Professional Documents
Culture Documents
الملخص:
التحوالت السياسية،ـ االجتمـاعية لقد عرف العامل تطورا كبريا يف اجملال االقتصـادي خاصة بعد ّ
و خاصة االقتص ــادية اليت ش ــهدها خالل الق ــرنـ املاض ــي ،فك ــانت هلذه التح ـ ّـوالت آث ــارا مباش ــرة على
احمليط االقتصادي و االجتماعي للمنظمات املالية و املؤسسات االقتصادية و الذي شهد بــدوره تطــورا
ملحوظا بعد النكبة املاليةـ اليت شهدها العامل يف أواخر العشرينياتـ من القرنـ التاسع عشر.
مس حجم املؤسس ــات االقتص ــادية اليت أص ــبحت تتميّز يف وقتنا احلاضر فه ــذا التط ــورـ االقتص ــادي ّ
املكونة هلا و تشــابكها ،هــذا ما أدى إىل االهتمــام بنظم الرقابة الداخلية نظــرا بكربها و تعقد الوظــائف ّ
لــدورها اهلام يف احملافظة على أصــول و أمــوال املؤسســة ،و كــذلك وجــود أداة إدارية تقــوم مبتابعة هــذه
النظم الرقابيــة ،إذ تــرغب إدارة املؤسسة دائما يف التحقق من أن نظم الرقابة اليت قــامت بوضــعها تعمل
بطريقةـ مرضيةـ و سليمة.
و مما ســبق نتجتـ احلاجة للمراجعة الداخلية اليت تعترب تلك األداة اإلداريةـ اليت تعتمد عليها اإلدارة
إلختبارـ مدى االلتزام باإلجراءات الرقابيةـ و تقييمها.
فوظيفة املراجعة الداخلية تعترب كنشـ ــاط تقـ ــييمي مسـ ــتقلـ نسـ ــبيا باملؤسسـ ــة ،يهـ ــدف إىل مراجعة
العمليات املالية و احملاسبيةـ و غريها من العمليات خلدمة اإلدارة من خالل متابعةـ مدى فعالية األدوات
الرقابيةـ املسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتخدمة،ـ كما هتدف املراجعة الداخلية إىل التحقق من الدقة احملاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبية و احملافظة على
األصول و كذلك مراجعة أنشطة املؤسسة.
و قد اتسع نطـ ـ ــاق الرقابة و املراجعة الداخلية يف اآلونة األخـ ـ ــرية ليشـ ـ ـ ــمل اسـ ـ ـ ــتخدام األدوات
اإلحصـ ـ ــائية يف إج ـ ــراء اختبـ ـ ــار املراجعة الداخلية مبا ميكن من حتقيق كف ـ ــاءة و فعالية الرقابة و املراجعة
الداخلية.
فوظيفة املراجعة الداخلية يقــوم هبا شــخص يطلق عليه اســم" املراجع الــداخلي " الــذي يتــوىل مهــام
التقييم للرقابة الداخلية لكوهنا تقـع حتت مسـؤوليته،ـ و كذا مدى االلتزام بالسياسات و اللـوائح
و القـ ـ ــوانني املوضـ ـ ــوعة و العملية التشـ ـ ــغيليةـ لألنشـ ـ ــطة،ـ و مجيع اإلجـ ـ ــراءات و العمليـ ـ ــات للتحقق من
كفايتها و مدى انتظامها ،و التأكد من صحة املعلومات و اكتماهلا ،و درجة األمان الصاحبة هلا.
كما يتــدخل املراجع الــداخلي إلبــداء رأيه و اقــرتاح التصــحيحاتـ الالزمةـ لنظــامـ الرقابة الداخليــة ،هــذا
حىت تصل املؤسسة إىل حتقيق رقابة تامة و كلية ،تتيح هلا إمكانية حتقيق أهدافها املسطرة.
و يتضح من ال ــدور ال ــذي يلعبه املراجع ال ــداخلي مع إدارة املؤسس ــة ،أن ه ــذه األخ ــرية تعترب مبثابة
العميلـ الرئيسي للمراجعة الداخليـة ،و طاملا أن اإلدارة تتطـورـ بصـورة سـريعة،ـ متناميةـ و معقـدة ،سـواء
2 الملخص:
ك ــانت نتيجةـ التغ ــريات اجلذرية و البيئةـ اخلارجية أو الداخلي ــة ،ف ــإن ذلك يض ــاعف من اعتم ــاد اإلدارة
على جمه ــودات املراجعة الداخلية يف تقليل و منع األخط ــاء و تق ــدمي النص ــائح الض ــرورية للم ــديرين عن
التصحيحات الواجبة يف نظام الرقابة الداخلية.
و بغيةـ اإلملام هبذا املوضوع و اخلوض فيه بصـفة أكـثر تفصـيل ،سـنحاول من خالل مـذكرتناـ اإلجابة
على اإلشكالية التالية:
فيما تكمن فعالية تقييم نظام الرقابة الداخلية من طرف المراجع الداخلي ؟
و على ضوء هذا التساؤل ميكن اإلشارة إىل جمموعة من التساؤالت و اليت تشكل تلك االهتمامات
األخرى املتعلقة باملوضوع منها:
-1ما هي أوجه التشـ ـ ــابه و االختالف بني املراجعة الداخلية و املراجعـة اخلارجية و مـ ـ ــدى التكـ ـ ـ ــاملـ
بينهما ؟
-2ما مقدار احلاجة إىل املراجعة الداخلية كأداة إلختبارـ الرقابة الداخلية للمؤسسة ؟
-3ما هي األدوات املستعملة لتقييم نظام الرقابة الداخلية ،درجة االعتماد عليها و كيفية استعماهلا ؟
-4ما هي املراحل املنهجية املعتمدة لتقييم نظام الرقابة الداخلية ؟
و حماولة منا لفهم املوضـ ــوع و اإلحاطة جبوانبه إرتأينا وضع الفرضـ ــياتـ التالية اليت نراها موجهة
ملسار البحث:
-1يتوقف جناح عملية املراجعة يف إتباع املراجع جملموعة من املعايري املتعارفـ عليها؛
-2إتب ـ ـ ــاع املراجع ملنهجية متكنه من اإلملام بكل املعلومـ ـ ـ ــات املالية و احملاسـ ـ ـ ــبية بغية إب ـ ـ ــداء رأيه الفين
بشأهنا،
-3تبعيةـ املراجعة الداخلية للمديريةـ العامة؛ـ
-4ابتعاد املراجعة الداخلية عن وضع اإلجراءات الرقابيةـ و تنفيذها؛
القوة و الضعفـ لنظامـ الرقابة الداخلية؛ -5عمل املراجعة الداخلية على اكتشاف و إبراز نقاط ّ
-6قيام املراجعة الداخلية بإعطاء نصائح تصحيحية ملتخذي القرار باملؤسسة؛
-7مسامهة املراجعة الداخلية يف حتقيق أهداف املؤسسة؛
و لإلجابة عن اإلشكالية و األسئلة الفرعية،ـ قمنا بدراسة املوضوع من خالل ثالثةـ فصول ،تعرضنا
يف الفصل األول إىل املراجعة حبيث حاولنا من خالله حصر ماهيتها بــالتطرقـ إىل حملة تارخيية للمراجعة
3 الملخص:
تطور مفهومها و من مث تقدمي جمموعة من التعــاريف اليت نراها شــاملة للمراجعــة ،مع تبيــان أمهيتها و و ّ
أهدافها.
كما تعرض ــنا إىل خص ــائص املراجعة عن طريق دراسة الفرض ــياتـ اليت تق ــوم عليه ــا ،أنواعها و ك ــذلك
تعريف املراجع و أنواعه .و من مث تعرضنا إىل معايري املراجعة اليت توضح اإلطار العام الــذي تنشط فيه
هـ ــذه األخـ ــرية ،بـ ــالتطرقـ يف بـ ــدايتها إىل املعـ ــايري العامةـ و اليت تشري إىل املعـ ــايري الشخصـ ــية ملنفذ عملية
املراجعة ،و منه تطرقنا إىل معايري العمل امليداين و معايري إعــداد التقــارير ،لنحلل يف األخري كيفية تنفيذ
عملية املراجعة بداية من التخطيط و اإلشراف على عمليتها ،األدلة و القــرائن يف عملية املراجعة و من
مث التقريرـ عن نتائجها.
أما الفصل الثاين فجاء بعنوانـ املراجعة و الرقابة الداخلية حبيث تطرقنا من خالله إىل ماهية املراجعة
الداخلية بــالتعرض إىل نشــأهتا و تعريفهــا،ـ و من مث معــايري املراجعة الداخلية اليت متثل الركــيزة اليت تقفـ
عليها ،مث مهمة املراجـعة الداخلية ،لننـتقل بعد ذلك لدراسةـ العينات اإلحصـائيةـ نظرا ألمهيـتها
و عالقتها باملراجعة الداخلية بدأ بالتطرق إىل مفاهيم و مصطلحات إحصــائية و من مث تصــميم عيّنــات
املراجعة و يف األخري حتليل عملية تقييمه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ،و إنتقلنا فيما بعد إىل نظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام الرقابة الداخلية و ماهيته
بـ ــالتطرق إىل مفهـ ــوم نظـ ــام الرقابة الداخلية و عوامل نشـ ــأته و من مث إىل العالقة بني الرقابة و املراجعة
املقوم ــات اليت يق ــوم عليها نظ ــام الرقابة الداخلي ــة ،و منه انتقلنا إىل عملية الداخلي ــة ،كما تعرض ــنا إىل ّ
الرقابة الداخلية بــالتطرق ألســاليبـ تقــييم نظــام الرقابة الداخلية و منه اخلطــوات املنهجية التقــييم لنظــام ّ
املعتمد عليها يف عملية التقييم.ـ
أما الفصلـ الث ـ ــالثـ خصص ـ ــناه لدراسةـ حالة قسم تص ـ ــديرـ الغ ـ ــاز الت ـ ــابع للنش ـ ــاط التج ـ ــاريـ جملمع
سوناطراك و باألخص الدورة "مبيعاتـ -مقبوضــات" بــدأ بــالتعرضـ إىل تقـدمي جممع ســوناطراك حيث
قمنا بــالتعرضـ إىل نشــأة شركـة ســوناطراك و أهداف ــها و من مث اهليكل التنظي ــمي للشــركة مع دورهـا و
مكانتها يف االقتصـاد الوطين و السـوق اخلارجيـة ،و من مث قمنا بتقـدمي قسم تصـديرـ الغـاز بـالتعرضـ إىل
تنظيمه و جدول وظائف قسم تصدير الغاز و الدوائر التابعةـ ملديريةـ املالية.
مث انتقلنا إىل وصف ال ــدورة "مبيع ــات -مقبوض ــات" لقسم تص ــديرـ الغ ــاز و ذلك بإع ــداد خمطط ــات
سري خمتلف العمليـ ــات اليت يقـ ــوم بتنفيـ ــذها قسم تصـ ــديرـ الغـ ــاز،ـ و من مث قمنا بإعـ ــداد خريطة التـ ــدفق
اخلاصة بالفاتورةـ باإلضافة إىل ملئ قائمة االستقصاء اخلاصة بالدورة "مبيعاتـ -مقبوضات".ـ
4 الملخص:
مث انتقلنا إىل تقـ ــييم الـ ــدورة "مبيعـ ــات -مقبوضـ ــات" لقسم تصـ ــديرـ الغـ ــاز إذ بـ ــدأنا بـ ــالتقييم األوىل
للــدورة و من مث التقــييم النهــائي للــدورة "مبيعــات -مقبوضــات"،ـ و يف األخري قمنا بتقــدمي املالحظــات
اليت أرفقناها مبجموعة من التحسينات اليت رأيناها مناسبة.ـ
إختبار الفرضيات:
فبعد معاجلتناـ و حتليلنا ملختلف جوانب املوضوع يف فصوله الثالثة ،توصلنا إىل نتــائج خاصة باختبــار
الفرضياتـ و نتائج عامة ،مع جمموعة من االقرتاحات.
فيما خيص اختبارـ الفرضيات ،فقد أدت معاجلة البحثـ إىل النتائج التالية:
-1بالنسبةـ للفرضيةـ األوىل و املتمثلة يف توقف جناح املراجعة علي إتباع املراجع جملموعة من املعــايري
املتع ــارف عليه ــا ،فأمهية ه ــذه املع ــايري تكمن يف كوهنا مقياساـ لألداء ال ــذي يق ــوم به املراجع يف تنفي ــذه
للمراجعة؛
-2أما بالنسبة للفرضية الثانيةـ اليت تنص على إتبــاع املراجع ملنهجية متكنه من اإلملام بكل املعلومــات
احملاس ــبيةـ و املالية بغية إب ــداء رأيه الفين بش ــأهنا ،فه ــذه املنهجية ت ــبنّي املراحل املتعلقة باجلانب التنفي ــذي
للمراجعـ ـ ــة ،حبيث يتطلب هـ ـ ــذا العمل وجـ ـ ــود خطة حمكمة و حصـ ـ ــول املراجع على األدلة و القـ ـ ــرائن
الكافية إلب ــداء رأيه ح ــول الق ــوائم املالية و احملاس ــبية و اإلج ــراءات املتبعةـ من ط ــرف املؤسسة وإع ــداد
تقرير كمرحلة هنائية يضم النتائج اليت توصل إليها جراء عملية املراجعة؛
-3أما الفرض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيةـ الثالثة واليت تنص على أن املراجعة الداخلية تابعةـ للمديريةـ العامةـ فهي حتقق أحد
معايريها و اليت هتدف إىل اســتقاللية املراجع الــداخلي عن األنشــطة اليت يقــوم مبراجعتها و هــذا يتطلب
ضـرورة أن يكـون الوضع التنظيمي لقسم املراجعة الداخلية كافيا مبا يسـمح بـأداء املسـؤوليات و املهـام
املخولة هلا و يساعد يف تنفيذها بإعطاء شرعيـة أكرب للمراجعة الداخلية نظرا لتبعيتها للمديريةـ العامةـ ّ
و اليت هي مبثابةـ إدارة عليا؛
-4أما فيما يتعلق الفرضـ ــية الرابعةـ و املتضـ ــمنةـ على ابتعـ ــاد املراجعة الداخلية عن وضع اإلجـ ــراءات
الرقابيةـ و تنفيــذها ،فإشــراك املراجع الــداخلي يف هــاتني العمليــتني جتعله غري قــادر على اختبــار و تقــييم
تلك اإلجراءات مبوضوعية ،فـاملراجع الــداخلي يقــوم بتقــييم بعــدينـ لنظــامـ الرقابة الداخلية و مها تصــميم
(وضع) النظام من جهة ،و فعاليتهـ من جهة أخرى ،حبيث أن التصميمـ اجليّد لنظـامـ الرقابة الداخلية هو
الفعـال هو
ذلك التصـميم الـذي يـوفر تأكيـدا كافيا بـأن أهـداف املؤسسة سـوف يتم حتقيقهـا ،و النظـامـ ّ
الذي حيقق ما متّ تصميمه؛ـ
5 الملخص:
-5أما بالنســبةـ للفرضــية اخلامسة أين تعمل املراجعة الداخلية على اكتشــاف نقــاط القــوة و الضــعف
لنظـ ــامـ الرقابة الداخلية و تقـ ــوم بإبرازهـ ــا،ـ فاهلدف من تقـ ــييم نظـ ــام الرقابة الداخلية من طـ ــرف املراجع
الداخلي هو اكتشاف نقاط ّقوته و نقائصه و بالتايل مدى فعاليته؛ـ
-6أما الفرض ـ ــيةـ السادسة و قي ـ ــام املراجعة الداخلية بإعط ـ ــاء نص ـ ــائح تص ـ ــحيحية ملتخ ـ ــذي الق ـ ــرار
باملؤسسة ،فهذه تأيت كنتيجةـ بعد تقييم نظام الرقابة الداخلية من طرف املراجع الـداخلي و اسـتخراجهـ
لنقــائص هـذا النظــام و مـدى تطــبيقـ نقــاط ّقوتـه ،فيقـوم يف األخري بتسـليم نتــائج هـذا التقــييم على شــكل
تقرير للمسؤولني املعنيني حيتوي على جمموعة من التحسيناتـ املقرتحة؛
-7أما فيما يتعلق بالفرض ــية الس ــابعةـ و األخ ــرية و اليت تتمثل يف مس ــامهة املراجعة الداخلية يف حتقيق
أه ــداف املؤسس ــة ،فاملراجعة الداخلية تعمل على إظه ــار نق ــاط الق ـ ّـوة و الض ــعف اخلاصة بنظ ــام الرقابة
الداخلية املوضــوع من طــرف املؤسسة و تقــوم بتقــدمي التوصــيات لإلدارة العليا حىت تصل إىل تصــحيح
هذا النظام،ـ و الـذي بشـأنهـ تقويةـ البنيةـ اهليكلية للمؤسسـة ،فبهـذا املراجعة الداخلية تسـاهم يف تصـحيح
األخطاء املرتكبة يف التسيري و هذا للوصول إىل األهداف املرجوة من طرف املؤسسة.
نتائج البحث:
أما النتائج العامة املتوصل إليها فجاءت كما يلي:
إن الرقابة الداخلية هي جمموعة من الوسـ ـ ـ ــائل و القـ ـ ـ ــوانني اليت توضع من طـ ـ ـ ــرف اإلدارة من أجل
فعـال للعمليات املالية
العمل على ضـمان التحكم يف وظـائف املؤسسة بغية الوصول إىل تسيري ّ
و اإلداريةـ اليت تقــوم هبا هــذه األخــرية ،فنظــام الرقابة الداخلية و باإلضــافة إىل أنه أداة للتســيري ،فهو أداة
للوقاية و اإلنــذار عن كل ما ميكن أن ميـس باســتقرار املؤسســة ،ذلك عن ط ــريق التحكم يف املخــاطر و
تعديل إجراءات التسيري يف الوقت املناسب؛
يكمن اهلدف األساسي للرقابة الداخلية يف ضـ ــمان صـ ــحة البيانـ ــاتـ اليت سـ ــتأخذ كأسـ ــاس للحكم
على مــدى صــحة األداء من جهة و على النتــائج اليت ســتظهرها القــوائم احملاســبية و كــذا املركز املايل
إىل جانب محاية املمتلكات من جهة أخرى؛
نش ــاط املراجعة الداخلية يش ــمل املراجعة املالي ــة ،و أخ ــرى للتأكد عن م ــدى االل ــتزامـ بالسياس ــات
و الل ـ ــوائح و الق ـ ــوانني املوض ـ ــوعة ،و مراجعة العملي ـ ــات لألنش ـ ــطة و كافة اإلج ـ ــراءات و العملي ـ ــات
للتحقق من كفايتها و م ــدى انتظامه ــا ،كما ميكن إض ــافة مراجعة نظ ــام املعلوم ــات و درجة األم ــان
املصــاحبة هلا،فقيــام املراجع الــداخلي مبختلف هــذه املراجعــات يكــون لتحقيقـ األهــداف املس ــطرة من
طرف إدارة املؤسسة؛
6 الملخص:
تعمل املراجعة الداخلية على منع و تقليل ح ــدوث األخط ــاء و ه ــذا ما يزيد احلاجة هلا ،فباإلض ــافة
إىل تقدمي النصائح للمديرينـ يف حماولة لتقليلـ و منع األخطاء ،تســعى املراجعة الداخلية أيضا إىل احلد
من اإلسـ ـ ـ ـ ــراف و الضـ ـ ـ ـ ــياع الشـ ـ ـ ـ ــيء الـ ـ ـ ـ ــذي يزيد من املردوديةـ و حيسن األداء و يزيد من الكفـ ـ ـ ـ ــاءة
و الفعالية ،و بالتايل زيادة األرباح املسجلة من طرف املؤسسة؛
تعترب املراجعة الداخلية أداة إدارية تابعةـ لإلدارة العامة للمؤسس ـ ــة ،حبيث تعمل ه ـ ــذه األخ ـ ــرية على
تطـ ـ ــوير و حتسني أنظمة الرقابة الداخليـ ـ ــة ،و حىت حتقق هـ ـ ــذه الوظيفة ال بد من تـ ـ ــوفر الشـ ـ ــروط اليت
تسمح هلا بأداء مهامها بفعالية ،و من أهم هذه الشروط نذكر:
-تغطيةـ املراجعة الداخلية جلميع نشاطات و وظائف املؤسسة ؛
-حتديد املوقع الوظيفي لوظيفةـ املراجعة الداخلية يف اهليكل التنظيمي للمؤسسة مما جيعلها مستقلة عن
بــاقي الوظــائف،ـ مما يضــمن عـدم تــداخلها مع الوظــائف األخــرى و هـذا لضــمان املوضــوعية و احليــاد يف
التقاريرـ املعدة من طرف مصلحة املراجعة الداخلية؛
-جيب أن يك ـ ـ ــون الش ـ ـ ــخص املكلف ب ـ ـ ــأداء مهمة أو وظيفة املراجعة الداخلية على درجة كب ـ ـ ــرية من
النزاهة و اإلملام بامليدان.
و باإلضـ ــافة إىل تـ ــوفر الشـ ــروط املذكورة ،جيب العمل على تعزيزـ وظيفة املراجعة الداخلية باملؤسسة
و ذلك عن طريق:
-من جهة وقوف صارم للمستويات اإلداريةـ العليا من اهليكل التنظيمي للمؤسسة؛
-و من جهة أخرى االعرتاف باخلدمات املقدمة من طرف املراجعة لصاحل املديريةـ العامة.ـ
كما ميكن إضافة النتائج املتعلقة باألدوات املستعملة لتقييم الرقابة الداخلية و اليت مت استعماهلا أثنــاء
القيام بدراسة حالة قسم تصدير الغاز التابع للنشاط التجاري جملمع سوناطراك و اليت هي كالتايل:
إن اس ــتعمال أس ــلوب خمطط ــات سري العملي ــات لوصف ال ــدورة حمل التق ــييم -ال ــدورة "مبيع ــات-
مقبوضـ ــات" -يتمـ ــيزـ بالسـ ــهولة و البسـ ــاطة مع إظهـ ــار و إبـ ــراز خمتلف املراحل املتبعةـ و اإلجـ ــراءات
املتتاليةـ و املتعلقة بال ــدورة ،و لكن ما يع ــاب على ه ــذا األس ــلوب هو أنه ال يق ــوم ب ــإبرازـ املش ــاكل و
أهم النقائصـ اليت تعاين منها الدورة حمل التقييم؛
يتم ــيز أســلوب خرائط الت ــدفق بأنهـ يعطي ملع ــدها أو قارئها فك ــرة س ــريعةـ عن نظ ــام الرقابة الداخلية
و متكنه بسرعة و ســهولة أكرب يف احلكم عن مـدى جودتـه ،و لكن ما يعــاب على هـذا األسـلوب أنه
يتطلب وقتا طــويال ،باإلضــافة إىل صــعوبة اســتعمال الرمــوز و األشــكال اليت مت التطــرقـ هلا يف اجلانب
7 الملخص:
النظ ـ ــري،ـ فعلى املراجع عند اس ـ ــتعمال هـ ــذا األس ـ ــلوب أن يس ـ ــتعملـ الرم ـ ــوز و األش ـ ــكال اليت يراها
مناسبة؛ـ
التأكيد على عدم اقتصار استعمال أسلوب قوائم االستقصاءـ لتقييم الرقابة الداخليــة ،أي التقــييم ال
يقتصرـ على اسـتعمال القـوائم فقـط ،و هـذا راجع إىل أن قـوائم االستقصـاءـ ال تــؤدي إىل فهم حقيقي
لإلجراءات ،كما أن هذه القوائم ال تـبني أهم املشـاكل اليت يعـاين منها نظـام الرقابة الداخليـة ،و هـذا
ما مت مالحظته من خالل تقييم الدورة "مبيعات -مقبوضات" اليت قمنا هبا.
التوصيات:
بينما أهم التوص ــيات املتوصل إليها إثر تق ــييم ال ــدورة "مبيع ــات -مقبوض ــات" لقسم تص ــديرـ الغ ــاز
تتلخص يف النقاطـ التالية:ـ
إن التط ـ ــبيق احلسن لتقس ـ ــيم العمل و املهـ ــام يعترب من الش ـ ــروط الواجبة للوص ـ ــول إىل نظـ ــام للرقابة
الداخلية ذو فعالية و كفـ ـ ــاءة ،فتقسـ ـ ــيم العمل بطريقة جيّـ ـ ــدة يـ ـ ــؤدي إىل التقليل من خماطر الوقـ ـ ــوع يف
األخطاء و حتديد املسؤوليات ،لذلك فعلى قسم تصدير الغاز أن حيسن تطبيقـ هذا األخري؛
ض ـ ــرورة إع ـ ــداد و وضع ك ـ ــتيب لوصف امله ـ ــام و املس ـ ــؤوليات حتت طلب كل ع ـ ــون و موظف
لتفادي خلط يف املسؤوليات ،فهذا الوصف يتمتع باملزايا التالية:
* حتديد مسؤوليات كل عون و موظف يسهل و حيسن العالقات بني خمتلف مصاحل و دوائر املديرية؛
* األعمال املنتظرةـ من كل عون و موظف حمددة بصفة جيّدة و هلم علم هبا؛
* ذهاب العمال و املوظفني ليس هلم تأثري على األعمال و املهام.
وجوب ترك دليلـ مادي على كل العمليات التسيرييةـ احلادثة على مستوى قسم تصــديرـ الغــاز،ـ أي
وثـ ــائق مكتوبة و ممضـ ــاة لكل عملية تسـ ــيريية،ـ مع تفـ ــادي اسـ ــتعمال األسـ ــلوب الشـ ــفهي إلدارة خمتلف
العمليــات احلادثة على حســاب التعليمــات املكتوبة مثل ما مت مالحظته عند نقل و توصــيل أســعار الــبيعـ
اخلاصة مببيعــات الغــاز البــرتويل املميع و الــذي يتم على شــكل شــفهي ،فــرتك دليلـ مــادي عند حــدوث
العمليات يؤدي إىل التطبيقـ السليم للرقابة الداخلية؛
عند دراستنا و تقييمناـ للدورة "مبيعات -مقبوضات" لقسم تصدير الغاز ،سجلنا تــأخري يف إرســال
و وصول كل من:
* املعلومات املتعلقة بأسعارـ املواد الطاقوية؛
* التلكسات املرسلة من طرف الزبائنـ إىل دائرة عمليات الغاز الطبيعي املميّع؛
* تلكسات التوزيع اليومي للغاز الطبيعي و انطالقا من خمتلف نقاط النزع؛
8 الملخص:
و باإلضــافة إىل ما ذكر أعاله ،ســجلنا كــذلك تــأخري يف فــوترة فوائد التــأخري للزبــائنـ املتــأخرينـ عن
دفع ديوهنم.
فكل هـذه التــأخريات املســجلة تــؤدي إىل عرقلة سري خمتلف العمليــات التســيريية ،لــذلك جيب العمل
على احلد أو القضـ ـ ــاء على ه ـ ــذه التـ ـ ــأخريات أو على األقل التقليلـ منها و ذلك لضـ ـ ــمان السري احلسن
ملختلف العمليات التسيريية و بالتايل الدورة "مبيعات -مقبوضات"؛ـ
ضــرورة احتــواء كل امللفـات احملتفظ هبا بقسم تصـديرـ الغــاز على كل الوثــائق الالزمــة،ـ و بــاألخص
ملفـ ــات الزبـ ــائن مثـ ــل :ورقة الـ ــزمن،ـ تقرير الشـ ــحن ،وثـ ــائق الشـ ــحن ...خاصة إذا علمنا أن القسم
يتعاملـ مع خمتلف الزبـ ـ ـ ــائن بصـ ـ ـ ــفة دورية و دائمـ ـ ـ ــة ،ففي حالة حـ ـ ـ ــدوث أي نزاعـ ـ ـ ــات بني القسم و
الزبــائن ،احتــاج هــذا األخري إىل كل املعلومــات الواجبة و الالزمة لتــربيرـ موقفه للزبــون أو أي طــرف
آخر للفصل يف النزاعـ القائم؛
وج ــوب إنش ــاء نظ ــام مالئم لتوثيقـ و ت ــرتيب الوث ــائق على مس ــتوى دائ ــرة املوازنة و مراقبة التس ــيري
التابعةـ لقسم تص ـ ــدير الغ ـ ــاز مع التفكري يف اس ـ ــتعمال التوثيقـ و ال ـ ــرتتيب عن طريقـ الفيلم "Micro-
"filmمن أجل احلفــاظ على املعلومــات و تســهيل الوصــول إليهــا ،خاصة و أن حجم الوثــائق املتعلقة
مبعامالت الغاز الطبيعي املميع و الغاز البرتويل املميع مهم؛
تعريف و توض ـ ــيح عن طريق خمطط ملس ـ ــار املعلوم ـ ــات ملختلف ال ـ ــدوائر و املص ـ ــاحل املكونة للمديريةـ
املاليـ ـة و املديريات و ال ــدوائر املتعاملـ ـة معها من أجل الوص ــول إىل معاجلة س ــريعةـ للمعلوم ــات ،ه ــذا
بصــدد معاجلة نقص التنســيق بني دوائر مديريةـ املالية يف حد ذاهتا و بني هــذه الــدوائر و قسم تصــديرـ
الغاز ،و الراجع لعدم وضوح مسار املعلومات مبديرية املالية.ـ
أما فيما خيص وظيفة املراجعة الداخلية مبجمع سوناطراك ،فيمكن إضافة التوصيات التالية:
العمل على تغيري نظرة املســؤولني على مســتوى املؤسسة لــدور املراجعة الداخليـة و تبيــانـ أمهيتها و
هليكل مراجعة العملي ـ ـ ــات اليت هي تابعة لن ـ ـ ــائب املدير من حيث املس ـ ـ ــتوى اإلداري و م ـ ـ ــدير مديريةـ
مراجعة اجملمع من حيث السلم الوظيفي؛
9 الملخص:
خلق جلنة للمراجعة على مستوى جملس اإلدارة على طريقة أكرب اجملمعات االقتصادية ،و هذا بصدد
جامعة الجزائر
كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير
قسم علومـ التسيير
ملخص حول موضوع:
المراجعة الداخلية ،مهمتها و مساهمتها في تحسين تسيير
المؤسسة
مع دراسة حالة قسم تصدير الغاز التابع للنشاط التجاري
لمجمع سوناطراك
الدورة" مبيعات -مقبوضات" .
ملخص مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة ماجستير في علوم التسيير ،فرع
إدارة األعمال.
إعداد الطالب:
شعباني لطفي.