You are on page 1of 10

‫‪1‬‬ ‫الملخص‪:‬‬

‫الملخص‪:‬‬
‫التحوالت السياسية‪،‬ـ االجتمـاعية‬ ‫لقد عرف العامل تطورا كبريا يف اجملال االقتصـادي خاصة بعد ّ‬
‫و خاصة االقتص ــادية اليت ش ــهدها خالل الق ــرنـ املاض ــي‪ ،‬فك ــانت هلذه التح ـ ّـوالت آث ــارا مباش ــرة على‬
‫احمليط االقتصادي و االجتماعي للمنظمات املالية و املؤسسات االقتصادية و الذي شهد بــدوره تطــورا‬
‫ملحوظا بعد النكبة املاليةـ اليت شهدها العامل يف أواخر العشرينياتـ من القرنـ التاسع عشر‪.‬‬
‫مس حجم املؤسس ــات االقتص ــادية اليت أص ــبحت تتميّز يف وقتنا احلاضر‬ ‫فه ــذا التط ــورـ االقتص ــادي ّ‬
‫املكونة هلا و تشــابكها‪ ،‬هــذا ما أدى إىل االهتمــام بنظم الرقابة الداخلية نظــرا‬ ‫بكربها و تعقد الوظــائف ّ‬
‫لــدورها اهلام يف احملافظة على أصــول و أمــوال املؤسســة‪ ،‬و كــذلك وجــود أداة إدارية تقــوم مبتابعة هــذه‬
‫النظم الرقابيــة‪ ،‬إذ تــرغب إدارة املؤسسة دائما يف التحقق من أن نظم الرقابة اليت قــامت بوضــعها تعمل‬
‫بطريقةـ مرضيةـ و سليمة‪.‬‬
‫و مما ســبق نتجتـ احلاجة للمراجعة الداخلية اليت تعترب تلك األداة اإلداريةـ اليت تعتمد عليها اإلدارة‬
‫إلختبارـ مدى االلتزام باإلجراءات الرقابيةـ و تقييمها‪.‬‬
‫فوظيفة املراجعة الداخلية تعترب كنشـ ــاط تقـ ــييمي مسـ ــتقلـ نسـ ــبيا باملؤسسـ ــة‪ ،‬يهـ ــدف إىل مراجعة‬
‫العمليات املالية و احملاسبيةـ و غريها من العمليات خلدمة اإلدارة من خالل متابعةـ مدى فعالية األدوات‬
‫الرقابيةـ املسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتخدمة‪،‬ـ كما هتدف املراجعة الداخلية إىل التحقق من الدقة احملاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبية و احملافظة على‬
‫األصول و كذلك مراجعة أنشطة املؤسسة‪.‬‬
‫و قد اتسع نطـ ـ ــاق الرقابة و املراجعة الداخلية يف اآلونة األخـ ـ ــرية ليشـ ـ ـ ــمل اسـ ـ ـ ــتخدام األدوات‬
‫اإلحصـ ـ ــائية يف إج ـ ــراء اختبـ ـ ــار املراجعة الداخلية مبا ميكن من حتقيق كف ـ ــاءة و فعالية الرقابة و املراجعة‬
‫الداخلية‪.‬‬
‫فوظيفة املراجعة الداخلية يقــوم هبا شــخص يطلق عليه اســم" املراجع الــداخلي " الــذي يتــوىل مهــام‬
‫التقييم للرقابة الداخلية لكوهنا تقـع حتت مسـؤوليته‪،‬ـ و كذا مدى االلتزام بالسياسات و اللـوائح‬
‫و القـ ـ ــوانني املوضـ ـ ــوعة و العملية التشـ ـ ــغيليةـ لألنشـ ـ ــطة‪،‬ـ و مجيع اإلجـ ـ ــراءات و العمليـ ـ ــات للتحقق من‬
‫كفايتها و مدى انتظامها‪ ،‬و التأكد من صحة املعلومات و اكتماهلا‪ ،‬و درجة األمان الصاحبة هلا‪.‬‬
‫كما يتــدخل املراجع الــداخلي إلبــداء رأيه و اقــرتاح التصــحيحاتـ الالزمةـ لنظــامـ الرقابة الداخليــة‪ ،‬هــذا‬
‫حىت تصل املؤسسة إىل حتقيق رقابة تامة و كلية‪ ،‬تتيح هلا إمكانية حتقيق أهدافها املسطرة‪.‬‬
‫و يتضح من ال ــدور ال ــذي يلعبه املراجع ال ــداخلي مع إدارة املؤسس ــة‪ ،‬أن ه ــذه األخ ــرية تعترب مبثابة‬
‫العميلـ الرئيسي للمراجعة الداخليـة‪ ،‬و طاملا أن اإلدارة تتطـورـ بصـورة سـريعة‪،‬ـ متناميةـ و معقـدة‪ ،‬سـواء‬
‫‪2‬‬ ‫الملخص‪:‬‬

‫ك ــانت نتيجةـ التغ ــريات اجلذرية و البيئةـ اخلارجية أو الداخلي ــة‪ ،‬ف ــإن ذلك يض ــاعف من اعتم ــاد اإلدارة‬
‫على جمه ــودات املراجعة الداخلية يف تقليل و منع األخط ــاء و تق ــدمي النص ــائح الض ــرورية للم ــديرين عن‬
‫التصحيحات الواجبة يف نظام الرقابة الداخلية‪.‬‬

‫و بغيةـ اإلملام هبذا املوضوع و اخلوض فيه بصـفة أكـثر تفصـيل‪ ،‬سـنحاول من خالل مـذكرتناـ اإلجابة‬
‫على اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫فيما تكمن فعالية تقييم نظام الرقابة الداخلية من طرف المراجع الداخلي ؟‬

‫و على ضوء هذا التساؤل ميكن اإلشارة إىل جمموعة من التساؤالت و اليت تشكل تلك االهتمامات‬
‫األخرى املتعلقة باملوضوع منها‪:‬‬
‫‪ -1‬ما هي أوجه التشـ ـ ــابه و االختالف بني املراجعة الداخلية و املراجعـة اخلارجية و مـ ـ ــدى التكـ ـ ـ ــاملـ‬
‫بينهما ؟‬
‫‪ -2‬ما مقدار احلاجة إىل املراجعة الداخلية كأداة إلختبارـ الرقابة الداخلية للمؤسسة ؟‬
‫‪ -3‬ما هي األدوات املستعملة لتقييم نظام الرقابة الداخلية‪ ،‬درجة االعتماد عليها و كيفية استعماهلا ؟‬
‫‪ -4‬ما هي املراحل املنهجية املعتمدة لتقييم نظام الرقابة الداخلية ؟‬
‫و حماولة منا لفهم املوضـ ــوع و اإلحاطة جبوانبه إرتأينا وضع الفرضـ ــياتـ التالية اليت نراها موجهة‬
‫ملسار البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬يتوقف جناح عملية املراجعة يف إتباع املراجع جملموعة من املعايري املتعارفـ عليها؛‬
‫‪ -2‬إتب ـ ـ ــاع املراجع ملنهجية متكنه من اإلملام بكل املعلومـ ـ ـ ــات املالية و احملاسـ ـ ـ ــبية بغية إب ـ ـ ــداء رأيه الفين‬
‫بشأهنا‪،‬‬
‫‪ -3‬تبعيةـ املراجعة الداخلية للمديريةـ العامة؛ـ‬
‫‪ -4‬ابتعاد املراجعة الداخلية عن وضع اإلجراءات الرقابيةـ و تنفيذها؛‬
‫القوة و الضعفـ لنظامـ الرقابة الداخلية؛‬ ‫‪ -5‬عمل املراجعة الداخلية على اكتشاف و إبراز نقاط ّ‬
‫‪ -6‬قيام املراجعة الداخلية بإعطاء نصائح تصحيحية ملتخذي القرار باملؤسسة؛‬
‫‪ -7‬مسامهة املراجعة الداخلية يف حتقيق أهداف املؤسسة؛‬
‫و لإلجابة عن اإلشكالية و األسئلة الفرعية‪،‬ـ قمنا بدراسة املوضوع من خالل ثالثةـ فصول‪ ،‬تعرضنا‬
‫يف الفصل األول إىل املراجعة حبيث حاولنا من خالله حصر ماهيتها بــالتطرقـ إىل حملة تارخيية للمراجعة‬
‫‪3‬‬ ‫الملخص‪:‬‬

‫تطور مفهومها و من مث تقدمي جمموعة من التعــاريف اليت نراها شــاملة للمراجعــة‪ ،‬مع تبيــان أمهيتها و‬ ‫و ّ‬
‫أهدافها‪.‬‬
‫كما تعرض ــنا إىل خص ــائص املراجعة عن طريق دراسة الفرض ــياتـ اليت تق ــوم عليه ــا‪ ،‬أنواعها و ك ــذلك‬
‫تعريف املراجع و أنواعه‪ .‬و من مث تعرضنا إىل معايري املراجعة اليت توضح اإلطار العام الــذي تنشط فيه‬
‫هـ ــذه األخـ ــرية‪ ،‬بـ ــالتطرقـ يف بـ ــدايتها إىل املعـ ــايري العامةـ و اليت تشري إىل املعـ ــايري الشخصـ ــية ملنفذ عملية‬
‫املراجعة‪ ،‬و منه تطرقنا إىل معايري العمل امليداين و معايري إعــداد التقــارير‪ ،‬لنحلل يف األخري كيفية تنفيذ‬
‫عملية املراجعة بداية من التخطيط و اإلشراف على عمليتها‪ ،‬األدلة و القــرائن يف عملية املراجعة و من‬
‫مث التقريرـ عن نتائجها‪.‬‬
‫أما الفصل الثاين فجاء بعنوانـ املراجعة و الرقابة الداخلية حبيث تطرقنا من خالله إىل ماهية املراجعة‬
‫الداخلية بــالتعرض إىل نشــأهتا و تعريفهــا‪،‬ـ و من مث معــايري املراجعة الداخلية اليت متثل الركــيزة اليت تقفـ‬
‫عليها‪ ،‬مث مهمة املراجـعة الداخلية‪ ،‬لننـتقل بعد ذلك لدراسةـ العينات اإلحصـائيةـ نظرا ألمهيـتها‬
‫و عالقتها باملراجعة الداخلية بدأ بالتطرق إىل مفاهيم و مصطلحات إحصــائية و من مث تصــميم عيّنــات‬
‫املراجعة و يف األخري حتليل عملية تقييمه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‪ ،‬و إنتقلنا فيما بعد إىل نظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام الرقابة الداخلية و ماهيته‬
‫بـ ــالتطرق إىل مفهـ ــوم نظـ ــام الرقابة الداخلية و عوامل نشـ ــأته و من مث إىل العالقة بني الرقابة و املراجعة‬
‫املقوم ــات اليت يق ــوم عليها نظ ــام الرقابة الداخلي ــة‪ ،‬و منه انتقلنا إىل عملية‬ ‫الداخلي ــة‪ ،‬كما تعرض ــنا إىل ّ‬
‫الرقابة الداخلية بــالتطرق ألســاليبـ تقــييم نظــام الرقابة الداخلية و منه اخلطــوات املنهجية‬ ‫التقــييم لنظــام ّ‬
‫املعتمد عليها يف عملية التقييم‪.‬ـ‬
‫أما الفصلـ الث ـ ــالثـ خصص ـ ــناه لدراسةـ حالة قسم تص ـ ــديرـ الغ ـ ــاز الت ـ ــابع للنش ـ ــاط التج ـ ــاريـ جملمع‬
‫سوناطراك و باألخص الدورة "مبيعاتـ ‪ -‬مقبوضــات" بــدأ بــالتعرضـ إىل تقـدمي جممع ســوناطراك حيث‬
‫قمنا بــالتعرضـ إىل نشــأة شركـة ســوناطراك و أهداف ــها و من مث اهليكل التنظي ــمي للشــركة مع دورهـا و‬
‫مكانتها يف االقتصـاد الوطين و السـوق اخلارجيـة‪ ،‬و من مث قمنا بتقـدمي قسم تصـديرـ الغـاز بـالتعرضـ إىل‬
‫تنظيمه و جدول وظائف قسم تصدير الغاز و الدوائر التابعةـ ملديريةـ املالية‪.‬‬
‫مث انتقلنا إىل وصف ال ــدورة "مبيع ــات ‪ -‬مقبوض ــات" لقسم تص ــديرـ الغ ــاز و ذلك بإع ــداد خمطط ــات‬
‫سري خمتلف العمليـ ــات اليت يقـ ــوم بتنفيـ ــذها قسم تصـ ــديرـ الغـ ــاز‪،‬ـ و من مث قمنا بإعـ ــداد خريطة التـ ــدفق‬
‫اخلاصة بالفاتورةـ باإلضافة إىل ملئ قائمة االستقصاء اخلاصة بالدورة "مبيعاتـ ‪ -‬مقبوضات"‪.‬ـ‬
‫‪4‬‬ ‫الملخص‪:‬‬

‫مث انتقلنا إىل تقـ ــييم الـ ــدورة "مبيعـ ــات ‪ -‬مقبوضـ ــات" لقسم تصـ ــديرـ الغـ ــاز إذ بـ ــدأنا بـ ــالتقييم األوىل‬
‫للــدورة و من مث التقــييم النهــائي للــدورة "مبيعــات ‪ -‬مقبوضــات"‪،‬ـ و يف األخري قمنا بتقــدمي املالحظــات‬
‫اليت أرفقناها مبجموعة من التحسينات اليت رأيناها مناسبة‪.‬ـ‬
‫إختبار الفرضيات‪:‬‬
‫فبعد معاجلتناـ و حتليلنا ملختلف جوانب املوضوع يف فصوله الثالثة‪ ،‬توصلنا إىل نتــائج خاصة باختبــار‬
‫الفرضياتـ و نتائج عامة‪ ،‬مع جمموعة من االقرتاحات‪.‬‬
‫فيما خيص اختبارـ الفرضيات‪ ،‬فقد أدت معاجلة البحثـ إىل النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬بالنسبةـ للفرضيةـ األوىل و املتمثلة يف توقف جناح املراجعة علي إتباع املراجع جملموعة من املعــايري‬
‫املتع ــارف عليه ــا‪ ،‬فأمهية ه ــذه املع ــايري تكمن يف كوهنا مقياساـ لألداء ال ــذي يق ــوم به املراجع يف تنفي ــذه‬
‫للمراجعة؛‬
‫‪ -2‬أما بالنسبة للفرضية الثانيةـ اليت تنص على إتبــاع املراجع ملنهجية متكنه من اإلملام بكل املعلومــات‬
‫احملاس ــبيةـ و املالية بغية إب ــداء رأيه الفين بش ــأهنا‪ ،‬فه ــذه املنهجية ت ــبنّي املراحل املتعلقة باجلانب التنفي ــذي‬
‫للمراجعـ ـ ــة‪ ،‬حبيث يتطلب هـ ـ ــذا العمل وجـ ـ ــود خطة حمكمة و حصـ ـ ــول املراجع على األدلة و القـ ـ ــرائن‬
‫الكافية إلب ــداء رأيه ح ــول الق ــوائم املالية و احملاس ــبية و اإلج ــراءات املتبعةـ من ط ــرف املؤسسة وإع ــداد‬
‫تقرير كمرحلة هنائية يضم النتائج اليت توصل إليها جراء عملية املراجعة؛‬
‫‪ -3‬أما الفرض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيةـ الثالثة واليت تنص على أن املراجعة الداخلية تابعةـ للمديريةـ العامةـ فهي حتقق أحد‬
‫معايريها و اليت هتدف إىل اســتقاللية املراجع الــداخلي عن األنشــطة اليت يقــوم مبراجعتها و هــذا يتطلب‬
‫ضـرورة أن يكـون الوضع التنظيمي لقسم املراجعة الداخلية كافيا مبا يسـمح بـأداء املسـؤوليات و املهـام‬
‫املخولة هلا و يساعد يف تنفيذها بإعطاء شرعيـة أكرب للمراجعة الداخلية نظرا لتبعيتها للمديريةـ العامةـ‬ ‫ّ‬
‫و اليت هي مبثابةـ إدارة عليا؛‬
‫‪ -4‬أما فيما يتعلق الفرضـ ــية الرابعةـ و املتضـ ــمنةـ على ابتعـ ــاد املراجعة الداخلية عن وضع اإلجـ ــراءات‬
‫الرقابيةـ و تنفيــذها‪ ،‬فإشــراك املراجع الــداخلي يف هــاتني العمليــتني جتعله غري قــادر على اختبــار و تقــييم‬
‫تلك اإلجراءات مبوضوعية‪ ،‬فـاملراجع الــداخلي يقــوم بتقــييم بعــدينـ لنظــامـ الرقابة الداخلية و مها تصــميم‬
‫(وضع) النظام من جهة‪ ،‬و فعاليتهـ من جهة أخرى‪ ،‬حبيث أن التصميمـ اجليّد لنظـامـ الرقابة الداخلية هو‬
‫الفعـال هو‬
‫ذلك التصـميم الـذي يـوفر تأكيـدا كافيا بـأن أهـداف املؤسسة سـوف يتم حتقيقهـا‪ ،‬و النظـامـ ّ‬
‫الذي حيقق ما متّ تصميمه؛ـ‬
‫‪5‬‬ ‫الملخص‪:‬‬

‫‪ -5‬أما بالنســبةـ للفرضــية اخلامسة أين تعمل املراجعة الداخلية على اكتشــاف نقــاط القــوة و الضــعف‬
‫لنظـ ــامـ الرقابة الداخلية و تقـ ــوم بإبرازهـ ــا‪،‬ـ فاهلدف من تقـ ــييم نظـ ــام الرقابة الداخلية من طـ ــرف املراجع‬
‫الداخلي هو اكتشاف نقاط ّقوته و نقائصه و بالتايل مدى فعاليته؛ـ‬
‫‪ -6‬أما الفرض ـ ــيةـ السادسة و قي ـ ــام املراجعة الداخلية بإعط ـ ــاء نص ـ ــائح تص ـ ــحيحية ملتخ ـ ــذي الق ـ ــرار‬
‫باملؤسسة‪ ،‬فهذه تأيت كنتيجةـ بعد تقييم نظام الرقابة الداخلية من طرف املراجع الـداخلي و اسـتخراجهـ‬
‫لنقــائص هـذا النظــام و مـدى تطــبيقـ نقــاط ّقوتـه‪ ،‬فيقـوم يف األخري بتسـليم نتــائج هـذا التقــييم على شــكل‬
‫تقرير للمسؤولني املعنيني حيتوي على جمموعة من التحسيناتـ املقرتحة؛‬
‫‪ -7‬أما فيما يتعلق بالفرض ــية الس ــابعةـ و األخ ــرية و اليت تتمثل يف مس ــامهة املراجعة الداخلية يف حتقيق‬
‫أه ــداف املؤسس ــة‪ ،‬فاملراجعة الداخلية تعمل على إظه ــار نق ــاط الق ـ ّـوة و الض ــعف اخلاصة بنظ ــام الرقابة‬
‫الداخلية املوضــوع من طــرف املؤسسة و تقــوم بتقــدمي التوصــيات لإلدارة العليا حىت تصل إىل تصــحيح‬
‫هذا النظام‪،‬ـ و الـذي بشـأنهـ تقويةـ البنيةـ اهليكلية للمؤسسـة‪ ،‬فبهـذا املراجعة الداخلية تسـاهم يف تصـحيح‬
‫األخطاء املرتكبة يف التسيري و هذا للوصول إىل األهداف املرجوة من طرف املؤسسة‪.‬‬
‫نتائج البحث‪:‬‬
‫أما النتائج العامة املتوصل إليها فجاءت كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إن الرقابة الداخلية هي جمموعة من الوسـ ـ ـ ــائل و القـ ـ ـ ــوانني اليت توضع من طـ ـ ـ ــرف اإلدارة من أجل‬
‫فعـال للعمليات املالية‬
‫العمل على ضـمان التحكم يف وظـائف املؤسسة بغية الوصول إىل تسيري ّ‬
‫و اإلداريةـ اليت تقــوم هبا هــذه األخــرية‪ ،‬فنظــام الرقابة الداخلية و باإلضــافة إىل أنه أداة للتســيري‪ ،‬فهو أداة‬
‫للوقاية و اإلنــذار عن كل ما ميكن أن ميـس باســتقرار املؤسســة‪ ،‬ذلك عن ط ــريق التحكم يف املخــاطر و‬
‫تعديل إجراءات التسيري يف الوقت املناسب؛‬
‫‪ ‬يكمن اهلدف األساسي للرقابة الداخلية يف ضـ ــمان صـ ــحة البيانـ ــاتـ اليت سـ ــتأخذ كأسـ ــاس للحكم‬
‫على مــدى صــحة األداء من جهة و على النتــائج اليت ســتظهرها القــوائم احملاســبية و كــذا املركز املايل‬
‫إىل جانب محاية املمتلكات من جهة أخرى؛‬
‫‪ ‬نش ــاط املراجعة الداخلية يش ــمل املراجعة املالي ــة‪ ،‬و أخ ــرى للتأكد عن م ــدى االل ــتزامـ بالسياس ــات‬
‫و الل ـ ــوائح و الق ـ ــوانني املوض ـ ــوعة‪ ،‬و مراجعة العملي ـ ــات لألنش ـ ــطة و كافة اإلج ـ ــراءات و العملي ـ ــات‬
‫للتحقق من كفايتها و م ــدى انتظامه ــا‪ ،‬كما ميكن إض ــافة مراجعة نظ ــام املعلوم ــات و درجة األم ــان‬
‫املصــاحبة هلا‪،‬فقيــام املراجع الــداخلي مبختلف هــذه املراجعــات يكــون لتحقيقـ األهــداف املس ــطرة من‬
‫طرف إدارة املؤسسة؛‬
‫‪6‬‬ ‫الملخص‪:‬‬

‫‪ ‬تعمل املراجعة الداخلية على منع و تقليل ح ــدوث األخط ــاء و ه ــذا ما يزيد احلاجة هلا‪ ،‬فباإلض ــافة‬
‫إىل تقدمي النصائح للمديرينـ يف حماولة لتقليلـ و منع األخطاء‪ ،‬تســعى املراجعة الداخلية أيضا إىل احلد‬
‫من اإلسـ ـ ـ ـ ــراف و الضـ ـ ـ ـ ــياع الشـ ـ ـ ـ ــيء الـ ـ ـ ـ ــذي يزيد من املردوديةـ و حيسن األداء و يزيد من الكفـ ـ ـ ـ ــاءة‬
‫و الفعالية‪ ،‬و بالتايل زيادة األرباح املسجلة من طرف املؤسسة؛‬
‫‪ ‬تعترب املراجعة الداخلية أداة إدارية تابعةـ لإلدارة العامة للمؤسس ـ ــة‪ ،‬حبيث تعمل ه ـ ــذه األخ ـ ــرية على‬
‫تطـ ـ ــوير و حتسني أنظمة الرقابة الداخليـ ـ ــة‪ ،‬و حىت حتقق هـ ـ ــذه الوظيفة ال بد من تـ ـ ــوفر الشـ ـ ــروط اليت‬
‫تسمح هلا بأداء مهامها بفعالية‪ ،‬و من أهم هذه الشروط نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬تغطيةـ املراجعة الداخلية جلميع نشاطات و وظائف املؤسسة ؛‬
‫‪ -‬حتديد املوقع الوظيفي لوظيفةـ املراجعة الداخلية يف اهليكل التنظيمي للمؤسسة مما جيعلها مستقلة عن‬
‫بــاقي الوظــائف‪،‬ـ مما يضــمن عـدم تــداخلها مع الوظــائف األخــرى و هـذا لضــمان املوضــوعية و احليــاد يف‬
‫التقاريرـ املعدة من طرف مصلحة املراجعة الداخلية؛‬
‫‪ -‬جيب أن يك ـ ـ ــون الش ـ ـ ــخص املكلف ب ـ ـ ــأداء مهمة أو وظيفة املراجعة الداخلية على درجة كب ـ ـ ــرية من‬
‫النزاهة و اإلملام بامليدان‪.‬‬
‫و باإلضـ ــافة إىل تـ ــوفر الشـ ــروط املذكورة‪ ،‬جيب العمل على تعزيزـ وظيفة املراجعة الداخلية باملؤسسة‬
‫و ذلك عن طريق‪:‬‬
‫‪ -‬من جهة وقوف صارم للمستويات اإلداريةـ العليا من اهليكل التنظيمي للمؤسسة؛‬
‫‪ -‬و من جهة أخرى االعرتاف باخلدمات املقدمة من طرف املراجعة لصاحل املديريةـ العامة‪.‬ـ‬
‫كما ميكن إضافة النتائج املتعلقة باألدوات املستعملة لتقييم الرقابة الداخلية و اليت مت استعماهلا أثنــاء‬
‫القيام بدراسة حالة قسم تصدير الغاز التابع للنشاط التجاري جملمع سوناطراك و اليت هي كالتايل‪:‬‬
‫‪ ‬إن اس ــتعمال أس ــلوب خمطط ــات سري العملي ــات لوصف ال ــدورة حمل التق ــييم ‪-‬ال ــدورة "مبيع ــات‪-‬‬
‫مقبوضـ ــات"‪ -‬يتمـ ــيزـ بالسـ ــهولة و البسـ ــاطة مع إظهـ ــار و إبـ ــراز خمتلف املراحل املتبعةـ و اإلجـ ــراءات‬
‫املتتاليةـ و املتعلقة بال ــدورة‪ ،‬و لكن ما يع ــاب على ه ــذا األس ــلوب هو أنه ال يق ــوم ب ــإبرازـ املش ــاكل و‬
‫أهم النقائصـ اليت تعاين منها الدورة حمل التقييم؛‬
‫‪ ‬يتم ــيز أســلوب خرائط الت ــدفق بأنهـ يعطي ملع ــدها أو قارئها فك ــرة س ــريعةـ عن نظ ــام الرقابة الداخلية‬
‫و متكنه بسرعة و ســهولة أكرب يف احلكم عن مـدى جودتـه‪ ،‬و لكن ما يعــاب على هـذا األسـلوب أنه‬
‫يتطلب وقتا طــويال‪ ،‬باإلضــافة إىل صــعوبة اســتعمال الرمــوز و األشــكال اليت مت التطــرقـ هلا يف اجلانب‬
‫‪7‬‬ ‫الملخص‪:‬‬

‫النظ ـ ــري‪،‬ـ فعلى املراجع عند اس ـ ــتعمال هـ ــذا األس ـ ــلوب أن يس ـ ــتعملـ الرم ـ ــوز و األش ـ ــكال اليت يراها‬
‫مناسبة؛ـ‬
‫‪ ‬التأكيد على عدم اقتصار استعمال أسلوب قوائم االستقصاءـ لتقييم الرقابة الداخليــة‪ ،‬أي التقــييم ال‬
‫يقتصرـ على اسـتعمال القـوائم فقـط‪ ،‬و هـذا راجع إىل أن قـوائم االستقصـاءـ ال تــؤدي إىل فهم حقيقي‬
‫لإلجراءات‪ ،‬كما أن هذه القوائم ال تـبني أهم املشـاكل اليت يعـاين منها نظـام الرقابة الداخليـة‪ ،‬و هـذا‬
‫ما مت مالحظته من خالل تقييم الدورة "مبيعات‪ -‬مقبوضات" اليت قمنا هبا‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫بينما أهم التوص ــيات املتوصل إليها إثر تق ــييم ال ــدورة "مبيع ــات‪ -‬مقبوض ــات" لقسم تص ــديرـ الغ ــاز‬
‫تتلخص يف النقاطـ التالية‪:‬ـ‬
‫‪ ‬إن التط ـ ــبيق احلسن لتقس ـ ــيم العمل و املهـ ــام يعترب من الش ـ ــروط الواجبة للوص ـ ــول إىل نظـ ــام للرقابة‬
‫الداخلية ذو فعالية و كفـ ـ ــاءة‪ ،‬فتقسـ ـ ــيم العمل بطريقة جيّـ ـ ــدة يـ ـ ــؤدي إىل التقليل من خماطر الوقـ ـ ــوع يف‬
‫األخطاء و حتديد املسؤوليات‪ ،‬لذلك فعلى قسم تصدير الغاز أن حيسن تطبيقـ هذا األخري؛‬
‫‪ ‬ض ـ ــرورة إع ـ ــداد و وضع ك ـ ــتيب لوصف امله ـ ــام و املس ـ ــؤوليات حتت طلب كل ع ـ ــون و موظف‬
‫لتفادي خلط يف املسؤوليات‪ ،‬فهذا الوصف يتمتع باملزايا التالية‪:‬‬
‫* حتديد مسؤوليات كل عون و موظف يسهل و حيسن العالقات بني خمتلف مصاحل و دوائر املديرية؛‬
‫* األعمال املنتظرةـ من كل عون و موظف حمددة بصفة جيّدة و هلم علم هبا؛‬
‫* ذهاب العمال و املوظفني ليس هلم تأثري على األعمال و املهام‪.‬‬
‫‪ ‬وجوب ترك دليلـ مادي على كل العمليات التسيرييةـ احلادثة على مستوى قسم تصــديرـ الغــاز‪،‬ـ أي‬
‫وثـ ــائق مكتوبة و ممضـ ــاة لكل عملية تسـ ــيريية‪،‬ـ مع تفـ ــادي اسـ ــتعمال األسـ ــلوب الشـ ــفهي إلدارة خمتلف‬
‫العمليــات احلادثة على حســاب التعليمــات املكتوبة مثل ما مت مالحظته عند نقل و توصــيل أســعار الــبيعـ‬
‫اخلاصة مببيعــات الغــاز البــرتويل املميع و الــذي يتم على شــكل شــفهي‪ ،‬فــرتك دليلـ مــادي عند حــدوث‬
‫العمليات يؤدي إىل التطبيقـ السليم للرقابة الداخلية؛‬
‫‪ ‬عند دراستنا و تقييمناـ للدورة "مبيعات‪ -‬مقبوضات" لقسم تصدير الغاز‪ ،‬سجلنا تــأخري يف إرســال‬
‫و وصول كل من‪:‬‬
‫* املعلومات املتعلقة بأسعارـ املواد الطاقوية؛‬
‫* التلكسات املرسلة من طرف الزبائنـ إىل دائرة عمليات الغاز الطبيعي املميّع؛‬
‫* تلكسات التوزيع اليومي للغاز الطبيعي و انطالقا من خمتلف نقاط النزع؛‬
‫‪8‬‬ ‫الملخص‪:‬‬

‫و باإلضــافة إىل ما ذكر أعاله‪ ،‬ســجلنا كــذلك تــأخري يف فــوترة فوائد التــأخري للزبــائنـ املتــأخرينـ عن‬
‫دفع ديوهنم‪.‬‬
‫فكل هـذه التــأخريات املســجلة تــؤدي إىل عرقلة سري خمتلف العمليــات التســيريية‪ ،‬لــذلك جيب العمل‬
‫على احلد أو القضـ ـ ــاء على ه ـ ــذه التـ ـ ــأخريات أو على األقل التقليلـ منها و ذلك لضـ ـ ــمان السري احلسن‬
‫ملختلف العمليات التسيريية و بالتايل الدورة "مبيعات‪ -‬مقبوضات"؛ـ‬
‫‪ ‬ضــرورة احتــواء كل امللفـات احملتفظ هبا بقسم تصـديرـ الغــاز على كل الوثــائق الالزمــة‪،‬ـ و بــاألخص‬
‫ملفـ ــات الزبـ ــائن مثـ ــل‪ :‬ورقة الـ ــزمن‪،‬ـ تقرير الشـ ــحن‪ ،‬وثـ ــائق الشـ ــحن ‪ ...‬خاصة إذا علمنا أن القسم‬
‫يتعاملـ مع خمتلف الزبـ ـ ـ ــائن بصـ ـ ـ ــفة دورية و دائمـ ـ ـ ــة‪ ،‬ففي حالة حـ ـ ـ ــدوث أي نزاعـ ـ ـ ــات بني القسم و‬
‫الزبــائن‪ ،‬احتــاج هــذا األخري إىل كل املعلومــات الواجبة و الالزمة لتــربيرـ موقفه للزبــون أو أي طــرف‬
‫آخر للفصل يف النزاعـ القائم؛‬
‫‪ ‬وج ــوب إنش ــاء نظ ــام مالئم لتوثيقـ و ت ــرتيب الوث ــائق على مس ــتوى دائ ــرة املوازنة و مراقبة التس ــيري‬
‫التابعةـ لقسم تص ـ ــدير الغ ـ ــاز مع التفكري يف اس ـ ــتعمال التوثيقـ و ال ـ ــرتتيب عن طريقـ الفيلم "‪Micro-‬‬
‫‪ "film‬من أجل احلفــاظ على املعلومــات و تســهيل الوصــول إليهــا‪ ،‬خاصة و أن حجم الوثــائق املتعلقة‬
‫مبعامالت الغاز الطبيعي املميع و الغاز البرتويل املميع مهم؛‬
‫‪‬تعريف و توض ـ ــيح عن طريق خمطط ملس ـ ــار املعلوم ـ ــات ملختلف ال ـ ــدوائر و املص ـ ــاحل املكونة للمديريةـ‬
‫املاليـ ـة و املديريات و ال ــدوائر املتعاملـ ـة معها من أجل الوص ــول إىل معاجلة س ــريعةـ للمعلوم ــات‪ ،‬ه ــذا‬
‫بصــدد معاجلة نقص التنســيق بني دوائر مديريةـ املالية يف حد ذاهتا و بني هــذه الــدوائر و قسم تصــديرـ‬
‫الغاز‪ ،‬و الراجع لعدم وضوح مسار املعلومات مبديرية املالية‪.‬ـ‬
‫أما فيما خيص وظيفة املراجعة الداخلية مبجمع سوناطراك‪ ،‬فيمكن إضافة التوصيات التالية‪:‬‬
‫العمل على تغيري نظرة املســؤولني على مســتوى املؤسسة لــدور املراجعة الداخليـة و تبيــانـ أمهيتها و‬ ‫‪‬‬

‫منافعها الختاذ أجنع القرارات يف الوقت املناسب؛‬


‫اســتغاللـ الطاقــات البشــرية املتاحة بكيفية عقالنية مع العمل على تكــوين املراجعني تكوينا يتوافق مع‬ ‫‪‬‬

‫حاجيات جممع سوناطراك و املخاطر املتعلقة به؛‬


‫توحيد و جتميع وسائل الرقابة اليت هي موزعة على مســتوى خمتلف أجــزاء و فــروع اجملمع مع ربطها‬ ‫‪‬‬

‫هليكل مراجعة العملي ـ ـ ــات اليت هي تابعة لن ـ ـ ــائب املدير من حيث املس ـ ـ ــتوى اإلداري و م ـ ـ ــدير مديريةـ‬
‫مراجعة اجملمع من حيث السلم الوظيفي؛‬
‫‪9‬‬ ‫الملخص‪:‬‬

‫خلق جلنة للمراجعة على مستوى جملس اإلدارة على طريقة أكرب اجملمعات االقتصادية‪ ،‬و هذا بصدد‬ ‫‪‬‬

‫التحسني و متابعةـ مهمات املراجعة باجملمع‪.‬‬

‫الجمهــوريــة الجــزائــريــة الديمقــراطيـــة الشــعبــية‬


‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫‪10‬‬ ‫الملخص‪:‬‬

‫جامعة الجزائر‬
‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‬
‫قسم علومـ التسيير‬
‫ملخص حول موضوع‪:‬‬
‫المراجعة الداخلية‪ ،‬مهمتها و مساهمتها في تحسين تسيير‬
‫المؤسسة‬
‫مع دراسة حالة قسم تصدير الغاز التابع للنشاط التجاري‬
‫لمجمع سوناطراك‬
‫الدورة" مبيعات ‪ -‬مقبوضات" ‪.‬‬

‫ملخص مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة ماجستير في علوم التسيير‪ ،‬فرع‬
‫إدارة األعمال‪.‬‬

‫إعداد الطالب‪:‬‬
‫شعباني لطفي‪.‬‬

‫‪2004-2003‬‬ ‫السنة اجلامعية‬

You might also like