You are on page 1of 51

‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫المحاضرة األولى‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تقوم النقود بدور كبير في حياة الشعوب حيث يتم في كل صباح تبادل عدد كبير قد يصل إلى المليارات من‬
‫العمالت المختلفة إما لشراء سلع أو خدمات أو أهداف استثمارية أخرى واكتسبت النقود أهمية كبرى في‬
‫العصر الحديث الحالي وذلك للتغير السريع في مجال االتصاالت و آلية صرف‪ 1‬النقود في مختلف دول العالم‬
‫وليس من المستغرب أن نجد الفرد في اليابان يتابع أخبار سعر صرف الدوالر مثالً أو نجد أن الفرد االنجليزي‪1‬‬
‫يحزن النخفاض سعر المارك األلماني مثالً فإن انخفاض سعر عملة ماء يوثر ليس فقط على عملت هذه الدولة‬
‫بل على دول غيرها سواء كان ذالك التأثير سلبيا ً أو ايجابيا ً وهذا الموضوع‪ 1‬و العديد من المواضيع‪ 1‬األخر هو‬
‫ما سنلقي عليه الضوء في هذه المادة مثل التضخم ‪ ،‬البطالة ‪ ،‬معدل سعر الفائدة ‪ ،‬عجز الميزانية ‪،‬البنوك‬
‫التجارية‪ ،‬البنك المركزي‪ ، 1‬األسواق‪ 1‬المالية‪.‬‬

‫أوال‪ ً:‬نشأة النقود ‪:‬‬


‫لقد عرف االنسان النقود و تعامل بها منذ القدم السيما عندما تعددت حاجاته وتعددت رغباته ‪ ،‬ولقد أخذت‬
‫النقود عند االنسان اشكاالً عدة منها القماش و الحبوب والحيوانات‪ 1‬وجلودها وغيرها واستخدمها‪ 1‬كنقودعن‬
‫طريق التبادل ( المقايضة )‪.‬يعتبر تبادل السلع والخدمات من أهم النشاطات‪ 1‬االقتصادية ألي مجتمع وسواء كان‬
‫هذا التبادل يتم بصورة مباشرة بحيث يتم تبادل الزائد من المنتجات عن االستهالك الشباع الحاجات وقد كانت‬
‫المقايضة هي الوسيلة األولي للتبادل وذالك قبل اختراع النقود ولكن لوجود عيوب في المقايضة ظهر لدينا نضم‬
‫جديدة للتبادل تعتمد على النقود ‪.‬‬

‫‪ -1‬لماذا يتبادل الناس ؟‬


‫(‪ )1‬بسبب قانون تناقص المنفعة الحدية ‪ ،‬ذلك ان توفر سلعة ما بكمية كبيرة يؤدي إلى انخفاض المنفعة التي نحصل‬
‫عليها مقارنة بالسلع التي تقل لدينا او تكون نادرة ‪ .‬وعملية التبادل تعود بالمصلحة علي كافة االطراف في‬
‫عملية التبادل‪.‬‬
‫(‪ )2‬كما ان التبادل له منفعه تكمن في التخصص وتقسيم العمل ‪ ،‬األمر الذي يرفع مستوى الكفاءة االنتاجية لدى‬
‫االفراد عند تخصصهم في انتاج سلعة معينه والعمل على توفير السلع االخرى التي يحتاجون إليها من فئات‬
‫اخرى من المجتمع ‪.‬‬
‫تعريف المقايضة ‪:‬‬
‫‪ ‬هو تبادل السلع بين األفراد بصورة مباشرة وبدون استخدام النقود وذلك كاستجابة للتطور‪ 1‬في انتاج‬
‫اإلنسان و التخصص وتقسيم العمل وذلك الستيعاب الكميات اإلضافية من اإلنتاج التي ظهرت بسبب‬
‫التخصص وتقسيم‪ 1‬العمل‪.‬‬
‫عيوب نظام المقايضة ‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم وجود وحده قياسية‪ :‬ألنها تتم وفق‪ 1‬الظروف الشخصية بين المتبادلين وبطريقة غير موضوعية ‪.‬‬
‫‪ -2‬صعوبة حصول توافق لرغبات المتبادلين بحيث تعتمد على حاجة المتبادلين ورضاهم‬
‫‪ -3‬تدني كفاءة تخصيص الموارد بحيث تتجه الموارد المتاحة الستخدامات‪ 1‬ال تحقق القدر األكبر من‬
‫الرفاهية‬
‫‪ -4‬تدني كفاءة االدخار واالستثمار ألنها تحتفظ بالمورد‪ 1‬نفسه وليس بقيمته فقط وبالتالي‪ 1‬تتعطل تلك الموارد‬
‫على المشاركة في اإلنتاج‪. .‬‬

‫‪1‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫عدم وجود مستودع‪ 1‬للقيمة الشرائية الن قيمتها‪ 1‬ستغير وتتلف أو ينصرف الناس عن استهالكها‪ 1‬وبالتالي‪1‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تتأثر قيمتها‪.‬‬
‫التكاليف الباهظة لجمع المعلومات لكي يتم التبادل بصورة اقتصادية متميزة بالكفاية فإن المقايضة‬ ‫‪-6‬‬
‫تجعل جمع المعلومات مكلف‪.‬‬

‫أول أنواع التبادل في المجتمعات القديمة هو ما يسمى بالمقايضة‪ ،‬أي استبدال السلع مقابل سلع أخرى وله‬
‫صورتان هما ‪:‬‬
‫‪ .1‬صورة التبادل المباشرة حيث يجري‪ 1‬التبادل بغرض االستهالك‪ 1‬النهائي للسلع التي يتم تبادلها ‪.‬‬
‫‪ .2‬التبادل غير مباشر حيث يتم قبول بعض السلع المعينة في التبادل ليس بغرض استهالكها ولكن‬
‫لمبادلتها‪ 1‬فيما بعد بسلع استهالكية‬
‫‪ ،‬وكلما استخدمت السلعة المعينة في التبادل على نطاق أوسع قبلها الناس بثقة أكبر وكلما قبلها الناس‬
‫بثقة أكبر زاد استخدامها في التبادل‪ .‬وذلك ما يسمى بالنقود‪.‬‬

‫هنالك مجموعة من المواصفات األساسية التي يجب توفرها‪ 1‬في النقود السلعية وهي‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫سهولة التأكد منها ‪ ،‬حيث تكون قابلة للفحص والتأكد‪ 1‬من نوعيتها بسهولة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تكون ذات نفع في حد ذاتها ‪ ،‬فالسلعة البد أن تكون سلعة قابلة لالستهالك عند الحاجه‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫قابلة للنقل بسهولة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫قابلة للتقسيم‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تكون معمرة غير معرضة للتلف لفترة يمكن من خاللها القيام بوظائفها‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف النقود‪:‬‬


‫ال يوجد تعريف واحد لكلمة النقود الن تعريفها مرتبط بأنواع ونظراً‪ 1‬لوجود ثالثة أنواع للنقود نجد هنالك أيضا‬
‫أكثر من تعريف وسنتعرض للتعريفات المختلفة التي وردت للنقود‪.‬‬
‫أوالً ‪:‬التعريف النظري‬
‫‪ -1‬النقود أي شي يلقى قبوال ً عاما ً كـوسيط‪ 1‬للتبادل وتستخدم في نفس الوقت مقياسا ً للقيمة ومستودعا ً لها‬
‫بحيث ( تتوفر له صفة القبول ويتمتع كذالك بالندرة النسبية )‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ - 2‬النقود هي أداة للتداول في حرية من حائز إلى حائز آخر داخل المجتمع االقتصادي سدادا لقيمة السلع‬
‫أو سداداً للديون أو غيرها من االلتزامات‪. .‬‬
‫‪ -3‬هي الوسيلة التي تلقى قبوال عاما في التداول و تستخدم وسيطا‪ 1‬للتبادل و مقياسا للقيمة و مستودعا لها‬
‫كما تستخدم‪ 1‬وسيلة للمدفوعات االجلة ‪.‬‬
‫‪ -4‬النقود هي كل ما تفعله النقود ‪.‬‬

‫اي كان التعريف الذي استخدمناه للنقود فالبد ان تتوفر بها الخصائص االتية ‪:‬‬
‫‪ -1‬العمومية‬
‫‪ -2‬سهولة التعرف على وحداتها ‪.‬‬
‫‪ -3‬قابليتها‪ 1‬للدوام‪.‬‬
‫‪ -4‬الثبات النسبي خالل الزمن ‪.‬‬
‫‪ -5‬الندرة النسبية ‪.‬‬
‫‪ -6‬قابليتها‪ 1‬للتجزئة ‪.‬‬
‫‪ -7‬سهولة حملها ‪.‬‬
‫‪ -7‬امكانية تخزينها ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫وظائف النقود‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬النقود بمختلف أنواعها سواء كانت جلود أو ذهب أو فضه لها ثالث وظائف‪ 1‬أساسية مرتبطة ببعضها‬
‫والبد أن تقوم بهذه الوظائف‪ 1‬الثالثة مجتمعة وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ .1‬النقود وسيط للتبادل‬
‫في ظل ظهور النقود أصبح األفراد يستخدمون‪ 1‬النقود كوسيط‪ 1‬إلتمام المبادالت وهي الوظيفة األساسية‬
‫للنقود وكل الوظائف‪ 1‬األخرى‪ 1‬تنطلق‪ 1‬من النقود وسيط للتبادل ولقد فصلت النقود بين رغبة البيع زمانيا ً‬
‫ومكانياً‪.‬‬
‫‪ .2‬النقود مقياس للقيمة‪.‬‬
‫سهلت النقود على المجتمع إتمام عمليات التبادل حيث أصبح معروفا ً لدية أهمية كل سلعة وبالتالي قيمتها‪1‬‬
‫أي أن النقود تعبر عن قيم السلع والخدمات وبالتالي‪ 1‬يمكن مقارنتها بالسلع األخرى ومعروفة أهميتها‬
‫‪ .3‬مستودع القيمة‪:‬‬
‫أي مخزن القيمة للقوة الشرائية ال يمكن أن تكون النقود وسيطا ً للتبادل أو مقياسا ً للقيمة ما لم يكن لديه‬
‫القدرة على خزن هذه القيمة لحين الحاجة لعملية التبادل الجديدة و تشابه النقود هنا مع المجوهرات‬
‫والسندات ولكن النقود أكثر تسييال منها وهو شرط‪ 1‬ضروري‪ 1‬توفره بأي سلعة لكي تصبح نقوداً ولكن ال يتم‬
‫هذا الشرط بمفرده ومن هذه الوظيفة زادت إمكانية االدخار أو االستثمار من دون الحاجة إلى تعطيل‬
‫الموارد االقتصادية من اإلنتاج‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬تصنيف‪ 1‬بعض الدراسات الوظيفية اآلتية للنقود كوظائف مشتقة حيث أن النقود ‪:‬‬
‫‪ ‬مقياس للمدفوعات اآلجلة‪:‬‬
‫وهذه الوظيفة امتداد لوظيفتها السابقة ككونها مقياس للقيمة من حيث المستقبل وليس فقط الحاجة وقد يكون‬
‫ذلك إما بمنح سند بمدفوعات أجلة أو عقود وترتكز‪ 1‬هذه الوظيفة أساسا ً على صفة القبول العام التي يجب أن‬
‫تتمتع بها النقود فقط بالوقت الحاضر بل في المستقبل أيضاً‪ .‬ولو ساد األفراد اعتقاداً بانخفاض القدرة‬
‫الشرائية بالمستقبل فيقترضون‪ 1‬إقراض نقودهم وبالتالي تتعطل هذه الوظيفة‪.‬‬
‫‪ ‬قدرتها على تمكين االئتمان‬
‫لكي نستطيع البنوك ممارسة دورها في منح االئتمان البد من وجود‪ 1‬النقود التي تستخدمها ومن ثم تحقق‬
‫االرباح المطلوبة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ -‬و اخيرا هناك بعض الوظائف المرتبطة باالقتصاد ( ذات الطابع االقتصادي )‬
‫اداة من ادوات السياسة االقتصادية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اداة لتخصيص الموارد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اداة لتوزيع‪ 1‬الموارد بين االنشطة االقتصادية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اداة لتوزيع‪ 1‬الموارد بين االستهالك الحالي و المستقبلي و من ثم االختيار بينهما ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وبالتالي يمكننا أيضا ً تعريف النقود اعتماداً على وظائفها بأنها‪:‬‬


‫الشيء الذي يلقى قبوالً عاما ً و يتمتع بااللزام القانوني كوسيط في تبادل السلع والخدمات‬
‫ومقياسا ً للقيم ومخزنا ً لها وكذلك وسيلة للمدفوعات اآلجلة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫عرض النقود‬
‫يمكن اعتبار أن النقود مثلها مثل أي سلعة لها عرض وعليها طلب ولكن الحديث عن عرض النقود‬
‫يختلف قليالً عن عرض أي سلعة من حيث أي عرض أي سلعة يشير للكمية المعروضة المعدة للبيع ولكن‬
‫عند الحديث عن عرض النقود فهو‪ 1‬يتضمن كل وسائل الدفع بغض النظر عن أماكن تواجدها ‪.‬‬

‫مصادر عرض النقود ‪:‬‬


‫عموما ً هناك جهتان رئيسيتان‪ 1‬مسئولة عن عر ض النقود هما ‪:‬‬
‫‪1‬ــ أوالً الحكومة ‪ :‬وتقدم بإصدار النقود الورقية و المعدنية عن طريق البنك المركزي‪ 1‬ولكن تهدف‬
‫الحكومة أثناء اإلصدار إلى مراعاة المستوى‪ 1‬العام لألسعار ( طبقا ً للعالقة السابقة )‬
‫‪.‬‬
‫‪2‬ــ الجهات المصرفية ‪ :‬عن طريق البنوك التجارية و ذلك من خالل عملية توليد النقود التي تقدمها‬
‫البنوك في صورة قرض وذلك باالعتماد على نظام االحتياطي الجزئي الذي يسمح‬
‫لها باالحتفاظ بجزء من الودائع لديها و إقراض جزء أخر منها ‪.‬‬
‫‪ - 3‬المودعين و الذين يقومون بايداع نقودهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬المقترضين الذين يلجأون للبنوك المدداهم بحاجاتهم‪ 1‬للنقود اما بشكل مباشر او بطريق غير مباشر‪ 1‬من خالل‬
‫السندات ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬اقتصاديا يمكن تعريف عرض النقود باألتي ‪:‬‬


‫هو كمية النقود المطلقة في التداول في أي مجتمع اقتصادي‪ , 1‬وهي تتكون من السلعة الورقية و الودائع‬
‫المصرفية تحت الطلب و الودائع الزمنية ‪.‬‬
‫أي هو عبارة عن الرصيد‪ 1‬الكلي لوسائل الدفع المحلية المتوفرة في المجتمع ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬ولكن ما هي وسائل الدفع ‪:‬‬


‫‪M1 , M 2‬‬ ‫‪,‬‬ ‫يطلق هذا التعبير على النقود في صورها الثالثة ‪M3 :‬‬
‫و تسمى احيانا التعريف العملي للنقود ( يسمى احيانا عرض النقود ) وينقسم إلى ثالثة أقسام‪.‬‬

‫وتتداخل هذه األنواع مع بعضها البعض ولكن عموما ً يتكون عرض النقود من األتي ‪:‬‬
‫أوال ‪ ) M1 ( -‬وهو التعريف األضيق‪ 1‬ويشمل العمالت المتداولة ( الورقية و المعدنية ) والحسابات‬
‫الجارية لدى البنوك وذلك الشيكات السياحية بالعملة المحلية اي انها نقود العملة ويقصد بها العملة المعدنية‬
‫و الورقية التي يصدرها البنك المركزي‪ 1‬و الحسابات الجارية وتكون نسبتها للعرض الكلي في الدول النامية‬
‫كبيرة لن معظم المعامالت تتم نقديا ً وذلك لعدم تطور النظام المصرفي‪.‬‬

‫ثانيا ‪ ) M2 ( -‬وهو ما نطلق عليه التعريف‪ 1‬الواسع ويشمل‪ 1‬ما نقصده بالتعريف السابق باإلضافة إلى‬
‫الودائع الزمنية قصيرة األجل‪.‬‬

‫ثالثا ‪ ) M3 ( -‬وهو التعريف الموسع للنقود وتشتمل باإلضافة إلى ( ‪ ) M2‬الودائع الزمنية طويلة األجل‬
‫و الودائع بالعمالت األجنبية ‪ +‬اشباه النقود(االوراق التجارية " الكمبياالت والسندات" و األوراق‪ 1‬المالية "‬
‫األسهم والسندات )‪.‬‬
‫ولقد كان المعيار المستخدم في تحديد مفردات ما تشمله كل من ( ‪ ) M1 ، M2 ، M3‬مدى القدرة على‬
‫تسيل واستخدام النقود‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫العمالت والحسابات التجارية قدرتها التسيلية عالية‬ ‫‪M1‬‬


‫ال يمكن تسيلها في األجل القصير والبد من انتهاء المدة الزمنية لها‪.‬‬ ‫‪M2‬‬
‫وكذلك الحال فيها إذ البد من االنتظار لفترة أطول‬ ‫‪M3‬‬

‫العوامل المؤثرة في عرض النقود‪:‬‬

‫قبل تحديد تلك العوامل ال بد أن نبحث عن اإلجابة على السؤال األتي ‪ :‬وهو هل عرض النقود متغير داخل أو‬
‫خارجي ؟‬
‫لقد كان االقتصاديون‪ 1‬الكالسيك يردون أن عرض النقود متغير خارجي ال يمكن التحكم فيه ولكن االتجاه‬
‫الحديث أثبت أن عرض النقود متغير داخلي يتأثر بعدة عوامل اقتصادية أهمها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬السياسات النقدية و المالية ‪ :‬حيث تستطيع الدولة التأثير على عرض النقود من خالل السياسة النقدية‬
‫حيث تستطيع الدولة التأثير على عرض النقود من خالل تلك السياسات ففي حالة تخفيض النقود مثال‬
‫تقوم الدولة ممثلة بالبنك المركزي‪ 1‬برفع نسبة االحتياطي القانوني أو رفع سعر الخصم أو دخول السوق‪1‬‬
‫المفتوحة (الحرة) في هيئة بائع للسندات الحكومية عند استخدامها للسياسة النقدية أما إذا أرادت الدولة‬
‫زيادة عرض باستخدام السياسة المالية فإنها تعمل على تخفيض الضرائب أو زيادة اإلنفاق الحكومي أو‬
‫االثنين معا أو لجوئها الى االقتراض من الهيئات العامة في الدولة بما يسمى بالدين العام ‪.‬‬
‫‪ ‬تطور النظام المالي ‪ :‬كلما تطورت األنظمة المالية أدت الى خلق انواع جديدة من االصول المالية‬
‫كأشباه النقود ‪ ,‬وكذلك الى دخول رؤوس أموال جديدة وأجنبية في االستثمار‪. 1‬‬
‫‪ ‬التوسع االقتصادي ‪ :‬يمكن للحكومة في ضوء التوسع االقتصادي‪ 1‬أن تزيد عرض النقود اال انها تلتزم‬
‫بمعايير صارمة للمحافظة على التوازن في االقتصاد‪ 1‬ولذلك يجب عليها أن تالئم عرض النقود مع كمية‬
‫السلع والخدمات المنتجة لديها بمعنى أن تغير عرض النقود يجب أن يتالئم مع الوضع االقتصادي‪. 1‬‬

‫‪5‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫ثالثاً‪ :‬أنواع النقود‪:‬‬


‫يختلف تقسيم النقود طبقا ً لطبيعة المادة المصنوعة فيها إلى نقود سلعية أو تجارية وتنقسم طبقا ً لتطورها‪1‬‬
‫االقتصادي‪ 1‬إلى ثالث أنواع هي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬النقود السلعية‪:‬‬
‫كما سبق وذكرنا‪ 1‬أن عملية التبادل التي كانت سائدة منذ القديم بين األفراد والجماعات و الصعوبات التي كانوا‬
‫يواجهونها‪ 1‬إلتمام تلك العملية دفعة التفكير البشري إلى اختبار سلعة معمة يستطيعون من خاللها تقويم السلع‬
‫األخرى واعتمدت تلك السلع على نوعية المجتمع وظهرت لدينا العديد من النقود السلعية كان أولها الجلود‬
‫والتي كان أولها القدرة على االحتفاظ بالقيمة كوسيط للتبادل = عندي كمية من اللحم فأعطيها لشخص ب‬
‫ويعطي قيمتها‪ 1‬جلود أقوم‪ 1‬بالتنازل عنها الحقا ً ألحصل على لحم أو غيره‪.‬‬
‫وتنوعت تلك السلع من األرز في الفلبين إلى الفلفل في اندونيسيا إلى ريش الببغاء في إحدى جزر المحيط‬
‫األطلسي حتى ظهر النحاس والذهب والفضة إما بصورة سبائك أو مسكوكات نقدية وقد سهلت هذه المعادن‬
‫كنقود التبادل ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫وقد مرت النقود السلعية بمرحلتين هما‪:‬‬


‫‪ .1‬نقود سلعية مثل األرز والجلود وغيره وهى النقود التى تتعادل قيمتها‪ 1‬السوقية( كسلعة ) مع قيمتها‬
‫كنقود‪.‬‬
‫‪ .2‬نقود معدنية‪ :‬والتي انقسمت بدورها إلى‬
‫معدنية قانونية (موزونة ) يتم فيها استخدام المعادن مستواها من المعادن النفسية (الذهب و الفضة)‬
‫معدنية قانونية مساعدة ( االئتمانية )باإلضافة إلى المعادن النفسية تحتوي‪ 1‬على معادن رخيصة‬
‫وسميت أئتمانية ألنه يمكن بها الحصول على سلع أكبر من ما تساويه قيمة المعادن بسبب خاتم‬
‫السلطان عليها (ألن الناس يثقون بمصدرها)‬

‫النقود المعدنية البد فيها من االتي ‪:‬‬


‫خاصية ابراء الذمة في التعامل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم اختالف قيمة المعدن كنقد عن قيمته كمعدن ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫و عدم انطباق‪ 1‬هذا الشرط ادى لظهور‪ 1‬ما يعرف بقانون جريتشام‬
‫قانون جرتتشيام‪:‬‬
‫كان جريشام وزير‪ 1‬المالية للملكة الزبيت األولى في بريطانيا وقد الحظ ما صنعه القانون األتي { العملة‬
‫الرديئة تطرد العملة الجيدة من التداول }‪.‬‬
‫وكلما كانت قيمة المحتوى‪ 1‬المعدني‪ 1‬في العملة يفوق قيمتها التبادلية أدى ذلك إلى اختفائها من التداول لكن ارتفاع‬
‫القيمة السوقية للذهب عن قيمته القانونية كعملة يدفع األفراد إلى استبدال النقود الفضية التي يجوز لهم الحصول‪1‬‬
‫على نقود ذهبية لالحتفاظ بها أي صب النقود الذهبية وبيعها‪ 1‬في صورة سبائك لتحقيق مكاسب لهم وبالتالي‬
‫يزداد استخدام الوحدات النقدية الفضية في عمليات البيع والشراء وتحقيق الوحدات الذهبية ولكن يجب مالحظة‬
‫أن قانون جريشام‪ 1‬ال يظهر عند استخدام النقود الورقية االئتمانية‬

‫ثانيا‪ -‬النقود الورقية‬


‫‪ .1‬هذه هي المرحلة الثانية من للتطور التاريخي للنقود وقد ظهرت في منتصف القرن السابع عشر ولكن‬
‫مع توسع العمليات التجارية وازدياد حجم التعامالت في التبادل السلعي ظهر نوع جديد من النشاط‬
‫يقوم به الصيارفة باستالم تلك النقود وفرزها وحفظها في خزائن بعيداً عن أخطار السرقة أو التلف‬
‫مقابل حصول المودعين على أوراق أو سندات تدل على قيمة تلك الوديعة وبالتالي‪ 1‬أصبح يكفي ان‬
‫يظهر التاجر أو الصيرفي ذلك السند (أو الشيك) لكي يحصل على قيمته وسبب اتساع نطاق العمليات‬
‫التجارية أصبحت الشيكات قابلة لتظهيرها للغير بحيث يكون حاملها األخر هو صاحبها‪ 1‬الشرعي وتم‬
‫إصدار شيكات بفئات صغيرة لتسهيل العمليات التجارية بمختلف أنواعها ومن هنا ظهرت النقود‬
‫الورقية وتم ظهور أول ورقة نقدية من بنك ستوكهولم في عام ‪ 1656‬وهي تمثل إيصاالت يتعهد‬
‫مصدره بدفع قيمته من النقود المعدنية إلى حامله في أي وقت يطلب منه ذلك ‪.‬‬
‫‪ .2‬ومع اتساع نطاق تلك العمليات تولت الدولة بنفسها اإلشراف على إصدار هذه األوراق بحيث يمثلها‬
‫غطاء كامل من الذهب بمقدار قيمتها‪ 1‬وكانت هناك الحرية التامة في تحويل هذه األوراق‪ 1‬المتداولة‬
‫الذهب وكانت نسبة الغطاء تمثل ‪ %100‬من قيمة هذه األوراق المتداولة ولكن هذه النسبة أخذت تقل‬
‫حتى أصبحت تصل إلى ‪ %50‬أو اقل‬
‫‪ .3‬لكن مع تطور األحداث وانخفاض كمية الذهب كمعدن قابل لالدخار أصبحت هذه الكميات غير كافية‬
‫لسد حاجة الغطاء و أوقفت السلطات النقدية الصرف بالذهب وأهمية النقود الورقية إلزامية‬

‫أنواع النقود الورقية ‪:‬‬


‫هي تلك النقود الورقية غير القابلة للصرف‪ 1‬بالذهب وتستند‪ 1‬قيمتها إلى قوة اآلبراء العامة التي يضيفها القانون‬
‫أي أن النقود الورقية مرت بالمراحل الثالثة اآلتية‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫‪ .1‬نقود ورقية نائبة ‪ :‬هي عبارة عن شيكات تعادل قيمتها‪ 1‬قيمة الذهب المودوعة في المصرف‪ 1‬ويتم‬
‫عملية تبادل هذه الودائع دون الحاجة إلى انتقالها من الخزائن‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .2‬نقود ورقية وثيقة‪ :‬وهي األوراق التي يصدرها المصرف‪ 1‬ويتحمل تعهدا بالدفع عند الطلب وتوقف‬
‫قوتها على رصيدها‪ 1‬الذهبي وثقة الجمهور بها ورقابة الدولة عليها‪.‬‬
‫‪ .3‬نقود إلزامية ورقية‪ :‬هي النقود التي يقابلها رصيد‪ 1‬معدني وتكون له صفة إلزام الجمهور‪ 1‬بقبولها من‬
‫خالل سلطة الدولة لدعمها‪.‬‬

‫من المهم مالحظة ان افراط اصدار السلطات النقدية للنقود الورقية يؤدي الى تدهور‪ 1‬القيمة الحقيقة لها و تغير‬
‫قيمتها و بالتالي زوال الثقة بها ‪.‬‬

‫ثالثا ‪-‬النقد المصرفي ونقود الودائع‪1:‬‬


‫يقوم األفراد‪ 1‬أو المؤسسات بايداع أموالهم لدى المصارف التجارية على شكل ودائع قابلة للسحب عند الطلب‬
‫وتسمى هذه الودائع بالودائع الجارية أو يتم إيداعها بشكل ودائع مرتبطة بزمن محدد للسحب ومن هنا يأتي نقود‬
‫الودائع بالظهور وهي السيولة التي تولدها البنوك نتيجة اعتمادها نظام االحتياطي‪ 1‬الجزئي بحيث يزيد مجموع‬
‫القروض التي ينميها البنك عن حجم الودائع لديه ‪.‬‬
‫مزاياها ‪:‬‬
‫عدم قابليتها للضياع ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫سهولة نقلها و تحويلها ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫سهولة استخدامها‪. 1‬‬ ‫‪.3‬‬
‫امكانية سداد الديون بها بسرعة ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪ ‬اشباه النقود ‪ :‬هي ودائع مصرفية في حسابات االدخار او ما شابهها و هي عالية السيولة نوعا ما و‬
‫تستحق الدفع وفقا لفترات معينة متفق عليها ‪.‬‬
‫‪ ‬بدائل النقود ‪ (:‬بطاقات االئتمان و هي ايضا من وسائل الدفع االجل و يترتب على استخدامها دفع فوائد‬
‫معينة متفق عليها ايضا ‪.‬‬

‫النقود من منظور إسالمي‪:‬‬


‫التعاريف النظرية للنقد‪:‬‬
‫تطلق النقد على الدراهم و الدنانير ألنه يوزن بهما‪ .‬سماها العلماء األثمان‪.‬و قد قال البعض أن النقد هو ما تم‬
‫االتفاق على أعتباره نقد حتى لو كان حجر أو خشب ‪.‬‬
‫األصل في جميع أوعية النقود الجواز و الحل‪ ،‬مهما اختلفت أشكالها ووسائلها وطرقها‪.‬‬
‫دور الزكاة و الصدقات و تحريم الغرر في استقرار النقود‪:‬‬
‫تعود التذبذبات في اقتصاديات الرأسمالية المعاصرة إلى عوامل شتى تنقسم إلى مجموعتين رئيسيتين ‪:‬‬
‫األولى تعود إلى انخفاض حجم الطلب الكلي‪.‬‬
‫الثانية تعود إلى الطلب على النقود أو الطلب على النقود لغرض المضاربة‪.‬‬
‫و االسالم حرم الفائدة بمختلف صورها ( الربا ) و لذلك تقل عوامل التذبذب في االقتصاد االسالمي‬

‫‪8‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫النقود في االسالم ‪:‬‬


‫‪ .1‬ال يجوزفي‪ 1‬االسالم أن تتخذ النقود محال للمتاجرة بها نفسهاو ال يجوز اقراضها‪ 1‬بفائدة ‪.‬‬
‫‪ .2‬المسلم مستخلف في ماله ‪.‬‬
‫‪ .3‬النقود عند المسلمين هي عبارة عن وسيلة و ليست غاية فال منفعة لها بذاتها‬
‫‪ .4‬النقود في االسالم ليست من عوامل االنتاج ‪.‬‬
‫‪ .5‬النقود أداة من أدوات التعامل و يتم التوصل بها الى المنافع ‪.‬‬
‫‪ .6‬تعرض بعض العلماء لوظائف النقود بشكل واضح حيث كانت تعتبر أثمان ( أي وسيط للتبادل ) ‪ ,‬و‬
‫هي قابلة لألدخار و االكتناز و تدفع زكاتها فهي ( مخزن للقوة الشرائية ) ‪ ,‬و بعض االثمان قد تكون‬
‫مؤجلة ( فهي وسيلة للمدفوعات اآلجلة ‪.‬‬
‫‪ .7‬قسم العلماء المسلمين النقود الى نقود بالخلقة ( مثل الذهب و الفضة ) و نقود باالصطالح ( مثل النقود‬
‫االئتمانية في العصر الحالي ) ‪.‬‬
‫‪ .8‬تحدث علماء المسلمين عن أهمية ثبات قيمة النقود و عن أن االخالل بهذا المبدأ يحدث خلال في‬
‫وظائفها و يمنع العدالة في عالقة المدين بالدائن‬
‫‪ .9‬تجب فيها الزكاة و التي تعمل بدورها‪ 1‬على اعادة توزيع الدخل بين أفراد المجتمع و من ثم تحقيق‬
‫العدالة فيه ‪.‬‬

‫الكتاب الفصل االول – الثاني – الثالث ( ص ‪) 42 -11‬‬

‫قيمة النقود النظم النقدية‬


‫النظام النقدي‪:‬‬
‫هو مجموعة من القواعد التنظيمية واالجراءات الخاصة بالتداول النقدي ( عملية اصدار النقود و تداولها ) في‬
‫اي مجتمع من المجتمعات‪.‬‬
‫بما يضمن تحقيق السياسة النقدية والتي تهدف لعدة أهداف‬
‫القاعدة النقدية هي العنصر االساسي ألي نظام نقدي و هي المقياس الذي يختاره المجتمع لحساب القيم النقدية و‬
‫مقارنتها ببعض ‪.‬‬

‫اركان النظام النقدي‪:‬‬


‫تنحصراركان النظام النقدي بما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬النقود المتداولة في المجتمع من حيث نوعها وشكلها‪ ( 1‬أي عرض النقود)‪.‬‬
‫‪ .2‬التشريعات والتنظيمات‪ 1‬المنظمة ألداء النقود ولوظائفها المختلفة‪.‬‬
‫‪ .3‬مجموعة المؤسسات التي تتولى‪ 1‬جهة اإلصدار‪ 1‬النقدي وتنظيمه‪.‬‬
‫وتمثل القواعد النقدية األساس الذي ترتكز‪ 1‬عليه العملة ألي دولة ما وتمثل في نفس الوقت طبيعة النظام النقدي‬
‫السائد‪.‬‬

‫ويتميز النظام النقدي الجيد بأنه‪:‬‬


‫‪ .1‬يشجع حركة النمو والتجارة واالستثمارات الدولية‪.‬‬
‫‪ .2‬يؤدي إلى توزيع عادل لمنافع التجارة بين الدول‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫ولقد انقسمت النظم النقدية إلى قسمين رئيسيين‪:‬‬


‫أوالً‪ :‬النظم النقدية السلعية‪:‬‬
‫تلك النظم تربط قيمة وحدة النقود بقيمة مقدار معين من سلعة مادية ( مثل الذهب و الفضة ) والتي يتفق عليها‬
‫المجتمع كأساس لنظامه النقدي‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬النظم النقدية االئتمانية‪:‬‬
‫وهنا ال ترتبط قيمة النقود بقيمة أي سلعة مادية بحيث تتمتع النقود الورقية بقوة اإللزام القانوني‪.‬‬

‫أنواع النظم النقدية وهي‪:‬‬


‫أوال – أو ما يعرف‪ 1‬بنظام المعدن الواحد‬ ‫‪ .1‬قاعدة الذهب‬
‫‪ .2‬قاعدة الفضة‬

‫ثانيا ‪ -‬نظام المعدنيين‬


‫ثالثا – نظام النقود الورقية اإللزامية ‪.‬‬

‫تفصيل شرح األنظمة السابقة‪:‬‬


‫‪ .1‬نظام قاعدة الذهب تختلف مراحلة كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬نظام المسكوكات الذهبية‪.‬‬
‫‪ -2‬نظام السبائك الذهبية‪.‬‬
‫‪ -3‬نظام قاعدة الصرف الذهب‪.‬‬

‫كانت سائدة من العام ‪1858‬م إلى العام ‪1914‬م بسبب المميزات التي يتمتع بها الذهب وحيث كونه سهل‬
‫التخزين وغير قابل للتلف ويمكن تشكيله إلى قطع ذات أوزان مختلفة وقدرته على الحفاظ على قوته الشرائية‬
‫مر ذلك النظام بالمراحل الثالثة اآلتية‪:‬‬
‫أ ) مرحلة المسكوكات الذهبية‪:‬‬
‫وهو أول أنظمة الذهب المعروفة وعرف كنظام للتداول الذهب كمكوكات ذهبية بين األفراد وتحتوي كل وحدة‬
‫نقدية على وزن محدد من الذهب يكون مساويا ً لحجمها االسمية وتحتفظ مع العمالت األخرى لسعر التداول مع‬
‫الذهب ولكي يتحقق ذلك وينطق البد من توازن الشروط‪ 1‬اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬تحديد وزن وعيار الوحدة النقدية الذهبية المتداولة‪.‬‬
‫يتوفر‪ 1‬بها مقدار قانوني تحدده الحكومة وهو نسبة بين وزن المعدن الصافي‪ 1‬الموجود بالقطعة ووزنها الكلي‪.‬‬
‫‪ .2‬حرية سك الذهب بأي كميات دون تحمل أي تكاليف لمنع زيادة القيمة االسمية عن القيمة الحقيقية‪.‬‬
‫‪ .3‬ضمان حرية صهر المكوكات إلى سبائك بدون أي قيد‪.‬‬
‫‪ .4‬توفر قابلية تحويل جميع أنواع العمالت إلى نقود أو سبائك ذهبية أو أوراق‪ 1‬البنكنوت تكون قابلة‬
‫للصرف بالمسكوكات الذهبية‪.‬‬
‫‪ .5‬ضمان حرية تصدير‪ 1‬واستيراد‪ 1‬الذهب والمحافظة على التعادل بين القيمة الداخلية للعملة وقيمتها‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫ب) نظام السبائك الذهبية‪:‬‬
‫في ظل هذا النظام تحقق المكوكات الذهبية من التداول ولكن تظل النقود مرتبطة بالذهب ويجوز‪ 1‬تحويل أوراق‪1‬‬
‫البنكنوت إلى سبائك ذهبية بقدر معين ولكن ال يتم تداول المسكوكات في السوق‪ 1‬ولكن السلطات النقدية تقوم‬
‫بشراء ما يعرض عليها من الذهب بسعر ثابت حتى ال ترتفع قيمة الذهب وتصدر بالمقابل أوراق‪ 1‬نقدية بقيمة‬
‫هذا الذهب وقد ظهر هذا النظام خشية من الدول حول استمرار‪ 1‬النظام‪ 1‬السكوكات‪ 1‬سيؤدي إلى استنزاف‪ 1‬ملكيتها‬
‫من االحتياطات‪ 1‬الذهبية وحدوث نقص في االحتياطي‪ 1‬من الذهب وهكذا اختفى الذهب من التداول واخذ مكانه‬
‫كغطاء لألوراق‪ 1‬التي تصدرها‪ 1‬المصارف المركزية ولم تعد تتمتع هذه األوراق‪ 1‬بحرية كاملة للصرف بالذهب‪.‬‬
‫ج) نظام الصرف بالذهب‪:‬‬
‫‪10‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫وهو الشكل األخير لقاعدة الذهب حيث أنه بموجب هذا النظام ال تتحدد قيمة الوحدة النقدية لبلد معين على أساس‬
‫الذهب مباشرة بل ترتبط‪ 1‬بنسبة ثانية مع عملة بلد أخر يتخذ نظام السبائك الذهبية قاعدة نقدية له بحيث تكون‬
‫هناك دولة تابع ودولة متبوعة وبالتالي‪ 1‬ال تحتاج الدولة إلى االحتفاظ بكميات كبيرة من الذهب لديها لكونها‬
‫ترتبط بسعر صرف ثابت بين عملتها والعملة األصلية للدولة المرتبطة بالذهب‪.‬‬

‫مزايا هذا النظام‪:‬‬


‫‪ .1‬وجود سعر صرف ثابت بين البلد التابع والبلد المتبوع‪.‬‬
‫‪ .2‬االقتصاد‪ 1‬في استخدام الذهب‪.‬‬
‫‪ .3‬تخفيف خزن الذهب وحراسته‪.‬‬
‫‪ .4‬تحقيق الثبات النسبي في اسعار الصرف‪ 1‬بين العمالت التي تطبق هذا النظام ‪.‬‬
‫‪ .5‬تعادل االسعار‪ 1‬النسبية بين الدول ‪.‬‬
‫‪ .6‬تحقيق الثبات و االستقرار في القوى الشرائية للنقود ‪.‬‬
‫‪ .7‬ضبط التضخط و التحكم فيه بطريقة تلقائية ‪.‬‬
‫‪ .8‬تشجيع التبادل الدولي و عقد الصفقات طويلة االجل ‪.‬‬
‫‪ .9‬تحقيق ثبات نسبي في مستويات‪ 1‬الدخل و العمالة بين الدول ‪.‬‬

‫ولكن كان هناك عيوب لهذا النظام تتمثل في األتي‪:‬‬


‫ً‬
‫‪ .1‬الخسائر التي يتعرض لها البلد المتبوع ينعكس أثرها فورا على البلد التابع‪.‬‬
‫‪ .2‬يكون هناك ارتباط وثيق بين الدولتين قد يؤثر في استقالل البلد التابع ويجعله عرضة لقضية اقتصادية‬
‫وسياسية‪.‬‬
‫‪ .3‬يتوقف‪ 1‬ذلك على بقاء الدولة المتبوعة على نظام السبائك الذهبية وفي‪ 1‬حال تخليها عنه يختل نظام الدولة‬
‫التابعة‪.‬‬
‫‪ .4‬استنفاذ الموارد الذهبية لدى الدول ‪.‬‬
‫‪ .5‬زيادة اكتشاف مناجم الذهب سيدفع‪ 1‬االسعار‪ 1‬لالرتفاع و من ثم التضخم ‪.‬‬

‫أسباب انهيار نظام قاعدة الذهب‪:‬‬


‫بعد الحرب العالمية األولى استفاقت الدول على خراب ودمار‪ 1‬هياكلها االقتصادية األساسية وأزمات اقتصادية‬
‫انعكست مباشرة على قاعدة الذهب وأدت إلى انهيارها وذلك في عام ‪1931‬م ‪ .‬واألسباب التي أدت إلى ذلك‬
‫هي ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬انخفاض اإلنتاج العالمي من الذهب أمام حجم الطلب المتزايد عليه ألغراض تغطية العمالت أو‬
‫ألغراض صناعية‪.‬‬
‫‪ .2‬استحواذ كل من الواليات المتحدة وفرنسا‪ 1‬على النصيب األعلى من الذهب في العالم أي سوء توزيع‬
‫االحتياطات الذهبية بين دول العالم ودفع ذلك الدول الفقيرة إليه تقدير حركة دخوله وخروجه منها وهذا‬
‫التصرف تخل بأهم أركان قاعدة الذهب‪.‬‬
‫‪ .3‬توسع الحكومات في اإلصدار‪ 1‬النقدي دون االهتمام بتوفير االحتياطي‪ 1‬من الذهب وذلك سبب القياسات‬
‫االستثمارية لتنشيط اقتصادياتها‪.‬‬
‫‪ .4‬قيام البلدان الصناعية المتقدمة بإتباع سياسة الحماية التجارية لتقوية مراكزها االقتصادية وذلك من‬
‫خالل القيود الجمركية والسياسية النقدية وبالتالي اختلفت األسعار بين الدول وأصبحت العالقات بين‬
‫قيمة العملة الوطنية وسعر‪ 1‬الذهب الموحد محليا ً ودولياً‪ 1‬مختلفة‪.‬‬
‫‪ .5‬االزدياد باستمرار‪ 1‬ألسعار السلع والخدمات سبب هيمنت االحتكارات الصناعية وارتفاع األجور أدى‬
‫ذلك إلصدارات نقدية ال تقبلها غطاءات ذهبية ‪.‬‬
‫نظام المعدنين‪:‬‬
‫وهو قاعدة نقدية مزدوجة تربط مابين قيمة الذهب وقيمة الفضة بعالقة متعادلة ثابتة في أن واحد وبين قيمة‬
‫العملة الوطنية من جهة أخرى وفقا ً لوزن معياري وذلك في ظل الشروط‪ 1‬اآلتية‪:‬‬
‫‪11‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫‪ .1‬تحديد الوزن المعدني الذي تساويه وحدة النقود من كل من المعدنية‪.‬‬


‫‪ .2‬االعتراف للمسككات المصنوعة من كال المعدنين بقوة إبراء في التداول‪.‬‬
‫‪ .3‬إطالق حرية األفراد في تحويل سبائك أي من المعدنينين إلى مكوكات والعكس‪.‬‬

‫تشترط استثمارية هذا النظام أن تحافظ الظروف‪ 1‬السوقية بكل من المعدنين على النسبة المحددة فيما بينها ولكن‬
‫جميع البدائل التاريخية كانت تشير إلى أن انتاج الفضة كان يفوق إنتاج الذهب وبالتالي‪ 1‬أدى ذلك النخفاض‬
‫قيمتها قياسا ً للذهب و ذلك بسبب قانون جرتتشيام‪.‬‬

‫مزايا نظام المعدنيين ‪:‬‬


‫‪ .1‬استخدام معدنيين لبناء القاعدة النقدية يزيد من حجمها و من ثم يساعد ذلك على زيادة قدرة السلطات‬
‫النقدية لمواكبة احتياجات المجتمع ‪.‬‬
‫‪ .2‬استخدام المعدنيين يسمح بمرونة اكثر في النظام النقدي و االسعار ‪.‬‬
‫‪ .3‬استخدام المعدنيين في العملة يعمل على تحقيق مرونة في عرض المعادن ‪.‬‬
‫عيوب هذا النظام ‪:‬‬
‫‪ .1‬عدم قدرة الدول على المحافظة على التوازن بين النسب القانونية و النسب السوقية للمعادن المستخدمة‬
‫‪ .2‬ارتفاع نشاط المضاربة بظل هذا النظام خاصة عندما ترتفع اسعار احد المعادن ‪.‬‬
‫‪ .3‬كثرة التعديالت في القيمة القانونية بين المعادن يعرقل وظيفة النقود كمعيار للمدفوعات االجلة ‪.‬‬

‫نظام الورق اإللزامي‪:‬‬


‫كما سبق وشرحنا‪ 1‬بعد انهيار قاعدة الذهب قامت الحكومات بإصدار نقود ورقية أن يكون لها غطاء من الذهب‬
‫أو الفضة ليبدأ عهد النقود الإلزامية بحيث اكتسبت النقود صفة الالزامية بقوة اإلبراء القانونية ويقوم بإصدارها‪1‬‬
‫السلطات النقدية المركزية في الدول‪ .‬وتعمل السلطات النقدية على تحقيق االستقرار النقدي وبالتالي‪ 1‬تتحكم‬
‫بكميات النقود المصدرة ‪ .‬وذلك للتحكم في المستوى العام لألسعار واستقرار‪ 1‬القيمة الحقيقية للعملة الوطنية‪.‬‬
‫وعموما ً هناك عالقة عكسية بين كمية النقود المصدرة والمستوى‪ 1‬العام لألسعار وفي حاالت التضخم تقوم‬
‫السلطات النقدية بتخفيض كمية النقود المستوردة للتداول والعكس في حاالت االنكماش‪ .‬ولكن قد تلجأ‬
‫الحكومات لزيادة اإلصدار النقدي العتبارات سياسية دون مراعاة االعتبارات االقتصادية وذلك قد يؤدي إلى‬
‫انهيار النظام النقدي للدولة‪ .‬وعموما ً تسعى الدول إلى إيجاد عالقة دائمة بين اإلصدار النقدي لها وبين كميات‬
‫السلع والخدمات التي يقوم المجتمع بإنتاجها بحيث يشكل حجم اإلنتاج الفعلي الغطاء الحقيقي للنقود الورقية‬
‫اإللزامية‪..‬‬

‫قواعد االصدار ‪:‬‬


‫‪ ‬اصدار النقود بغطاء معدني كامل ‪%100‬‬
‫‪ ‬اصدار النقود بغطاء معدني جزئي ( ال يقل عن ‪. ) %25‬‬
‫‪ ‬اصدار النقود االورقية االزامية و التي ليس لها عالقة بالغطاء ‪.‬‬

‫مزايا النظام الورقي ‪:‬‬


‫‪ .1‬يتطلب اشراف كامل لتحقيق التوازن في االصدار النقدي ( حتى ال تفقد العملة قيمتها )‪.‬‬
‫‪ .2‬االمرونة في تلبية احتياجات االقتصاد‪ 1‬بين التوسع او االنكماش النقدي ‪.‬‬
‫‪ .3‬قدرة هذا النظام على المحافظة على القوة الشرائية الداخلية للنقود ‪.‬‬

‫عيوب هذا النظام ‪:‬‬


‫‪ .1‬محلية هذا النظام تؤثر على اسعار صرف العمالت االخرى ‪.‬‬
‫‪ .2‬بعض العمالت المحلية ال تكون صالحة الداء وظيفة النقود كمعيار‪ 1‬للقيمة دوليا ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫‪ .3‬االفراط في اصدار النقود يرفع االسعار و يؤثر على االفراد‪ 1‬و دخولهم ‪.‬‬
‫‪ .4‬ال يوجد في ظل هذ النظام حد ادنى لالصدار المناسب للوضع االقتصادي‪ 1‬السائد ‪.‬‬
‫‪ .5‬تقلب و تغير اسعار الصرف يؤثر على التبادل الدولي بين الدول ‪.‬‬

‫شروط اإلصدار‬
‫بالرغم من عدم وجود‪ 1‬صمام‪ 1‬أمان يمكن إستخدامه في التحذير من اإلفراط‪( 1‬أوالشحة) في إصدار النقود الورقية‬
‫اإللزامية‪ ،‬إال أن كمية النقود التي تحتاجها أي دولة في نشاطها اإلقتصادي‪ 1‬تتوقف‪ 1‬على ما يلي‪- :‬‬
‫‪-. -1‬حجم المعامالت التجارية‬
‫‪-. -2‬طريقة تنظيم‪ 1‬وإدارة النشاط اإلقتصادي‬
‫‪-. -3‬عادات تسوية المعامالت‬
‫‪-. -4‬القواعد المصرفية ودرجة تطور‪ 1‬وسائل وأدوات االئتمان المصرفي‪1‬‬

‫قيـــمة النقود و المستوى العام لألسعـــار‬


‫بعد دراسة النقود و أنواعها ووظائفها‪ 1‬نستطيع‪ 1‬القول أن النقود ال تطلب لذاتها إذا أنه ال قيمة ذاتيه لها بل هي‬
‫تكتسب قيمتها من قبولها كوسيلة للدفع أي ليس قدرتها المباشرة على إشباع الحاجات ولكن تمثل قيمتها في‬
‫قدرتها‪ 1‬الشرائية ‪.‬‬

‫أوالَ ‪ :‬أي أن قيمة النقود هي ‪:‬‬


‫أوال‪ -‬القيمة التنظيمية للنقود (القيمة االسمية )‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬القيمة الخارجية للنقود هي القيمة الخارجية للعملة ( اي نسبة المبادلة بين العملة االجنبية و العملة المحلية‬
‫– سعر الصرف ) و يبين سعر الصرف‪ 1‬قيمة النقود في النطاق الدولي‪ ،‬وهذه القيمة الخارجية تحدد قدرة النقود‬
‫المحلية على شراء السلع األجنبية‪.‬‬
‫وأسعار الصرف‪ ،‬سواء أكانت ثابتة أو متغيرة‪ ،‬تعتبر مؤشرات للقوة الشرائية للعملة المحلية فى التبادل‬
‫الدولي ونظرا ألن غالبية الدول أصبحت مندمجة في اإلقتصاد العالمي من خالل التجارة الدولية وحركات‪1‬‬
‫رؤوس األموال‪ ،‬فإن هناك عالقة وثيقة بين قيمة العملة الداخلية وقيمتها الخارجية‪.‬‬
‫وفي كثير من األحيان يكون تأثير العوامل الخارجية على قيمة العملة الداخلية أقوى بكثير من تأثير العوامل‬
‫الداخلية‬

‫ثالثا ‪ -‬القيمة الداخلية للنقود القوة الشرائية للنقود و يقصد بها كمية السلع و الخدمات التي يمكن الحصول عليها‬
‫بوحدة نقدية واحدة في فترة زمنية معينة ‪.‬‬
‫وتتوقف‪ 1‬هذه القيمة على مستوى‪ 1‬األسعار فإذا ارتفعت األسعار تهبط قيمة النقود لن كل وحدة نقدية ستشتري‬
‫كمية أقل من السلع و العكس صحيح ‪.‬‬

‫تعريف المستوى‪ 1‬العالم لألسعار ‪:‬‬


‫الرقم القياسي لألسعار مؤشر إحصائي يقيس التغير النسبي فى المستوى العام لألسعار خالل فترة زمنية معينة(‬
‫فترة المقارنة) مقارنة بمستواه خالل فترة زمنية أخرى( فترة األساس) ‪.‬‬
‫وهو مؤشر يعبر عن متوسط‪ 1‬األسعار‪ 1‬الفردية في سوق‪ 1‬معين وذلك لجميع السلع والخدمات على اختالف أشكلها‬
‫و أنواعها خالل فترة زمنية معينة فتعدد السلع وتنوعها يودي‪ 1‬إلى تعدد و تنوع أسعارها لذلك نلجأ للمسئول‬
‫العام لألسعار‪ 1‬من أجل التعرف للتغير الذي يطرأ على قيمة النقود ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫ولكن يالحظ علميا ً وجود صعوبات فعلية تواجهنا عن حسابنا ألسعار السلع والخدمات ومتابعة التغيرات التي‬
‫تطرأ على هذه األسعار ولذلك يتم االعتماد على عينة مختارة من السلع والخدمات لقياس تلك التغيرات على أن‬
‫تعكس العينة المختارة أهم االتجاهات العامة للتغير في األسعار ويكون لها صفة الشيوع في االستهالك وتم‬
‫ذلك باستخدام‪ 1‬األرقام القياسية لألسعار ‪.‬‬

‫العالقة بين المستوى العام لألسعار وقيمة النقود ‪:‬‬


‫عالقة عكسية يمكن استنتاجها من خالص القانون اآلتي ‪:‬‬

‫قيمة النقود‬

‫‪Nm‬‬

‫وهناك أنواع مختلفة لألرقام القياسية لكن العادة جرت على استخدام األسعار و الكميات و لكن تعدد أنواع‬
‫األرقام‪ 1‬القياسية يرجع إلى ‪:‬‬
‫‪-1‬طبيعة الحقبات االقتصادية و درجة تطورها و توسع نشاطها ‪.‬‬
‫‪-2‬طبيعة تعدد األغراض المستخدمة من أجلها األرقام‪ 1‬القياسية ‪.‬‬

‫تستخدم األرقام‪ 1‬القياسية لألسعار فى الكشف عن العالقة بين المتغيرات النقدية ونظيراتها الحقيقة‪،‬‬
‫وإستبعاد‪ 1‬اثر التغير فى قيمة النقود( تجنب خداع النقود)‪.‬‬
‫ويتم ذلك بنسبة المتغير‪ 1‬فى صورته النقدية الى الرقم القياسى لألسعار‪ ،‬فمثال‪:‬‬
‫الدخل القومى الحقيقى = الدخل القومى النقدى ‪ /‬الرقم القياسى لألسعار‪1‬‬
‫األجر الحقيقى = األجر النقدى ‪ /‬الرقم القياسى لألسعار‬

‫‪ -‬أنواع األرقام‪ 1‬القياسية األسعار ‪:‬‬


‫‪ )1‬الرقم القياسي البسيط ‪:‬‬
‫وهو عبارة عن نسبة سعر يمثل أحدهما سنة األساس واألخر‪ 1‬سنة المقارنة ‪.‬‬

‫الرقم‪ 1‬القياسي‬

‫حيـــث ‪:‬‬
‫ونكون أمام ثالث حاالت هى صيغة من الصيغ السابقة وبين الرقم‬
‫إذن هناك ارتفاع فى المستوى‪ 1‬العام لألسعار بمقدار هذه القيمة‪.‬‬
‫إذن هناك انخفاض فى المستوى العام لألسعار بمقدار هذه القيمة‪.‬‬
‫إذن ليس هناك أى تغيير فى المستوى‪ 1‬العام لألسعار‪.‬‬

‫عيوبه ‪:‬‬
‫تعطي أهمية متساوية لكافة السلع ولكن يجب إعطاء أهمية لكل سلعة حتى تكون النتائج غير متغيرة ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫مثال ‪:‬‬
‫من خالل بيانات الجدول اآلتي وضحي‪ 1‬متوسط الرقم‪ 1‬القياسي لألسعار لعام ‪ 1992 / 1990‬وفسري‪1‬‬
‫الرقم ‪.‬‬

‫أسعار السلعة في عام ‪1992‬‬ ‫أسعار السلعة في عام ‪1990‬‬ ‫السلعة‬


‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫أ‬
‫‪140‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪80‬‬ ‫ب‬
‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫جـ‬
‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪34‬‬ ‫د‬

‫يكون الرقم القياسي‬

‫أي هناك باألسعار‪ 1‬مقداره ‪ % 41‬في العام ‪ 1992‬مقارنة بالعام ‪1990‬‬

‫‪ )1‬الرقم القياسي المرجح ‪:‬‬


‫وتقوم‪ 1‬فكرة هذه األرقام على التخلص من التحيز في الرقم و إعطاء أهمية مختلفة للسلع بحيث تأخذ‬
‫في االعتبار الكمية المستهلكة من السلعة وبالتالي أرتفع أسعار هذه السلعة على السلع األحسن وهناك‬
‫رقمين أساسيين ترجح لها ‪:‬‬
‫أ) رقم السبير القياسي ‪:‬‬
‫وذلك بإستخدام الكمية المستهلكة في سنة األساس كوزن ترجيحي‪ 1‬يرجع األسعار‪ 1‬بالشكل اآلتي ‪:‬‬

‫حيـــث ‪:‬‬
‫الكميات المستهلكة في سنة األساس ‪= q0‬‬
‫عيوبه ‪:‬‬
‫هذا الرقم منحاز ألسفل ( السنة األساس ) ألنه ال وجود لكلمات سنة المقارنة والتي قد تزيد وال يظهر‬
‫ذلك في الرقم ‪.‬‬

‫ب) رقم باش القياسي ‪:‬‬


‫يرجع كميات سنة المقارنة ويأخذ تأثير التغيرات التامة ثبت في الكمية المستهلكة في السنة المقارنة‬
‫وذلك وفقا ً للقانون اآلتي ‪:‬‬

‫حيـــث ‪:‬‬
‫الكميات المستهلكة في سنة المقارنة ‪= q1‬‬
‫عيوبه ‪:‬‬
‫ً‬
‫أيضا يظهر هذا الرقم انحيازا ألسفل ( السنة المقارنة ) وال يعكس التغيرات التي تحدث في سنة‬
‫األساس ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫‪ )3‬رقم فيشير القياسي ‪:‬‬


‫هو رقم وسط يأخذ الوسط الرياضي بين الكمية ويلغي بالتالي تحيز كل منهما‬
‫كالتالي ‪:‬‬

‫المشاكل التي تواجهنا أثناء حساب األرقام القياسية لألسعار ‪:‬‬


‫‪ .1‬صعوبة تحديد وتعريف‪ 1‬السلعة وذلك لتنوع السلع واختالف عادات االستهالك بين المناطق‪ 1‬لنفس‬
‫السلعة ‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم تساوي‪ 1‬تأثير التغيرات في مستويات األسعار‪ 1‬لكافة أفراد المجتمع فقد تتأثر فئة دون أخرى ‪.‬‬
‫‪ .3‬مشكلة الفارق الزمني بين إعداد الرقم وإعالنه فالوقت الطويل إلعداد الرقم قد يحدث به تغير لألسعار ‪.‬‬
‫‪ .4‬إعالن األرقام‪ 1‬القياسية قد يخضع لتدخالت حكومية و بالتالي ال تحل ذلك طبيعة النشاط االقتصادي‪1‬‬
‫للدولة لتشكل دولة تهدف لتحقيق استواء في األسعار ‪.‬‬
‫‪ .5‬مصاعب في اختيار سنة األساس من حيث كونها‪ 1‬سنة طبيعية دون كوارث كما سبق ذكره ‪.‬‬
‫‪ .6‬مراعاة تغير األذواق أو ظهور‪ 1‬سلع جديدة سبب التقدم التكنولوجي ‪.‬‬

‫مثال شامل ‪:‬‬


‫من خالل بيانات الجدول األتي أحسب تكاليف المعيشة للعام ‪2000‬باستخدام‪ 1‬العام ‪ 0199‬األرقام القياسية‬
‫لألسعار وقارني‪ 1‬بينها ‪.‬‬

‫السلعة في عام ‪1990‬‬ ‫السلعة في عام ‪2000‬‬ ‫السلع‬


‫الكميات‬ ‫األسعار‬ ‫الكميات‬ ‫األسعار‪1‬‬ ‫( السلة‬
‫‪q0‬‬ ‫‪P0‬‬ ‫‪q1‬‬ ‫‪P1‬‬ ‫)‬
‫سكن‬
‫‪12‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪A‬‬
‫مالبس‬
‫‪4‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪500‬‬
‫‪B‬‬
‫غذاء‬
‫‪7‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪700‬‬
‫‪C‬‬

‫‪1‬ــ الرقم القياسي البسيط‬


‫‪88‬‬

‫( ‪‬تكاليف المعيشة في العام ‪ 1998‬بنسبة ‪ ) 88 %‬أي ‪ ‬األسعار نسبة ‪ % 88‬‬

‫رقم‪ 1‬السبير‬
‫‪193%‬‬
‫‪93‬‬
‫‪16‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫ارتفعت ‪ ‬تكاليف المعيشة بــ ‪ % 93‬مقارنة بالعام ‪1990‬‬

‫‪93‬‬
‫رقم‪ 1‬باش‬

‫‪‬تكاليف المعيشة في العام ‪ 1998‬بمقدار ‪ 93 %‬عنها في العام ‪1990‬‬

‫رقم‪ 1‬فيشير‬

‫الفصل الخامس الكتاب (ص ‪)94- 83‬‬

‫التضخم‬
‫التضخم ‪ Inflation‬ظاهرة عالمية شملت االقتصاديات المتقدمة و المتخلفة على السواء‪ ،‬ومن أشهر تعاريف‪1‬‬
‫التضخم ذلك القائل بأن التضخم هو " نقود كثيرة تطارد سلعا ً قليلة "‬

‫ويميز إصطالح التضخم بالظاهرة التي يطلق عليها وبذلك تكون لدينا مجموعة من اإلصطالحات‪ ،‬تشمل‬
‫‪ ‬تضخم األسعار‪ :‬أي اإلرتفاع المفرط في األسعار‪.1‬‬
‫‪ ‬تضخم الدخل‪ :‬أي إرتفاع الدخول النقدية مثل تضخم األجور وتضخم األرباح‪.‬‬
‫‪ ‬تضخم التكاليف‪ :‬أي إرتفاع التكاليف ‪.‬‬
‫‪ ‬التضخم النقدي ‪ :‬أي اإلفراط‪ 1‬في إصدار العملة النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬تضخم االئتمان المصرفي‪ :‬أي اإلفراط‪ 1‬فى منح االئتمان‬

‫ويعرف التضخم‪ 1‬بأنه‬


‫الزيادة في الطلب الكلي على العرض الكلي زيادة محسوسة تؤدي‪ 1‬إلى سلسلة من االرتفاعات المستمرة في‬
‫األسعارلفترة طويلة نسبيا ‪.‬‬

‫أسباب حدوث التضخم ( من هي الجهات المسئولة عن حدوث التضخم )‬


‫‪ .1‬الحكومة ( إصدار النقود ذات الطاقة العالية – البنك المركزي‪) 1‬‬
‫‪ .2‬البنوك التجارية (التأثير على كمية النقود لدى األفراد من خالل حجم اإلئتمان )‬
‫‪ .3‬تغيير سرعة دوران النقود باالرتفاع (بسبب تغير عادات الشراء لدى األفراد )‬

‫أنواع التضخم‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬من حيث إشراف الدولة على األسعار‪:‬‬
‫‪ .1‬التضخم الظاهر ‪ : Open Inflation‬االرتفاع المستمر في األسعار استجابة لفائض الطلب دون تدخل غير طبيعي‬
‫من السلطات ولهذا النوع من التضخم العديد‪ 1‬من األسماء فيعرف أيضا بالتضخم الصريح أو الطليق أو المفتوح‪.‬‬
‫‪ .2‬التضخم المكبوت ‪ : Repressed Inflation‬نوع من التضخم المستمر الذي ال تستطيع األسعار في ظله أن تتمدد‪ 1‬أو‬
‫ترتفع لوجود القيود الحكومية المباشرة و الموضوعة للسيطرة على رفع األسعار‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫ثانيا ً ‪ :‬من حيث حدة التضخم‪:‬‬


‫‪ .1‬التضخم الجامح ‪ : Hyper (Galloping) Inflation‬هو الزيادة الكبيرة في األسعار والتي تتبعها زيادة مماثلة في‬
‫األجور ‪ ،‬فتزيد تكاليف اإلنتاج وتنخفض ربحية رجال األعمال مما يحتم زيادة جديدة في األسعار فزيادة في األجور‪،‬‬
‫وهكذا مما يصيب االقتصاد بما يعرف بالدورة الخبيثة للتضخم "اللولب المرذول" ‪.ViciousCircleofInfiation‬‬
‫‪ .2‬التضخم الزاحف ‪ : Creeping Inflation‬هو جزء من االرتفاع في األسعار الناشئ عن ارتفاع األجور بنسبة أعلى‬
‫من زيادة اإلنتاج‪ ،‬وهو تضخم تدريجي بطئ ومعتدل مقترنا ً بالقوى الطبيعية للنمو االقتصادي‪ ،‬إال أن استمراره وتجمع‬
‫آثاره يمكن أن تؤدي إلى حدوث تضخم جامح‪.‬‬

‫ثالثا ً‪ :‬من حيث العالقات االقتصادية الدولية‪:‬‬


‫‪ .1‬التضخم المستورد ‪ : Imported Inflation‬هو ارتفاع األسعار في الدولة نتيجة انسياب التضخم العالمي إليها من‬
‫خالل الواردات (حالة مميزة تحدث في الدول العربية المصدرة للنفط)‬
‫‪ .2‬التضخم المصدر ‪ : Exported Inflation‬ارتفاع األسعار نتيجة زيادة احتياطيات البنوك المركزية النقدية من‬
‫الدوالرات والناتج عن وجود ما يعرف بقاعدة الدفع بالدوالر‪.‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬من حيث مصدر‪ 1‬الضغط‪ 1‬التضخمي‪1:‬‬


‫‪ .1‬تضخم جذب الطلب ‪ : Demand-Pull Inflation‬هو ارتفاع األسعار نتيجة لوجود فائض في الطلب الكلي عن‬
‫العرض الكلي سواء في سوق السلع أو عناصر اإلنتاج ‪ ،‬فعند الوصول إلى التوظف الكامل تؤدي الزيادة في الطلب و‬
‫اإلنفاق الكلي إلى جذب األسعار لالرتفاع لمقابلة الطلب الفائض عن الطاقة اإلنتاجية للمجتمع‪.‬‬
‫‪ .2‬تضخم دفع النفقة ‪ : Cost-Push Inflation‬ارتفاع األسعار نتيجة لزيادة نفقات اإلنتاج وخاصة أسعار عناصر‬
‫اإلنتاج‪.‬‬

‫آثار التضخم‪1:‬‬
‫ً‬
‫يترتب على االرتفاع المستمر في األسعار آثارا كثيرة تمس معيشة أفراد المجتمع و أوجه النشاط االقتصادي‪1‬‬
‫المختلفة ‪ ،‬نورد أهمها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬تأثير التضخم على الدخل‪:‬‬
‫يضر التضخم ببعض فئات المجتمع بينما يستفيد من البعض اآلخر فأصحاب الدخول الثابتة هم بالتأكيد‪1‬‬
‫المتضررين من ارتفاع األسعار‪ ،‬بينما يستفيد أصحاب الدخول الناشئة عن األرباح (الذين ترتفع دخولهم بنسبة‬
‫أكبر من نسبة ارتفاع األسعار) من وجود‪ 1‬التضخم‪.‬‬

‫‪ .2‬تأثير التضخم على المديونية‪:‬‬


‫يستفيد المدين من التضخم بينما يتضرر‪ 1‬الدائن وذلك لكون المدين يقترض المال ويعيده في فترة الحقة بقيمة‬
‫حقيقية أقل‪ ،‬نظراً لالرتفاع المستمر في األسعار‪.‬‬

‫‪ .3‬تأثير التضخم على ميزان المدفوعات و القطاع الخارجي ‪:‬‬


‫للتضخم أثره السلبي على ميزان مدفوعات الدولة ‪ ،‬حيث أن الدولة التي تعاني من ارتفاع األسعار تجد‬
‫منتجاتها في موضع تنافسي‪ 1‬ضعيف‪ 1‬من منتجات الدول األخرى‪ 1‬األقل سعراً ‪ ،‬وبذلك تزداد وارداتها وتقل‬
‫صادراتها‪ 1‬مما يؤدي إلى عجز الميزان التجاري من ميزان المدفوعات أو في أقل الحاالت سوء ينخفض حجم‬
‫الفائض فيه‪.‬و يمكن تقدير حدة التضخم المستورد‪ 1‬من خالل قياس معدالت الواردات الى حجم الناتج الحقيقي‬
‫كلما ارتفع هذا المعدل = كان ذلك داللة على ارتفاع نسبة التضخم المستورد‬

‫‪ .4‬تأثير التضخم على النمو االقتصادي‪:‬‬


‫اختلفت اآلراء حول أثر التضخم على النمو االقتصادي‪ 1.‬ويرى‪ 1‬فريق من االقتصاديين‪ 1‬أن التضخم يخلق حالة‬
‫من عدم التيقن حول االقتصادية المستقبلية‪ ،‬األمر الذي يؤثر على قرارات االستثمار‪ 1‬ويؤخرها كما يؤثر على‬
‫الحافز على االدخار‪ ،‬وإنتاجية العمال وحماسهم نتيجة انخفاض دخولهم‪ 1‬الحقيقية‪ .‬ويرى فريق‪ 1‬آخر أن التضخم‬
‫قد يكون دافعا ً لعملية النمو االقتصادي‪ ،‬حيث أن ارتفاع األسعار‪ 1‬لفترة تعمل على زيادة األرباح فتزيد‪1‬‬
‫االستثمارات ويزيد‪ 1‬التشغيل وتنخفض البطالة‪ .‬وتظل صحة أي من الرأيين تعتمد على نوع وحدة التضخم‪،‬‬
‫‪18‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫فالتضخم‪ 1‬الشديد و السريع بدون شك سيضر بالنمو االقتصادي‪ ،‬بينما قد يكون التضخم‪ 1‬البطيء والمعتدل دافعا ً‬
‫للنمو إذا ما صوحب بسياسات اقتصادية حكيمة‪.‬‬

‫‪ .5‬تأثير التضخم على العملةو الجهاز المصرفي‪: 1‬‬


‫يؤدي التضخم كما سبق و شرحنا الى فقدان النقود لقدرتها‪ 1‬على القيام بوظائفها االساسية و بالذات كونها‪1‬‬
‫مخزن للقيمة و بالتالي سيكون هناك زيادة في عرض النقود من دون ان يقابله زيادة في الدخول الحقيقية او‬
‫الناتج الحقيقي و يؤدي‪ 1‬ذلك الى عدم تناسب حجم وسائل الدفع مع االحتياجيات الحقيقية لتداول النقود و تفقد‬
‫النقود قيمتها‪ 1‬بسرعة و يميل االفراد‪ 1‬للتخلص منها عن طريق‪ 1‬انفاقها على السلع و الخدمات ( يقل الطلب على‬
‫النقود لالستثمار‪) 1‬‬
‫يترتب على التضخم إضعاف الثقة في العملة وبالتالي إضعاف الحافز على االدخار و تفقد بالتالي النقود وظيفتها‬ ‫‪‬‬
‫كمستودع للقيمة ويزداد إنفاق األفراد على االستهالك وتحويل أرصدتهم النقدية إلى ذهب أو عمالت أجنبية أو سلع‬
‫معمرة أو عقارات‪.‬‬
‫توجيه رأس األموال إلى فروع النشاط االقتصادي التي ال تفيد في التنمية وإنتاج السلع الترفيهية التي يطلبها‬ ‫‪‬‬
‫أصحاب الدخول المرتفعة‪ ،‬أو إلى المضاربة التجارية وغير ذلك‪.‬‬

‫التضخم واإلدخار‪ 1‬اإلجباري‪1‬‬


‫إذا قامت الحكومة بتمويل التنمية عن طريق‪ 1‬زيادة عرض النقود‪ ،‬أو عن طريق‪ 1‬اإلقتراض من البنوك‬
‫المحلية‪ ،‬فإن هذه الزيادة تؤدي إلى إرتفاع األسعار‪ ،‬وذلك بسبب ثبات العرض الكلي في المراحل األولى‬
‫للتنمية‪.‬ولما كان بعض المستهلكين ال يستطيعون شراء السلع والخدمات باألسعار‪ 1‬الجديدة‪ ،‬فإن إنخفاض‬
‫اإلستهالك يكون بمثابة إدخار إجباري‪ 1‬يقلل من حدة إرتفاع األسعار‪. 1‬‬
‫ويرى البعض أن اإلدخار اإلجبارى ضرورى لتحقيق التنمية اإلقتصادية‪ ،‬بينما عارض آخرون ذلك الرأى ‪.‬‬

‫ويمكن تلخيص آراء الفريقين كما يلي‪:‬‬


‫‪ -:‬االتجاه المؤيد للتضخم‪1‬‬
‫‪ -1‬يرى أنصار هذا الرأى أنه طالما أن الدول النامية تعاني من وجود موارد إقتصاديه عاطلة‪ ،‬فإنه يمكن أن يتم توظيفها‬
‫عن طريق زيادة اإلنفاق النقدي‪ ،‬ومن ثم زيادة الطلب على هذه الموارد وتوظيفها بدون أن تحدث أي زيادة محسوسة في‬
‫األسعار ‪.‬‬
‫‪ -2‬لما كان التضخم يعيد‪ 1‬توزيع الدخل القومي لصالح الطبقات التي تقوم باإلدخار واإلستثمار‪ ،‬فإنه يزيد من معدل تكوين‬
‫رأس المال‪ ،‬ومن ثم فهو الوسيلة التمويلية المهمة لإلسراع بالتنمية‪ 1‬اإلقتصادية في الدول النامية‪.‬‬

‫‪ -:‬اإلتجاه المعارض للتضخم‬


‫يري أنصار هذا اإلتجاه أن التضخم ال يعتبر أسلوبا ً مؤكداً لزيادة اإلنتاج‪ ،‬بل إنه يتسبب في حدوث بعض‬ ‫‪-1‬‬
‫األضرار التي لها تأثيراتها السلبية التالية‪:‬‬
‫أ ‪ .‬إنخفاض القيمة الحقيقية لإلدخار‪ ،‬وحجم الحصيلة الضريبية للدولة ‪.‬‬
‫ب ‪ .‬تقلص حجم الصادرات بسبب إرتفاع األسعار المحلية‪ ،‬وإنخفاض قدرة الدولة على إستيراد السلع الرأسمالية التي تستخدم في‬
‫اإلنتاج‪.‬‬
‫ج ‪ .‬صعوبة تقدير تكاليف المشروعات وأرباحها في فترات التضخم‪ ،‬مما يعني غياب الرؤية الواضحة لجدوى اإلستثمار ‪.‬‬
‫‪ -2‬قد يقوم البعض بتهريب رؤوس األموال إلى الخارج تفاديا ً لإلنخفاض المستمر في قيمة النقود الناشئ عن التضخم‪،‬‬
‫ومن ثم يقل حجم رؤوس األموال المستخدمة في عمليات التنمية اإلقتصادية‬

‫عالج التضخم ‪:‬‬


‫يمكن تقسيم عالج التضخم الى نوعين ‪:‬‬
‫‪ -1‬العالج العام ذلك بتعديل التوزيع‪ 1‬و تحقيق توجيه للتراكمات الرأسمالية و ذلك اما باستخدام السياسة‬
‫النقدية االنكماشية او باستخدام سياسات التحكم بالدخل النقدي ‪.‬‬
‫‪ -2‬العالج المتخصص و ذلك باختيار‪ 1‬الوسائل و االدوات المناسب لكل نوع بذاته و تسمى احيانا السياسة‬
‫االنتقائية‬

‫‪19‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫الكتاب الفصل العاشر ( ص ‪) 189 -177‬‬

‫الطـــــلب عــــــلى النقــــــود‬


‫" النظريات النقدية "‬

‫قبل البدء بدراسة النظريات النقدية يجب علينا اإلجابة على السؤال األتي و هو ‪:‬‬
‫ً‬
‫لماذا تطلب النقود ؟ فالنقود كما نعرف هي وسيط التبادل وقياس القيمة ومستودع‪ 1‬لها أيضا و لكنها ال‬
‫تطلب لذاتها ولكنها تطلب ألدائها لكل الوظائف‪ , 1‬وذلك فإننا سندرس النظريات النقدية التي حاولت منذ القدم‬
‫تفسير الطلب على النقود ‪.‬‬
‫بالنسبة للتسلل التاريخي للنظريات النقدية فهو يضعها بالترتيب التالي ‪:‬‬
‫‪ )1‬نظرية كمية النقود أو ما يسمى بالنظرية الكالسيكية ‪:‬‬
‫ليست اول نظرية فعليا ً أو صياغة اقتصادية للنقود فقد سبقها مساهمات في الفكر االقتصادي اإلسالمي‬
‫على يد لمفكر العربي أبن خلدون وكذلك االقتصادي‪ 1‬الفرنسي جان بواران ومن ثم االقتصادي‪ 1‬الكالسيكي‬
‫ريكاردو ‪ ,‬تقوم النظرية الكالسيكية على اإلفتراضيات‪ 1‬اآلتية ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬ثبات مستوى اإلنتاج الفعلي عند مستوى التشغيل الكامل ‪:‬‬
‫ويكون هنا العرض الكلي مساويا ً للطب الكلي و أي خلل في هذا الوضع يعتبر حالة مؤقتة يقوم‬
‫جهاز األسعار و مرونة األجور‪ 1‬و األسعار فيصحح هذا الخلل ‪ ,‬ويعتمد هذا االفتراض على‬
‫سيادة قانون ساي الذي ينص على أن (( كل عرض يخلق طلبا ً مساوياً‪ 1‬له )) ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬سيادة مبدأ المنافسة التامة ‪:‬‬


‫وذلك لوجود عدد كبير من المشتريين وعدد كبير من البائعين ينتفي تأثير أي منهما على‬
‫األسعار‪ 1‬وتبقى قوة السوق هي الفعالة في تحدد األسعار و بالتالي تحقيق التوازن ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬النقود ال تطلب لذاتها ‪:‬‬


‫بحيث أن النقود هنا ال تؤدي‪ 1‬سوى وظيفية واحدة وهي كونها وسيط‪ 1‬للتبادل و تقلل النظرية من اهمية‬
‫الوظائف االخرى و بالذات كون النقود مستودع للقيمة ‪ ,‬وأن الطلب على النقود هو طلب مشتق من الطلب‬
‫الكلي و بذلك يكون دور النقود محايدا في االقتصاد‪1‬‬
‫رابعا ‪ :‬ارتباط تغير المستوى العام في األسعار بتغير كمية النقود المعروضة‪: 1‬‬
‫بحيث أن التغيرات في كمية النقود تقود الى على تغيرات في المستوى‪ 1‬العام لألسعار‪ 1‬بنفس القدر و الزيادة في‬
‫عرض النقود يؤدي لزيادة مماثلة بنفس المقدار على المستوى‪ 1‬العام لألسعار والعكس صحيح بحيث يؤكد‪1‬‬
‫التحليل الكالسيكي إلى أن المستوى‪ 1‬العام لألسعار السائد في فترة زمنية معينة هو نتيجة لمقدار النقود‬
‫المعروضة ( يعتبر‪ 1‬متغير‪ 1‬تابع لكمية النقود ) عند زيادة كمية النقود ( عرض النقود ) يؤدي ذلك إلى زيادة‬
‫مماثلة في المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫المستوى العام لألسعار هنا تم اعتباره على أنه متغير تابع يستجيب مباشرة للتغيرات الحاصلة في كمية النقود‬
‫المعروضة‪.‬‬
‫ويهمل العوامل األخرى التي تؤثر على األسعار مثل ‪:‬‬
‫‪ .1‬ارتفاع األجور‪ 1‬وبالتالي ‪ ‬تكاليف اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪ .2‬ارتفاع األسعار‪ 1‬لسبب الحروب أو غيرها من العوامل السياسية ‪.‬‬
‫‪ .3‬عوامل مرتبطة بالنشاط االقتصادي ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫خامسا ‪ :‬ثبات سرعة دوران ( تداول ) النقود ‪.‬‬


‫تعريفها ‪:‬‬
‫يقصد بها عدد المرات التي يتم فهيا تبادل الورقة النقدية في االقتصاد‪ 1‬خالل فترة زمنية معينة وذلك‬
‫لتسوية المبادالت االقتصادية‬
‫وتعتمد على العديد من العوامل أهمها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬دورة كثافة السكان ‪.‬‬
‫‪ .2‬تقدم شبكات المواصالت و النقل ‪.‬‬
‫‪ .3‬تطور عادات المجتمع المصرفية في االستهالك‪ 1‬و االدخار ‪.‬‬
‫‪ .4‬تقدم النظام النقدي و األسواق المالية‪.‬‬
‫علما ً بأن هذه العوامل ثابتة في األجل القصير و لقد افترضت النظرية الكالسيكية ثبات سرعة تداول‬
‫النقود وذلك نظراً لربطها بتلك العوامل الثابتة ‪.‬‬

‫ولو كانت كمية النقود المعروضة في مجتمع ما مساوية ‪ 5‬مليار وكانت سرعة تداول النقود مساوية ( ‪ ) 3‬فإن‬
‫الرصيد النقدي لهذه المجتمع سيكون مساويا ً ‪:‬‬
‫= ‪ 15 = 5 × 3‬مليار‬

‫سادسا ً ‪ :‬االقتصاد الذي يتم التعامل به هو اقتصاد مغلق ‪:‬‬


‫و بالتالي يتم االعتماد على العوامل الداخلية فقط إلحداث التوازن و ال يوجد اي دور للحكومة و يكون‬
‫حل المشاكل االقتصادية يتم باستخدام‪ 1‬السياسات النقدية فقط وذلك بسبب انهم اعتبروا‪ 1‬إن حدوث التضخم‬
‫واالنكماش يحدث بسبب التغيرات في العرض النقدي‪.‬‬

‫صور النظرية الكمية للنقود ‪:‬‬


‫يمكن عرض النظرية الكمية للنقود بطريقتين هما ‪:‬‬
‫ب) معادلة األرصدة النقدية ‪.‬‬ ‫أ) معادلة المبادلة ‪.‬‬

‫أ) معادلة المبادلة ( ارفينق فيشير ) ‪:‬‬


‫هي نقطة البداية لالقتصادية الكالسيكية و تقدم فكرتها على أساس أن النقود مثلها مثل أي سلعة‬
‫تتحد قيمتها‪ 1‬بناء على العرض فهيا و الطلب عليها و ينعكس ذلك بالتالي على المستوى العام لألسعار‬

‫و اتخذت هذه النظرية الشكل الرياضي اآلتي ‪:‬‬


‫عرض النقود‬
‫‪MV = PT‬‬
‫الطلب على النقود‬ ‫حيث ‪:‬‬

‫المعروضة ونقصدهنا ‪M3‬‬ ‫=‪M‬‬ ‫كمية النقود‬


‫يحسب بواسطة األرقام‪ 1‬القياسية لألسعار‬ ‫=‪P‬‬ ‫المستوى‪ 1‬العالم لألسعار‬
‫=‪V‬‬ ‫سرعة تداول النقود‬
‫كمية السلع و الخدمات التي يتم تداولها في السوق‬ ‫=‪T‬‬ ‫حجم المبادالت‬
‫خالل فترة زمنية معينة رد يقصد بها عدد الصفقات‬ ‫أو ( حجم المعامالت )‬
‫المبرمة وليس عدد السلع والخدمات ‪.‬‬
‫ويتم تساوي‪ 1‬جانب الطلب مع العرض ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫و يتم النظر للنظرية بشكل متطابقة حسابية و تسمى متطابقة فيشر‬


‫‪ ‬إن المعادلة السابقة هي متطابقة ( أكثر منها معادلة ) يجب أن يتساوى طرفاها ‪ ،‬فالجانب األيمن ( ‪P .‬‬
‫‪ ) T‬يوضح الدخل النقدي المتحقق من بيع السلع والخدمات ‪ ،‬أما الجانب األيسر ( ‪ ) M . V‬فهو‬
‫يوضح اإلنفاق الكلي على السلع والخدمات نفسها ‪ <--‬البد أن يتساوى‪ 1‬هذين الطرفين في جميع‬
‫األوقات‪.‬‬
‫‪ ‬ترجع أهمية هذه المعادلة في أنها توضح لنا أن تغير أحد المكونات األربعة لهذه المعادلة البد أن يؤدي‬
‫لتغير أحد أو باقي‪ 1‬هذه العناصر‪ 1‬حتى يتحقق التساوي ‪.‬‬
‫‪ M : ‬متغير مستقل يتحدد بواسطة السلطات النقدية ‪ T ،‬ثابت ألن النظرية تفترض حالة التوظف‪ 1‬الكامل‬
‫‪ V ،‬ثابتة في المدى القصير و يؤدي ذلك بالتالي الى أن ‪ P‬وهو المستوى العامل لألسعار‪ 1‬سوف‪ 1‬يتحدد‬
‫بنا ًء على ‪ ، M ، V ، T‬وبشكل خاص فإن تغير كمية النقود تعمل على تغير ‪P‬‬
‫‪P = (V/T) .M‬‬

‫ولذلك يمكن القول أن هذه النظرية يمكن اعتبارها متطابقة رياضيه‪.‬‬


‫ويمكن من خالل هذه النظرية حساب سرعة تداول النقود كالتالي ‪:‬‬

‫مثال‪: 1 -‬‬
‫أحسبي سرعة تداول النقود في مجتمع كانت ( حجم المبادالت ) ‪ T‬فيه = ‪1000‬‬
‫‪M = 500‬‬ ‫و‬ ‫و متوسط‪P = 5 1‬‬
‫سرعة تداول النقد‬

‫مثال‪ :2 -‬أ إذا كانت‬


‫‪M = 5000‬‬
‫‪P = 10‬‬
‫‪T = 1000‬‬

‫و كان هنالك زيادة بمقدار ‪ %20‬في ‪ M‬وضحي أثر ذلك على متغيرات المعادلة‪:‬‬
‫‪ V‬ثابتة = ‪2‬‬
‫‪P --< ↑ 20% --< 10 × (20/100) = 2‬‬
‫‪ T‬ثابتة = ‪1000‬‬

‫‪ P = 12 ( P‬فقط ترتفع ‪ %20‬ألن ↑ ‪ M --< ↑ P‬بنفس القيمة وبنفس اإلتجاة ومباشرة‪.‬‬


‫‪M = 6000‬‬
‫‪P = 12‬‬
‫‪T = 1000‬‬
‫‪V=2‬‬

‫‪22‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫نقد نظرية معادلة المبادلة ‪:‬‬


‫تلخص نقد النظرية باألتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم صحة الفروض الخاصة بثبات حجم المعامالت وسرعة تداول النقود فى المدى القصير‬
‫‪ -2‬إفتراض أن األسعار تتغير تبعا لتغير كمية النقود المعروضة ( بطرقة آلية وبنفس النسبة ) و ال يمكن‬
‫أن تتغير نتيجة عوامل أخرى‪ ،‬افتراض غير صحيح‪ ،‬فقد تتغير األسعار نتيجة ألسباب أخرى غير‬
‫نقدية‪.‬‬
‫‪. -3‬تجاهل آثار أسعار الفائدة على المستوى‪ 1‬العام لألسعار‬
‫‪. -4‬اإلهتمام بوظيفة النقود كوسيط للتبادل فقط و إهمال الوظائف‪ 1‬األخرى‬
‫‪ -5‬لم تبين النظرية أسباب التغيرات التي تطرأ على قيمة النقود و القوى التي تحكم ذلك‪ ،‬حيث تعتمد‬
‫النظرية في تحليلها على‬
‫‪ -6‬التحليل الساكن و ليس على التحليل الديناميكي‪.‬‬
‫‪ -7‬أهملت هذه النظرية جانب الطلب على النقود‬

‫ثانيا ‪ :‬معادلة األرصدة النقدية ‪:‬‬


‫ويطلق عليها أحيانا ً اسم نظرية كامبرديج وذلك نسبة لعدد من العلماء في قسم االقتصاد في جامعة‬
‫كامبردج و وفقا ً لهذه النظرية فإن كمية النقود المطلوبة ال ترتبط‪ 1‬بالحجم الكلي للمعامالت بل ترتبط بمعدل‬
‫الدخل وتؤكد النظرية العالقة فيما بين األرصدة النقدية التي يرغب األفراد‪ 1‬االحتفاظ بها من جهة وبين الدخول‬
‫النقدية لألفراد من جهة أخرى بحيث يكون هناك نسبة نقدية من الدخل يحتفظ بها بصورة أصول مالية ( أي‬
‫ظهرت هنا وظيفة أخرى للنقود من حيث كونها مخزن للقيمة ) ‪.‬‬
‫وتربط‪ 1‬النظرية على العالقة بين الرغبة في االحتفاظ بأرصدة نقدية من جهة و الدخل النقدي من جهة أخرى ‪.‬‬

‫‪ -‬الصيغة الرياضية النظرية ‪:‬‬


‫تم تحويل النظرية السابقة للكل اآلتي ‪:‬‬
‫‪MV = p. Y‬‬ ‫( ‪ = y‬الدخل النقدي )‬
‫وهي مقلوب سرعة التداول و التي تسمى بـــ" الكاف مارشليه "‬ ‫ولو كانت‬
‫ويقصد بها ‪ :‬النسبة التي يرغب األفراد االحتفاظ بها بصورة أرصدة نقدية سائلة ‪.‬‬
‫تصبح معادلة األرصدة النقدية كاألتي ‪:‬‬
‫‪M = Ky‬‬
‫أي أنه يعطي أيضا ً حساب ‪ K‬كتالي ‪:‬‬

‫وهي نسبة كمية النقود المعروضة إلى الدخل النقدي وتفسر النظرية ارتفاع األسعار بطريقة مختلفة عن‬
‫نظرية المبادلة فهي تشير إلى أن زيادة كمية النقود تؤدي إلرتفاع قيمة المعامل ( ‪ ) K‬بسبب انخفاض‬
‫سرعة دوران النقود‪.‬‬
‫أي ‪ :‬أن ارتفاع معدالت الدخل النقدي في ظل حالة التوظيف الكامل سوف‪ 1‬تؤدي إلى ارتفاع األسعار ‪.‬‬
‫و أن تغير مستوى األسعار يكون سببه زيادة االنفاق الناتج من زيادة معدالت الدخل النقدي ‪.‬‬
‫الخالصة ‪:‬‬
‫توضح هذه النظرية كيف يتغير مستوى األسعار ( بطريقة مختلفة عن طريقة معادلة المبادلة ) ‪ ،‬فهي تشير إلى أن زيادة كمية‬
‫النقود ‪ ،‬تؤدي إلى إرتفاع قيمة المعامل ( ‪ ) K‬بسبب انخفاض سرعة دوران النقود ( ‪ ) K = 1/V‬و بالتالي سوف ترتفع‬

‫‪23‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫معدالت الدخل النقدي ( مع افتراض حالة التوظف الكامل ) فان ذلك االرتفاع في اإلنفاق بسبب زيادة معدالت الدخل النقدي‬
‫سوف يعمل على ارتفاع االسعار‪.‬‬
‫‪ .:‬تغير مستوى األسعار سوف يكون بسبب زيادة اإلنفاق الناتج عن زيادة معدالت الدخل النقدي ( وليس بسبب تغير ‪ M‬أو ‪ T‬أو‬
‫‪ V‬كما في معادلة المبادلة )‪.‬‬
‫مثال‪:1 -‬‬
‫إذا كانت لديك كمية النقود المعروضة ( ‪ ) M=26000‬وكانت كمية الناتج من السلع و الخدمات‬
‫( عدد الصفقات المبرمة مساويا ً ‪ ) T = 2000‬وبلغ متوسط‪ 1‬الرقم القياسي ‪. ) P = 4‬‬
‫أحسبي ‪ :‬أــ سرعة تداول النقود ‪.‬‬
‫ب ــ نسبة الكاف مارشليه ‪.‬‬
‫الحل ‪:‬‬
‫‪M.V = P.T‬‬ ‫بإتباع القانون اآلتي ‪:‬‬
‫يمكن حساب سرعة تداول النقود كاألتي ‪:‬‬

‫وبالنسبة لللكاف مارشيه هي مقلوب هذه النسبة تكون مساوياً‪1‬‬

‫مثال‪: 2-‬‬
‫إذا كانت قيمة الدخل المحلي ‪ Y = 100‬وكانت ‪ V = 5‬ما هو مقدار النقود المطلوبة لدفع المعامالت‬
‫مستخدمة الكاف مارشليه ومعادلة األرصدة النقدية ‪.‬‬
‫‪M = KY‬‬ ‫من نظرية األرصدة النقدية كانت‬
‫وكانت ‪ = K‬مقلوب ‪v‬‬
‫فأوجد‪= 1‬‬
‫ويكون ‪M = K . Y‬‬

‫‪ -‬مقارنة ما بين نظرية األرصدة ونظرية المبادلة ‪:‬‬


‫أوالً ‪ :‬ركزت نظرية المبادلة على جانب عرض النقود فيما ركزت نظرية كامبردج على جانب الطلب على‬
‫النقود ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬تقرر نظرية المبادلة وجود عالقة تلقائية بين النقود المعروضة من جهة و المستوى‪ 1‬العام لألسعار من‬
‫جهة أخرى وهي عالقة طردية تناسبية ‪.‬‬
‫بينما تقرر معادلة األرصدة وجود‪ 1‬عالقة بين كمية النقود و الدخل النقدي بحيث تؤثر التغيرات النقدية على حجم‬
‫اإلنتاج و بالتالي المستوى العام لألسعار ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬تركز نظرية المبادلة على وظيفة النقود باعتبارها وسيط للتبادل أما معادلة كامبردج فهي تنظر للنقود‬
‫باعتبارها مخزنا ً للقيمة أيضا ً ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬تركز نظرية المبادلة على سبب أنفاق األفراد لألموال أما نظرية كامبردج فهي تبحث سبب احتفاظ‬
‫األفراد بالنقود ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫ولكن سبب اتفاق النظرية على حالة التوظيف الكامل وثبات سرعة النقود واعتبار أن المستوى‪ 1‬العام‬
‫لألسعار هو متغير تابع لكمية النقود ( سواء بطريقة مباشرة كما أفترض فبشر ) أو بطريقة غير‬
‫مباشرة كما أفترض مارشال ( كامبردج ) فإن تلك النظريات تدخل ضمن التحليل الكالسيكي و الذي‬
‫انهار بعد حالة الكساد الكبير و من ثم وظهرت‪ 1‬لدينا النظرية الكيزية ‪.‬‬

‫االنتقادات الموجهة إلى النظرية النقدية الكالسيكية ( نظرية كمية النقود ) ‪-:‬‬
‫‪ " )1‬افتراض حالة التوظف الكامل ‪ ،‬وفصل‪ 1‬مستوى اإلنتاج عن كمية النقود في المجتمع " ‪ .‬في حين أن‬
‫الواقع مختلف تماما ‪.‬‬
‫‪ )2‬النقود ليست حيادية ال دور لها سوى اعتبارها وسيط‪ 1‬في عملية التبادل حيث لها وظائف أخرى كما أن‬
‫التغيرات في كمية النقود تؤثر في أسعار مختلفة السلع وبالتالي حجم اإلنتاج و التشغيل ‪.‬‬
‫‪ " )3‬ثبات سرعة تداول النقود " وذلك ألنها تتأثر بعوامل ثابتة على المدى القصير ‪ ،‬لكن الواقع أثبت غير‬
‫ذلك حيث أن العوامل المؤثرة في سرعة تداول النقود تتغير على المدى القصير والطويل‪. 1‬‬
‫‪ " )4‬افترض سلبية المستوى‪ 1‬العام لألسعار " ‪ ،‬فالمستوى العام لألسعار متغير تابع للمتغير‪ 1‬المستقل الذي‬
‫يعبر عن كمية النقود ( عالقة طردية وتناسبية )‪.‬‬
‫لكن الواقع مختلف تماما ً فالعالقة ليست ميكانيكية أو نسبية كما أن تغيرات المستوى العام لألسعار ال تكون‬
‫دائما ً سبب تغير عرض النقود ولكن ألسباب أخرى مثل تغيير‪ 1‬نفقات اإلنتاج أو اختالف توزيع األرصدة‬
‫النقدية على دوافع‪ 1‬الطلب على النقود المختلفة‪.‬‬

‫النظرية الكينزية ( النقدية )‬


‫بعد فشل النظرية الكالسيكية في حل مشاكل االقتصاد‪ 1‬و التي ساهم الكساد الكبير الذي ساد من الفترة (‬
‫‪1929‬م – ‪ ) 1933‬ظهرت النظرية الكيزية ‪.‬‬
‫اقتراحات‪ 1‬النظرية الكيزية ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬عدم ثبات سرعة تداول النقود ( ‪ : ) 7‬وذلك الختالف عادات االتفاق لدى األفراد و تغيرها من‬
‫وقت ألخر كما سبق ذكره و ذلك في االجل الطويل على االقل ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬عدم إمكانية الوصول لحالة التوظيف الكامل ‪ :‬وذلك لكون وصول االقتصاد‪ 1‬لهذه الحالة والثبات‬
‫عليها هو امر غير ممكن واالقتصاد‪ 1‬يمكن أن يصل للتوازن عند وضع أقل او أكبر من التشغيل‬
‫الكامل و يكون ذلك مصحوبا‪ 1‬بحاالت االنكماش او التضخم ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬دور الدولة و العالم الخارجي بالنظرية اهتم كينز بأهمية انفتاح الدولة على العالم الخارجي ‪ ،‬لهذا‬
‫النظرية الكينزية في اعتبارها االقتصاد المفتوح وتأثر الدولة بالعوامل الخارجية ‪ .‬كما ركز على‬ ‫أخذت‬
‫التوازن الخارجي‪ 1‬الذي يكون بين الدولة وبقية دول العالم ‪.‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬حل المشاكل االقتصادية بإتباع السياسات النقدية و المالية ‪ :‬وذلك لئن المشاكل االقتصادية سببها‬
‫التغير في حجم االستثمار وليس العرض النقدي ‪.‬‬

‫قسم كينز دوافع طلب النقود لألتي ‪:‬‬


‫أوالً ‪ :‬الطلب على النقود لدافع المعامالت ‪:‬‬
‫وذلك لكون النقود وسيط للتبادل وتعتبر الطلب على النقود هنا طلب مشتق من الطلب الكلي للسلع‬
‫والخدمات يتأثر الطلب هنا بالدخل والعالقة بينهما طردية و ال توجد هنا عالقة‬
‫للطلب على النقود بسعر الفائدة ‪.‬‬
‫) ‪MT = f ( Y⁺‬‬

‫‪25‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫رسم الطلب على النقود لدافع المعامالت‬


‫‪MT‬‬ ‫‪MT‬‬
‫معدل‬
‫) ‪( y1‬‬ ‫) ‪( y2‬‬
‫الفائدة =‬
‫‪r‬‬

‫‪r2‬‬
‫‪r3‬‬
‫الطلب على النقود‬
‫‪A‬‬ ‫(‬ ‫‪B‬‬ ‫بدافع المعامالت‬
‫‪+‬‬
‫ال توجد أي عالقة لهذا الدافع وسعر الفائدة لكن زيادة الدخل من ( ‪ ) Y1‬إلى ( ‪ ) Y2‬تجعل منحنى الطلب على‬
‫)‬
‫النقود تنزاح كل من ويزداد الطلب على النقود ( ‪ ) A‬إلى ( ‪B‬‬

‫محددات الطلب على النقود ألجل المعامالت‬


‫‪ -1‬الدخل‪ ،‬وهو أهم تلك المحددات‪ ،‬والعالقة بين الدخل النقدى والطلب على النقود بدافع المعامالت طردية‬
‫‪ -2‬المستوى العام لألسعار‪ ،‬والعالقة طردية ‪.‬‬
‫‪ -3‬سرعة تداول النقود‪ ،‬والعالقة عكسية‬
‫‪ -4‬طول فترة إستالم الدخل‪ ،‬والعالقة طردية‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى إنتشار‪ 1‬وكفاءة المؤسسات‪ 1‬المالية فى المجتمع‪ ،‬والعالقة عكسية‬
‫‪ -6‬نوعية الهيكل االنتاجى للمشروعات‪ ،‬والعالقة طردية‬

‫ثانيا ً ‪ :‬الطلب على النقود بدافع االحتياط ‪:‬‬


‫أو الطواري وهو الرصيد‪ 1‬النقدي الذي يحتفظ به األفراد لمواجهة الطورائ‪ 1‬وتعتمد أيضا ً على مستوى‬
‫الدخل كعامل رئيسي ثم سعر الفائدة بدرجة ضعيفة فإذا كان دخله يسمح له‬
‫باإلدخار‪ 1‬فسوف ينتظر‪ 1‬بعد ذلك السعر الفائدة وهل هو مغري لإلدخار أم ال و‬
‫يأخذ المنحنى نفس شكل منحنى الطلب لدافع المعامالت ‪.‬‬
‫) ‪MP = f ( Y⁺‬‬
‫|محددات الطلب على النقود ألجل اإلحتياط‪:‬‬
‫‪ -1‬الدخل‪ ،‬وهو أهم تلك المحددات‪ ،‬والعالقة بين الدخل النقدى والطلب على النقود بدافع اإلحتياط‪ 1‬طردية‬
‫‪ -2‬درجة عدم التأكد السائدة فى المجتمع‪ ،‬والعالقة طردية‬
‫‪ -3‬درجة نمو وتنظيم‪ 1‬سوق‪ 1‬رأس المال وكفاءة الجهاز المصرفى‪ ،‬والعالقة عكسية‬
‫‪ -4‬طبيعة الفرد والظروف‪ 1‬النفسية المحيطة به‪ ،‬حيث ينخفض الطلب على النقود بدافع اإلحتياط‪ 1‬عندما‬
‫يسود التفاؤل‬

‫ثالثا ً ‪ :‬الطلب على النقود بدافع المضاربة ‪:‬‬


‫وهو مفاضلة األفراد‪ 1‬بين اإلحتفاظ بنقودهم بشكل سائل أو شراء أسهم وسندات تدر عليهم دخالً أكبر‬
‫وهوالدافع الذي يتميز‪ 1‬به كينز و قد كان اول من اشار اليه ويرتبط هذا الدافع‬
‫سعر الفائدة‬
‫‪r‬‬
‫مع سعر الفائدة بعالقة عكسية ‪.‬‬
‫) ‪MS = f ( r ⁻‬‬
‫الطلب على النقود بدافع المضاربة‬
‫‪r1‬‬

‫‪26‬‬
‫‪r2‬‬ ‫االحتياطي النقدي للمضاربة‬

‫‪M‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫محددات الطلب على النقود ألغراض المضاربة‪:‬‬


‫‪ -1‬سعر الفائدة‪ ،‬وهو المحدد الرئيسى واألهم‪ ،‬والعالقة بين سعر الفائدة وطلب النقود ألغراض المضاربة‬
‫عكسية‬
‫‪ -2‬الخبرة و استقرار األسواق‪ 1‬النقدية والمالية‪ ،‬كلما زادت الخبرة لدى المضاربين‪ ،‬وزادت قدرتهم‪ 1‬على‬
‫التوقع بنجاح‪،‬وكلما كانت ظروف‪ 1‬هذه االسواق أكثر استقرارا‪ ،‬كلما إنخفض الطلب على نقود‬
‫ألغراض المضاربة‪.‬‬
‫‪ -3‬طول فترة التوقع‪ ،‬والعالقة طردية بين طول فترة التوقع والطلب على النقود بغرض المضاربة‬

‫أي أن الطلب على النقود وفقا ً للنظرية الكنرية هو‬


‫‪M = MT + MP+ MS‬‬

‫بحيث تكون العالقة بالدخل طردية ‪ ,‬سعر الفائدة عكسية‬

‫بالرغم من تالفي النظرية الكنزية للعديد من األخطاء التي وقعت بها النظرية الكالسيكية إال انه هناك أيضا ً‬
‫انتقادات وجهت للنظرية الكنزية تتمثل باألتي‪:‬‬
‫‪ .1‬لم يشير كنز للتغيرات في مستوى الدخل الذي يؤثر على سعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ .2‬أهمل سعر الفائدة في الطلب على النقود لألغراض األخرى غير المضاربة‪.‬‬
‫‪ .3‬لم توضح النظرية أثار التغير لسعر الفائدة في األجل الطويل‪.‬‬

‫مصيدة السيولة ( أوفخ السيولة ) ( ‪: ) Liquidity trap‬‬


‫ً‬
‫بالنسبة للطلب على النقود بدافع المضاربة يرى كيز أن األفراد‪ 1‬سيشرون السندات تبعا للتغيرات في‬
‫أسعار الفائدة ‪.‬‬
‫فكلما ‪ ‬أسعار الفائدة كلما ‪ ‬الطلب على النقود المخصصة لهذه الدافع أي يفضل اإلحتفاض بنقوده‬
‫بشكل سائل وذلك حتى نصل لمستوى معين حتى لو أنخفض سعر الفائدة عنده فلن يزداد الطلب وذلك‬
‫لوصول‪ 1‬المنحنى للجزء التام المرونة عند هذه النقطة يقع االقتصاد‪ 1‬في مصيدة السيولة و الزيادة في‬
‫عرض النقود لن تؤثر في انخفاض سعر الفائدة هنا وهذا يعين أن األفراد لن يتوقعون انخفاض آخر‬
‫لسعر الفائدة وبالتالي يكون لديهم استعداد لإلحفتاظ بالنقود سائلة وفي‪ 1‬إذا وقع االقتصاد في مصيدة‬
‫السيولة فلن يمكن للبنك المركزي‪ 1‬التأثير في مستوى‪ 1‬النشاط و االقتصادي بزيادة عرض النقود‬
‫( باستخدام أساليبه المختلفة ) و يفضل هنا استخدام السياسات المالية ‪.‬‬
‫سعر الفائدة‬

‫‪r1‬‬
‫(‪+‬‬
‫‪) r2‬‬ ‫مصيدة‬

‫‪r3‬‬ ‫السيولة‬ ‫‪27‬‬


‫أرصدة‬
‫‪m1 m2 m3‬‬ ‫المضاربة‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫ثالثا ‪ -‬النظرية الكمية الحديثة‪:‬‬


‫نسبت هذه النظرية لالقتصادي فريدمان والذي يرى أنه من الضروري‪ 1‬أن يعامل الطلب على النقود معاملة‬
‫الطلب على أي سلعة أخرى وعلى اعتبار أن الطلب على السلع والخدمات يعتمد على األتي‪:‬‬
‫حجم الدخل ‪ .2‬أسعار السلع األخرى ‪ .3‬مقدار اإلشباع من السلعة أو الخدمة‪.‬‬

‫و تنطبق‪ 1‬التحليل على الطلب كاألتي ‪:‬‬


‫بالنسبة للدخل فهناك‪ 1‬عالقة طردية بينه وبين الطلب على النقود و يقصد به الدخل الدائم وهو يعبر عن‬
‫متوسط الدخل المتوقع‬
‫‪  .1‬الدخل ‪  ‬الطلب على النقود بنسبة أكبر من زيادة الدخل ‪.‬‬
‫‪ .2‬يقصد بأسعار‪ 1‬السلع البديلة للنقود العوائد المتوقعة من االستخدامات األخرى للنقود وهي تشمل إلى‬
‫جانب النقود على األسهم ‪ ,‬السندات ‪ ,‬الاموال العينية ‪.‬‬

‫يوضح فريدمان أن الطلب على النقود يتحدد بمستوى تكلفة اإلحتفاظ بالنقود ‪ .‬وتتمثل هذه التكلفة فى‬
‫سعر الفائدة ومعدل اإلرتفاع في المستوى العام لألسعار الذي يؤدي‪ 1‬إلى فقدان النقود لجزء من قوتها‪1‬‬
‫الشرائية‪ .‬وبالتالي‪ 1‬كلما زادت تكلفة اإلحتفاظ بالنقود من خالل إرتفاع قيمة هذين العاملين أو أحدهما‪،‬‬
‫كلما قلت رغبة األفراد في اإلحتفاظ بالنقود وعلى ذلك فان العالقة بين تكلفة اإلحتفاظ بالنقود والطلب‬
‫عليها تعد عالقة عكسية‬
‫‪.3‬يصعب قياس اإلشباع المتحقق من النقود و لكن يمكن القول أن الفرد يطلب النقود للصرف‪ 1‬منها‬
‫على أموره اليومية المعتادة و لمواجهة الطوارئ الغير مؤقتة وبقاء النقود سائلة يحقق فوائد للفرد إال‬
‫أنه عليه تكلفة أيضا ً يمكن تقسيم تلك التكلفة إلى نوعين ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬وهو تكلفة الفرصة البديلة أي التضحية باستثمارها وتقاس بمعدل الفائدة السائد في‬
‫السوق ‪.‬‬
‫لثاني ‪ :‬انخفاض القوة الشرائية للنقود الناتجة من االرتفاع العام لألسعار بسبب التضخم ‪.‬‬
‫ويكن كتابة النظرية باألسلوب اآلتي ‪:‬‬

‫(‪)+‬‬ ‫( ‪)-‬‬ ‫( ‪)-‬‬ ‫( ‪)-‬‬

‫حيث ‪:‬‬

‫=‬ ‫الطلب المتبقي على األرصدة النقدية‬

‫‪Yp‬‬ ‫=‬ ‫الدخل الدائم‬


‫‪rm‬‬ ‫=‬ ‫العائد المتوقع‪ 1‬من إبقاء النقود سائلة‬
‫‪rb‬‬ ‫=‬ ‫العائد المتوقع‪ 1‬على السندات‬

‫‪28‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫‪re‬‬ ‫=‬ ‫العائد المتوقع‪ 1‬على األسهم‬


‫=‬ ‫معدل التضخم المتوقع‪1‬‬

‫فإذا إرتفعت العوائد على السندات واألسهم‪ 1‬واألصول األخرى مقارنة بالعائد من اإلحتفاظ بالنقود‪ ،‬فان الفرد‬
‫يفضل هذه البدائل على اإلحتفاظ بالنقود مما يقلل من طلبه على النقود‪ ،‬من جانب آخر‪ ،‬يعكس نسبة التضخم‬
‫التي تمثل ضريبة اإلحتفاظ بالنقود‪ ،‬فإذا توقع‪ 1‬الفرد إرتفاع مستوى‪ 1‬األسعار في المستقبل ومن ثم تناقص القوة‬
‫الشرائية للنقود‪ ،‬فإنه سيفضل السلع على النقود‪ ،‬وهذا يعني تناقص الطلب على النقود‬
‫‪ .‬وهذا التحليل يعطي أهمية للدخل عند دراسة الطلب على النقود و تتشابه هذه النظرية مع نظرية كمبردج بعد تبسيطها وحذف‬
‫معدل الفائدة منها لذلك تسمى أحيا ً بالنظرية الكمية الحديثة ‪.‬‬

‫أهم االختالفات بين تحليل كينز وتحليل فريدمان‬


‫‪ ‬ال يرى فريدمان دوراً‪ 1‬لسعر الفائدة فى التأثير على طلب النقود‪ ،‬وإن وجد فهو محدود للغاية‪ ،‬وهو ما‬
‫أفترضه فيشر‪ 1‬في نظريته الكالسيكية‪ ،‬أما كينز فإنه أضاف سعر الفائدة كأهم محدد للطلب على النقود من‬
‫خالل دافع المضاربة‪.‬‬
‫‪ ‬يرى فريدمان أن هناك أكثر من سعر للفائدة(معبرا عنها بمعدالت العائد) مؤثر في اإلقتصاد‪ ،‬بينما‬
‫يفترض كينز وجود‪ 1‬سعر فائدة واحد وهو سعر الفائدة على السندات‪ ،‬والذي يعتقد( كينز ) أنه المعبر‬
‫الحقيقي عن أسعار‪ 1‬الفائدة على األصول االخرى‪.‬‬
‫‪ ‬بينما ركز كينز على اإلختيار بين النقود والسندات جاعالً السندات تمثل الصور األخرى من الثروة‬
‫بخالف النقود‪ ،‬عبر فريدمان عن األشكال المختلفة للثروة من األسهم واإلستثمار في السلع المعمرة بشكل‬
‫واضح‪ ،‬سامحا ً بذلك بإمكانية تغير توزيع‪ 1‬الثروة بين األصول المختلفة وفقا ً لعوائدها‪.‬‬
‫‪ ‬لم يقم فريدمان بتقسيم الطلب على النقود الى طلب بدافع المعامالت وآخر بدافع اإلحتياط وثالث بدافع‬
‫المضاربة كما فعل كينز‪ ،‬ولكنه نظر الى النقود كسلعة مثل السلع األخرى تتمتع بعدد من المزايا التي‬
‫تجعل إستخدامها مفيدا‪ ً،‬ولذا لم يجد أهمية للفصل بين دوافع الطلب على النقود وفقا إلستخداماتها‬
‫‪ ‬ترى النظرية الكينزية أن سرعة دوران النقود ليست ثابتة‪ ،‬بل أنها تتغير تبعا ً للتغيرات في سعر الفائدة‬
‫أما النظرية النقدية الحديثة فترى في إستقرار الطلب على النقود إستقراراًفي‪ 1‬معدل دوران النقود‪ ،‬ويترتب‬
‫على إستقرار معدل دوران النقود أن التغيرات في عرض النقود هى التى تحدد حجم النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬يرى فريدمان أن دالة الطلب على النقود مستقرة‪ ،‬وذلك ألن المتغيرات التي تحدد الكمية المطلوبة من‬
‫النقود ال تتغير على نحو مفاجئ ومن ثم فان دالة الطلب على النقود تتمتع باإلستقرار في األجل القصير‪،‬‬
‫وعلى الجانب اآلخر‪ ،‬يرى كينز أن دالة الطلب على النقود غير مستقرة ألن تغير سعر الفائدة يصاحبه‬
‫تغير فى سرعة دوران النقود‪ ،‬وهذا يسبب عدم إستقرار دالة الطلب على النقود ‪.‬‬
‫‪ ‬إفترض كينز أن سعر الفائدة محدد للطلب على النقود‪ ،‬بينما يرى فريدمان أنه في حال تحقيق البنوك‬
‫أرباحا من القروض التي تمنحها‪ ،‬فستدفع تلك البنوك فائدة أعلى على الودائع لجلب المزيد منها‬
‫إلستثمارها في القروض وبالتالي‪ 1‬سيزيد‪ 1‬الطلب على النقود في هذه الحالة حتى مع إرتفاع الفائدة على‬
‫القروض والسندات ومن هنا توصل فريدمان إلى أن سعر الفائدة ال يؤثر على الكمية المطلوبة من النقود‬
‫‪- ‬إفترض فريدمان‪،‬على عكس كينز‪ ،‬أن النقود والسلع بدائل وأن األفراد يفاضلون بينهما عندما يقررون‬
‫كمية النقود التي يحتفظون بها‪ ،‬وهذا يعني أن التغير في كمية النقود يلعب دوراً في التأثير على حجم‬
‫اإلنفاق الكلي في اإلقتصاد‪1‬‬

‫الكتاب الفصل السادس – الفصل الثامن ( ‪) 170- 95‬‬

‫‪29‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫التوازن الكلي ‪:‬‬


‫من خالل العرض السابق للنظرية الكنزية توضح لنا وجود سوقين األول سلعي والثاني‪ 1‬نقدي ويتحقق‬
‫بهما التوازن كاألتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬شروط‪ 1‬التوازن في سوق النقد يمثل في تساوي كمية النقود المعروضة مع النقود المطلوبة ‪.‬‬
‫‪ .2‬شرط التوازن في السوق السلعي يمثل في التساوي بين االدخار و االستثمار ‪.‬‬
‫‪ .3‬تصحيح اإلختالالت في السوق النقدي يتحقق في األجل القصير وبسرعة أكبر من تحقيق‬
‫التوازن في السوق السلعي ‪.‬‬
‫‪ .4‬تصحيح اإلختالالت في السوق السلعي وتحقيق التوازن فيه يتحقق بسرعة أقل من تحققه في‬
‫سوق‪ 1‬النقد ‪.‬‬

‫التوازن في السوقين السلعي والنقدي ( منحنى ‪: ) L M , IS‬‬


‫بما أنه وتبعا ً لما سبق شرحه االستقرار‪ 1‬االقتصادي‪ 1‬ال بد أن ينطوي‪ 1‬على تحقيق التوازن النقدي‬
‫( التوازن في سوق النقود ) و التوازن السلعي ( التوازن في سوق السلع ) فقد فسرت منحنيات ‪L M ,‬‬
‫‪ IS‬كيفية حدوث هذا التوازن كاألتي ‪:‬‬
‫تقدم فكرة هذين المنحنيين على التميز في قطاعين رئيسيين في النظام االقتصادي‪ 1‬وهما ‪:‬‬
‫‪ )1‬القطاع النقدي ‪ :‬الذي يتضمن العمليات النقدية المتعلقة بعرض النقود و الطلب عليها و سعر‬
‫الفائدة‬
‫‪ )2‬القطاع الحقيقي ( السلعي ) ‪ :‬الذي يتضمن العمليات الحقيقية المتعلقة باالدخار و االستثمار و‬
‫الناتج و الدخل ويلعب سعر الفائدة دوراً مهما ً في كال القطاعين (( إذا يتحدد سعر الفائدة في‬
‫القطاع النقدي يتقاطع منحنى عرض النقود والطلب على النقود بينما يؤثر سعر الفائدة في مستوى‬
‫اإلستثمار في القطاع السلعي ‪.‬‬
‫أي أن سعر الفائدة هو همزة الوصل مابين القطاعين النقدي و السلعي وهذه هي فكرة تقاطع‬
‫منحنى ‪. LM , Is‬‬
‫منحنى ‪: Is‬‬
‫هو منحنى يعبر بيانيا ً عن عالقة عكسية بين مستويات الدخل المختلفة و أسعار الفائدة المناظرة لها‬
‫بحيث تمثل كل نقطة على هذا المنحنى مستوى معين من الدخل يقابل مستوى معين لسعر الفائدة ويمثل‬
‫في الوقت نفسه توازن القطاع السلعي أي تساوي‪ 1‬االدخار و االستثمار‪ 1‬وذلك وفقا ً للشكل األتي ‪:‬‬

‫سعر الفائدة‬
‫‪r‬‬
‫‪Is‬‬

‫مستوى الدخل‬
‫سعر الفائدة‬ ‫(‪)y‬‬
‫‪r‬‬ ‫منحنى ‪: Im‬‬
‫ً‬
‫بيانيا عن عالقة طردية بين الدخل وسعر‪ 1‬الفائدة بحيث‬ ‫ً‬
‫يسمي أحيانا بمنحنى‪ 1‬تفضيل السيولة وهو يعبر ‪L‬‬
‫‪ M‬معينة من سعر الفائدة أي النقاط التي تمثل تعادل‬
‫تمثل النقاط عليه مستويات‪ 1‬من الدخل تناظر‪ 1‬مستويات‬
‫ً‬
‫الطلب على النقود مع عرض النقود ويمثل التوازن في السوق‪ 1‬النقدي وذلك وفقا للشكل اآلتية ‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫مستوى الدخل‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫ونالحظ‪ 1‬أن كال المنحنيين يربطان ما بين سعر الفائدة ( ‪ ) r‬و الدخل ( ‪ ) y‬لذلك يمكن الجمع مابين‬
‫المنحنى معا ً وذلك لتحديد نقطة التوازن التي تحقق التوازن في السوق السلعي و السوق النقدي في أن‬
‫واحد وذلك وفقا ً للشكل اآلتي ‪:‬‬
‫سعر الفائدة‬
‫‪r‬‬
‫‪I‬‬ ‫‪L‬‬
‫‪s‬‬ ‫‪M‬‬

‫‪A‬‬
‫‪r‬‬
‫مستوى الدخل‬
‫‪y‬‬
‫(‪)y‬‬
‫بحيث يعبر النقطة ‪ A‬عن التوازن في االقتصاد‪ 1‬الذي يحقق توازن السوقين معا ً ويتحدد المستوى‪1‬‬
‫التوازني‪ 1‬للدخل القوي ( ‪ ) y‬الذي يماثله مستوى‪ 1‬معين من سعر الفائدة و يتمثل في ‪r‬‬

‫السياسات المالية والنقدية و أثرها في كال المنحنيين ‪:‬‬


‫أوالً ‪ :‬إنزحاف منحنى ‪: LM‬‬
‫بإستخدام السياسة النقدية يكمن التأثير‪ 1‬في عرض النقود سواء في الزيادة أو باالنخفاض وفي‬
‫حالة ‪ ‬عرض النقود فيزحف‪ 1‬منحنى ‪ LM‬بأكمله إلى اليمين وبالتالي‪ 1‬تنتقل نقطة التوازن من‬
‫النقطة ‪ A‬إلى النقطة ‪ B‬ويزداد بالتالي الدخل القوي كما ينخفض في الوقت نفسه سعر الفائدة وذلك‬
‫ألن ‪ ‬عرض النقود تعمل على ‪ ‬سعر الفائدة وبالتالي‪  1‬االستثمارات ومن ثم ‪ ‬الدخل ‪.‬‬
‫وذلك كما في الشكل اآلتي ‪:‬‬

‫سعر الفائدة‬
‫‪r‬‬
‫‪Is‬‬ ‫‪LM‬‬
‫( ‪)+‬‬

‫‪A‬‬
‫‪r‬‬ ‫‪B‬‬
‫( ‪r1 )-‬‬ ‫‪31‬‬
‫( ‪)+‬‬
‫مستوى الدخل‬
‫‪y y1‬‬
‫( ‪)+‬‬
‫(‪)y‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫و العكس بالنسبة لتحقيق عرض النقود و الذي سينقل المنحنى ‪ LM‬إلى اليسار‬

‫ثانيا ً ‪ :‬إنزحاف منحنى ‪: Is‬‬


‫باستخدام السياسة المالية االتفاق المكون و الضرائب بمنع أنه يمكن التأثير في منحنى ‪ Is‬و‬
‫إنزحافه فإذا اتخذنا سياسية بزيادة االتفاق الحكومي أو تحقيق الضرائب ( أو االثنين معا ً ) يمكن‬
‫إنزحاف منحنى ‪ Is‬إلى اليمين ‪.‬‬
‫وبالتالي انتقال نقطة التوازن من النقطة ( ‪ ) A‬إلى النقطة ( ‪ ) B‬حيث يرتفع سعر الفائدة من ‪ r‬إلى‬
‫‪ r1‬ويزداد‪ 1‬الدخل من ‪ y‬إلى ‪ y1‬وذلك ألن زيادة االتفاق الحكومي‪ 1‬سوف تؤدي لزيادة الدخل ( باستخدام‪1‬‬
‫المضاعف ) و باعتبار أن الطلب على النقود مرتبط‪ 1‬بالدخل و يتزايد الطلب على النقود رافع‬
‫المعامالت ومن ثم يزداد سعر الفائدة ‪.‬‬

‫سعر الفائدة‬
‫‪r‬‬
‫‪Is‬‬ ‫‪Is1‬‬ ‫‪LM‬‬

‫‪B‬‬
‫‪r1‬‬
‫( ‪)+‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪r‬‬
‫مستوى الدخل‬
‫‪y‬‬ ‫‪y1‬‬
‫(‪)y‬‬
‫( ‪)+‬‬
‫ويمكن تلخيص ما سبق في الجدول األتي ‪:‬‬

‫األثر على سعر الفائدة‬ ‫األثر على الدخل‬ ‫األثر على منحنى‬ ‫‪Is‬‬ ‫األثر على منحنى‬ ‫المتغير‪1‬‬
‫‪Lm‬‬
‫زيادة‬ ‫زيادة‬ ‫‪-‬‬ ‫ينزحف لليمين‬ ‫زيادة اإلتفاق الحكومي‬
‫إنخفاض‬ ‫إنخفاض‬ ‫‪-‬‬ ‫ينزحف لليسار‬ ‫زيادة الضرائب‬
‫إنخفاض‬ ‫زيادة‬ ‫ينزحف لليمين‬ ‫‪-‬‬ ‫زيادة عرض النقود‬

‫أوالً ‪ :‬السياسات النقدية المالية االنكماشية و التوسعية‬


‫‪:‬‬
‫تستطيع الدولة التأثير على عرض النقود بإستخدام‪ 1‬السياسات‬
‫‪ )1‬النقدية اآلتية ‪:‬‬
‫‪ .1‬نسبة االحتياطات القانونية ‪ :‬وهي نسبة من جملة الودائع لدى البنوك بطلب من البنك المركزي‪1‬‬
‫اإلحتفاض بها ‪  = ‬عرض النقود ‪.‬‬
‫‪ .2‬سعر الخصم ‪  =  :‬عرض النقود و هي عبارة عن معدل الفائدة الذي يتقاضاه البنك‬
‫المركزي من البنوك التجارية ‪.‬‬
‫‪ .3‬عمليات السوق المفتوح ‪ :‬يقصد بها دخول الدولة عن طريق البنك المركزي سوق اإلدارية‬
‫المالية بحيث أن بيع السندات مما يؤدي ‪ ‬عرض النقودو العكس صحيح ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫‪ )2‬السياسة المالية ‪:‬‬


‫‪ .1‬الضرائب بحيث أن ‪  = ‬عرض النقود ‪.‬‬
‫‪ .2‬االتفاق الحكومي‪  =  1‬عرض النقود ‪.‬‬
‫الدين العام االقتراض من الهيئات العامة ‪.‬‬
‫نقصد بالتغير‪ 1‬بعرض النقود التغير في كمية النقود خالل فترة زمنية معينة ‪.‬‬

‫الكتاب الفصل الخامس عشر ‪ +‬مراجع اخرى للمادة‬

‫البنوك المركزية‬
‫البنك المركزي‪ 1‬يقف على قمة النظام المصرفي‪ 1‬سواء من ناحية اإلصدار النقدي أو من ناحية العمليات‬
‫المصرفية‪ .‬و هو يمثل السلطة النقدية في الدولة حيث تتدخل بها الحكومة لتنفيذ سياستها االقتصادية وغالبا ما‬
‫نشأت البنوك المركزية كبنوك تجارية ثم تحولت إلى بنوك عامة تملكها الدولة‪.‬‬
‫ظهرت البنوك المركزية بصفتها المعرفية حاليا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ‪ ،‬وفي‬
‫البداية كان له حق اإلصدار النقدي فقط ولكن مع مرور‪ 1‬الزمن تطورت وظائفه بحيث أصبح ينص عليها في‬
‫األنظمة األساسية للبنوك‪.‬‬
‫تعريفة‪:‬‬
‫هو منشأة مصرفية ال تضع الربح في اعتبارها بقدر ما تستهدف‪ 1‬تدعيم النظام النقدي واالقتصادي في الدولة‪،‬‬
‫ونظرا ألهمية دوره يكون في العدة مملوكا بالكامل للدولة أو يخضع لرقابتها وهو األداة اإلشرافية الرقابية على‬
‫الجهاز المصرفي‪ 1‬كله‪.‬‬

‫خصائص البنك المركزي‬


‫‪ -1‬هو مؤسسة حكومية تنشأ بقرار من السلطات التشريعية أو السياسية في الدولة‪ ،‬ويمثلها أمام البنوك‬
‫سواء في اإلشراف أو الرقابة علي هذه البنوك‪.‬‬
‫‪ -2‬يحتل مركز الصدارة وقمة الجهاز المصرفي بما له من سلطات عليا علي جميع البنوك العاملة في‬
‫الدولة‪ ،‬وبما له من قدرة على إصدار النقود القانونية وتداولها‪ 1‬للوفاء باإللتزامات‪ ،‬والسيطرة علي شئون‬
‫النقود واالئتمان في اإلقتصاد‪ 1‬الوطني‪.‬‬
‫‪ -3‬هو مؤسسة وحيدة في نشاطها‪ ،‬وال تتعارض أعماله مع أعمال البنوك وال ينافسها‪1‬‬
‫‪ -4‬هو مؤسسة عامة تابعة للدولة‪ ،‬له مجلس إدارة مستقل في إدارته وفي‪ 1‬نظامه األساسي‪ ،‬وقد يكون له‬
‫اإلستقالل في قراراته في الكثير من األحيان‪ ،‬في بعض الدول‪.‬‬
‫‪ -5‬ال يسعى لتحقيق األرباح من عملياته‪ ،‬وإن تحققت له بعض األرباح فيكون ذلك من قبيل الصدفة أو‬
‫الظروف‪ 1‬العارضة‪ ،‬وليست األساسية ‪.‬‬

‫وظائف‪ 1‬المصرف المركزي‪1:‬‬


‫أوال‪ :‬البنك المصرفي مصرف اإلصدار‪:‬‬
‫فقد كان إصدار النقود مشاعا بين البنوك التجارية ولكن لوجود‪ 1‬الحاج لتماثل األوراق‪ 1‬النقدية المتداولة في الدول‬
‫ظهرت التشريعات التي تحصر حقوق اإلصدار في مصرف‪ 1‬واحد‪.‬‬
‫أسباب كون البنك المركزي مصرف‪ 1‬اإلصدار‪:‬‬
‫‪ .1‬النقود المصدرة من البنوك التجارية تعاني من تدني قيمتها وفقدان الثقة بها ولكن احتكار البنك‬
‫المركزي إلصدار‪ 1‬النقود يعطيها السمعة والثقة خاصة في أوقات األزمات‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫إصدار النقود وظيفة مربحة ومن الطبيعي أن يعود الربح للدولة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫احتكار البنك المركزي‪ 1‬إلصدار النقود يعطي‪ 1‬له قدر اكبر على التحكم في العرض الكلي للنقود وبالتالي‪1‬‬ ‫‪.3‬‬
‫معالجة األزمات االقتصادية‪.‬‬
‫سهولة اتخاذ السياسات النقدية و تنفيذها‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تمكين البنك المركزي‪ 1‬من الرقابة على البنوك األخرى‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫ضوابط اإلصدار‪ 1‬النقدي‪:‬‬


‫عندما نعرف أن البنك المركزي‪ 1‬له حق اإلصدار‪ 1‬قد يخطر على بالنا السؤال األتي‪:‬‬

‫ما هي الضوابط‪ 1‬التي تحكم عملية طبع النقود؟‬


‫هناك العديد من المعايير التي تتحكم في مقدرة البنك على اإلصدار ( منها بعض المعايير‪ 1‬التي درسناها‪ 1‬في‬
‫محاضرة عرض النقود نظام الورق اإللزامي) والعوامل اآلتية‪:‬‬
‫تغطية نسبة معينة من اإلصدار النقدي بالذهب والباقي‪ 1‬بالموجودات األخرى‪.‬‬
‫التغطية الكاملة بالذهب و كانت سائدة سابق ‪.‬‬
‫تحديد حد أعلى للمصدر من النقود وذلك بالرجوع‪ 1‬للسلطة التنفيذية‪.‬‬
‫نظام االصدار الحر حسب الحاجة اقتصاديا‪. 1‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬البنك المركزي مصرف الحكومة‪:‬‬


‫يقوم البنك المركزي بأداء خدمات الدولة المصرفية وبذلك يكون أداة الدولة في تنفيذ السياسة النقدية الخاصة بها‬
‫حتى لو لم يكن البنك مملوكا بالكامل للدولة‪ ،‬وهذه الوظائف‪ 1‬هي‪:‬‬
‫‪ ‬مسك الحسابات لدولة وهي تقوم بإيداع ودائعها لدية ويقوم البنك بمباشرة المدفوعات الحكومية‪.‬‬
‫‪ ‬إصدار القروض العامة واإلشراف‪ 1‬عليها‪.‬‬
‫‪ ‬يتولى معامالت الحكومة مع الخارج من حيث مسك حسابات االتفاقيات المعقودة ويحتفظ برصيد‬
‫العمالت األجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬إبداء النصح و المشورة فيما يتعلق بالسياسات الواجب إتباعها لمواجهة الظروف المختلفة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬المصرف‪ 1‬المركزي مصرف المصارف‪:‬‬


‫بحيث تتعامل كافة المصارف‪ 1‬الموجودة معه وهو المصرف‪ 1‬الذي تحتفظ به المصارف‪ 1‬التجارية به بودائعها‪ 1‬و‬
‫تلجأ إليه المصارف التجارية إلقراضها‪ 1‬عند اللزوم وبالتالي يقوم البنك المركزي‪ 1‬هنا بأداء الوظائف‪ 1‬التالية‪:‬‬
‫يحتفظ البنك المركزي‪ 1‬للبنوك التجارية بجزء من أرصدتها‪ 1‬النقدية وذلك الجزء يتم تحديده إما‬ ‫‪‬‬
‫بالقانون أو بالعرف و إجبار البنوك التجارية لالحتفاظ بهذا الجزء لدى البنك المركزي يحقق األهداف‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬ضمان تحقيق سيولة المصارف التجارية وحمايتها في مواجهة الظروف الطارئة‪.‬‬
‫‪ .2‬تعتبر نسبة االحتياطي النقدي أداة من األدوات التي يستخدمها البنك المركزي لرقابته على االئتمان المصرفي‪.‬‬

‫تسوية المعامالت بين المصارف التجارية المختلفة عن طريق حساباتها لدى البنك المركزي‪1.‬‬ ‫‪‬‬
‫يقوم بوظيفة المقرض األخير فلو حدثت أي ظروف‪ 1‬مفاجئة للسوق زادت من الطلب على النقود‬ ‫‪‬‬
‫بحيث أن المصارف التجارية أصبحت ال تستطيع‪ 1‬تلبية الزيادة تلجئ للبنك المركزي لتقترض منه‬
‫ما يكفي لمواجهة هذا الطلب االستثنائي‪1.‬‬

‫رابعاً‪ :‬البنك المركزي هو المشرف على شئون االئتمان‪:‬‬


‫وهذه هي أهم وظائف البنك المركزي‪ 1‬في العصر الحديث وذلك لكونها تتحكم في تأثير البنك في وضع‬
‫السياسة االئتمانية التي يتبعها المصرف‪ 1‬التجاري وذلك لكونه لديها القدرة على خلق االئتمان وبالتالي التأثير‬

‫‪34‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫على عرض النقود وال يمكن أن تترك المصارف التجارية تتوسع دائما ً بالشكل الذي قد ال يكون متالئما ً مع‬
‫الظروف‪ 1‬السائدة‪.‬‬

‫ويمارس البنك المركزي الرقابة على االئتمان من خالل األساليب اآلتية‪:‬‬


‫‪ .1‬سياسة سعر الخصم‪:‬‬
‫وهو السعر الذي يتقاضاه البنك المركزي نظير إعادة خصم األوراق التجارية أي أنه (السعر الذي‬
‫يتقاضاه البنك المركزي من المصارف التجارية نتيجة تقديم القروض لها) وفي‪ 1‬حالة رفع هذا السعر‬
‫يؤدي ذلك النكماش تلك العمليات ومن ثم انخفاض عرض النقد والعكس في حالة الزيادة في عرض‬
‫النقود‪.‬‬

‫‪ .2‬تغيير نسبة االحتياطي القانوني‪:‬‬


‫تتأثر قدرة المصارف التجارية في منحها لالئتمان بنسبة االحتياطي القانوني الذي يقرره البنك‬
‫المركزي ويلزم‪ 1‬المصارف التجارية بها كاحتياطيات‪ 1‬نقدية تودع في البنك المركزي‪ 1‬وتغير هذه النسبة‬
‫بشكل يسمح بتوسيع‪ 1‬أو تقييد حجم االئتمان المصرفي حسب الوضع السائد إذ يعتمد المصرف‪ 1‬المركزي‬
‫إلى زيادة هذه النسبة في حالة الرواج وبالتالي‪ 1‬يقل عرض النقود وعموما توجد عالقة عكسية بين نسبة‬
‫االحتياطي النقدي وبين القدرة على خلق النقود من قبل المصارف‪ 1‬التجارية‪.‬‬

‫‪ .3‬عمليات السوق المفتوحة‪:‬‬


‫وهي وسيلة يستخدمها‪ 1‬البنك المركزي للتأثير على حجم االئتمان وتسمى‪ 1‬أحيانا بعمليات السوق‬
‫المفتوحة وذلك عن طريق قيام البنك المركزي بعمليات بيع وشراء األوراق المالية في السوق المالية‬
‫وذلك للتأثير على االحتياطيات النقدية للمصارف التجارية على كمية النقود المتاحة في المجتمع حسب‬
‫الحالة االقتصادية السائدة (بيع السندات للتخفيض من عرض النقود في حال التضخم و الععكس شرائها‬
‫في اوقات الكساد )‪.‬‬

‫وتعرف األساليب السابقة بالرقابة الكمية الغيرالمباشرة على االئتمان كما يمكن للبنك مراقبة االئتمان‬
‫مراقبة عينية ( المباشرة ) من خالل أساليب اإلقناع و التوجيه األدبي للبنوك التجارية‪.‬‬
‫التأثير أو اإلغراء األدبي ويتوقف نجاح هذا التأثير‪ 1‬علي عدة عوامل من أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬درجة أهمية البنك المركزي‪ 1‬للبنوك التجارية وللجهاز المصرفي بصفة عامة‬
‫‪ ‬مستوى التنسيق والتعاون القائم بين البنك المركزي والبنوك‪ 1‬التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬مدي مصداقية البنك المركزي في الوقوف‪ 1‬مع البنوك التجارية إزاء المشكالت والصعوبات‪ 1‬والمعوقات‪1‬‬
‫التي تتعرض لها في بعض األحيان‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد سقوف االئتمان‬
‫‪ ‬تحديد حصص إعادة خصم األوراق‪ 1‬التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد سقوف لسعر الفائدة و‪ -‬التسهيالت االئتمانية المباشرة‬
‫‪ ‬تحديد أغراض االئتمان‬
‫‪ ‬الرقابة اإلدارية من البنك المركزي‬

‫ميزانية البنك المركزي‪:‬‬


‫يمكن تقديم ميزانية مبسطة للبنك المركزي في الشكل اآلتي‪:‬‬

‫خصومات مطلوبة‬ ‫أصول ( موجودات )‬


‫عمالت متداولة‬ ‫سندات حكومية‬

‫‪35‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫احتياطات إجمالية‬ ‫قروض مخصومة‬

‫أوالً الخصوم‪1:‬‬
‫وبما أن البنك المركزي هو بنك اإلصدار فإن جميع العمالت المتداولة هي من الخصوم‪ 1‬ويقصد‬
‫باالحتياطات إيداعات البنوك التجارية لدى البنك المركزي‪ .‬وهي عبارة عن العمالت المتداولة‬
‫واالحتياطات‪ 1‬اإلجمالية وبما أن البنك المركزي هو بنك اإلصدار فإن جميع المعامالت المتداولة‬
‫الورقية والمعدنية هي من ضمن الخصوم وتعتبر‪ 1‬النقود المصدر‪ 1‬كدين من قبل البنك المركزي‪ 1‬كامل‬
‫تلك النقود أما بالنسبة لالحتياطات فيقصد‪ 1‬بها إيداعات البنوك التجارة لدى البنك المركزي و زيادة تلك‬
‫االحتياطات ↑ ← ↑ عن قدرة البنوك التجارية على االثرالف ← ↑ عرض النقود‬

‫ثانياً‪ :‬األصول‪:‬‬
‫اإلجمالية لدى وتغير تلك األصول يؤدي لتغير االحتياطات البنوك التجارية ومن ثم تغير عرض النقود‬
‫ويحصل البنك المركزي‪ 1‬على فوائد من جانب تلك األصول‪ .‬تعتبر السندات الحكومية و القروض‬
‫المخصوصة من أهم األصول وتعتبر‪ 1‬تلك األصول يؤدي إلى تغيير االحتياطات اإلجمالية لدى البنوك‬
‫التجارية ومن ثم تغير عرض النقود ويحصل كذلك البنك المركزي‪ 1‬على فوائد‪ 1‬من جانب تلك األصول‬
‫بينما ال يتحمل أي تكاليف من جانب الخصوم‪ 1‬وهي عبارة عن السندات المصدرة من قبل الدولة بحيث‬
‫مثالً يستطيع البنك ↓ عرض النقود من خالل بيع السندات الحكومية والعكس في حالة زيادة العرض ‪،‬‬
‫وتسمى الفوائد التي يتحملها البنك مقابل القروض المخصومة بسعر الخصم‪.‬‬

‫أهداف السياسة الكلية‪:‬‬


‫تحقيق مستوى‪ 1‬عالي من التوظيف‪:‬‬
‫وذلك لكون وجود البطالة يعني إهدار للموارد البشرية وبالعادة يوجد مستوى‪1‬‬
‫مقبول من البطالة يسمى بالمستوى الطبيعي ال يؤثر‪ 1‬في الناتج‪.‬‬
‫استقرار المستوى العام لألسعار‪:‬‬
‫وذلك بمحاربة التضخم وذلك ألنه يخلق نوعا من عدم الثقة في المستقبل األمر الذي‬
‫ينعكس على االدخار و االستثمار‪.‬‬
‫النمو االقتصادي‪1:‬‬
‫لئن الدولة من خالل السياسة النقدية تستطيع التأثير في االستثمار وبالتالي زيادة معدالت نمو‬
‫االقتصاد‪ 1‬وليس فقط من خالل زيادة رأس المال فقط ولكن من خالل رفع المستوى التقني أيضا‪.‬‬
‫استقرار سعر الصرف للعملة المحلية‪:‬‬
‫وذلك لكونه من المعروف وجود‪ 1‬عالقة عكسية بين سعر الصرف‪ 1‬للعملة لدولة ما وبين صادرات‬
‫تلك الدولة فانخفاض سعر صرف الدوالر مقابل الين مثالً يؤدي لزيادة الصادرات األمريكية‬
‫بسبب انخفاض سعرها و انخفاض واردات الواليات األمريكية من اليابان الرتفاع سعرها‪ .‬ومن‬
‫المهم السيطرة على التغيرات في سعر العملة لتأثيراتها‪ 1‬المباشرة على االقتصاد‪ 1‬المحلي‪.‬‬

‫يالحظ أنه قد يظهر هناك تعرض بين أهداف السياسة النقدية فبما بينها ولكن من المهم تحديد الهدف الرئيسي للسياسة النقدية‬
‫وبالتالي اتخاذ السياسة المالئمة لها باستخدام األساليب السابقة ( أساليب الرقابة على االئتمان)‪.‬‬

‫الفصل السادس عشر و السابع عشر ( الكتاب ‪ :‬ص ‪) 292- 265‬‬

‫مؤسسة النقد العربي السعودي‪:‬‬


‫هي الجهة التي تمثل البنك المركزي في المملكة العربية السعودية ولقد تم إنشاءها في عام‪1371:‬هـ ثم جرى‬
‫إعادة تنظيمها‪ 1‬في عام ‪1377 :‬هـ ولقد نص مرسوم‪ 1‬إنشائها على أن وظائفها األساسية هي ‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫إصدار ودعم النقد السعودي وتوطيد قيمته في داخل البالد وخارجها‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أن تقوم بأعمال مصرف الحكومة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫مراقبة المصارف التجارية و المشتغلين بأعمال مبادلة العمالت‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫كما ضم الحقا ً وظيفة اإلدارة واستثمار االحتياطي األجنبي وأصبحت بالتالي تقوم بكل وظائف البنك المركزي‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫البنوك التجارية في المملكة العربية السعودية‪:‬‬

‫كانت الصرافة تمارس في مناطق‪ 1‬المملكة المختلفة من حيث استبدال النقود المعدنية وخدمات حفظ‬ ‫‪‬‬
‫األموال خصوصا ً في المناطق التجارية مثل جدة‪.‬‬
‫كان االئتمان يقدم على صفة تأجيل دفع الثمن للمزارعين والتجار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يعتبر البنك الهولندي‪ 1‬أول بنك أنشأ في المملكة وقد أسس لغرض تسهيل معامالت الحجاج االندونسين‬ ‫‪‬‬
‫( حيث كانت اندونيسيا‪ 1‬ضمن المستعمرات الهولندية) ‪.‬‬
‫تعددت دور‪ 1‬الصرافة السيما في مكة وجدة نظراً لتعدد العمالت السائدة في التعامالت خاصة في فترة‬ ‫‪‬‬
‫الحج وقد‪ 1‬مارس بعضهم‪ 1‬أعماالً مصرفية مثل قبول الودائع وفتح االعتمادات المستتدية‪.‬‬
‫افتتح البنك األهلي التجاري في عام ‪ 1938‬كأقدم‪ 1‬البنوك التجارية وقد كانت تطوير لشركة الكعكي وبن‬ ‫‪‬‬
‫محفوظ للصرافة‪.‬‬
‫صدر نظام سعودة البنوك وأعيد تنظيم الفروع المحلية للبنوك األجنبية بحيث تحولت إلى شركات مساهمة‬ ‫‪‬‬
‫سعودية وبالتالي أصبح عدد البنوك التجارية السعودية (‪ )12‬بنك وتوسعت شبكة البنوك وزاد عدد‬
‫فروعها وصاحب ذلك تحسين في خدماتها‪.‬‬

‫البنوك التجارية‬
‫يقصد بالبنك التجاري‪:‬‬
‫أي مؤسسة أو شركة مساهمة مكونة لغرض التعامل في النقود واالئتمان وهي المكان الذي يتم فيه حفظ الودائع‬
‫النقدية وتقديم السلف النقدي وتيسير المدفوعات عن طريق‪ 1‬القيود الدفترية ( نقل حساب لعميل أخر) بطرق‪1‬‬
‫مختلفة بحيث تقلل من الحاجة الفعلية للنقود‪ ،‬وعلى المدى التاريخي كانت البنوك التجارية عبارة عن نوعين‬
‫معروفين باسم ‪:‬‬
‫‪ ‬بنوك القبول وتشتغل بأعمال خاصة بقبول االئتمان‪.‬‬
‫‪ ‬بنوك اإلصدار وتشتغل بالعمليات الخاصة بإصدارات رأس المال نيابة عن عمالئها‪.‬‬
‫تعريف كلمة ائتمان‪:‬‬
‫في الشئون المالية يعني عادة قرضا‪ 1‬أو حسابا على المكشوف يمنحه أحد البنوك لعمالئه ويعني حجم االئتمان‪:‬‬
‫المقدار الكلي للقروض و السلف التي يمنحها النظام‪ 1‬المصرفي و المكونة عادة من‪:‬‬
‫‪ .1‬البنك المركزي‪1.‬‬
‫‪ .2‬البنوك التجارية‪.‬‬
‫‪ .3‬البنوك المتخصصة‪.‬‬

‫أنواع االئتمان‬
‫يمكن تقسيم االئتمان الى اقسام عديدة وفق لمعايير مختلفة هي االتي‬
‫‪ -1‬أنواع االئتمان وفقا للفترة الزمنية(المدة)‪ :‬فهو إما ائتمان قصير‪ 1‬أو متوسط‪ 1‬أو طويل األجل ‪ .‬ويؤثر‪ 1‬ذلك‬
‫في عملية ‪.‬‬
‫إحتساب سعر الفائدة الذي يتقاضاه البنك نظير منح االئتمان ‪.‬‬
‫‪ -2‬أنواع االئتمان وفقا للغرض من القرض‪ :‬فقد يكون االئتمان إما ألغراض إنتاجية أو استهالكية أو‬
‫تجارية ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫‪ -3‬أنواع االئتمان وفقا للضمانات‪ :‬فهو إما ضمان شخصى‪ 1‬يرتكز علي ثقة البنك بالعميل دون غيرها‪ ،‬أو‬
‫ائتمان مضمون ‪ .‬برهونات أو كفاالت يقدمها العميل للبنك‪ ،‬ويسمى‪ 1‬في هذه الحالة باالئتمان العيني‬
‫‪ -4‬أنواع االئتمان حسب الجهة التي تحتاج إلى تمويل‪ :‬االئتمان العام (الحكومة ومؤسساتها) و االئتمان‬
‫الخاص(لألفراد‪ 1‬و الشركات )‪.‬‬
‫ولكل نوع من هذه األنواع تكلفته ومردوداته علي البنك‪ ،‬ومخاطره المتوقعة‪ ،‬و التي في حالة تحققها تؤدي إلي‬
‫عدم سداد القروض‪ ،‬وخسارة البنك للمبلغ الذي أقرضه‪.‬‬

‫نشأة البنوك التجارية ‪:‬‬


‫يرتبط ظهورها تاريخيا ً بتطور الصائغة و الصيارفة حيث كان التجار يقومون بحفظ نقودهم لديهم خوفا ً من الضياع و السرقة مع‬
‫تسلم المودع إيصاال يتضمن مقدار وديعته ويحصل البنك مقابل ذلك على رسم ومع الزمن أصبح هناك قبوالً لتلك اإليصاالت من‬
‫قبل األطراف الدائنة و المدينة‪ 1‬ومن ثم توافرت لدى البنوك إمكانية خلق التزامات على نفسها تزيد عدة مرات عما هو متوفر لديها‬
‫من ودائع عن طريق إقراضها والحصول مقابل ذلك على فوائد‪1.‬‬
‫وبالتالي تحولت البنوك التجارية من كونها مؤسسات مالية وسيطة بين المدخرين و المستثمرين فقط ‘إلى كونها مؤسسات مالية‬
‫لديها القدرة على التأثير في عرض النقود من خالل قدراتها على خلق النقود ( منح االئتمان)‪.‬‬

‫من وظائف البنك التجاري الهامة ما يلي‪:‬‬


‫‪ .1‬التوسط بين المدخرين ( المقرضين) والمستثمرين ( المستقرضين) وهي عبارة عن تجميع المدخرات‬
‫ووضعها‪ 1‬في متناول‪ 1‬األفراد‪ 1‬أو المشروعات الراغبة في االقتراض‪.‬‬
‫‪ .2‬خلق النقود وهي وظيفة أشد أهمية من الوظيفة األولى تتميز بها البنوك التجارية ويمكن من خاللها‬
‫التأثير على عرض النقود وسيتم شرحها‪ 1‬بالتفصيل الحقاً‪.‬‬
‫‪ .3‬العمليات المصرفية وتتمثل في تسوية حسابات العمالء‪.‬‬
‫و التي يمكن تفصيلها في االتي ‪:‬‬
‫‪ )1‬قبول الودائع بجميع أنواعها وإيداعها في حسابات العمالء ‪.‬‬
‫‪ )2‬إقراض األموال ومنح التسهيالت اإلئتمانية‬
‫‪ )3‬خصم األوراق التجارية‪ ،‬مثل الكمبياالت أو تحصيلها عندما يحين موعد إستحقاقها ‪.‬‬
‫‪ )4‬بيع وشراء األوراق المالية لحسابها أو لحساب العمالء‪ ،‬والقيام بوظيفة أمناء اإلستثمار‪ 1‬لحساب العمالء‬
‫‪ )5‬القيام بخدمات بالنيابة عن عمالئها‪ ،‬مثل التحويالت النقدية وتحصيل الشيكات أو الكمبياالت‪ ،‬وسداد‬
‫الديون نيابة عنهم عند موعد اإلستحقاق‬
‫خصائص البنوك التجارية‬
‫‪ -1‬رقابة البنك المركزي‪ ،‬تتأثر أعمال البنوك التجارية برقابة البنك المركزي‪ 1‬وال تؤثر‪ 1‬عليه‪ ،‬حيث أن للبنك‬
‫المركزي سلطة الرقابة علي البنوك العاملة في الدولة‪ ،‬وتحديد‪ 1‬النسب الخاصة بنشاطها‪ 1‬مثل نسبة‬
‫اإلحتياطي القانوني‪ ،‬ونسبة السيولة‪ ،‬وتحديد أسعار الخصم‪ ،‬وتسعير بعض الخدمات‪.‬‬
‫‪ -2‬التعدد والتنوع‪ ،‬حيث تتعدد البنوك التجارية وتتنوع‪ 1‬تبعا ً لحاجة النشاط االقتصادي إلى النقود الورقية‬
‫والمعدنية و المصرفية ‪ ،‬وحسب طبيعة التعامالت ‪ .‬وتنتشر‪ 1‬فروع البنوك التجارية بين األماكن المختلفة‬
‫حسب التوزيع المكاني( الجغرافى ) لهذا النشاط ‪ ،‬أو أزمنة ممارسته‪.‬‬
‫‪ -3‬إختالف النقود المصرفية عن النقود القانونية في قوة اإلبراء‪ ،‬وتتزايد قوة إبراء النقود المصرفية بالمزيد‬
‫من الثقة في أدوات البنوك التجارية وأعمالها‪ ،‬وبزيادة الوعي المصرفي وإنتشاره بين السكان‪ ،‬وبالتعامل‬
‫السليم بالقواعد واألنظمة والتعليمات التي تحكمه‪.‬‬
‫‪ -4‬تحقيق األرباح‪ ،‬تسعي البنوك التجارية إلي تحقيق األرباح من خالل جميع األعمال التي تمارسها‪ 1‬سواء‬
‫لعمالئها أو لآلخرين ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫ميزانية البنك التجاري‪:‬‬


‫يمكن تلخيص ميزانية البنك التجاري بالشكل االتي‬

‫الخصم ( الموارد )‬ ‫األصول ( الموجودات )‬


‫رأس المال المدفوع‪1‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬النقود السائلة‬
‫االحتياطي النقدي لدى البنك المركزي أو لدى‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬حافظة األوراق‪ 1‬المالية‬
‫البنك نفسه‪.‬‬ ‫‪ .1‬أذونات خزانة‬
‫األرباح غير الموزعة‬ ‫‪‬‬ ‫‪ .2‬أوراق تجارية مخصومة‬
‫القروض من المصارف التي يقترضها البنك من‬ ‫‪‬‬ ‫‪ .3‬أوراق مالية‬
‫اطراف اخرى‬ ‫‪ ‬السلف و القروض التي يقدمها‬
‫الودائع‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫البنك التجاري لالفراد‪ 1‬او للهيئات‬
‫‪ .1‬الودائع التجارية‬ ‫الحكومية و الشركات‬
‫‪ .2‬الودائع الثابتة‬ ‫‪ ‬األصول الثابتة‬
‫‪ .3‬ودائع التوفير‬

‫أوالً الخصوم ‪:‬‬


‫رأس المال المدفوع‪ 1:‬وهو مجموع المبالغ المدفوعة التي قام أصحاب البنك والمساهمين‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫االحتياطي النقدي لدى البنك المركزي ويكون ملزما فيه بتحديد من البنك المركزي (‪. )RRR‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المبالغ التي تم استقطاعها من اإلرباح خالل السنوات السابقة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫قد تلجأ المصارف‪ 1‬التجارية لالقتراض من بعضها‪ 1‬إذا عجزت مواردها الذاتية عن تمويل هذه العمليات‬ ‫‪.4‬‬
‫بالكامل وتفضل البنوك االقتراض مع بعضها البعض قبل اللجوء إلى المصرف‪ 1‬المركزي بسبب‬
‫انخفاض سعر الفائدة على هذه القروض كما أنها قصيرة األجل ولكن إذا عجزت البنوك التجارية‬
‫األخرى عن تلبية طلب اإلقراض تلجا للبنك المركزي والذي يستخدم استجابته أو رفضه كأداة لمراقبة‬
‫االئتمان وذلك حسب الوضع السائد‪.‬‬
‫الودائع بانواعها و سنقوم بشرحها بالتفصيل الحقا‬ ‫‪.5‬‬

‫ثانيا ً األصول‪:‬‬
‫النقود السائلة‪ :‬تحتفظ البنوك بجزء من النقود السائلة في خزانتها‪ 1‬لمقابلة الفروق التي تنشأ بين كمية‬ ‫‪-1‬‬
‫اإليداع وكمية السحب والتي قد تكون موجبة أحيانا ً أو سالبة أحيانا ً أخرى وهي أقل األصول ربحية‬
‫ولكنها تمثل سيولة البنك لمواجهة الزيادة في السحب‪.‬‬
‫حافظة الورق‪ 1‬المالية ‪ :‬حيث يحتفظ البنك التجاري بمجموعة من األوراق المالية والتجارية التي تستحق‪1‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الدفع في آجال معينة ومن أهم هذه األوراق ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬سندات الخزانة‪ :‬تسمى أحيانا ً باالذونات الحكومية ‪ ،‬وهي عبارة عن سندات تصدرها الحكومة تستحق الدفع‬
‫في فترات قصيرة تعطي الحكومة لها فائدة منخفضة نوعا ما ولكن تتقبل البنوك التجارية على شرائها لما‬
‫تتمتع به من سيولة عالية‪.‬‬
‫‪ ‬األوراق التجارية‪ :‬مثل الكمبياالت وتتمتع بدرجة عالية من السيولة ويحتفظ بها البنك التجاري حتى موعد‬
‫استحقاقها‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫‪ ‬األسهم والسندات ‪ :‬وهي أسهم الشركات األخرى والتي يتم تداولها في السوق المالية ويتعرض البنك‬
‫للتقلبات في أسعارها ولكنها تدر عائد مرتفع‪.‬‬
‫السلف والقروض‪ :‬وتبتعد‪ 1‬البنوك عادة عن السلف ذات األجل الطويل وتكتفي بالمتوسطة األجل التي ال‬ ‫‪-3‬‬
‫يتعدى مداها سنتين وتكون بضمان عيني أو شخصي وهي من المجاالت الرئيسية لعمل البنوك‪.‬‬
‫األصول الثابتة‪ :‬وتعتبر ضرورية لممارسة البنك لعملة مثل المباني والمعدات و األدوات التي يستخدمها‪1‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وهي من أقلها إدرار للربح بحيث ال يمكن تحويلها‪ 1‬إلى نقود إال بعد تصفية البنك وتوقفه عن العمل‪.‬‬

‫الودائع أهم بند في الخصوم‪:‬‬


‫وهي المصدر الرئيسي لمكونات البنك التجاري‪ 1‬وتكون عبارة عن ديون مستحقة ألصحابها لدى البنك التجاري‬
‫وتنقسم إلى ما يلي‪:‬‬
‫الودائع الجارية ‪ :‬وهي عبارة عن مبلغ من المال يودع لدى البنك يمكن سحبه دون إخطار مسبق وال تدفع البنوك‬ ‫‪‬‬
‫التجارية فوائد على هذا النوع من الودائع وهو مصدر أساسي لسيولة البنك‬
‫الودائع الثابتة األجل‪ :‬وهي ودائع يلتزم بها البنك بموجبها الدفع في وقت الحق ويتم االتفاق على هذا الوقت بين المودع‬ ‫‪‬‬
‫و البنك ويقوم البنك بدفع سعر فائدة عليها لئن المودع يضحي بسحب وديعته‪ 1‬ويتلقى لقاء ذلك ثمن هذه التضحية وهو‬
‫سعر الفائدة‪.‬‬
‫ودائع التوفير‪ :‬وهي ودائع تودع لدى البنوك آلجال طويلة وتدفع عنها البنوك أسعار فائدة تحدد مسبقا ً ومعظم هذه‬ ‫‪‬‬
‫الودائع شخصية ونسبتها إلجمالي الودائع ضئيلة جداً‪.‬‬

‫ويمكن التفريق بين أنواع الودائع كالتالي‪:‬‬


‫الودائع االدخارية‬ ‫الودائع الجارية‬
‫‪ .1‬تعكس الطلب على النقود ألغراض االدخار‬ ‫‪ .1‬تعكس الطلب على النقود‬
‫كمخزن للقيمة‪.‬‬ ‫ألغراض المبادالت‪.‬‬
‫‪ .2‬ذات سيولة منخفضة وتنخفض أهميتها من نسبية‬ ‫‪ .2‬ذات سيولة مرتفعة وتتطلب توفير‬
‫الودائع ولكنها تساعد البنك على التوسع في منح‬ ‫قدر كبير من االحتياطي‪ 1‬النقدي‬
‫االئتمان‪.‬‬ ‫لمواجهتها‪.‬‬
‫‪ .3‬يدفع البنك سعر الفائدة عنها‪.‬‬ ‫‪ .3‬ال يدفع البنك عنها سعر الفائدة‬

‫السيولة النقدية للبنك التجاري‪:1‬‬


‫تقاس سيولة البنك التجاري بالمقاييس اآلتية‪:‬‬
‫أوالً ‪ -‬نسبة االحتياطي‪ : 1‬و تقاس كالتالي‬
‫النقود بخزينة البنك ‪ /‬اجمالي الودائع‬

‫ثانيا ً ‪ -‬نسبة الرصيد النقدي ‪ :‬و تقاس كالتالي‬


‫النقود بخزينة البنك ‪ +‬النقود بخزينة البنك المركزي‪ 1/‬إجمالي الودائع‬

‫ثالثا ً ‪ -‬نسبة السيولة النقدية و تقاس كالتالي‬


‫النقود بخزينة البنك ‪ +‬النقود بخزينة البنك المركزي‪ + 1‬األوراق المالية قصيرة األجل‪ /‬إجمالي الودائع‬
‫( و يعتبر أكثر المقاييس دقة )‬

‫سالمة المركز المالي للبنك التجاريو تسمى احيانا يسار البنك التجاري‪: 1‬‬
‫تقاس سالمة البنك التجاري وكونه يحقق أرباحا ً أو خسائر من خالل القانون األتي‪:‬‬
‫= إجمالي األصول‪ /‬إجمالي الخصوم‬

‫‪ .1‬إذا كان الناتج > ‪ 1‬صحيح فإن البنك يحقق أرباحا ً‬

‫‪40‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫‪ .2‬إذا كان الناتج < ‪ 1‬صحيح فإن البنك يحقق خسارة وبحسب االحتياطي القانوني لدى البنك المركزي ‪.‬‬

‫كيف يتصرف البنك إذا كانت سيولته منخفضة؟‬

‫يمكن للبنك التجاري في هذه الحالة ان أن يسعي البنك إلي زيادة أرصدته عن طريق واحد أو أكثر من‬
‫المصادر التالية‪:‬‬

‫‪.‬إيداع نقود جديدة من األفراد أو الشركات أو الهيئات الحكومية‬ ‫‪-1‬‬


‫‪.‬طلب سداد القروض التي للبنك عند الغير‬ ‫‪-2‬‬
‫‪.‬تحقيق رصيد‪ 1‬دائن للبنك من البنوك األخرى والمراسلين‬ ‫‪-3‬‬
‫‪.‬اإلقتراض من البنك المركزي‬ ‫‪-4‬‬
‫‪.‬طلب زيادة رأس المال من المساهمين‬ ‫‪-5‬‬
‫محددات السيولة النقدية‬
‫يمكن إيجاز محددات السيولة النقدية فيما يلي‪:‬‬
‫‪. -1‬التغير في الرصيد‪ 1‬النقدي من واحد أو أكثر من المصادر‪ 1‬السابقة ‪.‬‬
‫‪. -2‬التغير في نسبة اإلحتياطي القانوني التي يفرضها‪ 1‬البنك المركزي علي البنوك التجارية ‪.‬‬
‫‪. -3‬تحويل العمالء لودائعهم من ودائع جارية(تحت الطلب) إلي ودائع غير جارية(إدخارية وألجل وشبه‬
‫نقدية)‪ ،‬أو بالعكس ‪.‬‬
‫‪ -4‬عادات تسوية المعامالت المالية‪ ،‬حيث يرتفع الطلب علي السيولة النقدية في المجتمعات النامية مقارنة‬
‫بنظيره في المجتمعات المتقدمة التي تتخذ من الشيكات واألدوات‪ 1‬المصرفية األخرى أساسا ً في تسوية هذه‬
‫المعامالت ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى توفر بدائل النقود وإستخداماتها‪ :‬مثل بطاقات االئتمان وغيرها‪ ،‬فكلما زاد إستخدام هذه البدائل‬
‫إنخفض الطلب علي السيولة النقدية و العكس صحيح‬

‫مثال‪:‬‬
‫من البيانات التجارية احسبي ميزانية البنك التجاري‪ 1‬وحددي سالمة مركزه المالي‪:‬‬
‫أوجدي سالمة المركز المالي للبنك األتي إذا كانت لديك المعلومات اآلتية‪:‬‬
‫ودائع الطلب ‪200‬‬ ‫نقود خزينة البنك ‪100‬‬
‫كمبياالت ‪10‬‬ ‫أوراق تجارية ‪20‬‬
‫قروض‪ 1‬قصيرة األجل ‪150‬‬ ‫رأس المال ‪300‬‬
‫أرباح غير موزعة ‪20‬‬ ‫قروض طويلة األجل ‪400‬‬

‫خصوم‬ ‫المبلغ‬ ‫أصول‬ ‫المبلغ‬


‫رأس المال‬ ‫‪300‬‬ ‫نقود الخزينة‬ ‫‪100‬‬
‫ودائع تحت الطلب‬ ‫‪200‬‬ ‫أوراق‪ 1‬تجارية‬ ‫‪20‬‬
‫أرباح غير معروفه‬ ‫‪20‬‬ ‫كمبياالت‬ ‫‪10‬‬
‫قروض طويلة األجل‬ ‫‪400‬‬
‫قروض قصيرة األجل‬ ‫‪150‬‬
‫‪520‬‬ ‫‪680‬‬

‫‪41‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫‪1.3 = 680/520‬‬ ‫األصول‪ / 1‬الخصوم‪= 1‬‬ ‫سالمة المركز المالي=‬

‫إذاً البنك يحقق أرباحا ً‬

‫البنوك التجارية وخلق النقود ( عملية االئتمان)‬

‫قبل الدخول في شرح عملية خلق االئتمان سنجيب عن السؤال األتي وهو ‪:‬‬
‫كيف استطاعت البنوك التجارية أن تخلق الودائع واالئتمان؟‬
‫إن تلك العملية تمت استنادا للشروط األساسية التالية‪:‬‬
‫إن المودعين لديهم الثقة بالمصارف في المصارف التجارية بالوفاء بالتزاماتها المتمثلة برد ودائعهم عند الطلب أو‬ ‫‪.1‬‬
‫حين يحين أجل استردادها مما يشجعهم على االستمرار باإليداع لدى البنوك التجارية‪.‬‬
‫هذه الثقة تجعل المودعين ال يفكرون بسحب ودائعهم إال عندما تقتضي الحاجة لسحبها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تقدم العادات المصرفية ونضوج الوعي المصرفي لدى المودعين يدفعهم للتعامل بالشيكات لتسوية مبادالتهم دون‬ ‫‪.3‬‬
‫الحاجة للنقود وهذا بالتالي يزيد من حجم الودائع لدى البنوك‪.‬‬
‫من خالل التجارب العملية ثم إثبات أن سحوبات المودعين تقارب حجم إيداعات المودعين الجديدة إن لم تكن اقل‬ ‫‪.4‬‬
‫منها‪.‬‬

‫كيف يتم خلق نقود الودائع‪:‬‬


‫يقصد بهذه العملية مد السوق بنوع من النقود أو وسائل الدفع والتي تؤثر بالتالي في كمية النقود المعروضة‬
‫وبالرغم من إن إصدار النقود هو في أيدي البنك المركزي فقط إال أن البنوك التجارية لديها القدرة عن طريق‬
‫قبول ودائع األفراد ثم منح القروض أن تؤثر في حجم النقود المعروضة‪.‬‬

‫إذا قام شخص بإيداع ‪ 1000‬لاير في أحد البنوك التجارية ولكن ( البنك ‪ ) A‬فإن إيداعه المبلغ لن يؤثر على‬
‫ميزانية البنك والتي هي‬

‫خصوم‪1‬‬ ‫أصول‬
‫‪ 1000‬ودائع‬ ‫‪ 1000‬نقدية‬
‫ولكن البنك يقوم باستثمار‪ 1‬هذه النقود بشكل قروض‪ 1‬يمنحها الغير فلو افترضنا‪ 1‬أن نسبة االحتياطي القانوني الذي‬
‫تلزم السلطات النقدية البنوك التجارية‪ .‬باالحتفاظ‪ 1‬به هي ‪ )RRR( %20‬يقوم البنك بإقراض ‪ 800‬لاير‬
‫لشخص أخر و يحتفظ بالـ‪ 200‬بشكل نقدي ( نقود سائلة ) وتعتبر ميزانية البنك التجاري لتصبح كالتالي‪:‬‬
‫خصوم‬ ‫أصول‬
‫‪ 200‬نقدية‬
‫‪ 1000‬إيداع‬ ‫‪ 800‬قروض‬
‫الجديد ‪ 800‬الذي أقرضه‬ ‫والذي سيحدث أن هذا المبلغ‬
‫البنك للشخص سيقوم بإيداعه إما في نفس البنك أو في بنك أخر فلو يتم إيداعه في البنك ( ‪ ) B‬مثالً تصبح ميزانية‬
‫البنك كاألتي‬
‫خصوم‪1‬‬ ‫أصول‬
‫‪ 800‬ودائع‬ ‫‪ 800‬نقدية‬

‫والتي يمكن للبنك أن يقوم بإقراضها مع االحتفاظ بنسبة االحتياطي‪ 1‬القانوني (‪ )RRR‬لتصبح الميزانية كاألتي‪:‬‬
‫خصوم‪1‬‬ ‫أصول‬

‫‪42‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫‪ 160‬نقدية‬
‫‪ 800‬ودائع‬ ‫‪ 640‬قروض‬
‫وهكذا يتم تداول القروض من بنك ألخر ‪ .‬بحيث إذا تتبعنا جملة القروض التي تستطيع البنوك التجارية أن‬
‫تمنحها يظل نسبة االحتياطي‪ 1‬القانوني‪ 1‬مساوية ‪3000‬لاير بينما تحتفظ البنوك بمبلغ ‪ 1000‬لاير وهي قيمة‬
‫الوديعة األولى وذلك تبعا ً لمضاعف االئتمان اي ان اجمالي االحتياطي‪ 1‬القانوني‪ 1‬سيكون مساويا‪ 1‬للوديعة االولية ‪.‬‬

‫أي أن البنوك التجارية قد قامت بخلق نقود وودائع‪ 1‬تقدر بخمسة أضعاف الوديعة المبدئية ويمكن استنتاج ذلك‬
‫من خالل الجدول األتي‪:‬‬

‫نسبة االحتياطي‪1‬‬ ‫االحتياطي القانوني‬ ‫القروض باللاير‬ ‫الودائع باللاير‬ ‫رقم‪ 1‬البنك‬
‫القانوني ‪RRR‬‬ ‫باللاير‬
‫‪20%‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪800‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪20%‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪640‬‬ ‫‪800‬‬ ‫‪B‬‬
‫‪20%‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪512‬‬ ‫‪640‬‬ ‫‪C‬‬
‫‪20%‬‬ ‫‪102،4‬‬ ‫‪409،6‬‬ ‫‪512‬‬ ‫‪D‬‬
‫‪20%‬‬ ‫‪........‬‬ ‫‪........‬‬ ‫‪........‬‬ ‫‪........‬‬
‫‪20%‬‬ ‫‪........‬‬ ‫‪........‬‬ ‫‪........‬‬ ‫‪........‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪5000‬‬

‫إجمالي المبالغ المودعة = إجمالي القروض ‪ +‬الوديعة األولى‬


‫‪5000‬‬ ‫‪= 4000 + 1000‬‬

‫مضاعف االئتمان‪:‬‬
‫هو عبارة عن عدد المرات التي يضاعف بها االئتمان المصرفي‪.‬‬
‫يمكن حساب مضاعف االئتمان المصرفي كاألتي‪:‬‬
‫‪M = 1/ RRR‬‬
‫حيث نسبة االقتصادي القانوني = ‪RRR‬‬

‫ولكن هناك نسبة من الودائع تسحب وال يتم إيداعها مرة أخرى في البنوك على تستخدم في االتفاق االستهالكي أو أي وجهة أخرى‬
‫من وجوه اإلنفاق وتسمى هذه النسبة (نسبة التسرب) (‪ )L‬اي انها النقود خارج الجهاز المصرفي كما نالحظ يقلل التسرب النقدي‬
‫من قدرة البنك التجاري على خلق االئتمان‬
‫ويمكن تعرفيها كاألتي‪:‬‬
‫نسبة المبالغ التي ال تودع مرة أخرى في البنوك ومن ثم تتغير مضاعف االئتمان ليصبح‬
‫‪M = 1/ L + RRR‬‬
‫حيث نسبة التسرب = ‪L‬‬

‫مثال‪:‬‬
‫في المثال السابق كما هو مضاعف االئتمان علما ً بأن نسبة التسرب = ‪%5‬‬
‫‪M = 1/ L + RRR‬‬
‫‪M = 1 /20%+5% = 25% = 4‬‬
‫ويكون إجمالي الودائع = الوديعة األولى × مضاعف االئتمان‬
‫‪4 ×1000‬‬ ‫=‬ ‫‪4000‬‬
‫وإجمالي القروض = إجمالي الودائع – الوديعة األولى‬

‫‪43‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫‪3000 = 1000 - 4000‬‬


‫بينما يكون إجمالي النقود = إجمالي الودائع ‪ +‬الوديعة األولى‬
‫= ‪5000‬‬ ‫‪1000 +‬‬ ‫‪4000‬‬

‫العوامل المؤثرة في مضاعف االئتمان ‪:‬‬


‫‪ .1‬نسبة االحتياطي القانوني عالقة عكسية‬
‫عالقة عكسية‬ ‫‪ .2‬نسبة التسرب‬
‫‪ .3‬التغير في العادات المصرفية كلما تغيرت نحو خفض اإلنفاق وزيادة الودائع يزداد المضاعف‪.‬‬

‫نستنتج مما سبق‪:‬‬


‫‪. -1‬أن االحتياطي‪ 1‬الجزئي شرط ضروري‪ 1‬لخلق نقود الودائع‪ ،‬والودائع‪ 1‬المشتقة‬
‫‪ -2‬تتوقف‪ 1‬قدرة البنك علي منح االئتمان علي نسبة اإلحتياطي‪ 1‬القانوني (ررر) وترتبط بها بعالقة عكسية‪،‬‬
‫فكلما إنخفضت هذه النسبة زادت قدرة البنك علي منح االئتمان‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫‪ -3‬للوديعة األولية (ع) دور في مضاعفة خلق الودائع المشتقة ومنح االئتمان‪ ،‬فكلما زادت الوديعة األولية‬
‫زادت قدرة البنك علي خلق االئتمان‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬

‫نتائج مهمة عن الودائع‬

‫مع بقاء العوامل األخرى علي حالها ‪:‬‬


‫‪ -1‬كلما إنخفضت الودائع غيرالجارية أواإلدخارية وكلما إرتفعت الودائع الجارية في الوقت نفسه زادت‬
‫قدرة البنك علي منح االئتمان( ألنه عادة ال يتم إستخدام الودائع غير الجارية في منح االئتمان)‪.‬‬
‫‪ . -2‬كلما زادت النقود المتداولة خارج الجهاز المصرفي‪ ( 1‬نسبة التسرب) إنخفضت قدرة البنوك علي منح‬
‫االئتمان‬
‫‪ -3‬كلما إنخفض سعر الفائدة علي الودائع غير الجارية زاد الطلب علي الودائع الجارية‪ ،‬وزاد حجم النقود‬
‫المتداولة خارج الجهاز المصرفي‪.1‬‬
‫‪ -4‬كلما إنخفض العائد علي اإلستثمارارتفع حجم الودائع في البنوك ‪ ،‬خاصة الودائع غيرالجارية والعكس‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫‪ -5‬كلما إنخفض العائد علي الودائع غير الجارية (أو اإلدخارية) زادت الودائع الجارية ‪ ،‬التي تحت‬
‫الطلب‪ ،‬أو زادت النقود المتداولة خارج الجهاز المصرفي‪1.‬‬

‫الكتاب الفصل الحادي عشر –الرابع عشر ( ص ‪) 247 – 193‬‬

‫‪44‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫أنواع البنوك األخرى‪1‬‬


‫يمكن تقسيم المصارف األخرى إلى األتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬المصارف‪ 1‬المتخصصة ‪:‬‬
‫هي المصارف‪ 1‬التي تقوم بعمليات مصرفية تخدم نوعا ً محدداً من النشاط االقتصادي وال يكون قبول الودائع‬
‫تحت الطلب من أنشطتها الرئيسية ‪ ،‬وتمتاز‪ 1‬باألتي‪:‬‬
‫وهي مصارف تعمل على تمويل المشروعات أو العمليات االقتصادية صناعية أو زراعية أو تجارية وفقا ً لتخصص‬ ‫‪‬‬
‫البنك ويختلف اجل ونوع التسهيالت التي تمنحها هذه البنوك وفقا لنوع كالً منها فقد يصل أجل القروض إلى ستة أشهر‬
‫وقد يصل إلى ما يقرب من ثالثين سنة ( كما في البنك العقاري )‪.‬‬
‫تعتمد في مواردها على رأس مال أو ما يخصص لها من ميزانية الدولة و أنواع االستثمارات الخاصة بها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال تستطيع التوسيع في نشاطها إال في حدود مواردها بعكس الحال في البنوك التجارية األخرى التي تستخدم الودائع‬ ‫‪‬‬
‫لديها‪.‬‬
‫ومنها األتي‪:‬‬
‫‪ .1‬مصارف التنمية الصناعية ( صندوق‪ 1‬التنمية الصناعية السعودي )‪:‬‬
‫والتي تختص بتمويل النشاط الصناعي في المجتمع وتمويل العمليات التجارية في مجال الصناعة من‬
‫خالل منح القروض لمدة تتراوح مابين ‪20-10‬سنة و قد انشأ الصندوق في المملكة بتاريخ ‪30/3/1974‬‬
‫و يهدف الى‬
‫‪ ‬تقديم القروض متوسطة االجل للمنشات الصناعية الجديدة بدون فوائد‪. 1‬‬
‫‪ ‬تقديم القروض متوسطة االجل للمنشات الصناعية القائمة بغرض تحديثها ‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم المشورة االقتصادية للمنشات الصناعية ‪.‬‬

‫‪ .2‬مصارف التنمية الزراعية( البنك الزراعي العربي السعودي‪:) 1‬‬


‫وتتخصص بالتمويل الزراعي ومنح المشاريع الزراعية قروضا ً طويلة ومتوسطة األجل الستصالح‪1‬‬
‫األراضي وغير ذلك انشأ في‪.3/12/1382‬و يهدف الى ‪:‬‬
‫‪ ‬توفير‪ 1‬السيولة المطلوبة للمزارعين ‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة الرقعة الزراعية ‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية الدخل القومي ( فيما يخص القطاع الزراعي )‬

‫‪ .3‬المصارف العقارية( صندوق‪ 1‬التنمية العقارية )‪:‬‬


‫وتهتم بتقديم السلف الالزمة لشراء العقارات وال يقتصر دورها على مجرد االقتراض بل يكون لها الرقابة‬
‫المصرفية على اإلنفاق وربطه بعمليات االنجازو قد انشأ في ‪. 1/7/1974‬و يهدف الى ‪:‬‬
‫‪ ‬منح القروض الميسرة للمواطنين لتمويل بناء مساكنهم‪ 1‬الخاصة ‪.‬‬
‫‪ ‬منح القروض للمستثمرين لبناء المجمعات السكنية و المشاريع‪ 1‬التجارية ‪.‬‬
‫‪ ‬توزيع الوحدات السكانية للمواطنين بدل القرض النقدي ‪.‬‬

‫‪ .4‬مصارف تمويل التجارة الخارجية‪:‬‬


‫تتخصص في تمويل التجارة الخارجية الدولية وتقوم بفتح االعتمادات الالزمة لعمليات التبادل الثنائي مع الدول‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬مصارف االستثمار‪:1‬‬

‫‪45‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫ومن الصعب وضع تعريف‪ 1‬محدد لها ولكن يمكن القول بأنها متخصصة في التمويل المحلي وتقديم المشورة في‬
‫مجال االندماج بين الشركات و إدارة االستثمارات وغير ذلك ‪ .‬كما أنها تلعب دورا هاما ً في األسواق‪ 1‬المالية‬
‫الدولية‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬مصارف‪ 1‬ا الدخار‪:‬‬
‫وقد نشأت في شكل وحدات مصرفية صغيرة بدأت في التبعية لنظام البريد وتطورت‪ 1‬لتصبح أقرب وسيلة‬
‫للمدخر إليداع أمواله‪ ،‬وتتميز‪ 1‬بانخفاض الحد األدنى لإليداع بحيث تمع المدخرات الشعبية ولقد نالت شعبية‬
‫كبيرة مكنتها من االنتشار‪.‬‬

‫المصارف‪ 1‬اإلسالمية‪:‬‬
‫وهي مجموعة من المصارف‪ 1‬تسعى لنبذ الفائدة كأساس للتعامل المصرفي وتعمد إلتباع قواعد الشريعة‬
‫اإلسالمية في المعامالت المالية‪ ،‬ويجوز‪ 1‬للمصرف اإلسالمي استيفاء عمولة معلومة تغطي تكاليف إدارة‬
‫حسابات القروض و قد جاءت نشأة المصارف اإلسالمية تلبية لرغبة المجتمعات اإلسالمية في إيجاد صيغة‬
‫للتعامل المصرفي بعيدا عن شبهة الربا وبدون استخدام سعر الفائدة‪.‬‬

‫تعريفه ‪:‬‬
‫" هو المصرف الذي يلتزم بتطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية في جميع معامالته المصرفية واالستثمارية‪,‬من‬
‫خالل تطبيق مفهوم الوساطة المالية القائم علي مبدأ المشاركة في الربح أو الخسارة‪ ,‬ومن خالل إطار الوكالة‬
‫بنوعيها العامة والخاصة"‪.‬‬
‫وترجع أهمية وجود المصارف‪ 1‬اإلسالمية إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬تلبية رغبة المجتمعات اإلسالمية في إيجاد قنوات للتعامل المصرفي بعيد عن استخدام أسعار‬
‫الفائدة‪.‬‬
‫‪ - 2‬إيجاد مجال لتطبيق فقه المعامالت في األنشطة المصرفية‪.‬‬
‫‪ - 3‬تعد المصارف‪ 1‬اإلسالمية التطبيق العملي ألسس االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬

‫خصائص المصارف اإلسالمية‬


‫تتميز المصارف‪ 1‬اإلسالمية بالعديد من الخصائص عن المصارف التقليدية من أهمها‪:‬‬
‫‪ - 1‬تطبيق‪ 1‬أحكام الشريعة اإلسالمية في كافة المعامالت المصرفية واالستثمارية‪.‬‬
‫‪ - 2‬تطبيق‪ 1‬أسلوب المشاركة في الربح أو الخسارة في المعامالت‪.‬‬
‫‪ - 3‬االلتزام بالصفات (التنموية‪ ,‬االستثمارية‪ ,‬اإليجابية ) في معامالتها االستثمارية والمصرفية‪.‬‬
‫‪ - 4‬تطبيق‪ 1‬أسلوب الوساطة المالية القائم علي المشاركة‪.‬‬
‫‪ - 5‬تطبيق‪ 1‬القيم واألخالق اإلسالمية في العمل المصرفي‪.‬‬
‫‪ - 6‬كما تتميز المصارف اإلسالمية بتقديم مجموعة من األنشطة ال تقدمها المصارف‪ 1‬التقليدية وهي‪:‬‬
‫نشاط القرض الحسن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نشاط صندوق الزكاة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األنشطة الثقافية المصرفية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أهداف البنوك اإلسالمية‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫باإلضافة لعامل الربح الذي يعتبر أمرا بديهيا ألي نشاط نقدي أو تجاري‪ ،‬فإن هناك مجموعة من‬
‫األهداف تسعى البنوك اإلسالمية عموما ً إلى تحقيقها‪ ،‬نجمعها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التنمية اإلقتصادية والتقدم اإلجتماعي للشعوب اإلسالمية في إطار المعايير الشرعية‪.‬‬
‫‪ -2‬نشر الوعي المصرفي اإلسالمي‪ ،‬وتطوير ثقة المواطنين بالنظام‪ 1‬اإلقتصادي‪ 1‬اإلسالمي‪ ،‬بإعتباره النظام‬
‫األمثل للتنمية اإلقتصادية و الحل للكثير من المشاكل واألزمات المالية واإلقتصادية واإلجتماعية التي‬
‫باتت تعاني منها‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫تطوير‪ 1‬األدوات المصرفية اإلسالمية القائمة‪ ،‬وإستحداث‪ 1‬الجديد منها‪ ،‬بغية حشد المزيد من الموارد‬ ‫‪-3‬‬
‫وإيجاد‪ 1‬قنوات جديدة لتوظيفها‪ ،‬وبشكل يغطي إحتياجات األفراد‪ 1‬ويتوافق‪ 1‬مع متطلبات العصر‪.‬‬
‫تحقيق التكامل اإلقتصادي بين الدول اإلسالمية‪ ،‬من خالل قدرة البنوك اإلسالمية على توجيه‬ ‫‪-4‬‬
‫اإلستثمارات‪ 1‬لعناصر الربط اإلقتصادي‪ 1‬لهذه الدول‪ ،‬مثل تطوير‪ 1‬مرافق البنية التحتية ووسائل‪ 1‬اإلتصال‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫تصحيح اإلختالالت الموروثة في النظم اإلقتصادية القائمة على نظريات التنمية والتمويل التقليدية‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وإيجاد‪ 1‬التوازن اإلقتصادي واإلجتماعي القائم على سياسات التوظيف‪ 1‬االئتماني واإلستثمار المباشرالذي‪1‬‬
‫تقدمة البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تنمية المبادالت التجارية بين الدول اإلسالمية‪ ،‬نظرا ألن المبادالت التجارية تعتبر مدخال للتكامل‬ ‫‪-6‬‬
‫اإلقتصادي ونتيجة له في آن واحد‪ ،‬عالوة على الدور‪ 1‬الذي تقوم به التجارة في زيادة درجة الروابط‪1‬‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية بين الشعوب اإلسالمية‪ ،‬وتحريرها‪ 1‬من التبعية اإلقتصادية للدول المتقدمة‪.‬‬

‫أهم صيغ التمويل في المصارف االسالمية‬


‫صيغ التمويل (المرابحة ‪ ،‬المضاربة ‪ ،‬المشاركة) ‪:‬‬
‫‪ -1‬المرابحة ‪:‬‬
‫يعد بيع المرابحة من أنواع البيوع المشروعة واحد قنوات التمويل بالمصارف اإلسالمية ‪ ،‬والمرابحة في اللغة‬
‫مصدر من الربح وهو الزيادة وفي اصطالح الفقهاء هي ‪ :‬بيع بمثل الثمن األول مع زيادة ربح ‪ ،‬أو هي بيع‬
‫برأس المال وربح معلوم‪.‬‬
‫وفي الواقع العملي ُتطبق هذه الصيغة تحت مسمى ‪ ":‬بيع المرابحة لآلمر بالشراء "‪ ،‬وتتضمن هذه الصيغة‬
‫وعد بالشراء وبيع بالمرابحة ‪ ،‬حيث يتقدم العميل للبنك بطلب شراء سلعة معينة ‪ ،‬ويقوم البنك بالشراء ثم بيعها‬
‫للعميل مع ربح متفق عليه ويتم السداد على أقساط دورية‪.‬‬

‫‪ -2‬المضاربة ‪:‬‬
‫تعد المضاربة من أهم وأقدم‪ 1‬صيغ استثمار‪ 1‬األموال في الفقه اإلسالمي وهي نوع من المشاركة بين رأس المال‬
‫من جانب والعمل من جانب آخر‪.‬‬

‫والمضاربة نوعان إما مضاربة مطلقة (وتعني إطالق يد المضارب في االستثمار وفي أي نوع من األنشطة‬
‫االستثمارية )‪ ،‬أو مضاربة مقيدة (وتعني تحديد نوع النشاط االستثماري للمضارب)‪.‬‬
‫وتتميز المضاربة بأنها من الصيغ االستثمارية التي يمكن استخدامها في جانبي الميزانية كموارد‪ 1‬وكاستخدامات‪.‬‬

‫‪ -3‬المشاركة‪:‬‬
‫تعد المشاركات‪ 1‬من أساليب االستثمار المتميزة في الفقه اإلسالمي حيث تالئم طبيعة المصارف‪ 1‬اإلسالمية‪،‬‬
‫ويمكن استخدامها‪ 1‬في تمويل األنشطة االقتصادية المختلفة‪.‬‬

‫ويعتمد التمويل بالمشاركة على أساس مشاركة المصرف في التمويل الذي يطلبه المتعاملين دون اشتراط‪ 1‬فائدة‬
‫ثابتة كما هو الحال في التمويل بالقروض بالمصارف التقليدية‪ ،‬وإنما يشارك المصرف المتعامل في الناتج‬
‫المتوقع ربحا ً كان أو خساراً ‪ ،‬وذلك في ضوء قواعد وأسس توزيع‪ 1‬متفق عليها بين المصرف والمتعامل‪ 1‬وهذه‬
‫األسس مستمدة من قواعد شركة العنان‪.‬‬

‫هذا ويتميز‪ 1‬أسلوب البنك اإلسالمي‪ 1‬في التمويل بالمشاركة عن أساليب البنوك التجارية في التمويل اإلقراض في‬
‫أن مشاركة البنك اإلسالمي تتطلب اشتراك البنك بخبراته المختلفة في البحث عن أفضل مجاالت االستثمار‬

‫‪47‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫والطرق‪ 1‬التي تؤدي إلى ضمان نجاح المشروع وتؤكد‪ 1‬ربحيته وبالتالي‪ 1‬تزيد من أرباح البنك األمر الذي يؤدي‪1‬‬
‫بدوره إلى زيادة ودائعه بعد ذلك‪.‬‬
‫وتتميز صيغة المشاركة بتعدد أنواعها وهي‪:‬‬
‫المشاركة الثابتة المستمرة ‪ :‬وهي مساهمة البنك في رأس مال بعض الشركات كمساهم‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫المشاركة الثابتة المنتهية‪ : 1‬وهي المشاركة في تمويل صفقة أو مشروع تنتهي المشاركة بنهايته ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫المشاركة المتناقصة‪ :‬وتسمى المشاركة المتناقصة المنتهية بالتملك وهي المساهمة في إنشاء مصنع على سبيل المثال‬ ‫‪-3‬‬
‫ويكون من حق الشريك أن يحل محل المصرف تدريجيا ً في ملكية المصنع‪.‬‬
‫المشاركة المتغيرة ‪ :‬وهي البديل الشرعي عن التمويل بالحساب الجاري المدين‪ 1‬حيث يتم تمويل العميل بدفعات نقدية‬ ‫‪-4‬‬
‫حسب احتياجه ثم يأخذ البنك حصته من األرباح الفعلية في نهاية العام وفقا ً للنتائج المالية للمشروع‪.‬‬

‫أساليب التمويل في البنوك اإلسالمية‬


‫يمكن أن نميز بين أربعة أساليب يؤدي بها البنك اإلسالمي وظيفته االستثمارية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬اإلستثمار المباشر‪:‬‬
‫حيث يقوم البنك اإلسالمي بتوظيف‪ 1‬جزء من موارده المالية في مشروعات تجارية أو صناعية أو عقارية تدر‬
‫عليه عائدات على هيئة أرباح‪ .‬ويتولى‪ 1‬البنك تأسيس هذه المشروعات واإلشراف‪ 1‬على إدارتها‪ ،‬ويتفق هذا مع‬
‫قواعد الشريعة اإلسالمية السمحاء ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬اإلستثمار‪ 1‬بالمشاركة‪:‬‬
‫حيث يقدم البنك اإلسالمي التمويل الالزم لعمالئه‪ ،‬دون أن يتقاضى أي فائدة ثابتة على هذا التمويل‪ ،‬ثم‬
‫يشاركهم‪ 1‬في الناتج المحتمل من ربح أو خسارة‪ ،‬حسب معايير‪ 1‬التوزيع‪ 1‬المتفق عليها بين البنك وعمالئه‪ .‬ويكون‬
‫للبنك اإلسالمي حق اإلشراف على نشاط المشروعات الممولة‪ ،‬بشكل يتفق مع قواعد الشريعة اإلسالمية‬
‫السمحاء‬
‫ثالثا ‪ -‬التمويل التأجيري ‪:‬‬
‫وهنا يقوم البنك اإلسالمي بشراء األصول التي يحتاجها العميل في أي مجال من مجاالت النشاط‪ 1‬االقتصادي‪ ،‬ثم‬
‫يقوم بتأجيرها‪ 1‬له لفترة محددة‪ ،‬بحيث يغطي مجموع الدفعات اإليجارية ثمن األصل وكافة المصروفات مع عائد‬
‫مناسب للبنك‪ ،‬وفي‪ 1‬نهاية فترة اإليجار يصبح األصل ملكا ً للعميل‬
‫رابعا ‪ -‬اإلستثمار‪ 1‬المختلط (التنازلي)‪:‬‬
‫في هذا األسلوب يتيح البنك اإلسالمي لعمالئه المشاركين معه في المشروع‪ 1‬الحق في االمتالك التدريجي بحيث‬
‫تتناقص حصة البنك سنويا ً في حقوق ملكية المشروع وكذلك حصته من األرباح إلى أن تؤول ملكية المشروع‬
‫بالكامل إلى المشاركين معه في هذا المشروع‪.1‬‬

‫الكتاب الفصل الثامن عشر – التاسع عشر ( ص ‪) -353 -293‬‬

‫السوق النقدية والسوق المالية‬

‫تتوقف‪ 1‬فعالية أي جهاز مصرفي‪ 1‬على درجة نمو السوقين ‪ :‬النقدية والمالية‪.‬‬

‫أوال‪ -‬السوق النقدية ‪:‬‬


‫يمكن تعريف السوق النقدية بأنها المكان الذي يتم فيه تداول النقود او أي معامالت نقدية أخرى على المدى‬
‫القصير‪ .‬فالسوق النقدية تختص بالتمويل على المدى القصير سواء من حيث تعبئة المدخرات عن طريق‬
‫الوسائل المختلفة مثل الودائع ‪ ،‬أو عن طريق‪ 1‬منح القروض على المدى القصير أيضا ً‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫وعادة ما تكون هذه المعامالت من خالل مؤسسات‪ 1‬مصرفية او مالية ويكون التعامل باألصول‪ 1‬النقدية‪.‬‬
‫وتعني دراسة السوق‪ 1‬النقدية بالتعرف‪ 1‬على تحركات هذه األصول بين الوحدات التي تعرض النقود وبين التي‬
‫تطلبها‬

‫خصائص السوق‪ 1‬النقدية‬


‫من أهم خصائص السوق‪ 1‬النقدي باالقتصاد النقدي ما يلي ‪:‬‬
‫أنها تتعلق بتداول نوع خاص من األصول ذات السيولة المرتفعة نسبيا ً والتي تعرف باألصول النقدية واهم ما يميز هذه‬ ‫‪.1‬‬
‫األصول أنها قادرة على التحول إلى نقود قانونيه خالل فترة قصيرة و بأقل قدر من التكلفة او الخسارة ‪ .‬ومن أمثلة هذه‬
‫األصول ‪:‬أذونات الخزينة ‪ ,‬األوراق التجارية مثل الكمبيالة والسندات ألمر ‪ ،‬وشهادات اإليداع المصرفية ‪ ،‬والقروض‬
‫المصرفية المباشرة وجميعها تمثل مديونيات قصيرة األجل‪.‬‬
‫يتعامل في هذا السوق مؤسسات ذات طبيعة خاصة في نوعيتها وعالقاتها وأنظمتها مثل‪ :‬البنك المركزي والبنوك‬ ‫‪.2‬‬
‫التجارية وشركات التأمين ( التي دائما ما تكون في حوزتها فوائض أرصدة نقدية) ‪ ،‬والسماسرة باعتبارهم وسطاء بين‬
‫الوحدات االقتصادية هذه المؤسسات (( ماعدا البنك المركزي)) تتلقى المدخرات وتستخدمها في تمويل الفرص‬
‫االستثمارية المتاحة في القطاعات الزراعية والصناعية والتجارية‪ ،‬لقاء رسوم او فوائد‪ .‬فمن خالل العمليات المتقدمة‬
‫تجد البنوك التجارية مجاالت لها في هذه السوق تتمثل في توظيف األرصدة النقدية المدخرة لديها في شكل ودائع‬
‫مصرفية مقابل حصولها على عائد نظير هذا التوظيف ‪ .‬ويشترط في هذا العائد أن يكون اكبر في ما دفعته او التزمت‬
‫به أمام المودعين‪.‬‬
‫سعر الفائدة هو الذي يحقق التوازن بين الكمية المعرضة من األرصده النقدية والكمية المطلوبة منها‪ .‬هذا السعر يعبر‬ ‫‪.3‬‬
‫خيارات الوحدات االقتصادية المتعاملة في السوق بين إنفاقها الحالي وهو ما ترغب في الحصول عليه نظير تأجيل‬
‫االتفاق الحالي‪.‬‬
‫تعتبر السوق النقدية المركز الذي تتجمع فيه األصول النقدية الباحثة عن استثمارات (او توظيفات ) مؤقتة تكون في أيدي‬ ‫‪.4‬‬
‫أصحابها على األجل القصير ويتراوح هذا األجل بين يوم او أسبوع وبين شهر او ستة أشهر على األغلب‪ .‬ويتبادل فيها‬
‫أيضا ً بدائل النقود التي تتصف بسهولة التبادل‪ ،‬والتكلفة المنخفضة نسبيا‪.‬‬
‫يتفرع من السوق النقدية عدد من األسواق الفرعية التي تختص كل منها بنوع محدد من األصول النقدية قصيرة األجل‬ ‫‪.5‬‬
‫كما أن توافر هيكل متكامل للسوق أمر ضروري بحد ذاته‪ ،‬حيث تعتمد األسواق الفرعية في تعامالتها مع السوق‬
‫الرئيسية وتتكامل معها في تحقيق أهداف الوحدات االقتصادية العاملة فيها‪.‬‬
‫في حالة عدم وجود مكان محدد او معين تقام فيه السوق النقدية‪ ،‬حيث يتالقى العرض مع الطلب على األرصدة النقدية‬ ‫‪.6‬‬
‫قصيرة األجل يمكن االستعاضة عن ذلك باالتصاالت والمراسالت االلكترونية‪ .‬وتعتبر أسواق لندن ونيويورك وطوكيو‬
‫من أكبر األسواق النقدية التي تتم فيها المعامالت النقدية والمالية من هذا النوع ‪.‬‬

‫إن غياب بعض هذه الخصائص من شأنه أن يجعل السوق النقدية تعاني من بعض القصور في وظائفها‬
‫ويجعلها متخلفة نوعا ما‪ .‬وغياب الدور‪ 1‬المطلوب من البنك المركزي‪ 1‬في تنظيم وإدارة السوق‪ 1‬النقدية‪ ،‬أو عدم‬
‫توافر األدوات النقدية والمالية المناسبة‪ ،‬كل ذلك يحد من قدرة السوق‪ 1‬النقدية في المساهمة بتحقيق أهداف‬
‫السياسة النقدية التي يسعى البنك المركزي إلى تحقيقها‪.‬‬
‫فالسوق‪ 1‬النقدية المتخلفة او التي تنقصها بعض هذه الخصائص سواء الكم او الكيف تعتبر من معوقات التنمية‬
‫االقتصادية في الدول النامية ‪.‬‬

‫‪ -‬مكونات السوق النقدية‪:‬‬


‫تتكون السوق‪ 1‬النقدية من عدد من المؤسسات واألسواق‪ 1‬الفرعية على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ .1‬سوق النقود تحت الطلب‪ :‬حيث يتم منح االئتمان قصير األجل لتمويل معامالت نقدية تتالءم مع األفق الزمني للسوق‬
‫ويقف سماسرة أذونات الخزينة وسماسرة البورصات في جانب الطلب‪ ،‬بينما تقف البنوك التجارية بجانب العرض‬
‫بهذا السوق‪.‬‬
‫‪ .2‬سوق القروض قصيرة األجل المضمونة ‪ :‬ويكون الضمان باألسهم أو بالسندات الحكومية أو الخاصة وعادة ماتحصل‬
‫البنوك الصغيرة على قروض مضمونة من البنوك التجارية الكبيرة في الداخل أو مراسليها في الخارج ‪.‬‬
‫‪ .3‬سوق قبول أوراق الدفع‪ :‬حيث تقوم المؤسسات العاملة في هذا السوق بوظيفة قبول دفع قيمة هذه المستندات عندما‬
‫يحين موعد استحقاقها ‪ .‬فعندما يوقع بنك مع على كمبيالة مسحوبة على عميل من عمالئه فانه يثبت استعداده‪ 1‬لدفع‬
‫قيمتها عند االستحقاق‪ ،‬ويتم بذلك القبول بالدفع وتدخل الكمبيالة المذكورة ضمن أدوات هذه السوق‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫‪ .4‬سوق أذونات الخزينة‪ :‬حيث يتم فيها بيع وتداول أذونات الخزينة التي يصدرها البنك المركزي باسم الحكومة او نيابة‬
‫عنها‪.‬‬
‫ويالحظ من المكونات األربعة السابقة أن العملية األساسية لتبادل االئتمان في هذه األسواق تعتمد على خصم‬
‫هذه األدوات عند المؤسسات العاملة في هذه األسواق‪ ،‬حيث يكون لسعر الخصم الذي يحدده البنك المركزي‬
‫(وكذلك سعر إعادة الخصم في بعض األحيان) آثاراً مهمة في آلية التعامالت في هذه األسواق و تطورها‪.‬‬

‫ثانيا– السوق المالية ( سوق األوراق المالية )‬


‫السوق المالية فهي تختص بالتمويل طويل األجل سواء من حيث إصدار‪ 1‬الصكوك والسندات التي تنوب على‬
‫األصول المالية أو تداولها بين المستثمرين‪.‬‬
‫تختلف السوق المالية عن السوق النقدية في انه يتداول فيها أصول مالية أو أدوات تمويل وحقوق‪ 1‬ملكية طويلة‬
‫األجل ‪ ،‬والتي تقوم المؤسسات اآللية بطرحها‪ 1‬نيابة عن الوحدات االقتصادية مثل السندات التي تتراوح فترة‬
‫استحقاقها بين سنة وعشر سنوات أو أكثر‪ ،‬واسهم الشركات التي تعتبر أنصبة في رؤوس أموالها‪ .‬وتتعامل فيها‬
‫مؤسسات مثل بيوت االستثمار وبيوت الرهن‪.‬‬

‫وهناك انواع كثيرة لهذه االسواق بناء على تصنيفات مختلفة اشهرها االتي‪:‬‬
‫تنقسم األسواق‪ 1‬المالية إلى قسمين رئيسيين‪:‬‬

‫سوق رأس المال والذي‪ 1‬يمثل سوق االقتراض طويل األجل وتظم السوق‪ 1‬األولية والسوق الثانوية (البورصة)‬
‫‪ ‬السوق األولية (سوق اإلصدار )‪ :‬وهي السوق‪ 1‬التي يتم فيها بيع إصدارات األسهم والسندات الجديدة ‪،‬‬
‫حيث تقوم الشركات أو الحكومة بطرح أسهم أو بيع سندات فيها للحصول على موارد مالية لتمويل‬
‫استثماراتها‪ 1‬أو مشاريعها‪ 1.‬وهذه الموارد تمثل استثمارات‪ 1‬حقيقية لألوراق التي تم بيعها‪.‬‬
‫‪ ‬السوق الثانوية (سوق التداول )‪ :‬وهي السوق‪ 1‬التي يتم فيها إعادة بيع أوراق‪ 1‬مالية سبق إصدارها‪ .‬لذلك‬
‫فإن مواردها ال تعتبر‪ 1‬استثمارات‪ 1‬حقيقية‪ ،‬لكنها استثمارات‪ 1‬مالية‪ .‬وعلى هذا فليس كل استثمار‪ 1‬مالي في‬
‫هذا السوق يتحول إلى استثمار‪ 1‬حقيقي‪.‬‬

‫وللسوق‪ 1‬الثانوية وظيفتان‬


‫أولهما ‪ :‬تسهيل عمليات بيع األصول‪ 1‬المالية وتداولها‪ ،‬وذلك بإضفاء صفة السيولة على األسهم و‬
‫السندات ‪ ،‬وإمكانية تحويلها إلى أرصدة نقدية سائلة‪.‬‬
‫ثانيهما‪ :‬تحديد القيمة السوقية للورقة المالية في السوق األولية‪ .‬وهذا يزيد من قدرة الشركات و‬
‫الحكومة على جمع رؤوس‪ 1‬األموال من عملية اإلصدار‪ 1.‬فالظروف‪ 1‬السائدة في السوق الثانوية تظهر‬
‫مدى مالئمة عملية اإلصدار و احتماالت نجاحها في أي وقت من األوقات‪.‬‬

‫ويتطلب قيام السوق المالية عدة شروط أساسية مثل ‪:‬‬

‫وضوح الفلسفة االقتصادية التي يتحدد على ضوئها دور رأس المال الخاص ومساهمته في االقتصاد‬ ‫‪.1‬‬
‫الوطني ‪،‬وتقاس كفاءتها بمدى نجاحها في تجميع المدخرات و توظيفها بشكل مربح‪.‬‬
‫وجود حجم كاف من المدخرات التي يمكن تحويلها‪ 1‬إلى استثمارات عن طريق هذه السوق‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أن يكون لها طاقة استيعابية قادرة على استيعاب رأس المال المتاح لتمويل مشاريع اقتصادية ذات‬ ‫‪.3‬‬
‫جدوى اقتصادية مربحة‪.‬‬
‫وجود إطار تشريعي‪ 1‬وتنظيمي مرن قادر‪ 1‬على تطويرها باستمرار‪ ،‬مع تسهيل إجراء المعامالت وتوفير‬ ‫‪.4‬‬
‫الحماية الالزمة لحقوق المتعاملين في السوق‪.‬‬
‫وجود مؤسسات مالية ومصرفية من كافة التخصصات تؤدي دورها‪ 1‬في تعبئة المدخرات والبحث عن‬ ‫‪.5‬‬
‫الفرص االستثمارية وبلورتها‪ 1‬في شكل مشاريع‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫حنان الجشعم ‪ -‬نقود و بنوك‬

‫‪ .6‬تنويع أدوات االستثمار‪ 1‬المالي ذات المزايا المختلفة التي تؤدي إلى توسعة السوق وزيادة فعاليتها‪،‬‬
‫وجعل عملية تداول األوراق المالية في متناول المستثمرين‪.‬‬

‫وظائف األسواق‪ 1‬المالية‪:‬‬


‫تعتبر أسواق األوراق المالية جزء من مجموعة مؤسسات‪ 1‬لوساطة المالية في االقتصاد‪( 1‬وكذلك البنوك و‬
‫شركات التأمين) ومن أهم وظائف السوق‪ 1‬المالية ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬تقدم وعاء تجتمع فيه المعلومات حول النشاط االقتصادي مما يحسن كفاءة و نوعية القرارات‬
‫االقتصادية المستفيدة من تلك المعلومات‪.‬‬
‫‪ .2‬يحقق سيولة لالستثمارات فهي تعمل كوسيط‪ 1‬يوجه المدخرات إلى أغراض استثمارية‪.‬‬
‫‪ .3‬توليد فرص استثمار‪ 1‬جديدة ألنها تمثل التقاء العرض مع الطلب على الفرص االستثمارية‪.‬‬
‫‪ .4‬تسهيل وتدعيم عملية التكوين الرأس مالي‪.‬‬
‫‪ .5‬تقلل من تكلفة الحصول على الرأس مال بالنسبة للشركات‪.‬‬
‫‪ .6‬تعد مرآة تعكس النجاح الذي قد تحققه كل شركة من الشركات المدرجة بها ‪.‬‬
‫‪ .7‬تساعد على تحديد سعر الورقة المالية إلى ما يقرب إلى الحقيقة‪.‬‬

‫الكتاب الفصل التاسع ( ص ‪) 176 -171‬‬

‫‪51‬‬

You might also like