You are on page 1of 2

‫آفاق جديدةٌ للعلم‬

‫ٌ‬

‫الح ُّ‬ ‫أن فَ َّك رموز ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫أن‬
‫ق ّ‬ ‫طبيعة بأسرها قد بات على األبواب‪ .‬و َ‬ ‫طا‪ ،‬حتّى باتت جماعةٌ من العلماء تظُ ُّن ّ‬‫ش ْو ً‬
‫عصرنا هذا‪َ ،‬‬ ‫‪ -1‬قطعت تكنولوجيا العلم‪ ،‬في‬
‫علم بِها ِمن قبل‪.‬‬
‫أشياء كثيرةً لم ي ُكن له ٌ‬
‫َ‬ ‫نفس ِه‬
‫ف عن ِ‬ ‫امنا هذه‪ِ ،‬‬
‫يعر ُ‬ ‫للعلماء أن يذهبوا إلى مثل هذا الرأي‪ .‬فقد أصبح اإلنسان‪ ،‬في ّأي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫جيز‬
‫ك ُمعطيات تُ ُ‬
‫ُهنا َ‬
‫عن الطّر ِ‬ ‫تطوِرِه‪ .‬كما ّأنهم عرفوا ًا‬
‫كثير ِ‬ ‫ق بِوجوِد الجنس البشري‪ ،‬ومر ِ‬ ‫يكشفوا عن جانِ ٍب ٍ ِ‬
‫مثًل‪ ،‬أن ِ‬
‫تتضافر‬
‫ُ‬ ‫يقة الّتي‬ ‫احل ُّ‬ ‫ّ‬ ‫كبير م َن األسرِار الّتي تتعلّ ُ ُ‬ ‫للباحثين ً‬
‫سم وأج ِه َزتِه‪ .‬ونظ رةٌ‬ ‫ِ‬
‫عضاء ال ِج ِ‬ ‫الدما ِغ بِسائر أ‬ ‫وظائفها‪ ،‬وكيف تجري عملِّيةُ التّ ِ‬
‫فكير‪ ،‬وما عًلقةُ ِّ‬ ‫تعددةُ بِ ِ‬‫الم ّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تقوم األجهزةُ ُ‬
‫المختَلفة‪ ،‬وكيف ُ‬
‫بها أنشطةُ الجسم ُ‬
‫ِ ِِ‬ ‫حكِم بِ‬
‫فكر ِج ِّديًّا في التّ ُّ‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫سريعةٌ يلقيها المرء على االكتِ ِ‬
‫مصيرِه بَِنفسه‪ .‬واّنهُ َ‬
‫صار‬ ‫اإلنسان بات ُي ُ‬
‫َ‬ ‫تسمح لَهُ بِأن يقو َل ّ‬
‫إن‬ ‫ُ‬ ‫في ميدان البيولوجيا‪،‬‬ ‫العظيمة‬ ‫شافات‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حو الّذي يرغب ِ‬
‫فيه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الن ِ‬
‫مة على ّ‬ ‫القاد ِ‬
‫فيه تشكي َل حياتِ ِه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف إلى ِ‬
‫اليوم القريب الّذي يستطيعُ‬ ‫طلَّعُ بِ َ‬
‫شغ ٍ‬ ‫يت َ‬

‫عية التّح ّكم بخصائصه‬


‫الحاد الّذي ما انف ّك قائما بين جماعات ُمختلفة حول تحديد شكل اإلنسان في المستقبل‪ ،‬وحول شر ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬ومهما كانت طبيعة ِّ‬
‫النزاع‬
‫ِ‬
‫ميدان‬ ‫نشهدها في‬
‫ُ‬ ‫اليوم‪،‬‬
‫لعل الثّورةَ الّتي صرنا‪َ ،‬‬
‫بيولوجية كبيرة‪ .‬بل ّ‬
‫ّ‬ ‫خضم ثورة‬
‫ّ‬ ‫هائية تتمثّل في أ ّننا أصبحنا اليوم‪ ،‬نعيش في‬
‫المحصلة ال ّن ّ‬
‫ّ‬ ‫فإن‬
‫الوراث ّية‪ّ ،‬‬
‫كثير نظيراتِها الّتي تحقّقت في ميادين ّ‬
‫علمية أخرى‪.‬‬ ‫البيولوجيا‪ ،‬قد فاقَت بِ ٍ‬

‫تصور ما يمكن أن تُ ِ‬
‫سف َر عنه‬ ‫األمر‪ ،‬ولم يكونوا ِ‬
‫قادرين على ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫كثير من العلماء لم يولوا الثّورةَ البيولو ِجّيةَ أهم ّيةً كبيرةً في ِ‬
‫باد ِ‬ ‫أن ًا‬
‫ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫أيضا‪ّ ،‬‬
‫فت ً‬ ‫ولعل الًلّ َ‬
‫‪ّ -3‬‬
‫مارًدا ِمن شم ٍع‪ .‬ولكن‪ ،‬ما إن‬
‫تكون َنمًار من َوَرق‪ ،‬أو ِ‬
‫َ‬ ‫أن الثّورةَ البيولو ِجّيةَ ال تعدو أن‬
‫بعضهم يظُ ّن ّ‬
‫ُ‬ ‫مجال الجينا ِت‪ .‬لقد كان‬
‫ِ‬ ‫شافات الجديدةُ في‬
‫ُ‬ ‫االكتِ‬
‫شجاعٌ"‪ ،‬عام‬
‫جديد ُ‬
‫ٌ‬ ‫كتابهُ "عالَ ٌم‬
‫َ‬
‫‪1‬‬
‫نشر "ألدوس هاكسلي"‬ ‫ٍ‬
‫ملموس‪ .‬فعندما َ‬ ‫الحلم إلى و ِاق ٍع‬
‫ُ‬ ‫وتحو َل‬
‫ّ‬ ‫أصبح الخيا ُل حقيقةً‪،‬‬
‫َ‬ ‫من‪ ،‬حتّى‬ ‫ت فترةٌ قصيرةٌ ِم َن ّ‬
‫الز ِ‬ ‫مض ْ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫األطفال‪ ،‬وواللدتِهم بِالطّر ِ‬
‫يقة الّتي يجري بِها تفر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إمكان مجي ِئ‬
‫أقر َ‬
‫محض أوهام‪ ،‬أو َ‬‫َ‬ ‫بر‬
‫الصيصان‪ ،‬يعت ُ‬
‫يخ ّ‬ ‫ك‪ ،‬حو َل‬ ‫صوُر الّذي طَ َر َحهُ‪ ،‬آنذا َ‬
‫‪ ،1932‬كان التّ ّ‬
‫ًلثينيات‪.‬‬ ‫ق تلك التّ ُّ ِ‬ ‫إمكان تحقي ِ‬ ‫ِ‬
‫ال "هاكسلي" في الثّ ّ‬ ‫ت خي َ‬ ‫داعب ْ‬
‫صورات الّتي َ‬ ‫َ‬ ‫اليوم ُيؤ ّكدون‬
‫العلماء‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ولكن‬
‫العلمي‪ّ .‬‬‫ِّ‬ ‫الخيال‬ ‫إلى‬

‫ِ‬
‫تشكيل‬ ‫تع ْد مسألةُ‬ ‫ؤكدةُ تتوالى علَينا في ِّ‬
‫كل ٍ‬ ‫صارت الوقائع ِ‬
‫العلمّيةُ الم َّ‬ ‫ِ‬ ‫الهندسةُ الوراثِيّةُ‪َ ،‬‬
‫س ِت َ‬
‫يوم تقر ًيبا‪ .‬كذلك لم ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫خياال؛ واّنما‬
‫حلمأ أو ّ‬‫بعد اآلن‪ً ،‬‬ ‫‪َ -4‬فلَ ْي َ‬
‫تطبيقات تكنولو ِجّي ٍة‪ّ ،‬إنما المشكلةُ هي اعتِبار ٌ‬
‫ات‬ ‫ٍ‬ ‫علمي ٍة‪ ،‬أو نظَ ِريّ ٍة‪ ،‬أو‬
‫ات ّ‬ ‫تصور ٍ‬
‫تكم ُن في ُّ‬ ‫الخيال‪ .‬لَم ِ‬
‫تعد المشكلةُ‪ ،‬ههُنا‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫وضرًبا من‬
‫وهم َ‬ ‫اإلنسان مجرَد ٍ‬
‫ِ ُ ّ‬
‫ق من‬‫القانون‪ ،‬وفري ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رجال‬ ‫ٍ‬
‫وجماعة من‬ ‫ِ‬
‫العلماء‪،‬‬ ‫حادا يدور اليوم بين ٍ‬
‫فئة من‬ ‫جدال ًّ‬
‫فإن ً‬ ‫ٍ‬
‫حاجة إلى ُح ٍ‬ ‫ِ‬ ‫إنسانِّيةٌ‪ ،‬و ٌ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫لول‪ .‬لذلك‪ّ ،‬‬ ‫وقانونيةٌ‪ ،‬ال ت از ُل في‬
‫ّ‬ ‫أخًلقّيةٌ‬ ‫أبعاد‬
‫ب على ذلك تهدي ٌد‬ ‫ِ‬
‫الجديد‪ ،‬من ِ‬ ‫الم ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫صيغة إنسانِّي ٍة للتّ‬
‫ٍ‬ ‫ف إلى الو ِ‬ ‫فس واالجتما ِع‪ِ ،‬‬ ‫الن ِ‬ ‫الخبر ِ‬
‫اء في ِ‬
‫يترتّ َ‬
‫غير أن َ‬ ‫يدان‬ ‫العلمية في هذا َ‬ ‫طبيقات‬ ‫صول إلى‬ ‫ُ‬ ‫يهد ُ‬ ‫علم ّ‬ ‫َُ‬
‫امة اإلنسانِّي ِة‪.‬‬
‫امتهان للكر ِ‬
‫ٌ‬ ‫ينجم عنهُ‬ ‫ٍ‬
‫إنسان‪ ،‬أو َ‬ ‫أي‬ ‫لِ ِ‬
‫حياة ِّ‬

‫عبد اهلل العمر (مجلّة العربي)‬


‫تصرف‬
‫ب ُّ‬

‫‪ -1‬ألدوس هاكسلي‪ :‬كاتب وفيلسوف إنكليزي (‪)1963 -1894‬‬


‫األسئلة‪:‬‬

‫(‪)2‬‬ ‫ص‪.‬‬‫الن ّ‬
‫نادا إلى أفكار ّ‬ ‫الصحيح استِ ً‬
‫‪ -1‬إختر االحتمال ّ‬
‫النص هو حقل اإليمان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫السائد في‬
‫المعجمي ّ‬
‫‪ -‬الحقل ُ‬
‫استح َوذت على اهتِمام العلماء منذ بدايتِها‪.‬‬
‫ْ‬ ‫إن التّكنولوجيا في مجال الهندسة الوراثِّية‬
‫‪ّ -‬‬
‫العلمي‪.‬‬ ‫طور‬
‫أوجه التّ ُّ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ص الجدل القائم بين فئات اجتماعّية ُمختلفة حول بعض ُ‬ ‫الن ّ‬
‫صور ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫ص‪.‬‬ ‫الجد ِل في خاتمة ّ‬ ‫‪ -‬خلُص الكاتِب إلى ِ‬
‫الن ّ‬ ‫حسم َ‬ ‫َ‬

‫ص‪:‬‬ ‫ِ‬
‫اآلتيتين بحسب سياقهما في النّ ّ‬ ‫العبارتين‬
‫َ‬ ‫‪ -2‬إشرح داللة ُك ٍّل َ‬
‫من‬
‫نمر من ورق‪.‬‬‫تكون ًا‬
‫‪-‬ال تعدو أن َ‬
‫(‪)2‬‬ ‫ك رمز الطّبيعة بِاسرها قد بات على األبواب‪.‬‬
‫‪-‬فّ‬

‫(‪)2‬‬ ‫ص‪( .‬بل‪ -‬لذلك)‪.‬‬


‫الن ّ‬
‫المشار إليهما في ّ‬
‫الربط ُ‬
‫‪ّ -3‬بين وظيفة ُك ّل من أداتَي ّ‬

‫(‪)3‬‬ ‫معزًاز إِجابتَك بِ ِس َمتين واردتين فيه ومقرونتَ ِ‬


‫ين بالشواهد‪.‬‬ ‫النص ِّ‬
‫ع ِّ‬ ‫‪ِّ -4‬‬
‫حد ْد نو َ‬

‫(‪)2‬‬ ‫النص‬
‫ّ‬
‫ط بالشكل أواخر كلمات المقطع اآلتي من ِ‬
‫الف ْقرة الثّانية من‬ ‫َ‬ ‫‪ِ -5‬اضبِ ْ‬
‫ك قائما بين جماعات ُمختلِفة حول تحديد شكل اإلنسان في المستقبل‪ ،‬وحول شر ّ‬
‫عية‬ ‫الحاد الّذي ما انف ّ‬
‫ّ‬ ‫ومهما كانت طبيعة النِّزاع‬
‫ِ‬
‫بيولوجية كبيرة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫خضم ثورة‬
‫ّ‬ ‫هائية تتمثّل في ّأننا أصبحنا اليوم‪ ،‬نعيش في‬
‫الن ّ‬
‫المحصلة ّ‬
‫ّ‬ ‫التّح ّكم بِخصائصه الوراثّية‪ّ ،‬‬
‫فإن‬

‫قضيّة الهندسة الوراثية‪ .‬بيّن ذلك ُمفص اًِّل رأيك‪)3( .‬‬


‫‪ -6‬طرح الكاتب في نصّ ه ِ‬

You might also like