You are on page 1of 67

‫مالحظة ‪ :‬انتم مطالبون بمراجعة ما تم التطرق إلٌه فً الحصص فمط ‪.

‬‬
‫المانون االداري ‪ /‬األستاذة كتاف كرٌمة‬
‫األهداف ‪:‬‬
‫‪ -‬تزوٌد طلبة السنة األولى جذع مشترن تخصص حموق ‪ ،‬بكافة المعلومات المتعلمة باألحكام التً‬
‫ٌحوٌها هذا المانون ‪.‬‬
‫‪ -‬تعلٌم الطالب كٌفٌة اسماط كافة المعلومات على النظام االداري الجزابري‪.‬‬
‫‪ -‬تعلٌم الطالب االعتماد على العمل الشخصً و الجماعً ‪.‬‬
‫‪ -‬تنمٌة المدرة على المنالشة ‪ ،‬الحوار العلمً الفعال و المداخلة الشفهٌة ‪.‬‬
‫‪ -‬تحلٌل وتفسٌر األحكام والنصوص المانونٌة بهدؾ تعلم النمد المانونً ‪.‬‬

‫ممدمة‬

‫اإلنسان اجتماعً بطبعه و ٌفضل العٌش فً الجماعة ‪ ،‬و حتى ال تتحمك ممولة الفٌلسوؾ بسوت‬
‫‪ " :Bossuett‬حٌث ٌملن الكل فعل ما ٌشاءون ال ٌملن أحد فعل ما ٌشاء و حٌث ال سٌد ‪ ،‬فالكل سٌد‬
‫‪ ،‬و حٌث الكل سٌد فالكل عبٌد " ‪ ،‬كان البد للمجتمع من نظام ٌحكم العاللات بٌن الناس و ٌفرض األمان‬
‫فً المجتمع و هو المانون ‪.‬‬

‫فالمانون هو علم اجتماعً ‪ ،‬موضوعه اإلنسان و سلوكه مع نظابره ‪ ،‬أعماله و ردود أفعاله‪.‬‬

‫و التعرٌؾ المانونً العلمً المجمع علٌه حٌث ثمة اتفاق كبٌر بٌن فمهاء المانون الوضعً على تعرٌؾ‬
‫المانون ‪ ،‬على أنه مجموعة لواعد عامة مجردة ملزمة تنظم العاللات بٌن األشخاص فً المجتمع‪.1‬‬

‫أو هو مجموعة المواعد التً تنظم العاللات المختلفة فً المجتمع ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ممال منشور على مولع موسوعة وٌكٌبٌدٌا تحت عنوان المانون ‪ ،‬بتارٌخ‪http://ar.wikipedia.orgwiki/. 2017-02-21‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬التعرٌف بالمانون االداري‬
‫ٌنمسم المانون إلى لانون عام ولانون خاص‪ .‬فالمانون الخاص هو مجموعة المواعد المانونٌة التً‬
‫تنظم العاللات التً تكون بٌن أشخاص المانون الخاص وتموم على أساس مبدأ المساواة بٌن األطراؾ ‪.‬‬
‫و المانون العام هو مجموعة المواعد التً تحكم العاللات التً تكون الدولة طرفا فٌها باعتبارها صاحبة‬
‫سلطة وسٌادة ‪ ،‬وٌنمسم الى لانون عام خارجً ولانون عام داخلً‪.‬‬
‫فالمانون العام الخارجً ( المانون الدولً العام ) هو مجموعة المواعد المانونٌة التً تحكم و تنظم‬
‫العاللات الخارجٌة التً تكون الدولة طرفا فٌها‪.‬‬
‫و المانون العام الداخلً هو مجموعة المواعد المانونٌة التً تختص بتنظٌم نظام الحكم فً الدولة ‪ ،‬و‬
‫تبٌن وسابل اسناد السلطة السٌاسٌة الى الحكام ‪ ،‬و تنظم العاللات بٌن السلطات العامة و المإسسات فً‬
‫‪1‬‬
‫الدولة و تنظم وظابفها من جهة و األفراد و أشخاص المانون الخاص من جهة أخرى‪.‬‬
‫ٌتفرع المانون العام الداخلً الى المانون الدستوري ‪ ،‬لانون الجنسٌة ‪ ،‬المانون المالً ‪ ،‬المانون‬
‫االداري‪.‬‬
‫و سنتطرق فً هذا الفصل الى تبٌان مفهوم المانون االداري وعاللته بفروع المانون ‪ .‬كما سنتناول‬
‫استماللٌة المانون االداري و نشؤته و خصابصه و مصادره و أسسه‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم المانون االداري‬
‫لمد اختلؾ الفمهاء حول المانون االداري ‪ ،‬هذا االختالؾ أدى الى ظهور مفهوم واسع للمانون‬
‫االداري و مفهوم ضٌك و هذا ما سنمؾ علٌه فً المطلبٌن التالٌٌن ثم نحدد مولؾ المشرع الجزابري من‬
‫فكرة المانون االداري كمجموعة لواعد ؼٌر مؤلوفة فً المانون الخاص ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬المفهوم الواسع للمانون االداري‬
‫المانون االداري هو مجموعة المواعد المانونٌة التً تطبك على السلطة االدارٌة من حٌث تنظٌمها‬
‫و نشاطها و الفصل فً منازعاتها ‪.‬‬
‫فالمانون االداري بمفهومه الواسع ٌستلزم وجود ادارة للمٌام بعملٌات التخطٌط و التوجٌه و التنظٌم‬
‫و الرلابة ألجل تحمٌك االهداؾ المشتركة للجماعة عامة كانت ام خاصة ‪.2‬‬
‫و ٌعد المانون االداري أمرا مالزما لإلدارة العامة فً وجودها وعملها وتنظٌمها ‪ ،‬فهو لانون‬
‫موجود فً جمٌع الدول و النظم السٌاسٌة نظرا لحتمٌة وجود االدارة ‪.‬‬

‫‪ -1‬لصٌر مزٌانً فرٌدة ‪ ،‬مبادئ المانون االداري الجزابري‪ ،‬ص ‪.03‬‬


‫‪ -2‬مبادئ المانون االداري الجزابري ‪ ،‬لصٌر مزٌانً فرٌدة ‪ ،‬ص ‪.12-11‬‬
‫‪2‬‬
‫ففً الدول االنجلوسكسونٌة ٌخضع نشاط االدارة لمواعد المانون الخاص ‪ ،‬وتخضع منازعاتها للجهة‬
‫المضابٌة التً تفصل فً منازعات األشخاص الخاصة ‪.‬‬
‫هذا وٌجدر التنبٌه أن الفمه االنجلٌزي ٌنفذ فكرة المانون االداري بالمفهوم الفرنسً على اعتبار أنه صورة‬
‫‪1‬‬
‫من صور تسلط االدارة ‪.‬كما أنه ٌشكل انتهاكا صارخا لمبدأ المساواة أمام المانون ‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬المفهوم الضٌك (الفنً) للمانون االداري‬
‫المانون االداري فً مفهومه الضٌك هو مجموع المواعد المانونٌة االستثنابٌة ؼٌر الموجودة ضمن‬
‫لواعد المانون الخاص و المستملة عن بمٌة فروع المانون وتختص بتنظٌم بعض جوانب النشاط االداري (‬
‫المرارات االدارٌة ‪ ،‬العمود االدارٌة ‪ ،‬الضبط االداري ‪ ،‬االموال العامة ‪ ،‬المسإولٌة االدارٌة ‪ ،‬الموظفون‬
‫العامون ) وما ٌترتب عن هذا النشاط من منازعات ‪.‬‬
‫ان هذه المواعد االستثنابٌة تختلؾ عن لواعد المانون الخاص التً تحكم النشاط الخاص ومنازعات‬
‫األفراد ‪ٌ .‬وجد المانون االداري بالمفهوم الضٌك فً الدول التً تؤخذ بنظام ازدواج المضاء و ازدواج‬
‫المانون ‪.‬‬
‫وحسب األستاذ جٌن رٌفٌرو فان المانون اإلداري هو مجموعة المواعد المانونٌة المتمٌزة عن لواعد‬
‫المانون الخاص التً تحكم و تنظم النشاط اإلداري لألشخاص العمومٌة ‪.2‬‬
‫و تبعا للمفهوم الضٌك و الفنً للمانون االداري فان هذا الفرع من المانون ٌعتنً بالجهاز االداري للدولة‬
‫فٌحكم المسابل التالٌة ‪:3‬‬
‫‪ -1‬تنظٌم السلطة االدارٌة مركزٌة والمركزٌة ‪.‬‬
‫‪ -2‬نشاط االدارة و ٌتمثل فً الضبط االداري و المرفك العام ‪.‬‬
‫‪ -3‬أسالٌب االدارة و تظهر فً اصدار المرارات االدارٌة (نظرٌة المرار) و ابرام الصفمات (نظرٌة‬
‫العمود)‪.‬‬
‫‪ -4‬وسابل االدارة و تنحصر فً الوسٌلة البشرٌة و الوسٌلة المادٌة و هً نظرٌة الموظؾ العام و نظرٌة‬
‫المال العام ‪.‬‬
‫‪ -5‬منازعات االدارة و تشمل الجهة المضابٌة المختصة بالفصل فً المنازعات ذات الطابع االداري‬
‫و كذلن الجوانب االجرابٌة الواجبة االتباع ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مولف المشرع الجزائري و مدى تأثره بالمانون االداري بالمفهوم الفنً‬

‫‪ -1‬أ‪.‬د‪ .‬عمار بوضٌاؾ ‪ ،‬الوجٌز فً المانون االداري‪ ،‬جسور للنشر والتوزٌع ‪ ،2015 ،‬الجزابر ‪،‬ص ‪.16‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ناصر لباد‪ ،‬المانون أإلداري ‪ (،‬الجزء األول( التنظٌم اإلداري ‪،‬الطبعة الثانٌة ‪ ،‬سنة ‪ ، 2005‬ص‪. 13‬‬
‫‪ - 3‬أ‪.‬د‪ .‬عمار بوضٌاؾ ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 20 -19‬‬
‫‪ - 4‬انظر كتاب أ‪.‬د‪ .‬عمار بوضٌاؾ ‪ ،‬الوجٌز فً المانون االداري ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪.28-27-26‬‬
‫‪3‬‬
‫سبك المول أن المانون االداري بالمفهوم الفنً ٌتضمن مجموعة لواعد استثنابٌة ؼٌر مؤلوفة فً‬
‫مجال المانون الخاص تخضع لها االدارة العامة ‪.‬‬
‫و من هنا ٌطرح السإال ‪ :‬هل تحممت هذه المواعد االستثنابٌة فً النظام المانونً الجزابري و ما هً‬
‫صورها ؟‬
‫لمد تبنى المشرع الجزابري تدرٌجٌا و بموجب نصوص عدٌدة فكرة المانون االداري بالمفهوم الفرنسً‬
‫كما تؤثر بها المضاء الجزابري ‪ ،‬و فٌما ٌلً بٌان مظاهر هذا التؤثر بإٌجاز ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬من حٌث النظام المانونً‬
‫ان مظاهر تؤثر المشرع الجزابري بنظرٌة المانون االداري بالمفهوم الضٌك تبرز فً العمود‬
‫االدارٌة و الوظٌفة العمومٌة ‪:‬‬
‫‪ -‬تبنٌه نظام تعالدي خاص ٌحكم عمود االدارة العامة شمله لانون الصفمات العمومٌة ( المرسوم‬
‫الرباسً ‪ 15/247‬المإرخ فً ‪ 16‬سبتمبر ‪ . ) 2015‬و لد خص المشرع العمود االدارٌة من خالل‬
‫لانون الصفمات العمومٌة بمواعد خاصة و ممٌزة و بالتالً مٌزها عن العمد المدنً و العمد التجاري‬
‫خاصة أن الصفمة العمومٌة تمنح لإلدارة المتعالدة حك تعدٌل الصفمة بصفة منفردة ‪ ،‬كما أعطاها سلطة‬
‫ال مثٌل لها فً مجال المانون الخاص كسلطة الفسخ و تولٌع الجزاء ‪ ،‬و هذا ٌإكد الطابع االستثنابً و‬
‫ؼٌر المؤلوؾ للمانون االداري ‪.‬‬
‫‪ -‬تخصٌص فبة الموظفٌن بنظام لانونً خاص كان آخرها األمر ‪ 03-06‬المإرخ فً ‪ 15‬جوٌلٌة‬
‫‪ 2006‬المتضمن المانون األساسً العام للوظٌفة العمومٌة ( ج‪.‬ر العدد ‪ 46‬سنة ‪.) 2006‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬من حٌث طبٌعة النظام المضائً‬
‫مر نظام المنازعات االدارٌة فً الجزابر بمراحل كثٌرة من حٌث النظام المانونً المطبك على‬
‫المنازعة االدارٌة ‪.‬فبعد االستمالل تم االبماء على المحاكم االدارٌة االبتدابٌة الثالث ( الجزابر ‪ ،‬وهران ‪،‬‬
‫لسنطٌنة )التً أنشؤتها فرنسا وهذا بممتضى المانون ‪ 157-62‬والذي لضى باالستمرار فً تطبٌك‬
‫الموانٌن الفرنسٌة فٌما عدا ما ٌتنافى و السٌادة الوطنٌة ‪.‬وعلى مستوى جهة المضاء العالً نجده لد أعلن‬
‫عن انشاء المجلس المضابً األعلى بموجب األمر رلم ‪ 218 -63‬المإرخ فً ‪ 18‬جوان ‪ 1963‬لٌعهد‬
‫الٌه بالمهمة المنوطة بمحكمة النمض الفرنسٌة ( فً مجال المضاء العادي ) و مهمة مجلس الدولة ( فً‬
‫مجال المضاء االداري)‪.‬فتحممت االزدواجٌة على المستوى الماعدي و التوحٌد على مستوى جهة المضاء‬
‫العالً ‪ .‬أما على مستوى المجلس المضابً فؤنشؤ الؽرفة االدارٌة ( لبل تنصٌب المحاكم االدارٌة) وهذا‬
‫اعترافا منه بخصوصٌة المنازعة االدارٌة ‪.‬‬
‫و بإنشاء مجلس الدولة سنة ‪ 1996‬أصبح هو الهٌبة الممومة ألعمال الجهات المضابٌة االدارٌة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬عاللة المانون االداري بغٌره من العلوم و فروع المانون األخرى‬
‫بعد أن أوضحنا بإسهاب المفهوم الفنً للمانون االداري بؤنه مجموعة المواعد المانونٌة ؼٌر‬
‫المؤلوفة ‪ ،‬المتمٌزة عن لواعد المانون الخاص ‪ ،‬التً تتعلك باإلدارة العامة حٌنما تتصرؾ كسلطة عامة‬
‫‪ 1.‬واتضح لنا مولؾ المشرع الجزابري منه ‪ ،‬سنعرج فً هذا المبحث الى تحدٌد العاللة بٌن المانون‬
‫االداري و االدارة العامة و كذا عاللته بفروع المانون األخرى وذلن من خالل المطلبٌن التالٌٌن‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬عاللة المانون االداري بعلم االدارة العامة‬
‫ٌمكن الولوؾ على مفهوم االدارة العامة ‪ Administration Publique‬انطاللا من أحد المعٌارٌن‬
‫المعٌار العضوي أو الهٌكلً و المعٌار الموضوعً أو الوظٌفً ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعرٌف االدارة العامة‬
‫أوال ‪ :‬المعنى العضوي (الشكلً)‬
‫ٌمصد باإلدارة العامة مجموعة األجهزة االدارٌة الموجودة فً الدولة و مستوٌاتها وكٌفٌة تنظٌمها (‬
‫الهٌبات المركزٌة والهٌبات الالمركزٌة) ‪ ،‬دون اعطاء أهمٌة للنشاط الذي تمارسه مثل هذه األجهزة أو‬
‫الهٌبات ‪ ،‬ومن ثم ٌعرفون المانون االداري بؤنه ذلن المانون الذي ٌحكم و ٌنظم السلطات االدارٌة فً‬
‫‪2‬‬
‫الدولة وهً تباشر وظٌفتها االدارٌة ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬المعنى الموضوعً ( المادي)‬
‫ٌمصد باإلدارة من الزاوٌة الموضوعٌة طبٌعة النشاط الذي تباشره السلطة االدارٌة فً سبٌل تحمٌك‬
‫المصلحة العامة عن طرٌك الوسابل التً تلجؤ الٌها لتنفٌذ هذا النشاط ‪،‬سواء كانت بشرٌة أم لانونٌة أم‬
‫مادٌة ‪ ،‬ومستخدمة ما تتمتع به من سلطات و امتٌازات ‪.‬وعلى هذا االساس ٌعرؾ المانون االداري بؤنه‬
‫المانون الذي ٌحكم نشاط ووظٌفة السلطة االدارٌة‪،‬وٌبٌن اختصاصات االجهزة والهٌبات االدارٌة المختلفة‬
‫‪3‬‬
‫وما تملكه من سلطات و امتٌازات ‪.‬‬
‫ومن خالل الجمع بٌن المعنٌٌن العضوي و المادي ‪ٌ ،‬مكن تعرٌؾ المانون االداري بؤنه ‪ " :‬مجموعة‬
‫‪4‬‬
‫المواعد المانونٌة المنظمة لألجهزة االدارٌة فً الدولة و النشاط الذي تضطلع به "‪.‬‬
‫ولتوضٌح العاللة بٌن علم االدارة العامة و المانون االداري نسوق المثال التالً‪: 5‬‬

‫‪ - 1‬أ ‪.‬د دمحم الصؽٌر بعلً‪ ،‬المانون االداري(التنظٌم االداري‪،‬النشاط االداري)‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزٌع ‪ ،2013 ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ - 2‬أ‪.‬د دمحم علً الخالٌلة ‪ ،‬الوسٌط فً المانون االداري ‪،‬دار الثمافة للنشر و التوزٌع ‪ ،2015 ،‬االردن ‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ - 3‬أ‪.‬د نواؾ كنعان ‪ ،‬المانون االداري (الكتاب االول)‪ ،‬دار الثمافة للنشر و التوزٌع ‪،‬االردن ‪ ،2010،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ - 4‬سعٌد بوعلً‪ -‬نسرٌن شرٌمً ‪ -‬مرٌم عمارة ‪ ،‬المانون االداري ( التنظٌم االداري ‪ -‬النشاط االداري ) ‪ ،‬دار بلمٌس ‪ ،‬الجزابر ‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ - 5‬أ‪.‬د عمار بوضٌاؾ ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 45-44‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ /1‬فً مجال النظرٌة العامة للموظف ‪ٌ :‬هتم المانون االداري بالموظؾ العام من زواٌا معٌنة ‪ :‬من هو‬
‫الموظؾ العام ‪ ،‬ما هً شروط الوظٌفة العامة ‪ ،‬حموله و واجباته الوظٌفٌة ‪ ،‬كٌؾ تنظم ترلٌته و تؤدٌبه ‪،‬‬
‫الطرق المانونٌة إلنهاء العاللة الوظٌفٌة ‪...‬الخ‬
‫بٌنما علم االدارة العامة ٌهتم بدراسة الموظؾ العام من زاوٌة أخرى حٌث ٌركز على جوانب أخرى‬
‫كدراسة شروط التؤهٌل للوظٌفة دراسة فنٌة أكادٌمٌة ‪ ،‬وطرق التدرٌب ‪.‬‬
‫فإذا كان المانون االداري ٌعترؾ للربٌس االداري بسلطة تنمٌط مرإوسٌه ‪ ،‬فان علم االدارة ٌهتم بالكشؾ‬
‫عن أفضل السبل لتمدٌر كفاءة العاملٌن ‪.‬و اذا كان المانون االداري ٌهتم بالجزاءات أو العموبات التؤدٌبٌة‬
‫وٌحدد أصنافها و درجاتها ‪ ،‬فان علم االدارة ٌهتم بمدى نجاعة هذه الجزاءات ‪.‬‬
‫‪ /2‬فً مجال المرار االداري ‪ :‬تعتبر نظرٌة المرار االداري من أهم نظرٌات المانون االداري فمضاء‬
‫االلؽاء ٌنصب اساسا على فكرة المرار االداري ‪ ،‬كما ال ٌتصور أن تباشر االدارة نشاطها دون اعتمادها‬
‫على المرار االداري كوسٌلة تسٌٌر و أداة تنظٌم و ادارة ‪.‬ورؼم هذه الصلة اال أن الفرق ٌظل واضحا‬
‫فالمانون االداري ٌهتم بنظرٌة المرار االداري من حٌث مفهوم المرار االداري و أركانه و آثاره‪،‬ابطاله‬
‫وسحبه و طرق انهابه ‪،‬بٌنما علم االدارة ٌهتم بمراحل اتخاذ المرار االداري ومستوٌاته و المشاركة فً‬
‫المرار ‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬عاللة المانون االداري بفروع المانون االخرى‬
‫أوال ‪:‬عاللة المانون اإلداري بالمانون الدستوري‬
‫ٌعتبر المانون الدستوري و المانون اإلداري فرعان ألصل واحد هو المانون العام ‪.‬‬
‫فالمانون الدستوري هو المانون األساسً الذي ٌنظم السلطات العامة فً الدولة ( التنفٌذٌة والتشرٌعٌة‬
‫والمضابٌة ) من حٌث تكوٌنها واختصاصاتها وعاللتها ببعضها البعض و باألفراد ‪ ،‬ثم ٌؤتً المانون‬
‫االداري لٌحكم احدى هذه السلطات وهً السلطة التنفٌذٌة ‪.‬‬
‫فالمانون الدستوري ٌبٌن الخطوط العرٌضة لتكوٌن واختصاص السلطة التنفٌذٌة فً حٌن ٌتولى المانون‬
‫االداري أمر تمسٌمات هذه السلطة و فروعها و تعٌٌن العاملٌن فٌها وكٌفٌة ادارتها لمرافك الدولة ‪.1‬‬
‫و لمد تض ّمن المرسوم الرباسً رلم ‪ 442-20‬المإرخ فً ‪ 30‬دٌسمبر ‪ 2020‬والمتضمن‬
‫التعدٌل الدستوري الكثٌر من المواعد ذات العاللة المباشرة بالمانون اإلداري من ذلن نص المادة ‪ 17‬الّتً‬
‫أعلنت عن الجماعات اإلللٌمٌة للدولة و هً البلدٌة و الوالٌة ‪ ،‬و اعتبرت نفس المادة البلدٌة هً الجماعة‬
‫الماعدٌة واعتبرت المادة ‪ 19‬المجلس المنتخب هو لاعدة الالمركزٌة ومكان مشاركة المواطنٌن فً‬

‫‪ - 1‬أ‪ .‬د ‪ .‬دمحم علً الخالٌلة ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 30‬‬


‫‪6‬‬
‫تسٌٌر الشإون العمومٌة ‪ ،‬وصنفت المادة ‪ 20‬الملكٌة العامة بؤنها ملن المجموعة الوطنٌة وأعلنت عن‬
‫مشتمالتها ‪ .‬و المادة ‪ 37‬أرست مبدأ مهما أال وهو مبدأ المساواة أمام المانون ‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬عاللة المانون اإلداري بالمانون المدنً‬
‫أن المانون المدنً ٌعتبر من ألدم فروع المانون‪ّ ،‬‬
‫وأن لواعده تعد بمثابة شرٌعة عامة‬ ‫مما ال شن فٌه ّ‬
‫فٌما ٌحكم روابط وعاللات األفراد خاصة فً الجانب المالً و فً مختلؾ أوجه التصرؾ سواء بالبٌع أو‬
‫اإلٌجار أو الرهن ‪...‬‬
‫ّ‬
‫إن أبرز مٌزة للمانون المدنً أنه لانون المساواة و التوازن فهو ٌنظر ألطراؾ العاللة المانونٌة نظرة‬
‫واحدة و ال ٌفاضل بٌن مصلحة وأخرى‪ ،‬أو أن ٌزود متعالد بسلطة حٌال المتعالد اآلخر‪.‬‬
‫أ ّما فً مجال المانون اإلداري فان العاللة أو المراكز المانونٌة ٌنظر إلٌها بشكل مختلؾ تماما عما هو‬
‫سابد فً المانون المدنً‪ .‬فاإلدارة باعتبارها طرفا فً عاللة ما تحظى بمركز متمٌز و تمارس بموجبه‬
‫جملة من السلطات تجاه األفراد فهً تصدر المرارات اإلدارٌة بإرادتها المنفردة ودون مشاركة األفراد‬
‫المعنٌٌن بالمرار‪ ،‬بل وحتى دون رضاهم‪ ،‬ومع ذلن ٌلزم هإالء بتنفٌذ هذا المرار و ال ٌجوز لهم التصدي‬
‫تجاهه وإال خضعوا للعموبة الّتً حددها المانون‪. 1‬‬
‫وفٌما ٌتعلك بالتعالد ففً المانون المدنً العمد شرٌعة المتعالدٌن ‪ ،‬أما فً المانون االداري فٌجوز لالدارة‬
‫كامتٌاز من امتٌازات السلطة العامة أن تعدل العمد اإلداري بإرادتها المنفردة ‪ .‬و من سلطتها أٌضا أن‬
‫تولع الجزاء المالً على المتعالد معها دون حاجة للجوء للمضاء‪ .‬و ٌجوز لها أن تفسخ العمد بإرادتها‬
‫المنفردة دون أدنى داع لرفع دعوى الفسخ ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عاللة المانون اإلداري بالمانون الجنائً‬
‫ٌعرؾ المانون الجنابً بؤنه مجموعة المواعد المانونٌة التً تحدد الجرابم على اختالؾ أنواعها‬
‫وتبٌن العموبات المفروضة علٌها ‪.‬فالمانون الجنابً بهذا المعنى ٌختلؾ عن المانون االداري الختالؾ‬
‫موضوع كل منهما ‪ ،‬اال أن هنان ترابط بٌنهما لعل أهم مظاهره ما ٌلً ‪:‬‬
‫‪ٌ -‬صنؾ كال المانونٌن تحت مظلة المانون العام الداخلً ‪.‬‬
‫‪ٌ -‬وفر المانون الجنابً الحماٌة الالزمة لعنصري االدارة البشري والمالً ‪ ،‬اذ ٌجرم االعتداء على‬
‫الموظؾ العام أثناء الوظٌفة أو بمناسبة ممارستها ‪ ،‬وٌجرم االعتداء على المال العام ‪ ،‬وٌحمً نزاهة‬
‫الوظٌفة العامة بتجرٌم الرشوة و االختالس و افشاء اسرار الوظٌفة ‪.2‬‬
‫و رجوعا لمانون العموبات الجزابري و لنص المادة ‪ 144‬من المانون رلم ‪ 09/01‬المإرخ فً‬
‫‪ 26‬جوان ‪ 2001‬نجدها لد حددت عموبة تتراوح من شهرٌن إلى سنتٌن و بؽرامة من ‪ 1.000‬دج إلى‬

‫‪ - 1‬أ‪.‬د‪ .‬عمار بوضٌاؾ ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 52-51‬‬


‫‪ - 2‬أ‪.‬د‪ .‬دمحم علً الخالٌلة ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 35‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ 500.000‬دج أو بإحدى هاتٌن العموبتٌن لكل من أهان لاضٌا أو موظفا عمومٌا أو لابدا‪ ،‬أو أحد رجال‬
‫الموة العمومٌة بالمول أو اإلشارة أو التهدٌد أو بإرسال أو تسلٌم أي شًء إلٌهم بالكتابة أو الرسم ؼٌر‬
‫العلنٌٌن أثناء تؤدٌة وظابفهم أو بمناسبة تؤدٌتها وذلن بمصد المساس بشرفهم أو باعتبارهم أو االحترام‬
‫الواجب لسلطتهم ‪.‬‬
‫وشددت المادة ‪ 148‬فً العموبة من سنتٌن إلى ‪ 5‬سنوات إذا حدث االعتداء بالعنؾ أو الموة‪ .‬كما‬
‫وضعت المادة ‪ 155‬عموبة لمن ٌبادر إلى كسر أختام السلطة العمومٌة تتراوح من ‪ 6‬أشهر إلى ‪3‬‬
‫سنوات‪ .‬وكفلت المادة ‪ 158‬لسجالت السلطات العمومٌة و عمودها و سنداتها حماٌة خاصة ضد االعتداء‬
‫علٌها محددة عموبة لهذا الفعل من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫وحددت المادة ‪ 205‬و ‪ 206‬عموبة من ‪ 5‬سنوات إلى ‪ 20‬سنة لكل من للد أو زور طابعا وطنٌا (ختما)‬
‫أو دمؽة أٌا كانت المادة المستعملة‪ .‬وجرمت المادة ‪ 214‬فعل التزوٌر فً المحررات العمومٌة أو‬
‫الرسمٌة محددة ألصى عموبة لها تتمثل فً السجن المإبد إذا ولعت من جانب الموظؾ وهذا إما بوضع‬
‫تولٌعات مزورة أو بإحداث تؽٌٌر فً المحررات أو الخطوط أو بالكتابة فً السجالت و ؼٌرها من‬
‫أشكال التزوٌر‪.‬‬
‫أ ّما المادة ‪ 222‬من لانون العموبات فمد جرمت هً األخرى فعل التزوٌر فً الوثابك و الشهادات‬
‫ووضعت لها عموبة تترواح من ‪ 6‬أشهر إلى ‪ 3‬سنوات وؼرامة من ‪ 1500‬دج إلى ‪ 15000‬دج‪ .‬كما‬
‫جرمت المادة نفسها استعمال المزور مع تبٌانها لصور هذا االستعمال ‪.‬‬
‫ّ‬
‫وجرمت المادة ‪ 223‬فعل الحصول على وثابك إدارٌة بتصرٌحات كاذبة كاالٌصاالت وجواز السفر و‬
‫ؼٌرها ووضعت لها عموبة من ‪ 3‬أشهر الى ‪ 3‬سنوات و ؼرامة من ‪ 500‬إلى ‪ 5000‬دج‪.‬‬
‫كما جرمت المادة ‪ 459‬فعل مخالفة المراسٌم و المرارات المتخذة لانونا من جانب السلطة اإلدارٌة وان‬
‫كانت لد وضعت لها عموبة ال تنسجم مع درجة المخالفة وحددتها بما ال ٌزٌد عن ‪ 3‬أٌام حبس‪.‬‬
‫وبالرجوع للمانون رلم ‪ 01- 06‬المإرخ فً ‪ 20‬فبراٌر ‪ 2006‬المتعلّك بالولاٌة من الفساد ومكافحته‬
‫وجرمت المادة ‪ 25‬منه فعل الرشوة ووضعت عموبة له تراوحت بٌن سنتٌن إلى عشر سنوات و بؽرامة‬
‫من ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 1.000.000‬دج‪.‬‬
‫أ ّما المادة ‪ 29‬فمد جرمت فعل اختالس الممتلكات من لبل الموظؾ أو استعمالها على نحو ؼٌر شرعً‬
‫ووضعت لها عموبة تتراوح من سنتٌن إلى عشر سنوات و ؼرامة من ‪ 200.000‬إلى ‪1.000.000‬‬
‫دج‪ .‬وذات العموبة لررت لجرٌمة الؽدر المرتكبة من لبل الموظؾ العام حٌن ٌمبل على تلمً أو اشتراط‬
‫أو أن ٌؤمر بتحصٌل مبالػ مالٌة ٌعلم أنها ؼٌر مستحمة األداء سواء لنفسه أو لصالح اإلدارة أو لصالح‬
‫األطراؾ‪ ،‬وهذا ما ورد صراحة فً نص المادة ‪ 30‬من المانون المذكور‪.‬‬
‫وجرمت المادة ‪ 31‬فعل التخفٌض الؽٌر لانونً للضرٌبة و الرسم الذي ٌمبل علٌه موظؾ إدارة‬
‫‪8‬‬
‫الضرابب وحددت له العموبة من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سنوات و ؼرامة من ‪ 500.000‬دج إلى ‪1.000.000‬‬
‫دج‪.‬‬
‫الممررة فً لانون العموبات الجزابري أو فً لانون الولاٌة من‬
‫ّ‬ ‫ومن هذا الكم الهابل من النصوص سواء‬
‫الفساد ومكافحته نستنتج مدى عمك العاللة بٌن المانون اإلداري و المانون الجنابً ‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫رابعا ‪ :‬عاللة المانون اإلداري بمانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة‬
‫للمانون اإلداري وثٌك الصلة بمانون اإلجراءات المدنٌة هذا األخٌر الذي نظمت لواعده الدعوى‬
‫أمام المضاء من حٌث شروطها ولواعد االختصاص (النوعً و المحلً) و سٌرها وأدلة اإلثبات وإصدار‬
‫األحكام وتنفٌذها وطرق الطعن فٌها‪.‬‬
‫وطالما كانت اإلدارة ؼٌر بعٌدة عن النزاع إذ الؽالب أنها طرؾ مدعى علٌه‪ ،‬فهً معنٌة هً‬
‫األخرى بالخضوع لمانون اإلجراءات المدنٌة الصادر كمرحلة أولى بموجب األمر ‪ 154-66‬المإرخ ‪8‬‬
‫جوان ‪ 1966‬المعدل و المتمم‪ .‬وكمرحلة ثانٌة بموجب المانون‪ .09/08‬المإرخ فً ‪ 25‬فبراٌر‪2008‬‬
‫المتضمن لانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة‪.‬‬
‫وتبرز العاللة فً المانون اإلداري بمانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة من حٌث ّ‬
‫أن هذا األخٌر هو الذي‬
‫ٌبٌّن تشكٌلة المحكمة اإلدارٌة و سلطة الماضً اإلداري‪ ،‬و سٌر الجلسات وإجراءات المنازعة اإلدارٌة‬
‫وأدلة اإلثبات وإصدار األحكام فً المادة اإلدارٌة والطعن فٌها و أصول التنفٌذ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬عاللة المانون اإلداري بالمانون الدولً العام‪.‬‬
‫إن العاللة بٌن المانون اإلداري و المانون الدولً العام تبرز من خالل اهتمام كال المانونٌن بالدولة كؤحد‬
‫أن مجال اهتمام المانون اإلداري بها ٌنحصر باألساس فً النّشاط‬
‫أهم أشخاص المانون العام‪ .‬ؼٌر ّ‬
‫الداخلً ذو الطبٌعة الخاصة أي الدولة باعتبارها صاحبة السٌادة و السلطان‪ ،‬ال الدولة باعتبارها شخصا‬
‫من أشخاص المانون الخاص‪.‬‬
‫بٌنما ٌهتم المانون الدولً العام بنشاط الدولة الخارجً مع بمٌة الدول فً المجتمع الدولً وكذلن فً‬
‫عاللتها مع المنظمات الدولٌة‪ ،‬فكؤنما المانونٌن ٌنظمان نشاط شخص معنوي عام واحد هو الدولة‪ ،‬لكن‬
‫ضمن مجالٌن مختلفٌن‪ ،‬مجال للنشاط الداخلً تكفل به المانون اإلداري‪ .‬ومجال للنشاط الخارجً تكفل‬
‫بتنظٌمه المانون الدولً العام‪ .‬ورؼم التباعد فً المجال‪ ،‬بل فً طبٌعة المواعد‪ ،‬إال ّ‬
‫أن العاللة بٌن المانون‬
‫اإلداري و المانون الدولً العام تظل لابمة ال ٌمكن إنكارها‪ ،‬ذلن أنّه لو نظرنا لمجال المنازعات اإلدارٌة‬
‫فانّه لإلمكان أن نتصور ّ‬
‫أن الماضً اإلداري كما ٌطبك نصا داخلٌا كمانون الوظٌفة العامة أو لانون نزع‬
‫الملكٌة أو الموانٌن العمارٌة أو لانون المالٌة لد ٌطبك نص معاهدة دولٌة على النزاع المعروض علٌه إذا‬

‫‪ - 1‬أ‪.‬د‪.‬عمار بوضٌاؾ ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 59-56‬‬


‫‪ - 2‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 60‬‬
‫‪9‬‬
‫كانت الجزابر طرفا فٌها ولمٌت مصادلة من الجهات المخولة لانونا و تعلمت لواعدها بالنزاع اإلداري‬
‫المعروض على الماضً‪.‬‬
‫وٌعود تؤسٌس إلزام الماضً اإلداري بتطبٌك نص المعاهدة إلى المادة ‪ 154‬من الدستور و التً جعلت‬
‫للمعاهدة المصادق علٌهما من لبل ربٌس الجمهورٌة بعد عرضها على البرلمان مرتبة ومركزا ٌعلو‬
‫المانون ‪ .‬فإذا كان الماضً اإلداري ملزم بتطبٌك المانون‪ّ ،‬‬
‫فان إلزامه بتطبٌك نص المعاهدة ٌكون من باب‬
‫أولى اعتبارا من ّ‬
‫أن المعاهدة تعلو المانون‪.‬‬
‫أن نص المعاهدة تعلّك بحماٌة الموظؾ العام فً مجال المساءلة التؤدٌبٌة ّ‬
‫وكرست المعاهدة‬ ‫فلو تصورنا ّ‬
‫إجراءا جدٌدا عندها ٌلزم الماضً اإلداري بتطبٌك هذا النّص اعتبارا أنه ٌعلو التشرٌع الداخلً ‪.‬‬
‫ولٌس الماضً اإلداري وحده من ٌطبك نصوص المعاهدة بل الماضً التجاري و الماضً العمالً و‬
‫الماضً الشخصً و الماضً البحري و ؼٌر هإالء من المضاة متى كانت الوالعة المعروضة على‬
‫الماضً مشمولة بنص المعاهدة‪ ،‬وإال فما الفابدة أن ٌصادق ربٌس الجمهورٌة على المعاهدة بعد عرضها‬
‫على البرلمان وال تنفذ من لبل الجهات المعنٌة و منها المضاء‪.‬‬
‫ونظرا للعاللة الكبٌرة بٌن المانون اإلداري و المانون الدولً العام ظهر إلى حٌز الوجود فرعا جدٌدا من‬
‫فروع المانون هو المانون الدولً اإلداري خاصة ّ‬
‫وأن المجتمع الدولً ٌسٌر بخطى ثابتة من أجل توحٌد‬
‫التشرٌعات فً المجال الواحد ومنه اإلداري‪.1‬‬
‫سادسا ‪ :‬عاللة المانون اإلداري بالمانون المالً‬
‫ٌهتم المانون المالً أو علم المالٌة العامة بجوانب النشاط المالً للدولة سواء تعلّك هذا النشاط‬
‫بالنّفمات العامة للدولة أو بإٌراداتها العامة أو بمٌزانٌتها من أجل الوصول إلى إشباع الحاجات العامة‪.‬‬
‫ومن هنا تبدو العاللة لابمة بٌن المانون المالً و المانون اإلداري‪ ،‬فاألجهزة اإلدارٌة المختلفة سواء‬
‫مركزٌة (الوزارات) أو المحلٌة (الوالٌات و البلدٌات) أو المرفمٌة (المإسسات العمومٌة اإلدارٌة) و‬
‫ؼٌرها من الهٌبات ‪ ،‬تحتاج لممارسة نشاطها لنفمات عامة تمكنها من أداء مهامها المختلفة بهدؾ إشباع‬
‫حاجات األفراد و المٌام بؤعباء السلطة العامة‪.‬‬
‫ّ‬
‫إن العاللة الوطٌدة بٌن المانون المالً و المانون اإلداري تتضح من خالل اهتمام المانون اإلداري بالمال‬
‫العام والمال الخاص المملون للدولة و هٌباتها المختلفة‪ .‬كما ٌهتم بنزع الملكٌة و هو محور أٌضا ٌلمى‬
‫اهتماما لدى المختصٌن فً العلوم المالٌة عند البحث خاصة فً جانب اإلٌرادات‪.‬‬
‫كما ّ‬
‫أن العاللة تبرز أٌضا من خالل منازعات الضرابب فهً تصنؾ فً النظام المضابً الجزابري على‬

‫‪ - 1‬أ‪.‬د عمار بوضٌاؾ ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 62‬‬


‫‪10‬‬
‫أنها منازعات إدارٌة ٌإول االختصاص بالنظر فٌها للماضً اإلداري ‪.1‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬نشأة المانون اإلداري و تطوره‬


‫تعد فرنسا مهد المانون اإلداري ومنها انتشر إلى الدول األخرى ‪ ،‬وٌرجع الفضل فً ظهور هذا‬
‫المانون إلى العوامل التارٌخٌة السٌما األفكار التً جاءت بها الثورة الفرنسٌة عام ‪ 1789‬م ‪ ،‬حٌث تبنى‬
‫رجال الثورة مبدأ الفصل بٌن السلطات‪ ،‬ومن ممتضٌاته منع المحاكم المضابٌة المابمة فً ذلن الولت من‬
‫الفصل فً المنازعات اإلدارٌة للحفاظ على استمالل اإلدارة تجاه السلطة المضابٌة ‪.‬‬
‫وأدى هذا االتجاه إلى ظهور نظام ازدواجٌة المضاء و الذي أدى بدوره إلى نشوء االزدواج المانونً‬
‫وظهور المانون اإلداري ‪ .‬ولمد مرت نشؤة المانون اإلداري فً فرنسا بالمراحل التالٌة‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مرحلة الفساد اإلداري‬
‫كانت سلطات الحكم لبل الثورة الفرنسٌة مركزة فً ٌد الملن حٌث ساد نظام الملكٌة المطلمة ‪ ،‬و‬
‫لم تكن الدولة تخضع للمساءلة أو الرلابة أمام المضاء بواسطة دعاوى األفراد ‪ ،‬وهً إن تعاملت مع‬
‫األفراد خضعت معامالتها للمانون المدنً ‪.‬‬
‫وفً هذه الفترة كانت توجد محاكم لضابٌة تدعى البرلمانات ‪ Parlements‬أنشبت لتكون ممثلة للملن‬
‫فً وظابفه المضابٌة ‪ ،‬و كانت الدعاوى تستؤنؾ أمامها ما لم ٌسند الملن ذلن االختصاص إلى جهة‬
‫أخرى ‪ ،‬كما وجدت محاكم مختصة ببعض المنازعات اإلدارٌة ‪.‬‬
‫ولد كانت البرلمانات تمارس سٌطرة رجعٌة على اإلدارة وتتدخل فً شإونها و تعارض و تعرلل كل‬
‫حركة إصالحٌة مما دفع برجال الثورة الفرنسٌة إلى المناداة بمبدأ الفصل بٌن السلطات‪. 2‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬مرحلة اإلدارة الماضٌة ‪Administration Juge‬‬
‫تؤكٌدا ً التجاه الثورة الفرنسٌة فً الفصل بٌن السلطات صدر لانون ‪ 24 - 16‬أؼسطس ‪، 1790‬‬
‫الذي نص على إلؽاء المحاكم المضابٌة ( البرلمانات ) وإنشاء ما ٌسمى باإلدارة الماضٌة أو الوزٌر‬
‫الماضً كمرحلة أولى لبل إنشاء مجلس الدولة الفرنسً ‪ ،‬ومنع المضاء العادي من النظر فً المنازعات‬
‫التً تكون اإلدارة طرفا ً فٌها و أصبحت الهٌبات اإلدارٌة هً صاحبة االختصاص فً الفصل بهذه‬
‫المنازعات‪.‬‬
‫و فً مرحلة اإلدارة الماضٌة كان على األفراد اللجوء إلى اإلدارة نفسها للتظلم إلٌها و تمدٌم الشكوى ‪،‬‬

‫‪ - 1‬أ‪.‬د‪ .‬عما بوضٌاؾ ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 64‬‬


‫‪2‬‬
‫المانون‪-‬االداري‪/‬مبادئ‪-‬المانون‪-‬االداري‪/‬نشؤة‪-‬وتطور‪-‬المانون‪-‬االداري ‪https://droit-/‬‬
‫‪public.jimdo.com/‬‬
‫‪11‬‬
‫فكانت اإلدارة هً الخصم والحكم فً الولت ذاته و كان هذا األمر ممبوالً إلى حد ما فً ذلن الولت‬
‫‪1‬‬
‫بسبب السمعة السٌبة لمضاء البرلمانات التعسفٌة ‪.‬اال أن هذا النظام كان مجافٌا للمنطك ‪ ،‬ومنافٌا للعدالة‪.‬‬
‫فً هذه المرحلة تم إنشاء مجلس الدولة و تم فً نفس الولت إنشاء مجالس المحافظات كهٌبات من‬
‫الدرجة األولى ٌطعن فً أعمالها أمام مجلس الدولة‪.‬‬
‫و لد كان هذا اإلصالح ذا أثر عمٌك فمد كان مجلس الدولة ٌتمتع بثمة اإلدارة حٌث تصدر أحكامها وفما‬
‫للمشروع الذي أعده مجلس الدولة ‪ ،‬و بعد أن تملصت صالحٌات مجلس الدولة تدعمت ثانٌة من خالل‬
‫دستور ‪ 04‬نوفمبر ‪ 1848‬حٌث ترتب عن ذلن منحه لضاءا محجوزا مما أمكن لإلدارة أن ترالب‬
‫عملها وأنشطتها بنفسها وهذا إلى ؼاٌة صدور لانون ‪ 24‬ماي ‪ 1872‬أٌن أعاد تؤسٌس مجلس الدولة و‬
‫منحه المضاء المفوض‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مرحلة المضاء المحجوز ( إنشاء مجلس الدولة الفرنسً )‬
‫بنشوء مجلس الدولة فً ‪ 12‬دٌسمبر ‪ 1797‬بموجب دستور السنة الثامنة ‪ ،‬فً عهد نابلٌون‬
‫بونابرت وضعت اللبنة األولى للمضاء اإلداري الفرنسً ‪ ،‬مع أن اختصاص المجلس كان أول األمر‬
‫استشارٌا ً ٌتطلب تصدٌك المنصل ‪ ،‬حٌث أن المادة ‪ 52‬منه خولت لمجلس الدولة صالحٌة تحضٌر‬
‫مشارٌع الموانٌن واألنظمة ‪ ،‬وإبداء رأٌه حول المنازعات والمضاٌا اإلدارٌة التً تعرض علٌه من طرؾ‬
‫اإلدارة المركزٌة ‪.‬‬
‫وفً الولت ذاته تم إنشاء محاكم أو مجالس األلالٌم ‪ Les Conseils de Préfecture‬التً‬
‫كانت تصدر أحكاما ً ال تحتاج إلى تصدٌك سلطة إدارٌة علٌا ‪ ،‬إال أن أحكامها تستؤنؾ أمام مجلس الدولة‬
‫الذي كانت أحكامه تعرض على المنصل ‪.‬‬
‫فمد كان عمل المجلس ٌمتصر على فحص المنازعات اإلدارٌة وإعداد مشروعات األحكام ‪ ،‬فلم ٌكن ٌملن‬
‫سلطة المضاء وإصدار األحكام ‪ ،‬ولذا سمً لضاإه فً هذه المرحلة " المضاء الممٌد" أو المحجوز‬
‫‪ Justice Retenue‬و لد استمرت هذه المرحلة إلى عام ‪ 1872‬حٌث أصبح لضاإه مفوضا ً ‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬مرحلة المضاء المفوض ‪Justice délégué‬‬
‫بصدور لانون ‪ 24‬ماٌو ‪ 1872‬أصبح مجلس الدولة الفرنسً جهة لضابٌة مستملة عن االدارة‬
‫العامة ‪ 2 .‬و ٌتمتع باختصاص البت نهابٌا ً فً المنازعات اإلدارٌة دون تعمب جهة أخرى ‪.‬‬
‫ومع أن هذا المانون خول المجلس سلطة البت النهابً فً المنازعات اإلدارٌة فإنه أبمً على اختصاص‬
‫اإلدارة الماضٌة فال ٌملن األفراد اللجوء إلى مجلس الدولة إال فً األحوال التً ٌنص علٌها المانون ‪،‬‬
‫وفٌما عدا ذلن تختص به اإلدارة الماضٌة ‪ ،‬مما أوجد ازدواجا ً لضابٌا ً ‪ ،‬واستمر هذا الوضع حتى تارٌخ‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عبد الؽنً بسٌونً عبد هللا ‪ ،‬النظرٌة العامة فً المانون االداري‪ ،‬منشؤة المعارؾ ‪ ،‬االسكندرٌة ‪ ، 2003،‬ص ‪. 48‬‬
‫‪ - 2‬لصٌر مزٌانً فرٌدة ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬
‫‪12‬‬
‫‪13‬دٌسمبر ‪ 1889‬عندما لبل مجلس الدولة دعوى لدمها أحد األفراد مباشرة من دون المرور على‬
‫اإلدارة فً لضٌة ‪ Cadot‬وترتب على حكمه فٌها أن أصبح مجلس الدولة صاحب االختصاص العام‬
‫فً المنازعات اإلدارٌة ‪.‬‬
‫وبسبب تراكم العدٌد من المضاٌا أمام مجلس الدولة حدد المشرع اختصاص مجلس الدولة على‬
‫سبٌل الحصر بموجب المرسوم الصادر فً ‪ 30‬سبتمبر ‪ ، 1953‬وأصبحت المحاكم اإلدارٌة التً كانت‬
‫تسمى مجالس األلالٌم صاحبة االختصاص العام فً المنازعات اإلدارٌة ‪.‬‬
‫ثم أعمب ذلن بعض المراسٌم التً تضمنت اإلصالحات منها المراسٌم األربعة الصادرة فً‬
‫‪ٌ 30‬ولٌو ‪ 1963‬المتعلمة بتحدٌد النظام األساسً للعاملٌن فً المجلس وتنظٌمه الداخلً ونشاطه الداخلً‬
‫‪ ،‬وتم تعدٌل هذا التنظٌم بثالثة مراسٌم أخرى فً ‪ 26‬أؼسطس ‪ ، 1975‬وبمرسوم فً ‪ٌ 15‬ناٌر ‪1980‬‬
‫‪ ،‬وآخر فً ‪ 16‬دٌسمبر ‪ 1987‬إلصالح المضاء اإلداري أنشؤ بموجبه المحاكم اإلدارٌة االستبنافٌة و‬
‫وسع نطاق الطعن بالنمض أمام مجلس الدولة ‪.1‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬خصائص المانون اإلداري‬


‫ً‬
‫ممٌزا و جعلت منه لانونًا‬ ‫ٌتمٌز المانون اإلداري بمجموعة الخصابص التً أضفت علٌه طابعًا‬
‫مستمال و له ذاتٌة خاصة ‪ ،‬من هذه الخصابص أنه حدٌث النشؤة ٌتسم بالمرونة و دابم الحركة ‪ ،‬و أنه‬
‫لانون ؼٌر ممنن و من منشؤ لضابً‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬المانون اإلداري حدٌث النشأة‬
‫ممارنة بالعدٌد من فروع المانون االخرى ( المانون المدنً ‪ ،‬الجنابً‪ٌ )...‬عتبر المانون االداري بمعناه‬
‫الفنً ‪ ،‬لانونا حدٌثا‪.2‬‬
‫حٌث لم ٌبدأ المانون اإلداري فً التكوٌن إال على ٌد مجلس الدولة الفرنسً بعد أن أصبح لضاءا‬
‫ضا ٌملن سلطة المرار النهابً فً األحكام التً ٌصدرها ‪ ،‬فمنذ ذلن الولت ومنذ عام ‪ 1868‬عمل‬
‫مفو ً‬
‫مجلس الدولة على إلرار وإرساء دعابم المانون أإلداري وساعده فً ذلن الفمه الفرنسً بؤبحاثه ‪.3‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬المانون اإلداري لانون غٌر ممنن‬

‫طاهري حسن ‪ ،‬المانون اإلداري والمإسسات اإلدارٌة (التنظٌم اإلداري – النشاط اإلداري ) دراسة ممارنة ‪ ،‬دار الخلدونٌة ‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪-1‬‬
‫األولى‪ ،‬سنة ‪ ، 2007‬ص ‪. 16‬‬
‫‪ - 2‬أ‪.‬د‪ .‬دمحم الصؽٌر بعلً ‪ ،‬المانون االداري ( التنظٌم االداري ‪-‬النشاط االداري ) ‪ ،‬ص ‪. 23‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬طاهري حسن‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪13‬‬
‫ٌعنً التمنٌن ‪ codification‬بمعناه العام ‪ :‬تجمٌع المواعد المانونٌة المتعلمة بؤحد فروع المانون‬
‫‪،‬و ذلن بعد ترتٌبها و تنسٌمها مع ادماجها فً مدونة واحدة تصدر عن السلطة المشرعة المختصة فً‬
‫‪1‬‬
‫شكل تشرٌعات عادٌة‬
‫و تعنً هذه الخاصٌة أن المانون اإلداري ؼٌر ممنن فً مجموعة واحدة مثل المانون المدنً والمانون‬
‫التجاري‪...‬الخ‪.‬‬
‫إال أن عدم تمنٌن المانون اإلداري فً مجموعة واحدة ال ٌنفً وجود التمنٌن الجزبً لبعض موضوعات‬
‫ولواعد المانون أإلداري حٌث توجد بعض التمنٌنات الجزبٌة مثل لانون الوظٌفة العمومٌة ‪ ،‬ولانون‬
‫الصفمات العمومٌة‪....‬الخ‪.‬‬
‫سا‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬المانون اإلداري لانون لضائً أسا ً‬
‫تعنً هذه الخاصٌة أن نظرٌات المانون اإلداري هً من ابتكار المضاء اإلداري خاصة مجلس‬
‫الدولة الفرنسً ‪ ،‬وبما أن المانون اإلداري حدٌث النشؤة فان المضاء اإلداري ٌجد نفسه فً حاجة إلى‬
‫لواعد لانونٌة ٌحكم على أساسها فً النزاع المعروض علٌه و من ثم ٌجب علٌه أن ٌجتهد و ٌبتكر‬
‫النظرٌات المانونٌة إلٌجاد الحلول للمنازعات المرفوعة أمامه‪.‬‬
‫فمن بٌن النظرٌات التً ابتكرها المضاء اإلداري خاصة مجلس الدولة حسب األستاذ أندري دي‬
‫لوبادٌر نظرٌة مسإولٌة اإلدارة ‪...‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬المانون اإلداري دائم وسرٌع التطور‬
‫متؤثرا بتطور الظروؾ المحٌطة والمتحكمة‬
‫ً‬ ‫ٌمتاز المانون اإلداري بؤنه لانون ٌتطور بسرعة‬
‫باإلدارة العامة فالمانون اإلداري لانون شدٌد الحساسٌة للتطورات االلتصادٌة واالجتماعٌة والسٌاسٌة‬
‫فً الدولة فهو سرٌع التالإم مع التطورات المختلفة ‪.2‬‬
‫المطلب الخامس ‪ :‬المانون االداري لانون مستمل‬
‫تعنً هذه الخاصٌة أن المانون االداري لانون مستمل بمواعده و مبادبه عن بالً الموانٌن األخرى ‪،‬‬
‫بمعنى أن لواعد المانون االداري تشكل لانونا لابما بذاته له أصوله و مبادإه الخاصة ‪ ،‬و له لضاإه‬
‫االداري الذي ٌتولى تطبٌك لواعده على المنازعات االدارٌة ‪ .‬اال أن هذه االستماللٌة تبمى استماللٌة نسبٌة‬
‫و لٌست مطلمة ‪.3‬‬

‫‪ 1‬أ‪.‬د‪.‬نواؾ كنعان ‪ ،‬المانون االداري (الكتاب االول) ‪ ،‬دار الثمافة للنشر والتوزٌع ‪ ،‬االردن ‪ ،2010،‬ص‪. 73‬‬
‫‪2‬‬
‫ناصر لباد ‪ ،‬المرجع السابك‪ 60 ،‬و‪. 61‬‬
‫‪ 3‬سعٌد بو علً ‪،‬نسرٌن شرٌمً ‪ ،‬مرٌم عمارة ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪14‬‬
‫المبحث الخامس ‪ :‬مصادر المانون اإلداري‬
‫إن مصادر المانون اإلداري ال تختلؾ فً جوهرها عن مصادر المانون بوجه عام وبالتالً تتمثل‬
‫مصادر المانون اإلداري فً التشرٌع ‪ ،‬والعرؾ والمضاء ‪ ،‬والفمه‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬التشرٌع ‪La Législation-‬‬
‫ٌمصد بالتشرٌع كؤحد مصادر المانون اإلداري مجموع النصوص الرسمٌة على اختالؾ‬
‫درجتها ولوتها والجهة التً صدرت عنها والتً تخص اإلدارة العامة فً تنظٌمها ونشاطها وأموالها‬
‫وموظفٌها ومنازعاتها ‪. 1‬‬
‫إن مصطلح التشرٌع ٌشمل الدستور‪ ،‬والمانون العادي والمانون الفرعً (المراسٌم و اللوابح و المرارات‬
‫التنظٌمٌة )‪.‬‬
‫‪ -1‬الدستور‪:‬‬
‫ٌمصد بالدستور والذي ٌسمى كذلن بالمانون األساسً مجموعة المواعد المانونٌة التً تتضمنها‬
‫الوثٌمة الدستورٌة الصادرة عن السلطة التؤسٌسٌة والتً تبٌن نظام الحكم وتنظٌم السلطات‬
‫واختصاصاتها باإلضافة إلى حموق وحرٌات و واجبات األفراد‪.‬‬
‫فالدستور ٌعتبر مصدرا للمانون االداري عندما ٌضع االسس العامة لبناء الجهاز االداري بالدولة وأسالٌب‬
‫تنظٌمه ‪ ،‬مثل ما ورد فً المادة ‪ 17‬من التعدٌل الدستوري ‪ 01-16‬حٌنما حددت وحدات االدارة المحلٌة‬
‫وهً الوالٌة والبلدٌة ‪ .‬والبلدٌة هً الجماعة الماعدٌة ‪.‬‬
‫و الدستور مصدر أٌضا للمانون االداري حٌنما ٌكرس مبدأ المساواة فً االلتحاق بوظابؾ االدارة العامة‪.‬‬

‫‪ -2‬المانون أو التشرٌع العادي‪:La Loi -‬‬


‫فهو مجموعة المواعد المانونٌة الصادرة عن السلطة التشرٌعٌة (البرلمان) فً مجال اختصاصها‪.‬‬
‫ومن أمثلة التشرٌعات التً تلعب دورا هاما فً تنظٌم اإلدارة العامة الجزابرٌة و التً تشكل فً نفس‬
‫الولت مصدرا أساسٌا للمانون اإلداري فً الجزابر‪:2‬‬
‫أ ‪ -‬المانون المدنً ٌتضمن العدٌد من المواعد و االحكام المتعلمة باالدارة العامة مثل المادة ‪ 49‬المتعلمة‬
‫باالشخاص االعتبارٌة ‪ ،‬و المادة ‪ 677‬التً تحدد المٌود و الشروط المتعلمة بنزع الملكٌة من أجل المنفعة‬
‫العامة ‪...‬‬
‫ب ‪ -‬لانون العموبات تعرضت أحكامه الى موضوعات ذات عاللة مباشرة بالمانون االداري مثل‪:‬‬

‫‪ 1‬عمار بوضٌاؾ ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 95‬‬


‫‪ 2‬أ‪.‬د‪.‬دمحم الصؽٌر بعلً ‪ ،‬المانون االداري( التنظٌم االداري‪ -‬النشاط االداري) ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 18‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ /1‬حماٌة الموظفٌٌن العمومٌٌن أثناء أداء مهامهم باالدارة العامة من مختلؾ االعتداءات علٌهم ‪ ،‬و ذلن‬
‫بتجرٌمها و متابعة و معالبة مرتكبٌها ( المادة ‪. )144‬‬
‫‪ /2‬فً حماٌة األموال العامة و األمالن االدارٌة من كل أشكال التبدٌد و االختالس ( المادة ‪ 119‬وما‬
‫بعدها ) ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬من لواعد المانون االداري اٌضا ما ورد بموانٌن مستملة ‪:‬‬
‫‪ /1‬سواء كانت متعلمة بؤوضاع عامة ‪ ،‬مثل لوانٌن االدارة المحلٌة ‪:‬‬
‫المانون رلم ‪ 10-11‬المإرخ فً ‪ 22‬جوان ‪ ، 2010‬والمتعلك بالبلدٌة ‪.‬‬
‫المانون رلم ‪ 07-12‬المإرخ فً ‪ 21‬فٌفري ‪ ، 2012‬والمتعلك بالوالٌة ‪.‬‬
‫‪ /2‬أو الموانٌن التً تتعلك بمجاالت و مواضٌع محددة ‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫‪ -‬المانون رلم ‪ 11-91‬المإرخ فً ‪ 27‬أفرٌل ‪ ، 1991‬و المتعلك بنزع الملكٌة من أجل المنفعة العامة ‪.‬‬
‫‪ -‬المانون رلم ‪ 30-90‬المإرخ فً ‪ 01‬دٌسمبر ‪ 1990‬و المتعلك باألمالن الوطنٌة ‪.‬‬
‫‪ -‬المانون رلم ‪ 02-98‬المإرخفً ‪ 03‬ماي ‪ 1998‬المتعلك بالمحاكم االدارٌة ‪.‬‬
‫‪ -‬المانون رلم ‪ 09-08‬المإرخ فً ‪ 25‬فٌفري ‪ 2008‬المتضمن لانون االجراءات المدنٌة و االدارٌة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬التنظٌم ( التشرٌع الفرعً ) ‪La Réglementation -‬‬
‫و ٌمصد بالتنظٌم كل ما ٌصدر عن السلطة التنفٌذٌة من لرارات ادارٌة من أجل تنظٌم نشاط‬
‫االدارة ‪ ،‬و ٌشمل المراسٌم الرباسٌة الصادرة عن ربٌس الجمهورٌة و المراسٌم التنفٌذٌة الصادرة عن‬
‫الوزٌر األول ‪ ،‬و المرارات الوزارٌة الفردٌة و المشتركة و المرارات الصادرة عن الوالة و ربٌس‬
‫المجلس الشعبً البلدي و مدراء المإسسات ذات الطابع االداري ‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬العرف ‪La Coutume‬‬
‫ٌمصد بالعرؾ كمصد ر ؼٌر مكتوب من مصادر المانون االداري سٌر االدارة على نمط معٌن‬
‫فً عملها مع تكرار السٌر على هذه الماعدة بشكل منتظم ومستمر ‪ ،‬و مع ترسٌخ االعتماد لدى االدارة و‬
‫األفراد بالزامها و عدم الخروج علٌها ‪ ،‬و هذا ٌإدي الى اٌجاد أعراؾ ادارٌة ملزمة ‪.1‬‬
‫و ٌتكون العرؾ من ركنٌن هما الركن المادي و الركن المعنوي ‪.‬‬
‫‪ - 1‬الركن المادي ‪ :‬هو اضطراد السلطة االدارٌة المختصة على اتباع سلون أو اجراء معٌن بخصوص‬
‫أعمال و تصرفات معٌنة بصوة تكرارٌة منتظمة لمدة زمنٌة طوٌلة ‪ ،‬وبذلن تنشؤ عادة ادارٌة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الركن المعنوي ‪ٌ :‬مصد به الشعور بالزام الماعدة العرفٌة و أن جزاء سٌولع على من ٌخالفها ‪ ،‬و‬
‫ٌجب أن ٌتوفر الشعور بالزامٌة الماعدة العرفٌة لدى السلطة االدارٌة المختصة و األفراد ‪.2‬‬

‫‪ 1‬أ‪.‬د‪ .‬نواؾ كنعان ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 58‬‬


‫‪ 2‬لصٌر مزٌانً فرٌدة ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 55‬‬
‫‪16‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬المضاء ‪La Jurisprudence‬‬
‫ألسباب تارٌخٌة ‪ ،‬كان للمضاء االداري الفرنسً ( مجلس الدولة الفرنسً ) ‪ ،‬خاصة منذ ‪ 1872‬بتخوٌله‬
‫االختصاص المضابً ‪ ،‬دورا بارزا فً انشاء و ابتكار و وضع مبادئ و نظرٌات و لواعد المانون‬
‫االداري فً الكثٌر من المجاالت ( المسإولٌة االدارٌة ‪ ،‬العمود االدارٌة ‪ ،‬المرفك العام ‪ ،‬الموظؾ العام ‪،‬‬
‫المال العام ‪...‬الخ‬
‫كما كان المضاء االداري و ال ٌزال فً العدٌد من الدول ‪ ،‬مصدرا لمواعد المانون االداري ‪ ،‬نظرا لدوره‬
‫المتمٌز عن المضاء العادي ‪ ،‬بفعل ؼٌاب التشرٌعات و النصوص أحٌانا ‪ ،‬األمر الذي ٌفرض و ٌحتم‬
‫على الماضً االداري ابتداع و انشاء الماعدة المانونٌة المالبمة لكً ٌطبمها على المنازعات المعروضة‬
‫أمامه و الملزم بالفصل فٌها ‪.1‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬الفمه‬
‫ٌمصد بالفمه كمصدر للمانون االداري تلن اآلراء و االجتهادات التً ٌنتهً الٌها فمهاء المانون‬
‫االداري من خالل دراساتهم و أبحاثهم المانونٌة التً تتناول بالشرح و التحلٌل االحكام الصادرة عن‬
‫محاكم المضاء االداري ‪.‬‬
‫و الفمه لٌس مصدرا رسمٌا للمانون االداري فهو من حٌث األصل ال ٌتعدى كونه اجتهادا شخصٌا و‬
‫بالرؼم من ذلن فان للفمه تؤثٌرا واضحا من الناحٌة العملٌة على كل من المشرع والماضً ‪ .‬فالماضً‬
‫االداري ٌعود آلراء الفمهاء كلما واجه صعوبة فً تطبٌك النصوص‪. 2‬‬
‫المطلب الخامس ‪ :‬المبادئ العامة للمانون‬
‫ٌمصد بالمبادئ العامة للمانون مجموعة المواعد المانونٌة التً ترسخت فً وجدان و ضمٌر االمة المانونً‬
‫و ٌتم اكتشافها و استنباطها بواسطة المحاكم ‪ ،‬و مصدرها فً المجال االداري هو المضاء االداري‪.3‬‬
‫ومثال عنها مبدأ المساواة أمام المضاء ‪ ،‬و مبدأ المساواة فً االلحاق بالوظابؾ العامة و حك الدفاع ‪...‬‬

‫المبحث السادس ‪ :‬أسس المانون االداري‬


‫أهمٌة تحدٌد أساس للمانون االداري‬
‫نظرا للخصابص الممٌزة للمانون االداري ‪ ،‬فان األمر ٌمتضً البحث أساس أو لاعدة أو مبدأ ٌستند‬
‫الٌه هذا المانون ‪ ،‬و ٌكون معٌارا ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ 1‬سعٌد بو علً ‪،‬نسرٌن شرٌمً ‪ ،‬مرٌم عمارة ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪3‬‬
‫‪ 2‬دمحم علً الخالٌلة ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 53‬‬
‫‪ 3‬أ‪.‬د‪ .‬عمار بوضٌاؾ ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 112‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬لتحدٌد المواعد المانونٌة المطبمة على االدارة العامة لدى ممارسة سلطانها و صالحٌاتها ( المانون‬
‫المطبك) من ناحٌة ‪،‬‬
‫‪ -‬و معرفة الجهة المضابٌة المختصة بالفصل فً المنازعات االدارٌة ( المضاء المختص ) من ناحٌة‬
‫أخرى‪،‬‬
‫خاصة فً الدول التً تؤخذ بنظام المضاء المزدوج ( لضاء اداري و لضاء عادي) ‪ ،‬مثل الجزابر و‬
‫مصر و فرنسا ‪.1‬‬
‫ولد ظهرت فً هذا الصدد عدة نظرٌات أهمها ‪ :‬معٌار السلطة العامة و معٌار المرفك العام ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬السلطة العامة‬
‫ٌعتبر مورٌس هورٌو رابد هذه المدرسة التً أطلك علٌها بمدرسة السلطة العامة ‪ ،‬وانطلك‬
‫المابلون بهذا المعٌار من مسلمة أن للدولة ارادة تعلو ارادة األفراد ‪.‬ومن ثم فان لها أن تستعمل أسالٌب‬
‫السلطة العامة كؤن تنزع ملكٌة فرد أو تؽلك محال أو طرٌما أو تفرض تلمٌحا ‪ ،...‬فهً ان لامت بهذه‬
‫األعمال خضعت ألحكام المانون االداري وتخضع منازعاتها للماضً االداري‪ .‬و ٌسمى هذا النوع من‬
‫األعمال بؤعمال السلطة ‪.2‬‬
‫أما اذا نزلت االدارة الى منزلة األفراد ولامت بؤعمال ذات طابع مدنً فانها تخضع ألحكام المانون‬
‫الخاص وتطرح منازعاتها أمام الماضً العادي و ٌسمى هذا النوع بؤعمال االدارة العادٌة ‪.‬‬
‫تمدٌر هذا المعٌار ‪:‬‬
‫ال شن أن مدرسة السلطة العامة أصابت فً نظرتها عندما مٌزت بٌن نوعٌن من أعمال االدارة هما‬
‫أعمال السلطة واألعمال المدنٌة ‪.‬وأصابت حٌنما أخضعت أعمالها أحٌانا ألحكام المانون االداري و أحٌانا‬
‫لمواعد المانون الخاص ‪.‬اال أنها لم تسلم من النمد حٌث ٌرى جون رٌفٌرو أنه ال ٌمكن االعتماد على فكرة‬
‫السلطة العامة لتحدٌد والٌة و اختصاص المانون االداري ‪ ،‬فؤعمال السلطة فً حد ذاتها تبنى على‬
‫مظهرٌن ‪:‬‬
‫فؤحٌانا ٌظهر الجانب السلطوي فً عمل االدارة بشكل جلً مثل نزع ملكٌة فرد ‪ ،‬و أحٌانا ٌكون خفٌا‬
‫فتظهر االدارة فً وضعٌة ألل حرٌة من االفراد ‪ ،‬فهً مثال اذا أرادت التوظٌؾ لجؤت الى تنظٌم مسابمة‬
‫النتماء أفضل الكفاءات ‪ .‬وان أرادت التعالد لجؤت الشهار و اعالم الؽٌر ‪ ،3‬فحرٌتها ممٌدة ‪ ،‬كما أنه‬
‫ٌصعب التمٌٌز بٌن أعمال السلمة و أعمال االدارة العادٌة ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬المرفك العام‬

‫‪ 1‬دمحم الصؽٌر بعلً ‪ ،‬المانون االداري ( التنظٌم االداري ‪ -‬النشاط االداري ) ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬
‫‪ 2‬أ‪.‬د‪ .‬عمار بوضٌاؾ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 124‬‬
‫‪ 3‬أ‪ .‬د ‪ .‬عمار بوضٌاؾ ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 125 - 124‬‬
‫‪ 4‬سعٌد بو علً ‪ ،‬نسرٌن شرٌمً ‪ ،‬مرٌم عمارة ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪18‬‬
‫ان أول من تبنى هذا المعٌار مجلس الدولة الفرنسً فً أحكامه التً أصدرها فً النصؾ الثانً من‬
‫المرن التاسع عشر ‪ ،‬ومن أشهرها الحكم الذي أصدرته محكمة تنازع االختصاص الفرنسً فً لضٌة‬
‫بالنكو )‪ ( Blanco‬فً ‪ ، 1873/ 02/08‬حٌث لضى هذا الحكم بؤن المسإولٌة التً تتحملها الدولة‬
‫بسبب أخطاء الموظفٌن الذٌن ٌعملون فً المرفك العام ‪ ،‬ال تموم على أساس المانون المدنً و انما على‬
‫أساس المانون االداري ‪ ،‬ولد لفت هذا الحكم نظر الفمه االداري الفرنسً بعد سنوات من اصداره‬
‫باعتباره أول االحكام المضابٌة التً تصدر على أساس المرفك العام ‪ ،‬فتبناه البعض ‪.‬‬
‫و ٌمصد بهذا المعٌار النشاط الذي تتواله الدولة أو االشخاص العامة األخرى مباشرة أو تعهد به‬
‫الى جهة أخرى تحت اشرافها و مرالبتها و توجٌهها و ذلن الشباع حاجات ذات نفع عام تحمٌما للصالح‬
‫العام ‪ .‬و ٌعتبر لٌون دٌجً و جٌز و بونارد رواد هذا المعٌار ‪.‬‬
‫أزمة المرفك العام ‪:‬‬
‫عندما صدر لرار بالنكو لم تكن الدولة تمارس مهاما تجارٌة و صناعٌة بالتالً كانت المرافك ادارٌة‬
‫بطبٌعتها و لم ٌكن اخضاع االدارة للمانون االداري ٌثٌر أي اشكالٌة بسبب محدودٌة نشاط الدولة ‪.‬‬
‫ؼٌر أنه بعد الحرب العالمٌة األولى وجدت الدولة نفسها مجبرة على ممارسة الصناعة والتجارة ‪،‬‬
‫فظهرت المرافك االلتصادٌة و دفع هذا التنوع فً مهام الدولة بالمضاء الفرنسً الى اخراج بعض‬
‫منازعات االدارة من والٌة المضاء االداري و اخضاعها للمضاء العادي و لمواعد المانون الخاص‪.‬‬
‫وهذا ما حدث فعال فً المرار الصادر عن محكمة التنازع فً لضٌة بان دي لوكا ( ‪) Bac d'eloka‬‬
‫حٌث انتهى الفمهاء الى أن المرفك العام لم ٌعد شكال واحدا ‪ . 1‬حٌث ظهرت المرافك االلتصادٌة التً‬
‫تخضع للمانون العادي والمضاء العادي ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬المعٌار المختلط‬
‫أمام صعوبة وضع معٌار دلٌك وواضح للمانون االداري ‪ٌ ،‬ذهب الفمه الفرنسً خاصة الى األخذ‬
‫بمعٌار مركب ال ٌستند ‪ -‬فمط ‪ -‬الى فكرة جوهرٌة مركزٌة واحدة ‪ ،‬و انما ٌجب اعطاء كل معٌار (‬
‫السلطة العامة ‪ ،‬المرفك العام ‪ ،‬المصلحة العامة ) دورا فً تحدٌد النظام االداري ‪ ،‬بصورة تإدي الى‬
‫تكامل بٌن الوسابل و األهداؾ أي تكامل المعاٌٌر ‪ ،‬وهو المسلن الذي جنح الٌه مجلس الدولة الجزابري‬
‫فً العدٌد من لراراته ‪.2‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬د ‪ .‬عمار بوضٌاؾ ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 133‬‬


‫‪ 2‬دمحم الصؽٌر بعلً ‪ ،‬المانون االداري ( التنظٌم االداري ‪ -‬النشاط االداري ) ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 28‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل الثانً ‪ :‬أسس التنظٌم اإلداري‬
‫ٌعتبر موضوع التنظٌم االداري من ألدم و أهم موضوعات المانون االداري ‪ ،‬و لد زادت أهمٌته‬
‫مإخرا مع اتساع دور الدولة وتعدد السلطات العامة فٌها على المستوٌٌن المركزي و الالمركزي ‪ .‬و‬
‫هنان أسلوبٌن ربٌسٌٌن للتنظٌم االداري و هما أسلوب المركزٌة االدارٌة و أسلوب الالمركزٌة االدارٌة ‪،‬‬
‫و لما كانت الهٌبات االدارٌة ‪ -‬مركزٌة أو المركزٌة ‪ -‬لها كٌان لانونً و شخصٌة معنوٌة مستملة عن‬
‫األشخاص العاملٌن فٌها ‪.1‬‬
‫فاننا سنموم بتناول األساس األول المانونً والمتمثل فً الشخصٌة المعنوٌة و الثانً الفنً أو التمنً و‬
‫المتمثل فً أسلوبً المركزٌة و الالمركزٌة االدارٌة ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬الشخصٌة المعنوٌة أو االعتبارٌة‬
‫سنتطرق فً هذا المبحث لفكرة الشخصٌة المعنوٌة على اعتبار أنها األداة المانونٌة التً تمكن‬
‫االدارة من المٌام بنشاطاتها ‪ .‬و سنتطرق الى تعرٌفها و مولؾ الفمه و المشرع منها ‪ ،‬و أنواعها و النتابج‬
‫المترتبة عنها ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعرٌف الشخص المعنوي و أهمٌته‬
‫الشخص المعنوي هو مجموعة من األشخاص ( أفراد) أو مجموعة أموال (أشٌاء) تجتمع‬
‫و تتكاتؾ و تتعاون لتحمٌك ؼرض و هدؾ مشروع بعد اكتساب الشخصٌة المعنوٌة أو المانونٌة‪.‬‬
‫و ٌمصد بالشخصٌة المعنوٌة أو المانونٌة المدرة على اكتساب الحموق و تحمل االلتزامات‪. 2‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬أهمٌة الشخصٌة المعنوٌة فً المانون االداري‬
‫بؽض النظر عن طبٌعة و حمٌمة الشخص المعنوي ‪ ،‬تكتسً فكرة الشخصٌة المعنوٌة أهمٌة‬
‫واضحة فً المانون االداري ذلن أن االدارة العامة بالدولة هً بالنهاٌة مجموعة االشخاص المعنوٌة‬
‫العامة ( دولة ‪ ،‬والٌات ‪ ،‬بلدٌات ‪ ،‬مإسسات عامة ) ‪.‬‬
‫و اذا كانت هنان أجهزة و هٌبات ادارٌة ال تتمتع بالشخصٌة المعنوٌة (الدابرة مثال) ‪ ،‬فانها تكون‬
‫دابما مرتطبة باحدى األشخاص المعنوٌة ( الوالٌة) ‪.‬‬
‫كما تعتبر الشخصٌة المعنوٌة السند المانونً لتوزٌع الوظٌفة االدارٌة بالدولة ‪ ،‬مع اعطاء بعض‬
‫األجهزة االستمالل المانونً حتى تتمكن من المٌام بنشاطها بما ٌترتب عن ذلن من حموق و من التزامات‬
‫و التحمل بالمسإولٌة ‪.‬‬
‫فؤشخاص المانون االداري هً ‪ -‬أساسا ‪ -‬األشخاص المعنوٌة العامة ‪ ،‬و ما وجود األشخاص‬
‫الطبٌعٌة بها ( الموظفون ) اال لخدمتها و لحسابها و بؽرض آداء مهامها ‪.1‬‬

‫‪ 1‬دمحم علً الخالٌلة ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 71‬‬


‫‪ 2‬طاهري حسن ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬
‫‪20‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أنواع األشخاص المعنوٌة العامة‬
‫ٌنمسم الشخص المعنوي الى شخص معنوي عام وشخص معنوي خاص ( انظر الجدول ) تؤسٌسا‬
‫على عدة معاٌٌر منها ‪ ( :‬الؽرض ‪ ،‬المانون المطبك‪) ...‬‬
‫أما بالنسبة للشخص المعنوي العام ‪ ،‬فٌنمسم بدوره الى شخص معنوي عام اللٌمً و شخص معنوي عام‬
‫مرفمً ‪.‬حٌث تنص المادة ‪ 17‬من الدستور‪ 2‬على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" الجماعات المحلٌة للدولة هً البلدٌة و الوالٌة ‪.‬‬
‫البلدٌة هً الجماعة الماعدٌة " ‪.‬‬
‫و تنص المادة ‪ 49‬من المانون المدنً على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" األشخاص االعتبارٌة هً ‪:‬‬
‫‪ -‬الدولة ‪ ،‬الوالٌة ‪ ،‬و البلدٌة ‪.‬‬
‫‪ -‬المإسسات العمومٌة ذات الطابع االداري‪،‬‬
‫‪ -‬الشركات المدنٌة التجارٌة ‪،‬‬
‫‪ -‬الجمعٌات و المإسسات ‪،‬‬
‫‪ -‬الولؾ ‪،‬‬
‫‪ -‬كل مجموعة من أشخاص أو أموال ٌمنحها المانون شخصٌة لانونٌة " ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أوال ‪ :‬األشخاص المعنوٌة العامة االللٌمٌة‬
‫و هً االشخاص المعنوٌة التً تمارس اختصاصاتها و صالحٌاتها فً حٌز جؽرافً ومكانً معٌن ‪،‬اذ‬
‫تستند على االختصاص االللٌمً ‪.‬‬
‫‪ - 1‬الدولة ‪ :‬و هً شخص معنوي اللٌمً فرٌد من نوعه ‪ ،‬اذ تمارس سلطاتها على كافة أرجاء و ألطار‬
‫حدود الدولة ‪ ،‬فهً األصل الذي تتفرع عنه كافة األشخاص المعنوٌة العامة ( و الخاصة )‪.‬‬
‫ٌؤخذ معنى الدولة معنى ضٌما فً المانون االداري ‪ ،‬حٌث ٌنصرؾ الى السلطات المركزٌة بالدولة (‬
‫الوزارات خاصة ) ‪ ،‬اذ هً شخص معنوي الى جانب أشخاص معنوٌة أخرى ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الوالٌة ‪ :‬و هً شخص معنوي اللٌمً ‪ ،‬اذ تمارس صالحٌاتها داخل حٌز جؽرافً ٌضم أحد مناطك‬
‫أو أجزاء الدولة ‪.‬‬
‫فالدولة الجزابرٌة ممسمة الى ‪ 48‬والٌة ‪ٌ،‬سري علٌها المانون رلم ‪ 07-12‬المإرخ فً ‪2012-02-21‬‬
‫المتضمن لانون الوالٌة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أ‪.‬د ‪ .‬دمحم الصؽٌر بعلً ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 33 - 32‬‬
‫‪ 2‬المرسوم الرباسً رلم ‪ 442 - 20‬المإرخ فً ‪ 30‬دٌسمبر ‪ ، 2020‬المتضمن التعدٌل الدستور ‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪. 82‬‬
‫‪3‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬دمحم الصؽٌر بعلً ‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 35‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ - 3‬البلدٌة ‪ :‬هً الشخص المعنوي االللٌمً الماعدي فً االدارة الجزابرٌة ‪ ،‬حٌث تمسم الوالٌة الى عدة‬
‫بلدٌات تمارس صالحٌاتها داخل حدودهااالللٌمٌة ‪.‬‬
‫تحتوي الدولة الجزابرٌة على ‪ 1541‬بلدٌة ‪ ،‬تخضع للمانون رلم ‪ 10-11‬المإرخ فً ‪2011-06 -22‬‬
‫المتضمن لانون البلدٌة ‪.‬‬
‫و ٌتم انشاء األشخاص المعنوٌة االللٌمٌة ( البلدٌة ‪ ،‬الوالٌة ) بمانون من السلطة التشرٌعٌة ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬األشخاص المعنوٌة المرفمٌة ( المصلحٌة )‬
‫و هً األشخاص التً تنشؤ للتكفل بنشاط معٌن كالتعلٌم العالً ‪ ،‬النمل ‪ ،‬الصحة ‪...‬الخ‬
‫و تسمى هذه االشخاص بالمإسسات العمومٌة ‪ ،‬و التً ٌلجؤ المشرع الى انشابها الدارة المرافك العامة‬
‫التً تتطلب نوعا من االستماللٌة لضمان فعالٌتها و حسن ادارتها ‪ ،‬و تنمسم هذه المإسسات الى نوعٌن‬
‫هما ‪:1‬‬
‫أ ‪ -‬المؤسسات العامة الوطنٌة ‪:‬‬
‫هً التً تحدثها الدولة و تشرؾ على تسٌٌرها ‪ ،‬و لها نشاط ٌتجاوز حدود ممر اللٌم والٌة واحدة أو‬
‫بلدٌة واحدة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬المؤسسات المحلٌة االللٌمٌة ‪:‬‬
‫تنشؤ بمرار أو مداولة من الهٌبات المحلٌة ( الوالٌة أو البلدٌة ) و عادة ما ٌرتبط نشاطها بالتنمٌة المحلٌة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬أركان الشخصٌة المعنوٌة‬
‫ٌموم الشخص المعنوي بتوافر عدة عناصر و ممومات و شروط تتمثل أساسا فً األركان التالٌة ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬مجموعة أشخاص أو أموال‬
‫ٌستند وجود الشخص المعنوي الى توافر ‪:‬‬
‫‪ -‬مجموعة من األشخاص ( األفراد ) ‪ ،‬كالجمعٌات ‪،‬‬
‫‪ -‬أو مجموعة من األموال ( األشٌاء) كشركات المساهمة‪.‬‬
‫و عادة ما ٌموم الشخص العام على وجود مجموعة من األشخاص و األموال فً آن واحد ‪ ،‬فالبلدٌة مثال‬
‫هً ‪ :‬سكان البلدٌة و ممتلكاتها المختلفة ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬الغرض المشروع‬
‫ان الشخص المعنوي العام ال وجود له ‪ -‬من الناحٌة المانونٌة ‪ -‬اذ لم ٌكن ٌهدؾ من وراء نشاطاته‬
‫و أعماله الى تحمٌك و انجاز ؼرض مشروع ‪ ،‬أي ٌسمح به النظام المانونً السابد بالدولة ‪ ،‬ضمانا لمبدأ‬
‫المشروعٌة ‪.‬‬

‫‪ 1‬سعٌد بوعلً ‪ ،‬نسرٌن شرٌمً ‪ ،‬مرٌم عمارة‪،‬المرجع السابك‪ ،‬ص ‪. 39‬‬


‫‪ 2‬دمحم الصؽٌر بعلً ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 37‬‬
‫‪22‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االعتراف‬
‫ٌشترط لوجود الشخص المعنوي ‪ -‬بؽض النظر عن وضعٌة الدولة ‪ -‬االعتراؾ بوجوده من طرؾ‬
‫السلطة المختصة ‪ ،‬و بموجب الوسٌلة المانونٌة الالزمة ‪:‬‬
‫‪ -‬فالبلدٌة أو الوالٌة تنشؤ بموجب لانون صادر عن السلطة التشرٌعٌة ‪.‬‬
‫‪ -‬و الجمعٌات الوالبٌة تتم بموجب ترخٌص صادر الوالً ‪ ،‬بعد توافر شروطها ‪.‬‬

‫المطلب الخامس ‪ :‬نتائج االعتراف بالشخصٌة المعنوٌة‬


‫ٌترتب على منح الشخصٌة المعنوٌة أو المانونٌة ألي كٌان أو مجموعة أشخاص مجموعة من‬
‫النتابج حصرتها المادة ‪ 50‬من المانون المدنً الجزابري بنصها على ما ٌلً ‪:‬‬
‫" ٌتمتع الشخص االعتباري بجمٌع الحموق اال ما كان منها مالزما لصفة االنسان ‪ ،‬و ذلن فً الحدود‬
‫التً ٌمررها المانون ‪.‬‬
‫ٌكون لها خصوصا ‪:‬‬
‫‪ -‬ذمة مالٌة ‪،‬‬
‫‪ -‬أهلٌة فً الحدود التً ٌعٌنها عمد انشابها أو التً لررها المانون ‪،‬‬
‫‪ -‬موطن ‪ ،‬و هو المكان الذي ٌوجد فٌه مركز ادارتها ‪،‬‬
‫‪ -‬الشركات التً ٌكون مركزها الربٌسً فً الخارج و لها نشاط فً الجزابر ٌعتبر مركزها ‪ ،‬فً نظر‬
‫المانون الداخلً ‪ ،‬فً الجزابر ‪،‬‬
‫‪ -‬نابب ٌعبر عن ارادتها ‪،‬‬
‫‪ -‬حك التماضً ‪".‬‬
‫وبمجرد توافر أركان الشخص المعنوي العام ‪ٌ ،‬تم تزوٌده بالشخصٌة المانونٌة مما ٌخوله المدرة و المكنة‬
‫على ‪:‬‬
‫‪ -‬اكتساب الحموق ‪ :‬حك الملكٌة ‪ ،‬لبول الهبات ‪ ،‬حك االنتخاب ‪...‬الخ‬
‫‪ -‬التحمل بااللتزامات ‪ :‬مسإولٌة التعوٌض عما نجم عن تصرفاته من أضرار للؽٌر ‪...‬الخ‬
‫و علٌه تترتب اآلثار التالٌة ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬األهلٌة المانونٌة‬
‫ٌتمتع الشخص المعنوي العام بؤهلٌة لانونٌة فً الحدود التً رسمها المانون تمكنه من اكتساب‬
‫الحموق وتحمل االلتزامات ‪ ،‬ؼٌر أن هذه األهلٌة أضٌك نطالا ً من أهلٌة الشخص الطبٌعً فهً ممٌدة‬
‫بممارسة التصرفات المانونٌة التً تدخل فً مٌدان نشاطه و تخصصه ‪ ،‬وممٌدة كذلن بحدود الهدؾ الذي‬

‫‪23‬‬
‫ٌسعى الشخص االعتباري العام لتحمٌمه ‪ .‬و هذه الشخصٌة المانونٌة مستملة عن شخصٌة األعضاء‬
‫المكونٌن للشخص االعتباري العام و ٌباشرها عنه من ٌمثلونه من أشخاص طبٌعٌٌن ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬الذمة المالٌة المستملة‬
‫ٌتمتع الشخص المعنوي العام ‪ ،‬بذمة مالٌة مستملة عن مٌزانٌة الدولة ولها الحك فً االحتفاظ‬
‫بالفابض من إٌراداتها ‪ ،‬كما أنها تتحمل نفماتها ‪ ،‬والذمة المالٌة للشخص المعنوي مستملة عن الذمة المالٌة‬
‫لألشخاص المكونٌن له ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬موطن مستمل‬
‫للشخص االعتباري موطن خاص به ٌختلؾ عن موطن األشخاص المكونٌن له ‪ ،‬وهو عادة الممر‬
‫أو المكان الذي ٌوجد فٌه مركز إدارته ‪ ،‬فمد بٌنت المادة ‪ 2/53‬من المانون المدنً أن " ٌعتبر موطنه‬
‫المكان الذي ٌوجد فٌه مركز إدارته ‪ . " ..‬وللموطن أهمٌة خاصة بالنسبة للشخص االعتباري فٌجب‬
‫إعالن األوراق الرسمٌة والمضابٌة إلٌه فٌه و ٌتم تحدٌد المحكمة المختصة بالنظر بالدعاوى التً ترفع‬
‫ضده‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬حك التماضً‬
‫للشخص المعنوي العام أهلٌة التماضً ‪ ،‬فله مماضاة الؽٌر ‪ ،‬كما ٌكون من حك الؽٌر أن ٌماضٌه ‪،‬‬
‫كما ٌجوز أن تماضً األشخاص المعنوٌة بعضها بعض ‪ ،‬وٌباشر هذا الحك عن الشخص المعنوي العام‬
‫أشخاص طبٌعٌٌن ٌمثلونه أو ٌنوبون عنه و ٌعبرون عن إرادته فً التماضً ‪.‬‬
‫المطلب السادس ‪ :‬نهاٌة الشخص المعنوي العام‬
‫الدولة باعتبارها أهم األشخاص المعنوٌة العامة تنمضً شخصٌتها بزوال أو فمد ركن من أركانها‬
‫التً تموم علٌها كما لو تفتت إلى عدة دول أو اندمجت بدولة أخرى أو فمدانها إلللٌمها أو انعدام السلطة‬
‫السٌاسٌة بسبب الفوضى ‪.‬‬
‫أما األشخاص المعنوٌة اإلللٌمٌة فتنتهً بذات األداة التً نشؤت بها ‪ ،‬كما لو صدر لانون ٌعٌد تمسٌم‬
‫الوحدات المحلٌة فٌلؽً بعض األشخاص المعنوٌة اإلللٌمٌة وٌستحدث ؼٌرها أو ٌدمجها فً بعضها ‪.‬‬
‫أما إذا صدر لانون بحل مجلس إدارة الشخص المعنوي فٌظل الشخص المعنوي لابما ً حتى ٌتم اختٌار‬
‫الشخص الجدٌد ‪.‬‬
‫وتنمضً الشخصٌة المعنوٌة المرفمٌة والمهنٌة بإلؽابها أو حلها بذات طرٌمة إنشابها أو باندماجها بشخص‬
‫معنوي مرفمً آخر ‪.‬‬
‫وعند نهاٌة الشخص المعنوي العام أٌا كانت صورته تنتمل أمواله إلى الجهة التً حددها المانون أو المرار‬
‫الصادر بإلؽابه أو حله ‪ ،‬وإال فإن هذه األموال تنتمل إلى الجهة التً ٌتبعها هذا الشخص ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬المركزٌة االدارٌة و الالمركزٌة االدارٌة‬

‫إن كٌفٌة توزٌع النشاط أو الوظٌفة اإلدارٌة فً الدولة ٌجعلنا نمؾ على نظامٌن ٌرتكز علٌهما‬
‫التنظٌم اإلداري هما‪ :‬نظام وحدة السلطة اإلدارٌة وٌطلك علٌها ( المركزٌة اإلدارٌة) ‪ ،‬و ٌتجه نحو‬
‫حصر الوظٌفة اإلدارٌة فً أٌدي السلطة التنفٌذٌة وحدها فً العاصمة دون وجود سلطات إدارٌة أخرى‬
‫مستملة عنها ‪ .‬و نظام تعدد السلطات اإلدارٌة و ٌطلك علٌها ( الالمركزٌة اإلدارٌة)‪ ،‬و ٌتجه نحو توزٌع‬
‫الوظٌفة اإلدارٌة و مشاركة هٌبات و سلطات المركزٌة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن التنظٌم اإلداري فً أي دولة ‪ ،‬مهما كان النظام المابم بها‪ ،‬إنما ٌبنى على أجهزة و‬
‫إدارات مركزٌة وأخرى المركزٌة ‪ ،‬فاالختالؾ ٌكمن فمط فً مدى ودرجة األخذ بالمركزٌة أو‬
‫الالمركزٌة‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬نظام المركزٌة اإلدارٌة ‪La centralisation administrative‬‬
‫تعتبر المركزٌة اإلدارٌة هً أول النظم التً اتبعتها الدول فً الحكم و اإلدارة ‪ ،‬و تموم المركزٌة‬
‫على أساس التوحٌد و عدم التجزبة ‪.‬‬
‫و ٌمصد بالمركزٌة االدارٌة جمع الوظٌفة االدارٌة و حصرها بٌد شخص معنوي عام واحد هو الدولة ‪،‬‬
‫حٌث ٌتولى و ٌهٌمن على النشاط االداري ‪ ،‬و ان تعددت الهٌبات واألفراد المابمٌن به ‪ ،‬وفك نظام‬
‫السلطة الرباسٌة ‪.1‬‬
‫و لد عرفها الدكتور سلٌمان دمحم الطماوي على أنها ‪:‬‬
‫" لصر الوظٌفة اإلدارٌة فً الدولة على ممثلً الحكومة فً العاصمة و هم الوزراء دون مشاركة من‬
‫جهات أخرى‪ ،‬فهً تموم على توحٌد اإلدارة و جعلها تنبثك من مصدر واحد ممره العاصمة "‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أركان المركزٌة اإلدارٌة‬
‫تموم السلطة التنفٌذٌة فً هذا النظام بالسٌطرة على جمٌع الوظابؾ اإلدارٌة من توجٌه وتخطٌط‬
‫ورلابة وتنسٌك ‪ ،‬وفً النظام المركزي تلتزم السلطة الدنٌا بالمرارات التً تصدر عن السلطة العلٌا‬
‫وٌساعد على هذه الخاصٌة الترتٌب الذي ٌسود السلطة التنفٌذٌة وتمسٌم الموظفٌن رإساء ومرإوسٌن إلى‬
‫درجات ٌعلو بعضها بعضا ً فً سلم إداري منتظم ‪ٌ ،‬خضع كل مرإوس فٌه لربٌسه خضوعا ً تاما ً وٌنفذ‬
‫أوامره وٌعمل تحت إشرافه وتوجٌهاته ‪.‬‬
‫وال تعنً المركزٌة أن تموم السلطة التنفٌذٌة فً العاصمة بجمٌع األعمال فً أنحاء الدولة ‪ ،‬بل‬
‫تمتضً وجود فروع لهذه السلطة ؼٌر أن هذه الفروع ال تتمتع بؤي لدر من االستمالل فً مباشرة‬

‫‪1‬دمحم الصؽٌر بعلً ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 46‬‬


‫‪25‬‬
‫وظٌفتها وتكون تابعة للسلطة المركزٌة فً العاصمة ومرتبطة بها ‪.‬‬
‫وٌستنتج مما سبك أن المركزٌة اإلدارٌة تموم على ثالثة أركان هً ‪:‬‬
‫* تركٌز الوظٌفة اإلدارٌة (الحصرٌة)‪.‬‬
‫*التدرج الهرمً (التبعٌة اإلدارٌة) ‪.‬‬
‫* السلطة الرباسٌة‬
‫أوال ‪ :‬تركٌز الوظٌفة اإلدارٌة‬
‫ٌتمثل ذلن فً استبثار الحكومة المركزٌة فً العاصمة بكل االختصاصات التً تخولها الوظٌفة‬
‫اإلدارٌة لها وٌكون ذلن بصورة عامة على جمٌع ألالٌم الدولة‪.‬‬
‫إن تركٌز جمٌع الوظابؾ اإلدارٌة فً ٌد السلطة المركزٌة ٌعنً أن ٌكون لها وحدها حك إصدار‬
‫المرارات الالزمة كسلطة التعٌٌن فً الوظابؾ العامة بحٌث ال ٌترن أمر اختٌار الموظفٌن المحلٌٌن إلى‬
‫الهٌبات المحلٌة أو إلى انتخاب سكان هذه المناطك لهم‪ .‬كما تشرؾ السلطة المركزٌة على جمٌع المرافك‬
‫العامة فً الدولة سواء وطنٌة أو محلٌة‪.‬‬
‫وال توجد فً هذا النظام أشخاص معنوٌة عامة محلٌة أو مرفمٌة مستملة عن السلطة المركزٌة ‪.‬‬
‫ومن ثم ال توجد مجالس محلٌة منتخبة ‪ ،‬وتتركز سلطة اتخاذ المرارات فً ٌد الوزراء وممثلٌهم التابعٌن‬
‫لهم والمعٌنٌن منهم تحت رلابتهم وإشرافهم ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬التدرج الهرمً‬
‫ٌموم النظام المركزي على أساس التدرج الهرمً فً الجهاز اإلداري وممتضاه أن ٌخضع موظفً‬
‫الحكومة المركزٌة بشكل متدرج ومتصاعد ‪ ،‬تكون الدرجات الدنٌا تابعة لألعلى منها تحت لمة الجهاز‬
‫اإلداري وهو الوزٌر ‪.‬‬
‫وللسلطات العلٌا حك إصدار األوامر والتعلٌمات للجهات الدنٌا وٌخضع كل مرإوس خضوعا ً تاما ً ‪،‬‬
‫وٌتجه مجال الطاعة فً داخل النظام المركزي إلى درجة كبٌرة فالربٌس ٌباشر رلابة سابمة والحمة على‬
‫أعمال المرإوس كما أن للربٌس صالحٌة تعدٌل المرارات الصادرة من مرإوسٌه وإلؽابها بالشكل الذي‬
‫ٌراه مناسبا ً ‪.‬‬
‫وهذه الدرجات تكون ما ٌسمى بنظام التسلسل اإلداري الذي ٌبٌن التماٌز بٌن طبمتً الرإساء‬
‫والمرإوسٌن وٌبرز عاللة التبعٌة والسلطة الرباسٌة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬السلطة الرئاسٌة ‪le pouvoir hiérarchique‬‬
‫تعتبر السلطة الرباسٌة الوجه الممابل للتبعٌة اإلدارٌة وهً تتمرر بدون نص وبشكل طبٌعً ؼٌر‬
‫أنها من جانب آخر ترتب مسإولٌة الربٌس عن أعماله مرإوسٌه وبالتالً عدم إمكانٌة تهربه من هذه‬
‫المسإولٌة ‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫والسلطة الرباسٌة من أهم ركابز النظام المركزي ‪ ،‬إال أنها سلطة لٌست مطلمة ولٌست على درجة واحدة‬
‫من الموة فهً تتؤثر بصاحب السلطة ومركزه فً السلم اإلداري وبنوع الوظٌفة التً ٌمارسها ‪.‬‬
‫والسلطة الرباسٌة تتحلل إلى مجموعة من االختصاصات بعضها ٌتعلك بشخص المرإوس واآلخر منها‬
‫ٌتعلك بؤعماله ‪:‬‬
‫‪ - 1‬سلطة الرئٌس على شخص مرؤوسٌه‬
‫تتضمن سلطة الربٌس على شخص مرإوسٌه الكثٌر من االختصاصات منها ما ٌتعلك بالحك فً‬
‫التعٌٌن واالختٌار ‪ ،‬وحك الربٌس فً تخصٌص مرإوسٌه ألعمال معٌنة ‪ .‬كما تتضمن سلطة نمل‬
‫الموظؾ وترلٌته وإٌماع العموبات التؤدٌبٌة علٌه والتً لد تصل إلى حد عزله أو حرمانه من حموله‬
‫الوظٌفٌة ‪ ،‬فً حدود ما ٌسمح به المانون ‪.‬‬
‫‪ - 2‬سلطة الرئٌس على أعمال مرؤوسٌه‬
‫تشمل هذه السلطة حك الربٌس فً توجٌه مرإوسٌه عن طرٌك إصدار األوامر والتوجٌهات إلٌهم‬
‫لبل ممارسة أعمالهم وتسمى بالسلطة المبلٌة أو التوجٌهٌة وسلطة مرالبة تنفٌذهم لهذه األعمال والتعمٌب‬
‫علٌها و تسمى بالسلطة البعدٌة أو التعمٌبٌة وتشمل هذه السلطات ‪:‬‬
‫أ ‪ /‬سلطة األمر (السلطة المبلٌة)‬
‫ٌملن الربٌس إصدار األوامر والتعلٌمات ‪ ،‬وٌعتبر اختصاصه هذا من أهم ممٌزات السلطة‬
‫الرباسٌة ‪ ،‬ذلن أن إصدار األوامر عمل لٌادي له أهمٌة كبرى فً سٌر األعمال اإلدارٌة ‪ ،‬وعلى وجه‬
‫العموم نجد أن السلطة الرباسٌة تتصؾ أساسا ً بؤنها سلطة آمره لكونها تموم على إصدار أوامر ملزمة‬
‫للمرإوسٌن ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬سلطة الرلابة والتعمٌب‬
‫سلطة الربٌس فً الرلابة على أعمال مرإوسٌه تتمثل بحمه فً إجازة أعمالهم عن طرٌك‬
‫التصدٌك الصرٌح أو الضمنً ‪ ،‬أو تعدٌل لراراتهم و التعدٌل ٌكون جزبٌا و إال أصبح إلؽاء ‪،‬‬
‫أو إلؽابها وٌكون اإللؽاء بإٌماؾ آثارها بالنسبة للمستمبل ‪ ،‬وسحبها والسحب ٌسري بؤثر رجعً ‪،‬كما‬
‫ٌملن أٌضا ً الحلول محلهم إذا التضى العمل ذلن كحلول الوالً محل ربٌس البلدٌة فً حالة امتناعه عن‬
‫أداء مهامه‪. 1‬‬
‫وتمتد رلابة الربٌس على أعمال مرإوسٌه لتشمل مالبمة هذا العمل أو التصرؾ وممتضٌات حسن سٌر‬
‫المرفك العام ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬صور المركزٌة اإلدارٌة‬

‫‪ 1‬د ‪.‬عمار بوضٌاؾ‪ ،‬الوجٌز فً المانون اإلداري‪ ،‬المرجع السابك‪ ،‬ص‪155.‬‬


‫‪27‬‬
‫تتخذ المركزٌة اإلدارٌة صورتان ‪ :‬التركٌز اإلداري وعدم التركٌز اإلداري‬
‫أوال ‪ :‬التركٌز اإلداري ‪la concentration‬‬
‫وهً الصورة البدابٌة للمركزٌة اإلدارٌة ‪ ،‬وٌطلك علٌها أٌضا ً المركزٌة المتطرفة أو الوزارٌة‪،‬‬
‫إلبراز دور الوزارة فً هذا النظام ‪.‬‬
‫ومعنى التركٌز اإلداري أن تتركز سلطة اتخاذ المرارات فً كل الشإون اإلدارٌة بٌد الوزراء فً‬
‫العاصمة ‪ ،‬بحٌث ال ٌكون ألٌة سلطة أخرى تمرٌر أي أمر من األمور ‪ ،‬إنما ٌتعٌن على كافة الموظفٌن‬
‫فً األلالٌم الرجوع إلى الوزٌر المختص إلصدار المرار ‪.‬‬
‫وٌنحصر دور الموظفٌن فً الجهاز اإلداري فً تمدٌم الممترحات واآلراء فً المسابل المطروحة علٌهم‬
‫وانتظار ما ٌمرره الوزٌر المختص بشؤنها ‪ ،‬وتنفٌذ هذه المرارات ‪.‬‬
‫وال شن أن هذه الصورة من التركٌز الشدٌد تضر بمصالح األفراد وتعرلل عمل اإلدارة فمن ؼٌر‬
‫المتصور أن تتخذ جهة إدارٌة واحدة كافة المرارات فً كل أنحاء الدولة وتكون هذه المرارات مالبمة‬
‫ومناسبة لظروؾ العمل اإلداري وتوفر حالً لمشاكل األفراد ‪ .‬لذلن هجرت أؼلب الدول هذه الصورة من‬
‫المركزٌة اإلدارٌة إلى الصور المعتدلة وهً عدم التركٌز اإلداري ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬عدم التركٌز اإلداري ‪la déconcentration‬‬
‫ٌطلك على هذه الصورة من المركزٌة اإلدارٌة الال وزارٌة أو المركزٌة المعتدلة‪ .‬وممتضاها‬
‫تخفٌؾ العبء عن الحكومة المركزٌة بتخوٌل بعض الموظفٌن فً األلالٌم المختلفة سلطة البت فً بعض‬
‫األمور ذات الطابع المحلً دون الحاجة للرجوع للوزٌر المختص فً العاصمة ‪ ،‬داخل نطاق السلطة‬
‫الرباسٌة‪.‬‬
‫ومن ثم ٌختلؾ عدم التركٌز اإلداري عن الالمركزٌة اإلدارٌة إذ تتعدد السلطات اإلدارٌة فً‬
‫الالمركزٌة اإلدارٌة نظرا ً لتعدد األشخاص المعنوٌة ‪ ،‬وتختص كل سلطة بجانب من الوظٌفة ِ‬
‫اإلدارٌة فً‬
‫الدولة ‪ ،‬حٌث ٌتم توزٌع االختصاصات على هذا األساس ‪.‬‬
‫ولعل من أبرز وسابل تحمٌك عدم التركٌز اإلداري نظام تفوٌض االختصاص ‪ ،‬الذي سنتناوله فً هذا‬
‫الجزء من الدراسة ‪.‬‬
‫‪ - 1‬مفهوم تفوٌض االختصاص‬
‫ٌمصد بالتفوٌض أن ٌعهد صاحب االختصاص بممارسة جزء من اختصاصاته إلى أحد مرإوسٌه‪.‬‬
‫بشرط أن ٌسمح المانون بإجراء هذا التفوٌض وأن تكون ممارسة االختصاص المفوض تحت رلابة‬
‫الربٌس اإلداري صاحب االختصاص األصٌل ‪.‬‬
‫وللتفوٌض مزاٌا عدة فهو ٌخفؾ العبء عن الربٌس صاحب االختصاص األصٌل ‪ ،‬بنمل جزء من‬
‫اختصاصه فً مسؤلة معٌنة إلى أحد مرإوسٌه ‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫كما ٌإدي إلى تحمٌك السرعة والمرونة فً أداء األعمال مما ٌسهل على األفراد لضاء مصالحهم وٌدرب‬
‫المرإوسٌن على المٌام بؤعمال الرإساء‪ ،‬فٌنمً فٌهم الثمة والمدرة على المٌادة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬شروط التفوٌض‬
‫للتفوٌض شروط عامة استمر على إبرازها الفمه وأحكام المضاء‪ٌ ،‬جب مراعاتها حتى ٌكون التفوٌض‬
‫صحٌحا ً هً ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التفوٌض ال ٌكون إال بنص ‪ٌ :‬لزم حتى ٌكون التفوٌض صحٌحا ً أن ٌسمح المانون بالتفوٌض ‪ ،‬فإذا منح‬
‫المانون االختصاص إلى جهة معٌنة لٌس لهذه الجهة التنازل عن هذا االختصاص أو تفوٌضه إلى سلطة‬
‫أخرى إال إذا أجاز المانون ذلن ومن الضروري أن ٌصدر لرار صرٌح من الجهة صاحبة االختصاص‬
‫األصٌل عن رؼبتها فً استخدام التفوٌض الذي منحه لها المانون ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التفوٌض ٌجب أن ٌكون جزبٌا ً ‪ :‬فال ٌجوز أن ٌفوض الربٌس اإلداري جمٌع اختصاصاته ألن هذا‬
‫ٌعد تنازالً من الربٌس عن مزاولة أعماله التً أسندها إلٌه المانون ‪.‬‬
‫ج‪ٌ -‬بمى الربٌس المفوض مسإوالً عن األعمال التً فوضها باإلضافة إلى مسإولٌة المفوض إلٌه ‪،‬‬
‫تطبٌما ً لمبدأ أن التفوٌض فً السلطة وال تفوٌض فً المسإولٌة ‪.‬‬
‫والمرإوس المفوض إلٌه ال ٌسؤل عن تصرفاته بشؤن السلطات المفوضة إلٌه إال أمام ربٌسه المباشر‬
‫الذي لام بالتفوٌض وال تنصرؾ المسإولٌة إلى أعلى منه وفما ً لمبدأ وحدة الرباسة واألمر ‪.‬‬
‫د‪ -‬ال ٌجوز للمفوض إلٌه أن ٌفوض ؼٌره ‪ :‬فالتفوٌض ال ٌتم إال لمرة واحدة‪ ،‬ومخالفة هذه الماعدة تجعل‬
‫المرار اإلداري الصادر من المفوض إلٌه الثانً معٌبا ً بعدم االختصاص ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أنواع التفوٌض‬
‫التفوٌض على نوعٌن " تفوٌض اختصاص و تفوٌض تولٌع "‬
‫أ‪ -‬تفوٌض االختصاص ‪ :‬هذا النوع من التفوٌض ال ٌنمل السلطة بؤكملها إلى المفوض إلٌه ‪ ،‬وهذا ٌمنع‬
‫األصٌل المفوض من ممارسة االختصاص الذي تم تفوٌضه أثناء سرٌان التفوٌض ‪.‬‬
‫وفً هذه الصورة من التفوٌض تكون لرارات المفوض إلٌه فً نطاق التفوٌض منسوبه إلى المفوض إلٌه‬
‫وتؤخذ مرتبة درجته الوظٌفٌة ‪ ،‬وٌوجه تفوٌض االختصاص إلى المفوض إلٌه بصفتة ال بشخصه فال‬
‫ٌنتهً التفوٌض بشؽل موظؾ آخر لوظٌفة المفوض إلٌه‪.‬‬
‫ب‪ -‬تفوٌض التولٌع ‪ :‬وهو تفوٌض شخصً ٌؤخذ بعٌن االعتبار شخصٌة المفوض إلٌه ‪ ،‬فهو ٌنطوي‬
‫على ثمة الربٌس به ومن ثم فهو ٌنتهً بتؽٌر المفوض أو المفوض إلٌه ‪ ،‬كما أن هذا التفوٌض ٌسمح‬
‫للمفوض إلٌه بممارسة االختصاصات المفوضة باسم السلطة وال ٌمنع ذلن من ممارسة الربٌس المفوض‬
‫ذات االختصاص رؼم التفوٌض كما أن المرارات الصادرة فً نطاق التفوٌض تؤخذ مرتبة لرارات‬
‫السلطة المفوضة‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬تمدٌر نظام المركزٌة اإلدارٌة‬
‫للمركزٌة مزاٌا و عٌوب ٌمكن إٌجازها فٌما ٌلً ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬مزاٌا المركزٌة اإلدارٌة‬
‫لإلدارة المركزٌة عدة مزاٌا نذكر منها ما ٌلً ‪:‬‬
‫‪ -‬من الناحٌة السٌاسٌة ‪:‬‬
‫دعم الوحدة الوطنٌة للدولة سٌاسٌا ً ودستورًٌا من خالل اإلشراؾ العام على الوظٌفة اإلدارٌة‬
‫والسٌاسٌة‪.‬‬
‫‪ -‬من الناحٌة اإلدارٌة ‪:‬‬
‫تإدي المركزٌة اإلدارٌة إلى استمرار ووضوح اإلجراءات والمعامالت اإلدارٌة والتملٌص من‬
‫البٌرولراطٌة‪.‬‬
‫‪ -‬من الناحٌة االجتماعٌة ‪:‬‬
‫تحمك العدالة والمساواة بٌن جمٌع المواطنٌن فً الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬من الناحٌة االلتصادٌة ‪:‬‬
‫تإدي إلى اإللالل من اإلنفاق العام وتملٌصه‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬عٌوب المركزٌة اإلدارٌة‬
‫بالرؼم ما للمركزٌة من مزاٌا إال أن لها إلى جانب ذلن بعض من العٌوب و التً نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ -‬عدم االستجابة لمٌول سكان الوحدات المحلٌة حٌث أنه ال ٌفً بالؽرض وال ٌستجٌب لحاجات سكان‬
‫الوحدات المحلٌة المتعددة والمتنوعة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم مرونة النظام المركزي إذ ٌإثر على الحٌاة السٌاسٌة العامة فً الدولة وٌحول دون تمدم وارتفاع‬
‫درجة الوعً السٌاسً‪.‬‬
‫‪ -‬تإدي إلى زٌادة نمو ظاهرة البٌرولراطٌة‪.‬‬
‫‪ -‬تحد من مبدأ الدٌممراطٌة اإلدارٌة ‪.‬‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬نظام الالمركزٌة اإلدارٌة ‪La décentralisation administrative‬‬


‫ٌمصد بالالمركزٌة اإلدارٌة توزٌع الوظابؾ اإلدارٌة بٌن الحكومة المركزٌة فً العاصمة وبٌن‬
‫هٌبات إللٌمٌة أو مرفمٌة مستملة تباشر اختصاصاتها فً هذا الشؤن تحت إشراؾ ورلابة الحكومة‬
‫المركزٌة‪.‬‬
‫من هذا التعرٌؾ ٌتضح أن الالمركزٌة عبارة عن أسلوب أو طرٌمة من طرق اإلدارة إذ تتضمن توزٌع‬

‫‪30‬‬
‫الوظٌفة اإلدارٌة بٌن السلطة المركزٌة و بٌن هٌبات محلٌة إللٌمٌة أو مصلحٌة ‪ ،‬متمتعة بالشخصٌة‬
‫المعنوٌة‪ ،‬لتباشرها تحت الوصاٌة اإلدارٌة للسلطات المركزٌة ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أركان الالمركزٌة اإلدارٌة‬
‫لنظام الالمركزٌة اإلدارٌة عناصر أو أركان ٌموم علٌها تمٌزه عما سواه وهً كما ٌلً ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬وجود مصالح محلٌة أو خاصة متمٌزة‬
‫إلى جانب الحاجات الوطنٌة هنان حاجات محلٌة تهم سكان إللٌم معٌن لذا ٌستحسن أن تترن تلن‬
‫الحاجات المحلٌة لمن ٌستفٌدون منها حتى تتفرغ الحكومة المركزٌة لمصالح أخرى ذات طابع عام فإذا‬
‫كانت الدولة تهٌمن على المرافك ذات األهمٌة الكبرى كمرافك األمن والدفاع والمضاء والمواصالت عبر‬
‫التراب الوطنً فان المرافك المحلٌة كالنمل المحلً و توزٌع الماء والكهرباء… ٌستحسن تركها لمن‬
‫ٌستفٌدون منها فهم أدرى باحتٌاجهم إلٌها وألدر على تسٌٌرها‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬أن ٌعهد باإلشراف على هذه المصالح إلى هٌئات منتخبة‬
‫تسعى اإلدارة المحلٌة باألساس إلى إسناد المصالح المحلٌة إلى من ٌهمهم األمر ‪ ،‬وذلن إلشباع حاجٌاتهم‬
‫المحلٌة بؤنفسهم ‪ ،‬ولما كان من المستحٌل على جمٌع أبناء اإلللٌم أو المدٌنة أن ٌموموا بهذه المهمة‬
‫بؤنفسهم مباشرة ‪ ،‬فان المشرع لد جعل إسناد هذه المصالح المحلٌة إلى من ٌنتخبونه نٌابة عنهم ‪ .‬ومن‬
‫ثمة كان االنتخاب هو الطرٌمة األساسٌة التً ٌتم عن طرٌمها تكوٌن المجالس المعبرة عن إرادة الشخص‬
‫المعنوي العام اإلللٌمً‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الوصاٌة اإلدارٌة‬
‫ٌمتضً نظام الالمركزٌة اإلدارٌة أن تكون هنان مصالح محلٌة أو خاصة متمٌزة تدٌرها هٌبات‬
‫مستملة لكن هذا االستمالل لٌس مطلما فهو ال ٌعنً استمالال تاما عن السلطة المركزٌة وعلٌه فان لهذه‬
‫السلطة حك الرلابة على الهٌبات الالمركزٌة وهذه الرلابة ٌطلك علٌها الوصاٌة اإلدارٌة وتمرٌر تلن‬
‫الرلابة ضرورة الزمة حتى ال تختل وحدة االتجاه اإلداري فً الدولة‪.‬‬
‫مجال الرلابة الوصائٌة ‪:‬‬
‫تنصب رلابة اإلدارة المركزٌة على الهٌبات الالمركزٌة على ما ٌلً ‪:‬‬
‫‪ -‬على هٌبات ومجالس اإلدارة الالمركزٌة ‪:‬كحك اإلدارة المركزٌة فً إٌماؾ وحل المجلس البلدي‬
‫و الوالبً‪.‬‬
‫‪ -‬على أشخاص وأعضاء تلن الهٌبات ‪ :‬كالتولٌؾ والعزل واإللالة‪.‬‬
‫‪ -‬على األعمال والتصرفات الصادرة عن اإلدارة الالمركزٌة ‪:‬كالمصادلة واإللؽاء والتعدٌل والحلول ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬صور (أشكال) الالمركزٌة اإلدارٌة‬
‫لالمركزٌة صورتان هما ‪:‬‬
‫‪31‬‬
‫أوال ‪ :‬الالمركزٌة اإلللٌمٌة‬
‫وتتحمك بمنح جزء من التراب الوطنً الشخصٌة المعنوٌة‪ٌ .‬عنً منحه االستمالل اإلداري والمالً‬
‫فً مباشرة االختصاصات الموكلة إلٌه بهدؾ السهر على تحمٌك المصالح المحلٌة تحت إشراؾ الحكومة‬
‫ورلابتها ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬الالمركزٌة المرفمٌة‬
‫وتتحمك بمنح مرفك عام سواء أكان وطنٌا أو محلٌا الشخصٌة المعنوٌة ٌعنً منحه االستمالل‬
‫اإلداري والمالً فً تسٌٌر شإونه إال أن هذا االستمالل ؼٌر مطلك وإنما هو ممٌد بشرط الرلابة أو‬
‫الوصاٌة من طرؾ السلطات المختصة‪ .‬وتختلؾ الالمركزٌة المرفمٌة عن اإلللٌمٌة بكون الشخص العام‬
‫المرفمً ٌنشؤ لتحمٌك ؼرض محدد وٌكون اختصاصه محدودا فٌما ال ٌتجاوز الؽرض المحدد الذي أنشا‬
‫لتحمٌمه بٌنما ٌنشؤ الشخص اإلداري المحلً لرعاٌة مصالح طابفة من الناس تمٌم فً إللٌم من ألالٌم‬
‫الدولة‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬تمٌٌم نظام الالمركزٌة اإلدارٌة‬
‫لالمركزٌة مزاٌا و عٌوب نوجزها فٌما ٌلً ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬مزاٌا الالمركزٌة اإلدارٌة‬
‫‪ٌ -1‬إكد المبادئ الدٌممراطٌة فً اإلدارة ‪ :‬ألنه ٌهدؾ إلى اشران الشعب فً اتخاذ المرارات وإدارة‬
‫المرافك العامة المحلٌة ‪.‬‬
‫‪ٌ -2‬خفؾ العبء عن اإلدارة المركزٌة ‪ .‬إذ أن توزٌع الوظٌفة اإلدارٌة بٌن اإلدارة المركزٌة والهٌبات‬
‫المحلٌة أو المرفمٌة ٌتٌح لإلدارة المركزٌة التفرغ ألداء المهام األكثر أهمٌة فً رسم السٌاسة العامة‬
‫وإدارة المرافك الوطنٌة ‪.‬‬
‫‪ -3‬النظام الالمركزي ألدر على مواجهة األزمات والخروج منها ‪ .‬سٌما وأن الموظفٌن فً األلالٌم أكثر‬
‫خبرة من ؼٌرهم فً مواجهة الظروؾ واألزمات المحلٌة كالثورات واختالل األمن ‪ ،‬لما تعودوا علٌه‬
‫وتدربوا على مواجهته وعدم انتظارهم تعلٌمات السلطة المركزٌة التً ؼالبا ً ما تؤتً متؤخرة ‪.‬‬
‫‪ -4‬تحمٌك العدالة فً توزٌع حصٌلة الضرابب وتوفٌر الخدمات فً كافة أرجاء الدولة ‪ ،‬على عكس‬
‫المركزٌة اإلدارٌة حٌث تحظى العاصمة والمدن الكبرى بعناٌة أكبر على حساب المدن واأللالٌم‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪ -5‬الالمركزٌة اإلدارٌة ضرورة دٌممراطٌة‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬عٌوب الالمركزٌة‬
‫‪ٌ -1‬إدي هذا النظام إلى المساس بوحدة الدولة من خالل توزٌع الوظٌفة اإلدارٌة بٌن الوزارات والهٌبات‬
‫المحلٌة ‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -2‬لد ٌنشؤ صراع بٌن الهٌبات الالمركزٌة والسلطة المركزٌة لتمتع االثنٌن بالشخصٌة المعنوٌة وألن‬
‫الهٌبات المحلٌة ؼالبا ً ما تمدم المصالح المحلٌة على المصلحة العامة ‪.‬‬
‫‪ -3‬ؼالبا ً ما تكون الهٌبات الالمركزٌة ألل خبرة ودراٌة من السلطة المركزٌة ومن ثم فهً أكثر إسرافا ً‬
‫فً اإلنفاق بالممارنة مع اإلدارة المركزٌة ‪.‬‬
‫وال شن أن هذه االنتمادات مبالػ فٌها إلى حد كبٌر وٌمكن عالجها عن طرٌك الرلابة أو الوصاٌة اإلدارٌة‬
‫التً تمارسها السلطة المركزٌة على الهٌبات الالمركزٌة والتً تضمن وحدة الدولة وترسم الحدود التً‬
‫ال تتجاوزها تلن الهٌبات ‪.‬‬
‫وفً جانب آخر ٌمكن سد النمص فً خبرة الهٌبات الالمركزٌة من خالل التدرٌب ومعاونة الحكومة‬
‫المركزٌة مما ٌملل من فرص اإلسراؾ فً النفمات واإلضرار بخزٌنة الدولة‪.‬‬
‫وٌإكد ذلن أن أؼلب الدول تتجه الٌوم نحو األخذ بؤسلوب الالمركزٌة اإلدارٌة على اعتبار أنه األسلوب‬
‫األمثل للتنظٌم اإلداري ‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬التنظٌم اإلداري فً الجزائر‬
‫ٌموم التنظٌم اإلداري فً الجزابر على إدارة مركزٌة و إدارة المركزٌة‬
‫المبحث األول ‪ :‬اإلدارة المركزٌة فً الجزائر‬
‫طبمًا للدستور فان اإلدارة المركزٌة تتمثل فً المإسسات التالٌة ‪ :‬رباسة الدولة ‪ ،‬الحكومة ‪،‬‬
‫المإسسات االستشارٌة الوطنٌة ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬رئٌس الدولة‬
‫لمد حدد الدستور شروط ترشحه و طرٌمة انتخابه ‪.‬‬
‫‪ -‬سلطات رئٌس الجمهورٌة‬
‫له ثالث سلطات هً ‪:‬‬
‫‪ -‬سلطة التعٌن فً المناصب العلٌا ( أعضاء الحكومة ‪ ،‬السفراء ‪ ،‬المضاة ‪ ،‬المناصل ‪ ،‬الوالة ‪ ،‬ربٌس‬
‫المحكمة العلٌا ‪ ،‬الربٌس األول لمجلس الدولة ‪. )...‬‬
‫‪ -‬سلطة التنظٌم و التشرٌع ( بمراسٌم رباسٌة ) ‪.‬‬
‫‪ -‬سلطاته فً الظروؾ االستثنابٌة ( و هً إعالن حالة الطوارئ و الحصار و الحرب و الحالة‬
‫االستثنابٌة ) ‪ ،‬و ذلن بالتشرٌع بؤوامر‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬الحكومة‬
‫و تتكون من الوزٌر األول (ربٌس الحكومة سابمًا ) ‪ ،‬و الوزراء ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬سلطات الوزٌر األول (ربٌس الحكومة سابمًا ) ‪.‬‬
‫‪ٌ -‬وزع الصالحٌات بٌن أعضاء الحكومة ‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ٌ -‬رأس مجلس الحكومة ‪.‬‬
‫‪ٌ -‬سهر على تنفٌذ الموانٌن و التنظٌمات ‪.‬‬
‫‪ٌ -‬ولع على المراسٌم التنفٌذٌة ‪.‬‬
‫‪ٌ -‬عٌن عن طرٌك التفوٌض فً وظابؾ الدولة دون المساس بمجال ربٌس الجمهورٌة‪. 1‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬المؤسسات االستشارٌة الوطنٌة‬
‫الفرع األول ‪ :‬أشكال االستشارة‬
‫لالستشارة نوعان هما االستشارة االختٌارٌة ‪ ،‬و االستشارة اإلجبارٌة ‪ ،‬و االستشارة المتبوعة‬
‫برأي واجب إتباعه ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬االستشارة االختٌارٌة‬
‫تكون فً حالة عدم وجود نص لانونً ٌلزم اإلدارة لبل اتخاذ لرار أن تستشٌر جهة ما‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬االستشارة اإلجبارٌة‬
‫تكون فً حالة وجود نص لانونً ٌلزم اإلدارة أن تستشٌر جهة ما لبل اتخاذها المرار دون أن‬
‫تكون تلن االستشارة ملزمة بها‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االستشارة المتبوعة برأي واجب إتباعه‬
‫ضا‪.‬‬
‫و تكون فً حالة وجود نص لانونً ٌلزم اإلدارة أن تطلب االستشارة و أن تؤخذ بها أٌ ً‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬الهٌئات االستشارٌة الوطنٌة‬
‫نص الدستور على العدٌد من الهٌبات االستشارٌة أهمها المجلس الوطنً االلتصادي‬
‫و االجتماعً ومجلس الدولة ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬المجلس الوطنً االلتصادي واالجتماعً‬
‫أنشا بموجب المرسوم الرباسً رلم ‪ 05 / 93‬المإرخ فً ‪.1993/10/ 22‬‬
‫أوال ‪ :‬تشكٌله‬
‫ٌتكون من ‪ 18‬عضو ‪ٌ 50 %‬مثلون كافة المإسسات و التنظٌمات العامة و الخاصة العاملة فً‬
‫المطاعات االلتصادٌة و االجتماعٌة و الثمافٌة ‪ٌ % 25 ،‬مثلون اإلدارة المركزٌة و ‪ % 25‬المحلٌة ‪،‬‬
‫ٌمثلون الشخصٌات المإهلة ‪ ،‬تكون العضوٌة لمدة ‪ 3‬سنوات لابلة للتجدٌد ‪.‬‬
‫‪ -‬تسٌٌر المجلس الوطنً االلتصادي و االجتماعً و الثمافً ‪:‬‬
‫‪ -‬الربٌس ٌتم انتخابه باألؼلبٌة المطلمة و ٌعٌن بمرسوم رباسً ‪.‬‬

‫‪ 1‬د عمار بوضٌاؾ ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪ 191‬و ما ٌلٌها‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬المكتب ‪.‬‬
‫‪ -‬اللجان ‪ٌ ،‬شكل المجلس لجان دابمة منها لجنة التموٌم ‪ ،‬لجنة عاللات العمل ‪.‬‬
‫‪ -‬الدورات ‪ ،‬له ثالث دورات عادٌة فً السنة بناء على استدعاء من ربٌسه وهنان دورات ؼٌر عادٌة‬
‫إذا التضى األمر ذلن ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬اختصاصاته‬
‫‪ -‬تمدٌم المشورة إلى األجهزة اإلدارٌة المركزٌة ‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان استمرار الحوار و التشاور بٌن الشركاء االلتصادٌٌن و االجتماعٌٌن ‪.‬‬
‫‪ -‬تمٌٌم المسابل ذات المنفعة الوطنٌة المتعلمة بالتنمٌة االلتصادٌة و الثمافٌة ‪.‬‬
‫مالحظة ‪:‬‬
‫إن أعماله و توصٌاته مهما كان شكلها تبمى من حٌث المانون ذات طبٌعة استشارٌة إذ أنها تفتمر‬
‫إلى الموة اإللزامٌة ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬مجلس الدولة‬
‫ٌنظمه المانون العضوي رلم ‪ ، 01/ 98‬المإرخ فً ‪ 30‬ماي ‪ٌ 1998‬دلً برأٌه حول مشارٌع الموانٌن‬
‫فمط دون المراسٌم و المرارات ‪.‬‬
‫إجراءات االستشارة أمام مجلس الدولة‬
‫بعد المصادلة على مشروع المانون من طرؾ مجلس الحكومة ٌموم األمٌن العام للحكومة‬
‫بإخطار مجلس الدولة بتعٌٌن ممرر من بٌن مستشارٌه لالجتماع فً جمعٌة عامة ‪ ،‬أما فً حالة‬
‫االستعجال ٌحٌل المشروع إلى ربٌس اللجنة الدابمة ‪.‬‬
‫‪ -‬و من المإسسات الوطنٌة االستشارٌة ‪:‬‬
‫المجلس األعلى للمرأة ‪ ،‬المجلس األعلى للتربٌة ‪ ،‬المجلس األعلى للشباب ‪ ،‬المجلس األعلى‬
‫‪1‬‬
‫لألمن ‪ ،‬المجلس اإلسالمً األعلى‪.‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬االدارة المحلٌة فً الجزائر‬
‫إن الالمركزٌة اإلللٌمٌة تعتبر من أهم تطبٌمات نظرٌة الالمركزٌة اإلدارٌة فطبمًا للمادة ‪ 16‬من‬
‫الدستور فان الجماعات اإلللٌمٌة هً الوالٌة و البلدٌة ‪.2‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬البلدٌة‬
‫طبما للمانون رلم ‪ 10 -11‬المإرخ فً ‪ 22‬جوٌلٌة ‪ 2011‬و المتعلك بالبلدٌة ‪ ،‬و الذي ٌعرؾ‬
‫البلدٌة بؤنها ‪ " :‬البلدٌة هً الجماعة اإلللٌمٌة الماعدٌة للدولة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ناصر لباد ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪ 147‬و ما ٌلٌها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫االمر ‪ 01 -16‬المتضمن التعدٌل الدستوري ‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫و تتمتع بالشخصٌة المعنوٌة و الذمة المالٌة المستملة ‪.‬‬
‫و تحدث بموجب المانون " ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬إنشاء البلدٌة‬
‫ٌتم إنشاء البلدٌة طبمًا للمادة األولى من لانون البلدٌة بموجب لانون ‪ ،‬كما أن تؽٌر اسم البلدٌة‬
‫أو تعٌٌن ممرها أو تحوٌله ٌتم بموجب مرسوم رباسً ٌتخذ بناء على تمرٌر الوزٌرالمكلؾ بالداخلٌة بعد‬
‫أخذ رأي الوالً و مداولة المجلس الشعبً البلدي ‪ .‬و ٌتم اخطار المجلس الشعبً الوالبً بذلن ‪.‬‬
‫و ٌتم ضم جزء من اللٌم بلدٌة أو أكثرالى بلدٌة أخرى أو أكثر من نفس الوالٌة بموجب مرسوم رباسً‬
‫ٌتخذ بناء على تمرٌر الوزٌرالمكلؾ بالداخلٌة بعد أخذ رأي الوالً و رأي المجلس الشعبً الوالبً ‪ .‬و‬
‫مداولة المجالس الشعبٌة البلدٌة المعنٌة ‪.‬‬
‫و عند ضم بلدٌة أو أكثر أو جزء من بلدٌة أو أكثر الى بلدٌة أخرى ‪ ،‬تحول جمٌع حمولها و التزاماتها‬
‫الى البلدٌة التً ضمت الٌها ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬هٌئات البلدٌة‬
‫هما المجلس الشعبً البلدي و ربٌس المجلس البلدي ‪.1‬‬
‫أوال ‪ :‬المجلس الشعبً البلدي‬
‫ٌعتبر المجلس الشعبً البلدي أهم خلٌة فً التنظٌم البلدي ‪ ،‬فهو جهاز للمداولة ‪ ،‬و ٌعتبر الجهاز‬
‫األساسً فً البلدٌة ‪.‬‬
‫‪ /1‬تشكٌل المجلس الشعبً البلدي بعد صدور المانون العضوي للالنتخابات لسنة ‪2012‬‬
‫ٌتشكل المجلس الشعبً البلدي من مجموعة منتخبٌن ٌتم اختٌارهم من لبل سكان البلدٌة بموجب‬
‫أسلوب االلتراع العام السري المباشر‪ ،‬و ذلن لمدة خمس سنوات ‪ ،2‬و ٌختلؾ عدد أعضاء المجلس‬
‫الشعبً البلدي بحسب التعداد السكانً للبلدٌة‪.‬‬
‫و طبما للمادة ‪ 79‬من المانون العضوي ‪ 01-12‬المإرخ فً ‪ 12‬جانفً ‪ 2012‬المتعلك بنظام‬
‫االنتخابات ٌتشكل المجلس الشعبً البلدي كما ٌلً ‪:3‬‬
‫‪ 13 -‬عضوا فً البلدٌات التً ٌمل عدد سكانها عن ‪ 10.000‬نسمة ؛‬
‫‪ 15 -‬عضوا فً البلدٌات التً ٌتراوح عدد سكانها بٌن ‪ 10.000‬و ‪ 20.000‬نسمة ؛‬
‫‪ 19 -‬عضوا فً البلدٌات التً ٌتراوح عدد سكانها بٌن ‪ 20.001‬و ‪ 50.000‬نسمة ؛‬
‫‪ 23 -‬عضوا فً البلدٌات التً ٌتراوح عدد سكانها بٌن ‪ 50.001‬و ‪ 100.000‬نسمة؛‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 15‬من لانون البلدٌة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫انظر نص المادة ‪ 65‬من المانون العضوي ‪ 01-12‬المتعلك بنظام االنتخابات ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أ ‪ .‬د عمار بوضٌاؾ ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪ 363‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ 33 -‬عضوا فً البلدٌات التً ٌساوي عدد سكانها بٌن ‪ 100.001‬و ‪200.000‬‬
‫نسمة ؛‬
‫‪ 43 -‬عضوا فً البلدٌات التً ٌساوي عدد سكانها أو ٌفوق ‪ 200.000‬نسمة ‪.‬‬
‫‪ /2‬عمل و تسٌٌر المجلس الشعبً البلدي‬
‫أ‪ /‬الدورات ‪:‬‬
‫ٌعمد المجلس الشعبً البلدي ست دورات عادٌة فً السنة بمعدل دورة فً كل شهرٌن ‪،1‬‬
‫و ٌمكنه أن ٌعمد دورة ؼٌر عادٌة فً كل مرة عندما تتطلب فٌها الشإون البلدٌة ذلن سواء بدعوة من‬
‫الربٌس أو بطلب من الوالً أو ثلث األعضاء ‪ ،‬كما ٌنعمد المجلس الشعبً البلدي ‪ ،‬وجوبا فً دورة‬
‫استثنابٌة فً حالة خطر وشٌن أو كارثة كبرى حسب نص المادة ‪ 18‬من لانون البلدٌة ‪.‬‬
‫ولصحة عمد الدورة ‪ٌ ،‬شترط المانون البلدي ما ٌؤتً ‪:2‬‬
‫‪ - 1‬االستدعاء ‪ٌ :‬خضع للمواعد التالٌة ‪:‬‬
‫‪ٌ -‬وجهه ربٌس البلدٌة الى كل عضو و ٌسجله فً سجل مداوالت البلدٌة ‪،‬‬
‫‪ٌ -‬تم ارسال االستدعاء ‪ -‬كتابٌا ‪ -‬الى ممر سكنى العضو ‪،‬‬
‫‪ٌ -‬وجه لبل ‪ 10‬أٌام من عمد الدورة ‪،‬على أنه ٌمكن تخفٌض تلن المدة الى ما ال ٌمل عن ٌوم عمل واحد‬
‫‪ ،‬فً حالة االستعجال ‪.‬‬
‫‪ -2‬جدول األعمال ‪:‬‬
‫‪ٌ -‬تم اعداد من طرؾ ربٌس المجلس الشعبً البلدي ‪،‬‬
‫‪ٌ -‬تم نشره عن طرٌك التعلٌك فً ‪ :‬مدخل لاعة المداوالت ‪ ،‬و األماكن المخصصة العالم الجمهور ‪،‬‬
‫‪ٌ -‬تم ارفاله مع االستدعاء الموجه الى العضو لحضور الدورة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬حضور األغلبٌة المطلمة ‪:‬‬
‫ٌشترط لصحة انعماد الدورة ‪ ،‬حضور األؼلبٌة المطلمة لألعضاء الممارسٌن الى الدورة ‪ ،‬و بخالفه ٌوجد‬
‫استدعاء ثان بفارق ‪ 5‬أٌام بٌنهما ‪.‬‬
‫و اذا لم ٌتوفر النصاب ( األؼلبٌة المطلمة ) ٌتم توجٌه استدعاء ثالث ‪ ،‬و حٌنها ٌكون عمد الدورة صحٌحا‬
‫مهما كان عدد الحاضرٌن ‪.‬‬
‫ٌمكن للعضو أن ٌوكل عضوا أخر بسبب تؽٌبه لمانع لانونً ‪ ،‬وفما لعدة شروط حددتها المادتان ‪ 24‬و‬
‫‪ 25‬من المانون البلدي ‪.‬‬
‫ب‪ /‬المداوالت‬

‫‪1‬‬
‫انظر المادة ‪ 16‬من لانون ‪ 10-11‬البلدي ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أ‪ .‬د ‪ .‬دمحم الصؽٌر بعلً ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪ 165‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫ٌجري المجلس الشعبً البلدي خالل دوراته مداوالت تحكمها المواعد األساسٌة اآلتٌة ‪:‬‬
‫أ‪ /‬العالنٌة ‪ :‬الماعدة العامة أن مداوالت المجلس علنٌة ‪ ،‬اال أنها تكون استثناء مؽلمة فً حالتٌن ‪:‬‬
‫‪ -1‬فحص حاالت المنتخبٌن االنضباطٌة ‪،‬‬
‫‪ -2‬فحص المسابل المرتبطة باألمن و المحافظة على النظام العمومً ‪.‬‬
‫و فً هذا السٌاق فان الجمهور ٌتمتع بحك االطالع على مداوالت المجلس سواء ‪:‬‬
‫‪ -‬بحضوره الى الجلسات ( المادة ‪. )26‬‬
‫‪ -‬أو عن طرٌك تعلٌمها بممر البلدٌة ‪ ،‬خالل األٌام الثمانٌة الموالٌة للدورة ( المادة ‪، ) 30‬‬
‫‪ -‬أو االطالع المباشر على محاضرالمداوالت ‪،‬‬
‫‪ -‬أو أخذ نسخة منها ‪.‬‬
‫ب‪ /‬لؽة المداوالت ‪ :‬تجرى وتحرر المداوالت باللؽة العربٌة ‪.‬‬
‫ج‪ /‬التصوٌت ‪ :‬تتخذ المداوالت باألؼلبٌة المطلمة لألعضاء الممارسٌن الحاضرٌن ‪ ،‬مع ترجٌح صوت‬
‫الربٌس عند تساوي األصوات ‪.‬‬
‫د‪ /‬الوكالة ‪ٌ :‬سمح المانون البلدي بالتصوٌت ‪ -‬وكالة ‪ -‬بٌن العضاء بالشروط اآلتٌة ‪:‬‬
‫‪ - 1‬حصول عذرلانونً للعضو الموكل ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ال ٌحك للعضو الوكٌل أن ٌحمل أكثر من وكالة واحدة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬تصح الوكالة لجلسة أو دورة واحدة ‪.‬‬
‫و على كل فان مدوالت المجلس الشعبً البلدي لٌس لها الطابع التنفٌذي اال بصور لرار من الهٌبة‬
‫التنفٌذٌة ( الربٌس ) ‪ ،‬وفما لالجرات السارٌة المفعول ‪.‬‬
‫ج‪ /‬اللجان‬
‫ٌشكل المجلس بموجب مداولة ‪ ،‬ومن بٌن أعضابه‪ ،‬لجانا دابمة أو مإلتة لدراسة المضاٌا التً تهم البلدٌة‬
‫‪ ،‬وخاصة فً المجاالت اآلتٌة ‪:‬‬
‫* االلتصاد و المالٌة و االستثمار ‪.‬‬
‫*الصحة والنظافة وحماٌة البٌبة ‪،‬‬
‫* تهٌبة االللٌم و التعمٌر والسٌاحة و الصناعات التملٌدٌة ‪،‬‬
‫* الري والفالحة والصٌد البحري ‪.‬‬
‫* الشإون االجتماعٌة و الثمافٌة و الرٌاضة و الشباب ‪.‬‬
‫كما ٌمكن ربٌس اللجنة أن ٌستعٌن بؤي شخص مختص ٌمكن االستفادة من خبرته ‪.‬‬
‫د‪ /‬حل المجلس الشعبً البلدي‬
‫حسب المادة ‪ 46‬من لانون البلدٌة ٌتم حل المجلس أو تجدٌده كلٌا فً الحاالت اآلتٌة ‪:‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ -‬فً حالة خرق أحكام دستورٌة ‪،‬‬
‫‪ -‬فً حالة الؽاء انتخاب جمٌع أعضاء المجلس ‪،‬‬
‫‪ -‬فً حالة استمالة جماعٌة ألعضاء المجلس ‪،‬‬
‫‪ -‬عندما ٌكون االبماء على المجلس مصدر اختالالت خطٌرة تم اثباتها فً التسٌٌر البلدي أو من طبٌعته‬
‫المساس بمصالح المواطنٌن وطمؤنٌنتهم ‪،‬‬
‫‪ -‬عندما ٌصبح عدد المنتخبٌن الل من األؼلبٌة المطلمة بالرؼم من تطبٌك أحكام المادة ‪ 41‬أعاله ‪،‬‬
‫‪ -‬فً حالة خالفات خطٌرة بٌن أعضاء المجلس الشعبً البلدي تعٌك السٌر العادي لهٌبات البلدٌة ‪ ،‬وبعد‬
‫اعذار ٌوجهه الوالً للمجلس دون االستجابة له ‪،‬‬
‫‪ -‬فً حالة اندماج بلدٌات أو ضمها أو تجزبتها ‪،‬‬
‫‪ -‬فً حالة حدوث ظروؾ استثنابٌة تحول دون تنصٌب المجلس المنتخب ‪.‬‬
‫و ٌتم حل المجلس الشعبً البلدي و تجدٌده بموجب مرسوم رباسً بناء على تمرٌر من الوزٌر المكلؾ‬
‫بالداخلٌة ‪.1‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬رئٌس المجلس الشعبً البلدي‬
‫ٌعد ربٌس المجلس الشعبً البلدي أهم هٌبة فً تسٌٌر البلدٌة فهو ٌعتبر ربٌس الجهاز التنفٌذي‬
‫للبلدٌة ‪ ،‬كما أنه حلمة وصل بٌن المجلس الشعبً البلدي و الوالٌة‪.‬‬
‫أ ‪ -‬تعٌٌن رئٌس المجلس الشعبً البلدي‬
‫نصت المادة ‪ 65‬من لانون البلدٌة الجدٌد على أن ٌعلن ربٌسا للمجلس الشعبً البلدي متصدر‬
‫المابمة التً تحصلت على أؼلبٌة أصوات الناخبٌن ‪ .‬وفً حالة تساوي األصوات ‪ٌ ،‬علن ربٌسا المرشحة‬
‫أو المرشح األصؽر سنا ‪.‬‬
‫فً حٌن تنص المادة ‪ 80‬من المانون العضوي المتعلك باالنتخابات المإرخ فً ‪ 12‬جانفً ‪ 2012‬على‬
‫ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" فً ؼضون األٌام الخمسة عشر الموالٌة العالن نتابج االنتخابات ‪ٌ ،‬نتخب المجلس الشعبً البلدي من‬
‫بٌن أعضابه ‪ ،‬ربٌسا له للعهدة االنتخابٌة ‪.‬‬
‫ٌمدم المترشح النتخاب ربٌس المجلس الشعبً البلدي من المابمة الحابزة األؼلبٌة المطلمة للمماعد ‪.‬‬
‫فً حالة عدم حصول أي لابمة على األؼلبٌة المطلمة للمماعد ‪ٌ ،‬مكن الموابم الحابزة ‪ ℅ 35‬على األلل‬
‫من المماعد ‪ٌ ،‬مكن جمٌع الموابم تمدٌم مرشح ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫انظر نص المادة ‪ 47‬من لانون البلدٌة ‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫ٌكون االنتخاب سرٌا ‪ .‬وٌعلن ربٌسا للمجلس الشعبً البلدي ‪ ،‬المترشح الذي تحصل على األؼلبٌة‬
‫المطلمة لألصوات ‪.‬‬
‫فً حالة عدم حصول أي مترشح على األؼلبٌة المطلمة لألصوات بٌن المترشحٌن الحابزٌن على المرتبة‬
‫األولى والثانٌة ‪.‬‬
‫ٌجرى دور ثان خالل ‪ 48‬ساعة الموالٌة ‪ ،‬وٌعلن فابزا المترشح المتحصل على أؼلبٌة األصوات ‪.‬‬
‫فً حالة تساوي األصوات المتحصل علٌها ‪ٌ ،‬علن فابزا المترشح الصؽر سنا " ‪.‬‬
‫ولهذا ٌجب تطبٌك المادة ‪ 80‬من المانون العضوي رلم ‪ ، 01 - 12‬وعدم االلتفات الى المادة ‪65‬‬
‫من المانون البلدي رلم ‪ 10 - 11‬ألن المادة ‪ 80‬واردة بمانون عضوي ( اسمى من المانون رلم ‪- 11‬‬
‫‪ ، ) 10‬الحك علٌه ‪ ،‬وبه المادة رلم ‪ 237‬التً تنص على الؽاء جمٌع األحكام المخالفة له ‪ ،‬ومنها المادة‬
‫‪1‬‬
‫‪ 65.‬من المانون البلدي ‪.‬‬
‫و ٌنصب فً جلسة علنٌة بحضور الوالً خالل مدة ‪ٌ 15‬وما من إعالن نتابج االلتراع ‪ ،‬و بعد تعٌٌنه‬
‫تدوم مدة عهدة الرباسة ‪ 05‬سنوات ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ب ‪ -‬إنهاء مهام رئٌس المجلس الشعبً البلدي‬
‫استنادًا لألحكام الواردة فً لانون البلدٌة ٌمكن حصر حاالت إنهاء المهام اضافة لحالة انتهاء العهدة ‪ ،‬و‬
‫الوفاة ‪ ،‬فً الحاالت اآلتٌة ‪ :‬االستمالة ‪ ،‬التخلً ‪ ،‬المانع المانونً ‪.‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬االستمالة‬
‫تنص المادة ‪ 73‬من المانون البلدي على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" ٌتعٌن على ربٌس المجلس الشعبً البلدي المستمٌل دعوة المجلس لالجتماع لتمدٌم استمالته ‪.‬‬
‫وتثبت هذه االستمالة عن طرٌك مداولة ترسل الى الوالً ‪.‬‬
‫تصبح استمالة ربٌس المجلس الشعبً البلدي سارٌة المفعول ابتداء من تارٌخ استالمها من الوالً ‪.‬‬
‫ٌتم الصاق المداولة المتضمنة تثبٌت استمالة ربٌس المجلس الشعبً البلدي بممر البلدٌة " ‪.‬‬
‫و من ثم ٌشترط فً االستمالة حتى تكون صحٌحة ونظامٌة ‪ ،‬ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫‪ -‬تمدٌم االستمالة كتابٌا فً اجتماع للمجلس بدعوة من الربٌس ‪،‬‬
‫‪ -‬تثبٌت االستمالة بموجب مداولة من المجلس ‪،‬‬
‫‪ -‬الصاق المداولة بمر البلدٌة ‪ ،‬العالم الجمهور ‪،‬‬
‫‪ -‬ارسال االستمالة الى الوالً ‪.‬‬
‫الحالة الثانٌة ‪ :‬التخلً‬

‫‪1‬‬
‫أ ‪ .‬د دمحم الصؽٌر بعلً ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪173‬و ‪. 174‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪ 177‬و ‪. 178‬‬
‫‪40‬‬
‫تنص المادة ‪ 74‬من المانون البلدي على ما ٌلً ‪:‬‬
‫" ٌعد متخلٌا عن المنصب ربٌس المجلس الشعبً البلدي المستمٌل الذي لم ٌجمع المجلس طبما للمادة ‪73‬‬
‫أعاله لتمدٌم استمالته امامه ‪ ،‬كما هو محدد فً هذا المانون ‪.‬‬
‫ٌتم اثبات تخلً ربٌس المجلس الشعبً البلدي عن المنصب فً أجل عشرة اٌام بعد شهرمن ؼٌابه خالل‬
‫دورة ؼٌر عادٌة للمجلس بحضور الوالً او ممثله ‪.‬‬
‫وٌستخلؾ فً مهامه طبما ألحكام المادة ‪ 65‬أعاله ‪.‬‬
‫تلصك المداولة المتضمنة اثبات تخلً ربٌس المجلس الشعبً البلدي عن المنصب بممر البلدٌة " ‪.‬‬
‫و تنص المادة ‪ 75‬على ما ٌؤتً ‪ٌ :‬عتبر فً حالة تخل عن المنصب ‪ ،‬الؽٌاب ؼٌر المبرر لربٌس المجلس‬
‫الشعبً البلدي ألكثرمن شهر ‪ ،‬و ٌعلن ذلن من طرؾ المجلس الشعبً البلدي ‪.‬‬
‫فً حالة انمضاء أربعٌن ٌوما من ؼٌاب ربٌس المجلس الشعبً البلدي دون أن ٌجتمع المجلس فً جلسة‬
‫استثنابٌة ‪ٌ ،‬موم الوالً بجمعه الثبات هذا الؽٌاب ‪.‬‬
‫ٌتم استخالؾ ربٌس المجلس الشعبً البلدي فً مهامه طبما ألحكام المادة ‪ 72‬أعاله ‪ٌ.‬تم تعوٌض ربٌس‬
‫المجلس الشعبً البلدي وفك الشروط و األشكال المنصوص علٌها فً المادة ‪ 65‬من هذا المانون " ‪.‬‬
‫خالفا للمانون السابك ‪ٌ ،‬نص لانون البلدٌة الجدٌد رلم ‪ 10 - 11‬حالة جدٌدة النتهاء مهام ربٌس المجلس‬
‫الشعبً البلدي ‪ ،‬حٌث تنتهً بالتخلً عن المنصب ‪ ،‬الذي ٌؤخذ فً الوالع صورتٌن ‪ :‬االستمالة ؼٌر‬
‫النظامٌة ‪ ،‬و الؽٌاب ؼٌر المبرر ‪.‬‬
‫الصورة األولى ‪ :‬االستمالة غٌر النظامٌة‬
‫طبما للمادة ‪ 74‬من المانون البلدي ‪ ،‬تنتهً مهام ربٌس المجلس الشعبً البلدي ‪ ،‬حٌنما ٌتخلى و ٌنمطع‬
‫عن أداء مهامه دون أن ٌمدم استمالته ‪ ،‬وفما للشروط المانونٌة ‪ ،‬الواردة بالمادة ‪ 73‬من المانون البلدي ‪.‬‬
‫و ٌشترط فً هذه الصورة من التخلً عن المنصب ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫‪ - 1‬من حٌث السبب ‪ :‬عدم اتباع و مراعاة اجراءات االستمالة ‪ ،‬و خاصة دعوة المجلس لالجتماع لتمدٌم‬
‫االستمالة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬االجراءات ‪:‬‬
‫الصورة الثانٌة ‪ :‬الغٌاب غٌر المبرر‬
‫طبما للمادة ‪ 75‬من المانون البلدي ‪ ،‬تنتهً مهام ربٌس المجلس الشعبً البلدي ‪ ،‬حٌنما ٌتخلى وٌنمطع عن‬
‫أداء مهامه لمدة تزٌد عن الشهر دون مبرر ‪.‬‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬المانع المانونً‬
‫ٌتمثل المانع المانونً فً عدة أوضاع ٌكون فٌها ربٌس المجلس الشعبً البلدي ‪:‬‬
‫‪ -‬الوجود فً حالة من حاالت عدم المابلٌة لالنتخاب ‪،‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ -‬الوجود فً حالة من حاالت التعارض ‪،‬‬
‫‪ -‬االدانة الجزابٌة ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬اختصاصات رئٌس المجلس الشعبً البلدي‬
‫ٌموم ربٌس المجلس الشعبً البلدي بعدة اختصاصات بعضها باعتباره ممثال للبلدٌة وبعضها‬
‫باعتباره ممثال للدولة ‪ ،‬و من هنا نالحظ االزدواجٌة الوظٌفٌة التً ٌباشرها‪.‬‬
‫‪ - 1‬صالحٌات رئٌس البلدٌة باعتباره ممثال للبلدٌة‬
‫ٌتولى ربٌس المجلس الشعبً البلدي تمثٌل البلدٌة فً جمٌع التظاهرات الرسمٌة ‪ ،‬كما ٌتولى رباسة‬
‫المجلس الشعبً البلدي ‪ .‬و بهذه الصفة هو من ٌعهد الٌه استدعاءه و اعداد مشروع جدول أعمال الدورة‬
‫‪ .‬و ٌتولى تنفٌذ مٌزانٌة البلدٌة و ٌتابع تطور المالٌة البلدٌة ‪ .‬وٌتخذ المبادرات لتطوٌر مداخٌل البلدٌة ‪ .‬و‬
‫ٌتمتع بصفة اآلمر بالصرؾ باسمها و لمصلحتها ‪ .‬و ٌبرم العمود المختلفة باسم البلدٌة ‪ .‬و ٌمبل الهداٌا و‬
‫الوصاٌا طبما للتشرٌع الجاري به العمل ‪ ،‬و ٌعهد الٌه المنالصات و المزاٌدات طبما للتشرٌع و التنظٌم‬
‫الجاري به العمل و ٌتولى مرالبة حسن تنفٌذها ‪ .‬و ٌمارس حك التماضً باسم البلدٌة و لحسابها ‪ ،‬و ٌتخذ‬
‫كل المرارات المناسبة بهدؾ اٌماؾ التمادم أو اسماطه ‪.‬كما ٌتولى ربٌس المجلس الشعبً البلدي المحافظة‬
‫على أرشٌؾ البلدٌة و حمولها العمارٌة و المنمولة و توظٌؾ عمالها و السهر على صٌانة محفوظاتها ‪ .‬و‬
‫ٌسهر ربٌس المجلس الشعبً البلدي على حسن سٌر المإسسات البلدٌة ‪.‬‬
‫و نظرا لهذه االختصاصات المتنوعة فرض المانون البلدي على ربٌس المجلس التفرغ التام للرباسة‬
‫‪ ،‬و هو ما أشارت الٌه صراحة المادة ‪ 72‬من المانون ‪ . 10 - 11‬و اعترفت له المادة ‪ 76‬بؤن ٌتماضى‬
‫منحة مرتبطة بهذه الصفة ‪ ،‬و فرض علٌه المانون أن ٌمٌم فً ممر البلدٌة و هذا طبما للمادة ‪ 63‬حتى‬
‫ٌرعى مصالحها و ٌتابع شإونها المختلفة ‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ - 2‬صالحٌات رئٌس البلدٌة باعتباره ممثال للدولة‬
‫باعتباره ممثال للدولة فً اللٌم البلدٌة ‪ٌ ،‬تمتع ربٌس المجلس الشعبً البلدي بصالحٌات واسعة ‪،‬‬
‫واردة بالمانون البلدي و العدٌد من النصوص المانونٌة األخرى ‪ ،‬و تتعلك بمجاالت شتى منها خاصة ‪:‬‬
‫أ ‪ /‬الحالة المدنٌة ‪:‬‬
‫بناء على المادة ‪ 86‬من المانون البلدي ‪ ،‬للربٌس صفة ضابط الحالة المدنٌة التً تخوله المٌام بنفسه ‪ ،‬أو‬
‫بالتفوٌض ألحد نوابه أو لموظؾ بالبلدٌة ‪:‬‬
‫‪ -‬استالم الوالدات والزواج والوفٌات ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫أ ‪ .‬د عمار بوضٌاؾ ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 395‬‬
‫‪2‬‬
‫أ ‪ .‬د دمحم الصؽٌر بعلً ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪ 181‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫‪ -‬وكذا تسجٌل جمٌع الوثابك و األحكام المضابٌة فً سجالت الحالة المدنٌة ‪ ،‬و هو ما أكده من لبل األمر‬
‫رلم ‪ 20 - 70‬المتضمن لانون الحالة المدنٌة ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬الشرطة المضائٌة ( الضبط المضائً ) ‪:‬‬
‫بناء على المادة ‪ 92‬من المانون البلدي ‪ٌ ،‬تمتع الربٌس بصفة ضابط الشرطة المضابٌة ‪ ،‬طبما للمادة‬
‫‪ 15‬من لانون االجراءات الجزابٌة ‪ ،‬وذلن تحت سلطة النٌابة العامة ‪.‬‬
‫ج ‪ /‬الشرطة االدارٌة ( الضبط االداري ) ‪:‬‬
‫فً اطار تمثٌله للدولة ‪ ،‬و باعتباره سلطة من سلطات الشرطة أو الضبط االداري ‪ٌ ،‬تولى ربٌس‬
‫المجلس الشعبً البلدي المحافظة على النظام العام ‪.‬‬
‫و ٌمصد بالضبط االداري المحافظة على النظام العام و المتمثل أساسا فٌما ٌلً ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الحفاظ على األمن العام ‪ :‬و الذي ٌعنً اتخاذ االجراءات و المرارات االدارٌة الكفٌلة بحماٌة أرواح‬
‫الناس و ممتلكاتهم ‪ ،‬مثل ‪ :‬تنظٌم عملٌات المرور‪.‬‬
‫‪ - 2‬الحفاظ على الصحة العامة ‪ :‬ومإداه اتخاذ التدابٌر الولابٌة التً من شؤنها منع انتشار األوببة و‬
‫األمراض المعدٌة ‪ ،‬مثل ‪ :‬السهر على نظافة المواد االستهالكٌة المعروضة للبٌع ‪ ،‬و تطهٌر مٌاه الشرب‬
‫‪ ،‬و حماٌة البٌبة من التلوث ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الحفاظ على السكٌنة العامة ‪ :‬و ٌمصد بذلن اتخاذ االجراءات و المرارات التً توفر للسكان و‬
‫الجمهور الطمؤنٌنة و الراحة و الهدوء ‪ ،‬مثل ‪ :‬تنظٌم استعمال مكبرات الصوت ‪ ،‬خاصة باللٌل ‪ ،‬و تنظٌم‬
‫المظاهرات العمومٌة ‪.‬‬
‫‪ -‬و فً ممارسته لصالحٌاته فً مجال الضبط االداري ‪ٌ ،‬كون الربٌس تحت السلطة الرباسٌة للوالً ‪.‬‬
‫كما خوله المانون البلدي أن ٌستعٌن فً ذلن بهٌبة الشرطة البلدٌة الموضوعة تحت سلطته ‪ ،‬أو ٌطلب‬
‫تدخل كل من لوات الشرطة أو الدرن المختصة اللٌمٌا ‪.‬‬
‫د ‪ /‬تنفٌذ الموانٌن و التنظٌمات ‪ :‬باعباره ممثال للدولة ‪ٌ ،‬كلؾ الربٌس بمتابعة تنفٌذ الموانٌن و التنظٌمات‬
‫‪ :‬المراسٌم الرباسٌة والتنفٌذٌة و المرارات التنظٌمٌة الوزارٌة عبر تراب البلدٌة ‪.‬‬
‫و للتمٌٌز بٌن صالحٌات الربٌس التً ٌموم بها تمثٌال للبلدٌة و تلن التً ٌموم بها تمثٌال للدولة فوابد ‪،‬‬
‫نذكر منها ‪:‬‬
‫أ ‪ /‬من حٌث المسإولٌة ‪:‬‬
‫تتحمل البلدٌة ما لد ٌترتب عن تصرفات الربٌس التً ٌموم بها تمثٌال لها ‪ ،‬بٌنما تتحمل الدولة المسإولٌة‬
‫عما لد ٌنجم من أضرار عن تصرفات الربٌس التً ٌموم بها تمثٌال للدولة و لحسابها ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬من حٌث الرلابة ‪:‬‬
‫حٌنما ٌمثل البلدٌة ‪ٌ ،‬خضع الربٌس الى رلابة أو وصاٌة ادارٌة من طرؾ الوالً ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫أما حٌنما ٌمارس الربٌس الصالحٌات المنوطة به كممثل للدولة ‪ ،‬فانه ٌخضع للسلطة الرباسٌة للوالً ‪،‬‬
‫بكل ما ٌترتب من نتابج عن التمٌٌز بٌن السلطة الرباسٌة و الوصاٌة االدارٌة ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ / 3‬صالحٌات رئٌس البلدٌة باعتباره هٌئة تنفٌذٌة للمجلس‬
‫ٌتولى ربٌس المجلس الشعبً البلدي تحت هذا العنوان التحضٌر لجلسات المجلس الشعبً البلدي ‪،‬‬
‫فهو من ٌستدعً األعضاء و ٌبلؽهم بجدول األعمال‪ .‬وٌتخذ كل االجراءات التً من شؤنها تسهٌل عملٌة‬
‫تنفٌذ مداوالت المجلس الشعبً البلدي ‪ ،‬وٌمدم بٌن كل دورة و أخرى تمرٌرا ٌضمنه تنفٌذ مداوالت‬
‫المجلس ‪ .‬وحتى ٌتمكن الربٌس من المٌام بمهمة التنفٌذ و فً آجال معمولة خول له المشرع بموجب المادة‬
‫‪ 69‬من المانون ‪ 10 - 11‬االستعانة بهٌبة تنفٌذٌة تتولى االشراؾ و المتابعة بخصوص مداوالت‬
‫المجلس ‪ .‬و تضم الهٌبة الى جانب الربٌس نوابه و ٌتراوح عددهم من ‪ 02‬الى ‪ 06‬حسب تعداد أعضاء‬
‫المجلس ‪:‬‬
‫‪ 02 -‬ناببان فً البلدٌات التً تتكون من ‪ 7‬الى ‪ 9‬مماعد ‪.‬‬
‫‪ 03 -‬نواب فً البلدٌات التً تتكون من ‪ 11‬ممعدا ‪.‬‬
‫‪ 04 -‬نواب فً البلدٌات التً تتكون من ‪ 15‬ممعدا ‪.‬‬
‫‪ 05 -‬نواب فً البلدٌات التً تتكون من ‪ 23‬ممعدا ‪.‬‬
‫‪ 06 -‬نواب فً البلدٌات التً تتكون من ‪ 33‬ممعدا ‪.‬‬
‫ؼٌر أنه بالرجوع للمانون ‪ 01 - 12‬المإرخ فً ‪ 12‬جانفً ‪ٌ 2012‬تعلك بنظام االنتخابات و‬
‫تحدٌدا المادة ‪ 79‬نجدها لد تضمنت أرلاما مختلفة جزبٌا عن تلن الممررة فً لانون البلدٌة ‪.‬‬
‫فالمادة المذكورة حددت مماعد المجلس البلدي كما ٌلً ‪:‬‬
‫‪ 13 -‬عضوا فً البلدٌات التً ٌمل عدد سكانها عن ‪ 10.000‬نسمة ‪.‬‬
‫‪ 15 -‬عضوا فً البلدٌات التً ٌتراوح عدد سكانها بٌن ‪ 10.000‬و ‪ 20.000‬نسمة ‪.‬‬
‫‪ 19 -‬عضوا فً البلدٌات التً ٌتراوح عدد سكانها بٌن ‪ 20.001‬و ‪ 50.000‬نسمة ‪.‬‬
‫‪ 23 -‬عضوا فً البلدٌات التً ٌتراوح عدد سكانها بٌن ‪ 50.001‬و ‪ 100.000‬نسمة ‪.‬‬
‫‪ 33 -‬عضوا فً البلدٌات التً ٌتراوح عدد سكانها بٌن ‪ 100.001‬و ‪ 200.000‬نسمة ‪.‬‬
‫‪ 43 -‬عضوا فً البلدٌات التً ٌساوي عدد سكانها أو ٌفوق ‪ 200.000‬نسمة ‪.‬‬
‫و بالربط بٌن الحدود و األرلام المذكورة فً كل من المانون العضوي لالنتخابات و لانون البلدٌة نستنتج‬
‫ما ٌلً ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ا ‪ .‬د عمار بوضٌاؾ ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪ 392‬الى ‪.394‬‬
‫‪44‬‬
‫‪ - 1‬أن المجالس البلدٌة ذات سبعة مماعد لم ٌعد لها وجود فً ظل المانون العضوي لالنتخابات و الذي‬
‫رفع الحد األدنى للمماعد من ‪ 7‬الى ‪ . 13‬و بالتالً ال وجود لفرضٌة ناببٌن لربٌس المجلس الشعبً‬
‫البلدي ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن المجالس البلدٌة ذات تسعة مماعد لم ٌعد لها وجودا فً ظل لانون االنتخابات و الذي رفع الحد‬
‫االدنى لمماعد المجلس البلدي من ‪ 7‬الى ‪ . 13‬و بالتالً ال وجود لفرضٌة ناببٌن لربٌس المجلس الشعبً‬
‫البلدي ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ان المجالس البلدٌة ذات احدى عشرة ممعدا لم ٌعد لها وجودا فً ظل المانون العضوي لالنتخابات و‬
‫الذي رفع الحد االدنى لمماعد المجلس البلدي من ‪ 7‬الى ‪ . 13‬و بالتالً ال وجود لفرضٌة ‪ 3‬نواب لربٌس‬
‫المجلس الشعبً البلدي ‪.‬‬
‫‪ - 4‬ان الحد األدنى لمماعد المجلس البلدي هو ‪ 13‬ممعدا و هو ما ٌستوجب تنصٌب أربعة نواب للربٌس‬
‫كحد أدنى ٌنبؽً توافره فً كل بلدٌة طالما بدأ المانون العضوي لالنتخابات بهذا الحد أال و هو ‪. 13‬‬
‫‪ - 5‬لم ٌشر المانون العضوي لالنتخابات لنواب المجلس البلدي فً البلدٌات ذات ‪ 43‬ممعدا مكتفٌا بحد ‪6‬‬
‫نواب بالنسبة للبلدٌات ذات ‪ 33‬ممعدا ‪.‬‬
‫و ٌعرض ربٌس المجلس الشعبً البلدي لابمة المنتخبٌن الذٌن اختارهم لشؽل وظابؾ نواب الربٌس‬
‫للمصادلة علٌها من لبل المجلس الشعبً البلدي باألؼلبٌة المطلمة و هذا فٌما ال ٌتعدى ‪ٌ 15‬وما من‬
‫تنصٌب ربٌس المجلس الشعبً البلدي ‪.‬‬
‫و لعله من المآخذ التً ٌمكن تسجٌلها على المادة ‪ 70‬من لانون البلدٌة الجدٌد أنها لم تلزم ربٌس‬
‫المجلس الشعبً البلدي حٌن اختٌار النواب بمراعاة التركٌبة السٌاسٌة للمجلس كما الحال بالنسبة لتشكٌل‬
‫اللجان الدابمة ‪ .‬و كان أفضل حفاظا على استمرار المجلس البلدي و توسٌعا و تكرٌسا لمبدأ المشاركة و‬
‫هو من مإشرات الحكم الراشد أن ٌنص المشرع على مراعاة تركٌبة المجلس سٌاسٌا عند اختٌار أو‬
‫التراح نواب الربٌس ‪.‬‬
‫و ٌمكن لربٌس المجلس الشعبً البلدي تفوٌض امضابه لنواب الربٌس ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الرلابة ( الوصاٌة ) على البلدٌة‬
‫تلعب الرلابة المبسوطة على االدارة العامة دورا مهما فً احترام مبدأ المشروعٌة و سٌادة المانون ‪،‬‬
‫ذلن أن النظام الرلابً ٌشبه الجهاز العصبً الذي ٌعمل على تحسس مواطن الخطؤ و من ثم تجنبها و‬
‫تفادٌها فً الولت المناسب ‪.‬‬
‫تتمثل أهم صور الرلابة على االدارة العامة فً ما ٌلً ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أ‪ .‬د دمحم الصؽٌر بعلً ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 198 - 183‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ - 1‬الرلابة السٌاسٌة ‪:‬‬
‫فً ظل التعددٌة السٌاسٌة تملصت أبعادها و أصبحت ؼٌر مباشرة ‪ :‬توجٌه الحزب العضابه بالمجلس‬
‫الشعبً البلدي ‪ ،‬و تكٌٌؾ األنشطة العامة مع برنامج و مشروع المجتمع للحزب الفابز ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الرلابة التشرٌعٌة البرلمانٌة ) ‪:‬‬
‫فطبما للدستور ٌمكن للمجلس الشعبً الوطنً و مجلس األمة ‪ ،‬كل فً اطار اختصاصاته ‪ ،‬أن ٌنشا فً‬
‫أي ولت لجنة تحمٌك فً أٌة لضٌة ذات مصلحة عامة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الرلابة المضابٌة ‪:‬‬
‫تتحرن رلابة المضاء على أعمال االدارة العامة ‪ ،‬و منها البلدٌة ‪ ،‬بواسطة رفع دعاوى ادارٌة تتمثل‬
‫خاصة فً دعوى االلؽاء و دعوى التعوٌض ‪ ،‬و ذلن أمام الجهات المضابٌة االدارٌة المختصة و المتمثلة‬
‫أساسا فً ‪:‬‬
‫‪ -‬المحاكم االدارٌة ‪ ( :‬طبما للمانون ‪،) 02 - 98‬‬
‫‪ -‬مجلس الدولة ‪ ( :‬طبما للمانون ‪، ) 01 - 98‬‬
‫وذلن بناءا على معاٌٌر محددة و اجراءات و شروط خاصة واردة بمانون االجراءات المدنٌة و االدارٌة‬
‫رلم ‪ 09 - 08‬المإرخ فً ‪ 25‬فٌفري ‪. 2008‬‬
‫‪ - 4‬الرلابة االدارٌة ( الوصاٌة ) ‪:‬‬
‫‪ : La Tutelle‬هً رلابة داخلٌة ‪ ،‬ممارنة مع أنواع الرلابات السابمة التً تعتبر خارجٌة بالنسبة لالدارة‬
‫‪ ،‬كما أنها ذاتٌة ألنها تمارس من طرؾ أجهزة ادارٌة على أجهزة ادارٌة ‪.‬‬
‫و خالفا للرلابة المضابٌة التً تمارس بموجب أحكام أو لرارات لضابٌة ‪ ،‬فان الرلابة االدارٌة‬
‫تمارس بواسطة لرارات ادارٌة تستلزم توافر األركان و الممومات المانونٌة الالزمة أي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬ركن السبب ‪ :‬وجود حالة لانونٌة أو مادٌة تدفع رجل االدارة اتخاذ المرار ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ركن االختصاص ‪ :‬صدور المرارات و االجراءات الرلابٌة من الشخص أو السلطة المخولة لانونا ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ركن المحل ‪ :‬حٌث ٌجب أن ٌكون الثر المترتب على العملٌة الرلابٌة مشروعا ‪.‬‬
‫‪ - 4‬ركن الشكل و االجراءات ‪ :‬تشترط النصوص أحٌانا اتباع اجراءات معٌنة لبل اصدار المرار ‪ ،‬و‬
‫كذا افراؼه فً شكل معٌن ‪ ،‬و اال كان التصرؾ باطال ‪.‬‬
‫‪ - 5‬ركن الهدؾ أو الؽاٌة ‪ :‬الماعدة العامة أن المرارات االدارٌة عامة و المرارات المتعلمة بمجال‬
‫الرلابة االدارٌة خاصة ‪ ،‬تسعى الى تحمٌك المصلحة العامة ‪ ،‬واال كانت مشوبة بعٌب اساءة استعمال‬
‫السلطة ‪.‬‬
‫و طبما الحكام المانون البلدي ‪ ،‬فان الرلابة االدارٌة ( الوصاٌة ) تنصب على ‪:‬‬
‫‪ -‬أعضاء المجلس الشعبً البلدي‬
‫‪46‬‬
‫‪ -‬و على أعمال البلدٌة وتصرفاتها ‪.‬‬
‫‪ -‬و على المجلس الشعبً البلدي كهٌبة ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الرلابة على أعضاء المجلس الشعبً البلدي ‪:‬‬
‫ٌجب التذكٌر هنا ان موظفً البلدٌة ٌخضعون للسلطة الرباسٌة ( السلمٌة ) لربٌس المجلس الشعبً‬
‫البلدي ‪ ،‬كما تنص المادة ‪ 65‬من المانون البلدي ‪ ،‬بكل ما ٌترتب على ذلن من نتابج ‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 40‬من المانون البلدي على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" تزول صفة المنتخب بالوفاة أو االستمالة أو االلصاء أو حصول مانع لانونً ‪.‬‬
‫و ٌمر المجلس الشعبً البلدي ذلن بموجب مداولة ‪ ،‬و ٌخطر الوالً بذلن وجوبا" ‪.‬‬
‫و لهذا فؤعضاء المجلس ( المنتخبٌن البلدٌٌن ) ٌخضعون الى رلابة ادارٌة ( وصاٌة ) تمارس علٌهم من‬
‫طرؾ الجهة الوصٌة ( الوالٌة ) ‪ ،‬وتؤخذ فً الوالع الصور التالٌة ‪:‬‬
‫التولٌؾ ‪ ،‬االلصاء ‪ ،‬المانع المانونً ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬التولٌف‬
‫تنص المادة ‪ 43‬من المانون البلدي ‪:‬‬
‫" ٌولؾ بمرار من الوالً كل منتخب تعرض لمتابعة لضابٌة بسبب جناٌة أو جنحة لها صلة بالمال العام‬
‫أو ألسباب مخلة بالشرؾ أو كان محل تدابٌر لضابٌة ال تمكنه من االستمرار فً ممارسة عهدته‬
‫االنتخابٌة بصفة صحٌحة ‪ ،‬الى ؼاٌة صدور حكم نهابً من الجهة المضابٌة المختصة ‪.‬‬
‫فً حالة صدور حكم نهابً بالبراءة ‪ٌ ،‬ستانؾ المنتخب تلمابٌا و فورٌا ممارسة مهامه االنتخابٌة ‪.‬‬
‫و بناءا علٌه فانه ٌشترط لصحة لرار التولٌؾ أن ٌموم على األركان التالٌة ‪:‬‬
‫أ ‪ /‬من حٌث السبب ‪:‬‬
‫السبب المانونً لتولٌؾ المنتخب البلدي ٌعود الى احدى الحالتٌن اآلتٌتٌن ‪:‬‬
‫‪ - 1‬المتابعة الجزابٌة بسبب جناٌة أو جنحة ‪ ،‬على أن تنصب الجرٌمة على المال العام أو الشرؾ ‪.‬‬
‫‪ - 2‬التدبٌر المضابً الذي ٌحول دون مواصلة العضو لمهامه االنتخابٌة بصورة صحٌحة ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬من حٌث االختصاص ‪:‬‬
‫لمد عمدت المادة السابمة االختصاص بالتولٌؾ الى الوالً كجهة وصٌة ‪.‬‬
‫ج ‪ /‬من حٌث المحل ‪:‬‬
‫ٌتمثل موضوع و محل لرار التولٌؾ فً عدم تمكن العضو من ممارسة مهامه االنتخابٌة مإلتا و لفترة‬
‫محددة ‪:‬‬
‫‪ -‬تبدأ من تارٌخ صدور لرار الوالً ‪،‬‬
‫‪ -‬وتنتهً بصدور لرار نهابً من الجهة المضابٌة المختصة ‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫د ‪ /‬من حٌث الشكل و االجراءات ‪:‬‬
‫ٌجب فً لرار التولٌؾ أن ٌكون من حٌث الشكل ‪ ،‬معلال أي مسببا بؤن ٌتضمن ذكر سبب التولٌؾ‬
‫( المتابعة المضابٌة ) حفاظا على حموق العضو ‪.‬‬
‫كما ٌجب ان ٌتخذ لرار التولٌؾ ‪ ،‬من حٌث االجراءات بعد استطالع رأي المجلس الشعبً البلدي فً‬
‫جلسة مؽلمة وفما للمادة ‪ 19‬من المانون البلدي ‪.‬‬
‫و اذا كان ذلن الرأي ؼٌر ملزم للوالً ‪ ،‬ألنه رأي استشاري اال أنه ٌعتبر اجراءا جوهرٌا ٌترتب‬
‫البطالن على عدم احترامه ‪.‬‬
‫ه ‪ /‬من حٌث الهدؾ ( الؽاٌة ) ‪:‬‬
‫ٌسعى لرار التولٌؾ الى الحفاظ على نزاهة و مصدالٌة التمثٌل الشعبً ‪ ،‬أما اذا كان ٌهدؾ الى انتمام‬
‫‪ ،‬أو تحمٌك أؼراض سٌاسٌة و حزبٌة ‪ ،‬فانه ٌكون معٌبا بعٌب االنحراؾ بالسلطة مما ٌجعله باطال ‪.‬‬
‫‪ -‬االلصاء ‪:‬‬
‫ٌختلؾ االلصاء عن االلالة من حٌث أنه اجراء تؤدٌبً و عمابً ممرون بعموبة جزابٌة ‪ ،‬األمر الذي‬
‫ٌتعارض مع بماء العضو بالمجلس الشعبً البلدي ‪ ،‬ذلن أن المادة ‪ 44‬من المانون البلدي ‪:‬‬
‫" ٌمصى بموة المانون من المجلس كل عضو مجلس شعبً بلدي كان محل ادانة جزابٌة نهابٌة ألسباب‬
‫المذكورة فً المادة ‪ 43‬أعاله ‪.‬‬
‫ٌثبت الوالً هذا االلصاء بموجب لرار " ‪.‬‬
‫و لصحة لرار اثبات االلصاء ٌجب توافر األركان التالٌة ‪:‬‬
‫أ ‪ /‬من حٌث السبب ‪:‬‬
‫ٌعود السبب الوحٌد لاللصاء الى ادانة جزابٌة ٌتعرض لها المنتخب البلدي ‪ ،‬طبما لمانون االجراءات‬
‫الجزابٌة لألسباب المذكورة فً المادة ‪ 43‬السالفة الذكر ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬من حٌث االختصاص ‪:‬‬
‫ٌعود االختصاص الى الوالً كجهة وصاٌة ‪.‬‬
‫ج ‪ /‬من حٌث المحل ‪:‬‬
‫ٌترتب على االلصاء فمدان وزوال صفة العضوٌة بصورة دابمة و نهابٌة ( كما هو الوضع فً حاالت ‪:‬‬
‫وفاة المنتخب ‪ -‬المادة ‪ - 29‬أو استمالته أو انتهاء المدة االنتخابٌة ‪ -‬المادة ‪. - 30‬‬
‫كما ٌترتب عن االلصاء استخالؾ العضو الممصى بالمترشح الوارد فً نفس المابمة مباشرة بعد‬
‫المنتخب األخٌر منها ‪ ،‬كما هو واضح فً المادة ‪ : 41‬فً حالة الوفاة أو االستمالة أو االلصاء أو حصول‬
‫مانع لانونً لمنتخب بالمجلس الشعبً البلدي ‪ٌ ،‬تم استخالفه فً أجل ال ٌتجاوز شهرا واحدا ‪ ،‬بالمرشح‬
‫الذي ٌلً مباشرة آخر منتخب من نفس المابمة بمرار من الوالً ‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫د ‪ /‬من حٌث الشكل و االجراءات ‪:‬‬
‫لمد نص المانون البلدي حماٌة للمنتخب البلدي ‪ ،‬على مجموعة من االجراءات و األشكال ‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ ( 40‬ؾ ‪ ) 2‬من المانون البلدي التً تنص على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" و ٌمر المجلس الشعبً البلدي ذلن بموجب مداولة ‪ ،‬و ٌخطر الوالً بذلن وجوبا "‬
‫و علٌه فاالجراءات هً ‪:‬‬
‫‪ -‬المداولة‬
‫‪ -‬اخطار الوالً‬
‫و تنص المادة ‪ 26‬منه على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" جلسات المجلس الشعبً البلدي علنٌة ‪ .‬و تكون مفتوحة لمواطنً البلدٌة و لكل مواطن معنً بموضوع‬
‫المداولة ‪.‬‬
‫ؼٌر ان المجلس الشعبً البلدي ٌداول فً جلسة مؽلمة من أجل ‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة الحاالت التؤدٌبٌة للمنتخبٌن ‪،‬‬
‫‪ -‬دراسة المسابل المرتبطة بالحفاظ على النظام العام " ‪.‬‬
‫و من ثم ‪ ،‬فان االجراءات و االشكال األساسٌة ‪ ،‬انما تتمثل فً ما ٌلً ‪:‬‬
‫‪ - 1‬عمد جلسة مؽلمة للمجلس الشعبً البلدي لمنالشة الصاء المنتخب البلدي ‪ ،‬كاجراء تؤدٌبً ‪،‬‬
‫‪ - 2‬مداولة ( شكل )‬
‫‪ - 3‬اخطار الوالً ‪.‬‬
‫ه ‪ /‬من حٌث الهدؾ ‪:‬‬
‫ٌسعى لرار االلصاء للحفاظ على سمعة ونزاهة ومصدالٌة التمثٌل الشعبً ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬انتهاء العضوٌة للمانع المانونً‬
‫ٌتمثل المانع المانونً فً عدة أوضاع ٌكون فٌها عضو المجلس الشعبً البلدي ‪:‬‬
‫‪ -‬الوجود فً حالة من حاالت عدم المابلٌة لالنتخاب ‪،‬‬
‫‪ -‬الوجود فً حالة من حاالت التعارض ‪،‬‬
‫‪ -‬االدانة الجزابٌة ‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬الرلابة على األعمال‬
‫تمارس جهة الرلابة ( الوصاٌة ) المتمثلة أساسا فً الوالً ‪ ،‬العدٌدمن صور الرلابة على أعمال‬
‫البلدٌة فً شكل تصدٌك و الؽاء ‪ ،‬و حلول ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬التصدٌك‬
‫ٌؤخذ التصدٌك على أعمال البلدٌة شكلٌن ‪:‬‬
‫‪49‬‬
‫أ ‪ /‬التصدٌك الضمنً ‪:‬‬
‫لمد أورد المانون البلدي ‪ 10 - 11‬فً المادة ‪ 56‬منه مبدأ عاما تعتبر بممتضاه مداوالت المجلس‬
‫الشعبً البلدي نافذة بعد فوات ‪ٌ 21‬وما من تارٌخ اٌداعها لدى الوالٌة ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬التصدٌك الصرٌح ‪:‬‬
‫نظرا ألهمٌة بعض المداوالت ـ تشترط المادة ‪ 57‬من المانون البلدي ضرورة المصادلة صراحة (‬
‫كتابٌا ) علٌها لتنفٌذها ‪ ،‬و تتعلك هذه المداوالت بالمواضٌع اآلتٌة ‪:‬‬
‫‪ - 1‬المٌزانٌات و الحسابات ‪.‬‬
‫‪ - 2‬لبول الهبات و الوصاٌا الجنبٌة ‪،‬‬
‫‪ - 3‬اتفالٌات التوامة ‪،‬‬
‫‪ - 4‬التنازل عن المالن العمارٌة البلدٌة ‪.‬‬
‫و مع ذلن فمد عمد المشرع ‪ ،‬من خالل المادة ‪ 58‬من المانون البلدي الى التخفٌؾ من شدة هذا التصدٌك‬
‫الصرٌح و ما لد ٌترتب عنه من تباطإ و تعطٌل للنشاط االداري ‪ ،‬و ذلن حٌنما عاد مرة أخرى للتصدٌك‬
‫الضمنً مع تمدٌد الفترة الى ‪ٌ 30‬وما ‪.‬‬
‫كما وضع المانون لاعدة عامة بالنسبة للمرارات البلدٌة المتعلمة بالتنظٌمات العامة ( المرارات التنظٌمٌة )‬
‫‪ ،‬حٌث نص من خالل الفمرة الولى من المادة ‪ 99‬على التصدٌك الضمنً علٌها بفوات شهر على تارٌخ‬
‫ارسالها الى الوالً ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬االلغاء (البطالن)‬
‫ٌتم الؽاء مداوالت و لرارات البلدٌة لبطالنها المطلك أو النسبً ‪.‬‬
‫أ ‪ /‬البطالن المطلك ‪:‬‬
‫حٌث تعتبر باطلة بحكم و بموة المانون المداوالت التً أوردتها المادة ‪ 59‬منه ‪ ،‬و ذلن ألحد األسباب‬
‫األتٌة ‪:‬‬
‫‪ - 1‬مخالفة المانون ‪:‬‬
‫و ٌمصد بالمانون هنا معنى واسعا ‪ٌ ،‬شمل كال من ‪ :‬الدستور ‪ ،‬المانون ( الصادر عن البرلمان ) ‪ ،‬التنظٌم‬
‫( الصادر عن االدارة العامة ) ‪ :‬المراسٌم الرباسٌة و المراسٌم التنفٌذٌة ‪ ،‬المرارات الوزارٌة التنظٌمٌة ‪..‬‬
‫و الرار هذا السبب لبطالن مداوالت المجلس الشعبً البلدي انما ٌهدؾ الى احترام مبدأ المشروعٌة و‬
‫ضمان تدرج المواعد المانونٌة فً الدولة ‪.‬‬
‫‪ / 2‬المداوالت التً تمس رموز الدولة وشعاراتها ‪.‬‬
‫‪ / 3‬المداوالت المحررة بؽٌر اللؽة العربٌة باعتبارها اللؽة الرسمٌة للدولة ‪ ،‬طبما للمادة ‪ 03‬من الدستور‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫و لد خول المانون البلدي للوالً ‪ ،‬التصرٌح ببطالن المداولة بموجب لرار دون دون التمٌد بمواعٌد و‬
‫آجال معٌنة ‪ ،‬كماعدة عامة ‪ ،‬ألن ما بنً على الباطل ٌبمى باطال ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬البطالن النسبً ‪:‬‬
‫دعما لنزاهة التمثٌل الشعبً ‪ ،‬و ترسٌخا لشفافٌة العمل االداري ‪ ،‬نصت المادة ‪ 60‬من المانون البلدي‬
‫على المابلٌة لالبطال بالنسبة للمداوالت التً ٌشارن فً اتخاذها أعضاء من المجلس ‪ ،‬بما فٌهم الربٌس ‪،‬‬
‫لهم مصلحة فٌها بصفة ‪ :‬شخصٌة ‪ ،‬أو ابلنسبة ألزواجهم أو أصولهم أو فروعهم الى الدرجة الرابعة ‪ ،‬أو‬
‫كوكالء ‪.‬‬
‫ٌعود للوالً االختصاص بالؽاء هذا النوع من المداوالت بموجب لرار معلل دون التمٌد بمدة معٌنة ‪.‬‬
‫و نظرا لالستمالل المانونً الذي تتمتع به البلدٌة و تاكٌدا لطابعها الالمركزي ‪ ،‬سمحت المادة ‪ 61‬منه‬
‫لربٌس المجلس أن ٌطعن ادارٌا ( تظلم اداري ) ‪ ،‬أو لضابٌا لرارات الوالً المتعلمة بالؽاء مداوالته ‪ ،‬و‬
‫ذلن برفع دعوى الؽاء أمام المحكمة االدارٌة المختصة اللٌمٌا ‪ ،‬طبما لمانون االجراءات المدنٌة و‬
‫االدارٌة رلم ‪ ( 09 - 08‬المادة ‪ ) 801‬منه ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الحلول‬
‫و اذا كانت سلطة الحلول من الخصابص الساسٌة التً تمٌز السلطة الرباسٌة ‪ ،‬فمد ٌسمح بها ‪-‬‬
‫استثنابٌا ‪ -‬فً نظام الوصاٌة االدارٌة كما ورد ذلن فً المادة ‪ 101‬من المانون البلدي التً تنص على ‪:‬‬
‫" عندما ٌمتنع ربٌس المجلس الشعبً البلدي عن اتخاذ المرارات الموكلة له بممتضى الموانٌن و‬
‫التنظٌمات ‪ٌ ،‬مكن الوالً بعد اعذاره ‪ ،‬أن ٌموم تلمابٌا بهذا العمل مباشرة بعد انمضاء اآلجال المحددة‬
‫بموجب االعذار " ‪.‬‬
‫وسلطة حلول الوالً تنصب ‪ -‬أساسا ‪ -‬على المواضٌع التالٌة ‪:‬‬
‫‪ -‬تسجٌل النفمات االجبارٌة فً المٌزانٌة البلدٌة اذ لم ٌسجلها المجلس ‪،‬‬
‫‪ -‬ضبط توازن المٌزانٌة لدى اعدادها ‪ ،‬و امتصاص عجزها لدى التنفٌذ ‪ ،‬فً حالة عدم لٌام المجلس‬
‫بذلن ‪ ،‬طبما للمواد ‪ ، 102 :‬ومن المادة ‪ 183‬الى المادة من المانون البلدي ‪ ،‬و االذن بالنفمات الالزمة ‪،‬‬
‫حسب المادة ‪ 183‬منه ‪.‬‬
‫‪ -‬الضبط االداري للحفاظ على النظام العام ‪ ،‬طبما للمادتٌن ‪ 94‬و ‪ 100‬من المانون البلدي ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الرلابة على المجلس الشعبً البلدي ( كهٌئة )‬
‫لم ٌعد المانون البلدي ٌسمح بامكانٌة اٌماؾ المجلس لمدة شهر كما كان فً المانون البلدي األول (‬
‫المادة ‪ 112‬من المر رلم ‪ ، ) 24 - 67‬حٌث ٌمتصر الوضع اآلن على حله أي المضاء على المجلس‬
‫الشعبً البلدي و انهاء مهامه بازالته لانونٌا ‪ ،‬مع بماء الشخصٌة المعنوٌة للبلدٌة لابمة بطبٌعة الحال ‪.‬‬
‫اوال ‪ :‬األسباب ( الحاالت )‬
‫‪51‬‬
‫أشار لانون البلدٌة الجدٌد الى مجموعة من حاالت تشكل أسبابا لحل المجلس الشعبً البلدي ‪ ،‬و ذلن‬
‫بموجب المادة ‪ 46‬منه ‪ ،‬حٌنما نصت على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" ٌتم الحل و التجدٌد الكلً للمجلس الشعبً البلدي ‪:‬‬
‫‪ -‬فً حالة خرق أحكام دستورٌة ‪،‬‬
‫‪ -‬فً حالة الؽاء انتخاب جمٌع أعضاء المجلس ‪،‬‬
‫‪ -‬فً حالة استمالة جماعٌة ألعضاء المجلس ‪،‬‬
‫‪ -‬عندما ٌكون االبماء على المجلس مصدر اختالالت خطٌرة تم اثباتها فً التسٌٌر البلدي أو من طبٌعته‬
‫المساس بمصالح المواطنٌن و طمؤنتهم ‪،‬‬
‫‪ -‬عندما ٌصبح عدد المنتخبٌن ألل من األؼلبٌة المطلمة ‪ ،‬بالرؼم من تطبٌك احكام المادة ‪ 41‬أعاله ‪،‬‬
‫‪ -‬فً حالة خالفات خطٌرة بٌن أعضاء المجلس الشعبً البلدي تعٌك السٌر العادي لهٌبات البلدٌة ‪ ،‬و بعد‬
‫اعذار ٌوجهه الوالً للمجلس دون االستجابة له ‪،‬‬
‫‪ -‬فً حالة اندماج بلدٌات أو ضمها أو تجزبتها ‪،‬‬
‫‪ -‬فً حالة حدوث ظروؾ استثنابٌة تحول دون تنصٌب المجلس المنتخب " ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬االختصاص‬
‫تنص المادة ‪ 47‬من لانون البلدٌة على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" ٌتم حل المجلس الشعبً البلدي و تجدٌده بموجب مرسوم رباسً بناءا على تمرٌر الوزٌر المكلؾ‬
‫بالداخلٌة "‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االجراءات‬
‫حفاظا على التمثٌل و االختٌار الشعبً ‪ ،‬أحاط المشرع عملٌة حل المجلس الشعبً البلدي بضمانات و‬
‫حماٌة ‪ ،‬تتمثل ‪ -‬أساسا ‪ -‬فً ‪:‬‬
‫‪ - 1‬تمدٌم تمرٌر من طرؾ وزٌر الداخلٌة ‪ ،‬كجهة وصاٌة ‪،‬‬
‫‪ - 2‬اصدار مرسوم رباسً ‪ٌ ،‬نشر فً الجرٌدة الرسمٌة ‪ ،‬بطبٌعة الحال ‪.‬‬
‫أما من الناحٌة الفعلٌة فمد تحل المجالس الشعبٌة البلدٌة بمرسوم تنفٌذي ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬اآلثار ( النتائج)‬
‫تنص المادة ‪ 48‬من المانون البلدي على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" فً حالة حل المجلس الشعبً البلدي ٌعٌن الوالً خالل ‪ 10‬اٌام التً تلً حل المجلس ‪ ،‬متصرفا‬
‫ومساعدٌن ‪ ،‬عند المتضاء ‪ ،‬توكل لهم مهمة تسٌٌر شإون البلدٌة ‪.‬‬
‫وتنتهً مهامهم بموة المانون بمجرد تنصٌب المجلس الجدٌد ‪.‬‬
‫تحدٌد كٌفٌات تطبٌك هذه المادة عن طرٌك التنظٌم " ‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫ٌترتب على حل المجلس الشعبً البلدي ما ٌلً ‪:‬‬
‫‪ - 1‬سحب صفة العضوٌة بالمجلس عن جمٌع األشخاص الذٌن كان ٌتشكل منهم ‪ ،‬أي ‪ :‬الؽاء المركز‬
‫المانونً المترتب عن العضوٌة ‪ ،‬و ذلن دون المساس بوجود الشخصٌة المعنوٌة للبلدٌة ‪.‬‬
‫‪ٌ - 2‬عٌن الوالً متصرفا و مساعدٌن لتسٌٌر شإون البلدٌة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬اجراء انتخابات لتجدٌد المجلس الشعبً البلدي خالل الستة أشهر الموالٌة للحل ‪ ،‬اال اذا تبمت عن‬
‫التجدٌد العادي مدة تمل عن ‪ 12‬شهرا ‪ ،‬وفما للمادة ‪ 49‬من المانون البلدي ‪ ،‬على أن ‪:‬‬
‫" تنتهً عهدة المجلس الجدٌد مع انتهاء الفترة المتبمٌة للتجدٌد العام للمجالس الشعبٌة البلدٌة " ‪ ،‬كما تنص‬
‫المادة ‪ 50‬من المانون البلدي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬الوالٌة‬
‫المطلب األول ‪ :‬هٌئات الوالٌة‬
‫طبما للمادة ‪ 2‬من لانون الوالٌة رلم ‪ ، 07 - 12‬تموم الوالٌة على هٌبتٌن ‪ ،‬هما ‪:‬‬
‫المجلس الشعبً الوالبً و الوالً ‪ ،‬الى جانب أجهزة و هٌاكل االدارة العامة للوالٌة ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬المجلس الشعبً الوالئً‬
‫سنعمد الى دراسة النظام المانونً لهٌبة المداولة ( المجلس الشعبً الوالبً ‪ -‬م‪.‬ش‪.‬و ‪ ، ) -‬من حٌث‬
‫تكوٌنه و تسٌٌره و صالحٌته ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬التكوٌن ( التشكٌل )‬
‫أ ‪ /‬الناخب ‪:‬‬
‫لمد نص لانون االنتخابات رلم ‪ 01- 12‬على على شروط مشتركة بالنسبة النتخاب جمٌع المجالس‬
‫الشعبٌة المنتخبة ‪ ،‬حٌث ٌجب أن تتوافر فً انتخاب المجلس الشعبً الوالبً الشروط نفسها الالزمة‬
‫النتخاب المجلس الشعبً البلدي ‪ ،‬ذلن أن االنتخابات البلدٌة و الوالبٌة تجرى فً الٌوم نفسه ومن طرؾ‬
‫هٌبة انتخابٌة واحدة ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬المنتخب ‪ ( :‬المترشح )‬
‫ٌتراوح عدد اعضاء المجلس الشعبً الوالبً بٌن ‪ 35‬و ‪ 55‬عضوا ‪ ،‬حسب عدد سكان الوالٌة ‪ ،‬على‬
‫أن تكون كل دابرة انتخابٌة ممثلة بعضو على األلل ‪.‬‬
‫و ٌشترط فً المترشح لعضوٌة المجلس الشعبً الوالبً الشروط نفسها الالزمة لعضوٌة المجلس‬
‫الشعبً البلدي ‪ ،‬كما هً محددة فً المادة ‪ 78‬من لانون االنتخابات ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أ ‪ .‬د دمحم الصؽٌر بعلً ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪ 204‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫أما بالنسبة لحاالت التنافً فمد نصت المادة ‪ 83‬منه على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" ٌعتبر ؼٌر لابلٌن لالنتخاب خالل ممارسة وظابفهم و لمدة سنة بعد التولؾ عن العمل فً دابرة‬
‫االختصاص حٌث ٌمارسون أو سبك لهم أن مارسوا فٌها وظابفهم ‪:‬‬
‫‪ -‬الوالة ‪،‬‬
‫‪ -‬رإساء الدوابر ‪،‬‬
‫‪ -‬الكتاب العامون للوالٌان ‪،‬‬
‫‪ -‬أعضاء المجالس التنفٌذٌة للوالٌات ‪،‬‬
‫‪ -‬المضاة ‪،‬‬
‫‪ -‬أفراد الجٌش الوطنً الشعبً ‪،‬‬
‫‪ -‬موظفوا أسالن األمن ‪،‬‬
‫‪ -‬محاسبوا أموال الوالٌات ‪،‬‬
‫‪ -‬األمناء العامون للبلدٌات " ‪.‬‬
‫و ٌنتخب المجلس الشعبً البلدي و الوالبً لمدة خمس سنوات بطرٌمة االلتراع النسبً على المابمة ‪ ،‬كما‬
‫تنص المادة ‪ 65‬منه ‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 66‬منه على ما ٌؤتً ‪ " :‬توزع المماعد المطلوب شؽلها بٌن الموابم بالتناسب حسب عدد‬
‫األصوات التً تحصلت علٌها كل لابمة مع تطبٌك لاعدة البالً األلوى ‪.‬‬
‫ال تإخذ فً الحسبان عند توزٌع المماعد ‪ ،‬الموابم التً لم تحصل على نسبة سبعة فً المابة ( ‪) ℅7‬على‬
‫األلل من األصوات المعبر عنها " ‪.‬‬
‫ج ‪ /‬العملٌة االنتخابٌة ‪:‬‬
‫ٌتم انتخاب المجلس الشعبً الوالبً وفك نفس اآللٌات و االجراءات و المواعد التً ٌتم بها انتخاب‬
‫المجلس الشعبً البلدي ‪ ،‬سواء من حٌث ‪ :‬اعداد المابمة االنتخابٌة ‪ ،‬أو االلتراع ‪ ،‬أو فرز األصوات ‪ ،‬أو‬
‫اعالن النتابج ‪ ،‬أو ما لد ٌثار بشؤنها من منازعات ‪ ،‬كما بٌنا (سابما ‪ ،‬فمرة ‪ 175‬و ما بعدها ) ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬التسٌٌر‬
‫أ‪ /‬انتخاب الرئٌس ‪:‬‬
‫كما هو الحال بالنسبة لربٌس المجلس الشعبً البلدي الذي ٌنتخبه أعضاء المجلس للفترة االنتخابٌة (‬
‫خمس سنوات ) ‪ ،‬فان ربٌس المجلس الشعبً الوالبً ٌنتخب للفترة أو العهدة االنتخابٌة ( ‪ 5‬سنوات ) ‪،‬‬
‫من طرؾ جمٌع أعضاء المجلس ‪ ،‬حٌث أوردت المادة ‪ 59‬من لانون الوالٌة عدة حاالت ‪ ،‬حٌنما نصت‬
‫على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" ٌنتخب المجلس الشعبً الوالبً ربٌسه من بٌن أعضابه ‪ ،‬للعهدة االنتخابٌة ‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫ٌمدم المترشح النتخاب ربٌس المجلس الشعبً الوالبً من المابمة الحابزة األؼلبٌة المطلمة للمماعد ‪.‬‬
‫فً حالة عدم حصول أي لابمة على األؼلبٌة المطلمة للمماعد ‪ٌ ،‬مكن المابمتٌن الحابزتٌن على خمسة‬
‫وثالثٌن بالمابة ( ‪ ) ℅ 35‬على المل من المماعد تمدٌم مرشح ‪.‬‬
‫و فً حالة عدم حصول أي لابمة على خمسة و ثالثٌن بالمابة ( ‪ ) ℅ 35‬على األلل من المماعد ‪ٌ ،‬مكن‬
‫جمٌع الموابم تمدٌم مرشح عنها ‪.‬‬
‫ٌكون االنتخاب سرٌا ‪ ،‬وٌعلن ربٌسا للمجلس الشعبً الوالبً المترشح الذي حصل على األؼلبٌة المطلمة‬
‫لألصوات ‪.‬‬
‫و اذا لم ٌحصل أي مترشح على األؼلبٌة المطلمة لألصوات ‪ٌ ،‬جري دور ثان بٌن المترشحٌن الحابزٌن‬
‫المرتبتٌن األولى و الثانٌة ‪ ،‬و ٌعلن فابزا المترشح المتحصل على أؼلبٌة األصوات ‪.‬‬
‫فً حالة تساوي األصوات المحصل علٌها ‪ٌ ،‬علن فابزا المترشح األكبر سنا " ‪.‬‬
‫و تتمثل اختصاصات و مهام الربٌس ‪ -‬أساسا ‪ -‬فً تسٌٌر شإون المجلس بواسطة دٌوان ٌتكون من‬
‫موظفٌن بالوالٌة ‪ ،‬ذلن أ ن لانون الوالٌة لم ٌخوله اختصاص التمثٌل الذي ٌبمى موكوال للوالً ‪.‬‬
‫ٌموم ربٌس المجلس باختٌار نواب له ٌتراوح عددهم بٌن ‪ 2‬و ‪ 6‬نواب ‪ ،‬حسب عدد مماعد المجلس ‪.‬‬
‫و ٌجب أن ٌتفرغ الربٌس مع نوابه و رإساء لجان المجلس ألداء مهامهم ‪ ،‬على أن ٌتماضوا عالوات و‬
‫تعوٌضات مالبمة تتكفل بها مٌزانٌة الوالٌة ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬الدورات‬
‫ٌعمد المجلس الشعبً الوالبً دورات ‪ :‬عادٌة ‪ ،‬و ؼٌر عادٌة ‪ ،‬و بموة المانون ‪:‬‬
‫أ ‪ /‬الدورات العادٌة ‪ٌ :‬عمد المجلس أربعة ‪ 04‬دورات عادٌة فً السنة مدة الواحدة ألصاها ‪ٌ 15‬وما ‪.‬‬
‫و لد نص لانون الوالٌة على ضرورة اجرابها فً توارٌخ محددة ‪ ،‬و اال عدت باطلة ‪ ،‬و هً أشهر ‪:‬‬
‫مارس ‪ ،‬جوان ‪ ،‬سبتمبر ‪ ،‬دٌسمبر ‪.‬‬
‫كما ٌشترط المانون أن ٌوجه الربٌس االستدعاءات ألعضاء المجلس لبل ‪ 10‬أٌام ( بالبرٌد العادي أو‬
‫االلكترونً ) من تارٌخ انعماد الدورة مرفمة بجدول األعمال ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬الدورات ؼٌر العادٌة ‪ٌ :‬مكن للمجلس ‪ ،‬عندما تمتضً الحاجة الى ذلن ‪ ،‬أن ٌعمد دورات ؼٌر عادٌة‬
‫‪ ،‬سواء بطلب من ربٌس المجلس الشعبً الوالبً أو ثلث (‪ ) 3/1‬أعضاء المجلس ‪ ،‬أو الوالً ‪.‬‬
‫لم ٌحدد لانون الوالٌة مدة الدورة ؼٌر العادٌة ‪ ،‬حٌث تنتهً باستنفاد جدول األعمال ‪.‬‬
‫ج ‪ /‬الدورات االستثنابٌة ‪ ( :‬بموة المانون ) ‪ٌ :‬جتمع المجلس الشعبً الوالبً بموة المانون فً حالة كارثة‬
‫طبٌعٌة أو تكنولوجٌة ‪ ،‬كما توضح الفمرة االخٌرة من المادة ‪ 15‬من لانون الوالٌة ‪.‬‬
‫ج ‪ /‬المداوالت‬

‫‪55‬‬
‫ٌجري المجلس الشعبً الوالبً ‪ ،‬خالل دوراته ‪ ،‬مداوالت تنصب على احدى صالحٌاته ‪ ،‬و تخضع كما‬
‫هو الشؤن بالنسبة للبلدٌة الى المواعد األساسٌة التالٌة ‪:‬‬
‫أ ‪ /‬الماعدة العامة أن تكون مداوالت المجلس عالنٌة ‪ ،‬ضمانا للرلابة الشعبٌة ‪ ،‬اال فً حالتٌن ‪:‬‬
‫‪ -‬فحص الحالة االنضباطٌة للمنتخبٌن الوالبٌٌن ‪،‬‬
‫‪ -‬فحص المسابل المرتبطة باألمن و النظام العام ‪،‬‬
‫ب ‪ /‬تتم المصادلة على المداوالت باألؼلبٌة المطلمة لألعضاء الممارسٌن ‪ ،‬مع ترجٌح صوت الربٌس‬
‫عند التساوي وفما لما ورد بالمادة من لانون الوالٌة ‪.‬‬
‫د ‪ /‬اللجان‬
‫على ؼرار ما هو سابد فً التنظٌم البلدي ‪ ،‬خول لانون الوالٌة للمجلس الشعبً الوالبً ‪ ،‬بموجب المادة‬
‫‪ 33‬منه ‪ ،‬تشكٌل لجان متخصصة لدراسة المسابل التً تهم الوالٌة سواء كانت مإلتة أو دابمة ‪ ،‬خاصة‬
‫فً مجاالت ‪:‬‬
‫التربٌة و التعلٌم العالً و التكوٌن المهنً ‪ ،‬االلتصاد و المالٌة ‪ ،‬الصحة والنظافة و حماٌة البٌبة ‪،‬‬
‫االتصال وتكنولوجٌات االعالم و االتصال ‪ ،‬تهٌبة االللٌم والنمل ‪ ،‬التعمٌر و السكن ‪ ،‬الري و الفالحة‬
‫والؽابات و الصٌد البحري و السٌاحة ‪ ،‬الشإون االجتماعٌة و الثمافٌة و الشإون الدٌنٌة و الولؾ و‬
‫الرٌاضة و الشباب ‪ ،‬التنمٌة المحلٌة ‪ ،‬التجهٌز و االستثمار و التشؽٌل ‪.‬‬
‫كما ٌمكنه أن تنشؤ لجنة تحمٌك بطلب من ربٌس المجلس الشعبً الوالبً أو ثلث أعضاء المجلس‬
‫الممارسٌن ‪.‬‬
‫وٌجب أن ٌراعى فً تشكٌل اللجنة التناسب مع المكونات السٌاسٌة للمجلس ‪ ،‬كما ٌمكن أن تستعٌن بؤي‬
‫شخص من شؤنه تمدٌم معلومات مفٌدة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االختصاصات‬
‫للمجلس أن ٌتداول فً المجاالت التالٌة ‪:‬‬
‫‪ -‬الصحة العمومٌة و حماٌة الطفولة و األشخاص ذوي االحتٌاجات الخاصة ‪،‬‬
‫‪ -‬السٌاحة ‪،‬‬
‫‪ -‬االعالم واالتصال ‪،‬‬
‫‪ -‬التربٌة و التعلٌم العالً و التكوٌن ‪،‬‬
‫‪ -‬الشباب و الرٌاضة والتشؽٌل ‪،‬‬
‫‪ -‬السكن والتعمٌر وتهٌبة اللٌم الوالٌة ‪،‬‬
‫‪ -‬الفالحة والري و الؽابات ‪،‬‬
‫‪ -‬التجارة واألسعار و النمل ‪،‬‬
‫‪56‬‬
‫‪ -‬الهٌاكل الماعدٌة وااللتصادٌة ‪،‬‬
‫‪ -‬التضامن ما بٌن البلدٌات لفابدة البلدٌات المحتاجة و التً ٌجب ترلٌتها ‪،‬‬
‫‪ -‬التراث الثمافً المادي و ؼٌر المادي و التارٌخً ‪،‬‬
‫‪ -‬حماٌة البٌبة ‪،‬‬
‫‪ -‬التنمٌة االلتصادٌة و االجتماعٌة والثمافٌة ‪،‬‬
‫‪ -‬ترلٌة المإهالت النوعٌة المحلٌة ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬الوالً‬
‫لمعالجة النظام المانونً للوالً ‪ ،‬سنتطرق الى تعٌٌنه و انتهاء مهامه ‪ ،‬ثم نبٌن االختصاصات‬
‫المسندة الٌه‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬التعٌٌن وانتهاء المهام‬
‫طبما للمرسوم الرباسً رلم ‪ 44 - 89‬الصادر فً ‪ 1989 - 04-10‬و ؼٌره من النصوص و خاصة‬
‫المرسوم التنفٌذي رلم ‪ 25 - 90‬المإرخ فً ‪ 1990 - 07- 25‬المتعلك بالتعٌٌن فً الوظابؾ العلٌا فً‬
‫االدارة المحلٌة ‪ٌ ،‬نعمد االختصاص بتعٌٌن الوالً الى ربٌس الجمهورٌة بموجب مرسوم رباسً ٌتخذ فً‬
‫مجلس الوزراء بناءا على التراح من وزٌر الداخلٌة ‪.‬‬
‫و ال ٌوجد حالٌا نص لانونً ٌبٌن و ٌحدد الشروط الموضوعٌة و المعاٌٌر التً ٌتم بموجبها تعٌٌن الوالة‬
‫و نظامهم المانونً ‪.‬‬
‫ذلن أن الطبٌعة المزدوجة لمهمة الوالً ( ادارٌة و سٌاسٌة ) جعل عملٌة وضع لانون أساسً له أمرا‬
‫معمدا ‪ ،‬و ان جاءت المادة ‪ 123‬من لانون الوالٌة الجدٌد لتنص على أن ‪ٌ " :‬حدد المانون األساسً لسلن‬
‫الوالة بموجب مرسوم " ‪ ،‬دون أن تحدد طبٌعة هذا المرسوم رباسً أم تنفٌذي ؟‬
‫و ٌجب على الوالً طبما للمادة ‪ 122‬من لانون الوالٌة ‪ ،‬أن ٌمٌم بالممر الربٌسً للوالٌة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة النتهاء مهامه ‪ ،‬فهً تتم طبما لماعدة توازي األشكال ‪ ،‬بموجب مرسوم رباسً و باالجراءات‬
‫نفسها المتبعة لدى تعٌٌنه ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬الصالحٌات‬
‫ٌتمتع الوالً باالزدواجٌة فً االختصاص ‪ ،‬حٌث ٌحوز على سلطات بصفته ممثال للوالٌة ‪ ،‬كما‬
‫ٌمارس سلطات أخرى باعتباره ممثال للدولة ‪.‬‬
‫‪ -1‬الوالً ممثل للوالٌة‬
‫بهذه الصفة ٌموم الوالً بممارسة الصالحٌات األساسٌة التالٌة ‪:‬‬

‫‪57‬‬
‫أ ‪ /‬تنفٌذ مداوالت المجلس الشعبً الوالبً ‪ :‬و ذلن بموجب اصدار لرارات والبٌة باعتباره جهاز‬
‫تنفٌذلما ٌصادق علٌه جهاز المداولة ( م‪.‬ش‪.‬و) ‪ ،‬من مداوالت و توصٌات ‪ ،‬تطبٌما للمادة ‪ 102‬منه التً‬
‫تنص على أن ‪ٌ " :‬سهر الوالً على نشر مداوالت المجلس الشعبً الوالبً و تنفٌذها "‪.‬‬
‫و تنص المادة ‪ 124‬منه على أن ‪ٌ " :‬صدر الوالً لرارات من أجل تنفٌذ مداوالت المجلس الشعبً‬
‫الوالبً و ممارسة السلطات المحددة فً الفصلٌن األول و الثانً من هذا الباب " ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬االعالم ‪ٌ :‬لزم لانون الوالٌة الوالً بضرورة اطالع و اعالم المجلس الشعبً الوالبً بوضعٌة و‬
‫نشاطات الوالٌة ‪ ،‬وذلن عن طرٌك ‪:‬‬
‫‪ / 1‬اطالع ربٌس المجلس الشعبً الوالبً ‪ ،‬بٌن الدورات بانتظام عن مدى تنفٌذ مداوالت المجلس ‪.‬‬
‫‪ / 2‬تمدٌم تمرٌر حول مدى تنفٌذ المداوالت عند كل دورة عادٌة ‪.‬‬
‫‪ / 3‬تمدٌم بٌان سنوي للمجلس ٌتضمن نشاطات مصالح الدولة فً الوالٌة من جهة و نشاطات مصالح‬
‫الوالٌة من جهة أخرى و الذي ٌمكن أن ٌنتج عن منالشته رفع توصٌات الى وزٌر الداخلٌة و المطاعات‬
‫المعنٌة ‪.‬‬
‫ج ‪ /‬تمثٌل الوالٌة ‪ :‬خالفا للوضع بالبلدٌة ‪ ،‬حٌث ٌمثل ربٌس المجلس الشعبً البلدي البلدٌة ‪ ،‬فان مهمة‬
‫تمثٌل الوالٌة مسندة لانونا للوالً ‪ ،‬و لٌس الى ربٌس المجلس الشعبً الوالبً ‪.‬‬
‫ومن ثم فان الوالً ٌمثل الوالٌة فً جمٌع أعمال الحٌاة المدنٌة و االدارٌة طبما للتشرٌع الساري المفعول‬
‫‪ ،‬كما ٌمثل الوالً الوالٌة أمام المضاء بموجب المادة ‪ 106‬منه ‪.‬‬
‫د ‪ /‬ممارسة السلطة الرئاسٌة ‪ :‬على موظفً الوالٌة كما تشٌر المادة ‪ 127‬من لانون الوالٌة ‪ ،‬حٌنما‬
‫نصت على أن ‪:‬‬
‫" تتوفر الوالٌة على ادارة توضع تحت سلطة الوالً ‪.‬‬
‫و تكون المصالح ؼٌر الممركزة للدولة جزءا منها ‪.‬‬
‫وٌتولى الوالً تنشٌط و تنسٌك و مرالبة ذلن " ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الوالً ممثل للدولة ‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 110‬من لانون الوالٌة على ما ٌؤتً ‪ " :‬الوالً ممثل الدولة على مستوى الوالٌة ‪.‬‬
‫و هو مفوض الحكومة " ‪.‬‬
‫و علٌه ‪ ،‬فان الوالً ٌجسد صورة حمٌمٌة لعدم التركٌز االداري ‪،‬نظرا للسلطات و الصالحٌات المسندة‬
‫الٌه باعتباره ممثال للدولة فً اللٌم الوالٌة ‪.‬‬
‫و تتمثل أهم االختصاصات الموكلة للوالً ‪ ،‬بهذه الصفة فً ممارسة الضبطٌة ‪:‬‬

‫‪58‬‬
‫كما هو الشؤن بالنسبة لربٌس المجلس الشعبً البلدي ‪ ،‬فان الوالً ٌتمتع بالعدٌد من سلطات الضبط‬
‫االداري ( الشرطة االدارٌة ) ‪ ،‬كما نص لانون االجراءات الجزابٌة أٌضا على سلطات الوالة فً مجال‬
‫الضبط المضابً ‪.‬‬
‫‪ / 1‬الضبط االداري ‪ :‬حٌث تنص المادة ‪ 114‬من لانون الوالٌة على أن ‪ " :‬الوالً مسإول على‬
‫المحافظة على النظام العام و األمن و السالمة و السكٌنة العمومٌة " ‪ ،‬حٌث ٌزود بالوسابل البشرٌة و‬
‫المانونٌة الالزمة ‪ :‬مصالح األمن و الشرطة والدرن الوطنً ‪.‬‬
‫‪ / 2‬الضبط المضابً ‪ :‬لمد خولت المادة ‪ 28‬من لانون االجراءات الجزابٌة سلطات للوالة فً مجال‬
‫الضبط المضابً ‪ ،‬مع احاطتها بجملة من المٌود ‪ ،‬من أهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬ممارسة الوالً لسلطة الضبط المضابً فً حالة ولوع جناٌة أو جنحة ضد أمن الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬توافر حالة االستعجال ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم علمه أن السلطة المضابٌة لد أخطرت بولوع الجرٌمة ‪.‬‬
‫وحتى فً هذه الحالة فان سلطة الوالً ممٌدة من حٌث الزمان ‪ ،‬ذلن أنه ٌجب على الوالً أن ٌبلػ وكٌل‬
‫الجمهورٌة خالل مدة ألصاها ‪ 48‬ساعة متخلٌا بذلن عن جمٌع االجراءات للسلطة المضابٌة المختصة ‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬الرلابة على الوالٌة‬
‫سنتطرق هنا للرلابة االدارٌة على المجلس الشعبً الوالبً بالنسبة ألعضابه و أعماله و مداوالته أو‬
‫باعتباره احدى هٌبات الوالٌة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة الدارة الوالٌة ‪ ،‬فهً تخضع لألحكام العامة حٌث تنص المادة ‪ 127‬من لانون الوالٌة‬
‫على أن ‪:‬‬
‫" تتوفر الوالٌة على ادارة توضع تحت سلطة الوالً ‪.‬‬
‫و تكون مختلؾ المصالح ؼٌر الممركزة للدولة جزءا منها ‪.‬‬
‫و ٌتولى الوالً تنشٌط و تنسٌك ومرالبة ذلن " ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الرلابة على األعضاء‬
‫تنص المادة ‪ 40‬من لانون الوالٌة على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" تزول صفة المنتخب بالمجلس الشعبً الوالبً فً حالة الوفاة أو االستمالة أو االلصاء أو حصول مانع‬
‫لانونً ‪.‬‬
‫و ٌمر المجلس الشعبً الوالبً ذلن بموجب مداولة وٌخطر الوالً بذلن ‪.‬‬
‫ٌثبت فمدان صفة المنتخب بموجب لرار من الوزٌر المكلؾ بالداخلٌة ‪.‬‬
‫ٌمكن أن ٌكون لرار الوزٌر المكلؾ بالداخلٌة المثبت لفمدان صفة المنتخب محل طعـن أمام مجلـس‬
‫الدولة " ‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫بداءة ٌجب التذكٌر هنا أن موظفً الوالٌة ٌخضعون للسلطة الرباسٌة ( السلمٌة ) للوالً ‪ ،‬كما ٌنص‬
‫لانون الوالٌة ‪ ،‬بكل ما ٌترتب على ذلن من نتابج ‪.‬‬
‫أما النسبة ألعضاء المجلس فهم ٌخضعون الى رلابة ادارٌة ( وصاٌة ) تمارس علٌهم من طرؾ الجهة‬
‫الوصٌة ( وزارة الداخلٌة ) ‪ ،‬و تؤخذ فً الوالع الصور التالٌة ‪:‬‬
‫التولٌؾ ‪ ،‬االلصاء ‪ ،‬المانع المانونً ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬التولٌف‬
‫تنص المادة ‪ 45‬من لانون الوالٌة على ما ٌؤتً ‪ٌ " :‬مكن أن ٌولؾ بموجب مداولة للمجلس الشعبً‬
‫الوالبً ‪ ،‬كل منتخب ٌكون محل متابعة لضابٌة بسبب جناٌة أو جنحة لها صلة بالمال العام أو ألسباب‬
‫مخلة بالشرؾ و ال تمكنه من متابعة عهدته االنتخابٌة بصفة صحٌحة ‪.‬‬
‫ٌعلن التولٌؾ بموجب لرار معلل من الوزٌر المكلؾ بالداخلٌة الى ؼاٌة صدور الحكم النهابً من‬
‫الجهة المضابٌة المختصة ‪.‬‬
‫و فً حالة صدور حكم لضابً نهابً بالبراءة ‪ٌ ،‬ستؤنؾ المنتخب تلمابٌا وفورٌا ممارسة مهامه‬
‫االنتخابٌة " ‪.‬‬
‫أ ‪ /‬السبب ‪ :‬السبب المانونً لتولٌؾ المنتخب الوالبً ٌمتصر على المتابعة المضابٌة بسبب جناٌة أو جنحة‬
‫‪ ،‬على شرطٌن ‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن تنصب الجرٌمة على المال العام أو الشرؾ ‪ ،‬و لكن ما هو الوضع بالنسبة للجرابم األخرى ؟‬
‫‪ - 2‬أن ٌترتب علٌها حٌلولة دون مواصلة العضو لمهامه االنتخابٌة بصورة صحٌحة ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬االختصاص ‪ٌ :‬عود تولٌؾ عضو المجلس الشعبٌالوالبً الى وزٌر الداخلٌة ‪.‬‬
‫ج ‪ /‬المحل ‪ٌ :‬تمثل محل التولٌؾ فً األثر أو النتٌجة المباشرة لمرار التولٌؾ ‪ ،‬وهو تعطٌل عضوٌة‬
‫المنتخب ‪ ،‬أي عدم تمكٌنه من أداء مهامه كمنتخب لفترة محددة ‪ ،‬كؤن ٌمنع من حضور دورات المجلس ‪.‬‬
‫و مدة التولٌؾ مإلتة ‪:‬‬
‫‪ -‬تبدأ من تارٌخ صدور لرار وزٌر الداخلٌة ‪.‬‬
‫‪ -‬وتنتهً بصدور لرار نهابً من الجهة المضابٌة المختصة ‪.‬‬
‫د‪ /‬من حٌث الشكل و االجراءات ‪ٌ :‬جب فً لرار التولٌؾ أن ٌكون ‪:‬‬
‫‪ - 1‬من حٌث الشكل ‪ :‬معلال أي مسببا ‪.‬بؤن ٌتضمن ذكر سبب التولٌؾ ( المتابعة الجزابٌة ) حفاظا على‬
‫حموق العضو ‪ ،‬و تسهٌال لالثبات فً حالة الطعن المضابً ‪.‬‬
‫‪ - 2‬من حٌث االجراء ‪ :‬وجوب مداولة من المجلس الشعبً الوالبً ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ه ‪ /‬من حٌث الهدؾ ( الؽاٌة ) ‪ٌ :‬سعى لرار التولٌؾ الى الحفاظ على نزاهة ومصدالٌة التمثٌل الشعبً ‪،‬‬
‫أما اذا كان ٌهدؾ الى انتمام ‪ ،‬أو تحمٌك أؼراض سٌاسٌة و حزبٌة ‪ ،‬فانه ٌكون معٌبا باالنحراؾ بالسلطة‬
‫‪ ،‬مما ٌجعله باطال ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬االلصاء‬
‫ٌؤخذ االلصاء شكلٌن ‪:‬‬
‫أ ‪ /‬االلصاء بسبب العموبة الجزابٌة ( الجزابً ) ‪:‬تنص المادة ‪ 46‬من لانون الوالٌة على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" ٌمصى بموة المانون من المجلس الشعبً الوالبً كل منتخب كان محل ادانة جزابٌة نهابٌة لها عاللة‬
‫بعهدته تضعه تحت طابلة عدم المابلٌة لالنتخاب ‪.‬‬
‫و ٌمر المجلس الشعبً الوالبً ذلن بموجب مداولة ‪.‬‬
‫وٌثبت هذا االلصاء بموجب لرار من الوزٌر المكلؾ بالداخلٌة " ‪.‬‬
‫‪ -‬و لصحة لرار اثبات االلصاء ٌجب توافر األركان التالٌة ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬من حٌث السبب ‪ٌ :‬عود السبب الوحٌد لاللصاء الى ادانة جزابٌة نهابٌة لها عاللة بعهدته ‪ ،‬طبما‬
‫لمانون االجراءات الجزابٌة ‪ ،‬تضعه تحت طابلة عدم المابلٌة لالنتخاب ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬من حٌث االختصاص ‪ٌ :‬عود االختصاص الى وزٌر الداخلٌة كجهة وصاٌة ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬من حٌث المحل ‪ :‬هو فمدان وزوال صفة العضوٌة بصورة دابمة ونهابٌة ‪ ،‬كما هو الوضع فً‬
‫حاالت ‪ :‬وفاة المنتخب الوالبً أو استمالته أو انتهاء المدة االنتخابٌة ‪.‬‬
‫كما ٌترتب عن االلصاء استخالؾ العضو الممصى بالمترشح الوارد فً نفس المابمة مباشرة بعد‬
‫المنتخب األخٌر منها ‪ ،‬خالل شهر واحد ‪ ،‬وفما للمادة ‪ 41‬من لانون الوالٌة ‪.‬‬
‫د ‪ -‬من حٌث الشكل و االجراءات ‪ :‬حماٌة للمنتخب الوالبً ‪ ،‬نص المانون على مجموعة من االجراءات‬
‫و األشكال ‪ .‬تنص المادة ‪ / 40‬ؾ‪ 2‬من لانون الوالٌة على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" و ٌمر المجلس الشعبً الوالبً ذلن بموجب مداولة و ٌخطر الوالً بذلن " ‪.‬‬
‫‪ -‬المداولة ‪.‬‬
‫‪ -‬اخطار الوالً ‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 26‬منه على ما ٌاتً ‪:‬‬
‫" تكون جلسات المجلس الشعبً الوالبً علنٌة ‪.‬‬
‫و ٌمكن أن ٌمرر المجلس الشعبً الوالبً التداول فً جلسة مؽلمة فً الحالتٌن اآلتٌتٌن ‪:‬‬
‫‪ -‬الكوارث الطبٌعٌة و التكنولوجٌة ‪،‬‬
‫‪ -‬دراسة الحاالت التؤدٌبٌة للمنتخبٌن " ‪.‬‬
‫و من ثم ‪ ،‬فان االجراءات و األشكال األساسٌة ‪ ،‬انما تتمثل فٌما ٌؤتً ‪:‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ -1‬عمد جلسة مؽلمة للمجلس الشعبً الوالبً لمنالشة الصاء المنتخب الوالبً ‪.‬‬
‫‪ - 2‬مداولة ( شكل ) ‪.‬‬
‫‪ - 3‬اخطار الولً ‪.‬‬
‫ه ‪ -‬من حٌث الهدؾ ‪ٌ :‬سعى لرار االلصاء للحفاظ على سمعة و نزاهة ومصدالٌة التمثٌل الشعبً ‪.‬‬
‫ب‪ /‬االلصاء بسبب عدم المابلٌة لالنتخاب أو التنافً ‪ :‬تنص المادة ‪ 44‬من لانون الوالٌة على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" ٌمصى بموة المانون ‪ ،‬كل منتخب بالمجلس الشعبً الوالبً ٌثبت انه ٌوجد تحت طابلة عدم المابلٌة‬
‫لالنتخاب ‪.‬‬
‫أو فً حالة تناؾ منصوص علٌها لانونا ‪.‬‬
‫وٌمر المجلس الشعبً الوالبً ذلن بموجب مداولة ‪.‬‬
‫و ٌثبت الوزٌر المكلؾ بالداخلٌة هذا االلصاء بموجب لرار ‪.‬‬
‫ٌمكن أن ٌكون لرار الوزٌر المكلؾ بالداخلٌة المتضمن الصاء أحد األعضاء بسبب عدم المابلٌة لالنتخاب‬
‫أو التنافً‪،‬‬
‫محل طعن أمام مجلس الدولة " ‪.‬‬
‫‪ -‬وبناءا علٌه ‪ٌ ،‬شترط لصحة لرار االلصاء أن ٌستند الى األركان التالٌة ‪:‬‬
‫أ ‪ /‬من حٌث السبب ‪:‬‬
‫ٌرجع االلصاء الى وجود المنتخب الوالبً ‪ ،‬اما ‪:‬‬
‫‪ - 1‬فً حالة من حاالت عدم المابلٌة لالنتخاب الواردة بالمادة ‪ 85‬من لانون االنتخابات ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أو فً حالة من حاالت التنافً أو التعارض ‪ ،‬طبما للمنون االساسً الذي ٌخضع له المنتخب فً‬
‫عمله أو وظٌفته األصلٌة ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬من حٌث االختصاص ‪ٌ :‬عود االختصاص بالتصرٌح بااللصاء الى وزٌر الداخلٌة ‪.‬‬
‫ج ‪ /‬من حٌث المحل ‪ :‬سحب و الؽاء صفة " المنتخب الوالبً " عنه ‪ ،‬أي أن اللصاء ٌإدي الى الؽاء‬
‫مركز لانونً ‪.‬‬
‫كما ٌترتب على االلصاء خالفا للتولٌؾ استخالؾ العضو الممصى بعضو احتٌاطً من نفس المابمة التً‬
‫كان ٌنتمً الٌها ‪.‬‬
‫د ‪ /‬الشكل و االجراءات ‪ٌ :‬شترط لانون الوالٌة لصحة هذا الشكل الثانً من االلصاء االجراءات و‬
‫االشكال نفسها الالزمة فً الشكل األول من االلصاء ‪.‬‬
‫ه ‪ /‬الهدؾ ‪ٌ :‬رتبط الهدؾ هنا بسبب لرار االلصاء ‪ ،‬وٌتمثل بصورة عامة ‪ ،‬فً الحفاظ على فعالٌة و‬
‫استماللٌة المجلس ‪ ،‬من حٌث استبعاد عدد معٌن من االشخاص ( الموظفٌن ) من عضوٌة المجلس نظرا‬
‫لطبٌعة مهامهم ‪ ،‬و تؤثٌرهم على عمل المجلس و سٌره ‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المانع المانونً ‪ :‬كما هو الحال بالنسبة لعضو المجلس الشعبً البلدي ‪ ،‬فان وجود عضو المجلس‬
‫الشعبً الوالبً فً حالة من حاالت عدم المابلٌة لالنتخاب أو حالة من حاالت التعارض أو المحكوم علٌه‬
‫نهابٌا ‪ٌ ،‬إدي الى فمدان صفة المنتخب الوالبً ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬الرلابة على األعمال‬
‫تمارس جهة الرلابة أو الوصاٌة المتمثلة أساسا فً وزٌر الداخلٌة ‪ ،‬العدٌد من صور الرلابة على‬
‫أعمال الوالٌة فً شكل ‪ :‬تصدٌك و الؽاء ‪ ،‬و حلول ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬التصدٌك ‪:‬‬
‫ٌؤخذ التصدٌك على أعمال الوالٌة شكلٌن ‪:‬‬
‫أ ‪ /‬التصدٌك الضمنً ‪ :‬لمد أورد لانون الوالٌة ‪ 07 - 12‬فً المادة ‪ 54‬منه مبدأ عاما تعتبر بممتضاه‬
‫مداوالت المجلس الشعبً الوالبً نافذة بعد فوات ‪ٌ 21‬وما من تارٌخ اٌداعها لدى الوالٌة ‪.‬‬
‫ومع ذلن ‪ ،‬فان للوالً اللجوء الى المضاء االداري ( المحكمة االدارٌة ) اللؽاء المداولة ‪ ،‬على الرؼم‬
‫أنها تفتمد الى خصابص المرار االداري ‪ ،‬و ٌالذات " الطابع التنفٌذي " ‪ ،‬مما ٌجعلها ؼٌر صالحة ألن‬
‫تكون محال لدعوى االلؽاء ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬التصدٌك الصرٌح ‪ :‬نظرا ألهمٌة بعض المداوالت ‪ ،‬تشترط المادة ‪ 55‬من لانون الوالٌة ضرورة‬
‫المصادلة صراحة ( كتابٌا ) علٌها لتنفٌذها ‪ ،‬و تتعلك هذه المداوالت بالمواضٌع اآلتٌة ‪:‬‬
‫‪ -‬المٌزانٌات و الحسابات ‪،‬‬
‫‪ -‬التنازل عن العمار والتناءه أو تبادله ‪.‬‬
‫‪ -‬اتفالٌات التوأمة ‪،‬‬
‫‪ -‬الهبات و الوصاٌا األجنبٌة ‪.‬‬
‫‪ -‬ومع ذلن ‪ ،‬فمد عمد المشرع ‪ ،‬من خالل المادة ‪ 55‬من المانون الوالبً ‪ ،‬الى التخفٌؾ من شدة هذا‬
‫التصدٌك الصرٌح و ما لد ٌترتب عنه من تباطإ و تعطٌل للنشاط االداري ‪ ،‬و ذلن حٌنما ألزم الوالً‬
‫بالتصدٌك علٌها خالل شهرٌن من تارٌخ اٌداعها بالوالٌة ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬االلغاء ( البطالن ) ‪:‬‬
‫ٌتم الؽاء مداوالت المجلس الشعبً الوالبً لبطالنها المطلك أو النسبً ‪.‬‬
‫أ ‪ /‬البطالن المطلك ‪:‬‬
‫حٌث تعتبر باطلة بحكم المانون المداوالت التً أوردتها المادة ‪ 53‬منه ‪ ،‬و ذلن ألحد األسباب الواردة‬
‫بالمادة ‪ 53‬منه ‪ ،‬و التً تنص على ما ٌؤتً ‪ " :‬تبطل بموة المانون مداوالت المجلس الشعبً الوالبً ‪:‬‬
‫‪ -‬المتخذة خرلا للدستور و ؼٌر المطابمة للموانٌن و التنظٌمات ‪،‬‬
‫‪ -‬التً تمس برموز الدولة وشعاراتها ‪،‬‬
‫‪63‬‬
‫‪ -‬ؼٌر المحررة باللؽة العربٌة ‪،‬‬
‫‪ -‬التً تتناول موضوعا ال ٌدخل ضمن اختصاصاته ‪،‬‬
‫‪ -‬المتخذة خارج االجتماعات المانونٌة للمجلس ‪،‬‬
‫‪ -‬المتخذة خارج ممر المجلس الشعبً الوالبً مع مراعاة أحكام المادة ‪ 23‬أعاله ‪.‬‬
‫اذ تبٌن للوالً ان مداولة ما اتخذ ت خرلا لهذه المادة ‪ ،‬فانه ٌرفع دعوى أمام المحكمة االدارٌة المختصة‬
‫اللٌمٌا اللرار بطالنها " ‪.‬‬
‫و علٌه ٌمكن رد تلن االسباب الى ما ٌاتً ن‬
‫‪ - 1‬مخالفة المانون ‪:‬‬
‫و ٌمصد بالمانون هنا معنى واسعا ‪ٌ ،‬شمل كال من ‪ :‬الدستور ‪ ،‬المانون ( الصادر عن البرلمان ) ‪،‬‬
‫التنظٌم ( الصادر عن االدارة العامة ) ‪ :‬المراسٌم الرباسٌة و المراسٌم التنفٌذٌة ‪ ،‬المرارات الوزارٌة‬
‫التنظٌمٌة ‪..‬‬
‫و الرار هذا السبب لبطالن مداوالت المجلس الشعبً الوالبً انما ٌهدؾ الى احترام مبدأ المشروعٌة و‬
‫ضمان تدرج المواعد المانونٌة فً الدولة ‪.‬‬
‫‪ / 2‬المداوالت التً تمس رموز الدولة وشعاراتها ‪.‬‬
‫‪ / 3‬عدم االختصاص ‪ :‬المداوالت التً تتناول موضوعا ال ٌدخل ضمن اختصاصاته ‪،‬‬
‫‪ / 4‬مخالفة األشكال و االجراءات ‪:‬‬
‫‪ -‬أي المداوالت المحررة بؽٌر اللؽة العربٌة باعتبارها اللؽة الرسمٌة للدولة ‪ ،‬طبما للمادة ‪ 03‬من‬
‫الدستور‪.‬‬
‫‪ -‬المتخذة خارج االجتماعات المانونٌة للمجلس ‪.‬‬
‫‪ -‬المتخذة خارج ممر المجلس الشعبً الوالبً ‪.‬‬
‫و لد خول المانون للوالً ‪ ،‬رفع دعوى الؽاء أمام المحكمة االدارٌة المختصة اللٌمٌا ببطالن المداولة ‪،‬‬
‫خالل ‪ٌ 21‬وما من تارٌخ المداولة ‪ ،‬و ذلن طبما لمانون االجراءات المدنٌة واالدارٌة ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬البطالن النسبً ‪:‬‬
‫دعما لنزاهة التمثٌل الشعبً ‪ ،‬و ترسٌخا لشفافٌة العمل االداري ‪ ،‬نصت المادة ‪ 56‬من المانون الوالبً‬
‫على المابلٌة لالبطال بالنسبة للمداوالت التً ٌشارن فً اتخاذها أعضاء من المجلس ‪ ،‬بما فٌهم الربٌس ‪،‬‬
‫لهم مصلحة فٌها بصفة ‪ :‬شخصٌة ‪ ،‬أو ابلنسبة ألزواجهم أو أصولهم أو فروعهم الى الدرجة الرابعة ‪ ،‬أو‬
‫كوكالء ‪.‬‬
‫‪ -‬من ٌثٌر بطالن المداولة ؟‬
‫ٌمكن للوالً أن ٌثٌر البطالن خالل ‪ٌ 15‬وما من تارٌخ الرار المداولة ‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫‪ -‬كما ٌمكن المطالبة بها من لبل كل منتخب أو مكلؾ بالضرٌبة فً الوالٌة ‪ ،‬له مصلحة فً ذلن ‪ ،‬خالل‬
‫خمسة عشر ( ‪ٌ ) 15‬وما بعد الصاق المداولة ‪ ،‬بموجب رسالة موصى علٌها الى الوالً ممابل وصل‬
‫استالم ‪.‬‬
‫ما هو المضاء المختص ؟‬
‫ٌرفع الوالً دعوى أمام المحكمة االدارٌة لصد االلرار ببطالن المداولة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الحلول‬
‫الماعدة العامة ‪ ،‬أن الهٌبات الالمركزٌة تعمل بداءة ‪ ،‬و ال تتدخل الجهات الوصٌة اال الحما طبما‬
‫لالجراءات التً ٌحددها المانون ‪.‬‬
‫و اذا كانت سلطة الحلول من الخصابص األساسٌة التً تمٌز السلطة الرباسٌة ‪ ،‬فمد ٌسمح بها ‪-‬‬
‫استثنابٌا ‪ -‬فً نظام الوصاٌة االدارٌة كما ورد ذلن فً المادة‪ 168‬و ‪ 169‬من لانون الوالٌة التً تنص‬
‫على ‪:‬‬
‫" عندما ال ٌصوت على مشروع المٌزانٌة بسبب اختالل داخل المجلس الشعبً الوالبً ‪ ،‬فان الوالً ٌموم‬
‫استثناءا باستدعاء المجلس الشعبً الوالبً فً دورة ؼٌر عادٌة للمصادلة علٌه ‪.‬‬
‫ؼٌر أن هذه الدورة ال تعمد اال اذا تجاوزت الفترة المانونٌة للمصادلة على مشروع المٌزانٌة وبعد تطبٌك‬
‫أحكام المادة ‪ 167‬اعاله ‪.‬‬
‫و فً حالة عدم توصل هذه الدورة الى المصادلة على مشروع المٌزانٌة ‪ٌ ،‬بلػ الوالً الوزٌر‬
‫المكلؾ بالداخلٌة الذي ٌتخذ التدابٌر المالبمة لضبطها ‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 169‬منه على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" عندما ٌظهر تنفٌذ مٌزاٌة الوالٌة عجزا فانه ٌجب على المجلس الشعبً الوالبً اتخاذ التدابٌر الالزمة‬
‫المتصاص هذا العجز و ضمان التوازن الصارم للمٌزانٌة االضافٌة للسنة الموالٌة ‪.‬‬
‫اذا لم ٌتخذ المجلس الشعبً الوالبً التدابٌر التصحٌحٌة الضرورٌة ‪ٌ ،‬تولى اتخاذها الوزٌر المكلؾ‬
‫بالداخلٌة و الوزٌر المكلؾ بالمالٌة اللذٌن ٌمكنهما االذن بامتصاص العجز على مدى سنتٌن او عدة‬
‫سنوات مالٌة " ‪.‬‬
‫وسلطة حلول وزٌر الداخلٌة والمالٌة تنصب على ‪:‬‬
‫‪ -‬ضبط توازن المٌزانٌة لدى اعدادها ‪ ،‬و امتصاص عجزها لدى التنفٌذ ‪ ،‬فً حالة عدم لٌام المجلس‬
‫بذلن ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬الرلابة على المجلس الشعبً الوالئً ( كهٌئة )‬
‫ٌمتصر الرلابة االدارٌة على المجلس الشعبً الوالبً على حله أي المضاء و انهاء مهامه بازالته‬
‫لانونٌا ‪ ،‬مع بماء الشخصٌة المعنوٌة للوالٌة لابمة بطبٌعة الحال ‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫اوال ‪ :‬األسباب ( الحاالت )‬
‫كما هو الحال فً لانون البلدٌة ‪ ،‬نص لانون الوالٌة على مجموعة من حاالت تشكل أسبابا لحل‬
‫المجلس الشعبً الوالبً ‪ ،‬و ذلن بموجب المادة ‪ 48‬منه ‪ ،‬حٌنما نصت على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" ٌتم حل المجلس الشعبً الوالبً و تجدٌده الكلً ‪:‬‬
‫‪ -‬فً حالة خرق أحكام دستورٌة ‪،‬‬
‫‪ -‬فً حالة الؽاء انتخاب جمٌع أعضاء المجلس ‪،‬‬
‫‪ -‬فً حالة استمالة جماعٌة ألعضاء المجلس الشعبً الوالبً ‪،‬‬
‫‪ -‬عندما ٌكون االبماء على المجلس مصدر الختالالت خطٌرة تم اثباتها فً التسٌٌر الوالبً أو من طبٌعته‬
‫المساس بمصالح المواطنٌن و طمؤنٌنتهم ‪،‬‬
‫‪ -‬عندما ٌصبح عدد المنتخبٌن ألل من األؼلبٌة المطلمة ‪ ،‬بالرؼم من تطبٌك احكام المادة ‪ 41‬أعاله ‪،‬‬
‫‪ -‬فً حالة اندماج بلدٌات أو ضمها أو تجزبتها ‪،‬‬
‫‪ -‬فً حالة حدوث ظروؾ استثنابٌة تحول دون تنصٌب المجلس المنتخب " ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬االختصاص‬
‫تنص المادة ‪ 47‬من لانون الوالٌة على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" ٌتم حل المجلس الشعبً الوالبً و تجدٌده بموجب مرسوم رباسً بناءا على تمرٌر الوزٌر المكلؾ‬
‫بالداخلٌة "‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االجراءات‬
‫حفاظا على التمثٌل و االختٌار الشعبً ‪ ،‬أحاط المشرع عملٌة حل المجلس الشعبً الوالبً بضمانات و‬
‫حماٌة ‪ ،‬تتمثل ‪ -‬أساسا ‪ -‬فً ‪:‬‬
‫‪ - 1‬تمدٌم تمرٌر من طرؾ وزٌر الداخلٌة ‪ ،‬كجهة وصاٌة ‪،‬‬
‫‪ - 2‬اصدار مرسوم رباسً ‪ٌ ،‬نشر فً الجرٌدة الرسمٌة ‪ ،‬بطبٌعة الحال ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬اآلثار ( النتائج)‬
‫تنص المادة ‪ 49‬من لانون الوالٌة على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" فً حالة حل المجلس الشعبً الوالبً ٌعٌن الوزٌر المكلؾ بالداخلٌة ‪ ،‬بناءا على التراح من الوالً ‪،‬‬
‫خالل ‪ 10‬اٌام التً تلً حل المجلس ‪ ،‬مندوبٌة والبٌة لممارسة الصالحٌات المخول اٌاها بموجب‬
‫الموانٌن و التنظٌمات المعمول بها ‪ ،‬الى حٌن تنصٌب المجلس الجدٌد ‪.‬‬
‫تنتهً مهمة المندوبٌة الوالبٌة بموة المانون فور تنصٌب المجلس الشعبً الوالبً الجدٌد ‪.‬‬
‫تحدد كٌفٌات تطبٌك هذه المادة عن طرٌك التنظٌم "‪.‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 50‬منه على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫‪66‬‬
‫" تجرى انتخابات تجدٌد المجلس الشعبً الوالبً المحل فً أجل ألصاه ثالثة أشهر ابتداءا من تارٌخ‬
‫الحل ‪ ،‬اال فً حالة المساس الخطٌر بالنظام العام ‪.‬‬
‫و ال ٌمكن بؤي حال من األحوال اجراءه خالل السنة األخٌرة من العهدة الجارٌة ‪.‬‬
‫تحدد كٌفٌات تطبٌك هذه المادة عن طرٌك التنظٌم "‪.‬‬
‫‪ٌ -‬ترتب على حل المجلس الشعبً الوالبً ما ٌلً ‪:‬‬
‫‪ - 1‬سحب صفة العضوٌة بالمجلس عن جمٌع األشخاص الذٌن كان ٌتشكل منهم ‪ ،‬أي ‪ :‬الؽاء المركز‬
‫المانونً المترتب عن العضوٌة ‪ ،‬و ذلن دون المساس بوجود الشخصٌة المعنوٌة للوالٌة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬المندوبٌة الوالبٌة ‪ :‬تنص المادة ‪ 49‬من لانون الوالٌة على ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫" فً حالة حل المجلس الشعبً الوالبً ٌعٌن الوزٌر المكلؾ بالداخلٌة ‪ ،‬بناءا على التراح من الوالً ‪،‬‬
‫خالل ‪ 10‬اٌام التً تلً حل المجلس ‪ ،‬مندوبٌة والبٌة لممارسة الصالحٌات المخول اٌاها بموجب‬
‫الموانٌن و التنظٌمات المعمول بها ‪ ،‬الى حٌن تنصٌب المجلس الجدٌد ‪.‬‬
‫تنتهً مهمة المندوبٌة الوالبٌة بموة المانون فور تنصٌب المجلس الشعبً الوالبً الجدٌد ‪.‬‬
‫تحدد كٌفٌات تطبٌك هذه المادة عن طرٌك التنظٌم "‪.‬‬
‫و مبدبٌا ‪ ،‬فان سلطاتها ٌجب أن تمتصر على تصرٌؾ و تسٌٌر األعمال الجارٌة و على اتخاذ المرارات‬
‫التحفظٌة المستعجلة ‪ ،‬ضمانا السمرارٌة المرفك العام ‪ ،‬على اعتبار أن المجلس المنتخب هو الجهة‬
‫المإهلة الدارة الشإون العامة‪.‬‬
‫‪ - 3‬اجراء انتخابات لتجدٌد المجلس الشعبً الوالبً خالل الثالثة أشهر الموالٌة للحل ‪ ،‬اال اذا تبمت عن‬
‫التجدٌد العادي مدة سنة فمط ‪.‬‬

‫مالحظة ‪ :‬األوراق األخٌرة مؤخوذة من كتاب ‪ ،‬د ‪.‬عمار بوضٌاؾ ‪ ،‬الوجٌز فً المانون اإلداري ‪،‬‬
‫المرجع السابك ‪.‬‬

‫‪67‬‬

You might also like