You are on page 1of 28

‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.

5‬‬
‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬ ‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻘﺘﺮﺣﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬


‫ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ‬
‫ﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺴﻜﻴﺘﻲ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺰﺑﻮﻥ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻢ ﻋﻮﺩة)ﻡ‪ .‬ﻣﺸﺎﺭﻙ(‬ ‫ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ‪:‬‬
‫ﻣﺞ‪ ,10‬ﻉ‪28‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2017‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫إستراتيجية مقترحة للجامعات السعودية‬ ‫تطوير‬
‫‪99 - 124‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫لمواجهة التغيرات والتحدي����ات التربوية في ضوء‬
‫‪10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬ ‫‪:DOI‬‬
‫وجهة نظر أعض����اء هيئة التدريس لكليات التربية‬
‫فيها‬ ‫‪788025‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪DOI:10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫‪EduSearch‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ‪ ،‬ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ‪،‬‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‬
‫د‪.‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/788025‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫وزارة الرتبية والتعليم ‪-‬اململكة العربية ال�سعودية‬

‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬


‫ق�سم الإدارة الرتبوية والأ�صول‪ -‬كلية العلوم الرتبوية‪ -‬اجلامعة الأردنية‬
‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ‬
‫ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫‪99‬‬ ‫جودة التعليم الجامعي‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬ ‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ‬


‫ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬

‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﺍﻟﺴﻜﻴﺘﻲ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺰﺑﻮﻥ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻢ ﻋﻮﺩﺓ‪ .(2017) .‬ﺗﻄﻮﻳﺮ‬
‫ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻘﺘﺮﺣﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺿﻮﺀ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ‪.‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ‬
‫ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬ﻣﺞ‪ ,10‬ﻉ‪ .124 - 99 ،28‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/788025‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﺍﻟﺴﻜﻴﺘﻲ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪ ،‬ﻭ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻢ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﺰﺑﻮﻥ‪" .‬ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ‬
‫ﻣﻘﺘﺮﺣﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻭﺟﻬﺔ‬
‫ﻧﻈﺮ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ‪".‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬
‫ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲﻣﺞ‪ ,10‬ﻉ‪ .124 - 99 :(2017) 28‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫للجامعات السعودية‬ ‫تطوير إستراتيجية مقترحة‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/788025‬‬
‫لمواجهة التغيرات والتحدي����ات التربوية في ضوء‬
‫وجهة نظر أعض����اء هيئة التدريس لكليات التربية‬
‫فيها‬

‫‪DOI:10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬

‫د‪.‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬


‫وزارة الرتبية والتعليم ‪-‬اململكة العربية ال�سعودية‬

‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬


‫ق�سم الإدارة الرتبوية والأ�صول‪ -‬كلية العلوم الرتبوية‪ -‬اجلامعة الأردنية‬
‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ‬
‫ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫‪99‬‬ ‫جودة التعليم الجامعي‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬ ‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫تطوير إستراتيجية مقترحة للجامعات السعودية‬


‫لمواجهة التغيرات والتحدي����ات التربوية في ضوء‬
‫وجهة نظر أعض����اء هيئة التدريس لكليات التربية‬
‫فيها‬

‫‪DOI:10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬

‫د‪.‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬


‫وزارة الرتبية والتعليم ‪-‬اململكة العربية ال�سعودية‬

‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬


‫ق�سم الإدارة الرتبوية والأ�صول‪ -‬كلية العلوم الرتبوية‪ -‬اجلامعة الأردنية‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫‪99‬‬ ‫جودة التعليم الجامعي‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي �أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫تطوي��ر إس��تراتيجية مقترح��ة للجامع��ات الس��عودية لمواجه��ة التغي��رات‬


‫والتحدي��ات التربوي��ة ف��ي ضوء وجه��ة نظر أعض��اء هيئة التدري��س لكليات‬
‫التربية فيها‬

‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬ ‫د‪.‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬

‫الملخص‪:‬‬
‫هدفت الدرا�س��ة �إىل تطوير �إ�س�تراتيجية مقرتحة للجامعات ال�سعودية ملواجهة التغريات والتحديات‬
‫الرتبوي��ة يف �ض��وء وجهة نظر �أع�ضاء هيئة التدري�س لكليات الرتبي��ة فيها‪ ،‬وتكونت عينة الدرا�سة من جميع‬
‫�أع�ض��اء الهيئ��ة التدري�سي��ة يف كلي��ات الرتبي��ة يف اجلامع��ات ال�سعودية‪ ،‬والبال��غ عدده��م(‪ )731‬ع�ضو هيئة‬
‫تدري���س‪ ،‬وق��د ا�ستخدم��ت الدرا�سة املنهج امل�سح��ي التحليلي التطوي��ري‪ ,‬الذي متثل يف ت�صمي��م �أداة الدرا�سة‬
‫(اال�ستبانة)‪ ،‬لبناء الإ�سرتاتيجية املقرتحة بجميع مراحلها‪ ،‬وا�ستخدمت املتو�سطات احل�سابية واالنحرافات‬
‫املعيارية‪،‬ف�ض ًال عن ا�ستخدام معادلة �ألفاكرونباخ لإيجاد معامل االت�ساق الداخلي ‪.‬‬
‫�أظه��رت نتائج الدرا�س��ة‪� :‬أن تقديرات �أع�ضاء الهيئة التدري�سية ملظاهر التغ�ير الرتبوي يف املجتمع ال�سعودي‬
‫جاءت �ضمن الدرجة املتو�سطة‪ ،‬مبتو�سط ح�سابي (‪ .)3.66‬و�أن تقديرات �أع�ضاء الهيئة التدري�سية للتحديات‬
‫الت��ي تواجه اجلامع��ات ال�سعودية للت�صدي لتلك التغ�يرات جاءت �ضمن الدرجة املرتفع��ة‪ ،‬مبتو�سط ح�سابي‬
‫(‪.)3.72‬‬
‫وتو�صل��ت الدرا�س��ة �إىل تطوي��ر �إ�سرتاتيجي��ة مقرتحة للجامع��ات ال�سعودي��ة ملواجهة التغ�يرات والتحديات‬
‫الرتبوي��ة يف �ض��وء وجه��ة نظر �أع�ضاء هيئ��ة التدري�س لكلي��ات الرتبي��ة فيها‪,‬وتتمحور ر�سالته��ا حول رعاية‬
‫جمتم��ع العل��م واملعرفة وتنمية مهاراته��م القيادية ليتمكنوا م��ن مواجهة التغري الرتب��وي ‪ ,‬ور�ؤيتها ( لنجعل‬
‫منها منارات علم مل�ستقبل واعد)‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية ‪�:‬إ�سرتاتيجية مقرتحة‪،‬اجلامعات ال�سعودية ‪ ،‬التحديات الرتبوية‪.‬‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫جودة التعليم الجامعي‬ ‫‪100‬‬
http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5
‫ حممد �سليم الزبون‬.‫د‬.‫�أ‬ ‫ حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬.‫د‬
‫م‬2017 )28( ‫املجلد العا�شر العدد‬

Developing a Proposed Strategy for the Universities of


Saudi Arabia to Meet Educational Changes and Challenges
from the Perspective of the Teaching Staff at the Colleges
of Education

Abstract:
This study aimed to develop a proposed strategy at the Universities of
Saudi Arabia to meet the educational changes and challenges in the light of
the perspectives of the teaching staff at the colleges of education. The study
sample consisted of all teaching staff members in the colleges of education
in Saudi universities, which were (731). The study used survey analytical
developmental method, represented by the construction of the questionnaire
so as to design the proposed strategy of all stages. Statistical means, standard
deviations, as well as the equation Cronbach alpha coefficient to find out the
internal consistency were used.
The results showed that the teaching staff’s estimations of the
manifestations of change in the Saudi community were moderate (3.66),
whereas their estimations of the challenges facing Saudi universities were
high (3.72). In light of these findings, the study proposed a strategy for
the Saudi universities to address the educational changes and challenges.
The mission of the strategy is centered around supporting members of the
knowledge community and developing their leadership skills so as to be able
to face educational changes. The vision of the strategy is to make universities
the milestones for promising future.

Keywords: Proposed Strategy, the Universities of Saudi Arabia, Educational


Challenges.

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


101 ‫جودة التعليم الجامعي‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي �أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫التغ�ير يف الوج��ود �سن��ة كوني��ة واملتمح���ص يف تاري��خ الإن�ساني��ة يعرف م��دى التغري املوج��ود يف تاريخ‬
‫الب�ش��رية يف جمي��ع نظ��م احلي��اة االجتماعية‪ ،‬والتغري ه��و االنتقال من حال��ة معينة �إىل حال��ة �أخرى �أو من‬
‫م�ستوى معني �إىل م�ستوى جديد ‪� .‬أما �إذا كان التغري �إىل الأح�سن �أي من و�ضع �سيئ �إىل و�ضع �أح�سن منه ي�صبح‬
‫التغري مبثابة ( التطور ) ‪ .‬و�إذا كان العك�س ف�إن التغري يكون تدهور ًا‪� ،‬أو تخلف ًا‪� ،‬أو �سيئ ًا (نا�صر‪ . )2011،‬وي�شري‬
‫ع�شوي (‪� )1992‬أن التغري هو‪ :‬االنتقال من حالة �إىل حالة �أخرى مغاير لها‪ .‬وعادة ما يفر�ض �أن يكون التغري‬
‫ملا هو �أح�سن من الو�ضعية ال�سابقة‪ ،‬وهو خطوة من خطوات التغري‪.‬‬
‫ويرى ن�شوان (‪� )2000‬أن �أهم املربرات للتغري الرتبوي ما يلي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬النمو ال�سكاين املتزايد‪ :‬حيث ميثل تزايد عدد ال�سكان خطر ًا كبريا على تطور عملية التعليم‪ ،‬فالزيادة‬
‫ً‬
‫ت�شكل حتدي ًا كبري ًا للدولة يف جميع املجاالت اخلدماتية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا التعليم‪ ،‬نتيجة عدم توفر احلاجات‬
‫ال�ضرورية املنا�سبة حلجم تزايد عدد الطلبة‪.‬‬
‫‪- 2‬ثورة املعلومات‪ :‬ويعد هذا الع�صر ع�صر املعلومات التي يرافقها تطبيقات تكنولوجية �ساعدت يف �إحداث‬
‫تغريات يف حياة الإن�س��ان‪ ،‬الأمر الذي يفر�ض وجود نظام معلومات �أ�سا�س��ي يف كافة امل�ؤ�س�س��ات وخا�ص��ة‬
‫نظام التعليم‪ ،‬ويتطلب هذا التغري توفري �إمكانيات مادية عالية و�إعداد نوعية من املتخرجني تتنا�سب مع‬
‫اجلهد املطلوب يف امل�ستقبل‪.‬‬
‫‪- 3‬التكنولوجيا الإدارية‪ :‬وتعد التكنولوجيا الإدارية من الأ�س�س التي يعتمد عليها الفكر الإداري املعا�صر‬
‫وه��ي عملي��ة تطبيق املعرف��ة يف الأغرا�ض العملي��ة‪ .‬ومنها التكنولوجي��ا الآلي��ة والتكنولوجيا العقلية‪،‬‬
‫والتكنولوجية االجتماعية‪.‬‬
‫‪- 4‬الأ�س��اليب الإداري��ة احلديث��ة‪ :‬حيث ظه��رت يف �أواخر القرن الع�ش��رين العديد من الأ�س��اليب الإدارية‬
‫احلديثة كا�ستخدام �إدارة اقت�صاد املعرفة وا�ستخدام التكنولوجيا‪ ،‬التي دفعت عجلت الإدارة وزادت من‬
‫فعاليتها و�أداء مهامها وحت�سني هذه املهام وتط ّورها مبا يف ذلك الإدارة بالأهداف‪.‬‬
‫وي�ش�ير جعنين��ي (‪� )2009‬إىل �أن التغ�ير الرتب��وي يج��ب �أن ينبن��ي عل��ى �أ�س��ا�س مفاهي��م وت�ص��ورات‬
‫الرتبية احلديثة واملعا�ص��رة و�أن تك��ون فاعلة توفر جو ًا من احلرية واال�س��تقرار والثقة بالنف�س للمتعلمني‪.‬‬
‫وي�ش�ير حممود (‪� )2002‬إىل �أن هناك �أهدافا متعددة ميكن �أن يحققها التغري منها‪� :‬إ�ش��اعة �أجواء الثقة بني‬
‫العامل�ين يف خمتل��ف امل�س��تويات التنظيمي��ة ال�س��ائدة‪ ،‬وفتح املج��ال �أم��ام العاملني يف خمتلف جم��االت العمل‬
‫للإ�س��هام يف معاجلة الظواهر وامل�ش��اكل التي تواجه التنظيم ب�شكل وا�ضح و�صريح‪ ،‬وتوفري املعلومات والبيانات‬
‫والإح�ص��اءات الالزمة ال�ص��حيحة ب�صورة م�س��تمرة‪ ،‬وزيادة عمليات االت�صال وم�س��اعدة امل�شرفني على العمل‬
‫يف تبني الأ�س��اليب الإدارية املتطورة والدميقراطية يف الإ�ش��راف‪ ،‬وت�ش��جيع العاملني يف املجال على ممار�س��ة‬
‫الرقابة الذاتية واالعتماد عليها ك�أ�سا�س للرقابة اخلارجية وممتلكاتها‪.‬‬
‫ومن خالل بع�ض الدرا�س��ات ال�س��ابقة كدار�س��ة �أوينز(‪)Owens‬امل�ش��ار �إليها يف حمادات (‪ )2007‬فقد‬
‫حدد عددا من املعيقات التي تقف يف وجه التغري وعلى النحو الآتي‪:‬‬
‫‪ - 1‬معيقات تنظيمية‪ :‬ترتبط بالهياكل التنظيمية من حيث الت�ض��خم و�س��وء و�سائل االت�صال والإجراءات‬
‫الرقابية وتقادم ال�سيا�سات الإدارية‪.‬‬
‫‪ - 2‬معيقات فنية‪ :‬وتتعلق بالتقنية املتاحة والإمكانات واملوارد املتاحة للح�صول عليها‪.‬‬
‫‪ - 3‬معيق��ات اجتماعي��ة‪ :‬وتتعل��ق بالبيئ��ة الثقافي��ة واحل�ض��ارية م��ن �أه��داف وع��ادات وتقالي��د وظ��روف‬
‫اقت�صادية �إ�ضافية �إىل العالقات ال�سائدة بني �أفراد املجتمع والرتكيب الطبقي‪.‬‬
‫‪ - 4‬معيقات اقت�صادية‪ :‬فطريقة توزيع املوارد يف الدول النامية تعد من التوجهات التطويرية نظر ًا لنق�ص‬
‫خم�ص�صات تلك التوجهات‪.‬‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫جودة التعليم الجامعي‬ ‫‪102‬‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬ ‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫وي�شري جعنيني (‪� )2009‬إىل �أن الرتبية العربية تعاين عجز ًا مزمن ًا‪ ،‬وهذا العجز يحتاج �إىل تغيريات‬
‫تربوي��ة جذري��ة يف البني��ة واملفاهي��م والنظ��م والو�س��ائل‪ ،‬ومن املب��ادئ لتحقي��ق التغري اجل��ذري يف الرتبية‬
‫العربي��ة وه��ي‪ :‬امت�لاك ملكة التفكري العلم��ي ‪ ،‬وتطوير ملكة التعل��م الذاتي‪ ،‬واالنتقال م��ن التلقني واحلفظ‬
‫�إىل تنمي��ة �شخ�ص��ية املتعل��م من جميع جوانبه��ا‪ ،‬وتكوين ملكة الإب��داع‪ ،‬وتكوين ملكة التعل��م عن طريق حل‬
‫امل�شكالت‪ ،‬وحتقيق مبد�أ التكيف مع الواقع‪ ،‬وتكوين منظومة قيمية مرتابطة ومتكاملة‪.‬‬
‫وقد حدد جريوم (‪ )Jerom, 1997‬جمموعة من العوامل الأ�سا�سية التي ت�سهم يف جناح التغري الرتبوي‬
‫من �أجل التطوير النوعي يف الرتبية تتلخ�ص يف‪:‬‬
‫‪ -‬الرتكيز‪ :‬ويق�صد به �أن يكون التغري ملبي ًا حلاجات الطلبة واملعلمني واملجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬امل�ش��اركة ال�شاملة‪� :‬أي �إ�س��هام جميع املعنيني يف العملية الرتبوية يف م�س�ؤولية حتقيق التحول النوعي يف‬
‫الرتبي��ة بحيث ي�ش��ارك املعلمون والإداريون �إىل جانب القيادات الرتبوي��ة يف فهم �أهداف التغري والعمل‬
‫على حتقيقها‪.‬‬
‫‪ -‬القيا�س‪ :‬مبعنى �أن تتنبه القيادات الرتبوية �إىل �أهمية قيا�س درجة التقدم الناجت عن التغري‪.‬‬
‫‪ -‬االلت��زام‪ :‬ويتمث��ل يف دعم التطوير النوع��ي يف الرتبية وااللتزام به يف جميع فئ��ات العاملني يف امليدان‬
‫الرتب��وي‪ ،‬ذل��ك �أن التطوي��ر النوع��ي يف الرتبي��ة يف حقيقته عبارة ع��ن تغيري ثقايف يرتت��ب عليه تغيري‬
‫الطريقة التي يتم بها العمل يف امل�ؤ�س�سة الرتبوية‪.‬‬
‫‪ -‬الر�ؤية الوا�ضحة‪ :‬وي�شكل عدم وجود ر�ؤية وا�ضحة لل�صورة التي �ستكون عليها املنظمة يف امل�ستقبل �أحد‬
‫�أ�س��باب ف�ش��ل التغري‪ ،‬لذلك ف�إن الر�ؤية الوا�ض��حة �ض��رورية لأنها تبني للمنظمة االجتاه الذي حتتاج �أن‬
‫تتوجه �إليه يف حركتها‪.‬‬
‫التحديات الرتبوية التي تواجه عملية التغري‪:‬‬
‫تواجه عملية التغري حتديات تربوية عديدة منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬حتدي التقدم العلمي والتكنولوجي‪:‬‬
‫�إذ �أ�ص��بح الع�صر احلايل ع�صر التكنولوجيا التي ا�س��تطاعت �أن تغزو كل ميادين احلياة الإن�سانية‪ ،‬و�أن‬
‫تغ��زو مي��دان الرتبية بخا�ص��ة‪ ،‬و�أن تدخل الكثري من الو�س��ائل التعليمية التي طورت من ه��ذا امليدان وجعلته‬
‫يدخل بحق ميدان العلوم احلديثة‪ ،‬ويعد ا�ستخدام الأجهزة التعلمية والو�سائل التعلمية ال�سمعية والب�صرية‬
‫من �أهم ما تتميز به التكنولوجيا التعليمية‪ ،‬ولكن يف ظل الرثوة التكنولوجية احلالية‪ ،‬يقف العامل العربي يف‬
‫ميدان التعليم‪� ،‬أمام حتديني وهما(ال�شراب‪:)2009 ،‬‬
‫‪ .1‬حاجته امللحة واملتزايدة �إىل تقريب امل�سافات ب�شكل مطرد بينه وبني الدول املتقدمة يف هذا املجال‪.‬‬
‫‪� .2‬إمكانات العامل العربي املادية واملالية والب�شرية تق�صر حالي ًا عن بلوغ هذا الهدف‬
‫‪ - 2‬التحدي املعلوماتي‪:‬‬
‫اجتهت املجتمعات الب�شرية خالل العقدين املا�ضيني يف حتول �سريع �إىل ما ي�سمى باملجتمعات املعلوماتية‬
‫�أي املجتمعات التي تعتمد على توافر م�ص��ادر جمع املعلومات وتن�س��يقها وحتليلها‪ ،‬وتوظيفها‪ ،‬و�أ�صبح ال�سبق يف‬
‫مهنة الإنتاج الفكري متوقف ًا على املعلومات كم ًا وكيف ًا‪ ،‬واحلاجة للمعلومات هي الدافع للفرد للبحث والتق�صي‬
‫ع��ن املعلومات بهدف ا�س��تخدامها يف التنمي��ة والأعمال واتخاذ القرارات‪ ،‬فالعامل��ون يف جميع املهن يحتاجون‬
‫�إىل املعلوم��ات كل يف مهنت��ه (اجلزار‪ )2000 ،‬وجوهر املعلوماتية هو تقنيات املعلومات من �ش��بكات الكمبيوتر‪،‬‬
‫وبرجمي��ات احلا�س��وب‪ ،‬وال�ش��بكات‪ ،‬وم��زودات قواع��د البيان��ات‪ ،‬وحمط��ات ات�ص��ال البيانات‪ ،‬بالإ�ض��افة �إىل‬
‫العن�ص��ر الأهم يف هذه املنظومة املتكاملة‪ ،‬وهو الإن�س��ان �ص��انع املعرفة‪ ،‬من حيث �صريورتها وت�شكيلها و�أ�ساليب‬
‫ا�ستخدامها (�أبو العينني و�آخرون‪.)2003 ،‬‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫‪103‬‬ ‫جودة التعليم الجامعي‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي �أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫‪- 3‬حتدي العوملة‪:‬‬


‫العومل��ة فكرة حديثة ن�س��بي ًا يف عل��م االجتماع على الرغم من �ش��يوعها بع�ض الوق��ت يف فروع معرفية‪،‬‬
‫وم��ا زال تعريف مفهوم العوملة (‪ )Globalization‬ي�ش��وبه الغمو���ض يف الأدبيات العربية التي تناولت جانبا‬
‫معين��ا م��ن جوانب��ه‪� ،‬إذ ركز على البع��د املكاين يف مفهومه لها‪ ،‬يف ح�ين نظر �إليها �آخرون يف ارتباطها مع ن�ش��وء‬
‫الر�أ�سمالية العاملية‪ ،‬و�أنها ظاهرة قدمية ولي�ست حديثة ‪،‬و�آخرون ا�ستعملوا م�صطلح الكوكبة بدال من العوملة‬
‫و�آخرون ا�س��تعملوا مفهوم العاملية الذي يعني وجود قوا�س��م م�شرتكة بني �أفراد وجماعات خمتلفة (جعنيني‪،‬‬
‫‪ ،)2009‬وهن��اك خ�لاف يف التباين حول مفهومي العوملة والعاملية لذلك ي�ش�ير التوم و�آدم (‪� )1999‬أن م�ص��در‬
‫الرواج بالن�س��بة لنظرية العوملة يبقى دائم ًا العامل ال�ص��ناعي املتقدم الذي ي�س��عى عرب الدعاية الو�صول �إىل‬
‫�أ�س��واق العامل النامي واملتخلف وا�س��تغالل موارده االقت�ص��ادية‪ ،‬ومن ثم فلي�س من امل�س��تغرب �أن ي�ص��ف بع�ض‬
‫امل�شككني بالعوملة ب�أنها فكرة قدمية بثياب ع�صرية جديدة ‪ ،‬تغري يف امل�صطلح واملعنى �أما امل�ضمون فواحد‪.‬‬
‫وم��ن الأهمي��ة مبكان يف هذا املجال الت�أكيد على �أنه يف ظل العوملة ف�إنه من املحتمل حدوث �آثار �س��لبية‬
‫على نظم التعليم الوطنية ب�سبب ما حتدثه العوملة من تغريات اقت�صادية وتكنولوجية و�سيا�سية واجتماعية‬
‫وثقافي��ة‪ ،‬والرتبي��ة لي�س��ت مبعزل ع��ن هذا كل��ه لأنها ال تعمل يف ف��راغ فالنظ��م التعليمية يف �أي بلد ت�ض��رب‬
‫بجذورها يف البيئة املوجودة فيها (جعنيني‪.)2009 ،‬‬
‫‪- 4‬حتدي ال�صراع بني الأ�صالة واملعا�صرة‪:‬‬
‫الأ�ص��الة واملعا�ص��رة‪ ،‬عن�ص��ران متالزم��ان‪ ،‬ال تتق��دم �أي��ة درا�س��ة برجحان كف��ة �أحدهما ع��ن الآخر‪،‬‬
‫وبانطالق الرتبية املعا�ص��رة‪ ،‬من التخطيط اال�س�تراتيجي‪ ،‬تكمن الإ�شارة لهذا ال�صراع الذي يتم بني الأ�صالة‬
‫واملعا�ص��رة‪ ,‬ل��ذا يج��ب �أن ُتبن��ى الرتبية يف هذا الع�ص��ر على التخطيط اال�س�تراتيجي امل�ش��بع ب��روح التفكري‬
‫العلم��ي املنت��ج‪ ،‬واملحك��وم مبنط��ق التدبري الرتب��وي املمنه��ج‪ ،‬والفكر ال��ذي يقوي في��ه دور املجتم��ع‪ ،‬بامتالك‬
‫مقوم��ات الرتبي��ة املطابقة التي تتفاعل مع حميطها الإن�س��اين املحلي‪ ،‬دون �أن تنعزل عما هو �س��ائد يف العامل‪،‬‬
‫�أو �أن تفق��د يف الوق��ت ذات��ه خ�صائ�ص��ها الذاتية‪ ،‬ولعل ما ح�ص��ل مع علماء امل�س��لمني دلي ًال وا�ض��ح ًا على ذلك‪،‬‬
‫فف��ي جميع املناطق التي انتقل �إليها امل�س��لمون وجدوا ديانات و�أفكارا وح�ض��ارات قدمي��ة‪ ،‬وقف املفكرون منها‬
‫موقف ًا م�س��تنري ًا‪ ،‬فاقتب�س��وا من النظم الإدارية واحلكومي��ة والفنية ما وجدوه مالئم ًا له��ذه املناطق‪ ،‬و�أخذوا‬
‫من الأ�ساليب احل�ضارية ما يتفق مع نزعتهم �إىل الرقي وبلوغ م�ستوى هذه الأمم يف احل�ضارة وجوانبها املادية‬
‫والدنيوية (�أبو �شعرية‪.)2003 ،‬‬
‫‪- 5‬حتدي الزيادة ال�سكانية‪:‬‬
‫تعد م�ش��كلة الزيادة ال�س��كانية م�شكلة عاملية كربى وت�أخذ �أبعاد ًا خطرية‪ ،‬فقد زاد عدد �سكان العامل يف‬
‫ال�سنوات الأخرية زيادة كبرية جعلت الدول تبدي خماوفها‪ ،‬وحتذر من خطورة احلالة �إذا ا�ستمر �سكان العامل‬
‫على ما هم عليه من منو واطراد (�أبو العينني و�آخرون‪.)2003،‬‬
‫فف��ي الوط��ن العربي بلغ جمموع ال�س��كان عام ‪ 2000‬ما يقارب ‪ 280‬مليون ن�س��مة‪ .‬ومن املقدر �أنه يف عام‬
‫‪� 2025‬س��يبلغ (‪ )450‬مليون ن�س��مة‪ ،‬وبالتايل �س��ينتج عن هذا التزايد الكبري يف القوى العاملة بطالة مرتفعة‪،‬‬
‫وعجز يف اخلدمات العامة‪ ،‬وات�ساع حزام الفقر‪ ،‬وابتالع الزيادة ال�سكانية جلهود التنمية (�أبو �شعرية وغباري‬
‫واملحزومي ‪.)2007 ،‬‬
‫تواجه املجتمع ال�س��عودي مثل التغريات‬ ‫وبن��اء على ما تق��دم ميكن القول �إن هناك تغ�يرات‪ ،‬وحتديات ِ‬ ‫ً‬
‫خا�صة يف ظل ثورة املعلومات واملعارف‬‫ً‬ ‫الثقافية والرتبوية وغريها‪ ،‬وهذه التغريات ملمو�سة على �أر�ض الواقع‪،‬‬
‫والأف��كار التي يت�أثر بها جيل ال�ش��باب من اجلن�س�ين �س��لب ًا �أو �إيجاب�� ًا‪ ،‬لذلك �أولت ال�س��عودية اهتمام ًا كبري ًا يف‬
‫الآونة الأخرية لإحداث تغريات نوعية وكمية حيث ازداد عدد اجلامعات يف العقد املا�ض��ي من �س��بع جامعات‬
‫�إىل خم���س وع�ش��رين جامعة‪ ،‬ومل��ا كان الباحثان من جيل ال�ش��باب ونظر ًا ملالحظتهما للتط��ورات املتالحقة يف‬
‫العامل �أجمع يف ظل جمتمع املعرفة جاءت هذه الدرا�س��ة القرتاح �إ�س�تراتيجية تربوية للجامعات ال�سعودية‪،‬‬
‫المجلة العربيـة لضمـان‬
‫جودة التعليم الجامعي‬ ‫‪104‬‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬ ‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫لزيادة كفاءتها وفاعليتها ملواجهة التغري الرتبوي ‪.‬‬


‫مشكلة الدراسة وأسئلتها‪:‬‬
‫تتمث��ل م�ش��كلة الدرا�س��ة يف تق��دمي �إ�س�تراتيجية مقرتح��ة للجامع��ات ال�س��عودية ملواجه��ة التغريات‬
‫والتحديات الرتبوية يف �ضوء وجهة نظر �أع�ضاء هيئة التدري�س لكليات الرتبية فيها‪.‬‬
‫وقد �أجابت الدرا�سة عن الأ�سئلة الآتية‪:‬‬
‫‪ԀԀ‬ال�س�ؤال الأول‪ :‬ما مظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع ال�سعودي من وجهة نظر �أع�ضاء الهيئة التدري�سية‬
‫يف كليات الرتبية يف اجلامعات ال�سعودية ؟‬
‫بناء على معرف��ة الواقع والتحديات‬‫‪ԀԀ‬ال�س���ؤال الث��اين‪ :‬ما التحدي��ات التي تواجه اجلامعات ال�س��عودية ً‬
‫التي تواجه تلك اجلامعات للت�صدي ملظاهر هذا التغري من منظور �أع�ضاء الهيئة التدري�سية يف كليات‬
‫الرتبية يف اجلامعات ال�سعودية ؟‬
‫‪ԀԀ‬ال�س���ؤال الثال��ث‪ :‬م��ا الإ�س�تراتيجية املقرتح��ة للجامع��ات ال�س��عودية ملواجه��ة التغ�يرات والتحدي��ات‬
‫الرتبوية يف �ضوء وجهة نظر �أع�ضاء هيئة التدري�س لكليات الرتبية فيها؟‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تعرف على مظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع ال�سعودي‪،‬‬
‫هدفت الدرا�س��ة �إىل حتقيق الأهداف الآتية‪ّ :‬‬
‫وتعرف على �أهم التحديات املعا�صرة التي تعيق اجلامعات ال�سعودية نحو ت�صدي اجلامعات ال�سعودية ملظاهر‬
‫ّ‬
‫وتعرف الإ�س�تراتيجية املقرتحة للجامعات ال�س��عودية ملواجهة التغريات والتحديات الرتبوية يف‬
‫هذا التغري‪ّ ،‬‬
‫�ضوء وجهة نظر �أع�ضاء هيئة التدري�س لكليات الرتبية فيها‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تكمن �أهمية الدرا�سة يف حتديد اجلهات امل�ستفيدة من الدرا�سة وعلى النحو الآتي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬القائم��ون عل��ى العملي��ة الرتبوي��ة يف التعلي��م الع��ايل يف ال�س��عودية‪� :‬إذ �أن الإ�س�تراتيجية املقرتح��ة‬
‫للجامعات ال�س��عودية ملواجهة التغريات والتحديات الرتبوية يف �ضوء وجهة نظر �أع�ضاء هيئة التدري�س‬
‫لكليات الرتبية فيها‪ ،‬ت�سهم يف توفري معايري عملية لتحقق التقدم لها‪ ،‬مما يزيد من مقدرتها على مواجهة‬
‫التحديات التي تواجهها‪.‬‬
‫‪ - 2‬الباحثون والدار�سون ملثل هذه املو�ضوعات �إذ �ستزودهم ب�إ�سرتاتيجية مقرتحة ملواجهة التغري الرتبوي‬
‫يف ظل جمتمع ي�سري نحو الت�شكيل اجلديد (ما ي�سمى جمتمع املعرفة)‪.‬‬
‫‪ - 3‬اجلامع��ات ال�س��عودية‪ :‬الت��ي تطمح لبناء جمتم��ع املعرفة والتقليل م��ا �أمكن من نظاه��ر التغري الرتبوي‬
‫وتطبيق مثل هذه الإ�سرتاتيجية بعينها‪.‬‬
‫مصطلحات الدراسة‪:‬‬
‫فيما يلي تعريف ببع�ض م�صطلحات الدرا�سة‪:‬‬
‫الإ�سرتاتيجية‪ :‬ويق�صد بها‪ :‬خطة تت�ضمن ال�سيا�سات والأهداف‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �سل�سلة الأحداث (العمليات)‬
‫الرئي�س��ية يف امل�ؤ�س�س��ة الت��ي ت���ؤدي �إىل اختي��ار �أف�ض��ل البدائل وم��ن خاللها يتم ا�س��تخدام كاف��ة الإمكانات‬
‫والو�سائل بطريقة مثلى لتحقيق الأهداف املرجوة (�شحاتة والنجار‪.)2003 ،‬‬
‫وتع��رف "الإ�س�تراتيجية" �إجرائي�� ًا ب�أنها جمموعة من الإر�ش��ادات والأهداف التي ت�س�ير وفق خطوات معينة‬
‫من العمليات والأن�شطة والأ�ساليب‪ ،‬التي يتم بنا�ؤها لتنا�سب مواجهة التغري الرتبوي يف ظل جمتمع املعرفة‪.‬‬
‫التغري الرتبوي‪ :‬ويعرف �إجرائي ًا ب�أنه �إدخال كل جديد �أو حتول يف الأفكار وال�سيا�س��ات �أو الربامج �أو املرافق‬
‫�أو البيئة على املجتمع الإن�ساين ‪.‬‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫‪105‬‬ ‫جودة التعليم الجامعي‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي �أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫الدراسات السابقة ‪:‬‬


‫فيما يلي عر�ض للعديد من الدرا�سات ذات ال�صلة مبو�ضوع الدرا�سة‪:‬‬
‫�أج��رى كنعان (‪ )2004‬درا�س��ة هدفت �إىل �إلقاء ال�ض��وء عل��ى التحديات التي تعي��ق الرتبية يف الوطن‬
‫العربي‪ ،‬وكيفية مواجهة الدول العربية لهذه التحديات‪ .‬وا�س��تخدمت الدرا�س��ة املنهج الو�صفي‪ ،‬حيث �أظهرت‬
‫نتائجه��ا م��ا يلي‪ :‬رف���ض الهيمنة الثقافي��ة الأجنبية وتعزي��ز الهوية الثقافي��ة العربية‪ ،‬وذل��ك بدعم اللغة‬
‫العربي��ة وتعزيز مكانتها وتن�ش��يط التنمية القومية‪ ،‬وتطوير املناهج التعليمية ومواكبتها ملعطيات احل�ض��ارة‬
‫العاملي��ة احلديث��ة‪ ،‬و�إع��داد املعلم�ين وتدريبهم امل�س��تمر ملواجه��ة التحديات مبختل��ف �أ�ش��كالها وغر�س القيم‬
‫العربي��ة وال��روح الدميقراطية يف نفو�س��هم ونفو�س الطلبة‪ ،‬وجت�س��يدها �س��لوك ًا حقيقي�� ًا يف حياتهم اليومية‬
‫حتقيق ًا للأهداف ال�سامية للرتبية العربية‪.‬‬
‫�أج��رى البك��ر (‪ )2004‬درا�س��ة هدف��ت �إىل ا�س��تعرا�ض االحتياج��ات الرتبوي��ة التي تفر�ض��ها ظاهرة‬
‫العومل��ة‪ ،‬وكيفي��ة التعامل معها من قبل الرتبويني واملدر�س�ين و�ص��ناع الق��رار يف امل�ؤ�س�س��ات الرتبوية مع ثقافة‬
‫التغيري التي تفر�ض��ها هذه الظاهرة‪ ،‬وهدفت �أي�ض��ا �إىل معرفة درجة اال�ستعداد ملواجهة التحديات الرتبوية‬
‫الت��ي تفر�ض��ها ظاه��رة العومل��ة‪ .‬وا�س��تخدمت الدرا�س��ة املنه��ج الو�ص��في لتحلي��ل ما ه��و قائم يف �ض��وء الأطر‬
‫النظرية املعروفة‪ ،‬ومنهج حتليل امل�ضمون‪ ،‬و�أظهرت نتائج الدرا�سة‪،‬احلاجة املا�سة �إىل غربلة �أهداف التعليم‬
‫يف املراح��ل املختلف��ة‪ ،‬وم��ا يتبع ذلك من مراجعة تربوية‪ ،‬و�ض��رورة مواكب��ة برامج �إع��داد املعلمني واملعلمات‬
‫للمتغ�يرات العاملي��ة يف مفه��وم دور املعلم‪،‬وم��ن خ�لال مراجع��ة بع�ض امل��واد يف �أه��داف تعليم امل��ر�أة يف اململكة‬
‫العربية ال�س��عودية تت�ض��ح النظرة املحدودة للمر�أة ولدورها يف امل�ش��اركة يف احلياة العامة‪ ،‬و�إتاحة الفر�صة‬
‫للمر�أة للتعليم املالئم لطبيعتها والوافية بحاجة البالد‪،‬لذا ف�إن الت�س��رب و�ض��عف الإمكانات البيئية الأ�سرية‬
‫و�صعوبات التعلم‪ ،‬تعترب من التحديات التي تواجه املر�أة ال�سعودية‪.‬‬
‫�أج��رت اخلري�س��ات (‪ )2005‬درا�س��ة هدفت �إىل تع��رف حتديات التغ�ير الثقايف وكيفي��ة مواجهتها من‬
‫وجه��ة نظر طلب��ة اجلامعة الأردنية مل�س��توى البكالوريو�س‪ .‬وا�س��تخدمت الدرا�س��ة املنهج الو�ص��في امل�س��حي‪.‬‬
‫وتك��ون جمتم��ع الدرا�س��ة من طلب��ة اجلامع��ة الأردني��ة‪ ،‬وبلغت عين��ة الدرا�س��ة (‪ )1000‬طال��ب وطالبة مت‬
‫اختيارهم بالطريقة الع�ش��وائية‪ .‬و�أظهرت نتائج الدرا�س��ة‪� :‬أن املتو�سط احل�س��ابي ال�ستجاباتهم على مقيا�س‬
‫�أبع��اد حتديات التغ�ير الثقايف من وجهة نظر طلبة اجلامعة الأردنية‪ ،‬بلغ (‪ )3095‬لبعد ال�ص��راع بني الأفكار‬
‫الأجنبية‪ ،‬و�أن �أعلى متو�سط ح�سابي ال�ستجاباتهم على مقيا�س مواجهة حتديات التغري الثقايف بلغ (‪)3083‬‬
‫لبعد تدريب املعلمني وت�أهيلهم قبل املهنة وبعدها ملواجهة التحدي‪.‬‬
‫�أج��رى الع��زب (‪ )2006‬درا�س��ة هدفت تعرف دور اجلامعات يف �إعداد املخرج��ات الوطنية؛ باعتبار �أن‬
‫م�ؤ�س�س��ات التعلي��م العايل هي الأماكن املالئم��ة للإعداد العام ملتخرجي التعليم الثان��وي يف العديد من الفروع‬
‫الأكادميية‪ ،‬وا�ستخدم الباحث املنهج الو�صفي يف درا�سته‪ ،‬و�أ�سفرت نتائج الدرا�سة �إىل �أن دور اجلامعات لبناء‬
‫جمتمع املعرفة يتمثل يف �أمناط كثرية منها‪ :‬ت�أ�سي�س الكوادر العلمية ذات الكفاءة‪ ،‬ودعم االبتكارات والبحث‬
‫العلمي الذي ي�ستهدف خدمة املجتمع ح�ضاريا‪ ،‬ونقل التكنولوجيا‪ ،‬واال�ستفادة من التقدم يف جمال االت�صاالت‬
‫لتطوير التعليم‪ ،‬وت�سويق البحث العلمي لل�صناعة‪ ,‬واالهتمام ببناء القدرات واملهارات والتدريب على توظيف‬
‫املعلوم��ات واملع��ارف‪ ،‬ودع��م احلري��ة الأكادميية واال�س��تقالل الذاتي امل�ؤ�س�س��ي‪ ،‬وتو�س��يع نطاق التع��اون‪ ،‬كما‬
‫ا�ستعر�ض الباحث بع�ض التحديات التي تواجه التعليم العايل‪ ،‬ومنها ما �أ�شار �إليها يف تفعيل �أدوار اجلامعات‪.‬‬
‫�أج��رى هين��ي (‪)Heaney, 2003‬درا�س��ة هدف��ت �إىل معرف��ة كيفي��ة مواجه��ة التحدي��ات ع��ن طريق‬
‫ا�س��تخدام املعلوم��ات وتكنولوجي��ا االت�ص��االت لدع��م التعلي��م والتعل��م‪ ،‬وتو�ض��يح العالقة بني �إ�س�تراتيجية‬
‫تكنولوجي��ا التعليم وامل�ش��اركة يف ا�س�تراتيجيات م�ش��ابهة للمعلم�ين والتالميذ ملواجهة التحدي��ات‪ .‬و�أجريت‬
‫الدرا�س��ات يف اجلامع��ة املفتوحة يف اململكة املتحدة‪ .‬وا�س��تخدمت الدرا�س��ة منهجي��ة البحث من خالل تقدمي‬
‫م�شروع تعليمي مف�صل يركز على مو�ضوع "الدينا�صورات" والذي طور مع الطالب يف العا�شرة واحلادية ع�شرة‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫جودة التعليم الجامعي‬ ‫‪106‬‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬ ‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫م��ن العمر‪ ،‬و�أظهرت النتائج التو�ص��ل �إىل موا�ض��يع متنوعة لتط��ور الطلبة الذين تقع على عاتقهم م�س���ؤولية‬
‫ا�س��تخراج املوا�ض��يع‪ ،‬وا�س��تخدام قطع حتتوي على حروف اجلر لتح�س�ين نوعية التعليم والتدريب يف ال�صف‪.‬‬
‫و�ض��رورة مواكب��ة التغ�يرات التي هي نتيج��ة �أكي��دة للتكنولوجيا احلديثة‪ .‬تعزي��ز نوعية التعلي��م والتعلم‪.‬‬
‫وتعزيز ا�ستخدام خمتلف التقنيات‪ ،‬واحلوا�سيب على وجه اخل�صو�ص لدعم التعليم ال�صفي‪ .‬واالنت�شار الوا�سع‬
‫مل�صادر و�سائل الإعالم املتعددة‪ ،‬والنمو ال�سريع للإنرتنت وللخدمات الإلكرتونية‪.‬‬
‫�أج��رى غلينن(‪)Glenn,2004‬درا�س��ة هدف��ت �إىل البح��ث يف التغ�ير االجتماع��ي الثق��ايف ودوره على‬
‫البيئ��ة االجتماعي��ة باعتباره عن�ص��را مهم��ا يف بروز ظواه��ر الثقافة‪ ،‬و�إن مل يتم فهمه ب�ش��كل �ص��حيح ف�إنها‬
‫ت�صبح معقدة يف عددها وطريقة تنظيم عنا�صرها‪ ،‬وتكونت عينة الدرا�سة من (‪ )100‬معلم مت اختيارهم من‬
‫جامعات خمتلفة يف بن�س��لفانيا‪ ،‬وقد �أظهرت نتائج الدرا�س��ة �أنه على الرغم من �أن الأفراد املت�أثرين بالتغيري‬
‫الثقايف يكونون يف و�ضع م�ستقل �إال �أنه قد ي�ؤدي ذلك �إىل الت�أثري على �أ�شخا�ص �آخرين يف كثري من النواحي من‬
‫حيث طريقة معي�شتهم وحتى طريقة تفكريهم‪ ،‬فيجب على الأ�شخا�ص �أن يكونوا حري�صني يف اختيار ثقافتهم‬
‫�أو فه��م الثقاف��ة الت��ي ق��د يجربوا عليه��ا‪ .‬و�إن قيام كل �ش��خ�ص باختيار من��ط معني حلياته ينعك���س هذا على‬
‫نوعية الثقافة التي اختارها واتخذها �سلوك ًا ملعي�شته حيث �إنه جمرب على مواكبة تطوراتها والت�أقلم معها‪.‬‬
‫�أجرى �إقبال( ‪)Iqbal, 2007‬درا�سة هدفت �إىل حتديد الكيفية التي ميكن �أن ت�ؤثر يف تنمية املعلومات‬
‫يف البلدان النامية‪ ،‬وال �سيما بنغالد�ش‪ .‬وهي بلد حالي ًا يف املرحلة الأوىل من التحول نحو مزيد من املعلومات‬
‫لبن��اء جمتم��ع قائ��م على املعرف��ة‪ .‬قدمت هذه الدرا�س��ة �ض��من امل�ؤمت��ر الوطني ب�ش���أن تكنولوجي��ا املعلومات‬
‫واالت�ص��االت‪ ،‬يف مرك��ز بحوث تكنولوجي��ا املعلومات يف اجلامعة الإ�س�لامية العاملية يف ماليزي��ا – كواالملبور‪،‬‬
‫تو�ص��لت هذه الدرا�س��ة �إىل جملة من النتائج هناك بع�ض التغريات الرئي�س��ة للنا�س الذين يعي�شون يف املناطق‬
‫الريفية وامل�س��توطنات احل�ضرية غري الر�س��مية‪ ،‬نظر ًا لت�أثري الإعالم يف العقود القليلة املا�ضية‪ ،‬وهناك عدد‬
‫ال ب�أ�س به من امل�ص��ادر والوكالء الذين ي�ش�تركون يف ن�ش��ر املعلومات واملعرفة يف املناطق الريفية وامل�ستوطنات‬
‫احل�ضرية غري الر�سمية من بنغالد�ش‪ ،‬ولكن ال�سكان املحليني ال يزالون يبحثون عن مدى جدوى ومالئمة بع�ض‬
‫اخلدمات واملعلومات التي �ستقدم لهم‪ .‬و�أ�سفرت النتائج عن العديد من امل�شكالت يف عملية ن�شر املعلومات مثل‪:‬‬
‫م�شكلة و�صول املعلومات واملعرفة للمقيمني يف املناطق الريفية وامل�ستوطنات احل�ضرية الفقرية‪.‬‬
‫�أجرى عبداحلميد وزامان(‪) Abdul Hamid&Zaaman, 2009‬درا�س��ة هدفت للتو�ص��ل �إىل تعريف‬
‫مقرتح ملجتمع املعرفة يف ال�سياق املاليزي حيث ركزت على ثالثة �أبعاد مهمة مكونه لهذا املجتمع وهي املعرفة‬
‫‪ ,‬وتقني��ة املعلوم��ات ( ‪ ) ICT‬ور�أ�س املال الب�ش��ري ‪ ,‬وقد مت تطبيق تقنية دلفي املعدلة للو�ص��ول �إىل التعريف‬
‫املقرتح ملجتمع املعرفة ‪ ،‬و�أظهرت نتائج هذه الدرا�سة درجات عالية ومتو�سطة للأبعاد الثالثة تلك وا�ستغرقت‬
‫خم�س جوالت لي�صل اخلرباء البالغ عددهم (‪� )212‬إىل �إجماع ثمان بنود يف اال�ستبانة ‪،‬حيث تناولت الأبعاد‬
‫الثالثة ملجتمع املعرفة التي �أظهرت الدرا�سة �أهميتها يف حتديدها يف النهاية ما يق�صد مبجتمع املعرفة ‪.‬‬
‫التعليق على الدراسات السابقة‪:‬‬
‫من خالل البحث واالطالع على الدرا�سات ال�سابقة‪ ،‬فقد مت مالحظة �أن بناء �إ�سرتاتيجيات تربوية مقرتحة‬
‫للجامع��ات ال�س��عودية ملواجه��ة التغ�يرات والتحديات الرتبوية يف �ض��وء وجهة نظر �أع�ض��اء هيئ��ة التدري�س‬
‫لكلي��ات الرتبي��ة فيه��ا كان��ت قليل��ة وحم�ص��ورة يف زوايا معين��ة‪ ،‬ومل يت��م الرتكيز عليه ب�ش��كل رئي�س��ي‪ ،‬وبعد‬
‫ا�ستعرا�ض الدرا�سات ال�سابقة تبني الآتي‪:‬‬
‫‪� -‬أن الدرا�س��ات ال�س��ابقة املتعلقة بالرتبية والعوملة جاءت لتلقي ال�ض��وء على التحديات التي تعيق الرتبية‬
‫يف ظل ظاهرة العوملة من �أجل مواجهة التحديات وا�س��تعرا�ض االحتياجات الرتبوية التي تفر�ضها هذه‬
‫الظاه��رة على النظ��ام الرتبوي‪ ،‬ولكنها مل تبحث يف تطوير �إ�س�تراتيجية للجامعات ال�س��عودية ملواجهة‬
‫التغريات والتحديات الرتبوية يف �ض��وء وجهة نظر �أع�ض��اء هيئة التدري�س لكليات الرتبية فيها وخا�صة‬
‫على م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪.‬‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫‪107‬‬ ‫جودة التعليم الجامعي‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي �أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫‪ -‬تنوع البيئات التعليمية التي �أجريت فيها الدرا�سات ال�سابقة‪.‬‬


‫‪ -‬تنوع عينات الدرا�سات ال�سابقة‪ ،‬ومناهج بحثها و�أدواتها‪.‬‬
‫موقع الدرا�سة احلالية‪:‬‬
‫�إن فك��رة اق�تراح تطوير �إ�س�تراتيجية للجامعات ال�س��عودية ملواجه��ة التغريات والتحدي��ات الرتبوية‬
‫يف �ض��وء وجهة نظر �أع�ض��اء هيئ��ة التدري�س لكلي��ات الرتبية فيها‪ ،‬جاءت من �إح�س��ا�س الباحث�ين ب�أهمية �أن‬
‫تت�ضمن اجلامعات براجم ًا تربوية مبا تتوافق مع تطور جمتمع املعرفة والثورة التكنولوجية‪ ،‬ولذلك ف�إن هذه‬
‫الدرا�سة احتلت موقع ًا مهم ًا للأ�سباب الآتية‪:‬‬
‫‪ -‬تبني هذه الدرا�سة التغري الرتبوي يف املجتمع من منظور الهيئة التدري�سية يف كليات الرتبية يف اجلامعات‬
‫ال�س��عودية ‪.‬وتختل��ف الدرا�س��ة احلالي��ة عن الدرا�س��ات ال�س��ابقة كون ه��ذه الدرا�س��ة اقرتحت تطوير‬
‫�إ�س�تراتيجية للجامعات ال�س��عودية ملواجهة التغريات والتحديات الرتبوية يف �ض��وء وجهة نظر �أع�ض��اء‬
‫هيئة التدري�س لكليات الرتبية فيها‪.‬‬
‫منهجية الدراسة وإجراءاتها ‪:‬‬
‫منهج الدرا�سة ‪:‬‬
‫تعد هذه الدرا�سة م�سحية حتليلية تطويرية‪ ،‬فقد هدفت �إىل حتليل الأدب النظري والبيانات التي مت‬
‫جمعها من امليدان الرتبوي من خالل اال�س��تبانة لتطوير �إ�س�تراتيجية للجامعات ال�س��عودية ملواجهة التغريات‬
‫والتحديات الرتبوية يف �ضوء وجهة نظر �أع�ضاء هيئة التدري�س لكليات الرتبية فيها‪.‬‬
‫عينة الدرا�سة‪:‬‬
‫تكونت �أفراد الدرا�س��ة من جميع �أع�ض��اء الهيئة التدري�سية يف كليات الرتبية يف اجلامعات ال�سعودية‪:‬‬
‫جامعة الق�ص��يم‪ ،‬وجامعة امللك عبد العزيز‪ ،‬وجامعة امللك خالد‪ ،‬وجامعة امللك �سعود والبالغ عددهم (‪)731‬‬
‫ع�ضو هيئة تدري�س خالل العام اجلامعي (‪ ،)2014 - 2013‬وذلك وفق ًا لإح�صائيات �إدارات اجلامعات مو�ضوع‬
‫الدرا�س��ة‪،‬وقد مت اختي��ار �أع�ض��اء هيئ��ة التدري�س م��ن كلي��ات الرتبية كونها الأك�ثر اطالعا عل��ى التحديات‬
‫الرتبوية‪ ،‬وما يالحظونه من حتديات تواجه املجتمع ال�س��عودي‪ ،‬وبعد جمع اال�س��تبيانات بلغ عدد امل�س�ترجع‬
‫منه��ا (‪� )593‬إ�س��تبانة‪ ،‬مت ا�س��تبعاد (‪ )9‬منها ب�س��بب عدم اكتمال �إجاب��ة املبحوث�ين عليها‪،‬وبالتايل بلغ عدد‬
‫اال�ستبيانات ال�صاحلة للتحليل (‪� )584‬شكل جميبوها العدد النهائي لأفراد الدرا�سة‪.‬‬
‫�أداة الدرا�سة‪:‬‬
‫لتحقي��ق ه��دف الدرا�س��ة املتعلق بالك�ش��فعن مظاهر التغ�ير الرتب��وي يف املجتمع ال�س��عودي والتحديات‬
‫التي تواجه اجلامعات ال�س��عودية ‪ ،‬قام الباحثان مبراجعة الأدب النظري والدرا�س��ات ال�س��ابقة ذات ال�ص��لة‬
‫مبو�ض��وع الدرا�س��ة‪ .‬حيث مت و�ض��ع قائمة بالفقرات املرتبطة بقيا�س ت�صورات �أع�ض��اء الهيئة التدري�سية يف‬
‫كليات الرتبية ملظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع ال�س��عودي والتحديات التي تواجه اجلامعات ال�س��عودية ‪ ،‬مت‬
‫�صياغتها على �شكل ا�ستبانة تكونت ب�صورتها الأولية من (‪ )28‬فقرة‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫‪ԀԀ‬ال ُبع��د الأول‪ :‬مظاه��ر التغ�ير الرتب��وي يف املجتمع من منظ��ور الهيئة التدري�س��ية يف كلي��ات الرتبية يف‬
‫اجلامعات ال�سعودية‪ ،‬ويتكون من (‪ )14‬فقرة‪.‬‬
‫‪ԀԀ‬ال ُبع��د الث��اين‪ :‬التحديات التي تواجه اجلامعات ال�س��عودية يف الت�ص��دي ملظاهر ه��ذا التغري من منظور‬
‫�أع�ض��اء الهيئة التدري�س��ية ويتكون من (‪ )14‬فقرة ‪.‬وقد �ص��ممت اال�ستجابة على �أداة الدرا�سة وفق‬
‫مقيا�س خما�سي التدريج كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مواف��ق ب�ش��دة وله��ا (‪ )5‬درج��ات‪ -.‬موافق ولها (‪ )4‬درج��ات‪ -.‬حمايد ولها (‪ )3‬درجات‪ -.‬غ�ير موافق ولها‬
‫(درجتان)‪ -.‬غري موافق ب�شدة ولها (درجة واحدة)‪.‬‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫جودة التعليم الجامعي‬ ‫‪108‬‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬ ‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫�صدق �أداة الدرا�سة‪:‬‬


‫مت عر�ض الأداة ب�ص��ورتها الأولية على (‪ )16‬حمكم ًا من ذوي االخت�ص��ا�ص يف جمال �أ�ص��ول الرتبية‪ ،‬والإدارة‬
‫الرتبوية‪ ،‬يف اململكة العربية ال�س��عودية واململكة الأردنية الها�ش��مية ‪ ،‬وقد طلب �إليهم حتديد درجة مالءمة‬
‫الفق��رات و�ش��موليتها لقيا�س ال ُبعد الذي وردت فيه تلك الفقرات‪ ،‬ومدى و�ض��وح الفقرات‪ ،‬و�س�لامتها اللغوية‪،‬‬
‫وكذلك ذكر �أي تعديالت مقرتحة واقرتاح فقرات يرونها �ض��رورية وحذف الفقرات غري ال�ض��رورية‪ .‬وقد مت‬
‫اعتماد معيار اتفاق (‪ )% 75‬من جلنة املحكمني للحكم على الأداة‪.‬‬
‫ثبات �أداة الدرا�سة‪:‬‬
‫مت التحق��ق من ثبات �أداة الدرا�س��ة با�س��تخدام طريقة االختب��ار و�إعادة االختب��ار (‪ ،)test-retest‬حيث مت‬
‫�إع��ادة تطبي��ق الأداة عل��ى العين��ة املكونة من (‪ )31‬ع�ض��و هيئة تدري�س‪ ،‬بع��د مرور �أ�س��بوعني على التطبيق‬
‫الأول‪ ،‬ثم ح�ساب معامل االرتباط بني التطبيقني‪ ،‬واجلدول (‪ )1‬يو�ضح معامالت الثبات لأداة‪.‬‬
‫جدول(‪ :)1‬قيم معامالت الثبات لأداة الدرا�سة بطريقة االختبار و�إعادة االختبار‬
‫قيمة معامل الثبات‬ ‫الأبعاد‬
‫‪0.87‬‬ ‫مظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع‬
‫‪0.92‬‬ ‫التحديات التي تواجه اجلامعات للت�صدي ملظاهر هذا التغري‬
‫وتعدّ معامالت الثبات مرتفعة ومنا�سبة لأغرا�ض الدرا�سة احلالية‪ ،‬ولأغرا�ض الدرا�سة احلالية مت احت�ساب‬
‫درجة تقدير �أع�ض��اء الهيئة التدري�س��ية ملظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع ال�سعودي والتحديات التي تواجه‬
‫اجلامعات ال�سعودية ‪ ،‬على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -‬الفقرة التي يرتاوح متو�س��طها احل�س��ابي بني (‪ )3.68 - 5.00‬تعني �أن تقديرات �أع�ضاء الهيئة التدري�سية‬
‫للفقرة جاءت بدرجة مرتفعة‪ ،‬والفقرة التي يرتاوح متو�س��طها احل�س��ابي ب�ين (‪ )2.34 - 3.67‬تعني �أن‬
‫تقديرات �أع�ض��اء الهيئة التدري�س��ية للفقرة جاءت بدرجة متو�س��طة‪ .‬والفقرة التي يرتاوح متو�س��طها‬
‫احل�س��ابي ب�ين (‪ )1.00 - 2.33‬تعن��ي �أن تقدي��رات �أع�ض��اء الهيئ��ة التدري�س��ية للفقرة ج��اءت بدرجة‬
‫منخف�ضة‪.‬‬
‫ويف �ض��وء النتائج التي �أ�سفر عنها التحليل الإح�ص��ائي مت تطوير �إ�سرتاتيجية مقرتحة للجامعات ال�سعودية‬
‫بناء عل��ى معرفة الواقع والتحديات التي تواجه تلك اجلامعات للت�ص��دي ملظاهر هذا التغري‪.‬‬ ‫ملواجه��ة التغري ً‬
‫ومت تنفيذ جمموعة من املراحل للتو�صل �إىل الإ�سرتاتيجية املقرتحة وعلى النحو التايل‪:‬‬
‫املعايري الأ�سا�سية التي انطلقت منها الإ�سرتاتيجية‪:‬‬
‫اعتمدت هذه الدرا�س��ة على جملة من املعايري الأ�سا�س��ية‪ ،‬والتي �ش��كلت البناء الأ�سا�س��ي يف الت�ص��ميم‬
‫املقرتح للإ�سرتاتيجية احلالية‪ ،‬وكانت على النحو الآتي‪:‬‬
‫�أو ًال‪:‬الإطار النظري والدرا�سات ال�سابقة‪:‬‬
‫‪� -‬أوال‪ :‬خلفية نظرية عن التغري الرتبوي ومربراته ومراحله ومعيقاته والتحديات التي تواجهه‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬خلفية نظرية حول التحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية يف الت�صدي ملظاهر هذا التغري‪.‬‬
‫ثاني ًا‪� :‬أداة الدرا�سة‪:‬‬
‫�إذ مت ت�ص��ميم �أداة الدرا�سة‪-‬اال�س��تبانة‪ -‬ب�ش��كل �أويل‪ ،‬وتكون��ت م��ن (‪ )28‬فق��رة موزع��ة يف بعدي��ن‪،‬‬
‫عر�ضت على (‪ )16‬حمكما من ذوي االخت�صا�ص يف جمال �أ�صول الرتبية والإدارة الرتبوية يف اململكة العربية‬
‫ال�سعودية‪ ،‬واململكة الأردنية الها�شمية‪ ،‬لأغرا�ض التحقق من �صدق الأداة‪.‬‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫‪109‬‬ ‫جودة التعليم الجامعي‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي �أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫ثالث ًا‪ :‬مناذج يف الإدارة الإ�سرتاتيجية‪:‬‬


‫مت االعتم��اد عل��ى �أمن��وذج (‪ ، )Wheelen& Hunger,2004‬وال��ذي ق��ام الباحث��ان با�س��تخدامه‬
‫ليتنا�س��ب مع مو�ضوع الدرا�سة احلالية واخلا�صة بتطوير �إ�سرتاتيجية للجامعات ال�سعودية ملواجهة التغريات‬
‫والتحديات الرتبوية يف �ض��وء وجهة نظر �أع�ضاء هيئة التدري�س لكليات الرتبية فيها‪ ،‬وذلك يف و�ضع خمطط‬
‫ملراح��ل عم��ل الإ�س�تراتيجية‪ ،‬ومت ا�س��تخدام برنامج خمط��ط التدفق (‪ )Flowechart‬يف ر�س��م �ش��كل و�إطار‬
‫الإ�سرتاتيجية املقرتحة‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬نتائج عملية الر�صد البيئي للواقع احلايل‪:‬‬
‫وذل��ك م��ن خالل ا�س��تخدام �أمن��وذج (‪ ،)SWOT‬بالإ�ض��افة �إىل درا�س��ة واق��ع اجلامعات ال�س��عودية يف‬
‫الو�ض��ع احلايل من خالل البيانات واملعلومات التي �أ�ش��ار �إليها �أع�ض��اء هيئة التدري�س يف تلك امل�ؤ�س�سات‪ ،‬وذلك‬
‫لال�ستفادة منها يف بناء الإ�سرتاتيجية احلالية‪.‬‬
‫خام�س ًا ‪:‬خطوات العمل‪:‬‬
‫بناء على نتائج الدرا�س��ة التي مت التو�ص��ل �إليها من عملية حتليل ا�س��تجابات �أفراد عينة الدرا�سة عن‬
‫�أ�سئلة‪ ،‬وما مت التو�صل �إليه من درا�سات وبحوث عر�ضت يف الإطار النظري والدرا�سات ال�سابقة‪ ،‬فقد اقرتحت‬
‫تطوير �إ�س�تراتيجية للجامعات ال�سعودية ملواجهة التغريات والتحديات الرتبوية يف �ضوء وجهة نظر �أع�ضاء‬
‫هيئة التدري�س لكليات الرتبية فيها‪ ،‬وتكونت الإ�سرتاتيجية احلالية من املراحل الآتية‪:‬‬
‫‪ԀԀ‬التخطيط للتخطيط‬
‫ُ�ص��مم ُملخ�ص تنفيذي لعملية التخطيط امل�س��بق للإ�سرتاتيجية املقرتحة‪ ،‬للتعرف �إىل درجة جاهزية‬
‫بناء على معرف��ة الواقع والتحديات‬‫اجلامعات ال�س��عودية للإ�س�تراتيجية املقرتحة ملواجه��ة التغري الرتبوي ً‬
‫التي تواجه تلك اجلامعات للت�ص��دي ملظاهر هذا التغري‪ ،‬باالعتماد على نتائج التحليل والإح�ص��ائيات من تلك‬
‫اجلامعات‪ ،‬حيث كانت ت�شري �إىل م�ؤ�شرات جيدة لتلك الإ�سرتاتيجية املقرتحة فيها‪ ،‬وو�ضع ت�صور زمني طويل‬
‫امل��دى لبناء هذه الإ�س�تراتيجية وتنفيذها‪� ،‬س��يمتد حتى ع��ام (‪ ،)2023‬وحددت اجلامعات وامل�ؤ�س�س��ات ذات‬
‫امل�س���ؤولية املبا�ش��رة لتنفيذ الإجراءات التنفيذية املحددة‪ ،‬وعدت فريق عمل لتنفيذها‪ ،‬وال�شكل (‪ )1‬يو�ضح‬
‫عملية التخطيط للتخطيط‪.‬‬

‫ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺒﻴﺎﻨﺎت واﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت‬


‫ﺠﻤﻊ اﻟﺒﻴﺎﻨﺎت واﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت‬ ‫ﺘﺤﻠﻴﻝ اﻟﺒﻴﺎﻨﺎت واﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت‬
‫وﺘوظﻴﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺼﻤﻴم‬
‫اﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ‬

‫ﺘﻘدﻴم اﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﺒﺸﻛﻠﻬﺎ‬ ‫ﺘﻘدﻴم اﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﺒﺸﻛﻠﻬﺎ‬


‫ﺘﺤﻛﻴم اﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ‬
‫اﻟﻨﻬﺎﺌﻲ‬ ‫اﻷوﻟﻲ‬

‫ال�شكل (‪ :)1‬مراحل عملية التخطيط للتخطيط‬


‫‪ԀԀ‬حتليل الأبعاد البيئية للمجتمع ال�سعودي‬
‫ا�س��تخدم �أمن��وذج(‪ )SWOT‬يف عملية التحليل البيئي للمجتمع ال�س��عودي‪ ،‬من �أجل الإ�س��هام يف �إعداد‬
‫ت�ص��ور للقرارات ذات البعد اال�س�تراتيجي‪ ،‬حيث يتمتع هذا النموذج بالو�ض��وح والتحليل واملرونة والفاعلية‬
‫بالإ�ض��افة �إىل متابع��ة بع���ض الإ�ص��دارات الت��ي تقي��م الو�ض��ع احل��ايل يف امل�ؤ�س�س��ات املهمة وامل�ؤث��رة يف بناء‬
‫الإ�س�تراتيجية ومتابعته��ا وتقييمه��ا‪ ،‬باالعتم��اد عل��ى البيان��ات والإح�ص��ائيات لال�س��تفادة منه��ا يف عمليات‬
‫المجلة العربيـة لضمـان‬
‫جودة التعليم الجامعي‬ ‫‪110‬‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬ ‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫التحلي��ل للأبع��اد البيئي��ة املختلف��ة‪ ،‬م��ن �أجل حت�س�ين القرار املرغ��وب اتخاذه‪ ،‬وي�ش��كل م�ص��طلح (‪)SWOT‬‬
‫اخت�ص��ارا للأحرف الأوىل لأربعة عنا�ص��ر هي‪:‬نقاط القوة(‪ ،)Strengths‬ونقاط ال�ضعف(‪،)Weaknesses‬‬
‫والفر���ص(‪ ،)Opportunities‬والتهدي��دات(‪ ،)Threats‬وي�س��اعد ه��ذا التحلي��ل يف التعرف عل��ى واقع الدور‬
‫ال��ذي تق��وم ب��ه اجلامعات يف مواجهة التغ�ير الرتبوي يف ظل جمتم��ع املعرفة‪ ،‬وميكن ا�س��تعرا�ض نقاط القوة‬
‫وال�ض��عف يف البيئة الداخلية يف ال�س��عودية‪ ،‬باالعتماد على نتائج بع�ض البحوث والدرا�س��ات الإ�سرتاتيجية‪،‬‬
‫باالطالع على الإطار النظري املتعلق مبو�ضوع الدرا�سة‪ ،‬وباالعتماد على نتائج التحليل الإح�صائي التي كانت‬
‫على النحو الآتي‪:‬‬
‫‪ - 1‬نقاط ومواطن القوة‪:Strengths‬‬
‫ميك��ن �إي�ض��اح بع�ض نقاط القوة يف البيئة الداخلية للمجتمع ال�س��عودي‪ ،‬باالعتم��اد على النتائج التي‬
‫مت التو�صل �إليها من مناق�شة وحتليل ا�ستجابات جمتمع الدرا�سة يف الإجابة عن �أ�سئلة الدرا�سة‪ ،‬و�سوف ي�شار‬
‫�إىل �أب��رز نقاط القوة امل�س��اهمة يف تطوير �إ�س�تراتيجية للجامعات ال�س��عودية ملواجه��ة التغريات والتحديات‬
‫الرتبوي��ة يف �ض��وء وجهة نظر �أع�ض��اء هيئة التدري���س لكليات الرتبية فيها‪ ،‬والتي ج��اءت على النحو الآتي‪:‬‬
‫�إفراغ املناهج من عمقها الثقايف‪� .‬ضعف نظرة املجتمع نحو قيمة املعرفة‪ .‬انت�شار املهرجانات الثقافية املتنوعة‬
‫‪ .‬ت��دين م�س��توى �إع��داد وفاعلي��ة �أع�ض��اء هيئة التدري���س يف اجلامع��ات‪ .‬تغليب اللغ��ة الأجنبية عل��ى اللغة‬
‫العربية‪ .‬و انت�شار الأمية وارتفاع ن�سبتها و�آثارها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬نقاط ومواطن ال�ض��عف ‪:Weaknesses‬‬
‫ميكن �إي�ض��اح بع�ض نقاط ال�ض��عف املت�ض��منة يف البيئة ال�س��عودية‪ ،‬باالعتماد على نتائج الدرا�سة التي‬
‫تو�ص��ل �إليه��ا م��ن حتلي��ل ا�س��تجابات �أفراد الدرا�س��ة يف الإجاب��ة عن ال�س���ؤال الثاين‪ ،‬و�س��وف ي�ش��ار �إىل �أبرز‬
‫التحدي��ات الت��ي تواج��ه اجلامع��ات ال�س��عودية ‪ ،‬والت��ي ح�ص��لت على درج��ة مرتفعة مرتب��ة ترتيب�� ًا تنازلي ًا‬
‫ح�س��ب الأهمي��ة‪ ،‬وجاءت على النحو الآتي‪ :‬عدم التن�س��يق بني القطاعني الع��ام واخلا�ص يف املجال الرتبوي‪.‬‬
‫ي�ش��كل النمو ال�س��كاين حتدي ًا يواجه اجلامعات ال�سعودية‪ .‬ي�ش��كل التقدم العلمي والتكنولوجي حتدي ًا تربوي ًا‬
‫للجامع��ات ال�س��عودية‪ .‬وج��ود فجوة بني النظري��ة والتطبيق داخل اجلامعات يف ال�س��عودية‪ .‬قيام م�ؤ�س�س��ات‬
‫التعليم العايل والبحث العلمي با�س��تهالك املعرفة دون �إنتاجها‪ ،‬حيث ي�شكل تر�سيخ مفهوم العمومية الثقافية‬
‫ال�س��عودية حتدي�� ًا للجامع��ات‪ .‬ع��دم امتالك �أع�ض��اء هيئ��ة التدري���س الكفايات الالزم��ة مله��ارات التعامل مع‬
‫امل�ستحدثات التكنولوجية‪.‬‬
‫‪ - 3‬الفر�ص املتاحة ‪:Opportunities‬‬
‫وتتمثل الفر�ص املتاحة يف البيئة اخلارجية للجامعات ال�سعودية‪ ،‬وذلك باالعتماد على بع�ض الن�شرات‬
‫والإح�صائيات املن�شورة يف بع�ض امل�ؤ�س�سات املعنية بهذا ال�ش�أن‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل ما تو�صل �إليه من معلومات حول‬
‫الواقع للبيئة اخلارجية للجامعات ال�سعودية‪ ،‬وهذه الفر�ص تتمثل بالآتي‪:‬‬
‫‪ -‬اهتمام ودعم القيادة ال�س��عودية لل�ش��باب‪ ،‬وخا�ص��ة طلبة اجلامعات‪ ،‬ومنحهم املزي��د من الرعاية والدعم‬
‫وتفعي��ل دوره��م من �أجل بن��اء جمتمع قادر على مواكب��ة التقدم العلمي ومواجه��ة كل التحديات يف ظل‬
‫تراكم املعرفة‪ .‬وطبيعة العالقات املميزة بني اململكة العربية ال�سعودية ودول العامل املتقدمة يف خمتلف‬
‫املجاالت‪ .‬وجود العديد من امل�ؤ�س�سات الر�سمية والأهلية العاملة يف املجال الرتبوي والتي تعمل على ن�شر‬
‫الوعي الثقايف والرتبوي‪� .‬إن�شاء موارد وحمتويات معرفية و�إعالمية على �شبكة الإنرتنت‪ .‬اكت�ساب نظام‬
‫املعلومات واالت�صاالت يف املمار�سات الإدارية لتعزيز التنمية امل�ستدامة‪ .‬توظيف �أ�ساليب التفكري العلمي‬
‫لزيادة عمليات الإنتاج يف املعرفة وتوظيفها ب�ش��كل منا�س��ب‪ .‬انعقاد العدي��د من امل�ؤمترات التي تبحث يف‬
‫جماالت التطوير الرتبوي‪ ،‬من �أجل مواكبة التطورات على ال�صعيد العاملي‪ .‬توفري الدعم املادي واملعنوي‬
‫للم�ؤ�س�س��ات التعليمي��ة املختلفة من �أج��ل حتقيق قفزات نوعية يف كل مراحل العملي��ة التعليمية‪ .‬زيادة‬
‫الوعي للمواطن ال�سعودي و�إميانه بالتطور والتقدم والتغري‪.‬‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫‪111‬‬ ‫جودة التعليم الجامعي‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي �أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫‪ - 4‬التهديدات واملخاطر ‪:Threats‬‬


‫وتتمث��ل بع�ض التهدي��دات واملخاطر يف البيئة اخلارجية للجامعات ال�س��عودية‪ ،‬وذل��ك باالعتماد على‬
‫بع�ض الن�ش��رات والإح�ص��ائيات املن�ش��ورة يف بع�ض امل�ؤ�س�سات املعنية بهذا ال�ش�أن‪ ،‬بالإ�ض��افة �إىل ما تو�صل �إليه‬
‫م��ن معلوم��ات حول الواقع للبيئ��ة اخلارجية للجامعات ال�س��عودية‪ ،‬وهذه التهديدات تتمث��ل يف الآتي‪:‬تزايد‬
‫املخاطر الناجتة عن التجارة االلكرتونية‪ ،‬واالقت�ص��اد اجلديد(اقت�ص��اد املعرفة)‪�.‬ض��عف املقدرة يف توظيف‬
‫املعرف��ة وا�س��تخدامها يف اجلامعات‪ .‬زي��ادة متطلبات القرن احلايل يف خمتلف املجاالت ‪�.‬ض��عف التن�س��يق بني‬
‫القطاعني العام واخلا�ص يف املجال الرتبوي‪ .‬وجود فجوة بني النظرية والتطبيق يف املجاالت املختلفة ‪ ،‬تدين‬
‫الوعي للمجتمع املحيط باجلامعات‪ ،‬و�ضعف جتاوبه مع املبادرات املطروحة بهذا املجال‪ .‬زيادة املخاطر نتيجة‬
‫عدم تطبيق اال�س�تراتيجيات املقرتحة‪ ،‬والت�أخر يف تقدميها يف �س��بيل �إنتاج املعرفة وتوظيفها‪ .‬االعتماد على‬
‫اخلربات اخلارجية يف هذا املجال‪.‬‬
‫‪ - 5‬و�ضع ا�سرتاتيجيات التخطيط و�صياغتها‪:‬‬
‫تبنى هذه املرحلة اعتمادا على اال�ستفادة من نتائج املرحلة ال�سابقة‪ ،‬واملتمثلة بعملية حتليل الأبعاد‬
‫البيئية اخلارجية والداخلية التي تعمل يف ظلها اجلامعات‪ ،‬وهناك عدة اعتبارات �أخذت بعني االعتبار عند‬
‫�ص��ياغة �إ�سرتاتيجية‪ ،‬حيث �ص��يغت يف �إطار ا�ست�شرايف م�ستقبلي‪ ،‬و�أخ�ضعت لعملية التقييم امل�ستمر‪ ،‬حيث قام‬
‫عدد من اخلرباء الرتبويني املخت�ص�ين بتحكيمها‪ ،‬وتقدميها ب�ش��كلها النهائي‪ ،‬وتت�ضمن �صياغة الإ�سرتاتيجية‬
‫كما هي مو�ض��حة يف ال�ش��كل(‪ )2‬وميكن حتديدها بالآتي‪�:‬صياغة الر�ؤية‪�.‬ص��ياغة الر�سالة‪.‬حتديد الأهداف‬
‫الإ�سرتاتيجية‪.‬حتديد البدائل‪.‬‬

‫ﺼﻴﺎﻏﺔ اﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ‬

‫اﻟﺒداﺌﻝ‬
‫ﺍﻟﺭﺅﻳﺔ‬

‫اﻷﻫداف‬ ‫ﺍﻟﺭﺳﺎﻟﺔ‬

‫ال�شكل(‪: )2‬مراحل �صياغة الإ�سرتاتيجية‪.‬‬


‫وقد �أدركت هذه الدرا�سة العالقة القائمة بني الر�ؤية والر�سالة والأهداف والبدائل‪ ،‬كما هي مو�ضحة‬
‫يف ال�ش��كل(‪ ،)3‬حيث تعترب الأ�س��ا�س يف جناح الإ�س�تراتيجية املقرتحة للجامعات ال�س��عودية ملواجهة التغري‬
‫الرتبوي‪.‬‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫جودة التعليم الجامعي‬ ‫‪112‬‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬ ‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫اﻟرؤﻴﺔ ﻟزﻤن اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻝ‬


‫‪vision‬اﻟرؤﻴﺔ‬

‫اﻟرﺴﺎﻟﺔ ﻟﻠوﻗت اﻟﺤﺎﻀر‬


‫‪mission‬اﻟرﺴﺎﻟﺔ‬

‫ﺃﻧﺷﻁﺔ ﺍﻟﺻﻳﺎﻏﺔ‬
‫ﺍﻹﺳﺗﺭﺍﺗﻳﺟﻳﺔ‬ ‫‪goals‬اﻷﻫداف‬ ‫اﻷﻫداف ﺘﻤﺜﻝ ﻀﻤﺎن‬
‫ﻟﻠﻨﺠﺎح‬

‫‪alternatives‬اﻟﺒداﺌﻝ‬
‫اﻟﺒداﺌﻝ اﻟﺘﻲ ﺘﻀﻤن‬
‫اﻻﺴﺘﻤرار ﻓﻲ اﻟﻨﺠﺎح‬

‫ال�شكل (‪: )3‬العالقة بني الر�ؤية والر�سالة والأهداف والبدائل‪.‬‬

‫�ساد�س ًا ‪ :‬مراحل �صياغة الإ�سرتاتيجية‪:‬‬


‫‪� - 1‬صياغة الر�ؤية الإ�سرتاتيجية‬
‫ُتعد الر�ؤية من �أهم مكونات الإ�سرتاتيجية‪ ،‬وتعرب عن �صورة امل�ستقبل الذي تطمح اجلامعة يف الو�صول‬
‫�إليه‪ ،‬فهي احللم الذي مل يتحقق بعد‪ ،‬وتتطلب عملية و�ض��ع ر�ؤية للجامعة جهد ًا جماعي ًا تتفاعل فيه جهود‬
‫القائمني على العملية التعليمية مع الإدارات اجلامعية‪ ،‬للقيام بتحديد دقيق لواقع اجلامعات ل�ص��ياغة ر�ؤية‬
‫وا�ضحة تلبي طموحات القائمني على العملية التعليمية واملجتمع؛ لإحداث التغري املطلوب باجتاه تفعيل دور‬
‫اجلامعات ‪.‬‬
‫وميكن تو�ضيح الر�ؤية يف هذه الإ�سرتاتيجية كما يف ال�شكل ( ‪.) 4‬‬
‫‪vision‬اﻟرؤﻴﺔ‬

‫ﻟﻧﺟﻌﻝ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻧﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻡ ﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻝ ﻭﺍﻋﺩ‬

‫ال�شكل(‪: )4‬الر�ؤية الإ�سرتاتيجية املقرتحة للجامعات ال�سعودية ملواجهة التغري الرتبوي‬


‫‪- 2‬الر�سالة الإ�سرتاتيجية‬
‫تعرب ر�س��الة املنظمة ع��ن الغر�ض الرئي�س من وجوده��ا‪ ،‬ووظيفتها وجمال عملها‪ ،‬وتو�ض��ح الآلية التي‬
‫�ستنفذ من خاللها املنظمة �أن�شطتها وعملياتها املختلفة‪ ،‬وتعترب الإجابة عن الأ�سئلة التالية تعبري ًا عن ر�سالة‬
‫املنظمة‪ :‬مل هذه املنظمة موجودة؟ ما الوظائف التي ت�ؤديها املنظمة؟ ملن �سيتم توجيه و�أداء هذه الوظائف؟‬
‫م��ا ال��ذي مييزه��ا عن غريه��ا من املنظم��ات الأخ��رى؟ وت�ؤكد الر�س��الة على وح��دة الهدف جلمي��ع العاملني يف‬
‫املنظمة‪ ،‬وتعمل املنظمة يف العادة على �صياغة ر�سالتها ب�شكل ي�ؤدي �إىل ان�سجام عنا�صر الر�سالة وحمتوياتها‬
‫م��ع الظروف املحيط��ة‪ ،‬والأفراد الذين تخدمه��م‪ ،‬وطموحات القائم�ين على هذه املنظمة وامل�س��تفيدين منها‪،‬‬
‫واملجتمع ب�شكل عام (العارف‪ .)2001 ،‬وتتحقق ر�سالة الإ�سرتاتيجية املقرتحة بال�شكل (‪:)5‬‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫‪113‬‬ ‫جودة التعليم الجامعي‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي �أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫‪mission‬اﻟرﺴﺎﻟﺔ‬

‫ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﻭﺗﻧﻣﻳﺔ ﻣﻬﺎﺭﺗﻬﻡ ﺍﻟﻘﻳﺎﺩﻳﺔ ﻟﻳﺗﻣﻛﻧﻭﺍ ﻣﻥ ﻣﻭﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺗﻐﻳﺭ ﺍﻟﺗﺭﺑﻭﻱ‬

‫ال�شكل (‪ )5‬الر�سالة الإ�سرتاتيجية املقرتحة للجامعات ال�سعودية ملواجهة التغري الرتبوي ‪.‬‬
‫‪ - 3‬حتديد الأهداف الإ�سرتاتيجية‪:‬‬
‫�ص��يغت الأهداف الإ�س�تراتيجية بتحويل ما ورد يف ر�ؤية ور�س��الة الإ�س�تراتيجية‪� ،‬إىل �أهداف حمددة‬
‫قابلة للقيا�س يف �شكل نتائج وخمرجات ترغب الإ�سرتاتيجية يف حتقيقها‪ ،‬ومت مراعاة جعل الأهداف واقعية‬
‫وكمي��ة وحتديد زمن لتحقيقها‪ ،‬وتزداد �أهمية الأه��داف يف كونها معيار ًا التخاذ القرارات‪ ،‬وهي تخلق نوع من‬
‫التحفيز نحو الهدف نف�س��ه‪ ،‬وحتى يتم �إيجاد �إ�س�تراتيجية متميزة كان البد من امتالكها �أهداف ذات معايري‬
‫عالي��ة وتوقع��ات مرتفع��ة ومالئم��ة‪ ،‬وال بد لأي هدف ي�ص��اغ من �أن يكون هدفه الأ�سا�س��ي هو حت�س�ين البيئة‬
‫املحلية‪ ،‬وميكن حتديد الأهداف الإ�سرتاتيجية على النحو الآتي‪:‬‬
‫‪ -‬ن�شر ثقافة الإنتاج للمعرفة يف اجلامعات بد ًال من ثقافة اال�ستهالك‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تكوين ثقافة معرفية للطلبة حول مفاهيم التغري الرتبوي‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة االهتمام با�سرتاتيجيات تربوية متكاملة تدعم مواجهة التغري الرتبوي‪.‬‬
‫‪ -‬تر�سيخ مناهج التفكري العلمي‪ ،‬وامل�ساهمة يف روح الإبداع واالبتكار ملواجهة مظاهر التغري الرتبوي‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على زيادة م�ساهمة م�ؤ�س�سات التعليم العايل يف التنمية ال�شاملة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة االهتمام بالتوجه نحو �إنتاج الربجميات اخلا�صة لال�سرتاتيجيات الرتبوية‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على حتقيق تقدم عملي نحو املعرفة وتراكماتها‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بن�شر �أو�سع للتكنولوجيا واالت�صاالت والإنرتنت‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على ربط اجلامعات بني التعليم وحاجات املجتمع وتنميته‪.‬‬
‫‪ - 4‬خطة العمل‪:‬‬
‫تبد�أ اجلامعة هنا برتجمة عملية التخطيط والأهداف الإ�سرتاتيجية �إىل �سيناريوهات ميكن تطبيقها‬
‫على ار�ض الواقع لتلبية احتياجات اجلامعة وفق الإمكانات واملوارد املتوفرة والكوادر الب�ش��رية التي �س��يوكل‬
‫�إليها تنفيذ الإ�سرتاتيجية ويتم و�ضع ت�صورات م�ستقبلية للمهام والربامج التي �سيتم تنفيذها ب�صورة وا�ضحة‬
‫وحم��ددة‪ ،‬وبرتتي��ب زمني يعتمد على التدرج يف �أولويات التنفيذ مبا يتنا�س��ب مع حتقي��ق النتائج املرجوة من‬
‫الإ�س�تراتيجية‪ ،‬مع حتديد اللجان الفرعية التي �س��تتوىل تنفيذ اخلطط املو�ض��وعة‪ ،‬ومن ال�ض��روري �أن يتم‬
‫توثيق خطة العمل وعر�ضها على املعنيني‪ ،‬ون�شر خطة العمل داخل اجلامعة‪.‬‬
‫‪- 5‬تنفيذ الإ�سرتاتيجية‪:‬‬
‫ت�ش��تمل ه��ذه املرحلة على و�ض��ع برنامج تنفي��ذي للتطبيق العملي للإ�س�تراتيجية التي متت �ص��ياغتها‬
‫يف املرحلة ال�س��ابقة‪ ،‬ثم تنفيذ للربنامج ومتابعة التقدم فيه وعند و�ض��ع برامج تنفيذ الإ�س�تراتيجية يجب‬
‫حتدي��د الأه��داف بدقة‪ ،‬وحتديد الو�س��ائل والأن�ش��طة الالزمة للبني��ة التحتية‪ ،‬كما ميك��ن حتديد الأنظمة‬
‫والو�سائل التكنولوجية امل�ستخدمة‪ ،‬و�إعداد الكوادر امل�ؤهلة‪ ،‬وتت�ضمن �آليات تنفيذ الإ�سرتاتيجية الآتي‪.‬‬
‫‪ -‬برامج تنفيذية‪.‬‬
‫‪ -‬برامج تطوير م�صادر املعلومات واملوارد الب�شرية‪.‬‬
‫‪ -‬برامج البحث والتطوير الرتبوي‪.‬‬
‫‪ -‬برامج تقومي ومتابعة‪.‬‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫جودة التعليم الجامعي‬ ‫‪114‬‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬ ‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫‪ -‬املوارد املالية‪.‬‬
‫‪ -‬الإجراءات‪.‬‬
‫‪ - 6‬التقييم والرقابة الإ�سرتاتيجية‬
‫تت�ض��من ه��ذه املرحلة القيام بتقيي��م الأداء يف التنفيذ‪ ،‬وذل��ك للت�أكد من �أن الأهداف الإ�س�تراتيجية‬
‫تنفذ ملا ُخطط لها‪ ،‬وميكن تقييم الإ�سرتاتيجية املقرتحة من خالل ما ي�أتي‪:‬‬
‫‪� -‬أ�سلوب حتقيق الهدف من الإ�سرتاتيجية ومدى حتققها‪.‬‬
‫‪� -‬أ�سلوب امل�سح امليداين واال�ستبيانات‪.‬‬
‫‪ -‬الو�سائل والأ�ساليب التي و�ضعت لها الإ�سرتاتيجية‪.‬‬
‫‪� -‬أ�سلوب ا�ستخدام املعايري‪ ،‬كاملعايري املتعلقة بالر�ؤية والر�سالة والهدف وغريها‪.‬‬
‫‪� -‬أ�سلوب حتديد امل�س�ؤولية‪ ،‬وذلك عن طريق توزيع الأدوار بني امل�شاركني يف تنفيذ الإ�سرتاتيجية‪.‬‬
‫ومن خالل تناول املحاور ال�سابقة تكون قد ت�شكلت مرحلة تطوير �إ�سرتاتيجية للجامعات ال�سعودية ملواجهة‬
‫التغريات والتحديات الرتبوية يف �ض��وء وجهة نظر �أع�ض��اء هيئة التدري�س لكليات الرتبية فيها‪ ،‬وال�شكل(‪)6‬‬
‫ميثل مراحل تطوير الإ�سرتاتيجية املقرتحة‪.‬‬

‫ﻣﺭﺍﺣﻝ ﺗﻁﻭﻳﺭ ﺍﻹﺳﺗﺭﺍﺗﻳﺟﻳﺔ‬

‫ﺍﻟﺭﻗﺎﺑﺔ‬ ‫ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ‬ ‫ﺍﻟﺗﺧﻁﻳﻁ‬ ‫ﺍﻟﺗﺣﻠﻳﻝ‬


‫ﺍﻹﺳﺗﺭﺍﺗﻳﺟﻲ‬
‫ﺍﻹﺳﺗﺭﺍﺗﻳﺟﻳﺔ‬ ‫ﺍﻻﺳﺗﺭﺍﺗﻳﺟﻲ‬

‫ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‬ ‫ﺍﻟﺑﻳﺋﺔ ﺍﻟﺧﺎﺭﺟﻳﺔ‬


‫ﺍﻟﺑﺭﺍﻣﺞ‬ ‫ﻟﻠﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫﻳﺔ‬ ‫ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ‬ ‫‪-‬ﺍﻟﻔﺭﺹ ﺍﻟﻣﺗﺎﺣﺔ‬
‫ﺗﻘﻳﻳﻡ ﺍﻷﺩﺍء‬ ‫ﺍﻹﺳﺗﺭﺍﺗﻳﺟﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻣﻭﺍﺯﻧﺎﺕ‬ ‫‪-‬ﺍﻟﻣﺧﺎﻁﺭ‬
‫ﻭﺍﻹﺟﺭﺍءﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻣﺎﻟﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﺧﻁﻁ‬
‫________‬
‫ﺍﻹﺳﺗﺭﺍﺗﻳﺟﻳﺔ‬
‫ﺍﻹﺟﺭﺍءﺍﺕ‬ ‫‪ -‬ﺍﻟﺑﻳﺋﺔ ﺍﻟﺩﺍﺧﻠﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﺎﺕ‬ ‫ﻟﻠﺟﺎﻣﻌﺔ‬

‫‪-‬ﻋﻭﺍﻣﻝ ﺍﻟﻘﻭﺓ‬
‫ ‬
‫‪-‬ﻋﻭﺍﻣﻝ ﺍﻟﺿﻌﻑ‬
‫ﺍﻟﺗﻐﺫﻳﺔ ﺍﻟﻌﻛﺳﻳﺔ‬
‫)ﺍﻟﺭﺍﺟﻌﺔ(‬

‫ال�شكل (‪: )6‬مراحل تطوير الإ�سرتاتيجية املقرتحة للجامعات ال�سعودية ملواجهة التغري الرتبوي‪.‬‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫‪115‬‬ ‫جودة التعليم الجامعي‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي �أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫فيم��ا �س��بق؛ مت عر���ض مراح��ل بن��اء الإ�س�تراتيجية املقرتح��ة للجامعات ال�س��عودية ملواجه��ة التغري‬
‫الرتب��وي ب��دء ًا من حتليل الأبع��اد البيئية‪ ،‬بالتعرف �إىل نق��اط القوة ونقاط ال�ض��عف‪ ،‬والتهديدات والفر�ص‬
‫املتاحة‪ ،‬بعر�ض �أمثلة من الواقع يف املجتمع ال�س��عودي‪ ،‬ثم تقدمي بع�ض املقرتحات والبدائل للإ�س�تراتيجية‬
‫املقرتحة‪ ،‬بعد ذلك متت عملية �ص��ياغة الإ�س�تراتيجية املكونة من الر�ؤية والر�سالة والأهداف‪ ،‬ثم االنطالق‬
‫نحو عملية تنفيذ الإ�س�تراتيجية وو�ضع الربامج وحماور التنفيذ املنا�سبة‪ ،‬ثم تكون عملية ومرحلة التقييم‬
‫للإ�سرتاتيجية ب�أكملها ويف جميع مراحله ال�سابقة‪ ،‬لقيا�س درجة فاعلية الإ�سرتاتيجية املقرتحة‪.‬‬
‫وللتع��رف عل��ى فاعلية الإ�س�تراتيجية املقرتحة‪ ،‬اعتمد على عدد من الأ�س��اليب التي ت�س��هم يف عملية تقييم‬
‫ومراقب��ة م��ا حتقق من مراح��ل و�إج��راءات تنفيذية تقوم عليه��ا الإ�س�تراتيجية‪� ،‬إذا اعتمد على الأ�س��اليب‬
‫الآتية‪:‬‬
‫‪� -‬أ�س��لوب حتقي��ق اله��دف امل�س��تخدم يف قيا���س الأهداف‪ :‬ي�س��تخدم ه��ذا الأ�س��لوب يف قيا���س درجة جناح‬
‫الإ�س�تراتيجية وفاعليتها‪� ،‬إذ ا�ستطاعت حتقيق الأهداف التي و�ضعت من �أجلها‪ ،‬وهذا الأ�سلوب ي�ستخدم‬
‫بكرثة يف قيا�س معظم �أهداف اال�سرتاتيجيات‪.‬‬
‫‪� -‬أ�س��لوب م�س��ح البيانات امل�ستخدم يف حتليل واقع البيئة املحلية‪ :‬يعتمد على ت�صميم �أداة بطريقة عملية‬
‫�صحيحة‪� ،‬أو االعتماد على بع�ض امل�ؤ�شرات الإح�صائية امل�ستخدمة يف بع�ض القطاعات املهمة‪ ،‬بالإ�ضافة‬
‫�إىل بع���ض الإح�ص��ائيات والأرق��ام ذات االرتباط املبا�ش��ر مب�ؤ�ش��رات قيا���س نتائج الإ�س�تراتيجية‪ ،‬وقد‬
‫ت�ش��تمل عل��ى كل العنا�ص��ر �أو معظمها‪ ،‬التي ي�ش��مل عليها �أمنوذج الإ�س�تراتيجية املقرتح��ة‪ ،‬بحيث حتلل‬
‫�إح�صائي ًا‪ ،‬ف�إذا ح�صلت على ن�سبة عالية‪ ،‬تعد هذه الإ�سرتاتيجية فاعلة‪.‬‬
‫‪� -‬أ�سلوب مواجهة وحل املعوقات امل�ستخدم يف قيا�س م�ستوى وحجم التحديات واملعيقات التي مت جتاوزها؛‬
‫وذلك بقدرة الإ�سرتاتيجية على التغلب على املعوقات التي تواجه بناء الإ�سرتاتيجية‪.‬‬
‫‪� -‬أ�س��لوب الرجوع �إىل املعايري امل�س��تخدمة يف بناء وت�ص��ميم الإ�س�تراتيجية و�ص��ياغة مراحله��ا املختلفة‪،‬‬
‫وميكن احلكم على فاعلية الإ�س�تراتيجية املو�ض��وعة �إذا حتقق وجود بع�ض املعايري‪ ،‬مثل معايري املتعلقة‬
‫باملدة الزمنية‪.‬‬
‫‪� -‬أ�س��لوب املحا�س��بة امل�ستخدم يف بيان حجم امليزانيات املطلوبة وحجم الإنفاق‪� ،‬إذ �أن لكل منظمة ميزانية‬
‫خم�ص�ص��ة لها �س��واء من موارد داخلية �أم خارجية‪ ،‬وت�س��تمر هذه امليزانية بالزيادة والنق�ص‪ ،‬بناء على‬
‫مقدرة امل�ؤ�س�سات على حتقيق �أهدافها‪.‬‬
‫‪� -‬أ�س��لوب حتديد امل�س���ؤولية امل�س��تخدم يف قيا�س حجم املهام املطلوبة‪� ،‬إذ تقا�س فاعلية الإ�سرتاتيجية عن‬
‫طريق امل�س�ؤوليات واالخت�صا�صات‪.‬‬
‫‪� -‬أ�س��لوب ملف الإجناز امل�س��تخدم يف ت�سجيل ما مت �إجنازه على م�س��توى الأفراد وامل�ؤ�س�سات‪ ،‬فهي عبارة عن‬
‫جمموعة من �أعمال الأفراد وامل�ؤ�س�سات‪ ،‬التي تعطي فكرة عن درجة تقدم �أدائه‪.‬‬
‫وبه��ذا مت التو�ص��ل �إىل الإ�س�تراتيجية املقرتح��ة‪ ،‬لتق��دم للواق��ع والبيئ��ة ال�س��عودية‪ ،‬عل��ى �أن يكون‬
‫باحل�سبان دائم ًا‪ ،‬الأخذ بطبيعة الواقع احلايل للبيئة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل نقطة مهمة جد ًا وهي الأخذ بالتغريات‬
‫العاملية‪ ،‬وال�شكل (‪ )7‬يو�ضح الأبعاد البيئية للمجتمع‪.‬‬
‫ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺑﻳﺋﺔ ﺍﻟﺧﺎﺭﺟﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﺑﻳﺋﺔ ﺍﻟﺩﺍﺧﻠﻳﺔ‬

‫ﺍﻟﻔﺭﺹ‬ ‫ﺍﻟﺗﻬﺩﻳﺩﺍﺕ‬ ‫ﻧﻭﺍﺣﻲ ﺍﻟﺿﻌﻑ‬ ‫ﻧﻭﺍﺣﻲ ﺍﻟﻘﻭﺓ‬

‫ال�شكل(‪)7‬حتليل الأبعاد البيئية‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫جودة التعليم الجامعي‬ ‫‪116‬‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬ ‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫ﺳﻨﺔ واﺣﺪة‬ ‫ﻗﻴﺎس أﺛﺮ ﺗﻄﺐ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ‪2023‬‬

‫ﺳﻨﺔ واﺣﺪة‬ ‫ﻗﻴﺎس أﺛﺮ إﻧﺘﺎج اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ‬

‫ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات‬ ‫ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺤﺎور اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ‬

‫ﺛﻼث ﺳﻨﻮات‬ ‫اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ‬

‫ال�شكل (‪ )8‬املراحل الزمنية املقرتحة لتنفيذ الإ�سرتاتيجية‬


‫�سابع ًا‪� :‬صدق الإ�سرتاتيجية‪.‬‬
‫نظر ًا لكون منهج الدرا�سة احلالية و�صفي ًا حتليلي ًا تطوري ًا ولي�س جتريبي ًا‪ ،‬قدمت �إ�سرتاتيجية للجامعات‬
‫ال�سعودية ملواجهة التغريات والتحديات الرتبوية يف �ضوء وجهة نظر �أع�ضاء هيئة التدري�س لكليات الرتبية‬
‫فيها‪� ،‬إذ مت عر�ض الإ�سرتاتيجية املقرتحة على بع�ض املحكمني من اخلرباء الرتبويني لإبداء ملحوظات حول‬
‫الت�صور العام لهذه الإ�سرتاتيجية وتقدميها ب�شكلها النهائي‪ ،‬با�ستعرا�ض الآتي‪:‬‬
‫‪ -‬املراحل التي متر فيها الإ�سرتاتيجية‪.‬‬
‫‪ -‬ترتيبها تبع ًا للإجراءات التي يجب �أن تتم فيها و�أولوياتها‪.‬‬
‫‪ -‬الإطار العام للإ�سرتاتيجية‪.‬‬
‫‪ -‬ال�صياغة اللغوية ال�سليمة وت�صويب الأخطاء الإمالئية فيها‪.‬‬
‫‪ -‬حتليل امل�سح البيئي وحتديد �أبرز نقاط القوة وال�ضعف‪ ،‬والتهديدات والفر�ص املتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬ال�شكل الذي ي�ضم ويبني اخلطوات من مربع ومعني‪ ،‬واملعنى من و�ضع كل �شكل‪.‬‬
‫‪ -‬حذف املحاور غري املنا�سبة‪ ،‬واقرتاح حماور منا�سبة‪.‬‬
‫�أخذت الدرا�س��ة باملالحظات التي �أ�شار �إليها �أع�ض��اء جلنة التحكيم بتعديل بع�ض املفردات والرتاكيب‬
‫يف حمت��وى الإ�س�تراتيجية وتعدي��ل يف عناوي��ن بع���ض حم��اور التنفي��ذ‪ ،‬يف ح�ين كان هن��اك اتف��اق بن�س��بة‬
‫(‪ )% 100‬على الإطار العام للإ�سرتاتيجية بجميع املراحل والإجراءات التي مرت فيها‪ ،‬والتحليل البيئي‬
‫للإ�س�تراتيجية‪ ،‬واملخطط امل�ستخدم يف ال�شكل النهائي للإ�س�تراتيجية‪ ،‬واعتمدت الإ�سرتاتيجية بعد حتكيم‬
‫اخلرباء الرتبويني لها‪� ،‬آمال �أن تكون الدرا�سة قد وفقت يف تقدمي ت�صورها اال�سرتاتيجي للجامعات ال�سعودية‬
‫يف امل�س��تقبل القريب‪ ،‬ببناء هذه الإ�س�تراتيجية املقرتحة بجميع مراحلها املختلفة‪ ،‬وتقدميها ب�شكل منا�سب؛‬
‫ليت�سنى الإفادة منها ومن املراحل التي مرت بها‪ ،‬ليتم تطبيقها على �أر�ض الواقع‪ ،‬ويتم تبنيها واعتمادها‪.‬‬
‫ثامن ًا‪ :‬تقدمي الإ�سرتاتيجية ب�شكلها النهائي‪:‬‬
‫بع��د �أن ُحك ّمت الإ�س�تراتيجية وقدمت بال�ص��ورة النهائي��ة‪ ،‬لتطبيقها على �أر�ض الواقع لي�س��تفيد منها‬
‫املهتمون والدار�سون و�صانعو القرار‪ ،‬عر�ضت اخلطة التنفيذية للإ�سرتاتيجية املقرتحة للجامعات ال�سعودية‬
‫ملواجهة التغري الرتبوي يف ظل جمتمع املعرفة‪� ،‬ضمن جدول زمني يراعي �سنوات تنفيذ حماور الإ�سرتاتيجية‬
‫للأعوام‪. )2023 - 2013( ،‬‬
‫نتائج الدراسة ومناقشتها ‪:‬‬
‫وفيما يلي عر�ض لنتائج الدرا�سة وفق ًا لت�سل�سل �أ�سئلتها‪:‬‬
‫النتائج املتعلقة بالإجابة عن ال�س���ؤال الأول الذي ن�ص��ه ‪ :‬ما مظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع ال�س��عودي من‬
‫وجهة نظر �أع�ضاء الهيئة التدري�سية يف كليات الرتبية يف اجلامعات ال�سعودية؟‬
‫للإجابة عن هذا ال�س���ؤال مت احت�س��اب املتو�س��ط احل�س��ابي‪ ،‬واالنحراف املعي��اري والرتتيب لتقديرات‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫‪117‬‬ ‫جودة التعليم الجامعي‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي �أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫�أع�ضاء الهيئة التدري�سية يف كليات الرتبية باجلامعات ال�سعودية ملظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع ال�سعودي‬
‫الواردة يف ال ُبعد الأول من �أداة الدرا�سة‪ ،‬وكانت النتائج كما يف اجلدول (‪)2‬‬
‫جدول (‪:)2‬املتو�سطات احل�سابية واالنحرافات املعيارية والرتتيب‪ ،‬لتقديرات �أع�ضاء الهيئة التدري�سية يف كليات الرتبية‬
‫باجلامعات ال�سعودية ملظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع مرتبة تنازلياً‬
‫درجة‬
‫املتو�سط االنحراف‬
‫التغري‬ ‫الرتتيب‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬
‫احل�سابي املعياري‬
‫الرتبوي‬
‫حر�ص الكثري من الدار�سني احل�صول على ال�شهادات‬
‫مرتفعة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.90‬‬ ‫‪4.12‬‬ ‫‪7‬‬
‫العلمية‪� ،‬أكرث من حر�صهم على الثمرة العلمية‪.‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1.03‬‬ ‫‪4.02‬‬ ‫انت�شار ثقافة اال�ستهالك بد ًال من ثقافة الإنتاج‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫�سهولة ان�سياب املعلومات املطلوبة من خالل ال�شبكات‬
‫مرتفعة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫‪4.01‬‬ ‫‪14‬‬
‫املعلوماتية ‪.‬‬
‫تف�ضيل خريجي اجلامعات الغربية على خريجي‬
‫مرتفعة‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1.23‬‬ ‫‪3.90‬‬ ‫‪5‬‬
‫اجلامعات الأخرى ‪.‬‬
‫فقدان التوازن يف حمتوى التعليم وتغليب الناحية‬
‫مرتفعة‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0.99‬‬ ‫‪3.85‬‬ ‫‪8‬‬
‫النظرية على الناحية العملية ‪.‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1.04‬‬ ‫‪3.77‬‬ ‫تدين امل�ستوى العلمي للطلبة املقبولني يف اجلامعات‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1.07‬‬ ‫‪3.76‬‬ ‫حو�سبة املناهج الدرا�سية لت�سهيل التعلم الذاتي‪.‬‬ ‫‪13‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0.90‬‬ ‫‪3.73‬‬ ‫ت�أثر املنظومة القيمية الوطنية باملنظومة الغربية‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫متو�سطة‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪3.62‬‬ ‫�إفراغ املناهج من عمقها الثقايف ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫متو�سطة‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1.07‬‬ ‫‪3.61‬‬ ‫�ضعف نظرة املجتمع نحو قيمة املعرفة ‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫متو�سطة‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1.05‬‬ ‫‪3.58‬‬ ‫انت�شار املهرجانات الثقافية املتنوعة ‪.‬‬ ‫‪12‬‬
‫تدين م�ستوى �إعداد وفاعلية �أع�ضاء هيئة التدري�س يف‬
‫متو�سطة‬ ‫‪12‬‬ ‫‪1.10‬‬ ‫‪3.23‬‬ ‫‪4‬‬
‫اجلامعات ‪.‬‬
‫متو�سطة‬ ‫‪13‬‬ ‫‪0.98‬‬ ‫‪3.07‬‬ ‫تغليب اللغة الأجنبية على اللغة العربية ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫متو�سطة‬ ‫‪14‬‬ ‫‪1.17‬‬ ‫‪3.01‬‬ ‫انت�شار الأمية وارتفاع ن�سبتها و�آثارها ‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫متو�سطة‬ ‫‪0.47‬‬ ‫‪3.66‬‬ ‫مظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع (الكلي)‬
‫ت�ش�ير النتائ��ج يف اجلدول (‪� )2‬إىل �أن تقديرات �أع�ض��اء الهيئة التدري�س��ية ملظاه��ر التغري الرتبوي يف‬
‫املجتمع ال�سعودي جاءت �ضمن الدرجة املتو�سطة‪ ،‬حيث بلغ املتو�سط احل�سابي لتقديراتهم (‪ )3.66‬وانحراف‬
‫معياري (‪ ،)0.47‬وبالن�سبة للفقرات التي تعبرّ عن مظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع فقد تراوحت تقديرات‬
‫�أع�ض��اء الهيئة التدري�س��ية لها ب�ين الدرجة املرتفعة والدرجة املتو�س��طة‪ ،‬حيث ج��اءت (‪ )8‬مظاهر بدرجة‬
‫مرتفعة‪ ،‬و (‪ )6‬مظاهر بدرجة متو�س��طة‪ ،‬وقد تراوحت املتو�سطات احل�سابية للفقرات بني (‪ )4.12‬يف مداها‬
‫الأعل��ى وكان لفق��رة (‪ )7‬وب�ين (‪ )3.01‬يف مداها الأدن��ى وكان لفقرة (‪ .)11‬حيث كان��ت �أعلى الفقرات التي‬
‫ت�ش�ير �إىل درج��ة مرتفعة م��ن مظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع ال�س��عودي‪ ،‬هي‪ :‬الفق��رة (‪" )7‬حر�ص الكثري‬
‫من الدار�سني احل�صول على ال�شهادات العلمية‪� ،‬أكرث من حر�صهم على الثمرة العلمية" التي جاءت يف الرتتيب‬
‫الأول مبتو�س��ط ح�س��ابي (‪ )4.12‬وانح��راف معي��اري (‪ ،)0.90‬تليها يف الرتتيب الثاين الفقرة (‪" )10‬انت�ش��ار‬
‫ثقافة اال�س��تهالك بد ًال من ثقافة الإنتاج" مبتو�س��ط ح�س��ابي (‪ ،)4.02‬وبانحراف معياري (‪ ،)1.03‬وح ّلت يف‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫جودة التعليم الجامعي‬ ‫‪118‬‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬ ‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫الرتتيب الثالث الفقرة (‪�" )14‬س��هولة ان�س��ياب املعلومات املطلوبة من خالل ال�ش��بكات املعلوماتية" مبتو�س��ط‬
‫ح�سابي (‪ ،)4.01‬وبانحراف معياري (‪.)0.97‬‬
‫�أم��ا �أق��ل الفق��رات التي ت�ش�ير �إىل درجة متو�س��طة من مظاه��ر التغري الرتب��وي يف املجتمع ال�س��عودي‪،‬‬
‫فكانت‪ :‬الفقرة (‪" )11‬انت�شار الأمية وارتفاع ن�سبتها و�آثارها" التي ح ّلت يف الرتتيب الأخري مبتو�سط ح�سابي‬
‫(‪ )3.01‬وانحراف معياري (‪ ،)1.17‬ويف الرتتيب قبل الأخري جاءت الفقرة (‪" )2‬تغليب اللغة الأجنبية على‬
‫اللغة العربية" مبتو�س��ط ح�س��ابي (‪ ،)3.07‬وبانحراف معياري (‪ ،)0.98‬ثم الفقرة (‪" )4‬تدين م�ستوى �إعداد‬
‫وفاعلية �أع�ض��اء هيئة التدري�س يف اجلامعات" التي ح ّلت يف الرتتيب الثاين ع�ش��ر مبتو�سط ح�سابي (‪،)3.23‬‬
‫وبانحراف معياري (‪.)1.10‬‬
‫بناء‬
‫النتائج املتعلقة بالإجابة عن ال�س�ؤال الثاين الذي ن�صه‪ :‬ما التحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية ً‬
‫عل��ى معرف��ة الواق��ع والتحديات الت��ي تواجه تلك اجلامعات للت�ص��دي ملظاه��ر هذا التغري من منظور �أع�ض��اء‬
‫الهيئة التدري�سية يف كليات الرتبية يف اجلامعات ال�سعودية ؟‬
‫للإجابة عن هذا ال�س���ؤال مت احت�س��اب املتو�س��ط احل�س��ابي‪ ،‬واالنحراف املعي��اري والرتتيب لتقديرات‬
‫�أع�ضاء الهيئة التدري�سية يف كليات الرتبية باجلامعات ال�سعودية للتحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية‬
‫‪ ،‬الواردة يف ال ُبعد الثاين من �أداة الدرا�سة‪ ،‬وكانت النتائج كما يف اجلدول (‪.)3‬‬
‫جدول (‪:)3‬املتو�سطات احل�سابية واالنحرافات املعيارية والرتتيب‪ ،‬لتقديرات �أع�ضاء الهيئة التدري�سية يف كليات الرتبية‬
‫باجلامعات ال�سعودية للتحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية مرتبة تنازلياً‬
‫درجة‬ ‫املتو�سط االنحراف‬
‫الرتتيب‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬
‫التحديات‬ ‫احل�سابي املعياري‬
‫‪1‬‬ ‫‪0.84‬‬ ‫‪4.12‬‬
‫عدم التن�سيق بني القطاعني العام واخلا�ص يف املجال‬ ‫‪15‬‬
‫مرتفعة‬ ‫الرتبوي‪.‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0.94‬‬ ‫‪4.01‬‬ ‫ي�شكل النمو ال�سكاين حتدياً يواجه اجلامعات ال�سعودية‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫يُ�شكل التقدم العلمي والتكنولوجي حتدياً تربوياً‬


‫مرتفعة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.94‬‬ ‫‪4.00‬‬ ‫‪20‬‬
‫للجامعات ال�سعودية‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪3.97‬‬
‫وجود فجوة بني النظرية والتطبيق داخل اجلامعات يف‬ ‫‪25‬‬
‫مرتفعة‬ ‫ال�سعودية‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪0.95‬‬ ‫‪3.80‬‬
‫قيام م�ؤ�س�سات التعليم العايل والبحث العلمي با�ستهالك‬ ‫‪18‬‬
‫مرتفعة‬ ‫املعرفة دون �إنتاجها‪.‬‬
‫ي�شكل تر�سيخ مفهوم العمومية الثقافية ال�سعودية حتدياً‬
‫مرتفعة‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0.94‬‬ ‫‪3.74‬‬ ‫‪28‬‬
‫يواجه اجلامعات‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫‪3.71‬‬
‫عدم امتالك �أع�ضاء هيئة التدري�س الكفايات الالزمة‬ ‫‪16‬‬
‫مرتفعة‬ ‫ملهارات التعامل مع امل�ستحدثات التكنولوجية‬
‫‪8‬‬ ‫‪1.13‬‬ ‫‪3.63‬‬
‫ت�شكل املوارد الب�شرية الوطنية حتدياً يواجه اجلامعات‬ ‫‪24‬‬
‫متو�سطة‬ ‫ال�سعودية‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪1.01‬‬ ‫‪3.59‬‬
‫ُت�شكل املقدرة على توظيف املعرفة وا�ستخدامها عقبه �أمام‬ ‫‪21‬‬
‫متو�سطة‬ ‫اجلامعات ال�سعودية‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪0.91‬‬ ‫‪3.57‬‬
‫يعد احتكار املعرفة عقبة �أمام تطور النظام الرتبوي داخل‬ ‫‪19‬‬
‫متو�سطة‬ ‫اجلامعات ال�سعودية‪.‬‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫‪119‬‬ ‫جودة التعليم الجامعي‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي �أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫‪11‬‬ ‫‪1.08‬‬ ‫‪3.54‬‬


‫ُت�شكل متطلبات القرن احلايل يف خمتلف املجاالت على‬ ‫‪27‬‬
‫متو�سطة‬ ‫ال�صعيد املحلي عائقاً يواجه اجلامعات يف ال�سعودية‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪1.17‬‬ ‫‪3.51‬‬
‫عدم وجود �إدارة تربوية داخل اجلامعات قادرة على‬ ‫‪22‬‬
‫متو�سطة‬ ‫مواجهة التحديات يف جمتمع املعرفة‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪3.46‬‬
‫�صعوبة الو�صول �إىل املعلومات والبيانات الالزمة يف‬ ‫‪17‬‬
‫متو�سطة‬ ‫اجلامعات ال�سعودية‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪1.12‬‬ ‫‪3.38‬‬
‫عدم املقدرة على مواكبة التغريات امل�ستمرة يف النظام‬ ‫‪23‬‬
‫متو�سطة‬ ‫الرتبوي على م�ستوى العامل داخل اجلامعات ال�سعودية‪.‬‬
‫‪0.59‬‬ ‫‪3.72‬‬
‫التحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية للت�صدي ملظاهر التغري‬
‫مرتفعة‬ ‫الرتبوي(الكلي)‬
‫ت�ش�ير النتائ��ج يف اجل��دول (‪� )3‬إىل �أن تقدي��رات �أع�ض��اء الهيئ��ة التدري�س��ية للتحدي��ات التي تواجه‬
‫اجلامع��ات ال�س��عودية ج��اءت �ض��من الدرج��ة املرتفعة‪ ،‬حي��ث بلغ املتو�س��ط احل�س��ابي لتقديراته��م (‪)3.72‬‬
‫وانح��راف معياري (‪ ،)0.59‬وبالن�س��بة للفقرات التي تع�ّبررّ عن التحديات التي تواجه اجلامعات ال�س��عودية ‪،‬‬
‫فقد تراوحت تقديرات �أع�ضاء الهيئة التدري�سية لها بني الدرجة املرتفعة والدرجة املتو�سطة‪ ،‬حيث جاءت‬
‫(‪ )7‬حتديات بدرجة مرتفعة‪ ،‬و (‪ )7‬حتديات بدرجة متو�سطة‪ ،‬وقد تراوحت املتو�سطات احل�سابية للفقرات‬
‫ب�ين (‪ )4.12‬يف مداه��ا الأعل��ى وكان لفق��رة (‪ )15‬وب�ين (‪ )3.38‬يف مداه��ا الأدنى وكان لفق��رة (‪ .)23‬حيث‬
‫كان��ت �أعل��ى الفقرات التي ت�ش�ير �إىل درجة مرتفع��ة من التحديات الت��ي تواجه اجلامعات ال�س��عودية ‪ ،‬هي‪:‬‬
‫الفقرة (‪" )15‬عدم التن�س��يق بني القطاعني العام واخلا�ص يف املجال الرتبوي" التي جاءت يف الرتتيب الأول‬
‫مبتو�س��ط ح�س��ابي (‪ )4.12‬وانح��راف معي��اري (‪ ،)0.84‬تليها يف الرتتي��ب الثاين الفقرة (‪" )26‬ي�ش��كل النمو‬
‫ال�س��كاين حتدي ًا يواجه اجلامعات ال�س��عودية" مبتو�سط ح�س��ابي (‪ ،)4.01‬وبانحراف معياري (‪ ،)0.94‬وح ّلت‬
‫يف الرتتي��ب الثال��ث الفقرة (‪ُ " )20‬ي�ش��كل التقدم العلم��ي والتكنولوجي حتدي ًا تربوي ًا للجامعات ال�س��عودية"‬
‫مبتو�سط ح�سابي (‪ ،)4.00‬وبانحراف معياري (‪.)0.94‬‬
‫�أم��ا �أق��ل الفقرات التي ت�ش�ير �إىل درجة متو�س��طة م��ن التحديات الت��ي تواجه اجلامعات ال�س��عودية ‪،‬‬
‫فكان��ت‪ :‬الفق��رة (‪" )23‬عدم املق��درة على مواكبة التغريات امل�س��تمرة يف النظام الرتبوي على م�س��توى العامل‬
‫داخ��ل اجلامع��ات ال�س��عودية" الت��ي ح ّل��ت يف الرتتي��ب الأخري مبتو�س��ط ح�س��ابي (‪ )3.38‬وانح��راف معياري‬
‫(‪ ،)1.12‬ويف الرتتيب قبل الأخري جاءت الفقرة (‪�" )17‬ص��عوبة الو�ص��ول �إىل املعلومات والبيانات الالزمة يف‬
‫اجلامعات ال�س��عودية" مبتو�س��ط ح�س��ابي (‪ ،)3.46‬وبانحراف معياري (‪ ،)1.11‬ثم الفقرة (‪" )22‬عدم وجود‬
‫�إدارة تربوية داخل اجلامعات قادرة على مواجهة التحديات يف جمتمع املعرفة" التي ح ّلت يف الرتتيب الثاين‬
‫ع�شر مبتو�سط ح�سابي (‪ ،)3.51‬وبانحراف معياري (‪.)1.17‬‬
‫النتائج املتعلقة بالإجابة عن ال�س���ؤال الثالث الذي ن�ص��ه‪ :‬ما الإ�س�تراتيجية املقرتحة للجامعات ال�س��عودية‬
‫ملواجهة التغريات والتحديات الرتبوية يف �ضوء وجهة نظر �أع�ضاء هيئة التدري�س لكليات الرتبية فيها؟‬
‫للإجابة عن هذا ال�س�ؤال مت تطوير �إ�سرتاتيجية للجامعات ال�سعودية ملواجهة التغريات والتحديات الرتبوية‬
‫بناء على نتائج الدرا�س��ة التي مت التو�ص��ل‬
‫يف �ض��وء وجهة نظر �أع�ض��اء هيئة التدري�س لكليات الرتبية فيها‪ً ،‬‬
‫�إليها من عملية حتليل �إجابات �أفراد العينة عن الأ�س��ئلة ال�س��ابقة‪ ،‬بالإ�ض��افة �إىل ما مت عر�ض��ه من درا�سات‬
‫وبن��اء على ذلك مت اقرتاح الإ�س�تراتيجية وقد مت‬
‫ً‬ ‫وبحوث عر�ض��ت يف الأدب النظري والدرا�س��ات ال�س��ابقة‪،‬‬
‫عر�ضها �سابق ًا‪.‬‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫جودة التعليم الجامعي‬ ‫‪120‬‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬ ‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫مناقشة النتائج‪:‬‬
‫�أو ًال‪ :‬مناق�شة النتائج املتعلقة بال�س�ؤال الأول‪ ،‬الذي ن�صه‪:‬‬
‫ما مظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع من منظور الهيئة التدري�سية يف كليات الرتبية يف اجلامعات ال�سعودية ؟‬
‫ت�ش�ير النتائ��ج ال��واردة �أن تقدي��رات �أع�ض��اء الهيئ��ة التدري�س��ية ملظاه��ر التغ�ير الرتب��وي يف املجتمع‬
‫ال�سعودي جاءت �ضمن الدرجة املتو�سطة‪ ،‬حيث بلغ املتو�سط احل�سابي لتقديراتهم (‪ )3.66‬وانحراف معياري‬
‫(‪ ،)0.47‬ورمب��ا يع��زى ذل��ك �إىل اتفاق عينة الدرا�س��ة نح��و مظاهر التغ�ير الرتبوي يف املجتمع ال�س��عودي‪� ،‬إذ‬
‫ا�ش��تملت ه��ذه املظاه��ر على حر�ص الكثري من الدار�س�ين احل�ص��ول على ال�ش��هادات العلمية‪� ،‬أكرث من حر�ص��هم‬
‫على الثمرة العلمية ‪ ،‬وانت�ش��ار ثقافة اال�س��تهالك بد ًال من ثقافة الإنتاج‪ ،‬و�س��هولة ان�سياب املعلومات املطلوبة‬
‫م��ن خالل ال�ش��بكات املعلوماتي��ة‪ ،‬ورمبا يعزى كذل��ك �أن التغري الرتب��وي ظاهرة عامة و�ض��رورة حياتيه تلزم‬
‫مواجهته��ا والتكي��ف معه��ا مبا يت�لاءم مع املجتمع‪ ،‬فقد �ش��هدت ال�س��عودية خ�لال العقود املا�ض��ية نقله نوعيه‬
‫وكمية يف التعليم العايل من خالل افتتاح اجلامعات ونظام االبتعاث اخلارجي �ضرورة مواجهة التغري الرتبوي‬
‫ودرا�س��ة مظاهره يف املجتمع �آخذين بعني االعتبار مراحل التغري الرتبوي وهي مرحلة التحدي وتعني نقطة‬
‫البداي��ة وم��ن ثم مرحلة االنتقال وتعني تبن��ي الأفكار اجلديدة يليها مرحلة التطبي��ق وتعني تطبيقها على‬
‫�أر�ض الواقع ‪.‬‬
‫وم��ن مظاه��ر التغ�ير الرتب��وي التي �أ�ش��ارت �إليها الدرا�س��ة تولي��ة الكثري من الدار�س�ين ح�ص��ولهم على‬
‫ال�شهادات العلمية‪� ,‬أكرث من حر�صهم على الثمرة العلمية وهذا قد يعزى �إىل فتح االبتعاث واالهتمام بالألقاب‬
‫والنظ��رة االجتماعي��ة و�إهمال قيمة العل��م ‪،‬لذلك ال بد من تنمية الوعي الإن�س��اين يف جميع مراحل التعليم‬
‫وت�ص��حيح و�ض��ع البحث العلمي يف كافة جماالت العلوم لأنه هو القاعدة الأ�سا�س��ية ملوا�ص��لة التقدم ومقيا�س�� ًا‬
‫لرقي الدول وال�شعوب ‪.‬‬
‫ومن مظاهر التغري الرتبوي للمجتمع ال�سعودي انت�شار ثقافة اال�ستهالك بد ًال من ثقافة الإنتاج‪ ،‬الأمر‬
‫الذي �أدى �إىل خمرجات ومدخالت تعليم ال تتالءم مع ثقافة املجتمع الالزمة للإنتاج املعريف‪ ،‬وهذا قد يعزى‬
‫�إىل �أن اال�س��تهالك ظاهرة عاملية وقد و�ص��فت ب�أنها مادية ت�س��تهدف ا�س��تهالك ال�س��لع وا�س��ترياد احتياجات‬
‫املجتمع من الدول الأخرى ومعنوية وتتمثل با�س��تهالك املعاين واخلربات‪� ،‬إذ �أن ثقافة اال�س��تهالك تركز على‬
‫�إنفاق �سلع كمالية ومنا�سبات غري �ضرورية وتكر�س الإ�سراف والتبذير وحب الظهور وتعوي�ض نق�ص اجتماعي‬
‫معني وتت�ش��كل الثقافة اال�س��تهالكية من خالل التن�شئة االجتماعية داخل حميط الأ�سرة �أو جماعة الرفاق‪،‬‬
‫ولذا �أ�صبح من ال�ضروري توجيه �سلوك الأفراد نحو ثقافة الإنتاج ‪،‬وهذا يحتاج لفرتات وبرامج طويلة و�صو ًال‬
‫�إىل الهدف املن�شود عن طريق مناهج تعليمية تواكب الع�صر والثقافة الإنتاجية املعرفية‪.‬‬
‫وم��ن مظاهر التغري الرتبوي �أي�ض��ا �س��هولة ان�س��ياب املعلومات املطلوب��ة من خالل ال�ش��بكات املعلوماتية‬
‫و�ض��رورة مواجهته��ا من خ�لال تبني برام��ج تربوية وتهيئ��ة الطلبة �إىل كيفي��ة التعامل مع �ش��بكة املعلومات‬
‫وط��رق البح��ث والتوثيق من املعلومات املوجودة فيها وا�س��تخدامها يف طرق �إيجابية االنت�ش��ار الوا�س��ع والنمو‬
‫ال�س��ريع يف اخلدمات الإلكرتونية والإنرتنت‪� ،‬إذ يربط الإنرتنت ما بني ماليني ال�ش��بكات اخلا�ص��ة والعامة يف‬
‫امل�ؤ�س�سات الأكادميية واحلكومية وم�ؤ�س�سات الأعمال وتتباين يف نطاقها ما بني املحلي والعاملي ‪.‬‬
‫ويتب�ين كذل��ك �أن م��ن مظاهر التغ�ير الرتبوي تف�ض��يل متخرج��ي اجلامع��ات الغربية عل��ى متخرجي‬
‫اجلامع��ات الأخ��رى ويع��زى هذا التف�ض��يل �إىل ت�أ�س��ي�س الك��وادر العلمي��ة ذات الكف��اءة والق��درة الإنتاجية‬
‫للمعرفة ‪،‬حيث يراها البع�ض �أنها حت�ص��ل يف اجلامعات الغربية‪ ،‬و�أن التعليم ال�س��عودي يتميز بفقدان التوازن‬
‫يف حمتوى التعليم وتغليب الناحية النظرية على الناحية العملية‪.‬‬
‫و�أ�ش��ارت النتائج كذل��ك �أن من مظاهر التغري الرتبوي انت�ش��ار الأمية وارتفاع ن�س��بتها و�آثارها‪ ،‬وجاءت‬
‫هذه الفقرة بدرجة متو�سطة ورمبا يعزى ذلك �إىل �أن اململكة العربية ال�سعودية �أعدت برامج ملواجهة خطر‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫‪121‬‬ ‫جودة التعليم الجامعي‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي �أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫الأمية على ثقافة املجتمع ال�سعودي ‪ ،‬حيث مت افتتاح معاهد ومدار�س خا�صة ملحو الأمية وتعليم الكبار‪ ،‬حيث‬
‫طورت من مهارتهم الأ�سا�سية وفتح املجال لهم لاللتحاق بربامج جامعية متقدمة‪.‬‬
‫ومن مظاهر التغري الرتبوي تغليب اللغة الأجنبية على اللغة العربية‪ ،‬حيث ح�صلت الفقرة على درجة‬
‫متو�سطة‪ ،‬وقد يعزى ذلك �إىل �أن ال�سيا�سات التعليمية يف اململكة العربية ال�سعودية تهتم بالرتكيز على اللغة‬
‫نواد �أدبية يف كل مدين��ة من �أجل املحافظة‬
‫العربي��ة واعتباره��ا اللغة الأم يف امل�ؤ�س�س��ات التعليمي��ة‪ ،‬ومت فتح ٍ‬
‫عليها ومواجهة التغريات العاملية‪.‬‬
‫ومن مظاهر التغري الرتبوي التي ح�ص��لت على م�س��توى متو�س��ط تدين م�س��توى �إعداد وفاعلية �أع�ض��اء‬
‫هيئ��ة التدري���س يف اجلامع��ات‪ ،‬ويعزى ذلك �إىل �أن ال�سيا�س��ة الرتبوية يف اجلامعات ال�س��عودية �أولت اهتماما‬
‫كب�ير ًا وملحوظ�� ًا يف �إعداد وت�أهيل �أع�ض��اء هيئ��ة التدري�س من خ�لال برامج االبتعاث للمعيدي��ن التي ترتكز‬
‫عل��ى التحاقه��م ب�أف�ض��ل اجلامعات العاملي��ة املتميزة يف عامل املعرف��ة والتكنولوجيا ملواكبة م�س��تجدات العلم‪،‬‬
‫ومن خالل دعم �أع�ض��اء هيئة التدري�س بح�ض��ور م�ؤمت��رات وندوات عاملية ‪ ،‬وتدريبهم عل��ى مهارات تطويرية‬
‫متقدمة‪.‬‬
‫وقد اتفقت نتائج الدرا�س��ة احلالية مع درا�س��ة �أبو العزب(‪ ،)2006‬وكنعان(‪ ،)2004‬يف بع�ض مظاهر‬
‫التغري الرتبوي التي تواجهها املجتمعات‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬مناق�شة النتائج املتعلقة بال�س�ؤال الثاين‪ ،‬والذي ن�صه‪:‬‬
‫بناء على معرفة الواقع والتحديات التي تواجه تلك اجلامعات‬ ‫ما التحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية ً‬
‫للت�صدي ملظاهر هذا التغري من منظور �أع�ضاء الهيئة التدري�سية يف كليات الرتبية يف اجلامعات ال�سعودية ؟‬
‫يت�ض��ح من النتائج �أن تقديرات �أع�ضاء الهيئة التدري�س��ية للتحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية‬
‫جاءت �ض��من الدرجة املرتفعة‪ ،‬حيث بلغ املتو�سط احل�س��ابي لتقديراتهم (‪ )3.72‬وانحراف معياري (‪،)0.59‬‬
‫وبالن�سبة للفقرات التي تعبرّ عن التحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية ‪ ،‬فقد تراوحت تقديرات �أع�ضاء‬
‫الهيئة التدري�س��ية لها بني الدرجة املرتفعة والدرجة املتو�س��طة‪ ،‬حيث جاءت (‪ )7‬حتديات بدرجة مرتفعة‪،‬‬
‫و (‪ )7‬حتدي��ات بدرج��ة متو�س��طة‪ ،‬وق��د كان��ت الفقرات التي ت�ش�ير �إىل درج��ة مرتفعة م��ن التحديات التي‬
‫تواجه اجلامعات ال�س��عودية ‪ ،‬عدم التن�س��يق بني القطاعني العام واخلا�ص يف املجال الرتبوي نظر ًا للتطورات‬
‫االقت�ص��ادية واالجتماعية التي ت�ش��هدها اململكة العربية ال�س��عودية ورمبا يعزى ذلك �إىل عدم وجود قنوات‬
‫ات�صال ثابتة ومعرفة‪ ،‬ميكن من خاللها التن�سيق والتعاون بني كل من من�شئات القطاع اخلا�ص واملراكز البحثية‬
‫يف اجلامعات �أي�ض��ا اهتمام اجلامعات باجلوانب التعليمية �أكرث منها مب�ش��كالت املجتمع املحيطة ‪ ,‬وعدم وجود‬
‫برامج وخطط حمددة ومنتظمة مبراكز البحوث باجلامعات تقوم على �أ�س�س علمية للبحث والتطوير يف �ضوء‬
‫االحتياجات الفعلية ملن�شئات القطاع اخلا�ص لذلك من ال�ضروري �أن يكون هناك �شراكة مابني القطاع اخلا�ص‬
‫واجلامع��ات وذلك من خ�لال البحوث املدعومة والبح��وث التعاقدية واخلدمات اال�ست�ش��ارية من خالل �إعارة‬
‫بع�ض �أع�ضاء هيئة التدري�س واملنح والتربعات من قبل ال�شركات ( كر�سي البحث ) ‪.‬‬
‫وم��ن التحدي��ات الت��ي تواجه اجلامعات ال�س��عودية النمو ال�س��كاين‪ ،‬فم�ش��كلة تزايد عدد ال�س��كان تعد‬
‫خطر ًا على تطور عملية التعليم وت�ش��كل حتدي ًا كبري ًا على جميع الدول يف جميع جماالتها وخ�صو�ص�� ًا التعليم‬
‫العايل‪ ،‬وقد يعزى ذلك على عاملني الأول هي الزيادة الطبيعية �أي �أن ن�سبة املواليد مرتفعة ون�سبة الوفيات‬
‫منخف�ض��ة ‪ ,‬والأم��ر الث��اين هو ثقافة املجتمع‪ ،‬لذل��ك يجب تنمية املوارد الب�ش��رية وا�س��تثمار العقول وجعلها‬
‫منتجة توائم جمتمع املعرفة ‪.‬‬
‫حت��د ترب��وي يواج��ه اجلامعات وه��و التق��دم العلم��ي والتكنولوجي ال��ذي ميكنه الإ�س��هام يف‬
‫وهنال��ك ٍ‬
‫الإ�سراع يف معدالت التنمية وحتقيق التقدم الإن�ساين �إذ �أ�صبح الع�صر احلايل ع�صر التكنولوجيا‪ ،‬فا�ستحوذت‬
‫التكنولوجيا على كافة امليادين ومنها الرتبية وقد دخلت يف الكثري من الو�سائل العلمية ال�سمعية والب�صرية‪،‬‬
‫لذلك يجب مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي ‪.‬‬
‫المجلة العربيـة لضمـان‬
‫جودة التعليم الجامعي‬ ‫‪122‬‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫�أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬ ‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫�أم��ا باق��ي الفق��رات فقد تراوح متو�س��طها احل�س��ابي ما ب�ين (‪ )3.63‬و (‪� )3.38‬أي �أنها كانت ت�ش�ير �إىل‬
‫درجة متو�سطة من التحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية ‪ ،‬حيث كانت �أقل تلك الفقرات التي ت�شري �إىل‬
‫درجة متو�سطة من التحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية ‪ ،‬عدم املقدرة على مواكبة التغريات امل�ستمرة‬
‫يف النظام الرتبوي على م�س��توى العامل داخل اجلامعات ال�س��عودية‪ ،‬حيث �أن ال�سعودية �أولت اهتمام ًا كبري ًا يف‬
‫التعلي��م العايل من حيث افتت��اح اجلامعات يف جميع مناطق اململكة‪ ،‬ورفدها بالك��وادر امل�ؤهلة‪ ،‬وتقدمي الدعم‬
‫الالزم لها‪.‬‬
‫وت�ش��كل �ص��عوبة الو�ص��ول �إىل املعلوم��ات والبيان��ات الالزم��ة يف اجلامع��ات ال�س��عودية حتدي��ا يواجه‬
‫اجلامع��ات ال�س��عودية وح�ص��لت هذه الفق��رة على درجة متو�س��طة‪ ،‬وقد يعزى ذل��ك �إىل �أن ال�س��عودية وفرت‬
‫املكتبات الرقمية و�س��هلت احل�ص��ول على املراجع والكتب والبيانات الالزمة للمعرفة‪ ،‬وتعترب مكتبة امللك فهد‬
‫الوطنية من �أهم روافد املعرفة والعلم‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل مكتبات اجلامعات املنت�شرة يف جميع مناطق اململكة‪.‬‬
‫كم��ا �أن فق��رة ع��دم وج��ود �إدارة تربوي��ة داخل اجلامعات ق��ادرة عل��ى مواجهة التحدي��ات يف جمتمع‬
‫املعرفة ح�ص��لت على درجة متو�س��طة‪ ،‬ويعزى ذلك �إىل �أن �سيا�س��ات اجلامعات ال�س��عودية ت�ؤكد على �ض��رورة‬
‫�إع��داد وت�أهي��ل الإدارات ملواكب��ة �أ�س��اليب الإدارة احلديث��ة‪ ،‬فق��د اعتنت معظ��م �إدارات اجلامع��ات بتطوير‬
‫منت�سبيها‪ ،‬من خالل الرتكيز على تبادل اخلربات العاملية واملحلية لزيادة كفاءتها‪.‬‬
‫ثالث ًا‪:‬مناق�شة النتائج املتعلقة بال�س�ؤال الثالث‪ ،‬والذي ن�صه‪:‬‬
‫ما الإ�س�تراتيجية املقرتحة للجامعات ال�س��عودية ملواجهة التغريات والتحديات الرتبوية يف �ضوء وجهة نظر‬
‫�أع�ضاء هيئة التدري�س لكليات الرتبية فيها؟‬
‫مت اقرتاح �إ�سرتاتيجية للجامعات ال�سعودية‪ ،‬حيث مت ت�سمية الإ�سرتاتيجية ب�إ�سرتاتيجية للجامعات‬
‫ال�سعودية ملواجهة التغريات والتحديات الرتبوية يف �ضوء وجهة نظر �أع�ضاء هيئة التدري�س لكليات الرتبية‬
‫وبناء على النتائج التي تو�صلت �إليها الدرا�سة‬
‫ً‬ ‫فيها‪ ،‬و�صيغت ر�ؤيتها ور�سالتها مبا يتوافق مع املجتمع ال�سعودي‪،‬‬
‫وقد مت الإ�شارة �إليها �سابقا بالتف�صيل‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫يف �ض��وء النتائج التي تو�ص��لت �إليها الدرا�س��ة احلالية واملت�ضمنة تطوير �إ�س�تراتيجية للجامعات ال�سعودية‬
‫ملواجهة التغريات والتحديات الرتبوية يف �ضوء وجهة نظر �أع�ضاء هيئة التدري�س لكليات الرتبية فيها‪ ،‬ف�إنها‬
‫تو�صي بالآتي‪:‬‬
‫‪ -‬تبني الإ�س�تراتيجية الرتبوية املقرتحة يف هذه الدرا�س��ة من قبل اجلامعات ال�س��عودية‪ ،‬وو�ض��ع اخلطط‬
‫التنفيذية الالزمة لتطبيقها‪ ،‬وتفعيلها على الواقع‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل دور اجلامعات ال�سعودية يف مواجهة التحديات للتغري الرتبوي يف ظل جمتمع املعرفة‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون بني اجلامعات وم�ؤ�س�سات املجتمع الأخرى ملواجهة التغري الرتبوي‪.‬‬
‫‪� -‬ضرورة تطوير الربامج التعليمية يف اجلامعات مبا يتنا�سب مع جمتمع املعرفة‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫�أبو �شعرية ‪،‬خالد (‪،)2003‬يف �أ�صول الرتبية‪ ،‬الأردن ‪:‬مكتبة املجتمع العربي‪.‬‬
‫�أبو �ش��عرية ‪ ،‬خالد وغباري ‪ ,‬ثائر واملحزومي‪ ,‬نا�ص��ر (‪،)2007‬الرتبية ‪-‬الأ�س���س والتحديات‪ -‬عمان‪ :‬مكتبة‬
‫املجمع العربي‪.‬‬
‫�أب��و العنيني‪ ,‬عل��ي خليل ‪,‬حممد عبد ال��رزاق وبركات ‪ ,‬هاين (‪،)2003‬الأ�ص��ول الفل�س��فية للرتبية قراءات‬
‫ودرا�سات يف دار الفكر‪ ,‬القاهرة ‪�:‬سعد للطباعة‪.‬‬
‫البكر ‪ ,‬فوزية (‪ ،)2004‬العوملة والرتبية ‪:‬قراءة يف التحديات التي تفر�ض العوملة على النظام الرتبوي يف‬
‫اململكة العربية ال�سعودية ‪ ,‬ورقة عمل مقدمة �إىل م�ؤمتر الرتبية ومتغريات العوملة‪ ،‬ال�سعودية‪.‬‬
‫المجلة العربيـة لضمـان‬
‫‪123‬‬ ‫جودة التعليم الجامعي‬
‫‪http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5‬‬
‫د‪ .‬حممد �إبراهيم ال�سكيتي �أ‪.‬د‪ .‬حممد �سليم الزبون‬
‫املجلد العا�شر العدد (‪2017 )28‬م‬

‫الت��وم ‪ ,‬عب��داهلل �أدم ‪ ,‬عب��د ال��ر�ؤوف (‪،)1999‬العومل��ة درا�س��ة حتليلي��ة نقدية ‪ .‬لن��دن ‪ :‬دار الوراق للن�ش��ر‬
‫والتوزيع ‪.‬‬
‫اجلزار ‪ ،‬حكمة عبداهلل (‪،)2000‬العوملة والرتبية‪ ،‬بغداد ‪ :‬دار ال�ش�ؤون الثقافية العامة‪.‬‬
‫جعنين��ي ‪ ,‬نعي��م حبي��ب (‪ ، )2009‬علم اجتماع الرتبية املعا�ص��ر ب�ين النظرية والتطبيق‪ ،‬عم��ان ‪:‬دار وائل‬
‫للن�شر والتوزيع‪.‬‬
‫حمادات ‪ ،‬حممد ح�سن (‪ ،)2007‬الإدارة اال�سرتاتيجية وق�ضايا معا�صرة‪ .‬عمان ‪ :‬دار احلامد‬
‫اخلري�س��ات ‪ ,‬دان��ه (‪ ،)2005‬حتدي��ات التغ�ير الثق��ايف وكيفي��ة مواجهته��ا من وجه��ة نظر الطلب��ة اجلامعة‬
‫الأردنية مل�ستوى البكالوريو�س‪ ،‬ر�سالة ماج�ستري غري من�شورة اجلامعة الأردنية ‪ ,‬عمان ‪,‬الأردن‪.‬‬
‫�شحاتة‪ ،‬ح�سن‪ ،‬والنجار‪ ,‬وزينب (‪ ،)2003‬معجم امل�صطلحات الرتبوية والنف�سية‪ ،‬القاهرة ‪ :‬م�صر‪.‬‬
‫ال�ش��راب ‪ ,‬من��ال حممود خلف (‪،)2009‬الفل�س��فة املالئمة ملواجه��ة التحديات الرتبوية الناجتة عن ع�ص��ر‬
‫املعلوم��ات كم��ا يراها اخلرباء الرتبوي�ين يف الأردن اجلامعة الأردنية ‪� -‬أطروحة دكتوراه غري من�ش��ورة‪،‬‬
‫اجلامعة الأردنية‪ ،‬عمان‪ ،‬الأردن‪.‬‬
‫العارف‪ ،‬ناديه (‪،)2001‬الإدارة الإ�سرتاتيجية‪� :‬إدارة الألفية الثالثة‪ .‬الإ�سكندرية‪ :‬الدار اجلامعية‪.‬‬
‫العزب‪ ،‬حممد (‪ ،)2006‬دور اجلامعات يف بناء جمتمع املعرفة‪ .‬ورقة مقدمة للملتقى العربي الأول حول دور‬
‫اجلامعات يف تنمية وخدمة املجتمع‪ ،‬املنظمة العربية للتنمية الإدارية‪ ،‬الإ�سكندرية‪.‬‬
‫ع�شوي‪ ،‬م�صطفى (‪�،)1992‬أ�س�س علم النف�س التن�صتي ‪ :‬اجلزائر‪ :‬امل�ؤ�س�سة الوطنية للكتاب ‪.‬‬
‫كنع��ان‪� ,‬أحم��د (‪،)2004‬دور الرتبي��ة يف مواجه��ة العومل��ة وحتدي��ات الق��رن احل��ادي والع�ش��رين وتعزي��ز‬
‫الهوية احل�ض��ارية االنتم��اء للأمة‪ ,‬م�ؤمتر العوملة و�أولويات الرتبية‪ ,‬جامعة امللك �س��عود يف الفرتة ‪17-,‬‬
‫‪.2004\4\18‬‬
‫نا�صر ‪� ,‬إبراهيم عبداهلل ( ‪،)2011‬علم االجتماع الرتبوي ‪ ،‬عمان‪ ،‬دار وائل ‪.‬‬
‫ن�ش��وان ‪ ,‬يعق��وب (‪ ،)2000‬الرتبي��ة يف الوط��ن العربي يف م�ش��ارف القرن احلادي والع�ش��رين غ��زة‪ :‬مطبعة‬
‫املقداد‪.‬‬

‫‪Abdul Hamid, Norsiah&Zaman , Halimah ( 2009 ) ,Defining Malaysian Knowledge‬‬


‫‪Society : Results From The Delphi Technique , Malaysia . Springer –Verlag Berlin.‬‬
‫‪Glenn, Sigrid S. (2004), Individual Behavior, Culture, and Social Change, the‬‬
‫‪Behavior Analyst, University of North California.‬‬
‫‪Heaney , L (2003), Facing the Challenges - Using in Formation and Technology to‬‬
‫‪Communication Technology to Support Teaching and learning , SELB,vol.17,‬‬
‫‪No 1 ,40-59.‬‬
‫‪lqpal , Nasim (2007),Building a Knowledge Society : in Formation need and in‬‬
‫‪Formation Problems in Rural and Urban in Formal Settlements in Bangladesh.‬‬
‫‪National Conference in Formation and Communication Technology. Kuala‬‬
‫‪lumpur , Malaysia , 21 - 22 October 2003 . PP . 90 - 103.‬‬
‫‪Jerom ,S.Acaro (1997),Quality in Education: An implementation , Hand Book,‬‬
‫‪Deroty Beach, USA.‬‬
‫‪Wheelen, T & D. Hunger (2004), Strategic Management and Business Policy,Prentic‬‬
‫‪Hall, New Jersey.‬‬

‫المجلة العربيـة لضمـان‬


‫جودة التعليم الجامعي‬ ‫‪124‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like