You are on page 1of 6

‫بر الوالدين‬

‫لل حمدا كثيرا كما أ َ َمر ‪ ،‬والشك ُر ل ُه وقد تأ َّذنَ بالزياد هة لمن َ‬
‫شكَر ‪،‬‬ ‫الحم ُد ه‬
‫والصالةُ والسال ُم على سي هد البشر ‪ ،‬وشفي هع ههم في المحشَر ‪ ،‬وعلى آ هله وصح هبه‬
‫الساد هة الغُ َرر ‪.‬‬
‫س هيئ َاته هه َويُع هظم لَهُ أَجرا)‪.‬‬
‫ّللا يُك هَفر عَنهُ َ‬
‫ق َّ َ‬‫هللا؛ (و َمن يَت َّ ه‬
‫أمابع ُد ‪ ..‬عبا َد هللا ‪ ..‬اتقوا َ‬
‫برهُ َما بع َد موته هه َما‪.‬‬ ‫البر بالوالدين؛ ُّ‬
‫تمام ه‬
‫واعلموا أن همن ه‬

‫ي من بر‬ ‫هللا علي هه وسل َم فقال‪ :‬يا رسو َل هللا‪ ،‬هل بق َ‬ ‫جا َء رجل إلى النبي صلى ُ‬
‫عليه َما‪ ،‬واالستغفا ُر لهما‪،‬‬ ‫ه‬ ‫أبوي شيء أبره َما بهه بع َد موته هه َما؟ قاَل‪« :‬نعم‪ ،‬الصالةُ‬
‫به َما‪ ،‬وإكرا ُم‬ ‫ص ُل إال ه‬ ‫وإنفاذُ عه هد هه َما من بع هدههما‪ ،‬وصلةُ الر ه‬
‫حم التي ال ت ُو َ‬
‫صديقهما»‪.‬‬
‫البر أن يص َل الرج ُل أه َل ُو هد أبيه بع َد أن‬ ‫و قال – عليه الصالةُ والسال ُم ‪« :-‬إن َّ‬
‫أبر ه‬
‫يولي األب»‪.‬‬‫ه‬

‫سلَّ َم يُبَا هي ُع ُه‬


‫علَي هه َو َ‬ ‫صلَّى ُ‬
‫هللا َ‬ ‫ّللا ب هن عَم ٍرو قَا َل‪ :‬جَا َء َر ُجل هإلَى النَّ هبي ه َ‬ ‫وعَن عَب هد َّ ه‬
‫ان‪ ،‬فقال‪" :‬ار هجع إهلَي هه َما‪َ ،‬وأَض هحك ُه َما َك َما أَبكَيت َ ُه َما"‪.‬‬ ‫علَى ال ههج َر هة‪َ ،‬وت َ َركَ أَبَ َوي هه يَب هكيَ ه‬
‫َ‬

‫بر والدينا‪ ،‬اللهم إن كنا قد قصَّرنَا في‬ ‫اللهم إنا نسألكَ أن تعيننا جميعا على ه‬
‫حقه َما‪ ،‬الله َّم فاغفر لنا‪ ،‬وامل قلبَي هه َما بمحبتهنا‪ ،‬وألسنت َ ُه َما‬
‫ه‬ ‫بر هه َما‪ ،‬أو أخطأنا في‬
‫ه‬
‫ين فاغفر لهما وارحم ُه َما‪،‬‬ ‫بالدعاءه لنا‪ ،‬ياذا الجال هل واإلكرام ‪ ..‬اللهم وإن كانا ميهت َ ه‬
‫موته َما‪.‬‬
‫ه‬ ‫اإلحسان إليهما بع َد‬
‫ه‬ ‫وأعنا على‬

‫اللهم اغفر للمسلمينَ والمسلمات‪ ،‬والمؤمنينَ والمؤمنات‪ ،‬األحياءه منهم واألموات‪.‬‬


‫أمورنا‪ ،‬ووفق ُهم لما في هه رضاك‪ ،‬وبارك‬
‫ه‬ ‫اللهم آمنا في أوطانهنَا وأصلح أئمتَنَا ووالةَ‬
‫لنا في أعما هلنَا وأع َم هارنَا‪.‬‬

‫والسالم عليه‪.‬‬
‫ه‬ ‫هللا بالصال هة‬
‫هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محم ٍد فقد أ َم َركُم ُ‬
‫اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محم ٍد وعلى آل هه وصحب هه وأزواج هه وذريت هه إلى‬
‫هللا أكب ُر‬
‫والمنكر‪ ،‬ولذك ُر ه‬
‫ه‬ ‫وأقم الصالةَ إن الصالةَ تنهى عن الفحشاءه‬ ‫ه‬ ‫يوم الدين‪.‬‬
‫وهللا يعل ُم ما تصنعون‪
 .‬‬
‫ُ‬
‫الحكمة‬
‫خيرات‪ ،‬وتعُ ُم‬ ‫الحَم ُد لل رب العَالمين‪ ،‬الَّذهي بنعمته تت ُم الصَّا هلحَات‪ ،‬وتعظُ ُم ال َ‬
‫علَي هه‬
‫هللا ت َ َعالَى َرح َمة لل َعالمين َوأنزل َ‬
‫س َال ُم على من أرسلهُ ُ‬ ‫البركات‪َ ،‬والص ََّالةُ َوال َّ‬
‫ال هحك َمة َوفص َل ال هخطاب‪ .‬أما بع ُد ‪..‬‬
‫رأس الحكم هة مخافةُ هللا ‪ ،‬واعلموا أنه من‬ ‫َ‬ ‫أيها الناس‪ :‬اتقوا هللاَ تعالى فإن‬
‫بمنظار الرحم هة والنصح والعدل‪ ،‬فإن‬ ‫ه‬ ‫غيره‬ ‫ت ه‬ ‫ينظر اإلنسا ُن إلى تصرفا ه‬ ‫َ‬ ‫الحكم هة أن‬
‫ينظر‬‫َ‬ ‫ليس من الحكم هة أن‬‫َ‬ ‫هللا تعالى‪ ،‬ولكن‬ ‫ئ إال من عصمه ُ‬ ‫ك َّل أحد ال ب َّد أن يُخط َ‬
‫ينظر إلى الجانبين‪،‬‬
‫َ‬ ‫جانب الصواب‪ ،‬بل‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫جانب الخط هأ فقط‪ ،‬ويد َ‬ ‫َ‬ ‫اإلنسا ُن إلى‬
‫ويوازنَ بينهما ثم يسعى في إصالح الخطأ‪.‬‬

‫سهُ ويعب َد هوا ُه فيمضي‬‫يركب رأ َ‬


‫َ‬ ‫ومن الحكم هة إذا نُ هبهَ اإلنسا ُن على خطأ أن ال‬
‫ع إلى الحق خير من التمادي في الباطل‪ ،‬والمؤم ُن‬ ‫في خطئهه ورأيه‪ ،‬فإن الرجو َ‬
‫حيث وجدَه أخذَه‪ .‬وكثير من الخلق يمن ُعهُ منص ُبهُ أو جاهُهُ من‬ ‫ُ‬ ‫ضالتُهُ الح ُ‬
‫ق‬
‫الرجوع إلى الحق بعد ما تبينَ له‪ ،‬وهذا من السفه‪ ،‬فنسأل هللا أن يعيذَنا من ذلك‪.‬‬

‫تظهر له‬
‫َ‬ ‫س بوجهه أو‬‫ومن الحكم هة إذا جا َءك أخوك ناصحا لك أن ال تع هب َ‬
‫شكر الناصح فضيلة‬
‫َ‬ ‫االستياء‪ ،‬فإن من حق الناصح أن يقابَ َل بالشكر‪ ،‬فإن‬
‫للناصح‪.‬‬
‫ه‬ ‫للمنصوح وتشجيع‬

‫يعرف الخالصَ‬
‫َ‬ ‫أيها الناس‪ ،‬وإن من الحكم هة أن ال يَد ُخ َل اإلنسا ُن في أمر حتى‬
‫يستمر عليه‪ ،‬فمن بوركَ له‬
‫َّ‬ ‫منه‪ ،‬وإن من الحكمة أنَّ من ابتدأ َ بعمل وارتا َح له أن‬
‫في شيء فليلزمه‪.‬‬

‫اللهم بارك لنا في أعمالنا وأعمارنا‪ ،‬وارزقنا الحكمةَ في ه‬


‫كل أمورنا‪.‬‬
‫هذا وصلوا وسلموا على نبي الرحم هة؛ فمن صلى عليه واحدة صلى هللا عليه بها‬
‫عشرا‪ ،‬اللهم صل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫قرب إليها من قول أو عمل‪ ،‬ونعوذُ بك من النار‪،‬‬‫َ‬ ‫اللهم إنا نسألك الجنةَ وما‬
‫وما قرب إليها من قول أو عمل‪ ،‬اللهم إنا نعوذ بك أن نشركَ بك شيئا نعل ُمه‪،‬‬
‫ونستغفركَ لما ال نعلمه‪.‬‬

‫اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا ووالة أمورنا‪ ،‬اللهم اختم بالصالحات‬
‫أعمالنا واجعل خير أيامنا يوم لقائك‪.‬‬
‫ان َو هإيتَاءه ذهي القُربَى َويَنهَى ع هَن الفَحشَاءه‬
‫س ه‬‫اإلح َ‬ ‫عباد هللا‪ :‬هإنَّ َّ َ‬
‫ّللا يَأ ُم ُر هبالعَد هل َو ه‬
‫َوال ُمنك هَر َوالبَغي ه‪..‬‬
‫واذكروا هللا العظيم يذكركم‪ ،‬واشكروه على نعمه يزدكم‪ ،‬ولذكر هللا أكبر وهللا‬
‫يعلم ماتصنعون‪.‬‬
‫الصديق‬

‫الحم ُد لل المحمو هد بك هل لسان‪ ،‬المعبو هد في ك هل مكان‪ ،‬الذي ال يشغلهُ شأن عن‬


‫شأن‪ ،‬سبحانَهُ ج َّل عن االشبا هه واألنداد‪ ،‬وتنزهَ عن الصاحب هة واألوالد ‪ .‬وأشه ُد أن‬
‫هللا وح َدهُ ال شريكَ له‪ ،‬وأشه ُد ان محمدا عب ُدهُ ورسولُه‪.‬‬‫ال إله إال ُ‬

‫ق تُقَاته هه َوالَ ت َ ُموت ُنَّ إهالَّ َوأَنت ُم ُّمس هل ُمونَ ))‪.‬‬ ‫أما بعد‪(( :‬يَا أَيُّهَا الَّ هذينَ آ َمنُوا اتَّقُوا َ‬
‫ّللا َح َّ‬
‫ح َك َمث َ هل ال َع َّ‬
‫ط هار‪ ،‬هإن لَ ُم‬ ‫يس الصَّا هل ه‬ ‫هللا علي هه وسلم ‪َ " :‬مث َ ُل ال َج هل ه‬ ‫عبا َد هللا‪ :‬قا َل صلى ُ‬
‫طر هه أَصَابَكَ من هر ه‬
‫يحه"‬ ‫عطكَ همن هع ه‬‫يُ ه‬

‫يم) قال ‪:‬‬


‫هيق ح هَم ٍ‬
‫صد ٍ‬‫عباد هللا كونوا ك َمن قال إذا قرأ‪َ ( :‬ف َما َل َنا همن شَافه هعينَ َوال َ‬
‫شفَع‪.‬‬
‫ق إذا كان صالحا نَفَع‪ ،‬وأن الحمي َم إذا كان صالحا َ‬ ‫يعلمونَ و ه‬
‫هللا أن الصدي َ‬

‫أيها المؤمنون ‪ :‬من أرا َد منكم مصاحبةَ أمرئ فليحرص على أربع خصال‪:‬‬

‫ق َال تَثبُتُ َم َعهُ‬ ‫ور‪َ .‬ف هإنَّ ال ُحم َ‬ ‫ال َخص َلةُ األُو َلى‪ :‬عَقل َمو ُفور يَهدهي إ َلى َم َرا ه‬
‫ش هد األ ُ ُم ه‬
‫ق شُؤم ‪.‬‬ ‫صحبَةُ األَح َم ه‬ ‫َاحبه هه استهقَا َمة‪ ،‬فإن البَذَا َء لُؤم‪َ ،‬و ُ‬‫َم َودَّة‪َ ،‬و َال تَدُو ُم هلص ه‬

‫عدُو‬ ‫ع َلى ال َخي َراته‪ ،‬فَ هإنَّ ت َ هاركَ الد ه‬


‫هين َ‬ ‫َاح هب هه َ‬
‫ف هبص ه‬ ‫َوال َخص َلةُ الثَّانهيَةُ‪ :‬الدهي ُن ال َواقه ُ‬
‫ان ذَا‬
‫اإلخ َو ه‬
‫ف همن ه‬ ‫ط ه‬‫ض ال ُح َك َماءه ‪ :‬اص َ‬‫غي هر هه‪َ .‬وقَا َل بَع ُ‬
‫ف يُرجَى همنهُ َم َو َّدةُ َ‬ ‫س هه‪ ،‬فَكَي َ‬ ‫هلنَف ه‬
‫ب‪ ،‬فَ هإنَّهُ هردء لَك هعن َد حَا َجتهك‪َ ،‬ويَد هعن َد نَائهبَتهك‪َ ،‬وأُنس‬ ‫الرأي ه َواأل َ َد ه‬
‫ب َو َّ‬
‫س ه‬ ‫هين َوال َح َ‬
‫الد ه‬
‫شتهك‪َ ،‬و َزين هعن َد عَافهيَتك‪.‬‬ ‫هعن َد َوح َ‬

‫ي األَفعَا هل‪ُ ،‬مؤثهرا هلل َخي هر ه‬


‫آمرا هب هه‪،‬‬ ‫ق َم َر هض َّ‬ ‫َوال َخصلَةُ الثَّا هلثَةُ‪ :‬أَن يَكُونَ َمح ُمو َد األَخ َال ه‬
‫س ُد األَخ َال َ‬
‫ق‪.‬‬ ‫ب األَعدَا َء َوت ُف ه‬ ‫س ُ‬ ‫ير ت ُك ه‬ ‫ك هَارها هللش هَّر نَاههيا عَنهُ‪ ،‬فَ هإنَّ َم َو َّدةَ ه‬
‫الش هر ه‬

‫اح ٍد همن ُه َما َميل إلَى ص ه‬


‫َاحبه هه‪َ ،‬و َرغبَة فهي‬ ‫الرابهعَةُ‪ :‬أَن يَكُونَ همن ك هُل َو ه‬ ‫َوال َخصلَةُ َّ‬
‫ب َم َو َّدةَ ُممت َ هن ٍع َ‬
‫علَي هه‪ ،‬كَانَ ُم َعنًّى َخا هئبا‪.‬‬ ‫ُمؤَا َخا هت هه‪ ،‬ف َمن َ‬
‫طلَ َ‬

‫شفَاعَة ‪ ...‬فَ َال َخي َر فهي ُو ٍد يَكُو ُن بهشَا هف هع‬


‫فَ هإن كَانَ َال يُدنهيك َّإال َ‬
‫ت والحكمة‪.‬‬
‫القرآن واوالحديث ‪ ،‬ونفعنا بما فيهما من البينا ه‬ ‫ه‬ ‫هللا لي ولكم في‬ ‫باركَ ُ‬

‫اللهم قربنا من عبادك الصالحين وحببهم الينا وحببنا اليهم وحبب أعمالهم لنا‬
‫وجعلنا ممن يهتدي بهديهم والحمد لل الذي بحمده تتم الصالحات ‪ ،‬والسالم عليكم‬
‫ورحمة هللا وبركاته ‪.‬‬
‫الغيبة‬

‫وجهره‪ ،‬وأشه ُد أن ال إلهَ‬ ‫ه‬ ‫سره‬‫العليم بحا هل عبدهه في ه‬ ‫ه‬ ‫قدره‪،‬‬


‫العظيم في ه‬
‫ه‬ ‫الحم ُد لل‬
‫هللا وح َدهُ ال شريكَ لهُ وال إلهَ غي ُره‪ ،‬وأشه ُد أن محمدا عبدُه ورسولُه أفض ُل من‬ ‫إال ُ‬
‫صل وسلم على عبدهك ورسو هلك محم ٍد و آل هه وصحبهه‪.‬‬ ‫وأمره‪ .‬اللهم ه‬ ‫ه‬ ‫قا َم بطاع هة رب هه‬
‫ق تُقَاته هه َوالَ ت َ ُموت ُنَّ هإالَّ َوأَنت ُم ُّمس هل ُمونَ }‪.‬‬ ‫{يَا أَيُّهَا الَّ هذينَ آ َمنُوا اتَّقُوا َ‬
‫ّللا َح َّ‬

‫أما بعد عبا َد هللا‪ :‬فلقد علمنا القرآ ُن األخالقَ‪ ،‬وربانا عليها‪ ،‬وحذرنا من الغيب هة‬
‫ب أ َ َح ُدكُم أَن يَأكُ َل لَح َم‬
‫ضكُم بَعضا أَيُ هح ُّ‬ ‫أش َّد التحذير‪ .‬قال هللا تعالى‪َ { :‬و َال يَغتَب بَّع ُ‬
‫ّللا ت َ َّواب َّر هحيم} ‪ ،‬وفي الحديث‪ :‬أَنَّ َرسُو َل َّ ه‬
‫ّللا‬ ‫أ َ هخي هه َميتا فَك هَرهت ُ ُموهُ َواتَّقُوا َّ َ‬
‫ّللا إهنَّ َّ َ‬
‫سولُهُ أَعلَ ُم‪ ،‬قَا َل ذهك ُركَ‬ ‫سلَّ َم قَا َل أَتَد ُرونَ َما ال هغيبَةُ؟ قَالُوا َّ ُ‬
‫ّللا َو َر ُ‬ ‫علَي هه َو َ‬ ‫صلَّى َّ ُ‬
‫ّللا َ‬ ‫َ‬
‫أ َ َخاكَ به َما يَك َرهُ‪ ،‬قهي َل أَفَ َرأَيتَ إهن كَانَ فهي أ َ هخي َما أَقُولُ؟ قَا َل إهن كَانَ فهي هه َما تَقُو ُل فَقَد‬
‫اغتَبتَهُ‪َ ،‬و هإن لَم َيكُن هفي هه فَقَد َب َهتَّهُ‪.‬‬

‫جابر رضي هللا عنه‪ :‬قال ‪ :‬كنا مع النبي صلى هللا عليه وسلم فارتفعت‬‫ٍ‬ ‫وعن‬
‫ري ُح جيف ٍة منتنة‪ ،‬فقا َل رسو ُل هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أتدرون ما هذه الريح؟ هذه‬
‫ري ُح الذين يغتابون الناس‪.‬‬

‫البعض أن الغيبةَ تكو ُن بالقو هل فقط‪ ،‬والصحي ُح أنها ال‬


‫ُ‬ ‫عبا َد هللا‪ :‬قد يظنُّ‬
‫تقتص ُر على القو هل فقط؛ بل تجري في الفع هل كالحرك هة واإلشار هة والكناية؛ لما ور َد‬
‫عن عائشةَ قالت‪ :‬قلتُ للنبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬حسبُكَ من صفيةَ كذا وكذا؛‬
‫البحر لمزجته‪.‬‬
‫ه‬ ‫ت كلمة لو ُمزجت بماءه‬ ‫تعني أنها قصيرة‪ ،‬فقال‪ :‬لقد قل ه‬

‫مساوئ من يغتابُه‪.‬‬‫ه‬ ‫ظهُ ه‬


‫بذكر‬ ‫ب غي َ‬‫ث للغيب هة‪ :‬شفا ُء المغتا ه‬‫إن من البواع ه‬
‫والرفاق ومشاركت ُ ُهم فيما يخوضون فيه من الغيبة‪ ،‬وظنُّ المغتا ه‬
‫ب‬ ‫ه‬ ‫األقران‬
‫ه‬ ‫ومجاملةُ‬
‫النفس‬
‫ه‬ ‫غيره‪ ،‬ورف ُع‬ ‫س هه من شيءٍ ونسبتُهُ إلى ه‬ ‫غير هه ظنا سيئا‪ ،‬وتبرئتُهُ لنف ه‬
‫في ه‬
‫ب‪ ،‬وقلةُ ور هع هه‪ ،‬وغفلت ُه‪.‬‬‫إيمان المغتا ه‬
‫ه‬ ‫بتنقيص الغير‪ ،‬وقلةُ‬
‫ه‬ ‫وتزكيت ُها‬

‫َ‬
‫فبعث‬ ‫وروي عن الحسن ( عليه السالم) أن رجال قال له‪ :‬إن فالنا قد اغتابك‬
‫ي من حسناتكَ فأردتُ أن أكافئكَ‬ ‫إليه ُرطبا على طبق‪ ،‬وقال‪ :‬قد بلغني أنك أهديتَ إل َّ‬
‫عليها ‪.‬‬

‫الناس منا نسلم منهم‪،‬‬


‫ُ‬ ‫وليسلم‬
‫ه‬ ‫هللا في ألسنَ هتنا وأقوا هلنا وأعما هلنا‪،‬‬
‫فلنتق َ‬
‫ه‬ ‫أال‬
‫ذب‬
‫المسلم في غيبت هه الذك ُر الحسن‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من َّ‬ ‫ه‬ ‫وليكن ألخيكَ‬
‫هللا أن يعتهقَهُ من النار‪ ،‬ومن ر َّد عن هع ه‬
‫رض‬ ‫رض أخي هه بالغيب هة كان حقا على ه‬ ‫عن هع ه‬
‫النار يو َم القيامة‪.‬‬
‫َ‬ ‫هللا عن وجه هه‬‫أخي هه في الدنيا ر َّد ُ‬
‫ان َو هإيتَاءه ذهي القُربَى َويَنهَى عَن الفَحشَاءه‬‫س ه‬‫اإلح َ‬ ‫هللا‪ :‬هإنَّ َ‬
‫هللا يَأ ُم ُر هبال َعد هل َو ه‬ ‫هعبَا َد ه‬
‫علَى‬ ‫ي‪ ،‬يَ هعظُكُم لَعَلَّكُم تَذَ َّك ُرنَ فَاذكُ ُروا َ‬
‫هللا العَ هظي َم يَذكُركُم َواشكُ ُروهُ َ‬ ‫َوال ُمنك هَر َوالبَغ َ‬
‫هللا يَعلَ ُم َما تَصنَعُونَ ‪
 .‬‬ ‫هللا أَكبَ ُر َو ُ‬
‫نهعَ هم هه يَ هزدكُم َولَذهك ُر َ‬
‫حسن الخلق‬

‫هللا وح َد ُه ال‬
‫وحسن عبادته‪ ،‬و أشه ُد أن ال إله إال ُ‬
‫ه‬ ‫الحم ُد لل الذي أوصى بتقوا ُه‬
‫شريكَ له‪ ،‬وأشه ُد أن محمدا عب ُدهُ ورسولُه؛ َ‬
‫أمرهُ ربُهُ و أدبَهُ فقال ‪ُ (( :‬خ هذ العَف َو‬
‫ف َوأَع هرض ع هَن الجَا هه هلينَ )) صلى هللا علي هه وعلى آل هه وصحب هه أجمعين‪.‬‬‫َوأ ُمر بهالعُر ه‬

‫ّللا الَ يُ هضي ُع أَج َر‬


‫ق َويهصبهر فَ هإنَّ َ‬
‫هللا عبا َد هللا‪ ،‬إهنَّهُ َمن يَت َّ ه‬
‫أما بعد‪ :‬اتقوا َ‬
‫س هنينَ ‪.‬‬
‫ال ُمح ه‬

‫اإلنسان كث ُ َر محبوهُ وقل ُمعادوه‪ ،‬ف َ‬


‫س ُهلَت‬ ‫ه‬ ‫ق‬‫أيها المسلمون‪ :‬إذا حسُنَت أخال ُ‬
‫القلوب ال هغضَاب‪ ،‬ونبتت على جوارح هه المحاب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫علي هه األمو ُر الصعاب‪ ،‬والنت له‬
‫بخيري ه الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫َ‬ ‫ذهب‬
‫َ‬ ‫الخلق‬
‫ه‬ ‫بكل ما لذَ وطاب‪ ،‬ف ُحس ُن‬
‫وسا َل لسانُهُ ه‬

‫سنَ ُخلُقَهُ‪ ،‬وإن‬ ‫ت فهي أَع َلى ال َج َّن هة هل َمن َح َّ‬ ‫هللا عليه وسلم‪ :‬أ َ َنا َز هعيم هببَي ٍ‬ ‫قال صلى ُ‬
‫الناس‬
‫ه‬ ‫سنَكم أخالقا‪ ،‬وخيا ُر‬ ‫ي وأق َربهكُم همنهي َمج هلسا يَو َم ال هقيا َم هة أحا ه‬ ‫همن أحَبهكم إلَ َّ‬
‫سنُ ُهم ُخلُقَا‪ ،‬وما من شيء أثق ُل في‬ ‫سنُ ُهم أخالقا‪ ،‬وأكم ُل المؤمنين إيمانا أح َ‬ ‫أحا ه‬
‫حسن ال ُخلُق‪ ،‬وإهنَّ ال ُمؤ همنَ لَيُد هركُ به ُحس هن ُخلُ هق هه‬ ‫ه‬ ‫المؤمن يو َم القيام هة من‬‫ه‬ ‫ميزان العب هد‬
‫ه‬
‫ّللا وحس ُن ال ُخلُق‪،‬‬ ‫وصائم النَّهَار‪ ،‬وأكث ُر َما ُيد هخ ُل ال َجنَّةَ‪ :‬تَق َوى َّ ه‬
‫ه‬ ‫د ََرجَةَ قَا هئ هم اللَّي هل‬
‫الخلق‬
‫ه‬ ‫الرحم وحسنَ‬ ‫ه‬ ‫ب سه ٍل‪ ،‬وإن صلةَ‬ ‫لين قري ٍ‬‫هين ٍ‬ ‫علَى النَّ هار كُ ُّل ٍ‬ ‫حر ُم َ‬ ‫و هإنَّ َما يُ َّ‬
‫الديار ويزيدان في األعمار‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الجوار يعمران‬‫ه‬ ‫وحسنَ‬

‫قيل الحدهم ‪ :‬اجمع لنا ُحسنَ ال ُخلُ ه‬


‫ق في كلم ٍة واحدة‪ .‬قال‪ :‬تركُ الغضب‪.‬‬

‫ت األحال ُم في حا هل الرضا ‪...‬‬


‫ليس ه‬
‫إنما األحال ُم في حا هل الغضب‪...‬‬

‫اللهم اسلك بنا مسلكَ الصادقينَ األبرار‪ ،‬وألحقنا بعبادهك المص َ‬


‫طفَينَ األخيار‪ ،‬وآتنا‬
‫عذاب النار‪.‬‬
‫َ‬ ‫في الدنيا حسنة وفي اآلخر هة حسنة‪ ،‬وقنا‬

You might also like