You are on page 1of 10

‫مقدمة‬

‫إن األعمال التجارية لها نظام خاص عن باقي األعمال المدنية‪ ،‬وذلك لكون أن لها مجموعة من المميزات‬
‫من أهمها السرعة واإلتمان باإلضافة للثقة‪ ،‬عكس األعمال المدنية‪ ،‬وال تواجه األعمال المنص''وص عليه''ا في‬
‫األمر رقم' ‪ 59 '-75‬أي صعوبة بخصوص' القانون الواجب التطبيق' فيها‪ ،‬عكس ه'ذه األعم'ال‪ ،‬توج'د فئ'ة من‬
‫األعمال والتي ليست بجديدة أو مستقلة عن األعمال التجارية الم''ذكورة في الق''انون التج''اري' التج''اري‪ ،‬غ''ير‬
‫أنه''ا لم ت'رد في ه'ذا األخ'ير على عكس ب'اقي االعم''ال التجاري'ة المنص'وص عليه''ا في األم'ر س''ابق ال'ذكر‪،‬‬
‫باإلضافة لكونها تواجه مجموعة من الصعوبات' في النطاق' العملي الخاص بها‪ ،‬وذلك بسبب أن صفة القائمين‬
‫بها ليسوا من صنف أو طبيعة قانونية واحدة‪ ،‬وكحل لهذه الصعوبات' يتم العمل في هذا النوع من األعمال بكال‬
‫من قواعد القانونين التجاري' والمدني‪ ،‬وهذه األعمال يطلق عليها تسمية األعمال المختلطة‪.‬‬

‫ومن أجل توضيح ذلك أكثر‪ ،‬إخترنا إشكالية بحثنا المتمثلة في‪:‬‬

‫ماهي اإلجراءات القانونية واجبة التط''بيق في األعم''ال المختلط''ة بم''ا أن المش''رع الجزائ''ري لم يورده'ا' في‬
‫الأمر رقم ‪ 59 -75‬المتضمن القانون التجاري ؟‬

‫ومن أجل اإلجابة على إشكالية الدراسة‪ ،‬إعتمدنا خط''ة مكون''ة من مبح''ثين‪ ،‬المبحث األول س''نتكلم عن مفه''وم‬
‫األعمال المختلطة وأمثلتها‪ ،‬والمبحث الثاني يتعلق بالنظام' القانوني' لألعمال المختلطة‪.‬‬

‫خطة البحث‬
‫مقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم األعمال المختلطة وأمثلتها‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف' األعمال المختلطة‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي لألعمال المختلطة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف' اإلصطالحي لألعمال المختلطة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أمثلة عن األعمال المختلطة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النظام القانوني لألعمال المختلطة‬

‫المطلب األول ‪:‬تطبيقات أحكام النظام القانوني المزدوج لألعمال المختلطة‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلختصاص القضائي‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نظام اإلثبات‬

‫الفرع الثالث‪ :‬قواعد األهلية‬

‫‪1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬اإلجراءات التنفيذية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تغليب أحد النظامين القانونين في حاالت معينة‬

‫الفرع األول‪ :‬الرهن الحيازي‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سعر الفائدة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬النفاذ المعجل لألحكام الصادرة لعمل مختلط‬

‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‬
‫مفهوم األعمال المختلطة وأمثلتها‬
‫األعمال المختلطة ليست نوعا جديدا من األعمال التجارية‪ ،‬وتكون مزيجة صنفين من األعم''ال يحكمهم''ا‬
‫قانونين' مختلفان عن بعضهما‪ ،‬وهذا ما قد يثير في بعض األحيان مشاكل بين طرفي' ه''ذه المعامل''ة أي كال من‬
‫الموجب والقابل‪ ،‬وعلى هذا سنقوم بتقسيم هذا المبحث إلى مطلبين‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬يتضمن تعريف' األعمال المختلطة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أمثلة عن األعمال المختلطة‬

‫المطلب األول‬

‫تعريف األعمال المختلطة‬


‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي لألعمال المختلطة‬

‫األعمال هي جمع أعمال‪ ،‬فالعمل بمعنى مهنة‪ ،‬شغل‪ ،‬وظيفة العمل في االقتص''اد أي ه''و‬
‫مجهود يبذل'ه االنس'ان لتحص'يل منفع'ة‪ ،‬عمال بالق'انون‪ :‬تطبيق'ا ل'ه (‪ ،)1‬أم'ا المختلط'ة فهي كلم'ة‬
‫أصلها االسم (مختلط) في صورة مفرد مذكر وجذرها (خلط) وجذعها (مختلط)‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف االصطالحي لألعمال المختلطة‬

‫إذا تم العمل التجاري بين شخصين تاجرين فال صعوبة إذ يطبق عليهما الق''انون التج''اري‪ ،‬كم''ا إذ ب''اع‬
‫تاجر الجملة بضاعة لتاجر التجزئة‪ ،‬ف'إن كال المتعاق'دين يق'وم بعم'ل تج'اري‪ ،‬وإذا وق'ع العم''ل بين شخص''ين‬
‫مدنيين فيعتبر مدنيا لكال الطرفين ويخض''ع لقواع''د الق''انون الم''دني‪ ،‬كم''ا إذا اس''تأجر ش''خص عق''ار من آخ''ر‬
‫لسكنه الخاص‪ ،‬فالعامل يعتبر في الحالة مدنيا في جانب المؤجر ومدنيا' ك''ذلك في ج''انب المس''تأجر‪ ،‬غ''ير أن''ه‬
‫في الغالب يكون العمل تجاريا بالنسبة ألحد الطرفين ومدنيا' بالنسبة للط''رف اآلخ''ر فعندئ''ذ نك''ون أم''ام العم''ل‬
‫المختلط‪ ،‬كما هو الحال في شراء التاجر محصوال من مزارع أو بيع تاجر التجزئ''ة الس''لع المس''تهلك‪ ،‬فالعم''ل‬
‫في المثال األول تجاري في جانب التاجر ومدنيا' في جانب المزارع‪ ،‬وهو في المثال الث''اني تجاري''ا في ج''انب‬
‫تاجر التجزئة ومدنيا في جانب المس''تهلك‪ ،‬ففي كال الح''التين نك''ون أم''ام أعم''ال مختلط''ة‪ ،‬والج''دير ال''ذكر أن‬
‫العمل المختلط ال يكمن في صفة القائم به وإنما في صفة العمل ذاته‪ ،‬واألعم''ال المختلط''ة ليس''ت نوع''ا جدي''دا‬
‫من األعمال التجارية قائمة بذاتها‪ ،‬فهي ال تخ''رج عن كونه''ا أعم''اال تجاري''ة بطبيعت''ه أو بطري''ق تبعي''ة إذا تم‬
‫العمل بين طرفين' يقوم أحدهما وحده بالعمل التجاري (‪.)2‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫‪ _ 1‬أحمد مختار عمر‪ ،‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عالم الكتب‪،‬جمهورية مصر العربية‪ ،2008 ،‬ص‪.1555‬‬
‫‪ _ 2‬عمار عمورة‪ ،‬الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص‪.83‬‬

‫‪3‬‬
‫أمثلة عن األعمال المختلطة‬

‫شراء التاجر محصوالت زراعية من المزارع فهي مدنية بالنسبة للمزارع وتجارية بالنسبة للتاجر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫شراء المستهلكين معظم حاجاتهم من تجار التجزئة‪ ،‬فهي أعمال مدنية بالنس''بة للمس''تهلكين‪ ،‬وعملي''ات‬ ‫‪-‬‬
‫تجارية بالنسبة لتاجر التجزئة‪.‬‬
‫عقد نقل األمتعة أو األشخاص وهو عمل مدني بالنسبة للمسافر' وتجاري بالنسبة للشركة الناقلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عقد االستخدام وهو عمل تجاري بالنسبة للتاجر ومدني بالنسبة للعمال‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫والجدير' بالذكر أن العبرة ليست بصفة أطراف العمل وإنما بص''فة العم''ل ذات''ه‪ ،‬ل''ذلك ف''إن العم''ل المختل''ط‬
‫ليس طائفة جديدة من األعمال التجارية فهي ال تخرج عن كونها أعماال تجاري''ة بطبيعته''ا‪ ،‬أو أعم''اال تجاري''ة‬
‫بالتبعية‪ ،‬عندما يتم العمل بين طرفين ويكون تجاريا لطرف ومدنيا' لآلخر(‪.)1‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫النظام القانوني لألعمال المختلطة‬
‫بما أن األعمال المختلطة هي أعمال تتم بين طرفين أحدهما يكون العمل بالنسبة له عمال تجاريا والطرف'‬
‫األخر مدنيا‪ ،‬وبالتالي ال يمكن إغضاع هذان األخيران لنظام قانوني موحد أي أن العمل الذي يقومان به إما أن‬
‫تحكمه قواعد القانون التجاري' وحده أو العكس أي أن تحكمه قواعد الق''انون الم''دني فق''ط‪ ،‬فك''ان الب''د من ه''ذا‬
‫النوع من األعمال أن يكمه نظام' قانوني مزدوج' يظم ك'ل من الق'انون الم'دني والتج'اري مع'ا‪ ،‬أي أن الط'رف‬
‫الذي يعتبر العمل مدنيا بالنسبة له يخضع ألحكام القانون المدني‪ ،‬وتطبق قواعد القانون التجاري' على الط''رف‬
‫الذي اعتبر العمل تجاريا' بالنسبة له‪ ،‬هذا ما أدى الى خلق بعض العقبات ح'ول كي'ف س'يتم تط'بيق أحك'ام ه'ذا‬
‫النظام‪ ،‬وهذا ماسيتم دراسته من خالل ثالثة مطالب‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تطبيقات أحكام النظام القانوني المزدوج' لألعمال المختلطة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تغليب أحد النظامين القانونين في حاالت معينة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬النفاذ المعجل لألحكام الصادرة لعمل مختلط‬

‫المطلب األول‬

‫‪ _1‬عبد الرزاق جاجان وآخرون‪ ،‬المدخل الى القانون التجاري‪( ،‬األعمال التجارية والتاجر والمتجر)‪ ،‬مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية‪ ،‬سوريا‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص ‪ ،110‬ص ‪.111‬‬

‫‪4‬‬
‫تطبيقات أحكام النظام القانوني المزدوج لألعمال المختلطة‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلختصاص القضائي‬

‫يع''رف اإلختص''اص القض''ائي بأن''ه الس''لطة ال''تي يتم منحه''ا لجه''ة معين''ة للفص''ل في الخص''ومات وحس''م‬
‫المنازعات تبعا ألحكام الق'انون ويتم ذل'ك باتب'اع إج'راءات خاص'ة ذو أش'كال معين'ة يق'وم به'ا ك'ل من الخص'وم'‬
‫والقضاء وأعوانه (‪ ،)1‬وهو نوعين إما ان يكون اختصاص نوعي او إختصاص محلي‪.‬‬

‫أوال‪ /‬اإلختصاص النوعي‬

‫يوجد في بعض الدول في نظامها القضائي إزدواجية المحاكم (محاكم مدنية محاكم تجارية)‪ ،‬المحاكم المدنية‬
‫تعتبر صاحبة اإلختصاص العام حيث تعمل هذه األخيرة على الفصل في جميع الدعاوي المعروضة أمامه''ا ال''تي‬
‫ضمها المشرع إلى إختصاصها' وليس من اختصاص محاكم أخرى‪ ،‬وفي' الطرف األخر توج'د المح''اكم التجاري'ة‬
‫والتي يفهم من إسمها أنها تخص بالمنازعات ذات الطابع التجاري فقط‪.‬‬

‫«‪ ‬ولقد كانت الجزائر تأخذ بنظام المحاكم التجارية إال أن هذه المحاكم ق''د ألغيت ب''األمر ‪ 63-69‬الص''ادر' في أول‬
‫مارس ‪ ،1963‬وعلى هذا فإن مسألة اإلختصاص بالمسائل المدني''ة أو التجاري''ة ق''د أص''بحت غ''ير قائم''ة بع''د أن‬
‫ألغي التنظيم القضائي الجديد ازداوجية المحاكم‪ ،‬ومن ثم أصبح يتب''نى وح''دة القض''اء ب''دال من مب''دأ التخص''يص‪،‬‬
‫وهذا راجع إلى المبادئ التي تأخذ بها الجزائر والمتمثلة في مساواة الجميع أمام القانون واللجوء إلى قضاء واح''د‬
‫» (‪ ،)2‬ومن ثم فإن المحاكم العادية هي الجهة القضائية ال'تي تختص بالفص'ل في جمي'ع ال'دعاوي المدين'ة ك'انت ام‬
‫تجارية وهذا طبقا للمادة األولى من قانون اإلجراءات المدنية‪.‬‬

‫وفي' حالة وقوع نزاع متعلق بعمل مختلط‪ ،‬يجب النظر في طبيعة العم''ل بالنس''بة للم''دعي علي''ه في ال''نزاع‪ ،‬ف''إذا‬
‫كان العمل ذو طبيعة تجارية بالنسبة لهذا األخير يجوز له أن يختار بين القسم المدني أو القسم التجاري‪ ،‬واذا ك'ان‬
‫العمل مدنيا بالنسبة للمدعى عليه‪ ،‬ال يجوز' للمدعي رفع الدعوى إال امام القسم المدني(‪.)3‬‬

‫ثانيا‪ /‬اإلختصاص المحلي‬

‫ال يجوز' مقاضاة الطرف المدني إال أمام محكمة مح''ل إقامت''ه‪ ،‬ووفق''ا للقواع''د العام''ة‪ ،‬والعكس بالنس''بة للط''رف‬
‫التجاري' حيث يجوز رفع الدعوى عليه أمام احد المحاكم الثالث‪ ،‬أي إما محكمة إقامته أو أمام محكمة إبرام العقد‬
‫كما يمكن رفعها أمام محكمة تنفيذ العقد ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نظام اإلثبات‬

‫منح المش'رع حري'ة اإلثب'ات في الق'انون التج'اري وذل'ك من خالل نص الم'ادة ‪ 30‬من الق'انون التج'اري(‪،)4‬‬
‫والعكس في القانون المدني فوسائل' اإلثبات فيها خاضعة للقيود القانونية وهي منصوص عليها في الفصل المتعلق‬

‫‪ _ 1‬حلو أبو الحلو‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الشركة العربية المتحدة للتسويق والتوريدات بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪ ،‬سنة ‪،2008‬‬
‫ص ‪.28‬‬
‫‪ _2‬عبد القادر بقيرات‪ ،‬محاضرات في مادة القانون التجاري الجزائري " األعمال التجارية – نظرية التاجر – المحل التجاري –الشركات التجارية – الشيك‬
‫"‪ ،‬سنة ثانية جذع مشترك‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ _ 3‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامل في القانون التجاري الجزائري‪( ،‬األعمال التجارية‪ -‬التاجر‪ -‬الحرفي‪ -‬األنشطة التجارية المنظمة‪ -‬السجل التجاري)‪ ،‬النشر‬
‫الثاني‪ ،‬نشر وتوزيع ابن خلدون‪،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪ _ 4‬تنص المادة ‪ 30‬من ق‪-‬ت‪-‬ج انه " يثبت? كل عقد تجاري‪ :‬بسندات رسمية‪ /‬سندات عرفية‪ /‬فاتورة مقبولة‪ /‬الرسائل‪ /‬دفاتر الطرفين‪ /‬اإلثبات‪ /‬بالبينة‬
‫أو بأية وسيلة أخرى إذا أرادت المحكمة وجوب قبولها"‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫باإلثبات بالكتابة ( المادة ‪ 323‬ومابعدها)‪ ،‬أما في األعمال المختلطة يجب أوال التفرقة بالنسبة لطبيعة العمل الذي‬
‫يقوم به كل من الط'رفين ‪ ،‬ف'إذا ك''ان الم'دعي يعت''بر العم''ل من جانب'ه عم'ل ذو طبيع''ة تجاري''ة والط''رف الث''اني‬
‫(المدعى عليه) يقوم بعمل ذا صفة مدنية فالبد من المدعي ان يستخدم' وسائل اإلثب''ات المدني''ة في ال''دعوى وذل''ك‬
‫لكون الطرف الثاني يقوم بعمل مدني‪ ،‬غير أنه يجوز لهذا األخير استعمال كاف''ة وس''ائل اإلثب''ات المقبول''ة تجاري''ا‬
‫كالبينة والقرائن‪.‬‬

‫كمثال ‪ :‬في حالة حص''ول' ن''زاع بيـن صــاحب محـل تـجـاري و مش''تري غ''ير ت''اجر‪ ،‬يلـزم ص''احب المح''ل‬
‫بـاحترام' طـرق اإلثبات المدنيـة‪ ،‬عكس التاجر يستطيع المش''تري إس''تخدام كاف''ة ط''رق' اإلثب''ات تجاري''ة ك''انت أم‬
‫(‪)1‬‬
‫مدنية ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬قواعد األهلية‬

‫األهلية التجارية ملمزمة بالنسبة للشخص الذي يعن'بر' العم'ل ال'ذي يق'وم ب'ه عمال تجاري'ا‪ ،‬وأم'ا بالنس'بة للط'رف‬
‫األخر أي الطرف' المدني فاألهلية المدنية كافية (‪.)2‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬اإلجراءات التنفيذية‬

‫في حالة عدم وفاء الطرف التجاري' بدينه يجوز للط''رف الم''دني أن يطلب ش''هر إفالس''ه‪ ،‬وأن يثبت ب''أن الت''اجر‬
‫متوقف عن دفع دين تجاري (‪ ،)3‬أما الطرف التجاري‪ ،‬فال يجوز' ل'ه طلب التنفي'ذ في مواجه'ة الط'رف الم'دني إال‬
‫من خالل إتباع الطرق المقررة لتنفيذ الديون المدني'ة (‪( )4‬وذل‪K‬ك لك‪K‬ون اإلفالس اليطب‪K‬ق على من اليحمل‪K‬ون ص‪K‬فة‬
‫التجار)‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫تغليب أحد النظامين القانونين في حاالت معينة‬
‫هن''اك بعض الح''االت المعين''ة ال''تي يخض''ع فيه''ا العم''ل المختل''ط لنظ''ام ق''انوني' أح''ادي‪ ،‬وه''ذا ليس على‬
‫الحص'روإنما على س'بيل المث'ال‪ ،‬و كنتيج'ة إس'تحالة تط'بيق النظ'ام' الق'انوني' الم'زدوج على األعم'ال ذو الط'ابع‬
‫المختلط‪ ،‬وإنما تخضع لنظام موحد أي ان يطبق القانون التجاري وحده أو أن يتم اللجوء الى القانون المدني فقط‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الرهن الحيازي‬

‫« يعتبر الرهن الحيازي' من العقود التي تستهدف السريان في مواجه'ة الغ'ير» (‪ ،)5‬حيث يتم إخض'اع ه'ذا‬
‫األخير لدى إنشاءه وتنفيذه لقواعد تختلف بحسب الرهن (رهنا مدنيا أو رهنا تجاريا)‪ ،‬أما اذا أنشئ ال''رهن بش''كل‬
‫مختل'ط بين ط'رفين هن'ا يتم ط'رح الس'ؤال ح'ول طبيع'ة الق'انون ال'واجب التط'بيق' (‪ ،)6‬حيث ال يمكن تجزئ'ة ه'ذا‬
‫‪ _ 1‬أنظر للمادة ‪ 330‬من ق م ج‪.‬‬
‫‪ _ 2‬راجع نص المادة ‪ 40‬من ق م ج ونص المادة ‪ 5‬من ق ت ج‪.‬‬
‫‪ _ 3‬عبد القادر بقيرات‪ ،‬مبادئ القانون التجاري (األعمال التجارية – نظرية التاجر – المحل التجاري – الشركات التجارية)‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪. 40‬‬
‫‪ _ 4‬أحمد محرز‪ ،‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجزائرية‪ ،‬الجزائر‪ ،1980 ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ _5‬سلمان بو ذياب‪ ،‬مبادئ القانون التجاري دراسة مقارنة في التجارة والتاجر ( الدفاتر التجارية والسجل التجاري) ‪ -‬المؤسسة التجارية والعقود الواردة‬
‫عليها – النظرية العامة للشركات ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪ ،2003 ،‬ص‪.113‬‬
‫‪ _6‬عبد القادر بقيرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪6‬‬
‫األخير إلى جزئين كل منهما يخضع الى ق''انون خ''اص ب''ه‪ ،‬ب''ل ال ب''د من إخض''اعه الى نظ''ام ق''انوني موح''د‪ .‬إن‬
‫المعيار الذي أخذ به بهذا الصدد هو العبرة بصفة الدين المضمون بالرهن بالنسبة للمدين‪ ،‬وبالت'الي' إن ك''ان ال'دين‬
‫المضمون هو دين تجاري اعتبر الرهن تجاريا' خضع ألحكام القانون التجاري' التي تتم''يز بكونه'ا' ذات إج''راءات‬
‫بسيطة وسهلة اإلج''راءات المتبع''ة خاص''ة عن''دما يري''د ال''دائن التنفي''ذ على الش''يئ المره''ون‪ ،‬أم''ا إذا ك''ان ال''دين‬
‫المضمون بالرهن مدنيا بالنس'بة للم'دين ال'راهن طبقت علي'ه قواع'د الق'انون الم'دني ال'تي تتم'يز أحكامه'ا بط'ول‬
‫وصعبة إجراءاتها تحديدا عند التنفيذ على الشيء المرهون(‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سعر الفائدة‬

‫ال يختلف النظام القانوني' المطبق في سعر الفائدة عن الرهن الحيازي‪ ،‬وذلك لك''ون س''عر الفائ''دة في الق''انون‬
‫المدني ليس نفسه في القانون التجاري‪ ،‬والسبب في وض''ع لس''عر الفائ''دة نظ''ام' ق''انوني' موح''د لل''دين في االعم''ال‬
‫المختلطة أنه ال يمكن لهذا األخير أن يك'ون ل'ه أك''ثر من س''عر فائ'دة واح'دة لك'ون طرفي'ه يحمالن ص''فة قانوني'ة‬
‫مزدوجة‪.‬‬

‫والرأي' المعمول به بخصوص هذا األمر أن يتم أخذ اإلعتبار بالنس'بة الى ص'فة الم'دين ال ال'دائن‪ ،‬ف'إن ك'ان‬
‫الدين بالنسبة للمدين ذو ط'ابع تج'اري' ألحقت ب''ه الفوائ''د التجاري'ة‪ ،‬وإن ك'ان ال''دين م'دنيا بالنس'بة للم'دين لزمت'ه‬
‫الفوائد المدنية (‪ )2‬والتي هي أقل من الفوائد التجارية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫النفاذ المعجل لألحكام الصادرة لعمل مختلط‬
‫يمتاز القانون التجاري بم'يزة النف'اذ المعج'ل في أحكام'ه‪ ،‬رغم وج'ود المعارض'ة واإلس'تئناف‪ ،‬والعكس في‬
‫األحكام الصادرة المتعلقة بالمواد المدنية فهي ال تصبح نهائية حتى تسنفذ جميع طرق الطعن فيها‪.‬‬

‫هنا يستوجب تطبيق نظام موحد‪ ،‬أي إما اعتبار أن الحكم صادر' عن مادة تجارية يكون مش''موال بالنف''اذ المعج''ل‪،‬‬
‫أو العكس‪ ،‬أي إعتباره صادرا عن مادة مدينة وبالتالي فالتنفيذ' هنا ال يكون واج''د التط''بيق' بص''ورة معجل''ة إال إذا‬
‫كان من األحكام المنصوص عليها صراحة على وجوب أو جواز تنفيذها معجال‪.‬‬

‫وهناك من انها ال بد من النظر إلى صفة الدين المتنازع فيه في األعم'ال المختلط'ة وذل'ك من أج'ل تحدي'د طبيع'ة‬
‫الحكم الصادر‪،‬أما إذا كان العمل مدنيا بالنسبة للمدين فإن الحكم يعتبر ص''ادرا في م''ادة مدني''ة‪،‬وكنتيج''ة ال يج''وز‬
‫تنفيذ الحكم الصادر' تنفيذا معجال‪ ،‬إال في حالة كونه من األحكام اإلستثنائية المنصوص' على تنفيذها معجال‪ ،‬ذل''ك‬
‫لك''ون أن األحك''ام الص''ادرة في الم''واد التجاري''ة تع''د مظه''را من مظ''اهر قس''وة المش''رع وتش''ديده في الوف''اء‬
‫باإللتزامات' التجارية‪ ،‬وليس لهذا التشديد والقسة أي مبرر' أو أساس إذا كان اإللتزام يعتبر م''دنيا بالنس''بة للم''دين‪،‬‬
‫وحتى وإن كان ذو طابع تجاري في مواجهة الدائن(‪.)3‬‬

‫الخاتمة‬
‫‪ _ 1‬حلو أبو حلو‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ _ 2‬سلمان بو ذياب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ _ 3‬بن عزوز ربيعة‪ ،‬محاضرات في القانون التجاري " األعمال التجارية‪ -‬التاجر‪ -‬المحل التجاري"‪ ،‬سنة ثانية ليسانس‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة أبي بكر بالقايد‪ -‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.60‬‬

‫‪7‬‬
‫من خالل الدراسة التي قمنا بها حول موضوع األعمال المختلطة وإيجابا على اإلشكالبة التي تم طرحها' بدايةً‪،‬‬
‫تحصلنا على مجموعة من النتائج يمكن حصر أهمها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬نكون بصدد عمل مختلط في حالة وجود معاملة أو مجموعة من المعامالت بين الموجب والقابل‪ ،‬حيث يكون‬
‫العمل تجاريا بالنسبة ألحد الطرفين ومدنيا بالنسبة للطرف اآلخر‪.‬‬

‫‪ -‬العمل المختلط ال يأخذ بعين اإلعتبار صفة القائم به وإنما يرى صفة العمل ذاته‪.‬‬

‫‪ -‬إن كان العمل ذو طبيعة تجارية بالنسبة للدعى عليه‪ ،‬فله اإلختيار بين كال من القسم الم''دني والتج''اري‪ ،‬ففي‬
‫حالة ما إذا كان العمل ذو طبيعة مدنية فله اللجوء للقسم المدني فقط دون التجاري‪.‬‬

‫‪ -‬على المدعي اإللتزام بوسائل اإلثبات المدنية في حال''ة م''ا إذا ك''ان الم''دعى علي''ه طرف''ا م''دنيا‪ ،‬غ''ير أن ه''ذا‬
‫األخير له إستعمال كافة وسائل اإلثبات المقبولة تجاريا‪.‬‬

‫‪ -‬العبرة بصفة الدين المضمون في الرهون‪ ،‬فإذا كان الرهن تجاريا خضع ألحكام القانون التج''اري‪ ،‬وإذا ك''ان‬
‫مدنيا خضع ألحكام القانون المدني‪.‬‬

‫‪ -‬لكي يتم تحديد نوع الحكم الصادر عن عمل مختلط‪ ،‬البد من النظر إلى صفة الدين المتنازع فيه‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪8‬‬
‫أوال‪ /‬قائمة المصادر‪:‬‬
‫القوانين‪:‬‬
‫‪ -‬أمر رقم' ‪ ،59 ' -75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر' سنة ‪ ،1975‬يتضمن القانون التجاري‪ ،‬ج ر ع''دد ‪ 101‬ص''ادر'‬
‫في ‪ 19‬ديسمبر' سنة ‪ ،1975‬معدل ومتمم‪.‬‬

‫‪ -‬أمر رقم' ‪ ،58-75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر سنة ‪ ،1975‬يتضمن الق''انون الم''دني‪ ،‬ج ر ع''دد ‪ 78‬ص''ادر في‬
‫‪ 30‬سبتمبر' سنة ‪ ،1975‬معدل ومتمم‪.‬‬

‫القواميس‪:‬‬

‫أحمد مختار عمر‪ ،‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عالم الكتب‪،‬جمهورية مص''ر‬
‫العربية‪ ،2008 ،‬ص‪.1555‬‬

‫ثانيا‪ /‬قائمة المراجع‪:‬‬


‫الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬أحمد محرز‪ ،‬القانون التجاري' الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجزائرية‪ ،‬الجزائر‪.1980 ،‬‬

‫‪ -‬حلو أبو حلو‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الشركة العربية المتحدة للتسويق' والتوريدات بالتعاون مع جامعة القدس‬
‫المفتوحة‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪ ،‬سنة ‪.2008‬‬

‫‪ -‬سلمان بو ذياب‪ ،‬مبادئ القانون التجاري دراسة مقارنة في التجارة والتاجر' ( الدفاتر' التجارية والس''جل‬
‫التج''اري) ‪ -‬المؤسس''ة التجاري''ة والعق''ود ال''واردة عليه''ا – النظري''ة العام''ة للش''ركات‪ ،‬الطبع''ة األولى‪ ،‬مج''د‬
‫المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر' والتوزيع‪ ،‬لبنان‪.2003 ،‬‬

‫‪ -‬عبد القادر بقيرات‪ ،‬مبادئ' الق''انون التج''اري (األعم''ال التجاري''ة – نظري''ة الت''اجر – المح''ل التج''اري –‬
‫الشركات التجارية)‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪ -‬عبد ال''رزاق جاج''ان وآخ''رون‪ ،‬الم''دخل الى الق''انون التج''اري‪( ،‬األعم''ال التجاري''ة والت''اجر' والمتج''ر)‪،‬‬
‫مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية‪ ،‬سوريا‪.2008 ،‬‬

‫‪ -‬فرح'ة زراوي' ص'الح‪ ،‬الكام''ل في الق'انون التج''اري الجزائ''ري‪( ،‬األعم''ال التجاري'ة‪ -‬الت'اجر‪ -‬الح'رفي‪-‬‬
‫األنشطة التجارية المنظمة‪ -‬السجل التجاري)‪ ،‬النشر الثاني‪ ،‬نشر وتوزيع ابن خلدون‪،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬

‫المحاضرات‪:‬‬
‫‪ -‬بن عزوز ربيعة‪ ،‬محاضرات في القانون التجاري " األعمال التجارية‪ -‬الت''اجر‪ -‬المح''ل التج''اري"‪ ،‬س''نة‬
‫ثانية ليسانس‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بالقايد‪ -‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬عبد القادر بقيرات‪ ،‬محاضرات' في مادة القانون التجاري الجزائري' " األعمال التجارية – نظري''ة الت''اجر‬
‫– المحل التجاري –الشركات التجارية – الشيك "‪ ،‬سنة ثانية جذع مش''ترك‪ ،‬كلي''ة الحق''وق‪ ،‬جامع''ة الجزائ''ر‪،‬‬
‫الجزائر‪.2009،‬‬

‫‪10‬‬

You might also like