المكافآت ‪ :‬يقضى هذا المبدأ بأن تكون الرواتب والمكافآت عادلة ومجزية لجميع العاملين في جميع المستويات ‪7-‬‬
‫المركزية ‪ :‬ويقصد بها مدى تركيز السلطة أو توزيعها‪ ,‬وهذا المدى يتختلف من منظمة ألخرى‪ ,‬وتحكمة ظروف ‪8-‬‬
‫‪.‬وعوامل متداخلة في الموقف اإلداري‪ ,‬ويجب أن يكون هناك نقطة توازن بين المركزية المطلقة والمركزية الكاملة‬
‫‪.‬تسلسل القيادة ‪ :‬يرى فايول تدرج مستويات القيادة في التنظيم بشكل هرمي ‪9-‬‬
‫النظام ‪ :‬ويقصد به فايول وضع كل شيء وكل شخص في مكانه ويقسمه فايول إلى قسمين‪ ،‬نظام مادي يعني بوضع ‪10-‬‬
‫اآلالت واألدوات والمعدات في مكانها المناسب لمصلحة العمل‪ ,‬ونظام اجتماعي يتهم بوضع كل شخص في المكان‬
‫‪.‬المناسب‪ ,‬كما يتهم بتنسيق الجهود‪ ,‬وتحقيق االنسجام بين نشاطات الوحدات المختلفة في التنظيم‬
‫العدالة ‪ :‬يجب أن يعامل جميع العاملين معاملة واحدة بهدف الحصول على والئهم وانتمائهم‪ ,‬وأن يلتزم كل منهم ‪11-‬‬
‫‪.‬بأداء واجباته وأن يحصل كل منهم على حقوقه كافه‬
‫االستقرار الوظيفي ‪ :‬ينص هذا المبدأ على أهمية استقرار الموظف في عملة‪ ,‬كما يؤكد على أن المنظمات الناجحة ‪12-‬‬
‫‪.‬هي المنظمات المستقرة‬
‫المبادأة ‪ :‬المبادأة عند فايول تعني المبادرة إلعداد الخطط وكيفية تنفيذها‪ ,‬ويطالب فايول الرؤساء بإعطاء الفرصة ‪13-‬‬
‫‪.‬للمرؤوسين لممارسة المبادأة في العمل وأبدا المقترحات وتنمية روح اإلبتكار‬
‫العمل بروح الفريق ‪ :‬يوضح هذا المبدأ أهمية العمل الجماعي وأهمية االتصاالت الفعالة‪ ,‬والتعاون بين الرئيس ‪14-‬‬
‫‪.‬والمرؤوسين بما يكفل أداء األعمال بكفاءة وفاعلية‪ .‬وهو مايرتبط بقدرة القائد اإلداري على التأثير في سلوك العاملين‬
‫‪ :‬ثالثا ً ‪ :‬وظائف اإلدارة ‪ :‬حيث يرى فايول أن وظائف اإلدارة تشمل على(‪)5‬‬
‫التخطيط )‪1‬‬
‫التنظيم )‪2‬‬
‫التوحيه )‪3‬‬
‫التنسيق )‪4‬‬
‫الرقابة )‪5‬‬
‫ً‬
‫وقد كرس هنري فايول جانبا من اهتماماته كممارس لإلدارة لمناقشة هذه الوظائف‪ .‬وقد كان ألفكاره وما تركته من أثر‬
‫مميز في الفكر اإلداري – سواء في فرنسا أو غيرها – أهمية ال تقل عن أهمية األثر الذي تركته أفكار فريدريك تايلور في‬
‫‪.‬الفكر اإلداري األمريكي‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬النظرية البروقراطية ماكس ويبر‬
‫عتبر نظرية البيروقراطية كما وصفها ماكس ويبر هي البداية لنظرية التنظيم العلمية‪ ,‬وقد هدف فيبر من نظريته عن‬
‫‪.‬البيروقراطية إلى وصف الجهاز اإلداري للتنظيمات وكيف يؤثر على األداء والسلوك التنظيمي‬
‫للتنظيم والذي يقوم على اساس من )‪ (Ideal Type‬وكان ويبر يقصد بتعبير البيروقراطية أن يصف النموذج المثالي‬
‫‪.‬التقسيم االداري والعمل المكتبي‬
‫ويعتبر مفهوم البيروقراطية من المفاهيم الغامضة نسبيا ً لما تتضمنه من معان متعددة‪ ,‬وفق الهدف من استعماله‪ ,‬وذلك‬
‫بمعنى حكم‪ ,‬والكلمة ‪ Cracy‬بمعنى مكتب و ‪ Bureau‬يتكون من كلمتين )‪ (Bureaucracy‬أن مصطلح البيروقراطية‬
‫في مجموعها تعني سلطة المكتب أو حكم المكتب‪ ,‬وبعبارة أخرى فإن البيروقراطية تعني أسلوب ممارسة العمل اإلداري‬
‫تعني ‪ Bureaucrats‬من خالل التنظيم المكتبي الذي يكتسب سلطته من خالل هذا التنظيم‪ ,‬ومن جهة أخرى‪ ,‬فإن كلمة‬
‫‪.‬الموظفين المكتبيين‪ ,‬أي الذين يعملون في الوظائف المكتبية واإلدارية في المكاتب الحكومية‬
‫‪ :‬وتتعدد معاني المفهوم في االستعماالت التي شاع فيها‪ ,‬فعلى سبيل المثال‬
‫‪.‬قد تعني البيروقراطية تنظيما إداريا ضخما ً يتسم بخصائص ومميزات معينة ‪1-‬‬
‫وقد تعني مجموعه اإلجراءات التي يجب إتباعها في مباشرة العمل الحكومي بصورة عامة داخل المكاتب أو التنظيمات ‪2-‬‬
‫‪.‬اإلدارية‬
‫‪.‬وقد تستعمل البيروقراطية السلطة التي يمارسها الموظف العام‪ ,‬أو التنظيم اإلداري الحكومي ‪3-‬‬
‫الذي يمارسه الموظفون العموميون في إطار النظام السياسي وذلك لتنفيذ )‪ ( Role‬وقد تعني البيروقراطية الدور ‪4-‬‬
‫‪.‬السياسة العامة في الدولة‬
‫يمكن النظر إلى البيروقراطية من خالل خصائص بناء التنظيم على أساس أنها مرادفة لمفهوم بناء السلطة الهرمية ‪5-‬‬
‫‪.‬في التنظيم اإلداري والذي يتحقق فيه تقسيم واضح للعمل )‪( Hierarchical‬‬
‫واإلجراءات المحددة )‪ (Rules‬هناك اتجاه يقول بأن البيروقراطية نمط معين من السلوك الذي يعتمد على القواعد ‪6-‬‬
‫‪.‬سلفا ً‬
‫قد تتحدد فكرة البيروقراطية على أساس أنها تعني ذلك التنظيم الذي يحقق أكبر قدر من الكفاية في اإلدارة وفي تحديد ‪7-‬‬
‫‪.‬الوسائل التي تحكم التنظيم االجتماعي بدقة‬
‫قد يعني مفهوم البيروقراطجية معنى آخر يتسم بالسلبية حيث تعتبر البيروقراطية مصدراً للروتين وتعقيد اإلجراءات ‪8-‬‬
‫‪.‬وصعوبة التعامل مع الجماهير‬
‫دراسات ماكس ويبر(‪)6‬‬
‫يكاد جميع الباحثون في العلوم اإلدارية على أن أهم الدراسات التي أسهم بها ماكس فيبر‪ ,‬فيما يتعلق بالدراسات التنظيمية‬
‫واإلدارية‪ ,‬هي كتاباته الخاصة بنظرية السلطة هذه الدراسات قادته إلى تحليل كثير من التنظيمات وأساليب وانسباب‬
‫خطوط السلطة داخل هذه التنظيمات‪ ,‬وهذه الدراسات كانت تدور في نطاق اهتماماته األساسية التي توضح لماذا يطيع‬
‫األفراد األوامر التي تصدر اليهم ؟ … ولماذا يقوم األشخاص بأداء األعمال وفقا ً للتعليمات التي تنساب إليهم في حدود‬
‫األوامر المشددة والتي تتلخص في مفهوم “إصدع بما تؤمر” وقد قام في هذه الدراسة بتوضيح أسلوب إكساب الشرعية‬
‫‪.‬لممارسة السلطة داخل هذه التنظيمات وقسمها إلى ثالثة أنواع‬
‫النوع األول ‪ :‬السلطة البطولية‬
‫النوع الثاني ‪ :‬السلطة التقليدية‬
‫‪.‬النوع الثالث ‪ :‬السلطة القانونية الرشيدة‬
‫‪.‬وقد أوضح في دراساته الفرق بين هذه األنواع‪ ,‬مع أعترافه بأن هذه األنواع الثالثة يمكن أن يتضمنها تنظيم واحد‬
‫كما أوضح في دراسته‪ ,‬أن النوع األول يمارس السلطة من خالل المواصفات الشخصية التي يتحلى بها القائد‪ ,‬ولذلك‬
‫وهي مقتبسة من اللغة اليونانية والتي توضح مدى تحلى اإلنسان بمواصفات غير عادية‪ Charism ,‬استخدم كلمة‬
‫وتمكنه من ممارسة سلطاته باألسلوب الذي يحقق له قدراً هائال من ضبط النفس‪ ,‬وطاقة استثنائية في ممارسة هذه‬
‫السلطة في التأثير على العاملين معه بحيث يتقبلون هذه التعليمات أو هذه التوجيهات برحابة صدر ورضى كامل‪ .‬وقد أدى‬
‫‪.‬هذا إلى اتجاه عدد من العلماء والمفكرين الذين تأثروا بدراسات ماكس فيبر إلى البحث عن سمات وصفات هؤالء القادة‬
‫أما فيما يتعلق بالنوع الثاني القائم على ” العالقات التقليدية” فإن القائد يمارس سلطته من خالل موقعة في التنظيم‪.‬‬
‫وكثيراً ما يمارس مثل هذه القائد سلطته من خالل العادات والتقاليد المتوازنة‪ ,‬وقد ضرب ماس فيبر في بحوثه الكثير من‬
‫األمثلة التي توضح هذه األسلوب‪ ,‬ومن بينها األساليب التي أدار بها اإلقطاعيون ممتلكاتهم ومنشآتهم الواسعة‪ ,‬وأوضح‬
‫‪.‬أن المراكز اإلدارية كانت تنتقل بالوراثة من األب إلى اإلبن‬
‫أما النوع الثالث‪ ,‬وهو ترشيد العالقات القانونية داخل المنشآت والوحدات من خالل الشكل البيروقراطي للتنظيم وهو‬
‫التنظيم الذي يوجد في المنشآت الحديثة‪ ,‬ويرى فيبر أن هذه التعبير يتفق مع التطور الذي وصلت إليه مختلف الوحدات‬
‫في المجتمعات المعاصرة‪ ,‬ذلك أن الشرعية أو قانونية السلطة يمارسها القائد من خالل مجموعة من القواعد‬
‫واإلجراءات‪ .‬هذه القواعد واإلجراءات هي التي تكسبه شرعية ممارسة السلطة في الموقع الذي يتواجد فيه أثناء الفترة‬
‫الزمنية التي يصدر فيها تعليماته ويمارس فيها سلطاته‪ ,‬وهذه المجموعة من القواعد واإلجراءات التي تمارس من خالل‬
‫المراكز التي تشغلها المستويات اإلدارية المختلفة في التنظيمات الضخمة والحديثة‪ ,‬وهي التي أطلق عليها ماس فيبر‬
‫‪.‬كلمة بيروقراطية‬
‫ويالحظ عند اإلطالع على بحوث ودراسات فاكس فيبر أنه كان يهدف إلى تحقيق تنظيم على أعلى قدر ممكن من الكفاية‬
‫إذ يرى أن البيروقراطية هي خير أسلوب فني إلنجاز األعمال المكتبية واإلدارية بأعلى قدر ممكن من الكفاءة القائمة على‬
‫‪.‬التخصص وتقسيم العمل‪ ,‬وهو ما يجعله يصف البيروقراطية بأنها النموذج المثالي للتنظيمات اإلدارية الضخمة‬
‫‪:‬ويرى ماكس فيبر أن التنظيم البيروقراطي المثالي يقوم على األسس التالية‬
‫‪.‬هناك مجاالت للتخصص الوظيفي محددة رسميا ً وثابته‪ ,‬وتنظم القواعد واللوائح عملية تجديد تلك المجاالت الوظيفية ‪1-‬‬
‫توزع النشاطات واألعمال الالزمة لتسيير دفة التنظيم البيروقراطي على أعضاء التنظيم باعتبارها واجبات رسمية ‪2-‬‬
‫‪.‬وبطريقة ثابتة ومحددة‬
‫توزع السلطة الالزمة إلعطاء األوامر بتنفيذ الواجبات المحددة بشكل رسمي ثابت ووفقا ً لقواعد واضحة ومحددة‪3- ,‬‬
‫‪.‬وتحدد هذه القواعد مدى السلطة التي تمح لكل موظف‪ ,‬ونوع تلك السلطة‬
‫هناك طرق وأساليب محددة للعمل وتنفيذ المهام والواجبات وبالتالي ال يعين في التظيم البيروقراطي إال من كان مؤهالً ‪4-‬‬
‫‪.‬ألداء تلك المهام‬
‫ينقسم التنظيم البيروقراطي إلى عدة مستويات متخذا شكالً هرميا ً وبالتالي يوحد نظام حاسم ودقيق من الرئاسة‪ ,‬حيث ‪5-‬‬
‫تشرف المستويات العليا من التنظيم البيروقراطي على أعمال ونشاطات المستويات الدنيا‪ .‬ويسمح هذا النظام للعاملين أو‬
‫المرؤوسين بأن يتظلموا من قرارات أحد الرؤساء إلى المستوى اإلداري األعلى منه بطريقة منظمة ومحددة‪ ,‬ويسود هذا‬
‫‪.‬التنظيم الهرمي أشكال التنظيمات الضخمة كافة‪ ,‬العامة والخاصة على حد السواء‬
‫تعتمد إدارة التنظيم البيروقراطي على المستندات وبالتالي يوجد جهاز من الموظفين والكتبة مهمتهم االحتفاظ ‪6-‬‬
‫بالوثائق والمستندات‪ ,‬وعلى هذا األساس يرى فيبر أن مجموعة العاملين بقسم معين ومايستخدمونه من معدات ووقائق‬
‫‪(.‬ملفات) يكونون مكتبا ً‬
‫يفصل التنظيم البيروقراطي المكتب عن النشاط الخاص للموظف‪ ,‬بمعنى أن العمل البيروقراطي يجب أن ينفصل ويبتعد ‪7-‬‬
‫عن حياة الموظف الخاصة‪ ,‬وعلى هذا األساس فإن األموال العامة والمعدات الخاصة بالتنظيم يجب أن تُفصل تماما عن‬
‫‪.‬الملكية الشخصية للموظف‬
‫إن اإلدارة المكتبية تحتاج إلى خبرة ومران وتدريب‪ ,‬ومن ناحية أخرى فحين يكتمل التنظيم فإنه يتطلب عادة كل نشاط ‪8-‬‬
‫وجهد الموظف حتى ولو كانت ساعات عملة محددة بمعنى أن العمل الرسمي يأتي في المقام األول بالنسبة لوقت الموظف‬
‫‪.‬وال يمكن تأخيره ألداء أعمال خاصة‬
‫تطبق اإلدارة في هذه المنظمات قواعد وتعليمات للعمل وتتصف بالشمول والعمومية والثبات النسبي‪ ,‬كذلك تستخدم ‪9-‬‬
‫اإلدارة أنواع القواعد والتعليمات التي يمكن للموظف تعلمها وفهمها‪ ,‬كلما زاد فهم الموظف لتلك القواعد واإلجراءات‬
‫‪.‬كلما ارتفعت خبرته وكفاءته‬
‫وتلك هي خصائص التنظيم البيروقراطي كما رسمها ماس فيبر في أوائل هذا القرن وتدل على اهتمامه بتقديم نظرية‬
‫‪.‬مثالية تحدد نمط العمل والسلوك الواجب في التنظيم المثالي‬
‫ومن ثم‪ ,‬فإن ماكس فيبر يقصد بالبيروقراطية وصف التنظيم اإلداري الضخم وما يتضمنه من قواعد وتأثيره في اإلدارة‬
‫والسلوك التنظيمي‪ ,‬كل ذلك في إطار مايجب أن يكون‪ ,‬كما يعدد مزايا كثيره للتنظيم البيروقراطي‪ ,‬أهمها‪ :‬السرعة‪,‬‬
‫اإلنضباط‪ ,‬االستقرار ‪ ,‬االستمرارية‪ ,‬الدقة في تطبيق مبدأ التخصص‪ ,‬تقسم العمل‪ ,‬المعرفة في مسائل المستندات‪,‬‬
‫الوضوح التام في خطوط السلطة وتسلسلها الهرمي‪ ,‬الخضوع الكامل للرؤساء‪ ,‬تخفيض اإلحتكاك بين األفراد وتخفيض‬
‫‪.‬التكلفة اإلنسانية واالقتصادية للعمل‬
‫مما سبق‪ ,‬يتضح أن تفكير ماكس فيبر عن البيروقراطية يختلف تماما ً عن المفاهيم الشائعة عنها والتي تربط بينها وبين‬
‫‪.‬انخفاض الكفاءة‪ ,‬وتعقيد اإلجراءات في األجهزة الحكومية وصعوبة التعامل مع الجماهير‬
‫وقد كانت معظم التحليالت الناقدة للنموذج‪ ,‬والموضحة لآلثار السلبية غير المتوقعة التي تترتب عليه‪ ,‬تدور في إطار‬
‫المنظمة الواحدة‪ ,‬وقد أوضحت هذه التحليالت أن المنظمة البيروقراطية مثلما تؤدي إلى الضبط واالستقرار وزيادة القدرة‬
‫على التنبؤ‪ ,‬فهي تؤدي أيضا ً إلى إمكانية الجمود وإلى خطر إحالل الوسائل محل األهداف النهائية‪ ,‬وإلى تقييد كفاءة‬
‫‪.‬األداء‪ ,‬فهناك إذن‪ ,‬آثار سلبية غير متوقعة تترتب على األخذ بالنمط البيروقراطي للتنظيم(‪)7‬‬
‫في األعوام ‪1939‬م وما بعدها‪ ,‬وسلزنيك عام ‪1943‬م وجولدنر عام ‪1954‬م‪ .‬من أوائل علماء )‪ (Merton‬وكان ميرتون‬
‫االجتماع الذين تنبهو إلى ما بالنموذج المثالي من نقاط ضعف‪ ,‬فقد كان فيبر يعتقد أن اإلشراف الدقيق والرقابة التامة‬
‫على أعمال وسلوك أعضاء التنظيم‪ ,‬وتطبيق القواعد والتعليمات يؤدي إلى استقرار سلوك األفراد وإمكان التنبؤ بالسلوم‬
‫البيروقراطي‬
‫ولعل الصفة األساسية التي تميز هذه االتجاهات الحديثة في دراسة البيروقراطية‪ ,‬هي إدخال العنصر اإلنساني والبيئة‬
‫‪.‬المحيطة كمحددات أساسية للسلوك البيروقراطي‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 23]1[ 2004‬ص‬
‫المهدى الطاهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االعمال ليبيا طبعة ‪ 13]2[ 2002‬ص‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 26]3[ 2004‬ص‬
‫محمد قاسم القريوتي‪ ،‬مبادئ االدارة الحديثة عمان طبعة ‪ 35]4[ 2005‬ص‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 38]5[ 2004‬ص‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 42]6[ 2004‬ص‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 45]7[ 2004‬ص‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تقيم المدرسة الكالسيكية‬
‫إن افكار المدرسة الكالسيكية لقت نجاحات كبيرة كما انها التخلو من سلبيات سنحاول دراستها‬
‫المطلب األول ‪ :‬مساهمات المدرسة الكالسيكية في التسيير‬
‫يمكن حصر اهم المساهمات من خالل تسلسل النظريات(‪)1‬‬
‫مساهمات فردريك تايلور‪:‬أرسى قواعد حركة اإلدارة العلمية‪ ،‬فهو الذي حدد المبادئ التي يقوم عليها‪ ،‬وهو الذي أعلن‬
‫األهداف الحقيقية التي تسعى إليها وهي زيادة اإلنتاج وإحالل السالم والتفاهم محل الخصام والتطاحن بين اإلدارة‬
‫والعمال‪ ،‬وإقناع الطرفين بأن الذي يحكم العالقة بينهما مصالح مشتركة وليست مصالح متضاربة ال يمكن التوفيق بينها‪.‬ـ‬
‫‪:‬وكانت المساهمة األساسية لتايلور في إرساء المبادئ األساسية لإلدارة العلمية هي‬
‫ـ إحالل الطرق العلمية محل الطرق البدائية في العمل‪1‬‬
‫‪.‬ـ االختبار العلمي للعمال وتدريبهم على أساس علمي‪2‬‬
‫‪.‬ـ تعاون كل من اإلدارة والعمال طبقا للطريقة العلمية‪3‬‬
‫‪.‬ـ تقسيم عادل للمسؤولين بين المديرين والعمال مع قيام المديرين بتخطيط وتنظيم العمل‪ ،‬وقيام العمل بالتنفيذ‪4‬‬
‫مساهمات هنري فايول ‪ :‬في تكوين نظرية اإلدارة‪.‬تتركز هذه المساهمات في اآلتي‪:‬ـأـ تقسيم أوجه النشاط التي تقوم بها‬
‫المشروعات الصناعية إلى‬
‫ا‪ -‬فنية كاإلنتاج‪.‬ـ تجارية كالشراء ـ البيع ـ المبادلة مالية كالحصول على رأس المال‪ ،‬االستخدام األمثل له تأمينية كحماية‬
‫األفراد والممتلكات محاسبية كالتكاليف واإلحصاءات إدارية كالتخطيط ـ التنظيم ـ التوجيه ـ التنسيق ـ الرقابة‬
‫ب ـ تقديم مبادئ عامة لإلدارة تتصف بالمرونة ولكنها ليست مطلقه‪ ،‬ويجب أن تستخدم في ضوء الظروف المتغيرة‬
‫والخاصة بكل مشروع‪ ،‬ومن أهم هذه المبادئ التخصص‪ ،‬وحدة األمر‪ ،‬السلطة والمسؤولية‪ ،‬االلتزام بالقواعد‪ ،‬المركزية‪،‬‬
‫‪ .‬تسلسل القيادة‪ ،‬العدالة‪ ،‬العمل بروح الفريق‪ ،‬خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة‬
‫‪:‬مساهمات ماكس ويبر‪ :‬ومن أهم المبادئ التي قدمها ويبر ما يلي‬
‫أـ تدرج السلطة‪ :‬ويقصد به ضرورة االلتزام بالخط الرسمي للسلطة حيث يجب أن تنساب السلطة من أعلى إلى أسفل‪،‬‬
‫‪.‬ويكون محل فرد مسؤالً أمام رئيسه عن تصرفات وقرارات مرؤوسيه‬
‫ب ـ وجود معايير رشيدة للتوظف‪.‬ج ـ ارتفاع درجة الرسمية‪ :‬ويشير هذا المبدأ إلى وجود قواعد محددة وثابتة مكتوبة‬
‫‪.‬توجه العمل وتحكم عملية اتخاذ القرارات في المنظمة‬
‫د ـ وجود سجالت رسمية ونظام معلومات مركزي في زيادة درجة توثيق البيانات والمستندات مما يعطي صورة محددة‬
‫ودقيقة عن المنظمة‪.‬تقييم المدخل الكالسيكي‪:‬مما سبق نجد أن المدرسة الكالسيكية بصفة عامة قدمت عدة إسهامات‬
‫إيجابية ال زالت سارية حتى اآلن‪ ،‬واالتجاه نحو االعتماد على األسلوب العلمي بدالً من الطرق العشوائية سواء في تصميم‬
‫العمل أو اختيار العاملين أو في التدريب‪.‬ـ ولكن يؤخذ على هذه المدرسة انخفاض اهتمام روادها بالعنصر اإلنساني‬
‫والتركيز على كيفية تحسين اإلنتاج فقط‪ ،‬األمر الذي أثار العديد من المشاكل في بدايات القرن العشرين بين العمال‬
‫وأصحاب العمل‬
‫ً‬
‫وكذلك افتراض أن المنظمة واألداء اإلداري بها يمثل نظا ًما مغلقا ال يتأثر بالعوامل الخارجية‪ ،‬وكذلك افتراض وجود‬
‫وظائف إدارية ومبادئ لها صفة العمومية مهمالً أثر‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلنتقادات الموجهة إلى المدرسة الكالسيكية‬
‫يمكن حصر اهم االنتقادات الموجهة لمدرسة حيث نظر أصحاب هذه المدرسة إلى الفرد على أنه مخلوق رشيد ‪ ،‬يلتزم‬
‫بالقوانين واألنظمة ‪ ،‬وأنه إنسان مادي سلبي ‪ ،‬وغير محب للعمل بطبعه ‪ ،‬ولكن يمكن استثارته وحفزه بواسطة المادة‬
‫وتجاهلت أهمية التنظيم غير الرسمي بين الجهاز اإلداري والعاملين ‪ ،‬وبين العاملين وبعضهم البعض ‪ ،‬وبين العاملين‬
‫والسلطة‪.‬و لم تهتم بالحاجات اإلنسانية واالجتماعية والنفسية للفرد والعامل ‪ ،‬ونظرت إليه نظرة مادية بحته كأداة من‬
‫أدوات اإلنتاج‪ .‬حيث ركزت على السلطة والقوانين الرسمية ‪ ،‬ولم تدع مجاال لمشاركة العاملين في اتخاذ القرارات‬
‫‪.‬اإلدارية وغيرها[‪]2‬‬
‫المهدى الطاهر‪ ،‬مبادئ ادارة االعمال ليبيا طبعة ‪ 27]1[ 2002‬ص‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 33]2[ 2004‬ص‬
‫‪ :‬الخاتمة‬
‫المراجع و المصادر‬
‫‪.‬مبادئ إدارة األعمال”‪ ،‬الدكتور المهدي الطاهر دار النشر ليبيا طبعة ‪. “2002‬‬
‫‪.‬مبادئ اإلدارة الحديثة “‪ ،‬محمد قاسم القريوتي‪ ،‬عمان طبعة ‪. “2005‬‬
‫‪.‬تاريخ النظرية االقتصادية”‪ ،‬الدكتور احمد صقر‪،‬اإلسكندرية طبعة ‪. “2005‬‬
‫اإلدارة والمهارات”‪ ،‬دكتور احمد ماهر‪ ،‬مكتبة األكاديمية طبعة ‪. “1998‬‬
‫بحث حول المدرسة الكالسيكية‪ :‬بحث تطبيقي في مقياس” المدارس و المناهج‬
‫”‬
‫‪ 2020-11-07‬‬

‫تحضير الطالب‪ :‬ناصر صالح الدين بن دادة – السنة‪ :‬أولى جذع مشترك علوم إنسانية‪ ،‬السنة الدراسية‪2019/2020 :‬‬
‫أ‪ .‬الفهرس‬
‫ب‪ .‬مقدمة البحث‬
‫ج‪ .‬المدرسة الكالسيكية‬
‫تعريفها‪               1.‬‬
‫نشأتها‪                2.‬‬
‫مفهوم االدارة في ظلها ‪3.‬‬
‫د‪ .‬نظريات واهم رواد المدرسة الكالسيكية‬
‫نظرية االدارة العلمية فردريك تايلور‪              1.‬‬
‫نظرية شمولية االدارة او اإلدارة الوظيفية هنري فايول‪              2.‬‬
‫النظرية البيروقراطية ماكس ويبر‪              3.‬‬
‫ه‪ .‬مساهمات المدرسة الكالسيكية في التسيير‬
‫و‪.‬الخاتمة‬
‫ز‪.‬البيبليوغرافية‬
‫ب‪ .‬مقدمة البحث‬
‫كان ظهور ما يعرف في تاريخ الفكر االقتصادي بالمدرسة الكالسيكية مرتبطا تمام االرتباط بالتطور الذي شهدته الدول‬
‫األوروبية في القرن الثامن عشر وما تاله من أزمنة‪ .‬فقد كان هذا التطور كبيرا من حيث التغيرات التي حدثت فيه‪،‬‬
‫وشامال من حيث النواحي التي أثر عليها‪ ،‬ألنه أثر في كل الجوانب التي تتكون منها مختلف أوجه الحياة الحضارية أي‬
‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ .‬فإذا كان التطور االقتصادي الذي شهدته المجتمعات األوروبية قد نقلها من مرحلة‬
‫االقتصاد اإلقطاعي إلى مرحلة الرأسمالية التجارية على نحو ما وقفنا عليه لدى التجاريين ‪ ،‬فإن الرأسمالية لم تتوقف‬
‫عند هذا الوضع ‪ ،‬بل تطورت حتى وصلت في حوالي منتصف القرن الثامن عشر إلى أن تأخذ طابعا صناعيا وذلك بفضل‬
‫‪ .‬الثورة الصناعيةالتى شهدها العالم ما بين نهاية قرن ‪ 18‬وبداية القرن ‪19‬‬
‫‪:‬انطالقا من هنا يمكننا طرح اإلشكالية التالية و التي تفيدنا في تعميق البحث وفق ما يلي‬
‫أ‪.‬ماهية المدرسة الكالسيكية في التسيير ؟‬
‫ب‪.‬ما هي خطوات هذه المدرسة ؟‬
‫ج‪ .‬المدرسة الكالسيكية‬
‫إن مفهوم الكالسيكية له عدة مفاهيم تطورت بتطور العامل البشري ولهذا فإننا حاولنا أن نعطي أهم المفاهيم التي عرفتها‬
‫‪.‬المدرسة مع تزامن تطورها‬
‫‪:‬تعريفها‪1.‬‬
‫إذ يخطئ الكثيرون باعتقادهم أن معنى الكلمة )‪ (CLASSIQUE‬بدايةً البد لنا أن نعرف معنى كلمة كالسيكية‬
‫هو( الشيء التقليدي أو القديم ) ‪ .‬لكن في الواقع أن معنى كالسيكي هو الطراز األول أو المثالي أو النموذجي أو الممتاز‬
‫وهي كلمة يونانية األصل و المدرسة الكالسيكية ظهرت في القرن الثامن عشر‪،‬إذ أثمرت مجهوداتهم وآلت إلى قيام‬
‫مدرسة اقتصادية عريقة تعرف تحت اسم المدرسة الكالسيكية في بريطانيا وعاشت حوالي مئة عام‪ ،‬حيث أعترف لها‬
‫بالسبق في معالجة القضايا االقتصادية ترقي إلى درجة الكمال واليقين‪.‬وتميزت المدرسة الكالسيكية بالبعد عن الدوافع‬
‫الشخصية واألخالقية وباالعتماد على أدوات التحليل المنطقي وباتجاهاتها الموضوعية في التحليل‪.‬وبهذا أعطت االقتصاد‬
‫[صفته العلمية الحديثة التي عرف بها منذ ذلك الحين‪1[ ‬‬
‫‪:‬نشأتها‪2.‬‬
‫ظهرت المدرسة الكالسيكية والتي تمثل الرافد االول من الفكر االداري في اواخر القرن الثامن عشر‪ ,‬وتعتبر نتاج التفاعل‬
‫‪ :‬بين عدة تيارات كانت سائدة خالل هذه الفترة وفيما يلي أهم المراحل التاريخية التي مرت بها المدرسة‬
‫‪:‬مرحلة ظهور الثورة الصناعية‪ :‬أبرز ما تميزت به هذه الفترة تبرزه من خالل النقاط التالية *‬
‫‪.‬التوسع في استخدام اآلالت وإحاللها محل العمال) ‪1‬‬
‫احمد صقر‪ ،‬تاريخ النظرية االقتصادية ‪ ،‬ليبا طبعة ‪ 7، 2000‬ص‪[1[  ‬‬
‫‪.‬ظهور مبدأ التخصص والتقسيم العملي للعمل )‪2‬‬
‫‪.‬تجمع عدد كبير من العمال في مكان العمل وهو المصنع )‪3‬‬
‫‪.‬إنشاء المصانع الكبرى التي تستوعب اآلالت الجديدة والطاقة العاملة )‪4‬‬
‫مرحلة الثانية ظهور حركة اإلدارة ‪ :‬كان من أبرز مهندسي هذه المرحلة المهندس األمريكي فريدرك تايلور بعرضه *‬
‫لفكرة التقسيم المنهجي للعمل والمبادئ األربعة لإلدارة إلى جانبه ”فرنك جلبرت” و”وهنري جانت” و ‘هنري فايول”‬
‫‪.‬و”ماكس ويبر” من خالل بعض اإلضافات إلى أفكار تايلور حيث كانت البوادر االولي لميالد المدرسة الكالسيكية‬
‫مرحلة نمو المنظمات العمالية والوعي القومي ‪ :‬كان ظهور ونمو النقابات والمنظمات العالمية نتيجة حتمية للرد على*‬
‫ممارسات اإلدارة وبدا االنسان يتخلي عن افكار العشوائية في تسيير االدارى وكان تأثره لمبادئ تايلور وبذور االولي في‬
‫ظهور الكالسيكية؛‬
‫هناك العديد من األسباب تفسر االهتمام المتزايد نشاة الكالسيكية كوظيفة إدارية متخصصة وكفرع من فروع علم اإلدارة‬
‫‪:‬وتحملها فيها فيما يلي‬
‫التوسع الصناعي الذي تم في العصر الحديث حيث ساهم في ظهور اشياء جديدة لم يعرفها االنسان من قبل *‬
‫[ زيادة التدخل الحكومي في عالقات العمل بين العمال ورجال األعمال عن طريق إصدار القوانين‪* 2[.‬‬
‫‪.‬المهدي الطاهر ‪ ،‬مبادئ إدارة الحديثة ‪ ،‬دار الثقافة ونشر‪ ‬عمان طبعة‪24 ،2002 ‬ص‪[2] ‬‬
‫‪:‬مفهوم اإلدارة في ظلها ‪3.‬‬
‫من مواليد الواليات المتحدة األمريكية مارس ‪ 1856‬عمل في أحد مصانع ‪ Fredrick Taylor‬عرفها فريدريك تايلور‬
‫الحديد في والية فيالدلفيا مهندسا‪ ،‬وأثناء عمله الحظ انخفاض اإلنتاجية وضياع الوقت والجهد والمواد دون تحقيق فائدة‬
‫إنتاجية‪ ،‬وسرعان ما قام بإجراء التجارب الميدانية من أجل زيادة الكفاءة اإلنتاجية‪ ،‬ونشر تجاربه بعد ذلك في كتابه‬
‫المعروف بمبادئ اإلدارة العلمية عام ‪ 1911‬هو أبو اإلدارة العلمية‬

‫العولمة الحديثة والقرن الحالي‪(Read more)  ‬‬

‫[ اإلدارة هي المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال أن يعملوه ثم التأكد من أنهم يقومون بعمله بأحسن طريقة وأرخصها [‪3‬‬
‫فرنسي األصل‪ ،‬عمل مديراً تنفيذيا ً لشركة صناعية صغيرة في ‪ (Henry Fayol) (1841-1925) ،‬أما هنري فايول‬
‫فرنسا‪ ،‬ومن خاللها نال خبرته العملية التي قادته إلى النجاح في مجال اإلدارة الصناعية‪ ،‬وعمل على تطوير منهجية‬
‫‪.‬النظرية اإلدارية‪ ،‬ووثق ذلك في كتابه المشهور اإلدارة العامة والصناعية عام ‪1916‬م‬
‫الذي يعتبر بحق األب الحقيقي لإلدارة الحديثة فيعرفها قائالً أن تقوم اإلدارة معناه أن تتنبأ وأن تخطط وأن تنظم وأن‬
‫[تصدر األوامر وأن تنسق وأن تراقب[‪4‬‬
‫(‪ 21‬أبريل ‪ 14 – 1864‬جوان )‪: Maximilian Carl Emil Weber‬باأللمانية( أما ماكسيميليان كارل إميل ويبر‬
‫‪ )1920‬كان عال ًما ألمانيًا في االقتصاد والسياسة‪ ،‬وأحد مؤسسي علم االجتماع الحديث ودراسة اإلدارة العامة في‬
‫مؤسسات الدولة‪ ،‬وهو من أتى بتعريف البيروقراطية‪ ،‬وعمله األكثر شهرة هو كتاب “األخالق البروتستانتية وروح‬
‫الرأسمالية” حيث أن هذا أهم أعماله المؤسسة في علم االجتماع الديني وأشار فيه إلى أن الدين هو عامل غير حصري‬
‫في تطور الثقافة في المجتمعات الغربية والشرقية‪ ،‬وفي عمله الشهير أيضا “السياسة كمهنة” عرف الدولة‪ :‬بأنها الكيان‬
‫‪.‬الذي يحتكر االستعمال الشرعي للقوة الطبيعية‪ ,‬وأصبح هذا التعريف محوريا في دراسة علم السياسة‬
‫محمد قاسم القريوتي ‪ ،‬اإلدارة و المهارات ‪ ،‬المكتبة األكاديمية طبعة ‪16 ،1998‬ص‪]3[ ‬‬
‫‪                                               ‬محمد قاسم القريوتي ‪ ،‬نفس المرجع السابق‪19 ،‬ص‬
‫‪.‬درس فيبر جميع األديان وكان يرى أن األخالق البروستنتانتية أخالق مثالية ومنها استقى النمودج المثالي للبيروقراطية‬
‫[فقد عرفا اإلدارة بأنها ‪ :‬وظيفة تنفيذ المهمات عن طريق اآلخرين ومعهم [‪5‬‬
‫‪ :‬اهم تعاريف الموجودة لالدارة‬
‫التعريف األول‪ ” :‬عملية ذهنية وسلوكية تسعى إلى اإلستخدام األمثل للموارد البشرية والمادية لبلوغ أهداف المنظمة‬
‫“ والعاملين بها بأقل تكلفة وأعلى جودة‬
‫التعريف الثاني‪ ” :‬هي االستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية والمادية والمالية والمعلومات واألفكار والوقت من‬
‫[ خالل العمليات اإلدارية المتمثلة في التخطيط‪ ،‬والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق األهداف “[‪6‬‬
‫‪:‬هذا ويقصد بـالموارد‬
‫‪.‬الموارد البشرية‪ :‬األفراد الذين يعملون في المنظمة –‬
‫‪..‬الموارد المادية‪ :‬كل ما يوجد في المنظمة من مباني وأجهزة وآالت –‬
‫‪.‬الموارد المالية‪ :‬كل المبالغ من المال التي تستخدم لتسيير األعمال الجارية واالستثمارات الطويلة األجل –‬
‫‪.‬المعلومات واألفكار‪ :‬تشمل األرقام والحقائق والقوانين واألنظمة –‬
‫‪.‬الوقت‪ :‬الزمن المتاح إلنجاز العمل –‬
‫‪                                                       ‬محمد قاسم القريوتي ‪ ،‬نفس المرجع السابق‪23 ،‬ص ‪5- ‬‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 13 ،2004‬ص ‪6-‬‬
‫د‪ .‬نظريات واهم رواد المدرسة الكالسيكية‬
‫إن االهتمام بإدارة في جميع االقتصاديات بصفة عامة؛ برزت أفكار المدرسة الكالسيكية فقد أصبحت اإلدارة األساسية‬
‫‪.‬بالنسبة ألي تنظيم وعرفت نمو أفكار المدرسة بالتسلسل وفق ظهورها‬
‫‪:‬نظرية اإلدارة العلمية فردريك تايلور‪1.‬‬
‫يعتبر فردريك تايلور المؤسس األول لحركة اإلدارة العلمية ‪ ،‬و يهمنا في حياة العالم فرديك تايلور العملية أن كان في‬
‫البداية عامال في مصنع ‪ ،‬ثم تدرج في السلم الوظيفي حتى أصبح مهندسا ‪ ،‬ثم أصبح على قمة الهرم الوظيفي‬
‫لالستشاريين من المهندسين في احد المصانع األمريكية ن وكان حجر األساس في مبادئ تايلور العلمية هو تحقيق أقصى‬
‫‪ .‬كفاية إنتاجية لألفراد واآلالت المستخدمة في اإلنتاج من خالل ما يعرف بدراسة الزمن والحركة‬
‫‪:‬ويحدد تايلور مبادئه في اإلدارة العلمية على النحو التالي‬
‫أ‌‪ -‬إحالل األسلوب العلمي في تحديد العناصر الوظيفية بدال من أسلوب الحدس و التقدير‪ ،‬وذلك من خالل تعريف طبيعة‬
‫العمل تعريفا دقيقا ‪ ،‬واختبار أفضل طرق األداء ‪ ،‬وأهم الشروط للعمل من حيث المستوى ‪ ،‬والمدة الزمنية المطلوبة‬
‫‪.‬لتحقيقه‬
‫‪.‬ب – إحالل األسلوب العلمي في اختيار وتدريب األفراد لتحسين الكفاءة اإلنتاجية‬
‫‪.‬ج – تحقيق التعاون بين اإلدارة والعاملين من اجل تحقيق األهداف‬
‫‪.‬د ‪-‬تحديد المسئولية بين المديرين والعمال ‪ ،‬بحيث تتولى اإلدارة التخطيط والتنظيم ‪ ،‬ويتولى العمال التنفيذ‬
‫‪.‬هـ – ربط تأدية أو نجاح الفرد في عمله باألجر أو المكافآت لرفع الكفاءة اإلنتاجية‬
‫و – إحكام اإلشراف والرقابة على العاملين في المستوى األدنى ألنهم يفتقدون المقدرة والمسئولية في القدرة على‬
‫التوجيه الذاتي‪]7[ .‬‬
‫أن هذا األسلوب العلمي الذي جاء به تايلور في مجال اإلدارة كان له بعض الجوانب السلبية‪ ,‬فإصرار المنظمات على‬
‫األخذ بأصول اإلدارة العلمية حرصا ً على تحقيق أهداف المنظمة وزيادة اإلنتاج واألرباح سنوياً‪ ,‬جاء على حساب‬
‫تضحيات من جانب العنصر البشري الذي كان عليه أن ينتظم في خط اإلنتاج تماما ً كاآللة‪ ,‬تحسب عليه حركاته‪ ,‬ويعمل‬
‫وفقا ً لخطوات روتينية متكررة تبعث على السأم والملل‪ ,‬وتقتل المبادأة واالبتكار والطموح‪ ,‬وقد أدى ذلك إلى مقاومة‬
‫العمال لهذا األسلوب‪ ,‬فقد تبينوا أنهم مجرد آالت وأن الهدف األساسي لإلدارة العلمية هو زيادة اإلنتاج على حسابهم‪,‬‬
‫فعارضوا تطبيقها‪ ,‬ودخلت النقابات العمالية‪ ,‬وأخيراً تدخلت الحكومة األمريكية لمنع تطبيق مبادئ اإلدارة العلمية في‬
‫‪.‬الترسانة الحكومية وغيرها من المصالح‬

‫اليقظة اإلستراتيجية كعامل للتغيير في المؤسسة‪(Read more)  ‬‬

‫والواقع أن اهتمام تايلور بتحقيق كفاية اإلنتاج واالقتصاد عن طريقة دراسة الوقت والحركة كان دعوة للتركيز كلية على‬
‫المشروع‪ ,‬ولجذب االنتباه إلى زيادة اإلنتاج‪ ,‬لدرجة أن دراسة اإلدارة اقتصرت إلى حين على دراسة ترشيد إدارة‬
‫المصنع‪ ,‬بينما أهملت االعتبارات المتصلة بالجوانب االجتماعية واإلنسانية للعاملين فيه‪]8[ .‬‬
‫ونلخص من هذا العرض لنظرية اإلدارة العلمية أنها بهذا الشكل تندمج تحت طائفة النظريات الكالسيكية المثالية التي‬
‫تصف مايجب أن يكون‪ ,‬وأنها ركزت على عنصر واحد من عناصر التنظيم وهو العمل ‪ ,‬وأهملت اإلنسان والعالقات‬
‫اإلنسانية داخل التنظيم‪ ,‬كما أنها لم تكن نعنى سوى العمل اإلنتاجي على مستوى المصنع‪ ,‬ولم تعط االهتمام الكافي لحقيقة‬
‫‪.‬التفاعل والتبادل بين التنظيم‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 23، 2004‬ص]‪[7‬‬
‫المهدى الطاهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االعمال ليبيا طبعة ‪ 13، 2002‬ص‪[8] ‬‬
‫‪:‬نظرية شمولية اإلدارة أو اإلدارة الوظيفية هنري فايول‪2.‬‬
‫إن أهم ما يميز كتابات هذه النظرية هو سعيها للوصول إلى مبادئ إدارية نظرية لتكون أساسا ً لعمليات التنظيم والتصميم‬
‫اإلداري وقد جاء دعاة هذه النظرية من بلدان مختلفة‪ ,‬حيث إن هنري فايول فرنسي‪ ,‬وليندال أرويك بريطاني‪ ,‬أما لوثر‬
‫جيوليك وموني ورايلي فهم أمريكيون والذي جمعهم في مدرسة واحدة أنهم كانوا معنيين بالوصول إلى المبادئ اإلدارية‬
‫التي تحكم التنظيم في البيئات المختلفة‪ ,‬وذلك فإن أفكار هذه النظرية كانت أكثر عمقا ً وتجريداً من نظرية اإلدارة العلمية‬
‫واسترشد كتابها بالتنظيمات الصناعية العسكرية وغيرها للوصول إلى هذه المبادئ التي اعتبروها أساسا ً إليجاد علم‬
‫‪.‬إداري‬
‫لقد تميز هنري فايول عن فريدريك تايلور رغم أنه كان هو اآلخر مهندسا ً ‪ ,‬بأنه كان من بين الكتاب األوائل الذين حاولوا‬
‫تطوير نظرية عامة لإلدارة ألنه كان يشغل منصبا ً إداريا‪ ,‬بينما كان تايلور يعمل في خط اإلنتاج‪ ,‬ومن ثم اهتم فايول‬
‫‪.‬بوظائف اإلدارة على المستويات المختلفة‪ ,‬وحاول يطور نظاما ً فكريا ً إداريا ً يمكن تعليمه ودراسته‬
‫وقد كتب فايول كأحد العاملين باإلدارة‪ ,‬ومن هنا قدم خبراته الطويلة ومالحظاته المهمة التي أسهمت في تحديد أسس‬
‫اإلدارة‪ ,‬ولعل أهمية كتاباته في الفكر اإلداري الحديث تكمن في تحليالته العميقة للنشاط اإلداري‪ ,‬وفي إيمانه القوي‬
‫بوجود مبادئ لإلدارة تتميز بعموميتها‪ ,‬ووجوب تدريسها‪ .‬فلقد اهتم فايول باإلدارة في قطاع األعمال‪ ,‬ولما كانت األصول‬
‫العامة لإلدارة يمكن أن تسرى في ميداني اإلدارة العامة وإدارة األعمال‪ ,‬ونظراً للحقائق المهمة التي أبرزها فإننا نقدم‬
‫‪.‬ملخصا ً آلرائه التي اثرث الفكر اإلداري‬
‫‪ :‬لقد وجد فايول أن النشاط في إدارة األعمال يمكن أن يقسم إلى سنة مجموعات رئيسة‪ , ,‬وهي على النحو التالي‬
‫‪.‬النشاطات الفنية ( اإلنتاج والتصنيع)‪1-‬‬
‫‪.‬النشاطات التجارية ( المشتريات‪ ,‬المبيعات والتبادل) ‪2-‬‬
‫‪.‬النشاطات التمويلية ( الموارد المالية ‪ ,‬االستثمارات والمصروفات) ‪3-‬‬
‫‪.‬النشاطات األمنية ( الممتلكات واألشخاص) ‪4-‬‬
‫‪).‬النشاطات المحاسبية تقدير التكاليف واإلحصاءات ‪5-‬‬
‫‪.‬النشاطات اإلدارية ( التخطيط‪ ,‬التنظيم والتوجيه‪ ,‬التنسيق والرقابة) ‪6-‬‬
‫وقد بين فايول أن هذه المهام تتواجد في كل منظمة مهما كان حجمها‪ .‬كما أكد على أهمية النشاطات اإلدارية بالنسبة‬
‫‪.‬للوظائف العليا‪ ,‬فإذا استطاع اإلداري القيام بهذه المهام اإلدارية فإن قيادته ستكون ناجحة وفعالة‬
‫‪:‬ولقد تضمن مؤلف فايول موضوعات تعالج النواحي التالية‬
‫‪.‬صفات اإلداريين وتدريبهم )‪1‬‬
‫‪.‬األسس العامة لإلدارة )‪2‬‬
‫وظائف اإلدارة‪3) ]9[ .‬‬
‫‪:‬النظرية البيروقراطية ماكس ويبر‪3.‬‬
‫عتبر نظرية البيروقراطية كما وصفها ماكس ويبر هي البداية لنظرية التنظيم العلمية‪ ,‬وقد هدف فيبر من نظريته عن‬
‫‪.‬البيروقراطية إلى وصف الجهاز اإلداري للتنظيمات وكيف يؤثر على األداء والسلوك التنظيمي‬
‫ويعتبر مفهوم البيروقراطية من المفاهيم الغامضة نسبيا ً لما تتضمنه من معان متعددة‪ ,‬وفق الهدف من استعماله‪ ,‬وذلك‬
‫بمعنى حكم‪ ,‬والكلمة ‪ Cracy‬بمعنى مكتب و ‪ Bureau‬يتكون من كلمتين )‪ (Bureaucracy‬أن مصطلح البيروقراطية‬
‫في مجموعها تعني سلطة المكتب أو حكم المكتب‪ ,‬وبعبارة أخرى فإن البيروقراطية تعني أسلوب ممارسة العمل اإلداري‬
‫تعني ‪ Bureaucrats‬من خالل التنظيم المكتبي الذي يكتسب سلطته من خالل هذا التنظيم‪ ,‬ومن جهة أخرى‪ ,‬فإن كلمة‬
‫‪.‬الموظفين المكتبيين‪ ,‬أي الذين يعملون في الوظائف المكتبية واإلدارية في المكاتب الحكومية‬
‫‪.‬احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 26، 2004‬ص]‪[9‬‬
‫‪:‬وتتعدد معاني المفهوم في االستعماالت التي شاع فيها‪ ,‬فعلى سبيل المثال‬
‫‪.‬قد تعني البيروقراطية تنظيما إداريا ضخما ً يتسم بخصائص ومميزات معينة ‪1-‬‬
‫وقد تعني مجموعه اإلجراءات التي يجب إتباعها في مباشرة العمل الحكومي بصورة عامة داخل المكاتب أو التنظيمات ‪2-‬‬
‫‪.‬اإلدارية‬

‫كتاب ادارة األداء‪ :‬منظور التميز المؤسسي‪(Read more)  ‬‬

‫‪.‬وقد تستعمل البيروقراطية السلطة التي يمارسها الموظف العام‪ ,‬أو التنظيم اإلداري الحكومي ‪3-‬‬
‫الذي يمارسه الموظفون العموميون في إطار النظام السياسي وذلك لتنفيذ )‪ ( Role‬وقد تعني البيروقراطية الدور ‪4-‬‬
‫‪.‬السياسة العامة في الدولة‬
‫يمكن النظر إلى البيروقراطية من خالل خصائص بناء التنظيم على أساس أنها مرادفة لمفهوم بناء السلطة الهرمية ‪5-‬‬
‫‪.‬في التنظيم اإلداري والذي يتحقق فيه تقسيم واضح للعمل )‪( Hierarchical‬‬
‫واإلجراءات المحددة )‪ (Rules‬هناك اتجاه يقول بأن البيروقراطية نمط معين من السلوك الذي يعتمد على القواعد ‪6-‬‬
‫‪.‬سلفا ً‬
‫قد تتحدد فكرة البيروقراطية على أساس أنها تعني ذلك التنظيم الذي يحقق أكبر قدر من الكفاية في اإلدارة وفي تحديد ‪7-‬‬
‫‪.‬الوسائل التي تحكم التنظيم االجتماعي بدقة‬
‫ً‬
‫قد يعني مفهوم البيروقراطجية معنى آخر يتسم بالسلبية حيث تعتبر البيروقراطية مصدرا للروتين وتعقيد اإلجراءات ‪8-‬‬
‫وصعوبة التعامل مع الجماهير‪]10[ .‬‬
‫‪.‬محمد قاسم القريوتي‪ ،‬مبادئ االدارة الحديثة عمان طبعة ‪ 35، 2005‬ص‪ [10] ‬‬
‫ه‪ .‬مساهمات المدرسة الكالسيكية في التسيير‬
‫‪:‬يمكن حصر أهم المساهمات من خالل تسلسل النظريات‬
‫مساهمات فردريك تايلور‪:‬أرسى قواعد حركة اإلدارة العلمية‪ ،‬فهو الذي حدد المبادئ التي يقوم عليها‪ ،‬وهو الذي أعلن‬
‫األهداف الحقيقية التي تسعى إليها وهي زيادة اإلنتاج وإحالل السالم والتفاهم محل الخصام والتطاحن بين اإلدارة‬
‫والعمال‪ ،‬وإقناع الطرفين بأن الذي يحكم العالقة بينهما مصالح مشتركة وليست مصالح متضاربة ال يمكن التوفيق بينها‪.‬ـ‬
‫‪:‬وكانت المساهمة األساسية لتايلور في إرساء المبادئ األساسية لإلدارة العلمية هي‬
‫ـ إحالل الطرق العلمية محل الطرق البدائية في العمل‪1‬‬
‫‪.‬ـ االختبار العلمي للعمال وتدريبهم على أساس علمي‪2‬‬
‫‪.‬ـ تعاون كل من اإلدارة والعمال طبقا للطريقة العلمية‪3‬‬
‫‪.‬ـ تقسيم عادل للمسؤولين بين المديرين والعمال مع قيام المديرين بتخطيط وتنظيم العمل‪ ،‬وقيام العمل بالتنفيذ‪4‬‬
‫‪:‬مساهمات هنري فايول ‪ :‬في تكوين نظرية اإلدارة؛ تتركز هذه المساهمات في اآلتي‬
‫‪:‬أـ تقسيم أوجه النشاط التي تقوم بها المشروعات الصناعية إلى‬
‫ا‪ -‬فنية كاإلنتاج‪.‬ـ تجارية كالشراء ـ البيع ـ المبادلة مالية كالحصول على رأس المال‪ ،‬االستخدام األمثل له تأمينية كحماية‬
‫‪ .‬األفراد والممتلكات محاسبية كالتكاليف واإلحصاءات إدارية كالتخطيط ـ التنظيم ـ التوجيه ـ التنسيق ـ الرقابة‬
‫ب ـ تقديم مبادئ عامة لإلدارة تتصف بالمرونة ولكنها ليست مطلقه‪ ،‬ويجب أن تستخدم في ضوء الظروف المتغيرة‬
‫والخاصة بكل مشروع‪ ،‬ومن أهم هذه المبادئ التخصص‪ ،‬وحدة األمر‪ ،‬السلطة والمسؤولية‪ ،‬االلتزام بالقواعد‪ ،‬المركزية‪،‬‬
‫‪ .‬تسلسل القيادة‪ ،‬العدالة‪ ،‬العمل بروح الفريق‪ ،‬خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة‬
‫‪:‬مساهمات ماكس ويبر‪ :‬ومن أهم المبادئ التي قدمها ويبر ما يلي‬
‫أـ تدرج السلطة‪ :‬ويقصد به ضرورة االلتزام بالخط الرسمي للسلطة حيث يجب أن تنساب السلطة من أعلى إلى أسفل‪،‬‬
‫‪.‬ويكون محل فرد مسؤوالً أمام رئيسه عن تصرفات وقرارات مرؤوسيه‬
‫‪.‬ب ـ وجود معايير رشيدة للتوظف‬
‫ج ـ ارتفاع درجة الرسمية‪ :‬ويشير هذا المبدأ إلى وجود قواعد محددة وثابتة مكتوبة توجه العمل وتحكم عملية اتخاذ‬
‫‪.‬القرارات في المنظمة‬
‫د ـ وجود سجالت رسمية ونظام معلومات مركزي في زيادة درجة توثيق البيانات والمستندات مما يعطي صورة محددة‬
‫‪.‬ودقيقة عن المنظمة‬
‫تقييم المدخل الكالسيكي‪:‬مما سبق نجد أن المدرسة الكالسيكية بصفة عامة قدمت عدة إسهامات إيجابية ال زالت سارية‬
‫حتى اآلن‪ ،‬واالتجاه نحو االعتماد على األسلوب العلمي بدالً من الطرق العشوائية سواء في تصميم العمل أو اختيار‬
‫العاملين أو في التدريب‪.‬ـ ولكن يؤخذ على هذه المدرسة انخفاض اهتمام روادها بالعنصر اإلنساني والتركيز على كيفية‬
‫تحسين اإلنتاج فقط‪ ،‬األمر الذي أثار العديد من المشاكل في بدايات القرن العشرين بين العمال وأصحاب العمل وكذلك‬
‫افتراض أن المنظمة واألداء اإلداري بها يمثل نظا ًما مغلقًا ال يتأثر بالعوامل الخارجية‪ ،‬وكذلك افتراض وجود وظائف‬
‫إدارية ومبادئ لها صفة العمومية مهمالً أثر ‪]11[.‬‬
‫‪.‬المهدى الطاهر‪ ،‬مبادئ إدارة األعمال ليبيا طبعة ‪ 27، 2002‬ص‪[11] ‬‬
‫و‪.‬الخاتمة‬
‫إن تطور الفكر االقتصادي مر بعدة مراحل وفي كل مرحلة نجد ظهور مدرسة اقتصادية أثرى روادها الفكر االقتصادي‬
‫وقاموا بنقد المدرسة التي قبلهم والن كل مدرسة ظهرت في زمن وبيئة معينة واهتمامات مختلفة أي كل مدرسة استمدت‬
‫أفكارها ونظرياتها في وضع االقتصاد التي ظهرت في فترته ومن بين هذه المدارس نجد المدرسة الكالسيكية والتي‬
‫‪.‬عرفنا أفكارها ونشأتها ومساهماتها التي أدت إلى بروز مدارس أخرى‬
‫ز‪.‬البيبليوغرافية‬
‫‪.‬مبادئ إدارة األعمال”‪ ،‬الدكتور المهدي الطاهر دار النشر ليبيا طبعة ‪“2002‬‬
‫‪.‬مبادئ اإلدارة الحديثة “‪ ،‬محمد قاسم القريوتي‪ ،‬عمان طبعة ‪“2005‬‬
‫‪.‬تاريخ النظرية االقتصادية”‪ ،‬الدكتور احمد صقر‪ ،‬اإلسكندرية طبعة ‪“2005‬‬
‫اإلدارة والمهارات”‪ ،‬دكتور احمد ماهر‪ ،‬مكتبة األكاديمية طبعة ‪“1998‬‬

You might also like