Professional Documents
Culture Documents
تدور ھذه المحاضرة حول علوم الحدیث والسنة ،وھذه العلوم متنوعة بعضھا
یعود إلى المتن وبعضھا إلى االسناد .
ما الفرق بین علم المصطلح وعلم العلل وعلم الجرح والتعدیل ؟
علم العلل:
ھو علم یعني بالبحث في أسباب قبول أو رد الحدیث ( نقد الروایة من حیث القبول
والرد) متعلق بالعلل الخفیة في الحدیث
- 1لیست كل االحكام التي حكمت على األحادیث محل إجماع لذلك نحن
بحاجة إلى متمكنین حتى یستطیعوا أن یتعاملوا مع ھذه االحكام التي لیست
محل إتفاق.
-2ھناك أحكام وأحادیث ورجال ورواة مختلف فیھم اختالفا واضحا فالبد من
وجود قواعد للتعامل مع ھذا االختالف .
-3كثیرا من المصطلحات التي یستخدمھا العلماء للحكم على الحدیث ال تُفھم
إال بعد دراسة علم الحدیث دراسة جیدة .
مثال :
ما یقصد بالحسن عندما یحكم بھ الترمذي على حدیث ما مختلف عن المقصود
بالحیسن عند ابن حجر رحمھما هللا .
فعدم الدراسة الجیدة لھذ العلم یجعل النلس تقع في إشكالية كبيرة جدا وھي التعامل مع كل
المصطلحات من كل األئمة بنفس الطریقة وھذا خطأ.
-4ھناك أسانید كثیرة ال نجد لھا أحكاما وھي متفرقة في بطون الكتب فمن لم یفھم
ھذا العلم سیفوتھفھم أشیاء كثیرة .
مثال :
كتاب البدایة والنھایة البن كثیر وتفسیر الطبري ومصنف ابن أبي شیبة عن آثار
الصحابة والتابعین كلھا تحوي أسانید فمن لیس له علم سیتجاوزھا إلى ما بعدھا
- 5زیادة الیقین بأن النبي صلى هللا علیھ وسلم لفظ ھذا الحدیث .
- 6الثقافات االخرى التي لدیھا علم كثرة تحتاج إلى ما عندنا من علوم الحدیث .
مثال :
تجربة أسد بن رستم عالم التاریخ النصراني الذي بحث وتوصل إلى أنھ ال توجد
َّ منھجیة أعلى من منھجیة المحدثین المسلمین في توثیق األخبار وصرح بذلك في
كتابه " مصطلح التاریخ "
-7علم الحدیث ھو البوابة الرئیسیة لحمایة السنة النبویة خصوصا في ھذا العصر
الذي تكثر فیھ االستشكاالت على السنة.
فمنكري السنة الذین یدعون أنھم ال یثقوا في طریقة نقل السنة ال یحیروا جوابا
إذا سئلوا عن مدى علمھم بھذ الطریقة
فكیف ینكرون ما لیس لھم به علم !!!
ومن السنة
قال النبي صلى هللا عليه وسلم :
من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده
من النار" فهذا يؤصل مبدأ الحيطة والحذر من الكذب على النبي
صلى هللا عليه وسلم
ثانيا بعد وفاة النبي صلى هللا عليه وسلم" وقت الصحابة "
كان الصحابة ينطلقون بمبدأين تجاه الحديث والسنة :
*مبدأ الحرص على الحديث والنقل والرواية" .كثرة رواية أبي هريرة "
اعتبر بعض المشككين في السنة بالنصوص التي وردت في أول عهد الصحابة في التأكيد
على الحرص على القرآن وأن ال ينشغل
عنه الناس بأي شيء فادعوا أن الصحابة لم يكونوا يهتمون بالسنة
والصحيح :
أن في أول وقت الصحابة كان الحرص على القرآن أكبر من الحرص على الحديث ألن
القرآن لم يكن قد جمع بعد الجمع المستقر الثابت في مصحف عثمان رضي هللا عنه
" فالقرآن هو النص المتعبد بتالوته وال يجوز روايته بالمعنى"
هل كان يوجد كتابة لألحاديث في وقت النبي صلى هللا عليه وسلم ؟
نعم
الدليل :
قول أبو هريرة رضي هللا عنه "
ما كان أحد أعلم بحديث رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -مني إال عبد هللا بن عمرو فإنه
كان يكتب
ولما فتح النبي صلى هللا عليه وسلم مكة وألقي الخطبة
فقام أبو شاه رجل من أهل اليمن فقال :اكتبوا لي يا رسول هللا .
فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم :
( اكتبوا ألبي شاه ).
ومن الكتب التي تتبعت الصحف التي دونت في وقت الصحابة
کتاب دکتور محمد مصطفى األعظم " دراسات في الحديث النبوي
وتاريخ تدوينه"
وبدأ بذلك االمام الزهري وهو من أكبرالتابعين في العلم والمكانة وهو من تالميذ أنس بن
مالك.
قاعدة مهمة
علوم الحديث كانت متفاعلة مع التحديات التي توجد أثناء الرواية فهي لم تأت هكذا في
رفاهية وسعة بل نشأت استجابة لتحديات نقل السنة فبسبب هذه التديات ظهرت مصطلحات
متعددة في علم الحديث
مثل " منقطع ،مرسل ،مسند …،
فكلما كانت الفترة الزمنية أطول بين النبي ﷺ وبين نقلة السنة وتنوعت العناصر وتعددت
صارت التحديات أكبر في معرفة الصحيح من الضعيف.
فهذه المحاوالت واالجتهادات هي التي كونت علوم الحديث .