‫ماهي الدائرة وماهي مهامها في الجزائر‬

‫‪.‬‬
‫التكييف القانوني للدائرة تعتبر الدائرة نموذجا لعدم التمركز االداري فهي تقسيم اداري تابع للوالية وليست جماعة محلية النها ال‬
‫تتمتع بالشخصية المعنوية و ال باالستقالل المالي‬
‫باعتبارها تقسيما اداريا للوالية يضم مجموعة من البلديات و لقد تعرضت الدائرة لمجموعة من االنتقادات العديدة‪ 6‬كونها ال تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية كما انها ال تتمتع‪ 6‬بالوجود القانوني فقانون الوالية و البلدية لم يذكرا مصطلح الدائرة ‪ ،‬و لقد استغل المشرع‬
‫حيلة قانونية النشاء الدوائر معتمدا على‬
‫المرسوم التنفيذي رقم‪ 306-91‬الذي يعطي قائمة البلديات المنشطة من قبل الدائرة ‪ ،‬ثم جاء‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 215-94‬المؤرخ في ‪ 1994-07-23‬بمثابة السند القانوني للدائرة كونه يعتبر رئيس الدائرة احد االجهزة‬
‫التابعة لسلطة الوالي و بالتالي فان الوجود القانوني للدائرة يكون من خالل وظيفة رئيس الدائرة‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫مميزات الدائرة باعتبارها جزءا من ادارة الوالية‪:‬‬
‫‪ -‬تعتبر الدائرة جزءا من ادارة الوالية طبقا للمرسوم التنفيذي ‪ 215-94‬الذي يعتبر رئيس الدائرة من أجهزة اإلدارة العا ّمة‬
‫للوالية‬
‫‪ -‬ال تتمتع الدائرة بالشخصية المعنوية و ال باالستقالل المالي بل تستمد وجودها القانوني من خالل مهام رئيس الدائرة حيث‬
‫صالحيات تحت سلطة الوالي و الذي أصبح يعتبر من المناصب السّامية في الدولة و خصوصا بعد‬ ‫يتمتع بتفويض في ال ّ‬
‫المرسوم الرئاسي ‪ 240-99‬المؤرخ في ‪ 1999-10-27‬المحدد لوظائف التي يتم التعيين‪ 6‬فيها من قبل رئيس الجمهورية و الذي‬
‫أن التّعيين‪ 6‬يتم باقتراح من‬
‫أن رئيس ال ّدائرة يعين بمرسوم رئاسي و تنص الما ّدة ‪ 07‬منه على ّ‬ ‫ينص في المادة ‪ 03‬ف‪ 8‬على ّ‬
‫الوزير األوّل‪.‬‬
‫السلطات المشرفة على ال ّدائرة‪:‬‬
‫يوجد للدائرة هيكل تنظيمي منصوص عليه قانونا ‪ ،‬لكن‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 215-94‬في المادة ‪ 12‬ينص على وجود جهازين مساعدين لرئيس الدائرة هما ‪ :‬االمن العام‪ -‬المجلس‬
‫التقني‪.‬‬
‫مهمام رئيس الدائرة‪ :‬يتم تعيين رئيس الدائرة بموجب مرسوم رئاسي فهو يتولى االشراف على بلديتين‪ 6‬او اكثر من بلديات‬
‫فإن رئيس ال ّدائرة يعتبر من األجهزة التّابعة للوالي وفق ما‬‫الوالية و هو يعمل تحت السلطة الرئاسية للوالي كما ذكرنا سابقا ّ‬
‫صفة يمارس صالحيات تتعلق االولى بتمثيله‪ 6‬للسلطة المركزية و أخرى‬ ‫نصّت عليه المادة ‪ 20‬من المرسوم السابق و هو بهذه ال ّ‬
‫اتجاه البلديات‪.‬‬
‫أ)‪ -‬صالحيات رئيس الدائرة بصفته ممثل لل ّدولة‪:‬و هي الصّالحيات التي نصّت عليها المواد‪ 09،13،15،16 :‬من المرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 215-94‬و هي‪:‬‬
‫‪ -‬مساعدة الوالي في تنفيذ القوانين و التنظيمات المعمول بها‬
‫‪ -‬يخبر الوالي بالوضع العام السّائد في ال ّدائرة و في جميع القضايا المتعلّقة بالتنمية‬
‫‪ -‬يعطي رئيس الدائرة رأي استشاريا في تعيين مسؤولي هياكل ال ّدولة و مصالح كونهم أعضاء المجلس التّقني و يحرّر محاور‬
‫تلك االجتماعات التي ترسل نسخة منها الى الوالي‪.‬‬
‫‪ -‬يدرس رئيس الدائرة الطّلبات المق ّدمة اليه و يسلم عند االقتضاء اي وثيقة او رخصة ينص عليها التشريع المعمول به في مجال‬
‫انتقال االشخاص و االموال و ممارسة بعض االمال‪.‬‬
‫صالحيات رئيس الدائرة اتجاه البلدية‪ :‬تتلخص مهامه أساسا في التنشيط و االشراف على البلديات الملحقة بال ّدائرة و هذا حسب‬
‫نص الما ّد ‪ 02‬مرسوم ‪ 215-94‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬المصادقة على مداوالت المجالس الشعبية البلدية حسب الشروط القانونية‬
‫‪ -‬تنشيط و تنسيق عمليات تحضير المخطّطات البلدية للتنمية و متابعة تنفيذها‬
‫‪ -‬تشجيع المبادرات الفردية و الجماعية للبلديات التي ين ّشطها‬
‫االمين العام و المجلس التقني‪:‬‬
‫اوال‪ :‬االمين العام حسب المادة ‪ 12‬من نفس المرسوم فانه يساعد رئيس الدائرة في تأدية مهامه أمين عام يعين بموجب مرسوم‬
‫رئاسي و تتمثل مهامه فيما يلي‪:‬‬
‫مساعدة رئيس الدائرة في تطبيق مختلف التعليمات‬
‫االستفادة من التفويض في التّوقيع على بعض الوثائق كبطقات التعريف الوطنية‬
‫استقبال المراسالت و مرلقبة البريد و توزيعه على المصالح المعنية‬
 ‫تمثيل رئيس الدائرة في بعض االجتماعات و االشراف على اجتماعات رؤساء البلديات و القيام بزيارت تفتيشية‬
‫المجلس التقني‪:‬‬
‫اما عن المجلس التقني فهو يتكون من مسؤولي مصالح ال ّدولة على مستوى ال ّدائرة و يعقد كل أسبوع اجتماعاته برئاسة رئيس‬
‫ال ّد ائرة يحيث تحرر محاضر تلك االجتماعات و ترسل نسخة منها الى الوالي‬
‫مكاتب ال ّدائرة‪ :‬تضم ال ّدائرة العديد من المكاتب نذكرها فيما يلي‪:‬‬
‫مكتب التّنظيم و ال ّشؤون العا ّمة‪ :‬يعتبر هذا المكتب االكثر إحتكاكا بالمواطنين و يلعب دورا كبيرا بالسّهر و انجاز و تحقيق‬
‫مطالب المواطنين باستخراج وثائقهم ال ّرسمية كما يعمل على تطبيق التّنظيمات المعمول بها و يتكوّن من ع ّدة فروع‬
‫مكتب ال ّشؤون اإلدارية و المالية ‪ :‬يتولى هذا المكتب الوصاية على البلديات حيث يقوم بما يلي‪:‬‬
‫‪-‬مراقبة مدى شرعية المداوالت و المصادقة عليها اذا كانت من اختصاصه‬
‫‪-‬مراقبة قرارات البلدية الفردية و التّنظيمية‪ 6‬اال ان المصادقة عليها تكون من طرف الوالي‪...‬‬
‫مكتب ال ّشؤون االقتصادية و التّخطيط‪ :‬يقوم هذا المكتب بمتابعة المخطّطات و المشاريع البلدية و الصّفقات العمومية منذ إقتراح‬
‫الموضوع و تسجيله إلى غاية إنتهائه‬
‫مكتب ال ّشؤون االحتماعية‪ :‬يتولى هذا المكتب استقبال المواطنين و عرائضهم و مساعدتهم في مجاالت عديدة‬
‫باالضافة الى وجود مكاتب اخرى مثل‪ :‬مكتب االرشيف و الوسائل العامة‬
‫مكتب الحرس البلدي‬
‫وال ننسى مكتب متابعة جواز السفر والبطاقة البيومترية ورخصة سياقة ‪..‬‬
‫مكتب االنتخابات‬
‫ان المش ّر ع بقي غامضا اتجاه الدائرة حيث ال نجد أي قانون يتناول بشكل تفصيلي هذا الموضوع و الهيكل التنظيمي‬ ‫كما نجد ّ‬
‫لها‪ ،‬مما خلق عدم االستقرار في هذه االدارة و جعلها محل جدل بين فقهاء القانون فهناك‬
‫‪ -‬رأي ينادي بالغائها النها ال تتمتع بالشخصية المعنوية و ال باالستثالل المالي فهم يرونها عبارة عن اسلوب معرقل لعمل‬
‫الجماعة القاعدية كما يعتبرونها تبذير المال العام بانشاء مناصب على مستوى هيئة تزيد من بطأ العمل االداري الذي يتطلب‬
‫السّرعة و النّجاعة‬
‫‪ -‬و ال ّرأي الثاني المناصر لل ّد ائرة فيرى الغاء هذه االخيرة سوف يلحق مشاكل عديدة منها ابعاد االدارة من المواطن باالضافة‬
‫ضغط على الوالية و الوالي نظرا للدور الذي تؤ ّديه ال ّدائرة في تسيير عمل الوالية خاصة اعتماد البلديات على‬ ‫الى زيادة ال ّ‬
‫السّلطة الوصية في حل مشاكلها كما ّ‬
‫ان الغائها هو دعم للبيروقراطية‬
‫الحلول المقترحة‪ :‬رغم أن الدائرة تستمد وجودها القانوني من خالل مركز رئيس الدائرة اال ان هذا ااخير غير كافي فليس من‬
‫المنطقي وجود هيئة ادارية تتمتع‪ 6‬بوجود مادي و فراغ قانوني‪ ،‬فالحل النهائي لهذه المشاكل يكمن في وضع قانون يضمن سير‬
‫مكاتبها و كذا تحديد مهام كل مكتب مما يجعل العمل االداري اكثر سرعة و مرونة و من غير المنطق وجود دائرة على مستوى‬
‫الوطن ليس لها وجود قانوني‪.‬‬