Professional Documents
Culture Documents
5
�أ.د .حممد �سليم الزبون د .حممد �إبراهيم ال�سكيتي
املجلد العا�شر العدد (2017 )28م
ﺇﺳﻠﻮﺏ APA
ﺍﻟﺴﻜﻴﺘﻲ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ،ﻭ ﺍﻟﺰﺑﻮﻥ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻢ ﻋﻮﺩﺓ .(2017) .ﺗﻄﻮﻳﺮ
ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻘﺘﺮﺣﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻓﻲ
ﺿﻮﺀ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ.ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ
ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ،ﻣﺞ ,10ﻉ .124 - 99 ،28ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ
http://search.mandumah.com/Record/788025
ﺇﺳﻠﻮﺏ MLA
ﺍﻟﺴﻜﻴﺘﻲ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ،ﻭ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻢ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﺰﺑﻮﻥ" .ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ
ﻣﻘﺘﺮﺣﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻭﺟﻬﺔ
ﻧﻈﺮ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ".ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲﻣﺞ ,10ﻉ .124 - 99 :(2017) 28ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ
للجامعات السعودية تطوير إستراتيجية مقترحة
http://search.mandumah.com/Record/788025
لمواجهة التغيرات والتحدي����ات التربوية في ضوء
وجهة نظر أعض����اء هيئة التدريس لكليات التربية
فيها
DOI:10.20428/AJQAHE.10.2.5
DOI:10.20428/AJQAHE.10.2.5
الملخص:
هدفت الدرا�س��ة �إىل تطوير �إ�س�تراتيجية مقرتحة للجامعات ال�سعودية ملواجهة التغريات والتحديات
الرتبوي��ة يف �ض��وء وجهة نظر �أع�ضاء هيئة التدري�س لكليات الرتبي��ة فيها ،وتكونت عينة الدرا�سة من جميع
�أع�ض��اء الهيئ��ة التدري�سي��ة يف كلي��ات الرتبي��ة يف اجلامع��ات ال�سعودية ،والبال��غ عدده��م( )731ع�ضو هيئة
تدري���س ،وق��د ا�ستخدم��ت الدرا�سة املنهج امل�سح��ي التحليلي التطوي��ري ,الذي متثل يف ت�صمي��م �أداة الدرا�سة
(اال�ستبانة) ،لبناء الإ�سرتاتيجية املقرتحة بجميع مراحلها ،وا�ستخدمت املتو�سطات احل�سابية واالنحرافات
املعيارية،ف�ض ًال عن ا�ستخدام معادلة �ألفاكرونباخ لإيجاد معامل االت�ساق الداخلي .
�أظه��رت نتائج الدرا�س��ة� :أن تقديرات �أع�ضاء الهيئة التدري�سية ملظاهر التغ�ير الرتبوي يف املجتمع ال�سعودي
جاءت �ضمن الدرجة املتو�سطة ،مبتو�سط ح�سابي ( .)3.66و�أن تقديرات �أع�ضاء الهيئة التدري�سية للتحديات
الت��ي تواجه اجلامع��ات ال�سعودية للت�صدي لتلك التغ�يرات جاءت �ضمن الدرجة املرتفع��ة ،مبتو�سط ح�سابي
(.)3.72
وتو�صل��ت الدرا�س��ة �إىل تطوي��ر �إ�سرتاتيجي��ة مقرتحة للجامع��ات ال�سعودي��ة ملواجهة التغ�يرات والتحديات
الرتبوي��ة يف �ض��وء وجه��ة نظر �أع�ضاء هيئ��ة التدري�س لكلي��ات الرتبي��ة فيها,وتتمحور ر�سالته��ا حول رعاية
جمتم��ع العل��م واملعرفة وتنمية مهاراته��م القيادية ليتمكنوا م��ن مواجهة التغري الرتب��وي ,ور�ؤيتها ( لنجعل
منها منارات علم مل�ستقبل واعد).
Abstract:
This study aimed to develop a proposed strategy at the Universities of
Saudi Arabia to meet the educational changes and challenges in the light of
the perspectives of the teaching staff at the colleges of education. The study
sample consisted of all teaching staff members in the colleges of education
in Saudi universities, which were (731). The study used survey analytical
developmental method, represented by the construction of the questionnaire
so as to design the proposed strategy of all stages. Statistical means, standard
deviations, as well as the equation Cronbach alpha coefficient to find out the
internal consistency were used.
The results showed that the teaching staff’s estimations of the
manifestations of change in the Saudi community were moderate (3.66),
whereas their estimations of the challenges facing Saudi universities were
high (3.72). In light of these findings, the study proposed a strategy for
the Saudi universities to address the educational changes and challenges.
The mission of the strategy is centered around supporting members of the
knowledge community and developing their leadership skills so as to be able
to face educational changes. The vision of the strategy is to make universities
the milestones for promising future.
المقدمة:
التغ�ير يف الوج��ود �سن��ة كوني��ة واملتمح���ص يف تاري��خ الإن�ساني��ة يعرف م��دى التغري املوج��ود يف تاريخ
الب�ش��رية يف جمي��ع نظ��م احلي��اة االجتماعية ،والتغري ه��و االنتقال من حال��ة معينة �إىل حال��ة �أخرى �أو من
م�ستوى معني �إىل م�ستوى جديد � .أما �إذا كان التغري �إىل الأح�سن �أي من و�ضع �سيئ �إىل و�ضع �أح�سن منه ي�صبح
التغري مبثابة ( التطور ) .و�إذا كان العك�س ف�إن التغري يكون تدهور ًا� ،أو تخلف ًا� ،أو �سيئ ًا (نا�صر . )2011،وي�شري
ع�شوي (� )1992أن التغري هو :االنتقال من حالة �إىل حالة �أخرى مغاير لها .وعادة ما يفر�ض �أن يكون التغري
ملا هو �أح�سن من الو�ضعية ال�سابقة ،وهو خطوة من خطوات التغري.
ويرى ن�شوان (� )2000أن �أهم املربرات للتغري الرتبوي ما يلي :
- 1النمو ال�سكاين املتزايد :حيث ميثل تزايد عدد ال�سكان خطر ًا كبريا على تطور عملية التعليم ،فالزيادة
ً
ت�شكل حتدي ًا كبري ًا للدولة يف جميع املجاالت اخلدماتية ،وخ�صو�ص ًا التعليم ،نتيجة عدم توفر احلاجات
ال�ضرورية املنا�سبة حلجم تزايد عدد الطلبة.
- 2ثورة املعلومات :ويعد هذا الع�صر ع�صر املعلومات التي يرافقها تطبيقات تكنولوجية �ساعدت يف �إحداث
تغريات يف حياة الإن�س��ان ،الأمر الذي يفر�ض وجود نظام معلومات �أ�سا�س��ي يف كافة امل�ؤ�س�س��ات وخا�ص��ة
نظام التعليم ،ويتطلب هذا التغري توفري �إمكانيات مادية عالية و�إعداد نوعية من املتخرجني تتنا�سب مع
اجلهد املطلوب يف امل�ستقبل.
- 3التكنولوجيا الإدارية :وتعد التكنولوجيا الإدارية من الأ�س�س التي يعتمد عليها الفكر الإداري املعا�صر
وه��ي عملي��ة تطبيق املعرف��ة يف الأغرا�ض العملي��ة .ومنها التكنولوجي��ا الآلي��ة والتكنولوجيا العقلية،
والتكنولوجية االجتماعية.
- 4الأ�س��اليب الإداري��ة احلديث��ة :حيث ظه��رت يف �أواخر القرن الع�ش��رين العديد من الأ�س��اليب الإدارية
احلديثة كا�ستخدام �إدارة اقت�صاد املعرفة وا�ستخدام التكنولوجيا ،التي دفعت عجلت الإدارة وزادت من
فعاليتها و�أداء مهامها وحت�سني هذه املهام وتط ّورها مبا يف ذلك الإدارة بالأهداف.
وي�ش�ير جعنين��ي (� )2009إىل �أن التغ�ير الرتب��وي يج��ب �أن ينبن��ي عل��ى �أ�س��ا�س مفاهي��م وت�ص��ورات
الرتبية احلديثة واملعا�ص��رة و�أن تك��ون فاعلة توفر جو ًا من احلرية واال�س��تقرار والثقة بالنف�س للمتعلمني.
وي�ش�ير حممود (� )2002إىل �أن هناك �أهدافا متعددة ميكن �أن يحققها التغري منها� :إ�ش��اعة �أجواء الثقة بني
العامل�ين يف خمتل��ف امل�س��تويات التنظيمي��ة ال�س��ائدة ،وفتح املج��ال �أم��ام العاملني يف خمتلف جم��االت العمل
للإ�س��هام يف معاجلة الظواهر وامل�ش��اكل التي تواجه التنظيم ب�شكل وا�ضح و�صريح ،وتوفري املعلومات والبيانات
والإح�ص��اءات الالزمة ال�ص��حيحة ب�صورة م�س��تمرة ،وزيادة عمليات االت�صال وم�س��اعدة امل�شرفني على العمل
يف تبني الأ�س��اليب الإدارية املتطورة والدميقراطية يف الإ�ش��راف ،وت�ش��جيع العاملني يف املجال على ممار�س��ة
الرقابة الذاتية واالعتماد عليها ك�أ�سا�س للرقابة اخلارجية وممتلكاتها.
ومن خالل بع�ض الدرا�س��ات ال�س��ابقة كدار�س��ة �أوينز()Owensامل�ش��ار �إليها يف حمادات ( )2007فقد
حدد عددا من املعيقات التي تقف يف وجه التغري وعلى النحو الآتي:
- 1معيقات تنظيمية :ترتبط بالهياكل التنظيمية من حيث الت�ض��خم و�س��وء و�سائل االت�صال والإجراءات
الرقابية وتقادم ال�سيا�سات الإدارية.
- 2معيقات فنية :وتتعلق بالتقنية املتاحة والإمكانات واملوارد املتاحة للح�صول عليها.
- 3معيق��ات اجتماعي��ة :وتتعل��ق بالبيئ��ة الثقافي��ة واحل�ض��ارية م��ن �أه��داف وع��ادات وتقالي��د وظ��روف
اقت�صادية �إ�ضافية �إىل العالقات ال�سائدة بني �أفراد املجتمع والرتكيب الطبقي.
- 4معيقات اقت�صادية :فطريقة توزيع املوارد يف الدول النامية تعد من التوجهات التطويرية نظر ًا لنق�ص
خم�ص�صات تلك التوجهات.
وي�شري جعنيني (� )2009إىل �أن الرتبية العربية تعاين عجز ًا مزمن ًا ،وهذا العجز يحتاج �إىل تغيريات
تربوي��ة جذري��ة يف البني��ة واملفاهي��م والنظ��م والو�س��ائل ،ومن املب��ادئ لتحقي��ق التغري اجل��ذري يف الرتبية
العربي��ة وه��ي :امت�لاك ملكة التفكري العلم��ي ،وتطوير ملكة التعل��م الذاتي ،واالنتقال م��ن التلقني واحلفظ
�إىل تنمي��ة �شخ�ص��ية املتعل��م من جميع جوانبه��ا ،وتكوين ملكة الإب��داع ،وتكوين ملكة التعل��م عن طريق حل
امل�شكالت ،وحتقيق مبد�أ التكيف مع الواقع ،وتكوين منظومة قيمية مرتابطة ومتكاملة.
وقد حدد جريوم ( )Jerom, 1997جمموعة من العوامل الأ�سا�سية التي ت�سهم يف جناح التغري الرتبوي
من �أجل التطوير النوعي يف الرتبية تتلخ�ص يف:
-الرتكيز :ويق�صد به �أن يكون التغري ملبي ًا حلاجات الطلبة واملعلمني واملجتمع.
-امل�ش��اركة ال�شاملة� :أي �إ�س��هام جميع املعنيني يف العملية الرتبوية يف م�س�ؤولية حتقيق التحول النوعي يف
الرتبي��ة بحيث ي�ش��ارك املعلمون والإداريون �إىل جانب القيادات الرتبوي��ة يف فهم �أهداف التغري والعمل
على حتقيقها.
-القيا�س :مبعنى �أن تتنبه القيادات الرتبوية �إىل �أهمية قيا�س درجة التقدم الناجت عن التغري.
-االلت��زام :ويتمث��ل يف دعم التطوير النوع��ي يف الرتبية وااللتزام به يف جميع فئ��ات العاملني يف امليدان
الرتب��وي ،ذل��ك �أن التطوي��ر النوع��ي يف الرتبي��ة يف حقيقته عبارة ع��ن تغيري ثقايف يرتت��ب عليه تغيري
الطريقة التي يتم بها العمل يف امل�ؤ�س�سة الرتبوية.
-الر�ؤية الوا�ضحة :وي�شكل عدم وجود ر�ؤية وا�ضحة لل�صورة التي �ستكون عليها املنظمة يف امل�ستقبل �أحد
�أ�س��باب ف�ش��ل التغري ،لذلك ف�إن الر�ؤية الوا�ض��حة �ض��رورية لأنها تبني للمنظمة االجتاه الذي حتتاج �أن
تتوجه �إليه يف حركتها.
التحديات الرتبوية التي تواجه عملية التغري:
تواجه عملية التغري حتديات تربوية عديدة منها:
- 1حتدي التقدم العلمي والتكنولوجي:
�إذ �أ�ص��بح الع�صر احلايل ع�صر التكنولوجيا التي ا�س��تطاعت �أن تغزو كل ميادين احلياة الإن�سانية ،و�أن
تغ��زو مي��دان الرتبية بخا�ص��ة ،و�أن تدخل الكثري من الو�س��ائل التعليمية التي طورت من ه��ذا امليدان وجعلته
يدخل بحق ميدان العلوم احلديثة ،ويعد ا�ستخدام الأجهزة التعلمية والو�سائل التعلمية ال�سمعية والب�صرية
من �أهم ما تتميز به التكنولوجيا التعليمية ،ولكن يف ظل الرثوة التكنولوجية احلالية ،يقف العامل العربي يف
ميدان التعليم� ،أمام حتديني وهما(ال�شراب:)2009 ،
.1حاجته امللحة واملتزايدة �إىل تقريب امل�سافات ب�شكل مطرد بينه وبني الدول املتقدمة يف هذا املجال.
� .2إمكانات العامل العربي املادية واملالية والب�شرية تق�صر حالي ًا عن بلوغ هذا الهدف
- 2التحدي املعلوماتي:
اجتهت املجتمعات الب�شرية خالل العقدين املا�ضيني يف حتول �سريع �إىل ما ي�سمى باملجتمعات املعلوماتية
�أي املجتمعات التي تعتمد على توافر م�ص��ادر جمع املعلومات وتن�س��يقها وحتليلها ،وتوظيفها ،و�أ�صبح ال�سبق يف
مهنة الإنتاج الفكري متوقف ًا على املعلومات كم ًا وكيف ًا ،واحلاجة للمعلومات هي الدافع للفرد للبحث والتق�صي
ع��ن املعلومات بهدف ا�س��تخدامها يف التنمي��ة والأعمال واتخاذ القرارات ،فالعامل��ون يف جميع املهن يحتاجون
�إىل املعلوم��ات كل يف مهنت��ه (اجلزار )2000 ،وجوهر املعلوماتية هو تقنيات املعلومات من �ش��بكات الكمبيوتر،
وبرجمي��ات احلا�س��وب ،وال�ش��بكات ،وم��زودات قواع��د البيان��ات ،وحمط��ات ات�ص��ال البيانات ،بالإ�ض��افة �إىل
العن�ص��ر الأهم يف هذه املنظومة املتكاملة ،وهو الإن�س��ان �ص��انع املعرفة ،من حيث �صريورتها وت�شكيلها و�أ�ساليب
ا�ستخدامها (�أبو العينني و�آخرون.)2003 ،
م��ن العمر ،و�أظهرت النتائج التو�ص��ل �إىل موا�ض��يع متنوعة لتط��ور الطلبة الذين تقع على عاتقهم م�س���ؤولية
ا�س��تخراج املوا�ض��يع ،وا�س��تخدام قطع حتتوي على حروف اجلر لتح�س�ين نوعية التعليم والتدريب يف ال�صف.
و�ض��رورة مواكب��ة التغ�يرات التي هي نتيج��ة �أكي��دة للتكنولوجيا احلديثة .تعزي��ز نوعية التعلي��م والتعلم.
وتعزيز ا�ستخدام خمتلف التقنيات ،واحلوا�سيب على وجه اخل�صو�ص لدعم التعليم ال�صفي .واالنت�شار الوا�سع
مل�صادر و�سائل الإعالم املتعددة ،والنمو ال�سريع للإنرتنت وللخدمات الإلكرتونية.
�أج��رى غلينن()Glenn,2004درا�س��ة هدف��ت �إىل البح��ث يف التغ�ير االجتماع��ي الثق��ايف ودوره على
البيئ��ة االجتماعي��ة باعتباره عن�ص��را مهم��ا يف بروز ظواه��ر الثقافة ،و�إن مل يتم فهمه ب�ش��كل �ص��حيح ف�إنها
ت�صبح معقدة يف عددها وطريقة تنظيم عنا�صرها ،وتكونت عينة الدرا�سة من ( )100معلم مت اختيارهم من
جامعات خمتلفة يف بن�س��لفانيا ،وقد �أظهرت نتائج الدرا�س��ة �أنه على الرغم من �أن الأفراد املت�أثرين بالتغيري
الثقايف يكونون يف و�ضع م�ستقل �إال �أنه قد ي�ؤدي ذلك �إىل الت�أثري على �أ�شخا�ص �آخرين يف كثري من النواحي من
حيث طريقة معي�شتهم وحتى طريقة تفكريهم ،فيجب على الأ�شخا�ص �أن يكونوا حري�صني يف اختيار ثقافتهم
�أو فه��م الثقاف��ة الت��ي ق��د يجربوا عليه��ا .و�إن قيام كل �ش��خ�ص باختيار من��ط معني حلياته ينعك���س هذا على
نوعية الثقافة التي اختارها واتخذها �سلوك ًا ملعي�شته حيث �إنه جمرب على مواكبة تطوراتها والت�أقلم معها.
�أجرى �إقبال( )Iqbal, 2007درا�سة هدفت �إىل حتديد الكيفية التي ميكن �أن ت�ؤثر يف تنمية املعلومات
يف البلدان النامية ،وال �سيما بنغالد�ش .وهي بلد حالي ًا يف املرحلة الأوىل من التحول نحو مزيد من املعلومات
لبن��اء جمتم��ع قائ��م على املعرف��ة .قدمت هذه الدرا�س��ة �ض��من امل�ؤمت��ر الوطني ب�ش���أن تكنولوجي��ا املعلومات
واالت�ص��االت ،يف مرك��ز بحوث تكنولوجي��ا املعلومات يف اجلامعة الإ�س�لامية العاملية يف ماليزي��ا – كواالملبور،
تو�ص��لت هذه الدرا�س��ة �إىل جملة من النتائج هناك بع�ض التغريات الرئي�س��ة للنا�س الذين يعي�شون يف املناطق
الريفية وامل�س��توطنات احل�ضرية غري الر�س��مية ،نظر ًا لت�أثري الإعالم يف العقود القليلة املا�ضية ،وهناك عدد
ال ب�أ�س به من امل�ص��ادر والوكالء الذين ي�ش�تركون يف ن�ش��ر املعلومات واملعرفة يف املناطق الريفية وامل�ستوطنات
احل�ضرية غري الر�سمية من بنغالد�ش ،ولكن ال�سكان املحليني ال يزالون يبحثون عن مدى جدوى ومالئمة بع�ض
اخلدمات واملعلومات التي �ستقدم لهم .و�أ�سفرت النتائج عن العديد من امل�شكالت يف عملية ن�شر املعلومات مثل:
م�شكلة و�صول املعلومات واملعرفة للمقيمني يف املناطق الريفية وامل�ستوطنات احل�ضرية الفقرية.
�أجرى عبداحلميد وزامان() Abdul Hamid&Zaaman, 2009درا�س��ة هدفت للتو�ص��ل �إىل تعريف
مقرتح ملجتمع املعرفة يف ال�سياق املاليزي حيث ركزت على ثالثة �أبعاد مهمة مكونه لهذا املجتمع وهي املعرفة
,وتقني��ة املعلوم��ات ( ) ICTور�أ�س املال الب�ش��ري ,وقد مت تطبيق تقنية دلفي املعدلة للو�ص��ول �إىل التعريف
املقرتح ملجتمع املعرفة ،و�أظهرت نتائج هذه الدرا�سة درجات عالية ومتو�سطة للأبعاد الثالثة تلك وا�ستغرقت
خم�س جوالت لي�صل اخلرباء البالغ عددهم (� )212إىل �إجماع ثمان بنود يف اال�ستبانة ،حيث تناولت الأبعاد
الثالثة ملجتمع املعرفة التي �أظهرت الدرا�سة �أهميتها يف حتديدها يف النهاية ما يق�صد مبجتمع املعرفة .
التعليق على الدراسات السابقة:
من خالل البحث واالطالع على الدرا�سات ال�سابقة ،فقد مت مالحظة �أن بناء �إ�سرتاتيجيات تربوية مقرتحة
للجامع��ات ال�س��عودية ملواجه��ة التغ�يرات والتحديات الرتبوية يف �ض��وء وجهة نظر �أع�ض��اء هيئ��ة التدري�س
لكلي��ات الرتبي��ة فيه��ا كان��ت قليل��ة وحم�ص��ورة يف زوايا معين��ة ،ومل يت��م الرتكيز عليه ب�ش��كل رئي�س��ي ،وبعد
ا�ستعرا�ض الدرا�سات ال�سابقة تبني الآتي:
� -أن الدرا�س��ات ال�س��ابقة املتعلقة بالرتبية والعوملة جاءت لتلقي ال�ض��وء على التحديات التي تعيق الرتبية
يف ظل ظاهرة العوملة من �أجل مواجهة التحديات وا�س��تعرا�ض االحتياجات الرتبوية التي تفر�ضها هذه
الظاه��رة على النظ��ام الرتبوي ،ولكنها مل تبحث يف تطوير �إ�س�تراتيجية للجامعات ال�س��عودية ملواجهة
التغريات والتحديات الرتبوية يف �ض��وء وجهة نظر �أع�ض��اء هيئة التدري�س لكليات الرتبية فيها وخا�صة
على م�ؤ�س�سات التعليم العايل.
التحلي��ل للأبع��اد البيئي��ة املختلف��ة ،م��ن �أجل حت�س�ين القرار املرغ��وب اتخاذه ،وي�ش��كل م�ص��طلح ()SWOT
اخت�ص��ارا للأحرف الأوىل لأربعة عنا�ص��ر هي:نقاط القوة( ،)Strengthsونقاط ال�ضعف(،)Weaknesses
والفر���ص( ،)Opportunitiesوالتهدي��دات( ،)Threatsوي�س��اعد ه��ذا التحلي��ل يف التعرف عل��ى واقع الدور
ال��ذي تق��وم ب��ه اجلامعات يف مواجهة التغ�ير الرتبوي يف ظل جمتم��ع املعرفة ،وميكن ا�س��تعرا�ض نقاط القوة
وال�ض��عف يف البيئة الداخلية يف ال�س��عودية ،باالعتماد على نتائج بع�ض البحوث والدرا�س��ات الإ�سرتاتيجية،
باالطالع على الإطار النظري املتعلق مبو�ضوع الدرا�سة ،وباالعتماد على نتائج التحليل الإح�صائي التي كانت
على النحو الآتي:
- 1نقاط ومواطن القوة:Strengths
ميك��ن �إي�ض��اح بع�ض نقاط القوة يف البيئة الداخلية للمجتمع ال�س��عودي ،باالعتم��اد على النتائج التي
مت التو�صل �إليها من مناق�شة وحتليل ا�ستجابات جمتمع الدرا�سة يف الإجابة عن �أ�سئلة الدرا�سة ،و�سوف ي�شار
�إىل �أب��رز نقاط القوة امل�س��اهمة يف تطوير �إ�س�تراتيجية للجامعات ال�س��عودية ملواجه��ة التغريات والتحديات
الرتبوي��ة يف �ض��وء وجهة نظر �أع�ض��اء هيئة التدري���س لكليات الرتبية فيها ،والتي ج��اءت على النحو الآتي:
�إفراغ املناهج من عمقها الثقايف� .ضعف نظرة املجتمع نحو قيمة املعرفة .انت�شار املهرجانات الثقافية املتنوعة
.ت��دين م�س��توى �إع��داد وفاعلي��ة �أع�ض��اء هيئة التدري���س يف اجلامع��ات .تغليب اللغ��ة الأجنبية عل��ى اللغة
العربية .و انت�شار الأمية وارتفاع ن�سبتها و�آثارها .
- 2نقاط ومواطن ال�ض��عف :Weaknesses
ميكن �إي�ض��اح بع�ض نقاط ال�ض��عف املت�ض��منة يف البيئة ال�س��عودية ،باالعتماد على نتائج الدرا�سة التي
تو�ص��ل �إليه��ا م��ن حتلي��ل ا�س��تجابات �أفراد الدرا�س��ة يف الإجاب��ة عن ال�س���ؤال الثاين ،و�س��وف ي�ش��ار �إىل �أبرز
التحدي��ات الت��ي تواج��ه اجلامع��ات ال�س��عودية ،والت��ي ح�ص��لت على درج��ة مرتفعة مرتب��ة ترتيب�� ًا تنازلي ًا
ح�س��ب الأهمي��ة ،وجاءت على النحو الآتي :عدم التن�س��يق بني القطاعني الع��ام واخلا�ص يف املجال الرتبوي.
ي�ش��كل النمو ال�س��كاين حتدي ًا يواجه اجلامعات ال�سعودية .ي�ش��كل التقدم العلمي والتكنولوجي حتدي ًا تربوي ًا
للجامع��ات ال�س��عودية .وج��ود فجوة بني النظري��ة والتطبيق داخل اجلامعات يف ال�س��عودية .قيام م�ؤ�س�س��ات
التعليم العايل والبحث العلمي با�س��تهالك املعرفة دون �إنتاجها ،حيث ي�شكل تر�سيخ مفهوم العمومية الثقافية
ال�س��عودية حتدي�� ًا للجامع��ات .ع��دم امتالك �أع�ض��اء هيئ��ة التدري���س الكفايات الالزم��ة مله��ارات التعامل مع
امل�ستحدثات التكنولوجية.
- 3الفر�ص املتاحة :Opportunities
وتتمثل الفر�ص املتاحة يف البيئة اخلارجية للجامعات ال�سعودية ،وذلك باالعتماد على بع�ض الن�شرات
والإح�صائيات املن�شورة يف بع�ض امل�ؤ�س�سات املعنية بهذا ال�ش�أن ،بالإ�ضافة �إىل ما تو�صل �إليه من معلومات حول
الواقع للبيئة اخلارجية للجامعات ال�سعودية ،وهذه الفر�ص تتمثل بالآتي:
-اهتمام ودعم القيادة ال�س��عودية لل�ش��باب ،وخا�ص��ة طلبة اجلامعات ،ومنحهم املزي��د من الرعاية والدعم
وتفعي��ل دوره��م من �أجل بن��اء جمتمع قادر على مواكب��ة التقدم العلمي ومواجه��ة كل التحديات يف ظل
تراكم املعرفة .وطبيعة العالقات املميزة بني اململكة العربية ال�سعودية ودول العامل املتقدمة يف خمتلف
املجاالت .وجود العديد من امل�ؤ�س�سات الر�سمية والأهلية العاملة يف املجال الرتبوي والتي تعمل على ن�شر
الوعي الثقايف والرتبوي� .إن�شاء موارد وحمتويات معرفية و�إعالمية على �شبكة الإنرتنت .اكت�ساب نظام
املعلومات واالت�صاالت يف املمار�سات الإدارية لتعزيز التنمية امل�ستدامة .توظيف �أ�ساليب التفكري العلمي
لزيادة عمليات الإنتاج يف املعرفة وتوظيفها ب�ش��كل منا�س��ب .انعقاد العدي��د من امل�ؤمترات التي تبحث يف
جماالت التطوير الرتبوي ،من �أجل مواكبة التطورات على ال�صعيد العاملي .توفري الدعم املادي واملعنوي
للم�ؤ�س�س��ات التعليمي��ة املختلفة من �أج��ل حتقيق قفزات نوعية يف كل مراحل العملي��ة التعليمية .زيادة
الوعي للمواطن ال�سعودي و�إميانه بالتطور والتقدم والتغري.
ﺼﻴﺎﻏﺔ اﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ
اﻟﺒداﺌﻝ
ﺍﻟﺭﺅﻳﺔ
اﻷﻫداف ﺍﻟﺭﺳﺎﻟﺔ
ﺃﻧﺷﻁﺔ ﺍﻟﺻﻳﺎﻏﺔ
ﺍﻹﺳﺗﺭﺍﺗﻳﺟﻳﺔ goalsاﻷﻫداف اﻷﻫداف ﺘﻤﺜﻝ ﻀﻤﺎن
ﻟﻠﻨﺠﺎح
alternativesاﻟﺒداﺌﻝ
اﻟﺒداﺌﻝ اﻟﺘﻲ ﺘﻀﻤن
اﻻﺴﺘﻤرار ﻓﻲ اﻟﻨﺠﺎح
missionاﻟرﺴﺎﻟﺔ
ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﻭﺗﻧﻣﻳﺔ ﻣﻬﺎﺭﺗﻬﻡ ﺍﻟﻘﻳﺎﺩﻳﺔ ﻟﻳﺗﻣﻛﻧﻭﺍ ﻣﻥ ﻣﻭﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺗﻐﻳﺭ ﺍﻟﺗﺭﺑﻭﻱ
ال�شكل ( )5الر�سالة الإ�سرتاتيجية املقرتحة للجامعات ال�سعودية ملواجهة التغري الرتبوي .
- 3حتديد الأهداف الإ�سرتاتيجية:
�ص��يغت الأهداف الإ�س�تراتيجية بتحويل ما ورد يف ر�ؤية ور�س��الة الإ�س�تراتيجية� ،إىل �أهداف حمددة
قابلة للقيا�س يف �شكل نتائج وخمرجات ترغب الإ�سرتاتيجية يف حتقيقها ،ومت مراعاة جعل الأهداف واقعية
وكمي��ة وحتديد زمن لتحقيقها ،وتزداد �أهمية الأه��داف يف كونها معيار ًا التخاذ القرارات ،وهي تخلق نوع من
التحفيز نحو الهدف نف�س��ه ،وحتى يتم �إيجاد �إ�س�تراتيجية متميزة كان البد من امتالكها �أهداف ذات معايري
عالي��ة وتوقع��ات مرتفع��ة ومالئم��ة ،وال بد لأي هدف ي�ص��اغ من �أن يكون هدفه الأ�سا�س��ي هو حت�س�ين البيئة
املحلية ،وميكن حتديد الأهداف الإ�سرتاتيجية على النحو الآتي:
-ن�شر ثقافة الإنتاج للمعرفة يف اجلامعات بد ًال من ثقافة اال�ستهالك.
-العمل على تكوين ثقافة معرفية للطلبة حول مفاهيم التغري الرتبوي.
-زيادة االهتمام با�سرتاتيجيات تربوية متكاملة تدعم مواجهة التغري الرتبوي.
-تر�سيخ مناهج التفكري العلمي ،وامل�ساهمة يف روح الإبداع واالبتكار ملواجهة مظاهر التغري الرتبوي.
-العمل على زيادة م�ساهمة م�ؤ�س�سات التعليم العايل يف التنمية ال�شاملة.
-زيادة االهتمام بالتوجه نحو �إنتاج الربجميات اخلا�صة لال�سرتاتيجيات الرتبوية.
-العمل على حتقيق تقدم عملي نحو املعرفة وتراكماتها.
-االهتمام بن�شر �أو�سع للتكنولوجيا واالت�صاالت والإنرتنت.
-العمل على ربط اجلامعات بني التعليم وحاجات املجتمع وتنميته.
- 4خطة العمل:
تبد�أ اجلامعة هنا برتجمة عملية التخطيط والأهداف الإ�سرتاتيجية �إىل �سيناريوهات ميكن تطبيقها
على ار�ض الواقع لتلبية احتياجات اجلامعة وفق الإمكانات واملوارد املتوفرة والكوادر الب�ش��رية التي �س��يوكل
�إليها تنفيذ الإ�سرتاتيجية ويتم و�ضع ت�صورات م�ستقبلية للمهام والربامج التي �سيتم تنفيذها ب�صورة وا�ضحة
وحم��ددة ،وبرتتي��ب زمني يعتمد على التدرج يف �أولويات التنفيذ مبا يتنا�س��ب مع حتقي��ق النتائج املرجوة من
الإ�س�تراتيجية ،مع حتديد اللجان الفرعية التي �س��تتوىل تنفيذ اخلطط املو�ض��وعة ،ومن ال�ض��روري �أن يتم
توثيق خطة العمل وعر�ضها على املعنيني ،ون�شر خطة العمل داخل اجلامعة.
- 5تنفيذ الإ�سرتاتيجية:
ت�ش��تمل ه��ذه املرحلة على و�ض��ع برنامج تنفي��ذي للتطبيق العملي للإ�س�تراتيجية التي متت �ص��ياغتها
يف املرحلة ال�س��ابقة ،ثم تنفيذ للربنامج ومتابعة التقدم فيه وعند و�ض��ع برامج تنفيذ الإ�س�تراتيجية يجب
حتدي��د الأه��داف بدقة ،وحتديد الو�س��ائل والأن�ش��طة الالزمة للبني��ة التحتية ،كما ميك��ن حتديد الأنظمة
والو�سائل التكنولوجية امل�ستخدمة ،و�إعداد الكوادر امل�ؤهلة ،وتت�ضمن �آليات تنفيذ الإ�سرتاتيجية الآتي.
-برامج تنفيذية.
-برامج تطوير م�صادر املعلومات واملوارد الب�شرية.
-برامج البحث والتطوير الرتبوي.
-برامج تقومي ومتابعة.
-املوارد املالية.
-الإجراءات.
- 6التقييم والرقابة الإ�سرتاتيجية
تت�ض��من ه��ذه املرحلة القيام بتقيي��م الأداء يف التنفيذ ،وذل��ك للت�أكد من �أن الأهداف الإ�س�تراتيجية
تنفذ ملا ُخطط لها ،وميكن تقييم الإ�سرتاتيجية املقرتحة من خالل ما ي�أتي:
� -أ�سلوب حتقيق الهدف من الإ�سرتاتيجية ومدى حتققها.
� -أ�سلوب امل�سح امليداين واال�ستبيانات.
-الو�سائل والأ�ساليب التي و�ضعت لها الإ�سرتاتيجية.
� -أ�سلوب ا�ستخدام املعايري ،كاملعايري املتعلقة بالر�ؤية والر�سالة والهدف وغريها.
� -أ�سلوب حتديد امل�س�ؤولية ،وذلك عن طريق توزيع الأدوار بني امل�شاركني يف تنفيذ الإ�سرتاتيجية.
ومن خالل تناول املحاور ال�سابقة تكون قد ت�شكلت مرحلة تطوير �إ�سرتاتيجية للجامعات ال�سعودية ملواجهة
التغريات والتحديات الرتبوية يف �ض��وء وجهة نظر �أع�ض��اء هيئة التدري�س لكليات الرتبية فيها ،وال�شكل()6
ميثل مراحل تطوير الإ�سرتاتيجية املقرتحة.
-ﻋﻭﺍﻣﻝ ﺍﻟﻘﻭﺓ
-ﻋﻭﺍﻣﻝ ﺍﻟﺿﻌﻑ
ﺍﻟﺗﻐﺫﻳﺔ ﺍﻟﻌﻛﺳﻳﺔ
)ﺍﻟﺭﺍﺟﻌﺔ(
ال�شكل (: )6مراحل تطوير الإ�سرتاتيجية املقرتحة للجامعات ال�سعودية ملواجهة التغري الرتبوي.
فيم��ا �س��بق؛ مت عر���ض مراح��ل بن��اء الإ�س�تراتيجية املقرتح��ة للجامعات ال�س��عودية ملواجه��ة التغري
الرتب��وي ب��دء ًا من حتليل الأبع��اد البيئية ،بالتعرف �إىل نق��اط القوة ونقاط ال�ض��عف ،والتهديدات والفر�ص
املتاحة ،بعر�ض �أمثلة من الواقع يف املجتمع ال�س��عودي ،ثم تقدمي بع�ض املقرتحات والبدائل للإ�س�تراتيجية
املقرتحة ،بعد ذلك متت عملية �ص��ياغة الإ�س�تراتيجية املكونة من الر�ؤية والر�سالة والأهداف ،ثم االنطالق
نحو عملية تنفيذ الإ�س�تراتيجية وو�ضع الربامج وحماور التنفيذ املنا�سبة ،ثم تكون عملية ومرحلة التقييم
للإ�سرتاتيجية ب�أكملها ويف جميع مراحله ال�سابقة ،لقيا�س درجة فاعلية الإ�سرتاتيجية املقرتحة.
وللتع��رف عل��ى فاعلية الإ�س�تراتيجية املقرتحة ،اعتمد على عدد من الأ�س��اليب التي ت�س��هم يف عملية تقييم
ومراقب��ة م��ا حتقق من مراح��ل و�إج��راءات تنفيذية تقوم عليه��ا الإ�س�تراتيجية� ،إذا اعتمد على الأ�س��اليب
الآتية:
� -أ�س��لوب حتقي��ق اله��دف امل�س��تخدم يف قيا���س الأهداف :ي�س��تخدم ه��ذا الأ�س��لوب يف قيا���س درجة جناح
الإ�س�تراتيجية وفاعليتها� ،إذ ا�ستطاعت حتقيق الأهداف التي و�ضعت من �أجلها ،وهذا الأ�سلوب ي�ستخدم
بكرثة يف قيا�س معظم �أهداف اال�سرتاتيجيات.
� -أ�س��لوب م�س��ح البيانات امل�ستخدم يف حتليل واقع البيئة املحلية :يعتمد على ت�صميم �أداة بطريقة عملية
�صحيحة� ،أو االعتماد على بع�ض امل�ؤ�شرات الإح�صائية امل�ستخدمة يف بع�ض القطاعات املهمة ،بالإ�ضافة
�إىل بع���ض الإح�ص��ائيات والأرق��ام ذات االرتباط املبا�ش��ر مب�ؤ�ش��رات قيا���س نتائج الإ�س�تراتيجية ،وقد
ت�ش��تمل عل��ى كل العنا�ص��ر �أو معظمها ،التي ي�ش��مل عليها �أمنوذج الإ�س�تراتيجية املقرتح��ة ،بحيث حتلل
�إح�صائي ًا ،ف�إذا ح�صلت على ن�سبة عالية ،تعد هذه الإ�سرتاتيجية فاعلة.
� -أ�سلوب مواجهة وحل املعوقات امل�ستخدم يف قيا�س م�ستوى وحجم التحديات واملعيقات التي مت جتاوزها؛
وذلك بقدرة الإ�سرتاتيجية على التغلب على املعوقات التي تواجه بناء الإ�سرتاتيجية.
� -أ�س��لوب الرجوع �إىل املعايري امل�س��تخدمة يف بناء وت�ص��ميم الإ�س�تراتيجية و�ص��ياغة مراحله��ا املختلفة،
وميكن احلكم على فاعلية الإ�س�تراتيجية املو�ض��وعة �إذا حتقق وجود بع�ض املعايري ،مثل معايري املتعلقة
باملدة الزمنية.
� -أ�س��لوب املحا�س��بة امل�ستخدم يف بيان حجم امليزانيات املطلوبة وحجم الإنفاق� ،إذ �أن لكل منظمة ميزانية
خم�ص�ص��ة لها �س��واء من موارد داخلية �أم خارجية ،وت�س��تمر هذه امليزانية بالزيادة والنق�ص ،بناء على
مقدرة امل�ؤ�س�سات على حتقيق �أهدافها.
� -أ�س��لوب حتديد امل�س���ؤولية امل�س��تخدم يف قيا�س حجم املهام املطلوبة� ،إذ تقا�س فاعلية الإ�سرتاتيجية عن
طريق امل�س�ؤوليات واالخت�صا�صات.
� -أ�س��لوب ملف الإجناز امل�س��تخدم يف ت�سجيل ما مت �إجنازه على م�س��توى الأفراد وامل�ؤ�س�سات ،فهي عبارة عن
جمموعة من �أعمال الأفراد وامل�ؤ�س�سات ،التي تعطي فكرة عن درجة تقدم �أدائه.
وبه��ذا مت التو�ص��ل �إىل الإ�س�تراتيجية املقرتح��ة ،لتق��دم للواق��ع والبيئ��ة ال�س��عودية ،عل��ى �أن يكون
باحل�سبان دائم ًا ،الأخذ بطبيعة الواقع احلايل للبيئة ،بالإ�ضافة �إىل نقطة مهمة جد ًا وهي الأخذ بالتغريات
العاملية ،وال�شكل ( )7يو�ضح الأبعاد البيئية للمجتمع.
ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ
�أع�ضاء الهيئة التدري�سية يف كليات الرتبية باجلامعات ال�سعودية ملظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع ال�سعودي
الواردة يف ال ُبعد الأول من �أداة الدرا�سة ،وكانت النتائج كما يف اجلدول ()2
جدول (:)2املتو�سطات احل�سابية واالنحرافات املعيارية والرتتيب ،لتقديرات �أع�ضاء الهيئة التدري�سية يف كليات الرتبية
باجلامعات ال�سعودية ملظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع مرتبة تنازلياً
درجة
املتو�سط االنحراف
التغري الرتتيب الفقرات الرقم
احل�سابي املعياري
الرتبوي
حر�ص الكثري من الدار�سني احل�صول على ال�شهادات
مرتفعة 1 0.90 4.12 7
العلمية� ،أكرث من حر�صهم على الثمرة العلمية.
مرتفعة 2 1.03 4.02 انت�شار ثقافة اال�ستهالك بد ًال من ثقافة الإنتاج. 10
�سهولة ان�سياب املعلومات املطلوبة من خالل ال�شبكات
مرتفعة 3 0.97 4.01 14
املعلوماتية .
تف�ضيل خريجي اجلامعات الغربية على خريجي
مرتفعة 4 1.23 3.90 5
اجلامعات الأخرى .
فقدان التوازن يف حمتوى التعليم وتغليب الناحية
مرتفعة 5 0.99 3.85 8
النظرية على الناحية العملية .
مرتفعة 6 1.04 3.77 تدين امل�ستوى العلمي للطلبة املقبولني يف اجلامعات. 9
مرتفعة 7 1.07 3.76 حو�سبة املناهج الدرا�سية لت�سهيل التعلم الذاتي. 13
مرتفعة 8 0.90 3.73 ت�أثر املنظومة القيمية الوطنية باملنظومة الغربية. 3
متو�سطة 9 1.00 3.62 �إفراغ املناهج من عمقها الثقايف . 1
متو�سطة 10 1.07 3.61 �ضعف نظرة املجتمع نحو قيمة املعرفة . 6
متو�سطة 11 1.05 3.58 انت�شار املهرجانات الثقافية املتنوعة . 12
تدين م�ستوى �إعداد وفاعلية �أع�ضاء هيئة التدري�س يف
متو�سطة 12 1.10 3.23 4
اجلامعات .
متو�سطة 13 0.98 3.07 تغليب اللغة الأجنبية على اللغة العربية . 2
متو�سطة 14 1.17 3.01 انت�شار الأمية وارتفاع ن�سبتها و�آثارها . 11
متو�سطة 0.47 3.66 مظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع (الكلي)
ت�ش�ير النتائ��ج يف اجلدول (� )2إىل �أن تقديرات �أع�ض��اء الهيئة التدري�س��ية ملظاه��ر التغري الرتبوي يف
املجتمع ال�سعودي جاءت �ضمن الدرجة املتو�سطة ،حيث بلغ املتو�سط احل�سابي لتقديراتهم ( )3.66وانحراف
معياري ( ،)0.47وبالن�سبة للفقرات التي تعبرّ عن مظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع فقد تراوحت تقديرات
�أع�ض��اء الهيئة التدري�س��ية لها ب�ين الدرجة املرتفعة والدرجة املتو�س��طة ،حيث ج��اءت ( )8مظاهر بدرجة
مرتفعة ،و ( )6مظاهر بدرجة متو�س��طة ،وقد تراوحت املتو�سطات احل�سابية للفقرات بني ( )4.12يف مداها
الأعل��ى وكان لفق��رة ( )7وب�ين ( )3.01يف مداها الأدن��ى وكان لفقرة ( .)11حيث كان��ت �أعلى الفقرات التي
ت�ش�ير �إىل درج��ة مرتفعة م��ن مظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع ال�س��عودي ،هي :الفق��رة (" )7حر�ص الكثري
من الدار�سني احل�صول على ال�شهادات العلمية� ،أكرث من حر�صهم على الثمرة العلمية" التي جاءت يف الرتتيب
الأول مبتو�س��ط ح�س��ابي ( )4.12وانح��راف معي��اري ( ،)0.90تليها يف الرتتيب الثاين الفقرة (" )10انت�ش��ار
ثقافة اال�س��تهالك بد ًال من ثقافة الإنتاج" مبتو�س��ط ح�س��ابي ( ،)4.02وبانحراف معياري ( ،)1.03وح ّلت يف
الرتتيب الثالث الفقرة (�" )14س��هولة ان�س��ياب املعلومات املطلوبة من خالل ال�ش��بكات املعلوماتية" مبتو�س��ط
ح�سابي ( ،)4.01وبانحراف معياري (.)0.97
�أم��ا �أق��ل الفق��رات التي ت�ش�ير �إىل درجة متو�س��طة من مظاه��ر التغري الرتب��وي يف املجتمع ال�س��عودي،
فكانت :الفقرة (" )11انت�شار الأمية وارتفاع ن�سبتها و�آثارها" التي ح ّلت يف الرتتيب الأخري مبتو�سط ح�سابي
( )3.01وانحراف معياري ( ،)1.17ويف الرتتيب قبل الأخري جاءت الفقرة (" )2تغليب اللغة الأجنبية على
اللغة العربية" مبتو�س��ط ح�س��ابي ( ،)3.07وبانحراف معياري ( ،)0.98ثم الفقرة (" )4تدين م�ستوى �إعداد
وفاعلية �أع�ض��اء هيئة التدري�س يف اجلامعات" التي ح ّلت يف الرتتيب الثاين ع�ش��ر مبتو�سط ح�سابي (،)3.23
وبانحراف معياري (.)1.10
بناء
النتائج املتعلقة بالإجابة عن ال�س�ؤال الثاين الذي ن�صه :ما التحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية ً
عل��ى معرف��ة الواق��ع والتحديات الت��ي تواجه تلك اجلامعات للت�ص��دي ملظاه��ر هذا التغري من منظور �أع�ض��اء
الهيئة التدري�سية يف كليات الرتبية يف اجلامعات ال�سعودية ؟
للإجابة عن هذا ال�س���ؤال مت احت�س��اب املتو�س��ط احل�س��ابي ،واالنحراف املعي��اري والرتتيب لتقديرات
�أع�ضاء الهيئة التدري�سية يف كليات الرتبية باجلامعات ال�سعودية للتحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية
،الواردة يف ال ُبعد الثاين من �أداة الدرا�سة ،وكانت النتائج كما يف اجلدول (.)3
جدول (:)3املتو�سطات احل�سابية واالنحرافات املعيارية والرتتيب ،لتقديرات �أع�ضاء الهيئة التدري�سية يف كليات الرتبية
باجلامعات ال�سعودية للتحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية مرتبة تنازلياً
درجة املتو�سط االنحراف
الرتتيب الفقرات الرقم
التحديات احل�سابي املعياري
1 0.84 4.12
عدم التن�سيق بني القطاعني العام واخلا�ص يف املجال 15
مرتفعة الرتبوي.
مرتفعة 2 0.94 4.01 ي�شكل النمو ال�سكاين حتدياً يواجه اجلامعات ال�سعودية. 26
مناقشة النتائج:
�أو ًال :مناق�شة النتائج املتعلقة بال�س�ؤال الأول ،الذي ن�صه:
ما مظاهر التغري الرتبوي يف املجتمع من منظور الهيئة التدري�سية يف كليات الرتبية يف اجلامعات ال�سعودية ؟
ت�ش�ير النتائ��ج ال��واردة �أن تقدي��رات �أع�ض��اء الهيئ��ة التدري�س��ية ملظاه��ر التغ�ير الرتب��وي يف املجتمع
ال�سعودي جاءت �ضمن الدرجة املتو�سطة ،حيث بلغ املتو�سط احل�سابي لتقديراتهم ( )3.66وانحراف معياري
( ،)0.47ورمب��ا يع��زى ذل��ك �إىل اتفاق عينة الدرا�س��ة نح��و مظاهر التغ�ير الرتبوي يف املجتمع ال�س��عودي� ،إذ
ا�ش��تملت ه��ذه املظاه��ر على حر�ص الكثري من الدار�س�ين احل�ص��ول على ال�ش��هادات العلمية� ،أكرث من حر�ص��هم
على الثمرة العلمية ،وانت�ش��ار ثقافة اال�س��تهالك بد ًال من ثقافة الإنتاج ،و�س��هولة ان�سياب املعلومات املطلوبة
م��ن خالل ال�ش��بكات املعلوماتي��ة ،ورمبا يعزى كذل��ك �أن التغري الرتب��وي ظاهرة عامة و�ض��رورة حياتيه تلزم
مواجهته��ا والتكي��ف معه��ا مبا يت�لاءم مع املجتمع ،فقد �ش��هدت ال�س��عودية خ�لال العقود املا�ض��ية نقله نوعيه
وكمية يف التعليم العايل من خالل افتتاح اجلامعات ونظام االبتعاث اخلارجي �ضرورة مواجهة التغري الرتبوي
ودرا�س��ة مظاهره يف املجتمع �آخذين بعني االعتبار مراحل التغري الرتبوي وهي مرحلة التحدي وتعني نقطة
البداي��ة وم��ن ثم مرحلة االنتقال وتعني تبن��ي الأفكار اجلديدة يليها مرحلة التطبي��ق وتعني تطبيقها على
�أر�ض الواقع .
وم��ن مظاه��ر التغ�ير الرتب��وي التي �أ�ش��ارت �إليها الدرا�س��ة تولي��ة الكثري من الدار�س�ين ح�ص��ولهم على
ال�شهادات العلمية� ,أكرث من حر�صهم على الثمرة العلمية وهذا قد يعزى �إىل فتح االبتعاث واالهتمام بالألقاب
والنظ��رة االجتماعي��ة و�إهمال قيمة العل��م ،لذلك ال بد من تنمية الوعي الإن�س��اين يف جميع مراحل التعليم
وت�ص��حيح و�ض��ع البحث العلمي يف كافة جماالت العلوم لأنه هو القاعدة الأ�سا�س��ية ملوا�ص��لة التقدم ومقيا�س�� ًا
لرقي الدول وال�شعوب .
ومن مظاهر التغري الرتبوي للمجتمع ال�سعودي انت�شار ثقافة اال�ستهالك بد ًال من ثقافة الإنتاج ،الأمر
الذي �أدى �إىل خمرجات ومدخالت تعليم ال تتالءم مع ثقافة املجتمع الالزمة للإنتاج املعريف ،وهذا قد يعزى
�إىل �أن اال�س��تهالك ظاهرة عاملية وقد و�ص��فت ب�أنها مادية ت�س��تهدف ا�س��تهالك ال�س��لع وا�س��ترياد احتياجات
املجتمع من الدول الأخرى ومعنوية وتتمثل با�س��تهالك املعاين واخلربات� ،إذ �أن ثقافة اال�س��تهالك تركز على
�إنفاق �سلع كمالية ومنا�سبات غري �ضرورية وتكر�س الإ�سراف والتبذير وحب الظهور وتعوي�ض نق�ص اجتماعي
معني وتت�ش��كل الثقافة اال�س��تهالكية من خالل التن�شئة االجتماعية داخل حميط الأ�سرة �أو جماعة الرفاق،
ولذا �أ�صبح من ال�ضروري توجيه �سلوك الأفراد نحو ثقافة الإنتاج ،وهذا يحتاج لفرتات وبرامج طويلة و�صو ًال
�إىل الهدف املن�شود عن طريق مناهج تعليمية تواكب الع�صر والثقافة الإنتاجية املعرفية.
وم��ن مظاهر التغري الرتبوي �أي�ض��ا �س��هولة ان�س��ياب املعلومات املطلوب��ة من خالل ال�ش��بكات املعلوماتية
و�ض��رورة مواجهته��ا من خ�لال تبني برام��ج تربوية وتهيئ��ة الطلبة �إىل كيفي��ة التعامل مع �ش��بكة املعلومات
وط��رق البح��ث والتوثيق من املعلومات املوجودة فيها وا�س��تخدامها يف طرق �إيجابية االنت�ش��ار الوا�س��ع والنمو
ال�س��ريع يف اخلدمات الإلكرتونية والإنرتنت� ،إذ يربط الإنرتنت ما بني ماليني ال�ش��بكات اخلا�ص��ة والعامة يف
امل�ؤ�س�سات الأكادميية واحلكومية وم�ؤ�س�سات الأعمال وتتباين يف نطاقها ما بني املحلي والعاملي .
ويتب�ين كذل��ك �أن م��ن مظاهر التغ�ير الرتبوي تف�ض��يل متخرج��ي اجلامع��ات الغربية عل��ى متخرجي
اجلامع��ات الأخ��رى ويع��زى هذا التف�ض��يل �إىل ت�أ�س��ي�س الك��وادر العلمي��ة ذات الكف��اءة والق��درة الإنتاجية
للمعرفة ،حيث يراها البع�ض �أنها حت�ص��ل يف اجلامعات الغربية ،و�أن التعليم ال�س��عودي يتميز بفقدان التوازن
يف حمتوى التعليم وتغليب الناحية النظرية على الناحية العملية.
و�أ�ش��ارت النتائج كذل��ك �أن من مظاهر التغري الرتبوي انت�ش��ار الأمية وارتفاع ن�س��بتها و�آثارها ،وجاءت
هذه الفقرة بدرجة متو�سطة ورمبا يعزى ذلك �إىل �أن اململكة العربية ال�سعودية �أعدت برامج ملواجهة خطر
الأمية على ثقافة املجتمع ال�سعودي ،حيث مت افتتاح معاهد ومدار�س خا�صة ملحو الأمية وتعليم الكبار ،حيث
طورت من مهارتهم الأ�سا�سية وفتح املجال لهم لاللتحاق بربامج جامعية متقدمة.
ومن مظاهر التغري الرتبوي تغليب اللغة الأجنبية على اللغة العربية ،حيث ح�صلت الفقرة على درجة
متو�سطة ،وقد يعزى ذلك �إىل �أن ال�سيا�سات التعليمية يف اململكة العربية ال�سعودية تهتم بالرتكيز على اللغة
نواد �أدبية يف كل مدين��ة من �أجل املحافظة
العربي��ة واعتباره��ا اللغة الأم يف امل�ؤ�س�س��ات التعليمي��ة ،ومت فتح ٍ
عليها ومواجهة التغريات العاملية.
ومن مظاهر التغري الرتبوي التي ح�ص��لت على م�س��توى متو�س��ط تدين م�س��توى �إعداد وفاعلية �أع�ض��اء
هيئ��ة التدري���س يف اجلامع��ات ،ويعزى ذلك �إىل �أن ال�سيا�س��ة الرتبوية يف اجلامعات ال�س��عودية �أولت اهتماما
كب�ير ًا وملحوظ�� ًا يف �إعداد وت�أهيل �أع�ض��اء هيئ��ة التدري�س من خ�لال برامج االبتعاث للمعيدي��ن التي ترتكز
عل��ى التحاقه��م ب�أف�ض��ل اجلامعات العاملي��ة املتميزة يف عامل املعرف��ة والتكنولوجيا ملواكبة م�س��تجدات العلم،
ومن خالل دعم �أع�ض��اء هيئة التدري�س بح�ض��ور م�ؤمت��رات وندوات عاملية ،وتدريبهم عل��ى مهارات تطويرية
متقدمة.
وقد اتفقت نتائج الدرا�س��ة احلالية مع درا�س��ة �أبو العزب( ،)2006وكنعان( ،)2004يف بع�ض مظاهر
التغري الرتبوي التي تواجهها املجتمعات.
ثاني ًا :مناق�شة النتائج املتعلقة بال�س�ؤال الثاين ،والذي ن�صه:
بناء على معرفة الواقع والتحديات التي تواجه تلك اجلامعات ما التحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية ً
للت�صدي ملظاهر هذا التغري من منظور �أع�ضاء الهيئة التدري�سية يف كليات الرتبية يف اجلامعات ال�سعودية ؟
يت�ض��ح من النتائج �أن تقديرات �أع�ضاء الهيئة التدري�س��ية للتحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية
جاءت �ض��من الدرجة املرتفعة ،حيث بلغ املتو�سط احل�س��ابي لتقديراتهم ( )3.72وانحراف معياري (،)0.59
وبالن�سبة للفقرات التي تعبرّ عن التحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية ،فقد تراوحت تقديرات �أع�ضاء
الهيئة التدري�س��ية لها بني الدرجة املرتفعة والدرجة املتو�س��طة ،حيث جاءت ( )7حتديات بدرجة مرتفعة،
و ( )7حتدي��ات بدرج��ة متو�س��طة ،وق��د كان��ت الفقرات التي ت�ش�ير �إىل درج��ة مرتفعة م��ن التحديات التي
تواجه اجلامعات ال�س��عودية ،عدم التن�س��يق بني القطاعني العام واخلا�ص يف املجال الرتبوي نظر ًا للتطورات
االقت�ص��ادية واالجتماعية التي ت�ش��هدها اململكة العربية ال�س��عودية ورمبا يعزى ذلك �إىل عدم وجود قنوات
ات�صال ثابتة ومعرفة ،ميكن من خاللها التن�سيق والتعاون بني كل من من�شئات القطاع اخلا�ص واملراكز البحثية
يف اجلامعات �أي�ض��ا اهتمام اجلامعات باجلوانب التعليمية �أكرث منها مب�ش��كالت املجتمع املحيطة ,وعدم وجود
برامج وخطط حمددة ومنتظمة مبراكز البحوث باجلامعات تقوم على �أ�س�س علمية للبحث والتطوير يف �ضوء
االحتياجات الفعلية ملن�شئات القطاع اخلا�ص لذلك من ال�ضروري �أن يكون هناك �شراكة مابني القطاع اخلا�ص
واجلامع��ات وذلك من خ�لال البحوث املدعومة والبح��وث التعاقدية واخلدمات اال�ست�ش��ارية من خالل �إعارة
بع�ض �أع�ضاء هيئة التدري�س واملنح والتربعات من قبل ال�شركات ( كر�سي البحث ) .
وم��ن التحدي��ات الت��ي تواجه اجلامعات ال�س��عودية النمو ال�س��كاين ،فم�ش��كلة تزايد عدد ال�س��كان تعد
خطر ًا على تطور عملية التعليم وت�ش��كل حتدي ًا كبري ًا على جميع الدول يف جميع جماالتها وخ�صو�ص�� ًا التعليم
العايل ،وقد يعزى ذلك على عاملني الأول هي الزيادة الطبيعية �أي �أن ن�سبة املواليد مرتفعة ون�سبة الوفيات
منخف�ض��ة ,والأم��ر الث��اين هو ثقافة املجتمع ،لذل��ك يجب تنمية املوارد الب�ش��رية وا�س��تثمار العقول وجعلها
منتجة توائم جمتمع املعرفة .
حت��د ترب��وي يواج��ه اجلامعات وه��و التق��دم العلم��ي والتكنولوجي ال��ذي ميكنه الإ�س��هام يف
وهنال��ك ٍ
الإ�سراع يف معدالت التنمية وحتقيق التقدم الإن�ساين �إذ �أ�صبح الع�صر احلايل ع�صر التكنولوجيا ،فا�ستحوذت
التكنولوجيا على كافة امليادين ومنها الرتبية وقد دخلت يف الكثري من الو�سائل العلمية ال�سمعية والب�صرية،
لذلك يجب مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي .
المجلة العربيـة لضمـان
جودة التعليم الجامعي 122
http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5
�أ.د .حممد �سليم الزبون د .حممد �إبراهيم ال�سكيتي
املجلد العا�شر العدد (2017 )28م
�أم��ا باق��ي الفق��رات فقد تراوح متو�س��طها احل�س��ابي ما ب�ين ( )3.63و (� )3.38أي �أنها كانت ت�ش�ير �إىل
درجة متو�سطة من التحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية ،حيث كانت �أقل تلك الفقرات التي ت�شري �إىل
درجة متو�سطة من التحديات التي تواجه اجلامعات ال�سعودية ،عدم املقدرة على مواكبة التغريات امل�ستمرة
يف النظام الرتبوي على م�س��توى العامل داخل اجلامعات ال�س��عودية ،حيث �أن ال�سعودية �أولت اهتمام ًا كبري ًا يف
التعلي��م العايل من حيث افتت��اح اجلامعات يف جميع مناطق اململكة ،ورفدها بالك��وادر امل�ؤهلة ،وتقدمي الدعم
الالزم لها.
وت�ش��كل �ص��عوبة الو�ص��ول �إىل املعلوم��ات والبيان��ات الالزم��ة يف اجلامع��ات ال�س��عودية حتدي��ا يواجه
اجلامع��ات ال�س��عودية وح�ص��لت هذه الفق��رة على درجة متو�س��طة ،وقد يعزى ذل��ك �إىل �أن ال�س��عودية وفرت
املكتبات الرقمية و�س��هلت احل�ص��ول على املراجع والكتب والبيانات الالزمة للمعرفة ،وتعترب مكتبة امللك فهد
الوطنية من �أهم روافد املعرفة والعلم ،بالإ�ضافة �إىل مكتبات اجلامعات املنت�شرة يف جميع مناطق اململكة.
كم��ا �أن فق��رة ع��دم وج��ود �إدارة تربوي��ة داخل اجلامعات ق��ادرة عل��ى مواجهة التحدي��ات يف جمتمع
املعرفة ح�ص��لت على درجة متو�س��طة ،ويعزى ذلك �إىل �أن �سيا�س��ات اجلامعات ال�س��عودية ت�ؤكد على �ض��رورة
�إع��داد وت�أهي��ل الإدارات ملواكب��ة �أ�س��اليب الإدارة احلديث��ة ،فق��د اعتنت معظ��م �إدارات اجلامع��ات بتطوير
منت�سبيها ،من خالل الرتكيز على تبادل اخلربات العاملية واملحلية لزيادة كفاءتها.
ثالث ًا:مناق�شة النتائج املتعلقة بال�س�ؤال الثالث ،والذي ن�صه:
ما الإ�س�تراتيجية املقرتحة للجامعات ال�س��عودية ملواجهة التغريات والتحديات الرتبوية يف �ضوء وجهة نظر
�أع�ضاء هيئة التدري�س لكليات الرتبية فيها؟
مت اقرتاح �إ�سرتاتيجية للجامعات ال�سعودية ،حيث مت ت�سمية الإ�سرتاتيجية ب�إ�سرتاتيجية للجامعات
ال�سعودية ملواجهة التغريات والتحديات الرتبوية يف �ضوء وجهة نظر �أع�ضاء هيئة التدري�س لكليات الرتبية
وبناء على النتائج التي تو�صلت �إليها الدرا�سة
ً فيها ،و�صيغت ر�ؤيتها ور�سالتها مبا يتوافق مع املجتمع ال�سعودي،
وقد مت الإ�شارة �إليها �سابقا بالتف�صيل.
التوصيات:
يف �ض��وء النتائج التي تو�ص��لت �إليها الدرا�س��ة احلالية واملت�ضمنة تطوير �إ�س�تراتيجية للجامعات ال�سعودية
ملواجهة التغريات والتحديات الرتبوية يف �ضوء وجهة نظر �أع�ضاء هيئة التدري�س لكليات الرتبية فيها ،ف�إنها
تو�صي بالآتي:
-تبني الإ�س�تراتيجية الرتبوية املقرتحة يف هذه الدرا�س��ة من قبل اجلامعات ال�س��عودية ،وو�ض��ع اخلطط
التنفيذية الالزمة لتطبيقها ،وتفعيلها على الواقع.
-تفعيل دور اجلامعات ال�سعودية يف مواجهة التحديات للتغري الرتبوي يف ظل جمتمع املعرفة.
-التعاون بني اجلامعات وم�ؤ�س�سات املجتمع الأخرى ملواجهة التغري الرتبوي.
� -ضرورة تطوير الربامج التعليمية يف اجلامعات مبا يتنا�سب مع جمتمع املعرفة.
المراجع:
�أبو �شعرية ،خالد (،)2003يف �أ�صول الرتبية ،الأردن :مكتبة املجتمع العربي.
�أبو �ش��عرية ،خالد وغباري ,ثائر واملحزومي ,نا�ص��ر (،)2007الرتبية -الأ�س���س والتحديات -عمان :مكتبة
املجمع العربي.
�أب��و العنيني ,عل��ي خليل ,حممد عبد ال��رزاق وبركات ,هاين (،)2003الأ�ص��ول الفل�س��فية للرتبية قراءات
ودرا�سات يف دار الفكر ,القاهرة �:سعد للطباعة.
البكر ,فوزية ( ،)2004العوملة والرتبية :قراءة يف التحديات التي تفر�ض العوملة على النظام الرتبوي يف
اململكة العربية ال�سعودية ,ورقة عمل مقدمة �إىل م�ؤمتر الرتبية ومتغريات العوملة ،ال�سعودية.
المجلة العربيـة لضمـان
123 جودة التعليم الجامعي
http://dx.doi.org/10.20428/AJQAHE.10.2.5
د .حممد �إبراهيم ال�سكيتي �أ.د .حممد �سليم الزبون
املجلد العا�شر العدد (2017 )28م
الت��وم ,عب��داهلل �أدم ,عب��د ال��ر�ؤوف (،)1999العومل��ة درا�س��ة حتليلي��ة نقدية .لن��دن :دار الوراق للن�ش��ر
والتوزيع .
اجلزار ،حكمة عبداهلل (،)2000العوملة والرتبية ،بغداد :دار ال�ش�ؤون الثقافية العامة.
جعنين��ي ,نعي��م حبي��ب ( ، )2009علم اجتماع الرتبية املعا�ص��ر ب�ين النظرية والتطبيق ،عم��ان :دار وائل
للن�شر والتوزيع.
حمادات ،حممد ح�سن ( ،)2007الإدارة اال�سرتاتيجية وق�ضايا معا�صرة .عمان :دار احلامد
اخلري�س��ات ,دان��ه ( ،)2005حتدي��ات التغ�ير الثق��ايف وكيفي��ة مواجهته��ا من وجه��ة نظر الطلب��ة اجلامعة
الأردنية مل�ستوى البكالوريو�س ،ر�سالة ماج�ستري غري من�شورة اجلامعة الأردنية ,عمان ,الأردن.
�شحاتة ،ح�سن ،والنجار ,وزينب ( ،)2003معجم امل�صطلحات الرتبوية والنف�سية ،القاهرة :م�صر.
ال�ش��راب ,من��ال حممود خلف (،)2009الفل�س��فة املالئمة ملواجه��ة التحديات الرتبوية الناجتة عن ع�ص��ر
املعلوم��ات كم��ا يراها اخلرباء الرتبوي�ين يف الأردن اجلامعة الأردنية � -أطروحة دكتوراه غري من�ش��ورة،
اجلامعة الأردنية ،عمان ،الأردن.
العارف ،ناديه (،)2001الإدارة الإ�سرتاتيجية� :إدارة الألفية الثالثة .الإ�سكندرية :الدار اجلامعية.
العزب ،حممد ( ،)2006دور اجلامعات يف بناء جمتمع املعرفة .ورقة مقدمة للملتقى العربي الأول حول دور
اجلامعات يف تنمية وخدمة املجتمع ،املنظمة العربية للتنمية الإدارية ،الإ�سكندرية.
ع�شوي ،م�صطفى (�،)1992أ�س�س علم النف�س التن�صتي :اجلزائر :امل�ؤ�س�سة الوطنية للكتاب .
كنع��ان� ,أحم��د (،)2004دور الرتبي��ة يف مواجه��ة العومل��ة وحتدي��ات الق��رن احل��ادي والع�ش��رين وتعزي��ز
الهوية احل�ض��ارية االنتم��اء للأمة ,م�ؤمتر العوملة و�أولويات الرتبية ,جامعة امللك �س��عود يف الفرتة 17-,
.2004\4\18
نا�صر � ,إبراهيم عبداهلل ( ،)2011علم االجتماع الرتبوي ،عمان ،دار وائل .
ن�ش��وان ,يعق��وب ( ،)2000الرتبي��ة يف الوط��ن العربي يف م�ش��ارف القرن احلادي والع�ش��رين غ��زة :مطبعة
املقداد.