You are on page 1of 417

‫وزارة التعلٌم العالً و البحث العلمً‬

‫جامعـة الكوفـة‬
‫كلٌـة اآلداب‬
‫قسم التارٌخ‬

‫الحٌاة الفكرٌة فً النجف االشرف‬


‫‪1561 – 1551‬‬
‫" دراسـة تارٌخٌة "‬

‫أطروحة تقدم بـها‬


‫إلى مجلس كلٌة االداب – جامعة الكوفة‬
‫علً عبد المطلب حموّ د علً خان المدنً‬
‫وهً جزء من متطلبات نٌل درجة الدكتوراه فلسفة التارٌخ المعاصر‬

‫اشراف‬
‫االستاذ المساعد الدكتور‬
‫علً عظم محمد‬

‫‪ 3122‬م‬ ‫‪ 2543‬هـ‬

‫‪1‬‬
‫بسى اهلل انسمحٍ انسحيى‬

‫وَعَهَّىَ آدَوَ األَسًَْبءَ كُهَّهَب ثُىَّ عَسَضَهُىْ عَهَى انًَْالَئِكَتِ فَمَبلَ أَْبِئُىَِي بِأَسًَْبءِ‬

‫هَؤُالَء إٌِْ كُنخُىْ صَبدِلِنيَ (‪ ) 13‬لَبنُىا سُبْحَب َكَ الَ عِهْىَ نَنَب إِالَّ يَب عَهًَّْخَنَب إََِّكَ أَْجَ‬

‫انْعَهِيىُ انْحَكِيىُ (‪) 13‬‬

‫صدق اهلل انعهي انعظيى‬

‫سىزة انبمسة آيت (‪) 13 -13‬‬

‫اقرار انًشرف انؼهًً‬


‫اشيد باف أعداد ىذه األطروحة قد جرى بإشرافي بمراحميا كافة وأرشحيا لممناقشة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫االمضاء ‪:‬‬
‫المشرؼ ‪ :‬أ ‪ .‬ـ ‪ .‬د عمي عظـ محمد‬
‫التاريخ ‪3122 / / :‬‬

‫بناء عمى ترشيح المشرؼ العممي ‪ ،‬وتقرير الخبيريف العممي والمغوي أرشح الرسالة‬
‫لممناقشة ‪.‬‬

‫االمضاء ‪:‬‬
‫رئيس القسـ ‪ :‬أ ‪ .‬ـ ‪ .‬د جاسب عبد الحسيف صييود‬
‫‪3122 /‬‬ ‫‪/‬‬ ‫التاريخ ‪:‬‬

‫شهادة انخبٍر انهغىي‬

‫لقد اطمعت عمى ( أطروحة الدكتوراه ) الموسومة بػ ( الحياة الفكرية في النجؼ‬


‫االشرؼ ‪ 2:79 – 2:69‬ـ ) وقومتيا لغوياً فوجدتيا صالحة لممناقشة ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫توقيع ‪:‬‬
‫االسـ ‪:‬‬
‫الدرجة ‪:‬‬
‫مكاف العمؿ ‪ :‬كمية االداب ‪ /‬جامعة الكوفة‬

‫شهادة انخبٍر انؼهًً‬

‫لقد اطمعت عمى ( أطروحة الدكتوراه ) الموسومة بػ ( الحياة الفكرية في النجؼ‬


‫االشرؼ ‪ 2:79 -2:69‬ـ ) وقومتيا عممياً فوجدتيا صالحة لممناقشة ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫توقيع ‪:‬‬
‫االسـ ‪:‬‬
‫الدرجة ‪:‬‬
‫مكاف العمؿ ‪:‬‬
‫التاريخ ‪:‬‬

‫قرار نجُت انًُاقشت‬


‫استنادان الى محضر الجمسة ( ‪ ) 41‬لمجمس كمية اآلداب المنعقدة بتاريخ ‪ 3144 /5 /32‬بشاف تشكيؿ لجنة‬
‫مناقشة أطركحة الدكتكراه المكسكمة ( الحياة الفكرية في النجؼ االشرؼ ‪ 2:79 -2:69‬دراسة تاريخية )‬
‫نحف رئيس لجنة المناقشة كأعضائيا بأننا اطمعنا عمى‬
‫حمود عمي خاف المدني ) ُ‬ ‫لمطالب ( عمي عبد المطمب ّ‬
‫األطركحة ‪ ،‬كناقشنا الطالب في محتكياتيا ‪ ،‬كفيما لو عالقة بتاريخ ‪. 3144 / /‬‬
‫)‬ ‫فكجدناىا جديرة بالقبكؿ لنيؿ درجة الدكتكراه في التاريخ الحديث كالمعاصر بتقدير (‬

‫‪5‬‬
‫االمضاء‬ ‫االمضاء‬
‫أ ‪ .‬د‪ .‬كريـ مطر حمزة‬ ‫أ ‪ .‬د ‪ .‬عمي ىادم عباس‬
‫كمية التربية – جامعة بابؿ‬ ‫كمية التربية – جامعة بابؿ‬
‫عضكان‬ ‫رئيس المجنة‬

‫االمضاء‬ ‫االمضاء‬
‫أ ‪ .‬ـ ‪ .‬د‪ .‬جاسب عبد الحسيف صييكد‬ ‫أ ‪ .‬ـ ‪ .‬د‪ .‬عالء حسيف الرىيمي‬
‫كمية اآلداب – جامعة الككفة‬ ‫كمية اآلداب – جامعة الككفة‬
‫عضكان‬ ‫عضكان‬

‫االمضاء‬ ‫االمضاء‬
‫أ‪ .‬ـ ‪ .‬د‪ .‬عمي عظـ محمد‬ ‫أ ‪ .‬ـ‪ .‬د‪ .‬ربيع حيدر طاىر‬
‫كمية اآلداب – جامعة الككفة‬ ‫كمية اآلداب – جامعة الككفة‬
‫عضكان كمشرفان‬ ‫عضكان‬
‫صادؽ مجمس كمية اآلداب – جامعة الككفة عمى قرار المجنة ‪.‬‬
‫االمضاء‬
‫االستاذ الدكتكر‬

‫االهـــــــذاء‬
‫انى ‪............‬‬
‫انسر انًستىدع ‪..................‬‬
‫انى ‪...........‬‬
‫سر وجىد انكىٌ ‪.................‬‬
‫‪6‬‬
‫انى ‪..........‬‬
‫بضؼت ابٍها ‪ .......‬انًظهىيت ‪......‬‬
‫انى ‪...........‬‬
‫شفٍؼت انًؤيٍٍُ ٌىو انحشر‬
‫انى ‪..........‬‬
‫)‬ ‫(عليها الصالة والسالم‬ ‫سٍذة َساء انؼانًٍٍ ‪ ....‬فاطًت انزهراء‬
‫وانى ‪........‬‬
‫ونذها بقٍت هللا ‪ .........‬انطانب بانثائر‬
‫انًهــذي انًُتظر ( ػج )‬

‫اهذي جهذي انًتىاضغ ‪ .........‬راجٍا‬


‫انقبىل‬

‫بسى هللا انرحًٍ انرحٍى‬


‫شكر وتقذٌر‬
‫( ارا قصرث ٌذك ػٍ انًكافاة فهٍطم نساَل بانشكر )‬
‫سٍذ انبهغاء وانًتكهًٍٍ‬
‫األياو ػهً بٍ ابً طانب ‪‬‬
‫ٌشرفنً ان اتقدم بفائق الشكر وعظٌم االمتنان الى استاذي المشرف الدكتور علً عظم‬
‫محمد ‪ ،‬لقبوله االشراف على اطروحتً ‪ ،‬ولمابذله من جهد مخلص وصادق ‪ ،‬ولما قدمه لً من‬
‫المصادر والنصح واالرشاد كانت لً عونا ً فً انجاز البحــث ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وٌحتم علًّ واجب وفاء التلمٌذ الستاذه ‪ ،‬والعرفان بالجمٌل ‪ ،‬ان اتقدم بواحز الشكر‬
‫وخالص االمتنان الى استاذي الدكتور عالء حسٌن الرهٌمً على اقتراحه لعنوان االطروحة ‪،‬‬
‫ولمسانه الواضحة فً خطة البحث ‪ ،‬وتوجٌهاته السدٌدة كلما احتجت الى ذلك ‪ .‬جزاه هللا عنً‬
‫خٌر جزاء المحسنٌن ‪.‬‬
‫ولفضل التلمذة ال تً غمرنً بها اساتذتً فً السنة التحضٌرٌة اتوجه لهم بالشكر والتقدٌر‬
‫على جهودهم العلمٌة وتوجٌهاتهم السدٌدة وارائهم القٌمة ‪ ،‬التً كان لها االثر الطٌب فً تجاوز‬
‫الصعاب وتذلٌل العقبات ‪ .‬فجزاهم هللا خٌر الجزاء ‪.‬‬
‫وٌسعدنً ان اتقدم بالشكر والتقدٌر الى زمالئً فً السنة التحضٌرٌة ‪ ،‬واخص بالذكر منهم‬
‫شكراً وعرفانا ً االستاذ اسماعٌل طه الجابري الذي كانت له جهوداً متعددة ‪ ،‬ومعاونة مشهودة ‪،‬‬
‫كان منها دورة فً حصولً على جمٌع وثائق دار الكتب والوثائق المتعلقة بالموضوع ‪ ،‬فضالً‬
‫عن ذلك ماقدمته لً اسرته الكرٌمة من حسن االستقبال وكرم الضٌافة ‪.‬‬
‫ووفاءاً للعاملٌن فً المكتبات العامة والرسمٌة اتقدم بالشكر لكل العاملٌن فً مكتبات االمام‬
‫الحكٌم العامة ‪ ،‬والحٌدرٌة ‪ ،‬ومكتبة كلٌة االداب ‪/‬جامعة الكوفة ‪ ،‬والوحدة الوثائقٌة فً دار الكتب‬
‫والوثائق ‪ .‬كما اشكر زمالئً فً كلٌة التربٌة للبنات الدكتور مقدام الفٌاض والدكتور وسٌم عبود‬
‫واألستاذ احمد بهاء الخفاجً لجهودهم فً تزوٌدي بالكثٌر من المصادر والمراجع العامة ‪.‬‬
‫وان نسٌت فلن انسى فٌض الحب الذي غمرنً به اهل بٌتً الذٌن تحملوا منخصات‬
‫البحث الكثٌرة ‪ ،‬وقدموا لً شتى المساعدة ‪ ،‬فكانوا لً حافز على مواصلة دراستً االكادٌمٌة ‪.‬‬

‫الباحث‬

‫‪1‬‬
‫قائمػػػة الرموز‬
‫دار الكتب والوثائؽ‬ ‫د‪.‬ؾ‪.‬و‬
‫دوف تاريخ‬ ‫د‪.‬ت‬
‫دوف مطبعة‬ ‫د‪.‬ط‬
‫دوف مدينة‬ ‫د‪.‬ـ‬
‫قبؿ الميالد‬ ‫ؽ‪.‬ـ‬
‫مجمد‬ ‫مػج‬
‫التاريخ الميالدي‬ ‫ـ‬
‫التاريخ اليجري‬ ‫ىػػ‬
‫تاريخ الوفاة‬ ‫ت‬
‫الطبعة‬ ‫ط‬
‫الجزء‬ ‫ج‬
‫الصفحة‬ ‫ص‬
‫الورقة‬ ‫و‬

‫المحتويػات‬
‫رقـ الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫ا ‪ -‬ه‬ ‫المقدمػة‬
‫‪51 – 4‬‬ ‫(‬ ‫الفصؿ األوؿ ‪ :‬قرأة أولية عف األوضاع العامة في النجؼ االشرؼ‬
‫‪2:69 -2:56‬ـ )‬
‫‪41 – 3‬‬ ‫المبحث األكؿ ‪ :‬الكاقع االجتماعي كالتركيبة السكانية ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪41 – 44‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬الكاقع االقتصادم‬
‫‪22 –41‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬الحياة المعرفية كالفكرية‬
‫‪51 – 21‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬نشاط التيارات السياسية كمكاقفيا‬
‫‪431 -54‬‬ ‫الفصؿ الثاني ‪ :‬الفكر االصالحي واسياماتو في تطور الحياة الفكرية في‬
‫النجؼ االشرؼ ‪. 2:79 -2:69‬‬
‫‪16 – 53‬‬ ‫المبحث االكؿ ‪ :‬ركافد الفكر االصالحي كتطكره‬
‫‪61 – 11‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬عمماء الديف المصمحيف كاثرىـ في تنامي الكعي الفكرم (‬
‫دراسة في نماذج )‬
‫‪16 – 14‬‬ ‫اكالن ‪ :‬امنة حيدر الصدر (( بنت اليدل ))‬
‫‪00 – 01‬‬ ‫ثانيان ‪ :‬الشيخ محمد ميدم شمس الديف‬
‫‪61 - 06‬‬ ‫ثالثان ‪ :‬الشيخ محمد اميف زيف الديف‬
‫‪445 - 61‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬اف ارزات الفكر االصالحي كنتائجو ( التقريب بيف المذاىب‬
‫أنمكذجان )‬
‫‪431 - 441‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬اسيامات النخبة االدبية في نشر المفاىيـ االصالحية‬
‫‪406 – 430‬‬ ‫الفصؿ الثالث ‪ :‬المرجعية الدينية العميا ودورىا في أسناد الواقع الفكري‬
‫في النجؼ االشرؼ ‪ 2:79 -2:69‬ـ ‪.‬‬
‫‪411 – 436‬‬ ‫المبحث األكؿ ‪ :‬النظاـ التعميمي الحكزكم كتطكره‬
‫‪411 -410‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬اثر المرجعية الدينية في اسناد الفكر‬
‫‪411 -415‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬مفكرك الحكزة العممية كمؤلفييا‬
‫‪406- 411‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬الطركحات الفكرية لتطكير المرجعية الدينية في النجؼ‬
‫االشرؼ‬
‫‪404- 410‬‬ ‫‪ -1‬المرجعية الشاممة ( المؤسسة )‬
‫‪403 – 404‬‬ ‫‪ -2‬المجمس الفقيي‬
‫‪405- 403‬‬ ‫‪ -3‬المرجعية الصالحة كالمكضكعية‬
‫‪406 – 401‬‬ ‫‪ -4‬المرجعية الرشيدة‬
‫‪350- 461‬‬ ‫الفصؿ الرابع ‪ :‬الحركة التعميمية والبناء المعرفي والفكر في النجؼ‬
‫االشرؼ ‪. 2:79 -2:69‬‬
‫‪341 – 464‬‬ ‫المبحث االكؿ ‪ :‬التعميـ كأنكاعو‬
‫‪460 – 464‬‬ ‫اكالن ‪ :‬التعميـ الديني‬
‫‪462 – 464‬‬
‫‪11‬‬
‫‪461 – 462‬‬ ‫‪ -4‬جامعة النجؼ الدينية‬
‫‪460 - 461‬‬ ‫‪ -3‬مدرسة الجزائرم ( مدرسة النجؼ الدينية )‬
‫‪ -2‬المدرسة ال ُشبرية‬
‫‪311 - 466‬‬ ‫ثانيان ‪ :‬التعميـ األىمي‬
‫‪461 – 462‬‬ ‫‪-4‬المدرسة العمكية‬
‫‪460 – 461‬‬ ‫‪-3‬مشركع جامعة الككفة‬
‫‪341 – 311‬‬ ‫ثالثان ‪ :‬التعميـ الرسمي‬
‫‪312 – 311‬‬ ‫‪ -4‬التعميـ العاـ‬
‫‪341 – 341‬‬
‫‪ -3‬كمية الفقو‬
‫‪313 – 340‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬الصحافة كالنشر‬
‫‪322 – 340‬‬ ‫اكالن ‪ :‬الصحافة‬
‫‪320 – 322‬‬ ‫ثانيان‪ :‬الطباعة‬
‫‪313 – 320‬‬ ‫ثالثان ‪ :‬المكتبات‬
‫‪351 – 312‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬الجمعيات الثقافية كاالدبية‬
‫‪316 – 311‬‬ ‫اكالن ‪ :‬جمعية الرابطة االدبية‬
‫‪355 – 316‬‬
‫ثانيان ‪ :‬جمعية منتدل النشر‬
‫‪355‬‬
‫‪351 – 355‬‬ ‫ثالثان ‪ :‬جمعية التحرير الثقافي‬

‫رابعان ‪ :‬جمعية التكجيو الديني‬


‫‪344 – 350‬‬ ‫الفصؿ الخامس ‪ :‬الفكر السياسي في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬التطورات‬
‫والمواقؼ ‪.‬‬

‫‪316 – 314‬‬ ‫المبحث األكؿ ‪:‬تطكر الفكر السياسي‬


‫‪311‬‬ ‫‪ -‬والية الفقيو‬

‫‪312 – 311‬‬ ‫أ‪ -‬كالية الفقيو العامة‬

‫‪311– 312‬‬ ‫ب‪ -‬الكالية المقيدة ( الفقيو كالشكرل )‬

‫‪301 – 310‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬الصراعات الفكرية بيف التيارات السياسية في النجؼ‬
‫االشرؼ ‪.‬‬
‫‪312 – 310‬‬ ‫اكالن ‪ :‬التيار الشيكعي‬

‫‪11‬‬
‫‪302 – 312‬‬ ‫ثانيان ‪ :‬التيار االسالمي‬
‫‪311 – 312‬‬ ‫‪ -4‬حزب الدعكة االسالمية‬
‫‪302 – 310‬‬ ‫‪ -3‬جماعة العمماء‬
‫‪301 – 302‬‬ ‫ثالثان ‪ :‬التيار القكمي‬
‫‪214 – 300‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬مكقؼ النجؼ االشرؼ مف االحداث السياسية في العراؽ‬
‫‪.‬‬
‫‪361 – 300‬‬ ‫اكالن ‪ :‬المكقؼ مف ثكرة ‪ 41‬تمكز ‪4650‬‬
‫‪364 – 361‬‬ ‫ثانيان ‪ :‬قانكف االحكاؿ الشخصية ‪ 00‬لسنة ‪ 4656‬ـ ‪.‬‬
‫‪361 – 364‬‬ ‫ثالثان ‪ :‬انقالب ‪ 0‬شباط ‪. 4612‬‬
‫‪361 – 361‬‬ ‫رابعان ‪ :‬المكقؼ مف ق اررات التاميـ عاـ ‪4611‬‬
‫‪360 – 361‬‬ ‫خامسان ‪ :‬المكقؼ مف القضية الكردية‬
‫‪366 –360‬‬ ‫سادسان ‪ :‬النجؼ االشرؼ كمكقفيا مف عبد الرحمف عارؼ‬
‫‪214 – 366‬‬ ‫سابعان ‪ :‬انقالب ‪ 41‬تمكز ‪ 4610‬كمكقؼ المرجعية الدينية في النجؼ‬
‫االشرؼ‬
‫‪244 – 213‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬مكقؼ النجؼ االشرؼ مف االحداث الدكلية‬
‫‪211 – 213‬‬ ‫اكالن ‪ :‬القضايا العربية (( الفمسطينية انمكذجان ))‬
‫‪211 – 211‬‬ ‫ثانيان ‪ :‬المؤتمر االسالمي في القدس عاـ ‪ 4614‬ـ‬
‫‪216 – 211‬‬ ‫ثالثان ‪ :‬مكقؼ النجؼ االشرؼ مف الفتنة الطائفية في باكستاف‬
‫‪244 –216‬‬ ‫رابعان ‪ :‬المكقؼ مف صراع شاه ايراف حكؿ التغيرات الدستكرية االيرانية عاـ‬
‫‪ 4613‬ـ ‪.‬‬

‫‪241 – 243‬‬ ‫الخاتمة واالستنتاجات‬


‫‪215 – 241‬‬ ‫المالحؽ‬
‫‪266 – 211‬‬ ‫المصادر والم ارجع‬
‫‪1-3‬‬ ‫ممخص األطروحة بالمغة االنكميزية‬

‫‪12‬‬
‫فيرست الجداوؿ‬
‫الصفحات‬ ‫عنواف الجدوؿ‬ ‫ت‬
‫‪5‬‬ ‫عدد سكاف مدينة النجؼ لممدة بيف ‪4651 -4640‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪6‬‬ ‫أعداد الطمبة الدارسيف في الحكزة العممية بحسب بمدانيـ‬ ‫‪3‬‬


‫كبمكجب إحصاء سنة ‪4651‬‬

‫‪23‬‬ ‫صادرات مدينة النجؼ ككارداتيا‬ ‫‪2‬‬

‫‪37‬‬ ‫المطابع التي انشات ‪ 4650 – 4615‬ككميات الكتب التي‬ ‫‪1‬‬


‫طبعت بيا‬

‫‪42‬‬ ‫الصحؼ كالمجالت الصادرة في النجؼ االشرؼ لممدة‬ ‫‪5‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ 4650 – 4615‬ـ‬

‫‪43‬‬ ‫المكتبات التي نشات بيف ‪4650 -4615‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪47‬‬ ‫منظمات الحزب الشيكعي في النجؼ ‪4650 -4615‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪53‬‬ ‫االحزاب كالمنظمات القكمية في النجؼ االشرؼ ‪-4615‬‬ ‫‪0‬‬


‫‪4650‬‬

‫‪58‬‬ ‫الحركات كاالحزاب االسالمية في النجؼ االشرؼ ‪– 4615‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪4650‬‬

‫‪6:‬‬ ‫عدد الزكار االجانب الكافديف الى النجؼ االشرؼ حسب‬ ‫‪41‬‬
‫االحصاء السكاني عاـ ‪ 4615‬ـ ‪.‬‬

‫‪6:‬‬ ‫نسب االجانب في النجؼ االشرؼ كالمحافظات الى‬ ‫‪44‬‬


‫مجمكعيـ في العراؽ لسنة ‪4615‬‬

‫‪76‬‬ ‫نماذج مف المجالت العربية كالعراقية التي كانت تصؿ‬ ‫‪43‬‬


‫النجؼ االشرؼ خالؿ مدة البحث‬

‫‪8:‬‬ ‫نماذج مف القصص االصالحية الى بنت اليدل‬ ‫‪42‬‬

‫‪92‬‬ ‫النتاج الفكرم لمشيخ محمد ميدم شمس الديف خالؿ مدة‬ ‫‪41‬‬
‫البحث‬

‫‪:6‬‬ ‫نماذج مف مؤلفات الشيخ محمد اميف زيف الديف‬ ‫‪45‬‬

‫‪225‬‬ ‫اىـ المؤتمرات التي شارؾ فييا الشيخ عمي كاشؼ الغطاء‬ ‫‪41‬‬

‫‪226‬‬ ‫اسماء الشخصيات التي نشرت في مجمة رسالة االسالـ‬ ‫‪41‬‬

‫‪244‬‬ ‫نماذج مف المدارس الدينية في النجؼ االشرؼ المستمرة في‬ ‫‪40‬‬


‫عطأىا العممي‬

‫‪248‬‬ ‫المنياج الدراسي المتبع في حكزة النجؼ االشرؼ تاريخيان‬ ‫‪46‬‬

‫‪254‬‬ ‫اسماء مدرسي مدرسة العمكـ االسالمية‬ ‫‪31‬‬

‫‪256‬‬ ‫برنامج مدرسة العمكـ االسالمية‬ ‫‪34‬‬

‫‪273-271‬‬ ‫اسماء الككالء كاسيامتيـ الفكرية الممثميف لمرجعية النجؼ‬ ‫‪33‬‬


‫االشرؼ ‪4610 -4650‬ـ‬

‫‪275‬‬ ‫مخطط المشركع االصالحي لميسد محسف الحكيـ‬ ‫‪32‬‬

‫‪14‬‬
‫( قدس سره )‬

‫‪296‬‬ ‫الييكؿ التنظيمي الطركحة المرجعية المكضكعية حسب‬ ‫‪31‬‬


‫طرح السيد محمد باقر الصدر‬

‫‪299‬‬ ‫ىيكمية المرجعية الرشيدة‬ ‫‪35‬‬

‫‪2:4‬‬ ‫اسماء اساتذة جامعة النجؼ الدينية‬ ‫‪31‬‬

‫‪2:9‬‬ ‫نماذج مف خريجي المدرسة الشبرية في النجؼ االشرؼ‬ ‫‪31‬‬

‫‪313‬‬ ‫اعداد طمبة المدرسة العمكية خالؿ المدة المبحث ‪– 4650‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪ 4610‬ـ‬

‫‪321‬‬ ‫اعداد المكتبات في المدارس االبتدائية في النجؼ االشرؼ‬ ‫‪36‬‬


‫حسب عدد الكتب كالقراء لممدة مف ‪ 4610 -4650‬ـ‬

‫‪323‬‬ ‫المكاد الدراسية في كمية الفقو حسب الفصكؿ الدراسية‬ ‫‪21‬‬

‫‪324‬‬ ‫اساتذة كمية الفقو في دكرتيا االكلى ‪4613 -4656‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪325‬‬ ‫الطالب الخمس االكائؿ مف خريجي الدكرة االكلى في كمية‬ ‫‪23‬‬


‫الفقو عاـ ‪4613‬‬

‫‪326‬‬ ‫نماذج مف خريجي الدفعة االكلى لكمية الفقو ‪4613-4656‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪327‬‬ ‫اعداد الطمبة المسجميف في كمية الفقو خالؿ المدة ‪-4650‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪4610‬‬

‫‪32:‬‬ ‫اعداد الجرائد كالمجالت في النجؼ االشرؼ مقارنة بعددىا‬ ‫‪25‬‬


‫في مدف عراقية اخرل‬

‫‪341‬‬ ‫نماذج مف المقاالت في الصحافة النجفية خالؿ مدة البحث‬ ‫‪21‬‬

‫‪344‬‬ ‫النشرات المدرسية الصادرة خالؿ المدة ‪4610-4650‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪348‬‬ ‫المطبكعات النجفية ‪4610-4650‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪349‬‬ ‫احصاء لعدد المطابع كالمطبكعات لبعض المدف العراقية‬ ‫‪26‬‬


‫‪4610 -4650‬‬

‫‪352‬‬ ‫فركع مكتبة الحكيـ العامة في العراؽ كخارجو‬ ‫‪11‬‬

‫‪359‬‬ ‫نماذج مف الشخصيات المشاركة في المكاسـ الثقافية‬ ‫‪14‬‬


‫كبحكثيـ‬

‫‪15‬‬
‫‪368‬‬ ‫نماذج مف اصدارات جمعية التكجيو الديني خالؿ مدة البحث‬ ‫‪13‬‬

‫‪386‬‬ ‫مراحؿ العمؿ كسماتيا لحزب الدعكة االسالمي‬ ‫‪12‬‬

‫‪388‬‬ ‫تكاتر صدكر ( منشكرات صكت الدعكة ) في النجؼ‬ ‫‪11‬‬


‫االشرؼ ‪4610-4611‬‬

‫المقػػدمة‬
‫أطار البحث وتعريؼ المصادر‬
‫الفضاء الفكرم لمدينة النجؼ االشرؼ ‪ ،‬فضاءان ‪ ،‬كمزيج معقد التركيب مف تيارات دينية داخؿ المرجعية‬
‫الدينية ‪ ،‬كتيارات يسارية شيكعية كقكمية ‪ ،‬ككانت ىذه المدينة المصد الفكرم لمتيارات السياسية التي حمت في‬
‫حيث أصبحت تمؾ التيارات أحزاب سياسية منظمة ادهن‬
‫ُ‬ ‫العراؽ السيما في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ‪،‬‬
‫دك انر في التاريخ المعاصر مثؿ الحزب الشيكعي العراقي كأحزاب قكمية ‪ ،‬كأحزاب طائفية تشكمت بالعراؽ بعد‬
‫االستقالؿ ‪ ،‬كتمثؿ الفترة ‪ 4650‬ـ – ‪ 4610‬ـ قمة الصراع السياسي كالعطاء الفكرم لمدينة النجؼ االشرؼ ‪،‬‬
‫اذ شيدت ىذه الفترة صراع فكريان بيف السمطة كالتيار الديني كما ىك الحاؿ في الصراع بيف مرجعية السيد اإلماـ‬
‫محسف الحكيـ كالحككمات المتعاقبة خالؿ مدة الدراسة ‪ ،‬عالكة عمى ذلؾ فاف ىذه الفترة تمثؿ فترة اإلرىاب‬
‫الفكرم الذم استمر حتى سقكط نظاـ حزب البعث عاـ ‪ 3112‬ـ ‪ ،‬ذلؾ اإلرىاب الذم كصؿ لحد التصفية‬
‫الجسدية بيف التيارات المتصارعة كما يسمى بالحرس القكمي ‪ ،‬عيد عبد السالـ محمد عارؼ خير دليؿ عمى‬
‫ذلؾ ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫كىذا ما دفعنا لدراسة الحياة الفكرية في النجؼ االشرؼ التي نشأت فييا ثقافة فريدة النيا جمعت المتناقضات‬
‫في الفقو كاألصكؿ كاألدب ‪ ،‬كالتيار المادم كالقكمي ‪ ( ،‬التيارات العممانية ) فكانت حياة فكرية متنكعة ‪،‬‬
‫اتخذت ىذه االتجاىات الفكرية مف القمـ كسيمة باعتبارىا سالح كىذا خط تبناه ركاد الفكر الديني في النجؼ‬
‫االشرؼ في تمؾ الفترة مما اثر في المجتمع بشكؿ كبير ‪.‬‬
‫حاكلنا دراسة الحقبة الزمنية مف تاريخ النجؼ المعاصر لعمننا نسيـ في الكشؼ عف دكر النجؼ الفكرم في‬
‫شتى جكانب الحياة ‪ ،‬حيث كاف مف الطبيعي اف نتكقؼ عند عاـ ‪ 4610‬ـ لما مثمتو الفترة التاريخية ما بعد عاـ‬
‫‪ 4610‬ـ مف استخداـ السمطة االعداـ كسيمة لكؿ مف يخالؼ رأييا كتكجياتيا السياسيو ‪.‬‬
‫تقع األطركحة مف المقدمة كخمسة فصكؿ ‪ ،‬كخاتمة كاستنتاج كضع فييما الباحث اىـ النتائج التي تكصؿ‬
‫الييا البحث ‪.‬‬
‫جاء الفصؿ األوؿ تحت عنكاف " لمحات عف األوضاع العامة في النجؼ االشرؼ ‪" 2:69 -2:56‬‬
‫كدرس فيو الباحث أكضاع مدينة النجؼ االشرؼ االجتماعية كاالقتصادية ‪ ،‬كتطكرات اإلحداث السياسية في‬
‫العراؽ كانعكاساتي ا عمى الكاقع النجفي كالمكقؼ منيا ‪ ،‬ثـ عرج عمى دراسة الكاقع المعرفي كالفكرم في المدينة‬
‫خالؿ ذات المدة ‪ ،‬ليككف بمثابة فصؿ تمييدم يييئ االرضية المناسبة لبحث تمؾ الجكانب يشكؿ فصؿ كخالؿ‬
‫المدة ‪. 4610 -4650‬‬
‫كتناكؿ الفصؿ الثاني الذم كاف بعنكاف " الفكر االصالحي واسياماتو في تطور الحياة الفكرية في النجؼ‬
‫االشرؼ ‪ ، " 2:79 -2:69‬ركافد ىذا الفكر كتطكره ‪ ،‬فضالن عف دراسة نماذج مف أعمدة الفكر اإلصالحي ‪،‬‬
‫مسمطان الضكء عمى ابرز نتاجاتيـ الفكرية ‪ ،‬كمف ثـ إف ارزات ىذا الفكر المتمثمة بنمكذج التقريب بيف المذاىب ‪،‬‬
‫مع عدـ إغفاؿ إسيامات النخبة األدبية في التركيج لتمؾ األفكار ‪ ،‬كنشر مفاىيميا داخؿ المجتمع النجفي ‪.‬‬
‫كقدـ الفصؿ الثالث ‪ " :‬المرجعية الدينية العميا ودورىا في دعـ الواقع الفكري في النجؼ االشرؼ ‪-2:69‬‬
‫‪ 2:79‬ـ " ‪ ،‬بيف تطكر النظاـ الحكزكم خالؿ مدة البحث بإدخاؿ مناىج تالئـ ركح العصر كالتجديد ‪ ،‬كأكد‬
‫عمى دكر المرجعية في دعـ الفكر كتقدمو باإلضافة إلى ذكر عددان مف مؤلفييا كنتاجاتيـ الفكرية كالتي تككف‬
‫قسمان منيا طرح لمنقاش ألكؿ مرة ككانت الطركحات الفكرية لتطكير عمؿ المرجعية خالؿ مدة البحث مف‬
‫المباحث الذم تناكليا المكضكع ‪.‬‬
‫كاختص الفصؿ الرابع " الحركة التعميمية والبناء المعرفي والفكري في النجؼ االشرؼ ‪" 2:79 -2:69‬‬
‫‪ ،‬تضمف ثالث مباحث ‪ ،‬األكؿ أختص بالتعميـ داخؿ المدينة كأنكاعو ‪ ،‬كالثاني ‪ :‬بحث الطباعة كالنشر كشمؿ‬
‫الصحؼ الصادرة كالمطابع العاممة كدكر المكتبات متخذان مف مكتبة األماـ الحكيـ كنمكذج لما ليا مف ثقؿ‬
‫معرفي داخؿ العراؽ كخارجو مف خالؿ فركعيا التي بمغت خمسة كستكف فرعان ‪ ،‬ككاف الثالث ‪ :‬تناكؿ الجمعيات‬
‫الثقافية كاألدبية كدكرىا الفكرم ‪.‬‬
‫كاخي انر جاء الفصؿ الخامس ‪ " :‬الفكر السياسي في النجؼ االشرؼ التطور والمواقؼ ‪2:79 -2:69‬‬
‫ـ " تناكؿ ابرز تطكرات الفكر السياسي المتمثؿ بطرح مشركع كالية الفقيو مجددان نً في الساحة النجفية كظيكر‬

‫‪17‬‬
‫نظرية الكالية العامة ك النظرية المقابمة الثانية كالتي تدعى النظرية المقيدة ‪ ،‬كبيف الفصؿ التيارات السياسية‬
‫المتمثمة بالشيكعية كاإلسالمية كالقكمية كالصراع فيما بينيا ‪ ،‬اذ ارتى الباحث بدراسة التيار الشيكعي اكالن ألنو‬
‫الفكر السياسي الذم كاف ممي انز ك المييمف في الساحة العراقية عامة كالنجفية خاصة بعد ثكرة ‪ 41‬تمكز ‪4650‬‬
‫ـ ‪ ،‬ثـ تناكؿ الباحث التيار اإلسالمي ثانيان لردة الفعؿ المتمثمة بتشكيؿ جماعة العمماء كاصدار المؤلفات الفكرية‬
‫الرادة عميو كمثاالن عمى ذلؾ كتابي "فمسفتنا " و " اقتصادنا" لفيمسكؼ العصر السيد محمد باقر الصدر ‪ ،‬كدرس‬
‫التيار القكمي ثالثان لبدء مرحمة الصراع الدمكم بعد اف ىيمف عمى الساحة العراقية اباف انقالبي البعث األكؿ‬
‫‪ 4612‬ـ كالثاني عاـ ‪ 4610‬ـ مع التياريف الشيكعي كاإلسالمي ‪ ،‬اذ كصؿ تصادمو إلى حد التصفية الجسدية‬
‫كاستخداـ كافة كسائؿ العنؼ كالترىيب ‪.‬‬
‫تضمنت " الخاتمة " أىـ ماتكصؿ إليو الباحث مف استنتاجات كاستقراءات في دراستو المتكاضعة ىذه ‪.‬‬
‫إعتمد الباحث في إعداد ىذه األطركحة مجمكعة مف الكثائؽ غير المنشكرة كالكثائؽ المنشكرة كعدد كبير مف‬
‫" دار‬ ‫المصادر كالمراجع العربية كالمترجمة ‪ ،‬احتمت الكثائؽ العراقية غير المنشكرة كالمحفكظة في أرشيؼ‬
‫الكتب والوثائؽ " مكاف الصدارة حيث شغمت حي انز كبي انر مف االطركحة كخاصة الفصؿ الرابع كالخامس بما‬
‫احتكتة مف معمكمات تفصيمية ميمة ‪ ،‬عجزت المصادر االخرل عف تكفيرىا ‪.‬‬
‫استقا كالباحث ايضان مف الكثائؽ العراقية المنشكرة سيما تمؾ الكثائؽ المتعمقة بمقررات مجمس لكاء كربالء العاـ‬
‫كخاصة في الفصؿ األكؿ ‪ .‬كاعتمد الباحث عمى عدد مف المخطكطات منيا ‪ :‬مخطكطات ( كاظـ محمد عمي‬
‫شكر ) األربع التي إفادت ال باحث ‪ ،‬كمخطكطة محمد حسيف الطالقاني ( جكلة صحفية في المانيا االتحادية )‬
‫كمخطكطة ( تاريخ المرجعية ) لمسيد محمد بحر العمكـ ‪ ،‬كرغـ عدـ التزاـ كتابابتيا بالتسمسؿ الزمني لالحداث ‪،‬‬
‫كلكنيا تبقى ذات قيمة كبيرة ‪ ،‬سيما كاف مؤلفييا كاف مف المعاصريف لمعظـ احداث تمؾ الفترة كالمشاركيف فييا ‪.‬‬
‫لـ يغب عف بالنا االسترشاد باراء كمعمكمات المعاصريف لإلحداث ممف كانت ليـ صالت بالحياة الفكرية في‬
‫النجؼ ‪ ،‬مع عدـ اغفاؿ اف الباحث قد استخدـ ىذه المقابالت بحذر شديد ككف ىذه المعمكمات المستقاة مف ىذا‬
‫الجانب معرضة لمزيادة كالنقصاف تارة كالمبالغة كالتيكيؿ تارة اخرل ‪ ،‬كليذا فقد اعتمدنا محاكرة الشخصيات التي‬
‫مازالت عمى قيد الحياة كالتي ساىمت بصكرة جادة في الحياة الفكرية في النجؼ االشرؼ ‪.‬‬
‫كاستعاف الباحث بعدد مف الرسائؿ كاالطاريح الجامعية المتخصصة التي سمطت عمى تاريخ النجؼ االشرؼ‬
‫كابراز التط كرات االجتماعية كاالدبية كالسياسية ‪ ،‬اذ مدت الباحث بمعمكمات قيمة ذات اىمية كبيرة لـ تتداكليا‬
‫في األغمب األعـ المصادر كالمراجع المعنية بالمكضكع ‪ ،‬كمنيا رسالة جالكم عبطاف المكسكمة ( التيارات‬
‫الفكرية السياسية في النجؼ االشرؼ ‪ ، ) 4650 -4615‬كمنيا الدكتكر رحيـ عبد الحسيف ( اثر المجدديف في‬
‫الحياة السياسية كالثقافية في النجؼ ‪ ، ) 4612 -4615‬كرسالة لدكتكر صالح القريشي ( السيد محمد تقي‬
‫الحكيـ كجيكده العممية ) ‪ ،‬كرسالة احمد عبد اليادم ( المرجعية الدينية ‪ ،‬دراسة في فكرىا السياسي كمكاقفيا‬
‫السياسية في العراؽ ) كغيرىا مف الرسائؿ كاالطاريح األخرل ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اعتمدت األطركحة في محتكياتيا عمى مجمكعة مف المصادر كالمراجع ‪ ،‬تنكعت حسب مقتضيات فصكليا‬
‫كاف مف بينيا ‪:‬كتاب الدكتكر مقداـ عبد الحسف الفياض ( تاريخ النجؼ السياسي ) كىك باالصؿ رسالة‬
‫ماجستير ككتاب الدكتكر حيدر نزار عطية المعنكف ( المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ ) ككتاب الدكتكرة‬
‫كسف سعيد الكرعاكم المعنكف ( السيد محسف الحكيـ دراسة في دكره السياسي كالفكرم في العراؽ ‪-4611‬‬
‫‪ ) 4611‬كىذاف الكتاباف عمى الرغـ مف اىميتيما اال انيما لـ يعطياف عف الحياة الفكرية في النجؼ االشرؼ ‪،‬‬
‫اذ يالحظ عم ى الباحثيف االبتعاد عف طبيعة الحياة الفكرية في النجؼ ‪ ،‬اال انيما افاد الباحث بكثير مف‬
‫المعمكمات القيمة التي كردت في ثناياه البحث ‪ ،‬كغيرىا مف المراجع التي تضمنت معمكمات قيمة أفادت البحث‬
‫بكؿ جكانبو كىي محفكظة في المكتبات العامة كالخاصة في المدينة ‪.‬‬
‫كاعتمد الباحث عمى المصادر االنكميزية الذم يظير التأثير االجتماعي عمى الكاقع الفكرم كالمعرفي كالمعنكف‬
‫‪:‬‬
‫‪Ayor , Harold M. and chide F. klom , Reading in urban geography , university of‬‬
‫‪Chicago perss . Chicago . 1959 .‬‬
‫أما الكتاب االجنبي الثاني احتكل عمى معمكمات حكؿ حزب الدعكة اإلسالمية خاصة كالتيار‬
‫اإلسالمي كجيكده المبذكلة لمتصدم إلى تيارات طفح نشاطيا عمى الساحة العراقية كىك تحت عنكاف ‪:‬‬
‫‪T.M Aziz , T.M ., The RoLe OF Muhammad Bagir Al- sadr in shi apolitical Activism‬‬
‫‪in Iraq from 1958- 1980 Int . J . middle East stud . No . 25 , U.S.A , 1993 .‬‬
‫كاحتمت الدكريات ‪ " ،‬صحؼ كمجالت " ‪ ،‬جزءان ميمان مف مصادر البحث اذا اعتمد الباحث عمى المجالت‬
‫النجفية بحصكلو عمى المعمكمة لككف ( الصحافة ) تابعت اإلحداث التي دارت سكاء داخؿ المدينة اك خارجيا‬
‫ككا نت المجالت النجفية بمثابة كثيقة تاريخية التي حفظت لنا أحداث النجؼ االشرؼ في المجاالت الفكرية‬
‫كاالجتماعية كالسياسية ‪ ،‬كاذكر منيا المجالت‪ ( :‬النجؼ ) (االيماف) ‪ ( ،‬العدؿ ) ‪ ( ،‬المعارؼ ) كغيرىا المثبت‬
‫في قائمة المصادر ‪.‬‬
‫(‬ ‫ككاف لمصحافة البغدادية ثقؿ كاضح فييا ‪ ،‬فكانت مف المصادر التاريخية الميمة كاخص بالذكر منيا‬
‫البالغ ) ‪ ( ،‬التربية اإلسالمية ) ‪ ( ،‬الشعب ) كغيرىا عالكة عمى المصادر المثبتة في قائمة المصادر ‪.‬‬
‫أما الصحؼ العربية كاألجنبية ‪ ،‬مثمت جزء ميـ مف مصادر الدراسة ‪ ،‬كمكاف ثقميا مميز ‪ ،‬فقد أمدتني‬
‫(‬ ‫بمعمكمات كافرة عف الحقبة التاريخية الخاصة باألطركحة كاخص بالذكر ( العرفاف ) ‪ ( ،‬المشرؽ )‬
‫الكحدة اإلسالمية ) المبنانية كمجالت ( العالـ ) ‪ ( ،‬الفكر الجديد ) ‪ ( ،‬الغد ) المندنية ‪ ،‬ككاف لمصحافة الصادرة‬
‫في إيراف مكانيا في األطركحة كمنيا ‪ ( :‬صحيفة لكاء الصدر ) ‪ ( ،‬مجمة صكت األمة ) ‪.‬‬
‫ك اعتقد اف بحثان كيذا يمكف اف يشمؿ كؿ جكانب الحياة الفكرية في النجؼ االشرؼ اال انو يمكف يفتح ابكابان‬
‫مقفمة لدراسة الحياة الفكرية في النجؼ االشرؼ السيما الفترة االحقة لباحثنا اف يعطي صكرة عف كاقع تمؾ الحياة‬
‫بمعكقاتيا كطبيعتيا كأفكارىا ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫كختامان ‪ ....‬أقكؿ ىذا جيدان متكاضعان أخمصت لو النيو كبذلت فيو الجيد فاف جاء محققان لمقصد فبتكفيؽ مف‬
‫اهلل كتسديد منو ‪ ،‬كاف جاء عكس ذلؾ فاني أقكؿ كبتكاضع شديد لمغاية إني اجتيدت كبذلت ما في كسعي‬
‫كلممجتيداف أصاب أجراف كاف أخطأ اجر كاحد ‪ ،‬كاهلل كراء القصد ‪ ،‬كاسأؿ الجميؿ عز كجؿ أسألو اليداية‬
‫كالغفراف فمنو كحده التكفيؽ كلو كحده المف كالفضؿ كالثناء الحسف ‪.‬‬
‫الباحث‬

‫الفصل األول‬

‫قراءة اولٌة عن األوضاع العامة فً النجف االشرف‬

‫‪1551 – 1545‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الواقع االجتماعً والتركٌبة السكانٌة ‪.‬‬

‫المبحث الثانً ‪:‬الواقع االقتصادي ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬الحٌاة المعرفٌة والفكرٌة ‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪:‬نشاط التٌارات السٌاسٌة ومواقفها ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫المبحث األوؿ‬
‫الواقع االجتماعي والتركيبة السكانية‬
‫كتاثر ‪ ،‬فتصبح معيا دراسة الحالػة التاريخيػة غيػر منعزلػة‬‫تاثير نا‬
‫ترتبط العمكـ االجتماعية بعالقات متبادلة نا‬
‫عػػف المػػؤثرات الجغرافيػػة ‪ ،‬كالتركيبػػة االجتماعيػػة كاالقتصػػادية(‪ ، )4‬فيكػػكف التطػػكر االجتمػػاعي كالعم ارنػػي فػػي أم‬
‫مدينػػة ‪ ،‬كالنجػػؼ االشػػرؼ خصكص ػان ‪ -‬ككنيػػا مكضػػكع الد ارسػػة – مرتبطػػا بعػػامميف رئيسػػيف ‪ ،‬أكليمػػا ‪ :‬المكقػػع‬
‫الجغرافي لممدينة ‪ ،‬كالذم تػنعكس مػف خاللػو مجمػؿ العالقػات فػي مختمػؼ نػكاحي الحيػاة ‪ ،‬سػكءان مػع االقمػيـ ‪ ،‬اك‬
‫مع الدكؿ المحيطة بتمؾ المدينة كالثاني ىك ما متكفر مف اإلحصاءات السكانية الدقيقة التي يستطيع الباحث مػف‬
‫خالليػػا اف يرسػػـ صػػكرة حقيقيػػة لحجػػـ التطػػكر الػػذم البػػد اف يحصػػؿ تبعػػا لمكثافػػة السػػكانية زيػػادة اك نقصػػانان (‪،)3‬‬
‫اخذيف بنظػر االعتبػار مػا تكلػده اليجػرة السػكانية الػى المدينػة مػف زيػادة فػي عػدد السػكاف ػ تكػكف معيػا الزيػادة فػي‬
‫متناغما بشػكؿ طػردم مػع تمػؾ اليجػرة ‪ ،‬ممػا‬
‫ن‬ ‫حجـ الخدمات كتكفيرىا كمف ثـ تاثيرىا عمى التطكر العاـ لممدينة ‪،‬‬
‫يحتـ عمى الباحث دراسة المكقع الجغرافي لكاحدة مف ابرز المدف الدينية مكانة ‪ ،‬كرابع مدف العراؽ سكانا(‪.)2‬‬
‫تقػع مدينػػة النجػػؼ االشػػرؼ فػػي اقصػػى الطػػرؼ الجنػػكبي الغربػػي لمسػػيؿ الرسػػكبي كضػػمف قسػػمو الشػػمالي‬
‫المطؿ عمى الصحراء ‪ ،‬مبتعدة عف مدينػة الككفػة المقدسػة بمسػافة (‪41‬كػـ) ‪ ،‬كعػف جنػكب غػرب العاصػمة بغػداد‬
‫بمسػ ػػافة (‪411‬كػ ػػـ) ‪ ،‬مش ػ ػرفة حافاتيػ ػػا الغربيػ ػػة عمػ ػػى مػ ػػنخفض بحػ ػػر النجػ ػػؼ (‪ ،)1‬كيمتػ ػػاز مناخيػ ػػا بالخصػ ػػائص‬
‫الص ػػحراكية فيك ػػكف ح ػػار ج ػػاؼ ص ػػيفان ‪ ،‬ب ػػارد ممط ػػر ش ػػتاءان ‪ ،‬تس ػػكد في ػػو الري ػػاح الغربي ػػة ‪ ،‬مم ػػا يع ػػرض المدين ػػة‬
‫لمعكاصؼ الترابية بعض أياـ السنة(‪.)5‬‬
‫ارتبطت مدينة النجػؼ االشػرؼ كحسػب مكقعيػا اعػاله بشػبكة مػف طػرؽ النقػؿ المكصػمة بينيػا كبػيف مػدنيا‬
‫الص ػػغيرة ‪ ،‬كمحافظ ػػات العػ ػراؽ االخ ػػرل ‪ ،‬فاص ػػبحت ى ػػذه الش ػػبكة كس ػػيمة ميم ػػة م ػػف كس ػػائؿ االتص ػػاؿ ال ػػداخمي‬
‫كالخػػارجي بالمدينػػة (‪ ،)1‬فتعػػد ش ػراييف الحيػػاة بالنسػػبة لممدينػػة المقدسػػة التػػي سػػيمت عمميػػة انتقػػاؿ ال ازئػريف كطػػالب‬

‫(‪ )4‬لمعمكمػػات اكسػػع عػػف المكضػػكع ينظػػر ‪ :‬ىيػػكج اكػػتف ‪ ،‬د ارسػػة التػػاريخ كعالقاتيػػا بػػالعمكـ االجتماعيػػة ‪ ،‬ترجمػػة محم ػكد ازيػػد ‪،‬‬
‫(بيركت ‪ ،‬دار العمـ لممالييف ‪.)4612،‬‬
‫‪(2) ayor, Harold M. and clyde F. klom, Reading in urban geography , university of Chicago press,‬‬
‫‪Chicago, 1959, p. 256.‬‬
‫(‪ )2‬ن ػػاجي كداعػػة الشػػريس ‪ ،‬لمحػػات م ػػف ت ػػاريخ النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ( ،‬النج ػػؼ ؛ مطبعػػة القض ػػاء ‪ )4612 ،‬ص‪33‬؛ جعفػػر ب ػػاقر‬
‫محبكب ػػة ‪ ،‬ماضػ ػي النج ػػؼ كحاض ػػرىا ‪ ،‬ط‪ ( ، 3‬بي ػػركت ‪ ،‬دار االضػ ػكاء ‪، )4601 ،‬ج‪ ،4‬ص‪ – 111‬ص ‪116‬؛ (الع ػػدؿ)‬
‫"مجمة" ‪ ،‬النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ايار ‪ ،4615‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.34‬‬
‫(‪ )1‬تبمغ مساحة بحر النجؼ (‪ )4011‬ميؿ مربع ‪ ،‬كاف اعمؽ نقطة فيو تقع دكف مستكل سطح البحر بػ (‪ )42‬متر ‪ ،‬ينظر‪ :‬احمد‬
‫سكسة ‪ ،‬كادم الفرات كمشركع سدة اليندية ‪ ( ،‬بغداد ‪ ،‬د‪.‬مط ‪، )4615 ،‬ج‪ ،3‬ص‪.315‬‬
‫(‪ )5‬خطار سكار كنكرم خميػؿ ‪ ،‬جغرافيػة العػراؽ ‪ ( ،‬بغػداد ‪ :‬د‪ .‬مػط ‪ ،)4616 ،‬ص‪-55‬ص‪15‬؛ جعفػر بػاقر محبكبػة ‪ ،‬المصػدر‬
‫السابؽ ‪ ،‬ح‪ ، 4‬ص‪.1‬‬
‫(‪ )1‬كاىػػـ تمػػؾ الطػػرؽ ‪ ،‬طريػػؽ نجػػؼ – ككفػػة ‪ ،‬ثػػـ الػػى الحمػػة كبغػػداد ‪ ،‬كطريػػؽ جنػػكب النجػػؼ المػػار ابػػك صػػخير‪،‬الحيرة ثػػـ الػػى‬
‫الديكانيػػة كالسػػماكة كذم قػػار ‪ ،‬كطريػػؽ النجػػؼ كػربالء بمحػػاذاة نيػػر الككفػػة ‪ ،‬ثػػـ طريػػؽ الحػػج البػػرم المػػؤدم الػػى مكػػة المكرمػػة‬
‫‪21‬‬
‫فضػؿ‬
‫العمكـ الكافديف الييا كي ينيمكا مف نمير حكزتيا الثػر ‪ ،‬ممػا حػدا ببعضػيـ الػى االسػتقرار الػدائـ ‪ ،‬فػي حػيف ل‬
‫القسػػـ االخػػر االقامػػة المؤقتػػة ريثمػػا يتقن ػكا العمػػكـ الشػػرعية كاالحكػػاـ االسػػالمية ‪ ،‬ليعػػكدكا بعػػدىا الػػى بمػػدانيـ كىػػـ‬
‫محمميف بتراث اسالمي كانساني ‪ ،‬يمقي بظاللو عمى تمؾ البمداف (‪.)4‬‬
‫اثػػر ىػػذا الكجػػكد س ػكاء المؤقػػت اك الػػدائـ ‪ ،‬عمػػى حجػػـ الخػػدمات المقدمػػة ‪ ،‬ككػػذلؾ عمػػى طبيعػػة العالقػػات‬
‫ػاء ‪ ،‬حتػػى امتػػد ىػػذا التػػاثير الػػى زيػػادة مممكسػػة فػػي حجػػـ‬
‫االجتماعيػػة داخػػؿ مجتمػػع المدينػػة المقدسػػة اخػػذان كعطػ ن‬
‫السكاف الذم تظيره االحصاءات السكانية التي سنعرض ليا الحقان‪.‬‬
‫فمػػـ تكػػف فػػي العػراؽ كمنػػذ اكاخػػر العيػػد العثمػػاني ‪ ،‬كمػػرك انر بمرحمتػػي االحػػتالؿ كاالنتػػداب البريطػػاني ‪ ،‬ايػػة‬
‫احصػػاءات دقيقػػة كمنظمػػة ‪ ،‬بػػؿ كانػػت ىنػػاؾ تقػػديرات كتخمينػػات تقػػكـ بيػػا السػػمطات المحتمػػة الغ ػراض تجاريػػة ‪،‬‬
‫فتاتي غير دقيقة كال شمكلية ‪ ،‬كمقتصرة عمى كاليات محددة دكف غيرىا(‪.)3‬‬
‫كان ػػت مدين ػػة النج ػػؼ م ػػف ب ػػيف تم ػػؾ الم ػػدف الت ػػي ل ػػـ تش ػػيد احص ػػاءا رس ػػميا س ػػكل ف ػػي ع ػػامي ‪ 4611‬ك‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬اذ اظيػػر االكؿ اف عػػدد سػػكاف المدينػػة كػػاف (‪ )67372‬نسػػمة ‪ ،‬بينمػػا جػػاء الثػػاني بعػػدد سػػكاف بمػػغ‬ ‫‪4651‬‬
‫(‪ )9:2:1‬نسمة ‪ ،‬كقد تميز االحصاء االخير بدقة اكثر مف سابقو ‪ ( ،‬العتماد الحكومة انػذاؾ عمػى مجموعػة‬
‫مف الموظفيف المدربيف الذيف استخدموا سجالت خاصة باالحصاء)(‪.)5‬‬
‫كلتسػميط الضػكء عمػى سػكاف النجػؼ خػالؿ مرحمتػي التقػديرات كاالحصػاءات نثبػت الجػدكؿ رقػـ (‪ )4‬الػذم‬
‫يكضح تطكر عدد السكاف في تمؾ المدينة‪.‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)2‬‬

‫حيث بيت اهلل الحراـ ‪ ،‬كالذم تـ تنشيطو عاـ ‪ 4625‬بعد االتفاؽ مع العربيػة السػعكدية كالػذم كػاف يطمػؽ عميػو طريػؽ زبيػدة ‪،‬‬
‫اذ تػػـ تجديػػده عػػاـ ‪ ،4615‬لتفاصػػيؿ اكثػػر عػػف تمػػؾ الطػػرؽ ينظػػر ‪( :‬اليػػاتؼ) "مجمػػة" ‪ ،‬النجػػؼ ‪ ،‬تشػريف االكؿ ‪ 4611‬العػػدد‬
‫(‪ ، )314‬ص‪22‬؛ عبد الحسيف زيني ‪ ،‬االحصاء السكاني ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬بغداد ‪ -:‬دار الحرية لمطباعة ‪ ، )4611 ،‬ص‪424‬؛ (‬
‫النجػػؼ) "مجمػػة" ‪ ،‬النجػػؼ ‪ 31 ،‬كػػانكف الثػػاني ‪ ، 4651‬العػػدد (‪ ، )4‬ص‪2‬؛ حسػػف عيسػػى الحكػػيـ ‪ ،‬طريػػؽ زبيػػدة ‪ ( ،‬جامعػػة‬
‫الككفة ‪ :‬مركز دراسات الككفة ‪.)3111 ،‬‬
‫(‪ )4‬طػػارؽ نػػافع الحمػػداني ‪ ،‬طبيعػػة الحركػػة الفكريػػة ‪ ،‬بحػػث منشػػكر فػػي كتػػاب حضػػارة الع ػراؽ ‪ ( ،‬بغػػداد ‪ ،‬دار الحريػػة لمطباعػػة ‪،‬‬
‫‪، )4605‬ج‪ ، 44‬ص‪.01‬‬
‫(‪ )3‬عف تمؾ االحصاءات ينظر ‪ :‬حسف االسػدم ‪ ،‬ثػكرة النجػؼ عمػى االنكميػز ‪( ،‬بغػداد ‪ :‬دار الحريػة ‪ )4615 ،‬ص‪ 45‬؛ محسػف‬
‫عبد الصاحب المظفر ‪ ،‬مدينة النجؼ الكبرل – دراسة في نشأتيا كعالقتيا االقميمية ‪( ،‬بغداد ‪ :‬دار الحرية لمطباعة‪)4603 ،‬‬
‫ص‪ 22‬؛ حيػػدر سػػعد الصػػفار ‪ ،‬مجتمػػع مدينػػة النجػػؼ بػػيف سػػنتي ( ‪ )4626-4623‬د ارسػػة فػػي التػػاريخ االجتمػػاعي ‪ ،‬رسػػالة‬
‫ماجسػػتير ( جامعػػة بابػػؿ ‪ ،‬كميػػة التربيػػة ‪ ، )3111 ،‬ص‪ 1-1‬ص؛ جػػالكم عبطػػاف ‪ ،‬التيػػارات الفكريػػة السياسػػية فػػي النجػػؼ‬
‫االشرؼ ‪ ،4650-4615 ،‬رسالة ماجستير ‪( ،‬بغداد ‪:‬معيد التاريخ العربي ‪ ، ) 3111 ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )2‬اف اكؿ احصاء اجرم لمدينة النجؼ كاف عاـ ‪ ،4644‬اجرتو رئاسة االركاف البريطانية العامػة ‪ ،‬كالػذم اظيػر اف عػدد سػكانيا‬
‫قد بمغ (‪ )43‬الؼ نسمة‪.‬‬
‫(‪ )1‬عبد الحسيف زيني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ 424‬؛ جالكم عبطاف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫‪22‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عدد سكاف مدينة النجؼ لممدة بيف ‪2:68 – 2:29‬‬
‫المالحظات‬ ‫عدد سكاف المدينة‬ ‫سنة االحصاء‬ ‫ت‬
‫تق ػ ػػديرات رئاس ػ ػػة االرك ػ ػػاف البريطاني ػ ػػة كاعتم ػ ػػد اس ػ ػػمكب‬ ‫‪15.111‬‬ ‫‪4640‬‬ ‫‪-4‬‬
‫التخميف‪.‬‬
‫تقديرات دكائر احصاء قضاء النجؼ‪.‬‬ ‫‪15.111‬‬ ‫‪4634‬‬ ‫‪-3‬‬
‫اجرت ػ ػػو قائمقامي ػ ػػة قض ػ ػػاء النج ػ ػػؼ ‪ ،‬كاعتب ػ ػػر اكث ػ ػػر دق ػ ػػة‬ ‫‪21.111‬‬ ‫‪4623‬‬ ‫‪-2‬‬
‫العتماده عمى ترقيـ الدكر ‪.‬‬
‫قامت بو دائرة النفكس العامة في بغداد ‪.‬‬ ‫‪51.111-11.111‬‬ ‫‪4621‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اجرت ػػو دائػ ػرة النف ػػكس العام ػػة ف ػػي بغ ػػداد ‪ ،‬معتم ػػدة عم ػػى‬ ‫‪51.314‬‬ ‫‪4611‬‬ ‫‪-5‬‬
‫خبراء بريطانييف ‪.‬‬
‫اجرت ػ ػػو دائػ ػ ػرة النف ػ ػػكس العام ػ ػػة ف ػ ػػي العػ ػ ػراؽ كك ػ ػػاف اكث ػ ػػر‬ ‫‪06.461‬‬ ‫‪4651‬‬ ‫‪-1‬‬
‫االحصاءات دقة ‪.‬‬

‫اف قراءة دقيقة كمتأنيػة ليػذا الجػدكؿ تظيػر زيػادة كاضػحة لمسػكاف خػالؿ السػنكات العشػرة االخيػرة ‪ ،‬بمغػت‬
‫نسبتيا (‪ ، )%47‬كىذا متأت مف زيادة نسبة الكالدات ‪ ،‬مع زيادة اعداد الكافديف الػى المدينػة لغػرض الد ارسػة مػف‬
‫بم ػػداف مختمف ػػة م ػػف الع ػػالـ االس ػػالمي ‪ ،‬كالت ػػي يكض ػػحيا الج ػػدكؿ رق ػػـ (‪ ، )3‬ك ػػاف ابرزى ػػا االحس ػػاء كالقطي ػػؼ(‪،)3‬‬
‫كالبحػريف كاالح ػكاز كلبنػػاف(‪ ،)2‬حتػػى كػػاف لي ػؤالء الكافػػديف دك انر ميمػان فػػي تطػػكير الد ارسػػة الدينيػػة فػػي حػػكزة النجػػؼ‬
‫االشرؼ ‪ ،‬مف خالؿ ادخػاؿ الحداثػة كالعصػرية عمػى معظػـ الد ارسػات الدينيػة ‪ ،‬ككػاف مػف ابػرز مػف قػاـ بػذلؾ ىػـ‬
‫الطمبة المبنانيكف الدارسكف في الحكزة العممية في النجؼ االشرؼ (‪.)1‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)3‬‬

‫(‪ )4‬معمكمات الجدكؿ مستقاة مف ‪ :‬المممكة العراقيػة ‪ ،‬ك ازرة الشػؤكف االجتماعيػة ‪ (،‬بغػداد ‪ :‬د‪ .‬مػط ‪ ، )4651 ،‬ص‪461‬؛ محسػف‬
‫عبد الصاحب المظفر ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪31‬؛ حيدر سعد الصفار ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪46‬؛ نػاجي كداعػة الشػريس‬
‫‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫(‪ )3‬عبػػد اهلل الشػػيخ عمػػي الخنيػػزم ‪ ،‬ذكػػرل الػػزعيـ الخنيػػزم ‪ ( ،‬النجػؼ ‪ :‬المطبػػع الحيدريػػة ‪ ، )4651 ،‬ص‪42‬؛ حيػػدر المرجػػاني‪،‬‬
‫خطباء المنبر الحسيني ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪ ، )4616 ،‬ص‪.22‬‬
‫(‪ )2‬محمد عمي الحكماني ‪ ،‬بيف النيريف دجمة كالفرات ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مطبعة الكشاؼ ‪ ، )4611 ،‬ح‪ ، 3‬ص‪-213‬ص‪.212‬‬
‫(‪ )1‬محم ػػد رض ػػا ش ػػمس ال ػػديف ‪ ،‬م ػػف النج ػػؼ ال ػػى عامم ػػة ‪( ،‬العرف ػػاف) "مجم ػػة" ‪ ،‬ص ػػيدا ‪ ،‬المجم ػػد ‪ ، 4651 ،21‬الجػػػزء (‪، )2‬‬
‫ص‪ -202‬ص‪. 150‬‬
‫‪23‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اعداد الطمبة الدارسيف في الحوزة العممية بحسب بمدانيـ وبموجب احصاء سنة ‪2:68‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫عدد الطالب‬ ‫بمد الطالب‬ ‫ت‬


‫‪15.05‬‬ ‫‪061‬‬ ‫ايراف‬ ‫‪-4‬‬
‫‪41.10‬‬ ‫‪231‬‬ ‫العراؽ‬ ‫‪-3‬‬
‫‪41.50‬‬ ‫‪231‬‬ ‫باكستاف‬ ‫‪-2‬‬
‫‪42.03‬‬ ‫‪311‬‬ ‫االفغاف كالتبت‬ ‫‪-1‬‬
‫‪2.12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫اليند ككشمير‬ ‫‪-5‬‬
‫‪3.11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫سكريا كلبناف‬ ‫‪-1‬‬
‫‪4.13‬‬ ‫‪31‬‬ ‫البحريف كالقطيؼ كاالحساء‬ ‫‪-1‬‬
‫‪%411‬‬ ‫‪4651‬‬ ‫المجمكع‬

‫يعكد االستقطاب السكاني الذم تمتعت بػو مدينػة النجػؼ الػى كجػكد ميػزتيف رئيسػيتيف ىمػا ‪ :‬كجػكد المرقػد‬
‫المقدس لالماـ عمي بف ابي طالب (‪ ، )‬حيػث يجػذب سػنكيان عػددان لػيس باليسػير مػف ال ازئػريف الػذيف يتبركػكف‬
‫بالمرقد الشريؼ ‪ ،‬اك مف الذيف يجمبكف جثاميف امكاتيـ ليػدفنكا فػي مقبػرة كادم السػالـ ‪ ،‬التػي تعػد اكبػر مقبػرة فػي‬
‫العػػالـ االسػػالمي(‪ ،)3‬امػػا المي ػزة الثانيػػة فتتمثػػؿ بػػالحكزة العمميػػة التػػي تسػػتقطب االالؼ مػػف الطػػالب الكافػػديف مػػف‬
‫مختمؼ البمداف االسالمية طمبان لمعمـ ‪ ،‬كاستكماالن لتحصيؿ العمكـ الشرعية(‪.)2‬‬
‫سػػاعدت المي ػزتيف اع ػاله عمػػى نمػػك فئتػػيف اجتمػػاعيتيف ‪ ،‬االكلػػى تتمثػػؿ" بالعممػػػاء " "رجػػػاؿ الػػػديف" عمػػى‬
‫مختمؼ مستكياتيـ العممية ‪ ،‬كالتي غدت طبقة اجتماعية ليا مميزاتيا االجتماعية كمكانتيا العممية ‪ ،‬التي تتأسػس‬
‫عمى ضكئيا قيما دينية كاخالقية تصؿ حد القدسية لتمؾ الفئة ‪ ،‬اما الفئة الثانية فيي تمثؿ "طمبػة العمػوـ الدينيػة"‬
‫الػػذيف جػػاءكا لغػػرض التحصػػيؿ العممػػي ‪ ،‬كاالنتظػػاـ فػػي الحػػكزة العمميػػة ‪ ،‬كالػػذيف تنػػامى دكرىػػـ فيمػػا بعػػد لػػيس فػػي‬
‫المجتمع النجفي فحسب ‪ ،‬بؿ كفي مجتمعاتيـ االصمية عند عكدتيـ الييا(‪.)1‬‬

‫(‪)4‬الجدكؿ مف عمؿ الباحث مستعينا بالمصادرالتالية‪ :‬حسف الحكيـ ‪ ،‬المفصؿ في تاريخ النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الككفة‬
‫لمطباعة كالشر ‪ ، )3110 ،‬ج‪ ، 1‬ص‪31-31‬؛ عبد اليادم الحكيـ ‪ ،‬حكزة النجؼ االشرؼ ‪ ،‬النظاـ كمشاريع االصػالح ‪( ،‬‬
‫بغداد ‪ :‬مطبعة العدالة ‪ ، ) 3111 ،‬ص‪. 341‬‬
‫(‪ )3‬محسػ ػ ػػف عبػ ػ ػػد الصػ ػ ػػاحب المظفػ ػ ػػر ‪ ،‬كادم السػ ػ ػػالـ مػ ػ ػػف اكسػ ػ ػػع مقػ ػ ػػابر العػ ػ ػػالـ ‪( ،‬النجػ ػ ػػؼ ‪ :‬مطبعػ ػ ػػة النعمػ ػ ػػاف ‪، )4611 ،‬‬
‫ص‪ -00‬ص‪.411‬‬
‫(‪ )2‬مصطفى جماؿ الديف ‪ ،‬الديكاف ‪(،‬بيركت ‪ :‬دار المؤرخ العربي ‪ ، )3110 ،‬ج‪ ، 4‬ص ‪ – 25‬ص ‪. 20‬‬
‫(‪ )1‬عبد الرزاؽ الياللي ‪ ،‬معجـ العػراؽ ‪ ( ،‬بغػداد ‪ :‬مطبعػة النجػاح ‪ ، )4652 ،‬ج‪ ، 4‬ص‪414‬؛ محمػد جػكاد مغنيػة ‪ ،‬مػع عممػاء‬
‫النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مطبعة نمنـ ‪ ، )4612 ،‬ص‪.45‬‬
‫‪24‬‬
‫سػػاعد كجػػكد ىػػاتيف الفئتػػيف عػػف تنشػػيط الحالػػة االقتصػػادية كالثقافيػػة ‪ ،‬كىػػذا مػػا سػػاعد عمػػى ظيػػكر فئػػة ثالثػػة‬
‫تعمػػؿ عمػػى تػػكفير مسػػتمزمات الحيػػاة العامػػة ‪ ،‬كمسػػتمزمات الد ارسػػة الحكزكيػػة ‪ ،‬تمػػؾ ىػػي " فئػػة التجػػار والكسػػبة‬
‫والحرفييف " ‪ ،‬اضافة الى الكتبيف الذيف سعكا لتكفير الكتاب كالصحيفة لطالب الحكزة العممية ‪ ،‬كىي مكممة لمفئػة‬
‫الثالثة(‪.)4‬‬
‫نمػت بػدكرىا حجػـ النخبػة المثقفػة‬ ‫ساعدت الحاجة الى الكتاب عمى تنامي حركة الطباعػة كالنشػر ‪ ،‬كالتػي ل‬
‫النجفيػػة ‪ ،‬ف ارجػػت فػػي االس ػكاؽ تجػػارة الكتػػاب ‪ ،‬التػػي اخػػذت بػػالنمك كاالتسػػاع ‪ ،‬فكانػػت عػػامالن ميم ػان مػػف عكامػػؿ‬
‫االتصػػاؿ بػػالمحيط الخػػارجي(‪ ،)3‬اذ كػػاف لمنخبػػة المثقفػػة دك ار ميمػان فػػي رفػػد الصػػحؼ كالمجػػالت بالمقػػاالت االدبيػػة‬
‫التي اتصفت بالرصانة كالجدية ‪ ،‬كعكست امكانية المثقؼ النجفي مف التاثير في المحيط االقميمي(‪.)2‬‬
‫تالزـ مع ىذا االتساع في حركة النشر ظيكر سػمة مميػزة مػف سػمات المجتمػع النجفػي ‪ ،‬التػي يكػاد ينفػرد‬
‫بيػا عػػف بعػض المجتمعػػات ‪ ،‬كىػي انتشػػار العديػد مػػف المجػالس االدبيػػة كالثقافيػة كالدينيػػة ‪ ،‬التػي خمقػػت حالػة مػػف‬
‫الحػراؾ الثقػػافي فػػي المجتمػػع النجفػػي ‪ ،‬دفعػػت الػػى تنػػامي الػػكعي المعرفػػي كالفكػػرم ‪ ،‬كشػػكمت دعامػػة اساسػػية مػػف‬
‫دعامات التطكر الفكرم في المدينة ‪ ،‬لـ يقتصر عمى مجتمعيا فحسب بؿ امتد في تاثيره الى باقي المدف العراقية‬
‫‪ ،‬فغدت النجؼ االشرؼ كاحدة مف ابرز مدف الثقافة كالفكر(‪.)1‬‬
‫كػػاف لالسػػر العمميػػة كاالدبيػػة النجفيػػة ‪ ،‬مجػػالس متخصصػػة يتكارثيػػا االبنػػاء عػػف االبػػاء ‪ ،‬كيعممػػكف عمػػى‬
‫تطكيرىا كتنامييا ‪ ،‬حتػى غػدت عنكانػا بػار از لممدينػة ‪ ،‬كسػمة كاضػحة مػف السػمات الثقافيػة النجفيػة(‪ ،)5‬فكانػت ليػا‬
‫مكضكعاتيا التػي يتـ النقاش حكليا ‪ ،‬كما كانت ليا اياما محػددة غالبا ما تككف يكمي الخميس كالجمعة ‪ ،‬ككانت‬
‫تمػػؾ المكضػػكعات مختمفػػة بػػاختالؼ ركادىػػا ‪ ،‬فينػػاؾ مجػػالس االسػػتفتاء ‪ ،‬كاخػػرل ادبيػػة بحتػػةيتبارل فييػػا الشػػعراء‬
‫كاالدبػػاء ‪ ،‬التػػي يحتػػدـ فييػػا النقػػاش حػػكؿ مشػػكمة سياسػػية اك مكضػػكع فكػػرم ‪ ،‬ككػػاف دكر ىػػذه المجػػالس يتعػػدل‬
‫الػػى اكثػػر ممػػا ذكػػر ‪ ،‬اذ فييػػا تحػػؿ المشػػاكؿ داخػػؿ المدينػػة ‪ ،‬كمنيػػا تنطمػػؽ بعػػض مشػػاريع الخيػػر كاالصػػالح فػػي‬
‫المدينة بدعـ المتبرعيف الذيف كانكا يحضركف تمؾ المجالس (‪.)1‬‬

‫(‪ )4‬عمػػي عبػػد المطمػػب عمػػي خػػاف ‪ ،‬الحيػػاة االجتماعيػػة فػػي النجػػؼ ‪ ،4623-4641‬رسػػالة ماجسػػتير ‪ (،‬جامعػػة الككفػػة ‪ :‬كميػػة‬
‫االداب‪ ، )3111 ،‬ص‪26-20‬؛ كاظـ محمد عمي شكر ‪ ،‬االرىاط العربية في النجػؼ الغركيػة ‪(( ،‬مخطػكط )) ‪ (،‬النجػؼ ‪:‬‬
‫مكتبة المؤلؼ الشخصية ‪ ،‬د‪.‬ت) ك ‪.1‬‬
‫(‪( )3‬الغرم) "مجمة" ‪ ،‬النجؼ‪ 31 ،‬تشريف االكؿ ‪، 4626‬العدد (‪، )41‬ص‪ ،1‬تشريف االكؿ ‪ ،4611‬العدد (‪ )5‬ص‪.44‬‬
‫(‪ )2‬عف نماذج مف تمؾ المقاالت ينظر‪( :‬العرفاف) "مجمة" ‪،‬صيدا ‪ ،‬مجمد ‪ 32 ،36‬تشػريف الثػاني ‪ ،4626‬العػدد (‪ )312‬ك (‪)311‬‬
‫(رسػػالة) "مجمػػة" ‪ ،‬القػػاىرة ‪ ،‬السػػنة الثانيػػة ‪ ،4616 ،‬العػػدد (‪ )1‬ص‪1‬؛ (المنػػار) "مجمػػة" ‪ ،‬بيػػركت ‪ ،4656 ،‬العػػدد (‪، )10‬‬
‫ص‪.414‬‬
‫(‪ )1‬عبد الرزاؽ محي الديف ‪ ،‬الحالي كالعاطؿ ‪ ( ،‬القاىرة ‪ :‬مطبعة السعادة ‪ ، )4611 ،‬ص‪.43‬‬
‫(‪ )5‬كاظـ محمد عمي شكر ‪ ،‬تاريخ المجالس النجفية (( مخطكط)) ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مكتبتو الخاصة ‪ )4662 ،‬ك‪.41‬‬
‫(‪ )1‬عدم حاتـ عبد الزىرة ‪ ،‬النجؼ االشرؼ كحركة التيار االصػالحي ‪ ( ،4623-4610 ،‬بيػركت ‪ :‬دار القػارئ لمطباعػة كالنشػر‬
‫‪ ، )3115 ،‬ص‪32‬؛ جعفر باقر محبكبة ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬الجزء االكؿ ‪ ،‬ص‪.315‬‬
‫‪25‬‬
‫ص ػػنفت المج ػػالس النجفي ػػة ال ػػى ع ػػدة انػ ػكاع بحس ػػب الكظيف ػػة الت ػػي كان ػػت تؤديي ػػا ‪ ،‬فج ػػاء اكلي ػػا" مجػػػالس‬
‫االستفتاء " التي كاف يعقدىا المرجع الديني اك مف ىك بمنزلتو ‪ ،‬لالجابة عمى اسئمة الحاضريف الشرعية ‪ ،‬لتككف‬
‫تمؾ االجابة دليؿ عمؿ لمممتزميف بالشرع القكيـ ال يحيدكف عنيا ‪ ،‬ككاف الشيخ محمد حسيف النػائيني(‪ ،)4‬اكؿ مػف‬
‫عقد لو مجمسان مف ىذا النكع لمرد عمى اسئمة كاستفسارات عامة الناس ‪.‬‬
‫خمقػػت اجكبػػة المرجػػع كاسػػتفتاءاتو حالػػة مػػف ذلػػؾ الػػكعي لػػدل الحضػػار سػػرعاف مػػا تناقمكىػػا الػػى االخ ػريف‬
‫لتخمؽ بدكرىا حالة مف اتساع مساحة الػكعي الػديني(‪ ،)3‬كمػف مجػالس ىػذا النػكع التػي اشػتيرت خػالؿ مػدة البحػث‬
‫مجمس السيد محمد البغدادم(‪ ،)2‬كمجمس السيد محمد سعيد الحكيـ(‪ ،)1‬كمجمس الشيخ محمد رضا اؿ ياسيف(‪.)5‬‬
‫ياسيف(‪.)5‬‬
‫كتػ ػػاتي "مجػػػػػالس االدبػػػػػاء " فػ ػػي المرتبػ ػػة الثانيػ ػػة مػ ػػف حيػ ػػث االىميػ ػػة كالحضػ ػػكر النػ ػػكعي ‪ ،‬كمناقشػ ػػاتيا‬
‫لممكضكعات االدبية مف شعر كقصة كركاية كغيرىا (‪ ،)1‬كلـ يقتصر حضارىا عمػى النخبػة المثقفػة ‪ ،‬بػؿ كثيػ ار مػا‬

‫(‪ )4‬محمد حسيف النائيني (‪ :)4621-4011‬كلد في نائيف بايراف عاـ ‪4011‬ـ‪ ،‬مف اسرة عمميػة حرصػت عمػى تعميمػو فػي مراحمػو‬
‫االكلى ‪ ،‬غادر الى النجؼ عاـ ‪4005‬ـ‪ ،‬كاستمر حتى عاـ ‪ 4061‬منػتقال بػيف النجػؼ ككػربالء كسػامراء ‪ ، ،‬حتػى اسػتقر فػي‬
‫النجؼ ‪ ،‬كاف مف انصار المشركطة كاكتسب شيرة كاسعة بعد الثكرة العراقيػة الكبػرل عػاـ ‪4631‬ـ ‪ ،‬فنػافس السػيد ابػك الحسػف‬
‫جكز فيو اقامػة االنظمػة الدسػتكرية‬
‫االصفياني عمى المرجعية ‪ ،‬الؼ عاـ ‪ ،4616‬كتابو الشيير ( تنبيو االمة كتنزيو بو الممة) ل‬
‫في البالد االسالمية ‪ ،‬تكفي سنة ‪ .4621‬امجد سعيد المحاكيمي ‪ ،‬محمد حسيف النائيني (دراسة تاريخية) ‪ ،‬رسػالة ماجسػتير ‪،‬‬
‫( بي ػػركت ‪ :‬دار االضػ ػكاء‬ ‫(جامع ػػة الككف ػػة ‪ :‬كمي ػػة االداب ‪)3111 ،‬؛ جعف ػػر ال ػػدجميمي ‪ ،‬مكس ػػكعة النج ػػؼ االش ػػرؼ ‪،‬‬
‫لمطباعة كالنشر ‪ ، )4661 ،‬ح‪ ، 44‬ص‪.311‬‬
‫(‪ )3‬محم ػػد حس ػػيف المظف ػػر ‪ ،‬المس ػػاجالت االدبي ػػة (( مخط ػػكط)) ‪ ( ،‬النج ػػؼ ‪ ،‬مكتبت ػػو الخاص ػػة ‪ ،‬د ‪ .‬ت) ك‪30‬؛ محم ػػد ميػ ػػدم‬
‫االصفي ‪ ،‬مدرسة النجؼ كتطكر الحركة االصالحية فييا ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪ ، ) 4611 ،‬ص‪. 25‬‬
‫(‪ )2‬محمػػد البغػػدادم ‪ : 4613 – 4003‬كلػػد فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬كػػاف غزيػػر العمػػـ ‪ ،‬فقييػػا كاديبػػا كشػػاع ار كمجاىػػدا ‪ ،‬درس فػػي‬
‫حكزة النجؼ االشرؼ عمى يد المال كاظـ الخراساني كالشيخ حسيف النائيني كشيخ الشريعة االصفياني ‪ ،‬شػيد الشػركطة ككػاف‬
‫مف انصارىا ‪ ،‬اصبح مرجعان لمتقميد ‪ ،‬تكفي سػنة ‪ ،4613‬كدفػف فػي النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬ينظػر ‪ :‬اغػا بػزرؾ الطي ارنػي ‪ ،‬طبقػات‬
‫اعالـ الشيعة ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬االداب ‪ ، )4612 ،‬ح‪ ،4‬ص‪.013‬‬
‫(‪ )1‬محمد سعيد الحكيـ ‪ ، )4615-4001( ،‬كلد في النجؼ عاـ ‪ ،4001‬كتمتع بمكانة اجتماعية مرمكقة ‪ ،‬ككػاف مجمسػو خاصػا‬
‫خاصػػا باىػػؿ الحػػؿ كالعقػػد ‪ ،‬كيحض ػره كبػػار رجػػاؿ كم ارجػػع الػػديف ‪ ،‬تػػكفي عػػاـ ‪ ،4615‬كػػاظـ الفػػتالكم ‪ ،‬المنختػػب مػػف اعػػالـ‬
‫الفكر كاالدب‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د‪.‬ط‪ ، )4660 ،‬ص‪.21‬‬
‫(‪ )5‬محمد رضا اؿ ياسيف ‪ ،)4610-4010( ،‬مف مراجع الديف فػي النجػؼ ‪ ،‬كشػيكخ الفقػو كاالصػكؿ كاالدب ‪ ،‬كلػد سػنة ‪،4010‬‬
‫لو مؤلفات ابرزىا ‪ ،‬بمغة ال ارغبيف في فقو اؿ ياسيف ‪ ،‬تعميقات عمى كسػيمة النجػاة ‪ ،‬ديػكاف شػعر كغيرىػا ‪ .‬تػكفي سػنة ‪4610‬ـ‬
‫‪ ،‬ينظر ‪ :‬محمد ىادم االميني ‪ ،‬معجـ رجاؿ الفكر خالؿ الفا عاـ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪ ، ) 4611 ،‬ح‪ ، 4‬ص ‪11‬‬
‫(‪ )1‬لممزيػػد عػػف ىػػذه المجػػالس ينظػػر ‪ :‬جعفػػر بػػاقر محبكبػػة ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص‪315‬؛ عمػػي عبػػد المطمػب عمػػي خػػاف ‪،‬‬
‫المصدر السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬
‫‪26‬‬
‫كانت تستيكم طالب المدارس ذكم االتجاىات االدبية الذيف كثي ار ما كػانكا يثيػركف مسػائؿ نقاشػية تتكسػع دائرتيػا‬
‫خارج تمؾ المجالس ‪ ،‬فتعـ الفائدة كتسيـ في نشر الكعي المعرفي كالفكرم داخؿ المدينة(‪.)4‬‬
‫اما "مجالس الوعظ " فيي الصنؼ الثالث ‪ ،‬كالتي تتشعب الى نكعيف كحسب مناسبات عقدىا ‪.‬‬
‫االكؿ ‪ :‬المجالس الرمضانية ‪ ،‬التي نتعقد طيمة ليالي شير رمضاف ‪ ،‬كالثانية ‪ :‬ىي المجالس الحسينية التي تعقد‬
‫خالؿ شيرم محػرـ كصػفر ‪ ،‬كيتعػداىما فػي احيػاف كثيػرة الػى معظػـ ايػاـ السػنة ‪ ،‬متخػذة مػف كاقعػة الطػؼ كمػاثرة‬
‫شيادة االمػاـ الحسػيف (‪ )‬مادتيػا االساسػية فػي الػكعظ كاالرشػاد ‪ ،‬مركػزة عمػى ضػركرة االقتػداء بسػيرة االمػاـ‬
‫الشييد ‪ ،‬كالسير عمى نيجو في اصالح الديف كالمجتمع ‪ ،‬كتتميز ىذه المجالس باف حضارىا مف شرائح المجتمع‬
‫كافة(‪.)3‬‬
‫كتشكؿ "المجالس السياسية " نكعا رابعا مف تمؾ المجالس ‪ ،‬كالتي تمثؿ كجكدىا فػي البيئػة النجفيػة الدينيػة‬
‫اال خركجا عمى المػألكؼ ‪ ،‬اذ كػاف حضػارىا مػف المثقفػيف كالسياسػييف الػذيف يخكضػكف فػي العديػد مػف المسػائؿ‬
‫السياس ػػية الداخمي ػػة كالخارجي ػػة ‪ ،‬ب ػػؿ كثيػ ػ ار م ػػا تك ػػكف ى ػػذه المج ػػالس نقط ػػة انط ػػالؽ لمظ ػػاىرة تندي ػػد ىن ػػا كاخ ػػرل‬
‫لالحتجاج ىناؾ ‪ ،‬فتحيؿ الشارع النجفي الى كتمة مف الحماس الممتيب الذم يؤجج المشاعر كيجعميا في عممية‬
‫تفاعؿ مع الحدث(‪.)2‬‬
‫كمف ابرز ىذه المجالس ‪ ،‬مجمس اؿ كماؿ الديف ‪ ،‬كمجمس الجزائرم ‪ ،‬كمجمس اؿ الحبكبي كغيرىا (‪.)1‬‬
‫اضؼ الى ما تقدـ فاف ىناؾ انكاعا اخرل مف المجالس مثؿ " مجالس الشرع" التي يعقدىا مراجع الديف كالعمماء‬
‫مع المشايخ كالتجار ‪ ،‬ككذلؾ مجالػس" شػيوخ العشائر" ‪ ،‬اك ما يصطمح عمييا " بالدواويػف "‬

‫كالتي تحدد كظفتيا في حؿ الخصكمات كالنزاعات بيف القبائؿ(‪.)5‬‬


‫اف المجػالس التػي ذكػرت بانكاعيػا المختمفػػة كانػت ليػا تاثيراتيػاعمى الثقافػة العامػػة لممجتمػع ‪ ،‬كمػف ثػـ عمػػى‬
‫تطػػكره الفكػػرم ‪ ،‬تعػػدل حػػدكد المدينػػة الػػى خارجيػػا ‪ ،‬كىػػذا ممػػا خمػػؼ حالػػة مػػف االنشػػداد لتمػػؾ المجػػالس ‪ ،‬جعػػؿ‬

‫(‪ )4‬ناىدة حسيف كيس ‪ ،‬تاريخ النجؼ في العيد العثمػاني االخيػر ‪ ،‬اطركحػة دكتػكراه ‪ ( ،‬جامعػة بغػداد ‪ :‬كميػة التربيػة ‪)4666 ،‬‬
‫ص‪410‬؛ كاظـ محمد عمي شكر ‪ ،‬تاريخ المجالس النجفية‪ ،‬ك ‪. 41‬‬
‫(‪ )3‬حيدر المرجاني ‪ ،‬النجؼ االشرؼ قديما كحديثا ‪ ( ،‬مطبعة دار السالـ ‪ ،‬بغداد ‪ ، )4601‬الجػزء االكؿ ‪ ،‬ص‪11‬؛ عبػد السػتار‬
‫النفاخ ‪ ،‬مجالس النجؼ االشرؼ عبر التاريخ الحديث كالمعاصر ‪ ( ،3111-4646 ،‬النجؼ ‪ ،‬د‪ .‬مط ‪ ، )3111 ،‬ص‪.33‬‬
‫(‪ )2‬لممزيػػد عػػف تمػػؾ االحػػداث ينظػػر ‪( :‬الشػػعاع ) "مجمػػة" ‪ ،‬حزي ػراف ‪ 4610‬العػػدداف (‪ )2‬ك ( ‪ ،)1‬ص‪ ، 35‬مقػػداـ عبػػد الحسػػيف‬
‫الفياض ‪ ،‬تاريخ النجؼ السياسي ‪ ( 4650-4614‬بيركت ‪ ،‬دار االضكاء ‪ )3113 ،‬ص‪-64‬ص‪.311‬‬
‫(‪ )1‬لمتفاصيؿ عف تمؾ المجالس ينظر ‪ :‬كاظـ محمد شػكر ‪ ،‬تػاريخ المجػالس النجفيػة ؛ نػاجي كداعػو الشػريس ‪ ،‬العشػائر العربيػة‬
‫فػػي النجػػؼ ‪ ( ،‬النجػػؼ ‪ :‬مطبعػػة الغػػرم ‪ ، )4615 ،‬ج‪ ،4‬ص‪-352‬ص‪311‬؛ حي ػػدر المرجػػاني ‪ ،‬النجػػؼ االشػػرؼ قػػديمان‬
‫كحديثان ‪ ،‬ح‪ ، 4‬ص‪ – 12‬ص ‪. 62‬‬
‫(‪ )5‬جالكم عبطاف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ 45-41‬؛ محمد حسيف المحتصر ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ك ‪.14-1‬‬
‫‪27‬‬
‫المثقػ ػػؼ النجفػ ػػي ال يكتفػ ػػي بحضػ ػػكر مجمػ ػػس كاحػ ػػد ‪ ،‬تجػ ػػده ينتقػ ػػؿ بػ ػػيف عػ ػػدة مجػ ػػالس فػ ػػي ليمػ ػػة كاحػ ػػدة (‪ ،)4‬فقػ ػػد‬
‫عػػدت ىػػذه المجػػالس عنكانػػا لمنجػػؼ ‪ ،‬كسػػمة بػػارزة مػػف سػػمات التطػػكر المعرفػػي كالفكػػرم الػػذم تميػػزت بػػو مدينػػة‬
‫النجؼ االشرؼ(‪.)3‬‬
‫اف ىػػذا االسػػتقطاب البشػػرم ‪ ،‬كزيػػادة عػػدد السػػكاف الطبيعيػػة ادل الػػى تكسػػع الرقعػػة الجغرافيػػة لممدينػػة الػػى‬
‫خارج سكرىا القديـ كػي تسػتكعب تمػؾ الزيػادة ‪ ،‬التػي ارتػبط معيػا االىتمػاـ بالخػدمات العامػة المقدمػة لممػكاطنيف ‪،‬‬
‫فانشأت المؤسسات البمدية لتقدـ خدماتيا لممكاطنيف (‪ ،)2‬كالتي كاف مف اكلى ميماتيا ىك اجراء التكسعات الالزمة‬
‫فػػي المدينػػة ‪ ،‬كفػػتح الشػكارع الحديثػػة التػػي مػػف شػػأنيا اف تػربط المرقػػد المقػػدس باعتبػػاره مركػػز المدينػػة ‪ ،‬مػػع بػػاقي‬
‫احياء المدينة التي بدأت بالنمك كاالتساع تبعا لتمؾ الزيادة السكانية(‪.)1‬‬
‫شيدت ميدنة النجؼ االشرؼ ‪ ،‬اكؿ تكسعة ليػا بانشػاء االحيػاء السػكنية خػارج المدينػة القديمػة فػي بدايػة عػاـ‬
‫‪ ،)5(4651‬كمػػا شػػيدت ىػػذه االحيػػاء تقػػديـ الخػػدمات الضػػركرية ليػػا كالكيربػػاء (‪ ،)1‬كالمػػاء الصػػالح لمشػػرب (‪،)1‬‬
‫كك ػػذلؾ افتت ػػاح بع ػػض الح ػػدائؽ كام ػػاكف النزى ػػة ‪ ،‬كق ػػد س ػػاعد ذل ػػؾ عم ػػى ت ػػكفير االجػ ػكاء المناس ػػبة لعق ػػد الن ػػدكات‬
‫كاالمسيات االدبية(‪.)0‬‬

‫(‪ )4‬يذكر االديػب كالصػحفي جعفػر الخميمػي بانػو كػاف يتنقػؿ مػا بػيف ديػكاف بيػت الشػرقي ‪ ،‬الػذم اذا مػا انتيػى قصػدت ديػكاف الشػيخ‬
‫جكاد الجكاىرم ‪ ،‬ثـ اتكجو بعده الى ديػكاف السػيد محمػد عمػي بحػر العمػكـ ‪ ،‬كىػذا يحصػؿ فػي ليمػة كاحػدة ‪ ،‬مشػككر االسػدم ‪،‬‬
‫رؤكس اقالـ عابرة عف جعفر الخميمي ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار المعارؼ ‪ ، )4614 ،‬ص‪.1‬‬
‫(‪( )3‬النجؼ) "مجمة" ‪ ،‬النجؼ االشرؼ ‪ 43 ،‬تشريف الثاني ‪ ،4611‬العدد (‪ ، )5‬ص‪.5‬‬
‫(‪ )2‬تاسست بمدية النجؼ بمكجب قانكف عاـ ‪ 4011‬الذم اصػدرتو الدكلػة العثمانيػة ‪ ،‬كالػذم تاسسػت بمكجبػو بمػديات مػدف كاقضػية‬
‫الع ػراؽ ‪ ،‬ييػػدؼ القيػػاـ بفػػتح الطػػرؽ كانشػػاء المبػػاني ‪ ،‬لممزيػػد حػػكؿ المكضػػكع ينظػػر ‪ :‬غرفػػة تجػػارة النجػػؼ ‪( ،4651-4626‬‬
‫النج ػؼ ‪ :‬مطبعػػة الغػػرم الحديثػػة ‪ )4651 ،‬ص‪42‬؛ طالػػب عمػػي الشػػرقي ‪ ،‬النج ػػؼ االش ػػرؼ عاداتي ػػا كتقاليػػدىا ‪( ،‬النجػػؼ‪:‬‬
‫مطبعة االداب ‪ ، )4610 ،‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )1‬عػػاـ ‪ 4616‬افتتحػػت البمديػػة الشػػارع المحػػيط بالمرقػػد المقػػدس ‪ ،‬كاتبعػػو فػػي نفػػس العػػاـ بافتتػػاح شػػارع الطكسػػي الػػذم ي ػربط بػػيف‬
‫المرقد المقدس كمقبػرة كادم السػالـ ‪ .‬كفػي عػاـ ‪ 4651‬افتػتح شػارع االمػاـ زيػف العابػديف ‪ ،‬كمػا كضػع حجػر االسػاس لشػارعي‬
‫الصادؽ كالرسكؿ ‪ ،‬فغدل الكصكؿ الى المرقد المطير يمر عبر شػكارع كاسػعة ‪ ،‬بعػد اف كػاف يػتـ مػف خػالؿ االزقػة كالطرقػات‬
‫الضيقة ‪ ،‬محسف عبد الصاحب المظفر ‪ ،‬مدينة النجؼ الكبرل ‪ ،‬ص ‪. 421‬‬
‫(‪ )5‬كاف تكسع المدينة باتجاه مدينة الككفة فاسست احياء السعد كالحنانة كاالسكاف كاالمير كالبمدية كالمعمميف‪.‬‬
‫(‪ )1‬دخمت الكيرباء الكؿ مرة لممدينة عاـ ‪ ،4621‬اال انيػا كانػت عمػى شػكؿ اشػتراكات كاسػيامات خاصػة تمثمػت بنصػب ماكنػة لػـ‬
‫تسػػد حاجػػة المدينػػة لقػػاء اجػػكر عالي ػة ‪ ،‬ينظػػر ‪( :‬البيػػاف) "مجمػػة" ‪ ،‬النجػػؼ ‪ 41 ،‬شػػباط ‪ ، )4654 ،‬العػػدداف (‪)03‬ك( ‪)02‬‬
‫ص‪.331‬‬
‫(‪ )1‬تػػـ ايصػػاؿ المػػاء الصػػالح لمشػػرب الػػى المدينػػة القديمػػة الكؿ م ػرة عػػاـ ‪ ،4611‬ينظػػر ‪ :‬جػػالكم عبطػػاف ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪،‬‬
‫ص ‪.1‬‬
‫(‪ )0‬حسف االسدم ‪ ،‬ثكرة النجؼ عمى االنكميز ‪( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة دار الحرية ‪ ، )4615 ،‬ص‪.21‬‬
‫‪21‬‬
‫ترافؽ مع ىػذا االتسػاع العم ارنػي حاجػة ممحػة الػى الخػدمات الصػحية الضػركرية ‪ ،‬فاصػبح مػف الػالزـ تاسػيس‬
‫عػدد مػػف المؤسسػات الصػػحية التػي تاخػػذ عمػى عاتقيػػا االىتمػاـ بالجانػػب الصػحي البنػاء المدينػة ‪ ،‬تمثػػؿ ذلػؾ فػػي‬
‫تاسيس المستشفيات(‪ ،)4‬كالمراكز الصػحية العامػة كالتخصصػية‪ ،‬فشػيدت المدينػة فػي ىػذا المجػاؿ فػتح مستكصػؼ‬
‫خاص لرعاية االمكمة كالطفكلة عاـ ‪ ،)3(4611‬كما اىتـ بعض كجياء المدينة كميسكرييا بانشاء مستشفى خاص‬
‫خاص باالمراض الزىرية(‪ ،)2‬كافتتح عاـ ‪ 4616‬مستشفى الفرات االكسط كأكبر مستشفى في المدينة(‪.)1‬‬
‫ظمػػت المؤسسػػات الصػػحية فػػي النجػػؼ االشػػرؼ محػػدكدة الفائػػدة ‪ ،‬نظ ػ ار لقمػػة المسػػتمزمات الطبيػػة ‪ ،‬كالك ػكادر‬
‫البشػ ػ ػرية الطبي ػ ػػة كالميني ػ ػػة ‪ ،‬حت ػ ػػى اض ػ ػػطرت المدين ػ ػػة م ػ ػػع ذل ػ ػػؾ ال ػ ػػى االس ػ ػػتعانة باالطب ػ ػػاء الع ػ ػػرب لمعم ػ ػػؿ ف ػ ػػي‬
‫مستش ػػفياتيا(‪ ،)5‬اض ػػؼ ال ػػى ذل ػػؾ ش ػػيكع االعتم ػػاد عم ػػى االدكي ػػة م ػػف مص ػػادر غي ػػر رس ػػمية كالعط ػػاريف كب ػػائعي‬
‫االعشاب الطبية ‪ ،‬لعدـ كجكد الصيدليات الرسمية ‪ ،‬اذ اف المدينة لـ تعرؼ العمػؿ الصػيدلي اال فػي عػاـ ‪4611‬‬
‫حينما اسسػت صػيدلية الحبػكبي كػأكؿ صػيدلية فػي المدينػة(‪ ،)1‬ثػـ اعقبيػا بعػد مػركر سػبع سػنكات تاسػيس صػيدلية‬
‫اخرل(‪ ،)1‬في حيف اسست الثالثة عاـ ‪.)0(4651‬‬
‫اف التطكر الذم شيدتو المدينة عمى المستكييف المعرفي كالفكػرم ‪ ،‬كالػذم ت ارفػؽ معػو تطػك انر ال بػاس بػو عمػى‬
‫المستكييف الصحي كالبمدم ‪ ،‬قد تناغـ معو نمكا لمنشاط االقتصادم في المدينة كالذم سندرسو في المبحث الثاني‬
‫مف ىذا الفصؿ‪.‬‬

‫(‪ )4‬اسسػػت الحككمػػة العراقيػػة اكؿ مستكصػػؼ رسػػمي ( صػػحة المعػػارؼ) عػػاـ ‪ ،4626‬لعػػالج طػػالب المػػدارس ‪ ،‬كقػػد تػػكلى ادارتػػو‬
‫الطبيب المبناني امير مزىر‪.‬‬
‫(‪ )3‬اختص المستشفى برعاية الحكامؿ كاالىتماـ بحاالت الكالدة كاالطفاؿ ‪.‬‬
‫(‪ )2‬قامت بذلؾ جمعية االطفاؿ في المدينة كالتي سعت الى جمع االمكاؿ عف طريؽ التبرعات مف كجياء المدينة كميسكرييا ‪.‬‬
‫(‪ )1‬كضع الحجر االساس ليذة المستشفى عاـ ‪ 4615‬كافتػتح نيايػة عػاـ ‪ ، 4616‬اال انػو كػاف يعػاني مػف نقػص الكػكادر الطبيػة ‪،‬‬
‫(الياتؼ) "جريدة" ‪ 31‬تمكز ‪ 4615‬العدد (‪ )205‬؛ (البياف) "مجمة" النجؼ ‪ 4 ،‬حزيراف ‪ ،4611‬العدد (‪. )32‬‬
‫(‪ )5‬جعفر الخميمي ‪ ،‬ىكذا عرفتيـ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة دار التعارؼ ‪ ،‬د ت ) ‪،‬ج‪ ،4‬ص‪. 12‬‬
‫(‪ )1‬اسست صيدلية الحبكبي عاـ ‪ 4611‬مف قبؿ الصيدلي يعقكب عمػي الحبػكبي ‪ ،‬ككانػت فػي السػكؽ الكبيػر فػي النجػؼ االشػرؼ‬
‫ينظر ‪( :‬الغرم) ‪" ،‬مجمة" ‪ ،‬تشريف االكؿ ‪ ،4611‬العدد (‪ ، )5‬ص‪.22‬‬
‫(‪ )1‬كىي صيدلية النجؼ التي اسست عاـ ‪ 4653‬في محمػة البػراؽ كقػد اسسػيا الصػيدلي عبػد الػرحمف النجفػي ‪ ،‬ينظػر ‪( :‬المنػابر)‬
‫"مجمة" ‪ ،‬بيركت ‪ ،4656 ،‬العدد (‪ ، )10‬ص‪.414‬‬
‫(‪ )0‬كىػػي صػػيدلية الشػػفاء التػػي اسسػػيا عبػػد الحسػػيف المكسػػكم عػػاـ ‪ 4651‬فػػي محم ػة السػػكؽ الكبيػػر‪ .‬ينظػػر ‪( :‬مقابمػػة شخصػػية) ‪،‬‬
‫السيد عبد الحسيف شكر اهلل المكسكم ‪ ،‬صيدالني‪ ،‬مكاليد ‪ 4631‬ـ ‪ ،‬النجؼ االشرؼ ‪ 45،‬تشريف االكؿ ‪.3141‬‬
‫‪25‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الواقع االقتصادي‬
‫كػػاف لمكاقػػع االجتمػػاعي الػػذم عرفنػػا بعضػػا مػػف جكانبػػو ‪ ،‬تػػاثيره الكاضػػح عمػػى كاقػػع الحيػػاة االقتصػػادية لمدينػػة‬
‫النجؼ االشرؼ ‪ ،‬تجمى ذلؾ في ظيكر بعض النشاطات االقتصادية التي تتماشى كحاجات المجتمع االساسػية ‪،‬‬
‫السيما كانو كػاف مجتمعػا اسػتيالكيا ‪ ،‬معتمػدا فػي ذلػؾ عمػى فئػات عػدة عممػت عمػى تييئػة سػبؿ العػيش كتػكفير‬
‫االجكاء المناسبة الستم اررية التحصيؿ العممي البناءه‪.‬‬
‫ش ػ لكؿ مػػا تقػػدـ العامػػؿ االكؿ لخمػػؽ النمػػك االقتصػػادم فػػي المدينػػة ‪ ،‬فػػي حػػيف كانػػت حركػػة ال ازئ ػريف لممرقػػد‬
‫الشػريؼ ‪ ،‬كالتػػي بػػدأت تاخػػذ بػػالنمك كاالزديػػاد ‪ ،‬مػػا اسػػتكجب زيػػادة فػػي حجػػـ الخػػدمات التػػي يجػػب اف تقػػدـ ليػػـ ‪،‬‬
‫عػػالكة عمػػى العم ػػؿ عمػػى س ػػد احتياجػػاتيـ مػػف كس ػػائؿ االسػػقرار كس ػػبؿ المعيشػػة ‪ ،‬عػػامال ثاني ػػا لتصػػاعد الحرك ػػة‬
‫االقتصادية في المدينة‪.‬‬
‫كتمثؿ العامؿ الثالث في اتسػاع حركػة العمػراف ‪ ،‬كانشػاء عػدد مػف االحيػاء الجديػدة ‪ ،‬التػي كجػد سػكانيا انيػـ‬
‫بحاجػة دائمػػة لممركػز سػكاء لمعمػػؿ اك الداء الزيػارة ‪ ،‬اك النجػػاز بعػػض المعػامالت الرسػػمية فييػػا ‪ ،‬ممػا كلػػد حركػػة‬
‫دائبة مف المدينة كالييا ‪ ،‬ساعد عمى النمك االقتصادم ‪ ،‬سرعاف مػا تطػكرت لت لكػكف كاقػع مدينػة النجػؼ االشػرؼ‬
‫‪،‬كاقعا جديدا ‪ ،‬الذم سنعرض لبعض مالمحو الحقان‪.‬‬
‫عرفػت مدينػػة النجػؼ االشػػرؼ اكال الصػػناعات الحرفيػة ‪ ،‬فانتشػػرت فييػػا الػكرش الحرفيػػة التػػي يعمػؿ فييػػا مػػا‬
‫بػيف (‪ )41-2‬عمػاؿ ‪ ،‬تمثمػت بصػناعة السػكائر كالحمكيػػات ‪ ،‬كمعامػؿ المػكاد االنشػائية ‪ ،‬ككرش النسػيج اليػػدكم ‪،‬‬
‫كمعامؿ جرش الحبكب كالثمج(‪ ،)4‬عالكة عمى حرفة حياكة العبػاءة الرجاليػة كالنسػائية التػي تميػزت بيػا المدينػة ‪،‬‬
‫بشػكؿ ممفػت لمنظػر ‪ ،‬حتػػى تمكنػت المدينػة مػف سػػد حاجتيػا المحميػة ‪ ،‬كتصػدير الفػػائض الػى العديػد مػف االقطػػار‬
‫العربية كخاصة امارت الخميج العربي(‪.)3‬‬
‫كانت نسػبة مسػاىمة القطػاع الحرفػي فػي االقتصػاد النجفػي مػا يقػرب مػف ‪ %20‬مػف مجمػكع االيػدم العاممػة‬
‫في القطاعػات المختمفػة ‪ ،‬اذ بمػغ عػدد العػامميف فػي ىػذا القطػاع (‪ )442:‬عػامال مػف مجمػكع االيػدم العاممػة فػي‬
‫القطاعات المختمفة كالبالغة (‪ )258::‬عامال(‪.)2‬‬
‫ظؿ كاقع المدينة الحرفي بعيدا عف مكاكبة النمك كالتطكر النسبي ‪ ،‬كقاص ار عف سد حاجة المدينة كمجتمعيا‬
‫مف المتطمبات الضركرية ‪ ،‬فغدت الحاجة ممحة اماـ ىذا النمك لظيكر العديد مف الصناعات التػي كػاف عمييػا اف‬
‫تمبي حاجة سكاف المدينة كالكافديف الييا ‪ ،‬فظيرت في البدء بعض الصناعات الفخارية كالمعدنية ‪ ،‬اذ اسػس اكؿ‬
‫الػى بعػض البمػداف‬ ‫معمؿ ليا فػي عػاـ ‪ ، 4653‬تمكػف انتاجػو مػف سػد الحاجػة المحميػة ‪ ،‬كتصػدير الفػائض‬

‫(‪ )4‬طالب عمي الشرقي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.10‬‬


‫(‪( )3‬الغرم) "مجمة" ‪ ،‬النجؼ ‪ 31،‬شباط ‪ 4613‬العدد (‪ ، )00‬ص‪4‬؛ ‪ 6‬تشريف االكؿ ‪ ،4613‬العدد (‪ )431‬صفحة الغالؼ‪.‬‬
‫(‪ )2‬عبػػد اليػػادم الفض ػػمي ‪ ،‬دلي ػػؿ النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ( ،‬النجػػؼ ‪ :‬مطبع ػػة النجػػؼ ‪ ، ) 4615 ،‬ص‪ 45‬؛ محسػػف عب ػػد الص ػػاحب‬
‫المظفر ‪ ،‬كادم السالـ في النجؼ االشرؼ اكسع مقابر العالـ ‪ ،‬ص‪.412‬‬
‫‪31‬‬
‫(‪)4‬‬
‫عد في حينو مف اكبػر معامػؿ منطقػة الفػرات االكسػط ‪ ،‬اذ احتػكل‬
‫العربية ‪ ،‬ثـ انشأ في عاـ ‪ 4656‬معمال اخر ل‬
‫عمى اثني عشر ماكنة اكتكماتيكية ‪ ،‬كاشراؼ ثمانية عماؿ عمى ادراتيا(‪.)3‬‬
‫كػػاف معظػػـ انتػػاج معام ػػؿ المدينػػة مػػف الحاجػػات الكمالي ػػة ‪ ،‬فظمػػت المدينػػة تعػػاني م ػػف الحاجػػة الػػى المػ ػكاد‬
‫الضركرية كالحبكب كالشام كالسكر ‪ ،‬ككذلؾ المكاد االنشائية كالكيربائية ‪ ،‬فككنت تمؾ بمجمكعيا كاردات المدينة‬
‫التػػي كانػػت تسػػتكردىا مػػف الػػدكؿ المجػػاكرة ‪ ،‬فػػي حػػيف كانػػت ليػػا بعػػض المػكاد الفائضػػة عػف حاجتيػػا مثػػؿ التمػػكر‬
‫الجدكؿ رقـ(‪.)2‬‬ ‫كالجمكد كاالصكاؼ كالتي صدرتيا الى بعض البمداف العربية كاالكربية ‪ ،‬كالتي يكضحيا‬
‫جدوؿ رقـ (‪)4‬‬
‫(‪)2‬‬
‫صادرات مدينة النجؼ ووارداتيا‬
‫المكاد المستكردة‬ ‫المكاد المصدرة‬
‫الكمية باالؼ االطناف‬ ‫المادة‬ ‫الكمية باالؼ االطناف‬ ‫المادة‬
‫‪40‬‬ ‫الحنطة كالشعير كالماش‬ ‫‪51‬‬ ‫التمكر‬
‫‪ 51‬رأس‬ ‫المكاشي‬ ‫‪11‬‬ ‫الرز‬
‫‪45‬‬ ‫المالبس كالمنسكجات‬ ‫‪5‬‬ ‫الجمكد كاالصكاؼ‬
‫‪21‬‬ ‫مكاد انشائية‬ ‫‪35‬‬ ‫الجص‬
‫مكاد منزلية (محكالت الكيرباء) كالماء‬
‫‪41‬‬
‫كغيرىا‬
‫لػػـ يكػػف حقػػؿ االنتػػاج الحرفػػي كالصػػناعي كحػػده الػػذم يشػػكؿ دعامػػة االقتصػػاد النجفػػي ‪ ،‬بػػؿ اف ىنػػاؾ ذ ارعػػا‬
‫ميمػػا لػػذلؾ االقتصػػاد ‪ ،‬تمثػػؿ بالسػػياحة الدينيػػة التػػي كػػاف ليػػا مػػردكدا كاض ػحا عمػػى حجػػـ االقتصػػاد فػػي المدينػػة‬
‫فكجكد مرقد االماـ عمي (‪ ، )‬كعدد مف المقامات كالم ازرات باالضافة الى مقبرة كادم السالـ (‪.)1‬‬
‫كميا شكمت عالمات استقطاب لمسائح االسالمي ‪ ،‬اثػرت فػي الميػزاف االقتصػادم لمبمػدة ‪ ،‬كمػا عبػر عػف ذلػؾ‬
‫احد الباحثيف بقكلو ‪:‬‬

‫ناجي كداعة الشريس ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ -460‬ص‪. 466‬‬ ‫(‪)4‬‬


‫(‪ )3‬اسس ىذا المعمؿ تحت اسـ معمؿ الغرم لصنع االكاني المنزلية ‪ ،‬عاـ ‪ ، 4656‬لصاحبو محمد ابك طبرة ‪ ،‬بمكجب مكافقة ك ازرة الصناعة المرقمة ‪( 4410‬الياتؼ) "مجمة"‬
‫الثالث ‪ ،‬تشريف الثاني ‪ ،4614‬العدد (‪ )2‬ص‬ ‫‪ ،‬النجؼ ‪ 5 ، ،‬تمكز ‪ ،4615‬العدد (‪ ، ) 332‬ص‪ 11‬؛ (المثؿ العميا) "مجمة" ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬العد‬
‫(‪ )2‬غرفة تجارة النجؼ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ 1‬؛ ( النجؼ ) " مجمة " ‪ ،‬كانكف الثاني ‪ ، 4666‬العدد ( ‪ ، ) 21‬ص‪. 11‬‬
‫(‪ ) 1‬تجػػرم عمميػػة الػػدفف فػػي النجػػؼ االشػػرؼ فػػي كادم السػػالـ كامػػاكف اخػػرل منيػػا الصػػحف الحيػػدرم الشػريؼ كالمقػػابر الخاصػػة فػػي المدينػػة القديمػػة التػػي بمػػغ عػػددىا فػػي نيايػػة‬
‫سػػتينات القػػرف العشػريف ( ‪ ) 300‬مقبػرة ازيػػؿ قسػػمان منيػػا بسػػبب التكسػػعات الحاصػػمة فػػي الشػكارع عممػان اف المقبػرة الرئيسػػية حظيػػت باىتمػػاـ كبيػػر مػػف قبػػؿ القائمقػػاـ عبػػد‬
‫الرحمف جكدت لتطكيرىػا اذ قػدـ خطػة كاسػعة لتقسػيـ المقبػرة الػى مجمكعػة مربعػات تتخميػا شػكارع داخميػة لتسػييؿ الحركػة كالمػركر فييػا ‪ ،‬اضػافة الػى كضػع سػياج حػكؿ‬
‫المقبرة مف جميع الجيات فكانت بداية المشركع عاـ ‪ 4612‬كتـ االنتيػاء منػو عػاـ ‪ ، 4611‬كقػدرت مسػاحة المقبػرة الكميػة فػي نيايػة سػتينات القػرف العشػريف بػػ(‪،111‬‬
‫عد كجكد مقبرة كادم السالـ عامالن مساعدان في تحريؾ االقتصاد في مدينة النجؼ ‪ ،‬مف خالؿ حركة الجنػائز مػف داخػؿ البمػد كمػف خارجػو ‪ ،‬كمػا كػاف‬ ‫‪ ) 21‬ـ‪ 3‬لذلؾ ل‬
‫يرافقيا اثناء عمميتي التكفيف كالػدفف ‪ ،‬كالتػي تتطمػب تشػغيؿ االيػدم العاممػة ‪ ،‬كتػكفير مسػتمزمات التكفػيف كالػدفف ‪ .‬ففػي بػدايات النصػؼ الثػاني مػف القػرف العشػريف كانػت‬
‫تصػؿ الػى ىػػذه المقبػرة عمػػى سػبيؿ المثػػاؿ ‪ ،‬حػكالي ثالثمائػػة جنػازة مػػف ايػراف كػػؿ شػيريف ‪ ،‬كمػايقرب مػػف مائػة جنػػازة كػؿ شػػير مػف الككيػػت ‪ ،‬فكانػت تحػػدث انتعاشػا فػػي‬
‫السػػكؽ النجفيػػة ‪ (( ،‬مقابمػػة شخصػػية )) ‪ ،‬خميػػؿ القزكينػػي ‪ ،‬دفػػاف ‪ ،‬مكاليػػد ‪ ، 4631‬النجػػؼ‪ 3141 / 3 / 1 ،‬؛((مقابمػػة شخصػػية))‪ ،‬داخػػؿ شػػاكر مػػاؿ اهلل ‪،‬دفػػاف ‪،‬‬
‫مكاليػػد ‪، 4626‬النجػػؼ‪ 3141 / 2 / 41 ،‬؛ ( اليػػاتؼ ) " جريػػدة " ‪ 33 ،‬اذار ‪ 4611‬ـ ‪ ،‬العػػدد ( ‪ ) 116‬؛ محمػػد النػػكيني ‪ ،‬اضػكاء عمػػى معػػالـ محافظػػة ك ػربالء‪( ،‬‬
‫النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪ ، ) 4614 ،‬ص‪. 12‬‬

‫‪31‬‬
‫" كاف الوافدوف عمى النجؼ بثرواتيـ المادية واالدبية يؤثروف في الميزاف االقتصادي‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ادي لمبمدة ‪ ،‬سيما واف اكثر الوافديف المستوطنيف مف ذوي الميف والصناعات"‬
‫بمغ عدد الزائريف لمدينة النجؼ االشرؼ مف خالؿ احصػائية رسػمية اجريػت عػاـ ‪ ،4611‬حػكالي "‪"9469‬‬
‫ازئػػر ‪ ،‬زاد عػػددىـ بعػػد عش ػرة سػػنكات الػػى "‪ "24911‬ازئػػر(‪ ،)3‬كىػػذا ممػػا اسػػيـ فػػي دعػػـ النشػػاط االقتصػػادم فػػي‬
‫المدينة ‪ ،‬كشجع عمى نمك العديد مف الصناعات ‪ ،‬كالغذائية كالنسيجية كصناعة اليدايا ‪ ،‬اضػؼ الػى ذلػؾ قطػاع‬
‫ميـ كىك قطاع الفنادؽ كالمطاعـ كالتي ارتبط معيا كسائط النقؿ كنشكء مكاتب لمسفر(‪.)2‬‬
‫ػار ميمػػة لػػيس عمػػى عمميػػة التطػػكر االقتصػػادم‬
‫كػػاف لمكاقػػع االجتمػػاعي كاالقصػػادم الػػذم عاشػػتو المدينػػة اثػ نا‬
‫فحسب ‪ ،‬بؿ كحتى التطكر كالنمك في الجكانب المعرفية كالفكرية ‪ ،‬فقد برز ذلؾ كاضحا في تكفير فرص العمؿ ‪،‬‬
‫كتحقيػؽ الػركابط الفكريػة كالثقافيػة بػيف الكافػديف كسػكاف المدينػة ‪ ،‬تمثػؿ فػي الػتعمـ المتبػادؿ بػيف الطػرفيف ‪ ،‬كتبػػادؿ‬
‫االكجو الثقافية كالفكرية التي ساعدت عمى النمك المعرفي كالفكرم(‪.)1‬‬
‫(‪)5‬‬
‫مف المصادر الميمة لالقتصاد النجفي كالذم كاف مراجع الديف يعتمدكف عميو بشكؿ‬ ‫كيعتبر كقؼ (اكده)‬
‫كبير لال نفاؽ عمى الدراسات الدينية كتخصيص ركاتب لمطمبة كغيرىا مف احتياجات الحكزة العممية كم ارجػع الػديف‬
‫المسؤكليف عف التصرؼ بيذا الكقؼ‪.‬‬
‫كياتي تنشيط السمع التراثية كبعثيا مف جديد مف خالؿ الحاجة الييػا ‪ ،‬انعكاسػا اخػر مػف انعكاسػات السػياحة‬
‫الدينية عمى عممية التطكر االقتصادم ‪ ،‬فنمػت الصػناعات اليدكيػة الحرفيػة ‪ ،‬كاسػيمت فػي خمػؽ التبػادؿ التجػارم‬
‫مع البمداف الخميج العربي عمى كجو الخصكص ‪.‬‬

‫لقد حققت ىذه االنعكاسات ترابطا كثيقا بيف القطاع السػياحي كالقطاعػات االقتصػادية االخػرل ‪ ،‬كىػك امػر اثػر‬
‫عمػػى تطػػكر الفكػػر االقتصػػادم فػػي المدينػػة ‪ ،‬ممػػا دفػػع بيػػا الػػى دخػػكؿ ميػػداف العمػػؿ المص ػرفي ‪ ،‬الػػذم ش ػ لكؿ ىػػك‬
‫االخر ركيزة ميمة مف ركائز االقتصاد النجفي كتطكره(‪.)4‬‬

‫(‪ )4‬عمي الشرقي ‪ ،‬االحالـ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار الرشاد‪ ، )4612 :‬ص‪ 50‬؛ طالب عمي الشرقي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫(‪ )3‬المممك ػػة العراقي ػػة ‪ ،‬ك ازرة الش ػػؤكف االجتماعي ػػة ‪ ،‬مديري ػػة النف ػػكس العام ػػة ‪ ،‬المجمكع ػػة االحص ػػائية لتس ػػجيؿ ‪ ( ،4651‬بغ ػػداد ‪:‬‬
‫مطبعة المعارؼ ‪ )4651 ،‬ص‪.114‬‬
‫(‪ )2‬عبد اهلل النفيسي ‪ ،‬دكر الشيعة في تطكر العراؽ السياسي الحديث ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار النيار ‪ ، )4612 ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )1‬محمد مسمـ محمد ‪ ،‬السياحة الدينية في النجؼ‪ ( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬بحث مقدـ الى كمية االداب ‪ ، )4665 ،‬ص‪.33‬‬
‫(‪ )5‬كقؼ اكده ‪ :‬مقاطعة في اكاسط شماؿ اليند ‪ ،‬كانت تابعة لسمطة دليي سنة ‪ 4513‬ـ ‪ ،‬ثـ اصبحت مستقمة كاسس فييا ساللة‬
‫مسػػمحة عنػػدما تػػكج الممػػؾ غػػازم الػػديف حيػػدر فػػي مممكػػة (اكده) فػػي الينػػد سػػنة ‪4046‬ـ كالممػػكؿ الػػذيف جػػاؤكا لحكميػػا جمػػيعيـ‬
‫مسمم كف بذلكا االمكاؿ مف اجؿ اقامة الشعائر الحسينية كبناء المساجد كمساعدة الفقراء ‪ ،‬كقد عرفت تمؾ االمكاؿ عند النجفييف‬
‫بػ(فمكس اليند) كقد تكقفت في كسط ستينات القرف العشريف ‪ ،‬لممزيد ينظر ‪ :‬ناىدة حسيف عمي جعفر كيس ‪ ،‬المصػدر السػابؽ‬
‫‪ ،‬ص‪431‬؛ عمي عبد المطمب عمي خاف ؛المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪32‬‬
‫اسست في مدينة النجؼ االشرؼ كابتداء مف العاـ ‪ ،4616‬العديد مف المصارؼ التي نشطت الحركة المصرفية‬
‫كدفعت بعجمة االقتصاد نحك النمك كالتطكر ‪ ،‬ككاف اكؿ ىذه المصارؼ ىك "مصػرؼ الرافػديف" فػرع النجػؼ الػذم‬
‫افتتح بعد مركر ثمػاف سػنكات عمػى تاسػيس مصػرؼ ال ارفػديف فػي بغػداد(‪ .)3‬اعقبػو عػاـ ‪ 4652‬تاسػيس "المصػرؼ‬
‫العقاري" ‪ ،‬الػذم اخػذ عمػى عاتقػو دعػـ حركػة البنػاء فػي المدينػة مػف خػالؿ سياسػة اقػراض المػكاطنيف التػي اتبعيػا‬
‫المصرؼ كساىمت في تطكر المدينة عمرانيا كعمؿ عمى امتصاص البطالة نسبيا(‪.)2‬‬
‫كالجػػؿ تخمػػيص المػكاطف النجفػػي مػػف المػرابيف ‪ ،‬كاخػراج المجتمػػع مػػف دائػرة الربػػا ‪ ،‬اسػػس" مصػػرؼ الرىػػوف" سػػنة‬
‫‪ ،4655‬كالذم تمكف كخالؿ سنتو االكلى مف انجاز ما يقرب مف ثالثمائة معاممة رىف(‪.)1‬‬
‫بعد اف انشأت العديػد مػف المصػانع كالمعامػؿ فػي المدينػة ‪ ،‬اصػبحت الحاجػة ضػركرية لتاسػيس مصػرؼ ياخػذ‬
‫عمػػى عاتقػػو دعػػـ الحركػػة الصػػناعية فػػي المدينػػة مػػف خػػالؿ القػػركض كالتسػػييالت المص ػرفية التػػي كػػاف يقػػدميا‬
‫لممشاريع الصناعية ‪.‬‬
‫كفي عاـ ‪4650‬اسس "المصرؼ الصناعي في النجؼ" لدعـ الحركة الصناعية كالذم شممت قركضو معامػؿ‬
‫الغزؿ كالنسيج كالطابكؽ كالبالستؾ كمعامؿ الحدادة ‪ ،‬كمعامؿ ىياكؿ السيارات(‪.)5‬‬
‫ساعد النشاط الصناعي الذم عرفنا جانبا منو عمى نمػك بسػيط لعالقػات تجاريػة بػيف مدينػة النجػؼ كعػدد مػف‬
‫الػػدكؿ االسػػالمية مثػػؿ اي ػراف كتركي ػػا كالينػػد كالسػػعكدية كالككيػػت‪ .‬تطمػػب ذل ػػؾ االىتمػػاـ بتنػػيظـ الجانػػب التج ػػارم‬
‫لتسييؿ عمميات المتاجرة ‪ ،‬كالمحافظة عمػى حقػكؽ التجػار ‪ ،‬فانشػات سػنة ‪ 4651‬غرفػة تجػارة النجػؼ االشػرؼ ‪،‬‬
‫التي راس دكرتيا االكلى رؤكؼ شالش (‪.)1‬‬

‫(‪ )4‬محمد مسمـ محمد ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.33‬‬


‫(‪ )3‬ظيرت الحركة المصرفية في العراؽ بشكؿ منظـ ‪ ،‬حينما شرع فػي ‪ 35‬اذار ‪ 4614‬قػانكف رقػـ (‪ )22‬لسػنة ‪ ،4614‬كالقاضػي‬
‫بتاسيس مصرؼ الرافديف في بغداد لحفظ حسابات الدكلة ‪ ،‬كتنظيـ االعماؿ التجارية ‪ ،‬لممزيد ينظر ‪ :‬سعيد عبكد السػامرائي ‪،‬‬
‫الجياز المصرفي كدكره في النخبة االقتصادية ‪ ( ،‬النجؼ ‪:‬مطبعة االداب ‪ ، )4602 ،‬ص‪-61‬ص‪.64‬‬
‫(‪ )2‬ناجي كداعة الشريس ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪-324‬ص‪.322‬‬
‫(‪ )1‬مصرؼ الرىػكف فػرع النجػؼ ‪( ،‬االرشػيؼ) ‪ ،‬السػجالت الكثائقيػة؛ كػاظـ معمػة ‪ ،‬حػكؿ الئحػة قػانكف مصػرؼ الرىػكف ‪( ،‬الغػرم)‬
‫"مجمة" ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬العدداف (‪ ، )43()44‬ص‪ -311‬ص‪. 304‬‬
‫(‪ )5‬ناجي كداعة الشريس ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ح‪ ،4‬ص‪.323‬‬
‫(‪ )1‬رؤكؼ شػػالش ‪ :‬كلػػد ع ػاـ ‪4001‬ـ فػػي النجػػؼ ‪ ،‬مػػف رجػػاؿ التجػػارة كالسياسػػة المشػػيكريف فػػي الع ػراؽ ‪ ،‬اكؿ مػػف اسػػس شػػركة‬
‫الترامكم لنقؿ الركاب بيف النجؼ كالككفة ‪ ،‬انشاء معمال الستخراج سائؿ سكرم مف التمر بدؿ عف السكر لالسػتيالؾ المحمػي‬
‫‪ ،‬شػػغؿ مناصػػب حككميػػة عالي ػة منيػػا ‪ :‬كزيػػر لممعػػادف عػػاـ ‪ 4633‬كلمماليػػة عػػاـ ‪ ،4632‬ككزيػػر المكاصػػالت عػػاـ= ‪4630‬‬
‫كشغؿ ك ازرة االشغاؿ عاـ ‪ 4636‬كاالقتصاد عاـ ‪ 4613‬لممزيد ينظػر ‪ :‬عبػكد الطفيمػي ‪ ،‬لكحػة الشػرؽ لرجػاؿ االعمػاؿ االكائػؿ‬
‫في النجؼ ( النجؼ ‪ :‬مطبعة الضياء ‪ )3115 ،‬ص‪-34‬ص‪.31‬‬
‫‪33‬‬
‫كحصؿ ذلؾ عف طريؽ االنتخاب(‪ ،)4‬فقامت الغرفة بجممة اجراءات تنظيمية ‪ ،‬منيػا اصػدار ىكيػات لمتجػار ‪،‬‬
‫كفتح سجؿ باسمائيـ ‪ ،‬ككذلؾ لتسييؿ عممية التبادؿ التجارم كتسييؿ عممية االتصاؿ بالخارج‪.‬‬
‫كقػػد كػػكف عػػدد العػػامميف فػػي قطػػاع التجػػارة مػػف بػػيف مجمػػكع االيػػدم العاممػػة فػػي مدينػػة النجػػؼ االشػػرؼ كحسػػب‬
‫احصاء عاـ ‪4611‬ـ نسبة "‪ "%2:.8:‬مف مجمكع االيدم العاممة فييا أم حكالي "‪ "3:41‬ناشطا تجاريا كبعػد‬
‫عش ػرة اع ػكاـ ‪ ،‬بػػيف احصػػاء عػػاـ ‪ 4651‬اف مجمػػكع العػػامميف فػػي القطػػاع بمػػغ مػػا يقػػارب "‪ ،"8471‬أم بنسػػبة"‬
‫‪ "%38.92‬عامال في ىذا النشاط(‪.)3‬‬
‫اعتمدت مدينة النجؼ االشرؼ في غذائيا عمى ما يحيط بيا مف المناطؽ الزراعية المجاكرة ليا ‪ ،‬كالسيما‬
‫مدينتي الككفة ا لمقدسة كالحمة ‪ ،‬فالككفة المقدسة انذاؾ ناحية تابعة لقضاء النجؼ االشرؼ ‪ ،‬كتبعد عنيا سبعة‬
‫امياؿ ‪ ،‬تحيط بيا الحدائؽ كالبساتيف مف كؿ ناحية‪ ،‬انحسار مياه بحر النجؼ االشرؼ ظيرت ارض سيمة ‪،‬‬
‫زرعت فييا الخضركات كغرست اشجار النخيؿ كالفاكية باالضافة الى زراعة مختمؼ المحاصيؿ الزراعية‬
‫كالحنطة كالرز كالشعير ‪ ،‬كدلت االحصاءات الرسمية عمى اف المساحة الكمية الراضي منطقة البحر الصالحة‬
‫لمزراعة بما يقرب مف مائتي الؼ دكنـ ‪ ،‬كبمغ عدد السكاف النجفي العامميف في القطاع الزراعي بحسب احصاء‬
‫‪4611‬ـ ما يقارب "‪" %73.5‬كازداد عددىـ الى "‪ "%78.8‬خالؿ احصاء عاـ ‪4651‬ـ مف مجمكع العامميف‬
‫في القطاعات االخرل(‪.)2‬‬
‫تمتعت مدينة النجػؼ االشػرؼ بجكانػب اقتصػادية اخػرل ‪ ،‬فضػال عمػا تق لػدـ كمػف ىػذه الجكانػب الميمػة طريػؽ‬
‫الحػػج البػػرم المػػؤدم الػػى بيػػت اهلل الح ػراـ فػػي مكػػة ‪ ،‬اذ يمػػر بيػػا الطريػػؽ منػػذ عيػػد مبكػػر لنشػػأة الدكلػػة العربي ػة‬
‫االسػػالمية ‪ ،‬كبخاصػػة فػػي العيػػد العباسػػي ‪ ،‬كىػػك اقصػػر طريػػؽ ي ػربط بػػيف المدينػػة كالحجػػاز ‪ ،‬ممػػا شػػجع التػػاجر‬
‫النجفي عمى ايصاؿ بضاعتة الى الجزيرة العربية عف ىذا الطريؽ ‪ ،‬اذ يستخدـ في بعض االكقات معب ار لمتيريب‬
‫كمف ثـ سيارات الحمؿ الصغيرة كالمتكسطة الحجـ(‪.)1‬‬
‫كفػػي جانػػب النقػػؿ ظيػػرت الحاجػػة الماسػػة لػػذلؾ القطػػاع داخػػؿ النجػػؼ االشػػرؼ بعػػد التكسػػع لػػذم طػػرئ عمػػى‬
‫احيائيػػا ‪ ،‬فتاسسػػت " مديريػػػة مصػػػمحة نقػػػؿ الركػػػاب " فػػي النجػػؼ عػػاـ ‪4655‬ـ كالتػػي بػػدأت بعػػدد محػػدكد مػػف‬

‫(‪ )4‬محسػػف عبػػد الصػػاحب المظفػػر ‪ ،‬كادم السػػالـ مػػف اكسػػع مقػػابر العػػالـ ‪ ،‬ص‪412‬؛ غرفػػة تجػػارة النجػػؼ ‪، 4651-4626 ،‬‬
‫المصدر السابؽ ص‪ – 41‬ص‪.40‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬ؾ ‪ ،‬كممػػؼ احصػػاء النفػػكس فػػي ل ػكاء ك ػربالء الم ػرقـ ‪ 44/41‬كتػػاب مديريػػة الداخميػػة المتضػػمف شػػركحات كجػػداكؿ نفػػكس‬
‫العراؽ (العراقييف فقط )‪ ،‬القسـ الخاص بنفكس لكاء كربالء ؛ جالكم عبطاف ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ‪ ،‬ص‪32‬؛ المممكػة العراقيػة ‪،‬‬
‫ك ازرة الشؤكف االجتماعية ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.114‬‬
‫(‪ )2‬نػػاجي كداعػػة الش ػريس ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪ ،‬ح‪ ،4‬ص‪ -41‬ص‪405‬؛ سػػعد عبػػد الػػرزاؽ محسػػف ‪ ،‬محافظػػة النجػػؼ د ارسػػة فػػي‬
‫جغرافية السكاف ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬جامعة بغداد ‪ :‬كمية االداب ‪ ،)4600 ،‬ص‪.414‬‬
‫(‪ )1‬عمي الكردم ‪ ،‬لمحات اجتماعية في تاريخ العراؽ الحديث ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة االرشاد ‪ ، )4616 ،‬ح‪ ،1‬ص‪-445‬ص‪441‬؛‬
‫ص‪441‬؛ طالب عمي الشرقي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪-11‬ص‪10‬؛ غرفة تجارة النجؼ ‪4651-4626‬ـ ‪ ،‬المصػدر السػابؽ‬
‫‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫‪34‬‬
‫السػػيارات الػػذم بمػػغ عػػددىا (‪ )0‬سػػيارات عنػػد افتتاحيػػا كاصػػبح لتمػػؾ المديريػػة كاردا اقتصػػاديا ثابتػػا ‪ ،‬ممػػا دعػػى‬
‫مسػػئكلي المدينػػة الػػى زيػػادة عػػدد سػػيارتيا بعػػد سػػنتيف تقريبػػا ليصػػؿ الػػى (‪ )31‬سػػيارة ‪ ،‬كػػاف مػػف نتيجتيػػا اف زادت‬
‫مكاردىا المالية نياية عاـ ‪ 4650‬لتصؿ الى مبمغ قدره (‪ )05‬الؼ دينار ‪ ،‬في حيف بمغ عدد مكظفي قطاع النقؿ‬
‫لمفترة ذاتيا (‪ )415‬عامال(‪.)4‬‬
‫ككان ػػت ت ػػرد ال ػػى مدين ػػة النج ػػؼ االش ػػرؼ كاردات اخ ػػرل بكص ػػفيا مدين ػػة مقدس ػػة ‪ ،‬ف ػػاف تج ػػارة الت ػػرب كالس ػػبح‬
‫كاالكفاف كالمكحات الدينية تمقى ىي االخرل ركاجان كبي انر كتدر ارباحا جيدة(‪ .)3‬بقياس الزماف كالمكاف‪.‬‬
‫اف التطكر االقتصادم الذم تعرفنا عمى مالمحو انفا انعكس بشكؿ ايجابي عمى المستكل المعاشي لممكاطف‬
‫النجفػػي ‪ ،‬فػػاثر ىػػك االخػػر عمػػى خمػػؽ حالػػة مػػف الػػكعي المعرفػػي دفعػػت بػػافراد المجتمػػع الػػى االىتمػػاـ بالقضػػايا‬
‫المعرفية كالفكرية ‪ ،‬خاصة كاف المدينة قد شيدت كجكد العديد مف المصارؼ كالمصانع التي تطمبت معرفة مينية‬
‫دفعت الى خمؽ حالة مف التكاصؿ المعرفي كالفكرم انعكست اثارىا عمى مجمؿ الحياة الفكرية في المدينػة ‪ ،‬التػي‬
‫سيتعرض الباحث البرز جكانبيا في المبحث القادـ‪.‬‬

‫(‪ )4‬محمد حسف الطمقػاني ‪ ،‬مصػمحة نقػؿ الركػاب فػي النجػؼ ‪( ،‬المعػارؼ) " مجمػة" ‪ ،‬النجػؼ ‪ ،‬السػنة (‪ ، )4‬ايمػكؿ ‪ ،4656‬العػدد‬
‫(‪ ، )41‬ص‪-11‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )3‬حسف االسدم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪35‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫الحياة المعرفية والفكرية‬

‫برزت مكانة النجؼ المعرفية كالفكرية منػذ اف انتقػؿ الييػا الشػيخ الطكسػي(‪ ،)4‬مػف بغػداد عػاـ ‪4115‬ـ‪ ،‬كالػذم‬
‫ترافؽ معو انتقاؿ الحػكزة العمميػة مػف بغػداد الػى النجػؼ ‪ ،‬فسػاعد ذلػؾ عمػى النمػك المعرفػي الػذم تجسػد فػي كجػكد‬
‫الحكزة العممية فييا ‪ ،‬ككنيا اصبحت كمنذ ذلؾ التاريخ معيدا ميما مف معاىد الدراسات االسالمية(‪.)3‬‬
‫ارتكز النمك المعرفي كمف ثـ الفكرم عمى جممة مف الركافد التي كانت االساس فػي احػداث النيضػة المعرفيػة فػي‬
‫النجؼ االشرؼ ‪ ،‬تمثؿ ذلؾ في التعميـ بانكاعو ‪ ،‬كنشكء المطػابع كانتشػار حركػة النشػر كالتػي ت ارفػؽ معيػا ظيػكر‬
‫عػػدد مػػف المجػػالت كالصػػحؼ التػػي اس ػيمت فػػي رفػػد الثقافػػة النجفيػػة ‪ ،‬عػػالكة عمػػى تاسػػيس عػػدد مػػف الجمعيػػات‬
‫االدبي ػػة كالثقافي ػػة ‪ ،‬كك ػػذلؾ ع ػػدد م ػػف المكتب ػػات ‪ ،‬ك ػػؿ تم ػػؾ ى ػػي عكام ػػؿ ميم ػػة لمتاس ػػيس لحرك ػػة معرفي ػػة كفكري ػػة‬
‫متنامية(‪.)2‬‬
‫كػػاف التعمػػيـ الػػديني كمػػا يػػزؿ فػػي مقدمػػة اىتمامػػات المؤسسػػة الدينيػػة فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬كقػػد تمثػػؿ ذلػػؾ فػػي‬
‫(‪)1‬‬
‫الكعػاظ ‪ ،‬كقػػد اتسػـ ىػػذا النػكع مػػف التعمػػيـ‬
‫االىتمػاـ بتػػدريس الفقػو كاالصػػكؿ ‪ ،‬لتخػريج المجتيػػديف كرجػاؿ الػػديف ل‬
‫ككنو مجانيا كمفتكحا ‪ ،‬فال الطالب يدفع اجك ار دراسية ‪ ،‬كال اسػتاذ يتقاضػى اجػ ار ‪ ،‬كمػا انػو لػيس لػو سػقؼ زمنػي‬

‫(‪ )4‬الشيخ الطكسي ‪ :‬ىك ابك جعفر محمد بف الحسف بف عمي بف الحسػف الطكسػي المعػركؼ بشػيخ الطائفػة ‪ ،‬كلػد فػي طػكس سػنة‬
‫‪205‬ىػ‪665/‬ـ‪ ،‬كىاجر الى العراؽ فنزؿ بغداد سنة ‪110‬ىػ ‪4141 /‬ـ‪ ،‬تتممذ عمػى الشػيخ المفيػد ‪ ،‬كشػارؾ النجاشػي فػي جممػة‬
‫مف مشايخو ‪،‬كما عاصر عمـ اليدل السيد المرتضى ‪ ،‬الػذم اىػتـ بػو كعػيف لػو راتبػا شػيريا قػدره اثنػي عشػر دينػا ار ‪ ،‬بعػد كفػاة‬
‫السيد المرتضى انتقمت اليو االمانة كالرياسة ‪ ،‬اال انو ترؾ بغداد منتقال الى النجؼ سػنة ‪110‬ى ػ ‪4151/‬ـ بعػد الفتنػة المذىبيػة‬
‫التػ ػػي اثارىػ ػػا السػ ػػالجقة ‪ ،‬كاصػ ػػؿ فػ ػػي النجػ ػػؼ التػ ػػدريس كالتػ ػػاليؼ حتػ ػػى تجػ ػػاكزت مؤلفاتػ ػػو االربعػ ػػيف مؤلفػ ػػا حتػ ػػى تػ ػػكفي سػ ػػنة‬
‫‪111‬ىػ‪ 4111/‬ـ‪ ،‬فدفف في الصحف العمكم الشريؼ ‪ .‬محسف االميف العاممي ‪ ،‬اعياف الشيعة ‪ ،‬تحقيؽ حسف االمػيف ‪ ،‬الطبعػة‬
‫الخامسة ‪(،‬بيركت ‪ :‬دار التعارؼ لممطبكعات ‪ )3111 ،‬المجمد ‪ ،42‬ص‪ -11‬ص‪.143‬‬
‫(‪ )3‬لممزيػػد مػػف التفاصػػيؿ ينظػػر ‪ :‬معيػػد الرسػػكؿ االكػػرـ لمشػريعة كالد ارسػػات االسػػالمية ‪ ،‬الحػػكزة العمميػػة فػػي فكػػر االمػػاـ الخػػامنئي‪،‬‬
‫الميرزئػػي ‪ ،‬مطارحػات فػػي منيجيػػة االصػػالح كالتغييػػر ‪،‬‬
‫ا‬ ‫ط‪( ،3‬بيػركت ‪ :‬دمػػط‪3112 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪ – 31‬ص‪ 11‬؛ نجػػؼ عمػػي‬
‫(بيركت ‪ :‬المجمع العممي لمتربية كالثقافة المعاصرة ‪ ، )3113 ،‬ص‪ -42‬ص‪.01‬‬
‫(‪ )2‬رح ػػيـ عب ػػد الحس ػػيف عب ػػاس ‪ ،‬اث ػػر المج ػػدديف ف ػػي الحي ػػاة السياس ػػية كالثقافي ػػة ف ػػي النجػ ػؼ ‪4612-4615‬ـ ‪ ،‬اطركح ػػة دكت ػػكراه‬
‫(الجامعػػة المستنصػرية ‪ :‬كميػػة التربيػػة ‪3111 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪-21‬ص‪50‬؛ عمػػي االكسػػي ‪ ،‬معػػالـ المشػػركع االصػػالحي عنػػد الشػػيخ‬
‫البالغي ‪( ،‬قضايا اسالمية) "مجمة" ‪ ،‬قـ ‪ ،4661،‬العدد (‪ ، )5‬ص‪.111‬‬
‫(‪ )1‬الفقو كاالصكؿ ‪ :‬ىما مف العمكـ التي يعتمد فيميما استنباط االحكاـ الشرعية الفرعيػة مػف منابعيػا كىػي ‪ :‬القػركف الكػريـ كالسػنة‬
‫النبكية كاؿ البيت النبكم (عمييـ السالـ)‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫ينيي الطالب فيو دراستو كيناؿ شػيادتو ‪ ،‬كخاصػة فػي مرحمػة البحػث الخػارج ‪ ،‬أم مرحمػة الد ارسػات الدينيػة العميػا‬
‫كالتي تسبقيا مرحمتي المقدمات كالسطكح(‪.)4‬‬
‫ش ػػيد ى ػػذا الن ػػكع م ػػف التعم ػػيـ تط ػػك ار ميم ػػا ف ػػي النص ػػؼ الث ػػاني م ػػف الق ػػرف العشػ ػريف ‪ ،‬اخرج ػػو م ػػف مناىج ػػو‬
‫الكالسػػيكية فػػي منػػاىج ليػػا ارتبػػاط بالمعاصػرة كالحداثػػة ‪ ،‬كذلػػؾ حينمػػا اقػػدمت المدرسػػة الدينيػػة عمػػى تػػدريس الفمػػؾ‬
‫كاليندسػػة كالحسػػاب كاالجتمػػاع كالمغػػة االنكميزيػػة ‪ ،‬فخمػػؽ نكعػػا مػػف الديناميكيػػة فػػي المنػػاىج الدينيػػة ك نقميػػا الػػى‬
‫المعاصرة(‪.)3‬‬
‫كانػػت الحػػكرات العمميػػة تجػػرم داخػػؿ الحمقػػة الد ارسػػية بمسػػاحة مناسػػبة مػػف الحريػػة ‪ ،‬اذ كػػاف الطالػػب ينػػاقش‬
‫استاذه كيحاكره ‪ ،‬كلـ يكف متمقي فحسب ‪ ،‬بؿ كثي ار ما كاف التمميذ يقنع استاذه بكجية نظره ‪ ،‬فيؤيده االستاذ كيقره‬
‫عمى ذلؾ بعيدا عف الكبرياء ‪ ،‬فتصبح تمؾ مف المسممات ‪ ،‬كقد اعجبت تمؾ الطريقة كنظاـ الدراسة فػي المػدارس‬
‫الدينية احد الباحثيف الذم صكرىا بقكلو ‪:‬‬
‫" انو نظاـ ال يتقيد باي سمطة حكومية ‪ ،‬والتالميذ في النجؼ يتعمموف لمعمـ ذاتو ‪ ،‬وحياتيـ‬
‫حياة تقشؼ وقناعة ‪ ،‬والحوار بينيـ يجري في جو مف الحرية التامة"(‪.)4‬‬
‫ادل الصػػحف العمػػكم الش ػريؼ – كقبػػؿ تاسػػيس المػػدارس الدينيػػة – دك ار رئيسػػا فػػي اسػػتيعاب حمقػػات الػػدرس‬
‫الفقيي ‪ ،‬اذ كاف االستاذ يتخذ لو مجمسا في احدل زكايا الصحف الشريؼ فيمتػؼ حكلػو طػالب العمػـ يسػتمعكف لػو‬
‫كمػػف ثػػـ بمػػا يركنػػو فػػي جكانػػب فقييػػة متعػػددة ‪ ،‬مػػف ابػػرز مػػف اسػػتخدـ الصػػحف الشػريؼ لمػػدرس ىػػك الشػػيخ محمػػد‬
‫الحسيف كاشؼ الغطاء ‪ ،‬الذم كانت حمقة درسو تتـ بعد صالة العشائيف(‪.)1‬‬
‫كعندما ازداد عدد الطالب ‪ ،‬كضاؽ بيـ الصحف الشريؼ عمػى سػعتو ‪ ،‬فػتح عػدد مػف العممػاء النجفيػيف دكرىػـ‬
‫لتكػ ػػكف مػ ػػدارس صػ ػػغيرة تضػ ػػـ مجػ ػػالس الػ ػػدرس الفقيػ ػػي ‪ ،‬ككػ ػػاف مػ ػػف بػ ػػيف اكلئػ ػػؾ العممػ ػػاء السػ ػػيد محمػ ػػد سػ ػػعيد‬

‫(‪ )4‬كىي مراحؿ الدراسة الدينية اذا ما اجتازىا الطالب كصؿ الى رتبة االجتياد أم حؽ اصدار الفتكل ‪ ،‬اذ تمثؿ مرحمػة المقػدمات‬
‫الد ارسػػة االكليػػة التػػي تركػػز عمػػى عمػػكـ المغػػة العربيػػة كادابيػػا كالمنطػػؽ ‪ ،‬فػػي حػػيف تمثػػؿ السػػطكح مػػا يعػػادؿ الد ارسػػة االعداديػػة‬
‫يدرس خالليا الطالب اصكؿ الديف كالفقو كالفمسفة ‪ ،‬اما مرحمة البحث الخارج فيي بمثابة الدراسات العميا يقدـ الطالب خالليػا‬
‫بحثا يناقشو مع استاذه كبشكؿ مستفيض يصؿ الى عدة سنيف حتى يحصؿ عمػى االجتيػاد ‪ ،‬محمػد ميػدم االصػفي‪ ،‬المصػدر‬
‫السػػابؽ ‪ ،‬ص‪43-0‬؛ عمػػي احمػػد البيػػادلي ‪ ،‬الحػػكزة العمميػػة فػػي النجػػؼ معالمي ػػا كحركتيػػا االصػػالحية ‪ ( ،‬بيػػركت ‪ :‬دار‬
‫الزىراء ‪ ، )4662 ،‬ص‪ -14‬ص‪. 13‬‬
‫(‪ )3‬رؤكؼ محمػػد عمػػي االنصػػارم ‪ ،‬الد ارسػػة فػػي النجػػؼ ‪ ،‬بحػػث ضػػمف النجػػؼ االشػػرؼ اسػػيامات فػػي الحضػػارة االنسػػانية (لنػػدف‪:‬‬
‫مرك ػػز كػ ػربالء لمبح ػػكث كالد ارس ػػات ‪ ، )3111،‬ح‪ ،3‬ص‪110‬؛ حس ػػف الحك ػػيـ ‪ ،‬المفص ػػؿ ف ػػي ت ػػاريخ النج ػػؼ االش ػػرؼ ح‪،1‬‬
‫ص‪.404‬‬
‫(‪ )2‬عبد اهلل فيد النفيسي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫(‪(( )1‬مقابمة شخصية ))‪ :‬السيد ىاشـ الغريفي ‪ ،‬رجؿ ديف ‪ ،‬مكاليد ‪ ،4611‬النجؼ االشرؼ ‪ 3141/3/41‬؛((مقابمة شخصية))‪،‬‬
‫الشػػيخ ش ػريؼ كاشػػؼ الغطػػاء ‪ ،‬نجػػؿ الشػػيخ محمػػد حسػػيف كاشػػؼ الغطػػاء ‪ ،‬رجػػؿ ديػػف ‪ ،‬مكاليػػد ‪ ،4621‬النجػػؼ االشػػرؼ‬
‫‪.3141/2/42‬‬
‫‪37‬‬
‫الحكػػيـ(‪ ،)4‬كالسػػيد حسػػف الخرسػػاف(‪ ،)3‬ك السػػيد عمػػي بحػػر العمػػكـ(‪ ،)2‬ضػػمت العديػػد مػػف طػػالب العمػػـ الػػذيف كػػانكا‬
‫يتباركف بصكت مرتفع يخرج الى االزقة فيسمعو السامع مف بعيد ككانو شجار عنيؼ‪.‬‬
‫كقد حضر تمؾ الحمقات الفكرية عدد مف رجاؿ العمـ كالفكر كاالكػاديمييف العػرب(‪ ،)1‬الػذيف اطمعػكا عمػى طريقػة‬
‫التدريس كاالسمكب الذم كاف يطرح بو االستاذ افكاره كيدافع عنيا بالحجة كالمنطؽ(‪.)5‬‬
‫كالستيعاب االعداد المتزايدة مف الطمبة الذيف بدءكا يفدكف عمى النجؼ االشرؼ مػف لبنػاف كايػراف كالينػد كغيرىػا ‪،‬‬
‫اضافة الى ازدياد عدد الطمبة العراقييف ‪ ،‬فقد تداعى عػدد مػف رجػاؿ الػديف مػف التجػار الميسػكريف ‪ ،‬بفػتح مػدارس‬
‫دينية ذات بنايات خاصة لكؿ مدرسة كنظاميا الدراسي كقاعات الػدرس كاقسػاـ السػكاف الطمبػة(‪ ،)1‬حتػى بمػغ عػدد‬
‫تمؾ المدارس عاـ ‪ 4650‬ثمانيف مدرسة (‪ ،)1‬ضمت االالؼ مف الطمبة الدارسيف كالعشػرات مػف اسػاتذتيـ العممػاء‬
‫المجتيديف ‪ ،‬فكاف مف ابرز ىذه المدارس خالؿ مدة البحث االتي ‪:‬‬

‫(‪ )4‬السيد محمد سعيد الحكيـ ‪:‬كلد عاـ ‪4612‬مفسر ك فقيو ك فيمسكؼ ك مجدد ‪ ،‬درس في النجؼ االشرؼ عمى يػد محمػد حسػيف‬
‫االصػػفياني ‪ ،‬محمػػد حسػػيف النػػائيني ‪ ،‬السػػيد حسػػيف البػػادككبي‪ ،‬السػػيد الكػػكىكمرم ‪ ،‬كغيػػرىـ ‪ ،‬لػػو مسػػاىمات ارئػػدة فػػي التػػاليؼ‬
‫منيا ‪ :‬بداية الحكمة ‪ ،‬رسالة في المحاليؿ ‪ ،‬الفمسفة االليية ‪ ،‬الشيعة في االسالـ كغيرىا مف المؤلفات ‪.‬‬
‫(‪ )3‬السيد حسف الخرساف ‪ :‬كلد عاـ ‪ ،4611‬فقيو مجتيد كعالـ جميؿ ‪ ،‬لو مجمس ثقافي تحضره شخصيات دينية كادبية كبيرة ‪ ،‬لػو‬
‫مؤلفات عدة منيا شيء مف ال يحضره الفقيػو ‪ ،‬كحيػاة الشػيخ الصػدكؽ ‪ ،‬كيتيمػة الزمػاف فيمػا قيػؿ فػي اؿ الخرسػاف ‪ ،‬لمتفاصػيؿ‬
‫ينظر ‪ :‬اغابزرؾ الطيراني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ح‪ ،4‬ص‪.21‬‬
‫(‪ )2‬عمى بحر العمكـ ‪ :‬كلد سنة ‪ ،4061‬عالـ جميؿ ‪ ،‬مف اعػالـ النجػؼ البػارزيف ‪ ،‬لػو شػيرة كاسػعة كمكانػة طيبػة ‪ ،‬كمنزلػة سػامية‬
‫عنػػد كػػؿ الطبقػػات ‪ ،‬كػػاف مجمسػػو مجمػػع عممػػاء كاالدبػػاء كاالفاضػػؿ ‪ ،‬تػػكفي سػػنة ‪ ،4611‬لػػو مكاقػػؼ سياسػػية مػػف االحػػداث‬
‫الداخميػػة فػػي العػراؽ كخارجػػو ‪ ،‬ينظػػر ‪ :‬جنػػاف فػػاىـ ‪ ،‬اسػرة بحػػر العمػػكـ كدكرىػػـ فػػي تػػاريخ العػراؽ ‪ ،‬رسػػالة ماجسػػتير ‪(،‬جامعػػة‬
‫القادسية ‪ :‬كمية التربية ‪ )3110 ،‬ص‪ -01‬ص‪.00‬‬
‫(‪ )1‬امثاؿ الدكتكر احمد اميف ‪ ،‬كالدكتكر زكي مبارؾ ‪ ،‬محمد ثبات ‪ ،‬كالدكتكر فاضؿ الجمالي‪( ،‬النشاط الثقػافي) "مجمػة" ‪ ،‬النجػؼ‬
‫‪ ،‬السنة االكلى ‪ ،4651‬العدد (‪ )4‬ص‪-113‬ص‪.12‬‬
‫(‪ )5‬محمد جكاد مغنية ‪ ،‬حكؿ الدراسة في النجؼ ‪( ،‬العرفاف) "مجمة" ‪ ،‬صيد‪ ،‬المجمد (‪4613 ، )16‬ـ‪ ،‬الجزء (‪ ، )1‬ص‪.432‬‬
‫(‪ )1‬عػػف تمػػؾ المػػدارس كتطكرىػػا ينظػػر ‪ :‬امػػاؿ حسػػيف خػػكير ‪ ،‬مدرسػػة النجػػؼ االشػػرؼ كجيكدىػػا فػػي الحػػديث كعمكمػػو ‪ ،‬رسػػالة‬
‫ماجس ػػتير‪ ( ،‬جامع ػػة الككف ػػة ‪ :‬كمي ػػة الفق ػػو ‪ )3111 ،‬ص‪-32‬ص‪51‬؛ جعف ػػر الخميم ػػي ‪ ،‬مكس ػػكعة العتب ػػات المقدس ػػة ‪( ،‬قس ػػـ‬
‫النجؼ) (بيركت ‪ :‬مؤسسة االعممي لمطباعة ‪ ، )4604 ،‬ح‪ ،3‬ص‪.451‬‬
‫(‪ )1‬عبد المحسف شالش ‪ ،‬مكجز تاريخ النجؼ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪ ، )4612 ،‬ج‪ ،4‬ص‪.41‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ -‬مدرسػػة الجػػوىرجي ‪ :‬اسسػػيا عػػاـ ‪ 4610‬التػػاجر النجفػػي محمػػد صػػالح الجػػكىرجي(‪ ،)4‬كتككنػػت المدرسػػة مػػف‬
‫ثالث طبقات ‪ ،‬ضمت اثناف كخمسكف غرفة ‪ ،‬خصص قسـ منيا السكاف الطمبة ‪ ،‬كما احتكت عمى مكتبة عامة‬
‫ضمت المئات مف المصادر الفقيية كالتاريخية‪.‬‬
‫‪ -‬مدرسػػة السػػيد عبػػد ار الشػػيرازي (‪ :)3‬شػػيدىا المرجػػع الػػديني السػػيد عبػػد اهلل الشػػيرازم سػػنة ‪ 4652‬فػػي محمػػة‬
‫الجديػدة ‪ ،‬تككنػت مػف طبقتػيف كاحتػكت عمػى اربػع كعشػريف غرفػة ‪ ،‬عمػى مسػاحة مػف االرض بمغػت (‪ )135‬متػػر‬
‫مربع (‪.)2‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬عاـ ‪ 4651‬في محمة البراؽ ‪ ،‬كجعؿ االشراؼ‬ ‫‪ -‬مدرسة البروجردي الكبرى ‪ :‬بناىا السيد حسيف البركجردم‬
‫االشراؼ عمييا لمسيد نصر اهلل الخمخالي احد فقياء المرجعية الدينية ‪ ،‬كقد تألفػت مػف ثػالث طبقػات ضػمت اربػع‬
‫كسػػتكف غرف ػة ‪ ،‬خصػػص قسػػما منيػػا السػػكاف الطمبػػة ‪ ،‬كمػػا احتػػكت عمػػى مكتبػػة كبي ػرة عػػامرة بالمصػػادر الفقييػػة‬
‫كالتاريخية المطبكعة كالمخطكطة(‪.)5‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عػاـ ‪ 4651‬فػي منطقػة الجديػدة ‪ ،‬كتبمػغ مسػاحتيا (‪)4511‬‬ ‫‪ -‬مدرسة العاممييف ‪ :‬انشػات عمػى يػد تقػي الفقيػو‬
‫مت ار مربعا ‪ ،‬كتضـ اربعكف غرفة مع ايكاناف كاسعاف ‪ ،‬كقاعة كبيرة لممطالعة ‪ ،‬كاحتكت عمى مكتبة ضمت‬

‫‪4‬‬
‫( ) محمد صالح الجكىرجي ‪ :‬اشتير بتجارة المجكىرات كاالحجار الكريمة اضػافة لمصػياغة لػذلؾ عػرؼ بػالجكىرجي ‪ ،‬قػدـ عطػاءان‬
‫فكريان لممسمميف عامة كالشيعة خاصػة ‪ ،‬اذ قػاـ بجمػع االدعيػة المختػارة كزيػارة االكليػاء الصػالحيف ضػميا بكتػاب اسػماه (ضػياء‬
‫الصػػالحيف) فكانػػت اكؿ طباعػػة لػػو عػػاـ ‪ 4651‬كقػػد اعيػػد طبعػػو (‪ )35‬طبعػػة فػػي الع ػراؽ ‪ ،‬فضػػال عػػف طباعتػػو فػػي تسػػع دكؿ‬
‫عربية كاسالمية كانتشر في مساجد العالـ في الغرب كالشرؽ ‪ ،‬كمف مشاركتو الخيرية االخرل ‪ ،‬تعميػر مرقػد السػيدة زينػب بنػت‬
‫عمػػي بػػف ابػػي طالػػب (‪ )‬فػػي الشػػاـ عػػاـ ‪ 4653‬كمقػػاـ رأس الحسػػيف (‪ )‬فػػي القػػاىرة عػػاـ ‪ ،4655‬ينظػػر ‪ :‬عبػػكد الطفيمػػي ‪،‬‬
‫المصدر السابؽ ح‪ ،4‬ص‪-16‬ص‪.53‬‬
‫(‪ )3‬عبد اهلل الشيرازم ( ‪ : )4651-4001‬مف م ارجػع الػديف فػي النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬تصػدل لممرجعيػة بعػد كفػاة الشػيخ ابػك الفػرج‬
‫االصفياني ‪ ،‬لو مجمكعة مف المؤلفػات منيػا ‪ :‬دار السػالـ ‪ ،‬كتػاب الزكػاة ‪ ،‬كتػاب الصػكـ كغيرىػا ‪ ،‬ينظػر ‪ :‬عمػار الػدجيمي ‪،‬‬
‫زعماء الشيعة في النجؼ االشرؼ ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبكعات دار االندلس ‪ ، )3111 ،‬ص‪.32‬‬
‫(‪ )2‬اماؿ حسيف عمكاف خكير ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )1‬حسيف البركجردم( ‪4614-4011‬ـ)‪ :‬كلد في ايراف كتمقى عمكمو االكلية فييا ثـ ىاجر الى النجؼ االشرؼ مكاصال تحصيمو‬
‫تحصيمو العممي ‪ ،‬ككصؼ بدقة النظر فػي المعرفػة كتخصػص بالفقػو كاالصػكؿ كعمػـ الرجػاؿ الػذم بػدع فيػو ‪ ،‬بعػدىا عػاد الػى‬
‫بالده التي اصبح فييا مف م ارجع التقميد ‪ ،‬كاتسعت مكرجعيتو اكثر بعد كفاة السيد ابك الحسف االصفياني ‪ ،‬عػاـ ‪ ،4611‬كػاف‬
‫لػػو مقمػػدكف كمػػدارس يشػػرؼ عمييػػا فػػي منػػاطؽ خػػارج ايػراف كمنيػػا النجػػؼ ‪ ،‬ينظػػر ‪ :‬جعفػػر الػػدجيمي ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ح‪،44‬‬
‫ص‪.221‬‬
‫(‪ )5‬اماؿ حسيف خكير ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪11‬؛ جعفر الخميمي ‪ ،‬مكسكعة العتبات المقدسة ‪ ،‬ح‪ ،3‬ص‪.455‬‬
‫(‪ )1‬تقػػي الفقيػػو العػػاممي (‪ : )4615-4065‬ىػػك ابػػف الشػػيخ عبػػد الحسػػيف اؿ صػػادؽ العػػاممي كلػػد فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬عػػالـ‬
‫مشيكر ‪ ،‬ىاجر الى النبطية مكطف ابائو ليقكـ بمياـ المرجعية الدينية في لبناف ‪ ،‬لممزيد ينظر ‪ :‬محمد ىادم االميني ‪ ،‬معجـ‬
‫رجاؿ الفكر كاالدب ‪ ،‬ح ‪ 4‬ص‪.251‬‬
‫‪35‬‬
‫المئات مف الكتب الفقيية كالتاريخية ‪ ،‬ككاف اغمب طالبيا مف جبؿ عامؿ الدارسيف في النجؼ االشراؼ(‪.)4‬‬
‫‪ -‬مدرسػػػة الرحبػػػاوي ‪ :‬اسس ػػيا عب ػػاس محس ػػف الرحب ػػاكم (‪ ،)3‬س ػػنة ‪ ،4650‬ف ػػي محم ػػة الجدي ػػدة ‪ ،‬عم ػػى مس ػػاحة‬
‫(‪ )4111‬متر مربع ‪ ،‬كفييا غرؼ لسكف طالبيا ‪ ،‬كمػا شػيد الػى جكارىػا جػامع ذك قاعػة كبيػرة اسػتخدمت لغػرض‬
‫التدريس(‪.)2‬‬
‫ت ارفػػؽ مػػع التعمػػيـ الػػديني كنشػػكء مدارسػػو انفػػة الػػذكر ‪ ،‬نمػػك التعمػػيـ االىمػػي كخاصػػة خػػالؿ خمسػػينيات القػػرف‬
‫العشريف ‪ ،‬فأنشات عػاـ ‪ 4651‬مدرسػتيف ‪ ،‬االكلػى ىػي مدرسػة (الغػري االىميػة) بد ارسػتيا الصػباحية كالمسػائية ‪،‬‬
‫كقد بمغ عدد صفكفيا سػتة صػفكؼ ‪ ،‬ضػمت (‪ )3:6‬طالبػا ‪ ،‬يقػكـ عمػى تعمػيميـ عشػرة معممػيف ‪ ،‬فػي حػيف ضػـ‬
‫القسـ المسائي فييا (‪ )356‬طالبا(‪.)1‬‬
‫اما المدرسة الثانيػة فيػي "المدرسػة العمويػة" التػي تككنػت مػف سػتة صػفكؼ ‪ ،‬ضػمت (‪ )57:‬طالبػا ‪ ،‬كاربعػة‬
‫عشػػر معممػػا ‪ ،‬ككانػػت جمعيػػة "التحريػػر الثقػػافي "(‪ ،)5‬فػػي مدينػػة النجػػؼ االشػػرؼ قػػد اسسػػت مدرسػػة ابتدائيػػة عػػاـ‬
‫‪ 4611‬جمعت بيف التعميـ الديني كاالكاديمي (‪.)1‬‬
‫كشيد التعميـ الرسمي – الذم نشأ الى جانب التعميـ االىمي – تطك ار مممكسا ضمف مدة البحث ‪ ،‬فقد بمغ عدد‬
‫المػػدارس الرسػػمية عػػاـ ‪ )50( 4650‬مدرسػػة لمبنػػيف كالبنػػات(‪ ،)1‬ككانػػت اكؿ مدرسػػة رسػػمية افتتحػػت فػػي مدينػػة‬
‫النجػػؼ ىػػي "مدرسػػة السػػالـ النياريػػة االبتدائيػػة"(‪ ،)0‬بقػرار مػػف مديريػػة معػػارؼ كػربالء (‪ ،)6‬ثػػـ افتتحػػت فػػي سػػنة‬
‫‪ 4653‬مدرسػػة ابتدائيػػة لمبنػػيف فػػي محمػػة العمػػارة ‪ ،‬كثالثػػة فػػي محمػػة الحػػكيش ‪ ،‬حتػػى بمػػغ عػػدد المػػدارس الرسػػمية‬

‫(‪ )4‬جعفر الخميمي ‪ ،‬مكسكعة العتبات المقدسة ‪ ،‬ح‪ ،3‬ص‪.411‬‬


‫(‪ )3‬عبػػاس محسػػف الرحبػػاكم ‪ :‬مػػف تجػػار النجػػؼ االشػػرؼ اسسػػيا فػػي البدايػػة لتكػػكف حسػػينية ‪ ،‬اال انػػو ابػػدليا فيمػػا بعػػد الػػى مدرسػػة‬
‫عممية ‪ ،‬كقد شيد حسينية جزء منيا ‪ :‬ينظر ‪ :‬احمد حمكد سػمماف ‪ ،‬الحركػة العمميػة كقياداتيػا فػي النجػؼ عبػر التػاريخ ‪ ،‬بحػث‬
‫ضمف النجؼ االشرؼ اسيامات في الحضارة االنسانية ‪ ،‬ح‪ ،4‬ص‪.541‬‬
‫(‪ )2‬مقػررات مجمػس لػكاء كػربالء العػاـ ‪ ،‬االجتمػػاع االكؿ بدكرتػو الخامسػة ‪( ،4655-4651‬النجػػؼ ‪ :‬المطبعػة الحيدريػػة ‪4655 ،‬‬
‫ص‪.35‬‬
‫(‬ ‫(‪ )1‬د ‪ .‬ؾ ‪ .‬ك (( التعميـ االىمي )) ‪ ،‬تقرير المدرسي تحت الممفة المرقمة ( ‪ ) 102‬في ‪ 4651 / 43 / 24‬ـ ‪ ،‬كثيقة رقـ‬
‫( ‪ ، ) 411‬ك ( ‪ ) 411‬؛ جعفر الخميؿ ‪ ،‬مؤسسة العتبات المقدسة ‪ ،‬ح‪ ،3‬ص‪.403‬‬
‫(‪ )5‬سيتـ التعريؼ بيا الحقا‪.‬‬
‫(‬ ‫(‪ )1‬د ‪ .‬ؾ ‪ .‬ك (( التعميـ االىمي )) ‪ ،‬تقرير المدرسي تحت رقـ الممػؼ (‪ ) 401‬فػي ‪ 4655 / 1 / 21‬كثيقػة تحػت الػرقـ‬
‫‪ ) 231‬ك (‪ ) 400‬؛ مقررات مجمس لكاء كربالء العاـ ‪ ،‬االجتماع االكؿ ‪ ،‬الدكرة الخامسة ‪ ،4655-4651 ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )1‬محمػػد حسػػف الزبيػػدم ‪ ،‬التربيػػة كالتعمػػيـ ‪ ،‬بحػػث ضػػمف مكسػػكعة حضػػارة العػ ػراؽ ‪( ،‬بغػػداد ‪ :‬دار الحريػػة لمطباعػػة ‪)4605 ،‬‬
‫ص‪-424‬ص‪.423‬‬
‫(‪ )0‬اسسػػت فػػي النجػػؼ عػػاـ ‪ ،4623‬فػػي محمػػة العمػػارة ككانػػت مدرسػػة ابتدائيػػة د ‪ .‬ؾ ‪ .‬ك (( التعمػػيـ االبتػػدائي )) ‪ ،‬كتػػاب تاسػػيس‬
‫مدرسة حككمية في النجؼ ‪ ،‬رقـ الممؼ ( ‪ ، ) 1421‬كثيقة رقـ (‪ ، )1‬ص‪.416‬‬
‫(‪ )6‬كانػػت النجػػؼ قضػػاء تابعػػا الػػى ل ػكاء ك ػربالء حتػػى االكؿ مػػف نيسػػاف عػػاـ ‪ 4611‬فاصػػبحت محافظػػة مسػػتقمة بػػذاتيا‪ (.‬ارشػػيؼ‬
‫محافظة النجؼ االشرؼ)‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫داخؿ مدينة النجؼ اربعة عشر مدرسة ابتدائية ‪ ،‬عش ار منيا لمبنيف ‪ ،‬كاربع مدارس لبنػات‪ ،‬اذ بمػغ طػالب مػدارس‬
‫البنػػيف (‪ )39::‬طالبػػا ‪ ،‬يعمػػؿ عمػػى تعمػػيميـ (‪ ):9‬معممػػا ‪ ،‬مػػكزعيف عمػػى (‪ )59‬شػػعبة ‪ ،‬فػػي حػػيف بمػػغ عػػدد‬
‫مدارس البنات (‪ )951‬طالبة ‪ ،‬كعدد معمماتيا (‪ )38‬معممة ‪ ،‬شغمت (‪ )31‬شعبة(‪.)4‬‬
‫كمػػا كانػػت الػػى جانػػب المػػدارس النياريػػة ‪ ،‬مدرسػػة مسػػائية كاحػػدة(‪ ،)3‬اسسػػت عػػاـ ‪ 4651‬بمػػغ عػػدد طالبيػػا‬
‫(‪ )447‬كعدد معممييا (‪ )23‬معمما يشغمكف (‪ )21‬شعب(‪.)2‬‬
‫شيد عدد المدارس الرسمية في عاـ ‪ 4655‬زيػادة طفيفػة كذلػؾ باضػافة مدرسػة كاحػدة لمػذككر فػزاد بػذلؾ عػدد‬
‫الطالب في ىذا العاـ الى (‪ )4215‬طالبا ‪ ،‬كعدد المعمميف (‪ )219‬معمما ‪ ،‬في حيف ظمت مدارس البنػات عمػى‬
‫حاليا دكف زيادة ‪ ،‬رافقيا زيادة اعداد طالباتيا ‪ ،‬الى (‪ ):98‬طالبة ك (‪ )3:‬معممة(‪.)1‬‬
‫لـ يشيد عاـ ‪ 4651‬اية زيادة في عدد المػدارس سػكاءا لمبنػيف اك البنػات ‪ ،‬قابمتيػا زيػادة فػي اعػداد المتعممػيف‬
‫كالمتعممات ‪ ،‬حتى بمغ عددىـ في مدارس الذككر (‪ )4441‬طالبا ‪ ،‬ييتـ بتعميميـ (‪ )228‬معمما ‪ ،‬في حيف بمػغ‬
‫ع ػػدد الطالب ػػات (‪ )2263‬طالبػػػة ‪ ،‬كمعمم ػػاتيف يبم ػػغ ع ػػددىف (‪ )36‬معممػػػة ‪ ،‬كق ػػد اس ػػتمر تن ػػامي ع ػػدد الط ػػالب‬
‫كالطالبات ‪ ،‬رغـ قمة المدارس التي لـ تكف قادرة عمػى اسػتيعابيـ ‪ ،‬فبمػغ عػددىـ فػي عػاـ ‪ )4:43( 4650‬طالبػا‬
‫ك (‪ )2518‬طالبة(‪.)5‬‬
‫اف االىتماـ بالمدارس الرسمية لـ يكف مقتص ار عمى التعميـ االبتدائي ‪ ،‬بؿ اف الدراسة الثانكية قد شػيدت ىػي‬
‫االخػػرل اىتمامػػا كنم ػكا – كاف كػػاف متكاضػػعا – اال انػػو اعتبػػر داللػػة عمػػى اف ىنػػاؾ عػػدد مػػف التالميػػذ ال ػراغبيف‬
‫باكمػػاؿ تحصػػمييـ الثػػانكم ‪ ،‬اذ بمػػغ عػػدد خريجػػي الد ارسػػة المتكسػػطة عػػاـ ‪ )2136( 4650‬خريجػػػا ‪ ،‬ك (‪)97‬‬
‫خريجة(‪.)1‬‬

‫(‪)4‬مقررات مجمس لكاء كربالء العاـ ‪ ،‬االجتماع االكؿ ‪ ،‬الدكرة الخامسة ‪ ،‬ص‪-31‬ص‪.32‬‬
‫(‪ )3‬اسست عاـ ‪ ، 4640‬في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ككاف اسميا في البدء (المدرسة االميرية االكلى) ثـ استبدلتا باسػـ (الغفػارم) محمػد‬
‫محمػػد بػػاقر البيػػادلي ‪ ،‬الحيػػاة الفكريػػة فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ( ‪ ( ، ) 4615 – 4634‬بيػػركت ‪ :‬مطبعػػة سػػتاره ‪، ) 3111 ،‬‬
‫ص‪.410‬‬
‫(‪ )2‬مقررات مجمس لكاء كربالء العاـ ‪ ،‬االجتماع االكؿ ‪ ،‬الدكرة الرابعػة ‪(،4653-4654 ،‬النجػؼ ‪ :‬المطبعػة الحيدريػة ‪)4653 ،‬‬
‫ص‪11‬؛ مقررات مجمس لكاء كربالء العاـ ‪ ،‬االجتماع االكؿ ‪ ،‬الدكرة الخامسة ‪ ،4655-4651 ،‬ص‪-31‬ص‪.32‬‬
‫(‪ )1‬مق ػػررات مجم ػػس لػ ػكاء كػ ػربالء الع ػػاـ ‪ ،‬االجتم ػػاع االكؿ ‪ ،‬ال ػػدكرة السادس ػػة ‪ ( ،4651-4655 ،‬النج ػػؼ ‪ :‬مطبع ػػة الحيدري ػػة ‪،‬‬
‫‪ )4651‬ص‪-34‬ص‪ ،33‬مقررات مجمس لكاء كربالء العاـ ‪ ،‬االجتمػاع االكؿ ‪ ،‬الػدكرة السادسػة ‪ ( ،4651-4651 ،‬النجػؼ‬
‫‪ :‬مطبعة الغرم الحديثة ‪ ، )4651 ،‬ص‪-41‬ص‪.43‬‬
‫(‪ )5‬مقػػررات مجمػػس لػكاء ك ػربالء العػػاـ ‪ ،‬االجتمػػاع االكؿ ‪ ،‬الػػدكرة السػػابعة ‪ ( ،4656-4650 ،‬النجػػؼ ‪ :‬مطبعػػة الغػػرم الحديثػػة‪،‬‬
‫‪ )4656‬ص‪-43‬ص‪( ،42‬سفارة الباكستاف ) "مجمة" القاىرة "‪ ،‬اذار ‪ ، 4650‬العدد (‪ ، )461‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )1‬د ‪ .‬ؾ ‪ .‬ك ‪ ( .‬مديرية معارؼ كربالء ) ممؼ تحت الرقـ ‪ 23431‬في ‪. 4650 / 43 / 24‬‬
‫‪41‬‬
‫كش ػػيدت جكان ػػب التعم ػػيـ االخ ػػرل أىتمامػ ػان كاض ػػحان ‪ ،‬تمث ػػؿ ف ػػي تاس ػػيس اكؿ مدرس ػػة لمتعم ػػيـ الص ػػناعي ع ػػاـ‬
‫‪ ،)4(4651-4651‬ككذلؾ االىتمػاـ بريػاض االطفػاؿ ‪ ،‬حيػث افتتحػت عػاـ ‪ 4655‬ركضػة اطفػاؿ النجػؼ ‪ ،‬التػي‬
‫انضػػـ الييػػا (‪ )46:‬طفػػال ‪ ،‬كتقػػكـ عمػػى ادارتيػػـ كتعمػػيميـ معممػػة كاحػػدة ‪ ،‬زاد عػػددىـ عػػاـ ‪ 4651-4651‬الػػى‬
‫(‪ )63‬طفال ‪ ،‬تشرؼ عمييـ معممتيف ‪ ،‬كما اف حؿ عاـ ‪ 4650‬حتى اصبح عددىـ (‪ )211‬طفؿ(‪.)3‬‬
‫كشػػيدت المدينػػة اىتمامػػا بغيػػر المتعممػػيف مػػف ذكم االعمػػار الكبي ػرة ‪ ،‬فافتتحػػت ليػػـ عػػاـ ‪ 4651‬م اركػػز لمحػػك‬
‫االمية (‪ ،)2‬اثناف لرجاؿ كاخر لمنساء (‪ ،)1‬ثـ ازداد العدد عاـ ‪ 4655‬ليصػبح ثالثػة م اركػز لمرجػاؿ ككاحػد لمنسػاء ‪،‬‬
‫ضمت ىذه المراكز (‪ )387‬دارسا في مراكز الرجاؿ ‪ ،‬ك(‪ )314‬دارسة في مراكز النساء‪.‬‬
‫كفي عاـ ‪ 4651‬اصبحت مراكز الرجاؿ اربعة م اركػز ‪ ،‬انػتظـ فييػا (‪ )531‬دارسػا فػي حػيف ظػؿ مركػز تعمػيـ‬
‫النساء يتيما ‪ ،‬كسجؿ عدد الدارسات فيو انخفاضا كصؿ الى (‪ )233‬دارسة(‪.)5‬‬
‫سػػاىمت الم اركػػز اعػػاله فػػي خفػػض نسػػبة االميػػة فػػي مدينػػة النجػػؼ االشػػرؼ عػػاـ ‪ 4651‬بنسػػبة ‪ %31‬عمػػا‬
‫سػػجمتو التقػػديرات عػػاـ ‪ ،4611‬كىػػذا يمكػػف اف يسػػجؿ تطػػك ار فػػي مجػػاؿ الػػكعي المعرفػػي كنمػػكه ‪ ،‬شػ لكؿ ىػػك االخػػر‬
‫كاحدا مف مرتكزات النمكالفكرم في المدينة(‪.)1‬‬
‫كيمثؿ نشكء المطابع الحديثػة ارفػدا اخػر مػف ركافػد التطػكر المعرفػي كنمػكه ‪ ،‬ذلػؾ الف مػا تنتجػو ىػذه المطػابع‬
‫مػػف الكتػػب كالػػدكريات ىػػي الكسػػيمة االساسػػية لنقػػؿ المعػػارؼ كالعمػػكـ مػػف الػػدكؿ االخػػرل الػػى المدين ػة كبػػالعكس ‪،‬‬
‫ناىيؾ عما تطرحو تمؾ الكتػب مػف افكػار كاراء تػؤدم بػالمطمعيف عمييػا الػى تنميػة معػارفيـ كافكػارىـ كتخمػؽ حالػة‬
‫مف التالقح الفكرم مع االخريف‪.‬‬
‫انشأت في مدينة النجؼ االشرؼ – كخالؿ مدة البحث – العديد مف المطابع التي سػاىمت فػي نشػر المعرفػة‬
‫بػيف ابنائيػػا ‪ ،‬كعممػػت عمػػى تعريػؼ المجامعػػات االخػػرل بنتػػاجيـ المعرفػػي كالفكػرم ‪ ،‬كدلػػيالن عمػػى اىتمػػاـ المدينػػة‬
‫بيذا الجانب ‪.‬‬

‫(‪ )4‬د ‪ .‬ؾ ‪ .‬ك (( التعميـ الصناعي )) ك ازرة المعارؼ ‪ ،‬رقـ الممؼ ( ‪ ،)14411 / 02‬كثيقة رقـ ( ‪. ) 01‬‬
‫(‪ )3‬مقررات مجمس لكاء كربالء العاـ ‪ ،‬االجتماع االكؿ ‪ ،‬الدكرة السابعة ‪ ،4656-4650 ،‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )2‬اسسػت الحككمػة العراقيػة عػاـ ‪( 4651‬مديريػة مكافحػة االميػة كالتعمػيـ االساسػي) التػي عممػت عمػى انشػاء م اركػز لمتعمػيـ داخػػؿ‬
‫العراؽ ‪ ،‬عبد الستار شنيف ‪ ،‬التاريخ االجتماعي لمنجؼ ‪ ،4610-4623‬اطركحة دكتكراه ‪( ،‬جامعة بغداد – كمية التربيػة ابػف‬
‫رشد ‪ ،)3110 ،‬ص‪-141‬ص‪.140‬‬
‫(‪ )1‬مق ػػررات مجم ػػس لػ ػكاء كػ ػربالء الع ػػاـ ‪ ،‬االجتم ػػاع االكؿ ‪ ،‬ال ػػدكرة الخامس ػػة ‪ ،4655-4651 ،‬ص‪.412‬ال ػػدكرة السادس ػػة لس ػػنة‬
‫‪ ،4651-4655‬ص‪.40‬‬
‫(‪ )5‬يرل الباحث باف اسباب ىذا االنخفاض يعكد الى طبيعة المجتمع العراقي عمكما ‪ ،‬كالنجفي عمػى كجػو الخصػكص ‪ ،‬سػيما كاف‬
‫القائميف عمى تعميـ النساء كانكا مف الرجاؿ‪.‬‬
‫(‪ )1‬مقػػررات مجمػػس ل ػكاء ك ػربالء العػػاـ ‪ ،‬االجتمػػاع االكؿ ‪ ،‬الػػدكرة السادسػػة ‪ ،4651-4651 ،‬ص‪46‬؛ نػػاجي كداعػػة الش ػريس ‪،‬‬
‫المصدر السابؽ ‪ ،‬ح‪ ،4‬ص‪.35‬‬
‫‪42‬‬
‫كانت "مطبعة الزىراء" التي اسسيا عاـ ‪ 4615‬مر از الخميمي(‪ ،)4‬اكؿ تمؾ الطابع ‪ ،‬تمتيا عاـ ‪ "4611‬مطبعة دار‬
‫الكتػػب التجاريػػة" التػػي اسسػػيا الشػػيخ محمػػد رضػػا الكتبػػي ‪ ،‬كقػػد عرفػػت بمطبعػػة " العػػدؿ االسػػالمي" ‪ ،‬نسػػبة الػػى‬
‫مجمة كانت تطبعيا بذات االسـ (‪ .)3‬كفي ذات العاـ اسس جعفر الخميمي (‪" ،)2‬مطبعة الراعي" ‪ ،‬كالتي ع لػدت مػف‬
‫المطابع الحديثة انذاؾ ‪ ،‬اما "مطبعة النجؼ " فقد اسسيا عبد اليادم االسدم (‪ ،)1‬عاـ ‪ ،4655‬كتميزت بكثرة ‪.‬‬

‫(‪ )4‬مػػر از الخميم ػي ‪ :‬اسػػتطاع مػػر از الخميمػػي تاسػػيس تمػػؾ المطبعػػة باسػػتخداـ افضػػؿ المكػػائف الخاصػػة بػػذلؾ ‪ ،‬اذ مػػف خػػالؿ سػػفره‬
‫المتكرر الى القاىرة كايراف لالطالع عمى المطابع الحديثة في تمؾ البمداف كالمكاد المستخدمة في الطباعة مػف حبػ انر كحػركؼ ‪،‬‬
‫فػػاجرت خػػالؿ مػػدة كجيػزة انفػػس الكتػػب كالمطبكعػػات ‪ ،‬كبعػػد فتػرة نقػػؿ صػػاحبيا المطبعػػة الػػى بغػػداد فػػي شػػارع المتنبػػي ‪ .‬محمػػد‬
‫عباس الدراجي ‪ ،‬صحافة النجؼ ( بغداد ‪ :‬دار الشؤكف الثقافية ‪ ) 4606 ،‬ص ‪.‬‬
‫(‪ )3‬عمػػي الخاقػػاني ‪ :‬تػػاريخ الصػػحافة فػػي النجػػؼ ‪( ،‬بغػػداد ‪ :‬مطبعػػة دار الجميكريػػة ‪ ،)4616‬ص‪41‬؛ محمػػد ىػػادم االمينػػي ‪،‬‬
‫المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.411‬‬
‫(‪ )2‬جعفػػر الخميمػػي ( ‪ : ) 4605 – 4611‬كلػػد جعفػػر اسػػد اهلل الخميمػػي فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬درس فػػي اكؿ حياتػػو فػػي كتاتيػػب‬
‫المدينػػة ‪ ،‬ث ػػـ انتسػػب ال ػػى المدرس ػػة العمكيػػة لمكاص ػػمة د ارس ػػتو كلػػـ يتج ػػاكز الس ػػنة الس ػػابعة م ػػف عمػ ػره ‪ ،‬اذ تعم ػػـ فيي ػػا التركي ػػة‬
‫كاالنكميزية كااليرانية ‪ ،‬االمر الػذم انعكػس عمػى كتاباتػو القصصػية فػي سػف لػـ يتجػاكز السادسػة عشػر ‪ ،‬ثػـ انتقػؿ الد ارسػة فػي‬
‫مدرسة االخكند الكبرل كالصغرل كدرس عمى يد اعالـ عصره مف امثاؿ ‪ ،‬عمي الدشتي ‪ ،‬محمد رضػا الحسػاني ‪ ،‬الشػيخ عبػد‬
‫اليادم السماكم ‪ ،‬عمػكاف السػيد سػمماف كغيػرىـ ‪ ،‬عمػؿ فػي التعمػيـ عػاـ ‪ 4632‬فػي النجػؼ ثػـ انتقػؿ الػى مػدارس الرميثػة عػاـ‬
‫‪ 4631‬ـ ‪ ،‬كبعد عاـ كاحد عمؿ محر انر لمقسـ المدرسي فػي مجمػة الحيػرة النجفيػة ‪ ،‬اسػس جريدتػو الفجػر الصػادؽ عػاـ ‪4621‬‬
‫كالراعي عاـ ‪ 4621‬ـ كفي عػاـ ‪ 4625‬اصػدر جريدتػو اليػاتؼ ‪ ،‬اسػس يكمػان ادبيػان فػي االسػبكع داخػؿ النجػؼ االشػرؼ عػرؼ‬
‫باسـ ( يكـ الياتؼ االدبي ) ‪ .‬لمتفاصيؿ عف عجمة عطائو العممي كالفكرم ينظر ‪ :‬ديانا ضياء شاكر الميالي ‪ ،‬جعفر الخميمي‬
‫جيػػكده الصػػحفية كاراؤه االصػػالحية – د ارسػػة تاريخيػػة – رسػػالة ماجسػػتير ‪ ( ،‬جامعػػة الككفػػة ‪ :‬كميػػة االداب ‪ ، ) 3141‬عمػػي‬
‫عبػاس عبػػد الحسػيف ‪ ،‬مػػف اعػالـ الصػػحافة النجفيػة جعفػػر الخميمػي ‪ ( ،‬المحافظػػة ) " جريػدة " النجػػؼ االشػرؼ ‪ ،‬العػػدد (‪، )4‬‬
‫اب ‪ 3110‬ـ ‪ ،‬العدد (‪. )1‬‬
‫(‪ )1‬عبد اليادم االسدم( ‪ : ) 3112 – 4641‬كلد في محمة البراؽ فػي النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬تعمػـ مبػادئ القػراة كالكتابػة فػي كتاتيػب‬
‫المدينة ‪ ،‬ثـ التحؽ بالمدارس الحديثة حتى اكمؿ الدراسة المتكسػطة فييػا ‪ ،‬بعػد ذلػؾ تكجػو لطمػب العمػـ فػي الحػكزة العمميػة فػي‬
‫المدينػة ‪ ،‬كػاف الييئػة التدريسػية فػي مدرسػػة جمعيػة منتػدل النشػػر االبتدائيػة ‪ ،‬ثػـ مػػدي انر ‪ ،‬كبػنفس الكقػت ارتقػػى المنبػر الحسػػيني‬
‫خطيب ػان ككاعض ػان كخادم ػان الىػػؿ البيػػت ( ع ) ‪ ،‬اصػػدر مجمػػة ( الػػدليؿ ) النجفيػػة ‪ ،‬كانشػػاء عػػاـ ‪ 4655‬ـ مطبعػػة النجػػؼ كقػػد‬
‫اضطر الى بيعيا بعد حدكث انقالب عاـ ‪ 4610‬فػي العػراؽ ‪ ،‬الزـ طيمػة سػنكاتو االخيػر المرجػع الكبيػر السػيد عمػي الحسػيني‬
‫السػػيتاني من ػػذ تص ػػديو لمنص ػػب المرجعيػػة ‪ .‬لمتفاص ػػيؿ ينظ ػػر ‪ :‬مكتبػػة الركض ػػة الحيدريػػة ‪ ،‬سمس ػػمة صػػحافة محافظ ػػة النج ػػؼ‬
‫االشرؼ ‪ ،‬مجمة الدليؿ ( النجؼ ‪ :‬مطبعة التعارؼ ‪ ، ) 3141 ،‬ص‪ – 41‬ص‪. 41‬‬
‫‪43‬‬
‫عػ ػػدد الكتػ ػػب التػ ػػي طبعػ ػػت فييػ ػػا اضػ ػػافة ال ػ ػى الصػ ػػحؼ كالنش ػ ػرات ‪ ،‬كفػ ػػي عػ ػػاـ ‪ 4650‬اسػ ػػس عبػ ػػد العزيػ ػػز‬
‫البغدادم(‪ "،)4‬مطبعة االداب" ‪ ،‬في حيف اسست "مطبعة النعماف" في ذات العاـ مف قبؿ حسف محمد الكتبي(‪.)3‬‬
‫اس ػػيمت المط ػػابع الم ػػذككرة انف ػػا بطب ػػع العدي ػػد م ػػف الكت ػػب كال ػػدكريات الت ػػي رف ػػدت الس ػػاحة الثقافي ػػة النجفي ػػة‬
‫بمحتكياتيػػا الغزيػرة ‪ ،‬كالػػذم كػػاف لػػو االثػػر الكاضػػح عمػػى تحقيػػؽ حالػػة مػػف النمػػك المعرفػػي ك التكاصػػؿ الفكػػرم(‪.)2‬‬
‫كالجدكؿ رقـ (‪ )1‬يعطي صكرة ذلؾ النتاج‪.‬‬

‫(‪ )4‬عبػػد العزيػػز البغػػدادم ‪ :‬كلػػد فػػي بغػػداد عػػاـ ‪ ، 4001‬تػػاجر مشػػيكر فػػي تجػػارة التبػػكغ فاسػػس شػػركة الػػدخاف العراقيػػة التػػي تعػػد‬
‫االكلى في تاريخ العراؽ عاـ ‪ ،4623‬ثـ اشترل شركة دخاف البغدادم كشركة دخاف الزكراء كغيرىػا ‪ ،‬سػاىـ فػي تاسػيس البنػؾ‬
‫التجػارم كشػركة السػمنت العراقيػة ‪ ،‬كشػركة الزيػكت النباتيػة ‪ ،‬سػػاىـ البغػدادم فػي قضػية فمسػطيف بمالػو ‪ ،‬اذ سػاىـ بنقػؿ المػػاؿ‬
‫شخصيا الى الجبية الحربية العراقية في فمسطيف ‪ ،‬لممزيد ينظر ‪ :‬جماعة مف اخكاف البغدادم في العراؽ ‪ ،‬مدرسة عبد العزيز‬
‫الغبدادم في النجؼ االشرؼ (يبركت ‪ :‬مطابع المصرم ‪ ،‬د‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪ -1‬ص‪.6‬‬
‫(‪ )3‬حسف محمد الكتبي ‪ :‬كلد في النجؼ عاـ ‪ ، 4625‬اشتغؿ بالطباعة كالنشر ‪ ،‬كتب العديد مف القصص اليزيمة الناقػدة ‪ ،‬عمػؿ‬
‫في مطبعة الغرم كشريؾ مع عبد الرضا المطبعػي ‪ ،‬ثػـ سػاىـ فػي تاسػيس مطبعػة االداب ‪ ،‬ثػـ انعػزؿ ليأسػس مطبعػة النعمػاف‬
‫في عاـ ‪ 4650‬ـ ‪ ،‬لو مجمكعو مف المؤلفات منيا ‪ :‬سيير الناس ‪ ،‬شعر شػعبي كىزليػات ‪ ،‬مفتػاح الجنػة فػي االدعيػة كغيرىػا‬
‫‪ .‬ىادم االميني معجـ رجاؿ الفكر كاالدب في النجؼ خالؿ الؼ عاـ ‪ ،‬ح ‪ ، 2‬ص ‪. 4111‬‬
‫(‪ )2‬لتفاصيؿ اكثر ينظػر ‪( :‬الغػرم) "مجمػة" ‪ ،‬النجػؼ ‪ 1 ،‬كػانكف االكؿ ‪ ،4611‬العػدداف (‪ )41()6‬الغػالؼ ‪ ( ،‬العػدؿ االسػالمي)‬
‫"مجمة" ‪ ،‬النجؼ ‪ 45 ،‬ربيع الثاني ‪ ،4611‬العدد (‪ ، )12‬ص‪40‬؛ ( النشاط الثقافي ) " مجمة " كانكف الثاني ‪ ، 4612‬العدد‬
‫( ‪ ، )4‬ص ‪ – 112‬ص ‪ 111‬؛ ( االيماف ) " مجمة " ‪ ، 4610 ،‬العدداف ( ‪ ) 1‬ك ( ‪ ، ) 41‬ص ‪ – 2‬ص‪. 33‬‬
‫‪44‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)5‬‬
‫جدوؿ باسماء المطابع التي انشات بيف ‪2:69-2:56‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وكميات الكتب التي طبعت فييا‬
‫المالحظات‬ ‫عدد الكتب‬ ‫اسـ المطبعة اسـ المؤسس سنة التاسيس‬ ‫ت‬
‫احتكت عمى مكائف حديثة عدت اكثر‬ ‫‪41‬‬ ‫‪4615‬‬ ‫مر از الخميمي‬ ‫الزىراء‬ ‫‪-4‬‬
‫المطابع تطك ار كقتذاؾ طبعت فييا‬
‫بعض الصحؼ‪.‬‬
‫كانت تحت االنشاء كاغمقت لالسباب‬ ‫‪4611‬‬ ‫محمد عمي‬ ‫االعتداؿ‬ ‫‪-3‬‬
‫اقتصادية عاـ ‪ 4616‬ـ ‪.‬‬ ‫البالغي‬
‫كتعرؼ ايضا بمطبعة العدؿ االسالمي‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4611‬‬ ‫محمد رضا‬ ‫دار الكتب‬ ‫‪-2‬‬
‫الكتبي‬ ‫التجارية‬
‫طبعت فييا بعض الصحؼ منيا الفجر‬ ‫‪4611‬‬ ‫جعفر اسد‬ ‫الراعي‬ ‫‪-1‬‬
‫الصادؽ كالياتؼ كنقمت عاـ ‪4611‬‬ ‫الخميمي‬
‫الى بغداد ‪.‬‬
‫كما طبعت فييا بعض الصحؼ‬ ‫‪52‬‬ ‫‪4655‬‬ ‫عبد اليادم‬ ‫النجؼ‬ ‫‪-5‬‬
‫النشرت ككثير مف الكتب الفقية‬
‫ك ا‬ ‫االسدم‬
‫كالعممية الميمة ككانت في بيتو في‬
‫الحنانو ‪.‬‬
‫احتكت عمى اجيزة طباعة حديثة ‪،‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪4651‬‬ ‫باقر احمد‬ ‫القضاء‬ ‫‪-1‬‬
‫كتبا مف خارج النجؼ ‪.‬‬
‫كطبعت ن‬ ‫الفاضمي‬
‫طبعت بعض الدكريات كتكفرت فييا‬ ‫‪33‬‬ ‫‪4650‬‬ ‫عبد العزيز‬ ‫االداب‬ ‫‪-1‬‬
‫احدث المكائف مع اشير العماؿ ‪،‬‬ ‫البغدادم‬
‫كضاىت مطبكعاتيا القاىرة كبيركت‬
‫طبعت فييا ايضا بعض المجالت كامتازت‬ ‫‪15‬‬ ‫‪4650‬‬ ‫حسف ابراىيـ‬ ‫النعماف‬ ‫‪-0‬‬
‫بطبع الكتب كالرسائؿ العممية كالدينية ‪.‬‬ ‫الكتبي‬
‫يضاؼ الى ىذا العدد كتبا اخرل لـ‬ ‫‪456‬‬ ‫المجمكع‬
‫يذكر فييا اسـ المطبعة‬

‫(‪ )4‬معمكمات الجدكؿ مستقاة مف ‪ :‬جالكم عبطاف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪61‬؛ محمكد فيمي كاخركف ‪ ،‬دليػؿ الجميكريػة العراقيػة‬
‫‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار التمدف ‪ ) 4611‬ص‪-35‬ص‪. 15‬‬
‫‪45‬‬
‫كػػاف لحركػػة الطباعػػة فػػي المدينػػة اث ػ ار ميمػػا فػػي تحريػػؾ النشػػاط الصػػحفي ‪ ،‬حيػػث اسسػػت عػػدد مػػف الصػػحؼ‬
‫كالمجالت في المدة ما بعد انتياء الحرب العالمية الثانية كحتى قياـ ثكرة ‪ 41‬تمكز ‪ ،4650‬كاف منيا عمى سبيؿ‬
‫المثػاؿ ال الحصػػر ‪ ،‬مجمػة " العػػدؿ االسػػالمي" التػي اسسػػت عػاـ ‪ ،4611‬كاسػػيـ فػي كتابػػة مكضػكعاتيا عػػدد مػػف‬
‫الكتػػاب البػػارزيف(‪ ،)4‬ثػػـ مجمػػة "البيػػػاف" االسػػبكعية عػػاـ ‪ 4611‬لعمػػي الخاقػػاني(‪ ،)3‬كالتػػي تميػػزت بتركيزىػػا عمػػى‬
‫القضايا السياسية كالعربية منيا عمى كجو الخصكص ‪ ،‬كتحديدا كؿ ما يتعمؽ بقضية فمسطيف(‪.)2‬‬
‫كشػػيد عػػاـ ‪ 4611‬تاسػػيس مجمػػة "الػػدليؿ" التػػي اسػػتمرت لمػػدة سػػنتيف ثػػـ تكقفػػت عػػاـ ‪ ، 4611‬كقػػد اىتمػػت‬
‫بتسميط الضكء عمى القضايا االدبية ثـ االجتماعية كالدينية ‪ ،‬ككانت في غالب مكضكعاتيا ذات اتجاه قكمي(‪.)1‬‬
‫كاس ػػس عب ػػد الي ػػادم العص ػػامي(‪ ،)5‬ع ػػاـ ‪ 4610‬مجم ػػة "الشػػػعاع" الت ػػي اىتم ػػت بش ػػكؿ متمي ػػز بالمكض ػػكعات‬
‫االقتصػادية(‪ ،)1‬كمػا اسػػس عبػد الرسػػكؿ كاشػؼ الغطػاء مجمػػة لػكاء الكحػػدة االسػالمية فػي عػػاـ ‪ ،4616‬ركػزت فػػي‬
‫مكضكعاتيا عمى الكحدة االسالمية كالتضامف االسالمي ‪ ،‬كعمى نبذ الطائفية(‪.)1‬‬
‫كصدرت عاـ ‪ 4652‬مجمة "الذكرى" اسسيا عدد مف ابناء حركة الشباب المسػمـ(‪ ،)0‬فػي مدينػة النجػؼ االشػرؼ ‪،‬‬
‫كتميزت باتجاىيا الديني (‪.)6‬‬
‫كاسػػتمرت حركػػة الطباعػػة فػػي النجػػؼ االشػػرؼ فػػي النمػػك كالتطػػكر قياس ػان فػػي المكػػاف كالزمػػاف ‪ ،‬بػػالرغـ مػػف‬
‫الصػعكبات التػػي كاجيتيػػا حركػػة الطباعػػة كالمطبكعػػات مػػف عقبػػات حككميػػة فػػي نيايػػة العقػػد ال اربػػع مػػف خمسػػينات‬

‫(‪ )4‬كػػاف مػػف بيػػنيـ ‪ :‬عبػػد الػػرزاؽ الحسػػني ‪ ،‬مصػػطفى ج ػكاد ‪ ،‬اغػػا بػػزرؾ الطي ارنػػي ‪ ،‬عبػػد الغنػػي الخضػػرم ‪ ،‬ىػػادم العصػػامي ‪،‬‬
‫(العدؿ االسالمي) "مجمة" النجؼ ‪ ،‬السنة الثانية ‪ 45،‬تمكز ‪ ،4611‬العدد (‪. )1‬‬
‫(‪ )3‬عمػػي الخاقػػاني (‪ :) 4601 – 4643‬كاتػػب كمػػؤرخ كاديػػب ‪ ،‬كلػػد فػػي النجػػؼ سػػنة ‪ ،4643‬لػػو اثػػار محققػػة كمقػػاالت عػػدة فػػي‬
‫الصحؼ العربية ‪ ،‬تكفي سنة ‪ ،46‬ابرز مؤلفاتو شعراء الحمة كشعراء الغرم‪ .‬كشعراء بغداد ينظر ‪ ، :‬محمد ىػادم االمينػي ‪،‬‬
‫معجـ المطبكعات النجفية ‪ ،‬ص‪.410‬‬
‫(‪ )2‬عمي الخاقاني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫(‪ )1‬محمد عباس الدراجي ‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫(‪ )5‬عبد اليادم العصامي ‪ :‬كاتب قدير ‪ ،‬كلد في النجؼ سنة ‪ ،4644‬كاف استاذا لمغة العربية ‪ ،‬كاديبا مشيك ار ‪ ،‬لو ديكاف شعر ‪،‬‬
‫لمتفاصيؿ عنو ينظر ‪ :‬غالب الناىي ‪ ،‬دراسات ادبية ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬د‪.‬مط ‪ ، )4652 ،‬ح‪ ،4‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )1‬مثػػاالن مقػػاؿ فاضػػؿ معمػػة ‪ ،‬بالدن ػػا كحاجتيػػا الماسػػة لمثقافػػة االقتصػػادية ( الشػػعاع) "مجمػػة" النجػػؼ ‪ ،‬السػػنة الثانيػػة ‪ 45 ،‬اب‬
‫‪ ،4616‬العدد (‪ ، )1‬ص‪ ،52‬الشعاع ‪ ،‬السنة الثالثة ‪ 46 ،‬كانكف الثاني ‪ ،4651 ،‬العدد (‪ )5‬ص‪.62-51‬‬
‫(‪ )1‬مقابمػػة شخص ػػية ‪ :‬الش ػػيخ ب ػػاقر شػ ػريؼ القرش ػػي ‪ ،‬رجػػؿ دي ػػف كمجتي ػػد كباح ػػث ‪ ،‬مكالي ػػد ‪ 4631‬النج ػػؼ االش ػػرؼ ‪/2‬اذار ‪/‬‬
‫‪ ،3141‬شريؼ كاشؼ الغطاء ‪ ،‬المقابمة السابقة ‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىي حركة اسست عاـ ‪ 4651‬عمى يػد عػز الػديف الج ازئػرم ‪ ،‬ككانػت عمػى عالقػة كثيقػة بحركػة الشػباب القػكمي فػي النجػؼ ‪،‬‬
‫ككاف ليا منيج سمي الدسػتكر ‪ ،‬كلكػف نتيجػة لممضػايقات مػف قبػؿ القػكمييف تػـ حميػا عػاـ ‪ ،4651‬حسػف شػبر ‪ ،‬تػاريخ العػراؽ‬
‫السياسي المعاصر ‪( ،4651-4611‬بيركت ‪ :‬دار التراث العربي ‪ ،4661 ،‬ج‪ ،3‬ص‪. 62‬‬
‫(‪ )6‬حمد محمكد القابجي ‪ ،‬ذكريات كتاريخ النجؼ السياسي ‪( ،4610-4610‬مخطػكط) ‪( ،‬النجػؼ االشػرؼ ‪ :‬المكتبػة الشخصػية‬
‫‪ ،‬د‪.‬ت) ‪ ،‬ك ‪.51‬‬
‫‪46‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫مرسػػكميا الم ػرقـ اربعػػة كعش ػريف عػػاـ‬ ‫الثانيػػة عش ػرة‬ ‫القػػرف العش ػريف ‪ ،‬اذا اصػػدرت حككمػػة نػػكرم السػػعيد‬
‫‪ 4651‬ـ الخاص بجانب المطبكعات كمفاده تخكيؿ كزير الداخمية بالغاء اجازات المطابع كمنع اجازات الصحؼ‬
‫‪ ،‬كفػػرض القيػػكد كالمراقبػػة االمنيػػة عمػػى الصػػادر منيػػا كرغػػـ ذلػػؾ فػػاف حركػػة الطباعػػة فػػي المدينػػة اسػػتمرت دكف‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫تكقؼ‬

‫) ‪ ) 4‬نكرم السعيد ( ‪ ) 4650 – 4001‬كلد في بغداد درس فييا ‪ ،‬ثـ اكمميا في اسطنبكؿ ‪ ،‬كبير في تاريخ العراؽ الحديث ‪ ،‬حتى اصبح تاريخو جزءان مف‬
‫تاريخ المممكة العراقية التي تبكأ عرشيا فيصؿ االكؿ في ‪ 32‬اب ‪ ، 4634‬فألؼ سعيد ك ازرتو االكلى في اذار ‪ ، 4621‬ككاف عدد الك ازرات التي شكميا‬
‫نكرم السعيد خالؿ حياتو (‪ ) 41‬ك ازرة فكاف مف المع رجاؿ الدكلة ‪ ، .‬لو مكاقؼ عربية مشيكرة منيا عقد معاىدة صداقة مع شرقي االردف عاـ ‪4624‬‬
‫‪ ،‬كاخرل مع الحجاز كنجد كمعاىدة صداقة لتبادؿ المجرميف مع مصر ‪ ،‬ككاف لو الدكر االىـ مع مصطفى النحاس رئيس كزراء مصر في انشاء‬
‫جامعة الدكؿ العربية التي كلدت في القاىرة في ‪ 34‬اذار عاـ ‪ 4615‬ـ ‪ ،‬ككما جاءت ثكرة ‪ 41‬تمكز ‪ 4650‬فنكمت بالعائمة المالكو كقتمت نكرم‬
‫السعيد كمثمت بجثمانو بابشع صكره كقضت عمى الحياة النيابية كسممت البمد الى عكاصؼ الثكرات كاالنقالبات كالحكـ الفردم المتسـ بالتعسؼ‬
‫كاالرىاب ‪ ،‬كؿ ذلؾ كصمة سكداء في تاريخ العراؽ الحديث كمثاؿ الجبف مف قبؿ اشخاص في بمد ذم ماضي مجيد كاف قبؿ االلؼ السنيف مف مياد‬
‫الحضارة البشرية ‪ .‬ينظر ‪ :‬ميربصرم ‪ ،‬اعالـ السياسية في العراؽ الحديث ‪ ( ،‬لندف ‪ :‬دار الحكمة ‪ ، ) 3111 ،‬ح‪ ، 3‬ص ‪ – 311‬ص‪. 36‬‬
‫)‪ (3‬صدر كتاب اسناد الك ازرة الى نكرم السعيد بتاريخ ‪ 2‬اب ‪ 4651‬بتشكيؿ الك ازرة كصدرت االرادة الممكية المرقمة ‪ 111‬لسنة ‪ 4651‬بتنصيب نكرم‬
‫الكزرة عمى حؿ مجمس النكاب كاجراء انتخابات‬
‫السعيد رئيسان لمكزراء ككزي انر لمدفاع كخمسة عشر كزي انر اخر ‪ ،‬كاشترط نكرم السعيد قبؿ تاليفو ا‬
‫كاصدرت الك ازرة فيما بعد عدة مراسيـ قيدت خالليا حرية الطباعة كالمطبكعات اضافة الى الصحافة كحتى االحزاب كالجمعيات لممزيد مف التفاصيؿ‬
‫ينظر ‪ :‬عبد الرزاؽ الحسني ‪ ،‬تاريخ الكزرات العراقية ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬بغداد ‪ :‬دار الشؤكف الثقافية العامة ‪ ) 4600‬ج‪ ، 6‬ص ‪ – 421‬ص ‪. 454‬‬
‫( ‪ ) 2‬محمد ىادم االميني ‪ ،‬معجـ المطبكعات النجفية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الداب ‪ ، ) 4611 ،‬ص‪. 14‬‬
‫‪47‬‬
‫(‪)4‬‬
‫مجمػػة "النجػػػؼ" عػػاـ ‪ 4651‬كتميػػزت بتكجياتيػػا الدينيػػة القكميػػة ‪ ،‬كاىتمػػت بػػالنكاحي‬ ‫كاسػػس ىػػادم فيػػاض‬
‫العمميػػة كاالجتماعيػػة كاالدبيػػة كالسياسػػية(‪ ،)3‬امػػا فػػي عػػاـ ‪ 4651‬فصػػدرت مجمػػة "النشػػاط الثقػػافي" التػػي اىتمػػت‬
‫بنشر الثقافػة العامػة مػف خػالؿ تناكليػا الكقػائع السياسػية كالكطنيػة كالقكميػة(‪ ،)2‬كاصػدر محمػد حسػف الطالقػاني(‪،)1‬‬
‫مجمة "المعارؼ" عاـ ‪ ،4650‬كقد اىتمت باالداب كالعمكـ كالتاريخ كاالجتماع‪.‬‬
‫كظيػػرت فػػي ذات الفتػرة عػػدد مػػف الصػػحؼ النجفيػػة التػػي اسػػيمت فػػي نشػػر الػػكعي كىيػػأت لخمػػؽ حركػػة فكريػػة‬
‫ناميػة ‪ ،‬فكػػاف مػف بػػيف تمػؾ الصػػحؼ " المكتبػة" التػػي صػدرت عػػاـ ‪ ،4652‬كاحتجبػت بعػػد عػددىا الثالػػث (‪ ،)5‬ثػػـ‬
‫تمتيػػا صػػحيفة "الغػػػري" االسػػبكعية الدينيػػة ‪ ،‬كقػػد اىتمػػت بالمكضػػكعات الدينيػػة كاالدبيػػة ‪ ،‬كصػػدرت عػػاـ ‪4651‬‬
‫صػػحيفة "الحػػػوزة" الت ػػي تميػػزت بميكليػػا السياس ػػية كمتابعػػة االح ػػداث الداخميػػة كالخارجيػػة‪ ،‬اض ػػافة الػػى اىتمامي ػػا‬
‫باالمكر الدينية(‪.)1‬‬
‫ككػػاف لمصػػحافة المدرسػػية دك ار ميمػػا فػػي اسػػتقطاب االقػػالـ المبدعػػة كالمكاىػػب الشػػابة ‪ ،‬فكانػػت العديػػد مػػف‬
‫مػػدارس النجػػؼ تصػػدر صػػحفا كنش ػرات مدرسػػية تحتػػكم عمػػى نشػػاطات الطػػالب ‪ ،‬كمكاكبػػة االحػػداث السياس ػػية‬
‫كاالدبيػػة ‪ ،‬ككػػاف مػػف بػػيف تمػػؾ النشػرات "افكػػار الطمبػػة" التػػي اصػػدرتيا متكسػػطة النجػػؼ لمبنػػيف ‪ ،‬اذ صػػدر عػػددىا‬
‫االكؿ عػػاـ ‪ ،)1(4651‬كفػػي عػػاـ ‪ 4652‬اصػػدرت اعداديػػة النجػػؼ االشػػرؼ نش ػرة "االبػػداع"(‪ ،)0‬كفػػي عػػاـ ‪4651‬‬
‫صػػدرت نش ػرة "المواىػػب" مػػف قبػػؿ طػػالب مدرسػػة السػػالـ االبتدائيػػة ‪ ،‬كترافقػػت معيػػا فػػي ذات العػػاـ اصػػدار نش ػرة‬
‫"الشجرة" مف قبؿ مدرسة االمير عبد االلو(‪ ،)6‬كما صدرت العديد مف النشػرات المدرسػية فػي عػدد غيػر يسػير مػف‬
‫مدارس النجؼ االشرؼ االبتدائية كالثانكية(‪.)41‬‬

‫(‪ )4‬ىادم فياض ‪ :‬كاتب كشاعر ‪ ،‬كلد في النجؼ عاـ ‪4641‬ـ‪ ،‬درس الفقو كاالصكؿ عمى يد عدد مف العمماء ‪ ،‬لو بحػكث ادبيػة‬
‫كمقاالت عممية قيمة ؛ محمكد فيمي كاخركف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫(‪ )3‬جعفر باقر محبكبة ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.443‬‬
‫(‪ )2‬ك ازرة االعالـ العراقية ‪ ،‬مديرية االعالـ العامة ‪ ،‬دليؿ الصحافة العراقية ‪( ،‬بغداد‪ :‬مطبعة الجميكرية ‪ ، )4613 ،‬ص‪.51‬‬
‫(‪ )1‬سيعرؼ الباحث بو في المبحث االكؿ مف الفصؿ الثاني‪.‬‬
‫(‪( )5‬المكتبػة) "جريػدة" ‪ ،‬النجػػؼ ‪ 1 ،‬كػانكف الثػاني ‪ ،4650 ،‬العػػدد (‪)4‬؛ حسػف عيسػػى الحكػيـ ‪ ،‬تػاريخ الصػػحافة النجفيػة كتػراجـ‬
‫اعالميا ( مخطكط ) ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬المكتبة الشخصية ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪ ،‬ص ‪. 50‬‬
‫(‪ )1‬لممزيد ينظر ‪( :‬الحكزة) "جريدة" السنة (‪ )4‬كانكف الثاني ‪ ،4651‬العدد (‪.)4‬‬
‫(‪ )1‬ك ازرة االعالـ العراقية ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ ،51‬محمد عباس الدراجي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫(‪ )0‬كانت تصدر تحت اشراؼ الييئة التعميمية في االعدادية ‪ ،‬كباشراؼ المدرس زىير جكاد شريؼ ‪ ،‬حسف الحكيـ ‪ ،‬تاريخ‬
‫الصحافة النجفية ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪( ،50‬االبداع) " نشرة" ‪ ،‬النجؼ ‪ ،4652 ،‬العدد (‪ ، )3‬صفحة الغالؼ‪.‬‬
‫(‪ )6‬عمي الخاقاني ‪ ،‬تاريخ الصحافة النجفية ‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫(‪ )41‬محمد ىادم االميني ‪ ،‬معجـ المطبكعات النجفية ‪ ،‬ص‪315‬؛ حسف عيسى الحكيـ ‪ ،‬تاريخ الصحافة النجفية كتػراجـ اعالميػا‬
‫‪ ،‬ك‪.15-11‬‬
‫‪41‬‬
‫اف استع ارضػػا اجماليػػا لمكضػػكعات تمػػؾ المجػػالت كالصػػحؼ كالنش ػرات ‪ ،‬يبػػرز امامػػؾ عػػددا كبي ػ ار مػػف ابػػرز‬
‫الكتاب كاالدباء كالمفكريف(‪ ،)4‬الذيف شكمكا عماد النخبة المثقفة النجفية ‪ ،‬كالػذيف ارسػكا دعػائـ النيضػة الفكريػة فػي‬
‫المدينة ‪ ،‬كما اف عددا غير قميؿ منيـ لـ يقتصر نشاطو الصحفي عمى مدينة النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬بػؿ تجػاكز ذلػؾ‬
‫الى مدف العراؽ الكبيرة كفي مقدمتيا العاصمة بغداد ‪ ،‬كرؤكساء تحرير اك قائميف عمى ادارة تمؾ الصحؼ(‪.)3‬‬
‫لقػػد شػػيدت المػػدة الممتػػدة بػػيف ‪ 4650 - 4615‬ظيػػكر العديػػد مػػف المجػػالت كالصػػحؼ النجفيػػة التػػي كانػػت‬
‫عامال ميما مف عكامؿ رفد الحركة الفكرية في النجؼ بمرتكزات النمػك الػذم كػاف لػو دك ار ميمػا فػي مرحمػة الحقػة‬
‫في مدينة النجؼ ‪ ،‬كلعؿ الجدكؿ رقـ (‪ )5‬يعطي صكرة مكجزة عػف تمػؾ الصػحؼ كالمجػالت التػي صػدرت خػالؿ‬
‫المدة اعاله‪.‬‬

‫(‪ )4‬كاف مف ابرزىـ ‪ :‬مسمـ كاظـ زكيف‪ ،‬محمد باقر الشبيي ‪ ،‬جعفر الخميمي ‪،‬محمد عمي البالغي ‪ ،‬عبد الرزاؽ الحسني ‪ ،‬محمد‬
‫محمد عبد الحسيف الكاظـ كغيرىـ ‪.‬‬
‫(‪ )3‬اصدر محمد ميدم الجكاىرم جريدة الرام العاـ سنة ‪ 4620‬في بغداد ‪ ،‬كصدل الدسػتكر عػاـ ‪ 4611‬فػي بغػداد ايضػا ‪ ،‬كمػا‬
‫اصدر احمد حسف االسدم مجمة (الرقيب) عاـ ‪ 4651‬في بغداد ‪ ،‬كما تراس صدر الديف شرؼ الديف تحرير مجمة (السػاعة)‬
‫الصػادرة فػػي بغػداد عػػاـ ‪4611‬لمتفاصػػيؿ ينظػر ‪ :‬حسػػف عيسػػى الحكػيـ ‪ ،‬تػػاريخ الصػػحافة النجفيػة كتػراجـ اعالميػػا ‪ ،‬ك ‪-13‬‬
‫‪.15‬‬
‫‪45‬‬
‫يبيف جدوؿ رقـ (‪ )6‬الصحؼ والمجالت الصادرة‬
‫(‪)2‬‬
‫في النجؼ االشرؼ لممدة ‪2:69 - 2:56‬‬
‫المالحظات‬ ‫جنس التاسيس‬ ‫سنة التاسيس‬ ‫اسـ رئيس التحرير‬ ‫اسـ المؤسس‬ ‫اسـ المطبوع‬ ‫ت‬
‫صدرت نصؼ‬ ‫مجمة‬ ‫‪4611‬‬ ‫حسف الطيب‬ ‫محمد رضا‬ ‫العدؿ االسالمي‬ ‫‪-4‬‬
‫شيرية كأحتجبت عاـ‬ ‫الكتبي‬
‫‪.4610‬‬
‫صدرت سنتيف ثـ‬ ‫مجمة‬ ‫‪4611‬‬ ‫عبد اليادم االسدم‬ ‫عبد اليادم‬ ‫الدليؿ‬ ‫‪-3‬‬
‫احتجبت عاـ‬ ‫االسدم‬
‫‪.4610‬‬
‫استمرت حتى عاـ‬ ‫مجمة‬ ‫‪4611‬‬ ‫عمي الخاقاني‬ ‫عمي الخاقاني‬ ‫البياف‬ ‫‪-2‬‬
‫‪4651‬‬
‫صدرت في الديكانية كمف‬ ‫مجمة‬ ‫‪4610‬‬ ‫احمد البياش‬ ‫فاضؿ الخاقاني‬ ‫العقيدة‬ ‫‪-1‬‬
‫العدد السادس انتقمت الى‬
‫النجؼ‬
‫ذات طابع طالبي‬ ‫مجمة‬ ‫‪4610‬‬ ‫طالب كمية المنتدل‬ ‫ىادم فياض‬ ‫البذرة‬ ‫‪-5‬‬
‫اىتمت بالشؤكف‬ ‫مجمة‬ ‫‪4610‬‬ ‫عبد اليادم العصامي‬ ‫عبد اليادم‬ ‫الشعاع‬ ‫‪-1‬‬
‫االقتصادية بشكؿ كبير‬ ‫العصامي‬
‫صدر اخر عدد ليا‬
‫‪4651‬‬
‫اكقفت عاـ ‪4654‬‬ ‫مجمة‬ ‫‪4616‬‬ ‫عبد الرسكؿ كاشؼ‬ ‫عبد الرسكؿ‬ ‫لكاء الكحدة‬ ‫‪-1‬‬
‫كعادت عاـ ‪4652‬‬ ‫الغطاء‬ ‫كاشؼ الغطاء‬ ‫االسالمية‬
‫باسـ صكت الكحدة‬
‫االسالمية‬
‫صدرت منيا ‪ 2‬اعداد‬ ‫جريدة‬ ‫‪4652‬‬ ‫مكتبة امير المؤمنيف‬ ‫مكتبة امير‬ ‫المكتبة‬ ‫‪-6‬‬
‫فقط‬ ‫المؤمنيف‬
‫اسبكعية‬ ‫جريدة‬ ‫‪4655‬‬ ‫عبد الرضا اؿ كاشؼ‬ ‫عبد الرضا اؿ‬ ‫الغرم‬ ‫‪-41‬‬
‫الغطاء‬ ‫كاشؼ الغطاء‬
‫استمرت ‪ 1‬سنكات‬ ‫مجمة‬ ‫‪4651‬‬ ‫ىادم فياض‬ ‫جمعية منتدل النشر‬ ‫النجؼ‬ ‫‪-44‬‬
‫كاحتجبت ثـ عادت‬
‫جريدة‬ ‫‪4651‬‬ ‫حمزة شير عمي‬ ‫حمزة شبر عمي‬ ‫الحكزة‬ ‫‪-43‬‬
‫صدرت بعد ثكرة ‪41‬‬ ‫مجمة‬ ‫‪4650‬‬ ‫محمد حسف الطالقاني‬ ‫محمد حسف‬ ‫المعارؼ‬ ‫‪-42‬‬
‫تمكز ككانت سنتيا‬ ‫الطالقاني‬
‫عشرة اعداد‬

‫(‪ )4‬معمكمات الجدكؿ مستقاة مف محمد ىادم االميني ‪ ،‬معجـ المطبكعات النجفية ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪411‬؛ جػالكم عبطػاف‬
‫‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪ ،‬ص‪412‬؛ محمػػد عبػػاس الػػدراجي ‪ ،‬المص ػػدر السػػابؽ ‪ ،‬ص‪30-35‬؛ ىاشػػـ احم ػػد الزكبعػػي ‪ ،‬صػػحافة‬
‫النجؼ ‪ ،4610-4641‬رسالة ماجستير‪ ( ،‬جامعة بغداد ‪ :‬كمية االداب ‪ ، )4665 ،‬ص‪ -11‬ص‪. 411‬‬
‫‪51‬‬
‫كشكمت المكتبات رافدا ميمػا مػف ركافػد المعرفػة ‪ ،‬كمرتكػ از اساس نػيا مػف مرتكػزات التطػكر الفكػرم فػي النجػؼ‬
‫االشػػرؼ ‪ ،‬كقػػد تاسسػػت العديػػد مػػف المكتبػػات العامػػة بجيػػكد ذاتيػػة مػػف مؤسسػػييا ‪ ،‬كضػػمت االالؼ مػػف نفػػائس‬
‫الكتػب كالمخطكطػػات ‪ ،‬فاصػػبحت السػػبيؿ الركاء المتعطشػيف الػػى اكتسػػاب المعػػارؼ العامػة ‪ ،‬ككػػاف مػػف بػػيف تمػػؾ‬
‫المكتبات خالؿ مدل البحث كالتي الزاؿ بعضيا قائما حتى اليكـ ما يكضحو الجدكؿ رقـ (‪. )1‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)7‬‬
‫(‪)2‬‬
‫يوضح المكتبات التي انشات بيف ‪2:69 - 2:56‬‬
‫التفاصيؿ‬ ‫سنة التاسيس‬ ‫اسـ المؤسس‬ ‫اسـ المكتبة‬ ‫ت‬
‫تقع في محمة البراؽ ‪ ،‬احتكت عمى ‪4111‬‬ ‫‪4654‬‬ ‫كاظـ حسكف اؿ‬ ‫اؿ حنكش العامة‬ ‫‪-4‬‬
‫مجمد عند التاسيس‪.‬‬ ‫حنكش‬
‫مكقعيا في محمة الحكيش ‪ ،‬عدد مطبكعاتيا‬ ‫‪4652‬‬ ‫الشيخ عبد‬ ‫امير المؤمنيف‬ ‫‪-3‬‬
‫عند التاسيس ‪45111‬مطبكع كمخطكط‪.‬‬ ‫الحسيف االميني‬ ‫العامة‬
‫مكجكد داخؿ مدرسة البركرجدم‪ ،‬كتممؾ عند‬ ‫‪4652‬‬ ‫السيد حسيف‬ ‫‪ -2‬اية اهلل البركجردم‬
‫تاسيسيا ‪ 0111‬مجمد‪.‬‬ ‫البركجردم‬ ‫العامة‬
‫مكقعيا دار سكناه في النجؼ االشرؼ قرب‬ ‫‪4651‬‬ ‫الشيخ اغا بزرؾ‬ ‫اغا بزرؾ‬ ‫‪-1‬‬
‫مرقد االماـ عمي (‪ ، )‬كبدئت بػ (‪)0111‬‬ ‫الطيراني‬ ‫الطيراني العامة‬
‫مجمد عند تاسيسيا‪.‬‬
‫مكقعيا بداية شارع الرسكؿ عند بداية محمة‬ ‫‪4651‬‬ ‫السيد محسف‬ ‫االماـ الحكيـ‬ ‫‪-5‬‬
‫الحكيش بجكار جامع اليندم كعند تاسيسيا‬ ‫الحكيـ‬ ‫العامة‬
‫عدد مطبكعاتيا ‪ 41111‬مطبكع ‪2111 ،‬‬
‫مخطكط‪.‬‬

‫كتاتي الجمعيات االدبية لتككف رافدا اخر مف ركافد الحركة الفكرية كتطكرىا في مدينػة النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬فقػد‬
‫شػػيدت المػػدة بػػيف انتيػػاء الحػػرب العالميػػة الثانيػػة كقيػػاـ ثػػكرة ال اربػػع عشػػر مػػف تمػػكز ‪ 4650‬تاسػػيس العديػػد مػػف‬
‫الجمعيات ذات الطابع الثقافي العاـ ‪ ،‬اك االدبي الخاص ‪ ،‬فكاف مف بيف تمؾ الجمعيات ‪ ،‬جمعية (القركف الكػريـ)‬
‫التي تاسست عاـ ‪ ،4611‬كالتي عنت بالثقافة القركنية ‪ ،‬كاالىتماـ بالمغة العربية كعمكميا (‪.)3‬‬

‫(‪ )4‬جعفر باقر محبكبة ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ح‪ ،4‬ص‪411-414‬؛ جعفر الخميمي ‪ ،‬مكسػكعة العتبػات المقدسػة ‪ ،‬ح‪ ،3‬ص‪-311‬‬
‫ص‪355‬؛ عمػػي كاشػػؼ الغطػػاء ‪ ،‬نيػػج الص ػكاب فػػي المكاتػػب كالكتابػػة (مخطػػكط) ‪ ( ،‬النجػػؼ ‪ :‬مكتبػػة االمػػاـ محمػػد الحسػػيف‬
‫كاشؼ الغطاء ‪ ،‬د‪.‬ت) ؛ جالكم عبطاف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫(‪ )3‬حيدر المرجاني ‪ ،‬النجؼ االشرؼ قديما كحديثا ‪ ،‬ص‪ 64‬؛ جعفر باقر محبكبة ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ح ‪ ، 4‬ص ‪. 260‬‬
‫‪51‬‬
‫كاسس مجمكعة مف كجياء النجؼ االشرؼ(‪ ،)4‬جمعية سميت " ندوة االدب " عاـ ‪ ،4611‬كاف مف اعماليػا‬
‫االجتماعات االدبية ‪ ،‬كتنظيـ الحمقات الثقافية العامة(‪.)3‬‬
‫كاسست عاـ ‪ 4616‬جمعيػة " لواء الوحػدة االسػالمية" ككانػت تيػدؼ الػى كحػدة الكممػة كالتضػامف االسػالمي‬
‫كنبػػذ الطائفيػػة ‪ ،‬كقػػد اسسػػيا عبػػد الرسػػكؿ كاشػػؼ الغطػػاء مؤسػػس مجمػػة "ل ػواء الوحػػدة االسػػالمية" التػػي تعػػد احػػد‬
‫نتاجات ىذه الجمعية الفكرية(‪.)2‬‬
‫اف صػػدكر المرسػػكـ لعػػاـ ‪ ،4651‬كالقاضػػي بالغػػاء اجػػازات الجمعيػػات كالن ػكادم فػػي الع ػراؽ ‪ ،‬قػػد اثػػر عمػػى‬
‫اسػػتحداث جمعيػػات جديػدة ‪ ،‬فظمػػت الجمعيػػات انفػػة الػػذكر كحػػدىا تمػػارس نشػػاطاتيا دكف اف تضػػاؼ الػػى قائمتيػػا‬
‫اسماء جديدة في مرحمة الخمسينيات(‪.)5‬‬
‫لقد ساعدت الركافد المار ذكرىا عمى تطػكير الحركػة المعرفيػة كالفكريػة كتنامييػا ‪ ،‬ممػا خمػؽ حالػة مػف الػكعي‬
‫الثقػػافي لػػدل ابنػػاء المجتمػػع النجفػػي انعكسػػت اثارىػػا الحقػػا عمػػى النشػػاطات السياسػػية كالفكريػػة فػػي المدينػػة ‪ ،‬ككمػػا‬
‫سيتضح في المبحث القادـ‪.‬‬

‫(‪ )4‬اب ػػرزىـ ‪ :‬محمػػد حسػػف الش ػػخص ‪ ،‬كمحمػػد ج ػكاد الػػدجيمي ‪ ،‬كعب ػػد الرسػػكؿ الشػ ػريفي ينظػػر ‪ :‬مق ػػدـ الفي ػػاض ‪ ،‬ت ػػاريخ النج ػػؼ‬
‫السياسي ‪( ،4650 – 4614 ،‬بيركت ‪ :‬دار االضكاء لمطباعة كالنشر ‪ ،)3113 :‬ص‪.56‬‬
‫(‪ )3‬اسست مف قبؿ محمد جكاد عبد الرضا الدجيمي ‪ ،‬كاصدرت كتابان تحت عنكاف ( النظاـ السياسػي كالػداخمي لجمعيػة نػدكة االدب‬
‫في النجػؼ ) طبػع فػي ‪ 34‬صػفحة ‪ ،‬كفػي ىػذه الجمعيػة بػارل الشػاعر محمػد ميػدم الجػكاىرم مجمكعػة مػف القصػائد الشػعرية‬
‫لشػػعراء مشػػيكريف دلػػت عم ػػى قػػكة ش ػػاعريتو كى ػك فػػي سػػف الشػػباب االكؿ ‪ ،‬كقػػد طبعي ػػا فػػي بغػػداد تحػػت عن ػكاف حمب ػػة االدب‬
‫لمتفاصيؿ ينظر ‪ :‬محمد حسػيف حػرز الػديف تػاريخ النجػؼ االشػرؼ ‪( ،‬قػـ ‪ :‬منشػكرات دليػؿ ‪ ، ) 4661 ،‬ح‪ ، 4‬ص‪ 316‬؛ (‬
‫الدليؿ ) " مجمة " ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬نتشريف الثاني ‪ ، 4611‬العدد ( ‪ )2‬ص‪. 4‬‬
‫(‪ (( )2‬مقابمة شخصية )) ‪ ،‬الشيخ شريؼ كاشؼ الغطاء ‪ ،‬بتاريخ ‪. 3141 / 44 / 31‬‬
‫(‪ )5‬لالطالع عمى نص المرسكـ ينظر ‪ :‬عبد الرزاؽ الحسني ‪ ،‬تاريخ الك ازرات العراقية ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص‪. 214‬‬
‫‪52‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫نشاط التيارات السياسية ومواقفيا‬

‫اعمػػف الكصػػي عمػػى عػػرش الع ػراؽ عبػػد االلػػو (‪ ،)4‬فػػي ‪ 1‬كػػانكف االكؿ ‪ - 4615‬بعػػد اف كضػػعت الحػػرب‬
‫العالميػة الثانيػة اكزارىػا‪ -‬عػػف البػدء بمرحمػة جديػػدة مػف المسػيرة السياسػية كالحيػػاة الديمقراطيػة(‪ ،)3‬فمنحػت االحػزاب‬
‫كالحركػػات السياسػػية فسػػحة مناسػػبة مػػف الحريػػة العػػادة ممارسػػة نشػػاطاتيا ‪ ،‬فاسػػتانفت الحيػػاة الحزبيػػة ‪ ،‬كاعطيػػت‬
‫الصحافة نكعا مف الحرية(‪.)2‬‬
‫كتاسيسا عمى ذلؾ فقد ظيرت في النجؼ االشرؼ ثالثة تيارات سياسية رئيسية مارست نشاطيا عمى السػاحة‬
‫النجفيػػة ‪ ،‬كاسػػتقطبت العديػػد مػػف مثقفييػػا كطػػالب المػػدارس كرجػػاؿ الػػديف ‪ ،‬كىػػي التيػػار الماركسػػي كالتيػػار القػػكمي‬
‫كالتيار االسالمي‪.‬‬
‫اوال ‪ :‬التيار الماركسي ‪ :‬مثلػؿ ىػذا التيػار الحػزب الشػيكعي الع ارقػي ‪ ،‬الػذم عػاد الػى السػاحة السياسػية بقػكة ‪،‬‬
‫كخاصػػة فػػي مدين ػة النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬فاسػػتطاع مػػف التػػاثير عمػػى الشػػارع النجفػػي كمػػد نفػػكذه بػػيف فئػػات مجتمعػػو‬
‫كبكقت مبكر ‪ ،‬اذ شيدت ثالثينيات القرف العشريف البدايات المبكرة لذلؾ النشاط(‪.)1‬‬
‫برزت رغبة مف قبؿ النجفيف الحامميف الى الفكر الشيكعي فػي تثبيػت مكػانتيـ داخػؿ المدينػة ‪ ،‬مػف خػالؿ االحيػاء‬
‫باف كممة الشيكعية ‪ ،‬تعنػي " الشػيعة " كقػد اسػتطاعكا مػف خػالؿ تمػؾ الدعايػة جػذب العشػرات مػف النجفيػيف لػذلؾ‬
‫التيػػار ‪ ،‬فض ػالن مػػف اسػػباب اخػػرل ‪ ،‬سػػاعدت عمػػى ذلػػؾ تمثمػػت فػػي اف النجفيػػيف كػػانكا يبحثػػكف دكم ػان عػػف اطػػار‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ .‬الػػى جانػػب تصػػاعد الف ػكارؽ الطبقيػػة االقتصػػادية المتنامي ػػة‬ ‫سياسػػي متحػػرؾ يمكنػػو اداء دكر فػػي السياسػػية‬
‫التػػي ادت الػػى بػػركز الف ػكارؽ الطبقيػػة االجتماعيػػة فػػي المجتمػػع ممػػا انعكػػس عمػػى طبقػػة الفق ػراء فػػي المدينػػة ‪ ،‬اذ‬

‫(‪ )4‬عبػػد االلػػو ( ‪ : ) 4650 – 4642‬ىػػك الكصػػي عمػػى عػػرش الع ػراؽ حتػػى بمػػكغ االميػػر فيصػػؿ بػػف غػػازم سػػف البمػػكغ كاسػػتالـ‬
‫صالحياتو الدستكرية في عاـ ‪ ،4652‬كلد في الحجاز عاـ ‪ ،4642‬تمقى تعميمو االكلي حتى ‪ 4631‬في البيػت بمكػة ‪ ،‬ككػاف‬
‫تمميذا غير مجدا حينما لـ يتمكف مف استكماؿ دراستو في كمية فكتكريا في االسكندرية ‪ ،‬تكفي في قصر الرحاب في ‪ 41‬تمكز‬
‫‪ ،4650‬مير بصرم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ -26‬ص‪.51‬‬
‫(‪ )3‬عبػػد الك ػريـ فرحػػاف ‪ ،‬ثػػكرة ‪ 41‬تمػػكز فػػي الع ػراؽ ‪( ،‬بػػاريس ‪ :‬مؤسسػػة الكتػػاب العربػػي لمد ارسػػات كالترجمػػة كالنشػػر ‪)4601 ،‬‬
‫ص‪. 02‬‬
‫(‪ )2‬كجػػو الكصػػي عمػػى عػػرش الع ػراؽ عبػػد االلػػو فػػي خطابػػو بتػػاريخ ‪ 31‬كػػانكف االكؿ ‪ ،4615‬تشػػكيؿ اح ػزاب سياسػػية ذات منػػاىج‬
‫معينػػة كب ػرامج كاضػػحة فػػي الع ػراؽ ‪ ،‬بقصػػد التخفيػػؼ مػػف القيػػكد زاالج ػراءات التػػي عػػانى منيػػا الع ػراؽ لفت ػرة طكيمػػة ىادفػػا نشػػر‬
‫مبادئ الحرية كالسالـ كالديمقراطية في ربكعو ‪ ،‬ينظر ‪ :‬فاضؿ حسيف ‪ ،‬تاريخ الحػزب الػكطني الػديمقراطي ‪،4650-4611 ،‬‬
‫(بغػػداد ‪ :‬مطبعػػة الشػػعب ‪ ، )612 ،‬ص‪36‬؛ خميػػؿ كنػػة ‪ ،‬العػػراؽ امسػػو كغػػده ؛(بيػػركت ‪ :‬دار الريح ػػاني لمطباعػػة كالنشػػر ‪،‬‬
‫‪ ، )4611‬ص‪.51‬‬
‫(‪ )1‬عف نشاة الحزب الشيكعي العراقي ‪ ،‬ينظر ‪ :‬صالح الخرسػاف ‪ ،‬صػفحات مػف تػاريخ الحركػة الشػيكعية فػي العػراؽ ‪( ،‬بيػركت ‪:‬‬
‫مطبعة الفرات ‪ )4662 ،‬؛ حنا بطاطك ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 32‬‬
‫)‪ )5‬مؤسسة الدراسات االسالمية ‪ ،‬الع ارؽ بيف الماضي كالحاضر كالمستقبؿ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة الفكر االسالمي ‪ ، ) 4666 ،‬ص‪. 55‬‬
‫‪53‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ككػػاف‬ ‫كجػػدكا فػػي شػػعارات الشػػيكعية مػػف " العػػدؿ " ك " التكافػػؿ " ك " المسػػاواة " كسػػيمة لمخػػالص مػػف فقػػرىـ‬
‫لكجكد فئة مف شباب المتعمـ في المدارس التعميمية الحديثػة ذات الػنمط العممػاني ‪ ،‬اثػر فػي تكليػد شػعكر متكاصػؿ‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫باف لدييـ القدرة عمى تبكء مكاقع متنفذة في السمطة لككف مدينتيـ " النجؼ االشرؼ " مركزقيادم عالمي‬
‫كلقػػد اتخػػذكا الشػػيكعييف النجفيػػيف كانطالق ػان لمكقػػع المدينػػة القيػػادم دكر المسػػؤكلية كالزعامػػة لشػػيكعي منطقػػة‬
‫(‪)2‬‬
‫فضػالن عػف‬ ‫الفرات االكسط ‪ ،‬اذ شغؿ ىذا المنصب عاـ ‪ 4651‬ـ حسيف احمد راضي الممقب " سالـ عػادؿ "‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬حتى تطكر ذلؾ التيار داخؿ المدينة فاصبحت لو منظمػات‬ ‫ككنو عضكا لمجنة المركزية الشيكعية في العرؽ‬
‫فكرية منظمة ليا تاثير فاعالن داخؿ النجؼ كخارجيا ككما يبنيا الجدكؿ رقـ ( ‪. ) 1‬‬

‫جدوؿ رقـ ( ‪)8‬‬

‫)‪ )4‬د ‪ .‬ؾ ‪ .‬ك ‪ ،‬ك ازرة الداخمية ‪ ،‬معاكنية الشعبة الخاصة بالنجؼ ‪ ،‬ممحؽ رقـ ( ‪ ) 41411 / 212‬تسمسؿ‪ 52‬ؾ ( كثمئؽ غير مصنفة ) ‪.‬‬
‫( ‪ (( ) 3‬مقابمة شخصية )) ‪ ،‬محمد حسيف الصغير ‪ ،‬استاذ في جامعة الككفة ‪ ،‬مكاليد ‪ ، 4626‬النجؼ االشرؼ‪ ،‬في ‪ 3144 / 4 / 1‬؛ اسحاؽ نقاش ‪،‬‬
‫شيعة العراؽ ‪ ،‬ترجمة عبد االلو النعيمي ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مطبعة امير ‪ ، ) 4660 ،‬ص‪ – 404‬ص ‪. 403‬‬
‫( ‪ ) 2‬سالـ عادؿ ‪ :‬مف مكاليد النجؼ االشرؼ ‪ ، 4631‬دخؿ دار المعمميف فييا عاـ ‪ ، 4611‬كفييا دخؿ الشيكعية كانضـ لمحزب الشيكعي العراقي عاـ‬
‫‪ 4612‬ـ كاصبح عاـ ‪ 4655‬سكرتير المجنة المركزية لمحزب الشيكعي العراقي ‪ ،‬اعدـ عمى يد البعثيف في انقالب ‪ 41‬شباط ‪ . 4612‬ينظر ‪ :‬حسف‬
‫‪ ،‬مكسكعة االحزاب العراقية ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة العارؼ لممطبكعات ‪ ، ) 3111 ،‬ص ‪ – 206‬ص ‪. 266‬‬ ‫لطيؼ الزبيدم‬
‫( ‪ ) 1‬صالح الخرساف ‪ ،‬صفحات مف تاريخ العراؽ السياسي الحديث ‪ ( ،‬الحركة الماركسية ‪ ( ، ) 4661 – 4631‬بيركت ‪ :‬مؤسسة العارؼ لممطبكعات ‪،‬‬
‫‪ ، ) 3114‬ص ‪ – 12‬ص‪. 11‬‬
‫‪54‬‬
‫(‪)2‬‬
‫منظمات الحزب الشيوعي في النجؼ ‪2:69 – 2:56‬‬

‫المالحظات‬ ‫سنة التاسيس‬ ‫المؤسس‬ ‫اسـ المنظمة او الحزب‬ ‫ت‬


‫مرتضى فرج اهلل ك عمي‬
‫اكؿ تنظيـ شيكعي في‬
‫‪4621‬‬ ‫محمد الشبيبي ك ىادم‬ ‫منظمة العاصفة الحمراء‬ ‫‪-4‬‬
‫النجؼ االشرؼ‬
‫الجبكرم‬
‫كاف لو دكر ممي انز في نشر‬
‫الحزب الشيكعي العراقي‬
‫الفكر داخؿ المدينة كتحكيمو‬ ‫‪4625‬‬ ‫ميدم ىاشـ‬ ‫‪-3‬‬
‫( فرع النجؼ )‬
‫الى عمؿ فكرم منظـ‬
‫يتبعكف االيدكلكجية الصينية‬
‫المؤمنة بقدرة الفالح في بناء‬
‫منظمة المادية ( الحزب‬
‫الدكلة كادارتيا ‪ ،‬كىـ‬ ‫‪4653‬‬ ‫حسيف ركضة‬ ‫‪-2‬‬
‫الشيكعي الصيني )‬
‫مؤمنكف بالكفاح المسمح‬

‫عرفت بالتنظيـ االنشقاقي ‪،‬‬


‫الساعي الى انتشاؿ الشيكعية في‬
‫العراؽ مف العجز كالتدىكر ‪،‬‬
‫ككاف الحيدرم ىاربان مف بغداد‬
‫كمختبأ في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬اذ‬ ‫‪4651‬‬ ‫جماؿ الحيدرم‬ ‫منظمة راية الشغيمة‬ ‫‪-1‬‬
‫ساعدهُ عمى التاسيس ( عبد‬
‫االمير الخياط ‪ ،‬محمد ابك كالو ‪،‬‬
‫محمد الشبيي ‪ ،‬ناجي الحكيـ )‬

‫عقدهُ اكثر مف اربعكف‬


‫عقد في بساتيف الككفة‬ ‫‪4651‬‬ ‫مؤتمر انصار السالـ‬ ‫‪-5‬‬
‫شيكعيان‬

‫( ‪ ) 4‬الجدكؿ مستقاه مف المصادر التالية ‪ :‬عزيز سباىي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ – 00‬ص‪ 66‬؛ جعفر عباس حميدم ‪ ،‬التطكرات كاالتجاىات السياسية‬
‫الداخمية في العراؽ ‪ ( ، 4650 – 4652‬بغداد ‪ :‬مطبعة جامعة بغداد ‪ ، ) 4601 ،‬ص ‪ 301‬؛ عدم حاتـ عبد الزىرة ‪ ،‬االتجاىات السياسية في‬
‫النجؼ المقدسة كمكقفيا مف التطكرات السياسية في العراؽ ‪ 4612 – 4651‬ـ ‪ ،‬اطركحة دكتكراه ‪ ( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬كمية االداب ‪ ، ) 3110 ،‬ص‬
‫‪ – 51‬ص‪. 50‬‬
‫‪55‬‬
‫ارتفع عدد النجفييف المنتميف الى قيادات التيػار الشػيكعي بعػد منتصػؼ خمسػينات القػرف العشػريف ‪ ،‬اذ بعػد مػا‬
‫كانكا يشكمكف نسبة التتجاكز ‪ %34‬عاـ ‪ 4616‬مف عمكـ تمؾ القيادات ‪ ،‬ارتفع الى ‪ % 11‬نياية عاـ ‪4651‬‬
‫ـ (‪ ، )4‬كلعػػؿ جيػػكد الشػػيكعي النجفػػي حسػػيف احمػػد الرضػػي كعالقاتػػو الداخميػػة تركػػت اث ػ انر فػػي نشػػر ذلػػؾ الفكػػر ‪،‬‬
‫فضالن لمتنظيمات المنسقة في الجدكؿ اعاله ‪ .‬دك انر في التركيج بيف ابناء المجتمع ‪ ،‬كالى جانػب الفريػؽ الرياضػي‬
‫(‪. )3‬‬
‫بمعبة كرة القدـ كالذم يدعى " النيضة " فرصة لطرح منياجيـ الفكرم خالؿ تمؾ التجمعات‬
‫اف انتشار االفكار الشيكعية التي اكدت عمى الجكانب المادية ‪ ،‬كتتعارض تماما مع كؿ ماىك ركحي – كفػي‬
‫مدينػػة النجػػؼ عمػػى كجػػو الخصػػكص – جعميػػا عرضػػة لمكثيػػر مػػف االنتقػػادات ‪ ،‬بػػؿ كلمكثيػػر مػػف حػػاالت ال ػرفض‬
‫كاليجكـ ‪ ،‬مف قبؿ رجاؿ الديف ‪ ،‬الذيف كاف عمى راسيـ الشػيخ "محمػد الحسػيف كاشػؼ الغطػاء "‪ ،‬الػذم عػد تمػؾ‬
‫(‪)2‬‬
‫االفكػػار بمثابػػة العفريػػت الػػذم يطػػكؽ الػػديف االسػػالمي كيعمػػؿ لمقضػػاء عميػػو بالتظػػافر مػػع الكيػػاف الصػػييكني‬
‫كاالستعمار بقكلو ‪:‬‬
‫" اف االسػالـ عمػوما والعرب خصو ًما ‪ ،‬ال تزاؿ منذ قروف تنيشيا افاعي‬
‫االستعمار ‪ ،‬وزاد عمييا ىذا القرف عقارب الصييونية والمادية ‪ ،‬فاطاحت بيا‬
‫مف الخارج العفاريت الثالث ‪ ،‬المادية والصييونية واالستعمار" (‪.)1‬‬
‫ك دعا الشيخ محمد الحسيف كاشؼ الغطاء الى االلتزاـ بالشريعة االسالمية التي عالجت االمكر االجتماعية‬
‫كاالقتصادية عمى نمك افضؿ بكثير مما عالجتيا النظريات المادية(‪.)5‬‬
‫كانػػت اكؿ مشػػاركة رسػػمية لمنجفيػػيف فػػي المػؤتمر االكؿ لمحػػزب الشػػيكعي الع ارقػػي فػػي شػػباط ‪ ،4611‬كالػػذم‬
‫سمي بػ "مؤتمر الميثاؽ" (‪ ،)1‬اذ انتخب الكؿ مرة لو سكرتي ار عاما لمحزب ىك فيد(‪ ،)1‬كقد شارؾ مػف الشخصػيات‬

‫( ‪ ) 4‬اسحاؽ نقاش ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 404‬‬


‫( ‪ ) 3‬عدم حاتـ عبد الزىرة ‪ ،‬االتجاىات السياسية في مدينة النجؼ المقدسة ‪ ،‬ص‪. 01‬‬
‫) ‪ )2‬الكياف الصييكني ‪ :‬يحتؿ جزاء حيكيان مف االراضي الفمسطينية ذات المكقع الجيكستراتيجي الميـ كالتي تقع في الجانب الغربي مف قارة اسيا كالتي تقدر‬
‫بػ ( ‪ 31 ، 665‬كـ ‪ ) 3‬مف مساحة فمسطيف البالغة ( ‪ 31 ، 116‬كـ ‪ ) 3‬كيقع بيف دائرتي عرض ( ‪ ) 21 ، 36‬ك ( ‪ ) 22 ، 45‬شماال كبيف‬
‫خطي طكؿ ( ‪) ً 21 ، 45‬‬
‫(‪ )1‬محمػػد حسػػيف كاشػػؼ الغطػػاء ‪ ،‬فػػي السياسػػة كالحكمػػة ‪ ،‬جمػػع كتعميػػؽ عبػػد الحمػػيـ كاشػػؼ الغطػػاء ‪( ،‬بيػػركت ‪ :‬دار الػػبالغ ‪،‬‬
‫‪ ،)4600‬ص‪411‬؛ محمد باقر البيادلي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.312‬‬
‫(‪ )5‬محمػػد حسػػيف كاشػػؼ الغطػػاء ‪ ،‬الفػػردكس مػػف االعمػػى ‪ ،‬جمػػع كتعميػػؽ محمػػد عمػػي الفيػػاض ‪( ،‬تبريػػز ‪ :‬شػػركة جػػاب ‪)4611 ،‬‬
‫ص‪.402‬‬
‫(‪ )1‬سمي بيذا االسـ النو اقر الميثاؽ الكطني لمحزب الشيكعي الع ارقػي كالتػي كضػعيا فيػد ككانػت مككنػة مػف خمسػة عشػر مػادة ‪،‬‬
‫صالح الخرساف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ -11‬ص‪.12‬‬
‫فيػػد ‪ :‬ىػػك يكسػػؼ سػػمماف كلػػد فػػي بغػػداد عػػاـ ‪ 4614‬مػػف اس ػرة مسػػيحية ‪ ،‬درس فػػي مدينػػة الريػػاف فػػي البصػػرة ثػػـ فػػي مدرسػػة االرسػػالية الفكريػػو االمريكيػػة خػػالؿ عػػامي‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ 4641-4641‬ثـ ترؾ الدراسة لمعمؿ في معسكرات الجيش البريطاني ‪ ،‬غادر العراؽ الى بيركت ثػـ الػى فرنسػا حيػث رشػح لمد ارسػة فػي جامعػة كػادجي الشػرؽ الحزبيػة‬
‫في مكسكك لمفترة مف عاـ ‪ ، 4621-4625‬عاد الى العراؽ عاـ ‪ ،4620‬مارس عممو كابرز المؤسسيف لمحزب الشيكعي العراقي ‪ ،‬تكلى منصب السكرتير العاـ لمحزب‬
‫عاـ ‪ ،4611‬تكفي معدكما في ‪ ،4616/3/41‬صالح الخرساف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.26‬‬

‫‪56‬‬
‫النجفية كؿ مف عمي حمد السبتي(‪ ،)4‬كمرتضػى طػاىر فػرج اهلل(‪ ،)3‬كقػد اكػد المػؤتمر عمػى الػدكر الفعػاؿ لمعناصػر‬
‫النجفية في تحريؾ انشطة الحزب الشيكعي العراقي‪.‬‬
‫تكاصمت مشاركات الشيكعييف النجفييف في انشطة الحزب عبر مراحؿ مختمفة ‪ ،‬ففػي عػاـ ‪ 4611‬بػرز عػدد‬
‫مػػف االشػػخاص مػػف ابنػػاء المدينػػة الػػذيف اخػػذكا عمػػى عػػاتقيـ تكزيػػع المنشػػكرات الس ػرية الداعيػػة الػػى تبنػػي االفكػػار‬
‫الشيكعية كاالنخراط في في تنظيماتيا(‪،)2‬كمف الجدير بالػذكر اف رجػاؿ الشػرطة قػد عثػركا عمػى اربعػيف نسػخة مػف‬
‫تمػػؾ المنشػػكرات التػػي جعمػػتيـ يحثػػكف السػػمطات الحككميػػة عمػػى ضػػركرة متابعػػة ىػػذه النشػػاطات كعػػرض مرتكبييػػا‬
‫عمى العدالة كي تتخذ بحقيـ االجراءات القانكنية(‪.)1‬‬
‫كعندما اصدرت ىيئة االمـ المتحدة قرار تقسيـ فمسطيف عاـ ‪ ،)5(4611‬نظـ الشيكعيكف في النجؼ تظاىرات‬
‫تظػػاىرات ضػػده ‪ ،‬فكانػػت ردة فعػػؿ السػػمطات الحككميػػة س ػريعة باعتقػػاؿ محمػػد حسػػيف الشػػبيبي ‪ ،‬كبػػذلؾ كجيػػت‬
‫ضربة قكية العضاء الحزب في المدينة(‪.)1‬‬
‫كاثر تكقيع العراؽ مع بريطانيا عمى معاىدة بكر تسمكث عاـ ‪ ،)1(4610‬شارؾ الحػزب الشػيكعي بشػكؿ فاعػؿ‬
‫ف ػػي كثب ػػة ك ػػانكف الثػ ػاني م ػػف خ ػػالؿ المظ ػػاىرات االحتجاجي ػػة الت ػػي اجتاح ػػت العػ ػراؽ عام ػػة كالنج ػػؼ عم ػػى كج ػػو‬
‫الخصػػكص ‪ ،‬كقػػد شػػارؾ فػػي ىػػذه التظػػاىرات عػػدد مػػف الشخصػػيات ذات الثقػػؿ االدبػػي كاالجتمػػاعي فػػي المجتمػػع‬

‫(‪ )4‬عمػػي محمػػد السػػبتي ‪ :‬كلػػد فػػي النجػػؼ عػػاـ ‪ ،4631‬التحػػؽ بػػالحزب الشػػيكعي اثنػػاء د ارسػػتو فػػي المتكسػػطة ‪ ،‬ثػػـ مسػػؤكؿ المجنػػة‬
‫الماليػػة المحميػػة لمحػػزب ‪ ،‬كعض ػكا فػػي المجنػػة المركزيػػة العميػػا ‪ ،‬تػػرؾ العمػػؿ الحزبػػي سػػنة ‪ ، 4610‬المكسػػكعة الس ػرية لمحػػزب‬
‫الشيكعي العراقي السرم ‪( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة الحككمة ‪ ، )4616 ،‬ج‪ ،2‬ص‪. 564‬‬
‫(‪ )3‬مرتضػى طػاىر فػرج اهلل ‪ :‬مػف مكاليػد ‪ ، 4643‬عمػؿ معممػا فػػي احػدل مػدارس النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬انضػـ الػى الحػزب الشػػيكعي‬
‫عاـ ‪ ،4612‬كاصبح عضكا في اكؿ منظمة محمية لمحزب في النجؼ ‪ ،‬حنا بطاطكا ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )2‬مف ابرز تمؾ الشخصيات ‪ :‬عزيز عجينة كميدم ىاشـ ‪ ،‬كعزيز الرفيعي كمكسى صبار ‪ ،‬د ‪ .‬ؾ ‪ .‬ك ( ك ازرة الدفاع) ‪ ،‬رئاسة‬
‫رئاسة اركاف الجيش الممؼ المرقـ (‪ )231114/136‬حكادث النجؼ ‪ ،‬كثيقة ( ‪. ) 2‬‬
‫(‪ )1‬د‪ .‬ؾ‪ .‬ك ‪ ،‬ك ازرة الداخمية ‪ ،‬لكاء كربالء ‪ ،‬تكزيع منتشرات شيكعية ‪ 4 ،‬كانكف الثاني ‪4611‬التسمسؿ ( ‪ ) 42‬الممؼ رقػـ ‪/ 36‬‬
‫‪ /‬ؾ ‪ ،‬كثيقة ( ‪ ، ) 432‬ص‪. 66‬‬
‫(‪ )5‬اص ػػدرت ىيئ ػػة االم ػػـ المتح ػػدة قرارى ػػا الم ػػؤرخ ف ػػي ‪ 36‬تشػ ػريف الث ػػاني ‪ 4611‬كالقاض ػػي بتقس ػػيـ فمس ػػطيف ال ػػى دكلت ػػيف ييكدي ػػة‬
‫كفمسػػطينية ‪ ،‬عػػف تفاصػػيؿ ذلػػؾ الق ػرار ينظػػر ‪ :‬خمػػؼ ازمػػؿ حسػػيف السػػاعدم ‪ ،‬الحقػػكؽ الثابتػػة لمشػػعب الفمسػػطيني فػػي العػػكدة‬
‫كتقرير المصير ( بغداد ‪ :‬مطبعة الفرات ‪ )4604 ،‬ص‪.31‬‬
‫(‪ )1‬د ‪ .‬ؾ ‪ .‬ك ‪ ،‬ك ازرة الداخمية ‪ ،‬الممؼ المرقـ ( ‪ ، ) 2621 / 144‬برقية مرفكعة الى البالط الممكي سنة ‪ ، 4611‬كثيقػة ( ‪33‬‬
‫‪ ) 33‬ص ‪ 416‬؛ خميؿ كنو ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص ‪ – 310‬ص ‪. 316‬‬
‫(‪ )1‬كقع رئيس كزراء العراؽ عاـ ‪ 4610‬صػالح جبػر مػع رئػيس كزراء بريطانيػا بػيفف فػي مينػاء بكرتسػمكث البريطػاني عمػى معاىػدة‬
‫سميت بذات االسـ ‪ ،‬اال اف الشعب العراقي رفض المعاىدة بقكة كاستقاؿ صػالح جبػر ‪ ،‬عػف المعاىػدة كتفاصػيميا ينظػر ‪ :‬عبػد‬
‫الرزاؽ الحسني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪،‬ج‪ ،1‬ص‪-321‬ص‪.311‬‬
‫‪57‬‬
‫النجفي ‪ ،‬امثاؿ الشاعر محمد صالح بحر العمكـ(‪ ،)4‬الذم تميز بنظمو الشعر ضد ىذه المعاىػدة ‪ ،‬اذ نظػـ تسػعة‬
‫قصػػائد شػػعرية منػػددا بعقػػدىا ‪ ،‬ككػػاف ينشػػد قسػػما منيػػا فػػي اثنػػاء المظػػاىرات(‪ ،)3‬كمػػا سػػاىـ عػػددا اخػػر مػػف شػعراء‬
‫النجؼ االشرؼ بقصائد احتجاج كتنديد بالمعاىدة(‪ ،)2‬كعمى اثػر ذلػؾ اعتقػؿ عػدد مػف اتبػاع الحػزب الشػيكعي فػي‬
‫النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬كصػػدرت بحقيػػـ احكامػػا مختمفػػة ‪ ،‬حتػػى عػػدت تمػػؾ السػػنة مػػف السػػنكات الماسػػاكية فػػي تػػاريخ‬
‫الحركة الشيكعية العراقية(‪.)1‬‬

‫(‪ )4‬محمد صالح بحر العمكـ ‪ :‬شاعر معركؼ ‪ ،‬كلد فػي النجػؼ سػنة ‪ ،4643‬درس فػي المػدارس الرسػمية كالمػدارس الدينيػة ‪ ،‬عمػى يػد محمػد‬
‫جكاد الحجامي ‪ ،‬كمحمد رضا المظفر ‪ ،‬انتمى الى الحزب الشعب كالحزب الكطني كحزب االخػاء السػرم ‪ ،‬كػاف اشػتراكي النزعػة شػيكعي‬
‫اليكل ‪ ،‬تكفي سنة ‪ ،4663‬عمي الخاقاني ‪ ،‬شاعر الشعب محمد صالح بحر العمكـ ‪( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة اسعد‪ )4650 ،‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )3‬محمد صالح بحر العمكـ ‪ ،‬ديكاف بحر العمكـ ‪( ،‬بغداد ‪ :‬دار التضامف ‪، )4616 ،‬ج‪ ،3‬ص‪.12‬‬
‫(‪ )2‬مػػنيـ محمػػد ميػػدم الج ػكاىرم كمرتضػػى طػػاىر فػػرج اهلل كعبػػد المػػنعـ الفرطكسػػي كغيػػرىـ‪ .‬داكد سػػمكـ ‪ ،‬االدب المعاصػػر فػػي‬
‫العراؽ ‪( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة المعارؼ ‪ )4613 ،‬ص‪.5‬‬
‫(‪ )1‬د‪.‬ؾ‪.‬ك‪ ،‬ك ازرة الدفاع ‪ ،‬رئاسة اركاف الجيش ‪ ،‬الممؼ رقـ ‪ ،414/136‬حكادث النجؼ ‪ ،‬كثيقة ‪ ،2‬ص‪.5‬‬
‫‪51‬‬
‫ككػػاف لمشػػيكعيف دك انر فػػاعالن بػػدعـ اضػراب كميػػة الصػػيدلة كالكيميػػاء فػػي بغػػداد فػػي تشػريف االكؿ ‪،)4(4653‬‬
‫كالػػذم لعػػـ مػػدف الع ػراؽ كافػػة ‪ ،‬كقػػؼ الشػػيكعيكف النجفيػػكف مكقفػػا مسػػاندا لػػذلؾ االض ػراب ‪ ،‬كازداد تػػاثيرىـ عمػػى‬
‫الشارع النجفي حتى عدت النجؼ في ىذا الحدث بالمرتبة الثانية بعد بغداد مف حيث التاثير كعدد المنتميف(‪.)3‬‬
‫ككػػاف لمشػػيكعيكف النجفيػػكف مكقفػػا قكيػػا مسػػاندا لمصػػر اثػػر العػػدكاف الثالثػػي عمييػػا عػػاـ ‪ ،)2(4651‬تمثػػؿ فػػي‬
‫قيادتيـ لممظاىرات مع الحركات كالتيارات السياسية االخرل معمنيف احتجاجيـ عمى عقد مؤتمر لندف الداعي الػى‬
‫رفض قرار التاميـ(‪ ،)1‬مكجييف اتباعيـ كمؤيدييـ الى اعالف االضراب ضد الحككمة‪.‬‬
‫ك شػػيدت مدينػػة النجػػؼ االشػػرؼ مظػػاىرات صػػاخبة مؤيػػدة لمتػػاميـ كمنػػددة بالعػػدكاف عمػػى مصػػر ‪ ،‬ممػػا ادل‬
‫الى اصطداـ مع القكات الحككمية التي اطمقت النار بشكؿ عشكائي ‪ ،‬فسقط مف بيف المتظاىريف عددا مف القتمى‬
‫كػػاف مػػف بيػػنيـ عػػددا مػف الطػػالب امثػػاؿ ميػػدم محسػػف بحػػر كحسػػيف كمكنػػة ‪ ،‬كسػػمير الحمػػك ‪ ،‬كبػػاقر السػػالمي ‪،‬‬
‫ككاظـ المقرـ ‪ ،‬كىاشـ الطالقاني ‪ ،‬كعبد االلو النصراكم ‪ ،‬كغيرىـ الكثير(‪.)5‬‬
‫شػػنت سػػمطات االمػػف عػػاـ ‪ ،4651‬ككػػرد فعػػؿ عمػػى ذلػػؾ ‪ ،‬حممػػة مػػف المالحقػػات التػػي اسػػتيدفت قيػػادات‬
‫الحػػزب الشػػيكعي ‪ ،‬كداىمػػت اككػػاره ‪ ،‬كتعرضػػت منظمػػات الحػػزب فػػي الفػرات االكسػػط لضػربة قكيػػة‪ ،‬كمػػا داىمػػت‬

‫(‪ )4‬احتج اجا عمى تعديؿ النظاـ الداخمي لكمية الصيدلة كالكيمياء ‪ ،‬كبتاثير عكامؿ خارجية كحركة مصدؽ عػاـ ‪ ،4653‬كقيػاـ ثػكرة‬
‫‪ 32‬تمكز ‪ 4653‬في مصر ‪ ،‬كعكامؿ اقممية اخػرل ‪ ،‬قػاـ طمبػة كميػة الصػيدلة باضػرابيـ المعػركؼ ‪ ،‬عػف االضػراب ‪ ،‬ظركفػو‬
‫كمجرياتو ينظر ‪ :‬عبد االمير ىادم العكاـ ‪ ،‬تاريخ حزب االستقالؿ العراقي ‪( ،4650 -4611‬بغداد ‪ :‬دار الحرية لمطباعة ‪،‬‬
‫‪ )4601‬ص‪311‬؛ ميػػا عبػػد المطيػػؼ ‪ ،‬انتفاضػػة تش ػريف الثػػاني ‪ 4653‬فػػي الع ػراؽ ‪ ،‬رسػػالة ماجسػػتير (جامعػػة بغػػداد ‪ :‬كميػػة‬
‫القانكف كالسياسة ‪ ، )4615 ،‬ص‪.415‬‬
‫(‪ )3‬لمحزب عف تمؾ النفكذ كالتاثير ينظر ‪ :‬د ‪ .‬ؾ ‪ .‬ك ‪ ،‬ممفات ك ازرة الداخمية ‪ ،‬الممؼ المرقـ ( ‪ ) 2031 / 344‬برقيات مرفكعة‬
‫الى البالط الممكي سنة ( ‪ ، ) 4653‬كثيقػة رقػـ ( ‪ ) 21 ، 32 ، 1‬؛ سػمير عبػد الكػريـ ‪ ،‬اضػكاء عمػى الحركػة الشػيكعية فػي‬
‫الرصػ ػد ‪ ،‬د‪.‬ت) ج‪ ،4‬ص‪32‬؛ عبػ ػػد الجبػػػار اي ػػكب ‪ ،‬م ػػع الش ػػيكعيكف ف ػػي سػػػجكنيـ ‪( ،‬بغ ػػداد ‪ :‬دار‬
‫العػ ػراؽ‪( ،‬بي ػػركت ‪ :‬دار ا‬
‫المعارؼ ‪ )4650 ،‬قدرم قمعجي ‪ ،‬تجربة عربي في الحزب الشيكعي ( بيركت ‪ :‬دار الغد ‪ ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫(‪ )2‬اعمنت كؿ مف بريطانيا كفرنسا كاسرائيؿ عدكانيا عمى مصر في اعقاب اعالف الرئيس المصرم جماؿ عبػد الناصػر تػاميـ قنػاة‬
‫السػػكيس فػػي ‪ 31‬تمػػكز ‪ ،4651‬عػػف المكضػػكع ينظػػر ‪ :‬محمػػد حسػػيف ىيكػػؿ ‪ ،‬عبػػد الناصػػر كالعػػالـ ‪( ،‬بيػػركت ‪ :‬دار النيػػار‬
‫لمنشر ‪ ،)4663 ،‬ص‪-421‬ص‪.414‬‬
‫(‪ )1‬دعى كزراء خارجية كؿ مف امريكا كفرنسا كبريطانيا الى عقد مؤتمر دكلػي فػي لنػدف ليتدارسػكا فيػو تػداعيات قػرار مصػر بتػاميـ‬
‫قناة السكيس ‪ ،‬عف ىاذ المكضكع ينظر ‪ :‬حمدم حافظ ‪ ،‬ثػكرة ‪ 3‬يكليػك – االحػداث ‪ ،‬االىػداؼ ‪ ،‬االنتمػاءات ‪ ،‬الطبعػة الثانيػة‬
‫‪( ،‬القاىرة ‪ :‬د‪.‬مط‪ )4611 ،‬ص‪.16‬‬
‫(‪ )5‬د ‪ .‬ؾ ‪ .‬ك ممفات البالط الممكي ‪ ،‬الممؼ المرقـ ( ‪ ، ) 2021‬برقيات مرفكعة الى الممؾ فيصػؿ الثػاني لعػاـ ‪ ، 4651‬الكثيقػة‬
‫‪ 421‬؛ عزيػػز سػػباىي ‪ ،‬عقػػكد مػػف تػػاريخ الحػػزب الشػػيكعي الع ارقػػي ‪( ،‬دمشػػؽ ‪ :‬منشػػكرات الثقافػػة الجديػػدة ‪ ، )3113 ،‬ج‪،4‬‬
‫ص‪.312‬‬
‫‪55‬‬
‫الس ػػمطات اح ػػد اكك ػػارىـ ف ػػي مدين ػػة النج ػػؼ كاعتقمػ ػكا ع ػػددا م ػػنيـ ك ػػاف اب ػػرزىـ حس ػػيف ركض ػػة كمحم ػػد اب ػػك كال ػػة‬
‫كغيرىـ(‪.)4‬‬
‫كشيد العاـ ‪ 4650‬مكاقؼ عدة مف قبؿ الشيكعييف النجفييف كانت في شكميا النيػائي ىػي مكاقػؼ التنظػيـ‬
‫الشيكعي العراقي بشكؿ عاـ مف ثكرة ‪ 41‬تمكز ‪. 4650‬‬
‫ثانيػػا ‪ :‬التيػػار القػػومي ‪ :‬سػػار جنبػػا الػػى جنػػب مػػع التنظػػيـ الشػػيكعي فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬مػػف نػػاحيتي االسػػس‬
‫التنظيمية كالمكاقؼ السياسية ‪ ،‬ككذلؾ مف ناحية الصراع الفكرم ‪ ،‬تنظيـ فكرم لـ يكف باقؿ مف سابقو اف لـ نقؿ‬
‫االكثر ‪ ،‬ذلؾ ىك التنظيـ القكمي ‪ ،‬الذم استطاع كنتيجة الفكاره المنبثقة مف الكاقع العربػي مػف كسػب العديػد مػف‬
‫شباب مدينة النجؼ كشيكخيا ‪ ،‬مما خمػؽ لػو قاعػدة كاسػعة امتػدت – كعمػى عكػس الشػيكعييف – حتػى بػيف رجػاؿ‬
‫الديف ‪ ،‬فقد كانت غرفة الشيخ احمد الجزائرم(‪ ،)3‬الصغيرة في المدرسة االحمدية مق ار الجتماعات الحركة(‪.)2‬‬
‫كلعػػؿ السػػبب فػػي ذلػػؾ كحسػػب رام الباحػػث كػػكف مدينػػة النجػػؼ االشػػرؼ عربيػػة الجػػذكر كتعتػػز بعركبتيػػا ‪،‬‬
‫كتجنح دائما لمفكر العربي مستقبمة لو كرافضة في الكقت ذاتو االفكار االجنبية‪.‬‬
‫كاف لمخطب الحماسية اتي يمقييػا الػرئيس المصػرم جمػاؿ عبػد الناصػر كالتػي تنقميػا االذاعػة ‪ ،‬اضػافة الػى‬
‫اتصاليـ بعدد بارز مف الشخصيات القكمية في بغداد امثاؿ محمد ميدم كبة(‪ ،)1‬الى جانب ذلػؾ كصػكؿ بعػض‬
‫الصحؼ العربية ذات االتجاه القكمي مثػؿ " الراي العاـ " " والثأر" االردنيتػيف ‪ ،‬كميػا كانػت عكامػؿ ذات اثػر بػالغ‬
‫في بركز التيار القكمي في النجؼ االشرؼ(‪.)5‬‬
‫استيكت ىذه االفكار الشباب المتحمس لمفكرة القكمية ‪ ،‬كالتكجيات الكحدكية ‪ ،‬فراح يعمؿ عمى تاسيس عدد‬
‫مف المرتكزات التي استند الييا التنظػيـ القػكمي فػي النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬فكػاف مػف ابرزىػا منظمػة الشػباب القػكمي ‪،‬‬

‫(‪ (( )4‬مقابمة شخصية )) ‪ ،‬حمد محمكد القابجي ‪ ،‬باحػث كمؤرخ ‪ ،‬مكاليد ‪ ، 4616‬النجؼ االشػرؼ ‪.3141 / 3/ 41 ،‬‬
‫(‪ )3‬احمػد الج ازئػرم ‪ :‬ىػك احمػػد بػف الشػيخ عبػد الكػريـ الج ازئػرم ‪ ،‬كلػد فػػي النجػؼ سػنة ‪ ،4632‬درس عمػى يػػد كالػده العمػكـ الدينيػػة‬
‫كالعربية ‪ ،‬كه اديب ككاتب كشاعر كاف عضكا بار از في حركة الشباب القكمي العربي ‪ ،‬لو عدة مقاالت في الصحؼ العربية ‪،‬‬
‫عاضد اكثر االنتفاضات في عصػره ‪ ،‬تعػرض لممالحقػة عػاـ ‪ 4613‬كالتجػأ الػى لبنػاف كتػكفي فػي حػادث غػامض كدفػف ىنػاؾ‬
‫عاـ ‪ ،4612‬ينظر عمي الخاقاني ‪ ،‬شعراء الغرم ‪ ،‬ح‪ ، 4‬ص‪. 241‬‬
‫(‪ )2‬مقداـ الفياض ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 213‬‬
‫(‪ )1‬قدـ محمد ميدم كبة ‪ ،‬مع عدد مف السياسييف طمباالى ك ازرة الداخمية لتاسيس حػزب االسػتقالؿ فيػالعراؽ ‪ ،‬الػذم اجازتػو فػي ‪3‬‬
‫(‬ ‫نيساف ‪ ،4611‬فتبنى ذلؾ الحزب الفكر القػكمي فػي طرحػو الػداخمي ‪ ،‬كقػد اعتمػد عمػى المحػامي النجفػي فاضػؿ معمػة‬
‫الذم جعؿ داره في النجؼ االشرؼ مكتبا لمحزب كالعمؿ مف خاللو لمتركيج لفكار داخؿ المدينة ) ينظر ‪ :‬عبد الرزاؽ الحسني‬
‫‪ ،‬تاريخ االحزاب السياسية العراقية ‪( ،‬بيركت ‪ :‬مركز االبجدية لمطباعة كالشر ‪ )4602 ،‬ص‪-426‬ص‪.411‬‬
‫(‪ )5‬عدم حاتـ عبد الزىرة ‪ ،‬االتجاىات السياسية في مدينة النجؼ المقدسة‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪61‬‬
‫التػػي اسسػػيا احمػػد عبػػد الك ػريـ الج ازئػػرم عػػاـ ‪ 4615‬لمكاجيػػة االفكػػار الشػػيكعية ‪ ،‬كتعزيػػز الثقافػػة القكميػػة فػػي‬
‫المجتمع النجفي(‪.)4‬‬
‫كما اسس فاضؿ معمة عاـ ‪ 4611‬فرعا لحزب االستقالؿ في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬سػعى مػف خاللػو الػى تعزيػز‬
‫الثقافة العربية كتحشيد الرام العاـ مف اجؿ ذلؾ(‪.)3‬‬
‫كأُسس في ذات السياؽ مكتب الشباب القكمي العربي مف قبػؿ ابػراىيـ افاضػمي عػاـ ‪ ، 4653‬اعقبػو فػي عػاـ‬
‫‪ 4651‬حركػػة القػػكمييف العػػرب التػػي مثميػػا عبػػد االلػػو النص ػراكم ‪ ،‬كحمػػد القػػابجي ‪ ،‬كحمػػد جمػػكب ‪ ،‬كالتػػي كانػػت‬
‫تركز عمى تكجيو الشارع النجفي كتحشيده نحك تحرير فمسطيف(‪ ،)2‬كالجدكؿ ادناه يكضح تمؾ التنظيمات ‪.‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)9‬‬
‫(‪)5‬‬
‫االحزاب والمنظمات القومية في النجؼ االشرؼ ‪2:69 - 2:56‬‬
‫المالحظات‬ ‫اسـ المؤسس او ممثمو‬ ‫سنة التاسيس‬ ‫اسـ المنظمة والحزب‬ ‫ت‬
‫مكجيػػة الشػػيكعييف عػػف طريػػؽ تعزيػػز‬ ‫احمد عبد الكريـ الجزائرم‬ ‫‪4615‬‬ ‫منظمة الشباب القكمي‬ ‫‪-4‬‬
‫الثقافة العربية في المجتمع‬
‫تعزي ػػز الثقاف ػػة العربي ػػة كتحش ػػيد الػ ػرام‬ ‫فاضؿ معمة‬ ‫‪4611‬‬ ‫فرع حزب االستقالؿ في‬ ‫‪-3‬‬
‫العاـ الجؿ القضايا العربية‬ ‫النجؼ‬
‫مكاجيػ ػػة الشػ ػػيكعية عػ ػػف طريػ ػػؽ نشػ ػػر‬ ‫ابراىيـ الفاضمي‬ ‫‪4653‬‬ ‫مكتب الشباب القكمي‬ ‫‪-2‬‬
‫االفكار العركبية‬
‫تكجيو الشارع النجفي نحك فكػر البعػث‬ ‫نقمو مجمكعة مف الطمبة‬ ‫‪4653‬‬ ‫حزب البعث‬ ‫‪-1‬‬
‫السكرم‬ ‫الدارسيف في بغداد‬
‫تحشػ ػػيد الشػ ػػارع الجػ ػػؿ شػ ػػعار تحريػ ػػر‬ ‫عبد االلو النصراكم كمحمد‬ ‫‪4651‬‬ ‫حركة القكمييف العرب‬ ‫‪-5‬‬
‫فمسطيف‬ ‫القابجي كحمد جمكب‬

‫تميزت حركة النضاؿ القػكمي فػي النجػؼ االشػرؼ باتخاذىػا طػرقيف لمصػراع ‪ ،‬االكؿ عمػى المسػتكل الفكػرم تمثػؿ‬
‫في الصراع مع الشيكعييف ‪ ،‬كالثاني ىك النضاؿ عمى الصعيديف الداخمي كالخارجي‪.‬‬

‫(‪ )4‬كاظـ محمد عمي شكر ‪ ،‬تاريخ الحركةالقكمية العربية في النجؼ االشػرؼ ‪( ،‬مخطػكط) ( النجػؼ االشػرؼ ‪ :‬مكتبػة شخصػية ‪،‬‬
‫د‪.‬ت) ك ‪.45‬‬
‫(‪ )3‬د ‪ .‬ؾ ‪ .‬ك ‪ ،‬ك ازرة الداخميػػة ‪ ،‬ممػػؼ رقػػـ ( ‪ ) 4101 / 212‬كثيقػػة ( ‪ ، ) 40‬ص ‪ 32‬؛ عبػػد االميػػر ىػػادم العكػػاـ ‪ ،‬المصػػدر‬
‫السابؽ ‪ ،‬ص ‪ – 31‬ص‪. 31‬‬

‫(‪ )2‬حمد محمكد القابجي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪،‬ك‪33.‬‬


‫(‪ )1‬معمكم ػػات الج ػػدكؿ مس ػػتقاة م ػػف ‪(( :‬مقابم ػػة شخص ػػية )) ‪ ،‬حم ػػد عيس ػػى الق ػػابجي ‪3141/2/35 ،‬؛ ع ػػدم ح ػػاتـ عب ػػد الزىػ ػرة‬
‫‪،‬االتجاىػػات السياس ػػية فػػي مدين ػػة النجػػؼ المقدس ػػة ‪ ،‬ص‪01‬؛ كػػاظـ محم ػػد عمػػي ش ػػكر ‪ ،‬ت ػػاريخ الحرك ػػة القكميػػة ف ػػي النج ػػؼ‬
‫االشرؼ ‪ ،‬ك‪.45‬‬
‫‪61‬‬
‫كػاف الصػراع بػيف الشػػيكعييف كالقػكمييف قػػد انطمػؽ مػػف معقػؿ كػػؿ منيمػا فػػي النجػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬االكؿ ‪ :‬نػػادم‬
‫الطمبػػة(‪ ،)4‬الػػذم يمثػػؿ معقػػؿ الشػػيكعييف ‪ ،‬خاصػػة بعػػد اف فػػازكا فػػي انتخابػػات الييئػػة االداريػػة(‪ ،)3‬فكػػاف ذلػػؾ سػػببا‬
‫مؤججا لمنقاشات الحامية بيف الجانبيف التي كثي ار ما يتحكؿ الػى صػدامات داميػة ‪ ،‬لػـ يسػتطع اماميػا ادارة ثانكيػة‬
‫النجػػؼ اف تفعػػؿ شػػيئا ‪ ،‬ممػػا ادل ذلػػؾ الػػى تفػػاقـ الكضػػع س ػكاءا فػػي داخػػؿ الثانكيػػة ‪ ،‬كىػػك امػػر جعػػؿ السػػمطات‬
‫النجفية الرسمية تنقؿ المكضكع الى قياداتيا في كربالء التي اكعزت الييا اغالؽ النادم المذككر(‪.)2‬‬
‫شػعر الشػػيكعييف بػاف مػػا لحػؽ بيػػـ كػاف بسػػبب تحػريض القػػكمييف ‪ ،‬ف ارحػكا يتحينػػكف الفرصػة لمػػرد عمػى خصػػكميـ‬
‫‪،‬فكانػت فرصػػتيـ فػػي ذلػؾ ىػػك اسػػتيدافيـ ( مكتبػة الشػػباب القػػكمي ) التػي تعػػد معقػػؿ القػكمييف فػػي النجػػؼ ‪ ،‬التػػي‬
‫ىاجمكىا في ‪ 31‬اب ‪ 4653‬مستخدميف السػكاكيف كاليػ اركات ‪ ،‬فجرحػكا بعػض المكجػكديف فييػا كعبثػكا باثاثيػا(‪،)1‬‬
‫غير اف القكمييف لـ يستخدمكا ذات االسمكب في الرد عمى الشيكعييف ‪ ،‬بؿ قدمكا شػككل الػى السػمطات الحككميػة‬
‫التي استجابت لطمبيـ ككعتقمت عددا مف القائميف باالمر(‪.)5‬‬
‫غيػػر الشػػيكعيكف مػػف اسػػمكبيـ فػػي محاربػػة القػػكمييف ‪ ،‬كذلػػؾ باسػػتخداـ االسػػمكب الػػدعائي الػػذم مػػف شػػانو اف‬
‫ل‬
‫يشكبو سمعة القكمييف في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬كيكسػع مػف قاعػدة المعػاديف ليػـ ‪ ،‬ككػاف مػف بػيف تمػؾ االسػاليب ىػك‬
‫تمكينيـ مف اقناع بعض الخطباء ‪ ،‬باف القكمييف يبغضكف اؿ بيت النبي ( صمى اهلل عميػو كالػو كسػمـ) كىػذا ممػا‬
‫كانػػت لػػو خطكرتػػو عمػػى القػػكمييف ‪ ،‬كخاصػػة فػػي المجتمػػع النجفػػي الػػذم يشػػكؿ ىػػذا االمػػر خطػػا احمػػر ال يمكػػف‬
‫محاذاتو فضال عف تجاكزه‪.‬‬
‫لك ػػف ى ػػذه الدعاي ػػة ل ػػـ تنط ػػؿ عم ػػى ابن ػػاء النج ػػؼ االش ػػرؼ ال ػػذيف عرفػ ػكا باني ػػا م ػػف خط ػػط الش ػػيكعية ‪ ،‬ف ارحػ ػكا‬
‫يتعاكنكف مع السمطات لمداللة عمى اككارىـ كاماكف تجمعيـ ‪ ،‬فالقي القبض عمى عدد غير قميؿ متيـ(‪.)1‬‬
‫امػػا عمػػى صػػعيد المكاقػػؼ الكطنيػػة لمقػػكمييف ‪ ،‬فكانػػت مػػف خػػالؿ عػػدد مػػف التنظيمػػات التػػي تاسسػػت اك فتحػػت‬
‫فركعا ليا في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬كاف مف بينيا حزب االستقالؿ الذم اسس فػي ‪ 31‬مػايس عػاـ ‪ ،)1(4611‬ككػاف‬

‫(‪ )4‬نػػادم الطمبػػة ‪ :‬ىكاحػػد م اركػػز الشػػيكعييف الطالبيػػة فػػي المػػدارس ‪ ،‬اجازتػػو مديريػػة معػػارؼ ل ػكاء ك ػربالء عػػاـ ‪ 4611‬ليفتػػتح فػػي‬
‫ثانكيػة النجػػؼ لمعالجػة شػػؤكف الطمبػة المدرسػػية كالعمميػة ‪( ،‬صػػكت االىػالي) "جريػػدة" بغػداد ‪ ،‬السػػنة (‪ 31 ، )42‬كػػانكف االكؿ‬
‫‪ ،4611‬العدد (‪.)436‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬ؾ ‪.‬ك ‪ ،‬ممفات ك ازرة الداخمية ‪ ،‬ممفة رقـ (‪ )41231‬كثيقة ‪ ، 3‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )2‬المصدر نفسو ‪ ،‬كثيقة ‪. 2‬‬
‫(‪( )1‬اليقظة) "جريدة" ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬السنة الثامنة كالعشركف ‪ 24 ،‬اب ‪ ،4653‬العدد (‪.)4543‬‬
‫(‪ )5‬كاظـ محمد عمي شكر ‪ ،‬النجؼ رجاؿ كافكار كمكاقؼ ‪( ،‬مخطكط) ‪ ( ،‬النجؼ االشرؼ ‪ :‬مكتبة المؤلؼ الشخصية د ‪ .‬ت) ‪،‬‬
‫ك‪.15 -13‬‬
‫(‪ )1‬مقداـ الفياض ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.431‬‬
‫(‪ )1‬عف تاسيس حزب االستقالؿ ينظر ‪ :‬حسف لطيؼ الزبيدم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ -246‬ص‪.231‬‬
‫‪62‬‬
‫مػػف ابػػرز اعضػػاء المؤسسػػيف مػػف النجػػؼ المحػػامي فاضػػؿ معمػػة ‪ ،‬الػػذم عمػػؿ كاخػريف عمػػى فػػتح فػػرع لمحػػزب فػػي‬
‫النجؼ االشرؼ ‪ ،‬اذ تمت المكافقة عمى فتحو في ‪ 32‬كانكف االكؿ ‪.)4(4611‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الػذم كػاف مػف ابػرز الشخصػيات النجفيػة المؤسسػة لػو حسػيف‬ ‫كاجيز في ‪ 3‬نيساف ‪ 4611‬حزب االحػرار ‪،‬‬
‫الرفيعي كعباس السيد سمماف ‪ ،‬اليف تمكنا مع العامميف في الحزب مف النجفييف عمى فتح فرع لو في النجػؼ عػاـ‬
‫‪ ،4611‬كفرع اخر في الككفة(‪.)2‬‬
‫كتاسػػس فػػي ‪ 31‬نيسػػاف ‪ 4611‬الحػػزب الػػكطني الػػديمقراطي (‪ ،)1‬كالػػذم كػػاف نشػػاطو غيػػر كاضػػح فػػي النجػػؼ‬
‫االش ػػرؼ ‪ ،‬اال ان ػػو اس ػػتطاع اف يكس ػػب ل ػػو مؤي ػػديف ف ػػي المدين ػػة امث ػػاؿ محم ػػد رض ػػا الس ػػيد س ػػمماف كعم ػػي ى ػػادم‬
‫الجزائرم‪.‬‬
‫كانت اكلى نشاطات القكمييف ىي مكقفيـ مف قرار تقسيـ فمسػطيف ‪ ،‬ىػذا القػرار الػذم رفػض فػي العػراؽ عمػى‬
‫المسػتكييف الرسػمي (‪)5‬كالشػعبي ‪ ،‬اذ انػػدلعت فػي مدينػة النجػػؼ مظػاىرات قكيػة منػددة بػػالقرار كداعيػة الػى الكقػػكؼ‬
‫بكجػػو المخططػػات الراميػػة الػػى تشػػرذـ القضػػية الفمسػػطينية ‪ ،‬ككػػاف يقػػكد تمػػؾ المظػػاىرات الشػػباب القػػكمي الػػذم‬
‫اصطدـ مع مكظفي مكتب االرشاد البريطاني في النجؼ االشرؼ كقتمكا احد مكظفيو كحرقكا مكجكدات المكتػب ‪،‬‬
‫كما كقؼ الشيخ احمد عبد الكريـ الج ازئػرم مكقفػا رافضػا لمتقسػيـ كداعيػا الشػباب الػى التطػكع فػي صػفكؼ الجػيش‬
‫العربي المجاىد مف اجؿ الدفاع عف فمسطيف(‪.)1‬‬
‫كعنػػدما انػػتفض الشػػعب ضػػد تكقيػػع معاىػػدة بػكر تسػػمكث عػػاـ ‪ ،4610‬شػػارؾ القكميػػكف النجفيػػكف فػػي المظػػاىرات‬
‫التي اندلعت ضد المعاىدة ‪ ،‬كذلؾ مف خالؿ مشػاركة حػزب االسػتقالؿ مػع الحػزب الشػيكعي فػي تمػؾ المظػاىرة ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬فػي النجػؼ الػى مدينػة بغػداد لممشػاركة‬ ‫كلـ يكتؼ القكميكف بذلؾ بؿ ارسمكا كفدا مف اعضاء حزب االستقالؿ‬
‫في االعتراضات كالمظاىرات التي كاجيت المعاىدة(‪.)0‬‬

‫(‪( )4‬لكاء االستقالؿ)‪" ،‬جريدة" بغداد ‪ ،‬السنة االكلى ‪ 30 ،‬كانكف االكؿ ‪ ،4611 ،‬العدد (‪ ،)16‬ص‪.1‬‬
‫(‪ )3‬جعفر عباس حميدم ‪ ،‬الثكرات السياسية في العراؽ ‪( ،4652 – 4614‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف‪ )4611 ،‬ص‪.311‬‬
‫(‪( )2‬صكت االحرار ) "جريدة" ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬السنة االكلى ‪ 3 ( ،‬ك ‪ 31‬كانكف الثاني ‪ )4611‬العدديف (‪)450‬ك( ‪.)412‬‬
‫(‪ )1‬فاضؿ حسيف ‪ ،‬تاريخ الحزب الكطني الديمقراطي ‪( ،4650 – 4611‬بغداد ‪ :‬مطبعة الشعب ‪ )4612 ،‬ص‪ -21‬ص‪.25‬‬
‫(‪ )5‬فقد اعمف محمد فاضؿ الجمالي كزير خارجية العراؽ عف رفض الحككمة العراقية ليذا القػرار ‪ ،‬كصػرح بالتيديػد بمقاكمتػو‪،‬ينظر‬
‫‪ :‬عبػػد الت ػكاب احمػػد سػػعيد ‪ ،‬الع ػراؽ كالقضػػية الفمسػػطينية ‪ ،4611 – 4621‬رسػػالة ماجسػػتير ( جامعػػة عػػيف شػػمس ‪ :‬كميػػة‬
‫االداب ‪ )4610 ،‬ص‪.331‬‬
‫(‪ )1‬مقتبس مف‪ :‬مقداـ الفياض ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.412‬‬
‫(‪ )1‬ضـ الكفد كؿ مف زعػيـ الحػزب فاضػؿ معمػة ‪ ،‬كصػبرم محمػد حسػف ‪ ،‬كالشػيخ احمػد الػكائمي ‪ ،‬كعبػد االميػر الػكائمي ‪ ،‬كمعتػكؾ‬
‫الشػ ػ ػػمرم ‪ ،‬كميػ ػ ػػدم بحػ ػ ػػر ‪ ،‬كمحسػ ػ ػػف البيػ ػ ػػادلي ‪(( ،‬مقابمػ ػ ػػة شخصػ ػ ػػية ))‪ :‬حمػ ػ ػػد محمػ ػ ػػكد القػ ػ ػػابجي ‪ ،‬النجػ ػ ػػؼ االشػ ػ ػػرؼ ‪،‬‬
‫‪.3141/3/41‬‬
‫(‪ )0‬عف تمؾ المعاىدة كما رافقيا ينظر ‪ :‬عبد الرزاؽ الحسني ‪ ،‬تاريخ الك ازرات العراقية ‪ ،‬ص‪-344‬ص‪.301‬‬
‫‪63‬‬
‫كشارؾ حزب االستقالؿ ايضا في االنتفاضػة الكطنيػة التػي فجرىػا طمبػة كميػة الصػيدلة فػي بغػداد عػاـ ‪ ،4653‬اذ‬
‫اشػػترؾ القكميػػكف فػػي المدينػػة بقيػػادة التظػػاىرات فييػػا مػػف خػػالؿ الشػػباب القػػكمي الم ػرتبط بحػػزب االسػػتقالؿ ‪ ،‬تمػػؾ‬
‫المظاىرات التي ظمت تتفجر بيف الفينة كاالخرل طيمة ثالثة اشير(‪.)4‬‬
‫كاسيـ القكميكف النجفيػكف فػي الجبيػة الكطنيػة التػي تككنػت فػي ‪ 43‬ايػار ‪ ،)3(4651‬كمػا نظػـ اعضػاء حػزب‬
‫االستقالؿ فػي النجػؼ االشػرؼ المظػاىرات المنػددة بعقػد حمػؼ بغػداد عػاـ ‪ ،)2(4655‬كالتػي كػاف لمطمبػة القكميػكف‬
‫دك ار فاعال في قيادتيا حتى تعرض قسـ منيـ لالعتقاؿ(‪.)1‬‬
‫كش ػػيد الع ػػاميف ‪ 4651-4652‬ب ػػركز حرك ػػة قكمي ػػة م ػػؤثرة عم ػػى الس ػػاحة النجفي ػػة تم ػػؾ ى ػػي حرك ػػة الق ػػكمييف‬
‫العػػرب(‪ ،)5‬التػػي شػػارؾ فػػي تاسيسػػيا عػػدد غيػػر قميػػؿ مػػف الشخصػػيات النجفيػػة ذات التكجيػػات القكميػػة(‪ ،)1‬كالتػػي‬
‫اصبح ليا ثقميا في الشارع النجفي مف خالؿ مشاركتيا في االحداث الداخمية التي تزاحمت مع فترة التاسيس‪.‬‬
‫كشػػارؾ القكميػػكف الممثمػػكف بحػػزب االسػػتقالؿ ‪ ،‬ككػػذلؾ اعضػػاء حركػػة القكمي ػكف العػػرب بالمظػػاىرات التػػي عمػػت‬
‫العػراؽ باجمعػػو ردا عمػػى العػػدكاف الثالثػػي عمػػى مصػػر عػػاـ ‪ ،4651‬حتػػى تعػػرض العديػػد مػػف انصػػار الحػػزب الػػى‬
‫القتػػؿ كاالعتق ػاؿ ‪ ،‬ككػػاف يقػػكدج تمػػؾ المظػػاىرات ميػػدم محسػػف بحػػر القيػػادم فػػي حػػزب االسػػقالؿ فػػرع النجػػؼ‬
‫االشرؼ(‪.)1‬‬
‫كالجؿ تكحد جيػكد الحركػة الكطنيػة لمقاكمػة انتياكػات السػمطة فػي العيػد الممكػي فقػد تػداعت االحػزاب الكطنيػة‬
‫(‪)0‬‬
‫عاـ ‪ ، 4651‬كالتي تالفت مف الحزب الشيكعي الع ارقػي كالحػزب الػكطني‬ ‫الى تاليؼ " جبية االتحاد الوطني"‬
‫الديمقراطي كحزب االستقالؿ كحزب البعث العربػي االشػتراكي ‪ ،‬حيػث كانػت نسػبة مشػاركة االحػزاب القكميػة فييػا‬

‫(‪ )4‬جالكم عبطاف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.411‬‬


‫(‪ )3‬كامػػؿ الجػػادرجي ‪ ،‬مػػذكرات كامػػؿ الجػػادرجي كتػػاريخ الحػػزب الػػكطني الػػديمقراطي ( بيػػركت ‪ :‬دار الطميعػػة لمطباعػػة كالنشػػر ‪،‬‬
‫‪ )4611‬ص‪.121‬‬
‫(‪ )2‬حمػػؼ بغػػداد ‪ :‬عقػػد عػػاـ ‪ 4655‬كضػػـ كػػؿ مػػف تركيػػا كاي ػراف كالع ػراؽ كباكسػػتاف كبريطانيػػا ‪ ،‬كانضػػمت اليػػو الكاليػػات المتحػػدة‬
‫االم ريكيػػة بصػػفة م ارقػػب ‪ ،‬كجػػاء ضػػمف اسػػتراتيجية الحػػرب البػػاردة لممزيػػد ينظػػر ‪ :‬طػػو الفيػػاض ‪ ،‬االعصػػار الشػػديد فػػي تنفيػػذ‬
‫سياسػػة السػػعيد ‪( ،‬بغػػداد ‪ :‬مطبعػػة السػػجؿ ‪ )4651 ،‬ص‪ ،14‬نشػػارلز تريػػب‪ ،‬صػػفحات مػػف تػػاريخ العػراؽ ‪ ،‬ترجمػػة زينػػة جػػابر‬
‫ادريس ‪( ،‬بيركت ‪ :‬مطابع الدار العربية لمعمكـ ‪ )3111 ،‬ص‪-461‬ص‪.314‬‬
‫(‪(( )1‬مقابمة شخصية ))‪ ،‬حمد محمكد القابجي ‪ ،‬النجؼ االشرؼ ‪.3141/3/41 ،‬‬
‫(‪ )5‬عف الحركة كدكرىا ينظر ‪ :‬حسف لطيؼ الزبيدم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ 241‬؛ حنا بطاطك المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.213‬‬
‫(‪ )1‬مف ابرز المؤسسيف في النجؼ كاظـ محمد عمي شكر ‪ ،‬كمحمد عمي الرماحي ‪ ،‬ككامؿ الجزائرم ‪ ،‬سعد ميدم شالش ‪ ،‬حركة القكمييف العرب كدكرىا‬
‫في التطكرات السياسة في العراؽ ‪( ،4611-4650‬بيركت ‪ :‬مركز دراسات الكحدة ‪ )3111 ،‬ص‪.6‬‬
‫(‪(( )1‬مقابمة شخصية ))‪ :‬حمد عيسى محمكد القابجي ‪ ،‬النجؼ االشرؼ ‪ 4 ،‬ايار ‪3141‬؛عبد اليادم العكاـ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪،‬‬
‫‪ ،‬ص‪ -231‬ص‪.230‬‬
‫(‪ )0‬ل متفاصيؿ اكثر عف جبية االتحاد الكطني ينظر ‪ :‬عبد الرزاؽ الحسني ‪ ،‬الجبية الكطنية في العراؽ جػذكرىا التاريخيػة كتطكرىػا‬
‫‪ ،‬ط‪( ، 3‬بيركت ‪ :‬مركز االبجدية لمصؼ التصكيرم ‪ ،)4601 ،‬ص‪ -14‬ص‪. 11‬‬
‫‪64‬‬
‫عالية ‪ ،‬كقد عممت ىذه الجبية عمى تييئة االكضاع النياء الحكـ الممكي كالعمؿ عمى الخركج مف حمؼ بغػداد ‪،‬‬
‫كمف ثـ الكقكؼ الى جانب ثكرة ‪ 41‬تمكز ‪ 4650‬كمساندتيا‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التيار االسالمي ‪:‬‬
‫شػػيدت بدايػػة الخمسػػينات مػػف القػػرف العش ػريف ‪ ،‬كالدة العديػػد مػػف الحركػػات كاالح ػزاب االسػػالمية القائمػػة عمػػى‬
‫اسػػاس العقيػػدة كالفكػػر االسػػالمي ‪ ،‬اال اف ىػػذه الحركػػات باسػػتثناء " حػػزب الػػدعوة االسػػالمية" كالػػذم تاسػػس عػػاـ‬
‫‪ ،4651‬لـ تكف ذات طابع تنظيمي دقيؽ ‪ ،‬كاف معظميا قػد انحػؿ بعػد سػنكات قالئػؿ مػف تاسيسػو ‪ ،‬كانيػا جػاءت‬
‫كػػرد فعػػؿ عمػػى التيػػارات العممانيػػة التػػي تعػػارض فػػي افكارىػػا كمبادئيػػا مػػع االسػػالـ كػػالحزب الشػػيكعي ‪ ،‬لػػذا فػػاف‬
‫المكاقػػؼ االسػػالمية ‪ ،‬التػػي ظيػػرت تجػػاه االحػػداث كعمػػى المسػػتكييف الػػداخمي كالعرب ػي مػػا ىػػي اال مكاقػػؼ م ارجػػع‬
‫الديف كالعمماء الربانييف ‪ ،‬كاف لـ يكف اصحابيا مرتبطيف بشكؿ تنظيمي بالحركات االسالمية ‪ ،‬اال انيا تعبر عف‬
‫ركح االسػػالـ كمكقفػػو ‪ ،‬لػػذا فاننػػا نمحػػظ بػػاف ىػػذه الحركػػات االسػػالمية غالبيتيػػا قػػد اضػػطرت الػػى ايقػػاؼ عمميػػا‬
‫السياس ػ ػػي من ػ ػػذ اكؿ اص ػ ػػطداـ بالس ػ ػػمطة الحاكم ػ ػػة ‪ ،‬كالج ػ ػػدكؿ رق ػ ػػـ (‪ )6‬يكض ػ ػػح لن ػ ػػا ى ػ ػػذه الحرك ػ ػػات كاالحػ ػ ػزاب‬
‫االسالمية(‪.)4‬‬

‫(‪ (( )4‬مقابم ػ ػ ػػة شخص ػ ػ ػػية ))‪ ،‬حس ػ ػ ػػيف عب ػ ػ ػػد االمي ػ ػ ػػر المي ػ ػ ػػالي ‪ ،‬مكالي ػ ػ ػػد ‪ ،4613‬معم ػ ػ ػػـ متقاع ػ ػ ػػد كم ػ ػ ػػف القكمي ػ ػ ػػكف ‪ ،‬النج ػ ػ ػػؼ‬
‫االشرؼ‪.3141/2/41‬‬
‫‪65‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪):‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الحركات واالحزاب االسالمية في النجؼ االشرؼ ‪2:69 - 2:56‬‬
‫التفاصيؿ‬ ‫سنة التاسيس‬ ‫المؤسس‬ ‫اسـ الحزب او الحركة‬ ‫ت‬
‫كاف ليا منياج اطمؽ عميو‬
‫الدستكر ‪ ،‬ككاف شعارىا‬
‫عز الديف محمد جكاد‬
‫(مجتمع مسمـ كدكلة اسالمية‬ ‫‪4651‬‬ ‫حركة الشباب المسمـ‬ ‫‪-4‬‬
‫الجزائرم‬
‫سعادة الدنيا كنعيـ االخرة)‬
‫انحمت الحركة عاـ ‪.4651‬‬
‫ييدؼ الى نشر االفكار‬ ‫عبد الصاحب دخيؿ‬
‫االسالمية ‪ ،‬كالرد عمى‬ ‫كصادؽ القامكسي كحسف‬
‫‪4653‬‬ ‫الحزب الجعفرم‬ ‫‪-3‬‬
‫اليجمات المعادية لالسالـ ‪،‬‬ ‫شبر كميدم السماكم كعز‬
‫كلو امتداد في كربالء ‪.‬‬ ‫الديف الجزائرم‬
‫اتخذ مف الجامع اليندم‬
‫كجامع االنصارم مق ار لو‪.‬‬ ‫‪4651‬‬ ‫محمد عمي المرعبي‬ ‫شباب العقيدة كااليماف‬ ‫‪-2‬‬

‫عقد اجتماعو االكؿ في‬


‫كربالء المقدسة ‪ ،‬كسمي‬
‫بيذا االسـ استمياما لغايتو‬ ‫‪4651‬‬ ‫حزب الدعكة االسالمية‬ ‫‪-1‬‬
‫التي اسس مف اجميا ‪.‬‬

‫كىك اعاد لحركة الشباب‬


‫منظمة العقائدييف‬
‫المسمـ التي انحمت عاـ‬ ‫‪4650‬‬ ‫عز الديف الجزاائرم‬ ‫‪-5‬‬
‫المسمميف‬
‫‪.4651‬‬

‫كق ػػؼ التي ػػار االس ػػالمي كعم ػػى الص ػػعيد ال ػػداخمي مكقف ػػا داعم ػػا كمس ػػاندا لمحرك ػػات كاالحػ ػزاب الكطني ػػة ‪ ،‬ف ػػي‬
‫مكاجيتيا لممعاىدات كاالحالؼ المخمة بالسيادة الكطنية ‪.‬‬

‫(‪ )4‬معمكمات الجدكؿ اعاله مستمدة مف ‪ :‬حسػف عػالكم ‪ ،‬حػزب الػدعكة االسػالمية اشػكالية الصػراع ‪ ( ،‬د‪ .‬ـ ‪ :‬د‪ .‬مػط ‪)4666 ،‬‬
‫ص‪32-33‬؛ محم ػػد ب ػػاقر الحك ػػيـ ‪ ،‬االم ػػاـ الحك ػػيـ ‪( ،‬طيػ ػراف ‪ :‬مطبع ػػة عت ػػرت ‪ )3111 ،‬ص‪421‬؛ ماجػ ػد النػ ػزارم ‪ ،‬عب ػػد‬
‫الصاحب دخيؿ كبدايات الحركات االسالمية المعاصرة ( بيركت ‪ :‬دار الفرقاف ‪ )4661 ،‬ص‪33‬؛ حسف شبر ‪ ،‬تػاريخ العػراؽ‬
‫السياسي المعاصر ( التحرؾ االسالمي ‪ ( ،)4651-4611‬بيركت ‪ :‬دار المنتدل لمنشر ‪ ) 4661 ،‬ج‪ ،3‬ص‪.211-211‬‬
‫‪66‬‬
‫ففػػي انتفاضػػة كػػانكف الثػػاني عػػاـ ‪ 4610‬كالتػػي سػػميت" بوثيقػػة كػػانوف "‪ ،‬كقػػؼ العممػػاء كرجػػاؿ الػػديف مكقفػػا‬
‫صمبا بكجو السمطة الحاكمة رافضيف كؿ الدسائس كالمؤامرات التي تحاؾ ضػد الشػعب الع ارقػي كتطػبخ فػي مطػبخ‬
‫السياسػػة البريطانيػػة ‪ ،‬ككػػاف مػػف تمػػؾ المكاقػػؼ الصػػمبة كالشػػجاعة كمكقػػؼ الشػػيخ "محمػػد الحسػػيف كاشػػؼ الغطػػاء‬
‫"الذم اعمف احتجاجو الشديد عمى االنتياكات الصارمة بحؽ الشعب ‪ ،‬كارسؿ احػد اتباعػو الػى الكصػي عبػد االلػو‬
‫لمقابمتػػو شخصػػيا ‪ ،‬مبمغػػا ايػػاه طمػػب عممػػاء الػػديف فػػي النجػػؼ بابعػػاد صػػالح جبػػر ‪ ،‬ككػػاف ذلػػؾ المكقػػؼ سػػببا فػػي‬
‫اسقاط كزارة جبر(‪.)4‬‬
‫ككاف لعمماء الديف كرجالو مكقفا اخر جراء ما شيدتو البالد اباف االضراب الطالبي عاـ ‪ 4653‬حينما عمت‬
‫المظاىرات كاالضرابات العػراؽ باسػره ‪ ،‬كاحػدثت شػرخا كبيػ ار فيمػا بػيف الشػعب كحاكيمػو ‪ ،‬كلػـ تكػف مدينػة النجػؼ‬
‫االشرؼ بعيدة عف تمؾ االحداث التي كصمت الى حد االقتتاؿ بيف الجيش كجماىير المتظاىريف مما حدا بالشيخ‬
‫حرـ فييا عمى االىالي مقاتمة الجيش النو منيـ كىـ منو ‪ ،‬داعيػا‬
‫محمد حسيف كاشؼ الغطاء الصدار فتكاه التي ل‬
‫االىالي الى فتح االسكاؽ كالمباشرة بحياتيـ االعتيادية(‪.)3‬‬
‫ككقؼ التيار االسالمي ممثال بالعممػاء كرجػاؿ الػديف مػف القضػايا العربيػة مكقفػا ال يقػؿ صػالبة كال حزمػا عػف‬
‫ذلػػؾ المكقػػؼ عمػػى الصػػعيد المحمػػي ‪ ،‬فقػػد كاجػػو العممػػاء كرجػػاؿ الػػديف ق ػرار تقسػػيـ فمسػػطيف بكػػؿ حػػزـ ‪ ،‬كاعمن ػكا‬
‫رفضيـ لذلؾ القرار الذم يمنح الييكد دكلة ال يسػتحقكنيا ‪ ،‬عمػى حسػاب الفمسػطينييف اصػحاب االرض الشػرعييف‬
‫‪ ،‬كك ػػاكؿ ب ػػادرة اس ػػالمية اص ػػدر الش ػػيخ عب ػػد الكػ ػريـ الزنج ػػاني فت ػػكل ديني ػػة ح ػػرـ فيي ػػا بي ػػع اال ارض ػػي الفمس ػػطينية‬
‫لمصياينة ‪ ،‬مؤكدا عمى اف مف يرتكب ذلؾ العمؿ فسكؽ يؤثـ كيكضع بمنزلة المحارب هلل كلرسكلو(‪.)2‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لمكضػػكع القض ػػية الفمسػػطينية مػػف المنظ ػػكريف الػػديني كالسياسػػي ‪ ،‬مطالب ػػا‬ ‫كتصػػدل السػػيد محس ػػف الحكػػيـ‬
‫بنصرة الشعب الفمسطيني كالكقكؼ الى جانبو ضد المخططات االستعمارية كالصييكنية(‪.)5‬‬
‫كعندما قامت الحرب العربية الصييكنية االكلى عاـ ‪ ،4610‬كانت المكاقؼ منسجمة بيف الرام العاـ النجفػي‬
‫كالمؤسسػػة الدينيػػة التػػي عمػػدت الػػى ادار الفتػػاكل المحرضػػة عمػػى الػػدفاع عػػف فمسػػطيف كالمشػػجعة عمػػى الجيػػاد‬
‫اؿ‬ ‫بػػالنفس كالمػػاؿ فػػي سػػبيؿ اعػػالء كممػػة المسػػمميف ‪ ،‬كقػػد تمثمػػت تمػػؾ المكاقػػؼ بفتػػكل الشػػيخ محمػػد الحسػػيف‬

‫(‪ )4‬حيػػدر ن ػزار عطيػػة السػػيد سػػمماف ‪ ،‬محمػػد حسػػيف كاشػػؼ الغطػػاء كدكره الػػكطني كالقػػكمي ‪ ( ،‬بغػػداد ‪ :‬معيػػد التػػاريخ العربػػي ‪،‬‬
‫‪ ، ) 3110‬ص‪431-431‬؛ ناجي دكاعة الشريس ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.413‬‬
‫(‪ )3‬الشيخ محمد حسيف كاشؼ الغطاء ‪ ،‬مما كرد بيف االمػاـ المصػمح الشػيخ محمػد حسػيف كاشػؼ الغطػاء مػع السػفيريف البريطػاني‬
‫كاالمريكي ‪ ،‬الطبعة الثانية ( د ‪ .‬ـ ‪ :‬مطبعة الرفيؽ ‪ )4655 ،‬ص‪23‬؛ ( النشاط الثقافي) "مجمػة" ‪ ،‬النجػؼ ‪ 1 ،‬اب ‪،4650‬‬
‫العدد (‪ ، )0‬ص‪.114‬‬
‫(‪ )2‬عب ػػد الكػ ػريـ الزنج ػػاني ‪ ،‬الكح ػػدة االس ػػالمية كالتقري ػػب ب ػػيف م ػػذاىب المس ػػمميف ‪( ،‬النج ػػؼ ‪ :‬مطبع ػػة الغ ػػرم الحديث ػػة ‪)4614 ،‬‬
‫ص‪.431‬‬
‫(‬
‫( ‪ )1‬سيعرؼ بو الباحث الحقان ‪.‬‬
‫(‪ )5‬محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬مرجعية االماـ الحكيـ نظرة تحميمية شاممة ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬مطبعة عترت ‪ ،)3111،‬ص‪.21‬‬
‫‪67‬‬
‫كاش ػػؼ الغط ػػاء (‪،)4‬كص ػػدرت ال ػػى جان ػػب ذل ػػؾ فت ػػاكل ديني ػػة تؤك ػػد عم ػػى تييئ ػػة الػ ػرام الع ػػاـ لالنظم ػػاـ ال ػػى قكاف ػػؿ‬
‫المتطكعيف الذيف سيرسمكف الى فمسطيف ‪ ،‬كما شكمت لجنة لجمع التبرعات المالية لمساعدة مجاىدم فمسطيف(‪.)3‬‬
‫كما لـ تكف المؤسسة الدينية بعيدة عما يحصؿ في مصر مػف اعتػداء اثػـ حشػدت لػو كػؿ مػف بريطانيػا كفرنسػا‬
‫كاسػرائيؿ عػػاـ ‪ ،4651‬فقػػد تصػدل عممػػاء الػػديف كم ارجػع التقميػػد ليػػذا العػدكاف مػػف خػػالؿ مسػاندة المظػػاىرات التػػي‬
‫خرجت منددة بالعدكاف كمساندة لمصر في حقيا بالتػاميـ ‪ ،‬اك مػف خػالؿ برقيػات التاييػد لػرئيس مصػر ‪ ،‬كبرقيػات‬
‫التنديد كاالستنكار ‪ ،‬فقد كجو السيد عمي بحػر العمػكـ برقيػة الػى الممػؾ فيصػؿ الثػاني يحثػو فييػا عمػى العمػؿ عمػى‬
‫كقػػؼ ىػػذا العػػدكاف ‪ ،‬كعبػػر الشػػيخ محمػػد كػػاظـ الشػػيخ ارض ػي عػػف سػػخط المرجعيػػة ككافػػة االكسػػاط العمميػػة ليػػذا‬
‫االعتداء االثيـ ‪ ،‬الذم جعؿ ىذه االكساط تتفجػر غضػبا مػف جػراء ذلػؾ اممػة مػف الحككمػات العربيػة الكقػكؼ الػى‬
‫جانب مصر في قضيتيا العادلة(‪ ،)2‬ك كاف لممجتيد محمد البغدادم مكقفا حازما كليجة شديدة ضمنيا ببرقية الى‬
‫السػػمطات الحاكمػػة بمغػػة احتجاجيػػة ‪ ،‬منػػددا بمكقػػؼ السػػمطات الحاكمػػة الص ػامتة عػػف نص ػرة الشػػعب العربػػي فػػي‬
‫مصر(‪ ،)1‬كذات االمر نقمػو الشػيخ محمػد رضػا المظفػر فػي بػرقيتيف معبػرتيف رفعيمػا الػى الػرئيس المصػرم كشػيخ‬
‫االزىر ‪ ،‬عبرتا عف المكعة كااللـ الذم تعيشو النجؼ االشرؼ جراء ما يحصؿ لمصر(‪.)5‬‬
‫ككقػػؼ التيػػار االس ػالمي فػػي النجػػؼ االشػػرؼ مكقفػػا مش ػرفا مػػف قضػػايا الشػػعب العربػػي المتمثمػػة بػػالتحرر مػػف‬
‫السػػيطرة كالنفػػكذ االجنبػػي ‪ ،‬فقػػدمت عمم ػػاء المدينػػة ابنػػاء المجتمػػع عمػػى دع ػػـ القضػػية الجزائريػػة ‪ ،‬كالعمػػؿ عم ػػى‬
‫تحريرىػػا مػػف النفػػكذ الفرنسػػي ‪ ،‬ككػػاف الشػػيخ محمػػد حسػػيف كاشػػؼ الغطػػاء فػػي مقدمػػة العممػػاء الػػذيف طػػالبكا بانقػػاذ‬
‫االراضي الجزائرية مف الييمنة الفرنسية مف خالؿ الرسائؿ المتبادلة مع الشيخ محمػد البشػير االبراىيمػي (‪ ،)1‬عػاـ‬
‫‪ 4652‬مؤكدا فييا عمى كحدة المسمميف(‪.)1‬‬
‫كما كقؼ عممػاء النجػؼ كرجػاؿ الػديف فييػا الػى جانػب المممكػة المغربيػة فػي نضػاليا ضػد االحػتالؿ كالتطمػع‬
‫الى االستقالؿ ‪ ،‬اذ سجؿ االدب النجفي مكاقؼ رائعة تجاه القضية المغربية ‪ ،‬كاف منيا مكقؼ الشيخ محمد عمي‬

‫(‪ )4‬ينظر نص الفتكل في ( لكاء االستقالؿ) "جريدة" بغداد ‪ ،‬السنة الثانية ‪ 3 ،‬شباط ‪ ،4610‬العدد (‪.)301‬‬
‫(‪( )3‬الػرام العػػاـ) "جريػػدة" بغػػداد ‪ ،‬السػػنة الثالثػػة عشػرة ‪ 44 ،‬كػػانكف الثػػاني ‪ 4610‬العػػدداف (‪)2‬ك(‪)40‬؛ د‪ .‬ؾ ‪ .‬ك ‪ ،‬ممفػػات بػػالط‬
‫الممكي ‪ ،‬الممؼ المرقـ (‪ )203/244‬برقيات مرفكع الى الممؾ فيصؿ الثاني لسنة ‪ ،4651‬الكثيقة (‪. )423‬‬
‫(‪ )2‬د‪.‬ؾ‪.‬ك‪ ،‬ممفات البالط الممكي ‪ ،‬ممفة رقـ (‪ )2035‬كالكثيقة ‪ ،451‬ص‪.346‬‬
‫(‪ )1‬عبد الجبار الزىيرم ‪ ،‬اية اهلل البغدادم‪ ،‬حياة جياد كنضاؿ‪( ،‬كربالء ‪ :‬مطبعة تمكز‪ ،)4614 ،‬ص‪.45‬‬
‫(‪( )5‬النجؼ) "مجمة" ‪ ،‬النجػؼ ‪ ،‬السػنة االكلػى ‪ 31 ،‬تشػريف الثػاني ‪ )4651‬العػدد (‪ )3‬؛ د ‪ .‬ؾ ‪ .‬ك‪ ،‬ك ازرة الػدفاع ‪ ،‬رئاسػة اركػاف‬
‫الجيش ‪ ،‬الممؼ المرقـ (‪ ، )231114/136‬حكادث النجؼ ‪ ،‬في ‪ 4651/44/31‬كثيقة (‪ ، )1‬ص‪.211‬‬
‫(‪(( )1‬مكتبػػة االمػػاـ كاشػػؼ الغطػػاء العامػػة)) ‪ :‬النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬رسػػالة الشػػيخ محمػػد حسػػيف اؿ كاشػػؼ الغطػػاء الػػى الشػػيخ محمػػد‬
‫البشير االبراىيمي ‪ ،‬بتاريخ ‪ 4652‬حكؿ االحداث الدائرة في حينيا‪.‬‬
‫(‪( )1‬الفرات) "جريدة" النجؼ ‪ 31‬حزيراف ‪ ،‬العدد ‪(( ، 441‬مكتبة االماـ كاشؼ الغطاء العامة ))‪ ،‬النجؼ االشرؼ ‪ ،‬رسػالة الشػيخ‬
‫الشيخ محمد بشير االبراىيمي الى الشيخ محمد حسيف كاشؼ الغطاء ‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫اليعقكبي الذم انشد قصائد المناصرة لمقضية المغربية كمنيا قصيدتو التي نظميا عاـ ‪ 4651‬تحت عنكاف "جياد‬
‫المغرب" كاخرل عاـ ‪ 4651‬تحت عنكاف "مراكش والجزائر" (‪.)4‬‬
‫اف ما ذكر في ىذا المبحث ما ىك اال قبسات مضيئة مف نكر المكاقؼ السياسية لمحركػات كالتيػارات السياسػية‬
‫في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬كالتي عكست عف نضج في الكعي ككضكح في رؤيا ‪ ،‬كدلت عف خزيف معرفي كفكرم ثر‬
‫سكؼ نممس انعكاساتو مكاقفو االصالحية التجديدية في الفصؿ الثاني‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫الفكر االصالحي واسهاماته في تطور الحياة الفكرية في النجف االشرف‬

‫‪8591 – 8591‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬روافد الفكر االصالحً وتطوره ‪.‬‬

‫المبحث الثانً ‪ :‬علماء الدٌن المصلحٌن واثرهم فً تنامً الوعً الفكري( دراسة فً نماذج)‬

‫(‪ )4‬جمعية الرابطة االدبية ‪ ،‬جياد المغرب ‪( ،‬د‪ .‬ـ‪ :‬د‪ .‬مط ‪ )4611 ،‬ص‪ -41‬ص‪.41‬‬
‫‪65‬‬
‫اوالً ‪ :‬امنة حٌدر الصدر (( بنت الهدى)) ‪.‬‬

‫ثان ًٌا ‪ :‬الشٌخ محمد مهدي شمس الدٌن‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬الشٌخ محمد امٌن زٌن الدٌن ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬افرازات الفكر االصالحً ونتائجه ( التقرٌب بٌن المذاهب انموذجا)‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬اسهامات النخبة االدبٌة فً نشر المفاهٌم االصالحٌة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫المبحث االوؿ‬

‫روافد الفكر االصالحي وتطوره‬


‫شيدت مدينة النجؼ االشرؼ في مطمع القرف العشريف نيضة فكرية شممت جكانػب فكريػة متعػددة كػاف الفكػر‬
‫االصػػالحي كاحػػدا منيػػا ‪ ،‬كقػػد تكافقػػت اراء االصػػالح كالتحػػديث عمكمػان ‪ ،‬كفػػي النجػػؼ خاصػػة مػػع المتشػػدديف فػػي‬
‫الحفػػاظ عمػػى الثكابػػت االسػػالمية االساسػػية ‪ ،‬سػػاعيف لمتجديػػد فيمػػا ىػػك متحػػرؾ مػػف تعػػاليـ االسػػالـ ‪ ،‬كمػػف تمػػؾ‬
‫الثكابػػت العقائديػػة المتمثمػػة باصػػكؿ الػػديف االسػػالمي عامػػة كاصػػكؿ المػػذىب بشػػكؿ خػػاص فانيػػا ال تقبػػؿ التميػػز‬
‫كالتبديؿ كما سكل ذلػؾ فباالمكػاف اف تشػممو لمسػة االصػالح كالتحػديث بمػا يكاكػب تطػكر العصػر ‪ ،‬كبمػا ال يخػؿ‬
‫بما ىك ثابت(‪.)4‬‬
‫ظير في مدينة النجؼ االشرؼ في عشرينات القرف العشػريف عػددا مػف رجػاؿ الفكػر االصػالحي الػذيف اخػذكا‬
‫عمػى عػاتقيـ احػداث اصػػالحات كاضػحة فػي الد ارسػػات الحكزكيػة ‪ ،‬ككنيػا تمثػؿ القيػػادة الشػرعية لممجتمػع ‪ ،‬كالتػػي‬
‫صمُ َح العالـ"(‪.)3‬‬ ‫ِ‬
‫يقع عمييا اصالح المجتمع االسالمي بكصفو عمال بفكرة " اذا صمح العالـ َ‬
‫برزت الحاجة الى مثؿ ىذه الحركة االصالحية كنتيجػة طبيعيػة لعمميػة الػتالقح الفكػرم بػيف النجػؼ كمحيطيػا‬
‫(‪)2‬‬
‫زاركا حكزتيػػا كدخم ػكا فػػي نقاشػػات فكريػػة معمقػػة مػػع اسػػاتذتيا كطالبيػػا ممػػا ىيػػأ ج ػكا‬ ‫العربػػي مػػف خػػالؿ الػػذيف‬
‫ايجابيا لتمؾ الحركة االصالحية‪.‬‬
‫ظير ىذا االمر عمى رجاليا الذيف مارسػكا االصػالح عمػى الػرغـ مػف القيػكد التقميديػة مػف نظاميػا الػداخمي الػى‬
‫حيث االفؽ العربي معبرة بذلؾ عف حالة التاثير بالحركات الفكرية العربية مما اضفى عمييا طابع االصالة(‪.)1‬‬
‫خاصػ ػا بي ػػا ‪ ،‬ك ػػاف ىاجس ػػو التجدي ػػد كالتح ػػديث الم ػػذاف يفض ػػياف ال ػػى‬
‫ن‬ ‫منيجػ ػا‬
‫ن‬ ‫اتخ ػػذت حرك ػػة االص ػػالح النجفي ػػة‬
‫التغيير‪ ،‬فارتبطت تمؾ الحركة باحداث العراؽ كالكطف العربي ‪ ،‬اذ لـ تقتصر عمى الظاىرة السياسية فحسب ‪ ،‬بؿ‬
‫شػممت جميػػع الظػكاىر االجتماعيػػة كالثقافيػػة كالظػركؼ المحيطػػة بيػػا ‪ ،‬كمػا رافقيػػا مػػف احػداث كمتغيػرات(‪ ،)5‬فكػػاف‬
‫اصػػالح االس ػرة مػػف بػػيف ابػػرز الظ ػكاىر االجتماعيػػة التػػي عالجيػػا المصػػمحكف ‪ ،‬منطمقػػيف مػػف كػػكف ال صػػالح‬

‫(‪ )4‬محمد باقر البيادلي ‪ ،‬ىبة الديف الشيرستاني ‪ ،‬اثارة الفكرية كمكافقػة السياسػة ‪ ( ،‬بغػداد ‪ :‬شػركة الحسػاـ لمطباعػة ‪، )3114 ،‬‬
‫ص‪15‬؛ محمػػد بحػػر العمػػكـ ‪ ،‬جامعػػة النجػػؼ االشػػرؼ العمميػػة – ربػػط الحاضػػر بالماضػػي ‪ ( ،‬النجػػؼ ‪ :‬د‪ .‬مػػط ‪3111 ،‬ـ )‪،‬‬
‫ص ‪.0‬‬
‫(‪ )3‬محم ػػد ب ػػاقر الحك ػػيـ ‪ ،‬الح ػػكزة العممي ػػة كحرك ػػة االص ػػالح ‪ ( ،‬النج ػػؼ ‪ :‬دار التبمي ػػغ االس ػػالمي ‪ )3112 ،‬ص‪03‬؛ (التكحي ػػد)‬
‫"صحيفة" النجؼ االشرؼ ‪ 43 ،‬شباط ‪ ، 4656‬العدد (‪.)3‬‬
‫(‪ )2‬مػػف تمػػؾ الزيػػارات عمػػى سػػبيؿ المثػػاؿ ال الحصػػر زيػػارة سػػميماف كتػػاني لمنجػػؼ االشػػرؼ عػػاـ ‪ ،4613‬ك ارشػػد حميػػد النعيمػػي عػػاـ‬
‫‪ ،4615‬كالشاعر كاالديب فؤاد الخطيب كغيرىـ‪.‬‬
‫(‪ )1‬جميؿ القريشي ‪ ،‬مكلد النجؼ كالحكزة العممية ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مكتبة نكف لمطباعة ‪ ، )4665 ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )5‬احمد مصطفى خاطر ‪ ،‬التغيير االجتماعي كالتحديث مدخؿ تكاممي لفيـ كاستيعاب ظاىرة التغيير االجتماعي ‪ ( ،‬القاىرة ‪ :‬د‪.‬‬
‫مط ‪ ،‬د‪ .‬ت ) ‪ ،‬ص‪11‬؛ (التكحيد) "صحيفة" النجؼ االشرؼ ‪ 43 ،‬شباط ‪ ،4656‬العدد (‪ ،)3‬ص‪.1‬‬
‫‪71‬‬
‫لالسرة اال بصالح افرادىا كال صالح لألمة اال بصالح اسرىا ‪ ،‬كما انو ال ارتقاء لمدكلة اال بارتقاء شعبيا ‪ ،‬كىذا‬
‫يفسر عظـ الرسالة االصالحية التي حمميا رجاؿ التيار االصالحي النجفي كما سنرل الحقان‪.‬‬
‫كقد عبُّر عف اىمية دكر الرسػالة االصػالحية فػي تطػكير المجتمػع الشػيخ عمػي الشػكقي(‪ ،)4‬ككنػو شػاىد عيػاف‬
‫عمى تمؾ المرحمػة مبػيف انعكػاس اىتمػاـ رجػاؿ االصػالح النجفػي بالتكعيػة السياسػية ‪ ،‬عمػى االحػرار الػذيف شػعركا‬
‫بكجػػكب المحػػاؽ بركػػب التطػػكر الحضػػارم االنسػػاني مرك ػزيف فػػي ذلػػؾ عمػػى المنحػػى التػػكفيقي(‪ ،)3‬بػػيف ركح الػػديف‬
‫كمقتضيات العصر الحديث(‪.)2‬‬
‫كالجؿ تسميط الضكء بشكؿ اكسػع عمػى حركػة االصػالح النجفيػة فالبػد مػف اعطػاء لمحػة مػكجزة مػف تعريفػات‬
‫االصالح كاالراء التي قيمت فيو ‪ ،‬كي نخمص في النياية الى استنتاج ماىية االصالح ‪ ،‬فقد ُذكرت تعريفات عدة‬
‫ليذا المصطمح ‪ ،‬اختمفت في االلفاظ اال انيا التقت اجماال في االطار العاـ لمفيكـ االصالح‪.‬‬
‫ففي الكقت الذم رال فيو احد الكتاب بانو‪:‬‬
‫" فعؿ حضاري محرؾ في الحياة االجتماعية ‪ ،‬ولو مجاالتو المتنوعة ‪،‬‬
‫ومظاىره المختمفة التي تحدد عمى اساس حاجة الواقع االجتماعي"(‪.)5‬‬

‫عده اخر بانو ‪:‬‬


‫ل‬

‫(‪ )4‬عمي الشػرقي (‪ :) 4611-4063‬شػاعر كسياسػي كرجػؿ ديػف ‪ ،‬نشػاء فػي بيػت نجفػي اثػر خالػو المفكػر كالعالمػة عبػد الحسػيف‬
‫الجػكاىرم عمػػى نشػػاتو ‪ ،‬درس الفقػػو كالفمسػػفة ‪ .‬كاالصػػكؿ عمػػى يػػد عممػػاء الحػػكزة العمميػػة امثػػاؿ محمػػد كػػاظـ الخرسػػاني كالسػػيد‬
‫كػػاظـ اليػػزدم كالشػػيخ حسػػيف النػػائيني كغيػػرىـ ‪ ،‬اصػػبح كزي ػ ار فػػي الحككمػػة العراقيػػة عػػاـ ‪ ، 4616‬لػػو بحػػكث كمؤلفػػات عديػػدة‬
‫ابرزىا ‪ :‬االعالـ‪ ،‬العرب كالعراؽ ‪ ،‬عكاطؼ كعكاصؼ ‪ ،‬كغيرىا ينظر ‪ :‬طالب عمي الشرقي ‪ ،‬الشػرقي رجػاؿ االسػرة الخاقانيػة‬
‫النجفيػػة ‪( ،‬النجػػؼ ‪ :‬مطبعػػة اكفسػػيت لالدبػػاء ‪، )3111،‬ص‪21‬؛ عمػػي الشػػرقي ‪ ،‬رباعيػػات (اليػػاتؼ) "مجمػػة" ‪ ،4611‬العػػدد‬
‫(‪ ، )321‬ص‪.51‬‬
‫(‪ )3‬المعنى التكفيقي ‪ :‬كسيمة يمجأ الييا المفكر لمكاجية مكاقؼ كافكار كافدة ازاء افكار كقيـ سائدة ( تراثية) باعتماد ادكات فكريػة ‪،‬‬
‫كبمعنى اخػر ‪ ،‬تقريػب كجيػات النظػر المتعارضػة بػيف طرفػي النػزاع لمكصػكؿ الػى تسػكية كديػة ‪ ،‬ينظػر ‪ :‬عمػي محمػد الشػريؼ‬
‫الجرجاني ‪ ،‬تعريفات كمصطمحات لغكية كفقيية كفمسػفية ‪( ،‬بيػركت ‪ :‬د‪ .‬مػط ‪ ،4616 ،‬ص‪11‬؛ نبيػؿ احمػد حممػي ‪ ،‬التكفيػؽ‬
‫ككسيمة لحؿ المنازعات الدكلية في القانكف الدكلي العاـ ‪ (،‬القاىرة ‪ :‬د‪ .‬مط ‪ )4602 ،‬ص‪.0‬‬
‫(‪ )2‬محمد جكاد الدجاني ‪ ،‬الفكر الغربي كالتغيير في المجتمع العربي ‪( ،‬المستقبؿ العربػي) "مجمػة" بيػركت ‪ 4601 ،‬العػدد (‪)16‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫(‪ )1‬حسيف بركة الشامي ‪ ،‬المرجعية الدينية مف الذات الى المؤسسة ‪ (،‬لندف ‪ :‬د‪ .‬مط ‪ ، )4666 ،‬ص‪.366‬‬
‫‪72‬‬
‫"رؤية فكرية محددة المعالـ شخصية االبعاد ‪ ،‬تنبع عف ارادة حازمة وطموح متوثب‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬وتتجسد بصيغة ناجزة في الواقع ‪ ،‬لكممة موجزة التجديد ‪ :‬رؤية وارادة وعمؿ"‬
‫في حيف انطمؽ باحث ثالث مف محكر ‪:‬‬
‫"العالقة بيف الفكر االصالحي وتجديده وتطويره ‪ ،‬والعالقة مع الغرب مشي ار الى معنى‬
‫االتجػاه التوفيقي يصػب عمػى مسار االتجاه االصالحي التجديدي العاـ وىذا االخير‬
‫فراى انو يتركز عمى مسألتيف(‪.)3‬‬
‫اكالن ‪ :‬تجديد كاصالح الفكر الديني االسػالمي مػف منطمػؽ مػنيج يقػكـ عمػى بعػث العقيػدة ‪ ،‬كاالسػتناد الػى العقػؿ‬
‫في فيـ مصادره‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االطالع عمى التيارات الحديثة في التفكير ‪.‬‬
‫كرال باحث رابع بانو‪:‬‬
‫" اف المصمحػيف المجػدديف انما سمػوا بيذا االسػـ النيـ ارادوا تجديد الحسف و‬
‫االثػر الخالػد االصيؿ بصياغػة عصػرية متطورة ومواكبة لمتطمبات العصر"(‪.)4‬‬
‫يتضح مما سمؼ ذكره ىك ‪:‬‬
‫" قػراءة الماضػي بتمحص وتبصػر واستئنػاؼ النػظر في عنػاصره وتحميميا وممازجتيا مع‬
‫االفكار الحديثػة واالراء المستحدثة وفقا لمتطور العصري الحاصؿ ‪،‬‬
‫عمى اف ذلؾ ال يتنافػى مػع القيػـ والثػوابت لػتمؾ العناصػر ‪ ،‬بغػية توظيفيا‬
‫في عممية البناء والنيضة في ضوء متطمبات الحياة زمانا ومكانا"‬
‫كمف المنصؼ ىنا اف نؤكد حقيقة ال ينبغي تجاكزىا ‪ ،‬كىي قياـ رجاؿ الديف بدكرىـ في قيادة حركػة التغييػر‬
‫كالػػكعي فػػي المجتمػػع العربػػي االسػػالمي عمكمػػا مػػف منطمػػؽ تجديػػد الفكػػر الػػديني عػػف طريػػؽ فيػػـ جديػػد لالسػػالـ‬
‫كنصكصو(‪.)1‬‬
‫اما في النجؼ االشرؼ تحمؿ مفكركا المرجعية الدينية اعباء تمؾ النيضة ‪ ،‬كقد جاء كصؼ ىذا الكاقػع عمػى‬
‫لساف احد الباحثيف المسيحييف ‪ ،‬قائال‪:‬‬

‫" اف النيضة النجفية كانت ظاىرة فكرية انطمقت في المقاـ االوؿ‬

‫(‪ )4‬عبد الجبار الرفاعي ‪ ،‬منزلقات التجديد ‪ (،‬قضايا اسالمية ) "مجمة" ‪ ،‬تشريف االكؿ ‪ ،4661‬العدد (‪ ، )5‬ص‪.1‬‬
‫(‪ )3‬نجاة عبد الكريـ ‪ ،‬بكاكير االتجاه التكفيقي في النيضػة الفكريػة الحديثػة فػي العػراؽ ‪ ،4623-4610‬اطركحػة دكتػكراه (جامعػة‬
‫البصرة ‪ :‬كمية االداب ‪ ، )4660 ،‬ص‪.21‬‬
‫(‪ )2‬عدم حاتـ عبد الزىرة ‪ ،‬حركة التيار االصالحي في النجؼ ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫(‪ )1‬حسيف بركة الشامي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪366‬؛ ( العدؿ ) "مجمة" النجؼ ‪ ،‬اب ‪ 4615‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.11‬‬
‫‪73‬‬
‫عمػى أيػدي فقياء ‪ ،‬وتمحورت حوؿ الفقو االسالمي ‪.)2("....‬‬
‫كال نجػافي الحقيقػػة اذا قمنػػا اف ظػػاىرة االصػػالح فػػي النجػػؼ كلػػدت مػػف رحػػـ الحػػكزة العمميػػة ‪ ،‬كخيػػر دليػػؿ عمػػى‬
‫ذلػػؾ ‪ ،‬اف اركػػاف عمميػػة االصػػالح كدعائيمػػا كػػانكا مػػف زعمػػاء الحػػكزة كاسػػاتذتيا ‪ ،‬كلكػػف ذلػػؾ ال يعنػػي اف الحػػكزة‬
‫العمميػػة داخػػؿ النجػػؼ قػػد ايػػدت االصػػالح بكامميػػا كتبنتػػو منيجػػا ‪ ،‬ففػػي الكقػػت الػػذم كجػػد فيػػو تيػػا ار مؤيػػدا لعمميػػة‬
‫الحداثة ‪ ،‬كالتجديد ظير اخر معارضا لو‪.‬‬
‫كلذلػػؾ يمكننا اف نجمؿ ابرز العكامؿ التي ساىمت في تككيف الفكر االصالحي كتطكره ‪ ،‬كىي كما يمي ‪:‬‬
‫اوال ‪ :‬مكانة المدينة الدينية والعممية ‪:‬‬
‫امتمكت مدينة النجؼ االشرؼ عمقا تراثيا كدينيا كحضاريا ‪ ،‬لككنيا تقع عمػى اعتػاب الحيػرة عاصػمة المنػاذرة‬
‫قبػػؿ االسػػالـ ‪ ،‬كقربيػػا مػػف " الكوفػػة" عاصػػمة الخالفػػة االسػػالمية فػػي عيػػد الخميفػػة ال اربػػع كصػػي النبػػي االعظػػـ‬
‫كخميفتػػو االمػػاـ عمػػي بػػف ابػػي طالػػب (‪ )‬كىػػي ضػػامة بترابيػػا رفاتػػو الش ػريؼ كمرقػػده ‪ ،‬فضػػال عػػف احتضػػانيا‬
‫الجامعػػة االسػػالمية مػػف القػػرف الخػػامس اليجػػرم ‪ /‬الحػػادم عشػػر المػػيالدم ‪ ،‬ككػػاف لتمػػؾ المنزلػػة العمميػػة كالمكانػػة‬
‫القدسية االثر في انتقاؿ النتاج الفكرم مف بقاع العالـ االسالمي عامة كمدف العراؽ خاصة(‪.)3‬‬
‫ارفػػؽ ذلػػؾ االنتقػػاؿ ىجػرة كبيػرة مػػف طمبػػة العمػػـ مػػف تمػػؾ البمػػداف كالمػػدف ‪ ،‬حػامميف معيػػـ ثػركاتيـ الماديػػة كاالدبيػػة‬
‫كمنيػػا اميػػات الكتػػب كالمخطكطػػات فػػي مختمػػؼ ان ػكاع العمػػكـ كالمعرفػػة ‪ ،‬ممػػا ادل الػػى تمػػازج تمػػؾ الثقافػػات مػػع‬
‫المجتمع النجفي(‪.)2‬‬
‫لقد تسنى لممجتمع النجفي االتصاؿ بالثقافة الخارجية بكاسطة سمسمة مف حمقات االتصاؿ منيا ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ػ ػرحالت ‪ :‬انعكػ ػػس تػ ػػاثير رحػ ػػالت المثقفػ ػػيف النجفيػ ػػيف خػ ػػارج الع ػ ػراؽ بمظػ ػػاىر التطػ ػػكر الفكػ ػػرم منػ ػػذ العيػ ػػد‬
‫العثماني(‪ ،)1‬كاستمرت تمؾ الرحالت كالمقاءات مػع الرمكز العربية الثقافية كالتي كػاف ليا اث ار كاضػحا‬

‫عمػػييـ(‪ ،)4‬كيقػػكؿ الشػػاعر احمػػد صػػافي النجفػػي (‪ ،)3‬عػػف زيارتػػو الػػى سػػكريا كلبنػػاف كاي ػراف خػػالؿ ثالثينػػات القػػرف‬
‫العشريف بيذا الصدد قائال ‪:‬‬

‫(‪ )4‬شبمي المالط ‪ ،‬تجديد الفقو االسالمي ‪ ،‬محمد باقر الصدر كشيعة العػالـ ‪ ،‬ترجمػة غسػاف ‪ ( ،‬بيػركت ‪ :‬د‪ .‬مػط ‪، )4660 ،‬‬
‫ص‪.30‬‬
‫(‪ )3‬احمد مصطفى خاطر ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪( ،25‬العدؿ) "مجمة" اب ‪ ،4615‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )2‬مرتضػػى مطيػػرم ‪ ،‬التجديػػد كاالجتيػػاد فػػي االسػػالـ ‪( ،‬طي ػراف ‪ :‬د‪ .‬مػػط ‪ )4610 ،‬ص‪6‬؛ محمػػد ميػػدم االصػػفي ‪ ،‬المصػػدر‬
‫السابؽ ‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )1‬لمتفاصػػيؿ عػػف تمػػؾ المرحمػػة ينظػػر ‪ :‬عبػػد الػػرزاؽ النص ػيرم ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪ ،‬ص‪ -25‬ص‪ 11‬؛ عبػػاس الع ػزاكم ‪ ،‬تػػاريخ‬
‫االدب العربي في العراؽ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬د‪ .‬مط ‪ ، )4613 ،‬ج‪ ،3‬ص‪.242‬‬
‫‪74‬‬
‫"اف التمقيح االدبي والثقافي واالصالح يسري بواسطة الرحالت"(‪.)4‬‬
‫حػاكؿ احمػػد الصػػافي النجفػػي عػػف طريػػؽ تاليفػػو كتابػػو المعنػػكف " صػػفحات مػػف االدب الفارسػػي" (‪ ،)1‬التصػػدم‬
‫مبينا اثارىا السمبية عمى تطكر الكاقع الفكرم داخؿ المدينة ‪،‬‬
‫لالكضاع االجتماعية المحافظة في النجؼ االشرؼ ن‬
‫كعند زيارتو ليا ثانية عاـ ‪ ،4650‬كجد االختالؼ بيف الزيارتيف في عممية االصالح كالتجديد ‪ ،‬مما دفعو الى اف‬
‫يذكر بتمؾ المشاىدات خالؿ المجالس االدبية التي يحضرىا داخؿ النجؼ االشرؼ(‪.)5‬‬
‫غادر الصافي في العاـ ‪ 4656‬الى االراضي السكرية مرة اخرل ‪ ،‬ككانػت الحيػاة الثقافيػة تسػير نحػك التجديػد ‪،‬‬
‫مما دفع االدباء العراقيكف باالتجاه الى العصرنة في مكضكعاتيـ كتناكؿ افكارىـ(‪ ،)1‬لذلؾ يمكف القكؿ اف الحركػة‬
‫الفكرية دخمت ركح جديدة تختمؼ عما كانت عميو ‪ ،‬كعبر الحد الباحثيف عف ذلؾ قائال ‪:‬‬
‫" ‪ ..‬باف النجؼ تق أر الجديد وتناقش مضمونو مناقشة جادة"(‪.)8‬‬
‫كعػػف رحمتػػو الػػى لبنػػاف عػػاـ ‪ ،4612‬التػػي لػػـ تكػػف اقػػؿ شػػأنا مػػف سػػابقتيا ‪ ،‬فػػذكر الصػػافي حػػكؿ انػػو التقػػى‬
‫شخصية دمشقية (‪ ،)0‬غالبا ما تناكؿ معو مكاضيع االصالح في المجتمػع ككيفيػة بنػاء االسػس الحديثػة كاالعتمػاد‬

‫(‪ )4‬مػػف الشخصػػيات الثقافيػػة التػػي القاىػػا الصػػافي فػػي سػػكريا كلبنػػاف مػػثال ‪ :‬الشػػاعر كاالديػػب فػؤاد الخطيػػب كخيػػر الػػديف الزركمػػي ‪،‬‬
‫كخميؿ مردكـ كغيرىـ ‪ ،‬ينظػر ‪ :‬جػالؿ الخيػاط ‪ ،‬الشػعر الع ارقػي الحػديث – مرحمػة كتطػكر ‪( ،‬بيػركت ‪ :‬دار صػادر ‪)4611 ،‬‬
‫ص‪.443‬‬
‫(‪ )3‬احمد الصافي النجفي ( ‪ : )4611-4061‬كلد في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬شاعر ‪ ،‬اديب ‪ ،‬كانت بداية تعميمو فػي كتػاب المدينػة ‪،‬‬
‫شغؿ مع كالده منذ صباه في ندكات االدب كمجالس النجؼ ‪ ،‬كعند كفاة كالده تتممذ عمى ايدم اساتذة اكفاء نخص منيـ السػيد‬
‫عمػػي الي ػػزدم كالسػػيد اب ػػا الحسػػف االص ػػفياني كالشػػيخ محم ػػد حس ػػف المظف ػػر ‪ ،‬كالس ػػيد حسػػيف الحم ػػامي فػػدرس العم ػػكـ المغكي ػػة‬
‫كاالسالمية ‪ ،‬تعمـ التكحيد كاالصكؿ كالفقو كالمنطؽ ‪ ،‬كاثناء تحصيمو في سف السابعة عشر مػف عمػره اصػيب بسػقـ شػديد الػى‬
‫جانب البؤس كالشقاء الذم يعانيو حمؿ االطباء ابجباره ترؾ الدراسة كاالكتفاء بمطالعات الكتب االدبية كالصحؼ التػي كسػعت‬
‫االطالع كالمعرفة لديو ‪ ،‬حتى ذكػر ذلػؾ قػائال ‪ :‬درسػت عمػـ اجتيػاد كػاد يكصػمني لالجتيػاد كلكػف عػاقني السػقـ ‪ ،‬عػرؼ بكثػرة‬
‫ترحالػػو الػػى اي ػراف كبػػالد الشػػاـ كتركيػػا ‪ ،‬لػػو مجمكعػػة مػػف الػػدكاكييف الشػػعرية ‪ ،‬منيػػا ‪ :‬دي ػكاف ش ػعر ‪ ،‬دي ػكاف الشػػالؿ ‪ ،‬دي ػكاف‬
‫المفحػات ‪ ،‬ديػكاف التيػار ‪ ،‬ديػكاف حصػاد السػػجف ‪ ،‬كغيرىػا ‪ ،‬لممزيػد ينظػر ‪ :‬حػاتـ عبػػد حبػكب السػاعدم ‪ ،‬شػعر احمػد الصػػافي‬
‫النجفي ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪( ،‬جامعة القاىرة ‪ :‬كمية دا رالعمكـ قسـ االداب ‪.)4616 ،‬‬
‫(‪ )2‬جالؿ الخياط ‪ ،‬احمد الصافي ‪ ،‬ظاىرة شعرية ‪( ،‬الجيكرية )‪" ،‬جريدة" ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬تمكز ‪ ،4611‬العدد (‪.)2114‬‬
‫(‪ )1‬جمعػػو كطبعػػو عػػاـ ‪ ،4620‬اكضػػح فيػػو عػػف اعجابػػو بالتجديػػد داخػػؿ المجتمػػع االي ارنػػي كرغبػػة ابن ػأه اليادفػػة الػػى بنػػاء كتطػػكير‬
‫بالدىـ ‪ ،‬باالضافة الى سعة الحرية الى تتمتع بيا المراة االيرانية ‪ ،‬طالبا الحذك عمػى نفػس الطريػؽ مػف ابنػاء النجػؼ االشػرؼ‬
‫لممزيد ينظر ‪ :‬احمد الصافي النجفي ‪ ،‬صفحات مف االدب الفارسي ( النجؼ ‪ :‬المطبعة الحيدرية‪. )4620 ،‬‬
‫(‪ )5‬ماجد الصافي ‪ ،‬مع احمد الصافي النجفي ‪ (،‬االقالـ) "مجمة" ‪ ،‬بغداد ‪ 3 ،‬نيسػاف ‪ ،4611 ،‬العػدد (‪ ، )1‬ص‪21-22‬؛ (الػؼ‬
‫باء) "مجمة" ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬شباط ‪ ،4610‬العدد (‪ ، )16‬ص‪31‬؛ عباس العزاكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.242‬‬
‫(‪ )1‬جالؿ الخياط ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.443‬‬
‫(‪ )1‬محمد شدارة ‪ ،‬شيء عف الشعر كالحياة ‪( ،‬طريؽ الشعب ) "جريدة" بغداد ‪ 31 ،‬تمكز ‪ ،4611‬العدد (‪.)412‬‬
‫(‪ )0‬التقى خالؿ رحمتو الشخصية الدمشقية يكسؼ العبس صاحب جريدة الفيحاء الدمشػقية كالتػي مػا غالبػا تناكلػت مكاضػيع التجديػد‬
‫كاالصالح‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫عمػػى مبػػدء الترحػػاؿ كالتنقػػؿ بػػيف البمػػداف لتطػػكير االفػػاؽ الفكريػػة البنػػاء االمػػة الكاحػػدة (‪ ،)4‬فض ػالن عػػف رغبتػػو فػػي‬
‫تطبيػػؽ مػػنيج االذاعػػة المبنانيػػة داخػػؿ العػراؽ ‪ ،‬التػػي تقػػكـ بنقػػؿ المناقشػػات بػػيف المفكػريف العػػرب كالمبنػػانييف داخػػؿ‬
‫المقاىي المبنانية كالتي غالبا ما تككف احاديث ثقافية كادبية(‪ ،)3‬كتمنى عندما عاد الى مدينة النجؼ االشػرؼ عػاـ‬
‫عػػاـ ‪ 4610‬اف ينقػػؿ مػػف خػػالؿ قصػػائده التػػي القاىػػا فػػي مجالسػػيا كخػػاص بيػػت جعفػػر الخميمػػي عػػف مشػػاىداتو‬
‫كانطباعو عف تمؾ البمداف راغبا اف تتحقؽ عمى ارض الكاقع(‪.)2‬‬
‫استمرت النخػب النجفيػة فػي السػفر كالتنقػؿ بػيف البمػداف كمػف ابػرزىـ ‪ ،‬رحمػة السػيد محمػد حسػف الطالقػاني(‪،)1‬‬
‫الػػى المانيػػا عػػاـ ‪ 4614‬كتجكلػػو فػػي مػػدنيا الكبػػرل ( ميػػونخ ‪ ،‬ب ػرليف‪ ،‬ىػػامبورغ ‪ ،‬بػػوف ‪ ،‬كولونيػػا ‪ ،‬فرانكفػػورد)‬
‫كغيرى ػػا ‪ ،‬كاطالع ػػو عم ػػى المع ػػالـ الص ػػناعية كالمؤسس ػػات الثقافي ػػة ‪ ،‬فض ػػال ع ػػف القائ ػػو العدي ػػد م ػػف الخط ػػب ف ػػي‬
‫الجمعيػػات االسػػالمية كدكر الطمبػػة العػػرب فػػي مختمػػؼ المنػػاطؽ التػػي زارىػػا ‪ ،‬كعقػػدت لػػو عػػدة مػػؤتمرات صػػحفية‬
‫اجريت معو كاجريت معو مقابالت كثيرة مف محكريف ‪ ،‬االكؿ يتمثؿ بالصحؼ االجنبية فضال عف الثاني المتمثؿ‬
‫برجاؿ الديف االلماف(‪.)5‬‬
‫ك ذكػر السػػيد الطالقػاني عػػف نتػائج تمػػؾ الرحمػة بانػػو اطمػػع عمػى المعػػالـ الفكريػة كالثقافيػػة لػذلؾ البمػػد باالضػػافة‬
‫الػػى مشػػاىدتو المنتجػػات االلمانيػػة كخاصػػة فػػي مجػػاؿ الطباعػػة كالتػػي اسػػتكرد فػػي حينيػػا مكػػائف لمع ػراؽ فػػي ذلػػؾ‬
‫المجاؿ كالتي اعتبرت مف احدث ما دخؿ العراؽ في الجانب الطباعي حينيا(‪.)1‬‬
‫شكمت سفرة السيد الطالقاني الى سكريا كلبناف عاـ ‪ 4610‬اساسػا لبنػاء حمقػة مػف التكاصػؿ بػيف العػرب ‪ ،‬فبعػد‬
‫لقػػاءه مجمكعػػة م ػف االدبػػاء كالعممػػاء كاالعيػػاف كرجػػاؿ الصػػحافة كاقيمػػت لػػو االمسػػيات االدبيػػة كالثقافيػػة ‪ ،‬اتفػػؽ‬

‫(‪ )4‬حاتـ الساعدم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ -31‬ص‪.21‬‬


‫(‪ )3‬مف مياـ االذاعة المبنانية ‪ ،‬تنقؿ تمؾ االحاديث كمنيا احاديث االديب المبنػاني فػؤاد جػرداؽ كاخيػو جػكرج جػرداؽ كغيػرىـ ينظػر‬
‫‪ :‬فكزم سايا ‪ ،‬الشاعر االنساني احمد الصافي ‪( ،‬الزماف) "صحيفة" بغداد ‪ 43‬تشريف الثاني ‪ ،4612‬العدد (‪.)130‬‬
‫(‪ )2‬حاتـ الساعدم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫(‪ )1‬محمػػد حسػػف الطالقػػاني (‪ :)3111 -4624‬شػػاعر كباحػػث كاديػػب ‪ ،‬كلػػد فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬لػػو مؤلفػػات كثيػرة كعديػدة منيػػا‬
‫الشيخية نشأتيا كتطكرىا ‪ ،‬كتحقيقو لمخطكطة الطالب في انساب اؿ ابي طالب كالقادبانية كغيرىا ‪ ،‬ينظر ‪ :‬حميػد المطبعػي ‪،‬‬
‫مكسكعة اعالـ العراؽ في القرف العشػريف ‪ (،‬بغػداد ‪ :‬دار الشػؤكف الثقافيػة العامػة ‪ ، )4666 ،‬ص‪ ،231‬عبػد الرضػا فرىػكد ‪،‬‬
‫النجؼ االشرؼ ادباؤىا ‪ ،‬كتابيا ‪ ،‬مؤرخكىا ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النبراس ‪ ) 3111‬ح‪ ، 2‬ص‪.411‬‬
‫(‪ )5‬عف تمؾ المقاءات كالمؤتمرات ينظر ‪ :‬لجنة التاسيس ‪ ،‬ذكر السيد عبد الرسكؿ الطالقاني ‪ ( ،‬النجؼ االشػرؼ ‪ :‬مطبعػة االداب‬
‫االداب ‪ ، )4611 ،‬ص‪.5‬‬
‫(‪ )1‬محمػػد حسػػف الطالقػػاني ‪ ،‬جكلػػة صػػحفية فػػي المانيػػا االتحاديػػة ‪ ( ،‬مخطػػكط ) (النجػػؼ ‪ :‬مكتبػػة احفػػاده ‪ ، )4614 ،‬ك ‪ 22‬؛‬
‫محمد حسف الطالقاني ‪ ،‬شعراء رثك امياتيـ ‪ (،‬النجؼ ‪ :‬د‪ .‬مط‪ ، )3113 ،‬ج‪ ،4‬ص‪.1‬‬
‫‪76‬‬
‫الطرف ػػاف عم ػػى القي ػػاـ ب ػػرحالت متبادل ػػة كنكعػ ػان م ػػف زي ػػادة ال ػػركابط االخكي ػػة كزي ػػادة المعرف ػػة كتب ػػادؿ االفك ػػار ب ػػيف‬
‫الجميع(‪.)4‬‬
‫عػػدت الػػرحالت حمقػة كصػػؿ بػػيف النجػػؼ االشػػرؼ كخارجيػػا الطمبػػة الدارسػػيف سػكاء عػػف طريػػؽ م ارسػػالتيـ الػػى‬
‫ذكييـ اك زياراتيـ الدكرية لممدينة ناقميف صكرة كاضحة عف اخبار تمؾ البمداف كما الت اليو مف تطكر(‪.)3‬‬
‫ب‪ -‬زوار العتبات المقدسة ‪:‬‬
‫عػ لػد الػػزكار القػػادميف لمنجػػؼ االشػػرؼ مػػف الينػػد كايػراف كتركيػػا كافغانسػػتاف كسػػكريا كلبنػػاف حمقػػة اتصػػاؿ فكػػرم‬
‫كاسػػع كمصػػدر اخبػػار عػػف بمػػدانيـ ‪ ،‬فػػدكؿ كػػايراف كتركيػػا كالينػػد كانػػت ميػػد الحركػػات االصػػالحية الكاسػػعة نتيجػػة‬
‫لعالقاتيا كقربيا مف الثقافة الغربية ‪ ،‬مما ترككا اث ار كاضحا عمى المجتمع النجفي نتيجػة االحتكػاؾ كالمعايشػة بػيف‬
‫الطرفيف ‪ ،‬قد دلت االحصاءات السكانية التػي اجريػت فػي العػراؽ كمنيػا عػاـ ‪ ،)2(4615‬الػذم اظيػر عػدد الػزكار‬
‫االجانػػب الكافػػديف لمنجػػؼ االشػػرؼ مبػػيف عػػددىـ بم ػغ " ‪ "24468‬نسػػمة ‪ ،‬بػػيف طالػػب عمػػـ كسػػائح كتػػاجر ككمػػا‬
‫مكضح في الجدكؿ التالي ‪.‬‬

‫(‪)5‬‬
‫جدوؿ رقمة (‪)21‬‬
‫عدد الزوار االجانب الوافديف الى النجؼ االشرؼ حسب االحصاء السكاني عاـ ‪ 2:76‬ـ‬
‫النسبة المئوية مف المجموع‬ ‫العدد‬ ‫البمداف‬ ‫ت‬

‫(‪ )4‬كمػػف تمػػؾ الرمػػكز الفكريػػة ‪ :‬عمػػر رضػػا كحالػػة مؤلػػؼ معجػػـ المػػؤلفيف ‪ ،‬كعالمػػة الشػػاـ محمػػد بيجػػت البطػػار ‪ ،‬عػػدناف مػػردـ ‪،‬‬
‫كاحمد الخيرم كغيرىـ ‪ ،‬حميد المطبعي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.401‬‬
‫(‪ )3‬حاتـ الساعدم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪14‬؛ لجنة التابيف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫(‪ )2‬كاف تعداد عاـ ‪ 4615‬الذم جرل في العراؽ مخططػا لػو عػاـ ‪ ،4611‬اال انػو فػي اكاخػر تشػريف االكؿ ‪ ،4611‬اصػدر رئػيس‬
‫الجميكرية عبد السالـ عارؼ ببياف مفاجئ نص عمى اجراء احصاء لمسكاف في العراؽ استعدادا لالنتخابات التي ستعقب فكرة‬
‫اعػػالف الكحػػدة بػػيف العػراؽ كالجميكريػػة العربيػػة المتحػػدة ‪ ،‬كعمػػى ىػػذا االسػػاس تػػـ يػػكـ الخمسػػي ‪ 41‬تشػريف االكؿ ‪ ،4615‬كقػػد‬
‫اشار احصاء العاـ المذككر اعاله الى اف سكاف النجؼ االشرؼ قد بمغ (‪ )430161‬نسمة ‪ ،‬اذ كاف عدد الػذككر (‪)12111‬‬
‫مشػكميف نسػبة ‪ ، %16.32‬كمػف االنػاث بمػغ (‪ ، )15121‬اذ شػكمف نسػبة (‪ )%51.11‬كػـ المجمػكع الكمػي لمسػكاف لمتفاصػػيؿ‬
‫ينظر ‪ :‬عبد الحسيف زيني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ -211‬ص‪ ،210‬عبد الستار شنيف ‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.314‬‬
‫(‪ )1‬الجميكرية العراقية ‪ ،‬ك ازرة التخطيط ‪ ،‬دائرة االحصاء المركزم ‪ ،‬قسـ االبحاث كالنشر ‪ ،‬المجمكعة االحصائية السػنكية العامػة‬
‫العامة ‪ ( ،4611‬بغداد ‪ :‬مطبعة الحككمة ‪ ،)4611 ،‬ص‪ -114‬ص‪.116‬‬
‫‪77‬‬
‫‪62.41‬‬ ‫‪43511‬‬ ‫البمداف االسالمية‬ ‫‪-4‬‬
‫‪5.30‬‬ ‫‪143‬‬ ‫االقطار العربية‬ ‫‪-3‬‬
‫‪4.51‬‬ ‫‪414‬‬ ‫دكؿ اخرل متفرقة‬ ‫‪-2‬‬
‫‪% 411‬‬ ‫‪42251‬‬ ‫المجمكع‬
‫اف قػ ػراءة الج ػػدكؿ اع ػػاله تش ػػير ال ػػى اف نس ػػبة الكاف ػػديف ال ػػى النج ػػؼ االش ػػرؼ م ػػف ال ػػدكؿ االس ػػالمية ق ػػد بم ػػغ‬
‫‪ %62.1‬مف مجمكع الكافديف الييا كىي تشكؿ نسبة كبيرة ‪ ،‬كاف ليا اثرىا عمى خمؽ االتصاؿ بػيف النجػؼ كتمػؾ‬
‫الدكؿ أجتماعيان كاقتصاديان كثقافيان كحتى سياسيان ‪.‬‬
‫كما اف نسبة االجانب الكافديف الى النجؼ االشرؼ بالقياس الػى نسػبتيـ فػي المحافظػات االخػرل(‪ ،)4‬يكضػح‬
‫ارتف ػػاع تم ػػؾ النس ػػبة لتص ػػؿ ال ػػى ‪ % 41.4‬م ػػف مجم ػػكع الع ػػاـ الكاف ػػد ال ػػى ك ػػؿ العػػ ارؽ كى ػػذا م ػػا يكض ػػحو الج ػػدكؿ‬
‫رقـ(‪)44‬‬
‫(‪)3‬‬
‫جدوؿ رقـ(‪)22‬‬
‫نسب االجانب في النجؼ االشرؼ والمحافظات الى مجموعيـ في العراؽ لسنة ‪2:76‬‬

‫النسبة المئوية مف المجموع‬ ‫العدد‬ ‫البمداف‬ ‫ت‬


‫‪41.4‬‬ ‫‪42111‬‬ ‫النجؼ‬ ‫‪-4‬‬
‫‪41.1‬‬ ‫‪44.454‬‬ ‫كربالء‬ ‫‪-3‬‬
‫‪45.65‬‬ ‫‪43335‬‬ ‫بقية المحافظات‬ ‫‪-2‬‬

‫كىذا ما يدلؿ عمى اىمية الفكر الكافد في احداث حركة معرفية شكمت عػامال ميمػا مػف عكامػؿ الحركػة الفكريػة‬
‫في مدينة النجؼ االشرؼ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الرسائؿ والمكاتبات ‪:‬‬
‫امت ػػازت النج ػػؼ االش ػػرؼ م ػػف مكان ػػة عممي ػػة كقدس ػػية طػ ػكاؿ تاريخي ػػا ‪ ،‬ككنتيج ػػة ل ػػذلؾ تص ػػؿ اليي ػػا المكاتب ػػات‬
‫كالرسػػائؿ المختمفػػة مػػف مختمػػؼ البمػػداف االسػػالمية(‪ ،)4‬فكػػاف بعضػػيـ يسػػأؿ عػػف اسػػتفتاءات شػػرعية كاخػػرل لنقػػؿ‬

‫(‪)4‬كانت النجؼ قضاء تابعا الى لكاء (محافظة) كربالء حتى االكؿ مػف نيسػاف عػاـ ‪ ،4611‬اذ اسػتقمت كاصػبحت محافظػة مسػتقمة‬
‫بذاتيا في االكؿ مف نيساف عاـ ‪.4611‬‬
‫(‪ )3‬الجميكرية العراقية ‪ ،‬ك ازرة التخطيط ‪ ،‬الجياز المركزم لالحصاء ‪ ،‬نتائج التعداد العاـ لمسكاف لسػنة ‪ ( ،4615‬بغػداد ‪ :‬مطبعػة‬
‫الجياز المركزم ‪ )4615‬ص‪ -114‬ص‪.116‬‬
‫‪71‬‬
‫االحػداث ‪ ،‬لػذلؾ عػدت طريقػة السػتمياـ االخبػار ‪ ،‬اذ كانػت تمػؾ االخبػار تطػرح فػي مجػالس المصػمحيف لممناقشػػة‬
‫كابداء الرام فييا ‪ ،‬حتى عدىا البعض مصد ار ميما مف مصادر الحركة االصالحية في المدينة(‪.)3‬‬
‫تعد المجالس العممائيو ايضان عنكانا بار از مف عناكيف النجؼ االشرؼ منذ نشاتيا ‪ ،‬اذ اف الكثيريف مف زعماء‬
‫الػػديف كمشػػاىيرىـ قػػد عقػػدكا ليػػـ مجػػالس فػػي ايػػاـ محػػددة سػػادتيا المسػػاجالت االدبيػػة كالمطارحػػات العمميػػة كالتػػي‬
‫كانت احدل عكامؿ اثراء الحركة الفكرية داخؿ النجؼ(‪.)2‬‬
‫اسيمت تمؾ المجالس بشكؿ كبير في صقؿ كبناء العقمية النجفية مف خالؿ ماتناكلتو مف شؤكف مختمفة سكاء‬
‫كانت عامة اك خاصة فضال عما استجد في عالـ السياسة عمى الساحة الداخمية كالخارجية لمبمد باالضافة الى‬
‫االحاديث المتنكعة المغمقة بالمسائؿ الفكرية العممية كالدينية‪ ،‬كقد كصؼ احد المعاصريف مف الباحثيف تمؾ‬
‫المجالس بانيا " اشبو بقاعة لمدرس والمحاضرة والمباراة الفكريو‪.)1("....‬‬
‫كػػاف لتمػػؾ المجػػالس ركافػػد عػػدة منحتيػػا نكيػػة ثقافيػػة كعمميػػة خاصػػة ‪ ،‬تمثمػػت بالصػػحؼ كالمجػػالت التػػي كانػػت‬
‫تصػػؿ الػػى المدنيػػة مػػف بيػػركت كالقػػاىرة ‪ ،‬فتحػػدث نقاشػػات حاميػػة حػػكؿ المكضػػكعات التػػي كانػػت تطرحيػػا تمػػؾ‬
‫الصحؼ كالمجالت ‪ ،‬فغدت بذلؾ احداىـ مصادر معمكمات تمؾ المجالس(‪.)5‬‬
‫عالكة عمى ذلؾ المعمكمات كاالفكار التي كاف يحمميا طمبة العمكـ الدينية كالزائريف لممدينة كالذيف يحضركف‬
‫تمؾ المجالس فيزيدكا مف حماس حضارىا ‪ ،‬كيكسعكا دائرة النقاش حكؿ االفكار المطركحة فييا(‪.)1‬‬

‫(‪ )4‬لالطالع عمى تمؾ االسئمة االستفتائية كاجابات المراجع عمييا ينظر ‪ :‬عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر ‪(( :‬مكتبة الحكيـ العامة))‬
‫‪ ،‬النجؼ االشػرؼ ‪ ،‬ممفػة اسػتفتاءات السػيد محسػف الحكػيـ ‪ ،‬رقػـ (‪ )2412‬؛((مؤسسػة الشػيخ عمػي كاشػؼ الغطػاء العامػة)) ‪،‬‬
‫النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ممفة استفتاءات الشيخ عمي كاشؼ الغطاء رقـ (‪.)4411‬‬
‫(‪ )3‬عمي احمد البيادلي ‪ ،‬النجؼ االشرؼ حنيف الزكار كاليفة طالب العمـ ‪ (،‬نكر االسالـ) "مجمة" بيركت ‪ ،‬شباط ‪ ،4663‬العدد‬
‫(‪ ، )212‬ص‪.44‬‬
‫(‪ )2‬حسػػف عيسػػى الحكػػيـ ‪ ،‬النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬فػػي ذاك ػرة الػػدكتكر مصػػطفى جمػػاؿ الػػديف ‪ ( ،‬النجػػؼ ‪ :‬د‪ .‬مػػط ‪ )3112 ،‬ص‪6‬؛‬
‫كاظـ كاظـ محمد عمي شكر ‪ ،‬المجالس النجفية ‪ ،‬ك ‪.32‬‬
‫(‪ )1‬جعفر الخميمي ‪ ،‬ىكذا عرفتيـ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة دار التعارؼ ‪ ،‬د‪.‬ت) ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.241‬‬
‫(‪ )5‬كاظـ محمد عمي شكر ‪ ،‬المجالس النجفية ‪ ،‬ص‪30‬؛ جناف فاىـ ميرم السمماف‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.403-416‬‬
‫(‪ )1‬عمي احمد البيادلي ‪ ،‬الحكزة العممية في النجؼ ‪ ،‬ص‪42‬؛حاتـ الساعدم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪75‬‬
‫ثانياً ‪ -:‬الصحافة‬
‫تعػػد مػػف اكثػػر الكسػػائؿ تػػاثي ار فػػي نمػػك الػػكعي الفكػػرم داخػػؿ الع ػراؽ عامػػة كالنجػػؼ خاصػػة ‪ ،‬بعػػد اف كجػػدت‬
‫طريقا الى البالد مف الدكؿ العربية كاالسالمية منذ العيد العثماني(‪.)4‬‬
‫ازدادت اعداد تمؾ الصحؼ كالمجالت الى العراؽ منذ منتصؼ القرف العشريف ‪ ،‬حتى كصؿ اعدادىا الداخمة‬
‫الى العراؽ حكالي خمسة االلؼ نسخة يكميا(‪ ،)3‬ككاف ذلؾ نتيجة الزدياد اعداد المتعمميف كتكفر كسػائؿ االتصػاؿ‬
‫التي ساعدت عمى نقؿ االفكار في المجاالت االدبية كالفكرية ‪ ،‬فنقمت بذلؾ ثقافة الغرب كاعالـ الفكر العربي مف‬
‫خالؿ الترجمة كالتاليؼ ‪ ،‬كسػاىـ مجمكعػة مػف المػؤلفيف العػرب فػي تػرؾ االثػر الكبيػر فػي اتصػاؿ القػارئ الع ارقػي‬
‫كالنجفػػي تحدي ػدا بثقافػػة كاعػػالـ الفكػػر العػػالمي ‪ ،‬حتػػى عػػدت مػػف اىػػـ الركافػػد الفكريػػة لتغذيػػة الفكػػر التجديػػدم فػػي‬
‫المدينة(‪.)2‬‬
‫(‪)1‬‬
‫التػػي نشػػرت مقػػاالت‬ ‫كمػػف المجػػالت التػػي دخمػػت النجػػؼ االشػػرؼ خػػالؿ مػػدة البحػػث ‪ ،‬العرفػػاف الصػػيداكية‬
‫تطرقت مف خالليا لمقتضيات التطكر كاالصالح منيا تطكير اسمكب التعميـ داخؿ البالد ‪ ،‬فبينت اف مقػدار رقػي‬
‫كؿ امة كتقدميا يقاس بمقدار تطكر التعميـ فييا ‪ ،‬اذ اف منزلة التعميـ في االمة منزلػة الػدماغ مػف االنسػاف ‪ ،‬فػاف‬
‫االمػ ػػة الراقيػ ػػة تمتػ ػػاز عػ ػػف االمػ ػػة الجاىمػ ػػة ‪ ،‬بمعارفيػ ػػا كعمكىػ ػػا(‪ ،)5‬كالػ ػػى جانػ ػػب ذلػ ػػؾ تميػ ػػزت بطػ ػػرح المقػ ػػاالت‬

‫(‪ )4‬كصمت الى النجؼ االشرؼ مجمكعة مف الصحؼ العربية المتمثمة ‪ :‬االقباؿ ‪ ،‬المقتطؼ ‪ ،‬البيركتيف‪ ،‬كمجمة اليالؿ ‪ ،‬صحيفة‬
‫المؤيد المصريتاف ‪ ،‬اما مف الدكؿ االسالمية ‪ ،‬فكاف مصدر ايراف كاليند ‪ ،‬المتمثمػة ‪ :‬بمجمػة بيػار ككرمنشػاه كجماليػة االيرانيػة‬
‫كحيؿ المجتبػى الينديػة‪ ،‬ينظػر ‪ :‬حميػد المطبعػي ‪ ،‬مػكجز تػاريخ الصػحافة النجفيػة ‪( ،‬الكممػة )‪" ،‬مجمػة" ‪ ،‬النجػؼ ‪ ،‬السػنة (‪)4‬‬
‫‪ ،4611‬العػػدد (‪ ، )2‬ص‪ ،3‬نجػػاة عبػػد الكػريـ ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪ ،‬ص‪ ،54-10‬عبػػد الػػرزاؽ النصػػيرم‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪،‬‬
‫ص‪ -11‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )3‬عبد القادر حسيف اميف ‪ ،‬القصص في االدب العراقي الحديث ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬د‪ .‬مط ‪ ، )4655 :‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )2‬كمػػف ىػؤالء المفك ػريف العػػرب ‪ :‬جرجػػي زيػػداف ‪ ،‬طػػو حسػػيف ‪ ،‬محمػػكد تيمػػكر ‪ ،‬تكفيػػؽ الحكػػيـ ‪ ،‬احمػػد حسػػف الزيػػات‪ ،‬مصػػطفى‬
‫صػػادؽ الرافعػػي كغيػػرىـ ‪ :‬ينظػػر ‪( :‬الفكػػر) "مجمػػة" ‪ ،‬بغػػداد ‪ ،‬اب ‪ ،4650‬العػػدد (‪ ، )1‬ص‪14‬؛ عبػػد القػػادر حسػػيف ام ػيف ‪،‬‬
‫المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )1‬مجمة عممية ادبية اجتماعية اخالقية صػاحبيا كرئػيس تحريرىػا الشػيخ احمػد عػارؼ الػزيف صػدر العػدد االكؿ منيػا فػي ‪ 5‬شػباط‬
‫‪ ،4616‬فػػي مدينػػة ص ػيدا ‪ ،‬كتػػب فييػػا نخبػػة مػػف اعػػالـ االدب العربػػي امثػػاؿ محمػػد رضػػا الشػػبيبي كالش ػرقي كمحمػػد ميػػدم‬
‫الجكاىرم ‪ ،‬كغيرى ـ ‪ ،‬اىتـ كثي ار بالقضايا العممية كاالجتماعية الػى جانػب عنايتيػا بالسياسػة كاالقتصػاد كقضػايا الفكػر اسػتمرت‬
‫فػػي الصػػدكر حتػػى العػػاـ ‪ ،4661‬المزيػػد مػػف التفاصػػيؿ عنيػػا كاىػػـ معالجاتيػػا ينظػػر ‪ :‬مجيػػد حميػػد عبػػاس الحػػدراكم ‪ ،‬مجمػػة‬
‫العرفاف المبنانية دراسة تاريخية ‪ ،4621-4616 ،‬رسالة ماجستير ‪( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬كمية االداب ‪.)3111 ،‬‬
‫(‪ )5‬لمتفاصػػيؿ ينظػػر ‪ :‬يكسػػؼ اسػػد داغػػر ‪ ،‬حػػكؿ التربيػػة فػػي الغػػرب ‪( ،‬العرفػػاف) "مجمػػة " ‪ ،‬صػػيدا ‪ ،‬مجمػػد (‪ )15‬حزي ػراف ‪،4650‬‬
‫ج‪ ،6‬ص‪ ،011-056‬محمد جكاد مغنية ‪ ،‬الىالنجؼ ‪ ،‬مجمد (‪ ،)11‬ايمكؿ ‪ ،4650‬ج‪ ،4‬ص‪ -31‬ص‪. 23‬‬
‫‪11‬‬
‫التجديديػػة التػػي كػػاف منيػػا عمػػى سػػبيؿ المثػػاؿ ال الحصػػر ‪" ،‬الديمقراطيػػة فػػي االسػػالـ" ‪" ،‬النقػػاش فػػي لبنػػاف بػػيف‬
‫المسيحييف والمبنانييف" ‪" ،‬حرية المرأة حديث الساعة" ‪" ،‬الفقر والفقراء وغير مف المواضيع" (‪.)2‬‬
‫لػػـ تكػػف العرفػػاف المجمػػة الكحيػػدة ذات المنحػػى الفكػػرم التجديػػدم كاالصػػالحي خػػالؿ مػػدة البحػػث ‪ ،‬بػػؿ كانػػت‬
‫تصػػؿ الػػى مافييػػا العديػػد مػػف المجػػالت العربيػػة منيػػا مجمػػة " المشػػػرؽ" البيركتيػػة(‪ ،)3‬التػػي حممػػت اعػػداىا التػػي‬
‫كصػػمت النجػػؼ االشػػرؼ العديػػد مػػف مكضػػكعات التجديػػد كاالصػػالح مثػػؿ " دور النجػػػؼ التػػػاريخي" الػػذم سػػمط‬
‫الضكء عمى اىمية مدينة النجؼ االشرؼ كعمقيا التاريخي في رفد المجتمع العراقي كالعربي باالفكار االصالحية‬
‫التجديدية(‪.)2‬‬
‫كطرحت المجمة في مكضكع تحت عنػكاف "الراىػب الػدارس" افكػار تربكيػة اكػدت فػي خالليػا عمػى ضػركرة اف‬
‫يككف رجػؿ الػديف الػذم اسػمتو "بالراىػب" عمػى مقػدرة عاليػة مػف الفيػـ لػركح الػديف كمنيجػو ‪ ،‬مػع ضػركرة اطالعػو‬
‫عمى العمكـ المعاصرة ككنو قائدا دينيا كاجتماعيا مؤث ار في مجتمعو(‪.)1‬‬
‫كركػػزت مجمػػة " نػػور االسػػالـ"(‪ ،)5‬القاىريػػة عمػػى ضػػركرة الممازجػػة بػػيف الػػديف االسػػالمي فكػ ار كمنيجػػا ‪ ،‬كبػػيف‬
‫الطركحات المعاصرة في حينيا ‪ ،‬كالتي ال تتعارض مع مبادئ الديف كالػنيج القػكيـ ‪ ،‬فجػاءت مكضػكعاىا طافحػة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬اكػدت مػػف خاللػػو‬ ‫بتمػؾ المعػػاني ‪ ،‬كمػف تمػػؾ المكضػكعات عمػػى سػبيؿ المثػػاؿ ‪ " :‬تثقيػؼ العػػالـ فػػي االسػػالـ"‬
‫عمػػى ض ػػركرة اف يك ػػكف العامػػؿ عم ػػى درج ػػة معينػػة مػ ػف الثقاف ػػة االسػػالمية ‪ ،‬الت ػػي تحص ػػنو مػػف المب ػػادئ المادي ػػة‬
‫كطركحاتيا فيما يخص العمؿ كالعمالة‪.‬‬

‫(‪ )4‬لمتفاصيؿ عف تمؾ المقاالت ينظر ‪ :‬مصطفى الرافعي ‪ ،‬الديمقراطية في االسػالـ ‪( ،‬العرفػاف ) مجمػد (‪ )15‬ايػار ‪ ،4650‬ج‪،0‬‬
‫ص‪ -142‬ص‪ ،141‬احم ػػد ع ػػارؼ الػ ػزيف ‪ ،‬الكح ػػدة العربي ػػة ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪013‬؛ مص ػػطفى الرافعي ػػة ‪ ،‬التع ػػايش ف ػػي لبن ػػاف ب ػػيف‬
‫المسيحييف كالمسمميف ‪ ،‬مجمد (‪، )11‬كانكف ‪ ،4650‬ج‪ ،1‬ص‪ ،231‬محمد جػكاد مغنيػة ‪ ،‬الفقػر كالفقػراء ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ‪،‬‬
‫ص‪.116‬‬
‫(‪ )3‬مجمة فكرية عممية ادبية مسيحية صدرت في بيركت عاـ ‪ ،4060‬طبعت بالمطبعة الكاثكليكية لالباء اليسػكعييف تصػدر مػرتيف‬
‫"‬ ‫خػػالؿ الشػػير ‪ ،‬صػػاحب امتيازىػػا االب لػػكيس شػػيخكا اليسػػكعي ‪ ،‬كمسػػتمرة خػػالؿ مػػدة البحػػث كبعػػده ‪ ،‬ينظػػر ‪ (:‬المشػرؽ)‬
‫مجمة" سنة (‪ ، 4060 ، )4‬العدد (‪ ، )4‬ص المقدمة‪.‬‬
‫(‪ )2‬خكرم ياخكش ‪ ،‬دكر النجؼ التاريخي ‪( ،‬المشرؽ) سنة (‪ )51‬شباط ‪ ،4611‬ص‪.411‬‬
‫(‪ )1‬حبي ػػب زي ػػات ‪ ،‬ال ارى ػػب ال ػػدارس ( المش ػػرؽ) الس ػػنة (‪ )53‬ش ػػباط ‪ ،4650‬ص‪ -136‬ص‪122‬؛ الس ػػنة (‪ ، )14‬ك ػػانكف الث ػػاني‬
‫‪ ،4611‬العدد (‪ ، )42‬ص‪ -105‬ص‪165‬؛ السنة (‪ ، )33‬حزيراف ‪ ،4610‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.232‬‬
‫(‪ )5‬تاسسػػت عػػاـ ‪ 4621‬بالقػػاىرة ‪ ،‬عمػػى يػػد رجػػاؿ االزىػػر ‪ ،‬رئػػيس تحريرىػػا محمػػد الخشػػر حسػػيف كادارتيػػا لمحمػػد عبػػد العزيػػز ‪،‬‬
‫احتػػكت عمػػى العديػػد م ػػف البحػػكث الدينيػػة كالفكريػػة المختمف ػػة ‪ ،‬مسػػتمرة خ ػػال مػػدة البح ػػث كمابعػػده ‪ ،‬لمتفاصػػيؿ ينظػػر ‪( :‬ن ػػكر‬
‫االسالـ) ‪" ،‬مجمة" السنة (‪ ، )4‬شباط ‪ ،4621‬العدد (‪ ، )4‬ص المقدمة‪.‬‬
‫(‪( )1‬نكر االسالـ) ‪ ،‬مارس ‪ ،4611‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.353‬‬
‫‪11‬‬
‫كمف خالؿ مكضكع " الوحدة االسالمية"(‪ ،)4‬اكدت عمى اىميػة التكحيػديف المسػمميف فػي كافػة مػزاجيـ ‪ ،‬مركػزة‬
‫عمى اف ذلؾ يشكؿ عنص ار ميما مف عناصر قكة المجتمع االسػالمي لمكقػكؼ بكجػو المحػاكالت االسػتعمارية التػي‬
‫تريد النيؿ مف االسالـ‪.‬‬
‫كما كانت تصؿ الى مدينة النجؼ االشرؼ فضال عف المجالت العربية انفة الذكر ‪ ،‬عػددا لػيس باليسػير مػف‬
‫المجػػالت العراقيػػة ‪ ،‬كػػاف منيػػا " الػػبالغ"(‪ ،)3‬البغداديػػة ‪ ،‬التػػي اصػػدرتيا الجمعيػػة االسػػالمية لمخػػدمات الثقافيػػة فػػي‬
‫مدينة الكاظمية المقدسة ‪ ،‬كالتػي تناكلػت مكاضػيع ثقافيػة شػتى ‪ ،‬كػاف منيػا عمػى سػبيؿ المثػاؿ ‪ " :‬الحيػاة الماديػة‬
‫المعاصرة" ‪ ،‬تناكؿ فييا كاتبيا الشيخ محمد حسيف اؿ ياسيف(‪ ،)2‬ماىية الفكر المادم ‪ ،‬محذ ار مف ذات الكقت مف‬
‫خطكرة االفكار الجديدة كتاثيرىا عمى المجتمع كالتي سادت فيو منذ العقػد السػادس مػف القػرف العشػريف(‪ .)1‬كرفػض‬
‫(‪)5‬‬
‫‪.‬‬ ‫التشدد الديني الذم قد يؤدم الى نفكر المجتمع‬
‫كفػي الفكػر االقتصػادم ‪ ،‬كتػب احػد باحثييػا مكضػكعا عنكانػو " التنظػيـ االقتصػادي فػي االسػالـ" ‪ ،‬اسػػتعرض‬
‫فيػػو اىتمػػاـ االسػػالـ بالجانػػب االقتصػػادم ‪ ،‬مرك ػ از عمػػى اىميػػة ذلػػؾ فػػي بنػػاء المجتمػػع ‪ ،‬مكضػػحا دكر النظريػػات‬
‫االقتصػػادية االسػػالمية ‪ ،‬فػػي القضػػاء عمػػى الفقػػر ‪ ،‬كمعالجػػة مشػػمكة البطالػػة ‪ ،‬ككػػذلؾ جكانػػب اقتصػػادية كمعرفيػػة‬
‫اخرل(‪.)1‬‬
‫كمف المجالت االخرل مجمة "التربية االسالمية" التي اصػدرتيا جمعيػة العربيػة االسػالمية فػي بغػداد – الكػرخ‬
‫"‬ ‫‪ ،‬كالت ػػي تتن ػػاكؿ العدي ػػد م ػػف المكض ػػكعات ذات الت ػػاثير المباش ػػر عم ػػى حي ػػاة الن ػػاس ‪ ،‬مث ػػؿ‬

‫(‪ )4‬حسف مامكف ‪ ،‬السنة (‪ ،4615 ، )21‬العدد (‪ ، )23‬ص‪.301‬‬


‫(‪ )3‬مجمػػة فكريػػة جامعيػػة ‪ ،‬تصػػدرىا الجمعيػػة االسػػالمية لمخػػدمات الثقافيػػة فػػي مدينػػة الكاظميػػة المقدسػػة ‪ ،‬صػػدر العػػدد االكؿ فػػي‬
‫حزي ػراف ‪ ،4611‬كاسػػترمت حتػػى عػػاـ ‪ ،4610‬ككػػاف صػػاحب امتيازىػػا محمػػد حسػػف اؿ ياسػػيف ‪ ،‬ينظػػر ‪( :‬الػػبالغ) "مجمػػة" ‪،‬‬
‫السنة (‪ ، )4‬حزيراف ‪ ،4611‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )2‬محمد حسف اؿ ياسيف ( ‪ : ) 3111 – 4624‬مف كبار المفكريف ‪ ،‬كلد في النجؼ االشرؼ كاكمؿ دراستة بمراحميػا المتعػددة‬
‫فييا ‪ ،‬كىك احد خريجي مدرسة منتدل النشر ‪ ،‬اما اسػاتذتو فػي مرحمػة السػطكح الدينيػة الشػيخ عبػاس الرميثػي ‪ ،‬كالشػيخ محمػد‬
‫طػػاىر اؿ الشػػيخ ارضػػي النجفػػي ‪ ،‬كصػػار مػػف خػكاص تالمػػذة المرجػػع االعمػػى السػػيد ابػػك القاسػػـ الخػػكئي ‪ ،‬حتػػى اجػػاز االخيػػر‬
‫ل مقمديػػة العمػػؿ برسػػالة ( مناسػػؾ العم ػرة المفػػردة ) التػػي كتبيػػا محمػػد حسػػف اؿ ياسػػيف ‪ ،‬امػػا اثػػاره عديػػدة بمغػػت اكثػػر مػػف مئػػة‬
‫كخمسػػكف مكلػػؼ ككتػػاب محقػػؽ فػػي الجكانػػب الفقييػػة كالتاريخيػػة ‪ ،‬منيػػا االسػػالـ بػػيف المرجعيػػة كالتقدميػػة ‪ ،‬االسػػالـ كالسياسػػة ‪،‬‬
‫تػػاريخ الصػػحافة فػػي الكاظميػػة ‪ ،‬االمػػاـ الحسػػف بػػف عمػػي ( ع ) ‪ ،‬فػػي رحػػاب القػراف ‪ ،‬اهلل بػػيف الفطػرة كالػػدليؿ كغيرىػػا ‪ ،‬اعتػػزؿ‬
‫الحياة العامة – فارضان عمى نفسو االقامة الجبرية كذلؾ بعد اعداـ ابػف عمتػو السػيد محمػد بػاقر الصػدر عػاـ ‪ 4601‬لتفاصػيؿ‬
‫ينظر ‪ :‬عبد الكريـ الدباغ ‪ ،‬سماحة الشيخ محمد حسف اؿ ياسيف ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪) 3116 ،‬‬
‫(‪ )1‬محمد حسف اؿ ياسيف ‪ ،‬الحياة المادية المعاصرة (البالغ) ‪ ،‬السنة (‪ ،4611 ، )4‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.1‬‬
‫) ‪ ) 1‬محمد حسف اؿ ياسيف ‪ ،‬نقدا الفكر الديني ‪ ،‬السنة (‪ ، )2‬العدد ( ‪ ، ) 5‬ص‪ – 1‬ص‪. 40‬‬
‫(‪ )1‬صادؽ ميدم السعيد ‪ ،‬التنظيـ االقتصادم في االسالـ ‪( ،‬البالغ) ‪ ،‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.10-31‬‬
‫‪12‬‬
‫االسػػالـ ديػػف العمػػؿ" و "العمػػؿ والعمػػاؿ" و " االسػػالـ مصػػدر الرفاىيػػة" و "منطػػؽ القػػوة فػػي االسػػالـ" و "منبػػر‬
‫الجمعة" ‪ ،‬كغيرىا مف المكضكعات ذات االتجاه االسالمي(‪.)4‬‬
‫ككانت مجمة "الكتاب" التي كانت تصدرىا جمعية المؤلفيف كالكتاب العراقييف ىػي االخػرل مػف المجػالت التػي‬
‫كجػػدت طريقيػػا الػػى مدينػػة النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬بمكض ػكعاتيا المختمفػػة مثػػؿ ‪ " :‬ثغػػر العمػػـ فػػي تطػػور المجتمػػع" ‪،‬‬
‫و"الفكر العممي والتقدـ الحضاري" ‪ ،‬و "الثقافات والحضارة"‪.‬‬
‫ىذا باالضافة الى عدد اخر ليس باليسير مف المجالت العراقية كالعربية التػي كانػت تصػؿ الػى المدينػة كالتػي‬
‫احصى الباحث نماذج منيا في الجدكؿ رقـ (‪. )43‬‬

‫(‪ )4‬لمتفاصيؿ عف تمؾ البحكث ينظر ‪ :‬مصطفى صالح يكسؼ ‪ ،‬االسالـ ديف العمؿ ‪ ( ،‬التربية االسالمية) ‪" ،‬مجمة" ‪ ،‬السنة (‪)4‬‬
‫‪ ،‬شباط ‪ ،4656‬العدد (‪ ،)3‬ص‪ ،43‬ابك احمد ‪ ،‬العمؿ كالعماؿ ‪ ،‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪30‬؛ يكسؼ الدكرم ‪ ،‬االسالـ مصدر‬
‫الرفاىية ‪ ،‬نيساف ‪ ،4656‬العدد (‪ ، )1‬ص‪ ،1‬عبد العزيز فيمي ‪ ،‬منطؽ القكة في االسالـ‪ ،‬تشريف الثػاني ‪ ،4611‬العػدد (‪)4‬‬
‫‪ ،‬ص‪ ،441‬منبر الجمعة ‪ ،‬كانكف الثاني ‪4610‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )2‬ص‪.01‬‬
‫‪13‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)23‬‬
‫نماذج مف المجالت العربية والعراقية التي كانت تصؿ مدينة النجؼ االشرؼ‬
‫(‪)2‬‬
‫خالؿ مدة البحث حسب سبقيا الزمني في الصدور‬
‫المالحظات‬ ‫صاحب االمتياز‬ ‫سنة االصدار‬ ‫محؿ االصدار‬ ‫اسـ المجمة‬ ‫ت‬
‫مستمرة مدة البحث كما بعدىا‬ ‫االب شيخك اليسكعي‬ ‫‪4060‬‬ ‫بيركت‬ ‫المشرؽ‬ ‫‪-4‬‬
‫تكقفت سنة ‪4661‬‬ ‫احمد عارؼ الزيف‬ ‫‪4616‬‬ ‫صيدا‬ ‫العرفاف‬ ‫‪-3‬‬
‫مستمرة خالؿ مدة البحث‬ ‫محمد عبد الغدير‬ ‫‪4621‬‬ ‫القاىرة‬ ‫نكر االسالـ‬ ‫‪-2‬‬
‫مستمرة خالؿ مدة البحث‬ ‫احمد حمزة‬ ‫‪4611‬‬ ‫القاىرة‬ ‫لكاء االسالـ‬ ‫‪-1‬‬
‫احجبت عف الصدر ‪ 4611‬ثـ‬ ‫دار التقريب بف المذاىب‬ ‫‪4616‬‬ ‫القاىرة‬ ‫رسالة االسالـ‬ ‫‪-5‬‬
‫عادت في عاـ ‪4616‬‬ ‫االسالمية‬
‫مستمرة في الصدكر‬ ‫احمد زكي‬ ‫‪4656‬‬ ‫الككيت‬ ‫العربي‬ ‫‪-1‬‬
‫تكقفت عف الصدكر ‪4611‬‬ ‫تكفيؽ صايغ‬ ‫‪4613‬‬ ‫القاىرة‬ ‫حكار‬ ‫‪-1‬‬
‫مستمرة خالؿ مدة البحث‬ ‫جكزيؼ صغير‬ ‫‪4611‬‬ ‫بيركت‬ ‫دراسات عربية‬ ‫‪-0‬‬
‫احجبت عف الصدكر ‪4613‬‬ ‫ك ازرة المعارؼ العراقية‬ ‫‪4621‬‬ ‫بغداد‬ ‫المعمـ الجديد‬ ‫‪-6‬‬
‫تكقفت عاـ ‪4614‬‬ ‫فكزم عبد الجبار‬ ‫‪4650‬‬ ‫بغداد‬ ‫التحرير‬ ‫‪-41‬‬
‫مستمرة حتى نياية ‪4602‬‬ ‫جمعية التربية االسالمية‬ ‫‪4656‬‬ ‫بغداد‬ ‫التربية االسالمية‬ ‫‪-44‬‬
‫تكقفت عاـ ‪4615‬‬ ‫جمعية المؤلفيف كالكتاب‬ ‫‪4613‬‬ ‫بغداد‬ ‫الكتاب‬ ‫‪-43‬‬
‫مستمرة خالؿ مدة البحث‬ ‫ك ازرة االعالـ‬ ‫‪4611‬‬ ‫بغداد‬ ‫االقالـ‬ ‫‪-42‬‬
‫تكقفت عاـ ‪4610‬‬ ‫محمد حسف الياسيف‬ ‫‪4611‬‬ ‫بغداد‬ ‫البالغ‬ ‫‪-41‬‬

‫كفػػي جانبػػا اخػػر ‪ ،‬شػػيد الع ػراؽ فػػي النصػػؼ الثػػاني مػػف القػػرف العش ػريف تغي ػرات سياسػػية ميمػػة تركػػت اثارىػػا‬
‫الكاضحة عمى الحياة السياسية كالفكرية لممدينة ‪ ،‬كاف مػف ابرزىػا قيػاـ الحكػـ الجميػكرم فػي العػراؽ عػاـ ‪،4650‬‬
‫كما تخممو مف احداث سياسية ‪ ،‬كانقالبػات عسػكرية اسػتمرت حتػى عػاـ ‪ ،4610‬اذ شػيدت تمػؾ الفتػرة سمسػمة مػف‬
‫التطكرات الفكرية كالسياسية تخممتيا اختالفات فكرية كسياسػية مػع الحككمػة المركزيػة اثمػر عنيػا صػدامات كاسػعة‬
‫بيف مفكرم كسياسي النجؼ كالسمطة(‪.)3‬‬

‫(‪ )4‬الجدكؿ مسػتقاة مػف خػالؿ المقػابالت الشخصػية المعاصػريف لفتػرة البحػث ‪ ،‬باالضػافة الػى بعػض الصػحافة النجفيػة التػي كانػت‬
‫تظير بعض المكاضيع الكاردة فييا كاثرىا داخؿ المدينة ‪ ،‬محاكلة الرد عمييا مف خالؿ المقاالت الفكرية‪.‬‬
‫(‪ )3‬سيعالج الباحث ىذا المكضكع في المبحث الثالث مف الفصؿ الخامس مف االطركحة‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫ك تاسيسػػا عمػػى مػػا تقػػدـ فػػاف ىنػػاؾ جممػػة مػػف السػػمات االساسػػية التػػي ميػػزت ىػػذه المرحمػػة مػػف تػػاريخ المدينػػة‬
‫الفكرم كىي ‪:‬‬
‫اوال ‪ :‬تاسػػػيس التجمعػػػات الفكريػػػة االسػػػالمية ‪ ،‬كاص ػػدارىا بع ػػض المج ػػالت الت ػػي طرح ػػت الفك ػػر االس ػػالمي‬
‫االصالحي اك الحركي(‪.)4‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ظيور االحزاب االسالمية ‪ ،‬شكمت خطا متكازيا مع ظيكر تنامي االفكار كاالحزاب العممانية كالقكميػة‬
‫التي ميزت الحياة الفكرية كالسياسية ليس في العراؽ فحسب بؿ في الكطف العربي (‪.)3‬‬
‫ثالثا ‪ :‬انشاء العديد مف المراكز العممية والكميات في مدينة النجؼ مثؿ كمية الفقو كمدرسة العمكـ االسالمية‬
‫كجامعة النجؼ الدينية(‪.)2‬‬
‫مرت حركة االصػالح فػي النجػؼ االشػرؼ بػثالث م ارحػؿ(‪ ،)1‬تقػع المرحمػة الثالثػة الممتػدة بػيف ‪4610-4615‬‬
‫ضػمف مػدة البحػث ‪ ،‬كقػد اتسػمت بحػدثيف تػػاريخييف ميمػيف عمػى المسػتكييف الفقيػي كالسياسػي ‪ ،‬كػاف االكؿ تػػكلي‬
‫السػابؽ السػيد‬ ‫االماـ السيد محسف الحكيـ(‪ ،)5‬الزعامة الدينية لممسمميف الشيعة في العالـ ‪ ،‬بعد كفػاة المرجػع‬
‫ابك الحسف االصفياني(‪ ،)1‬اذ تميز السيد الحكيـ بدعمو لمحركة االصالحية فػي النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬تمثػؿ ذلػؾ فػي‬

‫(‪ )4‬كليػػد خالػػد احمػػد ‪ ،‬ص ػراع التيػػارات الفكريػػة فػػي الػػكطف العربػػي ‪ ،4666-4160‬رسػػالة ماجسػػتير ‪( ،‬الجامعػػة المستنص ػرية ‪ :‬معيػػد القائػػد‬
‫المؤسس لمدراسات القكمية كاالشتراكية‪ )3113 ،‬ص‪.410‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪ -442‬ص‪.431‬‬
‫(‪ )2‬سيتناكؿ الباحث دراستيا في الفصؿ الرابع مف االطركحة‪.‬‬
‫(‪ )1‬المرحمػػة االكلػػى (‪ : )4621-4631‬كفييػػا بػػدء الص ػراع بػػيف اسػػمكب الد ارسػػة القػػديـ كالحػػديث ‪ ،‬فقػػد تميػػزت ىػػذه المرحمػػة ‪ ،‬بكضػػع نظػػاـ‬
‫حػػديث لمد ارسػػة فػػي المػػدارس الحككميػػة ‪ ،‬فضػػال عػػف محاكلػػة المتشػػدديف الحفػػاظ عمػػى اسػػمكب الد ارسػػة القػػديـ السػػيما فػػي الحػػكزة العمميػػة‬
‫النجفية‪ ،‬كفييا بدأت بكاكير الفكر كالحركة االصالحية في المدينة بالحضكر كالتاثير كالتاثر بما كاف يدكر في العراؽ كخارجو مف افكار‪.‬‬
‫اما المرحمة الثانية (‪ )4615-4621‬كفي ىذه المرحمة تفاقـ الصراع بيف القديـ كالحديث ‪ ،‬كظيرت الجمعيػات التػي اثػرت عمػى السػاحة النجفيػة‬
‫كجمعية منتدل النشر حظيت بدعـ العمماء المصػمحيف كمػنيـ الشػيخ محمػد حسػيف كاشػؼ الغطػاء بفتػكل صػريحة تؤكػد دعمػو ليػا ‪ ،‬التػي‬
‫كاف ليا صدل في دعميػا كخاصػة انيػا صػادرة مػف مجتيػد كمقمػد يشػيد بنزاىتػو كحرصػو عمػى اسػتمرار الحػكزة العمميػة كتطكرىػا‪ ،‬ينظػر ‪:‬‬
‫عمي احمد البيادلي ‪ ،‬الحكزة العممية في النجؼ ‪ ،‬ص‪ -361‬ص‪.235‬‬
‫(‪ )5‬السيد محسف الحكيـ (‪ : )4611-4006‬كلد في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬درس عمى يد اعالـ عصره امثاؿ ‪ :‬محمد كاظـ اليػزدم كالسػيد محمػد‬
‫سعيد الحبكبي كالشيخ محمد كاظـ الخراساني ‪ ،‬كالشيخ محمػد حسػيف النػائيني كغيػرىـ ‪ ،‬اصػبح زعيمػا لمطائفػة الشػيعية لػيس داخػؿ العػراؽ‬
‫فحسب كانما شيعة العالـ ‪ ،‬كمف اشير مؤلفاتو ‪ :‬مستمسؾ العركة الكثقى ‪ ،‬تكفي في بغداد كنقؿ جثمانو الػى مركػز كالدتػو‪ ،‬ينظػر ‪ :‬محمػد‬
‫حرز الديف ‪ ،‬معارؼ الرجاؿ ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪، )4615 ،‬ج‪ ،2‬ص‪،342‬‬
‫(‪ )1‬السيد ابك الحسف االصفياني (‪ :)4615-4011‬كىك ابف السيد عبد الحميد بف محمد المكسكم كلد عاـ ‪ 4011‬كقبؿ سنة ‪ 4011‬في قريػة‬
‫(مدية) احدل قرل اصفياف ‪ ،‬ىاجر الى العراؽ سنة ‪ ،4061‬سكف النجؼ كفييا حضر عند الشيخ محمد كاظـ الخراساني كالشػيخ حبيػب‬
‫اهلل المرعشي ‪ ،‬تصدل لمتدريس كالمرجعية لو مكقفػو مػف االحػداث السياسػية السػيما ثػكرة العشػريف كمػف اثػاره كسػيمة النجػاة ‪ ،‬حاشػية عمػى‬
‫العػػركة الكثقى‪...‬كغيرىػػا تػػكفي سػػنة ‪ 4615‬ينظػػر ‪ :‬اغػػابزرؾ الطي ارنػػي ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪14‬؛ ىاشػػـ فيػػاض الحسػػني‪ ،‬حيػػاة‬
‫االماـ السيد ابك الحسف االصفياني ‪( ،‬بيركت ‪ :‬مركز البحكث كالدراسات كالنشر‪ ، )3114 ،‬ص‪ -43‬ص‪.40‬‬
‫‪15‬‬
‫نجمو السػيد يكسػؼ الحكػيـ(‪ ،)4‬باألنتمػاء الػى جمعيػة منتػدل النشػر الػذم كػاف احػد مؤسسػييا ‪ ،‬كالتػي كانػت تطػرح‬
‫العديد مف االفكار كالممارسات االصالحية التي لـ يتخذ منيا السيد الحكيـ مكقفا مضادا‪.‬‬
‫كالحدث الثاني ىك قياـ انقالب ‪ 41‬تمكز عاـ ‪ ،4610‬كما تال ذلؾ مف احػداث سياسػية اثػرت كبشػكؿ كبيػر‬
‫عمى الحكزة العممية في النجؼ االشرؼ التي بدأت تشعر بضػركرة التصػدم ليػذا االنقػالب بعػد حممػة االعتقػاالت‬
‫لطمبة العمكـ الدينية ‪ ،‬فضال عف سياساتيـ الدمكية الداخمية اتجاه ابناء البمد‪.‬‬
‫اتصفت المرحمةالثالثة مف حركة االصالح في مدينة النجؼ االشرؼ بالنضكج ‪ ،‬كشػيدت سػنكات ىػذه الفتػرة‬
‫قيػاـ احػزاب سياسػية اسػػالمية شػيعية كسػنية فػػي العػراؽ(‪ ،)3‬سػاىمت فػػي زيػادة تالقػح االفكػػار الحزبيػة داخػؿ مدينػػة‬
‫النجؼ االشرؼ ‪ ،‬السيما االحزاب التي كاف ليا صمة بالحكزة العمميػة كرجاليػا ‪ ،‬اضػافة الػى قيػاـ تجمعػات عاليػة‬
‫مف رجاؿ العمـ داخؿ المدينة كرد فعػؿ عمػى تنػامي كامتػداد االحػزاب العالنيػة ( القوميػة ‪ ،‬الشػيوعية) فػي العػراؽ‬
‫كمػػف ارفػػؽ ىػػذا االمتػػداد مػػف افكػػار الحاديػػة كتيػػارات منحرفػػة عػػف الفكػػر االسػػالمي فرضػػت كجػػكده عمػػى الفػػرد فػػي‬
‫المدينة(‪.)2‬‬

‫(‪ )4‬السػػيد يكسػػؼ الحكػػيـ( ‪ : )4664-4610‬ابػػف السػػيد محسػػف الحكػػيـ ‪ ،‬فقيػػو اصػػكلي ‪ ،‬مجتيػػد ‪ ،‬مػػف اسػػاتذة الفقػػو كاالصػػكؿ ‪،‬‬
‫شػػاعر ‪ ،‬لػػو كتابػػات فػػي الفقػػو كاالصػػكؿ كبحػػث العمػػـ االجمػػالي ‪ ،‬كمػػف اىػػـ اسػػاتذتو كالػػده ‪ ،‬لمتفاصػػيؿ ينظػػر ‪ :‬عبػػد الصػػاحب‬
‫الحكػػيـ ‪ ،‬مكسػػكعة عػػف قتػػؿ كاضػػطياد م ارجػػع الػػديف ‪( ،3112-4610‬بغػػداد ‪ :‬منظمػػة حقػػكؽ االنسػػاف فػػي الع ػراؽ ‪)3112 ،‬‬
‫ج‪ ،1‬ص‪-41‬ص‪.31‬‬
‫(‪ )3‬بػػدء النشػػاط مجمكعػػة مػػف االح ػزاب السػػنية فػػي الع ػراؽ قبػػؿ الفت ػرة المحػػددة لممرحمػػة الثالثػػة كاسػػتمرت فػػي نشػػاطيا ككانػػت ليػػا‬
‫عالقات شخصػية مػع بعػض ابنػاء مدينػة النجػؼ االشػرؼ كمنيػا ‪ :‬حػزب االخػكاف المسػمميف الػذم بػدء نشػاطو فػي العػراؽ عػاـ‬
‫‪ 4611‬كاصػػدر صػػحيفة الحسػػاب عػػاـ ‪ ،4651‬حػػزب التحريػػر الػػذم كػػاف امتػػدادا لمحػػزب الػػذم تاسػػس فػػي مدينػػة القػػدس عػػاـ‬
‫‪ ، 4653‬ككاف الطمبة الفمسطينيكف كاالردنيكف ىـ الذيف شكمكا فرعو في العراؽ ‪ ،‬ينظر ‪ :‬جػالكم عبطػاف ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ‪،‬‬
‫ص‪ -400‬ص‪ 462‬؛ الخطيػػب ابػػف النجػػؼ ‪ ،‬تػػاريخ الحركػػة االسػػالمية فػػي العػراؽ ‪ ( ،‬بيػػركت ‪ :‬دار المقدسػػي ‪، ) 4604 ،‬‬
‫ص‪ -11‬ص‪.16‬‬
‫(‪ )2‬مف االحزاب الدينية التي كاف ليا اثرىا فػي السػاحة النجفيػة خاصػة كالعراقيػة عامػة ‪ ،‬حػزب الػدعكة االسػالمي الػذم تشػكؿ عػاـ‬
‫‪ ،4651‬كمنظمػػة العقائػػد بػػيف المسػػمميف عػػاـ ‪ ،4650‬الػػذم كػػاف اقػػؿ نفػػكذا م ػف االكؿ ينظػػر ‪ :‬فاضػػؿ حسػػيف ‪ ،‬تػػاريخ الحػػزب‬
‫الكطني الديمقراطي ‪( ،4650-4611‬بغداد ‪ :‬مطبعة الشعب ‪ ،‬د‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪.206‬‬
‫‪16‬‬
‫ككنتيجػػة لتمػػؾ التطػػكرات صػػدرت خػػالؿ المػػدة (‪ )4610-4650‬مجػػالت نجفيػػة اسػػالمية(‪ ،)4‬قػػدمت االسػػالـ‬
‫كحػؿ لكػػؿ االطركحػات التػػي رفعتيػػا " القوميػػة ‪ ،‬الشػيوعية ‪ ،‬الرسػػمالية" كقػػد عبػر عػػف ذلػػؾ السػيد محمػػد حسػػيف‬
‫فضؿ اهلل(‪ ،)3‬بالقكؿ ‪:‬‬
‫" اف الطروحات الجديدة التي تقدميا ىذه الفئات لحػؿ مشػاكؿ الحيػاة‬
‫واالنسػاف ليسػت عالجػا سحػريا يمكػف اف يػدخؿ النػاس الػى الجنة الموعودة‬
‫في الدنيا‪ ،‬بؿ ىناؾ المفيوـ االسالمي الذي قدـ ويقدـ‬
‫حػػال لكػؿ مشاكػؿ الفػرد فػي أي مػجتمتع متػف المجتمعػات‬
‫السيما المجتمعات العربية ‪.)4("....‬‬
‫سػػميت المرحمػػة التػػي اعقبػػت تاسػػيس االح ػزاب االسػػالمية كطػػرح فكرىػػا فػػي السػػاحة النجفيػػة بصػػكرة ميدانيػػة ‪،‬‬
‫باالضافة الى الصحافة كمعالجتيا لممشػاكؿ كالقضػايا المطركحػة ب ػ " عصػر بػالء ومحنػة عصػر جيػاد"(‪ ،)1‬فكػاف‬
‫ى ػػدفيا االكؿ خ ػػالؿ م ػػدة البح ػػث كم ػػا بع ػػده كاض ػػحا ‪ ،‬جمي ػػا يتعم ػػؽ بالمحافظ ػػة عم ػػى ركح المجتم ػػع م ػػف االفك ػػار‬
‫العممانية ‪ ،‬كالحفاظ عمى قكة االسالـ(‪.)5‬‬
‫برزت خالؿ مدة البحث نكع مف التعاكف بيف التيار القكمي االسالمي كاالصالحي اليادؼ الػى تحقيػؽ نكعػا‬
‫اسس ػا اصػػالحية ‪ ،‬ككػػاف اليػػدؼ االساسػػي ليػػذا التعػػاكف كجػػكد خصػػـ مشػػترؾ تمثػػؿ‬
‫مػػف الكحػػدة االسػػالمية عمػػى ن‬
‫افكاره كتطمعاتو خركجا عمى المبادئ االسالمية كالقكمية كذلؾ ىك االتجاه المادم(‪ ،)1‬المتمثؿ بالحزب الشيكعي ‪،‬‬

‫(‪ )4‬صػػدرت مجمػػة الػػذكرل عػػاـ ‪، 4611‬مجمػػة الحػػكزة العمميػػة‪ ،4611 ،‬مجمػػة المعػػارؼ عػػاـ ‪ ،4614‬مجمػػة االيمػػاف عػػاـ ‪،4613‬‬
‫مجمة رسالة النجؼ عاـ ‪ ،4611‬كغيرىا ‪ ،‬كسيقكـ الباحث بالتعريؼ بيا في المبحث الثاني مف الفصؿ الرابع‪.‬‬
‫(‪ )3‬محمد حسيف فضؿ اهلل ‪4625 (،‬ـ – ‪3141‬ـ ) ‪ :‬كلد عاـ ‪ 4625‬نشاء كتعمـ في النجؼ االشػرؼ حيػث ترعػرع فػي احضػاف‬
‫الحكزة العممية تميز بمسيرتو الدراسية منذ مف مبكرة كانخراطو في سف السادسة عشر في دركس بحث خارج لدل اكابر اساتذة‬
‫الحكزة العممية انذاؾ ‪ ،‬انتخب عضكا في المجتمع الثقافي في منتدل الشعر ككاف احد المشرفيف عمى مجمة (االضػكاء النجفيػة‬
‫) عاـ ‪ ، 4614‬لو مؤلفات عديدة منيا ‪ ،‬فقو الشريعة ‪ ،‬قضايانا عمى ضكء االسػالـ ‪ ،‬كغيرىػا ‪ ،‬شػغؿ منصػب المرجػع االعمػى‬
‫لمشيعة في لبناف حتى كفاتو عاـ ‪ .3141‬ينظر ‪ :‬مكتب محمػد حسػيف فضػؿ اهلل ‪ ،‬المرجعيػة انجػازات كامػاؿ ‪ ،‬ط‪( ،3‬بيػركت‬
‫‪ :‬الدائرة االعالمية ‪ ، )3112 ،‬ص‪ -1‬ص‪. 11‬‬
‫(‪ )2‬سػػميـ الحسػػني ‪ ،‬المعػػالـ الجديػػدة لممرجعيػػة الشػػيعية‪ ،‬كح ػكار مػػع ايػػة اهلل محمػػد حسػػيف فضػػؿ اهلل ‪( ،‬بي ػػركت ‪ :‬دار المػػالؾ ‪،‬‬
‫‪ ، )4660‬ص‪.21‬‬
‫(‪(( )1‬مقابمة شخصية) )‪ ،‬باقر شريؼ القرشي ‪ ،‬النجؼ االشرؼ ‪ 6 ،‬كانكف االكؿ ‪.3141‬‬
‫(‪ )5‬فؤاد كاظـ المقدادم ‪ ،‬الشيعة كالدكلة القكمية في العراؽ ‪( ،‬صكت االعالـ ) "مجمة" ‪ ،‬قـ ‪ ،‬السنة (‪ ،4666 ، )4‬العػدد (‪،)3‬‬
‫ص‪ ،411‬محمػ ػػد جمػ ػػاؿ الياشػ ػػمي ‪ ،‬رسػ ػػالة النجػ ػػؼ االشػ ػػرؼ ‪( ،‬افػ ػػاؽ نجفيػ ػػة) "مجمػ ػػة" ‪ ،‬السػ ػػنة (‪ ،311 ، )4‬العػ ػػدد (‪، )3‬‬
‫ص‪.445‬‬
‫(‪ )1‬االتجاه المادم ‪ :‬كىك تفسير التاريخ عمى اساس تقدره المادة ‪ ،‬أم اف السيطرة عمى كسائؿ االنتاج تقدره طبقة كاية نمػاذج فكريػة يمكػف اف‬
‫تسكد فترة ما ‪ ،‬كىذه ىي النظرية المادية لمتاريخ لكارؿ مػاركس ‪ .‬ينظػر ‪ :‬االف بػالمر ‪ ،‬مكسػكعة التػاريخ الحػديث ‪ ،‬ترجمػة سكسػف فيصػؿ‬
‫السامر ‪ ،‬يكسؼ محمد اميف (بغداد ‪ :‬دار المؤمكف لمترجمة كالنشر ‪ )4663 ،‬ج‪ ،‬ص‪.460‬‬
‫‪17‬‬
‫كىك امر خمؽ حالة مف الصراع الفكرم كالسياسػي بػيف ىػذه التيػارات الفكريػة داخػؿ النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬كانسػحبت‬
‫حرؾ عممية االصالح كالتجديد داخؿ المدينة‪.‬‬ ‫اثاره عمى اتباع كؿ تيار نضجا فكريا ككعيا سياسيا ‪ ،‬ل‬
‫كمػػف خػػالؿ مػػا تقػػدـ يمكننػػا اف نجمػػؿ اىػػـ اىػػداؼ الفكػػر االصػػالحي فػػي مدينػػة النجػػؼ االشػػرؼ خػػالؿ المػػدة‬
‫الزمنية ‪ 4610-4650‬ككما ياتي ‪:‬‬
‫اوال ‪ :‬تعبئة االمة ‪ ،‬اجتماعيا كسياسيا لممشاركة كالمساىمة الفعالة في عممية االصالح العامة‪.‬‬
‫ثانيػػػا ‪ :‬المحافظػػػة عػػػؿ الػػػوعي الػػػديني وااللتػػػزاـ العقائػػػدي ‪ ،‬كالسػػمككي فػػي اكسػػاط االمػػة االسػػالمية الكاحػػدة‬
‫كالمحافظة عمى العالقات الداخمية بيف الجماعات المتعددة لالمػة كمنيػا نبػذ الطائفيػة مػف خػالؿ عالقػات متكافئػة‬
‫بيف الشيعة كالسنة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تطوير مناىج التربية والتعميـ ‪ ،‬كانشاءالمدارس الدينية كالمعاىػد كالكميػات كفقػا لمتطػكرات الحاصػمة فػي‬
‫العالـ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬تاسيس المجػالت المتعػددة لمػرد عمػى االفكػار االلحاديػة المخالفػة لمػديف فضػال عػف تاسػيس االحػزاب‬
‫االسالمية لمتصدم لتمؾ االفكار‪.‬‬
‫خامسػػا ‪ :‬المحافظػػة عمػػى العالقػػات الروحيػػة والعمميػػة بػػيف الحػػوة العمميػػة ومؤسسػػاتيا الدينيػػة والثقافيػػة‬
‫كنشاطاتيا االجتماعية مف ناحية كبيف االكساط المثقفة الجديدة في المدينة ‪ ،‬كخريجي المعاىد الدينية ‪ ،‬كالكميات‬
‫العممية مف الطمبة كالكتاب كالباحثيف مف ناحية اخرل(‪.)4‬‬
‫لقػػد افػػرزت ىػػذه المػػدة عػػددا لػػيس باليسػػير مػػف المصػػمحيف المجػػدديف كدعػػاة االصػػالح مػػف داخػػؿ المؤسسػػة‬
‫الدينيػػة(‪ ،)3‬كخارجيػػا اسس ػكا مػػف خػػالؿ افكػػارىـ كطركحػػاتيـ لمرحمػػة نض ػكج فكػػرم شػػممت المجتمػػع باس ػره ارتػػأل‬
‫الباحث دراسة نماذج منيـ في المبحث القادـ‪.‬‬

‫(‪ )4‬سيتناكؿ الباحث ىذه المكضكعات في الفصكؿ القادمة ‪.‬‬


‫(‪ )3‬يسػػتعمؿ مصػػطمح المؤسسػػة الدينيػػة كبػػديؿ احيانػػا لمصػػطمح المرجعيػػة الدينيػػة عمػػى الػػرغـ مػػف عػػدـ تحػػكؿ ىػػذه المرجعيػػة الػػى‬
‫مؤسسػػة بشػػكؿ كاقعػػي ‪ ،‬لكػػف االسػػتخداـ صػػار مجػػا از كسنسػػتخدمو كتعبيػػر عػػف ضػػخامة الميمػػة التػػي تنػػاط بالمرجعيػػة الدينيػػة‬
‫كمايرتبط بيا مف اجيزة ‪ ،‬كمدارس كشخصيات لذا اقتضى التنكيو‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫عمماء الديف المصمحيف واثرىـ في تنامي الوعي الفكري ( دراسة في نماذج)‬
‫شيدت ستينات القػرف العشػريف اتجاىػات تجديديػة كدعػكات اصػالحية كانػت اكثػر كضػكحا(‪ ،)4‬لمػا امتػازت بػو‬
‫ىػػذه الفتػرة مػػف اتسػػاع االنشػػطة االصػػالحية كتبمػكر مفاىيميػػا الداعيػػة لمتغييػػر كالتجديػػد كقػػد تػزامف ذلػػؾ مػػع تنػػامي‬
‫ػدما كرؤيػػة جديػػدة‬
‫قػػكل التيػػارات االسػػالمية كمػػا حققتػػو مػػف اسػػتقطاب قاعػػدة جماىيريػػة كاسػػعة اسػػتدعت خطابػان متقػ ن‬
‫كاضػػحة عمػػى منيجيػػة التفكيػػر لػػـ تكػػف قػػد انجػػزت فيمػػا تقػػدـ ‪ ،‬كيمك ػف اف نممػػس ذلػػؾ فيمػػا تحقػػؽ مػػف اصػػدرات‬
‫اسالمية كعمميات تنشيط نشر الكتاب االسالمي‪.‬‬
‫لقد اجتيد المعنكيكف بتمؾ االصدارات في تحقيؽ التماس كمخاطبة ما يدكر فػي اذىػاف النػاس ‪ ،‬كمػا تطمػع لػو‬
‫الردكالية(‪ ،)3‬كالقكل القكمية الناشطة انذاؾ‪.‬‬
‫التيارات ا‬
‫كاتمامػػا اليضػػاح الفك ػرة كتكاصػػال معيػػا ‪ ،‬نػػدرس ىػػذه المػػدة الزمنيػػة مكضػػكع البحػػث ‪ ،‬عػػددان مػػف المصػػمحيف‬
‫ػار جميمػة فػي تنػامي الػكعي الفكػرم كنشػاطات ثقافيػة ميمػة ليػا شػأف كبيػر فػي الحيػاة‬
‫االسالمييف الذم كاف ليـ اث ان‬
‫العممية بشكؿ عاـ نذكر منيـ عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر ‪:‬‬
‫اوال ‪ :‬امنة الصدر (بنت اليدى) (‪.)4‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الشيخ محمد ميدي شمس الديف‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬محمد اميف زيف الديف‪.‬‬
‫لقد ركز الباحث في دراستو عمى النماذج اعاله لعدة اسباب ‪:‬‬
‫اوالً‪ -‬يعتقد الباحث انو مف الصعكبة بمكاف اف نتناكؿ سػاحة االصػالح بكػؿ ابعادىػا ‪ ،‬كام مكضػكع ميمػا كانػت‬
‫سعتو البػد اف يمثػؿ بنمػاذج ‪،‬فكجػدت بمػا اختػرت مػف النمػاذج صػكرة متكاممػة الفػاؽ كطبيعػة طركحػات االصػالح‬
‫كالتجديػد كقػد فػػردت "بنػت اليػػدى " مػف بػػيف النػػماذج النسػػكية " الناشػطة" لالص ػالح لمػا ليػا مػػف خصكصػية فػػي‬
‫مسار العمؿ النسكم ‪ ،‬اذ انيا المرأة التي دخمت افاؽ االجتياد عبر اسػرة عممية شييرة ليا ثقميػا فػي عػالـ العمػـ‬
‫كالمعرفػػة كاالعتقػػاد ‪ ،‬كمػػا انيػػا ىػػي التػػي ختمػػت تمػػؾ المسػػيرة بجػػالؿ الشػػيادة كىػػي فػػي ثبػػات كاسػػتقرار عمػػى مػػا‬

‫(‪ )4‬شػػيد مطمػػع القػػرف العش ػريف دع ػكات اصػػالحية تجديديػػة تشػػمؿ االتجاىػػات الفكريػػة كالثقافيػػة عامػػة فػػي الع ػراؽ عامػػة كالنجػػؼ‬
‫االشرؼ خاص ة ‪ ،‬لممزيد عف تمؾ الدعكات ينظػر ‪ :‬عبػد الػرزاؽ النصػيرم ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ؛ عػدم حػاتـ المفرجػي ‪ ،‬النجػؼ‬
‫االشرؼ كحركة التيار االصالحي ؛ نجاة عبد الكريـ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪.‬‬
‫(‪ )3‬الرادكالية ‪ :‬اسػتخدمت الكممػة اكؿ مػرة فػي انكمتػ ار حػكالي عػاـ ‪ 4031‬كشػممت انئػذ عػدد قميػؿ مػف زعمػاء طبقػة العمػاؿ كبعػض‬
‫الراسمالييف الصناعييف الذيف كانكا غير ممثميف في البرلماف االنكميزم ‪ ،‬كطػالبكا بتغييػر الػنظـ القائمػة حينيػا باقصػى مػا يمكػف‬
‫مػػف السػػرعة ‪ ،‬كبػررت اسػػتخداـ القػػكة ضػػد الحككمػػة القائمػػة كالطبقػػات الكبيػرة حتػػى اعتبػػرت متطرفػػة فػػي كقتيػػا ‪ ،‬محمػػد محمػػد‬
‫صالح كاخركف ‪ ،‬تاريخ اكربا في القرف التاسع عشر ‪( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة جامعة بغداد ‪ ، )4605 ،‬ص‪.25‬‬
‫(‪ )2‬لقبت (بنت اليدل) بيذا المقب حص ار لدكرىا في ارساء معالـ المدرسة النسكية لالدب االسالمي في العراؽ كدكرىا في مشاريع اسالمية كفكرىا ا‬
‫الرعي‬
‫لالصالح كالتجديد ‪ .‬لممزيد ينظر ‪(( :‬االنترنت)) ‪ ،‬الشييدة امنة الصدر (بنت اليدل) ‪. www.BintAl.Huda.com‬‬
‫‪15‬‬
‫اختارت عمى طريؽ الدعكة كاالصالح كمقارعة الظمـ كاالستبداد السياسي كالفكرم في العراؽ بعد انقالب ‪4610‬‬
‫‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬لقد اخترت الشيخ محمد ميدي شمس الديف لما فيو مف استثنائية كميزة تفرد بيا في كسط عرؼ التقميديػة‬
‫المحافظ ػػة ‪ ،‬اذ كق ػػؼ دكف غيػ ػره غي ػػر معت ػػرض عم ػػى تقمي ػػد المػ ػرأة كاف تعتم ػػي اعم ػػى مناص ػػب ف ػػي الدكل ػػة كى ػػي‬
‫طركح ػات جرئيػػة فػػي ذلػػؾ العصػػر مثمػػت حركػػة تجديديػػة ال يمكػػف اىماليػػا اك التغاضػػي عنيػػا ‪ ،‬كانػػو افػػرد لنػػا‬
‫مصطمحا جديدا ىك "العممانية المومنة" اكػد مػف خاللػو عمػى عػدـ تعػارض االيمػاف كالعمػـ كالمنػاىج التػي تسػاير‬
‫غاية الديف كمقصكده في سعادة االنساف كمقاصد التشريع‪.‬‬
‫ثالثاً‪ -‬امتاز الشيخ "محمد اميف زيف الديف" بالنظرة المكضػكعية العمميػة التػي ظمػت متمسػكة بجػكىر الػديف فػي‬
‫الكقػت الػػذم دعػػت بػو الػػى دخػػكؿ افػاؽ جديػػدة مػػف عػػالـ المػرأة كمخاطبػػة الشػػباب عبػر مؤلفاتػػو ‪ ،‬ك حػػارب ظػػاىرة‬
‫السػػفكر كالتبػػرج داعيػػا الػػى احت ػراـ ض ػكابط الػػديف ‪ ،‬داعيػػا فػػي ذات الكقػػت الىػػاف تتصػػدل الم ػرأة لقيػػادة المجتمػػع‬
‫كمؤسسات ذات صمة في بناءه كتككينو‪.‬‬
‫اكال ‪ :‬امنة الصدر "بنت اليدى" انمكذج االصالح النسكم في تاريخ العراؽ المعاصر ‪:‬‬
‫كل ػػدت امن ػػة حي ػػدر الص ػػدر (‪ ،)2‬ع ػػاـ ‪ 4621‬ف ػػي مدين ػػة الكاظمي ػػة المقدس ػػة ‪ ،‬كس ػػط اسػػرة عممي ػػة ديني ػػة اش ػػتيرت‬
‫لعممائيػػا العظػػاـ(‪ ،)3‬كبػػركزىـ فػػي جكانػػب الد ارسػػات الدينيػػة المتعػػددة السػػيما فػػي الفقػػو كاالصػػكؿ ‪ ،‬فضػػال النشػػغاؿ‬
‫عمماء ىذه االسرة كرجاليا في العمؿ السياسي في تػاريخ العػرب عامػة كالعػراؽ خاصػة مػف خػالؿ التػاريخ الحػديث‬
‫كالمعاصر(‪.)2‬‬
‫(‪)1‬‬
‫في بداية السنة الثانية مف عمرىا ‪ ،‬فاحتضنتيا كالدتيا كاشرفت عمى تربيتيا كتعميميا في كنؼ‬ ‫تكفي كالدىا‬

‫(‪ )4‬كانت "رحميا اهلل" تكتب مقاالتيا ككتبيا بتكاقيع مستعارة كىي ‪(:‬بنت اليدل)‪ ( ،‬اـ الكالء)‪ (،‬ك – ح)‪ (،‬ك – ح‪-‬أ)‪ ،‬ينظر يكسػؼ‬
‫اسػ ػ ػػعد داغػ ػ ػػر‪،‬معجـ االسػ ػ ػػماء المسػ ػ ػػتعارة كاصػ ػ ػػحابيا ‪( ،‬بيػ ػ ػػركت ‪ :‬دار االضػػ ػ ػكاء ‪ ) 4660 ،‬ص‪22‬ك ص‪10‬كص ‪02‬‬
‫كص‪(( ،401‬مقابمػػة شخصػػية)) ‪ ،‬صػػالح الخرسػػاف ‪ ،‬باحػػث اسػػالمي ‪،‬مكاليػػد ‪ ،4655‬الكاظميػػة المقدسػػة ‪.3141/ 3/ 1 ،‬‬
‫كيعتبر لقب (بنت اليدل) اكثػر شػيرة لشخصػية العمكيػة كخاصػة فػي الصػحافة كاسػتخدـ الباحػث اسػميا فػي ثنايػا البحػث (بنػت‬
‫اليدل)‪.‬‬
‫(‪ )3‬مف اقطاب االسرة البارزيف ‪ :‬السيد محمد ميدم حسف الصدر الػذم تػراس ك ازرة العػراؽ عػاـ ‪ ،4610‬كالسػيد اسػماعيؿ الصػدر‬
‫كالسيد مكسى الصدر ‪ ،‬كالسيد محمد باقر الصدر كغيرىـ‪.‬‬
‫(‪ )2‬صائب عبد الحميد ‪ ،‬محمد باقر الصدر ‪ ،‬تكامؿ المشركع الفكرم الحضارم ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مكتبة الصدر ‪ ،)3113 ،‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )1‬كاف كالدىا السيد حيدر الصدر عالما دينيا كفقييا كمحققا معركفػا كىػك ابػف اسػماعيؿ بػف صػدر الػديف الػذم منػو حممػت االسػرة‬
‫اس ػػميا ‪ ،‬ينظ ػػر ‪ :‬احم ػػد عب ػػد اهلل اب ػػك زي ػػد ‪ ،‬محم ػػد ب ػػاقر الص ػػدر الس ػػيرة كالمس ػػيرة ف ػػي حق ػػائؽ ككث ػػائؽ ‪( ،‬بي ػػركت ‪ :‬الع ػػارؼ‬
‫لممطبكعات ‪ ، )3111 ،‬ج‪ ،4‬ص‪-16‬ص‪.04‬‬
‫‪51‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬الذم عرفت اسرتو بالعمـ كاالدب مما تركت اثػ ار عمػى نشػأتيا ‪ ،‬باالضػافة‬ ‫خاليا الشيخ محمد رضا اؿ ياسيف‬
‫في تعميميا بعد اف كجدا سمات الذكاء كالنبكغ في شخصيتيا (‪ ،)2‬مما دعاىما الى االىتماـ بيا‬ ‫(‪)3‬‬
‫الى اثر اخكييا‬
‫بصكرة مستمرة كيسقيانيا مف عمكـ الديف كالمعارؼ العامة ‪ ،‬لذا خرجت بنت اليدل مف تمؾ االسرة حاممة العقيػدة‬
‫االسالمية كالمبدء متكلدة لدييا منيجا عميقا ككعيا متمي از لمسيرة الحياة االجتماعية كالثقافية كالسياسية(‪.)1‬‬
‫بدأت بنت اليدل منذ اكائؿ عاـ ‪ 4611‬حمقػات التػدريس كالتثقيػؼ الػديني فػي النجػؼ االشػرؼ بػدارىا الكاقػع‬
‫في محمة العمارة في المدينة القديمة داخؿ النجؼ االشرؼ ‪ ،‬لتحقيؽ ىدفيف رئيسيف االكؿ لتعريػؼ النسػكة بػدينيف‬
‫كاسػػالميف كتثقيػػؼ جيػػؿ مػػف المربيػػات حتػػى يكػػف ضػػميعات بالثقافػػة الحكزكيػػة ‪ ،‬امػػا الثػػاني فيػػك ارتئػػت مكاصػػمة‬
‫المنيج الذم رغبت السير عميو ايمانا منيػا بػاف عجمػة االصػالح كالتجديػد تحتػاج الػى طاقػات فعالػة كذات سػمات‬
‫متعددة ‪ ،‬قائمة بيذا الصدد ‪:‬‬
‫" انػي سعيدة فيما توفر لي مف ظروؼ خاصة مكنتني مف الطموح لبناء جيؿ مف‬
‫المؤمنػات المربيػات الالتػي يمكنيف خدمة االسالـ بافضؿ ما يمكف ‪ ،‬فانا وبفضؿ ار‬
‫تعالػى بقػرب اخػي ‪ ،‬احصػؿ منو عمػى التوجيو في كيفية العمؿ والرؤى الصحيحة‬
‫والمناسبة مف جانب وعمى الثقافة المعمقة والفيـ الصحيح لالسالـ مف جانب اخر ‪.)6("...‬‬
‫استمرت بنت اليدل في اداء ىذه المسؤكلية كالكاجب ‪ ،‬فاستطاعت في فترة زمنية قياسية اعداد ثمة مف‬
‫المؤمنات القادرات عمى التكجيو كاالصالح كنشر الكعي الثقافي االسالمي‪.‬‬

‫(‪ )4‬محمد رضا اؿ ياسػيف (‪ : )4610-4061‬مػف م ارجػع الػديف فػي النجػؼ االشػرؼ كشػيكخ الفقػو كاالصػكؿ كاالدب ‪ ،‬لػو مؤلفػات‬
‫منيا ‪ :‬بمغة الراجيف في فقو اؿ ياسيف ‪ ،‬تعميقات عمى كسيمة النجاة ‪ ،‬ديكاف شعر‪ ،‬ينظر ‪ :‬ىادم االميني ‪ ،‬معجـ رجاؿ الفكر‬
‫خالؿ الؼ عاـ ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪11‬؛ محمد رضا اؿ ياسيف ‪( ،‬البياف) ‪ ،4654 ،‬العدد (‪ ، )05‬ص‪.306‬‬
‫(‪ )3‬التفاصيؿ حكؿ سيرة االخ االكبر لبنت اليدل السيد اسماعيؿ الصدر ينظر كثيقة رقـ ( ‪ ) 4‬في المالحؽ بخط السيد محمد‬
‫باقر الصدر ؛ محمد رضا النعماني ‪ ،‬شييد االمة كشاىدىا ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مطبعة شريؼ ‪، )3111 ،‬ج‪ ،4‬ص‪ -214‬ص‪.211‬‬
‫(‪ )2‬اثنت كالدتيا عمى ذكائيا كقدرتيا عمى التعميـ كاالدراؾ السريع ‪ ،‬تعممت في بداية حياتيا عمى يد اخكييا السيد اسماعيؿ‬
‫الصدر كمحمد باقر المنطؽ كالنحك كاالصكؿ كالفقو كباقي المعارؼ االسالمية حتى اصبحت رائدة العمؿ النسكم االسالمي‬
‫(مقابمة شخصية) ‪ ،‬السيد حسيف اسماعيؿ الصدر ‪ ، ،‬عالـ مجتيد ككمرجع ديني ‪ ،‬مكاليد ‪ ،4655‬الكاظمية المقدسة ‪/3 / 1‬‬
‫‪. 3141‬‬
‫(‪ )1‬لمشييدة بنت اليدل ‪ ،‬اتجاه كحدكم كاضػح في كحدة الثقافة االسالمػية حينػما تصػدت لمناقشة الركيات المكػتكبة‬
‫بخصكص النبي كاؿ بيتو االطيار ‪ ،‬ككما فعمت في مناقشتيا لركاية (بنت الشاطئ) المسماة (بنات النبي) ‪ ،‬لمتفاصيؿ ينظر‬
‫‪ :‬جعفر حسيف نزار ‪ ،‬عذراء العقيدة كالمبدء ( الشييدة بنت اليدل) ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار المعارؼ ‪)4605‬‬
‫ص‪. 411‬‬ ‫ص‪-410‬‬
‫(‪ )5‬محمد رضا النعماني ‪ ،‬الشييدة بنت اليدل سيرتيا كمسيرتيا ‪ (،‬قـ ‪ :‬مطبعة اسماعمياف ‪ )4666 ،‬ص‪22‬؛ اـ حسف فاطمة‬
‫البدرم ‪ ،‬لمحات مضيئة مف النيج التربكم كالرسالي في قصص الشييدة بنت اليدل ‪ (،‬النجؼ االشرؼ ‪ :‬د‪ .‬مط ‪3111 ،‬‬
‫) ‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪51‬‬
‫كلتاكيد منيجيا االصالحي كجيت بنت اليدل بكاسطة كتاباتيا عمى صفحات مجمة االضكاء النجفية التي‬
‫صدرت في النجؼ االشرؼ عاـ ‪ ،)4(4611‬خطاباتيا المتككبة لممجتمع عامة كالنسكم خاصة ‪ ،‬لذلؾ كتبت‬
‫مقاليا االكؿ مخاطبة المرأة معرفة باىدافيا ‪ ،‬اذ تقكؿ ‪:‬‬
‫" ‪ ..‬فما اليوـ اذ تمتحف رسالتنا الحبيبة بشتى المحف اف ترفع مشعؿ الدعوة االسالمية ‪،‬‬
‫ونستمػد عمومػنا وتعممػنا في سبيؿ الدعوة االسالمية ‪ ،‬واف نذكر دائما وابدا اف نبي‬
‫الرحمة (‪ )‬كاف قد اوصانا بطمب العمـ وجعمو فريضة عمى كؿ مسمـ ومسممة ‪.)3("...‬‬
‫اسػتمرت بنػت اليػدل فػي تحفيػز المػرأة العراقيػة بالحصػكؿ عمػى الػدرجات العمميػة كالثقافيػة الرفيعػة القػادرة عػؿ‬
‫منافسػػة الرجػػؿ لتصػػؿ المناصػػب العميػػا ش ػرط المحافظػػة عمػػى القػػيـ االسػػالمية كمبادئػػو ‪،‬كاف تنبػػذ خمػػؽ الثقافػػات‬
‫الغربية الغريبة عف مجتمعنا كالبعيػدة عػف ركح االنسػانية ‪ ،‬كتسػتطيع مػف خػالؿ ذلػؾ بمكغيػا الػدرجات الرفيعػة مػع‬
‫حفاظػػو عمػػى الكمػػاؿ االنسػػاني الػػذم خصػػيا بيػػا ديننػػا االسػػالمي الحنيػػؼ ‪ ،‬كاكػػدت فػػي الكقػػت ذاتػػو عمػػى الم ػرأة‬
‫االىتمػػاـ بمجػػالي االداب كالفنػػكف ‪ ،‬المػػذاف عػػدتيما مػػاال يسػػتغنى عنيمػػا لتنػػكير االفكػػار كتيػػذيبيا كابػراز المشػػاعر‬
‫كتنسيقيا كاف يككناف اداة لمتعبير عف كجية النظر الصحيحة لمحياة كناطقا مػف االنسػانية السػامية كرمػ از لممفػاىيـ‬
‫العالية(‪.)2‬‬
‫كردا عمى االفكار اليدامة التي حاكلت النيؿ مف كرامة المرأة كحقكقيا في عقدم الخمسينيات كالسػتينيات مػف‬
‫القرف العشريف اظيرت بنت اليدل رباطة جأش كشجاعة عالية في التصدم ليا كمحاربتيػا فكريػا(‪ ،)1‬خاصػة تمػؾ‬
‫القائمة بمظمكمية المرأة كسمب حقكقيا في ظؿ االسالـ كتعاليمو ‪ ،‬كانيا اقؿ مرتبة مف الرجؿ(‪.)5‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ككسػػيمة‬ ‫اظيػػرت بنػػت اليػػدل مكىبػػة كبي ػرة مػػف خػػالؿ طرحيػػا الفكػػر التربػػكم باسػػتخداميا اسػػمكبا قصصػػيا‬
‫لعػػرض افكػػار كبيػػاف فمسػػفتيا االصػػالحية داخػػؿ المجتمػػع ‪ ،‬فكضػػحت مػػف خػػالؿ تمػػؾ الػػرؤل التػػي كانػػت ترغػػب‬

‫سيتـ التعرؼ عمى مجمة االضكاء كجماعة العمماء االحقا‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬


‫(‪( )3‬االضكاء) "مجمة" النجؼ ‪ ،‬السنة (‪ 41 ، )4‬حزيراف ‪ ،4611‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.31‬‬
‫(‪( )2‬االضكاء )‪ ،‬السنة (‪ )3‬تشريف االكؿ ‪ ،4614‬العدد (‪ ، )0‬ص‪. 210‬‬
‫(‪ )1‬رد احد الباحثيف النجفييف في بداية خمسينات القرف العشريف عمى تمؾ االتيامات اليادفة الىالنيؿ مػف ديننػا االسػالمي الحنيػؼ كتعاليمػو السػمحاء ‪ ،‬فبػيف اف‬
‫تمؾ التعاليـ تيدؼ دائما الى رفع مكانة المرأة كقيمتيا كفرض االحساف الييا جزء مف االصالح البشػرم الػذم جػاء بػو ‪ ،‬لمتفاصػيؿ ينظػر ‪ :‬جعفػر النقػدم‬
‫‪ ،‬االسالـ كالمرأة ( النجؼ االشرؼ ‪ :‬مطبعة الغرم الحديثة ‪.)4651 ،‬‬
‫(‪ ( )5‬االضكاء) ‪ ،‬السنة (‪ ، )5‬اب ‪ ،4611‬العدد (‪ ، )0‬ص‪.303‬‬
‫(‪ )1‬مف اىـ االسباب التي دفعت بنت اليدل لمكتابة القصصية ىي ‪ :‬أ‪ -‬انيا كانت ال تريد ابراز نفسػيا ككاتبػة مػف بػيف كتػاب المسػمميف اك انيػا قمػـ بػارز مػف‬
‫اقالـ الشيعة في اقؿ مايقاؿ ‪ ،‬بؿ رغبت ايصاؿ افكارىا التنكيرية بصكرة سريعة لممجتمع كىػذا االتجػاه السػريع ىػك الػذم يكصػميا الػى اهلل سػبحانو كتعػالى‬
‫‪.‬‬
‫ب‪ -‬اسػػمكب التػػدريج فػػي الػػكعظ كاالرشػػاد الػػذم تبنتػػو العمكيػػة كجدتػػو سػػائغا مسترسػػال فػػي كتابػػة القصػػة كالح ػكار اكثػػر مػػف اقسػػاـ الكتابػػات االخػػرل كانكاعيػػا‬
‫كاساليبيا‪.‬‬
‫ج‪ -‬اف القصػة (( السػػمكبيا الحػكارم)) تنػػاغـ الػنفس البشػرية ‪ ،‬فاحتكاءىػا كػػؿ شخصػػية الشػر كالخيػػر ‪ ،‬كبالتػالي يحصػػؿ االقتػداء كالتػػاثير بالمبػادئ التػػي تحمميػػا‬
‫تمؾ الشخصية المحببة‪.‬‬
‫د‪ -‬لمػػرد عمػػى االفكػػار المفسػػدة كاليدامػػة التػػي تناكلتيػػا االقػػالـ االغربيػػة كالعربيػػة المعاديػػة التػػي تبعػػد شػػبابنا كبخاصػة النسػػاء مػػف مبػػادئ االسػػالـ كنيجػػو القػػكيـ ‪،‬‬
‫ينظر ‪(( :‬االنترنت )) ‪ ،‬الشييدة امنة الصدر بنت اليدل ‪ ،‬المصدر السابؽ ؛(المقابمة الشخصية)‪ ،‬صالح الخرساف ‪.3141/ 43/3 ،‬‬
‫‪52‬‬
‫بعرضػيا لجميػػع المسػػتكيات الثقافيػة مػػف النسػػاء ‪ ،‬فعمػى سػػبيؿ المثػػاؿ تحػدثت فػػي قصػػتيا التػي اطمقػػت عمييػػا اسػػـ‬
‫"صراع مف واقع الحياة" (‪ ،)4‬الذم انتزعت احداثيا مف كاقع الحياة التػي تعيشػيا المػرأة المسػممة ‪ ،‬فػابرزت جػانبيف‬
‫اكليمػػا السػػيء كالثػػاني الصػػالح كيسػػتطيع القػػارئ بنفسػػو المقارنػػة بػػيف االتجػػاىيف ليتسػػنى لػػو التميػػز بػػيف الطيػػارة‬
‫كالسمك كبيف االنحطاط كانخفاض(‪.)3‬‬
‫دأب ابناء مدينة النجؼ االشرؼ عمى احياء المناسبات العقائدية كفي مقدمتيا ذكرل استشياد االماـ الحسػيف‬
‫(‪ ، )‬تمؾ المناسبة الحاضرة في ذىػف "بنت اليػدى" التػي عممػت عمػى عقػد احػد المجػالس المعركفػة فػي المدينػة‬
‫كخصصت كقتا لالجابة عمى االسئمة المتعمقة بالفقو كالعقيدة ‪،‬كلـ تغفؿ في عرضيا ميػاـ تمػؾ المجػالس كاىػدافيا‬
‫بما يتناسب كمكانة كاقعة الطؼ كشييدىا كالتضحيات التػي قػدمت مػف اجػؿ االصػالح كاسػتمرار الػديف االسػالمي‬
‫بعيدا عف الطركحات السطحية التي ال تيدؼ اال الثارة مشاعر الحاضريف كابكائيـ فاعتبرتو امنة الصدر ابتعػادا‬
‫عف االحداث السامية التي نشأت مف اجميا تمؾ المجالس(‪.)2‬‬
‫كفػػي الجكانػػب االجتماعيػػة االخػػرل ‪ ،‬نشػػرت بنػػت اليػػدل منتصػػؼ عػػاـ ‪ ،4613‬مقػػاال بعنػكاف " المغػػاالة فػػي‬
‫الميور " بينت اىػـ االضػرار االجتماعيػة داخػؿ المجتمػع نتيجػة ارتفػاع ميػكر الػزكاج ‪ ،‬ذاكػرة فػي مقالتيػا ضػركرة‬
‫تقديـ اىمية القيمة الركحية لمزكاج عمى النكاحي المادية قائمة ‪:‬‬
‫" ‪ ...‬فانػا ال اكػاد اصػدؽ اف ىنػاؾ فتاة واحدة تقبؿ بكؿ عواطفيا اف يحدد ليا قيمة عند‬
‫الزواج ولكف العرؼ االعمى التقاليد الظالمة ‪ ..‬او ليس لنا في رسوؿ ار (‪ )‬وابنتو اسوة‬
‫حسنػة اف كنػا مسممػيف ‪ ...‬ولكنػيا اختارت السعادة الواقعية والراحة الروحية وارادت‬
‫بيذا ايضا اف تعطينا درسا نعتبر فيو في كؿ عصر وزماف فيؿ نحف معتبروف"(‪.)5‬‬
‫كفػػي اكاخػػر عػػاـ ‪ ،4615‬ناقشػػت الطركحػػات المناديػػة بمسػػاكاة الرجػػؿ كالم ػرأة فػػي قضػػية المي ػراث ‪ ،‬مؤكػػدة تمػػؾ‬
‫االفكار خركجا عمى النص القركني القائؿ ‪ " :‬يوصيكـ ار في اوالدكـ لمػذكر مثػؿ حػض االنثيػيف"(‪ ،)5‬داعمػة فػي‬
‫ذات الكقت مطالب المرأة المشركعة التي اقرتيا التعاليـ االليية في االسالـ قائمة بيذا الصدد‪:‬‬

‫(‪ )4‬بنت اليدل ‪ ،‬المجمكعة القصصية الكاممة ‪ ،‬تحقيؽ عبد الكريـ الزىيرم كماجد العاصي ‪ ،‬ط ‪( ،3‬د‪.‬ـ‪ :‬مؤسسة‬
‫التاريخ العربي ‪ ،)3111 ،‬ص‪.1‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسو ‪ ،‬المقابمة الشخصية ‪ ،‬صالح الخرساف ‪ ،‬مقابمة بتاريخ ‪ 31‬كانكف الثاني ‪.3141‬‬
‫(‪ (( )2‬مقابمة شخصية ))‪ ،‬السيد حسيف اسماعيؿ الصدر ‪ 3141 /43/ 1 ،‬؛ (( مقابمة شخصية )) ‪ ،‬حسيف اؿ ياسيف ‪،‬‬
‫مفكر اسالمي ‪ ،‬مكاليد ‪ ، 4611‬الكاظمية المقدسة ‪. 3141 / 43 /3 ،‬‬
‫(‪ )1‬بنت اليدل ‪ ،‬المغاالة في الميكر‪( ،‬االضكاء) السنة (‪ ، )2‬ايار ‪ ،4613‬العدد (‪ ،)2‬ص‪.411‬‬
‫(‪ )5‬سكرة النساء ‪ ،‬اية (‪.)44‬‬
‫‪53‬‬
‫" نعـ اني ارجو مف خواتي المثقفات اف يطالبف بحقوقيف الالتي شرعيف ليف االسالـ‬
‫واف يطبؽ االسالـ عمى انفسيـ لتعش العائمة في وئاـ وسالـ ويمزمف الذيف يغاروف‬
‫عمػػػػػػػػػػػػػػػػػى نسػػػػػػػػػػػػػػػػػػائيـ مػػػػػػػػػػػػػػػػػػف الػػػػػػػػػػػػػػػػػذئاب الشػػػػػػػػػػػػػػػػػػريرة الجائعػػػػػػػػػػػػػػػػػػة ‪.)2("...‬‬
‫شػػكمت حالػػة االنحػػالؿ االخالقػػي المتمثمػػة " بػػػالتبرج" " والسػػػفور" "والزينػػػة" التػػي بػػدأت تغػػزك الجامعػػات‬
‫امر بدء ياخذ حي از في تفكيرىا ‪ ،‬اذ كجدت مف الضػركرم التصػدم لتمػؾ الحالػة‬
‫العراقية كشكارع العاصمة بغداد ‪ ،‬نا‬
‫مبػيف اف ذلػؾ حصػؿ نتيجػػة التػاثر بالحضػارة الغربيػة كتبرجيػػا ‪ ،‬كاكػدت اف ىػذا االنبيػار نػػاتج مػف سػطحية الفكػػر‬
‫كقص ػػر النظ ػػر ‪ ،‬م ػػذكرة اف المػ ػراة ىن ػػاؾ كالحري ػػة المزعكم ػػة الت ػػي تتمت ػػع بي ػػا ال تك ػػكف بمكجبي ػػا اال س ػػمعة مبتذل ػػة‬
‫رخيصة تتمقفيا االيادم الممكثة كترمييا بعد االرتكاء منيا ‪ ،‬كاصفة تمؾ الحالة ‪:‬‬
‫" كزىر قد جؼ منو ماء الحياة وتقطعت اوصالو عف ترتبو مؤكدة اف جماؿ‬
‫الروح والبساطة في المنظر والوقار واستقامة الخمؽ وىدوء الطبع وعذوبة‬
‫العقؿ ‪ ،‬فاف ذلؾ سيكنوف سببا العجاب الناس بصاحبيا"(‪.)3‬‬
‫كتاسيسا عمى ما تقدـ اكدت "بنت اليدى" عمى الفتاة المسممة ضركرة اف تككف مثاال يتقدل بو قائمة ‪:‬‬
‫" كوني مثال يقتدى بو وال تكوني العوبة تقتدى ‪ ،‬وكوني متبوعة ال تابعة قاومي‬
‫االغراءات ‪ ،‬اصمدي اماـ كؿ شيء ‪ ،‬فاني العمـ اف العقبات امامؾ كثار ‪ ،‬واف‬
‫دربؾ ال يخمو مف شوؾ وعثار ‪ ،‬لكف النكوص عار ‪ ،‬والتراجع شنار ‪ ،‬فالموت‬
‫اولى مف ركوب العار ‪ ،‬والعار ‪ ،‬اولى مف دخوؿ النار ‪.)4("....‬‬
‫كم ػ ػ ػ ػػف الناش ػ ػ ػ ػػطات االخ ػ ػ ػ ػػرل ‪ ،‬اشػ ػ ػ ػ ػرفت بن ػ ػ ػ ػػت الي ػ ػ ػ ػػدل عم ػ ػ ػ ػػى م ػ ػ ػ ػػدارس الزىػ ػ ػ ػ ػراء الت ػ ػ ػ ػػي اسس ػ ػ ػ ػػيا الس ػ ػ ػ ػػيد‬
‫مرتضى العسكرم (‪ ،)1‬في بغداد عاـ ‪4611‬كالتي كانت مف النتاجات الفكرية البارزة ‪.‬‬

‫(‪( )4‬االض ػكاء) ‪ ،‬الس ػػنة (‪ ، )5‬م ػػايس ‪ ،4615‬الع ػػدداف (‪ ، )6( )0‬ص‪215‬؛ محم ػػد الحس ػػكف كاخ ػره اع ػػالـ النس ػػاء المؤمن ػػات ‪ ( ،‬طيػ ػراف ‪ :‬دار االس ػػكة‬
‫لمطباعة كالنشر ‪ ،) 3111 ،‬ص ‪ – 06‬ص ‪. 65‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.215‬‬
‫(‪( )2‬االضكاء) ‪ ،‬حزيراف ‪ ،4611 ،‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.33‬‬
‫(‪ )1‬كلد السيد مرتضى محمد اسماعيؿ العسكرم في مدينة سامراء ‪ ،‬عػاـ ‪ 4643‬مػف اسػرة عمميػة ‪ ،‬تمقػى عمكمػو فػي حػكزة سػامراء‬
‫ثـ حكزة قـ ‪ ،‬كيعد العسكرم مف اكائؿ المفكريف االسالمييف في العراؽ الذيف دعكا الى التصدم الفكرم لمغزك الغربي ‪ ،‬كنػادل‬
‫بضػركرة اصػالح المنػاىج الد ارسػية لممػدارس الحككميػة ‪ ،‬اسػيـ فػػي تاسػيس مشػاريع تعميميػة عمػى غػرار مشػاريع جمعيػة منتػػدل‬
‫النشػػر ‪ ،‬كعػػيف اكؿ عميػػد لكميػػة اص ػكؿ الػػديف فػػي بغػػداد التػػي افتتحػػت عػػاـ ‪ ،4611‬كضػػع تحػػت المراقبػػة بعػػد العػػاـ ‪،4610‬‬
‫كاقتحمت االجيزة االمنية البعثية داره مرات عديدة حتػى غػادر العػراؽ عػاـ ‪ ،4616‬لػو مؤلفػات عديػدة منيػا ‪ :‬عبػد اهلل بػف سػبأ‬
‫شخصية خرافية ‪ ،‬كلو ايضا دكر االئمة في احياء الديف كيقع في اربعة عشر جزءا ‪ ،‬ينظر= ‪ :‬رحيـ عبػد الحسػيف ‪ ،‬المصػدر‬
‫الس ػػابؽ ‪ ،‬ص‪425‬؛ ص ػػالح الخرس ػػاف ‪ ،‬ح ػػزب ال ػػدعكة االس ػػالمية حق ػػائؽ ككث ػػائؽ ‪ ( ،‬دمش ػػؽ ‪ :‬د ‪ .‬ـ ‪ ، )4666 ،‬ص‪-12‬‬
‫ص‪.11‬‬
‫‪54‬‬
‫لجمعية الصندكؽ لخيرم االسالمي(‪ ،)4‬قامت بفتح فرعا لتمؾ المدرسة داخؿ النجؼ االشرؼ (‪ ،)3‬كاخذت بنت‬
‫اليدل االشراؼ عمييا في بغداد كالنجؼ ككانت مف المساىميف في تاسيسيا ‪ ،‬فضال عف اشرافيا عمى مدارس‬
‫دينية اخرل في المدينة ككاف ليا دك ار في تعيف المناىج الدراسية التربكية االسالمية ليا ‪ ،‬كتحؿ كؿ ما تكاجيو‬
‫ىذه المدارس مف مشاكؿ كصعكبات ‪ ،‬فكانت تقس ـ اياـ االسبكع بيف النجؼ كالكاظمية ‪ ،‬كلـ تكتؼ بنت اليدل‬
‫عمى القاء الدركس التي تمقييا عمى الطالبات ‪ ،‬بؿ لدييا محاضرات تربكية تمقييا عمى المعممات بعد انتياء‬
‫الدكاـ الرسمي لممدرسة(‪.)2‬‬
‫لػػـ يك ػػف الي ػػدؼ م ػػف تم ػػؾ المػػدارس س ػػد حاج ػػة المجتم ػػع م ػػف المػػدارس االبتدائي ػػة كالثانكي ػػة(‪ ،)1‬ف ػػاف الم ػػدارس‬
‫الحككمية كانت كافية الستيعاب الطالبات ‪ ،‬فكاف اليػدؼ االكؿ مكاجيػة الثقافػات الماديػة كالفكػر القػكمي الصػاعد‬
‫المذاف يدعكاف الى التحمؿ كاالنحراؼ كالتردم االخالقي(‪.)5‬‬
‫كفي الجانب االدبي ‪ ،‬لـ تكػف بنػت اليػدل شػاعرة مكثػرة كلػـ تتناكلػو تنػاكؿ المخػتص بالشػعر بػؿ كجػدت نقصػا‬
‫ثقافيا سائدان في ذلؾ الكقت ‪ ،‬متمثال بعدـ خكض المرأة المسػممة فػي عػالـ الشػعر كنظمػو كعػدت ذلػؾ ىػدفا يسػمك‬
‫بصاحبو الػى اعمػى درجػات الرحمػة كالرضػكاف ‪ ،‬لػذلؾ اخػذت عمػى عاتقيػا كتابػة مقػاطع شػعرية تعبػر مػف خالليػا‬
‫عما يعانيو كاقع المرأة المسممة مف انحطاطات في مستكاىا الثقافي الديني ‪ ،‬كنحف نػكرد ىنػا مػا تسػير لنػا معرفتػو‬
‫(‪)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫مف شعرىا‬
‫لترانػػػػا كيػػػػؼ قػػػػد اشػػػػرؽ نػػػػور الحػػػػؽ فينػػػػا‬ ‫يػػػػػا رسػػػػػوؿ ار ابشػػػػػر وانظػػػػػر اليػػػػػوـ الينػػػػػا‬
‫اف تػػػرى القػػػروف ميجػػػو ارً عمػػػى الػػػرؼ سػػػنيف‬ ‫يػػػػػػا رسػػػػػػوؿ ار (إنػػػػػػا) فتيػػػػػػات قػػػػػػد ابينػػػػػػا‬
‫وقالت ايضا ‪:‬‬

‫(‪ )4‬اسسيا السيد ىبة الديف الشيرستاني عاـ ‪ 4611‬كاجريت اكؿ عممية انتخابيػة الىاختيػار الييئػة الدارتيػا كػاف السػيد الشيرسػتاني‬
‫رئيسا لييئتيا كالسيد رؤؼ السرحاني لرئاسة االدارة كالحاج عبد العزيز البغدادم لممحاسبة العامة كغيرىـ مػف االعضػاء لممزيػد‬
‫ينظر الكثيقة في الممحؽ رقـ (‪.) 3‬‬
‫(‪ )3‬اصبحت رئاسة الجمعية منذ عاـ ‪ 4650‬لمسيد مرتضى العسكرم كنائبو السيد ميدم الحكيـ ‪ ،‬كقامت الجمعية بتاسػيس العديػد‬
‫مػػف المؤسسػػات التعميميػػة فػػي بغػػداد كالبصػرة كالحمػػة كالديكانيػػة كالنجػػؼ االشػػرؼ كالكػػكت ‪ ،‬باالضػػافة الػػى الجكانػػب االجتماعيػػة‬
‫المتمثمػػة ببنػػاء دكر لاليتػػاـ كبنػػاء مستكصػػؼ صػػحي لممزيػػد ينظػػر ‪ :‬صػػالح الخرسػػاف ‪ ،‬اض ػكاء عمػػى تحػػرؾ المرجعيػػة الدينيػػة‬
‫كالحكزة العممية في النجؼ االشرؼ ‪( ،4663-4650‬بغداد ‪ :‬مطبعة الكساـ ‪ )3111 ،‬ص‪.240‬‬
‫(‪( )2‬مقابمة شخصية) السيد حسيف اسماعيؿ الصدر ‪ ،‬بتاريخ ‪ 1‬كانكف االكؿ ‪. 3141‬‬
‫(‪ )1‬لممزيد عف النظاـ الدخمي لمدارس الزىراء ينظر ‪ :‬محمد عارؼ كاظـ ‪ ،‬الشػييدة بنػت اليػدل سػيرتيا كمسػيرتيا ‪( ،‬بيػركت‪ :‬دار‬
‫المرتضى ‪ ، )3111 ،‬ص‪31-44‬؛ الخطيب ابف النجؼ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 51‬‬
‫(‪(( )5‬مقابمة شخصية)) صالح الخرساف ‪ ،‬مقابمة بتاريخ ‪3141 /3/ 21‬؛ ((مقابمة شخصية) )‪ ،‬حسيف اؿ ياسيف ‪ ،‬مقابمػة بتػاريخ‬
‫‪ 3141/43/21‬؛ السيد حسيف اسماعيؿ الصدر مقابمة بتاريخ ‪. 3141 / 43 /21‬‬
‫(‪ )1‬فاطمة العراقي كاخر ‪ ،‬مذكرات سجينة ( قـ ‪ :‬مطبعة فاضؿ ‪ ، ) 3112 ،‬ج‪ ، 4‬ص‪.11‬‬
‫‪55‬‬
‫وارتحػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػت مبػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػادئ وافػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػدة‬ ‫غػػػػػػػػػػػػداً لنػػػػػػػػػػػػا ميمػػػػػػػػػػػػا ادعػػػػػػػػػػػػى ممحػػػػػػػػػػػػد‬
‫نضػػػػػػػػػػػعؼ امػػػػػػػػػػػاـ العصػػػػػػػػػػػبة الجاحػػػػػػػػػػػدة‬ ‫غػػػػػػػػػػػػػػػػداً لنػػػػػػػػػػػػػػػػػا اذا صػػػػػػػػػػػػػػػػمدنا ولػػػػػػػػػػػػػػػػػـ‬
‫والحػػػػػػػػػػػػػؽ ال يخمػػػػػػػػػػػػػؼ مػػػػػػػػػػػػػف واعػػػػػػػػػػػػػده‬ ‫فػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػار قػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػدوانا نصػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػره‬
‫كذكرت بنت اليدل بحتمية النصر عمى زمر االلحاد كالطغياف التي تحكـ العراؽ قائمة بيذا الصدد(‪:)4‬‬
‫نحػػػػػػػػػػػػػو اليػػػػػػػػػػػػػدى خفاقػػػػػػػػػػػػػة صػػػػػػػػػػػػػاعدة‬ ‫سػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػترتفع رايػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػة اسػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالمنا‬
‫رغػػػػػػػػػػػػػػػـ انػػػػػػػػػػػػػػػوؼ الزمػػػػػػػػػػػػػػػرة الحاقػػػػػػػػػػػػػػػدة‬ ‫ويتنصػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػر دسػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػتور قروننػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػا‬
‫لذلؾ فانيا نادت بعدـ جعؿ الحجاب حػاج انز كقيػدان امػاـ الكاجػب الرسػالي كضػركرة التصػدم لمػؤامرات االعػداء‬
‫حيث تقكؿ (‪:)3‬‬
‫وبعصػػػػػػػػػػػػمتي اسػػػػػػػػػػػػمو عمػػػػػػػػػػػػى اترابػػػػػػػػػػػػي‬ ‫بيػػػػػػػػػد العفػػػػػػػػػاؼ اصػػػػػػػػػوف عػػػػػػػػػز حجػػػػػػػػػابي‬
‫سػػػػػػػػػػػػدؿ الخمػػػػػػػػػػػػار بممتػػػػػػػػػػػػي وحجػػػػػػػػػػػػابي‬ ‫مػػػػػػػػػا عػػػػػػػػػاقني خجمػػػػػػػػػي عػػػػػػػػػف العميػػػػػػػػػا وال‬

‫كفي الكقت ذاتو نبيت الى خطكرة االفكػار المطركحػة مػف قبػؿ السػمطة العراقيػة اليادفػو الػى تقكيػة مؤسسػات‬
‫فكريػػة تعػػد اداة جػػذب فعالػػة كاتحػػاد النسػػاء كالجمعيػػات النسػػكية المختمقػػة(‪ ،)2‬ىػػدفيا االكؿ كاالخيػػر تغييػػر المسػػار‬
‫االخالقي لممرأة العراقية(‪.)1‬‬
‫كفػػي اطػػار اخػػر ‪ ،‬نبيػػت بنػػت اليػػدل الػػى سياسػػة التزم ػة كالتحجػػر التػػي تطبػػؽ مػػف المحسػػكبيف عمػػى التيػػار‬
‫الديني ضد المرأة مذكرة اف سياسة القسر كاالكراه تبعد المرأة عف تعاليـ االسالـ الذم اثبت اف العقيدة ال تقكـ اال‬
‫عمى اساس التفاىـ كاالنسػجاـ ‪ ،‬داعيػة الػى التفريػؽ بػيف االسػالـ الحقيقػي القػائـ عمػى اسػاس الحػب كالمركنػة كمػا‬
‫يدعيو المتزمتكف المتمسككف بمنيج العنؼ فخاطبتيـ بالقكؿ ‪:‬‬
‫" ‪ ...‬لماذا فرضوا عمى المرأة قيدواً وحدوداً لـ يتنزؿ ار بيا مف القروف‬
‫فالضغػط يولػد االنفجػار والتزمػت يدعػوا الى النقمة عمى جميع‬
‫االمور حتى الشريعة الضرورية ‪."...‬‬
‫كما نبيت بنت اليدل عف خطكرة قضية اخرل القػت ركاجػان كانتشػا انر فػي تمػؾ االزمػاف اال كىػي عػرض المػرأة‬
‫لالزياء كاالعالنات الدعائية كما ترافؽ معيا مف فتح المسارح كمحالت المكضة ‪ ،‬محذرة مف خطر ىذا االجتيػاح‬
‫الفكرم عمى المجتمع االسالمي كمعتبرة ذلؾ تشجيعا لممرأة عمى الرذيمة كانعداـ الحشمة في مجتمعاتنػا االسػالمية‬

‫(‪ )4‬اـ فاطمة البدرم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.45‬‬


‫(‪ )3‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪41‬؛ عبد الرضا فرىكد ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪11‬؛ (االنترنت) الشييدة بنت اليدل ‪ ،‬المصدر السابؽ‪.‬‬
‫(‪ )2‬عػػف تػػاريخ تاسػػيس تمػػؾ المؤسسػػات الثقافيػػة فػػي الع ػراؽ كالػػذم اسػػتخدما نظػػاـ البعػػث لتػػركيج افكػػاره بػػيف العناصػػر النسػػكية فػػي‬
‫العراؽ ‪ ،‬ينظر ‪( :‬العمؿ كالشؤكف االجتماعية )"مجمة"‪ ،‬بغداد ‪ ،‬تشريف الثاني ‪ ،4615‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.51‬‬
‫(‪ )1‬فاطمة العراقي كاخر ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ -14‬ص‪13‬؛ (البالغ) "صحيفة" ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬نيساف ‪ ،3111‬العدد (‪.)452‬‬
‫(‪.)452‬‬
‫‪56‬‬
‫‪ ،‬منتقػػدة فػػي ذات الكقػػت الم ػرأة الغربيػػة المغػػرر بيػػا ‪ ،‬كالمخدكعػػة ببيػػرج الحيػػاة كزخرفيػػا ‪ ،‬حتػػى عػػدت ال تممػػؾ‬
‫لنفسيا حتى ذلؾ البيرج قائمة ‪:‬‬
‫" ‪ ...‬لست احب لؾ اف تندمي بيذه القوة في اجواء الخياؿ بعيداً عف‬
‫الواقع االجتماعي ‪ ...‬وال افضؿ لؾ اف تغرؾ ىذه الدنيا الجديدة ببريقيا‬
‫وزيفػيا ‪ ...‬فػال تغرنؾ ىذه الحضارة الحديثة ببريقيا وزيفيا ‪ ...‬بما‬
‫تحمػؿ مف الواف الترؼ وفنوف البذخ ‪ ...‬وحذار اف تغرؾ ىذه الصحؼ‬
‫واالقػالـ الساقطػة التػي تحػمؿ اليػؾ فػي الشرؽ االسالمي نماذج‬
‫مػف ىػذه الخالعػة وىػذا االبتػذاؿ الػذي بمغػتو امػػرأة فػي‬
‫الدنيا الجديدة في اوربا ‪.)2("...‬‬
‫لػػـ تكػػف ىػػذه الطركحػػات مألكفػػة فػػي مرحمػػة السػػتينات مػػف قبػػؿ الم ػرأة العراقيػػة التػػي كانػػت تعػػاني مػػف االميػػة‬
‫المتفشية في اكساطيا ‪ ،‬فعػدت كتابػات "بنػت اليػدل" قفػزة نكعيػة فػي ميػداف الكتابػة كالفكػر ‪ ،‬ابيػرت ابػرز كتابػات‬
‫كبير مف التعميـ(‪.)3‬‬
‫قدر نا‬ ‫عصرىا الالتي نمف نا‬
‫ممتنعػا فاخػذت بنظػػر االعتبػار اكلكيػػة اليػػدؼ كثانكيػة الجانػػب الفنػػي‬
‫ن‬ ‫لقػد كػػاف اسػمكب بنػػت اليػػدل شػفافا سػػيال‬
‫مخالفة في ذلؾ االدباء العراقييف الذيف يكلكف الجانب الفني اىتماما اكثر مف اليدؼ ‪ ،‬معمقة عمى ذلؾ بقكليا ‪:‬‬
‫" استحاؿ بعض ادبائنا مع كؿ االسؼ الى مترجميف وناشريف ال اكثر واال‬
‫اقػؿ ‪ ،‬افكارىػـ غريبػة عنيػـ ‪ ،‬بعيػدة عػف واقعيـ ومجتمعيـ ‪،‬‬
‫تستيوييػـ الصيحػة ‪ ،‬وتطربيـ النغمة ‪ ،‬وتكسوىـ الرشفة ‪ ،‬فيغنوف‬
‫بامجػاد االعػداء وىػـ فػي غفمػة ساىػوف ‪ ،‬وييممػوف لالفكار‬
‫السامة وىـ ال يكادوف يفقيوف منيا شيئاً‪.)4("...‬‬
‫مثمػػت بنػػت اليػػدل انعطافػػة كريػػادة فػػي الخطػػاب االصػػالحي ‪ ،‬اذ ابتعػػدت عػػف كػػؿ صػػكر التزم ػة كالتشػػدد ‪،‬‬
‫كلػػذلؾ يمكػػف القػػكؿ باني ػا ارئػػدة العمػػؿ االسػػالمي النسػػكم فػػي الع ػراؽ حتػػى استشػػيادىا (‪ ،)1‬فمػػـ تسػػبقيا كاتبػػة فػػي‬

‫االضكاء ‪ ،‬السنة (‪ 41 )4‬حزيراف ‪ ،4611‬العدد (‪ )4‬ص‪ ،31‬السنة (‪ )3‬ايمكؿ ‪ ،4614‬العدد (‪ ، )0‬ص‪.211‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫(‪ )3‬تمثؿ ذلؾ عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر في الدكتكرة كالركائية الكاتبة المصرية (بنت الشاطئ) في سػفرىا لمنجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬حػي ‪ ،‬التقػت امنػة الصػدر‬
‫( بنت اليدل) فكجدت بنت الشاطئ نفسيا اماـ مفكرة اسالمية مما دعاىا الى السؤاؿ عف مكاف الكمية التي تخرجػت منيػا ‪ ،‬فاجابتيػا بنػت اليػدل ببسػمة‬
‫ككداعة ‪ :‬انا خريجة بيتنا فدىشت الدكتكرة ليذه المفاجئة ‪ ،‬ينظر ‪ :‬اميرة سعيد زبالة الياسرم ‪ ،‬محمد باقر الصػدر ‪ ،‬د ارسػة تاريخيػة ‪ ،‬رسػالة ماجسػتير ‪،‬‬
‫(جامعة بابؿ ‪ :‬كمية التربية ‪ ، )3110 ،‬ص‪ ،6‬فاطمة العراقي كاخر ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ ( )2‬االضكاء) ‪ ،‬حزيراف ‪ ،4614‬العدد (‪ ، )1‬ص‪22‬؛ محمد الحسكف كاخر ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫استشدىت بنت اليدل في ‪ 6‬نيساف عاـ ‪ 4601‬عمى ايدم الحكػـ البعثػي الجػائر فػي العػراؽ ‪ ،‬كالػذم اطبػؽ عمػى انفػاس الشػعب الع ارقػي اج ارمػا ككحشػية‬ ‫(‪)1‬‬
‫كارىابػػا كقسػػكة ‪ ،‬منػػذ عػػاـ ‪ ،4612‬كحتػػى يػػكـ التحريػػر (الخػػالص) فػػي ‪ 6‬نيسػػاف عػػاـ ‪ ،31112‬كقػػد اسػػتخدـ كسػػائؿ تعػػذيب شػػتى مػػع (بنػػت اليػػدل)‬
‫كشػػقيقيا السػػيد محمػػد بػػاقر الصػػدر نمػػت عمػػى حقػػد دفػػيف كغػػؿ فػػي صػػدكر الطغػػاة حقػػدان ككرىػان ‪ ،‬بعػػد اف اشػػارت بعػػض المصػػادر الىجسػػدىا الشػريؼ قػػد‬
‫اذيب في احكاض االسيد ( التيزاب) الخفاء جريمتيـ النكراء ‪ ،‬ينظر ‪ :‬احمػد عبػد اهلل ابػك زيػد ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ج‪ ، 1‬ص‪301‬؛ محمػد رضػا النممػاني‬
‫‪ ،‬سػػنكات المحنػػة كايػػاـ الحصػػار ‪( ،‬ق ػـ ‪ :‬مطبعػػة ش ػريعة ‪ )4661 ،‬ص‪230‬؛ ((االنترنػػت)) ‪ ،‬بقمػػـ عائمػػة الشػػييد السػػيد الصػػدر ‪ ،‬محمػػد بػػاقر الصػػدر‬
‫(‪ )www.watfaje.wet‬؛ اميرة سعيد الياسرم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪57‬‬
‫ىذا المجاؿ ‪ ،‬خاصة اف الحقيقة الثابتة اف ىذه المرأة المجددة ىي بنت المرجعية الدينية الحاممػة لنفسػيا كاىػدافيا‬
‫‪.‬‬
‫كيبيف الجدكؿ رقـ (‪ )42‬نماذجا مف القصص االصالحية دئبت بنت اليدل عمى نشػرىا فػي مجمػة االضػكاء‬
‫النجفية ىادفة منو التجديد كاالصالح‪.‬‬
‫جدوؿ رقـ(‪)24‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نماذج مف القصص االصالحية الى بنت اليدى‬
‫المالحظات‬ ‫عنواف القصة‬ ‫ت‬
‫كانت تحرص عمى جعؿ بطؿ القصة ىك االنمكذج الكامؿ لالنسانية‪.‬‬ ‫الفضيمة تنتصر‬ ‫‪-4‬‬
‫تحدثت عف حقكؽ المرأة في االسالـ ‪ ،‬كليس الحجاب كفضو بحائؿ دكف تػرؾ‬ ‫حقكؽ المرأة في االسالـ‬ ‫‪-3‬‬
‫المراة كاداء كاجباتيا العممية كاالنسانية‪.‬‬
‫بيت العالقة االنسانية بػيف الرجػؿ كالمػرأة ‪ ،‬حتػى لػك كػاف اجنبيػيف خاصػة فيمػا‬ ‫االنسانية بيت الرجؿ كالمرأة‬ ‫‪-2‬‬
‫يتعمؽ باالمر بالمعركؼ كالنيي عف المنكر‪.‬‬
‫اظيػػرت التعام ػػؿ االنس ػػاني اس ػػاس االنس ػػانية كالتف ػػاىـ كالش ػػفقة فيم ػػا ب ػػيف افػػراد‬ ‫الصدقة‬ ‫‪-1‬‬
‫البشر‪.‬‬
‫ليت االنساف يعمـ بالمكت المفاجئ لما فعؿ سكء قط‪.‬‬ ‫ليتني كنت اعمـ‬ ‫‪-5‬‬
‫ال ننا لـ نخمؽ ليذه الحياة كانما خمقنا لحياة اخرل ‪.‬‬ ‫لماذا نمكت‬ ‫‪-1‬‬
‫تحدثت في ىذه القصة القصيرة كاشارت الى الزكاج االنتيازم الذم يبنى عمػى‬ ‫صفقة خاسرة‬ ‫‪-1‬‬
‫استغالؿ الزكج لممرأة ذات الماؿ الميسكرة الحاؿ‪.‬‬
‫فػػي سػػياؽ ىػػذه القصػػة اخػػذت تبػػيف اف الػػزكاج فػػي االسػػالـ بنػػى عمػػى اسػػاس‬ ‫اختيار الزكجة‬ ‫‪-0‬‬
‫الكفاءة االيمانية بيف الزكجيف كليس عمى اساس التكافئ الطبقي كالمادم‪.‬‬
‫تناكلت جانبػا اخالقيػا ميمػا مػف جكانػب المعاشػرة الزكجيػةة كتشػير الػى خطػاء‬ ‫صافرة انذار‬ ‫‪-6‬‬
‫اثقاؿ الزكج بالمتطمبات المادية كتحميمو ما ال يطيؽ‪.‬‬
‫اف ضمير االنساف الحي سببا بارتفاع صاحبو الىاعمى درجات المثؿ العميا‪.‬‬ ‫نداء ضمير‬ ‫‪-41‬‬

‫(‪ )4‬لممزيػػد ينظػػر ‪ :‬اـ فاطمنػػة البػػدرم ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪ ،‬ص‪ -42‬ص‪14‬؛ محمػػد رضػػا النعمػػاني ‪،‬الشػػييدة بنػػت اليػػدل سػػيرتيا‬
‫كمسيرتيا ‪ ،‬ص‪ -410‬ص‪445‬؛ ( البالغ ) "جريدة" ‪ 41‬نيساف ‪ ،3111‬العدد (‪ )452‬؛ بنت اليػدل ‪ ،‬المجمكعػة القصصػية‬
‫الكامم ػػة ؛ (االضػ ػكاء) ‪ ،‬الس ػػنة (‪ 41 )4‬حزيػ ػراف ‪ ،4611‬الع ػػدد (‪ ، )4‬ص‪31‬؛ الس ػػنة (‪ ،4614 )3‬الع ػػدد (‪ ، )0‬ص‪211‬؛‬
‫السػػنة (‪ ، )2‬ايػػار ‪ ،4613‬الع ػدد (‪، )2‬ص‪411‬؛ السػػنة (‪ ، )5‬مػػايس ‪ ،4615‬العػػدداف (‪ )0‬ك(‪ ، )6‬ص‪215‬؛السػػنة (‪، )5‬‬
‫ابف ‪ ،4611‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.303‬‬
‫‪51‬‬
‫ثانياً ‪ :‬الشيخ محمد ميدي شمس الديف ‪:‬‬
‫كاف محمد ميدم شمس الديف كاحدان مف ابرز ركاد الفكر االسػالمي التجديػدم الػذم يحتػذل بػو خػالؿ القػرف‬
‫العش ػريف ‪ ،‬فقػػد اتسػػمت طركحاتػػو الفكريػػة بطػػابع تجديػػدم اصػػالحي يرن ػكا الػػى الحػػديث كال ينفصػػؿ عػػف القػػديـ ‪،‬‬
‫مشػػددان فييػػا الثبػػات عمػػى الػػديف االسػػالمي كثكابتػػو ‪ ،‬مسػػتثم انر التطػػكر التقنػػي الػػذم حصػػؿ فػػي زمانػػو لمطباعػػة ‪،‬‬
‫متخذا منيا كسيمتيف ميمتيف في نشر افكاره كك ارئو النقدية في شتى المجاالت الثقافية كالسياسية كالتاريخية‪.‬‬
‫كلػػد الشػػيخ محمػػد ميػػدم شػػمس الػػديف فػػي النجػػؼ االشػػرؼ عػػاـ ‪ ،)4(4622‬كتمقػػى اكائػػؿ تعميمػػو عمىيػػد كالػػده‬
‫الشػػيخ عبػػد الك ػريـ بػػف عبػػاس شػػمس الػػديف داخػػؿ المدينػػة ‪ ،‬عممػػا اف جػػذكر ىػػذه االس ػرة تعػػكد الػػى منطقػػة جبػػؿ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫كاسػتطاع‬ ‫المبنانية ‪ ،‬كتدرج الشيخ محمد ميدم شمس الديف عمى يد نخبػة مػف عممػاء النجػؼ االشػرؼ‬ ‫عامؿ‬
‫خالؿ سير الدراسة مف نشر البحكث الفقيية كاالصالحية حتى عكدتو الى لبناف عاـ ‪.)1(4616‬‬
‫ساىمت البيئة الفكرية كالعممية لمنجؼ االشرؼ في بمكرة كعيو الفكرم الذم شممت مياديف فكرية مختمفة‬
‫شكمت مكركثو الفكرم الذم انعكست كثاره عمى المجتمع النجفػي فيمػا بعػد ‪،‬كالتػي جعميػا الباحػث فػي الجػدكؿ رقػـ‬
‫(‪ . )41‬فضال عف ذلؾ فقد كانت لمشػيخ محمػد ميػدم شػمس الػديف سمسػمة مػف اآلثػار الفكريػة كالعمميػة التػي تقػع‬
‫خارج نطاؽ البحث ‪،‬كالتي بمغ عددىا ثماف كثالثكف كتابا‪.‬‬

‫(‪ )4‬رضا محمد حدرج ‪ ،‬بيجة الراغبيف ‪( ،‬بيركت ‪ :‬دار الحجة البيضاء لمطباعة كالنشر ‪ ، )3112 ،‬ص‪ ،541‬محمد بحر العمكـ‬
‫‪ ،‬شمس الديف عطاء دائـ ( لندف ‪ :‬معيد الد ارسات االسالمية ‪ ، )3111 ،‬ص‪.0‬‬
‫(‪ )3‬جبػؿ عامػؿ ‪ :‬مدينػة فػي جنػكب لبنػاف ‪ ،‬تعػد مػف اقػدـ الحكاضػر الشػيعية كال ازلػت ‪ ،‬لقػد كػاف لفقيػاء جبػؿ عامػؿ دك ار ميمػا فػي‬
‫مسار الدكلة الصفكية في ايراف ‪ ،‬فكمنا يعمـ اف الصفكييف ما ىـ اال مجمكعة مف مشايخ الطريقة ‪ ،‬فمكال االسمكب الفقيي الذم‬
‫جػاء بػو فقيػاء جبػؿ عامػؿ مػف خػالؿ التاسػيس لمحكاضػر الفقييػة فػي ايػراف ممػاترؾ اثرفػي تعػديؿ مسػار الدكلػة الصػفكية ‪ ،‬مػف‬
‫ىؤالء الفقياء المحقؽ التركي كالشيخ البيائي كغيرىما فضؿ كبير عمى الشعي االي ارنػي مػف خػالؿ تاسيسػيـ لمحػكزة الفقييػة فػي‬
‫اصػػفياف ‪ ،‬مرتضػػى مطيػػرم ‪ ،‬االصػكؿ كالفقػػو ‪ ،‬ترجمػػة حسػػف الياشػػمي ‪(،‬قػػـ ‪ :‬دار الكتػػاب االسػػالمي ‪ ، )3111 ،‬ص‪-14‬‬
‫‪.10‬‬
‫(‪ )2‬مف ابرز اساتذتو في حكزة النجؼ االشرؼ ‪ :‬الشيخ محسف العزاكم ‪ ،‬عبد المنعـ الفرطكسي ‪ ،‬السػيد يكسػؼ الحكػيـ ‪ ،‬اليػد ابػك‬
‫القاسػػـ الخػػكئي كغيػػرىـ ينظػػر ‪ :‬فػػرح مكسػػى ‪ ،‬بػػيف كىػػج االسػػالـ كجميػػد المػػذىب ‪( ،‬بيػػركت ‪ :‬دار اليػػادم لمطباعػػة كالنشػػر ‪،‬‬
‫‪ ، )4662‬ص‪.21‬‬
‫(‪ )1‬غػػادر الع ػراؽ الىمبنػػاف بعػػد المضػػايقات التػػي كاجييػػا مػػف السػػمطة البعثيػػة بػػالعراؽ خاصػػة بعػػد طمبػػو مػػف السػػيد محسػػف الحكػػيـ‬
‫االنتقاؿ الى بغداد عاـ ‪ ،4616‬ليككف قريبا مف القرار السياسي العراقي كامكانية اتخاذ الق ار ارت المصيرية لمبمد ‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)25‬‬
‫(‪)2‬‬
‫النتاج الفكري لمشيخ محمد ميدي شمس الديف خالؿ مدة البحث‬
‫المالحظات‬ ‫مكاف الطبع االوؿ‬ ‫سنة الطبع‬ ‫اسـ المؤلؼ‬ ‫ت‬
‫طبع ىذا الكتاب مرتيف‪.‬‬ ‫بيركت‬ ‫‪4655‬‬ ‫نظاـ الحكـ كاالدارة في االسالـ‬ ‫‪-4‬‬
‫د ارس ػ ػػة نص ػ ػػكص الفقيي ػ ػػة كتحمي ػ ػػؿ‬ ‫النجؼ االشرؼ‬ ‫‪4651‬‬ ‫دراسات في نيج البالغة‬ ‫‪-3‬‬
‫لنيج البالغة ‪.‬‬
‫ترجـ الى الفارسية كترجـ الى المغػة‬ ‫بيركت‬ ‫د‪.‬ت‬ ‫ث ػ ػػكرة الحس ػ ػػيف ظركفي ػ ػػا االجتماعي ػ ػػة‬ ‫‪-2‬‬
‫االنكميزية ‪.‬‬ ‫كاثارىا االنسانية‬
‫النجؼ االشرؼ‬ ‫‪4615‬‬ ‫محاضرات في التاريخ االسالمي‬ ‫‪-1‬‬
‫نػػاقش الحكػػـ فػػي الدكلػػة االسػػالمية‬ ‫بيركت‬ ‫‪4611‬‬ ‫الغدير (دراسة تحميميػة ‪ ،‬اجتماعيػة ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫بعد كفاة النبي (‪. )‬‬ ‫سسياسية)‬
‫بػػيف اىػػـ االىػػداؼ الثكريػػة لنيضػػة‬ ‫بيركت‬ ‫‪4611‬‬ ‫الحسيف (‪( )‬قصة حياتو كثكرتو)‬ ‫‪-1‬‬
‫سيد الشيداء‪.‬‬
‫اظيػػر عيػػد االش ػتر ىػػك اىػػـ كثيقػػة‬ ‫بيركت‬ ‫‪4611‬‬ ‫شرح عيد االشتر‬ ‫‪-1‬‬
‫سياسية عرفة تاريخ البشرية‪.‬‬
‫بيركت‬ ‫‪4611‬‬ ‫عقائد الشيعة االمامية‬ ‫‪-0‬‬
‫كصػ ػ ػػؼ ث ػ ػػكرة الحسػػ ػػيف (‪ )‬ى ػ ػػي‬ ‫بيركت‬ ‫‪4611‬‬ ‫ثكرة الحسيف في الكجداف‬ ‫‪-6‬‬
‫الكحي ػ ػػدة م ػ ػػف بػػ ػػيف الثػػ ػػكرات التػ ػ ػػي‬
‫دخمت فػي اعمػاؽ الكجػداف الشػعبي‬
‫فاغنتو كاعتنت بو‪.‬‬
‫بيركت‬ ‫‪4611‬‬ ‫‪ -41‬تعمـ الصالة اليكمية بالصكر‬
‫بيركت‬ ‫‪4611‬‬ ‫‪ -44‬رسػػالة الحقػػكؽ لالمػػاـ زيػػف العابػػديف‬
‫(‪)‬‬
‫بيركت‬ ‫‪4611‬‬ ‫‪ -43‬تفسير ايات الصكـ‬
‫بيركت‬ ‫‪4611‬‬ ‫‪ -42‬مع االماـ الرضا (‪)‬‬

‫(‪ )4‬معمكمات الجدكؿ مستقاة مف نفس اثار الشيخ محمد ميدم شمس الديف التي استعرضيا الباحث بنفسو‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫لػػـ يتػكانى الشػػيخ فػػي االنخػراط فػػي حيػػاة النجػػؼ االجتماعيػػة كالثقافيػػة مقيمػػا اكثػػؽ العالقػػات مػػع رمػػكز التيػػار‬
‫االصػالحي(‪ ،)4‬اذ انعكسػػت اثػار تمػػؾ العالقػػات بشػكؿ ايجػػابي عمػى منحػػاه االصػػالحي ‪ ،‬كنزعتػو التنكيريػػة ‪ ،‬التػػي‬
‫كرست في شخصيتو النزعة النقدية التي كسمت خطابو الفكرم(‪.)3‬‬
‫ل ػػـ تنس ػػو ظ ػػركؼ الفق ػػر كالفاق ػػة الت ػػي ك ػػاف يعيش ػػيا ع ػػف مكاص ػػمة جي ػػده الفك ػػرم ‪ ،‬كل ػػـ ي ػػزده الفق ػػر اال عممػ ػان‬
‫كفضيمة(‪ ،)2‬مثبتا في ذلؾ خطا االراء التي عرضيا احد القديسييف المسيحييف(‪ ،)1‬الػذم كػاف يػرل بػاف الفضػيمة ال‬
‫يمكف اف تنشأ اال في شطر مف السعة كالبحبكحة ‪ ،‬معتقدا‬
‫" اف المرء في حالة الفاقة القصوى والفقر المدقع ‪ ،‬يستسمـ لمياس ‪...‬‬
‫فينقػاد الى بعض االغنياء والى حسدىـ والرغبة في االستيالء عمى‬
‫الثروة التي ال حظ لو فييا"(‪.)6‬‬
‫كعمى طريؽ االصالح الذم انتيجو الشيخ شػمس الػديف باصػالح المنػاىج الد ارسػية فػي الحػكزة العمميػة الػذم‬
‫كػػاف احػػد اسػػاتذتيا خاصػػة الفقػػو كاالصػػكؿ كالمنطػػؽ ‪ ،‬التػػي تعػػد مػػف الم ػكاد عسػػيرة الفيػػـ عمػػى طػػالب الم ارحػػؿ‬
‫الد ارسػية االكلػػى خصكصػػا ‪ ،‬راغبػان بمػػنيج عممػػي يكاكػػب تطػكرات العصػػر كضػػركرياتو الػذم يتطمػػب الكانػػا جديػػدة‬
‫م ػػف المعرف ػػة (‪ ،)1‬جع ػػؿ اب ػػرز مفك ػػرم الح ػػكزة كاس ػػاتذتيا اف ال يتػ ػكانى ف ػػي اظي ػػار اعج ػػابيـ بكتاباتػ ػو كشخصػ ػيتو‬
‫المتميزة(‪.)1‬‬
‫(‪)0‬‬
‫حتػى التصػفت‬ ‫أنصبت اىتماـ ميدم شمس الديف في فترة مبكرة في مجاؿ الكتابة كالتاليؼ الذم تميز بيمػا‬
‫بو سمة النشاط في ىذا الجانب ‪ ،‬فعمػى سػبيؿ المثػاؿ ال الحصػر اصػدر كتابػو " دراسػات فػي نيػج البالغػة" عػاـ‬
‫‪ ،4651‬الػذم اظيػػر فيػػو الػركح التجديديػػة باسػػمكب تحميمػي مختمفػػا عػػف االخػريف فػػي د ارسػػتو التاريخيػة مركػػز فػػي‬

‫(‪ )4‬مف الشخصيات االصالحية البارزة التي عرؼ بعالقتػو المتميػزة معيػـ ىػـ ‪ :‬السػيد محمػد تقػي الحكػيـ ‪ ،‬عبػد الكػريـ الج ازئػرم ‪،‬‬
‫السيد مكسى الصدر ‪ ،‬محمد رضا الشبيبي‪ ،‬محمػد رضػا المظفػر ‪ ،‬السػيد محمػد بػاقر الصػدر كغيػرىـ ‪ ،‬ينظػر ‪ :‬محمػد ميػدم‬
‫ش ػػمس ال ػػديف ‪ ،‬نظ ػػاـ الحك ػػـ كاالدارة ف ػػي االس ػػالـ ‪( ،‬بي ػػركت ‪ :‬منش ػػكرات حم ػػد ‪ )4655،‬ص‪41‬؛ احم ػػد عب ػػد اهلل اب ػػك زي ػػد ‪،‬‬
‫المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.311‬‬
‫(‪ )3‬زكػػي المػػيالد ‪ ،‬مػػف التػراث الػػى االجتيػػاد ‪ ،‬الفكػػر االسػػالمي كقضػػايا االصػػالح كالتجديػػد ‪( ،‬بيػػركت ‪ :‬المركػز الثقػػافي العربػػي ‪،‬‬
‫‪ ، )3111‬ص‪.311‬‬
‫(‪ )2‬عبػػر الشػػيخ عػػف قسػػاكة المعيشػػة لطمبػػةالحكزة العمميػػة فيقػػكؿ (( كػػاف المػػالذ مػػف كػػؿ ذلػػؾ الػػى الػػدرس كالق ػراءة اك زيػػارة اميػػر‬
‫المؤمنيف (‪ ، )‬كاذ مممنا الدرس فديكاف شعر اك كتاب تاريخ اك جريدة ‪ ،‬كقمما نحصؿ عمييا ‪ ،‬الننا ال نقدر عمى ثمنيػا ‪))...‬‬
‫‪ ،‬محمد ميدم شمس الديف ‪ ،‬نظاـ الحكـ كاالدارة في االسالـ ‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫(‪ )1‬كاف ذلؾ القديس يدعى ثكما االككييني‪.‬‬
‫(‪ )5‬ينظر ‪ :‬ارسطك ‪ ،‬كتاب السياسة ‪ ،‬ط‪( ،2‬بيركت ‪ :‬المجنة المبنانية لترجمة الركائع ‪ ،)4601 ،‬ص‪.21‬‬
‫(‪ )1‬انتسب الشيخ شمس الديف الى جمعية منتدل النشر ‪ ،‬بعد اف اسستيا مع تطمعاتػو التجديديػة ‪ ،‬ينظػر ‪ :‬عبػد اليػادم الفضػمي ‪،‬‬
‫ىكذا قرائتيا( بيركت ‪ :‬دار المرتضى ‪ ، ) 3112 ،‬ج‪ ،4‬ص‪.416‬‬
‫(‪ )1‬محمد الغركم ‪ ،‬مع عمماءالنجؼ االشرؼ ‪( ،‬بيركت ‪ :‬منشكرات دار الثقميف ‪ ، )4666 ،‬ج‪ ،3‬ص‪.513‬‬
‫(‪ )0‬محمد ميدم شمس الديف ‪ ،‬دراسات نيج البالغة ‪( ،‬النجؼ االشرؼ ‪ :‬المطبعة العممية ‪ ،)4651 ،‬ص‪ -41‬ص‪. 44‬‬
‫‪111‬‬
‫ىػػذا الجانػػب بكتاباتػػو حػػكؿ المجتمعػػات كطبقاتيػػا ككيفيػػة التعامػػؿ معيػػا ‪ ،‬امػػا " عمػػـ االجتمػػاع" عػػده مػػف العمػػكـ‬
‫الميمػػة التػػي يجػػب اف يركػػز عمييػػا المفك ػريف كالبػػاحثكف ‪ ،‬مبػػيف االىتمػػاـ الكبيػػر الػػذم اكاله االمػػاـ عمػػي بػػف ابػػي‬
‫طالب (‪ )‬عنو ‪ ،‬كعده مف الشخصيات التاريخية االكلى التي كضعت المبنة االساسية لعمػـ االجتمػاع مبينػا اىػـ‬
‫الخ طى التي اتبعيا االماـ لتحقيؽ العدالة االجتماعية عمى اسس سميمة ىدفيا تحقؽ حياة كريمة تسكدىا الرفاىية‬
‫كاالماف‪ ،‬االنا في الشيخ شمس الديف بشكؿ قطعيا عمى القائميف بػاف " نيج البالغػة" ىدفػو كعظػي كارشػادم ذلػؾ‬
‫الطرح الذم كاف كعاظ السالطيف يرفعكنو ‪ ،‬اراد باسمكب عممي مدركس عمى تمؾ المسألة مؤكدا انػو "عبػارة عػف‬
‫مشروع سياسي ‪ ،‬اجتماعي ‪ ،‬اقتصادي متكامؿ"(‪.)2‬‬
‫كاعتبر الشيخ محمد ميدم شػمس الػديف مػف ميػاـ "التػاريخ" كد ارسػتو تربكيػة اخالقيػة رافضػا فػي الكقػت نفسػو‬
‫اعتب ارىػػا كعظيػػة ‪ ،‬كفػػي الكقػػت نفسػػو اكػػد اف الكظيفػػة االخالقيػػة لتمػػؾ الد ارسػػة ال ينبغػػي بيػػا تحريػػؼ التػػاريخ حتػػى‬
‫يصبح اداة دعائية كسياسية ‪ ،‬كفي الكقت ذاتو ‪ ،‬اكد اف مادة التاريخ شديدة الخطكرة ‪ ،‬خاصػة اذا اسػتخدمت مػف‬
‫قبؿ اشخاص ال يقيمكف لالخالؽ كزنػا المنعػدميف لمػركح الرسػالية فعػدىـ "متعصػبيف" ‪" ،‬عنصػريف" يحػاكلف تكجيػو‬
‫التاريخ لخدمة الطغياف كاالتجاىات العدكانية ضد االمـ ‪ ،‬مما يعرض التاريخ لمتزكير كالتحريؼ(‪.)3‬‬
‫اكػػد شػػمس الػػديف عمػػى العامػػؿ "االنسػػاني" فػػي د ارسػػة التػػاريخ ‪ ،‬متخػػذا مػػف شخصػػية االمػػاـ عمػػي (‪ )‬مػػثال‬
‫اعمػػى ‪ ،‬فػػي التعامػػؿ مػػع التػػاريخ ‪ ،‬اذ اكػػد عمػػى المعالجػػة الكميػػة الشػػاممة لممسػػألة التاريخيػػة ‪ ،‬مبتعػػدا عػػف الكقػكؼ‬
‫عند جزيئات الكاقع ‪ ،‬كذلؾ لغرض الكصكؿ الى المعالجات المنطقية في الحالة التاريخية(‪.)2‬‬
‫نػػاقش الشػػيخ مكضػػكع "الدولػػة العصػػرية الحديثػػة" مبينػػا مكقػػؼ االسػػالـ منيػػا ‪ ،‬مشػػددا عمػػى امكانيػػة قيػػاـ دكلػػة‬
‫عصرية في ظؿ مبادئ االسػالـ ‪ ،‬يمكنيػا تػكفير الحيػاة الكريمػة لمنػاس كاسػعادىـ ‪ ،‬مػع التركيػز عمػى الخػركج مػف‬
‫حالػػة الجمػػكد كالتقكقػػع التػػي يعيشػػيا المحػػافظيف ‪ ،‬كػػكف االسػػالـ قػػادر عمػػى مكاكبػػة ركح العصػػر ‪ ،‬اك ادخػػاؿ كػػؿ‬
‫مستمزمات الحداثة مع قياميا عمى مبادئ كسمطات رصينة(‪.)1‬‬
‫اسػػتثمر كجػػكده ممػػثال لممرجعيػػة الدينيػػة فػػي النجػػؼ االشػػرؼ فػػي اغمػػب االحتفػػاالت الدينيػػة ‪ ،‬ليطػػرح اراءه كافكػػاره‬
‫االصالحية ‪ ،‬مبينا مف خالؿ خطابو في ذكرل ميالد االماـ الحسيف(‪ ،)5( )‬عاـ ‪ - 4614‬عمى سػبيؿ المثػاؿ‬
‫المثػػاؿ – مبػػادئ الثػػكرة الحسػػينية كقيميػػا ‪ ،‬التػػي عػػدىا االسػػاس الم مجتمػػع انسػػاني يريػػد الخػػالص مػػف "الظمػػـ"‬

‫(‪ )4‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.1‬‬


‫(‪ )3‬محمػػد ميػػدم ش ػػمس ال ػػديف ‪ ،‬حركػػة الت ػػاريخ عن ػػد االم ػػاـ عم ػػي (‪ )‬د ارسػػة ف ػػي نيػػج البالغػػة ‪( ،‬بي ػػركت‪ :‬المؤسسػػة الجامعي ػػة‬
‫لمدراسات كالنشر ‪ )4605 ،‬ص‪ -35‬ص‪.31‬‬
‫(‪ )2‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫(‪ )1‬ممد ميدم شػمس الػديف ‪ ،‬نظػاـ الحكػـ كاالدارة ‪ ،‬ص‪ ،341‬محمػد ميػدم شػمس الػديف ‪ ،‬كاقعػة كػربالء فػي الكجػداف الشػعبي ‪،‬‬
‫ط‪( ،3‬بيركت ‪ :‬المؤسسة الدكلية لمدراسات كالنشر ‪ ، )4661 ،‬ص‪.211‬‬
‫(‪ )5‬دعى الشيخ ايضا الى تغيير كاستبداؿ ضػرب الػرؤكس بالسػيكؼ فػي اليػكـ العاشػر مػف المحػرـ ‪ ،‬كخطػكة لجمػع الػدـ كاالسػتفادة‬
‫منػػو الىػػداؼ انسػػانية باسػػـ االمػػاـ الحسػػيف (‪ )‬ينظػػر ‪ :‬محمػػد ميػػدم شػػمس الػػديف ‪ ،‬كاقعػػة ك ػربالء فػػي الكجػػداف الشػػعبي ‪،‬‬
‫ص‪.211‬‬
‫‪112‬‬
‫"واالستبداد" "والجيؿ" ‪ ،‬مشددا عمى اف الكاقع الذم يعيشو العالميف العربي كاالسػالمي سػيبقى ذاتػو طالمػا اسػتمر‬
‫الظمـ كالجكر‪ ،‬مبينا اف ثكرة االماـ الحسيف (‪ )‬لـ تكػف ضػد االمػكييف فحسػب ‪ ،‬بػؿ ىجمػة ضػد الجيػؿ فػي كػؿ‬
‫زماف ‪ ،‬قائال ‪:‬‬
‫" ‪ ...‬لـ تكف ثورة الحسيف صراعا عمى السمطة مع االموييف ‪ ،‬بؿ كانت حربا‬
‫عمى العقمية الجاىمية ‪ ،‬فيي اذا مستمرة ما داـ لمجاىمية مفاىيميا ومقوماتيا‬
‫وىذا ما يمكف مالحظتو في العصر الحاضر"(‪.)2‬‬
‫اتسعت مساحتو االصػالحية لتشػمؿ الجكانػب االدبيػة ‪ ،‬مركػ از فييػا عمػى االىتمػاـ بػالمعنى اكثػر مػف المبنػى ‪،‬‬
‫مرك از عمى االبتعاد عما يسمى "تقديس المفظػة" ‪ ،‬التػي كانػت محببػة فػي المجتمػع االدبػي فػي النجػؼ االشػرؼ ‪،‬‬
‫محذ ار مف اثارىا السمبية عمى عمكـ الحركة االدبية ‪ ،‬محكال تمؾ االفكار الى ممارسات عممية مف خالؿ مشاركتو‬
‫فػػي المنػػاظرات الرسػػمية(‪ ،)3‬التػػي عػػدت ىػػي قراءتػػو الكاسػػعة لمنتػػاج االدبػػي الحػػديث لالدبػػاء مصػػر كلبنػػاف كسػػكريا‬
‫كالعراؽ دعائـ نيضتة االصالحية التي تطكرت فيما بعد رؤل كمكاقؼ(‪.)2‬‬
‫حػػذر الشػػيخ مػػف االثارالسػػمبية لمثقافػػة الغربيػػة عمػػى الكاقػػع العربػػي كاالسػػالمي ‪ ،‬ككنيػػا مزيجػػا مػػف الثقافػػات‬
‫المتنافرة التي لـ تمكف مف تحقيػؽ التػكازف فػي المجتمػع الشػرقي(‪،)1‬الػذم لػو عػادات كتقاليػد مختمفػة تمامػا عمػا فػي‬
‫المجتمع االكربي ‪ ،‬فيي عاجزة عف ايجاد الحالة المثالية لمحياة قدر االمكاف(‪.)5‬‬
‫ركػػز الشػػيخ كفػػي االطػػار ذاتػػو عمػػى الثقافػػة االسػػالمية التػػي عػ لػدىا صػػاحبة الحػػؿ االمثػػؿ لمشػػاكؿ المجتمػػع‬
‫االسالمي كالقادرة عمى الكصكؿ الى درجات عميا مف العمػـ كالمعرفػة المقترنػة بالعمػؿ ‪ ،‬كػي يػتمكف ذلػؾ المجتمػع‬
‫االسالمي مف االعتماد عمى ذاتو ‪ ،‬كالخركج مف شرنقة الحضػارة الغربيػة التػي تحػاكؿ ابعػاد المسػمميف عػف ميػداف‬
‫العمؿ المرتبط بالعمـ مما يجعميـ متكميف في كؿ شيء عمى الحضارة الغربية(‪.)1‬‬

‫(‪( )4‬االضكاء) ‪ ،‬السنة (‪ ،4614 )3‬العدد (‪ ، )5‬ص‪ -425‬ص‪.421‬‬


‫(‪ )3‬مػف تمػػؾ المنػاظرات التػػي شػارؾ فييػػا الشػػيخ شػمس الػػديف مشػاركتو فػػي المكسػـ االدبػػي الػػذم اقامتػو جمعيػػة منتػدل النشػػر حػػكؿ‬
‫االدب النجف ػػي المعاص ػػر ع ػػاـ ‪ ،4614‬كال ػػذم ترك ػػزت البح ػػكث في ػػو ح ػػكؿ المغ ػػة العربي ػػة ينظ ػػر ‪( :‬االضػ ػكاء )‪ ،‬الس ػػنة (‪، )3‬‬
‫‪ ،4614‬العدد (‪ ، )5‬ص‪.42‬‬
‫(‪ )2‬محمد ميدم شمس الديف ‪ ،‬االتجاىات الفكرية المعاصرة ‪( ،‬السفير) "صحيفة" ‪ ،‬بيػركت ‪ 41 ،‬ايمػكؿ ‪ ،4605‬العػدد (‪، )410‬‬
‫(االضكاء) شباط ‪ ،4611‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.22‬‬
‫(‪ )1‬لممزيد عف تمؾ الحضارة ينظر ‪ :‬البرت اشفيستر ‪ ،‬فمسػفة الحضػارة ‪ ،‬ترجمػة عبػد الػرحمف بػدكم ‪ ،‬ط‪( ،2‬د‪ .‬ـ‪ ،‬دار االنػدلس ‪،‬‬
‫‪ )4602‬ص‪.24‬‬
‫(‪ )5‬محمد ميدم شمس الديف ‪ ،‬بيف الجاىمية كاالسالـ ‪( ،‬االضكاء )‪ ،‬رجب ‪ ،4614‬العدد (‪ ، )5‬ص‪ -11‬ص‪15‬؛ محمػد ميػدم‬
‫ميدم شمس الديف ‪( ،‬النجؼ) ‪ (،‬االضكاء ) ايار ‪ ،4611‬العدد (‪ ، )1‬ص‪421‬؛ محمد ميػدم شػمس الػديف ‪ ،‬فػي االجتمػاع‬
‫السياسي االسالمي ‪( ،‬قـ ‪ :‬دار الثقافة لمطباعة كالنشر ‪ ، )4661 ،‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )1‬محمػػد ميػػدم شػػمس الػػديف ‪ ،‬المسػػمـ المعاصػػر كشخصػػية االنسػػاف المسػػمـ ‪( ،‬االض ػكاء )‪ ،‬السػػنة (‪ ،4614 ، )3‬العػػدد (‪، )0‬‬
‫ص‪ -541‬ص‪.534‬‬
‫‪113‬‬
‫كمػػا المسػػت اطركحػػات الشػػيخ محمػػد ميػػدم شػػمس الػػديف قضػػية غايػػة فػػي الحساسػػية اال كىػػي "التقميػػد"(‪،)4‬‬
‫مبينا مف خالليا عمى اف الشخص المقمد ليس تابعا الحد ‪ ، ،‬بقدر ما يصنؼ عمى انو عامػؿ بالشػريعة السػمحاء‬
‫‪ ،‬مشددا عمى اف ىالة القدسية التي يتمتع بيا المرجع لـ تكف شخصية ‪ ،‬بؿ ىي معتمدة عمى ما تكصؿ اليو مف‬
‫عمكـ فقيية طيمة حياتو اىمتو الف يحظى بيػذه المكانػة(‪ ،)3‬كىػك انطالقنػا مػف ىػذا االتجػاه دعػا الػى تقميػد المػرأة(‪،)2‬‬
‫الحاصمة عمى كؿ متطمبات االجتياد الديني كشرائطو ‪،‬كبذا فقد حاز نصب السبؽ في ىذا الطػرح مػف بنػي اق ارنػو‬
‫خالؿ القرف العشريف(‪.)1‬‬
‫ػادا اياىػا‬
‫لـ يغفؿ الشػيخ فػي كتاباتػو عػف "الشػباب المسػمـ" ‪ ،‬بػؿ دعػاه محفػ انز الػى االلتػزاـ بػاخالؽ القػركف ‪ ،‬ع ن‬
‫االساس االكؿ لحرية االنساف ‪ ،‬مرك از باف القركف اعطى االنساف الحرية الكاممة كفؽ المعايير الشرعية كاالخالقية‬
‫لعمؿ ما يمزمو كاختيار حياتو المناسبة حسب ذلؾ(‪.)5‬‬
‫اسس الشيخ في مجػاؿ "التنظير السياسػي" لمعديػد مػف المفػاىيـ السياسػية التػي تػكائـ كمبػادئ االسػالـ ‪ ،‬فكػاف‬
‫مبين ػا مسػػاكئ الديمقراطيػػة‬
‫مشػػركع "الديمقراطيػػة التعدديػػة" القػػائـ عمػػى مبػػدأ "الشػػورى" مػػف بػػيف ابػػرز مشػػاريعو ‪ ،‬ن‬

‫(‪ )4‬التقميد ‪ :‬ىك االخذ بقكؿ المجتيد االعمـ ‪ ،‬أم اال لتزاـ اك العمؿ اعتمادا عمى فتكل المجتيد كااللتزاـ بيا كالعمؿ بمضمكنيا في‬
‫اال حكاـ الفقيية كىك فرض ديني مف منظكر مدرسة النجؼ االشرؼ كاليعفى مف ذلػؾ اال فاقػد االىميػة (غيػر المكمػؼ) ينظػر ‪:‬‬
‫(‬ ‫محمػػد ميػػدم الحمػػي (ت‪ ، )4002‬فمػػؾ النجػػاة فػػي احكػػاـ اليػػداة مػػف الكاجبػػات كالمسػػتحبات (مخطػػكط) رقػػـ (‪، )6‬‬
‫النج ػػؼ ‪ :‬مكتب ػػة كاش ػػؼ الغط ػػاء ‪ ،‬د‪.‬ت) ك ‪ 3‬؛ محم ػػد س ػػعيد الحك ػػيـ ‪ ،‬المرجعي ػػة الديني ػػة كقض ػػايا اخ ػػرل ‪ ،‬ط‪( ،1‬بي ػػركت ‪:‬‬
‫مؤسسة المرشد ‪ ، )3112‬ج‪ ،4‬ص‪.44‬‬
‫(‪ )3‬يحصػػؿ لشػػخص عمػػى درجػػة االجتيػػاد الػػديني بعػػد فتػراة طكيمػػة تصػػؿ الػػى خمسػػكف عامػػا فػػي بعػػض االحيػػاف كيتصػػؼ بشػػركط‬
‫معينػػة تؤىمػػو لتحقيػػؽ ذلػػؾ ‪ ،‬التفاصػػيؿ ينظػػر ‪ :‬حسػػف الخاقػػاني ‪ ،‬التحقيقػػات الحقيقيػػة فػػي االصػػكؿ العمميػػة ‪( ،‬مخطػػكط) تحػػت‬
‫الرقـ (‪ ( ، )003‬النجؼ ‪ :‬مكتبة كاشؼ ا لغطاء ‪ ،‬د‪.‬ت) ؛كليد عبػد الحميػد خمػؼ االسػدم ‪ ،‬مدرسػة النجػؼ كابعادىػا العمميػة‬
‫ص‪-401‬‬ ‫كالفكػرة فػػي العيػػد العثمػػاني ‪ ،‬اطركحػػة دكتػػكراه (بغػػداد ‪ :‬معيػػد التػػاريخ العربػػي كالتػراث العممػػي ‪، )3113 ،‬‬
‫ص‪.313‬‬
‫(‪ )2‬اف اكؿ مف دعى الى الرجكع كاالخذ مف المرأة في الجكانب الشرعية ىك الشيخ محمد بف مكػي شػمس الػديف الممقػب ب ػ (الشػييد‬
‫االكؿ ت‪ )4202‬عنػػدما دعػا النسػػكة الػػى مراجعػػة ابنتػػو فاطمػػة الممقبػػة بػػ(ست المشػػايخ) التػػي منحتيػػا اجػػازة شػػرعية فػػي الركايػػة‬
‫كنقػػؿ الحػػديث ‪ ،‬فعرفػػت شخصػػيتيا بػػالعمـ كالػػكرع ‪ ،‬كقػػد بمػػغ اجػػالؿ النػػاس ليػػا ‪ ،‬انيػػا عنػػدما تكفيػػت مشػػى فػػي تشػػييع نعشػػيا‬
‫(سبعكف مجتيدا) في جبؿ عامؿ ‪ ،‬ينظر ‪ :‬محمد بف الحسف الحر العاممي ‪ ،‬امؿ االمؿ ‪ ،‬تحقيؽ ‪ :‬احمد الحسيني ‪(،‬النجؼ ‪:‬‬
‫مطبعة االداب ‪ )4615 ،‬ص‪401‬؛ عبد اهلل االصفياني ‪ ،‬رياض العمماء كحياض الفضالء ‪ ،‬تحقيػؽ ‪ :‬احمػد الحسػيني ‪( ،‬قػـ‬
‫‪ :‬مكتبة اية اهلل العظمى المرعشي ‪ ،‬د‪.‬ت) ‪،‬ج‪ ،5‬ص‪.414‬‬
‫(‪ )1‬محمػػد ميػػدم شػػمس الػػديف ‪ ،‬المسػػمـ المعاصػػر ‪ ،‬ص‪ ،531‬جػػكدت القزكينػػي ‪ ،‬المرجعيػػة الدينيػػة العميػػا عنػػد الشػػيعة االماميػػة ‪،‬‬
‫(بيركت ‪ :‬دار الرافديف لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ، )3115 ،‬ص‪.421‬‬
‫(‪ )5‬محمد ميدم شمس الديف ‪( ،‬االضكاء) ‪ ،‬جمادم االكؿ ‪ ،4613‬العدد (‪ ، )1‬ص‪ ،451‬السنة (‪ ،4612 )1‬العدداف (‪، )5-1‬‬
‫‪ ،‬ص‪454-421‬؛ محمػػد اب ػراىيـ المكسػػكم ‪ ،‬الفكػػر السياسػػي عنػػد محمػػد ميػػدم شػػمس الػػديف (جامعػػة بغػػداد ‪ :‬كميػػة العمػػكـ‬
‫السياسية ‪ )3116 ،‬ص‪.413-411‬‬
‫‪114‬‬
‫الغربيػ ػػة كعػ ػػدـ مالئمتيػ ػػا لممجتمػ ػػع االسػ ػػالمي ‪ ،‬مرك ػ ػ انز فػ ػػي ذات الكقػ ػػت عمػ ػػى التعدديػ ػػة ككنيػ ػػا تتفػ ػػؽ كتطمعػ ػػات‬
‫المجتمعات االسالمية ‪ ،‬كمنطمقة مف الكاقعية االسالمية‪.‬‬
‫لـ يتعارض الشيخ مع مفيكـ العممانية ‪ ،‬بؿ رجح اف تكػكف "العممانية" "مؤمنة" منطمقػا مػف " اف االسػالـ ديػف‬
‫كامػػؿ وشػػامؿ" ‪ ،‬كاف ايديكلكجيتػػو كاف كانػػت قػػد نشػػأت كاحػػدة فػػي كػػؿ زمػػاف كمكػػاف اال انيػػا ممكػػف اف تتناسػػب‬
‫كاكضاع كػؿ مجتمػع ككنيػا قابمػة لمتجديػد ‪ ،‬الف مػف جػكىر "النظريػة االسػالمية" اف تكػكف منظمػة لحيػاة االنسػاف‬
‫في جميع شؤكنو الدينية كالسياسة ‪ ،‬سكاء اكاف االنساف يحيى حياة بدائية ‪ ،‬اـ حياة حضارية ‪ ،‬كبيذا الصدد قاؿ‬
‫‪:‬‬
‫" ‪ ..‬اف االسػالـ لـ يعالػج في االنسػاف حالػة خاصة ‪ ،‬او جانبا‬
‫(‪)2‬‬
‫معيػنا ‪ ،‬وانػما استوعػب فػي تخطيطػو كػؿ نشػاط‬
‫وامتد بتشريعو وتنظيمو الى كؿ مرفؽ مف مرافؽ الحياة ‪.)3()"....‬‬
‫حػػدد الشػػيخ محمػػد ميػػدم شػػمس الػػديف شػػركط قيػػاـ كشػػرعية العممانيػػة المؤمنػػة اكلي ػا عػػدـ مخالفتيػػا لتعػػاليـ‬
‫االسػػالـ ‪ ،‬فيػػي عممانيػػة مؤمنػػة بمجػػرد االعتػراؼ بااليمػػاف الػػديني ثػػـ مػػدل احتراميػػا االديػػاف(‪ ،)2‬كبمػػا انيػػا تحتػػرـ‬
‫االدياف كتعترؼ بااليماف فانيا تكتسب الشرعية في حدكد ما تستطيع تحقيقو مف امف كاستقرار كحفظ لمنظاـ العاـ‬
‫‪ ،‬كسنيا قكانيف كاتباعيا سياسات ناجعة لتدبير المجتمع كرعايتػو ‪ ،‬مركػز عمػى عػدـ التػدخؿ فػي اعتقػادات النػاس‬
‫كانتمػػاءاتيـ الدينيػػة كالمذىبيػػة ‪ ،‬معتب ػ ار اف "العممانيػػة المؤمنػػة" تخسػػر شػػرعيتيا اذا اتخػػذت لنفسػػيا مكقػػع محاربػػة‬
‫االيماف اكال ‪ ،‬كاتخاذىا طريؽ الطائفية كالعصبية كالحزبية ثانيا(‪.)1‬‬
‫اذا ‪" ،‬العممانيػػػة المؤمنػػػة" ال تق ػػكـ ش ػػرعيتيا عم ػػى ال ػػديف ‪ ،‬ف ػػي الكق ػػت نفس ػػو ى ػػي مؤمن ػػة عمي ػػو ‪ ،‬محترم ػػة‬
‫لالنتمػػاءات الفرديػػة كقناعاتيػػا ‪ ،‬كىػػذا يكافػػؽ جميػػع المػػؤمنيف مسػػمميف كمسػػيحييف كغيػػرىـ(‪ ،)5‬ممػػا يجعميػػـ اكثػػر‬
‫حيكية في التعبير عف امانييـ ‪ ،‬استنادا الى مجتمع سياسي كاحد كمحككـ لقكانيف ثابتة كاحدة(‪.)4‬‬

‫(‪ )4‬ع مى ىذه السمة ‪ ،‬كعمى ىذه الركيزة تاسس االسالـ ‪ ،‬كقامت جميع تشريعاتو ‪ ،‬قاؿ تعالى ‪ (( :‬كنزلنا عميػؾ الكتػاب تبيانػا لكػؿ‬
‫حمة كبشرل لممسمميف(‪ 06‬اف اهلل يامر بالعدؿ كاالحساف كايتاء ذم القربى كينيى عف الفحشاء كالمنكػر كالبغػي‬
‫كىدل كر ن‬
‫ُ‬ ‫شيء‬
‫يعظكـ لعمكـ تذكركف)) سكرة النحؿ ‪ ،‬اية ( ‪.)61-06‬‬
‫(‪ )3‬محمػػد ميػػدم شػػمس ال ػػديف ‪ ،‬بػػيف الجاىميػػة كاالسػػالـ ‪،‬ص‪ ،06‬فػػرح مكسػػى ‪ ،‬ال ػػديف كالدكلػػة كاالمػػة ‪( ،‬بيػػركت ‪ :‬دار الي ػػدل‬
‫لمطباعة كالنشر كالتكزيع ‪ ، )3113 ،‬ص‪.410‬‬
‫(‪ )2‬محمد ميدم شمس الديف ‪ ،‬االتجاىات الفكرية المعاصرة ‪( ،‬االضكاء) ‪ ،‬السنة (‪ ،4612 ، )1‬العدداف (‪ )1‬ك(‪ ، )5‬ص‪451‬؛‬
‫السنة (‪ ،4614 ، )3‬العدد (‪ ، )0‬ص‪.541‬‬
‫(‪ )1‬محمد ابراىيـ المكسكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪413‬؛ محمد ميدم شمس الديف ‪ ،‬بيف الجاىمية كاالسالـ ‪ ،‬ص‪.06‬‬
‫(‪ )5‬لقد ميز الشيخ محمد ميدم شمس الديف ‪ ،‬بيف الطائفية الدينية كالطائفية السياسية ‪ ،‬كرال اف استمرار الثانية يعتبر جريمػة فػي‬
‫فػي حػػؽ الػكطف كالمكاطنػػة ‪ ،‬كليػػذا يجػب العمػػؿ عمػػى الغائيػا فػػك ار عمػى كػػؿ صػػعيد كفقػا لجػػدكؿ زمنػػي ‪ ،‬ينظػر ‪ :‬محمػػد ميػػدم‬
‫شمس الديف ‪ ،‬العممانية ‪ ،‬نقد كتحميؿ ‪( ،‬بيركت ‪ :‬المؤسسة الدكلية لمدراسات كالنشر ‪ ، )4664 ،‬ص‪.460‬‬
‫‪115‬‬
‫لـ يكف الشيخ صاحب افكار كاطركحات نظرية فحسب ‪ ،‬بؿ عمؿ عمىكضع المرتكزات الالزمػة لمتييئػة لتمػؾ‬
‫الطركحػػات ػ تمثػػؿ ذلػػؾ فػػي انشػػاء عػػاـ ‪ 4614‬مكتبػػة عامػػة فػػي مدينػػة الديكانيػػة ‪ ،‬احتػػكت عمػػى االالؼ مػػف‬
‫المصادر الفقيية كالتاريخية ‪ ،‬كبدعـ مف مرجعية النجؼ الدينية(‪ ،)3‬كقػد اسػتمر المشػركع الػى اليػكـ يػؤدم غرضػو‬
‫‪ ،‬كترافؽ مع ذلؾ انشاء اكثر مف عشريف مسجدا داخؿ المدينة كخارجيا(‪ ،)2‬اعتمد عمييػا فػي خمػؽ نكعيػة معرفيػة‬
‫كنيضة فكرية ‪ ،‬كاف ليا بشكؿ اك باخر اسػياـ فػي تغيػر الكاقػع الػذم نشػأ فػي العػراؽ اعقػاب ثػكرة تمػكز ‪،4650‬‬
‫كظيكر االفكار المادية بشكؿ قكم كمؤثر عمى المجتمػع كالػذم اسػتمر حتػى قيػاـ انقػالب رمضػاف ‪ ،4612‬حيػث‬
‫انتيجػػت الحككمػػة كقتيػػا سياسػػة اسػػتبدادية كطائفيػػة بغيضػػة(‪ ،)1‬دفعػػت بالشػػيخ محمػػد ميػػدم شػػمس الػػديف الػػى اف‬
‫يطمب مف المرجعية الدينية االنتقاؿ الى بغداد ليككف قريبا مف مصدر القرار ‪ ،‬كىذا ما دفع بالسػمطة عػاـ ‪4610‬‬
‫الى اصدار ام ار يكجب منعو مف دخكؿ العاصمة (‪ ،)5‬مما اضطره الى مغادرة العراؽ(‪.)1‬‬
‫كاف لمكاقع السياسي الػذم عاشػو العػراؽ خػالؿ المػدة مػابيف ‪ ،4610-4650‬قػد شػيد تقمبػات كاضػطرابات ‪،‬‬
‫تراكحت بيف تغيير النظاـ الممكي الى جميكرم كما ترافؽ معو مف سيادة االفكػار الماديػة فػي الشػارع الع ارقػي ممػا‬
‫كاف لػو اثػره الكاضػح عمػى الشػباب بشػكؿ خػاص ‪ ،‬اذ كلػد لػدييـ ردة فعػؿ عمػى االلت ازمػات االسػالمية ‪ ،‬بػؿ كعمػى‬
‫االفكار التي طرحيا الشيخ بخصكص الشباب كالمرأة ‪ ،‬مما ادل الػى تعطيػؿ ىػذا الجانػب الػذم اسػتمر حالػو الػى‬
‫ابعد مف مدة البحث الزمنية ‪.‬‬
‫كمػػا شػػيدت ىػػذه الفت ػرة انقػػالب ‪ 0‬شػػباط ‪ ،4612‬كالػػذم احػػاؿ الػػبالد الػػى حالػػة مػػف الفكضػػى السياسػػية ‪،‬‬
‫كالصدامات الدمكية ‪ ،‬القت بضالليا عمى الكاقعيف االجتمػاعي كاالقتصػادم فػي الػبالد ‪ ،‬بػؿ كحتػى الفكػرم حيػث‬
‫شيدت البالد حالػة مػف القمػع الفكػرم كتقيػد حريػة الصػحافة كابػداء الػرام ‪ ،‬تمػؾ السياسػة التػي اسػتمرت حتػى قيػاـ‬
‫غػػادركا‬ ‫البعثيػيف بػانقالبيـ الثػاني عػػاـ ‪ ،4610‬الػذم كػاف الشػػيخ شػمس الػديف شخصػيا احػػد ضػحاياه ‪ ،‬الػذيف‬

‫(‪ )4‬فػرح مكسػى ‪ ،‬العالمػة الشػيخ شػمس الػديف ‪( ،‬نػكر االسػالـ) "مجمػة" ‪ ،‬بيػركت ‪3114 ،‬؛ العػدد (‪ ، )12‬ص‪ ،46‬فػرح مكسػػى ‪،‬‬
‫بيف كىج االسالـ كجميد المذىب ‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫(‪ )3‬تقمػد االمػػاـ السػػيد محسػف الحكػػيـ زعامػػة المرجعيػة الدينيػػة فػػي النجػؼ االشػػرؼ عػػاـ ‪ 4650‬ككػاف ليػػا اثػ ار كتػاثي ار داخػػؿ كخػػارج‬
‫العراؽ حتى فاتو سنة ‪ ،4611‬كالتي سيتـ التعرؼ بيا الحقا‪.‬‬
‫(‪ )2‬لمتفاصيؿ عف تمؾ المساجد ينظر ‪ :‬جعفر باقر محبكبة ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ص‪ – 60‬ص‪. 432‬‬
‫(‪ )1‬اكد ذلؾ السيد محسف الحكيـ عنػد اسػتقبالو رئػيس كزراء العػراؽ طػاىر يحيػى فػي ‪ ، 4611/2/46‬عمػى كجػكب نبػذ السياسػة الطائفيػة التػي‬
‫بػػدأت كاضػػحة مػػف قبػػؿ سػػمطة البعػػث الحاكمػػة انػػذاؾ كعمييػػا اف تنظػػر الػػى مختمػػؼ ابنػػاء الشػػعب بنظ ػرة كاحػػدة دكف تمييػػز كتفريػػؽ بػػيف‬
‫قكمياتيـ اك مذاىبيـ ‪ ،‬لممزيد ينظر ‪( :‬االيماف) ‪" ،‬مجمة" ‪ ،‬السنة (‪ ،4611، )4‬العدداف (‪ ، )1()5‬ص‪.412‬‬
‫(‪ )5‬رشيد قساـ كاخر ‪ ،‬االنكار الساطعة مف سيرة عمماء العصر‪( ،‬النجؼ ‪ :‬النبراس لمطباعة كالنشر ‪ ،‬د‪.‬ت) ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.456‬‬
‫(‪ )1‬غػػادر الػػى لبنػػاف بعػػد المضػػايقات التػػي ك ػػاف يتعػػرض ليػػا مػػف قبػػؿ قػػكل امػػف النظ ػػاـ البعثػػي القػػائـ ممػػا دعػػاه الػػى السػػفر ع ػػاـ ‪،4616‬‬
‫ينظػػر ‪ :‬محمػػد ميػػدم شػػمس الػػديف ‪ ،‬نظػػاـ الحكػػـ كاالدارة فػػي االسػػالـ ‪ ،‬ط‪( ،1‬بيػػركت ‪ :‬المؤسسػػة الدكليػػة لمد ارسػػات كالنشػػر ‪، )3111،‬‬
‫ص‪44‬؛ حيػػدر ن ػزار عطيػػة ‪ ،‬المرجعيػػة الدينيػػة فػػي النجػػؼ االشػػرؼ كمكاقفيػػا السياسػػية ‪ ( ،4610 – 4650‬بيػػركت ‪ :‬مؤسسػػة التػػاريخ‬
‫العربي ‪ ، )3141 ،‬ص‪.356‬‬

‫‪116‬‬
‫العػراؽ مضػػطريف ‪ ،‬ثػػـ تبػػع ذلػػؾ جمػػكد االفكػػار كالطركحػػات الت ػي جيػػد نفسػػو كذىنػػو فييػػا سػػنيف عػػدة التػػي ظمػػت‬
‫حبيسة مؤلفاتو الى عشرات السنيف ‪ ،‬كلـ تنطمؽ مف عقاليـ اال في مطمع االلفية الثالثة ‪.‬‬
‫اجمػػاال ‪ ،‬رغػػـ ذلػػؾ ‪ ،‬عػػد الش ػيخ محمػػد ميػػدم شػػمس الػػديف مػػف المجػػدديف المصػػمحيف فػػي القضػػايا الدينيػػة‬
‫كالفكرية كالثقافية التي شغمت فكر العمماء كالمفكريف ‪ ،‬اذ اسيـ في عمميػة التجديػد كاالصػالح فػي السػاحة النجفيػة‬
‫‪ ،‬عم ػػى اس ػػس متطمب ػػات العص ػػر كتتطم ػػب تحقي ػػؽ تم ػػؾ الفكػ ػرة مزي ػػدا م ػػف الػ ػكاف المعرف ػػة ‪ ،‬في ػػك يعػ ػد م ػػف اب ػػرز‬
‫الشخصيات التي تجمع بيف العمؽ الفقيي كثقافة العصر ‪ ،‬فقدـ رؤيػة تاصػيمية ال ارئػو كافكػاره فػي المجػاؿ الفكػرم‬
‫كاالجتمػاعي كالثقػافي ‪ ،‬اف طركحػات الشػػيخ كرؤيتػو الفكريػة المعاصػرة ىػي التػي دفعػت بالسػػيد محمػد بحػر العمػػكـ‬
‫الى القكؿ ‪:‬‬
‫" اف شخصيتو العممية تبدو واضحة في مجالسة العمـ‬
‫ومػحافػؿ االدب والفقػياء ‪ ،‬رصػيف الفػكر ‪،‬‬
‫متػوازنا فػي السػيرة ويصػفو بالفيمسػوؼ"(‪.)2‬‬
‫كتاسيسػػا عمػػى مػػا تقػػدـ ‪ ،‬كانػػت مػػدارس النجػػؼ االشػػرؼ كمرجعياتيػػا الدينيػػة البيئػػة االساسػػية الفكػػار الشػػيخ‬
‫محمد ميدم شمس الديف ‪ ،‬فكانت رؤاه كافكاره تنطمؽ مف ىذا االساس ‪.‬‬

‫(‪ )4‬محمد بحر العمكـ ‪ ،‬شمس الديف عطاء دائـ ‪ ( ،‬لندف ‪ :‬معيد الدراسات العربية كاالسالمية ‪ )3111 ،‬ص المقدمة‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الشيخ محمد اميف زيف الديف ‪:‬‬
‫كلػػد الشػػيخ محمػػد امػػيف زيػػف الػػديف عػػاـ ‪ ،4642‬فػػي قػػرل نيػػر خػػكز ‪ ،‬احػػدل قػػرل جنػػكب البص ػرة ‪ ،‬حيػػث‬
‫ابتداء دراستو الدينية فييا عمػى يػد كالػده ‪ ،‬مكمػال فييػا مرحمػة المقػدمات ‪ ،‬ىػاجر بعػدىا الػى النجػؼ االشػرؼ عػاـ‬
‫‪ ،4623‬لمكاصمة دراستو في حكزتيا العممية ‪ ،‬فق أر في حينيا عمى ايدم مشاىير ىذه الحكزة كقتذاؾ ‪ ،‬فبمغ اعمى‬
‫مراتب االجتياد(‪ ،)4‬فكانت لو رسالتو العممية ‪ ،‬كلو مقمدكف يرجعكف اليو في المسائؿ الشرعية(‪.)3‬‬
‫ساىمت عكامؿ عديدة في نشأتو المعرفية كالفكرية كاف ابرزىا اساتذتو في حكزة النجؼ االشرؼ ‪ ،‬الذيف شكمكا لو‬
‫معينا فكريا ث ار ‪ ،‬السيما ما كاف يصؿ الى مدينة النجؼ االشػرؼ كقػت د ارسػتو فييػا مػف صػحؼ كمجػالت عربيػة‬
‫"مصرية ولبنانية" (‪ ،)2‬كما كاف تنتجو النجؼ االشرؼ مف الدكرايات(‪ ،)1‬اثره الكاضح في نشأتو الفكرية ‪ ،‬كمف ثـ‬
‫انعكػػاس عمػػى اسػػمكبو فػػي الكتابػػة ‪ ،‬كتطػػكير نزعتػػو التجديديػػة ‪ ،‬حاثػػا فػػي ذات الكقػػت عمػػى اقتنػػاء تمػػؾ الػػدكريات‬
‫كالتكاصؿ في قرائتيا(‪.)5‬‬
‫عػد الشػػيخ محمػد امػػيف زيػػف الػديف كاحػػدا مػػف ابػرز الشخصػػيات التػي دعػػت الػػى االصػالح كالتجديػػد ‪ ،‬خاصػػة‬
‫فيم ػػا يتعم ػػؽ منػػػو بتط ػػكير الخطػ ػػاب ال ػػديني كاالىتمػ ػػاـ ب ػػالتعميـ الح ػػديث كدع ػػـ المػ ػرأة المسػ ػػممة ف ػػي المجتمعػ ػػات‬
‫الشرقية(‪.)1‬‬
‫كلذلؾ دعا الى تحديث اساليب الكتابة لدل عمماء الديف البارزيف ‪ ،‬كاحد منطمقات تطػكير الخطػاب الػديني ‪،‬‬
‫حتى اعتبره المفكركف ابرز مف دعا الى ذلؾ في منتصؼ القرف العشريف(‪.)1‬‬
‫اتبػع الشػيخ محمػد امػيف زيػف الػديف اسػمكبا مفيكمػا سػيال ال يصػاؿ افكػاره كاراءه لمقػارئ ليتسػنى ليػـ الحصػػكؿ‬
‫عمػػى الفكػرة بعيػػدا عػػف التعقيػػد ‪ ،‬اذ كػػاف اسػػمكب المقالػػة كالرسػػالة ىػػك االسػػمكب السػػائد كالبػػارز فػػي نتاجاتػػو فكانػػت‬

‫(‪ )4‬باشر دراسة المرحمة العميا في السطكح ككاف مف اساتذتو السيد ابك القاسـ الخكئي ‪ ،‬كدرس عميو الكفاية في االصكؿ ‪ ،‬كالشيخ‬
‫بػػاقر الػػذبحاكم ‪ ،‬الشػػيخ عبػػد الحميػػد الخاقػػاني ‪ ،‬كالسػػيد عبػػد اهلل الشػػيرازم ‪ ،‬كالسػػيد جػكاد التبريػػزم ‪ ،‬كقػػد درس عمػػييـ الرسػػائؿ‬
‫كالمكاسػػب ‪ ،‬امػػا التفسػػير فكػػاف عمػػى يػػد العالمػػة الشػػيخ محمػػد جػكاد البالغػػي ‪ ،‬امػػا درس الفمسػػفة فكػػاف عمػػى يػػد السػػيد حسػػيف‬
‫الباد ككبي كالشيخ محمد حسيف االصفياني ‪ ،‬لمتفاصيؿ ينظر ‪ :‬عدناف البكاء ‪ ،‬ايػة اهلل العظمػى الشػيخ محمػد امػيف زيػف الػديف‬
‫‪( ،‬افاؽ نجفية) "مجمة" ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬السنة (‪ ،3110 ، )2‬العدد (‪ ، )6‬ص‪ -326‬ص‪. 312‬‬
‫(‪ )3‬الػػؼ الشػػيخ رسػػالتو الفقييػػة الشػػاممة اطمػػؽ عمييػػا تسػػمية ( حكمػػة التقػػكل) كىػػي مكسػػكعة متالفػػة مػػف عش ػرة اج ػزاء ‪ ،‬اتسػػمت‬
‫باالسمكب السيؿ البسيط ليتـ فيميابسيكلة مف قبؿ مقمديو ‪ ،‬ينظر ‪ :‬محمػد امػيف زيػف الػديف ‪ ،‬كممػة التقػكل ‪ ( ،‬د‪ .‬ـ ‪ :‬د ‪.‬مػط‬
‫‪ ،‬د‪ .‬ت) ‪ ،‬ح‪ -4‬ح‪41‬‬
‫(‪ )2‬مػػف الد ارسػػات العربيػػة التػػي اطمػػع عمييػػا ككتػػب فييػػا ‪ :‬مجمػػة الركايػػة كالقثافػػة كاليػػالؿ كالعرفػػاف ‪ ،‬امػػا مجمػػة الرسػػالة المص ػرية‬
‫كصاحبيا احمد حسف الزيات مف اىـ الركافد الفكرية لمشيخ ‪ ،‬ينظر ‪ :‬عبد اليادم الفضمي ‪ ،‬ىكذا اقرأتيـ ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.216‬‬
‫(‪ )1‬سيتـ التعريؼ بيا خالؿ الفصؿ الرابع مف االطركحة‪.‬‬
‫(‪ )5‬محمد اميف زيف الديف ‪ ،‬الحجاب بيف السمب كاالعجاب ‪( ،‬االضكاء) ‪ 45 ،‬كانكف االكؿ ‪ ،4612‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.421‬‬
‫(‪ )1‬المصدر نفسو ‪.‬‬
‫(‪ )1‬عمي عكادم ميدم ‪ ،‬الشيخ محمد اميف زيف الديف كجيكده العممية ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬كميػة الفقػو ‪)3110 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪111‬‬
‫دليال بػار از لمنيجيتػو التجديديػة العصػرية لمػا حممتػو مػف جػرءة فػي الطػرح كالتصػدم لحػاالت شػاذة مخالفػة لتعػاليـ‬
‫الشريعة ‪ ،‬محاكال مف خالؿ ذلؾ نشر الفضيمة كاالخالؽ مؤكدا عمى ايجػاد سياسػة العػدؿ كالمسػاكاة بػيف الجنسػيف‬
‫في المجتمع(‪.)4‬‬
‫اكد عمى المتصديف لمفكر االصالحي عمى نشر تمؾ المفاىيـ لمنيكض باالمة عمى اسس قكيمة منيا جعؿ االمػة‬
‫مجتمعػا قػابال لمعمػؿ فػي سػبيؿ الخيػر كالتطػكر اساسػو "االخػالؽ" "والعمػـ" ‪ ،‬اذ اعتبػر االخػالؽ عممػا كػامال يبعػػث‬
‫الكماؿ في النفس البشرية كينمي القكة كاالستقالؿ في العقػؿ البشػرم ‪ ،‬كبػذلؾ تتحقػؽ تمػؾ الطركحػات مػع االسػالـ‬
‫كاىدافو الذم كضع نظاما كقكاعد لذلؾ العمـ ‪ ،‬لتتماشى مع ادؽ المكازيف في التطبيؽ كاشدىا احكامػا فػي القيػاس‬
‫منسجمة مع االزماف المختمفة كالبيئات المتنكعة(‪.)3‬‬
‫تصدل الشيخ بيذا االتجػاه لمفكػر االلحػادم الػذم مثػؿ تحػديا قكيػا لممجتمػع الع ارقػي بعػد عػاـ ‪ ،4650‬فػالؼ كتابػا‬
‫بعن ػكاف " االسػػػالـ ينابيعػػػو ‪ ،‬مناىجػػػو ‪ ،‬غاياتػػػو"‪ ،‬عػػاـ ‪ ،)2(4611‬كىػػك رد عمػػى الػػذيف يكجيػػكف الطعػػكف لمػػديف‬
‫االسػػالمي ‪ ،‬كيشػػكككف فػػي اغمػػب تعاليمػػو ‪ ،‬داعيػػا النػػاس الػػى زيػػادة المعرفػػة بػػدينيـ ‪ ،‬كالتعػػرؼ عمػػى مبادئػػو مػػف‬
‫منابعو االكلػى التػي جػاء بيػا نبػي الرحمػة الرسػكؿ محمػد (‪ ، )‬ال مػف خػالؿ النظػر الػى مػا فػي ايػدم النػاس مػف‬
‫اشباح(‪.)1‬‬
‫كاحتؿ مكضكع المراة مكانة ميمػة فػي فكػر الشػيخ زيػف الػديف ‪ ،‬نػاظ ار ليػا مػف زكايػا حيكيػة عػده منيػا ‪ :‬مػا يتعمػؽ‬
‫بحجابيا كعفتيا ‪ ،‬مرك از عمى مسألة التبرج كالسفكر التي تػؤدم الػى االنحػالؿ الخمقػي ‪ ،‬محػذ ار مػف خػالؿ كتابػو "‬
‫يا ابنتي" (‪ ،)5‬العقالء كالحكماء مف اف تصبح المراة المسػممة سػمعة بيػد الػراغبيف بالتالعػب بمقػدراتيا تحػت شػعار‬
‫الحرية كالتقدـ ‪ ،‬قائال ‪:‬‬

‫" لعػؿ فتياتنػا غافػالت عمػا يراد بيػف وىػف يصغػيف الػى‬
‫ىذا االدعػاء ‪ ...‬انيػـ يخادعػونيا عف اكػرـ خمػة فيػيا واعػز‬

‫(‪ )4‬لمتفاصيؿ عف تمؾ المقاالت ينظر ‪ :‬محمػد امػيف زيػف الػديف ‪ ،‬تحيػة االيمػاف ‪( ،‬النشػاط الثقػافي) ‪" ،‬مجمػة" ‪ 41 ،‬تشػريف الثػاني‬
‫‪ ،4651‬العدد (‪ ، )4‬ص‪. 01-01‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.05‬‬
‫(‪ )2‬لمتفاصيؿ عنو ينظ ر ‪ :‬محمد اميف زيف الديف ‪ ،‬االسالـ ينابعو ‪ ،‬مناىجو ‪ ،‬غاياتو ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪.)4611 ،‬‬
‫((مقابمة شخصية )) ‪ ،‬الشيخ باقر شريؼ القريشي ‪ ،‬مفكر كمجتيد‪ ،‬مكاليد ‪ ،4631‬النجؼ االشرؼ ‪.3141 /3/ 41‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫(‪ )5‬الفو في بداية عاـ ‪ ،4650‬كطبعو فػي الشػير السػادس مػف نفػس العػاـ ‪ ،‬كػرد عمػى سػؤاؿ مػف قبػؿ احػد اسػاتذتو الػذم لػـ يػذكر‬
‫اسػػمو حػػكؿ مقػػاال فػػي احػػد الصػػحؼ العربيػػة كالػػذم لػػـ يػػذكر اسػػميا ايضػػا ‪ ،‬لمػػا كػػاف يحيػػكه ذلػػؾ المقػػاؿ مػػف تطػػاكؿ العنيػػؼ‬
‫بالعبارات ضد حجاب المرأة كتعػاليـ االسػالـ بيػذا الخصػكص ‪ ،‬كتػالؼ الكتػاب مػف ‪ 30‬صػفحة ‪ ،‬لمتفاصػيؿ عػف ذلػؾ ينظػر ‪:‬‬
‫محمد اميف زيف الديف ‪ ،‬يا ابنتي ‪( ،‬النجؼ االشرؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪.)4650 ،‬‬
‫‪115‬‬
‫شيء عمييا ‪ ،‬انيـ يخادعونيا عف حيائيا وعف دينيا وعف عفافيا"(‪.)2‬‬
‫طا لب في ذات الكقت المراة العربية باالبتعاد عف الثقافة الغربية التي تنظر الى الحجاب بسمبية ‪ ،‬مجسدا‬
‫تمؾ االفكار مف خالؿ رده عمى احدل الصحؼ العربية التي طالبت المراة المسممة بخمع الحجاب استجابة‬
‫لدكاعي التطكر كالتقدـ ‪ ،‬فاصدر عاـ ‪ ،4650‬كتابو المعنكف " العفاؼ بيف السمب وااليجاب"(‪.)3‬‬
‫كاف لشريحة الشباب نصيبا كاف ار مف فكر الشيخ محمد اميف زيف الديف كطركحاتو ‪ ،‬كذلؾ مػف خػالؿ تاكيػده‬
‫عمى اىميتيـ كدكرىـ ‪ ،‬باعتبارىـ القكة المؤثرة كالقػادرة عمػى التغييػر ‪ ،‬مركػ از عمػى ضػركرة رعػايتيـ كاالىتمػاـ بيػـ‬
‫كاالسػػتماع الىمشػػاكميـ بعيػػدا عػػف اسػػمكب التكجيػػو الجامػػد المعتمػػد عمػػى الصػػيغ العقائديػػة كالفقييػػة الجػػاىزة التػػي ال‬
‫يستسيغيا اغمبيـ كال تانس ليا ركحيـ(‪.)2‬‬
‫ركز الشيخ مف طركحاتو عمى شريحة ميمة مف الشباب ‪ ،‬كىػـ "طمبة الجامعات "‪ ،‬محػاكال تنقيػة افكػارىـ ممػا‬
‫كانت تطرحو التيارات الدخيمة كما تفرزه الص ارعات الحزبية ‪ ،‬ككنيـ اكثر مف غيرىـ عرضة لمتاثير كالقبكؿ بمثؿ‬
‫ىذه االفكار(‪ ،)1‬التي يراىا "كالجراثيـ" "والطفيميػات" التػي تيػدؼ الػى تسػميـ التربػة ‪ ،‬فتنفػذ سػمكميا مخمفػة االكبئػة‬
‫كاالمراض ‪ ،‬التي لـ تعد معيا التربة قابمة عمى االنتاج فتعكد غير صالحة لمغرس كال قابمة لمثمر(‪.)5‬‬
‫لـ تكف نظرة الشيخ زيف الديف لمحضارة الغربية سمبية ‪ ،‬بؿ دعا الى االطالع عمػى تجػارب الحضػارة الغربيػة‬
‫‪ ،‬كاالخذ منيا بما ينسجـ كفكر االسالـ في مجػاالت المعرفػة العمميػة ‪ ،‬كالتطػكرات الماديػة ‪ ،‬المعاصػرة فػي حينيػا‬
‫مؤكدا في ىذا المجاؿ عمى ‪:‬‬

‫" ‪ ...‬اف االسػػالـ يبػارؾ الحضػػارة وعميػو اف يؤازر العقػؿ ‪،‬‬


‫ويػواكػب العمػـ ‪ ...‬يبغػوف مػف االسػالـ اف يسانػد العقػؿ ‪،‬‬
‫وىؿ انزؿ االسالـ أال لمساندة العقؿ ونظـ حركتو وتسديد خطواتو‪.)7("...‬‬

‫(‪ )4‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.41‬‬


‫(‪ )3‬ناقش الشيخ زيف الديف مقاال لجريدة الشعب المصرية فػي عػددىا الصػادر فػي ‪ 31‬ايمػكؿ ‪ ،4650‬تحػت عنػكاف ( نقطػة بػكليس‬
‫لكؿ مدرسة في نيكيكرؾ) يشير الى كجة االنحالؿ كالتفسخ في الكاليات المتحدة االمريكية بصكرة مفزعة كخاصػة بػيف الطػالب‬
‫مف الجنسيف في مدارسيا كجامعاتيا ‪ ،‬فرد الشيخ بتاليفػو الكتػاب ( العفػاؼ بػيف السػمب كااليجػاب) مبينػان اف المؤسسػات الفكريػة‬
‫في تمؾ الدكلة اصبحت مرتعا خصبا لمتمذذ الجنسػي كتحػكؿ تالمػذتيا لمػدمني الخمػر كالمخػدرات باالضػافة الػى سػفؾ الػدماء ‪،‬‬
‫ينظر محمد اميف زيف الديف ‪ ،‬العفاؼ بيف السمب كااليجاب ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪ )4650 ،‬ص‪ -00‬ص‪. 64‬‬
‫(‪(( )2‬مقابمة شخصية)) ‪ ،‬الشيخ باقر شريؼ القرشي ‪. 3144 / 4 / 2 ،‬‬
‫(‪ )1‬محمد اميف زيف الديف ‪ ،‬الى الطميعة المؤمنة ‪( ،‬النجؼ االشرؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪ ،)4611 ،‬ص‪ -24‬ص‪.62‬‬
‫(‪ )5‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫(‪ )1‬محمد اميف زيف الديف ‪ ،‬االسالـ ينابيعو ‪ ،‬مناىجو ‪ ،‬غاياتو ‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪111‬‬
‫ازدادت اليجمات الفكرية المعادية لالسالـ منذ نياية خمسينات كبداية ستينات القرف العشريف ‪ ،‬خاصة في‬
‫الجانب االقتصادم ‪ ،‬بعد اف اخذت تمؾ التيارات بجعؿ االسالـ ضمف الدائرة الشيكعية خاصة بما يتعمؽ‬
‫بحقكؽ العامؿ في االسالـ ‪ ،‬مفسػريف تمػؾ المفػاىيـ كفػؽ مصػالحيـ كخػدمتيا ‪ ،‬مػدافع عػف الػديف فػي ىػذا الجانػب‬
‫قائال ‪:‬‬
‫" ‪ ....‬ليػس االسالـ راسمالياً وال شيوعياً ‪ ،‬وال ينتسب الى‬
‫غػيرىما مف المذاىب المادية الخالصة ‪ ،‬واف اتفؽ معيا‬
‫في عػالج بعض المشكالت وليست المقابمة بيف مبدء اف‬
‫يباينو في جميع الفروع واف يفترؽ عنو في جميع النقاط ‪،‬‬
‫بؿ الفارؽ االصيؿ بيف المبادئ اف تتبايف في الروح ‪ ،‬واف‬
‫تتقابؿ في وجية النظر واالسالـ ‪ ...‬دوف شؾ يبايف جميع‬
‫ىػػذه المبادئ في روحػو ويقابميا في وجيػة نظره"(‪.)2‬‬
‫داف ػػع كبك ػػؿ ق ػػكة ف ػػي ى ػػذا االط ػػار ع ػػف مب ػػادئ االس ػػالـ الت ػػي ش ػػيدت تم ػػؾ اليجم ػػة المادي ػػة الشرس ػػة المتص ػػاعدة‬
‫مسػػتخدما اسػػمكب الػػرد بطريقػػة الرسػػائؿ المتبادلػػة بينػػو كبػػيف اصػػدقائو كاحػػد االسػػاليب االكثػػر تػػاثي ار ككاقعيػػة فػػي‬
‫ايصاؿ ما يريد الػى قػرأة ‪ ،‬فاصػدر بيػذا االتجػاه كتابػو المعنػكف " الػى الطميعػة المؤمنػة"الػذم اكممػو عػاـ ‪،4611‬‬
‫كطبع بعد فترة ‪ ،‬مثؿ مجمكعة مف االسئمة كاالجكبة المكجية الى الشباب المسمـ(‪.)3‬‬
‫كما دافع في ذات االطار ‪ ،‬كفي اتجاه اخر عف معتقدات الشيعة االثنى عشرية في كتابو "مع الدكتور احمد‬
‫(‪)2‬‬
‫عاـ ‪ ،4615‬كالذم رد فيو باسمكب فمسفي فقيي مدعكما بااليات القركنية كاالحاديث النبكة عمػى الػدكتكر‬ ‫اميف"‬
‫اميف معتب ار ما جاء لو مف افكار غير منطقية كال تستند الى الكاقع(‪.)1‬‬

‫(‪ )4‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.46‬‬


‫(‪ )3‬لمتفاصيؿ عنو ينظر ‪ :‬محمد اميف زيف الديف ‪ ،‬الى الطميعة المؤمنة ‪ ،‬ص‪ -41‬ص‪.62‬‬
‫(‪ )2‬الؼ الدكتكر احمد اميف مصرم الجنسية كتابا طائفيا حمػؿ افكػا ار متشػددة كاراء متطرفػة اتجػاه المػذىب الشػيعي الجعفػرم بعيػدا‬
‫عف االدلة مبينا اراءه الشخصية فيو ‪ ،‬مما يعكس ذلؾ سمبا عمى الكحدة االسالمية التػي طالمػا رغػب مفكػركا اتبػاع اىػؿ البيػت‬
‫تحقيقيا ‪ ،‬اذ انيا كانػت تصػطدـ بشخصػيات ادعػت انتمائيػا لمػذاىب المسػمميف االخػرل ‪ ،‬التػي طالمػا بػرزت منيػا رمػكز دينيػة‬
‫شييرة طالبت بتحقيؽ تمؾ الكحدة‪.‬‬
‫(‪ )1‬محمد اميف زيف الديف ‪ ،‬مع الدكتكر احمد اميف في حديث الميدم كالميدكية ‪( ،‬النجؼ االشرؼ ‪ :‬مطبعة النجؼ ‪.)4615 ،‬‬
‫‪.)4615‬‬
‫‪111‬‬
‫تجاكز الشيخ زيف الػديف فػي طرحػو االصػالحي الجكانػب االصػكلية كالفقييػة كحتػى االدبيػة ليصػؿ المعػارؼ‬
‫الفمس ػػفية ‪ ،‬اذ ن ػػاقش باس ػػمكب عمم ػػي ى ػػادم النظري ػػات الفمس ػػفية الت ػػي ت ػػدكر ح ػػكؿ اص ػػكؿ االنس ػػاف كنش ػػأتو مبت ػػدأ‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫كمػا جػاءت بػو‬ ‫حكؿ اصؿ االنساف ‪ ،‬ككصكال الى نظريات االلمػاني "ىيغؿ"‬ ‫بمناقشة اراء االنكميزم "دارويف"‬
‫افكار "كارؿ ماركس"(‪ .)2‬ظاى ار ثقافة عميقة كسعة اطالع حكؿ تمؾ المكاضيع(‪.)1‬‬
‫كفي ذات االطار ناقش فمسفة تشريع الديف كغاية اهلل تعالى مف االسالـ حيف كضع اكؿ حجر مػف ىيكمػو ‪،‬‬
‫كاقاـ قاعدتو المتمثمة "بالعدؿ" ‪ ،‬كىك يشػمؿ كػؿ شػيء فػي الحيػاة كيعػد فريضػة محتكمػة تجػب رعايتيػا كالمحافظػة‬
‫عمػى‬ ‫عمييا مف المسمميف كافة ‪ ،‬حتى مع الذيف ينتمكف لمديانات االخرل ابتغػاء مرضػات اهلل(‪ ،)5‬كاجبػا‬

‫(‪ )4‬داركيف ‪4003-4016 (DARWIN‬ـ) ‪ :‬ابرز عممػاء الطبيعيػات فػي القػرف التاسػع عشػر اكمػؿ د ارسػتو فػي جامعػة كيمريػدج‬
‫االنكميزية عاـ ‪ 4024‬ـ‪ ،‬حتى قاـ برحمة حكؿ العالـ استغرقت خمس سنكات اطمع خالليا عمػى الكثيػر مػف اسػرار عػالـ النبػات‬
‫‪ ،‬لو مجمكعة مف المؤلفات في ىذا الجانب ‪ :‬اصؿ االنكاع صدر سنة ‪4056‬ـ‪ ، ،‬اختالؼ الحيكانػات كالنبػات باالدجػاف نشػر‬
‫سنة ‪4010‬ـ‪ ،‬تكسع داركف في نظريتو العامة حتى شممت االنسػاف عنػدما نشػر كتابػو ‪ :‬اصػؿ االنسػاف كاالختيػار بالنسػبة الػى‬
‫الجػػنس عػػاـ ‪ 4014‬ـ ‪ ،‬اصػػدر نظريػػة النشػػكء كالتطػػكر فتصػػدل لػػو مجمكعػػة مػػف العممػػاء كحتػػى رجػػاؿ الكنيسػػة ‪ ،‬اذ زعػػـ اف‬
‫االنسػػاف ينح ػػدر م ػػف القػػرد ‪ ،‬ينظػػر ‪ :‬س ػػمير شػػيخاني ‪ ،‬صػػانعكا الت ػػاريخ ‪( ،‬بي ػػركت ‪ :‬مؤسسػػة ع ػػز ال ػػديف لمطباعػػة كالنش ػػر ‪،‬‬
‫‪4601‬ـ) ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.402-403‬‬
‫(‪ )3‬ىيغ ػػؿ ‪4024-4111( Hegely‬ـ )‪ :‬فيمس ػػكؼ الم ػػاني ‪ ،‬كل ػػد ف ػػي ش ػػتكتغارت اكم ػػؿ د ارس ػػتو االبتدائي ػػة كالثانكي ػػة فيي ػػا ‪ ،‬عم ػػؿ‬
‫تدريس ػػيا ف ػػي بػ ػرليف لالعػ ػكاـ ‪4161-4162‬ـ ‪ ،‬كاس ػػتاذا بجامع ػػة بيت ػػام ع ػػاـ ‪4014‬ـ‪ ،‬كع ػػيف اس ػػتاذا ف ػػي جامع ػػة بػ ػرليف ع ػػاـ‬
‫‪4040‬ـ‪ ،‬مػػف مؤلفاتػػو ‪ :‬ظاىراتيػػة الػػركح عػػاـ ‪4011‬ـ‪ ،‬عمػػـ المنطػػؽ فػػي االعػكاـ ‪4041-4043‬ـ‪ ،‬ككػػاف اخرىػػا اسػػس فمسػػفة‬
‫القانكف ‪ ،‬اما فمسفتو فػي الحيػاة (عبػادة الدكلػة ) ‪ ،‬فيػك القائػؿ (اف الدكلػة ىػي الحيػاة االخالقيػة ذات الكجػكد المطمػؽ‪ ، )...‬أم‬
‫اف الفيمسػػكؼ االلمػػاني يحػػاكؿ تبريػػر كػػؿ ظمػػـ كعػػدكاف ترتكبيػػا الدكلػػة ‪ ،‬لممزيػػد ينظػػر ‪ :‬كميػػؿ الحػػاج ‪ ،‬المكسػػكعة الميس ػرة فػػي‬
‫الفك ػػر الفمس ػػفي كاالجتم ػػاعي ‪( ،‬بي ػػركت ‪ :‬مكتب ػػة لبن ػػاف ‪ ، )3111 ،‬ص‪151-111‬؛ س ػػمير شػ ػيخاني ‪ ،‬المص ػػدر الس ػػابؽ ‪،‬‬
‫ص‪ -411‬ص‪.414‬‬
‫(‪ )2‬كػارؿ مػػاركس ‪4002-4040( Marx‬ـ ) ‪ :‬كلػػد فػػي المانيػػا ‪ ،‬عمػػؿ ردحػػا مػػف الػػزمف فػػي الصػػحافة ‪ ،‬اراه متطرفػػة جػػرت عميػػو‬
‫معارضة الحككمة ففر الى باريس سنة ‪4012‬ـ‪ ،‬حيث تعرؼ الى اشتراكي المانيا ىك فريد ريؾ انفمز ‪ ،‬اصدر عاـ ‪4010‬ـ ‪،‬‬
‫كتابا عرؼ بالبياف االشتراكي الذ اصبح عقيدة الثكار االشتراكييف كمف مؤلفاتػو ايضػا ف كتابػو (راس المػاؿ) الػذم ظيػر مجمػده‬
‫االكؿ سنة ‪ 4011‬ـ‪ ،‬الذم سعى الى اكتشاؼ القػكانيف االقتصػادية التػي حكػـ المجتمػع‪ ،‬ينظػر ‪ :‬مفيػد الزبيػدم ‪،‬مكسػكعة تػاريخ‬
‫‪ ) 4661‬ج‪ ،2‬ص‪-023‬ص‪.025‬‬ ‫اكربا الحديث كالمعاصر ‪( ،‬د ‪ .‬ـ ‪ :‬دار اسامة لمنشر كالتكزيع ‪،‬‬
‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬محمد اميف زيف الديف ‪ ،‬االسالـ ينابيعو ‪ ،‬مناىجو ‪ ،‬غاياتو ‪ ،‬ص‪.11-51‬‬
‫(‪ )5‬لـ يجعؿ اهلل تعالى نكع الحكـ مطمقا لمبشر بؿ كضعو في مساحة محددة مؤكد فييا ‪ ،‬في االغمب عمى العدؿ غالبا فيػامر جػؿ‬
‫شئنو عباده بذلؾ قائال ‪ (( :‬اف اهلل يامركـ اف تؤدكا االمانات الى اىميا كاذا حكمػتـ بػيف النػاس اف تحكمػكا بالعػدؿ اف اهلل نعمػا‬
‫يعظكـ بو اف اهلل كاف سميعا بصيرا)) سكرة النساء ‪ ،‬اية (‪.)50‬‬
‫‪112‬‬
‫المس ػػمميف القس ػػط ف ػػي المعامم ػػة كالمس ػػاكاة ف ػػي صػ ػػفكؼ االنس ػػانية كاالبتع ػػاد ع ػػف التفرق ػػة كاالبتع ػػاد ع ػػف العن ػ ػؼ‬
‫ضدىـ(‪)4‬فاكد عمى االسالـ كتعاليمو السمحاء تدعكا الى البر بيـ كاالحساف الى ضعفائيـ(‪.)3‬‬
‫ككػػاف لمشػػيخ فػػي بدايػػة السػػتينات مكقفػػا حازمػػا تمثػػؿ عمػػى حتميػػة تصػػدم االسػػالـ لمعمػػؿ السياسػػي المباشػػر‬
‫كعػػدـ تػػرؾ الػػبالد كالعبػػاد لمجيػػالء ‪ ،‬نافيػػا عجػػز االسػػالـ عػػف تكجيػػو النػػاس فػػي ادارة الدكلػػة ‪ ،‬مؤكػػدا اف االسػػالـ‬
‫كضع لمحياة مانظميا مف قكانيف كشرائع في الجكانب االجتماعية كالسياسية كافة(‪.)2‬‬
‫كانطالقا مف تمؾ االفكار لمحككمة العراقية كخالؿ النصؼ الثاني مف عقد الستينات ببناء عالقات بناءة بينيا‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬لتحقي ػػؽ الس ػػعادة كنش ػػر الكم ػػاؿ كبن ػػاء عدال ػػة‬ ‫كب ػػيف الش ػػعب م ػػف خ ػػالؿ اقام ػػة المؤسس ػػات الدس ػػتكرية النزيي ػػة‬
‫كمسػػاكاة بػػيف الطكائػػؼ العراقيػػة دكف تمييػػز ‪ ،‬مػػذك ار بانػػو ال يمكػػف ذلػػؾ اال باعػػداد المعاىػػد الخاصػػة لبنػػاء عقػػكؿ‬
‫عصرية(‪ ،)5‬تساير االصالح كالحداثة في العالـ مؤمنيف باالنظمػة الشػرعية لمكصػكؿ لػذلؾ اليػدؼ ‪ ،‬كاعتبػر حمػؿ‬
‫االمة "الشعب" ركح المكاطنة الصحيحة كالتعاكف بيف افراده عامال ثانيا لمكصكؿ الى اعمى درجات العدؿ كالكماؿ‬
‫كىك الغاية المطمكبة‪.‬‬
‫ساىمت النجؼ االشرؼ كاجكائو الفكرية في بمكرة كعيو الفكرم االصالحي التي تتناسب كميا مع رغباتػو فػي‬
‫تحقيػػؽ نتاجػػات فكريػػة ‪ ،‬لػػذلؾ انػػتج الشػػيخ زيػػف الػػديف مجمكعػػة مػػف المؤلفػػات خػػالؿ مػػدة البحػػث ‪ ،‬التػػي يكضػػحيا‬
‫الجدكؿ رقـ (‪.)45‬‬

‫((‬ ‫(‪ )4‬اف نظاـ العدؿ مف الكظائؼ الميمة كالخطرة في االسالـ الىميتو في تحقيؽ العدالة بػيف االديػاف حتػى قػاؿ النبػي (‪: )‬‬
‫الحمػػد هلل الػػذم جعػػؿ فينػػا اىػػؿ البيػػت مػػف يقضػػي عمػػى سػػنف داكد (‪ )‬كسػػبيمو فػػي القضػػاء)) ‪ ،‬ينظػػر ‪ :‬المفيػػد ‪ ،‬محمػػد بػػف‬
‫النعماف الكعبرم ( ت‪142‬ىػ‪4133/‬ـ) ‪ .‬االرشاد ‪،‬ط‪( ،2‬بيركت ‪ :‬د مط‪ )4616 ،‬ص‪.415‬‬
‫(‪ )3‬محمد اميف زيف الديف ‪ ،‬تحية االيماف ‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫(‪ )2‬محمد اميف زيف الديف ‪ ،‬الى الطميعة المؤمنة ‪ ،‬ص‪22‬؛ االسالـ ينابيعو ‪ ،‬مناىجو ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )1‬ظيػػرت المؤسسػػات الدسػػتكرية فػػي الدكلػػة العراقيػػة بػػدءا مػػف تشػػكيؿ الحكػػـ الػػكطني فػػي الع ػراؽ عػػاـ ‪4634‬ـ‪ ،‬كتمثػػؿ ذلػػؾ فػػي‬
‫انتخابػػات المجمػػس اتاسيسػػي الع ارقػػي ‪ ،‬كاصػػدار الدسػػتكر الع ارقػػي كغيرىػػا ‪ ،‬لممزيػػد عػػف تمػػؾ المؤسسػػات ينظػػر ‪ :‬عبػػد الػػرزاؽ‬
‫الحسني ‪ ،‬تاريخ الك ازرات العراقية ‪ ،‬ج ‪. 4‬‬
‫(‪ )5‬يقصد بيا الجامعات الحديثة باعتبارىا معاىد تعمؿ عمى بناء الشخصية كانفتاح العقؿ ‪ ،‬عف اىمية الجامعػات كدكرىػا فػي بنػاء‬
‫(‬ ‫بناء االنساف ينظر ‪ :‬عباس فرحاف المكسكم ‪ ،‬الحياة االجتماعية في مدينػة بغػداد ‪4650-4626‬ـ‪ ،‬اطركحػة دكتػكراه ‪،‬‬
‫جامعة بغداد ‪ :‬كمية التربية ‪ ، )3112 ،‬ص‪-406‬ص‪.346‬‬
‫‪113‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪) 26‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نماذج مف مؤلفات الشيخ محمد اميف زيف الديف‬
‫المالحظات‬ ‫سنة الطبع ومكانو‬ ‫اسـ المؤلؼ او البحث‬ ‫ت‬
‫ظمـ المراة ‪ ،‬ظمـ لمحؽ كاتياـ لمعقؿ كاتياـ لحكمة اهلل‬ ‫‪4650‬ـ ‪/‬النجؼ‬ ‫يا ابنتي‬ ‫‪-4‬‬
‫لقد ذىب االبتذاؿ بمناعة الفرد كمناعة االسرة ‪.‬‬ ‫‪4650‬ـ ‪/‬النجؼ‬ ‫العفاؼ بيف السمب‬ ‫‪-3‬‬
‫كااليجاب‬
‫االسالـ الحؿ االمثؿ لمشاكؿ العصر‪.‬‬ ‫‪4611‬ـ‪ /‬النجؼ‬ ‫االسالـ ينابيعو مناىجو‬ ‫‪-2‬‬
‫كغاياتو‬
‫االسالـ يفرض التفكير الحػر الػكاعي لمكصػكؿ الػى اعمػى‬ ‫‪4611‬ـ‪ /‬النجؼ‬ ‫رساالت السماء‬ ‫‪-1‬‬
‫درجات التطكر‪.‬‬
‫ردان عمى افكار الطائفييف المتمبسيف بثكب االسالـ‪.‬‬ ‫‪4615‬ـ ‪/‬النجؼ‬ ‫مع الدكتكر احمد اميف‬ ‫‪-5‬‬
‫في حديث الميدم‬
‫كالميدكية‬
‫كجيت اغمب فقراتو لمطبقات الجامعية (ذككر‪-‬اناث)‬ ‫‪4611‬ـ‪ /‬النجؼ‬ ‫الى الطميعة المؤمنة‬ ‫‪-1‬‬
‫ال يتػػزكج الشػػاب مػػف المتبرجػػة النيػػا مبتذلػػة ال يرتضػػييا‬ ‫‪41‬تشريف الثاني‬ ‫تحية االيماف‬ ‫‪-1‬‬
‫لنفسو‪.‬‬ ‫‪ 4651‬مجمة‬
‫النشاط الثقافي ‪/‬‬
‫النجؼ‬
‫التصدم الى اعمى المناصب بالحفاظ عمى الحشمة‪.‬‬ ‫‪ 45‬كانكف االكؿ‬ ‫الحجاب بيف السمب‬ ‫‪-0‬‬
‫‪ 4612‬مجمة‬ ‫كاالعجاب‬
‫االضكاء ‪ /‬النجؼ‬

‫كم ػػع اف ى ػػذه الفكػ ػرة ال يمك ػػف ع ػػدىافكرة منقكص ػػة ‪ ،‬اال اني ػػا ظم ػػت ف ػػي ح ػػدكد اع ػػداد القي ػػادات دكف القكع ػػد‬
‫الشعبية كليس ىنا تغيير كبير يحصؿ مػا لػـ تخمػؼ لػو ثقافػة شػعبية قػادرة عمىفيػـ كاسػتيعاب كالتكاصػؿ معػو كلػك‬
‫انو اضاؼ الى جانب اعداد الرجاؿ كضع افؽ ثقافي كمعرفي لعامة الناس بتكازف مع اساسية المتغير المطركح ‪،‬‬
‫الصبحت الفكرة اكثر اكتماال ككاقعية في التطبيؽ ‪ ،‬كاجماالن ‪ ،‬نرل اف طركحات الشيخ ال تنفصػؿ عػف اساسػيات‬
‫دعػػكة االصػػالح كالتغييػػر ‪ ،‬اذ اف مج ػرد التاكيػػد عمػػى تػػداكؿ ال ػرام كاسػػتطالع ال ػرام العػػاـ ىػػك دعػػكة لمتح ػرر مػػف‬
‫التبعية كالتقميد االعمى‪.‬‬

‫( ‪ ) 4‬معمكمات الجدكؿ مستقاة مف االنتاج الفكرم لمشيخ محمد اميف زيف الديف ؛( النشاط الثقافي ) " مجمة " ‪ 41 ،‬تشريف الثاني ‪ 4651‬ـ ‪ ،‬ص ‪– 01‬‬
‫‪ 01‬؛ ( االضكاء ) " مجمة " ‪ 45‬كانكف االكؿ ‪ 4612‬ـ ‪ ،‬ص ‪ – 421‬ص ‪. 426‬‬
‫‪114‬‬
‫فػػال غػػرك اف نقػػكؿ اف الفكػػر االصػػالحي فػػي النجػػؼ االشػػرؼ بمػػا حممػػو مػػف االصػػالة كالتفاعػػؿ االنسػػاني قػػد‬
‫سػػاىـ فػػي تػػدعيـ "االسػػالـ الحضػػاري" ‪ ،‬ككػػاف قػػاد ار عمػػى االقتػراب الػػى جيػػؿ الجديػػد فػػي حػػدكده القصػػكل ‪ ،‬كذلػػؾ‬
‫باستخدامو الخطاب العصرم المتجدد كاقناعو بجدكل االخذ بالمنيج االسالمي المنفتح عمى مجاالت مختمفػة مػف‬
‫االنشػطة الحياتيػػة ‪ ،‬لػػذلؾ نجػػد المصػمحكف قػػد اخػػذكا بمفػػاىيـ كاسػعة مػف التجديػػد فتطرقػكا الػى مكضػػكع الدكلػػة فػػي‬
‫الفكر السياسي االسالمي‪.‬‬
‫كلػػـ يقتصػػر اىتمػػاـ المصػػمحيف عمػػى القضػػايا المػػذككرة سػػمفان ‪ ،‬بػػؿ انيطػػت جيػػكدىـ عمػػى معالجػػة مػػا يعانيػػو‬
‫المسممكف مف فرقة كتمزيؽ كتبعثر في قكاىـ الفكرية كالسياسػية نتيجػة االنقسػامات المذىبيػة بيػنيـ ‪ ،‬لػذلؾ سػيككف‬
‫مكضكع المبحث الالحؽ ‪ ،‬أم دراسة جيكدىـ في مجاؿ التقريب بػيف المػذاىب االسػالمية كػانمكذج لزيػادة الػكعي‬
‫كالفكر االصالحي داخؿ النجؼ االشرؼ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫اف ارزات الفكر االصالحي ونتائجو (( التقريب بيف المذاىب أنموذجاً))‬
‫تعػػد محػػاكالت التقريػػب بػػيف مػػذاىب المسػػمميف احػػدل اىػػـ التجسػػيدات العمميػػة لمفكػػر االصػػالحي فػػي النجػػؼ‬
‫االشرؼ ‪ ،‬فقد شخص عدد مف العمماء النجفييف ما كانت تعاني منو االمة االسالمية مػف عكامػؿ التػدىكر الكثيػرة‬
‫‪ ،‬كالجيػػؿ كالمػػرض كالتخمػػؼ كالسػػيطرة االجنبيػػة ‪ ،‬لك ػف االنقسػػاـ بػػيف المسػػمميف يػػاتي بكصػػفو اىػػـ تمػػؾ العكامػػؿ‬
‫كاشػػدىا خطػ ار ‪ ،‬النيػػا تمػػزؽ جسػػد العػػالـ االسػػالمي كتسػػيـ فػػي تضػػييع جيػػكد ابنػػاءه كتبديػػد ثركاتػػو كانشػػغاليـ فػػي‬
‫ن ازعػػات جانبيػػة ال تسػػتفيد منػػو سػػكل القػػكل االسػػتعمارية الجاثمػػة عمػػى صػػدكر المسػػمميف كالمشػػجعة عمػػى تعميػػؽ‬
‫الخالفات كتاجيجييا‪.‬‬
‫لذلؾ فقد صارت فكرة التقريب بيف المذاىب االسالمية اك باالحرل التعايش السممي بيف المسمميف عمػى شػتى‬
‫مذاىبيـ ‪ ،‬كاالحتراـ المتبادؿ بيف انتمػاءاتيـ مكضػع اىتمػاـ المصػمحيف النجفيػيف ‪ ،‬الػذيف كجػدكا ضػركرة التصػدم‬
‫لتمػػؾ الظػػاىرة المتكلػػدة ‪ ،‬فػػي فيػػـ النصػػكص كاالجتي ػاد فػػي تفسػػير نصكصػػو(‪ ،)4‬كىػػذا ممػػا يتطمػػب تكثيػػؽ اكاصػػر‬
‫العالق ػػات م ػػع المؤسس ػػات الديني ػػة الثقافي ػػة ف ػػي الع ػػالميف العرب ػػي كاالس ػػالمي لتب ػػادؿ االراء ب ػػيف زعم ػػاء الم ػػذاىب‬
‫كعممائيا(‪ ،)3‬كاالنفتاح عمى االخر انطالقا مف االسس المشتركة الكثيرة التي يؤمف بيا الجميع كالمستندة الى قكلو‬
‫تعػالى (( وَاعْخَصًُِىا بِحَبْمِ انهَّهِ جًَِيعًب وَالَ حَفَسَّلُىا وَاذْكُسُوا َِعًَْتَ انهَّهِ عَهَيْكُىْ إِذْ كُنْخُىْ أَعْدَاءً فَأَنَّفَ بَيٍَْ لُهُىبِكُىْ‬

‫فَأَصْ ببَحْخُىْ بِنِعًَْخِ بهِ إِاْىَاَببب ))(‪ ،)2‬اذ يرشػػح مبػػدأ كحػػدة المسػػمميف ككجػػكب نبػػذ الفرقػػة كالخػػالؼ بيػػنيـ كالرجػػكع الػػى‬

‫الثكابػػت االساسػػية فػػي التشػريع االسػػالمي ‪ ،‬كالكتػػاب الكػريـ كالسػػنة النبكيػػة الشػريفة ‪ ،‬كااللتػزاـ الكامػػؿ بضػػركريات‬
‫الديف كاركانو كالصالة كالصياـ كالزكاة كالحج كغيرىا(‪.)1‬‬
‫كليس بمستغرب اف ينحك عمماءنا ىذا النحك في الشػفافية كالمكضػكعية فػي النظػر الػى االراء المختمفػة ‪ ،‬اذ‬
‫اف النجػػؼ االشػػرؼ قػػد كرثػػت ارثػان تاريخيػان ثمينػان مػػف سػػيدىا كاماميػػا اميػػر المػػؤمنيف عمػػي بػػف ابػػي طالػػب (‪، )‬‬
‫الذم لـ ير باس في اختالؼ العمماء في الفتيا كتصكيب جميع ارائيـ النيـ اتبعكا رسائؿ كطرؽ متباينة لمكصػكؿ‬
‫الى اليدؼ المشترؾ ‪ ،‬فقد كرد في احدل كمماتو ‪:‬‬

‫" ترد عمى احدىـ في حكـ مف االحكاـ ‪ ،‬فيحكـ فييا برايو ‪ ،‬ثـ ترد‬

‫(‪ )4‬محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬الكحدة االسالمية مف منظكر الثقميف ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مؤسسة تراث شييد المحراب ‪ ، )3110 ،‬ص‪.426‬‬
‫(‪ )3‬محمد سعيد الحكيـ ‪ ،‬المرجعية الدينية كقضايا اخرل ‪( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة المرشد ‪ ، )3112 :‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )2‬اؿ عمراف ‪ ،‬اية ( ‪.) 412‬‬
‫(‪ )1‬يكسؼ عمر ‪ ،‬النجؼ االشرؼ كالكحدة االسالمية‪ ( ،‬الكحداة االسالمية) "مجمة" ‪ ،‬بيركت ‪ ،‬السػنة (‪ ،3112 ، )3‬العػدد (‪)40‬‬
‫‪ ،‬ص‪31‬؛ محم ػػد عم ػػي التس ػػخيرم ‪ ،‬التقري ػػب اسس ػػو كقيم ػػو كدكر العمم ػػاء في ػػو (اليداي ػػة) "مجم ػػة" ‪ ،‬البحػ ػريف ‪ ،‬الس ػػنة (‪، )31‬‬
‫‪ ،3112‬العػػدد (‪ ، )244‬ص‪21‬؛ محمػػد طنطػػاكم ‪ ،‬التقريػػب بػػيف المػذاىب االسػػالمية ‪ (،‬بحػػث) ‪( ،‬البح ػريف ‪ :‬د مػػط ‪،‬مػػؤتمر‬
‫التقريب ‪ ، )3112 ،‬ص‪.6‬‬
‫‪116‬‬
‫تمؾ القضػية بعينػيا عمػى غػيره ‪ ،‬فيحكػـ فييا بخالفػو ‪ ،‬ثـ‬
‫يجتمػع القضاة بذلؾ عند االماـ الذي استقصاىـ ‪ ،‬فيصوب ارائيـ‬
‫جميعا ‪ ،‬فالييـ واحد ‪ ،‬ونبييـ واحد ‪ ،‬وكتابيـ واحد"(‪.)2‬‬
‫كاسػػتنادا الػػى ذلػػؾ فقػػد سػػعى عممػػاء النجػػؼ م ػف المصػػمحيف كالمفك ػريف الػػى التقريػػب بػػيف مػػذاىب المسػػمميف‬
‫كاسيـ بعضيـ في تاسيس دار التقريػب بػيف المػذاىب االسػالمية فػي القػاىرة عػاـ ‪ ،4611‬كالشػيخ محمػد الحسػيف‬
‫كاشػػؼ الغطػػاء كالسػػيد ىبػػة الػػديف الشيرسػػتاني ‪ ،‬كقػػد كانػػت انطالقػػة قكيػػة فػػي انيػػاض مشػػركع الكحػػدة فػػي االمػػة‬
‫االسالمية مسػتخدميف مبػدأ الحػكار المكضػكعي كالنقػاش االخػكم(‪ ،)3‬كجعػؿ القػركف الكػريـ دسػتكر االمػة ‪ ،‬كاعتبػاره‬
‫العنصر الرئيس كالحكـ في القضايا بيف المسمميف ‪ ،‬كايجاد قيادة جماعيػة كاعيػة ذات صػالحيات كاسػعة تسػتطيع‬
‫مف خالليا اصدار ق اررات ممزمة تحافظ عمػى كحػدة المجتمػع كتماسػكو كتعزيػز االخػاء الثقػافي بػيف ابنائػو كاشػاعة‬
‫االخالؽ الفاضمة الكريمة(‪ ،)2‬التي اسس بنيانيا اعظـ شخصية في تاريخ البشرية النبي محمد (‪ ، )‬الذم كصفو‬
‫سبحانو كتعالى حيث قاؿ عز كجؿ ‪(( :‬وَإََِّكَ نَعَهى اُهُكٍ عَظِيىٍ))(‪ ،)1‬كدعا الناس الى اتبػاع ىػداه لضػماف السػعادة‬

‫كالرخاء ‪ ،‬عندما قاؿ الحؽ ‪ (( :‬نَمَدْ كَبٌَ نَكُىْ فِي زَسُىلِ انهَّهِ أُسْىَةٌ حَسَنَتٌ))(‪.)6‬‬

‫كفي ضكء ما سبؽ يمكف القػكؿ اف تكحيػد المسػمميف بحسػب كجيػة نظػر عممػاء الػديف المصػمحيف فػي النجػؼ‬
‫االشرؼ مطمكب في كؿ حيف ‪ ،‬السيما في تمؾ المرحمة العصيبة مف تاريخ االمػة ‪ ،‬فاتحادىػا فريضػة كضػركرة ‪،‬‬
‫فريضػػة يكجبيػػا الػػديف ‪ ،‬كضػػركرة يحتميػػا الكاقػػع االسػػالمي كالعػالمي ‪ ،‬فاالتحػػاد قػػكة ليػػا ‪ ،‬كالتفػػرؽ يجعميػػا فريسػػة‬
‫سػػيمة العػػدائيا ‪ ،‬كقػػد اعتنػػؽ ىػػذه االفكػػار نخبػػة كاعيػػة كمػػا سػػبؽ القػػكؿ كالمصػػمحيف المجػػدديف "الشيرسػػتاني" ‪،‬‬
‫"وكاشؼ الغطاء" كغيرىـ‪.‬‬
‫كمف الذيف سخركا جيكدىـ لنشرىا كالتبميغ كالدفاع عنيا ‪ ،‬ساعيف بكؿ جيد كاخالص لتحقيقيا ‪ ،‬حامميف لكاء‬
‫التكافػػؽ كالتقريػػب ‪ ،‬كمشػػكميف قنػػاة لمتكاصػػؿ بػػيف جيمػػيف مػػف العممػػاء العػػامميف فػػي التقريػػب ‪ ،‬االكؿ كػػاف لػػو فضػػؿ‬
‫الػكعي‬ ‫الريادة في ىذا المضمار كاالخر جاء مف بعدىـ كتاثر برؤاىـ كافكارىـ مػف حػكزكييف منتسػبيف لحركػة‬

‫(‪ )4‬نيج البالغة ‪ ،‬شرح االماـ محمد عبده ‪( ،‬بيركت ‪ :‬د‪ .‬مط ‪ ، )4662 ،‬ص‪ -15‬ص‪. 11‬‬
‫(‪ )3‬محمد حسيف كاشؼ الغطاء ‪ ،‬قضية فمسطيف الكبرل ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪ ، )4616 ،‬ص‪21‬؛ نكرة كطاؼ عيداف ‪،‬‬
‫الفكػػر السياسػػي لمشػػيخ محمػػد الحسػػيف كاشػػؼ الغطػػاء ‪ ،‬رسػػالة ماجسػػتير ( جامعػػة بغػػداد ‪ :‬كميػػة العمػػكـ السياسػػية ‪، 3110 ،‬‬
‫ص‪.312-461‬‬
‫(‪ )2‬سامي الغركم ‪ ،‬محمد الحسيف كاشؼ الغطاء احد ركاد التقريب ‪( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة البالغ ‪ ، )3112 ،‬ص‪ ، 462‬ابراىيـ‬
‫العاتي ‪ ،‬عمماء النجؼ اسسكا ثقافة الحكار بيف المذاىب (النكر) ‪" ،‬مجمة"‪ ،‬اب ‪ ،4660‬العدد (‪ ، )01‬ص‪.50‬‬
‫(‪ )1‬سكرة القمـ ‪ ،‬اية (‪.)1‬‬
‫(‪ )5‬سكرة االحزاب ‪ ،‬اية (‪.)34‬‬
‫‪117‬‬
‫كالنيػػكض فػػي داخػػؿ المجتمػػع الع ارقػػي(‪ ،)4‬كسػػكؼ نتنػػاكؿ اربع ػة نمػػاذج مػػف اكلئػػؾ المصػػمحيف ‪ ،‬االكؿ مػػف جيػػؿ‬
‫الركاد كاالخريف مف الجيؿ الثاني ‪.‬‬
‫يعد الشيخ محمػد رضػا المظفػر(‪ ،)3‬مػف االكائػؿ البػارزيف العػامميف فػي حقػؿ التقريػب ‪ ،‬فنػراه سػار فػي مضػمار‬
‫"التوافؽ" و "التقريب" ‪ ،‬لمػا يمثمػو مػف مرتكػز رئػيس فػي منظػكره االصػالحي لممجتمػع االسػالمي اكال ‪ ،‬كمػا يمثمػو‬
‫مف اسس فاعمة في دعكاه كمنطمقاتو المتعمقة بمكضكع الكحدة االسالمية ثانيا ‪ ،‬مػدرنكا اف الميمػة ليسػت يسػيرة ‪،‬‬
‫فيي تحتاج الى عمؿ دؤكب مسند الى اسس مادية كمعنكية ‪ ،‬كال الػى حماسػة كارتجػاالت انفعاليػة ‪ ،‬مكضػحا فػي‬
‫كتابات ػػو الفكري ػػة كمكاقف ػػو العممي ػػة ازاء المكض ػػكع ى ػػذا ‪ ،‬اف المس ػػالة تحت ػػاج "تضػػػحية" كعم ػػال م ػػدعما "بصػػػدؽ" و‬
‫"اخالص" ‪ ،‬ككصؼ العمؿ فييا بػ "الجياد " فػي الكقػت الػذم حمػؿ فيػو اصػحاب الػرام مػف عممػاء كمفكػركا االمػة‬
‫مسؤكلية انجاز الميمة(‪.)2‬‬
‫ادرؾ الشػػيخ المظفػػر اىميػػة ى ػػذه القضػػية فػػاعتنى بميم ػػة بنػػاء الفقػػو االس ػػالمي بتكظيػػؼ المنػػاىج كالمف ػػاىيـ‬
‫الحديثة ‪ ،‬لبنػاء عقػؿ مػف االجتيػاد فػي الػديف ‪ ،‬كتكظيػؼ ماحصػؿ فػي ضػكء ذلػؾ فػي عػرض مفاىيمػو االسػالمية‬
‫عرضا معاص ار ‪ ،‬فمف دكف "عقؿ جديد ال يمكف اف يقوـ اجتياد جديد"(‪.)1‬‬
‫ىػػدؼ الشػػيخ محمػػد رضػػا المظفػػر لتحقيػػؽ فمسػػفة الكحػػدة كتحقيػػؽ اىػػدافيا ‪ ،‬مػػف خػػالؿ اتحػػاد اسػػالمي عربػػي‬
‫يمتمؾ ادارة ذات صالحيات كاسعة تعمؿ عمى التقريب مف الناحيتيف السياسية كالفكرية(‪.)5‬‬
‫اعتمػػد سػػنة اىػػؿ البيػػت (‪ ، )‬كاسػػاس لتحقيػػؽ ركاه كاىدافػػو التػػي تمثمػػت بالكحػػدة ‪ ،‬بعػػد اف صػػكرىا الجيػػالء‬
‫باني ػ ػػا ع ػ ػػائؽ ل ػ ػػذلؾ المكض ػ ػػكع ‪ ،‬باعتبارى ػ ػػا منبعػ ػ ػان اخ ػ ػػر لمشػ ػ ػريعة مقاب ػ ػػؿ الس ػ ػػنة الشػ ػ ػريفة ‪ ،‬كم ػ ػػف الطبيع ػ ػػي اف‬

‫(‪ )4‬محمػػد رضػػا المظفػػر ‪ ،‬جامعػػة النجػػؼ االشػػرؼ كجامعػػة القػػركييف ‪ (،‬المجمػػع العممػػي الع ارقػػي) "مجمػػة"‪ ،4611 ،‬ج‪ ،4‬ص‪05‬؛‬
‫عبد اليادم الفضمي ‪ ،‬االسالـ مبدأ ( الككيت ‪ :‬دار الخميج ‪ )4614 ،‬ص‪ -41‬ص‪.31‬‬
‫(‪ )3‬محمد رضا المظفر (‪ : )4611-4611‬كلد في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬درس عمى يد عدة مف اىؿ العمـ كالفضؿ كحضر الدراسات‬
‫العالية عمػى يػد الميػر از النػائيني كالشػيخ االصػفياني ‪ ،‬كالشػيخ ضػياء الػديف الع ارقػي ‪ ،‬كعبػد اليػادم الشػيرازم كغيػرىـ ‪ ،‬انتخػب‬
‫عض ػكا فػػي المجمػػع العممػػي الع ارقػػي عػػاـ ‪ ،4612‬لػػو مطارحػػات فكريػػة مػػع الػػدكتكر مصػػطفى ج ػكاد عمػػى صػػفحات اليػػاتؼ ‪،‬‬
‫كالدكتكر احمد امػيف عمػى ثفحػات الرسػالة القاىريػة ‪ ،‬مثػؿ الجامعػة النجفيػة فػي المػؤتمرات العمميػة ‪ ،‬اذ شػارؾ فػي ك ارجػي عػاـ‬
‫‪ ،4651‬كمثمي ػػا ف ػػي حف ػػالت جامع ػػة الق ػػركييف (بف ػػاس) المغ ػػرب ع ػػاـ ‪4611‬ف ككان ػػت كفات ػػو ع ػػاـ ‪ ،4611‬تارك ػػا ع ػػدد م ػػف‬
‫المخطكات كالمطبكعات ‪ ،‬منيا ‪ :‬عقائد الشيعة ‪ ،‬محاضرات في الفمسفة ‪ ،‬اكؿ الفقو ‪ 2‬اجزاء ‪ ،‬ينظر ‪ :‬محمد ميدم االصػفي‬
‫‪ ،‬المص ػػدر الس ػػابؽ ‪ ،‬ص‪423‬؛ رفع ػػت لفت ػػة ‪ ،‬الش ػػيخ محم ػػد رض ػػا المظف ػػر ‪ ،‬د ارس ػػة ف ػػي جي ػػكده الفكري ػػة كا ارئ ػػو االص ػػالحية‬
‫‪ ،4611 -4611‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬معيد التاريخ العربي ‪ ، )3116،‬ص‪ -11‬ص‪.16‬‬
‫(‪ )2‬محمػػد عمػػي التسػػخيرم ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ‪ ،‬ص‪ ،21‬يكسػػؼ عمػػر ‪ ،‬النجػػؼ االشػػرؼ كالكحػػدة االسػػالمية ‪( ،‬الكحػػدة االسػػالمية)‬
‫"مجمة"‪ ،‬بيركت ‪ ،‬السنة (‪، )3‬ايار ‪ ،3112‬العدد (‪ ، )0‬ص‪.6‬‬
‫(‪ )1‬عبد االمير زاىد ‪ ،‬المعاصرة كالمتقمبات في مشركع المظفر الثقافي ‪ ،‬بحث مقػدـ لمنػدكة الفكريػة (النجػؼ ‪ :‬د‪ .‬مػط ‪، )4661 :‬‬
‫ص‪.43‬‬
‫(‪ )5‬ابراىيـ العاتي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪14‬؛ محمد باقر البيادلي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ -335‬ص‪.331‬‬
‫‪111‬‬
‫يؤدم اختالؼ المنابع الى اختالؼ النتائج ‪ ،‬مؤكدا اف االيمػاف بسػنة اىػؿ البيػت(‪ ، )‬ىػك السػير عمػى التعػاليـ‬
‫النبكية ‪ ،‬مما يثبت خالؼ راييـ ‪ ،‬قائال ‪:‬‬
‫" عرؼ اؿ البيت (‪ )‬بحرصيـ عمى بقاء االسالـ والدعوة‬
‫الػى عزتػو ‪ ،‬ووحدة كممة اىمو ‪ ،‬وحفظ التاخي بينيـ ‪،‬‬
‫ورفػع السخيمػة مػف القموب واالحقاد مف النفوس"(‪.)2‬‬
‫عد مكاصمة البحث االسالمي العممي ضركرة ممحة لمكقػكؼ عمػى اسػباب ذلػؾ الصػراع بػيف المػذاىب ‪ ،‬داعيػا‬
‫الى تجاكز العديد مف المعاني التاريخية التي قد تعرقؿ فكرة التقريب بقكلو ‪:‬‬
‫" ليس ميما اثبات اف االئمة ‪ ،‬ىـ الخمفاء الشرعيوف واىؿ‬
‫السمطػػة االليية ‪ ،‬فاف ذلؾ امر مضى في ذمة التاريخ ‪،‬‬
‫وليػس فػي اثباتو ما يعػيد ثورة الزماف مف جديد وانما‬
‫الػذي ييمػنا منػو الرجػوع الييـ في االخذ باحكاـ ار‬
‫الشرعيػة ‪ ،‬وتحصػيؿ ما جػاء بو الرسػػوؿ االكػرـ‬
‫(‪)3‬‬
‫عمػى الوجػو الصحيػح الذي جاء بو"‪.‬‬
‫كنستنج مما تقدـ ‪ ،‬اف الشيخ محمد رضا المظفر ‪ ،‬عد مسالة التعصب المذىبي كاتخاذ الحجج عامال فعاال‬
‫كسببا في تمزيؽ كحدة المسمميف كشيكع الطائفية ‪ ،‬داعيان المسػمميف الػى ميمتػيف‬ ‫في حصكؿ التخمؼ عند االمة ‪ ،‬ن‬
‫االكلػػى ‪ ،‬محاربػػة "جػرائـ" "التعصػػب" ‪ ،‬كالثانيػػة الكقػػكؼ بحػػزـ امػػاـ "جيػػالء" "االمػػة" ‪ ،‬عػػف طريػػؽ سػػد المجػػادالت‬
‫المذىبيػة كاغالقيػا تمامػا ‪ ،‬كالسػير عمػػى نيػج النبػي (‪ ، )‬كاؿ بيتػو(‪ ، )‬كىػذا كفيػػؿ بتنميػة فكػرة التقريػب كصػكال‬
‫الى ىدؼ االتحاد بيف المسمميف‪.‬‬

‫كيعػػد الشػػيخ عبػػد الكػريـ الزنجػػاني(‪ ،)4‬احػػد ابػػرز العػػامميف فػػي حركػػة التقريػػب بػػيف المػػذاىب الكثػػر مػػف ثػػالث‬
‫عقػػكد مػػف الػػزمف ‪ ،4610-4621‬فقػػد ركػػز اىتماماتػػو عمػػى تكافػػؽ المسػػمميف بتجميػػد الخالفػػات بيػػنيـ كتحجيميمػػا‬

‫(‪ )4‬محمد رضا المظفر ‪ ،‬عقائد االمامية ‪(،‬بيركت ‪ :‬دار التعارؼ لممطبكعات ‪ ، )3112 ،‬ص‪.446‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص ‪ – 10‬ص ‪ 16‬؛ رفعت لفتة ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪115‬‬
‫كاشػػاعة ركح التسػػامح كنبػػذ الشػػتات كالفرقػػة كصػكال الػػى مشػػركع "الوحػػدة االسػػالمية" مػػع ضػػركرة تفاعػػؿ جمػػاىير‬
‫االسالـ بمختمؼ انتماءاتيـ المذىبية مع مكضكع كحدة امتيـ النيا الطريؽ الى الرقي كاالزدىار(‪ ،)3‬الفتا االنظار‬
‫الى ما ساد بالد المسمميف ‪ ،‬في مدينتيـ في العصكر الزاىرة عمى حد تعبيره ‪ ،‬مؤكدا في الكقت نفسو عمى عػدـ‬
‫التقكقع كااللتصاؽ في الماضي بؿ اتخاذه مثابة لمنيكض في مشركع الكحدة ‪ ،‬كلعؿ المفيد ىنا اف نقتبس عبارات‬
‫(‪)1‬‬
‫جاء فييا ‪:‬‬ ‫ذات داللة كمغزل كاضحيف مف رسالة بعثيا الى ممؾ نجد كالحجاز(‪)2‬االمير عبد العزيز اؿ سعكد‬
‫" غير خفي عميكـ اف االغراض االسالمية المعنوية والعممية‬
‫ال يمكػف تحقيقػيا اال بتنقيػة ايماف المسمميف مف الشوائب‬
‫المفرقة وتوجييو توجييا نافعا وتنمية وسائط االخاء االسالمي‬
‫وتقريػب وجيػات النظػر في المذاىب االسالمية ‪ ....‬ومف‬
‫المؤسػؼ جػدا اف يتخذ منيا في ىذا العصر بعض الطوائؼ‬
‫االسالميػة اداة ىػدـ لمعالـ الديف االسالمي وكيانو االجتماعي‬

‫( ‪ ) 2‬عبد الكريـ الزنجاني (‪ : )4610-4010‬كلد في جاركت احدل قرل محافظة زنجاف الكاقعة شماؿ شرؽ ايػراف ‪ ،‬نػزؿ النجػؼ‬
‫لنيػػؿ مػػف عمكميػػا فػػي اكسػػاط العش ػرينات مػػف عم ػره ‪ ،‬درس عمػػى يػػد مجمكعػػة مػػف عممػػاء عص ػره مػػنيـ ‪ :‬الشػػيخ محمػػد كػػاظـ‬
‫الخراساني كالفقيو فتح اهلل االصفياني كالسيد محمد كاظـ اليزدم كالسيد محمد بف بمحمد الفيركز ابادم كاخركف ‪ ،‬تخػرج عمػى‬
‫يده كبار عمماء المذىب الشيعي كابرزىـ السد ابك القاسـ الخكئي ‪ ،‬ترؾ الشيخ ما يناىز السبعيف مؤلفا مطبكعا كمخطكطػا منيػا‬
‫‪ :‬تعػػاليـ االسػػالـ كالحقػػكؽ فػػي االسػػالـ ‪ ،‬جػػامع المسػػائؿ كذخيػرة الصػػالحيف كطبعػػت سػػتة مػرات فػػي النجػػؼ ‪ ،‬تخصػػص فػػي عمػػـ الفمسػػفة‬
‫العربيػػة كاالسػػالمية كانتقػػد النظريػػات الفمسػػفية الغربيػػة كلػػو مجمكعػػة قيمػػة مػػف المؤلفػػات فػػي ىػػذا المجػػاؿ ‪ ،‬لمتفاصػػيؿ ينظػػر ‪ :‬خيػػر الػػديف‬
‫( بيػػركت ‪ :‬دار العمػػـ‬ ‫الزركمػػي ‪ ،‬االعػػالـ ‪ ،‬قػػامكس ت ػراجـ الشػػير الرجػػاؿ كالنسػػاء كمػػف العػػرب كالمسػػتعربيف كالمستشػػرقيف ‪،‬ط‪5‬‬
‫لمماليػػيف ‪ ، )4601‬ج‪ ،1‬ص‪51‬؛ عػػادؿ رؤكؼ ‪ ،‬الصػػدر بػػيف دكتػػاتكريتيف ‪ ( ،‬دمشػػؽ ‪ :‬المركػػز الع ارق ػي لالعػػالـ كالد ارسػػات ‪)3114،‬‬
‫ص‪315‬؛ محمد جكاد جاسـ الجزائرم ‪ ،‬الشيخ عبد الكريـ الزنجاني دراسة تاريخية ‪ ، 4610-4001‬رسالة ماجسػتير ‪( ،‬جامعػة الككفػة ‪:‬‬
‫كمية االداب ‪ )3116 ،‬ص‪ -41‬ص‪.14‬‬

‫(‪ )3‬مقداـ عبد الحسيف فياض ‪ ،‬دكر الشيخ عبد الكريـ الزنجاني في التقريب بػيف مػذاىب المسػمميف ‪( ،4610-4621‬كميػة التربيػة‬
‫لمبنات لمعمكـ االنسانية) "مجمة" ‪ ،‬كانكف االكؿ ‪ ،3110‬العدد (‪ ، )2‬ص‪.434‬‬
‫(‪ )2‬سميت بالد نجد كالحجاز بالمممكة العربية السعكدية في عيد الممؾ عبد العزيز بف عبد الرحمف في ايمكؿ عاـ ‪ ،4623‬لممزيد‬
‫ينظػػر ‪ :‬مفيػػد الزيػػدم ‪ ،‬عبػػد العزيػػز اؿ سػػعكد كبريطانيػػا ‪( ،‬بيػػركت ‪ :‬دار الطميعػػة ‪ ، )3113 ،‬ص‪ -411‬ص‪401‬؛ محمػػد‬
‫عكض الخطيب ‪ ،‬صفحات مف تاريخ الجزيرة العربية الحديث ‪( ،‬قـ ‪ :‬مطبعة قمـ ‪ ، )4661 ،‬ص‪ -331‬ص‪.321‬‬
‫(‪ )1‬عبد العزيز اؿ سعكد (‪ : )4652-4011‬كلد في الرياض في ‪ 5‬كانكف الثاني ‪ ،4011‬انشأ كتربى فػي كنػؼ ابيػو تعمػـ القػراءة‬
‫كالكتابػػة كركػػكب الخيػػؿ كفنػػكف الفركسػػية منػػذ صػػباه ‪ ،‬ىػػاجر مػػع عائمتػػو الػػى الككيػػت عػػاـ ‪ 4064‬بعػػد اسػػتيالء اؿ رشػػيد عمػػى‬
‫الحكـ ‪ ،‬اعاد امارة اجداده في ‪ 40‬كانكف االكؿ ‪ 4614‬بمساعدة بريطانيا ‪ ،‬عقػد معاىػدة معيػـ فػي ‪ 31‬كػانكف االكؿ ‪،4645‬‬
‫بكيع ممكا لمحجاز عاـ ‪ ،4631‬اعمف عاـ ‪ ،4623‬اقامة المممكة العربية السعكدية ‪ ،‬تكفي في ‪ 6‬تشريف الثاني ‪ ،4652‬ينظر‬
‫‪ :‬حمداف بف راجح ‪ ،‬الممؾ عبد العزيز اؿ سعكد كالدعكة الى اهلل (المدينة المنكرة ‪ :‬فيرسة مكتبة الممؾ فيد الكطنيػة ‪)4660،‬‬
‫ص‪10-11‬؛ محمد عكض الخطيب ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ -331‬ص‪.321‬‬
‫‪121‬‬
‫وسياما ترمى بيا مف سواىا تصيب الصميـ"(‪.)4‬‬
‫اتخػػذ الشػػيخ الزنجػػاني مػػف رحالتػػو فػػي بعػػض البمػػداف العربيػػة كاالسػػالمية كسػػيمة لشػػرح ابعػػاد دع ػكاه كاسػػس‬
‫تبميغاتو بخصكص مكضكع "الوحدة االسالمية" كالتقريب بػيف المػذاىب سػاعيا الػى الخػكض المباشػر مػع عممائيػا‬
‫كسػكريا كلبنػاف ‪،‬‬ ‫كعدد مف مراكزىا كمؤسساتيا االكاديمية مثمما حصؿ في اليند(‪ ،)3‬كمصر كفمسػطيف كاالردف‬
‫التػػي حػػط فييػػا كع ػػرؼ مثقفييػػا بالمػػذىب الجعفػػرم كاىمي ػػة فقيػػو فػػي التش ػريع االس ػػالمي ‪ ،‬كش ػرح كايضػػاح ى ػػذا‬
‫المذىب بركح االخكة كالكد كايقاؼ الطرؼ االخر عمى مكنكناتو بؿ كمشتركاتو مع المذاىب االخرل(‪ ،)2‬كعد ذلػؾ‬
‫سبيؿ لمحد مف اسافيف الفرقة كالخالفات بيف المسمميف ‪ ،‬فالقت احاديثو ىذه كافكاره قبكال كبي ار في الشػارع العربػي‬
‫كالمصرم خاصة ‪ ،‬كاستحسانيا كاستجاب ليا عمماء االزىر الشريؼ(‪ ،)1‬حتى اف الشيخ محمد مصػطفى الم ارغػي‬
‫(‪ ،)5‬اكػد لػو عػزـ االزىػر فػػي ادخػاؿ الفقػو الجعفػرم ضػػمف حمقػات الػدرس االساسػية فيػػو ‪ ،‬كمػا اثمػرت جيػكده بػػاف‬
‫اصدر شيخ جامع االزىر الشػيخ محمػكد شػمتكت(‪ ،)1‬فتػكاه الشػييرة كالشػجاعة عػاـ ‪ ،4656‬كالتػي عػدت الكؿ مػرة‬

‫(‪ )4‬بعثيػػا عػػاـ ‪ ، 4631‬الػػى ممػػؾ نجػػد كالحجػػاز ‪ ،‬عبػػد العزيػػز اؿ سػػعكد ‪ :‬لمتفاصػػيؿ ينظػػر ‪ :‬مفيػػد الزيػػدم ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪،‬‬
‫ص‪ -411‬ص‪401‬؛ عب ػػد الكػ ػريـ الزنج ػػاني ‪ ،‬ص ػػفحة م ػػف رحم ػػة االم ػػاـ الزنج ػػاني ‪( ،‬بي ػػركت ‪ :‬مؤسس ػػة النعم ػػاف لمطباع ػػة ‪،‬‬
‫‪ ، )4661‬ح‪ ،4‬ص‪.411‬‬
‫(‪ )3‬اظيػػر الشػػيخ مكقفػػا حازمػػا ازاء التنػػاحر الطػػائفي فػػي الينػػد لمتفاصػػيؿ ينظػػر ‪ :‬زكػػي المػػيالد ‪ ،‬مػػف رحػػالت الكحػػدة االسػػالمية ‪،‬‬
‫(المرشد) "مجمة"‪ ،‬شباط ‪ ،4661‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.241‬‬
‫(‪ )2‬لمتفصػػيؿ عػػف تم ػػؾ الػػرحالت ينظػػر ‪ :‬محمػػد ىػػادم دفتػػر ‪ ،‬ص ػػفحة مػػف رحمػػة االم ػػاـ الزنج ػػاني كخطبػػو ف ػػي االقطػػار العربي ػػة‬
‫كالعكاصـ االسالمية ‪ ،‬ط‪( ،2‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم الحديثة ‪ ، )4651‬ج‪ ،3‬ص‪461‬؛ ىاني فحص ‪ ،‬سنة كشيعة بيف شكؾ‬
‫المشيد ككرد الذاكرة (االنترنت) ‪www.taghribnews.org.‬‬
‫(‪ )1‬االزىر الشريؼ ‪ :‬شيد عاـ ‪611‬ـ عمى يد جكىر الصقمي ‪ ،‬كاكمؿ بنػاءه عػاـ ‪613‬ـ‪ ،‬ثػـ تكسػع مػرات عديػدة فػي عػاـ ‪600‬ـ‪،‬‬
‫حكلو العزيز الفاطمي (‪661-615‬ـ) الى معيد لمتدريس العمكـ ‪ ،‬مع اقامة الصالة في اكاقتيا المحددة ‪ ،‬كامػر بتػاميف الماكػؿ‬
‫كالمشرب لركاده مف طالبػة العمػـ تشػجيعا ليػـ ‪ ،‬لممزيػد ينظػر ‪ :‬محمػد عبػد المػنعـ خفػاجي ‪ ،‬االزىػر فػي الػؼ عػاـ ‪( ،‬القػاىرة ‪:‬‬
‫المطبعػة المنيريػة فػي االزىػر ‪ )4655 ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،45‬محمػد عبػػد اهلل ‪ ،‬تػاريخ الجػامع االزىػر ‪ ،‬ط‪( ،3‬القػاىرة ‪ :‬مطبعػة لجنػػة‬
‫التاليؼ كالترجمة ‪ ، )4650 ،‬ص‪.21-41‬‬
‫(‪ )5‬محمد مصطفى المراغي (‪ : )4615-4004‬كلد فػي الم ارغػة احػدل قػرل طنطػا فػي ‪ 5‬اذار ‪ ،4004‬نشػأ فػي صػعيد مصػر ‪،‬‬
‫ككاف كالده مف رجاؿ العمـ ‪ ،‬اكمؿ دراستو ثـ اتصؿ بالشيخ محمد عبده سافر الى السكداف عػاـ ‪ 4611‬كتػكلى فييػا القضػاء ‪،‬‬
‫ثـ عاد الػى القػاىرة عػاـ ‪ ،4646‬كعػيف رئيسػا لمتفتػيش الشػرعي ‪ ،‬اختيػر شػيخا لالزىػر عػاـ ‪ ،4630‬دعػا الػى تكحيػد المػذاىب‬
‫االسالمية ػ لمتفاصيؿ ينظػر ‪ :‬انػكر الجنػدم ‪ ،‬االمػاـ الم ارغػي ‪( ،‬القػاىرة ‪ :‬دار المعػارؼ لمطباعػة كالنشػر ‪ )4653 ،‬ص‪-42‬‬
‫‪( ،45‬المنار( ‪"،‬مجمة" ‪ ،‬القاىرة ػ نمكز‪ ،4625‬العدد (‪ ، )3‬ص‪.421‬‬
‫ػر مػف رجػاؿ االصػالح كالػدعكة ‪ ،‬كلػد فػي مدينػة منصػكرة ‪،‬‬ ‫(‪ )1‬محمد شمتكت (‪ : )4612 -4063‬احد شيكخ االزىػر مفس نا‬
‫ػر كفقيينػا كعالمػا كبي نا‬
‫تخرج في االزىر كنادل باصالح االزىر فعارضة كبار الشيكخ في مصر ‪ ،‬عمؿ في المحاماة كاعيد بعد اربع سػنكات لالزىػر ككػيالن لكميػة‬
‫الشريعة ‪ ،‬نبذ النزاع الطائفي كالمذىبي ‪ ،‬كقػد تمخػض ذلػؾ عػف انشػاء جماعػة التقريػب كتاسػيس مقػر ليػا فػي القػاىرة باسػـ (دار التقريػب)‬
‫ينظر ‪ :‬غفراف محمد صييكد ‪ ،‬مجمة النجؼ ‪ ،4612-4651‬رسالة ماجستير ‪( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬كمية االداب ‪ )3116 ،‬ص‪.421‬‬
‫‪121‬‬
‫مذىب الشيعة االمامية مذىبان رسميان يجكز لممسمميف اف ياخذكا عنو احكاميـ الشرعية(‪ ،)4‬اسكة بالمػذاىب االربعػة‬
‫االخرل (‪ ،)3‬فضال عف اقناعو كمية العمكـ الشرعية فػي جامعػة االزىػر ادراج الفقػو الجعفػرم بكصػفو احػدل المػكاد‬
‫العممية التي يجب عمى طمبة الكمية دراستيا(‪.)2‬‬
‫استمر الشيخ في االتجاه االصػالحي ليبػيف بعػد اد اركػو باىميػة الطريػؽ كضػركرة التعػايش كاالحتػراـ المتبػادؿ‬
‫بيف المذاىب اكالن ‪ ،‬كالدفاع عف مذىب كقيـ كتراث اىؿ البيت(‪ ، )‬ثانيا ‪ ،‬خاصة حينما كجػد اف ثمػة مػف ييػكل‬
‫العب ػػث بتػ ػراث كعقائ ػػد م ػػذىب اص ػػيؿ ل ػػو تاريخ ػػو الحاف ػػؿ ب ػػالعمـ كاالنج ػػازات الت ػػي س ػػاىمت ف ػػي تط ػػكير كاس ػػتدامة‬
‫الحضارة االسالمية ‪ ،‬التي دفعت بعمكمو الى خطكات متقدمة جدا(‪.)1‬‬
‫ككنتيجػ ػػة مػ ػػا سػ ػػبؽ ‪،‬بػ ػػذؿ جيػ ػػكدا ميدانيػ ػػة فػ ػػي ذلػ ػػؾ المضػ ػػمار تمثمػ ػػت كتجسػ ػػدت بتاليفػ ػػو كتػ ػػاب " الوحػػػػػدة‬
‫االسػالمية"طبعػو كنشػره فػي مدينػػة النجػؼ االشػرؼ عػاـ ‪ ،4614‬كاعيػد طبعػػو ثانيػة ردا عمػى الجيػالء كالمفسػػديف‬
‫عاـ ‪.)5(4615‬‬
‫سببا في رد اقكاؿ بعض المفسديف كمثيرم الفتف في‬ ‫كلقد كانت لحججو الدامغة كادلتو المقنعة كسمعتو الطيبة ن‬
‫بعض البمداف العربية ‪ ،‬مثمما حصؿ حينمػا نشػر ابػراىيـ الجبيػاف عػاـ ‪ ،4611‬مقػاال فػي مجمػة اريػة االسػالـ(‪، )1‬‬
‫السعكدية تيجـ فيو عمى ائمة اىؿ البيت (‪ ، )‬فاستنكر الشيخ الزنجاني تمؾ المقالة اشد اسػتنكار بالرسػائؿ التػي‬
‫بعثيا الى ممؾ المممكة العربية السعكدية ‪ ،‬معب ار عف رفضو لتمؾ التصرفات الالمسؤكلة مف قبػؿ اشػخاص حسػبكا‬
‫انفسيـ عمى الديف كىك منيـ براء ‪ ،‬فيقكؿ الشيخ ‪:‬‬
‫" وبػعػد ‪ ،‬اف اختصاصكػـ بحماية الحرميف الشريفيف‬
‫يتطمػب اىتماـ جاللتكـ بتشديد اركاف االلفة بيف طوائؼ‬
‫الممسميػف الذيف يستقبموف الكعبة المكرمة في صمواتيـ‬
‫وجمػع كممتيػـ لمجابية االخطار المحيطة بيـ ‪ ،‬ولذلؾ‬

‫(‪ )4‬لالطالع عمى نص الفتكل ينظر المالحؽ رقـ ( ‪.) 2‬‬


‫(‪ )3‬قاؿ الشيخ محمد شمتكت ‪ ،‬كنت دائما ارجح رام الشيعة في الحكـ خضكعا لقكة دليميـ كقد رايت اف قػانكف االحػكاؿ الشخصػية فػي تنظيمػو‬
‫االخير راجع لرام الشيعة كالسيما ما يتعمؽ بالطالؽ لتفاصيؿ ‪ :‬ينظر ‪ :‬مرتضى الرضكم ‪ ،‬في سبيؿ الكحػدة االسػالمية ‪( ،‬القػاىرة ‪ :‬دار‬
‫العمـ لمطباعة ‪ ،)4601 ،‬ص‪ -36‬ص‪( ، 21‬النجؼ) تمكز ‪ ،4614‬العدداف (‪ )41‬ك (‪ ، )45‬ص‪.23‬‬
‫(‪ )2‬عبػػد الك ػريـ الزنجػػاني ‪ ،‬الكحػػدة االسػػالمية ‪ ،‬اك التقريػػب بػػيف مػػذاىب المسػػمميف ‪( ،‬النجػػؼ ‪ :‬مطبعػػة الغػػرم الحديثػػة ‪)4614 ،‬‬
‫ص‪( ،1‬االنترنت) جامعة االزىر ‪ ،‬المكقع ‪.http://www.uazhar.edull‬‬
‫(‪ )1‬مقداـ فياض ‪ ،‬دكر الشيخ عبػد الكػريـ الزنجػاني فػي التقريػب بػيف المػذاىب ‪ ،‬ص‪ ،12‬محمػد سػعيد اؿ ثابػت ‪ ،‬الشػيخ الزنجػاني‬
‫كالكحدة االسالمية ‪(،‬طيراف ‪ :‬مطبعة نكار ‪ ، )3111،‬ص‪.16‬‬
‫(‪ )5‬عبد الكريـ الزنجاني ‪ ،‬الكحدة االسالمية ‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫(‪ )1‬مجمػة اريػة االسػالـ ‪ ،‬سػػعكدية ‪ ،‬مقرىػا الريػاض ‪ ،‬كتػػب عمييػا مجمػة ادبيػػة ‪ ،‬ثقافيػة ‪ ،‬اجتماعيػة ‪ ،‬دينيػػة ‪ ،‬عمميػة ‪ ،‬صػدرت فػػي‬
‫عيد الممؾ سػعكد بػف عبػد العزيػز (‪ ، )4656‬عػدد صػفحتيا ‪ 10‬صػفحة ‪ ،‬كػاف الممػؾ السػعكدم ينفػؽ عمييػا بصػكرة مباشػرة ‪،‬‬
‫كاف المشرؼ عمييا عبد المطيؼ ابراىيـ ‪ ،‬رئيس تحريرىا الشيخ صالح بف حمد ‪ ،‬اما مديرىا عمي بف حمد الصالحي ‪ ،‬لممزيػد‬
‫ينظر ‪www . raiatalislam. com‬‬
‫‪122‬‬
‫استغػرب العالػـ االسالمػي سكػوت حكومػة جاللتكـ‬
‫عف قضية المفسػد ابراىيـ الجبياف الذي ابعدتو الكويت ‪.‬‬
‫فاصبػح متنعػما فػي الريػاض ‪ ،‬كسػكوتػيا عػػف‬
‫اصحػاب مجمػة راية االسالـ التي تصدر في الرياض‪.. ،‬‬
‫فالمػصمحػة االسالمية تقػضي بوجوب اتخاذ االجراءات‬
‫الالزمػة فػي ىػذه القضيػة الميمػة والمثػيرة لفتنة‬
‫عظيمة والمؤدية الى التفرقة بيف المسمميف‪.)2("....‬‬
‫كف ػػي ‪ 45‬حزيػ ػراف ع ػػاـ ‪ ،4611‬كب ػػنفس المض ػػمكف بع ػػث الش ػػيخ الزنج ػػاني برس ػػالة ال ػػى عب ػػد اهلل الس ػػالـ‬
‫الصػػباح(‪ ،)3‬اميػػر دكلػػة الككيػػت بخصػػكص مقػػاؿ الجبيػػاف ‪ ،‬مطالبػػا مس ػؤلكا دكلػػة الككيػػت اعطػػاء القضػػية اعمػػى‬
‫(‪)2‬‬
‫كمحاسػػبتو‬ ‫درجػػات االىميػػة لمػػا تشػػكمو مػػف خطػػر مػػف قبػػؿ الجيػػالء كالمغرضػػيف عمػػى مسػػتقبؿ كحػػدة االسػػالـ‬
‫قانكنيا قائال ‪:‬‬

‫" ‪ ..‬ولقد استنكره المسمموف عامة اشد االستنكار بالوؼ‬


‫البرقيات مف البرقيات والرسائؿ الواصمة الينا مف انحاء‬
‫العالػـ االسالمػي ‪ ...‬فمف المحتـ عمى سموكـ اعطاء‬
‫ىذه القضية المثيرة لمفتف والتفرقة بيف المسمميف اعمى‬
‫مراتب االىمػية ‪ ،‬وايقاع التنكيؿ عمى المجرـ ابراىيـ‬
‫الجبيػاف واعوانو ‪ ،‬واعالمنا النتيجة ‪ ،‬اف تنصروا ر‬

‫(‪ )4‬رد الممؾ السػعكدم سػعكد بػف فيصػؿ برسػالة جكابيػة لمشػيخ بتػاريخ ‪ 1‬حزيػراف ‪ ،4611‬يخبػره باطالعػو بشػاف المقػاؿ المنشػكر ‪،‬‬
‫كالذم اعتبره ال يمثؿ المممكة كال رام المجمة ‪ ،‬كتكفؿ باتخاذ اجراءات بعدـ نشر كؿ ما يثير الفرقة كاالنقسػاـ ‪ ،‬ينظػر ‪ :‬محمػد‬
‫سعيد ثابت ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪(( ،61‬مكبتةابك سعيدة الكثائقية العامة)) رسالة الممؾ السعكدم سعكد بف عبد العزيز الى‬
‫الشيخ الزنجاني بتاريخ ‪ 33‬كانكف اكؿ ‪.4611‬‬
‫(‪ )3‬عبد اهلل السالـ الصباح ‪ :‬كلػد عػاـ ‪4065‬ـ فػي الككيػت ‪ ،‬اصػبح ممكػا عمييػا تحديػدا فػي ‪ 36‬كػانكف الثػاني ‪ ،4651‬لػـ يسػتمر‬
‫ط ػػكيال فػػػي حكم ػػو حت ػػى ال ػػـ ب ػػو م ػػرض بش ػػكؿ مف ػػاجئ ادل ال ػػى كفات ػػو ف ػػي ‪ 31‬تشػ ػريف الث ػػاني ‪ ،4615‬ينظ ػػر (االنترنػػػت)‬
‫‪.www.coolgBg.com‬‬
‫(‪ )2‬عبد الكريـ الزنجاني ‪ ،‬الكحدة االسالمية ‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪123‬‬
‫ينصركـ ويثبت اقدامكـ"(‪.)4‬‬
‫كمف الجدير بالذكر انو كبعد كقػت قصػير جػدا اثمػرت مسػاعي الشػيخ الزنجػاني مكاسػب كبيػرة عمػى الجانػب‬
‫المعنػكم ‪ ،‬فقػد تعػاطؼ اميػر الككيػت مػع رسػالتو كامػر ابعػاد الجبيػاف عػف ا ارضػي بػالده حػاالن(‪ ،)3‬كمػا امػر الممػؾ‬
‫السػػعكدم بفصػػؿ المػػدير المسػػؤكؿ عػػف مجمػػة "رايػػة االسػػالـ" عقكبػػة لػػو عمػػى مكافقػػة تمريػػر المقػػاؿ ‪ ،‬كفػػي المقابػػؿ‬
‫ردت المجمة بتكثيؽ النصكص التي تثبت عكس تيجمات ذلؾ المفسد(‪.)2‬‬
‫كعمى الرغـ مف االثار المحمكدة لدعكتو ‪ ،‬لكنيا لـ يكتب ليا التكاصؿ مع قريناتيػا مػف الػدعكات ‪ ،‬اذ اف مػا‬
‫دعا اليو كاف عمؿ كبير جدا لػيس مػف السػيؿ تحقيقػو مػرة كاحػدة – حسػبما اراد – لسػببيف ‪ ،‬االكؿ بسػبب تجاىػؿ‬
‫الطرؼ االخػر ليػا تمامػا بػدليؿ اننػا لػـ نعثػر عمػى ام اسػتجابة لتمػؾ الػدعكات اك الػدعكات االخػرل ‪ ،‬مػف قبػؿ أم‬
‫مفكػػر اك مثقػػؼ مػػف ابنػػاء العامػػة ‪ ،‬كمػػا يسػػتنتجو الباحػػث اف ردكد التػػي بعػػث بيػػا كػػؿ مػػف ممػػؾ السػػعكدية كاميػػر‬
‫الككيت ما ىي اال تيدئة لمخكاطر كذر الرماد في العيكف كليس مكقفا عمميا مف مكضكع التقريب‪.‬‬
‫ككػػاف الفتقػػار دعكتػػو الػػى المػػكرد المػػالي الػػالزـ كالػػدعـ االعالمػػي كالعمػػؿ الجمػػاعي المػػنظـ ‪ ،‬ثانيػػا ادل الػػى‬
‫انزكاء معظـ المكاسب التي حققيا بيف طبقات الكتب‪.‬‬

‫(‪ )4‬عبد الكريـ الزنجاني ‪ ،‬الكحدة االسالمية كالتقريب بيف المذاىب ‪ ،‬ص‪441‬؛ المجنة العممية في مؤسسة االماـ الصادؽ ‪ ،‬معجـ‬
‫(‬ ‫طبقػػات المتكممػػيف ‪( ،‬قػػـ ‪ :‬د‪ .‬مػػط ‪، )3115،‬ح‪ ،5‬ص‪ - 243‬ص‪ 242‬؛ ((مكتبػػة ابػػك سػػعيدة الكثائقيػػة العامػػة))‪،‬‬
‫الممؼ الكثائقي ) نص الرسالة التي بعثيا الشيخ الزنجاني الى امير دكلة الككيت سالـ عبد اهلل الصباح‪.‬‬
‫(‪ ( )3‬مكتبػػة ابػػك سػػعيدة الكثائقيػػة العامػػة) نػػص رسػػالة اميػػر الككيػػت الػػى الشػػيخ الزنجػػاني حػػكؿ المقػػاؿ بتػػاريخ ‪ 41‬تش ػريف الثػػاني‬
‫‪4611‬؛ عبد الكريـ الزنجاني ‪ ،‬الكحدة االسالمية ‪ ،‬ص‪ -41‬ص‪. 43‬‬
‫(‪ )2‬محمد سعدم اؿ ثابت ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪61‬؛حمزة المكسكم ‪ ،‬ذكريات بمدينتي ‪( ،‬انترنيت) ‪.www.almusawi.org‬‬
‫‪124‬‬
‫(‪)4‬‬
‫بكصػفو احػدل الشخصػيات الميمػة التػي‬ ‫كمف الشخصيات التي اىتمت بالتقريب السػيد محمػد تقػي الحكػيـ‬
‫عممػػت فػػي حركػػة االصػػالح الفكػػرم فػػي النجػػؼ خػػالؿ نتاجاتػػو العمميػػة الكثيػػرة ‪ ،‬كعممػػو فػػي جمعيػػة منتػػدل النشػػر‬
‫ككمية الفقو كاسيامو في بعض المؤتمرات كالمؤسسات االخرل ‪ ،‬كقػد اكلػى مسػالة "التقريػب بػيف المػذاىب "كخمػؽ‬
‫ركح االخكة بينيا عمى اسس عممية متينة اىمية قصكل مف نشاطو الفكرم(‪ ،)3‬كيعد كتابو "االصوؿ العامػة لمفقػو‬
‫(‪)2‬‬
‫فػػي عػػاـ ‪ 4612‬محاكلػػة تقريبيػػة فكريػػة فريػػدة لتحقيػػؽ التػكازف بػػيف "االصػػاؿ" "واالصػػولية" "والفقييػػة"‬ ‫المقػػارف"‬
‫"والعقائديػػة" لمدرسػػة اىػػؿ البيػػت (‪ )‬كاالنفتػػاح عمػػى المػذاىب اخػػرل ‪ ،‬مػػف خػػالؿ التاكيػػد عمػػى " مػػا يتفػػؽ عمػػى‬
‫(‪)1‬‬
‫كذلػػؾ بيػػدؼ تضػييؽ شػػقة الخػالؼ بػػيف المسػػمميف كالحػد مػػف تػػاثير‬ ‫روايتػو الشػػيعة واىػػؿ السػػنة عمػػى السػواء"‬
‫العكامػػؿ االخػػرل ‪ ،‬ممػػا تػػرؾ المجػػاؿ مفتكحػػا امػػاـ تسػػرب الػػدعكات المغرضػػة فػػي تشػػكيو مفػػاىيـ بعضػػيـ كالتقػػكؿ‬
‫عمييـ بما ال يؤمنكف بو‪.‬‬

‫(‪ )4‬السيد محمد تقي الحكيـ (‪ : )3113-4634‬كلد فػي النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬درس عمػكـ العربيػة كالمنطػؽ كالبالغػة ‪ ،‬كاصػكؿ الفقػو‬
‫كالفمسفة كالتاريخ عمى يد اعالـ عصره أمثاؿ ‪ :‬اخيػو السػيد محمػد حسػيف الحكػيـ ‪ ،‬الشػيخ نػكر الػديف الج ازئػرم ‪ ،‬الشػيخ محمػد‬
‫رضا المظفر ‪ ،‬السيد مكسى الجصاني ‪ ،‬السيد يكسؼ الحكػيـ كغيػرىـ ‪ ،‬امػا البحػث الخػارج عمػى يػد السػيد ابػك القاسػـ الخػكئي‬
‫كحسيف الحمي ‪ ،‬شارؾ في تاسيس جمعية منتدل النشر في النجؼ ‪ ،‬منح مف قبؿ جامعة بغداد درجػة االسػتاذية عػاـ ‪،4611‬‬
‫اشػػرؼ عمػػى رسػػائؿ جامعيػػة فػػي الماجسػػتير كالػػدكتكراه ‪ ،‬انتخػػب باالجمػػاع عػػاـ ‪ 4611‬عض ػكا فػػي المجمػػع العممػػي الع ارقػػي‬
‫كعضػكا فػػي مجمػػع المغػػة العربيػػة فػػي مصػػر عػػاـ ‪ ،4611‬كعضػكا فػػي مجمػػع المغػػة العربيػػة السػػكرم عػػاـ ‪ ،4612‬كعضػكا فػػي‬
‫مجمع المغة العربية فػي االردف عػاـ ‪ ،4601‬كعضػكا فػي مجمػع الحضػارة االسػالمية االردنػي عػاـ ‪ 4604‬ككمػؼ عػاـ ‪4604‬‬
‫مف قبؿ الجامعة العربية – المنظمة العربية لمكافحة الجريمة بكضع مصػطمحات لمعقكبػات تكػكف معتمػدة لػدل دكؿ الجامعػة ‪،‬‬
‫شارؾ في العديد مف المؤتمرات كالنػدكات العربيػة كاالسػالمية منيػا ‪ :‬مػؤتمر ك ارجػي فػي باكسػتاف عػاـ ‪ ،4651‬مػؤتمر البحػكث‬
‫في القاىرة ‪ ،4611‬كمؤتمر المشترؾ بيف مجمعي المغة العربية المصرم كالع ارقػي المنعقػد فػي بغػداد عػاـ ‪ ،4615‬كالثػاني فػي‬
‫القاىرة عاـ ‪ ،4611‬كغيرىا ‪ ،‬لو مجمكعة مف المطبكعات منيا ‪ :‬االصكؿ العامة لمفقو المقارف ‪ ،‬فكرة التقريب بيف المذاىب ‪،‬‬
‫كغيرىا ‪ ،‬لممزيػد ينظػر‪ :‬عػز الػديف عبػد الرسػكؿ عمػي خػاف ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ‪ ،‬ص‪ -36‬ص‪ 24‬؛ عػالم الػديف محمػد تقػي‬
‫الحكػػيـ المفكػػر االسػػالمي السػػيد محمػػد تقػػي الحكػػيـ ‪ ،‬سػػيرتو كمسػػيرتو الفكريػػة ‪( ،‬النجػػؼ ‪ :‬مطبعػػة ال ارئػػد ‪ )3116 ،‬؛ محمػػد‬
‫باقر الحكيـ المرجعية الدينية ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مؤسسة تراث الشييد الحكيـ ‪ )3115‬؛ ص‪.331-331‬‬
‫(‪ )3‬مسػػمـ الجػػابرم ‪ ،‬االجتيػػاد منيجػػا كاص ػكال ‪ ،‬البحػػث االصػػكلي المغػػكم عنػػد العالمػػة السػػيد الحكػػيـ (بحػػث) ضػػمف كتػػاب السػػيد‬
‫محمد تقي الحكيـ كحركتو االصالحية في النجؼ ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬منشكرات معيد الدراسات العربية ‪ ، )3112 ،‬ص‪343‬؛ محمد‬
‫تقي الحكيـ ‪ ،‬قيـ كمبادئ كشخصيات ‪( ،‬النجؼ) "مجمة"‪ ،‬كانكف الثاني ‪ ،4612‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.22‬‬
‫(‪ )2‬تضمف الكتاب االىداؼ التقريبية كالتصدم لجميع الشبيات التي اثيرت ضد محاكالت جمػع المسػمميف كرص صػفكفيـ ‪ ،‬مؤكػدا‬
‫في صفحاتو عمى التفا ىـ المشترؾ كمد جسكر الثقة كاالحتراـ المتبادؿ مف جية اخرل ‪ ،‬مبيف اف ذلؾ ال يتحقؽ اال عمى ايدم‬
‫رجاؿ افذاذ مخمصيف لدينيـ كامتيـ ف اتعبكا انفسػيـ فػي التحقيػؽ كالتػدقيؽ كيحرصػكف عمػى كيػاف االسػالـ كالشػريعة ‪ ،‬حيػث ال‬
‫تعصػػب بػػيف مػػذىب كاخػػر ضػػمف حػػدكد االسػػالـ قػػائال (( اف الػػديف عنػػد اهلل االسػػالـ )) ‪ ،‬لممزيػػد ينظػػر ‪ :‬محمػػد تقػػي الحكػػيـ‬
‫االصكؿ العامة لمفقو المقارف ‪( ،‬بيركت ‪ :‬دار االندلس ‪. )4612 ،‬‬
‫(‪ )1‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪ -41‬ص‪. 41‬‬
‫‪125‬‬
‫كعمى حد قكؿ احد المعاصريف فاف التزاـ الحكيـ مػنيج التقريػب كتعاممػو بػو دكمػا يرجػع الػى ككنػو انسػانا قبػؿ‬
‫اف يكػػكف "عالمػػػا ضػػػميعا" ‪ ،‬لقػػد كػػاف "انسػػػاف فػػػي تعاممػػػو ‪ ...‬ومفكػػػ ار" يبنػػي الجيػػؿ الجديػػد(‪ ،)4‬باشػػاعتو الػػركح‬
‫المكضػػكعية بػػيف البػػاحثيف كمحاكلػػة القضػػاء عمػػى مختمػػؼ النزعػػات العاطفيػػة ‪ ،‬كارتقػػاء كالثقػػة كاالحت ػراـ المتبػػادؿ‬
‫كدفع القادة الى العمؿ لتحقيؽ الكحدة قائال‪:‬‬
‫" التحقيػؽ والتدقيػؽ وبذؿ الجيد في البحث واالستقصاء‬
‫والتنقيب ونشد الحؽ والحقيقة والحرص عمى كياف االسالـ‬
‫والشريعػة ‪ ،‬والغػاء التمايز عمى اساس المذىب والمعتقد‬
‫‪ ،‬فػال حػدود بيػف مسمػـ واخػر وال تعصػب بيف مذىب‬
‫واخر ضمف حدود االسالـ العظيـ"(‪.)3‬‬
‫كاكػد السػيد الحكػيـ عمػػى ضػركرة تػكخي الدقػػة كالمكضػكعية فػي الحػكار الػذم الػزـ عمػػى اف يكػكف بعيػدا عػػف‬
‫ذكر ما اختمؼ الطرفاف عميو ‪ ،‬كالتاكيد عمى المستمزمات التي تقكم اكاصر التقريب ‪ ،‬مشي ار الى ذلؾ بقكلو ‪:‬‬
‫" ‪ ...‬وعمػى أي حػاؿ فػاف الػذي يحسف بنا متى اردنا‬
‫النفسػنا الموضوعيػة في بحوثػنا ىذه ‪ ...‬اف نتجنب ىذا‬
‫النػوع مػف االحػاديػث ونقتصػر عمػى خصػوص مػا‬
‫اتفؽ الطرفاف عمى روايتو ‪ ،‬ووجد في كتبيـ المعتمدة ليـ"(‪.)4‬‬
‫ثـ يؤكد السيد محمد تقي الحكيـ عمى دحض االختالؼ كالتناحر كالتنافر بيف االمة ‪ ،‬قائال بيذا الصدد ‪:‬‬
‫" االختالؼ الميني عنو ىو االختالؼ الذي يدعو الى التفرقة‬
‫وتثبيت كممة االمة ‪ ،‬أي االختالؼ الذي يستغؿ عاطفيا لتفرقة‬
‫الشعػوب ‪ ،‬ال االختالؼ الػذي يدعو اليو البحث الموضوعي‬
‫وىو مف اسباب االلفة والتعاطؼ بيف اربابو"(‪.)1‬‬
‫لقد كاف ديدنو في مجاؿ التقريب االنتفاح عمى مختمؼ االراء ‪ ،‬سػاعيان قػدر المسػتطاع تضػييؽ الخػالؼ بػيف‬
‫االمة االسالمية ‪ ،‬كيتجمى ىذا المعنى حيف يتحدث عػف اصػكؿ المقارنػة ‪ ،‬مركػ از عمػى الػركح المكضػكعية محػاكال‬
‫القضاء عمى النزعات العاطفية ‪ ،‬قائال ‪:‬‬
‫" ‪ ..‬ونقصد منيا ىنا اف يكوف المقارف مييئا مف جية‬

‫(‪ )4‬محمد حسيف الصغير ‪ ،‬ىكذا رايتيـ ‪( ،‬لبناف ‪ :‬مؤسسة المعارؼ لممطبكعات ‪ ، )3114،‬ص‪.61‬‬
‫(‪ )3‬عبػػد الجبػػار شػ ارره ‪ ،‬اسػػس الد ارسػػة االصػػكلية المقارنػػة عنػػد العالمػػة الحكػػيـ كدكرىػػا فػػي التقريػػب بػػيف المػػذاىب االسػػالمية بحػػث‬
‫ضمف كتاب السيد محمد تقي الحكيـ كمسيرتو االصالحية في النجػؼ ‪ ،‬ص‪ ،361‬محمػد تقػي الحكػيـ ‪ ،‬االصػكؿ العامػة لمفقػو‬
‫المقارف ‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫(‪ )2‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.412‬‬
‫(‪ )1‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.201‬‬
‫‪126‬‬
‫نفسػية لمتممؿ مػف تاثػير رواسبو والخضوع لما‬
‫تدعػوا اليػو الحجػة عند المقارنة سواء وافؽ ما‬
‫تدعػو اليػو ما يممكو مف مسبقات اـ خالفيا‪.)2("...‬‬
‫كمف اسيامات السيد الحكػيـ فػي مكضػكعة التقريػب بػيف المػذاىب ‪ ،‬ىػك مػا كتبػو فػي كتػاب " قصػة التقريػب‬
‫بيف المذاىب وبحوث اخرى "(‪ ،)3‬عاـ ‪ ،4650‬كالذم اشرؼ عميو احمد حسف الباقكرم كزير االكقاؼ المصرم ‪،‬‬
‫اذ اكػػد السػػيد الحكػػيـ مػػف خاللػػو عمػػى ضػػركرة تج ػاكز الخالفػػات المذىبيػػة مػػف خػػالؿ البحػػث عػػف اسػػبابيا ‪ ،‬التػػي‬
‫خمقػت الفرقػػة كالتنػػاحر بػيف االخ كاخيػػو ضػػمف اطػػار الػكطف الكاحػػد ‪ ،‬مشػػددان عمػى رص صػػفكؼ المسػػمميف كجمػػع‬
‫شمميـ كنبذ الفرقة كالتشرذـ قائال ‪:‬‬
‫" عمينا اف نكوف موضوعيف في بحثنا ومتحرريف في‬
‫جيػدنا مػف رواسػبنا وتقالػيدنا ‪ ،‬لنكػوف اقرب‬
‫الى الواقعية في عالجيا وابعد عف التيريج العاطفي"‬
‫كاكد اف ائمة المذىب كانت تسكدىـ العالئؽ الطيبة ‪ ،‬عالقة التمميذ باستاذه ‪ ،‬كمالؾ بف انس مػثال ال يػذكر‬
‫االمػػاـ جعفػػر بػػف محمػػد الصػػادؽ (‪ )‬اال بالػػذكر الحسػػف كيمتدحػػو كيشػػيد بعممػػو ككرعػػو كتقػػاه ‪ ،‬فعمػػى المسػػمميف‬
‫اليػػكـ الػػذيف يتبعكنيػػا اف يخضػػعكا الػػى التػػركم كمنطػػؽ العقػػؿ كحسػػف التصػػرؼ كاالخػػذ بالمنػػاىج العمميػػة الحديثػػة‬
‫لمعاجمػػة ىػػذا التباعػػد المػػذىبي(‪ ،)2‬كتطبيقػػا لتمػػؾ الػػدعكة الػػؼ السػػيد الحكػػيـ كتابػػو المكسػػكـ "التشػػيع فػػي نػػدوات‬
‫القػػاىرة"(‪ ،)1‬كىػػك عبػػارة عػػف مجمكعػػة المطارحػػات التػػي اج ارىػػا معػػو منػػدكب مجمػػة االيمػػاف النجفيػػة ‪ ،‬اثػػر رجػػكع‬
‫السػػيد الحكػػيـ مػػف القػػاىرة عػػاـ ‪ ،4611‬كمشػػاركتو فػػي المػػؤتمر االسػػالمي المنعقػػد فييػػا كحض ػره جمػػع غفيػػر مػػف‬
‫عمماء االسالـ بػدعكة مػف شػيخ االزىػر الشػريؼ محمػكد شػمتكت ‪ ،‬كطمػب فيػو مػنيـ اف يبحثػكا تػاريخيـ االسػالمي‬
‫بحثا عمميا مكضكعيا بعيػدا عػف كػؿ التراكمػات النفسػية التػي خمفتيػا الفرقػة المذىبيػة ‪ ،‬كالعمػؿ بكػؿ جػد كاخػالص‬
‫عم ػػى تيدئ ػػة العكاط ػػؼ الش ػػعبية المتاجج ػػة ض ػػد بعض ػػيـ ال ػػبعض ‪ ،‬كاف يكض ػػحكا لالم ػػة اف الخ ػػالؼ م ػػا ى ػػك اال‬

‫(‪ )4‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.41‬محمد تقي الحكيـ ‪ ،‬االصكؿ العامة في الفقة المقارف ‪ ،‬ص‪. 41‬‬
‫(‪ )3‬طبع ىذا البحث عمى شكؿ كتاب ‪ ،‬ضـ اربعة بحكث ككػاف ( قصػة التقريػب بػيف المػذىب ) احػدىا ‪ ،‬تكػكف الكتػاب مػف ثمانيػة‬
‫عشر صفحة كاطمؽ عميو ( قصة التقريب بيف المذاىب كبحكث اخرل) عميو ‪ ،‬ينظر ‪ :‬محمد تقي الحكيـ ‪ ،‬قصػة التقريػب بػيف‬
‫المذاىب كبحكث اخرل ‪( ،‬طيراف ‪ :‬مكتبة النجاح‪.)4603 ،‬‬
‫(‪ )2‬محمد تقي الحكيـ ‪ ،‬النص كاالجتياد ‪( ،‬بيركت ‪ :‬منشكرات مؤسسة االعممي لمطباعة ‪ ،)4611 ،‬ص المقدمة‪.‬‬
‫(‪ )1‬يتككف ىذا البحث مف ‪ 425‬صفحة ‪ ،‬متضمنا ثالثة مكاضيع ميمة ىي ‪ :‬االسئمة المطركحة مػف قبػؿ منػدكب المجمػة المػذككرة‬
‫كالػػرد عمييػػا مػػف السػػيد الحكػػيـ ‪ ،‬فكانػػت ىػػذه الد ارسػػة عمػػى شػػكؿ ج ػكاب كس ػؤاؿ ‪ ،‬امػػا المحػػكر الثػػاني لمكتػػاب مكضػػكع بعن ػكاف‬
‫(الش ػػيعة كعص ػػمة اى ػػؿ البي ػػت(‪ ، ))‬كك ػػاف عم ػػى ش ػػكؿ جػ ػكاب كسػ ػؤاؿ ‪ ،‬امػ ػا المح ػػكر اثال ػػث ض ػػمو الكت ػػاب بعنػ ػكاف (الش ػػيعة‬
‫كالخالفة)‪.‬‬
‫‪127‬‬
‫ػببا فػي الفرقػة ‪،‬‬
‫الشيادات اقتنع بيا المجتيدكف كىـ يصيبكف كقد يخطئكف ‪ ،‬كاف االختالؼ يجب اف ال يكػكف س ن‬
‫كخراب بالد االسالـ(‪.)4‬‬
‫ككػػاف لمسػػيد محمػػد تقػػي الحكػػيـ مشػػاركات ميدانيػػة فػػي مػػؤتمرات التقريػػب بػػيف المػػذاىب ‪ ،‬ففػػي مػػدة بحثنػػا ‪،‬‬
‫شػػارؾ فػػي مػػؤتمر البحػػكث االسػػالمية الػػذم عقػػد فػػي القػػاىرة عػػاـ ‪ ،4611‬بػػدعكة خاصػػة مػػف شػػيخ االزىػػر محمػػد‬
‫شمتكت ‪ ،‬كاستخدـ اسمكبا عمميا رصينا في طرحو لممكضكع‪ ،‬معتمدا عمى "المنطؽ العقمي" القائـ عمى االستدالؿ‬
‫المستضيء بالنصكص جامعا بيف "رحمة العقؿ" ك"وثاقة النقؿ" مما دعا ذلؾ الى زيادة تقدير كارتفػاع مقػاـ السػيد‬
‫الحكيـ عند جميػع العممػاء الحاضػريف فػي المػؤتمر(‪ ،)3‬فكػاف ذلػؾ كاضػحا مػف خػالؿ رسػالة السػيد محمػد تقػي الػى‬
‫كالػػده السػػيد سػػعيد الحكػػيـ عارضػػا فييػػا طريػػؽ االعجػػاب كالترحػػاب الشػػديد لػػو داخػػؿ القاعػػة ‪ ،‬حيػػث عبػػر رئػػيس‬
‫المؤتمر قائال ‪:‬‬
‫" ‪ ...‬باكتمػاؿ نقص المؤتمربو ‪ ،‬وانو مف عمماء الشيعة‬
‫في النجؼ وبو اكتممت وحدة االسالـ في ىذا المؤتمر "(‪.)4‬‬
‫كانت لعبارات السيد الحكيـ االثر البالغ في نفكس المؤتمر ‪ ،‬خاصة بعد تاكيده اف ال يتعدل الخالؼ نطػاؽ‬
‫الفكر كاالجتياد كال يستدعي الصراع كالتناحر في أم حاؿ مف االحكاؿ ‪ ،‬كقد عبر عميد "كمية الشريعة" بجامعػة‬
‫االزىػػر باعجابػػو بقػػدرات السػػيد العمميػػة بكاسػػطة الرسػػالة التػػي بعػػث بيػػا الػػى السػػيد الحكػػيـ فػػي النجػػؼ االشػػرؼ‬
‫المؤرخة بتاريخ ‪ 41‬ايار ‪ ،4611‬كمف نصكصيا‪:‬‬
‫حكيما‬
‫ً‬ ‫وعالما قوياً‬
‫ً‬ ‫يما ‪،‬‬
‫اخا وفياً كر ً‬
‫" ‪ ..‬لقد وجدت فيكـ ً‬
‫اعيػا بصي ارً ‪ ،‬جمع لو بيف العقؿ‬
‫‪ ،‬وادعيػا الػى ار و ً‬
‫الذكػي والقمػب التقػي والمنطؽ القوي والوجو البيي‬
‫وانػي ال سػاؿ ار اف يؤيػدكـ مف فضمو واف ينفع بكـ‬
‫امتكػـ التػي ىي اشػد الحاجػة الػى جيادكـ وجياد‬
‫امثالكـ مف العمماء المخمصيف"(‪.)1‬‬
‫لقػػد اثػػر السػػيد محمػػد تقػػي الحكػػيـ فػػي المػػؤتمريف عامػػة ‪ ،‬ككػػاف ذلػػؾ جميػػا ككاضػػحا لمعيػػاف مػػف خػػالؿ الرسػػالة‬
‫التي تمقاىا مف مؤتمر مجمع البحكث ‪ ،‬كمنيا ‪:‬‬

‫(‪ )4‬محمد تقي الحكيـ ‪ ،‬التشيع في ندكة القاىرة ‪ ( ،‬لندف ‪ :‬مؤسسة االماـ عمي (‪ ، ) 4666 ، ) ‬ص‪.33‬‬
‫(‪ )3‬مجمكعة مف الباحثيف ‪ ،‬الحكزة العممية العراقيػة كالتقريػب ‪( ،‬طيػراف ‪ :‬فجػر اسػالـ ‪ ، )3112 ،‬ص‪ -311‬ص‪ .315‬؛ صػالح‬
‫القريشػػي السػػيد محمػػد تقػػي الحكػػيـ كجيػػكده العمميػػة ‪ ،‬رسػػالة ماجسػػتير ( جامعػػة الككفػػة ‪ :‬كميػػة الش ػريعة كالعمػػكـ االسػػالمية ‪،‬‬
‫‪ ) 3111‬ص ‪. 456‬‬
‫(‪(( )2‬مكتبة محمد تقي الحكيـ الشخصية)) ‪ ،‬النجؼ االشرؼ ‪( ،‬الممؼ الكثػائقي) ‪ ،‬رسػالة مػف السػيد محمػد تقػي الحكػيـ الػى كالػده‬
‫السيد سعيد الحكيـ معب ار عف طريقة الترحيب الشديد الذم يحضى بيا مف اعظاء المؤتمر ‪.‬‬
‫(‪(( )1‬مكتبة محمد تقي الحكيـ الشخصية )) النجؼ ‪( ،‬الممؼ الكثائقي) ‪ ،‬رسالة مف المؤتمر الى السيد محمد تقي الحكيـ ‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪ 41‬ايار ‪.4611‬‬
‫‪121‬‬
‫" الحاقا بكتابنا المؤرخ في ‪ ،2:78/9/3:‬بشاف التعرؼ‬
‫عمػى راي سيادتكػـ فػي الحكـ الشرعي النواع التاميف‬
‫نرجػو التفضؿ بموافقتيا بما أستقر عميو اجتيادكـ ‪ ،‬حيث‬
‫يعمؽ مؤتمر البحوث االسالمية بالقاىرة اىمية قصوى عمى‬
‫رايكـ في ىذا الشاف لما فيو مف منفعة لالسالـ والمسمميف"(‪.)2‬‬
‫كبناء عمى ىذه المفاىيـ ‪ ،‬قدـ السيد محمد تقي الحكيـ اركع االمثمة في جمع شمؿ االمة ‪ ،‬محػاكال استئصػاؿ‬
‫شػػأفة الن ػزاع االسػػالمي مؤكػػدا عمػػى د ارسػػة التػػاريخ (‪ ،)3‬بػػأبراز دكره فػػي دعػػـ مسػػيرة التقريػػب كاقامتيػػا عمػػى اسػػس‬
‫عمميػػة متينػػة ‪ ،‬تبتػػدء بد ارسػػة القاعػػدة االصػػكلية التػػي تسػػتند الييػػا كتنيػػي بح ػكارات مباش ػرة مػػع عممػػاء المسػػمميف‬
‫لمنقاش كالتذكير ‪ ،‬كىذا ماسار عميو السيد خالؿ مرحمة التقريب خالؿ حياتو العممية‪.‬‬

‫(‪(( )4‬مكتبة محمد تقي الحكيـ الشخصية )) النجػؼ ‪( ،‬الممػؼ الكثػائقي) ‪ ،‬رسػالة مػف المػؤتمر الػى السػيد محمػد تقػي الحكػيـ ‪ ،‬مػف‬
‫مجمع البحكث في القاىرة ‪ ،‬بتاريخ ‪ 36‬اب ‪.4611‬‬
‫(‪ )3‬قاؿ السيد محمد تقي الحكيـ في احدل مقالتو ( عمينا اف نعاكد دراسة التاريخ ‪ ...‬كلعؿ تاريخنا مف اثرل تكاريخ االمـ االخرل‬
‫‪ ،‬كاعمقيا بالحياة ‪ ،‬رغـ محاكلة الحكاـ السابقيف كاغفاليا كاالعراض عنيا ‪ ،‬ففيو لمعات مبعثرة لك قدرىا اف تتحػد بعضػيا الػى‬
‫بعػػض ‪ ،‬النتجػػت لنػػا تاريخػػا حػػافال بػػاركع المفػػاخر) ‪،‬محمػػد تقػػي الحكػػيـ ‪ ،‬االسػػس الثكريػػة لد ارسػػة التػػاريخ (النجػػؼ) ‪" ،‬مجمػػة"‪،‬‬
‫النجؼ ‪ ،‬السنة (‪ 40 ، )2‬تشريف االكؿ ‪ ،4650‬العدد (‪ ، )2‬ص‪.2‬‬
‫‪125‬‬
‫كتكاصػػال عمػػى طريػػؽ االصػػالح كالتقريػػب بػػيف المػػذاىب ‪ ،‬يظيػػر لنػػا شخصػػية العالمػػة المجػػدد الشػػيخ عمػػي‬
‫كاشؼ الغطاء(‪ ،)4‬الذم كاكب جيكد المظفر كالزنجاني كالحكيـ في تطكير منيجية التقريب‪.‬‬
‫حػػرص الشػػيخ كاشػػؼ الغطػػاء عمػػى التاكيػػد فػػي عمميػػة التقريػػب كسػػمة ممي ػزة لممػػذىب الشػػيعي كتمسػػكو بيػػا ‪،‬‬
‫كافيػػاـ المػػذاىب االخػػرل ‪ ،‬اف المػػنيج التقريبػػي مسػػتقاه مػػف كتػػاب اهلل تعػػالى كسػػنة النبػػي كاؿ بيت ػو الك ػراـ ‪ ،‬لػػذلؾ‬
‫حرص المذىب عمػى مكاصػمة الطريػؽ لتخمػيص االمػة كانقاذىػا مػف المحسػكبيف عمػى الػديف االسػالمي ‪ ،‬السػاعيف‬
‫الى التفرقة كايجاد الخالؼ بينيا(‪.)3‬‬
‫سػػعى الػػى اسػػتمرار التكاصػػؿ مػػع عممػػاء المػػذاىب االخػػرل لمتبػػادؿ بػػيف االفكػػار المسػػتحدثة ‪ ،‬فضػػال عػػف عقائػػد‬
‫الطائفة الشيعية خاصة ‪ ،‬قضػية ثبػات كجػكد فكػرة االمػاـ الميػدم بػف الحسػف (‪ )‬كنقػاش الفكػرة كفػؽ المصػادر‬
‫مف جميع االدياف(‪ ،)2‬ككاف مف ابرز تمؾ الشخصيات الشيخ احمػد مصػطفى الم ارغػي شػيخ االزىػر ‪ ،‬الػذم كانػت‬
‫بينيما حكارات كمراسالت ‪ ،‬حػكؿ نبػذ الخالفػات كالتقريػب بػيف المػذاىب االسػالمية ‪ ،‬بمغػت تمػؾ الحػكارات مسػاحة‬
‫كاسػػعة ممكػػف اف تكػػكف عمػػى حػػد قػػكؿ الم ارغػػي – مجمػػدا كاسػػعا يصػػح اف تطمػػؽ عميػػو "بػػيف المراغػػي وكاشػػؼ‬
‫الغطاء"(‪.)1‬‬
‫شارؾ الشيخ عمي كاشؼ الغطاء في مؤتمر بحمدكف بمبناف عاـ ‪ ،)5(4651‬خاطب الحاضريف بقكلو ‪:‬‬

‫" اف الرائد االوؿ لحضور ىكذا مؤتمرات ىو التعارؼ‬

‫(‪ )4‬الشػيخ عمػػي كاشػػؼ الغطػػاء (‪ :)4664-4642‬كلػد فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬نشػا فػػي ظػػؿ جػػده العالمػة الشػػيخ ىػػادم اؿ كاشػػؼ‬
‫الغطاء ‪ ،‬حتى بمغ درجة االجتيادج ‪ ،‬درس عمى يد اعالـ عصره منيـ ‪ :‬كالػده محمػد رضػا اؿ كاشػؼ الغطػاء ‪ ،‬الشػيخ كػاظـ‬
‫الشيرازم ‪ ،‬السيد عمي المكنيكم كغيرىـ ‪ ،‬عرؼ مجمسو اليكمي بحضكر نماذج مف اعالـ الفكر كاالدب ‪ ،‬مػنيـ ‪ :‬الشػيخ بػاقر‬
‫شريؼ القرشي ‪ ،‬الشيخ عبد المنيعـ الفرطكسي ‪ ،‬الشيخ احمد الكائمي ‪ ،‬كغيرىـ ‪ ،‬لو مؤلفات فكرية متعددة منو ‪ :‬الكمـ الطيػب‬
‫(‪ 0‬مجمدات) ‪ ،‬كتاب االحكاـ (‪ 41‬مجمدا) ‪ ،‬باب مدينة عمـ الفقو ‪ ،‬اسس التقكل ‪ ،‬مجمكعة مف المؤلفات السياسػية كالقانكنيػة‬
‫بكجيػػة ‪ ،‬نظػػر شػػرعية ‪ ،‬امػػا جيػػكده الميدانيػػة ابرزىػػا تاسػػيس مكتبػػة كاشػػؼ الغطػػاء عػػاـ ‪ 4621‬فػػي النجػػؼ االشػػرؼ الغنيػػة‬
‫بالمصادر التاريخية كالفقيية فضال عف المخططات النفيسة ‪ ،‬ينظر ‪ :‬جعفر الخميمػي ‪ ،‬ىكػذا عػرفتيـ ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪412‬؛ حسػف‬
‫عيسى الحكيـ ‪ ،‬المفصؿ في تاريخ النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪. 456‬‬
‫(‪ )3‬صالح عبد الكريـ كاشؼ الغطاء ‪ ،‬ديكاف الجعفرم ‪( ،‬بغداد ‪ :‬دار الحرية لمطباعة ‪ )4605 ،‬ص‪.42‬‬
‫(‪ )2‬عمي كاشؼ الغطاء ‪ ،‬ادكار عمـ الفقو كاطكاره ‪( ،‬بيركت ‪ :‬دار الزىراء لمطباعة ‪ ، )4616‬ص‪.350‬‬
‫(‪ )1‬كػػاظـ الك فػػائي ‪ ،‬بػػيف جامعػػة االمػػاـ عمػػي كاشػػؼ الغطػػاء كمجمػػع البحػػكث االسػػالمية فػػي القػػاىرة ‪(،‬النجػػؼ ‪ :‬مطبعػػة االداب ‪،‬‬
‫‪)4611‬ص‪03‬‬
‫(‪ )5‬عقػد بتػاريخ ‪ 31‬نيسػاف ‪4651‬ـ‪ ،‬فػي لبنػاف ‪ ،‬ككػػاف مػؤتم ار مسػيحيا حضػره الشػيخ ‪ ،‬بعػد تسػممو رسػالة مػف نائػب رئػيس جمعيػػة‬
‫اصدقاء الشرؽ االكسط ( كارلند ايفانز) في الكاليػات المتحػدة االمريكيػة داعيػا عممػاء الػديف المسػيحييف كالمسػمميف لعقػد مػؤتم ار‬
‫في مدينة بحمدكف لدراسة التعايش السممي بيف الديانتيف االسالمية كالمسيحية كمعرفة القيـ الركحية لكؿ مف الديانتيف كالتعرؼ‬
‫بيا لالجياؿ القادمة ‪ .‬محمد الحسيف كاشؼ الغطاء ‪ ،‬المرجعيات الريحانية ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مطبعة ستارة ‪ ، )3111 ،‬ص‪.31‬‬
‫‪131‬‬
‫والتباحث بيف عمماء المسمميف ‪ ،‬مف اجؿ الوقوؼ عمى‬
‫اىػـ المشاكػؿ التػي تثػير الفتف وتجػزء مبدأ االمة‬
‫الواحػدة ‪ ،‬فتقطػع اوصػالو بيػف فتػرة واخرى"(‪.)2‬‬
‫اقترح الشيخ عمى ضركرة تنظيـ المؤتمرات بشكؿ سنكم كي تككف اكثر تاثي ار كاكسع منفعة ‪ ،‬راغبا باف تككف‬
‫مدينة النجؼ االشرؼ المكاف الرئيس لعقد تمؾ المقئات(‪.)3‬‬
‫طالب كاشؼ الغطاء في مؤتمر البحكث االسالمية الذم عقد في القػاىرة عػاـ ‪ ،4615‬بتكحيػد اكائػؿ الشػيكر‬
‫العربية بيف جميع الدكؿ االسالمية ‪ ،‬قائال ‪:‬‬
‫" ‪ ...‬ىػذه امنية واف كانت ال تتحقؽ نتيجة اسباب عديدة‬
‫منػيا مذىبيػة ومنيا سياسية ومنيػا افقية وعنػدنا في‬
‫الشػرع اختػالؼ االفػؽ يوجب االختالؼ في رؤية اليالؿ‬
‫فمػذلؾ قوؿ اف ذلؾ حتى واف بذلت الجيود العظيمة ‪ ...‬نعـ‬
‫اال اذا كانػت الػدوؿ االسػالميػة دولػة واحػدة فيكػوف‬
‫الحكػـ ماضيا عمى الجميع"(‪.)4‬‬
‫القػػى الشػػيخ عمػػي كاشػػؼ الغطػػاء كممػػة فػػي مػػؤتمر الكحػػدة االسػػالمية عػػاـ ‪ ،)1(4611‬اثنػػاء البيػػاف الختػػامي ‪،‬‬
‫تظمنػػت تمػػؾ الكممػػة مجمكعػػة مػػف الطمبػػات منيػػا قيػػاـ اعضػػاء المػػؤتمر كعممػػاءه اف يحي ػكا الرسػػالة التػػي حممكىػػا‬
‫ليسػػاىمكا ف ػي رفػػع مسػػتكل المسػػمميف كدعػػـ االسػػالـ فػػي ذلػػؾ العصػػر ‪ ،‬كاف يدرس ػكا فػػي ىػػذه المػػؤتمرات المشػػاكؿ‬
‫كالقضايا االسالمية الراىنة اىميا مشكمة فمسطيف ‪ ،‬كيمكف اقتباس بعض ما جاء في تمؾ الكممة بقكلو ‪:‬‬
‫" البد مف الدعوة الى اقامة روابط اسالمية بيف العرب والمسمميف‬
‫يمكػف بيػا محاربػة الصيػيونية التي اوجدىا االستعمار في‬
‫فمسطػيف العربػية وذلؾ لػف يكػوف اال عف طريػؽ مثؿ ىذه‬
‫المػؤتمرات االسالميػة فاذا كانػت ‪ ..‬الصييونيػة باالعيبػيا‬
‫تستطيػع احيػانا اف توجػد الفرقػة بيػف الصفػوؼ العربية‬
‫فمػا بالؾ اذا ارادت اف تػوجد الفرقػة بيف صفوؼ االسالـ"(‪.)6‬‬

‫(‪ )4‬محمد جكاد مغنية ‪ ،‬مع عمماء النجؼ االشرؼ ‪( ،‬بيركت ‪ :‬مطبعة دار العمـ ‪ )4615 ،‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )3‬كاظـ الكفائي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫(‪( )2‬النجؼ) "صحيفة"‪ ،‬السنة (‪ ، 4615 ، )4‬العدد (‪ )4‬؛ (الثكرة ) "صحيفة"‪ ،‬حزيراف ‪ ،4615‬العدد (‪.)31‬‬
‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬رسالة الدعكة المكجية لمشيخ مف المؤتمر عاـ ‪ ،4611‬كاظـ الكفائي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 446‬‬
‫(‪( )5‬مؤسسة كاشؼ الغطاء) النجؼ االشرؼ ‪( ،‬الممؼ الكثائقي ) مذكرات كاشؼ الغطاء غير منشػكرة حػكؿ المػؤتمرات االسػالمية‬
‫‪ ،‬خارج العراؽ ‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫مثؿ الشيخ الطائفة الشيعية في عقد الستينات مػف القػرف العشػريف فػي مػؤتمرات التقريػب التػي اقامتيػا المممكػة‬
‫العربية السعكدية ‪ ،‬فأبدا كجية نظره لبعض االمكر التي يتركز عمييػا الػديف مػف اجػؿ اف يػدخؿ الػديف فػي اعمػاؽ‬
‫القمػػب كالضػػمائر ‪ ،‬كمػػف جممػػة ىػػذه االمػػكر كػػاف يمػػزج اراءه الدينيػػة بػػالحكـ كاالمثػػاؿ كالقصػػص كالن ػكادر بحيػػث‬
‫يحتكييا الكضع الحاضر كيتبارل فييا عظماء مفكرم الديف مف شػرؽ االرض كغربيػا(‪ ،)4‬كايجػاد صػحيفة عالميػة‬
‫تككف تحت اشراؼ ىذه المؤتمرات كمػزج دركس العمػكـ المختمفػة فػي الػديف ‪ ،‬كىػذا نمػكذج مػف الكممػات التػي كػاف‬
‫يمقييا ‪:‬‬
‫" اف الحياة في ىذا اليوـ تطور فييا العالـ والراي ‪ ،‬واتسعت‬
‫مدارؾ االدمغػة الناضجػة لتنير الطريؽ اماـ البشرية لتفيـ‬
‫اسػرار الحياة واطػوارىا وشؤونيػا ‪ ،‬وقد ازالت كثير مف‬
‫االوىػاـ التي تروج في سوؽ االبياـ والغموض وتنضج في‬
‫سيامػو الجيؿ والضالـ ‪ ،‬واصبح االنساف ينظر الى حقائؽ‬
‫الكػوف ونظمػو سواء التكوينية منيا او التشريعية ‪.)3("...‬‬
‫لبى الشيخ دعػكة حضػكر مػؤتمر البحػكث االسػالمية فػي القػاىرة مػف قبػؿ الشػيخ "حسػف مػاموف" شػيخ االزىػر‬
‫عاـ ‪ ،4610‬لممشاركة فيو (‪ ،)2‬كالقػى كممػة فػي افتتػاح اعمالػو مؤكػدا عمػى ضػركرة تفعيػؿ نظريػة التقريػب كد ارسػة‬
‫النتائج التي تحققت عف المؤتمرات السابقة باعتبارىا قناة اساسية في مضمار الحصكؿ عمى نتائج طيبة مف تمػؾ‬
‫االجتماعػػات ‪ ،‬اذ عػػدىا محػػك ار اساسػػيا لتفعيػػؿ جمػػاىير المسػػمميف كتفاعميػػا فػػي مختمػػؼ انتامػػاءتيـ المذىبيػػة مػػع‬
‫مكضكع كحدة االمة اكال ‪ ،‬مضافا الى انيا مسؤكلية عف تجميد الخالفات كتحجيميا ثانيا(‪.)1‬‬
‫كاف حضكر الشػيخ عمػي كاشػؼ الغطػاء فػي ىػذه الممتقيػات االسػالمية كنشػاطو البػارز فييػا مػف خػالؿ الحػكار‬
‫االثػػر البػػارز فػػي تخفيػػؼ حػػدة الخػػالؼ بػػيف المػػذىبيف ‪ ،‬مػػع تاكيػػده عمػػى كػػكف الفكػػر االمػػامي ىػػك مػػف العقائػػد‬
‫االسػػالمية ذات المػػكركث التػػاريخي العميػػؽ التػػي ترتكػػز عمػػى االحاديػػث النبكيػػة الش ػريفة ‪ ،‬كعمػػى احاديػػث كافكػػار‬
‫ائمة اىؿ بيت البنكة (‪ )‬كالعماـ الفائدة كضع الباحث جدكؿ رقـ ( ‪ ) 41‬ليحتكم عمى اىػـ المػؤتمرات كالنػدكات‬
‫التي شارؾ فييا الشيخ كاشؼ الغطاء خالؿ مدة البحث‪.‬‬

‫(‪ )4‬عمػػي كاشػػؼ الغطػػاء ‪ ،‬الكمػػـ الطيػػب ‪( ،‬النجػػؼ ‪ :‬د‪ .‬مػػط ‪ ، )4605 ،‬ص‪ ،21‬اسػػس التقػػكل لنيػػؿ جنػػة المػػاكل ‪ ( ،‬القطيػػؼ ‪:‬‬
‫مطبعػػة االنػكار ‪ ، )4612 ،‬ص المقدمػػة ‪ ،‬مػػف صػػدل االسػػتنكار عمػػى مػػا جػػاء فػػي اريػػة االسػػالـ ‪ (،‬النجػػؼ) "مجمػػة" ‪ ،‬السػػنة‬
‫(‪ 41 ، )1‬تشريف الثاني ‪ 4611‬العدداف ( ‪ ، ) 1 ( ، ) 5‬ص المقدمة ‪.‬‬
‫(‪(( )3‬مؤسسة كاشؼ الغطاء)) النجؼ االشرؼ ‪(( ،‬الممؼ الكثائقي )) كممة الشيخ عمي كاشؼ الغطاء تحت الرقـ (‪( ، )22‬االمػة)‬
‫" صحيفة"‪ ،‬بيركت ‪ ،‬اب ‪ ،4611‬العدد (‪.)21‬‬
‫(‪ (( )2‬مكتبة مؤسسة كاشؼ الغطاء )) (( الممؼ الكثائقي )) ‪ ،‬رقـ الكثيقة ‪. ) 402 ( ،‬‬
‫(‪( )1‬الحريػػة) "صػػحيفة" ‪ ،‬بغػػداد ‪ ،‬شػػباط ‪ ،4616‬العػػدد (‪ )3130‬؛ كػػاظـ الكفػػائي ‪ ،‬بػػيف النجػػؼ كاالزىػػر ‪( ،‬النجػػؼ االشػػرؼ ‪:‬‬
‫مطبعة الغرم ‪ ، )4610 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪132‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)27‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اىـ المؤتمرات التي شارؾ فييا الشيخ عمي كاشؼ الغطاء‬
‫المالحظات‬ ‫مكاف وسنة انعقاده‬ ‫اسـ المؤتمر‬ ‫ت‬
‫اعمف اف التعارؼ كالتقارب بيف االدياف ىدفنا االكؿ‬ ‫لبناف ‪4651‬‬ ‫مؤتمر بحمدكف‬ ‫‪-4‬‬
‫طالب بػاف اسػاس تقػدـ كعػي االمػة االسػالمية با ازلػة‬ ‫القاىرة ‪4615‬‬ ‫مجمع البحكث االسالمية‬ ‫‪-3‬‬
‫الخالفات بينيا‬
‫اصدر بياف فيو اسماه "بياف الكحدة االسالمية"‬ ‫القاىرة ‪4611‬‬ ‫الكحدة االسالمية‬ ‫‪-2‬‬
‫المطالبة بالصػياـ نصػرة لالمػة العربيػة كاالسػالمية ‪،‬‬ ‫النجؼ ‪4611‬‬ ‫بياف نصرة العرب كالمسمميف‬ ‫‪-1‬‬
‫كاقام ػػة مجػ ػػالس الفاتحػ ػػة عمػػػى اركاح شػ ػػيداء نكسػ ػػة‬
‫حزيراف ‪.4611‬‬
‫بػ ػػيف اسػ ػػاس الي ػ ػزائـ امػ ػػاـ الكيػ ػػاف االس ػ ػرائيمي ىػ ػػي‬ ‫القاىرة ‪4610‬‬ ‫مجمع البحكث االسالمية‬ ‫‪-5‬‬
‫الفرقة كالشتات بيف االمة الكاحدة‬
‫ارسػػؿ برقيػػات احتجػػاج ال ػى مجمػػس االمػػف كسػػكرتير‬ ‫النجؼ ‪4616‬‬ ‫بياف االحتجاج عمى جريمة اسرائيؿ‬ ‫‪-1‬‬
‫االئم ػػـ المتح ػػدة (يكثان ػػت) كجمعي ػػة حق ػػكؽ االنس ػػاف‬
‫الدكلي ػػة عم ػػى دف ػػف اربع ػػة عش ػػر مكاطن ػػا عربي ػػا كى ػػـ‬
‫احياء‪.‬‬
‫نسػػتنتج ممػػا تقػػدـ ‪ ،‬اف شخصػػية الشػػيخ عمػػي كاشػػؼ الغطػػاء مػػف الرمػػكز الميمػػة كالمػػؤثرة ال لككنػػو رجػػؿ ديػػف‬
‫فحسػب ‪ ،‬بػؿ ككنػو مصػػمحا اجتماعيػا كخطيبػا بارعػا ‪ ،‬كىػػذه صػفات دلػت عمػى انػػو قائػد اصػالحي اجتمػاعي ‪ ،‬لػػـ‬
‫يؤمف باالعتكاؼ بؿ اصبح قائدا ميدانيا ‪ ،‬نزؿ بافكاره الى الميداف ليقرف النظرية بالممارسة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المنبػػر االعالمػػي ال ػرئيس لممفكػريف كالبػػاحثيف فػي مجػػاؿ التقريػػب بػػيف المػػذاىب‬ ‫كانػػت مجمػػة رسػػالة االسػػالـ‬
‫حتػػى غ ػدت تسػػخر بالعدي ػد مػػف البحػػكث التقريبيػػة كلشخصػػيات دينيػػة كفكريػػة عاليػػة المسػػتكل كلعػػؿ الجػػدكؿ رقػػـ‬
‫(‪ )41‬ادناه يكضح ما نذىب اليو ‪.‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)28‬‬

‫(‪)4‬الجدكؿ مسػتقاة مػف المصػادر التاليػة ‪:‬كػاظـ الكفػائي ‪ ،‬بػيف النجػؼ كاالزىػر‪،‬ص‪(،12‬العػدؿ) "مجمػة" ‪،4615 ،‬العػدد (‪ ،)4‬ص‪( ،32‬العػرب)‬
‫"صػػحيفة" ‪ 31 ،‬ايمػػكؿ ‪ ،4611‬العػػدد (‪ )614‬؛ (الحريػػة) ‪" ،‬صػػحيفة"‪ ،4610 ،‬العػػدد (‪ ()144‬االمػػة ) "صػػحيفة" بيػػركت ‪ ،4610‬العػػدد‬
‫(‪ ( )21‬الحرية ) ‪" ،‬صحيفة" ‪ 31 ،‬شباط ‪ ،4616‬العدد (‪ )3130‬؛ كاظـ الكفائي ‪ ،‬بيف جامعة االماـ ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫(‪ )3‬رسالة االسالـ ‪ :‬مجمة صدرت عف دار التقريب بيف المذاىب االسالمية عاـ ‪4616‬باربعة اعداد سػنكيا ‪ ،‬اسػتمر صػدكرىا بػيف مػد كجػزر حتػى نيايػة عػاـ‬
‫عػػاـ ‪ ،4613‬اذ احتجبػػت عػػف الصػػدكر عػػاـ ‪ ،4611‬كعػػاكدت صػػدكرىا عػػاـ ‪ ،4616‬فكػػاف مجمػػكع اعػػدادىا الصػػادرة (‪11‬عػػددا) ‪ ،‬عػػدت تمػػؾ المجمػػة‬
‫الناطؽ االعالمي (جماعة التقريب) كالمعبرة عف افكارىا ‪ ،‬اما كتابيا تميزكا بالنخبة كالكفػاءة الفكريػة مػف المػذىبيف الشػيعي كالسػني ‪ ،‬امثػاؿ ‪ :‬السػيد ىبػة‬
‫الػديف الشيرسػتاني كالسػػيد حسػيف البركجػػردم كالسػيد ابكالقاسػػـ الخػكئي كمحمػػد جػكاد مغنيػة كغيػػرىـ مػف مفكػػرم الشػيعة ‪ ،‬امػػا مػف الجانػػب السػني امثػػاؿ ‪:‬‬
‫الشػػيخ محمػػد شػػمتكت ‪ ،‬الشػػيخ محمػػد محمػػد المػػدني كالكات ػب عبػػاس العقػػاد كغيػػرىـ ‪ ،‬ينظػػر ‪( :‬رسػػالة االسػػالـ) "مجمػػة" ‪ ،‬القػػاىرة ‪ ،‬السػػنة (‪ ، )4‬اذار‬
‫‪ ،4616‬العدد (‪ ، )4‬ص المقدمة‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫اسماء الشخصيات التي نشرت في مجمة رسالة االسالـ (‪)2‬‬
‫الصفحات‬ ‫العدد‬ ‫السنة‬ ‫تاريخ النشر‬ ‫عنواف المقاؿ‬ ‫اسـ الناشر‬ ‫ت‬
‫‪15-23‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫اذار ‪4616‬‬ ‫التثبيت قبؿ الحكـ‬ ‫محمد الحسيف كاشؼ الغطاء‬ ‫‪-4‬‬
‫‪11-15‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫اذار ‪4616‬‬ ‫الى الديف مف جديد‬ ‫محمد رضا الشبيبي‬ ‫‪-3‬‬
‫‪312-326‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫اب ‪4616‬‬ ‫بيف السنة كالشيعة‬ ‫محمد الحسيف كاشؼ الغطاء‬ ‫‪-2‬‬
‫‪351-351‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫تشريف اكؿ‪4616‬‬ ‫رمضاف رمز تقريب القمكب‬ ‫ىبة الديف الشيرستاني‬ ‫‪-1‬‬
‫‪211-250‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫كانكف اكؿ‪4616‬‬ ‫الى جماعة التقريب‬ ‫محمد صادؽ الصدر‬ ‫‪-5‬‬
‫‪135-134‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫كانكف اكؿ‪4616‬‬ ‫الديف كالفمسفة كالعمـ‬ ‫عبد الكريـ كاشؼ الغطاء‬ ‫‪-1‬‬
‫‪221-236‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اب ‪4651‬‬ ‫نيضة مباركة‬ ‫مرتضى الياسيف‬ ‫‪-1‬‬
‫‪52-15‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪1‬‬ ‫شباط ‪4655‬‬ ‫دعاة الفرقة‬ ‫محمد رضا الشبيبي‬ ‫‪-0‬‬
‫‪51-10‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫حزيراف ‪4651‬‬ ‫الفرؽ بيف الديف كالمذىب‬ ‫محمد جكاد مغنية‬ ‫‪-6‬‬
‫‪454-410‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫اب ‪4651‬‬ ‫االصكؿ الثالثة كاالخكة في الديف‬ ‫محمد جكاد مغنية‬ ‫‪-41‬‬
‫‪421-436‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪41‬‬ ‫تشريف ثاني‪4650‬‬ ‫تراثنا القكيـ‬ ‫محمد رضا الشبيبي‬ ‫‪-44‬‬
‫‪31-33‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪41‬‬ ‫حزيراف ‪4650‬‬ ‫تكحيد الميجات‬ ‫محمد رضا الشبيبي‬ ‫‪-43‬‬
‫‪406-401‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪41‬‬ ‫تشريف اكؿ‪4650‬‬ ‫صيانة القركف مف التحريؼ‬ ‫ابك القاسـ الخكئي‬ ‫‪-42‬‬
‫‪35-41‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪44‬‬ ‫حزيراف ‪4656‬‬ ‫ثقافتنا المغكية في عصر المنقكؿ‬ ‫محمد رضا الشبيبي‬ ‫‪-41‬‬
‫‪255-231‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪43‬‬ ‫كانك اكؿ ‪4611‬‬ ‫سمطة القضاء في الشريعة االسالمية‬ ‫محمد صادؽ الصدر‬ ‫‪-45‬‬
‫‪414-421‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪42‬‬ ‫تشريف ثاني‪4613‬‬ ‫ميراث االنثى بيف الشيعةكالسنة‬ ‫محمد جكاد مغنية‬ ‫‪-41‬‬
‫‪12-26‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪45‬‬ ‫كاكف ثاني‪4612‬‬ ‫التقية بيف السنة كالشيعة‬ ‫محمد جكاد مغنية‬ ‫‪-41‬‬
‫تشريف‬ ‫تقريب االقطار االسالمية‬ ‫عبد الحكيـ كاشؼ الغطاء‬ ‫‪-40‬‬
‫الثاني‪)3(4611‬‬

‫لـ تقتصر دعكات االصالح عمى نخبة معينة ‪ ،‬فكاف لالدباء دك ار ممي از في النقد اليادؼ لجميػع القضػايا التػي‬
‫يعػػاني منيػػا المجتمػػع ‪ ،‬فقػػد مزجػكا بػػيف دعػكاتيـ االصػػالحية كالعمػػؿ السياسػػي الػػذم خاضػػكه مػػف خػػالؿ المشػػاركة‬
‫االصػػمية فػػي عمميػػة تحقيػػؽ التقػػدـ ‪ ،‬اذ سػػعكا لمنيػػكض بػػالكاقع كالتصػػدم لالكضػػاع االجتماعيػػة كاالفكػػار الكافػػدة‬
‫لمبالد ‪ ،‬كىذا ما سيتـ دراستو في المبحث الرابع كاالخير مف ىذا الفصؿ‪.‬‬

‫(‪ )4‬لمتفاصػ ػ ػػيؿ ينظػ ػ ػػر ‪( :‬رسػ ػ ػػالة االسػ ػ ػػالـ) السػ ػ ػػنة (‪ ، )4‬اذار ‪ ،4616‬العػ ػ ػػدد (‪ ، )4‬ص‪11-23‬؛ السػ ػ ػػنة (‪ ، )2‬العػ ػ ػػدد (‪، )2‬‬
‫ص‪326‬؛الس ػػنة (‪ ، )1‬ص‪250‬؛ الس ػػنة (‪ ، )4‬الع ػػدد (‪ ، )1‬ص‪134‬؛ الس ػػنة (‪ ، )3‬الع ػػدد (‪ ، )1‬ص‪236‬؛ الس ػػنة (‪، )0‬‬
‫العػ ػػدد (‪ ، )4‬ص‪10‬؛ السػ ػػنة (‪ )0‬العػ ػػدد (‪ ، )3‬ص‪410‬؛ السػ ػػنة (‪ ، )6‬الع ػ ػػدد (‪ ، )3‬ص‪211‬؛ الس ػ ػػنة (‪ )41‬الع ػ ػػدد (‪، )3‬‬
‫ص‪33‬؛ السنة (‪ ، )41‬العدد(‪ ، )3‬ص‪401‬؛ السنة (‪ ، )44‬العدد (‪ )4‬ص‪41‬؛ السنة (‪ ، )43‬العدد (‪ ، )2‬ص‪231‬؛ السنة‬
‫(‪ ، )42‬العدد (‪ ، )1‬ص‪421‬؛ السنة (‪ ، )45‬العدد (‪ ، )52‬ص‪26‬؛ السنة (‪ ، )41‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.15‬‬
‫(‪ )3‬صدر العدد (‪ )1‬سنة ‪ 4611‬ثـ تكقفت كبعد ذلؾ عادت الى الصدكر في عاـ ‪.4616‬‬
‫‪134‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫اسيامات النخبة االدبية في نشر المفاىيـ االصالحية‬
‫كػػاف الدبػػاء النخبػػة االصػػالحية فػػي النجػػؼ االشػػرؼ كاضػػحا فػػي تكجيػػو الفكػػر االصػػالحي ‪ ،‬اذ كفػػركا بنتػػاجيـ‬
‫الغزير الفرصة اليجاد رؤل لمتصدم لمشاكؿ المجتمع كالعمؿ عمػى حميػا سػكاء عمػى الصػعيد المحمػي اك الػكطني‬
‫اك عمى المستكيات االخرل "عربيا ""واسالميا" فسعت تمؾ النخبة نتاجاتيا المتميػزة عمػى صػعيد الفكػر كاالصػالح‬
‫الى تكعية المجتمع كتنبيو اذىاف ابنائو الى االىتماـ بالتعميـ ‪ ،‬كمكاكبة العصر كمقتضيات التحضر كالتعاكف مع‬
‫عمماء الديف المصمحيف ‪ ،‬الزالة كؿ اشكاؿ الجمكد كالتخمؼ المتػراكـ عبػر عقػكد طكيمػة مػف الزمػاف ظػؿ المجتمػع‬
‫النجفي يئف مف كطئتو عقكدا طكيمة ‪ ،‬خمفت لو تراكما ثقيال شكؿ عائقا اماـ اية حركة نيضكية‪.‬‬
‫كاف لطبيعة الدراسة الدينية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬كالتي تعتمد بدءا عمى التركيز عمى عمكـ العربية ‪ ،‬مف نحك‬
‫كصػػرؼ كمعػػاني كبيػػاف ‪ ،‬مػػع مػػا كانػػت تحتاجػػو طبيعػػة الػػدرس المغػػكم مػػف ش ػكاىد شػػعرية(‪ ،)4‬اضػػؼ الػػى ذلػػؾ‬
‫االنتقػػاؿ الػػى مرحمػػة اخػػرل مػػف د ارسػػة الجكانػػب الفمسػػفية ‪ ،‬اث ػره فػػي صػػقؿ المكاىػػب االدبيػػة لمدارسػػيف ‪ ،‬كتيئي ػة‬
‫االحاسيس بشكؿ يجعميا متحضرة لالبداع في مياديف االدب المختمفة "فك ار" "واصالحا"‪.‬‬
‫عد الشػعر الع ارقػي عامػة كالنجفػي خاصػة ثػكرة سياسػية اصػالحية بكجػو الجمػكد كالتخمػؼ كامتػاز بتعايشػو مػع‬
‫مطالب المجتمع كحاجاتو زمانا كمكانا(‪.)3‬‬
‫تميزت الثقافة االسالمية عف غيرىا مف ثقافات االدياف االخرل ككنيا تعتمد عمى الدراسات الدينية تحديدا مع‬
‫اضطالع بفمسفة المغة العربية مبنى كمعنى ‪ ،‬كىػك مػا كانػت تحتاجػو الد ارسػات الفمسػفية كالتفسػيرية لمعرفػة القػركف‬
‫الكريـ اك فيـ كنيو كمغزل احكامو التشريعية كالفمسفية كاالدبية ‪ ،‬كلذلؾ تحتـ اف يكػكف الطريػؽ الػى فيػـ االسػالـ‬
‫كشريعتو كاىدافو ما ار باالداب العربية كفنكنيا "شع ار" "ونشدا"(‪.)2‬‬
‫كتنيجػػة لمػػا تقػػدـ فقػػد عػػدت النجػػؼ االشػػرؼ منبعػػا غزيػ ار لػػالدب الع ارقػػي حتػػى اصػػبح شػػعراءه االبػػرز بػيف شػػعراء‬
‫ال ػػبالد م ػػف ال ػػذيف ارخػ ػكا لمش ػػعر كاالدب الع ارق ػػي كرجال ػػو(‪.)1‬كف ػػي ذات الكق ػػت ف ػػاف ال ػػذيف درسػ ػكا الش ػػعر الع ارق ػػي‬
‫د ارسػػة نقديػػة كقع ػكا عمػػى خيػػر نمػػاذجيـ مػػف الشػػعر النجفػػي(‪،)5‬اف مػػف بػػيف اضػػخـ دكاكيػػف الشػػعر الع ارقػػي كانػػت‬
‫لشعراء النجؼ االشرؼ‪.‬‬

‫(‪ )4‬جعفر الخميمي ‪ ،‬ىكذا عرفتيـ ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪( ،444‬المنار) "جريدة"‪ ،‬بغداد ‪ 35 ،‬شباط ‪ ،4615‬العدد (‪. )3616‬‬
‫(‪ )3‬معػػف العميجػػي ‪ ،‬يكسػػؼ رجيػػب فقيػػد االدب كالعػػرب ‪( ،‬النجػػؼ ‪ :‬د‪ .‬مػػط ‪ )4611 ،‬ص‪25‬؛ الخزرجػػي ‪ ،‬الشػػعر فػػي الع ػراؽ ‪،‬‬
‫(المعارؼ ) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪ ،4656 )4‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.51‬‬
‫(‪ )2‬جعفر يحيى محبكبة ‪ ،‬شعراء النجؼ في نكادم القاىرة ‪( ،‬العدؿ) "مجمة" السنة (‪ ،4616 )4‬العدد (‪ ، )4‬ص‪– 404‬ص‪401‬‬
‫(العدؿ) السنة (‪)1‬‬ ‫؛ عبد الصاحب المكسكم ‪ ،‬حركة الشعر في النجؼ كاطكاره ‪( ،‬بيركت ‪ :‬الزىراء ‪ ،)4600 ،‬ص‪31‬؛‬
‫‪ ،4614 ،‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.5‬‬
‫(‪ )1‬عبد الصاحب المكسكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )5‬ينظر مف تمؾ النماذج الشعرية كاالدبية ‪ ،‬يكسؼ عز الػديف ‪ ،‬الشػعر الع ارقػي الحػديث كاثػر التيػارات السياسػية كاالجتماعيػة فيػو‬
‫(القاىرة ‪ :‬د‪ .‬مط ‪.)4615 ،‬‬
‫‪135‬‬
‫كبرز في ذلؾ المجاؿ الريادم عمماء نكابغ في الشعر كاالدب اختط كؿ منيـ مدرسػة فػي عػالـ الػنظـ كالقصػيد‬
‫‪ ،‬غير اف ذلؾ ال يعني اف الشعر اصبح حك ار عمى طبقة مف الناس ‪ ،‬بؿ عمى خالؼ مف ذلؾ ‪ ،‬فػاف الشػعر قػد‬
‫تفش بيف جميع الطبقات حتى اصبح مف طبيعة الفرد النجفي ‪ ،‬كىذا ما يجسده لنا احد الباحثيف بقكلو‪:‬‬
‫" الشعػر فػي النجػؼ طبيعػي في نفوس اكثر ابنائػو ال كسبي‬
‫وغريػزي ‪ ،‬ال تعميمي فترى الشاعػر النجفي مف حيػث ما يثب‬
‫يتغػذى لبػاف اداب ويرضع اخالؽ البزوغ والعبقريػة ولذا ترى‬
‫اف الشعػر ‪ ...‬فاش في اكثػرىـ ‪ ،‬فيشتػرؾ فػي صوغ الشعر‬
‫ونطمو الطبقتػاف (العاليا) ‪ :‬وىـ العمماء وحممة العمـ و (السفمى)‬
‫‪ ،‬وىػـ سائػرالنػاس مف اىؿ الحرؼ والصناعات الدارجة ممف‬
‫لـ يتسمح بالعمـ ولـ يسمؾ منيجو‪.)2("...‬‬
‫امػػا عػػف طبيعػػة االدب النجفػػي فقػػد اخػػذت مظػػاىر البعػػث كالتجػػدد طريقيػػا مػػع اطاللػػة النيضػػة الحديثػػة (‪،)3‬‬
‫فظيػػرت ب ػكادر االبػػداع تتجمػػى فػػي الفػػاظ الشػػعر كمعانيػػو كاك ازنػػو كقكافيػػو كاسػػاليبو ‪ ،‬ممػػاادل الػػى ظيػػكر طبقػػات‬
‫متعددة مف الشعراء يمكف تصنيفيـ كاالتي ‪:‬‬
‫الطبقة االولى ‪ :‬طبقة العمماء المحافظيف مف غمبت عمييـ الصػبغة الركحيػة ‪ ،‬كالنزعػة العمميػة‪ ،‬مػف مثػؿ "الشػيخ‬
‫(‪)7‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫"والشػػػػػػػػػػػػػػيخ محمػػػػػػػػػػػػػػد السػػػػػػػػػػػػػػماوي"‬ ‫جػػػػػػػػػػػػػػواد الشػػػػػػػػػػػػػػبيبي" (‪" ،)2‬والسػػػػػػػػػػػػػػيد رضػػػػػػػػػػػػػػا الينػػػػػػػػػػػػػػدي"‬

‫(‪ )4‬جعفر باقر محبكبة ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.264‬‬


‫(‪ )3‬بقي االدب النجفي حتى مستيؿ القرف العشريف مقمدا ادب العصكر الغابرة يحاكييا في االسمكب كالبناء كالمكضكع ‪ ،‬بعيدا كؿ‬
‫البعد عف تمثيؿ الحيػاة االجتماعيػة كالساسػية ‪ ،‬ينظػر ‪ :‬حيػدر محالتػي ‪ ،‬عبػد المػنعـ الفرطكسػي ‪ ،‬حياتػو كادبػو( قػـ ‪ :‬مطبعػة‬
‫ستاره ‪ ، ) 4666 ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )2‬جكاد الشبيبي ( ‪ :)4613-4011‬مف اشير ادباء عصره ‪ ،‬عػرؼ بقمػة االسػمكب كسػرعة البديييػة كلػد فػي بغػداد ‪ ،‬لػو ديػكاف شػعر " الؤلػؤ‬
‫المنثكر" ‪ ،‬ينظر ‪ :‬حرز الديف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.313‬‬
‫(‪ )1‬رضػػا الينػػدم (‪ :)4612-4012‬مػػف اعػػاظـ الفقيػػاء ‪ ،‬شػػاعر كبيػػر كعػػالـ فػػي الفقػػو كاالدب ‪ ،‬لػػو مجمكعػػة مػػف المؤلفػػات كمنيػػا ‪ :‬المي ػزاف‬
‫العادؿ بيف الحؽ كالباطؿ ‪،‬ديكاف شعر ‪ ،‬بمغػة ال ارحػؿ ‪ ،‬كغيرىػا ‪ :‬ينظػر محسػف االمػيف اعيػاف الشػيعة ‪ ،‬ج‪ ،23‬ص‪ ،11‬عمػي الخاقػاني ‪،‬‬
‫شعراء الغرم ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.04‬‬
‫(‪ )1‬محمد السماكم ( ‪ : ) 4651 – 4011‬عػالـ متضػمع فػي االدب العربػي كالتػاريخ ‪ ،‬اعتمػى منصػب القضػاء الشػرعي فػي بغػداد ثػـ تركػو كاشػتغؿ بالتػاليؼ‬
‫كالتصػػنيؼ ‪ ،‬لػػو مصػػنفات منيػػا ‪ :‬كشػػي النجػػؼ ‪ ،‬الطميعػػة الػػى الشػػعراء الشػػيعة ‪ ،‬ابصػػار فػػي انصػػار الحسػػيف (‪ ، (‬كغيرىػػا ‪ :‬ينظػػر ‪ :‬جعفػػر بػػاقر‬
‫محبكبة ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص‪. 36‬‬
‫‪136‬‬
‫الطبقة الثانية ‪ :‬طبقة الرعيؿ االكؿ مف الشعراء المجػدديف الػذيف ادخمػكا التجػدد الحػديث فػي شػعرىـ ‪ ،‬كابػدعكا‬
‫في مكضكعاتو كاساليبو ‪ ،‬امثاؿ "الشيخ محمد رضا الشببي" (‪ "،)2‬والشيخ عمي الشرقي"‪.‬‬
‫الطبقػػة الثالثػػة ‪ :‬كىػػـ شػػعراء التجديػػد الحػػديث ممػػف غمػػب الطػػابع السياسػػي كاالجتمػػاعي عمػػى شػػعرىـ ‪ ،‬مػػف‬
‫ى ػؤالء‪" :‬محمػػد ميػػدي الج ػواىري"(‪" ،)3‬والسػػيد محمػػد صػػالح بحػػر العمػػوـ"(‪ "،)4‬والسػػيد احمػػد الصػػافي النجفػػي"‬
‫كغيرىـ‪.‬‬
‫الطبقػػة الرابعػػة ‪ :‬كىػػي طبقػػة الشػػعراء المتمييػػزف الػػذيف دعػكا الػػى مكاكبػػة المسػػيرة الحضػػارية الحديثػػة باشػػعارىـ‬
‫"(‪)6‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫"والسػيد محمػود‬ ‫"وعبد الرزاؽ محي الػديف‬ ‫الصريحة كالجريئة ‪ ،‬كمف شعراء ىذه الطبقػة ‪" :‬صالح الجعفري"‬
‫"(‪)7‬‬
‫‪.‬‬ ‫الحبوبي‬

‫(‪ )4‬محمػػد رضػػا الشػػبيبي (‪ :) 4615-4006‬مػػف مشػػاىير اعػػالـ الع ػراؽ ‪ ،‬عػػيف كزي ػ ار فػػي المعيػػد الممكػػي خمػػس م ػرات ‪ ،‬انتخػػب‬
‫رئيسػػا لممجمػػع العممػػي الع ارقػػي فػػي اكؿ تشػػكيمة ‪ ،‬اصػػبح عضػكا فػػي مجمػػع المغػػة العربيػػة فػػي القػػاىرة كالمجمػػع العممػػي العربػػي‬
‫بدمشػػؽ ‪ ،‬مػػف المػؤازريف لجمعيػػة منتػػدل النشػػر منػػذ تاسيسػػيا لػػو العديػػد مػػف المقػػاالت المنشػػكرة فػػي الصػػحؼ ‪ ،‬ينظػػر ‪ :‬يػػكنس‬
‫ابراىيـ السامرائي‪ ،‬مجالس بغداد ‪ (،‬بغداد ‪ :‬مطبعة االنتصار ‪ )4605 ،‬ص‪.341‬‬
‫(‪ )3‬محمد ميدم الجكاىرم (‪ :)4661-4066‬كلد في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬نظػـ الشػعر فػي سػف مبكػرة كاظيػر مػيال لػالدب ‪ ،‬اصػدر‬
‫جريػػدة (الف ػرات) بعػػد اسػػتقالتو مػػف الػػبالط ‪ ،‬كاصػػدر كػػذلؾ جريػػدتي ( ال ػرام ) ك (االنقػػالب) ينظػػر ‪ :‬عمػػي الخاقػػاني ‪ ،‬شػػعراء‬
‫الغرم ‪ ،‬ص‪ -426‬ص‪.341‬‬
‫(‪ )2‬محم ػػد ص ػػالح بح ػػر العم ػػكـ (‪ :)4663-4641‬ش ػػاعر مع ػػركؼ يمت ػػاز بال ػػذكاء المكىب ػػة الش ػػعرية‪ ،‬درس ف ػػي الم ػػدارس الديني ػػة‬
‫كالرسمية ‪ ،‬درس المغة العربية عمى يد الشيخ محمد جكاد الحمػامي كالمنطػؽ عمػى يػد الشػيخ محمػد رضػا المظفػر ‪ ،‬انتمػى الػى‬
‫الحزب الكطني كحزب االخاء الكطني كحزب الشعب ‪ ،‬كػاف اشػتراكي النزعػة شػيكعي اليػكل ‪ ،‬عمػي الخاقػاني ‪ ،‬شػاعر الشػعب‬
‫محمد صالح بحر العمكـ ‪( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة االسد ‪ ، )4650 ،‬ص‪ ،41‬محمد صػالح بحػر العمػكـ ‪ ،‬المػكاطف (ديػكاف شػعر) ‪،‬‬
‫( النجؼ ‪ :‬مطبعة الراعي ‪ ، )4624 ،‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )1‬صالح الجعفرم (‪ :) 4615-4061‬ىكيف عبد الكريـ كاشؼ الغطاء ‪ ،‬المعركؼ بالجعفرم ‪ ،‬مػف شػع ارء العػراؽ المعػركفيف لػو‬
‫ديكاف شعر مطبكع ‪ ،‬ينظر ‪ :‬عمي الخاقاني ‪ ،‬شعراء الغرم ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.361‬‬
‫(‪ )5‬عبد الرزاؽ محي الديف( ‪ :)4603-4641‬كاتب كشػاعر كاسػتاذ كلػد فػي النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬التحػؽ بكميػة دار العمػكـ المصػرية‬
‫عاد الى بغداد كتراس المجمع العممي العراقي بعد كفاة الشيخ محمد رضا الشبيبي ‪ ،‬صار كزي ار لمكحدة في حككمة عبد السالـ‬
‫عارؼ ‪ ،‬لو مؤلفات اىميا ‪ :‬التكحيدم ‪ ،‬ادب المرتضى ‪ ،‬حياة الشػبيبي ‪ ،‬خػكاطر كمالحظػات حػكؿ التعمػيـ كالقػركف ‪ ،‬ينظػر ‪:‬‬
‫ىادم االميني ‪ ،‬معجـ رجاؿ الفكر ‪ ،....‬ج‪ ،2‬ص‪.4411‬‬
‫(‪ )1‬محمكد الحبكبي ( ‪ :) 4603 – 4611‬كلد في النجؼ ‪ ،‬شاعر ‪ ،‬كاديب ذائع الصيت ‪ ،‬استاذ في النحك كالمغة كاالدب ‪ ،‬مف‬
‫مف اعضاء جمعية الرابطة االدبية المؤسسيف لو مجمكعة مف االثار منيا ‪ :‬ديكاف الحبكبي ‪ ،‬رباعيات الحبكبي ‪ ،‬كاغمب شعره‬
‫مخطكط ‪ ،‬ينظر ‪ :‬محمكد الحبكبي ‪ ،‬ديكاف الحبكبي ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬د ‪ .‬ـ‪ .‬مط ‪ ، )4610 ،‬ج‪ ،4‬ص‪.53‬‬
‫‪137‬‬
‫الطبقػػة الخامسػػة ‪ :‬كىػػي طبقػػة الجيػػؿ الجديػػد مػػف العممػػاء الشػػعراء الػػذيف طػػكركا الشػػعر االسػػالمي كعممػكا فػػي‬
‫تكظيفو في شتى شؤكف الحياة ‪ ،‬كمف اعالـ ىذه الطبقة السيد "محمػد جمػاؿ الػديف الياشػمي" (‪" ،)4‬والشػيخ عبػد‬
‫المنعـ الفرطوسي" (‪" ،)3‬والشيخ عمي الصغير" (‪.)4‬‬
‫الطبقػػة السادسػػة ‪ :‬كىػػي الطبقػػة التػػي عرفػػت انػػذاؾ بطبقػػة الشػػباب النػػاىض(‪ ،)1‬كقػػد امتػػازكا بػػارائيـ النيضػػكية‬
‫(‪)7‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫"والشػيخ‬ ‫"ومصػطفى جمػاؿ الػديف"‬ ‫كافكارىـ التجددية ‪ :‬كفي مقدمة ىذه الطبقػة ‪" :‬محمد صػادؽ القاموسػي"‬
‫"والشيخ احمد الوائمي"(‪.)8‬‬
‫كيػػزداد الشػػعر الع ارقػػي عامػػة كالنجػػؼ االشػػرؼ خاصػػة تفػػاعال مػػع االكضػػاع العامػػة فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬اذ‬
‫اخػذت تمػػؾ المكاضػيع مكانػػا متميػ از فػي قصػػائدىـ ‪ ،‬فسػػعى شػعراء االصػػالح الػى تنقيػػة مػػا عمػؽ بالػػديف االسػػالمي‬
‫الحنيػػؼ مػػف معتقػػدات عمػػى مفػػاىيـ الشػػرع القػكيـ "عػػادات وسػػموكيات" غريبػػة عػػف جػػكىره االصػػيؿ ‪ ،‬كطػػالبكا فػػي‬
‫احيػػاف غيػػر قميمػػة الػػى مكاجيػػة مباش ػرة كجريئػػة مػػع انػػاس انسػػاقكا كبسػػذاجة كراء ممارسػػات منافيػػة لتعػػاليـ الػػديف‬
‫االسالمي الصحيح ‪ ،‬فيقكؿ احد الشاعر النجفيف بيذا الصدد‬
‫وحيػػػػػػػػػػػو لمعقػػػػػػػػػػػػؿ والكتػػػػػػػػػػػاب المجيػػػػػػػػػػػػد‬ ‫نحػػػػػػػػػػػف جيػػػػػػػػػػػؿ ييػػػػػػػػػػػب لمػػػػػػػػػػػوعي لكػػػػػػػػػػػف‬
‫(‪)2‬‬
‫حتػػػػػى قػػػػػد سػػػػػرى فػػػػػي كيانػػػػػو التوحيػػػػػد‬ ‫رافقػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػت نفسػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػو العقيػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػدة‬

‫(‪ )4‬جمػػاؿ الػػديف الياشػػمي( ‪ : )4611-4641‬شػػاعر كعػػالـ ديػػف ‪ ،‬كىػػك مػػف ابػػرز مدرسػػي جمعيػػة منتػػدل النشػػر ‪ ،‬اسػػتاذ الفقػػو‬
‫كاالصكؿ ‪ ،‬لو مؤلفات منيا ‪ :‬االدب الجديد ‪ ،‬الزىراء (عمييػا السػالـ) المػراة كحقػكؽ االنسػاف كغيرىػا ‪ ،‬جعفػر بػاقر محبكبػة ‪،‬‬
‫المصدر السابؽ ‪ ،‬ح ‪ ، 3‬ص‪. 412‬‬
‫(‪ )3‬عبػػد المػػنعـ الفرطكسػػي( ‪ :)4602-4641‬كلػػد فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬كػػاف عض ػكا فػػي جمعيػػة الرابطػػة االدبيػػة ‪ ،‬لػػو مجمكعػػة‬
‫مؤلفات فييا ‪ :‬ممحمة اىؿ البيت في عشرة اجزاء كديكاف شعر كغيرىا ‪ ،‬ينظر ‪ :‬عمي الخاقاني ‪ ،‬شعراء الغرم ‪،‬ج‪ ،1‬ص‪.1‬‬
‫(‪ )2‬عمػي الصػغير( ‪ : ) 4615-4641‬عػػالـ ديػف ‪ ،‬كاتػب كشػػاعر معػركؼ ‪ ،‬لػو مقػػاالت ادبيػة عديػدة ‪ ،‬يعػػد مػف شػعراء النجػػؼ‬
‫المشيكريف المجدديف ‪ ،‬لو في الصحؼ النجفية قصائد كمقاالت ادبية كمف كتبو ‪ :‬ركاية مرجيت ‪ ،‬ديكاف شػعر ‪ ،‬ذكػرل الشػيخ‬
‫جكاد الشبيبي ‪ ،‬سالسؿ ادبية ‪ ،‬كغيرىا ‪ ،‬محمد ىادم االميف ‪ ،‬معجـ رجاؿ الفكر ‪ ،‬ص‪.311‬‬
‫(‪ )1‬محمد بحر العمكـ ‪ ،‬حصاد االياـ ‪( ،‬بيركت ‪ :‬دار الزىراء ‪ ، )4664 ،‬ص‪.421‬‬
‫(‪ )5‬محمػػد صػػادؽ القامكسػػي( ‪ :)4600-4633‬مػػف ابػػرز طػػالب كميػػة منتػػدل النشػػر ‪ ،‬كلػػد فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬اصػػبح مدرسػػا‬
‫لمػادة المنطػػؽ فػػي كميػػة منتػػدل النشػػر كاشػػرؼ عمػػى اصػػدار مجمػػة البػػذرة ‪ ،‬لػػو ديػكاف شػػعرم مطبػكع كمقػػاالت عديػػدة ‪ ،‬ينظػػر ‪:‬‬
‫جمعية محمد رضا القامكسي ‪ ،‬ديكاف صادؽ القامكسي ‪( ،4600-4633 ،‬بغداد ‪ :‬د‪ .‬مط ‪ )3111 ،‬ص‪ -41‬ص‪.42‬‬
‫(‪ )1‬مصػطفى جمػػاؿ الػػديف( ‪ : )4661-4630‬شػاعر كبيػػر مػػف كبػار طبقػػة شػػعراء العػراؽ ‪ ،‬كلػػد فػػي النجػؼ ‪ ،‬لػػو مؤلفػػات مطبعػػة‬
‫منيػػا ‪ :‬البحػػث النحػػكم عنػػد االصػػكلييف ‪ ،‬دي ػكاف شػػعر باسػػـ الػػديكاف بج ػزئيف تػػكفي فػػي دمشػػؽ كدفػػف فييػػا منػػع النظػػاـ البعثػػي‬
‫الحاكـ في العراؽ نقؿ جثمانو‪.‬‬
‫(‪ )1‬الشػػيخ احمػػد ال ػكائمي( ‪ : )3112 – 4630‬مػػف اشػػير خطبػػاء المنبػػر الحسػػيني ‪ ،‬شػػاعركاديب ‪ ،‬درس فػػي المػػدارس الرسػػمية‬
‫كالمدارس كالحكزكية كتخرج مف كمية الفقو ‪ ،‬كحصؿ عمى الماجستير مف جامعة بغداد كالدكتكراه مػف القػاىرة كىػك مػف اعضػاء‬
‫منتػدل النشػر البػارزيف‪ ،‬ينظػر ‪ :‬غػانـ نجيػب عبػاس ‪ ،‬احمػػد الػكائمي ‪ ،‬سػيرتو كدكره فػي الحيػاة الفكريػة كاالجتماعيػة فػي العػراؽ‬
‫‪ ،3112-4630‬اطركحة دكتكراه ‪( ،‬بغداد ‪ :‬معيد التاريخ العربي كالتراث العممي لمدراسات العميا ‪ ، )3115 ،‬ص‪.51‬‬
‫‪131‬‬
‫كىػك ىنػػا يػػدعك الػػى الفكػػر المسػػتكحى مػػف العقػؿ المسػػتنير كلكػػف الممتػػزـ بدسػػتكر االسػػالـ كمبادئػػو السػػماكية ‪،‬‬
‫مبينػػا الػػى اف ذلػػؾ ال يعيقػػو مػػا يعتػػرض العقػػؿ كالػػديف مػػف معتقػػدات طارئػػة كعػػادات باليػػة يمثميػػا باالش ػكاؾ التػػي‬
‫تعترض الطريؽ فيقكؿ ‪:‬‬
‫ػػػػػػػػػد‬
‫مبػػػػػػػػػػادئ بػػػػػػػػػػالزحؼ المقػػػػػػػػػػدس تمحػ ُ‬ ‫لػػػػػػػػػئف زرعػػػػػػػػػت اشػػػػػػػػػواكيا فػػػػػػػػػي طريقنػػػػػػػػػا‬
‫(‪)3‬‬
‫ػػػػػػػد‬
‫ىػػػػػػػػوى ار صػػػػػػػػؼ العػػػػػػػػالميف توحػ ُ‬ ‫فانػػػػػػػػػػػػػػا دعػػػػػػػػػػػػػػػاة مؤمنػػػػػػػػػػػػػػوف يقودنػػػػػػػػػػػػػػػا‬
‫كمػػا حػػاربكا "الػػػروح الطائفيػػػة المقيتػػػة" التػػي كانػػت تنفػػث سػػمكميا فػػي داخػػؿ المجتمػػع االسػػالمي بتح ػريض‬
‫المفس ػػديف مم ػػف يحس ػػبكف عم ػػى االس ػػالـ ظمم ػػا ‪ ،‬ب ػػاذليف قص ػػارل جي ػػكدىـ لمكش ػػؼ ع ػػف م ػػدل خط ػػكرة الصػ ػراع‬
‫االسالمي – االسالمي كما لو مف نتائج سمبية عمى تماسؾ المجتمع كامنو ‪ ،‬فيقكؿ الشاعر في ذلؾ ‪:‬‬
‫اف المفػػػػػػػػػػػػػػػػػرؽ شػػػػػػػػػػػػػػػػػممو بخسػػػػػػػػػػػػػػػػػار‬ ‫يػػػػػػػػػػػػػػػا امػػػػػػػػػػػػػػػة االسػػػػػػػػػػػػػػػالـ ال تتفرقػػػػػػػػػػػػػػػوا‬
‫االسػػػػػػػػػالـ فيػػػػػػػػػػو لكػػػػػػػػػـ احػػػػػػػػػػؽ فخػػػػػػػػػػار‬ ‫فتوحػػػػػػػػػػدوا فػػػػػػػػػػي عنصػػػػػػػػػػر ىػػػػػػػػػػو ممػػػػػػػػػػة‬
‫(‪)4‬‬
‫لممتقػػػػػػػػػػيف الفضػػػػػػػػػػؿ عنػػػػػػػػػػد البػػػػػػػػػػاري‬ ‫ال فػػػػػػػػػػػػػػرؽ بػػػػػػػػػػػػػػيف اعػػػػػػػػػػػػػػرب واعػػػػػػػػػػػػػػاجـ‬
‫كبػنفس الجانػب ‪ ،‬يػذكر االمػػة االسػالمية بعػدكىا االكؿ المتثمػػؿ بػالفكر الييػكدم الػػذم يبنػي المػؤامرات كياسػػس‬
‫التفرقة لمنيؿ مف العزائـ كاصفا اياىـ بالبغات ‪ ،‬الساعيف الى حرب االسالـ فك ار ككجكدا قائال بيذا الصدد‪:‬‬
‫يبقػػػػػػػػػػػػوا لػػػػػػػػػػػػو اثػػػػػػػػػػػػ ار مػػػػػػػػػػػػف االثػػػػػػػػػػػػار‬ ‫تحػػػػػػػػػالفوا حربػػػػػػػػػا عمػػػػػػػػػى االسػػػػػػػػػالـ لػػػػػػػػػف‬
‫وتػػػػػػػػػػػػوازرت معيػػػػػػػػػػػػا قػػػػػػػػػػػػوى الكفػػػػػػػػػػػػار‬ ‫ىػػػػػػػػػػا قػػػػػػػػػػد تجمعػػػػػػػػػػت الييػػػػػػػػػػود عمػػػػػػػػػػيكـ‬
‫قامػػػػػػػػػػػػػت لتنػػػػػػػػػػػػػذر عػػػػػػػػػػػػػزمكـ بػػػػػػػػػػػػػدمار‬ ‫ىػػػػػػػػػػػػوا سػػػػػػػػػػػػراعا فالبغػػػػػػػػػػػػات استنسػػػػػػػػػػػػرت‬
‫(‪)5‬‬
‫قػػػػػػػػػد غػػػػػػػػػؿ ايػػػػػػػػػدييا بكػػػػػػػػػؿ صػػػػػػػػػغار‬ ‫تمػػػػػػػػػػؾ الصػػػػػػػػػػياينة المسػػػػػػػػػػوخ ‪ ،‬وربكػػػػػػػػػػـ‬
‫ركز الشعراء عمى تنبيو المجتمع مػف الخطػر المحػدؽ بيػـ كالمتمثػؿ بظمػـ الظػالميف كجػكر الجػائريف ‪ ،‬مؤكػديف‬
‫عمى ضركرة رفض االكضػاع لممسػتبديف مػف الحكػاـ ‪ ،‬مسػتمديف ذلػؾ مػف نيػج الحسػيف بػف عمػي (‪ )‬فػي ثكرتػو‬
‫عمػى مفػردة‬ ‫ضد الظمػـ كالطغيػاف االمػكم ‪ ،‬الػذم سػار بػالمجتمع االسػالمي انػذاؾ باتجػاه خػاطيء مركػزيف‬
‫(‪)5‬‬
‫باعتبارىػػا اسػػاس الممػػؾ ‪ ،‬كاف "االنصػػاؼ" مي ػزاف حكػػـ الرعيػػة ‪ ،‬تمػػؾ المبػػادئ التػػي يجػػب اشػػاعتيا فػػي‬ ‫"العػػدؿ"‬
‫المجتمع االسالمي كعمكـ المجتمع االنساني ‪ ،‬الى ذلؾ رمز الشاعر بقكلو ‪:‬‬

‫(‪ )4‬طالب الخرساف ‪ ،‬رباعيات ‪( ،‬النشاط الثقافي) ‪ 30 ،‬كانكف الثاني ‪ ،4612‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.12-13‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسو‪.‬‬
‫(‪ )2‬عبد الرسكؿ الكفائي ‪ ،‬اهلل اكبر ثرنا ‪( .....‬االيماف )‪ ،‬السنة (‪ ،4611 ، )2‬العدداف (‪ )5‬ك(‪ ، )1‬ص‪.430‬‬
‫(‪ )1‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.436‬‬
‫(‪ )5‬ركز الديف االسالمي الحنيؼ عمى (العدؿ) بيف الرعية ‪ ،‬فعمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر يقكؿ االماـ عمي بف ابي طالػب (‪، )‬‬
‫بيػػذا الخصػػكص ‪ (( :‬عمػػيكـ بكممػػة الحػػؽ فػػي الرضػػا كالغضػػب ‪ ،‬كبالعػػدؿ عمػػى الصػػديؽ كالعػػدك)) كيقػػكؿ ‪ (( :‬العػػدؿ يضػػع‬
‫االمكر مكاضعيا ‪ ... ،‬كالعدؿ سائس عاـ ‪ ،‬كالجكد عارض خاص ‪ ،‬فالعدؿ اشرفيما كافضميما)) لممزيد ينظر ‪ :‬نيػج البالغػة‬
‫‪ ،‬المصدر السابؽ ؛ ص‪ -121‬ص‪.114‬‬
‫‪135‬‬
‫مػػػػػػػػػػػػػف الحػػػػػػػػػػػػػؽ تصػػػػػػػػػػػػػرخ بالجػػػػػػػػػػػػػازر‬ ‫ونرنػػػػػػػػػػػػو الػػػػػػػػػػػػى الفجػػػػػػػػػػػػر فػػػػػػػػػػػػي ثػػػػػػػػػػػػورة‬
‫تمخػػػػػػػػػػػػػض عػػػػػػػػػػػػػف ثػػػػػػػػػػػػػورة الخػػػػػػػػػػػػػاطر‬ ‫لتفيمػػػػػػػػػػػػػػػػػػػو اف وعػػػػػػػػػػػػػػػػػػػي الشػػػػػػػػػػػػػػػػػػػعوب‬
‫(‪)2‬‬
‫ييػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػدد انظمػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػة الجػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػائر‬ ‫ويبقػػػػػػػػػػػػػػى دـ الطػػػػػػػػػػػػػػؼ فػػػػػػػػػػػػػػي رفقنػػػػػػػػػػػػػػا‬

‫كيب ػػيف اديبػ ػان اخ ػػر معطي ػػات النيض ػػة كم ػػا اس ػػفرت تم ػػؾ التض ػػحيات الزاكي ػػة ‪ ،‬متمثم ػػة بقم ػػع الع ػػركش الج ػػائرة‬
‫كمحاسبة اصحابيا حتى بعد رحيميا عف الدنيا ‪ ،‬مذك انر بخمكد دماء اصحاب الثػكرة المتجػددة فكػ انر كعطػاء فػي كػؿ‬
‫عصر كزماف قائالن بيذا الصدد ‪:‬‬
‫ختػػاـ القصػػيدة بػػالػػمطمػػع‬ ‫فيػا واصػػالً مػف تػشيػد الخػمػود‬
‫مػػػػػػػػػػػػػػف مسػػػػػػػػػػػػػػتقيـ ومػػػػػػػػػػػػػػف اضػػػػػػػػػػػػػػمع‬ ‫يسػػػػػػػػػػػػػػير الػػػػػػػػػػػػػػورى بركػػػػػػػػػػػػػػاب الزمػػػػػػػػػػػػػػاف‬
‫مػػا تسػػتجػػد لػػو يػػنبػػع‬ ‫وانػػػػػػػػػػػػػػػػت تسػػػػػػػػػػػػػػػػير ركػػػػػػػػػػػػػػػػب الخمػػػػػػػػػػػػػػػػود‬
‫اذا طػػػػػػػػػػػػػػػػاح حكػػػػػػػػػػػػػػػػـ بػػػػػػػػػػػػػػػػو بائػػػػػػػػػػػػػػػػد‬ ‫ومػػػػػػػػػػػػا ضػػػػػػػػػػػػاع ىػػػػػػػػػػػػد ارً دـ الناىضػػػػػػػػػػػػيف‬
‫(‪)3‬‬
‫عمػى كػؿ افػػؽ دـ شػػاىػػد‬ ‫ولممجػػػػػػػػػػػػػد فػػػػػػػػػػػػػي جبيػػػػػػػػػػػػػات السػػػػػػػػػػػػػنيف‬
‫كاستنيض الشاعر عبد المنعـ الفرطكسي ىمـ ابنػاء جمدتػو ‪ ،‬كاثػارة الحمػاس فػي نفكسػيـ مػف اجػؿ الػدفاع عػف‬
‫مبادئ الديف كالحفاظ عمى سيادة الكطف ‪ ،‬مستميميف ذلؾ مف تاريخيـ المجيد كتراثيـ الثر ‪ ،‬فانشد قائال‪:‬‬
‫ولباىػػػػػػػػػػػػػػػػػػا تالحينػػػػػػػػػػػػػػػػػػا‬
‫لمعػػػػػػػػػػػػػػػػػػرب اال ّ‬ ‫ػػػػػـ‬
‫ثػػػػػػارت فمػػػػػػـ يبػػػػػػؽ فػػػػػػي دنيػػػػػػا الفخػػػػػػار فػ ٌ‬
‫ولبتػػػػػػػػػػػػو مواطنينػػػػػػػػػػػػا‬
‫لػػػػػػػػػػػػو النفػػػػػػػػػػػػوس ّ‬ ‫وطػػػاؼ فػػػي الشػػػرؽ صػػػوت الحػػػؽ فابتيجػػػت‬
‫(‪)4‬‬
‫عزائمػػػػػػػػػػػػػػا بعثػػػػػػػػػػػػػػت روح االباقينػػػػػػػػػػػػػػا‬ ‫واسػػػػػػػتنيض المجػػػػػػػد مػػػػػػػف ابنػػػػػػػاء نجدتػػػػػػػو‬
‫كيمػػح الشػػاعر عمػػى كجػػكب تصػػفح كاخػػذ التػػاريخ المجيػػد ليق ػ أر فػػي صػػحائفو الكضػػاءة امجػػاد الش ػرفاء الخػػادميف‬
‫المتيـ كاكطانيـ تحت راية االسالـ كبنصر مف اهلل مؤزر ‪:‬‬

‫واستشػػيدي البػػيض ىػػؿ خػػاب الرجػػا فينػػا‬ ‫سػػػػػػػمي الحػػػػػػػوادث عػػػػػػػف تػػػػػػػاريخ نيضػػػػػػػتنا‬
‫جبػػػػػػػػػػػػػارة قػػػػػػػػػػػػػد اقامتيػػػػػػػػػػػػػا موضػػػػػػػػػػػػػينا‬ ‫كػػػػػػـ نيضػػػػػػة فػػػػػػي سػػػػػػبيؿ المجػػػػػػد خالػػػػػػدة‬
‫(‪)5‬‬
‫اال وعػػػػػػػػػػػػػػاد بنصػػػػػػػػػػػػػػر ار مقرونػػػػػػػػػػػػػػا‬ ‫وكيػػػػػػػػؼ نثنػػػػػػػػى ولػػػػػػػػـ يرفػػػػػػػػع لنػػػػػػػػا عمػػػػػػػػـ‬

‫(‪ )4‬محمد حسيف فضؿ اهلل ‪ ،‬في ظالؿ كربالء ‪( ،‬االيماف) ‪ ،‬السنة (‪ 2 ، )4‬اب ‪ ،4650‬العدد (‪ ، )0‬ص‪. 51‬‬
‫(‪ )2‬احمد الكائمي ‪ ،‬ثكرة الحسيف ‪ ( ،‬النجؼ ) ‪ ،‬السنة ( ‪ ) 3‬نيساف ‪ ، 4601‬العدد ( ‪ ، ) 2‬ص‪ – 13‬ص‪. 16‬‬
‫(‪ )2‬حيدر محالتي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.443‬‬
‫(‪ )1‬عبد المنعـ الفرطكسي ‪ ،‬ديكاف الفرطكسي ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم الحديثة ‪ ، )4611 ،‬ج‪ ،4‬ص‪.346‬‬
‫‪141‬‬
‫كىكػذا ينفػذ التػاريخ الػى شػعر الفرطكسػي عبػر احداثػو المتفاكتػة كازمانػو المختمفػة ‪ ،‬شػاحذا اليمػـ لمحكػاـ الجػدد‬
‫المتصػػديف الدارة الع ػراؽ فػػي العيػػد الجميػػكرم ‪ ،‬ليشػػكؿ منعطفػػا اصػػالحيا ىامػػا كجػػزءا كبي ػ ار مػػف نتػػاج الشػػاعر‬
‫لتسخيره في خدمة العمؿ كالطني‪.‬‬
‫كنب ػػو ش ػػاع ار اخ ػػر عم ػػى اىمي ػػة الش ػػباب كالػ ػزاـ االىتم ػػاـ بي ػػـ ‪ ،‬حفاظ ػػا عم ػػى مب ػػادئيـ االس ػػالمية م ػػف االفك ػػار‬
‫الغربية(‪ ،)4‬التي اخذت تعصؼ بيـ ‪ ،‬ناشدا‪:‬‬
‫وضػػػػػػػػػػػػػع الشػػػػػػػػػػػػػباب فانػػػػػػػػػػػػػو متػػػػػػػػػػػػػازـ‬ ‫يػػػػػػػػػػا قػػػػػػػػػػادة الجيػػػػػػػػػػؿ الجديػػػػػػػػػػد تدرسػػػػػػػػػػوا‬
‫فػػػػػػػػػػػػي عينػػػػػػػػػػػػو او جاىػػػػػػػػػػػػؿ ال يفيػػػػػػػػػػػػـ‬ ‫عصػػػػػػػػػػفت بػػػػػػػػػػو مػػػػػػػػػػوج الريػػػػػػػػػػاح فسػػػػػػػػػػاد‬
‫(‪)3‬‬
‫فغػػػػػػػػػػػػدوا عمػػػػػػػػػػػػى الجانيػػػػػػػػػػػػا يتػػػػػػػػػػػػرنـ‬ ‫خدعتػػػػػػػػػػػػو احػػػػػػػػػػػػزاب الظػػػػػػػػػػػػالؿ بعينيػػػػػػػػػػػػا‬
‫المزيػػد مػف االصػػالح كالتجديػػد كلػك بػػالقكة ‪ ،‬اذ اكػد ال نجػػاة لالمػػة‬ ‫كبكسػيمة الشػػعر ناشػد محمػػد ميػػدم الجػكاىرم‬
‫بدكف تطكر ‪ ،‬ككجكب مساعدة مفكرييا بمسايرة ذلؾ الركب كبناء اسس الحداثة كالنمك ‪ ،‬كاالخذ بيد المجتمع الػى‬
‫كؿ ما ىك عصرم كجديد ‪ ،‬ناشدا‪:‬‬
‫تحػػػػػػػػػػػاوؿ اف تحيػػػػػػػػػػػا بغيػػػػػػػػػػػر التجػػػػػػػػػػػدد‬ ‫اذف عممػػػػػػػػػػػػػػػػػت اف ال حيػػػػػػػػػػػػػػػػػاة المػػػػػػػػػػػػػػػػػة‬
‫تعػػػػػػػود ىػػػػػػػذا الشػػػػػػػعب مػػػػػػػا لػػػػػػػـ يعػػػػػػػود‬ ‫لػػػػػػػػو المػػػػػػػػر فػػػػػػػػي كفػػػػػػػػي لجيػػػػػػػػزت قػػػػػػػػوة‬
‫(‪)4‬‬
‫يػػػػػػروح كمػػػػػػا ييػػػػػػوى خميعػػػػػػا ويغتػػػػػػدي‬ ‫لعمػػػػػرؾ مػػػػػا التجديػػػػػد فػػػػػي اف يػػػػػري الفتػػػػػى‬
‫كرال شػػاعر اخػػر ‪ ،‬اف الحػػديث عػػف الكاقػػع الثقػػافي كتاريخػػو الطكيػػؿ فػػي النجػػؼ االشػػرؼ يحػػتـ عمػػى البػػاحثيف‬
‫ربػػط الحاضػػر بماضػػي المدينػػة ‪ ،‬خاصػػة اف ابناءىػػا شػػديدم االرتبػػاط بػػذلؾ التػػاريخ الػػذم يعػػد اساسػػا لمسػػيرتيا‬
‫العممي ػػة (‪ ،)1‬م ػػذك ار اف الص ػػحؼ كتع ػػدادىا تع ػػد رس ػػؿ المدين ػػة لمخ ػػارج كقاع ػػدة بن ػػاء فكري ػػة لمجي ػػؿ الجدي ػػد ‪ ،‬ك ػػاداة‬
‫اصػػالح داخمػػي ‪ ،‬كاداة زيػػادة فػػي الصػػحؼ االسػػالمية ال ػكاردة كحمػػؽ اتصػػاؿ فكريػػة مسػػتمرة تػػنعكس ايجابػػا عمػػى‬
‫شخصية المجتمع النجفي المياؿ الى الحركة الثقافية التجديدية باالضافة الى رغبتو بنقؿ نتاجو الفكرم الػى الػبالد‬
‫النائية ‪ ،‬قائال ‪:‬‬
‫انػػػػػػػػػػػا بػػػػػػػػػػػو اولػػػػػػػػػػػى مػػػػػػػػػػػف الػػػػػػػػػػػدىماء‬ ‫نػػػػػػػػػدعوا الػػػػػػػػػػى االصػػػػػػػػػالح لكػػػػػػػػػػف فاننػػػػػػػػػػا‬
‫ونقػػػػػػػػػػػػػػيـ لالجيػػػػػػػػػػػػػػاؿ خيػػػػػػػػػػػػػػر بنػػػػػػػػػػػػػػاء‬ ‫فعسػػػػػػػػػػػػػػى نقػػػػػػػػػػػػػػوـ بنيضػػػػػػػػػػػػػػة دينيػػػػػػػػػػػػػػة‬
‫(‪)6‬‬
‫فػػػػػػػي غيػػػػػػػر اضػػػػػػػغاف وغيػػػػػػػر عػػػػػػػداء‬ ‫وعسػػػػػى نسػػػػػير مػػػػػع الشػػػػػعوب الػػػػػى العػػػػػال‬

‫(‪ )4‬خاطب الشاعر قادة المجتمع الديني ‪ ،‬محذ ار مف احزاب ادعت حمؿ الفكر القػكمي بيػدؼ السػيطرة عمػى المجتمػع ‪ ،‬اذ حاكلػت‬
‫حاكلػػت تمػػؾ االحػزاب التعػػرض الػػى التيػػارات الدينيػػة بيػػدؼ فصػػميا عػػف الشػػباب ‪ ،‬ينظػػر عػػف التفاصػػيؿ ‪ :‬محمػػد صػػالح جعفػػر‬
‫الظالمي ‪ ،‬شريعة ىادم ‪ ،‬النجؼ ‪" ،‬مجمة"‪ ،‬نيساف ‪ ،4611‬العدداف (‪ )0‬ك(‪ ، )6‬ص‪ -452‬ص‪.455‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.452‬‬
‫(‪ )2‬محمد ميدم الجكاىرم ‪ ،‬ديكاف محمد ميدم الجكاىرم ‪( ،‬بيركت ‪:‬دار العكدة ‪ )4603 ،‬ص‪.305‬‬
‫(‪ )1‬لممزيػػد عػػف الجػػذكر التاريخيػػة لنشػػاة مدرسػػة النجػػؼ االشػػرؼ ينظػػر ‪ :‬حسػػف عيسػػى الحكػػيـ ‪ ،‬الجػػذكر التاريخيػػة لنشػػاة مدرسػػة‬
‫النجؼ ‪( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬بحث منشكر في مركز دراسة الككفة ‪ )3111 ،‬ص‪ -2‬ص‪. 42‬‬
‫(‪ )5‬احمػ ػػد الػ ػػدجيمي ‪،‬اييػ ػػا امػ ػػاـ المصػ ػػمحيف ‪(،‬النشػ ػػاط الثقػ ػػافي) ‪ ،‬السػ ػػنة (‪ 2 ،)4‬اذار ‪ ،4650‬الع ػ ػػدداف (‪ )2‬ك(‪ ، )1‬ص‪-311‬‬
‫ص‪. 313‬‬
‫‪141‬‬
‫كبكسيمة الشعر ناشد التيار االصػالحي المزيػد مػف االصػالحات كاالبتعػاد عػف الخطابػات الفارغػة ‪ ،‬فػي الكقػت‬
‫نفسو تزداد امكاؿ المتسمطيف عمى الناس في البنكؾ نيبا ‪ ،‬مف حقكؽ الفقراء كاليتامى ‪ ،‬فانشد قائال ‪:‬‬
‫والػػػػػػػػػػػؼ خطػػػػػػػػػػػاب تحسػػػػػػػػػػػى وخطػػػػػػػػػػػاب‬ ‫فػػػػػػػػػػػايف ادعػػػػػػػػػػػاءات وايػػػػػػػػػػػف سياسػػػػػػػػػػػة‬
‫(‪)2‬‬
‫لصػػػػػوص عمػػػػػى حػػػػػؽ الشػػػػػعوب وثػػػػػاب‬ ‫وىػػػػػػػؿ يرتجػػػػػػػى خيػػػػػػػر الشػػػػػػػعوب ‪،‬وحوليػػػػػػػا‬
‫كتحدث احد الصافي النجفي يقصيدتو عاـ ‪ 4610‬عف التطكر االقتصادم كاثره في النظاـ االجتماعي ‪ ،‬فعده‬
‫مفصػػال حيكيػػا ميمػػا بكصػػفو شػرياف الحيػػاة الرئيسػػة ‪ ،‬كمػػا ذكػػر بػػاف النشػػاط التجػػارم منفػػذا رئيسػػيا لسػػكاف النجػػؼ‬
‫االشػرؼ لالطػالع كالػتالقح مػع الخػارج ‪ ،‬كبػذات الكقػت ‪ ،‬اكػد عمػى اف النضػكج االقتصػادم يسػيـ بصػكرة مباشػرة‬
‫عمى كالدة االسكاؽ الرئيسة ‪ ،‬ممػا يػنعكس ذلػؾ ايجابػا عمػى كاقعيػا المعيشػي كمكاكبػة الركػب المػالي الحاصػؿ فػي‬
‫العالـ(‪.)3‬‬
‫كحذر شاعر اصالحي اخر مف مخاطر االندفاع كاالقتباس االعمى مف الغرب المعاصر ‪ ،‬مف دكف تمحيص‬
‫كتدقيؽ ‪ ،‬مشددا عمى التنبيو كاالبتعاد عف كؿ ما مف شػانو اف ال يتكافػؽ كمقكمػات الػديف االسػالمي ‪ ،‬رافضػا فػي‬
‫حاض ػا عمػػى التنػػاغـ مػػع ركح‬
‫ن‬ ‫الكقػػت نسػػفو االقتػػداء بسػػمككيات المجتمػػع الغربػػي المتنافيػػة مػػع ركح الػػديف القػػكيـ ‪،‬‬
‫"العمـ" "والعمؿ" فيو لممضي قػدما كعمػى حػد تعبيػره فػي طريػؽ المدنيػة كالكصػكؿ الػى مصػاؼ" االمػـ الراقيػة" ‪ ،‬اذ‬
‫انشد قائال ‪:‬‬
‫فميػػػػػػػػػػػػػدع عصػػػػػػػػػػػػػر تقػػػػػػػػػػػػػدـ وتجػػػػػػػػػػػػػدد‬ ‫انػػػػػػػػػا دعونػػػػػػػػػا العصػػػػػػػػػر عصػػػػػػػػػر تقيقػػػػػػػػػر‬
‫عمػػػػػػى البصػػػػػػير بييػػػػػػا وضػػػػػػؿ الميتػػػػػػدى‬ ‫مػػػػػػػػػػػػػاذا يرجػػػػػػػػػػػػػى مػػػػػػػػػػػػػف وراء حضػػػػػػػػػػػػػارة‬
‫ولػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػواله صػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػباحيـ يجمػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػى‬ ‫دجػػػػػػػػػػى التقميػػػػػػػػػػد منػػػػػػػػػػؾ اضػػػػػػػػػػؿ قومػػػػػػػػػػا‬

‫كقاؿ ناقدا سمبياتيا ‪:‬‬


‫(‪)4‬‬
‫واجػػػػػػػػدرلوا تػػػػػػػػدعوه عصػػػػػػػػر ضػػػػػػػػالالت‬ ‫يظنػػػػػػػػوف ىػػػػػػػػذا العصػػػػػػػػر عصػػػػػػػػر ىدايػػػػػػػػة‬

‫نيض االدب النجفي الحديث بكجو القديـ‪ ،‬كيثبت دكره في الصراع داخؿ المجتمع بيف القديـ كالحػديث ‪ ،‬كاخػذ‬
‫يكاكػػب االدب العربػػي (‪ ،)4‬كتطػػرؽ فػػي الفاظػػو كمعانيػػو ‪ ،‬كاسػػاليبو الحديثػػة لكػػي تمبػػي مقتضػػيات العصػػر كحاجاتػػو‬

‫(‪ )4‬القيت القصيدة في الميرجاف العالمي الذم اقيـ بمناسػبة ذكػرل مػيالد اميػر المػؤمنيف عمػي (‪ )‬بتػاريخ ‪ ،4611/41/46‬ينظػر ‪:‬‬
‫‪ :‬محمد حسيف الصغير ‪ ،‬فمسطيف في الشعر النجفي المعاصر‪( ، )4610-4630( ،‬بغداد ‪ :‬كمية اصكؿ الديف ‪، )4610 ،‬‬
‫ص‪.236‬‬
‫(‪ )3‬احمد الصافي النجفي يخرج مف صػمتو ‪( ،‬الشػعب) "مجمػة"‪ ،‬بغػداد ‪ 41‬تمػكز ‪ ،4610‬العػدد (‪ ، )410‬رشػيد ياسػيف ‪ ،‬ذكريػات‬
‫عف الصافي النجفي ‪( ،‬االذاعة كالتمفزيكف) "مجمة" ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬تمكز ‪ ،4611‬العدد (‪ ،)331‬ص‪.44‬‬
‫(‪ )2‬محمد رضا المظفر ‪ ،‬االصالح ‪( ،‬الرابطة) "مجمة" ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬كانكف الثاني ‪ ،4611‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.410‬‬
‫‪142‬‬
‫مف قضايا اجتماعية كاقتصادية ‪ ،‬كبالتػالي فػاف االدب النجفػي تحػرر مػف القيػكد كاصػبح االدبػاء كالكتػاب مػدركيف‬
‫بضركرة ايقاظ اليمـ كاثارة الركح الجديدة كعبركا عف اف "الكتابة" "والشعر" كساطة مػف اقػكل الكسػائط الفعالػة فػي‬
‫تكجيو معاني االصالح كالتجديد في نفكس العامة(‪.)3‬‬
‫كتتميز مدة ما بعد ثكرة ‪ 41‬تمكز ‪ 4650‬بككنيا عصر يقظة كتفتح في الفكر كالشػعكر كمحاكلػة التعبيػر عػف‬
‫االعجػاب كاالنػدىاش كالتعبيػر عػف ىػكاجس "النفػوس الطامحػة" الػى مجػاراة االمػـ الناىضػة الراغبػة فػي الػتخمص‬
‫مف عكامؿ الضعؼ كاالنحالؿ ‪ ،‬كخير ما اراد اف يمثؿ ىذا الطمكح ىك "االدب" (‪.)2‬‬
‫تدخؿ التيػار االدبػي االصػالحي النجفػي فػي الػنظـ االقتصػادية السػائدة فػي مدينػة النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬اذ طالػب‬
‫نظاما اقتصاديان يتكفؿ بحؿ المشاكؿ االنسانية كيضع الخطط الكفيمة النجاح ذلؾ‪.‬‬
‫كبنفس السياؽ انتقد االدباء االكضاع االقتصادية في العراؽ كىك عمى ابكاب العقد السادس مف القرف العشريف‬
‫كاصػػفا تمػػؾ الحػػاؿ بالسػػيئة التػػي يعيشػػيا معظػػـ سػكاد البمػػد كعمػػى الػػرغـ ممػػا يمتمكػػو مػػف المػكارد ‪ ،‬ككسػػائؿ الخيػػر‬
‫كالرفػػاه ‪ ،‬اال انػػو بقػػي يعػػيش فػػي اقسػػى صػػكر االىمػػاؿ كالتخمػػؼ كالتػػاخير ‪ ،‬كسػػكء االكضػػاع المعاشػػية ‪ ،‬مبػػيف‬
‫‪ ،‬بيا ارض العراؽ (‪.)5‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ضركرة االىتماـ بالثركة الزراعية الزاىرة‬
‫سمطت النخبة االدبية االضكاء عمى مفيكـ "الحرية"(‪ ، )1‬مبيف انيا كممة مف اركع الكممات التي ادت دك ار كبي ار ‪.‬‬
‫في تاريخ االنساف الحديث ‪ ،‬كاف ىذا العصر سػمي "عصر الحرية" (‪ ،)4‬كانػو مػف الفشػؿ الػذريع لػنظـ الشػعكب‬
‫التي ترغب منيا الحرية المطمقة لالفراد ‪ ،‬اما "الحرية الفكرية" (‪ ،)3‬فال يحده نظاـ اك أم شيء اخر سكل التربيػة‬
‫كالتكجيو كالتمقيف منذ المراحؿ االكلى لنشاة المرء (‪.)2‬‬

‫(‪ )4‬لقد اثر االدب العراقي عامة كالنجفي خاصة بالفكر العربي ‪ ،‬ىذا ما بينو االديب المبناني (اميف نخمة) حينمػا قبػؿ مجمػة طريػؽ‬
‫الشعب االبغد ادية حمؿ االقطار العربية التي سػبقت الػى حمػؿ رسػالة االدب العربػي اليػادؼ الػى خدمػة االجيػاؿ ‪ ،‬فاجبػا ‪ :‬ىػك‬
‫العراؽ ‪ ،‬ينظر ‪( :‬طريؽ الشعب) "مجمة" ‪ ،‬بغداد ‪ ،4651،‬العدد (‪ ، )11‬ص‪.31‬‬
‫(‪ )3‬اغػػابزرؾ الطي ارن ػػي ‪ ،‬ذكػػرة مكل ػػد االمػػاـ عم ػػي (‪( ، )‬المع ػػارؼ) " مجمػػة " ‪ ،‬النج ػػؼ ‪ ،‬تشػ ػريف الث ػػاني ‪ ،4650‬الع ػػدد (‪، )4‬‬
‫ص‪ ،0‬عبد اليادم الفضمي ‪ ،‬عمـ البالغة العربية (النجؼ ) ‪ ،‬السنة (‪ ، )3‬تمكز ‪ ،4610‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.43‬‬
‫(‪ )2‬محمػػد حسػػف الطالقػػاني ‪ ،‬ثػػكرة الع ػراؽ حمػػـ تحقػػؽ ‪( ،‬المعػػارؼ) ‪ ،‬السػػنة (‪ )4‬تش ػريف الثػػاني ‪ ،4650‬العػػدد (‪ ، )4‬ص‪ ،0‬عبػػد‬
‫اليادم العصامي ‪ ،‬اقتراف ارادة الشعب بارادة اهلل تعالى ‪ ،‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪ -55‬ص‪.51‬‬
‫(‪ )1‬ل ػػـ يغف ػػؿ ال ػػديف االس ػػالمي بدعكات ػػو باالىتم ػػاـ ب ػػالثركة الزراعي ػػة كمص ػػدر اقتص ػػادم ث ػػرم كب ػػاب م ػػف ابػ ػكاب التحض ػػر كالرق ػػي‬
‫لممجتمعػػات ‪ ،‬فمػػف ايػػات الق ػركف الك ػريـ التػػي تػػدعك الػػى االىتمػػاـ بمصػػادر الثػػركة الزراعيػػة قكلػػو تعػػالى ‪ (( :‬كايػػة ليػػـ االرض‬
‫الميتة احييناىا كاخرجنا منيا حبا فمنو ياكمكف‪ ،‬كجعمنا فييا جنات مف نخيؿ كاعناب كفجرنا مػف العيػكف ‪ ،‬ليػاكمكا مػف ثمػره كمػا‬
‫عممتو ايدييـ افال يشكركف ‪ ،‬سكرة يس ‪ ،‬اية (‪. ) 25-22‬‬
‫(‪ )5‬صػػادؽ ميػػدم ‪ ،‬حقػػكؽ االنسػػاف المعاشػػية فػػي الحيػػاة ‪( ،‬االيمػػاف )‪ ،4610‬العػػدداف (‪ )1‬ك(‪ ،)41‬ص‪ -453‬ص‪ 411‬؛ قػػيس‬
‫النكرم ‪ ،‬العمؿ في المجتمع البدائي ‪( ،‬النجؼ) ‪" ،‬مجمة"‪ ،‬السنة (‪ )3‬كانكف الثاني ‪ ،4610‬العدد (‪ ، )4‬ص‪ -31‬ص‪.22‬‬
‫(‪ )1‬الحريػػة ‪ :‬ىػػي القػػدرة عمػػى االيجػػاد كالتحقيػػؽ كاالرادة كالفعػػؿ ككػػؿ مػػا يتصػػؿ بػػذات الشػػخص ‪ ،‬امػػا التحقػػؽ كالكجػػكد كاالنفع ػاؿ‬
‫كحصػػكؿ الم ػكاد فيػػي اشػػياء خارجيػػة عػػف ذات المريػػد ‪ ،‬ينظػػر ‪ :‬محمػػد ميػػدم االصػػفي ‪ ،‬حقيقػػة الحريػػة (النجػػؼ ‪ :‬االداب ‪،‬‬
‫‪ ،)4611‬ص‪.461‬‬
‫‪143‬‬
‫في شاف النظاـ الجميكرم الذم تشكؿ في ‪ 4650‬ركز احد االدباء عمى مسالة العالقة بيف النظاـ كالمجتمػع‬
‫مذك ار بعنكانو "كمكـ راع وكمكـ مسؤوؿ عف رعيتػو" كجػاء عنكانػو كاضػحا فػي مغػزاه ‪ ،‬فاشػار فيػو بػاف ىػذه الكممػة‬
‫خالدة لالماـ عمي (‪ )‬تتجمى فييػا فكػرة اجتماعيػة سػامية ‪ ،‬كطبيعػة عالقػة الفػرد بالسػمطة ‪ ،‬فػاف كػؿ فػرد ع ارقػي‬
‫ىك الراعي كانو ىك المسؤكؿ عف الرعية(‪.)1‬‬
‫طالب ادباء المدينة" بتدريس الديف" فػي جميػع المػدارس ‪ ،‬لكػي يػتمكف ابنػاء المجتمػع الع ارقػي المعرفػة الكاممػة‬
‫بحقائؽ دينيـ كزيادة الكعي االسالمي كتثقيؼ الشباب منػذ كقػت مبكػر فػي حيػاتيـ التعميميػة ‪ ،‬كمػا ينػتج مػف ذلػؾ‬
‫انعكاسػػا فػػي سػػمكؾ الطالػػب مسػػتقبال ‪ ،‬كالىميػػة دكر التعمػػيـ فػػي ايصػػاؿ الحقػػائؽ العمميػػة ‪ ،‬كالتاريخيػػة االسػػالمية‬
‫لمطمبة لمتعرؼ عمى تاريخ االمة كرمكزىا(‪.)5‬‬
‫كبينػػت النخبػػة االدبيػػة اىميػػة االىتمػػاـ "بالخػػدمات الصػػحية" ‪ ،‬بعػػد اف اعتبػػر ىػػذا الجانػػب مػػف اىػػـ الجكانػػب‬
‫لتطكير المجتمػع كرقيػو ‪ ،‬الف التخمػؼ فػي ىػذه الناحيػة يعنػي انحطػاط االمػة بعػد اف اعتبػرت "المػرض" كاحػد مػف‬
‫ثالكث التخمؼ ‪ ،‬بعد "الفقر – الخوؼ"(‪.)1‬‬
‫كاكػػد احػػد االدبػػاء عمػػى ضػػركرة التاكيػػد عمػػى بنػػاء اسػػس لمجتمػػع قػػكيـ كسػػميـ يتركػػز عمػػى "العػػدؿ" "والمػػودة"‬
‫"واالحسػػػاف "‪ ،‬مقيػػدا بحككمػػة العدالػػة االجتماعيػػة (‪ ،)1‬فػػي عيػػد االمػػاـ عمػػي بػػف ابػػي طالػػب (‪ )‬الػػذم قامػػت‬

‫(‪ )4‬مف االدباء الذيف تناكلكا عصر الحرية كاثره عمى الكاقع الفكرم لممجتمع عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر ‪ :‬محمػد ميػدم االصػفي‬
‫‪ ،‬حقيقػػة الحري ػػة ‪ ،‬محم ػػد جم ػػاؿ الياشػػمي ‪ ،‬المػ ػراة كحق ػػكؽ االنس ػػاف ‪( ،‬النج ػػؼ االش ػػرؼ ‪ :‬االداب ‪ ، )4611 ،‬محم ػػد ك ػػاظـ‬
‫القزكيني ‪ ،‬االسالـ المعاصر ‪ ،‬سمسمة منابع الثقافة االسالمية ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬الغرم ‪.)4614،‬‬
‫(‪ )3‬حرية الفكر ‪ :‬ىي حرية ابداء الرام كالتعبير عف أم تدخؿ كيشمؿ ذلؾ حرية العقيدة كحرية البحػث عػف المعمكمػات اك االفكػار‬
‫كاسػػتالميا كنمقيػػا بغػػض النظػػر عمػػى الحػػدكد ينظػػر ‪ :‬احمػػد زكػػي بػػدكم ‪ ،‬المصػػطمحات السياسػػية كالدكليػػة ‪ ( ،‬القػػاىرة ‪ :‬دار‬
‫الكتاب المصرم ‪ ، )3111 ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )2‬محمػػد رضػػا المظفػػر ‪( ،‬الفصػػيمة ) " مجمػػة "‪ ،‬النجػػؼ ‪ 40 ،‬اب ‪ ،4650‬العػػدد (‪ ، )43‬ص‪ ،1-2‬فاضػػؿ الحسػػني الميالنػػي ‪،‬‬
‫حػػكؿ الحريػػة ‪ ( ،‬النجػػؼ ) ‪ ،‬تش ػريف الثػػاني ‪ ، 4601‬العػػدد ( ‪ )4‬ص‪ – 13‬ص‪ 10‬؛ ميػػدم االصػػفي ‪ ،‬حقيقػػة الحريػػة ‪،‬‬
‫ص‪.462‬‬
‫(‪ )1‬ىادم فياض ‪ ،‬كمـ راع ككمـ مسؤكؿ عف رعيتو ‪( ،‬النجؼ) ‪ 31 ،‬تشريف الثاني ‪ ،4650‬العدد (‪ ، )5‬ص‪.4‬‬
‫(‪ )5‬احمد حسف الػرحيـ ‪ ،‬التربيػة الدينيػة‪( ،‬النجػؼ )‪ 31 ،‬كػانكف االكؿ ‪ ،4614‬العػدداف (‪ )0‬ك(‪ )6‬؛ ص‪ -4‬ص‪ ،5‬عبػد الحسػيف‬
‫البيبيػػاني ‪ ،‬التربيػػة جامعػػة اساسػػية ‪ ،‬النجػػؼ ‪ ،‬كػػانكف الثػػاني ‪ ،4610‬العػػدد (‪ ، )1‬ص‪ .14-26‬السػػنة (‪ 4 )2‬اب ‪،4656‬‬
‫العػػدد (‪ ، )2‬ص‪ ،32‬عبػػد السػػالـ الرفيعػػي ‪ ،‬صػػرخة معمػػـ ‪( ،‬النجػػؼ ) ‪ 30‬اب ‪ ،4650‬العػػدد (‪ ، )44‬ص‪ ،31-33‬ىػػادم‬
‫فياض تدريس الديف في المدارس ‪ ،‬النجؼ ‪40‬شباط‪ ،4611‬العدد (‪ )41‬ص‪ -2‬ص‪. 1‬‬
‫(‪ )1‬عبػد اليػادم الفضػمي ‪ ،‬مشػكمة الفقػر ‪ ( ،‬النجػؼ ‪ :‬النعمػاف ‪ ،‬د‪ .‬ت) ؛ ص المقدمػة ‪ ،‬محمػد جػكاد مغنيػة ‪ ،‬الفقػر كليػد النظػػاـ‬
‫الجائر ‪( ،‬النجؼ) ‪ 21 ،‬تشريف الثاني ‪ ،4656‬ص‪ 1-2‬؛ محمد تقي الحكيـ ‪ ،‬االسػالـ يضػع الحػكاجز دكف تضػخـ الثػركات‬
‫‪ ،‬ص‪ -42‬ص‪.42‬‬ ‫غير الشرعية ‪( ،‬النجؼ) ‪ 40 ،‬شباط ‪ ،4611‬عدد (‪)1‬‬
‫(‪ )1‬العدالػػة االجتماعيػػة ‪ :‬اعطػػاء البشػػر حقػػكقيـ فػػي كافػػة مجػػاالت الحيػػاة بػػدكف التمييػػز فػػي طكائػػؼ المجتمػػع ‪ ،‬كمعػػاممتيـ عمػػى‬
‫اساس العدؿ ‪ ،‬ينظر ‪ :‬سيد قطب ‪ ،‬العدالة االجتماعية في االسالـ ‪ ،‬ط‪( ،54‬بيركت ‪ :‬دار الشرؽ ‪.)3113 ،‬‬
‫‪144‬‬
‫عمىاسػ ػ ػ ػػاس كمقكمػ ػ ػ ػػات الػ ػ ػ ػػديف االسػ ػ ػ ػػالمي الحنيػ ػ ػ ػػؼ (‪ ،)4‬تمػ ػ ػ ػػؾ الدكلػ ػ ػ ػػة التػ ػ ػ ػػي يجػ ػ ػ ػػب االعتمػ ػ ػ ػػاد عمػ ػ ػ ػػى فكرىػ ػ ػ ػػا‬
‫الثػػرم (‪ ،)3‬لبنػػاء العػراؽ كىػػك يقتػػرب مػػف نيايػػة سػػتينات القػػرف العشػريف ‪ ،‬ممػػا يعكػػس مجتمعػػا متحضػ ار اسػػالميا‬
‫يستطيع مكاكبة التطكر كالمحاؽ بركب العصر (‪.)2‬‬
‫كفػػي جانػػب التعمػػيـ ‪ ،‬رغػػب اديبػػا اصػػالحيا زيػػادة االىتمػػاـ "باعمػػار المسػػاجد وزيادتيػػا" ‪ ،‬ككنيػػا االسػػاس فػػي‬
‫البنػػاء الفكػػرم االسػػالمي (‪ ،)1‬لمػػا يعكػػس عػػف ذلػػؾ جػػيال كاعيػػا ‪ ،‬عمػػى اف تمػػؾ الصػػركح الدينيػػة اف تكاكبيػػا عمميػػة‬
‫انشاء كاىتماـ بالمؤسسات المعرفية الحديثة ‪ ،‬اذ مف خالليما تستطيع االمة الصمكد بكجو االفكار الكافدة الغريبػة‬
‫عف المجتمع(‪.)5‬‬
‫كدعا ادباء اخريف كفي مجاؿ غاية في االىمية الى اصالح "مناىج التعميـ" بمػا ينسػجـ كالتطػكرات الحاصػمة‬
‫في العػالـ‪ ،‬كالتركيػز بكجػو اخػص عمػى منػاىج "التػاريخ" "ومعممػو" ‪،‬لمػا ليػذا المكضػكع مػف دكر فعػاؿ كمػؤثر فػي‬
‫تحفيػز الطمبػة عمػى بنػاء المسػػتقبؿ كالعمػؿ عمػػى تغييػر المجتمػػع ‪ ،‬اسػتممامان تػػاريخ العػرب المسػػمميف فػي عصػػكرىـ‬
‫الزاىرة ‪ ،‬مما سيككف لو انعكاساتو عمى الكاقع العقمي لممجتمع النجفي كالعراقي(‪.)1‬‬
‫صػػاغت النخبػػة االدبيػػة افكارىػػا باسػػمكب جديػػد كسػػيؿ ‪ ،‬يسػػتطيع ابنػػاء المجتمػػع بكافػػة مسػػتكياتو الثقافيػػة فيػػـ‬
‫الكاتػػب كىدفػػو مػػف الكتابػػة ‪ ،‬كذلػػؾ االسػػمكب القصصػػي الػػذم بػػدء يتسػػع اسػػتخدامو فػػي الطػػرح الثقػػافي كالفكػػرم ‪،‬‬

‫(‪ )4‬عرؼ االماـ عمي (‪ )‬بايمانو الثابت كسعة فكره كدفاعو عف تعاليـ القػركف كالنبػي محمػد (‪ )‬بكػؿ عقيػدة كثبػات ‪ ،‬فكانػت تمػؾ‬
‫التعميـ اساس حكمو ‪ ،‬كتجسيدا لذلؾ فيػك القائػؿ (( مػف اذل كتابيػا فقػد اذانػي)) كلطالمػا ضػمف التػاريخ كىػك يسػجؿ فػي اجمػؿ‬
‫صفحاتو ىذا القكؿ لعمي بف ابي طالب (‪ (( : )‬كلك ثنيت لي كسادة فجمست عمييػا لحكمػت فػي اىػؿ التػكراة بتػكراتيـ ‪ ،‬كفػي‬
‫اى ػػؿ االنجي ػػؿ ب ػػانجيميـ ‪ ،‬كف ػػي اى ػػؿ القػ ػراف بقػ ػرانيـ ‪ ،‬حت ػػى ترك ػػت ك ػػؿ كت ػػاب ينط ػػؽ م ػػف نفس ػػو)) لممزي ػػد ع ػػف مفي ػػكـ العدال ػػة‬
‫االجتماعيػػة عنػػد االمػػاـ عمػػي (‪ )‬ينظػػر ‪ :‬احمػػد عػػدناف الميػػالي ‪ ،‬العدالػػة االجتماعيػػة عنػػد االمػػاـ عمػػي بػػف ابػػي طالػػب (‪)‬‬
‫‪،‬رسالة ماجستير‪ ( ،‬جامعػة بغػداد ‪ :‬كميػة العمػكـ السياسػية‪ ، )3111 ،‬جػكرج جػرداؽ ‪ ،‬االمػاـ عمػي صػكت العدالػة االنسػانية ‪،‬‬
‫تحقيػػؽ حسػػف حميػػد السػػنيد ‪ (،‬بيػػركت ‪ :‬مطبعػػة ليمػػى ‪ )3112 ،‬ص‪ -461‬ص‪465‬؛ اـ نػػكر الحسػػيني ‪ ،‬سػػفر ككرمػػات اىػػؿ‬
‫البيت (‪( ، )‬بيػركت ‪ :‬مؤسسػة االعممػي لممطبكعػات ‪ )3110‬ص‪41-42‬؛ ناصػر حسػيف ‪ ،‬االنسػاف فػي فكػر االنسػاف عمػي‬
‫بف ابي طالب (‪()‬المكاطف) ‪" ،‬جريدة" ‪ 45 ،‬ايمكؿ ‪ ،3116‬العدد (‪ ، )4141‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )3‬اتصفت شخصية االماـ عمي بف ابي طالب (‪ )‬بالعدالة ‪ ،‬حتى عدت ميزة بػارزة لتمػؾ الشخصػية الكريمػة ‪ ،‬اذ سػعى جاىػدا لتحقيقيػا فػي‬
‫المجتمع االسالمي ‪ ،‬مف خالؿ مسعى حارب فيو ‪ ،‬كقدر ما استطاع الظمـ كالفساد كاالستبداد ‪ ،‬مثمثػا عػده اسػس بػالء االمػة المػؤدم الػى‬
‫الفقػػر كالحرمػػاف كالتم ػػايز البغػػيض ب ػػيف مككنػػات المجتم ػػع ينظػػر ‪ :‬جعفػػر عب ػػاس الحػػائرم ‪ ،‬س ػػعادة المجتمػػع بكالي ػػة االمػػاـ عم ػػي (‪، )‬‬
‫(االيماف) كانكف االكؿ كالثاني ‪ ،4611-4612‬العدداف ( ‪ ) 2‬ك( ‪ )1‬ص‪ -341‬ص‪.332‬‬
‫(‪ )2‬عبد اليادم الفضمي ‪ ،‬عمـ البالغة العربية ‪( ،‬النجؼ )‪ ،‬تمكز ‪ ،4610‬العدد (‪ )41‬ص‪.43‬‬
‫(‪ )1‬كضحت عقيدة االسالـ عمى اىمي ة التعميـ ‪ ،‬اذ اف اكلى االيات القرانية الكريمة جػاءت بكممػة (اقػراء) بقكلػو تعػالى (( ااقػ ار باسػـ ربػؾ الػذم‬
‫خمؽ ‪ ،‬خمؽ االنساف مف عمؽ ‪ ،‬اق أر كربؾ االكرـ ‪ ،‬الذم عمـ بالقمـ ‪ ،‬عمػـ االنسػاف مػا لػـ يعمػـ)) سػكرة العمػؽ ‪ ،‬ايػة ( ‪ ، )5 -4‬كمػا حػث‬
‫نبي الرحمة الرسكؿ محمد (‪ )‬عمى اىمية التعميـ فيك القائؿ (( تعممكا ما شئتـ اف تعممكا فميس يػاجركـ اهلل حتػى تعممػكا)) ينظػر ‪ :‬محمػد‬
‫بف محمد بف محمد الغزالي الطكسي ‪ ،‬فاتحة العمكـ ‪( ،‬القاىرة ‪ :‬المطبعة الحسينية ‪ ، )4613 ،‬ص‪.40‬‬
‫(‪ )5‬احمد اميف ‪ ،‬المسجد المعيد االكؿ لمتعميـ عند المسمميف ‪( ،‬االيماف) ‪ ،4610 ،‬العدد (‪ )41‬ص‪. 401‬‬
‫(‪ )1‬محمد ىادم الفياض ‪ ،‬تدريس الديف في جميع المدارس ‪( ،‬النجؼ) ‪ ،‬شباط ‪ ،4611‬العدد (‪ ، )41‬ص‪. 1‬‬
‫‪145‬‬
‫خاصة اف القصص التي يكتبكنيا منتزعة مف صميـ الحياة التي يحياىػا المجتمػع مسػتخدميف اسػمكبا تعػديان لمكاقػع‬
‫فضال عف مطالبتـ باصالح االكضاع المعيشية كالثقافية كافة(‪.)4‬‬
‫كمما تقدـ اف االدباء بانفتػاحيـ عمػى المكضػكعات المتنكعػة ‪ ،‬ىػدفكا دكف شػؾ الػى بػث كعػي فكػرم – معرفػي‬
‫عممػػي ت ارثػػي كمعاصػػر بػػيف صػػفكؼ ق ػرائيـ ‪ ،‬فضػػال عػػف محػػاكلتيـ المحسػػكبة ليػػـ فػػي السػػعي الجػػاد الػػى انمػػاء‬
‫"الذوؽ االدبي" "والشعري" عنػد الجمػاىير ‪ ،‬جكانػب سػعك كقػدر المسػتطاع ‪ ،‬اف تضػع بػيف ايػدم االمػة زادا شػييا‬
‫النماء الفكر كالكعي االصالحي‪.‬‬
‫ايضػا كػػاف ادبػػاء النجػػؼ االشػػرؼ ركنػػا اصػػيال كميمػػا مػػف اركػػاف المنظكمػػة الفكريػػة‬
‫كفػػي اطػػار النسػػؽ الفكػػرم ن‬
‫االسالمية المصمحة المتكاممة ‪ ،‬فقد استند الى جممة مف السمات كالخصائص المميػزة منطمقػيف منيػا فػي صػياغة‬
‫المكاقؼ كارائيـ بشاف قضايا االنساف كالمجتمع كالديف كحقكؽ االنساف كالسمطة السياسية‪ ،‬كلعؿ مػف ابػرز سػمات‬
‫النسػػؽ الفكػػرم لػػدييـ كالتػػي كجػػدت انعكاسػػاتيا فػػي جيػػكدىـ "التوفيقيػػة "بػػيف الػػديف كالسياسػػة كمػػف ثػػـ ايجػػاد صػػمة‬
‫كثيقة بينيما‪.‬‬
‫ل ػػذلؾ ع ػػدت النخب ػػة االص ػػالحية االدبي ػػة ف ػػي النج ػػؼ االش ػػرؼ ‪ ،‬رك ػػف اساس ػػيان لالص ػػالح كالتجدي ػػد لمكاجي ػػة‬
‫التحديات كاالخطار التي تداىـ الفكر كالتحرؾ االسالمييف ‪ ،‬كيتجمػى ىػذا االصػالح كالتجديػد مػف خػالؿ تكاصػميـ‬
‫مع المرجعية الدينية كدعـ مكاقفيا الفكرية لعصرنة المجتمع ‪ ،‬كىذا ما سيدرسو الباحث في الفصؿ القادـ‪.‬‬

‫الفصـل الثالث‬

‫المرجعٌة الدٌنٌة العلٌا ودورها فً اسناد الواقع الفكري فً النجف االشرف‬

‫‪ 1551‬ـ ‪1561‬م‬

‫المبحث االول‪:‬النظام التعلٌمً الحوزوي وتطوره ‪.‬‬

‫المبحث الثانً ‪ :‬أثر المرجعٌة الدٌنٌة فً اسناد الفكر‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مفكروا الحوزه العلمٌة ومؤلفٌها ‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬الطروحات الفكرٌة لتطوٌر المرجعٌة الدٌنٌة ‪.‬‬

‫(‪ )4‬لمتفاصػػيؿ عػػف نمػػاذج مػػف تمػػؾ القصػػص ينظػػر ‪ :‬عبػػد المجيػػد لطفػػي ‪ ،‬فػػي البيػػت ‪( ،‬المعػػارؼ) ‪ ،‬السػػنة (‪ ، )4‬تش ػريف الثػػاني‬
‫‪ ،4650‬العدد (‪ )4‬ص‪13-10‬؛ تركي كاظـ جكدة ‪ ،‬ذات ليمة ‪ ،‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪ -11‬ص‪ 16‬؛ السنة (‪ ، )3‬تمكز كاب‬
‫‪ ،4611‬العدداف (‪ )1‬ك(‪ ، )5‬ص‪ -11‬ص‪ 16‬؛جميػؿ ابػراىيـ العطيػة صػار انسػانا ‪ ،‬المصػدر نفسػو ‪ ،‬ايمػكؿ ‪ ،4656‬العػدد‬
‫(‪ )41‬ص‪ -01‬ص‪01‬؛ مكي زبيبة ‪ ،‬خبز المعكنة‪( ،‬النجؼ)‪ ،‬كانكف الثاني ‪ ،4610‬العدد (‪ ، )4‬ص‪ -12‬ص‪.11‬‬
‫‪146‬‬
‫المبحث األوؿ‬
‫النظاـ التعميمي الحوزوي وتطوره‬
‫(‪)4‬‬
‫في النجؼ االشرؼ قمة اليرـ في المؤسسة الدينية الشيعية ‪ ،‬ككنيػا المعبػر الحقيقػي‬ ‫تمثؿ المرجعية الدينية‬
‫عف الفكر األمػامي أالثنػي عشػر كاالمتػداد الطبيعػي لفكػر أئمػة أىػؿ البيػت (عمػييـ السػالـ )‪ ،‬فيمػا يخػتص بػأمكر‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫الدنيا كاالخر دينا كفك ار كسياسة ‪ .‬لذا فيي أعمى سمطة ركحية لألمامية في العالـ‬

‫(‪ )4‬اف كممة المرجعية لـ تعرؼ تاريخيا اال عنػد الشػيعة االماميػة ‪ ،‬امػا عػف بػاقي االديػاف كالمػذاىب فكانػت تسػمى بمسػيمات مختمفػة‬
‫في الديانات االخرل مثال ‪ ،‬المسيحية كالييكدية كاالسالمية تسمى البابا كالحاخاـ كمشيخة الى المرجعية ‪ ،‬فكؿ ىػذه المسػميات‬
‫تدؿ عمى معنى كاحد ىك جية عميا يتـ الرجكع الييا لمعرفة احكاـ الديف كادارة شؤكف المذىب ‪ ،‬كيمكف اف نػدرج ثالثػة عكامػؿ‬
‫سػػاىمت كميػػا اك بعضػػيا فػػي نشػػكء التسػػمية عنػػد الفكػػر الشػػيعي منيػػا ‪ :‬انيػػا قػػد اسػػتمت مػػف الق ػراف الك ػريـ ‪ ،‬اذ كردت كممػػات‬
‫((يَ ب كَبٌَ انًُْؤْيِنُىٌَ نِيَنفِسُوا كَبفَّت فَهَىْالَ َفَسَ يٍِْ كُمِّ فِسْلَتٍ يِنْهُىْ‬ ‫كمفاىيـ تقترب مف ىذه التسمية اك تكاد ‪ ،‬لفظا اك معنى ‪ ،‬كما في قكلو تعالى‬
‫((إِنَبى انهَّبهِ يَبسْجِعُكُىْ‬ ‫طَبئِفَتٌ نِيَخَفَمَّهُىا فِي اندِّيٍِ وَنِيُنرِزُوا لَىْيَهُىْ وَنِيُنرِزُوا لَىْيَهُىْ إِذَا زَجَعُىا إِنَيْهِىْ نَعَهَّهُىْ يَحْبرَزُوٌَ)) سػكرة التكبػة ايػة( ‪ ،)433‬كقكلػو تعػالى‬
‫جًَِيعًب)) سكرة المائدة اية (‪ ،)10‬ك (( ان إلى ربك الرجعى )) سكرة العمػؽ ايػة( ‪ ، )0‬كىػذه اآليػات القركنيػة كردت فييػا ألفػاظ‬
‫قريبة مف لفظة ( مرجعية )‪.‬‬
‫ب ػ أنيا قد تككف مػأخكذة مػف األحاديػث الػكاردة عػف الرسػكؿ محمػد (‪ ) ‬كأىػؿ بيتػو فػي مػدح الفقيػاء كبيػاف أىميػتيـ كمنػزلتيـ فػي‬
‫األمة ‪ ،‬كىذه األحاديث لفت أنظار الناس إلى أىميػة كجػكد الفقيػاء كضػركرة الرجػكع الػييـ كىػذه الركيػات معظميػا ركيػت عػف‬
‫طريؽ السنة كالشيعة كمف ىذه الركيات ‪ ،‬ما ركل عف الرسكؿ (‪ ) ‬مف أحاديث في حؽ العمماء كفقياء المسمميف بشػكؿ عػاـ‬
‫كفييػا ‪ :‬ػ قكلػو " الفقػراء امنػاء الرسػؿ مػالـ يػدخمكا فػي الػػدنيا " كقكلػو ‪ " :‬عممػاء أمتػي كأنبيػاء بنػي اسػرئيؿ " كقكلػو " افتخػر يػػكـ‬
‫القيامة بعمماء أمتي " ‪ ،‬كقكلو ‪ " :‬عمماء أمتي كسػائر األنبيػاء قبمػي " كقػد كأشػارت ىػذه األحاديػث إلػى مكانػة الفقيػاء كأىميػتيـ‬
‫عنػػد الرسػػكؿ (‪ ، ) ‬كيمكػػف اف تكػػكف سػػببا فػػي لفػػت أنظػػار المسػػمميف بشػػكؿ عػػاـ كالشػػيعة بكجػػو خػػاص إلػػى مكانػػة الفقيػػو ‪،‬‬
‫كضركرة الرجكع إليو ‪.‬‬
‫كما كردت عف أئمة الشيعة األمامية ( المعصكميف ) عدة ركايات أشارت إلى مكانة الفقياء كضركرة الرجكع إلييـ منيا ‪:‬‬
‫أ ػ العمماء يجمسكف مجالس األنبياء كيقدمكف بكؿ ما يقكـ بو االئمة ‪.‬‬
‫ب ػ العمماء حكاـ عمى الممكؾ كالممكؾ حكاـ عمى الناس ‪.‬‬
‫ج ػ ػ مجػارم األمػكر كاألحكػاـ عمػى أيػدم العممػاء بػاهلل األمنػاء عمػى حاللػو كح ارمػو لممزيػد عػف تمػؾ التفاصػيؿ بنظػر ‪ :‬محمػد ميػػدم‬
‫ش ػػمس الػ ػػديف ‪ ،‬االجتي ػػاد كالتجديػ ػػد ف ػػي الفقػ ػػو اإلسػ ػػالمي ‪ ( ،‬بي ػػركت ‪ :‬المؤسسػ ػػة الدكلي ػػة لمد ارسػ ػػات كالنشػ ػػر ‪4666 ،‬ـ ) ‪،‬‬
‫‪441‬‬
‫؛ مرتض ػ ػػى‬ ‫ص‪ ، 411‬محم ػ ػػد ب ػ ػػاقر المجمس ػ ػػي ‪ ،‬بح ػ ػػار األنػ ػ ػكار ‪( ،‬بي ػ ػػركت ‪ :‬مؤسس ػ ػػة الكف ػ ػػاء ‪ ،) 4602 ،‬ج‪ ، 3‬ص‬
‫االنصارم ‪ ،‬المكاسب ‪ ،‬تحقيؽ محمد كمنتر ‪ ،‬مف منشكرات جامعػة النجػؼ الدينيػة ‪ ( ،‬النجػؼ ‪ :‬د ‪ .‬مػط ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪ ،‬ج‪، 2‬‬
‫‪11‬‬
‫؛ احمد عبد اليادم ‪ ،‬المرجعية الدينية ‪ ،‬دراسة في فكرىا السياسي كمكاقفيا السياسية في العراؽ ‪ ،‬رسػالة ماجسػتير (‬ ‫ص‬
‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬
‫جامعة بغداد ‪ :‬كمية العمكـ السياسية ‪ ) 3111 ،‬ص ػ ص ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حسيف كاظـ الحكػيـ ‪ ،‬قػدرة الحػكزة العمميػة عمػى القيػادة ‪( ،‬بحػث) ضػمف بحػكث المػؤتمر الثالػث الحيػاء التػراث الفكػرم كالعممػي‬
‫‪63‬‬
‫‪.‬‬ ‫لمشييد اية اهلل السيد محمد باقر الحكيـ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النخيؿ ‪3116 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‬
‫‪147‬‬
‫مػػف ىنػػا جػػاء تميػػز الشػػيعة األماميػػة عػػف غيػػرىـ مػػف الفػػرؽ اإلسػػالمية بكجػػكد قيػػادة دينيػػة شػػرعية ‪ ،‬تعػػيش األـ‬
‫النػػاس كأمػػاليـ ‪ ،‬يرجعػػكف ليػػا فػػي التفقػػو بػػأمكر ديػػنيـ ‪ ،‬كيقفػػكف معيػػا كيػػأتمركف بامرىػػا مػػف خػػالؿ الفتػػاكل التػػي‬
‫تصدرىا كالتي ليا سمطة تفكؽ في أحياف كثيرة سمطة القكانيف الكضعية ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫انتقمػػت مدرسػػة الفقػػو الشػػيعي إلػػى النجػػؼ االشػػرؼ بانتقػػاؿ الشػػيخ الطكسػػي الييػػا عػػاـ ‪110‬ىػ ػ ‪4151 /‬ـ‬
‫فػالتؼ حكلػو طػػالب العمػـ كالفقيػاء مػػف أىػؿ المدينػػة كالكافػديف الييػا مػػف مختمػؼ المنػاطؽ ‪ ،‬لػػذلؾ أضػحت النجػػؼ‬
‫(‪)3‬‬
‫االشرؼ تحتضف ىذه الحكزة كترعى الحركة العممية فييا قرابة قرف مف الزماف ‪ ،‬مع بعض االستثناءات‬
‫امتمؾ النظاـ التعميمػي فػي حػكزة النجػؼ الدينيػة نكعػا مػف الخصكصػية كالتفػرد فػي المنػاىج الد ارسػية أك الطػرؽ‬
‫التدريس ‪ ،‬ككذلؾ في منح شيادات التخرج ‪ ،‬اذ اف التحصيؿ الدراسي في مدرسة النجؼ يعني تجربػة طكيمػة مػف‬
‫الدراسة كالجيد يمتد ػ في بعض االحياف ػ أكثر مف أربعػيف عامػا لمتحصػيؿ العممػي ‪ ،‬كىػك فػي كػؿ ذلػؾ ال يطمػح‬
‫بالحصػكؿ عمػػى كظيفػػة مدنيػػة أك يسػػتثمرىا لمحصػػكؿ عمػى عمػػؿ يعتػػاش منػػو ‪ ،‬بػػؿ اف جػػؿ اىتمامػػو ينصػػب عمػػى‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫نشر الديف بيف الناس‬

‫(‪)4‬‬
‫اختمفت اراء الميتميف بالدراسة الدينية في النجؼ االشرؼ لتنقسـ إلػى أريػيف ‪ ،‬األكؿ ‪ :‬يفيػد بػاف الد ارسػة الدينيػة بػدات قبػؿ زمػف‬
‫الشػػيخ الطكسػػي ‪ ،‬ىػػذا الػرام يعتمػػد عمػػى كجػػكد بعػػض البيكتػػات العمميػػة القديمػػة مثػػؿ أؿ شػػيريار ‪ ،‬كأؿ الطحػػاؿ كغيػػرىـ ‪ ،‬امػػا‬
‫ال ػرأم الثػػاني فينسػػب الد ارسػػة الدينيػػة إلػػى زمػػف انتقػػاؿ الشػػيخ الطكسػػي الييػػا ‪ ،‬كمػػف ابػػرز مػػف تبنػػى ىػػذه الفك ػره ىػػك المفكػػر‬
‫اإلسػالمي السػػيد محمػػد بػػاقر الصػدر فػػي كتابػػو ( المعػػالـ الجديػدة ) ‪ ،‬حيػػث يقػػكؿ "‪ ....‬اف مػػؤرخي ىجػرة الشػػيخ الطكسػػي إلػػى‬
‫النجؼ ‪ ،‬لـ يشيركا إلػى اف تالمػذة الشػيخ الطكسػي فػي بغػداد قػد رافقػكه أك التحقػكا بػو عنػد ىجرتػو إلػى النجػؼ كىػك دليػؿ عمػى‬
‫عػػدـ كجػػكد كيػػاف عممػػي ‪ .‬اذ لػػك كػػاف مثػػؿ ذلػػؾ الكيػػاف مكجػػكدا ال لتحقػػؽ الطػػالب بشػػيخيـ ‪ "....‬لممزيػػد ينظػػر ‪ :‬محمػػد بػػاقر‬
‫‪11‬‬
‫؛ مركػػز الحضػػارة لتنميػػة الفكػػر‬ ‫الصػػدر ‪ ،‬المعػػالـ الجديػػدة األص ػكاؿ ‪ ،‬ط‪ (، 2‬بيػػركت ‪ :‬دار المعػػارؼ ‪4604 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‬
‫اإلسالمي ‪ ،‬مشاريع التجديد اإلصالح في الحكزة العممية ‪ ( ،‬بيػركت ‪ :‬معيػد الرسػكؿ األكػرـ العػالمي لمد ارسػات اإلسػالمية ‪ .‬د‬
‫‪21‬‬ ‫‪36‬‬
‫؛ كيرجع الباحث الرأم الثػاني ‪ ،‬باعتبػار اف االسػر العمميػة التػي كانػت فػي النجػؼ االشػرؼ كنػذاؾ لػـ‬ ‫ػص‬ ‫‪،‬ت)‪،‬ص‬
‫تتبنى التعميـ الديني الحكزكم بالشكؿ الذم أطمؽ عميػو عنػد مجػيء الشػيخ الطكسػي ‪ ،‬كمػا انيػا لػـ تتبنػى منػاىج د ارسػية معينػة‬
‫ترتقي إلى مستكل يمكف اف يطمؽ عمييا مدرسة دينية أك حكزة عممية ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫في القرف السادس اليجرم نشػطت الحركػة العمميػة فػي مدينػة الحمػة لكجػكد الشػيخ محمػد بػف ادريػس الحمػي حفيػد الشػيخ الطكسػي‬
‫كصاحب كتاب ( السرائر ) ‪،‬كنشطت الحركة العممية في مدينة كربالء فػي منتصػؼ القػرف الثػاني عشػر اليجػرم لكجػكد محمػد‬
‫باقر المعركؼ ( البيبياني ) المتكفي عاـ ‪4162‬ـ ‪ ،‬كنشطت الحركة العممية في سامراء في اكائؿ القرف الثاني عشر اليجػرم‬
‫‪05‬‬ ‫‪03‬‬
‫؛ عمػي‬ ‫ػص‬ ‫‪ .‬ينظر ‪ :‬محمد الغركم ‪ ،‬الحكزة العممية في النجؼ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬منشكرات دار الثقمػيف ‪4661 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‬
‫ػ ص‪. 411‬‬ ‫‪410‬‬
‫الفضؿ النجفي ‪ ،‬عمـ االصكؿ تاريخيا كتطكر ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪4151 ،‬ىػ ) ‪ ،‬ص‬
‫‪36‬‬
‫؛ س ػػميـ الحسػػني ‪ ،‬المص ػػدر الس ػػابؽ ‪،‬‬ ‫محمػػد ج ػكاد مغنيػػة ‪ ،‬الش ػػيعة كالحػػاكمكف ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬بيػػركت ‪ :‬د مػػط ‪ ) 4601 ،‬ص‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪431‬‬
‫‪.‬‬ ‫ص‬
‫‪141‬‬
‫لذا فاف أىداؼ الدراسة بأقساميا "البعيدة" "والمتوسطة" "والقريبة" ‪ ،‬ىي التي تحكـ كضع البرنامج الدراسي ‪،‬‬
‫فاف كانت "األىداؼ البعيدة" لمؤسسة تعميمية مثؿ المرجعية الدينية النجفية (‪ ،)4‬عبارة عف فيـ االسالـ " اىدافا"‬
‫‪" ،‬واحكامػا" "ومفاىيـ " ‪" ،‬وتنمية واثراء الوعػي الديني" كالمػساىمة الجادة فػي مجاؿ‬
‫" بناء الحضارة اإلسالمية" ‪ ،‬فػاف "األىػداؼ المتوسػطة" ىػي تربيػة المجتيػديف كالمدرسػيف كالمحققػيف كالبػاحثيف‬
‫في مجاؿ الدراسات اإلسالمية ‪ ،‬إضافة إلػى المبمغػيف القػادريف عمػى حمػؿ مسػؤكلية التبميػغ كاالرشػاد الػديني ‪ ،‬امػا‬
‫"األىػداؼ القريبػة" فتتمثػؿ فػي انجػاز كتطبيػؽ مجمكعػػة مػف المقػررات الد ارسػية ‪ ،‬كالنشػاطات التربكيػة التػي تحمػػؿ‬
‫(‪)3‬‬
‫في طياتيا بمكرة األىداؼ البعيدة كالمتكسطة في امد زماني محدد كضمف الية معينة‪.‬‬
‫كلتخطػػيط كانجػػاز البرنػػامج ‪ ،‬ال بػػد مػػف التقػػدير الػػدقيؽ لمحاجػػات الفعميػػة ‪ ،‬كمعرفػػة الطاقػػات كالقػػدرات االنسػػانية‬
‫المكجػػكدة ‪ ،‬كمتطمبػػات البيئػػة ك مسػػتمزماتيا ‪ ،‬كخصائصػػيا االجتماعيػػة كالثقافيػػة ‪ ،‬إضػػافة إلػػى االحاطػػة بػػالمكانع‬
‫(‪)2‬‬
‫كالمعكقات في العمؿ كاالجراء ‪.‬‬
‫اتسمت طبيعة الدراسة في حكزة النجؼ االشػرؼ بالبسػاطة ‪ ،‬اذ كػاف الطػالب يمتفػكف حػكؿ اسػتاذىـ ‪ ،‬مفترشػيف‬
‫األرض في غرفة صغيرة ممحقة بالمساجد اكفي باحة الصحف الحيدرم الشريؼ ‪ ،‬غير اف االستاذ اذا كاف مرجعا‬
‫فانو يرتقي المنبركيحيط بو طالبو الذيف يزداد حضكرىـ في حمقة الدرس كمما كاف المرجع ذا عممية منفردة ‪.‬‬
‫اعتمد طػالب الحػكزة العمميػة لمحصػكؿ عمػى مصػادرىـ العمميػة عمػى المكتبػات العامػة التػي عرفػت بيػا النجػؼ‬
‫االشػػرؼ ‪ ،‬فكانػػت تػػزكدىـ بكػػؿ مػػا يحتاجكنػػو مػػف الكتػػب ‪ ،‬كتنشػػر ىػػذه المكتبػػات فػػي انحػػاء المدينػػة كتحػػكم عمػػى‬
‫(‪)1‬‬
‫خزيف ضخـ مف المصادر كبشتى أنكاع المعارؼ كالعمكـ ‪.‬‬
‫كلممػػدارس انظمتيػػا الخاصػػة فػػي الد ارسػػة ‪ ،‬كالسػػكف فييػػا ‪ ،‬كلكػػؿ مدرسػػة صػػيغة خاصػػة لمكقػػؼ ‪ ،‬الف جميػػع‬
‫المدارس شيدت مف المكقكفات التي كقفيا العمماء كالمحسنكف عمى طالب العمػكـ الدينيػة ‪ ،‬امػا شػركط القبػكؿ بيػا‬
‫فمكػؿ كاحػدة قبػكؿ خػاص بيػا ‪ ،‬فالػذيف يػاتكف إلػى النجػؼ االشػرؼ ػ عمػى سػبيؿ المثػاؿ ػ مػف لبنػاف ‪ ،‬كباكسػتاف ‪،‬‬
‫كافغانسػػتاف ‪ ،‬كالينػػد ‪ ،‬كالبح ػريف ‪ ،‬كالسػػعكدية ‪ ،‬لغػػرض الد ارسػػة الحكزكيػػة داخػػؿ المدينػػة ‪ ،‬فيقبمػػكف دكف شػػركط‬
‫ككنيـ قد تجثمكا عناء السفر لغرض التحصيؿ العممي ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫الحقيقػػة المعركفػػة اف معظػػـ الحػػكزات العمميػػة تنشػػا فػػي الم ػػدف المقدسػػة التػػي تضػػـ المػػ ازرات الدينيػػة ‪ ،‬كيمكػػف اف تنشػػا بعػػض‬
‫الحكزات الصغيرة في اماكف أخرل ‪ ،‬اال اف أىـ الحكزات العممية المكجكدة عمى اإلطالؽ ىي الحكزة االـ فػي النجػؼ االشػرؼ‬
‫حيث بركاف مرقد االماـ عمي بف ابي طالب (‪ ، )‬ينظر ‪ :‬حسيف معتكؽ ‪ ،‬المرجعيػة الدينيػة العميػا عنػد الشػيعة ‪ ( ،‬بيػركت ‪:‬‬
‫د ‪ .‬مط ‪4611 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‪. 5‬‬
‫‪250‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬محمػػد ميػػدم شػػمس‬ ‫عمػػي محمػػد رضػػا كاشػػؼ الغطػػاء ‪ ،‬بػػاب مدينػػة عمػػـ الفقػػو ‪ ( ،‬بيػػركت ‪ :‬دار الزىػراء ‪4605 ،‬ـ ) ص‬
‫‪16‬‬
‫‪.‬‬ ‫الديف ‪ ،‬مكاقؼ كتامالت قضايا الفكر كالسياسة ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مطيعة الزىراء ‪4601 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‬
‫‪423‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫محمد تقي اؿ الفقيو العاممي ‪ ،‬جامع ة النجؼ في عصرىا الحاضر‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مطبعة صكر ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪ ،‬ص‬
‫‪341‬‬ ‫‪2:9‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫؛ جعفر باقر‬ ‫ػص‬ ‫لممزيد عف تمؾ المكتبات ينظر ‪ :‬جعفر الخميمي ‪ ،‬مكسكعة العتبات المقدسة قسـ النجؼ ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص‬
‫‪412‬‬ ‫‪411‬‬
‫‪.‬‬ ‫ػص‬ ‫محبكبة ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص‬

‫‪145‬‬
‫كتجػػذب الد ارسػػة فػػي حػػكزات كمػػدارس النجػػؼ الطػػالب مػػف مختمػػؼ البمػػداف ‪ ،‬عمػػى الػػرغـ مػػف المعانػػاة الشػػديدة‬
‫لسكنيـ كمعيشتيـ ‪ ،‬فيكالء الطالب يفضمكف الدراسة في النجػؼ االشػرؼ عمػى غيرىػا مػف الحػكزات لمػا تتمتػع بػو‬
‫مف سمعة عممية كتعميمية عالية بكجكد أفضؿ االساتذه فييا(‪.)4‬‬
‫كيمكف اإلشارة إلى المدارس الدينية في النجؼ االشرؼ كالتي تميزت بعطائيا الفكرم طكاؿ تاريخيا قبؿ البحث‬
‫كبعده لمطمبة العراقييف كاالجانب كيبيف الجدكؿ رقـ ( ‪ ) 40‬نماذج منيا ‪.‬‬

‫جدوؿ رقـ ( ‪) 29‬‬


‫(‪)2‬‬
‫نماذج مف المدارس الدينية في النجؼ االشرؼ المستمرة في عطائيا العممي‬

‫‪461‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫النجفي القكجاني ‪ ،‬سياحة في الشرؽ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار البالغة لمطباعة كالنشر ‪4663 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‬
‫‪151‬‬
‫المالحظات‬ ‫المكاف‬ ‫التأسيس‬ ‫المؤسس‬ ‫اسـ المدرسة‬ ‫ت‬
‫عدد غرفيا ( ‪) 21‬‬ ‫سكؽ الكبير‬ ‫‪4131‬‬ ‫محمد حسف خاف االصفياني‬ ‫الصدر‬ ‫‪4‬‬
‫تحتكم عمى ( ‪ ) 31‬غرفة‬ ‫العمارة‬ ‫‪4021‬‬ ‫عباس قمي خاف‬ ‫المعتمد‬ ‫‪3‬‬
‫تحتكم عمى ( ‪ ) 33‬غرفة ‪،‬‬ ‫المشراؽ‬ ‫‪4011‬‬ ‫ميدم بف الشيخ عمي كاشؼ‬ ‫الميدية‬ ‫‪2‬‬
‫مؤلفة مف طابقيف‬ ‫الغطاء‬
‫ليا ( ‪ ) 31‬غرفة‬ ‫المشراؽ‬ ‫‪4003‬‬ ‫قمي عمي خاف الشيرازم‬ ‫القكاـ‬ ‫‪1‬‬
‫كعدد غرفيا ( ‪ ) 46‬غرفة‬ ‫العمارة‬ ‫‪4001‬‬ ‫ميدم االيركاني‬ ‫االيركاني‬ ‫‪5‬‬
‫ذات طابؽ كاحد كليا ( ‪) 31‬‬ ‫الحكيش‬ ‫‪4613‬‬ ‫محمد الشربياني‬ ‫الشربياني‬ ‫‪1‬‬
‫غرفة‬
‫تحتكم عمى ( ‪ ) 11‬غرفة‬ ‫الحكيش‬ ‫‪4612‬‬ ‫محمد كاظـ الخرساني‬ ‫الخرساني‬ ‫‪1‬‬
‫الكبرل‬
‫مجمكع غرفيا ( ‪ ، ) 11‬تعرؼ‬ ‫الحكيش‬ ‫‪4611‬‬ ‫المير از حسيف الخميمي‬ ‫الخميمي الكبرل‬ ‫‪0‬‬
‫اليكـ مدرسة االماـ الحسف (‪)‬‬
‫ليا ( ‪ ) 21‬غرفة‬ ‫الحكيش‬ ‫‪4611‬‬ ‫محمد اغا االميني‬ ‫القزكيني‬ ‫‪6‬‬

‫(‪)3‬‬
‫مجمكع غرفيا ( ‪) 23‬‬ ‫المشراؽ‬ ‫‪4611‬‬ ‫عمي البادككبي‬ ‫البادككبي‬ ‫‪41‬‬
‫تحتكم عمى ( ‪ ) 01‬غرفة مف‬ ‫الحكيش‬ ‫‪4611‬‬ ‫محمد كاظـ اليزدم‬ ‫السيد كاظـ‬ ‫‪44‬‬
‫طابقيف ‪ ،‬النظير ليا في كقتيا‬ ‫اليزدم‬
‫كتحتكم عمى ( ‪ ) 31‬غرفة‬ ‫المشراؽ‬ ‫‪4641‬‬ ‫ناصر عمى خاف الالىكدم‬ ‫اليندم‬ ‫‪43‬‬
‫مجمكع غرفيا ( ‪) 31‬‬ ‫الحكيش‬ ‫‪4644‬‬ ‫محمد يكسؼ البخارم‬ ‫البخارم‬ ‫‪42‬‬

‫اف المدارس التي بينيا الجدكؿ ‪ ،‬كانت إلى جانب دكرىا التعميمي الديني كنشاطيا الثقافي كالفكرم ‪ ،‬فقد ظير‬
‫اغمب المثقفكف كالمفكركف الشيعة مف داخؿ ‪ ،‬حتى عدت الثقافة النجفية خارجة مػف معطػؼ الحػكزة الدينيػة ‪ ،‬اذ‬

‫‪11‬‬ ‫‪31‬‬ ‫(‪)4‬‬


‫؛ جعفػػر بػاقر محبكبػة ‪ ،‬المصػػدر‬ ‫ػص‬ ‫لمتفاصػيؿ عػف تمػؾ المػػدارس ينظػر ‪ :‬امػاؿ حسػػيف خػكير ‪ ،‬المصػدر السػػابؽ ‪ ،‬ص‬
‫‪422‬‬
‫؛ رؤكؼ األنص ػػارم ‪ ،‬النج ػػؼ االش ػػرؼ مدين ػػة اس ػػالمية عريق ػػة ‪( ،‬بح ػػث) ض ػػمف مكس ػػكعة النج ػػؼ‬ ‫الس ػػابؽ ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص‬
‫‪154‬‬
‫؛ محافظػػة ك ػربالء ‪ ،‬االدارة المحميػػة ‪،‬‬ ‫االشػػرؼ ‪ ،‬اسػػيامات فػػي فػػي الحضػػارة االنسػػانية ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص‬
‫النجؼ حقيقة النشكء كاالرتفاء ‪ ( ،‬كربالء ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪4611 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‪. 0‬‬
‫(‪)3‬‬
‫بادككػػة ‪ :‬مدينػػة مػػف مػػدف اذربيجػػاف الكاقػػع فػػي االتحػػاد السػػكفيتي ( سػػابقا ) ‪ ،‬كعاصػػمة مقاطعػػة اذربيجػػاف بعػػد انييػػار االتحػػاد‬
‫السكفيتي كفييا عددان كبي انر مف ابناء الطائفة الشيعية ‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫طغت النزعة خارجة مف معطؼ الحكزة الدينية الركحانية الدينية عمى اغمب النخب النجفية ما يمكف اف يقاؿ عف‬
‫(‪)4‬‬
‫المثقفيف ‪ ،‬كاالدباء يقاؿ أيضا عف السياسييف ‪.‬‬
‫كيصؼ احد الباحثيف الكضع التغميمي كالدراسي داخؿ مدارس النجؼ االشرؼ قائال ‪:‬‬
‫" فقيػاء الشيعػة ىػـ أكثر الناس داباً عمى طمب العموـ الدينية‬
‫والمغوية وفػي التنافػس عمييا ‪ ...‬فيذه المدينة تعد االف مركز‬
‫التشيع في العالـ اإلسالمي كميا حيث يجتمع فييا الفقياء والطالب‬
‫مػف مختػمؼ البمداف ‪....‬اعترؼ اني لـ اشيد انكبابا عمى طمب‬
‫وتنافسا فيو بمثؿ ما شيدت لدى ىوالء الناس"(‪.)3‬‬
‫اما مكارد بنؿء المدارس فأعتمدت عمى تبػرع الشخصػيات كالمحسػنيف اليػادفيف السػتمرار الد ارسػة فػي المػدارس‬
‫الدينية بعطائيا يدفعيـ الكازع الديني كالرغبة في نشر التعميـ ‪.‬‬
‫أسسػػت تمػػؾ المػػدارس فػػي النجػػؼ االشػػرؼ عمػػى منيجيػػة خاصػػة ‪ ،‬عممػػت عمػػى تػػدريس طالبيػػا ‪ ،‬اذ اعتمػػدت‬
‫فمسفتيا عمى المدرسة االصكلية (‪)2‬التي تقكـ عمى استنباط االحكاـ الشرعية مف مصدرىا كمنبعيا المتمثمة بالقراف‬
‫الكريـ ‪ ،‬كالسنة النبكية كفقو اىؿ بيت النبكة بما يتالئـ مع االجماع كالعقؿ ‪ ،‬تاركػو فػي الكقػة نفسػو بػاب االجتيػاد‬
‫(‪)1‬‬
‫مفتكحا اماـ العمماء الستنباط االحكاـ بما يالئـ العصر كتطكره ‪.‬‬
‫امػػا م ارحػػؿ الد ارسػػة الحكزيػػة ‪ ،‬فقػػد ظيػػرت عػػدة أراء فػػي ذلػػؾ ‪ ،‬رصػػد الباحػػث سػػتان مػػف تمػػؾ االراء التػػي يق ػدميا‬
‫بشكؿ مجمؿ كاالتي ‪:‬‬
‫الػػػرأي األوؿ ‪ :‬رأل ع ػػدد م ػػف المفك ػريف كم ػػنيـ الشػػيخ الفقي ػػو الع ػػاممي كمحمػػد مي ػػدم شػػمس ال ػػديف اف مرحم ػػة‬
‫الدراسة تقتصر عمى مرحمتيف األكلى تسمى السطكح كالثانية الخارج ‪.‬‬
‫الرأي الثاني ‪ :‬اف مراحؿ الدراسة ال تتعدل الثالث ‪ ،‬تبدأ أكليا السطكح كمرحمة الفضالء ثـ تمييا االجتياد‬

‫(‪)4‬‬
‫(الصباح الجديدة )" جريدة " ‪ ،‬السنة ( ‪ 32 )2‬ايار ‪ 3111‬ـ ‪ ،‬العدد ( ‪) 500‬‬
‫‪461‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫عمي الكردم ‪ ،‬دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مكتبة الحيدرية ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪ ،‬ص‬
‫(‪)2‬‬
‫تكجد مدرسة اخرل تسمى االخبارية الػذم تختمػؼ عػف االصػكلية فػي الفمسػفة كالفقػو فيػي ذىبػت الػى تحػريـ االجتيػاد كاف الرعيػة‬
‫(‬ ‫مقمده لالماـ المعصػكـ الثػاني عشػر ‪ ،‬كتعتبػر اليكجػد فػي الػديف اصػال كتنفػي فكػرة تصػانيؼ االحاديػث النبكيػة الػى‬
‫صػػحيح كمؤثػػؽ كحسػػف كضػػعيؼ ) فيػػي جميعػان فػػي فقيػػـ صػػحيحة كمحفكظػػة ككانػػت اكبػػر مكاجيػػة بػػيف المدرسػػتيف فػػي بدايػػة‬
‫القرف التاسع عشر الميالدم بيف الشيخ كاشؼ الغطاء ابرز مرجػع الػديف فػي كقتػو ‪ ،‬كحقػؽ نصػر لممدرسػة االصػكلية بتصػديو‬
‫لمحمد السينابكرم كاحبط حركتو في ايراف ‪ ،‬ككانت الخطكة عمى قدر كبير مف االىمية الف االخير كاف عمى كشؾ اقنػاع فػتح‬
‫عمػػى شػػاه القاجػػارم بتبنػػي االتجػػاه االخبػػارم كجعمػػو رسػػميان فػػي ايػراف ‪ ،‬كمنػػذ ذلػػؾ الكقػػت اصػػبحت االصػػكلية ىػػي السػػائدة فػػي‬
‫الحػػكزة العمميػػة ‪ .‬لممزيػػد ينظػػر ‪ :‬عبػػد اليػػادم الفضػػمي ‪ ،‬االجتيػػاد ‪ ،‬د ارسػػة فقييػػو لظػػاىرة االجتيػػاد البشػػرم ‪ ( ،‬المنػػاىج ) "‬
‫مجمة " بيركت ‪ ،‬السنة ( ‪ 3111 ، ) 5‬ـ ‪ ،‬العدد ( ‪ ، ) 40‬ص ‪. 22‬‬
‫(‪ )1‬محمد بحر العمكـ ‪ ،‬االجتياد كاصكلو كاحكامو ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪ ، ) 4611 ،‬ص ‪ – 415‬ص ‪. 411‬‬
‫‪152‬‬
‫(‪)4‬‬
‫الػذم يػرل اف الم ارحػؿ الد ارسػية ال تتعػدل الػدكريف األكؿ السػطكح‬ ‫الرأي الثالث ‪ :‬مثمو عبد اليادم الفضمي‬
‫خير مرحمة االجتياد ( الخارج) ‪.‬‬
‫كالمقدمات كا نا‬
‫الرأي الرابع ‪ :‬بيف اف الدراسة تمػر عمػى م ارحػؿ أربػع ‪ ،‬المقػدمات ‪ ،‬السػطكح األكليػة ‪ ،‬السػطكح العاليػة ‪ ،‬كأخيػ ار‬
‫الخارج‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬أف الد ارسػػة فػػي حػػكزة النجػػؼ ليػػا ثػػالث م ارحػػؿ ‪ ،‬األكلػػى‬ ‫ال ػرأي الخػػامس ‪ :‬ذك ػره محمػػد ميػػدم االصػػفي‬
‫المقدمات كتقكـ مقاـ الدكر االبتػدائي ‪ ،‬السػطكح تقػكـ مقػاـ الػدكر المتكسػطة كاالعػدادم ‪ ،‬الخػارج يقابػؿ الد ارسػات‬
‫العميا ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(الجامعػة‬ ‫اف تمؾ الدراسة يمكف اف أطمؽ عمييػا‬ ‫الرأي السادس ‪ :‬ىك ما طرحو السيد محمد بحر العمكـ‬
‫العممية في النجؼ االشػرؼ ) ‪ ،‬اذ يػرل أنيػا ال تتعػدل الػثالث م ارحػؿ ‪ ،‬تبػدء بالد ارسػات التمييديػة كالثانيػة اسػميا‬
‫(‪)1‬‬
‫الكسط ‪ ،‬كأخي ار الدراسات العميا‬
‫كمف خالؿ دراسة اآلراء الستة يرل الباحث اف ليس ىناؾ فكارؽ كبيػرة بينيػا سػكل فػي المفػظ كالشػكؿ فػي حػيف‬
‫ثػالث‬ ‫يبقى المضمكف ىك األساس لتمؾ اآلراء ‪ ،‬كلكف يرل الباحث اف الدراسة الحكزكيػة ال بػد ليػا اف تمػر‬
‫أخير االجتياد‪.‬‬
‫مراحؿ لمكصكؿ إلى اليدؼ المنشكد ‪ ،‬فعمى الطالب دراسة المقدمات أكال ثـ ‪ ،‬السطكح ‪ ،‬ك ا‬
‫اما تفاصيؿ الدراسة خالؿ تمؾ المراحؿ حتى الكصكؿ إلى االجتياد فيي ‪:‬‬

‫(‪)4‬‬
‫عبد اليادم الفضمي ( ‪ 4625‬ػ ‪ ) 11111‬كلد في البصرة ‪ ،‬انتقؿ الى النجؼ سنة ‪ 4616‬ـ ‪ ،‬كيعد مف خريجي الدفعة االكلػى‬
‫لكمية الفقة‪ ،‬درس المقدمات عند السيد محمد حسيف الحكيـ كالشيخ محمد اميف زيف الديف كالشيخ محمد عمي الخماسي كاخيو‬
‫‪ ،‬كدرس البحػػث الخػػارج عنػػد السػػيد محسػػف الحكػػيـ ‪ ،‬كالسػػيد الخػػكئي ‪ ،‬كالسػػيد محمػػد تقػػي الحكػػيـ ‪ ،‬لػػو العديػػدمف الد ارسػػات‬
‫اإلسػػالمية ف ػي الفقػػو كاالصػػكؿ كالت ػػاريخ كالرجػػاؿ ‪ ،‬مػػف أشػػير مؤلفاتػػو" ت ػػاريخ التش ػريع اإلسػػالمي "‪ ،‬لمتفاصػػيؿ ينظػػر حسػػيف‬
‫منصكر الشيخ ‪ ،‬الشيخ عبد اليادم الفضمي كتجديد مناىج التعميـ الديني ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 3116 ،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمػػد ميػػدم االصػػفي ( ‪ 4620‬ػ ‪ : ) 11111‬كلػػد فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬تخػػرج مػػف كميػػة الفقػػو الدفعػػة االكلػػى عػػاـ ‪، 4613‬‬
‫انضـ إلى حزب الدعكة كأصبح مف األعضاء البارزيف فيو ‪ ،‬ىاجر إلػى ايػراف ‪4611‬ـ ‪ ،‬كعػاد إلػى النجػؼ بعػد تحريػر العػراؽ‬
‫عػػاـ ‪3112‬ـ ‪ .‬كىػػك اليػػكـ مػػف كبػػار اسػػاتذة الحػػكزة العمميػػة فػػي النجػػؼ ‪ ،‬ابػػرز مؤلفاتػػو ‪ :‬المػػدخؿ د ارسػػة التشػريع اإلسػػالمي ‪،‬‬
‫مدرسػػة النجػػؼ كتطػػكر الحركػػة اإلصػػالحية فييػػا ‪ ،‬نظريػػة السياسػػة كالحكػػـ فػػي االسػػالـ ‪ .‬ينظػػر محمػػد ىػػادم االمينػػي ‪ ،‬معجػػـ‬
‫‪11‬‬
‫‪.‬‬ ‫رجاؿ الفكر كاالدب ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد بحر العمكـ ( ‪ : )1111 – 4632‬كلد في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬انضـ الى حزب الػدعكة االسػالمية بعػد تاسيسػو كػاف عضػكان‬
‫بػػار انز فػػي النشػػاط االسػػالمي فػػي السػػتينات ‪ ،‬ىػػاجر مػػف الع ػراؽ الػػى الككيػػت عػػاـ ‪ 4616‬ـ ‪ ،‬ثػػـ اسػػتقر فػػي لنػػدف ليعمػػؿ مػػع‬
‫المعارضػػة العراقيػػة ضػػد السػػمطات البعثيػػة الحاكمػػة فػػي الع ػراؽ ‪ ،‬اسػػس اكائػػؿ الثمانينػػات التجمػػع االسػػالمي الع ارقػػي ‪ ،‬اصػػبح‬
‫عضػكان فػػي مجمػػس الحكػػـ االنتقػػالي بعػػد تحريػػر الع ػ ارؽ عػػاـ ‪ ، 3112‬ثػػـ رئيسػان لػػو خػػالؿ شػػير اذار ‪ . 3111‬ينظػػر ‪ :‬حسػػف‬
‫لطيؼ الزبيدم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 321‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمػػد بحػػر العمػػكـ ‪ ،‬الجامعػػة العمميػػة فػػي النجػػؼ االشػػرؼ (النػػكر) " مجمػػة " ‪ ،‬لنػػدف ‪ ،‬تش ػريف الثػػاني ‪4664‬ـ ‪ ،‬العػػدد ( ‪، ) 5‬‬
‫‪40‬‬
‫‪.‬‬ ‫ص‬
‫‪153‬‬
‫المرحمة االولػى ‪ :‬كتسػمى "المقػدمات" كيقصػد بيػا الػدركس األكليػة التػي يتمقاىػا الطالػب اكؿ شػركعو بالد ارسػة‬
‫في الحكزة العممية كتشمؿ العمكـ العربية كالنمك كالصرؼ كالبالغة كالمنطؽ كليذه المناىج كتب مقدمة ففي النحك‬
‫يػػدرس الطالػػب االجركميػػة لمؤلفي ػا محمػػد بػػف محمػػد بػػف داكد ككتػػاب قطػػر النػػدل لمؤلفػػو ابػػف ىشػػاـ عبػػد اهلل بػػف‬
‫يكسؼ كفي البالغة يدرس مختصػر المعػاني لمؤلفػو مسػعكد بػف عبػد اهلل التفتػازاني ‪ ،‬كفػي الم ارحػؿ المتقدمػة مػف‬
‫دراسة المقدمات ياخذ الطالب دركسا في الفقو كعمـ الكالـ كالحساب كاليندسة كشيء مف العمكـ االدبية كمدة ىذه‬
‫(‪)4‬‬
‫المرحمة مف ثالث إلى خمس سنكات‬
‫المرحمػة الثانيػة ( السػطوح) ‪ :‬كفييػا يتكجػو الطالػب إلػػى د ارسػة فقػو أكسػع مػف سػابقتيا كيتمتػع الػدارس باختيػػار‬
‫الكتاب الذم يدرس فيو ‪ ،‬باالضافة إلى المدرس كلو الحرية التعميؽ عمى شرح استاذه كعمى االخير تصػحيح رام‬
‫الطالب أك النزكؿ عنده اذا كاف يستحؽ ذلؾ ‪ ،‬كاشير الكتب التي يدرسيا الطالب في ىػذه المرحمػة فػي "الفقػو "‪:‬‬
‫الركضػة البييػة ‪ ،‬امػػا فػي" عمػػـ االصػػوؿ" فػاف الكتػػب المعتمػدة ‪ :‬القػكانيف ‪ ،‬الكفايػة ‪ ،‬كقػػد يػدرس الطالػػب فػي ىػػذه‬
‫المرحمة الفمسػفة االلييػة كعمػـ الكػالـ كالتفسػير كاصػكلو كالحػديث كالرجػاؿ كاصػكلو كىػذه المباحػث غيػر الزاميػة اال‬
‫لمف يريد التخصص باحدىا ‪ ،‬كمدة الدراسة في ىذه المرحمة مف ثالث إلى ست سنكات كقد تزيد أحيانػا عػف ذلػؾ‬
‫(‪)3‬‬
‫تبعان لذكاء الطالب ‪.‬‬
‫المرحمة الثالثة ( البحث الخارج) ‪:‬‬
‫كتختمػػؼ ىػػذه المرحمػػة عػػف سػػابقاتيا ككنيػػا أىػػـ الم ارحػػؿ الد ارسػػية ‪ ،‬لعػػدـ اسػػتخداـ الكتػػب المعتمػػدة فػػي الم ارحػػؿ‬
‫السػػابقة كتعتمػػد عمػػى األخػػذ المحاضػػرت مػػف المحاض ػريف التػػي تكػػكف عمػػى مسػػتكل عػػالي مػػف العمميػػة ‪ ،‬كيحػػؽ‬
‫لمطال ػ ػػب المناقشػػ ػػة عمػػ ػػى جميػ ػ ػػع المعمكمػػ ػػات التػ ػ ػػي يحصػ ػ ػػؿ عميي ػ ػػا م ػ ػػف قب ػ ػػؿ اسػ ػ ػػتاذه كيس ػ ػػمى كػػ ػػؿ خريجييػ ػ ػػا‬
‫(‪)2‬‬
‫كيبيف المخطط رقـ (‪ ) 46‬المنياج الدراسي المتبع في حكزة النجؼ االشرؼ تاريخيا ‪.‬‬ ‫( بالمجتيد العاـ)‬

‫مخطط رقـ ( ‪) 2:‬‬


‫(‪)2‬‬
‫المنياج الدراسي المتبع في حوزة النجؼ االشرؼ ( تاريخياً)‬

‫(‪)4‬‬
‫امجػػد رسػػكؿ الع ػكادم ‪ ،‬اغػػا بػػزرؾ الطي ارنػػي ‪ ( ،‬مؤرخ ػان ) ‪ ( ،‬النجػػؼ االشػػرؼ‪ :‬مركػػز اليػػدل لمد ارسػػات الحكزكيػػة ‪، ) 3116‬‬
‫ص‪. 312‬‬
‫‪311‬‬ ‫‪312‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫؛ عمي عبد المطمب عمػي خػاف ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ‪ ،‬ص‪22‬‬ ‫ػص‬ ‫عمي احمد البيادم ‪ ،‬الحكزة العممية في النجؼ ‪ ،‬ص‬
‫‪14‬‬
‫‪.‬‬ ‫؛ محمد رضا المظفر ‪ ،‬المنطؽ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة الزىراء ‪4615 ،‬ـ ) ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص‬
‫‪444‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬؛ محمػد بػاقر البيػادم ‪،‬‬ ‫محمػد تقػي الفقيػو العػاممي ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ‪ ،‬ص‪ 411‬؛ جميػؿ القريشػي المصػدر السػابؽ ص‬
‫‪. 21‬‬
‫المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‬
‫( ‪ )4‬المخطط مستقاة مف مجمكعة مصادر منيا ‪ :‬محمد رضا المظفر ‪ ،‬المنطؽ ‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ص‪ 14‬؛ عمي احمد البيادلي ‪ ،‬الحكزة‬
‫العممية في النجؼ ‪ ،‬ص‪ – 312‬ص‪ 315‬؛ عصاـ عيتاكم ‪ ،‬الشيخ محمد جكاد مغنية ‪ ،‬دراسة سرسيكلكجية في مشركعو‬
‫‪154‬‬
‫مرحمة المقدمات‬

‫الفقو‬ ‫المنطؽ‬ ‫عمـ البالغة‬ ‫عمـ النحك‬

‫شرائع اإلسالـ‬ ‫تبصرة‬ ‫حاشية‬ ‫المنطؽ‬ ‫جكاىر‬ ‫مختصر‬ ‫شرح ابف‬ ‫قطر الندل‬ ‫االجرمية‬
‫المحقؽ الحمي‬ ‫البالغة‬ ‫المعاني‬ ‫عقيؿ‬ ‫ابف ىشاـ‬ ‫الصنياجي‬
‫المتعمميف‬ ‫المال‬ ‫المظفر‬
‫احمد‬ ‫التفتزاني‬
‫العالمة الحمي‬ ‫عبداهلل‬ ‫الياشمي‬

‫مرحمة السطكح‬

‫الفمسفة‬ ‫عمـ الكالـ‬ ‫الفقو‬ ‫اصكؿ الفقو‬


‫دراية الحديث‬

‫منظكمة‬ ‫شرح باب‬ ‫الممعة الدمشقية‬ ‫معالـ الديف‬


‫السبزكارم‬ ‫الحادم عشر‬ ‫الدراية لمحمي‬

‫المكاسب‬ ‫الرسائؿ‬
‫االسفار االربعة‬ ‫تجريد االعتقاد‬
‫الكفاية‬

‫مرحمة الخارج‬

‫خارج الفقو‬ ‫خارج اصكؿ الفقو‬

‫محاضرات استداللية‬ ‫محاضرات نقدية‬


‫استداللية‬

‫االصالحي ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مركز الحضارة لتنمية الفكر االسالمي ‪ ، ) 3110 ،‬ص ‪ – 432‬ص‪ 436‬؛ سميـ الحسني ‪،‬‬
‫المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ – 31‬ص‪ 31‬؛ معيد الرسكؿ االكرـ العالي لمدراسات االسالمية ‪ ،‬مشاريع التجديد كاالصالح في‬
‫الحكزة العممية ‪ ،‬تعميقات كتحقيؽ محمد مصطفكم ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مركز الحضارة لتنمية الفكر االسالمي ‪ ،‬د ‪ .‬ت ص‪– 415‬‬
‫ص‪. 415‬‬
‫‪155‬‬
‫كىنػػاؾ ألقػػاب لطالػػب الد ارسػػات الدينيػػة يمنحيػػا العػػرؼ الحػػكزكم فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬كتعبيػػر عػػف المرحمػػة‬
‫(‪)4‬‬
‫‪:‬‬ ‫العممية التي بمغيا الطالب ‪ ،‬كاالقاب المتعارؼ عمييا ىي‬
‫الفاضؿ‪ :‬مف أكشؾ عمى االنتياء مف مرحمة المقدمات ‪ ،‬كتميز عمى إقرانو خالؿ الدراسة ‪.‬‬
‫العالمة ‪ :‬مف أنيى مرحمة المقدمات كالفضالء باستيعاب كامؿ كبدء بمزاكلة التدريس في المرحمة االكلى ‪.‬‬
‫حجة االسالـ ‪ :‬يطمؽ عمى مف أنيى دكرة في بحث االصكؿ كالمراحؿ السابقة ‪ ،‬ككاف متمي از في عمميتو‬
‫كيمارس التدريس في المراحؿ السابقة‪.‬‬
‫حجة االسالـ والمسمميف‪ :‬كيطمؽ مف أنيى شكطا كبي ار في المرحمة االخيره ككاف عمى أبكاب االجتياد‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ :‬يستعمؿ الستاذة البحث الخارجي كالذيف في طريقيـ لالجتياد المطمؽ ‪.‬‬ ‫وية ار‬
‫ويػة ار العظمػى‪ :‬يمقػب بػػو م ارجػع التقميػد ممػف ليػػـ أتبػاع يرجعػكف الػييـ كليػـ رسػػالة عمميػة لمتعبيػر عػف أرائيػػـ‬
‫الفقيية‪.‬‬
‫شيد عاـ ‪4650‬ـ ظيكر كاقع جديد داخؿ المرجعية الدينية في النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬تمثػؿ فػي التخطػيط لمكاكبػة‬
‫التطكر العممي في مجاالت مختمفة مف المعارؼ كالعمكـ ‪ ،‬في محاكلػة لمخػركج مػف دائػرة تػأثير األسػماء أشخاصػا‬
‫ككتبا ‪ ،‬كما كانت ليا مف انعكاسات عمى المعرفة كالعمـ تطبيقاتيا ‪ ،‬كأثارىا عمى الطالب ‪ ،‬كعمى مستكل العممية‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫التعميمية بأسرىا‬

‫‪35‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫لممزيد عف تمؾ االلقاب ‪ :‬كحيو ككثراني ‪ ،‬جدلية الديف كالسياسة ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الطميعة لمطباعة كالنشػر ‪3114 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‬
‫؛ حامػد محمػكد ‪ ،‬ايػات اهلل العظمػى كم ارجػع التقميػد عنػد الشػيعة ‪ ( ،‬انترنػت ) ‪ one. comwww.Islam‬؛ سػميـ الحسػني ‪،‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪31‬‬
‫‪.‬‬ ‫ػص‬ ‫؛ احمد عبد اليادم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‬ ‫المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‬
‫(‪)3‬‬
‫اف اكؿ مف لقب بو ىك الحسف بف يكسؼ الحمي ( ت ‪131‬ىػ ) كلػـ يسػبقو احػد بػو ‪ ،‬ككػاف الثػاني العالمػة الحمػي ‪ ،‬ثػـ المحػدث‬
‫الشػػيخ محمػػد بػػاقر المجمسػػي ‪ ،‬كاسػػتمر أطػػالؽ المقػػب عمػػى الفقيػػاء المسػػتحقيف لػػو ‪ .‬لممزيػػد ينظػػر ‪ :‬نػػكر الػػديف الشػػاىركدم ‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫؛ حسػف االمينػي ‪ ،‬المكسػكعة اإلسػالمية‬ ‫المرجعية الدينية كمراجع األمامية ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬عماد لممطبكعات ‪4665 ،‬ـ ) ص‬
‫‪11‬‬
‫؛ عمػي عبػد المطمػب عمػي خػاف ‪ ،‬مكقػؼ المرجعيػة الدينيػػة‬ ‫الشػيعية ‪( ،‬بيػركت ‪ :‬دار التعػارؼ لممطبكعػات ‪4611 ،‬ـ ) ص‬
‫في النجؼ االشػرؼ مػف الفػرؽ الدينيػة اليدامػة ( الكىابيػة – البابيػة ك البيائيػة ) ‪ ( ،‬د ارسػات فػي التػاريخ كاالثػار ) " مجمػة " ‪،‬‬
‫ايار ‪ ، 3110‬العدد ( ‪ ) 3‬ص‪ – 416‬ص‪. 443‬‬
‫‪436‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫جعفر الباقكرم ‪ ،‬الحكزة العممية ثكابت كمتغيرات ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الصفكة ‪4661 ،‬ـ ) ص‬
‫‪156‬‬
‫ك ػػاف لتص ػػدم الس ػػيد محس ػػف الحك ػػيـ لمزعام ػػة الديني ػػة الت ػػي ال ػػت الي ػػو م ػػع بداي ػػة العق ػػد الس ػػادس م ػػف الق ػػرف‬
‫العش ػريف(‪ )4‬األثػػر الكبيػػر فػػي ذلػػؾ التطػػكر ‪ ،‬الػػذم لػػـ يػػالك جيػػدا فػػي تشػػجيع عمميػػة اإلصػػالح فػػي جميػػع جكانػػب‬
‫المؤسسة الدينية ‪ ،‬بعد ادراكو أف ىذه الرؤية تمتقػي بالحريػة الفكريػة كتعػد نظػره منفتحػة عمػى الكاقػع اإلسػالمي فػي‬
‫عصره ‪ ،‬لذلؾ نالحظ اف جؿ اىتمامػو تمركػز عمػى تطػكير الد ارسػات الحكزكيػة ‪ ،‬النػو اعتبرىػا القػكة الفاعمػة التػي‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫تستطيع اخراج قيادات المجتمع كالدكلة ‪ ،‬كىنا يجب اف يظير الديف كجكده كقدراتو في الزعامة كاإلرشاد‬
‫سعت المرجعية الدينية لتحقيؽ أىداؼ رئيسة تتبنى ىمكـ األمة كقضاياىا المصيرية كتعمؿ مف اجؿ أصالح‬
‫(‪)2‬‬
‫المجتمع كاألكضاع العامة لألمة بكؿ مفرداتيا كتيتـ بعد ذلؾ بالمفردات التفصيمية مف ىذا المنطمؽ كالمنظار‬
‫‪.‬‬
‫أكدت مرجعية السيد الحكيـ عمى االىتماـ باألساليب الحديثة كاالستفادة مف تكفير الرفاىية لمطالب عف طريؽ‬
‫تاميف راتبا شيريا لو ‪ ،‬لكي يتفرغ ذىنيا لمدراسة ‪ ،‬مع اف العادة جرت في الحكزات عمى القناعو كالزىد ‪ ،‬كىي‬
‫عادة حسنو كعمى الطالب المحافظة عمييا ‪ ،‬كلكف مع ىذا ‪ ،‬كاف لمجانب االقتصادم كرفعو ليـ جانبا ميما لـ‬
‫تغفمو المرجعية الدينية‪ ،‬بدء نظاـ الركاتب داخؿ الحكزة العممية النجفية عمى يد‬

‫(‪)4‬‬
‫انتقمػػت المرجعيػػة الدينيػػة إلػػى قػػـ االيرانيػػة بعػػد كفػػاة المرجػػع السػػيد ابػػك الحسػػف االصػػفياني ‪ ،‬السػػيد حسػػيف البرجػػكردم بعػػد ظيػػكر‬
‫كبػػركز شخصػػيات السػػيد محسػػف الحكػػيـ عمػػى السػػاحة الحكزيػػة تصػػدل لمزعامػػة الدينيػػة ‪4650‬ـ فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬فكثػػر‬
‫مقمدكه ‪ ،‬كبعد الكفاة السيد حسيف البرجكردم عاـ ‪4612‬ـ فػي ايػراف ثػـ انتقمػت الزعامػة بشػكؿ كامػؿ لمنجػؼ ‪ .‬ينظػر ‪ :‬عصػاـ‬
‫عيتاكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 443‬‬
‫‪1‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫محمػػد جػكاد مغنيػػة ‪ ،‬اصػػكؿ الفقػػو فػػي ثكبػػو الجديػػد ‪ ( ،‬بيػػركت ‪ :‬د ‪ .‬مػػط ‪ ، ) 4615 ،‬ص ‪ ،‬محمػػد جػكاد مغنيػػة ‪ ،‬مػػع عممػػاء‬
‫‪311‬‬ ‫‪460‬‬
‫‪.‬‬ ‫ػص‬ ‫النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ص‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬مكسكعة الحكزة العممية كالمرجعية ‪ ،‬االماـ الحكيـ ‪ ( ،‬النجؼ االشرؼ ‪ :‬مؤسسة شييد المحراب ‪3115 ،‬ـ‬
‫) ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص‪. 435‬‬
‫‪157‬‬
‫السيد ابي الحسف االصفياني ‪ ،‬نتيجة مجي أمكاؿ كثيرة ‪ ،‬اال اف ىذه النظػاـ قػد اختػؿ بعػد كفاتػو كأصػبح شػبو‬
‫مت كقؼ ‪ ،‬كبكصكؿ السيد محسف الحكيـ لمزعامة الدينية استطاع العكدة إليو كالعمؿ بو حتى أصبح الطالب يعتمد‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫عمى المكراد المالية الثابتة التي يمكف اف تؤمف لو الحد االدنى لمكضع المعيشي‬
‫اسػتخدـ السػيد الحكػيـ أسػمكب العدالػة فػي عمميػة التكزيػػع ‪ ،‬فتميػز بيػذا الجانػب عػف سػابقيو القمػة االمػكاؿ التػػي‬
‫(‪)3‬‬
‫كاسػتمرت عمميػة تكزيػع الركاتػب عمػى الدارسػيف فػي‬ ‫يحصمكف عمييػا ‪ ،‬كمػا شػمؿ جميػع الطمبػة بنظػاـ الركاتػب‬
‫(‪)2‬‬
‫‪:‬‬ ‫المؤسسة الدينية بشكؿ ثابت منظـ حتى كفاتو كال حسب مرحمتو الدراسية عمى النحك اآلتي‬
‫(‪)1‬‬
‫ػ الطالب المبتدمء‪ ،‬ديناراف شيريا‬
‫ػ طالب السطكح العالية ‪ ،‬ثالث دنانير شيريا‬
‫ػ طالب البحث الخارج ‪ ،‬خمسة دنانير شيريا‬
‫لقػػد اختمػػؼ قيمػػة المبمػػغ بػػيف فئػػة كاخػػرل (‪ ،)5‬كيبػػدك اف ذلػػؾ الفػػارؽ فػػي المرتبػػات تتصػػؿ بحاجػػة الطالػػب إلػػى‬
‫االجكر كالكتب كالشؤكف المعيشية األخرل‪ .‬انعكست تمؾ الخطكات ايجابيا عمى المستكل الفكرم لمطالب ‪،‬‬

‫‪66‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫؛ احمػد الحسػيني‬ ‫عدناف ابراىيـ السراج ‪ ،‬االماـ محسف الحكػيـ ‪ ( ، 4611 – 4006‬بيػركت ‪ :‬دار الزىػراء ‪ ،) 4662 ،‬ص‬
‫‪51‬‬
‫‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‬
‫(‪)3‬‬
‫تمكؿ المرجعية ماليا مف مصادر عدة ‪ ،‬االكقػاؼ كاليػدايا كالنػذكر ‪ ،‬مػثالن كصػكؿ اكؿ مبمػغ مػالي كبيػر لمسػيد الحكػيـ فػي بػدايات‬
‫خمسينيات القرف العشريف قدرة أربعة االلؼ دينار مػف المقمػديف فػي بغػداد ‪ ،‬كامػا المصػدر الرئيسػي لمتمكيػؿ يقػكـ عمػى الخمػس‬
‫كالذم يككف نسبة ‪ % 31‬مف االربػاح السػنكية لإلنسػاف ؛ لمتفاصػيؿ ينظػرر ‪ :‬محسػف محمػد محسػف ‪ ،‬مػف التنظػيـ الد ارسػي فػي‬
‫‪15‬‬
‫‪.‬‬ ‫النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪4660 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‬
‫(‪)2‬‬
‫محمػد بػاقر الحكػيـ ‪ ،‬مكسػكعة الحػػكزة العمميػة كالمرجعيػة ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪ 420‬؛ كسػف سػعيد الكرعػػاكم ‪ ،‬السػيد محسػف الحكػيـ فػػي‬
‫دكره السياسي كالفكرم في العراؽ ( مطبعة ثامف الحجج ‪ ) 3116 ،‬ص‪. 205‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كانت المبالغ المقدمة جيدة نكعا ما ‪ ،‬اذ كانت مكازية لالسعار السػائدة فػي االسػكاؽ ‪ ،‬فمػثال كػاف كيمػك المحػـ قيمتػو ثالثػيف فمسػا‪،‬‬
‫لذلؾ يمكف لمطالب االستعانة بيا في دراستو كمعيشتو ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫زاد السيد الحكيـ ركاتب الطالب الينكد كالباكستانيف كاالفغاف كالخميجيف الذيف يعانكف مف الفقر الشديد ‪ ،‬كمرعاة انسانية خاصة‬
‫لضركفيـ المعيشية ‪ ،‬محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬مكسكعة الحكزة العممية كالمرجعية ‪ ،‬ح‪ ، 3‬ص‪ – 466‬ص ‪. 310‬‬

‫‪151‬‬
‫اذا كجػػدت لديػػو نكعػػا مػػف االسػػتقرار النفسػػي مقب ػكال ‪ ،‬لكػػي ينصػػرؼ نحػػك التعمػػؽ فػػي د ارسػػتو كاتماميػػا عمػػى‬
‫احسف كجو‪.‬‬
‫ككانت لتمؾ السياسة نتائج ميمة أخرل ‪ ،‬تمثمت في زيادة عدد طالب حػكزة النجػؼ الدينيػة ‪ ،‬ممػا شػجع ذلػؾ‬
‫عمػػى اس ػتقطاب إعػػدادا ليسػػت بالقميمػػة مػػف الحػػكزات المجػػاكرة ‪ ،‬كخاصػػة حػػكزة قػػـ التػػي عانػػت مػػف انتكاسػػة كبي ػرة‬
‫بسبب ىجرة اعداد مف طالبيا إلى النجؼ االشرؼ كي تحظى بتمؾ االمتيازات ‪ ،‬كىػك امػر تنبػو لػو السػيد الحكػيـ‬
‫فقرر شمكؿ حكزة قـ بالركاتب‪.‬‬
‫بيد اف تمؾ السياسة كانت ليا انعكاسات باتجاىات أخرل ‪ ،‬تمثؿ ذلؾ في تكتر العالقة بػيف المرجعيػة الدينيػة‬
‫كالسمطات البعثية الحاكمة التي لـ يرؽ ليا ذلؾ التكسع ‪ .‬كما اف السمطات االيرانيػة(‪ )4‬لػـ يخفػى خشػيتيا مػف تمػؾ‬
‫(‪)3‬‬
‫إلى رفع تقريره إلػى حككمتػو مبػديا فيػو قمقػو مػف‬ ‫التطكرات‪ ،‬كىك أمر دفع بجياز المخابرات االيرانية (السافاؾ)‬
‫تمػػؾ الزيػػادة التػػي بمغػػت ‪ ، %35‬كالتػػي ادت إلػػى امػػتالء المػػدارس الدينيػػة إلػػى الحػػد الػػذم اضػػطرت فيػػو الجيػػات‬
‫(‪)2‬‬
‫الحكزكية إلى تاجير البيكت لتككف محطات دراسية‬
‫ظير الدعـ المالي عمى الدارسيف داخؿ النجؼ االشرؼ بشكؿ كبير فيشير احد المعاصريف لتمؾ المرحمػة بػاف‬
‫المػػدارس الدينيػػة رغػػـ انشػػارىا فػػي المدينػػة اضػػحت ال تكفػػي السػػتقباليـ ممػػا دفعيػػـ إلػػى الحضػػكر إلػػى المسػػاجد‬
‫(‪)1‬‬
‫لغرض الدراسة ‪ ،‬كاما سكنيـ كاف مشكمة مما دفيـ إلى النزكؿ فػي الفنػادؽ كايجػار المنػازؿ فػي المدينػة القديمػة‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬اف عدد الطمبة بمغ خالؿ فترة مرجعية كالده إلػى أكثػر مػف (‪ )1111‬طالػب‪،‬‬ ‫كيؤكد السيد محمد باقر الحكيـ‬

‫(‪)4‬كانػػت ايػ ار تحػػت محمػػد رضػػا شػػاه مػػف الفتػرة ‪4614‬ـ حتػػى سػػقكطو عمػػى يػػد االمػػاـ الخػػكميني عنػػد انتصػػار الثػػكرة اإلسػػالمية فػػي‬
‫ايراف عاـ ‪4616‬ـ ‪ .‬لمتفاصيؿ ينظر ‪ :‬امجد عبد الغفكر محمد ‪ ،‬الديف كالتحديث ايراف ‪ 4611‬ػ ‪ ، 4616‬رسػالة ماجسػتير ‪،‬‬
‫(الجامع ػػة المستنصػ ػرية ‪ :‬معي ػػد الد ارس ػػات االس ػػيكية كاالفريقي ػػة ‪4600 ،‬ـ ) ؛ ابػ ػراىيـ الدس ػػكقي ‪ ،‬الث ػػكرة اإليراني ػػة ‪ ،‬الج ػػذكر‬
‫االيديكلكجية ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪4616 ،‬ـ ) ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أسسو شاه إيراف محمد رضا شاه عاـ ‪4611‬ـ ‪ ،‬ككاف جيا از امنيا دمكيا ينفذ سياسة الشاه القمعية ككاف سيء الصيت ‪ .‬ينظر ‪:‬‬
‫‪311‬‬
‫‪.‬‬ ‫طاىر خمؼ البكاء ‪ ،‬التطكرات الداخمية في إيراف ‪ 4614‬ػ ‪4654‬ـ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة النيار ‪3113 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‬
‫‪4433‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫حميد ركحاني ( زيارتي ) ‪ ،‬نيضت اماـ خميني ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪ ) 4211 ،‬ص‬
‫محمد حسيف الصغير ‪ ،‬اساطيف المرجعية العميا في النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة البالغ ‪3112 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‪. 61‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)5‬‬
‫محمد باقر الحكيـ ( ‪ 4626‬ػ ‪ : ) 3112‬كلد في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬درس المنطؽ كالفقية كاالصكؿ عند المرجع محمد سعيد بف‬
‫السػػيد محمػػد عمػػي الحكػػيـ كمػػا حضػػر عنػػد السػػيد يكسػػؼ الحكػػيـ كالسػػيد محمػػد حسػػيف الحكػػيـ كالسػػيد محمػػد بػػاقر الصػػدر كقػػد‬
‫انقطع عنده منذ عاـ ‪ ، 4651‬اختير عاـ ‪ 4611‬ـ استاذان في كمية اصكؿ الديف في بغداد ليدرس عمكـ القراف كالشريعة كالفقو‬
‫المقارف ‪ ،‬كحصؿ عاـ ‪ 4615‬حصػؿ عمػى لقػب مجتيػد ‪ ،‬اعتقػؿ مػف قبػؿ السػمطات الع ارقيػة عػاـ ‪ 4613‬ك ‪ ، 4611‬تعػرض‬
‫الػػى تسػػع محػػاكالت اغتيػػاؿ داخػػؿ الع ػراؽ كخارجػػو ‪ ،‬كػػاف اخرىػػا عنػػد خركجػػو مػػف الصػػحف الحيػػدرم الش ػريؼ بتػػاريخ ‪ 36‬اب‬
‫‪ 3112‬كالتي ادت بحياتو ‪ .‬لو مجمكعة مف مؤلفات الفقيية كالتاريخية ينظر ‪ ( :‬النبا العظيـ ) " مجمة " النجؼ ‪ ،‬اب ‪3115‬‬
‫ـ ‪ ،‬العػػدد ( ‪ ) 41‬ص ‪ ، 22‬كفػػاء ج ػكاد الجياشػػي ‪ ،‬مػػف النجػػؼ الػػى النجػػؼ ‪ ( ،‬النجػػؼ ‪ :‬مؤسسػػة ت ػراث الشػػييد الحكػػيـ ‪،‬‬
‫‪ ، ) 3111‬ص‪ – 411‬ص‪. 416‬‬
‫‪155‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬اذ ما‬ ‫الحكزكم‬ ‫اذ تصؿ ىذه النسبة إلى حكالي (‪ )%511‬خالؿ تمؾ الحقبو كىي نسبة قياسية في التاريخ‬
‫قرنػػت بإعػػدادىـ حسػػب إحصػػاء ع ػاـ ‪4651‬ـ فػػي الع ػراؽ الػػذم كػػاف مجمػػؿ أعػػدادىـ مػػف مختمػػؼ البمػػداف بم ػػغ‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪ 4651‬طالبا)‬
‫كلتطكير الكفاة الطالبية ثقافيا كفكريا سعت المرجعية إلػى تنظػيـ الد ارسػة مػف خػالؿ ادخػاؿ الػدركس كاالبحػاث‬
‫الجديػػدة ‪ ،‬بعػػد اف كانػػت جػػؿ الد ارسػػة تعتمػػد عمػػى الفقػػو كاالصػػكؿ ‪ ،‬كتماشػػيا مػػع متطمبػػات العصػػر فػػي التجديػػد‪،‬‬
‫ادخمت الفمسفة كاالقتصػاد كجػزء أساسػي مػف منظكمػة التعمػيـ ‪ ،‬راغبػة بػذلؾ الػرد عمػى مثيػر الفػتف كالشػككؾ حػكؿ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫أمكانية تطكر المرجعية الدينية‬
‫سػػعت الزعامػػة الدينيػػة إلػػى البنػػاء الفكػػرم لمكاكبػػة التطػػكر كتخمػػيص الد ارسػػة الحكزكيػػة مػػف طابعيػػا التقميػػدم‬
‫المحافظ عف طريؽ بناء المؤسسات الفكرية المتمثمة "بالمدارس" ‪ ،‬اذ ارتئػت بضػـ عػدد مػف المبمغػيف إلػى جانػب‬
‫االساتذة االختصاص داخميا‪ .‬لسد الفراغ الحاصؿ عمى صعيد التكعيو كالتكجيو‪ ،‬كتنفيذ لتمؾ المفاىيـ تبنى السيد‬
‫(‪)1‬‬
‫التػي كانػت مػف بنػات افكػار السػيد محمػد بػاقر الصػدر منػذ‬ ‫محسػف الحكػيـ تأسػيس مدرسػة "العمػوـ اإلسػالمية"‬
‫عػػاـ ‪ 4612‬ـ‪ ،‬ىادفػػا مػػف ك ارىػػا تطػػكير المنػػاىج القديمػػة التػػي كانػػت ال تسػاير التطػػكر الحاصػػؿ فػػي المجتمعػػات‬
‫كتحدم الصعكبات التي يكاجييا مف الحافظيف لذلؾ االتجاه قائال بيذا الصدد‪:‬‬
‫" اذا أريػد تغيػر كتػاب بكتاب اخر في مجاؿ التدريس وىذا‬
‫أظؿ مظاىر التغير حينئذ يقاؿ البد مف الوقوؼ البد مف الثبات‬
‫(‪)6‬‬
‫واالستمػرار عمى نفس الكتاب الذي كاف يدرس فيو‪" ....‬‬
‫نف ػػذ الس ػػيد محس ػػف الحك ػػيـ تأس ػػيس المدرس ػػة ع ػػاـ ‪4615‬ـ ‪ ،‬راغب ػػا ف ػػي جع ػػؿ نظامي ػػا التعميم ػػي مش ػػابيا إل ػػى‬
‫الجامعػات االكاديميػة مػػف خػالؿ تحديػػد سػنكات الد ارسػػة فييػا بػأربع سػػنكات ‪ ،‬متخػذا مػػف جػامع الينػػدم فػي منطقػػة‬
‫الحػ ػػكيش مكانػ ػػا ليػ ػػا ‪ ،‬فيػ ػػيء ليػ ػػا مجمكعػ ػػة مػ ػػف االسػ ػػاتذه الكفػ ػػكئيف المجػ ػػدديف ككمػ ػػا يبػ ػػيف أسػ ػػمائيـ الج ػ ػػدكؿ‬
‫رقـ (‪. )31‬‬

‫‪411‬‬ ‫‪66‬‬ ‫(‪)4‬‬


‫؛ محمػد زيػد ‪ ،‬دكر االمػاـ الحكػيـ فػي حركػة الػكعي اإلسػالمي فػي‬ ‫ػص‬ ‫عػدناف إبػراىيـ السػراج ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ‪ ،‬ص‬
‫العراؽ ‪( ،‬لكاء الصدر) ‪ " ،‬صحيفة " ‪ ،‬طيراف ‪ 3 ،‬كانكف األكؿ ‪4601‬ـ ‪ .‬العدد ( ‪. ) 310‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ينظر الجدكؿ الذم عده الباحث في المبحث االكؿ مف الفصؿ األكؿ ص‪. 1‬‬
‫‪21‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫الذكرل السنكية لرحيؿ االماـ الحكيـ ‪( ،‬العالـ )‪ " ،‬مجمة " ‪ ،‬لندف ‪ 36 ،‬تشريف الثاني ‪4601‬ـ ‪ ،‬العدد ( ‪ ، ) 411‬ص‬
‫‪51‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫عامر الحمك ‪ ،‬تاريخ الحركة اإلسالمية المعاصرة في العراؽ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار المالؾ ‪4604 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‬
‫(‪)5‬‬
‫محمد باقر الصدر ‪ ،‬المحنة كحب الدنيا ك( النجؼ ‪ :‬مؤسسة النبراس ‪3111 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‪. 14‬‬
‫‪161‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪) 31‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اسماء مدرسي مدرسة العموـ اإلسالمية‬
‫المالحظات‬ ‫المرحمة‬ ‫المادة‬ ‫كنيتو‬ ‫اسـ االستاذ‬ ‫ت‬
‫تكفي سنة ‪4615‬‬ ‫االكلى‬ ‫فقو‬ ‫عراقي‬ ‫السيد محمد كاظـ الحكيـ‬ ‫‪4‬‬
‫مؤلؼ مكسكعة االماـ الميدم‬ ‫الثاني‬ ‫فقو‬ ‫عراقي‬ ‫السيد محمد الصدر‬ ‫‪3‬‬
‫الثالثة‬ ‫اقتصاد‬
‫استشيد مع ( ‪ ) 41‬عالما مف اؿ الحكيـ في‬ ‫الثالثة‬ ‫فقو‬ ‫عراقي‬ ‫السيد عبد المجيد الحكيـ‬ ‫‪2‬‬
‫زنزانات البعث عاـ ‪4606‬‬
‫استاذ في جامعة النجؼ ككمية الفقو‬ ‫الثالثة‬ ‫اصكؿ فقو‬ ‫عراقي‬ ‫الشيخ احمد البيادلي‬ ‫‪1‬‬
‫كمؤلؼ كتاب محاضرات في العقيدة‬
‫اإلسالمية ‪.‬‬
‫يشرؼ عمى الندكة االسبكعية بشكؿ‬ ‫الرابعة‬ ‫اصكؿ الفقو‬ ‫عراقي‬ ‫السيد محمد كاظـ الحائرم‬ ‫‪5‬‬
‫دائـ ‪ ،‬مؤلؼ كتاب الحككمة‬
‫اإلسالمية ‪.‬‬
‫صاحب مؤلؼ تعارض االدلة‬ ‫الثالثة‬ ‫المنطؽ‬ ‫ايراني‬ ‫السيد محمكد الياشمي‬ ‫‪1‬‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫اماـ مسجد االماـ الميدم في الغبيرة‬ ‫الثانية‬ ‫البالغة‬ ‫لبناني‬ ‫الشيخ حسف طراد‬ ‫‪1‬‬
‫بيركت‬
‫مؤلؼ ( فمسفة الصالة ) ‪.‬‬ ‫االكلى‬ ‫النحك العربي‬ ‫لبناني‬ ‫الشيخ عمي الككراني‬ ‫‪0‬‬
‫مف المشاركيف في تاسيس الحكزة العممية في‬ ‫االكلى‬ ‫النحك‬ ‫لبناني‬ ‫الشيخ خميؿ شقير‬ ‫‪6‬‬
‫بعمبؾ ( حكزة صغيرة )‬ ‫العربي‬
‫استاذ في الجامعات االيرانية كجامعة االماـ‬ ‫االكلى‬ ‫النحك العربي‬ ‫ايراني‬ ‫السيد نكرم االشككرم‬ ‫‪41‬‬
‫الصادؽ بطيراف‬
‫ككيؿ المرجعية الدينية العميا بدمشؽ‬ ‫الثانية‬ ‫االخالؽ‬ ‫لبناني‬ ‫السيد عمي مكي‬ ‫‪44‬‬
‫حاليا‬
‫عالـ مجتيد بمدينة صكر بجبؿ عامؿ‬ ‫الثانية‬ ‫مدرسو‬ ‫لبناني‬ ‫الشيخ نجيب سكيداف‬ ‫‪43‬‬
‫اإلسالمية‬

‫‪440‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫؛ عمػي احمػد البيػادلي ‪ ،‬الحػكزة العمميػة فػي النجػؼ‬ ‫الجدكؿ مستقاه مف ‪ :‬جعفػر الػدجيمي ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ‪ ،‬ح‪ ، 6‬ص‬
‫ػ ص‪ 253‬؛ مركػػز الحضػػارة لتنميػػة الفكػػر اإلسػػالمي ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪ ،‬ص‪ 21‬؛ عمػػي الفضػػمي النجفػػي ‪،‬‬ ‫‪ ،‬ص‪313‬‬
‫‪411‬‬
‫‪.‬‬ ‫المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‬
‫‪161‬‬
‫لقػػد عرفػػت تمػػؾ الشخصػػيات بالتجديػػد كالقػػدرة عمػػى العمػػؿ بػػالتثقيؼ العػػاـ ‪ .‬بمػػا يتناسػػب كاألكضػػاع المدنيػػة‬
‫الجديػػدة كالتطػػكر العممػػي لممضػػمكف الثقػػافي كلألسػ ػاليب كالكسػػائؿ محػػاكليف اعػػداد نخبػػة اسػػالمية متخصصػػة فػػي‬
‫المجاالت المختمفػة تأخػذ عمػى عاتقيػا تحقيػؽ العدالػة االجتماعيػة كالحريػات العامػة كالعمػؿ عمػى االلتػزاـ العقائػدم‬
‫كالسمككي في أكػساط األمة اإلسػالمية الكاحػدة ‪ ،‬كالتصػدم لمغػزك الثقػافي العقائػدم كالتحمػؿ االخالقػي مػف خػالؿ‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫التيارات السياسػية الماركػسية أك الرأسمالية الغربية ‪ ،‬أك القكمػية العنصرية ‪ ،‬كغيرىا مف الحركات الفكرية‬
‫اتسػػمت المدرسػػة بػػالتنظيـ كادخػػاؿ م ػكاد حديثػػة لمد ارسػػات الحكزكيػػة المتمثمػػة بمػػادة الفمسػػفة كعمػػـ االقتصػػاد‬
‫(‪)3‬‬
‫كاظيػػرت مناىجيػػا بشػػكؿ كاضػػح مقػػدرة الفكػػر اإلسػػالمي عمػػى التصػػدم لمشػػاكؿ اإلنسػػانية باألدلػػة كاالقتنػػاع‬
‫كيشير المخطط رقـ (‪ )34‬برنامج النظاـ التعميمي لمدرسة العمكـ اإلسالمية ‪.‬‬

‫مخطط رقـ ( ‪) 32‬‬

‫‪341‬‬
‫‪.‬‬ ‫ػ ص‪41‬؛ محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬المرجعية الدينية ‪ ،‬ص‬ ‫‪41‬‬
‫الخطيب ابف النجؼ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪16‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫محمد ميدم شمس الديف ‪ ،‬مكاقؼ كتامالت في قضايا الفكر كالسياسة ‪( ،‬بيركت ‪ :‬مطبعة الزىراء ‪ ، ) 4601 ،‬ص‬
‫‪162‬‬
‫برنامج مدرسة العموـ االسالمية‬

‫السنة األكلى‬

‫(‪)4‬‬
‫االحكاـ‬ ‫قضايا اجتماعية‬ ‫نيج البالغة‬ ‫النحك‬

‫السنة الثانية‬

‫البالغة‬ ‫(‪)3‬‬
‫اقتصاد اسالمي‬ ‫قضايا اجتماعية‬ ‫االخالؽ‬ ‫الفقػػو‬

‫السنة الثالثة‬

‫(‪)1‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫اقتصاد اسالمي‬ ‫اصكؿ الفقو‬ ‫المنطؽ‬ ‫الفقو‬ ‫عمكـ القركف‬

‫السنة الرابعة‬

‫(‪)5‬‬
‫فمسفة اسالمية‬ ‫الفقو‬ ‫اصكؿ الفقو‬

‫_____________________‬
‫(‪)4‬‬
‫المصدر المعتمد في ىذه المادة ىك (المدرسة االسالمية) ‪ ،‬السيد محمد باقر الصدر ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المعتمد ىنا ( ماذا تعرؼ عف االقتصاد االسالمي) لمسيد محمد باقر الصدر‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المقرر المعتمد لمتدريس في ىذه المادة ( البياف في تفسير القركف) لمسيد ابك القاسـ الخكئي‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المقرر المعتمد في ىذه المادة (اقتصادنا) لمسيد محمد باقر الصدر ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫المعتمد ىنا (فمسفتنا) لمسيد محمد باقر الصدر‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫ش ػػمؿ التجدي ػػد عمم ػػي الفق ػػو كاالص ػػكؿ الم ػػذاف يم ػػثالف أساس ػػا لمد ارس ػػات الحكزكي ػػة لق ػػركف ع ػػده ‪ ،‬اذا أدركػ ػت‬
‫المرجعية الدينية ضركرة اإلصالح ليذا المجاؿ ‪ ،‬فبدء السػيد محمػد بػاقر الصػدر بتطػكير الد ارسػة الفقييػة برسػالتو‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬مخالفػػا بػػذلؾ‬ ‫العمميػػة المعنكنػػة " الفتػػاوى الواضػػحة " الػػذم اخرجيػػا عمػػى نمػػط يسػػيؿ عمػػى القػػارلء فيميػػا‬
‫النمط القديـ في كتابتيا الذم عرؼ بعباراتو الفمسفية المبيمة الذم يصعب عمى القارلء فيميا بسيكلة ‪.‬‬
‫اما عمـ االصكؿ ‪ ،‬ذلؾ العمـ الذم دأب طالب الحكزة العمميػة عمػى د ارسػتة طػكاؿ تاريخيػا دكف اصػالح يػذكر‬
‫‪ ،‬فادرؾ الحاجة إلػى تطػكيره بمػا يناسػب الد ارسػات الحديثػة ‪،‬فاصػدر الصػدر كتابػو المعنػكف " المعػالـ الجديػد فػي‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫عاـ ‪4611‬ـ ‪ ،‬الذم اتسع استخدامو كاساسان في الدراسة الحكزكية في النجؼ االشرؼ كخارجػو‬ ‫االصوؿ "‬
‫كمف الدركس الجديدة التي دخمت الحكزة العممية لتدريسيا في ستينات القرف العشريف مادة "عموـ القراف" عمى ايػد‬
‫درسػا‬
‫السيد ابك القاسـ الخكئي باصداره مكسعتو الشييره " البياف في تفسير القراف " عػاـ ‪4613‬ـ ‪ .‬حتػى اصػبح ن‬
‫(‪)1‬‬
‫كفػػي الكقػػت ذاتػػو ‪ ،‬اكجػػد السػػيد الخػػكئي عػػدـ االكتفػػاء بيػػذه الحقػػكؿ فحسػػب ‪ ،‬كاكجػػب االحاطػػة‬ ‫ئيسػا‬
‫حكزكيػا ر ن‬
‫ن‬
‫بعمػػكـ اساسػػية مككػػدان ضػػركرة تكئمتيػػا مػػع الغيػػر كاجبػػا عمػػى الطالػػب االحاطػػة بيػػا ‪" ،‬كعمػػـ الحػػديث والرجػػاؿ" ‪،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬المككنػة مػف أربػع كعشػريف جػزءا كخطػى متتاليػة لزيػادة‬ ‫فاصدر مكسكعتو المعنكنة " معجػـ رجػاؿ الحػديث "‬
‫الثقافػػة الفكريػػة داخػػؿ الحػػكزة العمميػػة ‪ ،‬كتكػػكف متكائمػػة مػػع االكضػػاع ‪ ،‬كترتفػػع بالممارسػػة التعميميػػة داخميػػا إلػػى‬
‫مستكل تحديات العصر ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫محمد باقر الصدر ‪ ،‬الفتػاكل الكاضػحة كفقػا لمػذىب اىػؿ البيػت ‪ ( ،‬قػـ ‪ :‬مطبعػة شػريعة ‪4666 ،‬ـ ) ‪ ،‬ج‪ 4‬ػ ج‪ 3‬؛ مػاؿ اهلل‬
‫‪415‬‬
‫العطية ‪ ،‬اركاف التجديد في فكر الشييد الصدر ‪ ( ،‬الفكر الجديد ) " مجمة " ‪ ،‬نيساف ‪4660‬ـ ‪ ،‬العدد ( ‪ ، ) 41‬ص‬
‫(‪)3‬‬
‫قدـ السيد الصدر في مقدمتو بحثان متكػامال عػف عمػـ االصػكؿ كتاريخػو كاىػـ م ارحػؿ تطػكره كتػاريخ د ارسػة داخػؿ المؤسسػة الدينيػة‬
‫عمى يد الشيخ الطكسي ‪ ،‬ذاكر العكائؽ التي كقفت بكجو المصمحيف كالمفكػريف كالػذيف حػاكلك ادخػاؿ اإلصػالح عميػو ‪ ،‬كاعتبػر‬
‫ىذا الكتاب مف بيف أىـ االنجازات االصكلية في القرف العشػريف ‪ ،‬كالػذم لػـ يخمػك تػاريخ كتابتػو مػف تحػديات كحمػالت اصػابتو‬
‫بالصدمة ‪ .‬ينظر ‪ :‬محمد باقر الصدر ‪ ،‬المعالـ الجديدة لالصكؿ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار التعارؼ لممطبكعات ‪. ) 4606 ،‬‬
‫‪41‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫؛ ن ازرالديف الشمرم ‪ ،‬الفكر الكالمي عند السيد محمد بػاقر الصػدر ‪ ،‬رسػالة ماجسػتير‪،‬‬ ‫شمبي المالط ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‬
‫( جامعة الككفة ‪ :‬كمية الفقو ‪ ، ) 3116 ،‬ص‪ 0‬ػ ص‪. 6‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مف اكسع الدراسات القرانية في القرف العشريف ‪ ،‬كامتاز مؤلفو بمنيجية عممية في البحث الدقيؽ فيك يشير إلى المصدر كالمرجع‬
‫بدقػة مسػتعمال اليػكامش عمػى الػنيج االكػػاديمي ‪ ،‬اذ قممػا نجػد ىػذا المػنيج فػي الد ارسػػات الحكزكبػة ‪ .‬ينظػر ‪ :‬السػيد ابػك القاسػػـ‬
‫الخكئي ‪ ،‬البياف في تفسير القراف ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مؤسسة احياء اثار االماـ الخكئي ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪ ،‬ج‪ 4‬ػ ح ‪. 25‬‬
‫(‪)5‬‬
‫اكجب دراستو في الحكزة العممية الدركو باىمية كجكده لتطكير الفكر االمامي ‪ ،‬اذ ادرؾ اف حركة البحث كالتحقيؽ كالتقصػي فػي‬
‫اح ػكاؿ الرجػػاؿ ليػػا ارتبػػاط كثيػػؽ فػػي صػػحة الركيػػات كثقتيػػا اكضػػعفيا يشػػكؿ المػػدار األكؿ كاالىػػـ السػػتنباط االحكػػاـ الفقييػػة‬
‫الصػػحيحة ‪ .‬لمتفاصػػيؿ ينظػػر ‪ :‬ابػػك القاسػػـ الخػػكئي ‪ ،‬معجػػـ رجػػاؿ الحػػديث ‪ (،‬النجػػؼ ‪ :‬مطبعػػة االداب ‪ ، ) 4613 ،‬ج‪، 4‬‬
‫ص المقدمة ‪.‬‬
‫‪164‬‬
‫كالجؿ اف يككف بمقدكر المرجعية الدينية اف تتفاعؿ مع كاقعيا فكاف عمييا ػ فيما تمميو المعاصرة المكجػكدة أف‬
‫تباد ارلى أنشاء قاعدة عممية متنيو تتمتػع بالحيكيػة لتػتمكف مػف تطػكير نفسػيا الزمػا المزيػد مػف الجيػد لتحقيػؽ ذلػؾ‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬
‫كفػػي جانػػب أحػػر ‪ ،‬طالبػػت المرجعيػػة الدينيػػة كمنػػذ ثػػكرة ‪ 41‬تمػػكز ‪4650‬ـ ‪ ،‬الحككمػػة العراقيػػة رعايػػة الطػػالب‬
‫الحكزكييف عف طريؽ أعفاىـ مف الخدمة العسكرية لمعراقييف كمنح االقامات الرسمية لالجانب منيـ ‪ ،‬فضػال عػف‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫منحيـ جكازات السفر لضماف حرية السفر كالتنقؿ‬
‫انعكػػس ذلػػؾ التطػػكر فػػي مجػػاؿ التعمػػيـ الحػػكزكم عمػػى جكانػػب المؤسسػػة الدينيػػة كمفكرييػػا مػػف خػػالؿ تصػػدييـ‬
‫الفكػػرم الكاضػػح لقضػػايا المجتمػػع االجتماعيػػة كالفكريػػة مػػف خػػالؿ بحػػكثيـ ككتابػػاتيـ خػػالؿ مػػدة البحػػث كىػػذا مػػا‬
‫سيدرسو الباحث في المبحث القادـ ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫ط ػرادة حمػػادة كاخػػر ‪ ،‬االمػػاـ ابػػك القاسػػـ الخػػكئي ‪ ،‬زعػػيـ الحػػكزة العمميػػة ‪ ( ،‬لنػػدف ‪ :‬دار النػػكر لمطباعػػة كالنشػػر ‪، ) 3111 ،‬‬
‫ص‪ 332‬؛ محمكد شاكر الخفاجي ‪ ،‬منيج السيد الخكئي في معجـ رجاؿ الحديث ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬كمية‬
‫‪46‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪.‬‬ ‫ػص‬ ‫الدراسات اإلسالمية ‪3111 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬مكسكعة الحكزة العممية ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ؛ عدناف ابراىيـ السراج ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 02‬‬
‫‪165‬‬
‫المبحػث الثانػي‬
‫أثر المرجعية الدينية في اسناد الفكر‬
‫(‪)4‬‬
‫ب ػػدعـ‬ ‫تاسيس ػان عمػػى م ػػا تقػػدـ س ػػعت المرجعيػػة الدينيػػة ف ػػي النجػػؼ االش ػػرؼ بزعامػػة السػػيد محس ػػف الحكػػيـ‬
‫(‪)3‬‬
‫ساعيا الى اسناد تمؾ التحركات لالرتقاء‬ ‫المشاريع الفكرية التي قاـ بيا خالؿ مدة مرجعيتو كتاثيرىا عمى االمة‬
‫بالكاقعيف االجتماعي كالفكرم كالنيكض بيما ‪.‬‬
‫داب السيد محسف الحكيـ عمى تذكير االمة باالىداؼ الدينية المقدسة التي جاىد مف اجميا الرسكؿ االكػرـ (‪)‬‬
‫كأىؿ بيتو (‪ )‬في مسعى منو اليقاضيا مف غفمتيا كانتشاليا مف سباتيا الطكيؿ الذم أشغميا عف اإلسػالـ لػذلؾ‬
‫دعى االمة الى اىدافو االسالـ كتعاليمة عمى ثالثة طرؽ ىي ‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬تعريؼ المسمميف باحكامو‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬تربية جيؿ مؤمف صالح‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬اشاعة روح الوحدة االسالمية بيف المذاىب االسالمية عمى الرغـ مف اختالفيا مف حيػث المعتقػد و‬
‫القوميو ‪ ،‬حتى يشعركا انيـ أبناء كتاب كاحد يتكجيكف لقبمة كاحدة‪.‬‬
‫تميػػزت مرجعيتػػو الدينيػػة بإنجػػازات كم ارحػػؿ ىامػػة عمػػى مسػػتكل االمػػة االسػػالمية خارجيػػا اك مػػا يتعمػػؽ بػػامكر‬
‫المجتمػػع داخميػػا‪ ،‬سػكاء فػػي الجانػػب الركحػػي كالفكػػرم اك فػػي الجانػػب العممػػي كاالجتمػػاعي ‪ ،‬خاصػػة بعػػد اف كانػػت‬
‫العالقة الرابطة بيف المجتمع كالمرجعية عالقة ركحية ناشئة عف صمة اإلنساف بدينػو ‪ ،‬فػاعتبر السػيد الحكػيـ ذلػؾ‬
‫السػػبب غيػػر كػػاؼ لالرتقػػاء بعمػػؿ المرجعيػػة القيػػادم ‪ ،‬فعمػػؿ عمػػى تكسػػيع الػػركابط الفكريػػة كالركحيػػة بػػيف الزعامػػة‬
‫الدينية كاالمػة ‪ ،‬فاكػد عمػى كجػكب العمػؿ فػي ىػذا االتجػاه ‪ ،‬فكػاف ال بػد لػو مػف االىتمػاـ بعمػكد المجتمػع كأساسػو‬
‫المتمثػؿ "بػالقوى الشػبابية"‪ ،‬كالسػعي الحثيػث لتطكيرىػا ثقافيػا ‪ ،‬بعػد اف ادركػت المرجعيػة الدينيػة بانيػا ال تسػػتطيع‬
‫العمػػؿ كالنجػػاح بػػدكف ىػػذه الطميعػػة كجعميػػا فئػػة مثقفػػة كاعيػػة تكػػكف أساسػػا لكػػؿ اصػػالح كتجديػػد داخػػؿ المجتمػػع‬
‫اإلسالمي‪.)2(.‬‬
‫كألجػػؿ تحقيػػؽ ذلػػؾ كالكصػػكؿ إلػػى تمػػؾ األىػػداؼ اإلصػػالحية عممػػت باتجػػاىيف ‪" ،‬االوؿ" يمتػػد داخػػؿ الحػػكزه‬
‫كرجاليا ‪"،‬والثاني" يركز عمى الشريحو ألمثقفو مف الشباب المسمى "بالكادر الوسطي" ‪ ،‬كيرل احد الفكريف‬

‫(‪)4‬‬
‫بدءت مرجعية السيد محسف الحكيـ مف عاـ ‪ 4650‬ـ حتى كفاتو عاـ ‪ 4611‬ـ ‪ ،‬كاف المرجع االكؿ ليس داخؿ العػراؽ فحسػب‬
‫‪ ،‬بؿ امتد نفكذه لعمػكـ شػيعة العػالـ االسػالمي ‪ ،‬كمػا تميػز بعالقػات كاسػعة مػع المسػمميف عمكمػا‪ ،‬كمػف ذاؾ اكػد الباحػث عمػى‬
‫شخصية السيد محسف الحكيـ في مشاريع المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ خالؿ مدة البحث‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كرد مفي كـ االمة في القراف الكريـ بمعنى امػة المسػمميف كافػة بغػض النظػر عػف انتمػاءتيـ العرقيػة أك القبميػة ‪ .‬فقػد جػاء فػي قكلػو‬
‫تعالى ( ككذلؾ جعمناكـ امة كسطا )‪ ،‬سكرة اؿ عمراف ‪ ،‬ايو (‪ (، )441‬وكنتن خري اهة أخرجت للناس )‪،‬البقرة ‪ ،‬أيو (‪ )2‬عف تفسير‬
‫مفيػػكـ (امػػة ) ينظػػر ‪ :‬عبػػد األعمػى السػػبزكارم ‪ ،‬مكاىػػب الرحمػػاف فػػي تفسػػير القػراف ‪،‬ط‪( ، 3‬قػػـ ‪ :‬مطبعػػة شػػريعة ‪، )3111،‬‬
‫مج‪،1‬ص‪ _321‬ص‪.320‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد زيد ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 1‬‬
‫‪166‬‬
‫اف مرجعيػػة السػػيد الحكػػيـ سػػعت لالىتمػػاـ بتمػػؾ الش ػريحو مػػف "اجػػؿ تييئػػة جيػػؿ مػػؤمف واع يحمػػؿ قسػػطا مػػف‬
‫(‪)4‬‬
‫كقػػد أشػػار السػػيد الحكػػيـ لػػذلؾ بكممتػػو التػػي كجييػػا لألمػػة االسػػالمية كعممائيػػا فػػي مكسػػـ الحػػج عػػاـ‬ ‫المعرفػػة "‬
‫‪4611‬مؤكداعمى ضركرة تعبئة الجيكد كالقكل في سبيؿ اإلسػالـ كأىدافػو مػف خػالؿ نشػر مبادئػو كأحكامػو ككنػكزه‬
‫اإلسالـ ‪ ،‬قائال‪:‬‬ ‫العممية كالفكرية بيف المسمميف باالعتماد عمى الشريحو المؤمنة الصالحة المشبعة بركح‬
‫" ‪ .....‬لذلؾ فاف الرسالة اإلسالمية الغالية التي بذؿ النبي األعظـ‬
‫والػو وصحبػو المجاىدوف نفوسيـ في سبيميا تطمب منا اليوـ‬
‫اف نعبػئ كؿ جيػودنا وقوانا لمعمؿ في سبيؿ االسالـ وذلؾ عف‬
‫طريػؽ تعريػؼ المسمميف باحكامو وكنوزه العظيمة وتربية جيؿ‬
‫مػؤمف صالػح مشػبع بػروح االسػالـ قادر عمى الصمود في‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫وجو التيارات الكافرة وحماية مقدساتو مف خطرىا ‪"......‬‬
‫لقد كانت لتمػؾ الخطابػات اىػدافا رئيسػة ابتغػى تحققيػا أىميػا التػأثير عمػى عقػكؿ المفكػريف فػي الػداخؿ الع ارقػي‬
‫قبػػؿ خارجػػو‪ ،‬خاصػػو بعػػد بػػركز المجػػاميع الحامم ػة لشػػعارات القكميػػة العربيػػة كاليادفػػو لتحقيػػؽ مصػػالح شخصػػية‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الي ػػادؼ إل ػػى بن ػػاء طميع ػػة مؤمن ػػة بش ػػكؿ ج ػػدم‬ ‫كظي ػػكر االتج ػػاه الم ػػادم المع ػػادم لتكجي ػػات ال ػػديني االس ػػالمي‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫كمدركس‬
‫(‪)5‬‬
‫كالتػػي مػػف خالليػػا ربػػط‬ ‫ايػد ذلػػؾ التكجػػو السػػيد محمػػد بػػاقر الصػػدر فػػي اطركحتػػو لفكػرة "المرجعػػة الصػػالحة"‬
‫القيادة الدينية العميا كتحقيؽ اىدافيا بعالقة مػع شػباب االمػة كامكانيػة عػدىـ فكريػا الداء دكرىػـ فػي بنػاء المجتمػع‬
‫‪،‬فبيف العالقة بػيف " الطميعػة والمرجعيػة " بانيػا عالقػة مصػالح مشػتركة كتكامػؿ بالعمػؿ كمشػاركة لممرجػع بافكػاره‬
‫كتصكراتو ‪ ،‬فتبيف اف الفشؿ كاالنتكاسة التي تصيباف المرجعية في مشػاريعيا ‪ ،‬يأتيػاف كنتيجػة متممػو لفقػداف ىػذه‬
‫(‪)1‬‬
‫فاكد عمى كؿ مف يتقمد زماـ المرجعية الدينيػة العمػؿ الحثيػث عمػى‬ ‫القاعدة األساسية لتحقيؽ كؿ نجاح كتطكر‬
‫ايجاد طبقة مثقفة كاعية تككف نكاة الطميعة المؤمنة في المجتمع ‪ ،‬فيقكؿ بيذا الصدد‪:‬‬
‫"كػاف لزامػا عمى مػف يفكرفي قيادة تطوير المرجعية الى‬

‫(‪)4‬‬
‫محمد بحػر العمػكـ ‪ ،‬تػارخ المرجعيػة ‪(،‬مخطكط)‪(،‬النجػؼ االشػرؼ ‪:‬مكتبػو الشخصػية ‪،‬د ت ) ك‪1‬؛ صػدر الػديف القبنجػي ‪ ،‬جيػاد‬
‫االماـ الحكيـ‪( ،‬لكاء الصدر)‪ 1 ،‬جماد االكؿ ‪4601‬ـ ‪ ،‬العدد (‪.)321‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(العدؿ) " مجمو"‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬ألسنو ‪ 2 ، )2( ،‬كذار ‪4610‬ـ العدد (‪ ، )2‬ص‪. 22‬‬
‫بػػرز ىػػذا التكجػػو الجديػػد بصػػكره مممكسػػو بتاسػػيس االحػزاب كالجمعيػػات التػػي تحمػػؿ شػػعا ار الكطنيػػة كالقكميػػة كالتػػي غالبػػا مػػا تبغػػي‬ ‫(‪)2‬‬

‫تحقيػػؽ اىػػدافا خ اصػػو مػػف كراء ذلػػؾ ‪ ،‬كارفػػؽ ىػػذا التكجػػو التػػاثر بػػالغرب كحضػػارتو كتقاليػػده حتػػى عمػػت ظػػاىرة التقميػػد االعمػػى‬
‫لممجتمعػػات الغربيػػة فػػي الجكانػػب الشػػكمية المتمثمػػة فػػي طبيعػػة الممػػبس كاالبتعػػاد عػػف االخػػالؽ االسػػالمية الرفيعػػو لممزيػػد ينظػػر‪:‬‬
‫صدر الديف القبانجي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫( لكاء الصدر) ‪ 31 ،‬كانكف االكؿ ‪4601‬ـ ‪ ،‬العدد (‪.)224‬‬
‫(‪)5‬‬
‫سيتـ التعريؼ بيذا المصطمح الحقا في المبحث الرابع مف ىذا الفصؿ ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد باقر الصدر ‪ ،‬المرجعية الصالحة ‪ ( ،‬صكت االمة ) " مجمة " طيراف ‪ ،‬السنة (‪4601 ، )4‬ـ ‪ ،‬العدد ( ‪ ، ) 5‬ص‪22‬‬
‫‪167‬‬
‫مرجعيػة صالحة اف يمارس ىذا العمؿ المسبؽ بدرجة ما‪،‬‬
‫وعػدـ ممارستيا ىو الذي جعؿ عددا مف العمماء الصالحيف‬
‫بالرغـ مف صالحيـ ‪ ،‬يشعروف عند تسمـ المرجعية بالعجز‬
‫الكامؿ عف التغير النيـ لـ يمارسوا ىذا العمؿ مسبقاً ‪ ،‬ولـ‬
‫يحددواً مسبػقا األىػداؼ الرشيدة لممرجعية والقاعدة‪ ،‬التي‬
‫(‪)2‬‬
‫"‬ ‫تؤمف تمؾ األىداؼ ‪1111‬‬
‫كالجؿ اف تحقؽ المرجعيػة أىػدافيا فػي اعػداد طميعػة شػبابية مؤمنػة تاخػذ عمػى عاتقيػا قيػادة المجتمػع كمكاجيػة‬
‫االخطػػار التػػي بػػداءت تحػػيط بػػالمجتمع كالػػديف كالمتمثمػػة باالفكػػار الشػػيكعية الماديػػة القادمػػة مػػف الخػػارج ‪ ،‬ككػػذلؾ‬
‫بعػػض االفكػػار القكميػػة مػػف داخػػؿ المجتمػػع كالتػػي كانػػت قػػد اتخػػذت مػػف اإلسػػالـ عػػدكا ليػػا ‪ ،‬عممػػت عمػػى اتخػػاذ‬
‫كسائؿ عدة لمكصكؿ الى تمؾ الغاية كىذه الكسائؿ تمثمت في االتي‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ػ انشاء مكتبة عامة كبرى في النجؼ االشرؼ مع فروعيا العديدة داخؿ العراؽ وخارجو‬
‫ػ تشجيع اقامة االحتفاالت الخطابية والمحاضرات والندوات الفكرية والمساىمة فييا ‪.‬‬
‫ػ تشجيع الشعراء واالدباء والصحفييف واالعالمييف ورعايتيـ ‪.‬‬
‫لقػػد اتخػػذ السػػيد الحكػػيـ مشػػركعو الثقػػافي التغييػػرم فػػي االكسػػاط العراقيػػة مػػف خػػالؿ الكسػػائؿ االربع ػة اعػػاله ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تػػؤدم دكرىػػا الػػذم رسػػمو ليػػا ‪،‬فبػػدء‬ ‫فكانػػت كسػػائؿ مػػؤثرة كمشػػاريع كبي ػرة ظػػؿ بعظيػػا قائمػػا حتػػى بعػػد كفاتػػو‬
‫مبتغي ػا مػػف ذلػػؾ تحقيػػؽ ىػػدفيف أساسػػيف ‪،‬‬
‫ن‬ ‫باقامػػة المحاض ػرات الفكريػػة ػ الدينيػػة كالنػػدكات كاالحتفػػاالت الخطابيػػة‬

‫(‪)4‬‬
‫صدر الديف القبنجي ‪ ،‬المصدر السابؽ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫سيتـ التعرؼ بيا في المبحث الثاني مف الفصؿ الرابع ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تكفاه اهلل الساعة العاشرة كخمس كعشريف دقيقة مف مساء الثالثاء ‪ 31‬اذار‪4611‬ـ‪ ،‬فكانػت بغػداد قػد قطعػت برامجيػا االعتياديػة لػتعمف كفػاة‬
‫المجتيػػد االكبػػر ‪ ،‬كاعمػػف لبنػػاف الحػػداد عمػػى الفقيػػد الكبيػػر كفػػي ايػراف اعمػػف الحػػداد ثالثػػة ايػػاـ ‪ ،‬امػػا فػػي العػراؽ كػػاف تشػػيعو يكمػػا مشػػيكدا‬
‫كتحػػكؿ الػػى تظػػاىرة مميكنيػػة اسػػتمرت يػػكميف‪ ،‬ككػػاف التشػػييع مجػػاال الظيػػار نقمػػة الشػػعب الع ارقػػي عمػػى السػػمطة بسػػبب تػػكتر العالقػػة بػػيف‬
‫الجانبيف ‪،‬مما اضطر كبار المسؤليف العراقييف المشيعيف بما فييا رئيس الجميكرية العراقية احمػد حسػف البكػر االنسػحاب مػف التشػييع بعػد‬
‫دقػائؽ مػف مشػاركتو ‪ ،‬حينمػا انػدفعت نحػػكىـ الجمػاىير بيتافػات مضػادة ‪،‬كدفػف فػي مقبرتػػو الخاصػة فػي النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬كدكت حنػػاجر‬
‫االدباء كالشعراء لتئبينو كمنيـ االستاذ الدكتكر محمد حسيف الصغير في قصيدتو المشيكرة كمنيا ‪:‬‬
‫قدر ومؿء انوفيػـ ارغػاـ‬ ‫وتدافع المتجميروف ييزىـ‬
‫يوـ القيامة لمحسػاب يقػاـ‬ ‫واذا بنعشؾ بينيـ وكػاف‬
‫لؾ بالصالة فامطروا واساموا‬ ‫مدوا لو االيدي طواال مدىا‬
‫ولنا قعػود عنػده وقيػاـ‪.‬‬ ‫فكانو نعش الحسيف بكربال‬
‫لمتفاص ػػيؿ ينظ ػػر ‪ :‬اب ػػك عم ػػي ‪ ،‬الحرك ػػة االس ػػالمية ف ػػي العػ ػراؽ ‪ ( ،‬لن ػػدف بمؤسس ػػة الجي ػػاد ‪4605،‬ـ) ص‪15‬؛ احم ػػد الكات ػػب‪ ،‬تجرب ػػة الث ػػكرة‬
‫اإلسػػالمية فػػي الع ػراؽ ‪( ،‬طي ػراف ‪ :‬دار القػػبس اإلسػػالمي ‪4601 ،‬ـ)‪ ،‬ص‪،406‬ػ ػ ص‪ ( ،463‬العػػالـ )" مجمػػة "‪ ،‬لنػػدف‪ ،‬السػػنة (‪36 ،)2‬‬
‫تشػريف الثػػاني ‪ ، 4601‬العػػدد(‪،)411‬ص‪21‬؛ (( مقابمػػة شخصػية )) د‪ .‬محمػػد حسػػيف الصػػغير‪ ،‬مكاليػد ‪ ،4626‬اسػػتاذ فػػي جامعػػة الككفػػة‬
‫بتاريخ ‪. 3141 / 43 / 0‬‬
‫‪161‬‬
‫"اوليما خمؽ جو إسالمي عاـ"‪ ،‬كثانييما "تكويف طبقة مف الكوادر المثقفػة المسػمحة بثقافػة اسػالمية واعيػة" ‪،‬‬
‫مكاكبػػة لمتطػػكرات االيديكلكجيػػة التػػي كػػاف الع ػراؽ يمػػكج بيػػا ‪ ،‬كبقيػػة البمػػداف اإلسػػالمية التػػي عانػػت مػػف االفكػػار‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫المستكردة مف الغرب اك الشرؽ‬
‫القػػت تمػػؾ النػػدكات قبػكال حسػػنا‪ ،‬كشػػيدت اقبػػاال كاسػػعا مػػف قبػػؿ الشػػباب ككنيػػا تيػػئ الكسػػائؿ الفكريػػة لمكاجيػػة‬
‫التحػػديات ‪ ،‬ككػػاف اسػػمكب القػػائميف عمييػػا سػػببا اخػػر لػػذلؾ االقباؿ‪،‬خاصػػو بعػػد بمػػكغيـ درجػػات عاليػػة فػػي االقنػػاع‬
‫كالمناقشة كعرض الحقائؽ ‪،‬فضػال عػف سػعييـ الػى اشػاعة ركح التعمقػب بالثقافػة اإلسػالمية معتمػديف عمػى بػاعيـ‬
‫الطكيؿ في الممارسات العممية في ادارة الندكات(‪.)3‬‬
‫لػػذا كػػاف حضػػكر ىػػذه االحتفػػاالت غيػػر مقتص ػ ار عمػػى طمبػػة العمػػكـ الدينيػػة كانمػػا شػػمؿ فئػػات مختمفػػة مػػف‬
‫الشػػباب كالطبقػػات العامػػة ‪،‬كمػػا انيػػا لػػـ تقتصػػر عمػػى مدينػػة النجػػؼ االشػػرؼ فحسػػب‪ ،‬بػػؿ امتػػدت لتشػتمؿ منػػاطؽ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬ككػػذلؾ منػػاطؽ الفػرات االكسػػط التػػي شػػيدت تنكعػػا فػػي طػػرح المكضػػكعات‬ ‫اخػػرل ‪،‬كبغػػداد ككركػػكؾ كالبصػرة‬
‫(‪)1‬‬
‫فػتحطـ بػذلؾ حػاجز التػردد الفكػرم الػذم كػاف الشػباب يعانكنػو لبعػدىـ عػف‬ ‫التي كانت تطػرح فػي تمػؾ النػدكات‬
‫مركز الثقافة اإلسالمية ػ النجؼ االشرؼ ‪.‬‬
‫كالى جانب ذلؾ االىتماـ بالتنكع الثقافي ‪،‬فقد عممت مرجعيػة السػيد الحكػيـ عمػى تشػجيع البػاحثيف لتػأليؼ فػي‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬كقد اتخذ ىذا التشجيع اتجاىيف‬ ‫المكضكعات اإلسالمية المختمفة كالعقائدية كالفمسفية كاالقتصادية كالسياسية‬
‫(‪)1‬‬
‫‪،‬كالثػػاني اىتمػػاـ‬ ‫‪ :‬األكؿ التركيػز عمػػى شػراء النتػػاج الفكػػرم الكلئػؾ البػػاحثيف كتكزيعػػو ع ػمى المكتابػػات المختمفػػة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬اذ تبنى ىذا المكضكع الخطيب النجفػي السػيد جػكاد شػبر‬ ‫السيد الحكيـ بإقامة المسابقات في مجاؿ الكتابة‬
‫(‪)4‬‬
‫الػذم كجػػو الػػدعكة الػػى الكتػػاب كالمػػؤلفيف فػػي العػالمي اإلسػػالمي كالعربػػي لمكتابػػة كالبحػػث حػػكؿ شخصػػية اميػػر‬

‫(‪)4‬‬
‫عدناف ابراىيـ السراج‪،‬المصدر السابؽ ‪،‬ص‪.421‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اف مػػف الشخصػػيات العمميػػة التػػي شػػاركت فػػي ادارة كالقػػاء تمػػؾ المحاض ػرات الفكريػػة المعركفػػو داخػػؿ الع ػراؽ كخارجػػو ىـ‪:‬السػػيد‬
‫محمد باقر الصدر ‪ ،‬السيد نكر الديف االشككرم ‪،‬السيد مكسى بحر العمكـ ‪ ،‬السيد محمد جماؿ الياشمي ‪،‬السيد ميدم الحكيـ‬
‫‪،‬الشػيخ عبػػد اليػادم الفضػػمي ‪ ،‬السػيد مرتضػػى العسػكرم ‪،‬السػػيد حسػيف الصػدر ‪ ،‬الشػػيخ محمػد ميػػدم االصػفي ‪،‬الشػػيخ محمػػد‬
‫رضا الجعفرم كغيرىـ ‪ .‬ينظر‪ :‬عامر الحمك‪ ،‬المصدر السابؽ ‪،‬ص‪ 51‬؛ محمد ىادم االسدم ‪،‬االمػاـ الحكػيـ عػرض تػاريخي‬
‫لدكره السياسي كالثقافي ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة العدالة ‪ ، ) 3111 ،‬ج‪ ،4‬ص‪. 311‬‬
‫(‪)2‬‬
‫احمد الحسيني االماـ الحكيـ السيد محسف الطبطبائي ‪ (،‬النجؼ ‪:‬دار الثقافة ‪4611 ،‬ـ)‪،‬ص‪. 12‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لقد اختمفت المكاضيع التي يتـ تداكليا خالؿ تمؾ الندكات كالمحاضرات مف قبؿ القائميف عمػى ادارتيػا فمنيػا ‪ :‬دركس االخػالؽ ‪،‬‬
‫التفسير ‪ ،‬السػيره ‪ ،‬فػي التربيػة كاالداب ‪ ،‬الثقافػة العامػة كالمطارحػات الفكريػة االخػرل سػينظر ‪ :‬قسػـ االعػالـ فػي ممثميػة السػيد‬
‫الحكيـ في الديكانية ‪،‬شذرات مف حياة السيد محسف الحكيـ ‪ (،‬ديكانية ‪ :‬د‪ :‬مط‪3111 ،‬ـ) ص‪.6‬‬
‫(‪)5‬‬
‫طالب السيد محسف الحكيـ مف السيد محمد باقر الصدر تاليؼ كتابو يناقش فيو الفكر الشيكعي رادان فيو عمى المبادل اإلسالمية‬
‫مكضع قكة الفكر اإلسالمي لحؿ جميع مشاكؿ االنسانية ‪،‬فاستجاب لػذلؾ فػالؼ السػيد الصػدر كتابػو (( فمسػفتنا )) الػذم اخػرج‬
‫طبعت ػػو األكل ػػى ع ػػاـ ‪4656‬ـ ينظ ػػر ‪ :‬محم ػػد ى ػػادم االس ػػدم ‪ ،‬المص ػػدر الس ػػابؽ‪،‬ج ‪،4‬ص‪301‬؛ رح ػػيـ عب ػػد الحس ػػيف ‪،‬اث ػػر‬
‫المجدديف في الحياة السياسية كالثقافية في النجؼ ‪ ، 4612 – 4615‬اطركحة دكتكراه‪ ( ،‬الجامعة المستنصرية ‪ :‬كمية التربية‬
‫‪ ) 3111‬ص‪. 415‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد زيد ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عبد الزىره الحسيني ‪ .‬مصادر نيج البالغة كاسانيدىا ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪4605 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‪. 2‬‬
‫(‪)4‬‬
‫جػكاد شػبر ( ‪ 4642‬ػ ‪4603‬ـ ) ‪ :‬كلػد فػي النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬خطيبػا كاديبػان كشػاع ار ‪ ،‬خػريج مػدارس منتػدل النشػر حتػى اصػبح‬
‫مػف اسػػاتذتيا ‪ ،‬عػػرؼ بعدائػو لممػػد الشػػيكعي فػي العػراؽ ‪ ،‬تنػػاكؿ فػي كتاباتػػو الفكػػر اإلصػالحي فػػي عػػدد مػف المجػػالت العراقيػػة‬
‫‪165‬‬
‫) كسيرتو ‪ ،‬اذ اشترؾ فييا عدد مف الكتػاب المسػمميف كالمسػيحييف ‪ ،‬فكانػت‬ ‫المؤمنيف عمي ابف ابي طالب (‪‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كنقػؿ م ارسػؿ احػد الصػحؼ النجفيػة بػاف "السػيد الحكػيـ قػد اولػى‬ ‫مظاىره فكرية تكاد تككف فريدة في المنطقػة ‪.‬‬
‫المشػروع عنايتػو ‪،‬شخصػياً لمحركػة الدينيػة والعمميػة وقػد تفضػػؿ باىػداء موسػوعة كاممػة مػف كتػاب البيػاف فػػي‬
‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫لبعض المشتركيف في المسابقة"‬ ‫تفسير القراف‬
‫اسفرت تمؾ المسػابقة الفكريػة بفػكز الباحػث المبنػاني المسػيحي سػميماف كتػاني عمػى كتابػو الشػيير "االمػاـ عمػي‬
‫(‪)1‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫مػػف بػػيف الحاض ػريف لمفػػكز بالجػػائزة ‪ ،‬كال يفكتن ػا اف نػػذكر اف تمػػؾ‬ ‫رشػػحتو لجنػػة التحكػػيـ‬ ‫نب ػراس ومت ػراس "‬
‫المباريات الثقافية كانت تحضى بدعـ مف جميع المراكز العممية كالدينية لما تميزت بو في دقة التنظيـ كالتحضير‬
‫(‪)1‬‬
‫بعد اف فرزت تمػؾ المشػاريع الفكريػة مؤلفػات‬ ‫حتى اصبحت معمما بار از في الحركة العممية كاالدبية في العراؽ‬
‫كبيرة ذات ثقؿ في الكسط المعرفي ألسماء ظيكرىػا الفكػرم كػاف مميػ از فػي السػاحتيف الداخميػة كالخارجيػة ‪ ،‬فجػات‬
‫نتاجاتيا متناغمة في افكارىا كاسمكبيا كركح العصر كالحداثػة ‪ ،‬فسػاعدىا ذلػؾ عمػى اف تخمػؽ ليػا مشػاركة كاسػعة‬
‫(‪)0‬‬
‫في النشاط المعرفي كالفكرم لما تممكو مف الحجة القكية كالدليؿ القاطع ‪.‬‬
‫لقد رغبت المرجعية الدينية في استغالؿ تمؾ االحتفاالت كالمناقشات الظيار الفكر الكحدكم بيف المسمميف مف‬
‫خالليا ‪ ،‬حتى اعتبرت الفترة الممتدة بيف ( ‪ 4656‬ػ ‪ )4616‬مف احد الباحثيف بانيا اكسع فترة شيدت كفػكدان مػف‬
‫قبؿ المذاىب اإلسالمية بشكؿ كبير ‪ ،‬بعد اف كانت تقتصر في احد جكامع النجػؼ االشػرؼ(‪،)6‬اذ كػاف االحتفػاؿ‬
‫بحضػػكر ممثمػػي‬ ‫)‬ ‫األكؿ عػػاـ ‪4656‬ـ فػػي جػػامع الينػػدم بمناسػػبة كالدة االمػػاـ عمػػي بػػف ابػػي طالػػب (‪‬‬
‫الحككمة العراقية العطائو زخمان اكبر ‪ ،‬ككاف لعممػاء السػنة كفػدان مميػ انز اسػيـ فػي نشػاطاتيـ االدبيػة ‪ ،‬كمػا شػارؾ‬

‫كالعربيػػة ‪ ،‬لػػو مجمكعػػة مػػف المؤلفػػات منيػػا ‪ :‬قػػبس مػػف حيػػاة اميػػر المػػؤمنيف ‪ ،‬شػػعراء العصػػر الحاضر‪،‬اإلسػػالـ ديػػف كدكلػػة ‪،‬‬
‫ديكاف شعر بعنكاف ( الى كلدم ) ‪،‬كما لو مجمكعو مف المخطكطات ‪ ،‬تـ اعتقالو في بداية الثمانينات مػع اثنػاف مػف اكالده فػتـ‬
‫اعداميما ثـ اعداـ السيد جكاد شبر في ‪ 5‬تمكز‪4603‬ـ بكاسطة رمية باحكاض ( التيزاب ) مف قبؿ السمطة الحاكمػة ‪ .‬تنظػر‪:‬‬
‫عبػ ػػد الرضػ ػػا فرىػ ػػكد ‪ ،‬المصػ ػػدر السػ ػػابؽ ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 432‬ػ ػػص‪ 436‬؛ ((مقابمػ ػػة شخصػ ػػية )) ‪ ،‬صػ ػػالح الخرسػ ػػاف ‪ ،‬بتػ ػػاريخ‬
‫‪.3144/4/1‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(( مقابم ػػة شخص ػػية )) ‪،‬الس ػػيد محم ػػد بح ػػر العمكـ‪،‬رج ػػؿ دي ػػف كدكت ػػكر ‪ ،‬مكالي ػػد ‪4631‬ـ ‪ ،‬النج ػػؼ االش ػػرؼ ‪ 5 ،‬كذار ‪3144‬ـ‬
‫؛عدناف ابراىيـ السراج ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.413‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مف الكتب الفقييو الشييرة لمشيخ ابك جعفر الطكسي المتكفي في سنة (‪ )111‬ك يتالؼ مف عشر اجزاء ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مف الكتب الفقييو الشييرة لمشيخ ابك جعفر الطكسي المتكفي في سنة (‪111‬ق) ك يتالؼ مف عشر اجزاء ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫المصدر نفسو ‪،‬ص‪.406‬‬
‫(‪)1‬‬
‫تػػالؼ المجنػػة مػػف شخصػػيات فكريػػة معركفػػة كىػػـ ‪ :‬السػػيد محمػػد بػػاقر الصػػدر ‪ ،‬السػػيد مكسػػى بحػػر العمػػكـ ‪ ،‬الشػػيخ مرتضػػى اؿ‬
‫ياسيف ‪،‬السيد جكاد شبر ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(( مقابمة شخصية )) الشيخ باقر شريؼ القرشي ‪3144 / 4/ 31 ،‬ـ ‪.‬‬
‫(‪)0‬‬
‫كمف تمؾ الكتابات )) اقصادنا )) لمسػيد محمػد بػاقر الصػدر ككتابػات السػيد مرتضػى العسػكرم كالشػيخ محمػد جػكاد مغنيػة كالسػيد‬
‫عبد الحسيف شرؼ الديف ‪ ،‬كالشيخ محمد جكاد المظفر كغيرىا ‪ .‬لممزيد مف تمؾ االصدارات ينظر ‪ :‬محمد االسدم كاخركف ‪،‬‬
‫طريؽ العمماء في طريؽ الجياد‪ (،‬قـ ‪ :‬د‪ .‬مط ‪ ، )4601 ،‬ص‪. 14‬‬
‫(‪ )6‬عدناف ابراىيـ السراج ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.455‬‬
‫‪171‬‬
‫ابناء الطائفة الشيعة بنفس العاـ المذككر ‪ ،‬في جامع ابي حنيفة النعماف في االعظمية بمناسبة اإلسػراء كالمعػراج‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫إلى جانب شخصيات فكرية كسياسية تمثؿ القكمية الكردية‬
‫لقد حققت المرجعية الدينية تطك ار ميما في أقامػة تمػؾ الميرجانػات الكبيػرة فػي داخػؿ النجػؼ االشػرؼ بحضػكر‬
‫كفػػكد سػػنية كمسػػيحية إلػػى جان ػب مشػػاركاتيا خػػارج المدينػػة فكان ػت تمػػؾ الخطػػكة تمثػػؿ انطالقػػة مػػف تحكيػػؿ تمػػؾ‬
‫االحتفاالت البسيطة إلى ميرجانات ثقافية كبرل ‪.‬‬
‫خرجت تمؾ االحتفاالت مػف نطػاؽ النجػؼ االشػرؼ لتقػاـ نفػس العػاـ كالمناسػبة ذاتيػا فػي كػربالء المقدسػة ‪ ،‬اذ‬
‫كجيػػت الػػدعكات لمعديػػد مػػف عممػػاء الػػديف فػػي بغػػداد كالكاظميػػة كسػػامراء كغيرىػػا مػػف مػػدف الع ػراؽ كاصػػبح اسػػمكبا‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫كانبثقػت عنيػا لجػاف‬ ‫كلضماف استمرارىا شكمت لجنة مركزية دائمػة ليػذا الغػرض‬ ‫متبعا خالؿ الفترة الالحقة‬
‫(‪)1‬‬
‫كالىميػة تمػؾ‬ ‫فرعيو ضمت كجكه النجؼ كشخصياتيا العمميػة كالثقافيػة كالسياسػية كالتجاريػة لتنفيػذ االحتفػاالت ‪.‬‬
‫االحتفػػاالت ‪ ،‬كاتخاذىػػا لمسػػاحة ميمػػة مػػف فكػػر السػػيد الحكػػيـ لمػػا يعكلػػو عمييػػا م ػف اىميػػة فػػي تحقيػػؽ الغػػرض‬
‫المنشكد ‪ ،‬فقد كاف يرسؿ ممثال عند تعذر حضكره شخصيا ‪ ،‬اذ كاف يككؿ الميمو الحػد نجميػو السػيد محمػد بػاقر‬
‫(‪)5‬‬
‫اللقػاء ( الكممػة التكجيييػو ) ‪ ،‬التػي غالبػا مػا تحمػؿ تكجييػات المرجعيػة كتحػث‬ ‫الحكيـ أك السيد ميدم الحكػيـ‬
‫(‪)1‬‬
‫( كممة االحتفاؿ )‬ ‫عمى تكضيح مبادئ اإلسالـ ‪،‬كالى جانب ذلؾ يمقى السيد محمد بحر العمكـ‬
‫التي يطرح مف خالليا مختمػؼ الشػؤكف الحياتيػة فػي البمػد ‪،‬ككػاف السػيد الحكػيـ حريصػا عمػى االطػالع عمييػا قبػؿ‬

‫(‪)4‬‬
‫صالح الخرساف ‪ ،‬االماـ محمد باقر الصدر ‪ ،‬ص‪ 421‬ػ ص‪. 420‬‬
‫(‪)3‬‬
‫استمرت تمؾ االحتفاالت بنفس القكه كاالتساع حتى نياية عاـ ‪4616‬ـ ‪ ،‬اذ شاركت المرجعية بكفد كبير عػاـ ‪4616‬ـ فػي جػامع‬
‫( افندم ) بكرككؾ‪،‬كقد استقبؿ الكفد بحفاكة كبيرة مف قبؿ المذاىب اإلسالمية االخػرل ‪،‬كقػد ضػـ الكفػد كػؿ مػف ‪ :‬السػيد ميػدم‬
‫الحكيـ ‪ ،‬ال سيد حسيف الصدر ‪ ،‬السيد محمد تقي المدرسي ‪ ،‬السيد حسػف الشػيرازم ‪ ،‬الشػيخ رفعػت البصػرم ‪ ،‬عػدناف السػراج‬
‫‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.451‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ضمت ىذه المجنة في عضكيتيا ‪ :‬الشيخ محمػد المظفػر ‪ ،‬السػيد محمػد جمػاؿ اليامشػي ‪،‬الشػيخ عبػد الكىػاب اؿ شػيخ ارضػي ‪،‬‬
‫السيد محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬السيد محمد بحر العمكـ ‪ ،‬السيد مصػطفى جمػاؿ الػديف ‪ ،‬ككانػت برئاسػة السػيد محمػد سػعيد الحكػيـ‬
‫‪ (( .‬مقابمة شخصية )) ‪،‬السيد محمد بحر العمكـ ‪ 3144/4/41 ،‬؛ عامر الحمك ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫(‪)1‬‬
‫احمد الحسيني ‪،‬المصدر السابؽ ‪،‬ص‪12‬؛ عدناف ابراىيـ السراج ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪،‬ص‪.421‬‬
‫(‪)5‬‬
‫السيد ميدم الحكيـ ( ‪ 4625‬ػ ‪4606‬ـ) كلػد فػي النجػؼ االشػرؼ ‪،‬نشػاء تحػت رعايػة كالػده المرجػع السػيد محسػف الحكػيـ ‪،‬درس‬
‫فػي الحػكزة العمميػػة منػذ طفكلتػػو عنػد الشػػيخ محمػد تقػػي الفقيػو ‪ ،‬كالسػطكح عنػػد السػيد محمػػد عمػي الحكػػيـ ‪،‬كدركس الخػارج عنػػد‬
‫الشيخ حسيف الحمي ‪ ،‬استشيد في السكداف مف قبػؿ اجيػزة النظػاـ البعثػي ‪،‬لمتفاصػيؿ ينظػر ‪ :‬المركػز الكثػائقي لحقػكؽ اإلنسػاف‬
‫فػػي الع ػراؽ ‪ ،‬اغتيػػاؿ العالمػػة السػػيد ميػػدم الحكػػيـ ‪ ( ،‬طي ػراف ‪ :‬د ‪ .‬مػػط‪ ،‬د‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪3‬ػ ػ ص‪52‬؛ حػػازـ الع ػكادم ‪ ،‬شػػيادة‬
‫العالمة السيد محمد ميدم الحكيـ ‪ ،‬اصداء كانعكاسات ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬مركز شيداء اؿ الحكيـ ‪ ،‬د‪.‬ت ) ‪ ،‬ص‪5‬ػ ص‪.151‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اغمب االحتفاالت كاف السيد محمد بحر العمكـ يقكـ بالقاء الكممو االحتفاؿ كبعض السنيف القاىا السيد محمد باقر الصدر كالسيد‬
‫محمد جماؿ الياشمي كغيرىـ ‪.‬‬
‫‪171‬‬
‫القائيا لتككف جامعو لكؿ مشاكؿ العراؽ السياسية كاالجتماعيػة كاالقتصػادية ‪ ،‬اذ كػاف يعػدىا بمثابػة مػذكرة تقػدـ‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫لممسؤليف لمعالجة مشاكؿ الكضع العراقي كقتذاؾ‬
‫كالجػػؿ ذات الغػػرض كانػػت المرجعيػػة الدينيػػة بزعامػػة السػػيد الحكػػيـ ال تػػالك جيػػدا فػػي دعػػـ الشػػعراء كاالدبػػاء‬
‫‪،‬فكاف المرجع ييتـ كثي ار بيذه الشريحة الميمة داخؿ المجتمع ‪،‬عادا اياىـ عامال لشػد أحاسػيس النػاس كمشػاعرىـ‬
‫ال يمكػػف‬ ‫نحػػك كاقعيػػـ الػػديني مػػف خػػالؿ نتػػاجيـ االدبػػي حتػػى شػػكؿ ذلػػؾ النتػػاج ت ارثػػا ث ػ ار‬
‫التغاضي عنو‪.‬‬
‫دعت المرجعية كتأسيسان عمى ما تقدـ إلػى العنايػة الخاصػة " باألدبػاء" كتقػديـ التشػجيع كالعػكف ليػـ ‪ ،‬مطالبػة‬
‫في الكقت ذاتو الشػعراء بضػركرة التحمػي بالشػجاعة كالج ارئػة عمػى قػكؿ الحقيقػة ‪،‬كالتضػحية مػف اجميػا كاالخػالص‬
‫(‪)3‬‬
‫في الكصكؿ إلػى اليػدؼ مؤكػده عمػييـ بضػركرة معالجػة الشػأف السياسػي حتػى لػك كمفػو ذلػؾ التضػحية بػالنفس‬
‫(‪)2‬‬
‫داعيػػة الػػى اتبػػاع الحػػؽ كاعػػالء كممتػػو‬ ‫مؤكػػدة ليػػـ" انيػػـ المسػػاف الجمػػاىيري لطموحػػات الشػػعب ورغباتػػو " ‪،‬‬
‫باعتبارىا "لساف االمة المعبر " كقد اتضح ذلؾ جميا مف خالؿ لقاء السيد الحكيـ مػع كفػد ادبػي مصػرم ازره فػي‬
‫مق ار اقامتو في كربالء اكد فيو عمى ضركرة اف يقكؿ الشاعر كممة الحؽ ‪،‬بقكلو ‪:‬‬
‫" يجػب عمػى الشاعر اتباعػو في الدعوة إلى الحؽ والوقوؼ‬
‫بوجو الظالـ ‪ 11111‬واف ىناؾ قسما مف الشعراء خمدوا ببيت‬
‫(‪)1‬‬
‫واحد مف الشعر قبؿ في محمو ‪،‬ووضع حيث يجب اف يوضع"‬
‫لـ يكف أسناد المرجعية لشريحة االدباء مقتصر عمى المعنكم ‪،‬بؿ تعداه إلى االسناد المػادم ‪ ،‬الجػؿ تمكيػنيـ‬
‫مف مكاجية ظركؼ الحياة ليتمكنكا مف االبداع ‪،‬كقد عبر عف ذلؾ السيد محمد بحر العمكـ قائال ‪:‬‬
‫"انني اعترؼ بيذه الحقيقة ‪ ،‬اف السيد الحكيـ كاف لو الفضؿ الكبير‬
‫فػي تشجيعػي ‪،‬وخصوصػا بالنسبة لجمعية الرابطة االدبية ‪،‬فيو‬
‫(‪)6‬‬
‫مثال يشجعنا ماليا وادبيا في الندوات والمواسـ الثقافية واالدبية "‬
‫أنتجت سياسة التشجيع كالدعـ المتكاصالف مجمكعة مف الشعراء كاألدباء الممتزميف الذيف كانت مكاقفيـ ثابتو‬
‫(‪)1‬‬
‫كتأكيدان منو عمى اسناد ىذا الخط دعا‬ ‫كميمة في كشؼ الحقائؽ لمشعب العراقي كالمطالبة بحقكقيـ الميظكمة‬
‫سالح مدكم‬ ‫إلى أقامة الميرجانات الشعرية في جميع مناطؽ العراؽ ‪،‬ايمانان منو باف الكممة الصادقة بمثابة‬

‫(‪)4‬‬
‫محمد حسيف الصغير ‪،‬اساطيف المرجعية الدينية ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪)3‬‬
‫عدناف ابراىيـ السراج ‪،‬المصدر السابؽ ص‪.413‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد حسيف الصغير ‪،‬فمسطيف في الشعرالنجفي المعاصر ‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كسف سعيد الكرعاكم ‪،‬المصدر السابؽ ‪،‬ص‪311‬؛ محمد ىادم االسدم ‪،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪، 4‬ص‪. 311‬‬
‫(‪ (()5‬مقابمة شخصية )) ‪ ،‬السيد محمد بحر العمكـ ‪ ،‬مقابمة بتاريخ ‪3144/4/34‬ـ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد ىادم االسدم ‪ ،‬المصدرالسابؽ ‪،‬ج‪ ،4‬ص‪.311‬‬
‫‪172‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬ككفػػاء مػػف احػػد‬ ‫بكجػػو الظػػالميف لتحقيػػؽ العدالػػة المنشػػكدة فػػي المجتمػػع كعػػدـ االنصػػياع لكػػؿ مسػػتبد اثػػيـ‬
‫الباحثيف ليذا الدعـ الذم قدمو لمشعراء ‪ ،‬كلككنو ذكقان لمشعر محبا لمشع ارء كتب لو بيتيف مف الشػعر تجسػد حػب‬
‫(‪)3‬‬
‫الشاعر لمقامو‬
‫كمف المساءؿ الفكرية السريعة التأثير في المجتمعات البشرية " الصحافة " اذ ادركت المرجعية الدينية أىميتيػا‬
‫ككجكب دعميا بكؿ الكسائؿ لمرقي بيا لمكاكبػة التطػكرات الداخميػة كالخارجيػة مػف خالليػا ‪،‬كاعتبػرت احػدل قنػكات‬
‫نشػػر الفكػػر اإلسػػالمي كالػػدفاع عػػف مبادئػػو االصػػمية كالتصػػدم لجميػػع األيػػدلكجيات الغريبػػة عػػف الكاقػػع الع ارقػػي‬
‫‪،‬فتجسد ذلؾ اثناء لقاه احدل الصحؼ النجفية عاـ ‪4612‬ـ حيف قاؿ ‪:‬‬
‫" اف الدعػوة اإلسالمػية اليادفة بحاجة إلى االيماف الصحيح‬
‫اكثر إلى األلفاظ المنمقة واألساليب المنسقة واالب ارد الميمية‬
‫الواىيػة واالبواؽ المزمرة الخادعة لتؤدي إلى االمة امانتيا‬
‫(‪)4‬‬
‫خالصة مف الشوائب والرواسب"‬
‫(‪)1‬‬
‫رئػػيس تحريرىػػا ‪ ،‬اكػػد‬ ‫كفػػي رسػػالة إلػػى أس ػرة مجمػػة العرفػػاف المبنانيػػة معزيػػا بفقػػد الشػػيخ احمػػد عرفػػاف ال ػزيف‬
‫عمى دكر الصحافة في نشر الفكر اإلسالمي كالتصدم إلى قضايا االمة بكؿ امانة كاخالص بعيدا عػف االنحيػاز‬
‫‪ ،‬شاك ار ليا البحث في الجكانب الفكرية ك االجتماعية كفؽ اسس عمميػة حاممػة لػركح االنسػانية المعتدلػة التػي اكػد‬
‫(‪)5‬‬
‫‪.‬‬ ‫عمييا ديننا الحنيؼ‬
‫اف االىداؼ السامية التي يجب اف تكدييا الصحافة المبنية عمى التػزاـ جػانبي الحػؽ كالمينيػة فػي اداء مياميػا‬
‫إلػػى جانػػب الج ػراة فػػي عػػرض المشػػاكؿ كمجانبػػة الباطػػؿ ‪ ،‬كميػػا صػػفات اعتبرتيػػا المرجعيػػة الدينيػػة كجيػػة نظػػر‬

‫(‪)4‬‬
‫ىاشـ الحسيني ‪،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ 1‬؛ محمد حسيف الصغير ‪ ،‬فمسطيف في الشعر النجفي المعاصر ‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫(‪)3‬‬
‫يذكر الدكتكر محمد حسيف الصغير انو انشد عاـ ‪4611‬ـ بيف يدم السيد الحكيـ عند مرضاه قائال ‪:‬‬
‫غير اني نذرت وحدي فط ار‬ ‫نذر الناس يوـ برئؾ صوما‬
‫ال نرى صومو واف كاف نذ ار‬ ‫عالما اف يوـ برئؾ عيد‬
‫(( مقابمة شخصية ))الدكتكر محمد حسيف الصغير ‪. 3144 / 3 / 30 ،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مقابمة رئيس تحرير مجمة االيماف مكسى اليعقكبي مع السيد الحكيـ ‪ ( ،‬االيماف ) ‪4612 ،‬ـ ‪ ،‬العدكاف ( ‪ )4‬ك (‪ ، )3‬ص‪.1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫احمد عارؼ الزيف (‪ 4001‬ػ ‪ 4611‬ـ) ‪ :‬كلد في قريػة شػحكر المبنانيػة ‪ ،‬اصػدرمجمة الفرقػاف ‪4616‬ـ ‪،‬فػي بيػركت ثػـ نقميػا إلػى‬
‫صيدا عاـ ‪4645‬ـ ‪ ،‬كفي عاـ ‪4644‬ـ اصدرة جريدة سميت جبؿ عامؿ ‪ ،‬درس االبتدائية في مدارس النمطية ‪،‬ثػـ انتقػؿ إلػى‬
‫المدارس الدينيػة لينيػؿ مػف عممائيػا كمػنيـ حسػف يكسػؼ مكػي حيػث درس المنطػؽ كالبيػاف كالصػرؼ ‪ ،‬كفػي صػيدا درس المغػة‬
‫الفرنسية ‪ .‬سينظر ‪ :‬نكاؿ فياض ‪ ،‬صفحات مف تاريخ جبؿ عامؿ فػي العيػديف العثمػاني كالفرنسػي ‪ (،‬بيػركت ‪ :‬دار ‪ ،‬الجديػده‬
‫‪4660‬ـ) ‪،‬ص‪421‬؛ مجيد حميد الحدراكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪6‬ػ ص‪.42‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ايػػد السػػيد محسػػف الحكػػيـ مجمػػة العرفػػاف المبنانيػػة لمػػا امتػػازت بػػو مػػف حريػػة الفكػػر كالتعبيػػر كالػػدفاع عػػف اإلسػػالـ كنشػػر مبادئػػو ‪،‬‬
‫ينظر‪ ( :‬العرفاف ) " مجمة " ‪ ،‬كانكف الثاني كشباط ‪4614‬ـ‪ ،‬العدكاف (‪ )5‬ك (‪ ، )1‬ص‪.131‬‬
‫‪173‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬فشػػيدت‬ ‫اسػػالمية ممػػا دعػػا المرجػػع السػػيد محسػػف الحكػػيـ إلػػى تشػػجيع تأسػػيس الصػػحؼ كالمجػػالت اليادفػػة‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫اقباال كاسعا مف الجماىير كخاصة الطبقة المثقفة التي حرصت عمى اقتنائيا‬
‫كػػاف الجانػػب االجتمػػاعي مػػف بػػيف أىػػـ الجكانػػب التػػي اىتمػػت بيػػا المرجعيػػة الدينيػػة كعممػػت عمػػى ربطػو بعجمػػة‬
‫التطكر الفكرم ‪ ،‬بالشكؿ الذم ينسجـ كتطمعاتيا كقيادة دينيػة فػي اصػالح المجتمػع مركػزة عمػى ضػركرة اف يكػكف‬
‫الكازع الديني ىك المييمف في العالقات االجتماعية بػيف االفػراد كلػيس غيػره ‪ ،‬كفػي ىػذا االتجػاه اكػد السػيد الحكػيـ‬
‫عاـ ‪4615‬ـ بكممتو قائال ‪:‬‬
‫" جدير بنا اف نقؼ حيث اختار ار لنا مف دينو واف ال نتعدى‬
‫ما وصػؼ لنا مف حدوده وانيا لكرامة كبرى ومنزلة رفيعة‬
‫اف يختػار ار لعػبده ما يجػب فيامػره بػو واف يفرقو ما‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫يبغض فينيانا عنو "‬
‫كانت المسالة العشائرية مف اىـ القضايا التي لفت نظر المرجعية كعممت عمى اف تككف تحت سيطرة قيادتيا‬
‫‪ ،‬كاف يككف حؿ مشاكميا منطمؽ مف الديف أساسان ‪ ،‬كليس بعض التقاليد العشائرية التي كانت تجػر المجتمػع إلػى‬
‫صػدامات داخميػة سػرعاف مػا تتطػكر لتصػبح دمكيػة فتفػت فػي عضػد الفػرد كتمػزؽ المجتمػع ‪ ،‬كلعػؿ مػف بػيف ابػػرز‬
‫الخالفات التي تمكنت المرجعيػة الدينيػة مػف حمػو كفػؽ مػا يناسػب الشػرع القػكيـ ‪ ،‬ىػك حميػا لنػزاع عشػائرم حصػؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫كػػاد اف يػػؤدم إلػػى احػػداث شػػرح عميػػؽ فػػي داخػػؿ المجتمػػع ل ػكال اف تممكػػت‬ ‫فػػي الف ػرات الكسػػط عػػاـ ‪4611‬ـ‬
‫القيادة الدينية زماـ االمكر كتمكنت مف حمو ‪ ،‬جاعمة مجتمع تمؾ المنطقة طكع بناف المرجعية الدينية(‪.)5‬‬
‫حاكلت المؤسسة الدينية تنفيذ خططيا اإلصالحية لممجتمع مسػتخدمة الطػرؽ المباشػرة كاسػرع كسػيمة لمكصػكؿ‬
‫إلى تحقيؽ تمؾ األىداؼ ‪ ،‬فسمكت ثالث اتجاىات ىي ‪:‬‬
‫اوال ‪ :‬الشعائر الحسينية ‪:‬‬
‫تع ػػد ى ػػذه الش ػػعائر م ػػف اكب ػػر الممارس ػػات حض ػػك ار جماىيري ػػا الت ػػي م ػػف خاللي ػػا يمك ػػف ش ػػد احاس ػػيس الن ػػاس‬
‫كمشاعرىـ نحك كاقعيـ الديني ‪ ،‬أم اف المجتمع اإلسالمي يككف قاد ار عمى مكاجيػة التيػارات الفكريػة الكافػدة التػي‬
‫تتطمب اليقظة كالحذر ‪ ،‬لذلؾ كاف البد مف تخميص الذىنية مػف بعػض مػا عمػؽ بيػا مػف شػكائب ‪ ،‬كاصػالحو مػف‬

‫(‪)4‬‬
‫جعفر المكسكم ‪ ،‬الكسط الشعبي الثقافي في العراؽ ‪ ،‬قػراة فػي الم ارحػؿ كالتحػديات منػذ االربعينػات كحتػى الفتػرة الحاليػة ‪( ،‬الفكػر‬
‫الجديد ) " مجمة " ‪ ،‬لندف ‪ ،‬السنة ( ‪ ، )1‬شباط ‪4601‬ـ ‪ ،‬العدداف ( ‪ ) 44‬ك ( ‪ ، ) 43‬ص‪. 211‬‬
‫(‪)3‬‬
‫سيتناكؿ الباحث اىـ المجالت اإلسالمية التي صدرت خالؿ مدة البحث في الفصؿ الرابع مف االطركحة ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مف كممة السيد محسف الحكيـ باسـ المرجعية الدينية بذكرل مػيالد االمػاـ الحسػيف ( عميػو السػالـ ) ‪ .‬لمتفاصػيؿ ينظػر ‪ ( :‬رسػالة‬
‫اإلسالـ ) " مجمة " ‪ ،‬النجؼ االشرؼ ‪ ،‬السنة ( ‪4615 ، ) 3‬ـ ‪ ،‬العدد ( ‪ ، ) 2‬ص‪ 61‬ػ ص‪. 60‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حدت ذلؾ النزاع بيف عشيرتي الخزاعؿ كعشيرة االكرع الذم كاد يتحكؿ إلى نزاع مسمحا كاسع بيف الطرفيف ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫كسف سعيد الكرعاكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 111‬‬
‫‪174‬‬
‫الداخؿ عف طريؽ ابعاد األفكار كالطركحات التي تضعؼ ركح اليقظة في االمة كتشيع فييا ركح الت ارخػي ‪ ،‬لػذلؾ‬
‫اكدت عمى الشعائر التالية ‪-:‬‬
‫‪ -4‬صالة الجماعة ‪ -:‬حكلػت المرجعيػة الدينيػة ىػذه الشػعيرة المباركػة الػى ظػاىرة اجتماعيػة فكريػة نكاتيػا التقػاء‬
‫المسػػمميف كالتباحػػث فػػي أمػػكرىـ عامػػة ‪ ،‬كحػػرص السػػيد الحكػػيـ عمػػى ممارسػػتيا شخصػػيا كالحػػث عمػػى اقامتيػػا فػػي‬
‫مختمؼ المناطؽ العراقيػة ‪ ،‬اذ كػاف يقيميػا شخصػيا الكثػر مػف مػرتيف فػي اليػكـ الكاحػد ‪ ،‬منبيػا مػف خػالؿ حطبيػا‬
‫إل ى ضركرة التصدم لالخطار التي تيدد المجتمع في فكره ككيانو ‪ ،‬داعيا في ذات الكقت كالجؿ استيعاب جمػكع‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫المصميف إلى زيادة بناء المساجد كتزكيدىا بالمكتبات العممية‬
‫‪3‬ػ المجالس الحسينية ‪:‬‬
‫اىتمػت المرجعيػة الدينيػة فػي النجػػؼ االشػرؼ بيػذه الجانػب كاكلتػو رعايػة خاصػة ‪ ،‬سػيما كاف المدينػة قػد عرفػػت‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬فاكجػػب‬ ‫باتس ػاع مجالسػػيا التػػي كػػاف يؤميػػا مختمػػؼ الطبقػػات االجتماعيػػة مػػف عممػػاء كمثقفػػيف كعامػػة النػػاس‬
‫المرجعية عمى الخطيب المعرفة السػابقة لمخمفيػة الثقافيػة لمػف يخاطػب ‪ ،‬اذ يشػكؿ ذلػؾ حمقػة ربػط بػيف األفكػار ‪،‬‬
‫كىذا اليحقؽ اال مف خالؿ الخطيب دينيا كفكريا ‪ ،‬مع ضركرة التركيز عمى االبتعاد عف الركايات غير الصحيحة‬
‫(‪)2‬‬
‫الحضار اال انيا تنعكس سمبا عمى اليدؼ الػذم اقيمػت مػف اجمػو تمػؾ المجػالس‬
‫ل‬ ‫التي قد تحرؾ مشاعر بعض‬
‫‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كاكػػد عمػػى‬ ‫‪ 2‬ػ التجمعػػات الدينيػػة ( المواكػػب الحسػػينية ) ‪ :‬عمػػؿ السػػيد الحكػػيـ عمػػى المشػػاركو الشخصػػية فييػػا‬
‫عمنػا فػػي كػػؿ مكػػاف ‪،‬فتحكلػػت المكاكػػب إلػػى عمػػؿ اجتمػػاعي كسياسػػي فاعػػؿ فػػي المجتمػػع كعنصػػر محػػرؾ‬
‫اقامتيػػا ن‬
‫لمكاقفو السياسية كاالجتماعية مف خالؿ مشاركتيا في االحداث كاصبحت مدرسة جماىيرية كاعية لالمة‪،‬كمؤسسة‬
‫تعبكية ركحية كثقافية ‪،‬لذلؾ اكلى عناية خاصة بيا ‪،‬انطالقا مف ايمانو بانيا جػزاء مػف اليكيػة كالكجػكد اإلسػالمي‬
‫(‪)5‬‬
‫فيي تشكؿ محكر النيضة اإلسالمية ‪ ،‬كعماد عممية االصالح عبر اشػاعة ثقافػة التعػاكف كالتكحيػد مػف خػالؿ‬
‫اعػػادة انتػػاج منظكمػػة القػػيـ السػػائدة لتتحػػكؿ إلػػى قػػيـ التكاصػػؿ كالتعػػاكف ‪ ،‬كالتكحػػد بػػدال مػػف قػػيـ القطيعػػة كاالنعػزاؿ‬
‫كاالنغالؽ كالعمؿ عمى اعادة تفعيؿ اليات التكاصؿ الحضارم الذم مف اجميا اسست تمؾ الشعيرة الدينية‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫محمد بحر العمكـ ‪ ،‬تاريخ المرجعية ‪ ،‬ك‪ 2‬؛ الخطيب ابف النجؼ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 31‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد ىادم االسدم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص‪ 313‬؛ احمد الحسيني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 12‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عػػامر الحمػػك ‪ ،‬النجػػؼ االشػػرؼ خ ػكاطر كذكريػػات ( دمشػػؽ ‪ :‬مطبعػػة الثبػػات ‪ ، ) 4603 ،‬ص‪ 01‬؛ عػػدناف اب ػراىيـ الس ػراج ‪،‬‬
‫المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 414‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عندما عجػز عػف المشػاركة الشخصػية كػاف يمثمػو مقدمػة مريديػو كمحبيػو كحاشػيتو كابػرزىـ السػيد محمػد سػعيد الحكػيـ ( عميػد اؿ‬
‫الحكيـ ) فرغـ كبر سنو كاف يشترؾ في ىذه الشعائر ممثال عف المرجعية الدينية ليعبركا عػف حقيقػة انتمػاء ىػذه الشػعائر إلػى‬
‫ركح اإلسالـ ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫محمػػد كػػاظـ الطريحػػي ‪،‬النجػػؼ االشػػرؼ مدينػػة العمػػـ كالعم ػراف ‪ (،‬بيػػركت ‪ :‬دار اليػػادم لمطباعػػة كالنشػػر كالتكزيػػع ‪3113 ،‬ـ )‬
‫‪،‬ص‪344‬ػ ص‪.341‬‬
‫‪175‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ممػػا دعػػا السػػيد‬ ‫حاكلػػت بعػػض العناصػػر االسػػاءة إلػػى تمػػؾ الم ارسػػيـ الدينيػػة عػػف طريػػؽ التص ػرفات الغريبػػة‬
‫(‪)3‬‬
‫فػػي ‪ 43‬ايػػار ‪4615‬ـ ‪ ،‬مػػذك ار باألىػػداؼ السػػامية التػػي نشػػأت مػػف اجميػػا‬ ‫الحكػػيـ إلػػى اصػػدار فتػػكل التح ػريـ‬
‫(‪)2‬‬
‫المكاكب الحسينية كالتي عدىا مف أعظـ المظاىرات السممية الحاشدة الرافضة لكؿ اشكاؿ االستبداد كالطغياف‬
‫ثانيا ‪ :‬ألنيوض الفكري والثقافي مف خالؿ المساجد والحسينيات ‪:‬‬
‫رغبػػت المرجعيػػة بػػاف تعػػكد المسػػاجد لقدسػػيتيا كدكرىػػا ال ازىػػر كاف تكػػكف سػػببا لمنيضػػة كالرقػػي حتػػى يسػػتطيع‬
‫(‪)1‬‬
‫‪،‬‬ ‫المسممكف الكقكؼ بكجو المخاطر المحيطة بدينيـ فانشئت المرجعية العديد مف المساجد في العػراؽ كخارجػو‬
‫فكانت تمثؿ الحمقة المباشرة لالتصاؿ بيف الزعامة الدينيػة كاالمػة ‪ ،‬كجعػؿ المسػجد منبػ انر لمتصػدم لحالػة النكػكص‬
‫الت ػػي اص ػػابة المجتم ػػع اإلس ػػالمي كحكل ػػت المس ػػمميف إل ػػى حال ػػة م ػػف الض ػػعؼ كالتخم ػػؼ كابتع ػػادىـ ع ػػف عقي ػػدتيـ‬
‫اإلسالمية التي كانت ىدفا مباش ار ليجمات الغزك الثقافي الغربي ‪ ،‬كاعتبرت المساجد سبيال لتكحيد االمو كتنبيييا‬
‫(‪)5‬‬
‫كاعادة مجدىا مف خالؿ التزاـ المسمميف بدينيـ ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تفعيؿ دور الوكالء الفكري وتوسيع مساحة انتشارىـ ‪:‬‬
‫اتخػػذت قضػػية االتصػػاؿ المباشػػر بػػيف المرجعيػػة الدينيػػة كالمجتمػػع جانبػػا ميمػػا فػػي تخطيطيػػا ‪ ،‬فعػػد ذلػػؾ مبػػداء‬
‫تكميؿ كتطكير ليا ‪ ،‬كىك مف المبػادئ الميمػة فػي العمػؿ التطػكيرم داخميػا ‪ ،‬كمػف ىنػا ‪ ،‬ال بػد لمسػيد الحكػيـ مػف‬
‫تكجيو الجيكد لبناء جيؿ مف الككالء الدينيف كمتابعة عمميـ بما يتناسػب مػع الزمػاف كالمكػاف كالكاقػع الػذم تعيشػو‬
‫االمة ‪ ،‬مف خالؿ نشر المفاىيـ اإلسالمية كالتصدم لممشاكؿ العامػة فضػال عػف اغنػاء الفكػر بطركحػاتيـ ‪ ،‬التػي‬
‫(‪)1‬‬
‫كقد كضح السيد محمد باقر الحكيـ ىذا بقكلو ‪:‬‬ ‫تخدـ مسيرة التطكير كمبدأ التكميؿ في المؤسسة الدينية‪،‬‬
‫" ‪ 11111‬الرقػابػة عمػى وكػالء المػرجعيػة فػي مختمػؼ البمػداف‬
‫(‪)8‬‬
‫تجاه مواقفيـ التي يتخذونيا مف االمور واالحداث السياسية واألعماؿ التبميغية "‬
‫كرغبة مف السيد الحكيـ لمكصكؿ إلى المستكل الفكرم القادر عمى التصدم لتمؾ المسائؿ في المجتمع كضع‬
‫(‪)4‬‬
‫شركطان خاصو لمشخصية التي تمثمو في األلكية كالمدف كىذه الشركط ىي ‪:‬‬

‫(‪)4‬‬
‫حاكؿ البعض اف يكجكدكا شعائر تشبو شعائر عبدة النار في اليند ‪ ،‬حيث كاف يشعمكف النار ثـ يتكضاكف كيدخمكف فييا تعبي ار عف االرتبػاط‬
‫باالماـ الحسيف ‪ ،‬فكقؼ السيد محسف الحكيـ ضدىـ فحرميا كاستخدـ جميع االمػاكف لمنػع ىػذا االنحػراؼ ‪ .‬ينظػر ‪ :‬محمػد بػاقر الحكػيـ‬
‫‪،‬مكسكعة الحكزة ‪ ،‬ص‪410‬ػ ص‪ ، 451‬محمد باقر الحكيـ االماـ الحكيـ ‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(( مكتبة االماـ الحكيـ العامة )) ‪ ،‬الممؼ الكثائقي ‪ ،‬ممفة فتاكل االماـ السيد محسف الحكيـ تحت الرقـ ( ‪.)2412‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(التضامف اإلسالمية) ( مجمة ) ‪ ،‬الناصرية ‪ ،‬مايس كحزيراف ‪4615‬ـ ‪ ،‬العدداف (‪ )5‬ك (‪ ، )1‬ص‪.1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اىػػـ المسػػاجد التػػي شػػيدىا السػػيد الحكػػيـ ‪ :‬حسػػينية فػػي كركػػكؾ كالكػرادة الشػػرقية ببغػػداد ‪ ،‬ك الينديػػة ‪ ،‬المكصػػؿ ‪ ،‬الكفػػؿ ‪ ،‬جمػكالء ‪ ،‬القاسػػـ ‪،‬‬
‫الصكيرة ‪ ،‬الديكانية ‪ ،‬قمعة سكر ‪ ،‬الحمة ‪ ،‬الرحباكية ‪ ،‬كفي اليند كايراف كافغانستاف كلبناف كحمب ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫محمد ىػادم االسػدم ‪ ،‬المرجعيػة المجاىػدة ‪ ( ،‬طيػراف ‪ :‬د‪ .‬مػط ‪4601 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪ 13‬؛ ( العرفػاف ) ‪ ،‬المجمػد ( ‪ ، ) 12‬تمػكز‬
‫‪4651‬ـ ‪ ،‬ج‪ ،41‬ص ‪.4440‬‬
‫(‪)1‬‬
‫نكرم طعمة ‪ ،‬مالمح الكعي في خطى االماـ الحكيـ ‪ ( ،‬لكء الصدر ) " صحيفة " ‪4603،‬ـ ‪ ،‬العدد (‪.)433‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬لمحات مف مرجعية السيد الحكيـ ‪ ( ،‬طيػراف ‪ :‬د ‪ .‬مػط ‪ ، )4602 ،‬ص‪33‬؛ ( رسػالة اإلسػالـ ) " مجمػة "‬
‫‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬السنة (‪4611 ، )2‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )40‬ص‪. 32‬‬
‫‪176‬‬
‫ػ ضركرة اف يككف الككيؿ بنفس المستكل االجتماعي لمجماىير ‪.‬‬
‫كمنظما ‪.‬‬
‫ن‬ ‫ػ اف تككف مكاقفو منسجمة مع مكقؼ المرجعية ‪ ،‬تجاه القضايا العامة ‪ ،‬كاف يككف دقيقنا‬
‫ػ ػ اف يكػػكف الككيػػؿ متجاكبػػا مػػع امػػاني الجمػػاىير ‪ ،‬كاخالصػػو فػػي عممػػو ‪ ،‬مؤكػػدا عمػػى تكجيػػو الحقػػكؽ الشػػرعية‬
‫باالتجاه الصحيح ‪.‬‬
‫حققػػت اإلج ػراءات المػػذككرة انفػػا نتػػائج ميمػػو اكليػػا تحػػكؿ المسػػاجد كالحسػػينيات مػػف مجػػرد مكػػاف لمعبػػاده إلػػى‬
‫مػػدارس اسػػالمية مفتكحػػة لمنشػػاطات الثقافيػػو كالسياسػػية كاالجتماعيػػة (‪ ،)3‬كثانييمػػا االتصػػاؿ المباشػػر بػػيف الزعامػػة‬
‫(‪)2‬‬
‫كساعد ذلؾ االىتماـ بيذا الجانب إلى‬ ‫الدينية كابناء المجتمع لطي صفحو مف التباعد كاالنعزاؿ بيف الجانبيف ‪،‬‬
‫انتشار ككالء المرجعية الدينيػة فػي اغمػب منػاطؽ العػراؽ كخارجػو حتػى بمػغ (‪ )15‬ممػثال عنيػا ‪ ،‬كقػد كػاف ليػؤالء‬
‫دك ار ميما في تحقيؽ الكعي الفكرم داخؿ المجتمع ‪ ،‬كالعمؿ عمى دفعػو نحػك الكحػدة كبعيػدا عػف التشػرذـ كالتمػزؽ‬
‫‪ ،‬كىذا يتضح جميا مف خالؿ اسماء الككالء كاسياماتيـ الفكرية كالذم يبرزه الجدكؿ رقـ(‪.)33‬‬
‫نستنتج مما تقدـ ‪ ،‬اف تمؾ الخطػكات خمقػت قيػادات دينيػة كاعيػة تمػارس نشػاطاتيا المختمفػة التػي لػـ تقتصػر‬
‫عمػػى األمػػكر العباديػػة ‪ ،‬فضػػال عػػف نجاحيػػا فػػي تضػػيؽ الفجػػكة بػػيف االمػػة كالمؤسسػػة الدينيػػة بسػػبب التباعػػد كمػػا‬
‫ذكرنػاه ‪ ،‬باإلضػافة إلػى زيػػادة الػكعي الثقػافي اإلسػػالمي ممػا اثػر ايجابػػا عمػى زيػادة عػػدد المنضػميف فػي الد ارسػػات‬
‫الحكزكية ‪.‬‬

‫جدوؿ رقـ ( ‪) 33‬‬


‫اسماء الوكالء واسياماتيـ الفكرية الممثميف لمرجعية النجؼ االشرؼ‬

‫(‪)4‬‬
‫عامر الحمك ‪ ،‬مف ارشيؼ التحرؾ اإلسالمي في العراؽ ‪ ،‬ككالء المرجعية ‪ ( ،‬لكاء الصدر ) ‪ 35 ،‬ربيع األكؿ ‪4605‬ـ ‪ ،‬العدد‬
‫( ‪ )416‬؛ كسعد سعيد الكرعاكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪261‬ػ ص‪.113‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابراىيـ عدناف السراج ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ 452‬؛ محمد ىادم االسدم ‪ ،‬المصدر السابؽ ج‪ ، 4‬ص‪.312‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬لمحات مف مرجعية السيد الحكيـ ‪ ،‬ص‪. 33‬‬
‫‪177‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 2:69‬ػ ‪2:79‬‬
‫الدرجة العممية‬ ‫النتاج الفكري ( نماذج منيا )‬ ‫المكاف‬ ‫اسـ الوكيؿ‬
‫المرسؿ اليو‬
‫مجتيدا‬ ‫لو ( ‪ ) 31‬مؤلؼ منيا ‪ :‬الفكائد في الفقو‬ ‫الكاظمية‬ ‫اسماعيؿ الصدر‬
‫كاالصكؿ ‪ ،‬شرح رسالة الحقكؽ لالماـ‬
‫السجاد(‪)‬‬
‫استاذ حكزكم‬ ‫العصمة كشركط الحفاظ عمى النظاـ الككني‬ ‫بغداد‬ ‫محمد ميدم الحكيـ‬
‫‪ ،‬المستقبؿ القريب كغيرىا‬
‫مفكر ‪ ،‬عميد كمية‬ ‫دكر االئمة في احياء الديف في اربعة عشر‬ ‫بغداد‬ ‫مرتضى العسكرم‬
‫االصكؿ في بغداد‬ ‫جزء ‪ ،‬عبد اهلل بف سبا في ثالث اجزاء‬
‫‪4611‬‬
‫استاذ حكزكم‬ ‫مجمكعة مف القكاعد الفقيية‬ ‫الكرادة‬ ‫عمي حامد‬
‫مجتيدا‬ ‫اصكؿ االستنباط في اصكؿ الفقيو كتاريخو‬ ‫بغداد‬ ‫عمي تقي الحيدرم‬
‫استاذ حكزكم‬ ‫لوُ حكؿ االصكؿ ‪ ،‬كفي عمـ الكالـ‬ ‫بغداد‬ ‫محمد طاىر الحيدري‬

‫مفكر كباحث‬ ‫بحكث في التاريخ االسالمي‬ ‫بغداد‬ ‫عبد الجبار البصرم‬


‫خطيبا كاستاذ حكزكم‬ ‫ديكاف شعر كبحكث فقييو‬ ‫بغداد‬ ‫خزعؿ السكداني‬
‫مجتيدا‬ ‫لو ما يقارب المئة كخمسكف مؤلفا كمحققا إلى‬ ‫الكاظمية‬ ‫محمد حسيف اؿ‬
‫جانب دكاكيف الشعر ‪.‬‬ ‫ياسيف‬
‫مفك ار كاديبا كشاع ار‬ ‫سالسؿ ادبية ‪ ،‬حديث رمضاف ‪ ،‬ديكاف شعر‬ ‫بغداد‬ ‫عمي الصغير‬
‫مجتيدا‬ ‫لو مؤلفات في الفقو كالعقيدة كالتاريخ‬ ‫دمشؽ‬ ‫حسيف محمد‬
‫اإلسالمي‬ ‫العاممي‬
‫مجتيدا‬ ‫مؤلفات عديدة في الفقو كاالصكؿ كالتاريخ‬ ‫الككت ثـ إلى‬ ‫سميماف اليحفكقي‬
‫بعمبؾ ‪ /‬لبناف‬
‫مجتيدا‬
‫ن‬ ‫سبيؿ الرشاد في الفقو ‪ ،‬مشيد الحسف ( عميو‬ ‫الصكيرة‬ ‫حسيف مكي العاممي‬
‫السالـ ) في صمب عقيدة الشيعة في االماـ‬

‫(‪)4‬‬
‫معمكمات الجدكؿ مستقاة مف المصادر التالية ‪ :‬جعفر الدجيمي ‪ ،‬ح‪ 1‬ػ ح‪ 0‬؛ محمد الغركم ‪ ،‬مع عممػاء النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬ح‪3‬‬
‫‪ ،‬ص‪ 516‬ػ ص‪ 501‬؛ محمػػد ىػػادم االمينػػي ‪ ،‬معجػػـ رجػػاؿ الفكػػر كاالدب ‪ ،‬ح‪ 3‬ػ ح‪ 2‬؛ رشػػيد القسػػاـ كاخػػر ‪ ،‬المصػػدر‬
‫السػػابؽ ‪ ،‬ص‪ 416‬ػ ص‪ 405‬؛ احمػػد الحسػػيني ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪ ،‬ص‪ 23‬ػ ص‪ 30‬؛ حسػػف االمينػػي ‪ ،‬مسػػتدرؾ اعيػػاف‬
‫الشػػيعة ‪ (،‬بيػػركت ‪ :‬دار التعػػارؼ لممطبكعػػات ‪ ) 4666 ،‬ج‪ ، 6‬ج ‪ 41‬؛ جعفػػر الػػدجيمي ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪ ،‬ج‪ ، 43‬خ ‪،‬‬
‫ص‪. 241‬‬
‫‪171‬‬
‫الصادؽ‬
‫مجتيدان‬ ‫دمشؽ‬ ‫عمي مكي العاممي‬
‫مفكر كباحث‬ ‫لو اكثر مف ‪ 02‬مؤلفا منيا ‪ :‬بيف الجاىمية‬ ‫الديكانية‬ ‫محمد ميدم شمس‬
‫كاالسالـ ‪ ،‬عاشكراء ‪ ،‬الغدير ‪.‬‬ ‫الديف‬
‫استاذ حكزكم كاديب‬ ‫مؤلفات فقيية كديكاف شعر‬ ‫عفؾ‬ ‫فخر الديف ابك‬
‫كشاعر‬ ‫الحسف‬
‫مجتيدا‬ ‫لو اكثر مف ‪ 21‬مؤلؼ ‪ :‬جبؿ عامؿ في‬ ‫الرفاعي‬ ‫محمد تقي الفقيو‬
‫التاريخ ‪ ،‬قكعد الفقيو ‪ ،‬اإلسالـ الكامؿ ‪،‬‬
‫ديكاف شعر ‪.‬‬
‫مجتيدا‬ ‫مف كحي القراف ( ‪ 35‬جزء ) ‪ ،‬مفاىيـ‬ ‫العزيزية‬ ‫محمد حسيف فضؿ‬
‫اسالمية عامة ( ‪ 41‬اجزاء ) كغيرىا‬ ‫اهلل‬
‫استاذ حكزكم كباحث‬ ‫كتابات اخالقية كبحكث فمسفية ىامة ‪.‬‬ ‫الككيت‬ ‫عمي الككراني‬
‫إسالمي‬
‫استاذ حكزكم‬ ‫تقريرات في الفقو كاالصكؿ‬ ‫الديكانية‬ ‫كاظـ الغباف‬
‫استاذ حكزكم ثـ مجتيدا‬ ‫عمكـ القراف ‪ ،‬ثكرة الحسيف (‪، )‬حقكؽ‬ ‫الككيت‬ ‫محمد باقر الحكيـ‬
‫اإلنساف كغيرىا‬
‫مجتيدان‬ ‫أسس معيد لمدراسات اإلسالمية ‪ ،‬انشاء‬ ‫لبناف‬ ‫مكسى الصدر‬
‫المجالس الشيعي األعمى‬
‫استاذ حكزكم ‪ ،‬خطيبا‬ ‫ديكاف شعر‬ ‫المحمرة‬ ‫حسيف الفرطكسي‬
‫‪ ،‬شاع ار‬ ‫كالحكاز‬
‫استاذ حكزكم كاديبا‬ ‫ديكاف شعر ككتب في التاريخ اإلسالمي‬ ‫باكستاف‬ ‫رجب عمي‬
‫الباكستاني‬
‫مجتيدا كخطيبا‬ ‫تقريرات في الفقو كاالصكؿ‬ ‫الككت‬ ‫ابراىيـ سميماف‬
‫العاممي‬
‫استاذ حكزكم كباحث‬ ‫بحكث فقيية كفمسفية متعددة‬ ‫بيشاكر‬ ‫صفد حسيف‬
‫المشيدم‬
‫استاذ حكزكم كاديب‬ ‫كقار اسالـ ‪ ،‬ديكاف شعر‬ ‫اليند‬ ‫محمد عبادة التقكم‬
‫اديبا ‪ ،‬باحثا ‪ ،‬استاذ‬ ‫ديكاف شعر كبحكث حكؿ االمامة‬ ‫بغداد‬ ‫مكسى السكداني‬
‫حكزكم‬
‫استاذ حكزكم كخطيبا‬ ‫ديكاف شعر ‪ ،‬شجرة الرياض في مدح البني‬ ‫السماكة‬ ‫محمد رضا السماكم‬

‫‪175‬‬
‫كشاعر‬
‫استاذان حكزكيان ككيؿ‬ ‫بحكث في الفقو كاصكلو‬ ‫كربالء‬ ‫عبد الرضا الصافي‬
‫المرجعية في كربالء‬
‫خطيبا كاستاذا حكزكم‬ ‫ديكاف شعر ‪ ،‬بحكث فقيية‬ ‫العمارة‬ ‫مفيد الفقيو‬
‫استاذا حكزكم‬ ‫لو بحكث اسالمية تتصؿ باىؿ البيت‬ ‫سامراء‬ ‫عبكد الساعدم‬
‫مجتيدا‬ ‫عبقات الحؽ ‪ ،‬فكائد االصكؿ ‪ ،‬مقتؿ الحسيف‬ ‫ديالى‬ ‫عبد الكريـ عمي‬
‫( عميو السالـ ) ‪.‬‬ ‫خاف‬
‫مجتيدا‬ ‫تعميقات عمى كتاب المكاسب لالنصار كعمى‬ ‫كرككؾ‬ ‫الميز ار جكاد التريزم‬
‫العركة الكثقى كغيرىا‬
‫مجتيدا‬ ‫رسالة عممية كبحكث في الفقو‬ ‫مشيد‬ ‫احمد االحمدم‬
‫استاذ حكزكم‬ ‫حكؿ اىؿ البيت ‪ ،‬لو في االصكؿ‬ ‫البحريف‬ ‫عبد الحسف اؿ طفؿ‬
‫مجتيدا‬ ‫رسالة عممية ‪ ،‬كلو في المنطؽ‬ ‫بغداد‬ ‫عمي العمكم‬

‫استاذ حكزكم‬ ‫لو بحكث فقيية ‪ ،‬في المنطؽ كاالصكؿ‬ ‫الديكانية‬ ‫عمي المكسكم‬
‫البعاج‬
‫اديبا ك محققا ‪ ،‬استاذ‬ ‫لو حكؿ الفقو كاصكلو كديكاف شعر‬ ‫القطيؼ‬ ‫فرج القطيفي‬
‫حكزكم‬
‫ممثالن لممرجعية في‬ ‫مؤلفاتو في االصكؿ كالفقو كالكالـ‬ ‫بيركت‬ ‫محمد حسف العاممي‬
‫بيركت‬
‫استاذ حكزكم‬ ‫ديكاف شعر ككتابات حكؿ سيرة اىؿ البيت‬ ‫الناصرية‬ ‫محمد حسيف‬
‫الخزاعي‬
‫استاذ حكزكم‬ ‫بحكث حكؿ الفقو كاصكؿ في المنطؽ‬ ‫الككت‬ ‫محمد صادؽ الحكيـ‬
‫استاذ حكزكم كمحقؽ‬ ‫كتاب في النحك ‪ ،‬بحث في اصكؿ الديف‬ ‫الككت‬ ‫محمد عمي عمي‬
‫كخطيب‬ ‫ايماف ابك طالب كغيرىا‬ ‫خاف‬
‫استاذ حكزكم‬ ‫تقريرات ككتابات في الفقو كاالصكؿ‬ ‫العمارة‬ ‫ميدم القريشي‬

‫باحث كمفكر كخطيب‬ ‫لو مقاالت اصالحية في الصحافة النجفية‬ ‫البصرة‬ ‫يكنس المظفر‬
‫كديكاف شعر‬

‫‪111‬‬
‫كفي جانب اخر ‪ ،‬ابدل السيد الحكيـ تفاعال ايجابيا مع تطكرات العصر بػركح ممؤىػا التسػامح كاالعتػداؿ مػف‬
‫اجػػؿ تييئػػة االجػكاء امػػاـ المسػػمميف لمعػػيش فػػي الػػبالد االجنبيػػة ‪ ،‬فسػػيؿ عمميػػة المعايشػػة مػػع سػػكاف تمػػؾ البمػػداف ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬فاختمؼ معيـ بفتكاه‬ ‫فبعد اف كانت فتاكل اغمب العمماء الشيعة تقضي بعدـ طيارة بدف الكتابي‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫حكؿ طيارتيـ‬
‫كتصدت المرجعية لقضية الفكائػد المصػرفية التػي يحصػؿ عمييػا المسػممك لقػاء إيػداعيـ المبػالغ فػي المصػارؼ‬
‫األجنبيػػة ‪ ،‬ففػػي الكقػػت الػػذم عدتػػو بعػػض الم ارجػػع نكعػػا مػػف أنػكاع الربػػا ال يجػػكز لممسػػمميف الحصػػكؿ ليػػو ‪ ،‬فانيػػا‬
‫تقاطعت مع رؤل السيد الحكيـ كأفكاره الحداثكية التي تيدؼ إلى ضركرة استعانة المسػمميف ماليػا مػف تمػؾ البمػداف‬
‫‪،‬مؤك ػػدا عم ػػى اف ال يضػ ػر ذل ػػؾ الفع ػػؿ بالمص ػػالح اإلس ػػالمية ‪ ،‬خاص ػػة كاف البم ػػداف االجنبي ػػة ذات الص ػػمة تس ػػمح‬
‫بالحصػػكؿ عمػػى الفكائػػد لقػػاء إيػػداع األمػكاؿ ‪ .‬ك تاسيسػان عمػػى ذلػػؾ ‪ ،‬افتػػى بجػكاز حصػػكؿ المسػػمـ المقػػيـ فػػي بمػػد‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫غير إسالمي بالحصكؿ عمى فكائد إيداعاتو المالية‬
‫مخطط نً لممشركع االصالحي لمسيد الحكيـ تحت الرقـ ( ‪.)32‬‬ ‫ٍ‬ ‫كقد أرتى الباحث زيادة لمتكضيح بكضع‬
‫كيسػػتنتج الباحػػث مػػف كػػؿ ماتقػػدـ اف المرجعيػػة الدينيػػة لمسػػيد محسػػف الحكػػيـ كانػػت مرجعيػػة مكاجيػػة مػػع الكاقػػع‬
‫بكؿ تفاصيمو ككضع الحمكؿ الناجحة لمشاكمو بكؿ جرأة كشجاعتو بعيدا مػف االنػزكاء كالتفكقػع فػي اإلطػار الػديني‬
‫الفقيي ‪ .‬الذم سيؤدم حتما إلى مكت المنظكمة الدينية كشػؿ حركتيػا ‪ ،‬كىػذا ممػا كػاف انعكاسػاتو االيجابيػة عمػى‬
‫انتاج نخبة حكزكية مف المفكريف المجدديف ‪ ،‬الذيف سيتناكليـ الباحث في المبحث القادـ ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫الكتابي ‪ :‬مف كاف مسيحيا أك ييكديا ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(( مكتبة الحكيـ العامة )) ‪،‬الممؼ الكثائقي ‪ ،‬ممفة فتاكل السيد محسف الحكيـ ‪ ،‬ينظر الممحؽ رقـ (‪. ) 1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫التفاصيؿ ينظر ‪ :‬السيد محسف الحكيـ ‪،‬مستمسؾ العركة الكثقى ‪ ( ،‬بيركت ‪:‬د ‪ .‬مط ‪ ، )4614 ،‬ج‪، 43‬ص‪. 41‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كسف سعيد الكرعاكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 116‬‬
‫‪111‬‬
‫مخطط رقـ ( ‪) 34‬‬
‫مخطط المشروع االصالحي لمسيد‬
‫محسف الحكيـ ( قدس سره)‬

‫خمؽ شريحة شبابية مؤمنة‬ ‫االىداؼ‬ ‫تطكر الحكزة كرجاليا‬

‫الكسائؿ‬

‫الشعراء كاالدباء‬ ‫االعالـ كالصحافة‬ ‫المنبر الحسيني كاالحتفاالت الدينية‬ ‫إنشاء مكتبة عامة مع‬
‫فركعيا‬

‫الغاية‬

‫تيذيب الشعائر‬ ‫التكاليؼ بيف المسمميف‬ ‫مكاكبة التطكر العممي كمالئمة‬ ‫الكقكؼ بكجو االفكار‬
‫الحسينية‬ ‫كالتقارب في االدياف‬ ‫الفتكل لمكاقع الغربي‬ ‫السياسية الجديدة‬

‫النتائج‬

‫الغاء بعض ما لحؽ‬ ‫التكسط بيف العشائر‬ ‫ارسالو مبعكثيف‬ ‫‪ -‬افتتاح مدرسة‬ ‫إصدار فتكاه‬
‫بالشعائر الحسينية مف‬ ‫كحؿ القضايا‬ ‫لممشاركة في‬ ‫العمكـ اإلسالمية‬ ‫بخصكص‬

‫بدع كخرافات ‪.‬‬ ‫العشائرية الكبيرة ‪.‬‬ ‫مؤتمرات التقريب‬ ‫‪ -‬السماح لممغترب‬ ‫الزكاج مف‬
‫المسمـ الزكاج مف‬ ‫الذمية‬
‫ذمية‬
‫‪ -‬جكاز اخذ الفائدة‬
‫مف المصارؼ‬
‫اإلسالمية‬
‫‪ -‬ازدياد عدد‬
‫طالب الحكزة‬
‫إلى(‪)1111‬طالب‬

‫‪112‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫مفكرو الحوزة العممية ومؤلفييا‬
‫تميزت مخرجات الحكزة العمميػة فػي النجػؼ االشػرؼ خػالؿ العقػكد السػتة األكلػى مػف القػرف العشػريف ‪ ،‬بظيػكر‬
‫العديد مف المفكريف ‪ ،‬الذيف حممكا مشعؿ التجديد كاالصالح ‪ ،‬كعممكا ناشػطيف عمػى عػرض الفكػر اإلسػالمي بمػا‬
‫كعي ػا كأدرك ػان بمتطمبػػات المرحمػػة ثانيػػا‪،‬‬
‫يت ػكائـ كالطركحػػات العص ػرية فػػي كقتيػػا أكال ‪ ،‬كبمػػا يزيػػد الشػػباب المسػػمـ ن‬
‫كالتصػػدم الجػػاد كالمخمػػص لمتيػػارات السياسػػية كالفكريػػة التػػي ارحػػت تغػػزك السػػاحة العراقيػػة ‪ ،‬كالمتمثمػػة بالتكجيػػات‬
‫القكمية ‪ ،‬كالمد الشيكعي ثالثا ‪.‬‬
‫أنتجػػت العكامػػؿ أنفػػة الػػذكر كعكامػػؿ أخػػرل ‪ ،‬فكػ ار إسػػالميا حػػداثيان ركػػز فيػػو مثقفػػك الحػػكزة كمفكركىػػا عمػػى أحيػػاء‬
‫قركنػا طكيمػػة ‪ ،‬عكسػكا مػػف خػػالؿ مؤلفػػاتيـ حالػػة‬
‫عمػرت ن‬
‫صػػكرة اإلسػػالـ كدكره الفاعػػؿ فػػي خمػػؽ حضػػارة اسػػالمية ل‬
‫كنظامػا سياسػ نػيا كاقتصػػاديان يصػػمح لكػػؿ العصػػكر ‪ ،‬مػػع دعػػكة صػػادقة لتحصػػيف‬
‫ن‬ ‫التجػػدد المسػػتمرة فػػي اإلسػػالـ دين ػان‬
‫الشباب المسمـ مف األفكار المتعارضة كالمتقاطعة مع مبادئ الديف الحنيؼ ‪.‬‬
‫ظير خالؿ مدة البحث العديػد مػف المفكػريف المصػمحيف مػف نتػاج الحػكزة العمميػة فػي النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬كالػذيف‬
‫رفػدكا المكتبػػة العراقيػػة كاإلسػػالمية عمػػى حػػد سػكاء بالعديػػد مػػف المؤلفػػات التػػي تظيػػر الفيػػـ الصػػحيح لإلسػػالـ دينػػا‬
‫كنظامػػا متكػػامال ‪ ،‬فكػػاف لكتابػاتيـ األثػػر الميػػـ فػػي أحػػداث نيضػػو فكريػػة معرفيػػة صػػحيحة لػػـ تختصػػر فػػي محػػيط‬
‫النجؼ االشرؼ ‪ ،‬بؿ تقدمو إلى المجتمع العراقي ثـ اإلسالمي ‪.‬‬
‫مثمػث كتابػات الرعيػؿ األكؿ لمفكػرم الحػكزة ػ ضػمف مػدة البحػث ػ بػاككرة العمػؿ نحػك اصػالح المجتمػع كتطػكير‬
‫(‪)4‬‬
‫فكر سياسيا كفمسفيا كاقتصاديا ‪ ،‬فكانت كتابات السيد محمد باقر الصدر في كتابو " اقتصادنا " ك "فمسػفتنا "‬
‫(‪)3‬‬
‫كاصػدار السػيد محمػد‬ ‫‪ ،‬كالشيخ محمد ميدم االصفي في كتاب "النظػاـ المػالي وتػداوؿ الثػروة فػي اإلسػالـ "‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬المعنكف "العدالة اإلسالمية" ‪ ،‬كعبد اليادم الفضمي ككتابو "مشكمة الفقر "ككتابات الشػيخ‬ ‫ميدم الشيرازم‬
‫(‪)1‬‬
‫"النظػػاـ السياسػػي فػػي‬ ‫‪ ،‬المتمثمػػة ػ عمػػى سػػبيؿ المثػػاؿ ال الحصػػر ػ بكتػػاب‬ ‫بػػاقر شػريؼ القرشػػي‬

‫(‪)4‬‬
‫سيتـ التعريؼ بيما في المبحث الثاني مف الفصؿ الخامس مف االطركحة ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد ميدم االصفي ‪ ،‬النظاـ المالي كتداكؿ الثركة في اإلسالـ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم ‪. ) 4613 ،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمػػد ميػػدم الشػػيرازم ( ‪ 4631‬ػ ‪ : ) 3114‬كلػػد فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬انتقػػؿ إلػػى ك ػربالء كعم ػرة تسػػع سػػنيف ‪ ،‬إذ كاصػػؿ‬
‫دراستو عمى كبار عمماء عصره منيـ ‪ :‬كالده السيد ميدم الشيرازم كالسػيد حسػيف القمػي كالسػيد محمػد ىػادم الميالنػي كالشػيخ‬
‫جعفر الرشتي كاخريف حتى ناؿ درجة االجتياد كعمى ايدييـ ‪ ،‬تتممذ عمى يديو اكثر مف الؼ طالب ديف مػف مختمػؼ العكاصػـ‬
‫االسالمية ‪ ،‬اصبح جميـ مراجع عظاـ امثاؿ ‪ :‬السيد محمد تقي المدرسي ‪ ،‬السيد صػادؽ الشػيرازم ‪ ،‬السػيد مرتضػى القزكينػي‬
‫كاخريف ‪ ،‬لو اكثر مف الؼ كمئتاف كثالثيف كتابان غير المحاضرات كالكاسيتات المسجمة منيا ‪ -:‬مكسكعة الفقو تتككف مف مئػة‬
‫كخمسػػكف جػػزءان ‪ ،‬ككتػػاب الطيػػارة ( ‪ 45‬جػػزء ) ‪ ،‬كتػػاب النكػػاح ( ‪ 1‬جػػزء ) ‪ ،‬حػػكؿ حػػزب البعػػث الع ارقػػي ‪ ،‬مشػػاكؿ الحػػرب‬
‫كغيرىػػا ‪ .‬لمتفاصػػيؿ ينظػػر ‪ :‬عػػادؿ عنػػاد ناصػػر ‪ ،‬االمػػاـ محمػػد ميػػدم الشػػيرازم سػػيرتو ‪ ،‬اثػره فػػي الحيػػاة الفكريػػة كاالجتماعيػػة‬
‫كالسياسية ‪ ،‬رسالة ماجستير ( جامعة سانتي كميمنس ‪ :‬كمية التربية ‪. ) 3116 ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫باقر شريؼ القريشي ( ‪ 4631‬ػ ‪ : ) ......‬عالـ مجتيد ك باحث مؤلؼ ‪ ،‬تصدل لمتدريس فػي الفقػو كاالصػكؿ فػي حػكزة النجػؼ‬
‫العمميػػة ‪ ،‬درس ع مػػى اعػػالـ المرجعيػػة الدينيػػة امثػػاؿ ‪ ،‬السػػيد أبػػك القاسػػـ الخػػؤئي ‪ ،‬السػػيد محمػػد المرعشػػي ‪ ،‬السػػيد عبػػد الك ػريـ‬
‫عمي خاف ‪ ،‬السيد محسف الحكػيـ ‪ ،‬السػيد محمػد بػاقر الصػدر كغيػرىـ ‪ ،‬خػدـ الطائفػة األماميػة بمؤلفاتػو القيمػة ‪ ،‬كاليػزاؿ يخػدـ‬
‫اإلسالـ كالفكر بقممو كعممو ‪ .‬لو أكثر مف ثمانيف مؤلفا منو ‪:‬حياة االماـ الحسف (‪ ، ) ‬نظاؾ الحكـ كاالدراة فػي اإلسػالـ‬
‫‪ ،‬ايضاح الكفاح ( ‪ 1‬مجمدات ) ‪ ،‬سيرة النبكة كاؿ البيت ( ‪ 41‬مجمدا) كغيرىا ‪ .‬محمػد الغػركم ‪ ،‬مػع عممػاء النجػؼ االشػرؼ‬
‫‪ ،‬ح‪ ، 3‬ص‪ 533‬؛ محمد حرز الديف ‪،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ص‪. 323‬‬
‫‪113‬‬
‫اإلسالـ" ‪ ،‬نماذج اختارىػا الباحػث مػع أخػرل سػتأتي فػي سػياؽ البحػث ‪ ،‬لتكػكف صػكرة مصػغرة لمػا طرحػو الفكػرم‬
‫الحكزكم عمى الساحة النجفية كالعراقية انذاؾ كالتي التػزاؿ انعكاسػاتيا ماثمػة امػاـ العػيف فػي الكثيػر مػف الجكانػب‬
‫المعرفية كالفكرية ‪.‬‬
‫أكد الشيخ االصفي في كتابو أعاله عمى مبادئ اإلسالـ في تكزيع الثركة ‪ ،‬الذم يتخذ مػف قاعػدة التقػكل أساسػا‬
‫منبي ػان إلػػى أف التحيػػز كال الت ػكاء فػػي‬ ‫(‪)4‬‬
‫لػػذلؾ منطمقػػا مػػف االيػػة الكريمػػة ((إٌَِّ أَكْ بسَيَكُىْ عِنْ بدَ انهَّ بهِ أَحْمَبببكُىْ ))‬
‫سياسػة اإلسػالـ العامػة التػي تنطمػؽ مػف المصػمحة العميػا لممجتمػع ‪ ،‬مػع احتػراـ الحريػات الشخصػية ‪ ،‬مػع التركيػػز‬
‫عمى دكر الدكلة في القياـ بسياستيا ككاجباتيا مف اجؿ ازدىار المجتمع كتطكره بعيدا كما ينشػأ فػي ظػركؼ شػاذة‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫كمتناقضة تؤدم إلى ابادة االقتصاد العاـ ػ عمى حد قكلو ػ‬
‫كحػػذر السػػيد محمػػد ميػػدم الشػػيرازم مػػف زيػػادة خطػػر الم ػد االحمػػر فػػي الشػػارع فػػي محاكلػػة منػػو لمسػػيطرة عمػػى‬
‫الشػػباب ‪ ،‬مػػف خػػالؿ دغدغػػة ع ػكاطفيـ بالشػػعارات الب ارقػػة ‪ ،‬مرك ػ از عمػػى ضػػركرة التمسػػؾ بػػالقيـ اإلسػػالمية التػػي‬
‫كضػعت األسػاس لممجتمػػع الرصػيف ‪ ،‬كعممػػت عمػى اتحػاد سياسػػة رشػيدة فػػي بنػاء اقتصػاد متكامػػؿ يمكنػو الكقػػكؼ‬
‫بكجو االخطػار الخارجيػة التػي تحػاكؿ النفػاذ اليػو مػف خػالؿ البطالػة التػي عػدىا مػف " المظػاىر المسػمحة " داخػؿ‬
‫(‪)2‬‬
‫شغمت ىمكـ الطبقات الفقيرة مفكرم الحكزة الدينيػة ‪ ،‬لمػا تعانيػو ىػذه الشػريحة مػف العػكز‬ ‫المجتمع اإلسالمي ‪.‬‬
‫كالفقػػر المػػدقع‪ ،‬كالحاجػػة الماسػػة لالرتقػػاء بمسػػتكاىا المعاشػػي بالشػػكؿ الػػذم يتناسػػب كمرتكػزات اإلسػػالـ األخالقيػػة‪،‬‬
‫مبتعدا بيا عف مخالب الشػيكعية كال أرسػمالية الغربيػة التػي تريػدىا أف تػنغمس فػي بحػر مػتالطـ مػف الفسػاد كسػكء‬
‫االخالؽ ‪ ،‬في دعكة إلى االستفادة مف ثركات البمد الداخمية كاالعتماد عمييػا فػي انتشػاؿ تمػؾ الشػريحة ممػا تعانيػو‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬
‫كتناكؿ عبد اليادم الفضػمي "مشكمة الفقر" فػي مؤلػؼ حمػؿ ذات العنػكاف ‪ ،‬معتبرىػا مػف المشػاكؿ االجتماعيػة‬
‫التي يستخدميا أعداء اإلسػالـ كسػالح فعػاؿ ضػده ‪ ،‬مؤكػدا عمػى أف الغايػة مػف ذلػؾ ىػك تػأخر البمػداف اإلسػالمية‬
‫كانحطاطيػػا بشػػكؿ تسػػيؿ معػػو عمميػػة التػػدخؿ فػػي شػػؤكنيا الداخميػػة ‪ ،‬فتػػتـ السػػيطرة عمػػى خيراتيػػا كامػػتالؾ عقػػكؿ‬
‫أبنائيػػا ‪ ،‬ممػػا يفسػػح المجػػاؿ النتشػػار الظمػػـ االجتمػػاعي كالتخمػػؼ الحضػػارم كالعػػكز المػػادم ‪ ،‬مػػف خػػالؿ تركيػػز‬
‫الثركة بأيدم فئة مستبدة مستغمة كمف خالؿ الشعارات البراقة النفاذ إلى جسـ البمداف اإلسالمية بحجة المحػركميف‬
‫(‪)5‬‬
‫‪.‬‬ ‫كالدفاع عنيـ‬

‫(‪)4‬‬
‫سكرة الحجرات ‪ ،‬أية (‪)42‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد ميدم االصفي ‪ ،‬النظاـ المالي كتداكؿ الثركة في اإلسالـ ( النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم ‪ ) 4613 ،‬ص‪. 13‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد ميدم الحسيني الشيرازم ‪ ،‬العدالة اإلسالمية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم ‪ ، ) 4611 ،‬ص‪ 3‬ػ ص‪. 41‬‬
‫(‪)1‬‬
‫احمد الفالي ‪ ،‬بيف اإلنساف كسائر المكجكدات ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغػرم ‪ ، ) 4611 ،‬ص‪ 2‬ػ ‪ 12‬؛ محمػد امػيف زيػف الػديف ‪،‬‬
‫رسالت السماء ‪ ،‬ص‪ 31‬ػ ص‪. 21‬‬
‫(‪)5‬‬
‫عبد اليادم الفضمي ‪ ،‬مشكمة الفقر ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪ ،‬ص‪ 1‬ػ ص‪. 6‬‬
‫‪114‬‬
‫كضع الفضمي حمكال ناجعة لتمؾ المشكمة ‪ ،‬تمثمت بالدعكة إلى تطبيؽ نظاـ الضماف االجتماعي الذم مف شانو‬
‫أف ينتشؿ مف الفقر كالعكز العديد مف شرائح المجتمع التي تعاني منو ‪ ،‬مؤكدا عمى أف ىػذا النظػاـ تمتػد جػذكره‬
‫إلى عصر اإلسالـ األكؿ ‪ ،‬كما انو لـ ينسى دكر الدكلة في القضاء عمى ىذه المشكمة أك الحد مف تفاقيمػا عمػى‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬مذك ار بسياسػة األمػاـ‬ ‫اقؿ تقدير ‪ ،‬باعتبار أف مف حؽ االفراد عمى الدكلة رعايتيـ كتكفير الحياة الكريمة ليـ‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫عمى (‪ )‬في التخفيؼ مف حدة ىذه المشكمة كخطكرتيا عمى المجتمع‬
‫(‪)2‬‬
‫رادا مػف‬ ‫كركز الشيخ باقر شريؼ القرشي عمى مكضكعة العمؿ كالعماؿ في سمسمة مػف المقػاالت الصػحفية‬
‫خاللػ ػو عم ػػى الطركح ػػات السياس ػػية لمتي ػػارات المادي ػػة ‪ ،‬بأس ػػمكب تحدي ػػدم ‪ ،‬كبرؤي ػػا إس ػػالمية عصػ ػرية معري ػػا في ػػو‬
‫مح ػػاكالت التي ػػار الم ػػادم ف ػػي كس ػػب الػ ػرأم العػ ػػاـ ع ػػف طري ػػؽ الش ػػعارات كالمنش ػػكرات الثقافي ػػة ‪ ،‬أك م ػػف خػػػالؿ‬
‫التنظيمات النقابية ‪ ،‬مؤكدا فيو عمى احتراـ اإلسالـ لمعمالة ‪ ،‬منطمقا مف ككف الرسكؿ االعظـ (‪ )‬كخميفة االماـ‬
‫عمي (‪ ، )‬ىما جزء مف مجتمع العماؿ الكادحيف ‪ ،‬مما اضفى عمى العمؿ كالعمػاؿ صػبغة تشػريفية تنػال بػو‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬مشػػددا عمػػى ضػػركرة أف تمػػنح الدكلػػة العػػاجزيف عمػػى العمػػؿ ركات ػب شػػيرية مػػف‬ ‫عػػف االمتيػػاف كالكضػػاعة‬
‫خزينتياا ليتمكنكا مػف العػيش بسػالـ ‪ ،‬عػدـ االنجػراؼ كراء التيػارات الماديػة ذات الشػعارات الفضاضػة التػي تظيػر‬
‫(‪)5‬‬
‫‪.‬‬ ‫حماية المظمكـ كتبطف معاداتو‬
‫كتنػػاكؿ الشػػيخ القريشػػي مكضػػكعا أخػػر كػػاف غايػػة فػػي األىميػػة ‪ ،‬ذلػػؾ ىػػك مكضػػكع " اإلسػػالـ كالسياسػػة " مػػف‬
‫خالؿ كتابو " النظاـ السياسػي فػي اإلسػالـ " ‪ ،‬فػي معالجػة فكريػة لممكضػكع ارتقػت كثيػ ار بقيػاس الػزمف كالمكػاف ‪،‬‬
‫مبينان فيو باف اإلسالـ قد دعى إلى بناء النظاـ السياسي الحديث القائـ عمى الشكرل كاختيار االكفػاء الدارة الػبالد‬
‫‪ ،‬مع التركيز عمػى اسػتعماؿ العقػكؿ النيػرة لمقيػادة ‪ ،‬مػع رسػـ سياسػتو الداخميػة كالخارجيػة باالعتمػاد عمػى الػذات ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كاكد الشيخ القريشي في مجػاؿ " نظرية العمؿ السياسػي " عمػى ضػركرة ربػط اإلسػالـ بتمػؾ النظريػة ‪ ،‬مشػددا‬
‫عمى عدـ الفصػؿ بينيمػا كجػزء أسػاس مػف ركح اإلسػالـ كتعاليمػو كجػكىره ‪ ،‬شػرطا ميمػا مػف شػركط اسػتمرار يتػو‬
‫قائال ‪:‬‬

‫(‪)4‬‬
‫عبد اليادم الفضمي ‪ ،‬مشكمة الفقر ‪ ،‬ص‪ -1‬ص‪. 41‬‬
‫) عنػػد زعامتػػو لمدكلػػة اإلسػػالمية عمػػى كالتػػو ضػػركرة التصػػدم إلػػى المشػػاكؿ االجتماعيػػة‬ ‫(‪ )3‬أكػػد االمػػاـ عمػػي بػػف ابػػي طالػػب (‪‬‬
‫كمنيا الفقر كالعكز لمرعية عمى أساس العدالة االليية ‪ ،‬كمثاؿ عمى ذلؾ طالب كاليو عمى مصػر مالػؾ االشػتر عنػد تقميػده ايػاه‬
‫امػكر تمػؾ الكاليػة قػػائال ‪ (( :‬اهلل اهلل فػي الطبقػة السػػفمى مػف الػذيف الحيمػػة ليػـ ‪ ،‬مػف المسػػاكيف كالمحتػاجيف كاىػؿ البػػؤس ‪، ...‬‬
‫كاجعػػؿ قسػػما مػػف بيػػت مالػػؾ كقسػػما مػػف غػػالت ص ػكا فػػي اإلسػػالـ فػػي كػػؿ بمػػد‪ ،‬فػػاف لالقصػػى مػػنيـ مثػػؿ الػػذم لالدنػػى ‪، ...‬‬
‫كاليشغمؾ عنيـ بطر ‪ ،‬فانؾ التعذر )) ‪ .‬نيج البالغة ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ 116‬ػ ص‪. 115‬‬
‫(‪)2‬‬
‫( االضكاء ) ‪ ،‬السنة ( ‪ ، ) 5‬اب ‪4611‬ـ ‪ ،‬العدد ( ‪ ، ) 4‬ص‪. 323‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لمتفاصيؿ ينظر ‪ :‬باقر شريؼ القرشي ‪ ،‬العمؿ كحقكؽ العامؿ في اإلسالـ ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬دار احياء تػراث اىػؿ البيػت ‪) 4603 ،‬‬
‫‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص‪ 31‬ػ ‪. 65‬‬
‫(‪)5‬‬
‫المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪ 41‬ػ ص‪. 22‬‬
‫(‪)1‬‬
‫باقر شريؼ القرشي ‪ ،‬النظاـ السياسي في اإلسالـ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النجؼ ‪ ، ) 4612 ،‬ص‪. 414‬‬
‫‪115‬‬
‫وجعمػو‬ ‫" أف مػف الفيػـ الخػاطيء تجػريد اإلسػالـ عف السياسة الرشيدة‬
‫بمػنأى عنيػا ‪ ،‬فانػو يفقد فعاليتو وذاتياتو ‪،‬بؿ يفقد روحو‬
‫وجػوىره ‪ ،‬ويكػوف شبػحػا باىػتا وظال متيافتا ‪ ،.......‬فسياستنا‬
‫(‪)2‬‬
‫ىي سياسة النبي (‪ )‬واالئمة (‪ )‬الخالية مف كؿ ىوى ودنس "‬
‫لػـ تكػػف طركحػػات مفكػػركا الحػػكزة كمثقفييػا ذات اطػػر محػػددة ‪ ،‬بػػؿ تنػػاكلكا شػتى المكضػػكعات التػػي كانػػت عمػػى‬
‫تمػػاس مباشػػر بحيػػاة االفػراد كالمجتمعػػات ‪ ،‬مركػزيف ىػػذه المػرة عمػػى الجكانػػب االقتصػػادية كحمايػػة المنتػػكج المحمػػي‬
‫مػػف اكتسػػاح المنتػػكج االجنبػػي لػػو ‪ ،‬مشػػدديف عمػػى ضػػركرة اعتمػػاد الػػدكؿ اإلسػػالمية عمػػى قػػدراتيـ اإلنتاجيػػة بمػػا‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬محػذريف مػف حالػة الضػعؼ‬ ‫يحصف أمػنيـ الغػذائي منطمقػيف مػف مقكلػة " مػف ال اقتصػاد لػو ال اس أمػف لػو‬
‫(‪)2‬‬
‫في ىذا الجانب الذم يحاكؿ أعداء اإلسالـ النفاذ مف خاللو لضرب المجتمعات اإلسالمية ‪.‬‬
‫نػػاقش باحػػث أخػػر مكضػػكع "التمػػػوث البيئػػػي" كتأثي ارتػػو عمػػى صػػحة العامػػة ‪ ،‬معم ػالن نً ذلػػؾ بكجػػكد التجمعػػات‬
‫السكانية الكثيفة كانتشػار معامػؿ الطػابكؽ بشػكؿ عشػكائي مػع عػدـ تػكفر امػاكف خاصػة لرمػي النفايػات التػي كثيػ ار‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ماتحرؽ مسببو انبعاث غازات سامة تؤثر بشكؿ مباشر عمى صحة االفراد‬
‫كما تطرؽ ذات الباحث إلى مكضكع ينـ عػف تطػكير فكػرم كاعػي بحسػاب الزمػاف كالمكػاف ‪ ،‬فنبػو إلػى أىميػة‬
‫الش اررة الكيربائية المتكالدة مف اصطداـ الغيكـ ببعضيا كالتػي تكلػد إشػعاعات مفيػدة لمنباتػات الضػعيفة ‪ ،‬كمػا أنيػا‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬كتمػؾ حقيقػة أكػدىا العمػـ‬ ‫تقتؿ الجراثيـ الفتاكػة ‪ ،‬كفػي الكقػت تكػكف مطيػ ار طبيعيػا لميػكاء مػف الغػازات العفنػة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الحديث كالبحكث كالتجارب الفيزيائية عمى المستكل األكاديمي‬
‫كظيرت كتابات كدراسات تؤكد عمى الدكر الميـ لإلسالـ في الحياة كقابميتػو فػي طػرح الحمػكؿ المثمػى فػي فتػرة‬
‫سماىا معاصرييا "عص ار ذىبيا لمنجؼ في مجالي العمـ واآلدب" لذلؾ فقػد كانػت تمػؾ االنطالقػة الجريئػة كالحقيقػة‬
‫مف ابرز المتغيرات التي امتازت بيا تمؾ االصدارات كالبحكث الخارجة مف اطار الجمكد كاالنعزاليػة كالتػي سػادت‬
‫(‪)1‬‬
‫" تحديد النسػؿ مػف رؤيػة‬ ‫تناكؿ مكضػكع‬ ‫سنكات طكيمة ‪ ،‬فنرل السيد عبد الرسكؿ عمي خاف‬

‫(‪)4‬‬
‫(( مقابمة شخصية )) ‪ ،‬الشيخ باقر شريؼ القرشي ‪ ،‬مقابمة بتاريخ ‪3141/1/ 40‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حسيف الخزرجي ‪ ،‬أىمية اإلصالح الزراعي ‪ ( ،‬النجؼ ) " مجمة " ‪ ،‬اشباط ‪ ، 4611‬العدد (‪ ، )45‬ص‪. 41‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عبد اليادم الفضمي ‪ ،‬مشكمة الفقر ‪ ،‬ص‪. 45‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ميدم البزركاف ‪ ،‬المطيرات في اإلسالـ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم ‪ ، ) 4611 ،‬ص‪ 2‬ػ ص‪. 46‬‬
‫(‪)5‬‬
‫المصدر نفسو ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(( مقالة شخصية )) ‪ ،‬االستاذ فاضؿ عبد الزىرة ‪ ،‬استاذ مساعد في قسـ الفيزياء كمية التربية لمبنات مكاليد ‪ ،4651‬النجؼ االشرؼ ‪. 3141 / 43 / 41‬‬
‫(‪)1‬‬
‫السػيد عبػػد الرسػػكؿ عمػي خػػاف ( ‪ 4636‬ػ ‪ : ) 4602‬كلػػد فػػي النجػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬درس عمػػى يػد اعػػالـ عصػره امثػػاؿ كالػده السػػيد عبػػد الحسػيف عمػػى خػػاف كالسػػيد محسػف الحكػػيـ كالسػػيد عبػػد اهلل‬

‫الشيرازم كالسيد محمكد الشاىركدم كالسيد جعفر المرعشي النجفي كالسيد محمكد الركحػاني كغيػرىـ مػف اسػاتذة الحػكزة العمميػة ‪ ،‬نػاؿ رضػا السػيد الحكػيـ كاعتػ اززه فقػد عػرض عميػو أف يكػكف‬

‫ممثال لو في دكلة الككيت لكنو رفض ايثا ار منو لمبقاء في العمػـ النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬مثػؿ مرجعيػة السػيد الحكػيـ كػككيال عنػو فػي قضػاء بمػد حتػى منتصػؼ سػتينيات القػرف العشػريف فػتمكف مػف‬

‫تأسيس مكتبة عامة فييا اطمؽ عمييا مكتبة بمد العامة ‪ ،‬كقبؿ نياية ذلؾ العقد عاد إلى النجػؼ االشػرؼ كأصػبح مػف العممػاء المقػربيف مػف مرجعيػة السػيد أبػك القاسػـ الخػكئي ‪ ،‬لػو اثػار فكريػة‬

‫كاسعة منو بشػرح كفايػة االصػكؿ ‪ ،‬نظػرات فػي المعػالـ االصػكؿ ‪ ،‬دركس فػي عمػـ النحػك‪ ،‬مػف كحػي اىػؿ البيػت عمػييـ السػالـ ‪ ،‬تحديػد النسػؿ مػف كجيػة نظػر إسػالمية ‪ ،‬ديػكاف شػعر باسػـ (‬
‫براعـ كاشكاؾ ) ‪ ،‬كمجمكعة شعرية غير مطبكعة تبمػغ الػؼ بيػت شػعرم كغيرىػا‪ .‬عبػد الكىػاب طػاىر عمػي خػاف ‪ ،‬مؤلفػك السػيد عمػي خػاف ‪ ( ،‬مخطػكط ) ‪ ( ،‬النجػؼ ‪:‬‬
‫مكتبة المؤلؼ الشخصية ‪ ،‬د ‪ .‬ت) ‪ ،‬ص‪ 4‬ػ ص‪ 41‬؛ محمد ىادم االميني ‪ ،‬معجـ رجاؿ الفكر كاالدب ‪ ،‬ح‪ ، 3‬ص‪. 611‬‬

‫‪116‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬فػػاعتبر‬ ‫كنظريتػػو الداعيػػة لمحػػد مػػف زيػػادة السػػكاف‬ ‫إسػػالمية " اردا عمػػى دعػػكة اإلنكميػػزم ركبػػرت مػػالثكس‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫السيد عبد الرسكؿ ذلؾ الطرح غريبا كبعيدا عف اإلسالـ كما أعطى مبرراتو لرفض مسالة تحديد النسؿ‬
‫سعى السيد محمد بػاقر الصػدر كفػي جانػب األعػالـ اإلسػالمي إلػى تطػكير المنبػر الحسػيني ألىميتػو فػي نشػر‬
‫(‪)1‬‬
‫‪،‬‬ ‫الفكر المحمدم االصيؿ كبياف منيجو الثابت ‪ ،‬مؤكدا عمى مقكلة ‪ " :‬كؿ خطيػب عػالـ وكػؿ عػالـ خطيػب "‬
‫في التصدم لمكسائؿ اإلعالمية المغرضة المدعكمة ماليا مف أعداء الديف عامة كالمذىب عمى كجػو الخصػكص‬
‫(‪)5‬‬
‫باعتبػار ىػذا المكضػكع ذك أىميػة‬ ‫‪ .‬كفي أكثر مف مناسبة أثار السيد الصدر قضية االىتماـ بالمنبر كتطكيره‬
‫بالغػػة بالنسػػبة لممسػػمميف باعتبػػاره المكج ػو ليػػـ كلعقيػػدتيـ كلمػػذىبيـ فنفػػذ ذلػػؾ المشػػركع التطػػكيرم بفتحػػو لػػدكرات‬
‫(‪)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫تكعكية تثقيفية في مسجد الطكسي ‪ ،‬مشددا عمى سمتيف لذلؾ العمؿ ىما‬
‫ػ ػ ترسػػيخ المنبػػر ‪ :‬أف تك ػكف قكاعػػد المنبػػر مبنيػػة عمػػى أسػػس عمميػػة فكريػػة كاضػػحة المعػػالـ مؤكػػدا عمػػى سػػمكؾ‬
‫الخطيب كقدرتو عمى معالجة لجمع القضايا االجتماعية كالسياسية ‪.‬‬
‫ػ اثراء المنبر الفكري ‪ :‬ثراء مادة المنبر بالمادة العممية المسندة بالمصادر لكافة المذاىب اإلسالمية‪.‬‬
‫لقد كاف طرح السيد الصدر دافعا نفسيا لعدد مف المفكريف لمتصدم لمحالة المتردية لممنبر الحسيني كمػا تخمفػو‬
‫(‪)1‬‬
‫تتناسػػب مػػع عظمػػة الثػػكرة‬ ‫بعػػض الركايػػات المبػػالغ فييػػا عػػف تشػػكيو لممبػػادئ اإلسػػالمية كخمػػؽ منػػابر حسػػينية‬

‫(‪)4‬‬
‫ركبرت مالثكس ‪ 4111 ( robert malthose‬ػ ‪ : ) 4021‬عالـ اقتصػاد إنكميػزم ‪ ،‬تػأثر بنظريػة الكػاىف سػارم اإلنكميػزم الػذم طػرح فكػرة‬
‫خطػكرة نمػػك السػكاف بػػدكف االسػػتعداد ليػـ تنظػػيـ الغػذاء كالمػكاد الضػػركرية األخػرل ‪ ،‬كيعػػد مػالثكس أكؿ كأكثػػر مػػف اىػتـ بدارسػػة السػػكاف ‪،‬‬
‫حيث نشر كتابو مقالو عف السكاف ‪ .‬ينظر ‪ :‬سمير شيخماني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪. 415‬‬
‫(‪)3‬‬
‫تقكؿ النظرية المالثكسػية التػي نشػرت سػنة ‪4160‬ـ أف عػدد السػكاف اذا لػـ يػنظـ فانػو يت ازيػد بمعػدؿ أسػرع مػف سػبؿ اعػالتيـ باألغذيػة كالمػكاد‬
‫كبػػديؿ التنظػػيـ ىػػك الم ػػرض كالحػػرب كالفقػػر ‪ ،‬أم أف عػػدد الس ػػكاف يميػػؿ إلػػى الزي ػػادة بسػػرعة تفػػكؽ الزيػػادة ف ػػي انتػػاج الم ػكاد الغذائي ػػة ‪،‬‬
‫كقداحدثت ىذه لنظرية اضطرابا كقمقا كبيريف ‪.‬ينظر ‪ :‬المصدر نفسو ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص‪. 415‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عبد الرسكؿ عمي خاف ‪ ،‬تحديد النسؿ مف كجية نظر إسالمية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪. ) 461 ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد باقر الصدر ‪ ،‬اإلسالـ ىك الحقيقة ‪ ( ،‬االضكاء ) ‪ 45 ،‬كانكف األكؿ ‪ ، 4614‬العدد ( ‪ ، ) 4‬ص‪ 411‬ػ ص‪. 411‬‬
‫(‪)5‬‬
‫لقد تحدث الشيخ احمػد الػكائمي عػف تمػؾ الػدكرات كاىميتيػا ‪،‬مكضػحا انػو كجػد فػي مجمػس السػيد محمػد بػاقر الصػدر اىتمامػا كاسػعا كاصػغائو‬
‫لمجمكع األفكار الرامية الى تطكير المنبر الحسيني بطريقة لـ اراه عند غيره مف المفكريف كالعمماء مما دعاني إلى الحػديث عػف المكضػكع‬
‫كمما دخمت اليو حتى استكعبت جميع الجكانب كاألفكار التي يرغب السيد الصػدر أصػالحيا ‪ .‬لمتفاصػيؿ سػينظر ‪ :‬احمػد الػكائمي كاخػركف‬
‫‪،‬محمد باقر الصدر سمك الذات ‪ ،‬ص‪.112‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عبد المجيد الحميرم المرجعية في اطارىا الراعي ‪ ( ،‬االضكاء ) ‪ ،‬نيساف ‪ 4612‬ـ ‪ ،‬العدد (‪ ، )21‬ص‪. 411‬‬
‫(‪)1‬‬
‫طرح مجمكعة مف مفكرم الحكزة العممية فكرة تأسيس كمية لمكعظ كاالرشاد عاـ ‪4612‬ـ تاخذ عمى عاتقيا تنفيػذ المشػركع االصػالحي لممنبػر‬
‫الحسيني ‪ ،‬كمف تمؾ الرمكز ‪ :‬محمد رضا المظفر ‪ ،‬عمي قساـ ‪ ،‬احمػد الػكائمي ‪ ،‬جػكاد شػبر كغيػرىـ ‪ ،‬كلكػف معارضػي ىػذه الفكػرة اتيمػكا‬
‫المجنة بمحاكلة القضاء عمى الخطابة الحسينية كاصكليا مما ادل في نياية المطاؼ الى المغاء تمػؾ الخطػكة بشػكؿ كامػؿ ‪ .‬عبػد اهلل عمػي‬
‫‪ ،‬جيد االربعينات اتسمت بالنخبكية ( النكر ) " مجمة " ‪ ،‬تشريف االكؿ ‪ 4660‬العدد ( ‪ ) 406‬ص‪ 41‬؛ محمد ميدم االصػفي ‪ ،‬مدرسػة‬
‫النجؼ كتطكر الحركة االسالمية فييا ‪ ،‬ص‪ – 40‬ص‪. 22‬‬

‫(‪ ) 4‬مسمـ الجابرم ( ‪ : ) 4615 – 4642‬خطيبان كاديبان مشيك انر ‪ ،‬كلػد فػي النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬درس العمػكـ الدينيػة عمػى يػد اعػالـ عصػره مثػؿ‬
‫محمد حسيف الفيخراني ‪ ،‬السيد شكر اهلل البيباني في عمكـ اليندسة ‪ ،‬عمي الخاقاني ‪ ،‬شعراء الغرم ‪ ،‬ح‪ ، 44‬ص‪. 244‬‬
‫‪117‬‬
‫كرفعتيا كتثقيؼ شخصيات مؤىمة الداء ذلؾ الكاجب ‪ ،‬كلعؿ مف الشخصيات البارزة عمى سػبيؿ المثػاؿ ال حصػر‬
‫(‪)4‬‬
‫الذم ابتعد عػف الركايػات الضػعيفة كالرجػكع إلػى مصػادر المػذاىب األخػرل باإلضػافة إلػى‬ ‫الشيخ مسمـ الجابرم‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫ميكلو إلى األدب كالشعر لنشر الثقافة في المجتمع كزيادة كعيو‬
‫كالى جانب الشيخ الجابرم كاف السيد جكاد شبر خطيبا المعا كمؤث ار في مستمعيو لما يممكو مف قكة في األداء‬
‫إلى جانب الثقافة العممية المكثقة المتمثمة بالحكادث التاريخية كالشعر مما كاف يترؾ اث ار في مستمعيو مما يعكػس‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ذلؾ حشد الجميكر الذم كاف يتكاجد في مجمسو‬
‫كقػػد شػػارؾ الشػػيخ احمػػد ال ػكائمي تمػػؾ المسػػيرة اإلصػػالحية بحيػػث اصػػبح أساسػػا كركنػػا متمي ػ از منيػػا فمػػف خػػالؿ‬
‫العطائات الكثابة التي جاء بيا الشيخ الكائمي أصػبح رمػ از اصػالحيا ذك تػاثير بػالغ عمػى الفكػر لػيس داخػؿ العػراؽ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫فحسب بؿ امتد لمعالـ اإلسالمي‬
‫لقػػد اكػػد الشػػيخ ال ػكائمي عمػػى النظػرة الفمسػػفية لممنبػػر الحسػػيني مكضػػح ايػػاه " بأنػػو مػػف اىػػـ الكسػػائؿ الحضػػارية‬
‫كاليات االعالـ اليصالو الحقائؽ لمناس بعطاء غير ميسكر لمكسائؿ االخرل " مؤكدا باف اسػتخداـ المنبػر بشػكؿ‬
‫(‪)5‬‬
‫الصحيح سيجعؿ لممستمعيف حافظيف لخزيف مف الحقائؽ التاريخية والمعمومات الدينية االكيدة ‪.‬‬
‫كاكد الشيخ احمد الكائمي عمى خطباء المنبػر الحسػيني ضػركرة تنػاكؿ قضػية كػربالء طػكاؿ ايػاـ السػنة مشػترطا‬
‫عدـ التركيز عف الحزف كاالسئ التي خمفتيا ‪ ،‬بؿ تككف أساسا لمدعكة كالعمؿ في خطى اإلصالح كلسد الحاجات‬
‫المعرفية المتجددة دائما ‪،‬قائال بيذا الصدد ‪:‬‬
‫" ‪ .....‬أف يكوف المنبر صوت ممح يواصؿ الدعوة إلى العمؿ‬
‫فػي خطى اإلصػالح ‪ ،‬ومف اجؿ التعبير عف صوت اإلنساف‬
‫المعػذب المظموـ الذي مثمو صوت الطؼ في كربالء وضرورة‬
‫الخػروج بيػذه المناسبة الكبيرة إلى مستوى اوسع يبتعد عف‬
‫المزايػدات والمبالغػات واستميػاـ مػواقؼ رموزىا وقادتيا‬
‫(‪)7‬‬
‫فاف سيرة القائد حسب وصؼ الوائمي طعاـ النفس الجائعة "‬
‫لـ يغفؿ الشيخ الكائمي عف التركيز في حطبو عمى ابراز خصائص حركة التاريخ كاشفا لإلنساف جكانب كاسعة‬
‫كرمػػة‬
‫مػػف أثػػاره بػػار از الصػراع بػػيف اكليػػاء اهلل كانصػػار الشػػيطاف مركػ از عمػػى الخطبػػاء أف يكشػػفكا لمعػػالـ سػػمات " ا‬
‫االماـ الحسيف (عميو السالـ) "‪ ،‬التي جعميا عمػى بعػديف األكؿ "سياسػي" رافضػا التبعيػة إلػى االسػتبداد كالظمػـ ‪،‬‬

‫(‪ )3‬حيدر المرجاني ‪ ،‬خطباء المنبر الحسيني ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة دار النشر كالتاليؼ ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ح‪ ، 4‬ص‪. 421‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(( مقابمة شخصية )) ‪ ،‬شريؼ كاشؼ الغطاء ‪ ،‬النجؼ االشرؼ ‪.3141/6 /1 ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫غانـ عباس نجيب ‪ ،‬احمد الكائمي سيرتو كدكرة في الحياة الفكرية كاالجتماعية في العراؽ ‪ 4630‬ػ ‪ ، 3112‬اطركحػة دكتػكراه ‪،‬‬
‫( بغداد ‪ .‬معيد التاريخ العربي لمدراسات العميا ‪ ، )3115 ،‬ص‪. 61‬‬
‫(‪)5‬‬
‫احمد الكائمي ‪ ،‬تجاربي مع المنبر ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬مطبعة الشريؼ الرضي ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪ ،‬ص‪. 1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪. 1‬‬
‫‪111‬‬
‫كالثاني "حركي" كأساسو الخركج عمى الظالـ الحاكـ كما يسمى اليكـ " بالثورة المسمحة " ىادفا ايقاظ االمة ككسر‬
‫(‪)4‬‬
‫حاجز الخكؼ أم ار بالمعركؼ ناىيا عف المنكر‬
‫أدرؾ مفكػػرك المرجعيػػة الدينيػػة اد اركػػا كاعيػػا بخطػػكرة األفكػػار ال ػكارده مػػف خػػارج العػػالـ اإلسػػالمي السػػيما مػػف‬
‫(‬ ‫الذيف يدعكف اإلسالـ فكانت دعكاتيـ تؤكد بضركرة اسػتذكار كاقعػة الطػؼ كذكػرل استشػياد اإلمػاـ الحسػيف‬
‫‪ )‬كاعتبارىا مناسبة فكرية ػ إصالحية لخدمة اإلسالـ كالديف كالدفاع عنو كالرد عمػى المشػعكذيف كالمتصػيديف‬
‫بالماء العكر كذلؾ عف طريؽ إظيار " نيجو الرسالي ومنيجو اإلنساني " لمعالـ اجمع ‪ ،‬كأكدكا عمى شيئ ميـ‬
‫لمغاية ىك اف ذلؾ الخط الصادر مػف جػكىر العقيػدة اإلسػالمية السػمحاء ‪ ،‬عقيػدة رفضػت االنصػياع " لمظمػـ أو "‬
‫الجػػور " أك كطاعػػة الحكػػـ المسػػتبد " الػػدكتاتور " ‪ ،‬السػػيما بعػػد التػػدني الكبيػػر لمكاقػػع المعػػاش لألمػػة ‪ ،‬إذ كصػػؿ‬
‫ذلػؾ الحػػاؿ إلػػى درجػػة االرتػػداد قبػػؿ ثػػكرة اإلمػػاـ الحسػػيف (‪ )‬فكػػاف ذلػػؾ مؤشػ ار عمػػى مػػدل االنحػراؼ كالخػػركج‬
‫عف خط اإلسالـ كاالبتعاد عف قيمو كتغير مفاىيمو األصيمة إلى مصالح فردية "خاصة " " وكيانات " " متعددة "‬
‫(‪)3‬‬
‫فكاف اإلماـ الحسيف بف عمي (‪ ، )‬بحكـ مكقعػو الػديني كإمػاـ لألمػة اإلسػالمية كقائػدىا أف يختػار طريػؽ‬
‫الثػػكرة كالمقاكمػػة ضػػد الطغيػػاف كأنصػػاره ‪،‬كانػػو فػػي مكقفػػو ىػػذا لػػـ " يخػػرج أشػ ار وال بطػ ار ‪ ....‬وانمػػا خػػرج لطمػػب‬
‫اإلصػػالح فػػي امػػة جػػده " مػػف تمػػؾ المنطمقػػات أكجبػكا عمػػى خطبػػاء المنػػابر اإلسػػالمية غػػرس الػػركح النضػػالية فػي‬
‫أعمػػاؽ اإلنسػػاف كتثبيػػت عقيدتػػو كترسػػيخ إيمانػػو ‪ ،‬إلػػى جانػػب ذلػػؾ رفػػض المفكػػركف أف تنحصػػر تمػػؾ الثػػكرة فػػي‬
‫(‪)2‬‬
‫مجػػالس العػزاء كبعػػض المظػػاىر االجتماعيػػة الحسػػينية المرتبطػػة بيػػذه " الثػػكرة الخالػػدة " فقػػط عمػػى حػػد تعبيػػرىـ‬
‫مؤكديف عمى أىمية أف تككف " قيمتيا منيجا عمميا وفعميا " يحتذل بو فػي داخػؿ المجتمعػات اإلسػالمية كغيرىػا‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫مف األدياف األخرل‬
‫ف ػػال غ ػػرك اذا أف نج ػػد مفك ػػرم الح ػػكزة العممي ػػة كباحثيي ػػا كس ػػعكا بش ػػكؿ كاس ػػع لمس ػػيطرة عم ػػى كس ػػائؿ التبمي ػػغ‬
‫اإلس ػالمي كالتكجيػػو االجتمػػاعي ىػػادفيف تحقيػػؽ المتطمبػػات الجديػػدة لممجتمػػع كالتصػػدم لألفكػػار المنحرفػػة ‪ ،‬فنجػػد‬
‫عمػػى سػػبيؿ المثػػاؿ ال الحصػػر ‪ ،‬أف الشػػيخ احمػػد ال ػكائمي تمكػػف مػػف ايجػػاد مدرسػػة خطابيػػة غايتيػػا رفػػع الػػكعي‬

‫(‪)4‬ح س ػػف الحك ػػيـ ‪ ،‬الش ػػيخ احم ػػد الػ ػكائمي ‪ ،‬كنجفيات ػػو ف ػػي الش ػػعر كاالدب كالت ػػاريخ كالخطاب ػػة ‪ (،‬النج ػػؼ ‪ :‬مطبع ػػة الغ ػػرم الحديث ػػة ‪،‬‬
‫‪ ) 3111‬ص‪ 0‬؛ صادؽ جعفر الركازؽ ‪ ،‬امير المنابر‪ ( ،‬قـ المقدسة ‪ :‬مطبعة شريعة ‪ ، ) 3111 ،‬ص‪ – 331‬ص‪.312‬‬
‫(‪ )3‬عبد المنعـ الشيميساكم ‪ ،‬لماذا نيض الحسيف ‪ ( ،‬النشاط الثقافي ) " مجمػة " ‪ 1 ،‬اب ‪ ، 4650‬العػدد (‪ ، )0‬ص‪ 101‬؛ محمػد‬
‫حسيف فضؿ اهلل ‪ ،‬في ظالؿ كربالء ‪ ( ،‬النشاط الثقافي ) ‪ 1 ،‬اب ‪ ، 4650‬العدد (‪ ، )0‬ص‪. 334‬‬
‫(‪ )2‬اتخذ بعض عمماء األمامية فػي النصػؼ األكؿ مػف القػرف العشػريف مكقفػا مناىضػا لػبعض االفعػاؿ كالمظػاىر االحتفاليػة المرتبطػة‬
‫بالثكرة الحسينية كالتطبير كضرب الزنجيؿ ‪،‬كمنيـ السيد ىبػة الػديف الشيرسػتاني كالسػيد أبػك الحسػف االصػفياني كالسػيد محسػف‬
‫االميف العاممي ‪ .‬لمتفاصيؿ سينظر ‪ :‬جعفر الخميمي ‪ ،‬ىكذا عرفتيـ ‪ ،‬ص‪ ، 311‬محمد ميدم شمس الديف ‪،‬ثكرة الحسػيف فػي‬
‫الكجػػداف الشػػعبي ‪ ( ،‬بيػػركت ‪ :‬مطبعػػة الػػدار اإلسػػالمية ‪4601،‬ـ ) ‪ ،‬ص‪ 211‬؛ اسػػماعيؿ طػػو الجػػابرم ‪،‬المصػػدر السػػابؽ ‪،‬‬
‫ص‪.12‬‬
‫(‪ )1‬محم ػ ػػد جم ػ ػػاؿ الياش ػ ػػمي ‪ ،‬اإلس ػ ػػالـ كالمادي ػ ػػة التاريخي ػ ػػة ‪ ( ،‬النج ػ ػػؼ ) ‪ 41،‬تشػ ػ ػريف الث ػ ػػاني ‪4611‬ـ ‪ ،‬العػػ ػػدداف (‪ )5‬ك (‪،)1‬‬
‫ص‪31‬ػص‪ 31‬؛ محمد الميدم الشيرازم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 16‬‬
‫‪115‬‬
‫الثقػػافي عنػػد المجتمػػع مػػف خػػالؿ المجػػالس الحسػػينية إذ اتسػػمت خطاباتػػو باالعتػػداؿ كالتسػػامح فػػتمكف بػػذلؾ عمػػى‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫االستحكاذ عمى مشاعر أحاسيس الجماىير العراقية كاإلسالمية‬
‫(‪)3‬‬
‫مػػف قبػؿ‬ ‫كفػػي جانػػب أخػػر اليقػػؿ أىميػػة عمػػا سػػبؽ ‪ ،‬لػػـ يغفػػؿ مفكػػرم الحػػكزة العمميػػة مسػػالة الػػديف كتعريفػػو‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬كمحاكلػة ألبعػاد المسػمميف عػف ديػنيـ بغيػة إشػاعة الفكػر الخػاطئ فػي أذىػاف‬ ‫جيات أجنبية طبقػا لمصػالحيا‬
‫المجتمػػع بضػػركرة فص ػؿ الػػديف عػػف السياسػػة كميػػا ‪ ،‬مسػػتخدميف عػػدة أسػػاليب لتحقيػػؽ ذلػػؾ منيػػا تنصػػيب حكػػاـ‬
‫مستبديف لتحقيؽ مأربيـ باإلضافة إلى طرح مناىج تعميمية ذات ابعاد فكرية خاطئة كمحاكلة لمقضاء عمػى الفكػر‬
‫اإلسالمي الداعي الخضكع هلل كتعاليمة كالدفاع عف دينو (‪.)1‬‬
‫كانطالقان مف ذلؾ الخطر المتمثؿ بالغزك الفكرم طالب المفكركف مف المؤسسة الدينيػة بضػركرة مػؤازرة الجيػكد‬
‫الراميػػة لتطػػكير الد ارسػػة كاالىتمػػاـ بمدرسػػييا ‪ ،‬كخط ػكة عمػػى مكاكبػػة الد ارسػػة فػػي المجػػاؿ األكػػاديمي داخػػؿ الع ػراؽ‬
‫(‪)5‬‬
‫نػػرل الشػػيخ محمػػد ميػػدم االصػػفي اسػػتخدـ طريقػػة‬ ‫كخارجػػو قػػدر المسػػتطاع ‪ ،‬ففػػي مجػػاؿ نقػػد الكتػػب المدرسػػية‬
‫النقد البناء لتمؾ المناىج ‪ ،‬إذ يستخدـ أسمكب الشدة تارة في نقدىا كتػارة اخػرل يسػتخدـ المركنػة كخصكصػا لتمػؾ‬
‫الكتػػب التػػي تسػػتخدـ فػػي الد ارسػػة اكثػػر مػػف أربعػػة قػػركف باإلضػػافة إلػػى نقػده المنػػاىج التػػي كانػػت مالئمػػة لعصػػرىا‬
‫التي كضعت بيا فكجدىا غير مالئمة في نياية عقد الخمسينات مف القرف العشريف ‪ ،‬مؤكد عمى ضركرة التثقيؼ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫بيف أساتذة المدارس كطالبيا‬

‫(‪ )4‬حػػدث الباحػػث األسػػتاذ الػػدكتكر حسػػف عيسػػى الحكػػيـ عنػػد مػػا كػػاف اسػػتاذا فػػي الجامعػػة اليمنيػػة فػػي عػػدف خػػالؿ تسػػعينات القػػرف‬
‫العشريف ‪ ،‬انو الحض شخصا اىتماـ أبناء اليمف كمف مختمؼ الطكائؼ بمحاضرة الشيخ احمػد الػكائمي كالتػزاميـ فػي االسػتماع‬
‫الييا كقد تحدث إلى احد ابناء ذلؾ البمد الذم أبدل إعجابو بأسمكب الشيخ كسعة معمكماتو ‪ (( .‬مقابمػة شخصػية )) ‪ ،‬الػدكتكر‬
‫حسف الحكيـ ‪ ،‬أستاذ الدراسات العميا في كمية اآلداب جامعة الككفة النجؼ االشرؼ‪. 3141 /43/ 41 ،‬‬
‫(‪ )3‬عػػرؼ المفكػػر الشػػيعي عبػػد اليػػادم الفضػػمي الػػديف انػػو ‪ :‬عقيػػدة إلييػػة ينبثػػؽ عنيػػا نظػػاـ كامػػؿ لمحيػػاة ‪ ،‬لمتفاصػػيؿ ينظػػر ‪ :‬عبػػد‬
‫اليادم الفضمي ‪ ،‬اإلسالـ مبدأ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪ ، ) 4611 ،‬ص‪. 440‬‬
‫(‪ )2‬عرؼ الغربيكف الديف بأنو ‪ (( :‬عالقة فردية بيف اإلنساف كخالقو )) كىك تعريؼ غربي مشػيكر ‪ ،‬يعػد خػاطئ ألنػو اليمتقػى ككاقػع‬
‫ديننا اإلسالمي ‪ ،‬إذ اإلسالـ لـ يقتصر عمى تنظيـ كتكجيو العالقة بيف اإلنساف كربو فقط ‪ ،‬بؿ يشمؿ كؿ العالقػات اإلنسػاف ‪:‬‬
‫فرديػة كاجتماعيػػة ‪ ،‬بػػيف اإلنسػػاف كخالقػػو كبػػيف اإلنسػػاف كجميػػع مػا فػػي الكػػكف كالحيػػاة ‪ .‬ينظػػر ‪ :‬عبػػد اليػػادم الفضػػمي ‪ ،‬التربيػػة‬
‫الدينية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪ ،‬ص‪ 1‬ص‪. 1‬‬
‫(‪ )1‬احمد الفالي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ 41‬؛ حسف ميدم الشيرازم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 1‬‬
‫(‪ )5‬ترجػػع جيػػكد مفكػػرم الحػػكزة العمميػػة فيمػػا تخػػص تجديػػد المنػػاىج الحكزكيػػة كتطكيرىػػا بمػػا يقاربيػػا مػػع الد ارسػػات األكاديميػػة إلػػى‬
‫طركحات الشيخ محمد الحسيف كاشؼ الغطاء كالسيد محسػف االمػيف العػاممي ‪ ،‬كمػا دعػا إلػى ضػركرة أجػراء اختبػار لممتقػدميف‬
‫إلػػى الد ارسػػة الحكزكيػػة ‪ ،‬لمتفاصػػيؿ ينظػػر ‪:‬محسػػف االمػػيف العػػاممي ‪ ،‬سػػيرة السػػيد محسػػف االمػػيف ‪ ،‬تحقيػػؽ كشػػرح ىيػػثـ االمػػيف‬
‫كصابريف ميبرقاف ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬شركة رياض الريس لمكتب كالنشر ‪ ، ) 3111 ،‬ص‪ 411‬ػ ص‪. 416‬‬
‫(‪ )1‬نشرت مجمة النجؼ سمسمة مف المقاالت لمشيخ االصفي بعنكاف ( كتب الدراسة في النجؼ ) ‪ ،‬كىي محاضرة ألقيت فػي المجمػع‬
‫الثقافي في منتدل النشر ‪ ،‬مطالبا إعادة النظػر فػي المػنيج كأسػمكب االمتحانػات ‪ ،‬لمتفاصػيؿ ينظػر ‪ :‬محمػد ميػدم االصػفي ك‬
‫كتػب الد ارسػة فػي النجػؼ ‪ ،‬الحمقػة األكلػى ‪( ،‬النجػؼ) " مجمػة " ‪ 31‬نيسػاف ‪4650‬ـ ‪ ،‬العػدد ( ‪ ، ) 5‬ص‪ 6‬ػ ص‪ 41‬؛الحمقػة‬
‫الثانية ‪ 31 ،‬ايار ‪4650‬ـ ‪ ،‬العدداف ( ‪ ) 1‬ك ( ‪ ، ) 1‬ص‪ 45‬ػ ص‪. 41‬‬
‫‪151‬‬
‫كناقش احد المفكػريف مسػالة االمتحانػات كأسػمكبيا القػديـ الػذم أطمػؽ عمييػا " الدراسػة الحػرة التقميديػة " منػذ‬
‫بداية عقد الخمسينيات في القرف العشريف كاصفا إياىا بالطريقة العقيمة التي تدؿ عمى عدـ المسؤكلية كغير قادرة‬
‫عمى تنمية ممكة الطالب ‪ ،‬إذ ال يككف أكثر جدية في تطبيػؽ المػنيج الد ارسػي كمراجعتػو إال بكجػكد امتحػاف دكرم‬
‫(‪)4‬‬
‫‪،‬‬ ‫ممزـ مما ينمي أسػمكب المحاسػبة كالرقابػة قػد ينػتج ارتفػاع مسػتكاه العممػي كنمػك ممكتػو العمميػة كاألدبيػة سػريعا‬
‫ممػػا دفػػع الشػػيخ االصػػفي التأكيػػد عمػػى ذلػػؾ الطػػرح كاعػػادة المطالبػػة بػػو فػػي الصػػحؼ النجفيػػة فػػي بدايػػة سػػتينيات‬
‫(‪)3‬‬
‫القرف العشريف‬
‫اتخذ السيد حسيف البركجكدم خطكة إلصالح المستكل العممي لتطػكير الطمبػة كرفػع كفػأتيـ العمميػة باسػتخداـ‬
‫أسمكب االمتحاف الجبرم داخؿ مدرستو الدينية كأسمكب معرفي يمكف مف خاللو المستكيات الفكرية لمطالب عمػى‬
‫أساس النتائج إلى جانب مستكاه اليكمي خالؿ المحاضرات ‪.‬‬
‫كاضافة إلى ذلؾ نالحظ اتخاذ السيد البرجكردم طريقػة مثمػى فػي تحديػد شخصػية الطالػب ‪ ،‬السػيما مػف الػذيف‬
‫يمتمككف إرثان عائميا ميمان لكػف يجػب التفريػؽ بينػو كبػيف مػف اليمتمػؾ مسػتكل عممػي متميػز لػذلؾ تكمػف رؤيتػو بػاف‬
‫الطالػػب الػػذم يتحمػػؿ أعبػػاء المسػػؤكلية الشػػرعية تتحػػدد شخصػػيتة كفػػؽ مسػػتكاه الفكػػرم محققػػا فػػي ذلػػؾ مرتك ػزات‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫العدالة الشرعية كالعممية‬
‫إف تمؾ الرؤية البد مف تطبيقيا عمى ارض الكاقع لذلؾ نراه يطالب الصػحافة النجفيػة بكجػكب السػير كفػؽ تمػؾ‬
‫الخطػى مػف اجػػؿ تطػكير منيجيػػة التعمػيـ الػػديني ‪ ،‬إذ نػرل أف ىنالػػؾ العديػد مػػف الشخصػيات المؤيػػدة لكجيػة نظػػر‬
‫كأفكػػار السػػيد البركجػػكردم كيػػأتي فػػي مقػػدمتيـ " السػػيد ىػػادي الفيػػاض " مطالب ػان جميػػع الم ارجػػع الدينيػػة كأسػػاتذة‬
‫الحكزة العممية بضػركرة تطبيػؽ نظػاـ االمتحانػات لجميػع المػدارس مػذك ار أف انتقػاؿ الطالػب مػف مرحمػة إلػى أخػرل‬
‫بدكف استحقاؽ لو سمبيات عديدة منيا عدـ قدرة الطمبة الغير مؤىميف فكريا كعمميا عمػى مجػارات اقػرانيـ المجػديف‬
‫فػي المرحمػػة الجديػدة ‪ ،‬باإلضػػافة إلػى عػػدـ اسػتطاعة عػػكدتيـ إلػػى المرحمػة السػػابقة ‪ ،‬كعػف سػػبب عػدـ الرجػػكع لػػى‬
‫تمؾ المرحمة ‪ ،‬يقكؿ الفياض بيذا الصدد ‪:‬‬
‫" ‪ ..‬الف معنػى ذلؾ الرجوع إلى مصاؼ مف ىو أقؿ سنا وشأنا وىذا ما‬
‫تاباه األنانيػة طبعا ‪ ،‬فتبقى ىذه المجموعة مف الطالب الذيف لـ يستفيدوا‬
‫مف اسـ الديف بحكـ فشميـ في دراسة عمومو إال ألوشؿ الضحضاح كما أف‬
‫(‪)1‬‬
‫الديف نفسو لـ يستفيد منيـ بأية خدمة تذكر "‬
‫كلـ ييمؿ السيد الفياض قضية المنػاىج كقػدميا كعػدـ اسػتطاعتيا مكاكبػة الحداثػة ‪ ،‬فطالػب بأعػادة النظػر فييػا‬
‫مذك ار بأنيا سببا في تدني المستكم العممي لبعض الطمبة قائال حكؿ ذلؾ ‪:‬‬

‫(‪)4‬‬
‫محمد رضا المظفر ‪ ،‬تنمية الممكة كدراسة منتدل النشر ‪ ( ،‬البذرة ) " مجمة " ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬حزيراف ‪4651‬ـ ‪ ،‬العدد ( ‪ ،) 0‬ص‪. 101‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد ميدم االصفي ‪ ،‬مف حديث الدعكة كالدعاة ‪ ( ،‬االضكاء ) ‪ ،‬حزيراف ‪ ، 4614‬العدداف ( ‪ ) 6‬ك ( ‪ ، ) 41‬ص‪ 53‬ػ ص‪. 11‬‬
‫(‪ )1‬عبد الكريـ اؿ نجؼ ‪ ،‬مف اعالـ الفكر كالقيادة لممرجعية ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار المحبة البيضاء ‪ ، ) 4660 ،‬ص‪. 361‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ىادم الفياض ‪ ،‬حركة اصالحية دينية جديدة ‪ ( ،‬النجؼ ) ‪ ،‬تمكز ‪ 4650‬ـ ‪ ،‬العدد (‪ ، )44‬ص‪. 4‬‬
‫‪151‬‬
‫" ‪ ...‬وما يقاؿ في عدـ استفادة الديف مف شبكة الطالب الدينيف‬
‫يقػاؿ في عػدـ استفػادة مف الطالب الحقيقييف ال لتقصيرىـ‬
‫(‪)2‬‬
‫في الواجػب بؿ لقصػور أكثرىـ ا مف قصور منيجيتيـ "‬
‫كمف بيف الشخصيات الفكرية األخػرل كالتػي كػاف ليػا دكرىػا الكاضػح كتأكيػدىا عمػى أىميػة اإلصػالح التعميمػي‬
‫السػيما المػنيج الد ارسػي داخػؿ المؤسسػة الدينيػة كمدارسػيا ‪ -‬عمػى سػبيؿ المثػاؿ ال الحصػر ػ "السػيد محمػد تقػي‬
‫الحكيـ" الذم كانت مطالباتو تتمخص بتطكير التعميـ كمناىج الدراسة الحكزكية في جامعة النجؼ الدينية كبمكرتيا‬
‫بمػا بتناسػػب مػع متطمبػػات العصػر ‪ ،‬ذلػػؾ مػف اجػػؿ تيئيػػة جيػؿ قػػادر عمػى حمػػؿ رسػالة اإلسػػالـ إلػى العػػالـ مؤكػػدا‬
‫عمػػى مػػنيج الد ارسػػة فػػي المرحمػػة األكلػػى ( المقػػدمات ) ال يتناسػػب ك حاجػػة الطالػػب العمميػػة كال يمبػػي متطمبػػات‬
‫العصر بؿ كاف مالئما لحاجة عصره الذم كضع فيو ‪ ،‬ككاف قاد ار عمى أف يؤدم رسالتو عف طريقو عمى أحسف‬
‫صػػكره ‪ ،‬أمػػا االف فقػػد تكسػػعت رسػػالتو بسػػبب تكسػػع الص ػراع العقائػػدم المعاصػػر ‪ ،‬فعػػدا مػػف الكاجػػب أف يػػدرس‬
‫بمكازات المستكل األكاديمي كيحصؿ عمى العمػكـ الحديثػة التػي عػدىا ضػركرية لرجػؿ الػديف المعاصػر كبػدكنيا ال‬
‫يسػػتطيع أف يقػػكـ بميمتػػو عمػػى خيػػر كجػػو فػػي سػػبيؿ الػػدفاع عػػف اإلسػػالـ ضػػد العقائػػد األخػػرل المجافيػػة لإلسػػالـ‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫كالمعادية لو‬
‫كادرؾ أف األس ػػمكب المتب ػػع ف ػػي ى ػػذه المرحم ػػة الد ارس ػػية يض ػػع ص ػػعكبات بالغ ػػة األىمي ػػة ف ػػي كج ػػو قي ػػاـ النج ػػؼ‬
‫االشػػرؼ بميمتيػػا الكبػػرل كىػػي تغذيػػة المحػػيط العممػػي دائمػػا بعناصػػر جديػػدة مػػف جيػػة كالتكجيػػو الػػديني ال ػكاعي‬
‫الحكيـ مف جية أخرل ‪ ،‬كلتحقيؽ ذلؾ عمؿ السيد الحكيـ مع النخبة التي تنادت لتطكير مناىج الدراسة الحكزكية‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫عمى كضع مبادئ تكصميـ إلى النتائج المطمكبة كىي ‪:‬‬
‫ػ تكسعة المناىج الدراسية إلى ما يشمؿ حاجة الطالػب الػديني فػي ىػذا العصػر بحيػث يتمقػى مػف العمػكـ مػا يجعمػو‬
‫قاد ار عمى خضكع الطرح العقائدم ‪.‬‬
‫ػ العمؿ عمى تبسيط الكتب الدراسية كجعميا خالية مف الغمكض كالتعقيد قدر المستطاع‪.‬‬
‫كلـ تقؼ نشاطاتو كجيكده اإلصالحية عند ىذا المجاؿ كانما كانت دعكاتو إلى فتح كتأسيس المػدارس كمعاىػد‬
‫التعميـ لحؿ األزمات كالمشكالت الثقافية كالعقائدية كاألخالقية كحتى السياسية التي كػاف يعػاني المجتمػع الع ارقػي‬
‫كالمجتمع العربي عامة ‪ ،‬فيقكؿ السيد محمد تقي الحكيـ ‪:‬‬

‫(‪)4‬‬
‫ىادم الفياض ‪،‬امف الديف ىذا التحكـ ‪ ( ،‬النجؼ ) ‪ 1 ،‬كذار ‪ ، 4656‬العدداف ( ‪ ) 40‬ك ( ‪ ، ) 46‬ص‪. 4‬‬
‫(‪)3‬‬
‫منتدل النشر ‪ ،‬كمية الفقو في النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النجؼ ‪ ، ) 4611 ،‬ص‪ 5‬ػ ص‪. 1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمػػد ج ػكاد الطريحػػي ‪ ،‬تطػػكير د ارسػػة الحػػكزة العمميػػة فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ( ،‬بحػػث ) ضػػمف كتػػاب السػػيد محمػػد تقػػي الحكػػيـ‬
‫كحركتو اإلصالحية في النجؼ ‪ ( ،‬لندف ‪ :‬معيد الدراسات العربية اإلسالمية ‪3112 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‪ 10‬؛ عالء الػديف محمػد تقػي‬
‫الحكيـ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ 11‬ػ ص‪. 10‬‬
‫‪152‬‬
‫" لقػد كنا ننتظر أف تنشأ في بػالدنا عشػرات المدارس ذات المناىج‬
‫اإلسالميػة الصحيحػة باإلضػافة إلػى وسائؿ نشر الدعوة المنيجية‬
‫األخػرى مػا دمنا قػد اكتشفنا أف سػر بألينا في ابتعادنا عف اإلسالـ‬
‫لنعيد إلى ناشيئتنا شيئاً مف عقائدىا واخالقيا ونصمـ لممستقبؿ برامجيا‬
‫الحيػة فمسؤليتنا ليسػت مسػؤليػة جماعػة أو فػترة عابرة لنعالجيا‬
‫بشػيء مف الػوىج العاطفي وال مسؤولية ديف ومسؤولية جيؿ واحػػد‬
‫(‪)2‬‬
‫وانما ىي مسؤولية امة ومسؤولية أجياؿ‬
‫في ىذا اإلطار كضمف ىذا الجانب فقد تمقت مسيرة اإلصالح دعما غير محدكدا السيما في الجانػب المعرفػي‬
‫كتأسيسيا عمى اعتبارات عممية كأسس متينة ‪ ،‬فقد " ايػد الشػيخ عمػي كاشػؼ الغطػاء" ىػذا الطػرح كمػا سػاند تمػؾ‬
‫األفكػػار ‪ ،‬لػػذلؾ عػػدت تمػػؾ الخطػكات كاحػػدة مػػف أىػػـ األدكار الفاعمػػة كالتػػي كػػاف ليػػا تاثيرىػػا البػػالغ فػػي رسػػـ كبنػػاء‬
‫الشخصية كتكجيو الفكر كالسمكؾ اإلنساني‪.‬‬
‫كعمػى ىػذا األسػػاس فقػد عػػدت ميمػة المػػدارس بالدرجػة األكلػى ىػػك تربيػة كتعمػػيـ النشػئ التربيػػة الصػحيحة التػػي‬
‫تػػتالئـ كركح العصػػر كمتطمبػػات الحيػػاة ‪ .‬كمػػا تكمػػف أىميتيػػا باعػػداد ك ػكادر كمعممػػيف مػػف اىػػؿ اإلصػػالح كالػػكرع‬
‫كالفضيمة ‪.‬‬
‫كق ػػاـ الش ػػيخ كاش ػػؼ الغط ػػاء بتكجي ػػو انتق ػػادات جريئ ػػة ل ػػبعض ط ارئ ػػؽ الت ػػدريس ف ػػي الم ػػدارس النج ػػؼ الديني ػػة‬
‫الستمرارىا في تقديـ العمػكـ بػالطرؽ التقميديػة ‪ ،‬كتمثػؿ ذلػؾ بػدعكات متكاصػمة لتحقيػؽ اإلصػالح الد ارسػي كتشػكيؿ‬
‫(‪)3‬‬
‫فضػػال عػػف‬ ‫لجنػة مػػف "عممػػاء الػػديف " لكضػػع منػػاىج جديػػدة ت ارعػي فييػػا الطػػرؽ العصػرية كاألسػػاليب الحديثػػة‪.‬‬
‫رغبتو في داخؿ العمكـ المختمفة لتدريسيا في مناىج تمػؾ المػدارس كحاجػة ممحػة لتػدريس العمػكـ العصػرية ‪ ،‬كعمػـ‬
‫الػػنفس كعمػػـ االجتمػػاع كاألخػػالؽ كالرياضػػيات كالجغرافيػػة كتػػاريخ األديػػاف ‪ ،‬إذ عػػد ذلػػؾ سػػببا أخػػر لبقػػاء النجػػؼ‬
‫(‪)2‬‬
‫االشرؼ تساير الحياة العصرية كتحتفظ بمكانتيا بيف الجامعات العممية كالدينية ‪.‬‬
‫يستنتج الباحث مما تقدـ أمريف ميميف ‪ ،‬تمثؿ "األوؿ" فػي أف مفكػرم المرجعيػة الدينيػة كمػف خػالؿ طركحػاتيـ‬
‫الفكرية التي اشتممت عمى الخكض في نكاحي معرفة مختمفة ‪ ،‬قد خرجكا مف اإلطػار التقميػدم لمكتابػات الحكزكيػة‬
‫المقتصرة عمى الكتابة كالتأليؼ في الفقو كاألصكؿ كالمنطؽ ‪ ،‬إلػى فضػاءات فكريػة أرحػب مسػاحة ‪ ،‬كأكسػع تػأثي انر‬
‫كأكثر مساسا بحياة الفرد كالمجتمع ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫محمد تقي الحكيـ ‪ ،‬قيـ كمبادئ كشخصيات ‪ ( ،‬النجؼ ) ‪ ،‬كانكف الثاني ‪4612‬ـ ‪ ،‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.22‬‬
‫(‪)3‬‬
‫عمي كاشؼ الغطاء ‪ ،‬باب مدينة الفقو ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الزىراء لمطباعة ‪ ، )4650 ،‬ص ‪. 61‬‬
‫(‪)2‬‬
‫( العرفاف ) " مجمة " ‪ ،‬نيساف ‪4656‬ـ ‪ ،‬المجمد (‪ ، )36‬ص‪461‬‬
‫‪153‬‬
‫كتمثؿ "االمر الثاني" في أف تمؾ النشاطات كما نتج عنيا مػف طركحػات معرفيػة ػ فكريػة ‪ ،‬لػـ تكػف ببعيػدة عػف‬
‫تفكير المرجعية الدينية كارادتيا ‪ ،‬بؿ أنيا أثرت مدل التطكر كالتجديد في فكر الزعامة الدينية ذاتيػا ‪،‬التػي كجيػت‬
‫كفسحت المجاؿ لنمكا ىكذا أفكار ‪ ،‬بػؿ كاسػتجابت لمعديػد مػف األفكػار التػي طرحػت لتطػكير عمػؿ قيػادة المؤسسػة‬
‫الدينية ذاتيا ‪ ،‬كىكذا ما سيعرض لو الباحث في المبحث القادـ ‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫المبحػث الرابػع‬

‫الطروحات الفكرية لتطوير المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ‬

‫(‪)4‬‬
‫كمػف‬ ‫شيدت المرجعية الدينية كمنذ بداية نشأتيا تحكالت كانتقاالت فكرية مختمفة حيث مرت بمراحؿ عديػدة‬
‫كافة النكاحي الفكرية كالفقيية بؿ كحتى االجتماعية كالتي يمكف اعتبارىا بمثابة أساس التطكر الذم شيدتو حركػة‬
‫الفكر الشيعي ضمف صيركرتو التاريخية ‪ ،‬إلى الحد الذم تنكعت فيػو المػدارس الفقييػة التػي تبناىػا الفقػو األمػامي‬
‫‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫لـ تكف المرجعية في طكرىا األكؿ بػنفس الشػكؿ الػذم نػراه عميػو اليػكـ ‪ ،‬فقبػؿ أف تصػؿ إلػى ىػذا الشػكؿ المػنظـ مػرت المرجعيػة‬
‫مف الناحية التنظيمية بعدة مراحؿ ىي ‪:‬‬
‫أ ػ مرحمة االتصاؿ الفردم ‪ :‬اذا اعتمدت في الطكر األكؿ عمى االتصاالت الفردية بيف العمماء المجتيديف كقكاعد شعبية في بمدانيـ‬
‫‪ ،‬كػػاف ىػػذا االرتبػػاط يقػػكـ بشػػكؿ فػػردم ك مباشػػر بػػيف النػػاس كالمرجػػع ‪ ،‬كقػػد اسػػتمرأت ىػػذه المرحمػػة مػػف حيػػاة أصػػحاب األئمػػة‬
‫حتى أياـ مرجعية العالمة الحمي ( ت ‪131‬ىػ )‬
‫ب ػ مرحمة الجياز الرجعي ‪ :‬أكؿ مف بمكرىا الشيخ محمد بف جماؿ الديف مكي المعركؼ بالشييد األكؿ ( ت ‪ 101‬ى ػ ‪4201 /‬ـ )‬
‫فعمى عيده أصػبح ىػذا الكيػاف عبػارة عػف أجيػزة مػف الػككالء كعممػاء االطػراؼ يرتبطػكف بػالمرجع كيحطػكف بالقكاعػد الشػعبية ‪،‬‬
‫بذلؾ إنشاء كيانا دينيان قكيا لممسمميف الشيعة ألكؿ مرة في تاريخ المرجعية ‪.‬‬
‫جػ ػ مرحمة التمركز كاالستقطاب ‪ :‬إذ ظيرت مرجعيػات كبػرل غطػت مسػاحات كاسػعة مػف العػالـ اإلسػالمي ‪ ،‬كدخمػت المرجعيػة ىػذه‬
‫المرحمة عمى يػد الشػيخ جعفػر كاشػؼ الغطػاء ( ت ‪4331‬ى ػ ‪4043 /‬ـ ) الػذم اسػتندت مرجعيتػو إلػى شػيعة العػالـ اإلسػالمي‬
‫كفرض قيادتو عمى المجاالت الفكرية كاالجتماعية كحتى السياسية ‪.‬‬
‫د ػ مرح مة القيادة ‪ :‬دخمت المرجعية الدينية في ىذه المرحمة طك ار جديدا ‪ ،‬فبعد اف دخؿ المسػممكف عصػ ار االسػتعمار حتػى كجػد نػكع‬
‫مف التحكؿ كالتطكر في الكياف المرجعي فبعد أف أصبح فػي مرحمػة الثالثػة مركػز االسػتقطاب ‪ ،‬يسػتقطب أنظػاـ العػالـ الشػيعي‬
‫نراه في ىذه المرحمة بدا يتسمـ زماـ القيادة ‪ ،‬فدخؿ الصراع مع المسػتعمر كتبنػى مصػالح المسػمميف ليػدخؿ بػذلؾ مرحمػة اخػرل‬
‫ىي مرحمة القيادة زيادة عمى استقطاب كتمركزه ‪ .‬ينظر ‪ :‬حسيف بركة الشامي ‪ ،‬المرجعية الدينية مف الذات إلى المؤسسػة ‪( ،‬‬
‫لندف ‪ :‬مؤسسة دار اإلسالـ ‪ ، ) 4666 ،‬ص‪ 21‬ػ ص‪ ، 21‬محمد باقر الصػدر ‪ ،‬المحنػة كحػب الػدنيا ‪ ،‬ص‪32‬؛ احمػد عبػد‬
‫اليادم السعدكف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 31‬‬

‫‪155‬‬
‫لـ يقؼ مفكركا الحكزة العممية عند منيج فكرم كال طريقة كاحدة في التفكير بػؿ اسػتمركا فػي طػرح رؤل كأفكػار‬
‫كػػاف ىػػدفيا األساسػػي المضػػي قػػدما فػػي تطػػكير المرجعيػػة الدينيػػة عمػػى الصػػعيديف الفكػػرم كالتنظيمػػي ‪ ،‬كقػػد نجػػح‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫أكلئؾ المفكركف مف خالؿ ذلؾ في كسر حكاجز الصمت ك إيذانا بنياية عصر التقميد المطمؽ‬
‫كاف اليدؼ األساسي مف كراء ذلؾ ىك جعؿ الكياف المرجعي مكقع القيادة لالمة كالتصدم لممشاكؿ الداخمية‬
‫(‪)3‬‬
‫في اتخاذ مكقعة الصحيح‬ ‫لممجتمع كالدفاع عف مصالحيـ كقد بينكا مف خالؿ ذلؾ إمكانية الفكر األمامي‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫كالمتميز الذم يعتمد كيستند عمى تعاليـ كأفكار القراف المجيد‬
‫يمكػف القػػكؿ بػػاف المحػػاالت الجػادة فػػي إبػراز تمػػؾ اآلراء ككجيػات النظػػر الفكريػػة قػػد ظيػرت فػػي نيايػػة النصػػؼ‬
‫الثاني مف القرف العشريف كتمثمت بطػرح رؤل فكريػة كػاف ىػدفيا األساسػي تطػكير المرجعيػة الدينيػة كالنيػكض بيػا‬
‫مف حيث الشكؿ كالمضمكف ‪ ،‬كيمكف تبياف أىـ المشاريع التي طرحت خالؿ ىذه المدة ‪ ،‬كىي ‪:‬‬
‫‪-2‬المرجعية الشاممة ( المؤسسة ) ‪:‬‬
‫كىػػي أحػػدل المفػػاىيـ األساسػػية كالميمػػة التػػي طرحيػػا السػػيد محمػػد حسػػيف فضػػؿ اهلل فػػي مطمػػع السػػتينات مػػف‬
‫القػػرف العشػريف ‪ ،‬اليػػدؼ منيػػا تفعيػػؿ عمػػؿ المرجعيػػة كجعمػػو أكثػػر نشػػاطا كحيكيػػة كيمكػػف تحديػػد سػػماتيا بنقطتػػيف‬
‫(‪)1‬‬
‫أساسيتيف ىما ‪:‬‬
‫أكال ‪ :‬أف تتب ػػع المرجعي ػػة الديني ػػة خطػ ػان قياديػ ػان منفتحػ ػان تض ػػطمع م ػػف خالل ػػو بش ػػؤكف كىم ػػكـ عالمي ػػة مختمف ػػة ‪،‬‬
‫"‬ ‫كالتصدم لمتأثير في احػداثيا كادارة ازماتيػا كحػؿ مشػاكميا بالشػكؿ الػذم اليمكػف بالضػركرة داخػؿ إطػار‬
‫طائفي" أو " إقميمي " أو " محمػي " أك مػا شػابو ‪ ،‬بػؿ ترتفػع إلػى مسػتكيات أعمػى كتنفػتح عمػى محيطيػا السياسػي‬
‫فتتخػػذ مكاقػػؼ سياسػػية كفكريػػة تتكافػػؽ مػػع مصػػمحة االمػػة كتطمعاتيػػا كمظيػرة إياىػػا بمظيػػر األب الركحػػي المػػدافع‬
‫عف حقكقيا في المحافؿ كافة ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫أطمؽ ىذا المصطمح عمى رعيؿ المرجعية األكؿ المتمثؿ بالشيخ المفيد كالمرتضى ‪ ،‬كعمى كجو التخصيص الشيخ الطكسي الذم‬
‫اطبقػػت شخصػػيتو الفقييػػة عمػػى حركػػة الفقػػو الشػػيعي لفت ػرة مػػف الػػزمف حتػػى اذا مػػا ظيػػر فقيػػاء ‪ :‬مدينػػة النجػػؼ االشػػرؼ كفقيػػا‬
‫مدينة الحمة ‪ ،‬انيار سدا منيعا اماـ تطكر حركة االجتياد الشيعية ‪ .‬ينظر ‪ :‬احمػد عبػد اليػادم السػعدكف ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ‪،‬‬
‫ص‪. 461‬‬
‫) بالخالفػػة‬‫(‪ )3‬يعػػرؼ األماميػػة ‪ ،‬بػػانيـ الشػػيعة القػػائمكف بػػالنص كالتعيػػيف كبمضػػمكف كصػػية النبػػي (‪ ) ‬الػػى االمػػاـ عمػػي (‪‬‬
‫كلالمامة كالديف ‪ ،‬كيعتقػدكف بػاثني عشػر إمامػا ‪ ،‬تسػعة مػنيـ مػف كلػد الحسػيف (‪ ، ) ‬أكليػـ عمػي بػف أبػي طالػب كاخػرىـ‬
‫اإلماـ الغائب الحجة ‪ ،‬الميدم المنتظر (‪ ، ) ‬لمتفاصيؿ ينظر ‪ :‬عبػد اهلل فيػاض ‪ ،‬تػاريخ األماميػة كأسػالفيـ مػف الشػيعة‬
‫منذ نشاة التشيع حتى مطمع القرف الرابع اليجرم ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة االعممي ‪ ، ) 4615 ،‬ص‪. 31‬‬
‫(‪)2‬‬
‫احمػد الكاتػب ‪ ،‬دعػكة إلعػادة النظػر فػي شػرعية المرجعيػة الدينيػة (( انترنيػت )) ‪ www . froon . com ،‬؛ حامػد محمػكد ‪،‬‬
‫ايات اهلل كمراجع التقميد ‪ (( ،‬انترنيت )) ‪www . islamon linco . net ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(( مقابمة شخصية )) ‪ ،‬صالح الخرساف ‪ ،‬تاريخ ‪ ، 3141 /44/ 41‬محمد حسيف فضؿ اهلل ‪ ،‬المصدر السػابؽ ‪ ،‬ص‪ 431‬؛‬
‫(( المكقع انترنيت )) ‪ ،‬فراس طارؽ ‪ ،‬الفمسفة السياسية لممرجعية الشيعة في الدكلة العراقية المعاصرة ‪www . alsuden،‬‬
‫‪ . com‬؛ سامي العسكرم ‪ ،‬التحريؾ اإلسالمي في العراؽ ‪. www . dainislam . com ،‬‬
‫‪156‬‬
‫ثانيػػا ‪ :‬التأكيػػد عمػػى أف تكػػكف المرجعيػػة ‪" ،‬مؤسسػػة متكاممػػة "‪ ،‬مشػػددة عمػػى أف ال تكػػكف قرراتيػػا (الفتػػوى )‬
‫شخصػػية ‪ ،‬إذ إف المرجػػع الػػديني الػػذم يرتقػػي سػػمـ قيػػادة المؤسسػػة الدينيػػة فانػػو ينيػػؿ مػػف خ ػزيف تجػػارب الم ارجػػع‬
‫السابقيف‬
‫كيعزز فضؿ اهلل طركحتو بمرتكز ثالث يقكـ عمى أساس اتخاذ المرجعيػة مكقعػا اقػرب مػا يكػكف إلػى المجتمػع‬
‫‪ ،‬حتػػى تعػػيش فػػي كسػػط أمالػػو كتطمعاتػػو كتشػػعر باألمػػو كذلػػؾ بػػاف يخاطػػب المرجػػع النػػاس كجيػػا لكجػػو كيسػػتمع‬
‫لمشاكميـ شخصيان ‪ .‬أما ككالء المرجعية فمف الضركرم أف يككنكا ممف تـ انتقاؤه مف عينات ذات صػفات قياديػة‬
‫ناجحة تمكنيا مف االتصاؿ بالجماىير بشكؿ يميػؽ بالمتحػدث باسػـ المرجػع التحػرؾ تحػت لكائػو ‪ .‬كحػذر فػي ذات‬
‫الكقت مف انزكاء المرجعية الدينية كراء الشكميات كالمجامالت كاالكتفػاء بالتصػريحات اإلعالميػة بػؿ يجػب النػزكع‬
‫إلػػى محاكلػػة التػػأثير فػػي األحػػداث العالميػػة ‪ ،‬كبعكسػػيا سػػكؼ يصػػيبيا الضػػعؼ كتفقػػد الكثيػػر مػػف ىيبتيػػا ‪ ،‬فيقػػكؿ‬
‫السيد فضؿ اهلل بيذا الصدد ‪:‬‬
‫" أف طبيعػة تحديػات العصر وشمولية قضياه والمتغيرات التي‬
‫تتحػرؾ بيػف يوـ وأخر ‪ ،‬تحتاج إلى اف تخرج المرجعية مف‬
‫عزلتيا ‪ ،‬واف يكوف المرجع إنسانا منفتحاً عمى اإلسالـ كمو وعمى‬
‫العالػـ كمػو بكػؿ متغيراتػو التي تتحرؾ فيو ساحتو ال بالثقافة‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫فحسب وانما بالمواقؼ أيضا "‬
‫كقػػد دعػػا أيضػػا إلػػى أتبػػاع أسػػاليب إجرائيػػة معينػػة تجعػػؿ الباحػػث فييػػا يػرل أنيػػا عمميػة كذات رؤيػػة فاحصػػة ‪،‬‬
‫تقضػػي بإنشػػاء مجمػػس يضػػـ عػػددا مػػف الخبػراء المتخصصػػيف فػػي المجػػاالت غيػػر الفقييػػة كػػي يكػػكف حكمػػو مبنيػػا‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫عمى الدراسات االكاديمية لمكصكؿ إلى نتائج مقنعة في المسائؿ التي يرغب مناقشتيا‬
‫كدعمػػا ليػػذه الفك ػرة اقتػػرح فضػػؿ اهلل إقامػػة قاعػػدة عريضػػة ليػػذا المجمػػس عػػف طريػػؽ إنشػػاء ممثميػػات لممرجعيػػة‬
‫تنتشػػر فػػي بمػػداف العػػالـ ‪ ،‬عمػػى أف تكػػكف ذات مسػػتكل رفيػػع مػػف النػػاحيتيف الثقافػػة كالفكريػػة تعكػػس حضػػك ار فػػاعال‬
‫(‪)1‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ال يقؿ شانا عف المنظمات اإلقميمية كالدكلية‬ ‫كحيكيا في بمداف العالـ المختمفة‬

‫(‪)4‬‬
‫حميد الدىمكي ‪ ،‬المرجعية بيف الكاقع كالطمكح ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة العارؼ لممطبكعات ‪3115 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‪. 01‬‬
‫(‪)3‬‬
‫سميـ الحسني ‪ ،‬المعالـ الجديدة المرجعية الشيعية ‪ ،‬دراسة كحػكار مػع أيػة اهلل السػيد محمػد حسػيف فضػؿ اهلل ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬بيػركت ‪:‬‬
‫دار المالؾ ‪ ، ) 4660 ،‬ص‪. 431‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد حسيف فضؿ اهلل ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ 431‬؛ مركز الحضارة لتنمية الفكر اإلسػالمي ‪ ،‬مشػاريع لتجديػد كاإلصػالح فػي‬
‫الحكزة العممية ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪ ،‬ص‪ 0‬ػ ص‪. 6‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يرغب السيد فضؿ اهلل اف تككف تمؾ الممثميات مشابو لفركع الجامعة العربية كدكلة الفاتيكاف المسػيحية المنتشػرة فػي انحػاء العػالـ‬
‫العربي كاالسالمي كحتى الدكؿ الغربية ‪.‬‬
‫‪157‬‬
‫حاكؿ السيد فضؿ اهلل أف يجرم نكعا مف المقارنة بيف فكػرة " المرجعية المؤسسػة " و " الفاتيكػاف " كيبػدك أف‬
‫دفعػػو‬ ‫لقػػدرة الثانيػػة عمػػى االسػػتقرار ك التقػػدـ كنجاحيػػا فػػي تقػػديـ الػػديف المسػػيحي بأشػػكاؿ كقكالػػب متجػػددة‬
‫لمقكؿ ‪:‬‬
‫" واذا أردنػا أف نجري مقارنة واقعية لفكرة المرجعية المؤسسة فإننا‬
‫يمكف أف نجدىا في نموذج البابوية التي تنطمؽ في صفتيا الدينية‬
‫الشاممػة نحػو المواقػع السياسيػة والثقافيػة واالجتماعية وتتحرؾ‬
‫مػف خػالؿ ممثميػيا بفعاليػة فػي كػؿ القضػايا المطػروحػة في‬
‫البمػداف التػي يعيػش فيػيا الكاثوليؾ ‪ ،‬أو المسيحػيوف بشكػؿ عاـ‬
‫بؿ حتى تتدخؿ في القضايا التي تيـ المسمميف أيضا "(‪.)2‬‬
‫كنمحػػظ ػ مػػف خػػالؿ طرحػػو أعػػاله ػ انػػو يػػدعك إلػػى اإلقتػػداء كلػػك جز نئي ػا بػػالنمكذج الػػذم تقدمػػو القيػػادة الدينيػػة‬
‫المسيحية التي استطاعت أف تتدخؿ لمتكسط في حؿ بعض معظالت السياسية الدكلية التػي عجػز عػف حميػا قػادة‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫دكؿ العالـ كزعمائو ‪ ،‬مما يعكس رغبة باف تككف لممرجعية الدينية الشيعة القياـ بنفس الدكر الفعاؿ‬
‫لكنو يعترؼ في الكقت نفسو بالصعكبات الحادة كالمعكقات الحقيقة التي تقػؼ فػي كجػو تطبيػؽ طركحاتػو عمػى‬
‫ارض الكاقػػع ‪ ،‬كيعمػػؿ ذلػػؾ فػػي اف معظػػـ كقػػت المرجعيػػة مخصػػص لد ارسػػة الفقػػو كاألصػػكؿ كالتػػدريس الحػػكزكم‬
‫مؤكدا عمى أف أفكارىا ألمحافظة تقؼ عائقا أماـ انطالقتيا عمى المستكل الدكلي مما يحدد مف مساحةتحركيا(‪.)2‬‬
‫كيصؿ فضؿ اهلل إلػى مسػتكل االنتقػاد لممعػايير المتبعػة فػي اختيػار مػف يتػكلى الزعامػة الدينيػة ‪،‬ككنيػا (معػايير‬
‫إالعممية‬ ‫ىشة كغائمة ) ػ في نظره ػ اليمكف لإلصالح أف يصؿ مف خالليا إلى مراتب متقدمة ‪،‬معتب انر شرط‬
‫عامال معكقا ال يجب التركيز عميو معتب ار عف ذلؾ بالقكؿ ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫((انؾ تصطدـ بشخص أكثر عمما ولكنة ال يممؾ ابعادا واسعة ))‬
‫لػػـ تحضػػى ىػػذه الفكػرة بػػالقبكؿ ‪ ،‬فتعرضػػت لمنقػػد مػػف ككنيػػا ال تالئػػـ الكاقػػع الػػديني تعيشػػو كالتػػي اعتمػػدت منػػذ‬
‫(‪)5‬‬
‫تأسيسيا عمى كصكؿ "االعمـ" إلى زعامتيا مستنديف في ذلؾ إلى المبررات التالية‪:‬‬
‫‪ 4‬ػ أف اطركحػػة مرجعيػػة المؤسسػػة الشػػاممة قػػد تفسػػح المجػػاؿ امػػاـ تػػدخؿ القػػكة فػػي انتخػػاب المرجػػع كيؤكػػدكف عمػػى‬
‫ضركرة بقاء الحرية لكؿ شخص في اختيار المرجع الذم يقمده ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫سميـ الحسني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 434‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد حسيف فضؿ اهلل ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 434‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المصػدر نفسػو ‪ ،‬ص‪ (( ، 430‬انترنيػت )) ‪ www . alsadn . com‬؛ محمػد حسػيف فضػؿ اهلل ‪ ،‬حػكارات فكريػة فػي شػؤكف‬
‫المرجعية ك الحركة االسالمية ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪ ) 3112 ،‬ص‪. 22‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المصدر نفسو ‪،‬ص‪، 423‬سميـ الحسني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪،‬ص‪. 432‬‬
‫(‪)5‬‬
‫احمد الكتاب ‪ ،‬المرجعية الدينية الشػيعية ‪ ،‬دكلػة فػي دكلػة (( االنترنػت )) ‪ www. efnoox. Com. . ،‬؛ احمػد عبػد اليػادم ‪،‬‬
‫المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 21‬‬
‫‪151‬‬
‫‪3‬ػ ال بد مف بناء المرجعية عمى األدلة الشرعية ‪ ،‬أما المرجعية المؤسسػاتية فيفتػرض فييػا انحسػار الشػرعية بمػف‬
‫تختػػاره ‪ ،‬فػػال يمكػػف فاعميتيػػا دينيػػا إال بإقامػػة الػػدليؿ الشػػرعي الكػػافي عمييػػا كعمػػى جميػػع اركانيػػا ‪ ،‬مثػػؿ مػػف لػػو‬
‫حػػؽ تشػػكيؿ المجنػػة كتحديػػد صػػالحياتيا مػػف حيػػث نصػػب المرجػػع فقػػط أك الرقابػػة عميػػو أك عزلػػو اذا فقػػد االىميػػة ‪،‬‬
‫كتحديد عدد اعضائيا كمرتبتيـ مف العمـ ‪ ،‬كما المكقؼ عند اختالفيـ إلى غير ذلؾ ‪.‬‬
‫‪2‬ػ أف التفكير في إصالح المرجعية ينبغي أف اليؤجج العاطفة نحك التغيير مف دكف مكازنػة بػيف البػديميف كمقارنػة‬
‫ايجابيا تيما كسمبياتيما كالتدبر في اإلصالح منيما كاألجدل عمميا فكـ جر االندفاع العاطفي إلى ماسئ كفجػائع‬
‫ال تدارؾ ليا ‪.‬‬
‫‪1‬ػ ػ أف المرجعيػػة المؤسسػػة قػػد تسػػد الطريػػؽ عػػف الفػػرد كاف كػػاف محقػػا فػػي دعكتػػو مخمصػػا فػػي عممػػو مسػػتقيما فػػي‬
‫سمككو ‪.‬‬
‫‪5‬ػ أف مثؿ تمؾ المرجعية قد تصدر ق ار ار مخالفػا لمبػدأ المػذىب الشػيعي يكػكف سػببو احػد المنحػرفيف الػذم اسػتطاع‬
‫التسمؿ إلى تمؾ المؤسسة ‪ ،‬كمف خالؿ تأثيرىـ يستطعكف حينئذ حرؼ مسيرتيا كالتخمي عف مبادئيا‬
‫كيستنتج الباحث مما تقدـ أف الدعكة إلى المرجعيػة الشػاممة (المؤسسػة ) غيػر عمميػة ‪ ،‬إذ تصػطدـ بمعكقػات‬
‫كثيػرة ألحػػد ليػػا كالعػػامميف " الػػدولي " " اإلقميمػػي " الػػذم يمنػع كصػػكؿ مثػػؿ ىكػػذا مؤسسػػة تأخػػذ عمػػى عاتقيػػا دك ار‬
‫مؤث ار في الساحتيف " الدولية " " واإلقميمية " ‪ ،‬مع كجكد مجمكعة مف الحكاـ العرب كالمسمميف الذيف ينتمكف إلى‬
‫مػػذاىب إسػػالمية أخػػرل يطغػػى الػػنفس الطػػائفي عمػػييـ ‪ ،‬ممػػا يكلػػد حقػػدا عمػػى تنػػامي الفكػػر الشػػيعي فيػػدفعيـ إلػػى‬
‫خمؽ األعذار كالحجج لعدـ السماح لقياـ مثؿ تمؾ " الزعامة " باإلضافة إلى عدـ االستجابة إلى مطالبيا ‪.‬‬
‫‪ -3‬المجمس الفقيي ‪:‬‬
‫عػرض السػػيد محمػػد حسػػيف فضػػؿ اهلل ىػػذه المبػػادرة بيػدؼ تقميػػؿ المسػػافة التػػي تفصػػؿ المرجعيػػة عػػف جمػػاىير‬
‫الشعب كانياء االحتكار التاـ لممسألة الفتكائية – حسب راية ‪ . -‬فقد دعا إلى تأسيس مجمس يضـ مجمكعػة مػف‬
‫(‪)4‬‬
‫كبتبػػادؿ اآلراء المختمفػػة‬ ‫الفقيػػاء المجتيػػديف األكفػػاء تكػػكف ميمتػػو تكحيػػد عمميػػة إصػػدار الفتػػكل بعػػد مناقشػػتيا‬
‫حكليا مما يؤدم إلى تككيف تصكر كاقعي أكثر سالمة مف رأم مجتيد كاحد حتى لك كاف األعمـ (‪.)3‬‬
‫أف أتباع مثؿ ىذا النيج يجنب الناس المشاكؿ التي قد يسببيا انتقاؿ التقميد فػي حػاؿ مػكت المجتيػد األعمػى ‪،‬‬
‫الف حياة الناس قد ترتبؾ عندما يختمؼ الثػاني مػع األكؿ الػذم خمفػو ممػا يجعػؿ حيػاتيـ تعػيش حالػة مػف اإلربػاؾ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫بسبب اختالؼ الالحؽ مع السابؽ‬
‫أمػػا عنػػدما يكجػػد مجمػػس فقيػػي فانػػو يطمػػؽ ىػػذه المسػػالة لتمتػػد فػػي حيػػاة المجتمػػع كبػػذلؾ يضػػمكف صػػدكر فتػػكل‬
‫مكحدة تككف عامال مكحدا بدال مف عامؿ تفرقة ‪ ،‬كيتخمصػكف مػف حالػة التضػارب كاألخػالؽ التػي قػد تصػدر إزاء‬

‫(‪)4‬‬
‫احمد الكاتب ‪ ،‬دعكة إلعادة النظر في شرعية المرجعية الدينية ‪www. fnoor . com‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حامد محمكد ‪ ،‬ايات اهلل العظمى كمراجع التقميد عند الشيعة ‪www. is lamomlinc .net‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمػػد عمػػي رضػػاءم ‪ ،‬التحصػػيؿ الد ارسػػي الشػػيعي فػػي الحػػكزة العمميػػة ‪ ( ،‬قػػـ ‪ :‬مكتػػب االعػػالـ اإلسػػالمي ‪4660 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‬
‫المقدمة ‪ ،‬احمد عبد اليادم السعدكف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 35‬‬
‫‪155‬‬
‫مكضكع كاحد كاالختالؼ الذم يحصؿ دائما في ثبكت رؤية اليالؿ مػثال فػي شػير رمضػاف كالعيػديف كمػا نشػيده‬
‫(‪)4‬‬
‫كعمػى‬ ‫مف اختالؼ بيف الفقياء في ىذه المسألة فما بالؾ بالمسائؿ الخطيرة التي قد تيدد امف البالد كمستقبؿ‬
‫الػػرغـ ممػػا فػػي ىػػذا الطػػرح مػػف ايجابيػػات كثي ػرة كأسػػس قكيػػة جػػدا فانػػو لػػـ يمػػغ العقبػػات التػػي حال ػت دكف تطبيقػػو‬
‫كاحاللو محؿ المرجعية الدينية كمف ىذه العقبات ‪:‬ػ‬
‫‪4‬ػ كاجيت ىذه الفكرة عقبة تحديد المكاف الذم سكؼ يستقر فيو المجمس فكؿ بمد إسالمي سيحاكؿ أف يككف بمده‬
‫ىك مقر المجمس ‪ ،‬مما قد يشكؿ عقبة تحكؿ دكف إنشائو ‪.‬‬
‫‪3‬ػ لـ يشير إلى اإللية التي مف خالليا إصدار الفتكل بشكؿ مكحد ‪ ،‬كماذا لكاختمفكا فيما بينيـ ‪ ،‬إذ ما ىػي اإلليػة‬
‫ىؿ ستتمـ القضية بالتصكيت بنظاـ األغمبية كعندىا أم إجماع سكؼ يتحقؽ كأم فتكل مكحدة سكؼ تصدر ‪.‬‬
‫‪2‬ػ لـ يشير مركجك ىذه الفكرة إلى اإللية التي مف خالليا يصؿ ىؤالء الفقياء الى المجمس الفقيي ‪ ،‬ىؿ ىي عػف‬
‫طريؽ االنتخاب أك التعييف أك كمييما ‪.‬‬
‫‪ 1‬ػ مػػا ىػػي مػػدة بقػػاء المجمػػس الفقيػػي ‪ ،‬ىػػؿ مػػدل الحيػػاة اـ لمػػدة محػػددة ‪ ،‬كاذا كانػػت مػػدة محػػددة ىػػذا يسػػعني أف‬
‫مجمسا أخر سيحؿ محؿ المجمس األكؿ ‪ ،‬كبذلؾ سكؼ تنشئ المشاكؿ التي مف جراء مكت المجتيد األعمى لحػؿ‬
‫مجتيدا أخر اعمـ ‪.‬‬
‫ن‬ ‫محمو‬
‫لػػذلؾ يمكػػف القػػكؿ أف ىػػذه المسػػألة ليسػػت مسػػألة عمميػػة بمعنػػى أنيػػا سػػكؼ تأخػػذ مج ػاال كبي ػ انر فػػي الجػػدؿ قػػد‬
‫يجمدىا ‪ ،‬كقد يجعمكف الناس يختمفكف فييا ‪ ،‬فيناؾ مف يأخذ بيا كىناؾ مف ال يأخذ ‪.‬‬
‫‪ 4‬ػ المرجعية الصالحة والموضوعية ‪:‬‬
‫طػػرح السػػيد محمػػد بػػاقر الصػػدر ىػػذا المبػػدأ بعػػد التغي ػرات كالتح ػكالت السػػاخنة التػػي عصػػفت بػػالعراؽ فػػي عقػػد‬
‫(‪)3‬‬
‫االمر الذم فرض عمييا تحمؿ أعباء جسػاـ كمسػئكلية تاريخيػة عظيمػة ‪ ،‬ألنيػا أصػبحت فػي نظػر‬ ‫الستينيات ‪.‬‬
‫الكثي ػريف تمثػػؿ القاعػػدة كاإلطػػار العػػاـ لمتحػػرؾ اإلسػػالمي ‪ ،‬كعمييػػا أف تكػػكف بمكاصػػفات تناسػػب مػػع ىػػذا الكاقػػع‬
‫كتتجاكب مع متطمبات المرحمة ‪ ،‬السيما كانيا كصمت إلى مرحمة متقدمة مف النضكج كالتكامؿ‪.‬‬
‫أف اختيػػار مصػػطمح " المرجعيػػة الصػػالحة " يعبػػر عػػف رغبػػة فػػي تبنػػي مشػػركع تغييػػرم قػػائـ عمػػى النػػزكؿ إلػػى‬
‫الميداف الجماىيرم ليتسنى لو التكعية الفكرية كالتثقيؼ مؤكػدا عمػى كجػكد تكأمػة مػع األكضػاع السػائدة فػي البمػد ‪،‬‬
‫بذلؾ تتمكف المرجعية الدينية مف أف تككف بمستكل تحديات عصرىا ‪ .‬كألجؿ أف تقكـ بذلؾ التفاعؿ عمييا بإنشاء‬

‫(‪)4‬‬
‫سميـ الحسني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 444‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ذكر السيد محمد باقر الحكيـ باف الصدر تحدث عاـ ‪4613‬ـ حكؿ ىذا الطرح ‪ ،‬بعد طمب السيد محسف الحكػيـ منػو االنسػحاب‬
‫مػػف قيػػادة حػػزب الػػدعكة اإلسػػالمية لمتجنػػب االحتكػػاؾ المباشػػر مػػع السػػمطة الظالمػػة القائمػػة ‪ ،‬كمػػا ركػػز فػػي حديثػػو حػػكؿ زيػػادة‬
‫المحنة كشدتيا التي المت بمرجعية السيد محسف الحكيـ كالمرجعية الدينية بعد مجيء حزب البعث إلى السمطة بانقالبػو الثػاني‬
‫عػػاـ ‪4610‬ـ ‪ .‬ينظػػر محمػػد بػػاقر الحكػػيـ ‪ ،‬المرجعيػػة الدينيػػة ‪ ،‬ص‪05‬؛ محمػػد طػػاىر الحسػػيني ‪ ،‬محمػػد بػػاقر الصػػدر ‪ ،‬حيػػاة‬
‫حافمة فكر خالؽ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار السالـ ‪ ، )3141 ،‬ص ‪ 15‬ػ ص ‪. 65‬‬

‫‪211‬‬
‫مراكز تقكـ بجمع معمكمات كاسعة عػف الجكانػب الفكريػة كالثقافػة كحتػى الشخصػيات المختمفػة فػي أرجػاء المعمػكرة‬
‫كافة ‪ ،‬كمف خالؿ ذلؾ يمكنيا كضع الحمكؿ الناجحة بصكرة مدركسة ‪.)4(.‬‬
‫كلفت السيد الصدر أنظار المسئككليف كالقائميف عمى تربية النشئ إلى ما اسماه بػ" الغزو الثقافي " الذم حػذر‬
‫مف تأثيراتو السمبية الفادحة عمى ىكيتنا الثقافية ك سمككيات أجيالنا كعقائػدنا الدينيػة ‪ ،‬الف الغػرب يخػكض معركػة‬
‫ضد حضارتنا المتميزة بعمقيا الديني كالمعنكم كجاء ذلؾ ردان طبيعيان عمى ما ارئو مف أف قسما مف أنصػار الفكػر‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫بػػزعـ أف التفكيػػر اإلنسػػاني مطمػػؽ كغيػػر محػػدكد لػػذلؾ‬ ‫ك الميبراليػػة‬ ‫الشػػيعي قػػد استسػػممكا لألفكػػار العممانيػػة‬
‫كجػػب عمػػى " الزعامػػة الصػػالحة " أف تكػػكـ عمػػى تمػػاس مػػع المجتمػػع كاف تبػػدم كفاىم ػا مكضػػكعيا عمميػػا مقنعػػا‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫لمحفاظ عمى التراث الفكرم الشيعي‬
‫لق ػػد تمي ػػز الس ػػيد الص ػػدر ل ػػيس فق ػػط بإد ارك ػػو جمم ػػة المش ػػاكؿ الت ػػي يعانيي ػػا المجتم ػػع الع ارق ػػي كاألم ػػة اإلس ػػالمية‬
‫كاستيعابو ليا بؿ تعامؿ معيا بايجابية كتصدم ليا كتحمؿ " مسؤولياتيا " ‪ ،‬ك " محنيا " ‪ ،‬كتايدهُ لمكاقؼ السيد‬
‫(‪)1‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫مصػالحيا‬ ‫عمى المستكل الفكرم ك السياسي ‪ ،‬كتقديـ الخدمػة لجمػاىير المسػمميف كالػدفاع عػف‬ ‫الحكيـ‬
‫‪.‬‬
‫كمف ىنا نجد السيد محمد باقر الصدر بدا بإعػادة ترتيػب المفػردات الفكريػة المتعمقػة بالزعامػة الدينيػة نظريػا فػي‬
‫األمة ‪ ،‬كينتيي بيذا الترتيب إلى النتائج التالية ‪:‬‬

‫(‪)4‬‬
‫محمد باقر الصدر ‪ ،‬محاضرات الـًحنة كحب الدنيا ‪ ، ،‬ص‪ - 13‬ص‪. 12‬‬
‫(‪)3‬‬
‫العممانية ( ‪ : ) secularisation‬ىػي الالدينيػة اك الدنيكيػة ‪ ،‬بػؿ بمعنػى اخػص كىػك ماالصػمة لػو بالػديف ‪ ،‬اك مػا كانػت عالقتػو‬
‫بالديف ‪ ،‬عالقة تضاد ‪ .‬يكسؼ القرضاكم ‪ ،‬االسالـ كالعممانية كجيان لكجو‪ ( ،‬القاىرة ‪ :‬مطبعة المدني ‪ ، ) 3111 ،‬ص‪13‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الميبراليػػة ( ‪ : ) lisenlism‬تقميػػد فػػي الفكػػر السياسػػي يتركػػز فػػي قيمػػة الحريػػة الفرديػػة كعالقتيػػا بالدكلػػة ‪ ،‬كيقػػاؿ أف االف ػراد ليػػـ‬
‫حقػػكؽ غالبػػا مػػا تكػػكف ( حقكق ػػا طبيعيػػة ) ‪ ،‬كجكدىػػا مسػػتقؿ عػػف الحككمػػة مككنػػة قاعػػدة القيػػكد الدسػػتكرية عمػػى صػػالحيات‬
‫الحككمػػة ‪ .‬أف مثػػؿ ىػػذه الجقػػكؽ تكػػكـ التمتػػع ب ػاالمف بالحيػػاة كالحريػػة الكاممػػة كميمػػة الحككمػػة ىػػي احت ػ ارـ تمػػؾ الحقػػكؽ مػػع‬
‫احتراـ حقكؽ اآلخػريف ‪ ،‬أحمػد عطيػة اهلل السػعيد ‪ ،‬المعجػـ السياسػي الحػديث ‪ ( ،‬بيػركت ‪ :‬شػركة بيجػة لممعرفػة ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪،‬‬
‫ص‪. 311‬‬
‫(‪)1‬‬
‫غالب حسف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ 36‬؛ محمد رضا النعماني ‪ ،‬الشييد الصدر المحنة ‪ ،‬ص‪. 451‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ازدادت التصػرفات االسػػتف اززية لمسػػمطات العراقيػػة لممرجعيػػة الدينيػػة بعػػد كفػػاة السػػيد محسػػف الحكػػيـ ‪ ،‬إذ أطمقػػت مصػػطمحات تػدؿ‬
‫عمى حقد كغؿ دفيني ف ضد الطائفة الشػيعية كىػك مصػطمح ( الرجعيػة الدينيػة ) ‪ ،‬ممػا حػدل بالسػيد الصػدر عمػى إعػادة التأكيػد‬
‫لتمػػؾ الفك ػرة عػػاـ ‪4613‬ـ ‪ ،‬عمػػى اثػػر تمػػؾ المكاقػػؼ كالتػػي تزامنػػت أيضػػا مػػع االعتقػػاالت بػػيف صػػفكؼ التيػػار اإلسػػالمي داخػػؿ‬
‫الع ػراؽ عامػػة كالنجػػؼ خاصػػة ‪ ،‬كلمحفػػاظ عمػػى االتجػػاه الػػديني داخػػؿ المجتمػػع ‪ ،‬كحسػػينية الشػػباب مػػف االنػػدفاع نحػػك األفكػػار‬
‫كالتيارات األخرل ‪ .‬لمتفاصيؿ ينظر ‪ :‬محمػد الحيػدرم ‪ .‬اإلمػاـ محمػد بػاقر الصػدر((معايشػة مػف قريػب )) ‪ ( ،‬بغػداد ‪ :‬مطبعػة‬
‫السالمي ‪3112 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‪ 451‬ػ ص‪. 456‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬مكسكعة الحكزة العممية كالمرجعية ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪ 450‬ػ ص‪. 411‬‬
‫‪211‬‬
‫‪ 4‬ػ إطركحػػة المرجعيػػة الصػػالحة يكػ ِّػكف الصػػدر فييػػا تصػػكره عػػف التركيػػب الػػذاتي لمقيػػادة ‪ ،‬كأجيزتيػػا ‪ ،‬كدكرىػػا فػػي‬
‫األمػػة ‪ ،‬حيػػث يػػرل أف المرجعيػػة القائمػػة فػػي المجتمػػع اإلسػػالمي فػػي ىػػذه المرحػػؿ ليػػا الػػدكر القيػػادم فػػي األمػػكر‬
‫السياسية كاالجتماعية ‪.‬‬
‫‪3‬ػ أف العمؿ السياسي ليس مجػرد تشػخيص مكقػؼ لمنػاس بػؿ ىػك ػ مضػاؼ إلػى ذلػؾ ػ عممػو تعبػكم لممجتمػع مػف‬
‫اجؿ تجسيد المكقؼ نفسو كىك يحتاج إلى درجة عالية مف الكثكؽ كاالطمئناف بػالحكـ الشػرعي لكػي يمكػف لمقائػد‬
‫أف ينقؿ ثقتو كاطمئنانو إلى الناس في حركتو السياسية كاإلصالحية التعبكية كمف خالؿ ذلؾ يحقؽ أىدافو ‪.‬‬
‫‪ 2‬ػ أف تطبيػػؽ األحكػػاـ الشػػرعية الميمػػة عمػػى مصػػاديقيا كمكضػكعاتيا ‪ ،‬يحتػػاج فػػي كثيػػر مػػف المػكارد إلػػى اجتيػػاد‬
‫شرعي ‪ ،‬كبذلؾ البد مف زعيـ ديني ذم صفات قيادية قادرة عمى تحقيؽ اإلصالح في األمة ‪.‬‬
‫كعمػػى الػػرغـ مػػف ككنػػو نػػادل بإبعػػاد الػػركح الفرديػػة كاسػػتبداليا بالعمػػؿ الجمػػاعي إال انػػو رأل أف العمػػؿ ضػػمف‬
‫المرجعيػة الصػالحة ال يمغػػي مطمقػا األشػراؼ المباشػر لمػزعيـ المجتيػػد ألنػو بػػدكف ذلػؾ سػيككف مػػف العسػير تحقيػػؽ‬
‫األىداؼ المنشكدة ‪.‬‬
‫كفي االتجاه نفسو قدـ السيد الصدر أطركحتو الثانية كليس البديمة التي أطمػؽ عمييػا " المرجعيػة الموضػوعية"‬
‫ال تي تضمنت أفكا ار إصالحية تنبثؽ مف داخؿ الكياف المرجعي ىدفيا المحافظة عمى منياجيا الفكرم كاألخذ بيػا‬
‫إلػػى طريػػؽ تحػػديات العصػػر كالكقػػكؼ بكجػػو أعػػداء المػػذىب خاصػػة كاإلسػػالـ عامػػة ‪ ،‬إذ كجػػد أف تغي ػرات الكاقػػع‬
‫الفكرم في العراؽ منذ نياية خمسينات القرف العشريف تتطمب تشخيص نقاط الضعؼ في أسمكب العمؿ المرجعي‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬فػػي عصػػر يضػػج بمختمػػؼ المشػػكالت كالتعقيػػدات ‪ ،‬كالتػػي لػػـ تكػػف مطركحػػة عمػػى مفكػػرم الفت ػرات السػػابقة‬
‫كألىمية ذلؾ الطرح الفكرم لمسيد " محمد باقر الصدر " ‪ ،‬فقػد رأل الباحػث تقػديـ الييكميػة العامػة لتمػؾ األطركحػة‬
‫في المخطط رقـ (‪. )31‬‬

‫مخطط رقـ ( ‪) 35‬‬

‫(‪)2‬‬
‫محمد ميدم شمس الديف ‪ ،‬مكاقؼ كتامالت في قضايا الفكر كالسياسة ‪ ،‬ص‪. 11‬‬
‫‪212‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الييكؿ التنظيمي الطروحة المرجعية الموضوعية حسب طرح السيد محمد باقر الصدر‬

‫المرجع االعمى‬

‫مجمس العمؿ المرجعي‬


‫( يتككف مف العمماء مع المجاف االختصاصية )‬

‫لجنة االتصاالت‬ ‫لجنة متابعة عمماء المناطؽ‬ ‫المجنة العممية‬ ‫المجنة الدراسية‬

‫لجنة رعاية العمؿ االسالمي‬

‫لجنة المالية‬
‫الحركات اإلسالمية‬

‫عمماء المناطؽ‬

‫(‪)4‬‬
‫المخطط مسػتقاة مػف المصػادر التاليػة ‪ :‬عمػي احمػد البيػادلي ‪ ،‬الحػكزة العمميػة فػي النجػؼ ‪ ،‬ص‪352‬؛ كػاظـ الحػائرم ‪ ،‬مباحػث‬
‫االصػػكؿ ‪ ( ،‬قػػـ ‪ :‬د‪ .‬مػػط ‪ ،‬د‪.‬ت) ؛ ص‪42‬؛ محمػػد الحسػػيني ‪ ،‬اإلمػػاـ محمػػد ب ػػاقر الصػػدر ‪ ،‬د ارسػػة فػػي سػػيرتو كمنيجػػو (‬
‫بيركت ‪ :‬دار الفرات ‪ ، )4606 ،‬ص‪252-211‬؛ امير سعيد الياسرم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.455‬‬
‫‪213‬‬
‫‪ 1‬ػ المرجعية الرشيدة ‪:‬‬
‫شيد عمؿ المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ منعطفا ىاما ككبيػ ار عمػى الطركحػات الفكريػة التػي ظيػرت فػي‬
‫الحػػكزة العمميػػة ‪ ،‬كمػػا ذكرنػػا سػػابقا إلػػى جانػػب التغيػرات الثقافيػػة كالفكريػػة التػػي سػػادت المجتمػػع ‪ ،‬خاصػػة بعػػد كفػػاة‬
‫المرجع السيد محسػف الحكػيـ ‪ ،‬فكػاف الصػدر مشػدكدا إلػى أىميػة تكحيػد الكيػاف الشػيعي كتفعيمػو برمتػو لػذا فيػك لػـ‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬كبعد كفاة السيد الحكيـ بدأت تقريبا مرحمة‬ ‫يتمرد أطالقا عمى المرجعيات ‪ ،‬إذ مارس منيجا " تكامميا " معيا‬
‫التحػػدم الفعمػػي لمرجعيػػة السػػيد " محمػػد بػػاقر الصػػدر " ‪ ( ،‬كلػػـ يكػػف راغبػػا بػػذلؾ ) ك ألنػػو يػػؤمف بضػػركرة تكػريس‬
‫الطاقػػات كتكحيػػد الصػػفكؼ كعػػدـ االنجػرار كراء ص ػراعات جانبيػػة كىػػك مبػػدأ عػػاـ يػػؤمف بػػو كقاعػػدة أساسػػية بناىػػا‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬إذ طالػػب‬ ‫فضػال عػػف الفػراغ الػػذم تركػو المرجػػع الحكػػيـ كالػذم كصػػفو مرحمتػو الصػػدر " بالمرجعيػة الرشػػيدة "‬
‫بتطكيرىا كتككف امتدادا لطرح المرجعيػة المكضػكعية " المرجعيػة المكضػكعية " ‪ ،‬كالتػي تسػتبطف فػي داخميػا ىػدفا‬
‫رئيسػػا ىػػك األخػػذ تخطػػى المرجعيػػة نحػػك المعاص ػرة كتحمػػؿ المسػػؤكليات الكبػػرل كاالرتقػػاء بعمميػػا ‪ ،‬مككنػػو جيػػا از‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫مرجعيا متخصص ككفكء راشدا لمعمؿ المؤسسة الدينية‬
‫تطػكير "المرجعيػة الرشػيدة " تقتضػي أف تكػكف جيػا از إداريػا متكػامال ال يػرتبط بػالمرجع التصػدم الزعامػة الدينيػة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫فقط ‪ ،‬إنما يستمر عممو اخذ التجارب كالمكاقؼ التي يجب أف يستفاد منيا المرجع الالحؽ‬
‫لـ يدخر السيد محمػد بػاقر الصػدر امكاناتػو الذاتيػة لتطبيػؽ فكرتػو كاخراجيػا مػف إطػار النظريػة كالكػالـ المتناقػؿ‬
‫في المجالس إلى حيز الكاقع كالتطبيؽ ك جعميا أكثر ككضػكحان كبػرك از بكػؿ أبعادىػا كمضػامينيا الكميػة كاألساسػية‬
‫بعيدا عف تجزئػة المشػركع كتأجيػؿ جانػب عمػى حسػاب جانػب أخػر ‪ .‬كلػـ تضػطره الصػعكبات التػي كاجيتػو داخػؿ‬
‫المؤسسػػة الدينيػػة كخارجيػػا إلػػى االنسػػحاب التػػاـ أك إلػػى تقيقػػر طمكحػػو فػػي مكاصػػمة مشػػركعة كتأسػػيس أدكاتػػو بػػؿ‬
‫اسػػتقبميا بش ػػجاعة منقطع ػػة النظي ػػر ‪ .‬كعم ػػؿ بجػ ػد بش ػػكؿ ت ػػدريجي م ػػف رح ػػـ المؤسس ػػة الم ػػذككرة لكض ػػع الخط ػػكط‬
‫األساسية لممرجعية الرشيدة حكؿ المؤسسة الدينية كبجعؿ دكره أكثرأندكا نكا باألمة(‪.)5‬‬

‫(‪)4‬‬
‫غالب حسف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ 26‬ػ ص‪ 11‬؛ محمد بػاقر الحكػيـ ‪ ،‬مكسػكعة الحػكزة العمميػة كالمرجعيػة ‪ ،‬ح‪ ، 1‬ص‪401‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اعقبت مرجعية السيد محسف الحكيـ زعامة السيد أبك القاسـ الخكئي كالتي كاجيت اشد الحمالت العدائية مف السمطة القائمة مما‬
‫حدل بو إلى اتخاذ جانب المنحى التقميدم ‪ ،‬حيث ترال أف دكرىا ينحصر في حفظ الحكزة العممية كابتعد عف االىتماـ بالعمؿ‬
‫السياسي ‪ . ...‬ينظر ‪ :‬حسيف بركة الشامي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 400‬‬
‫(‪)2‬‬
‫احمد عبد اليادم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 31‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمػػد طػػاىر الحسػػيني ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪ ،‬ص‪ 132‬؛ محمػػد بػػاقر الصػػدر ‪ ،‬اإلسػػالـ يقػػكد الحيػػاة ‪ ( ،‬طي ػراف ‪ :‬ك ازرة اإلرشػػاد‬
‫اإلسالمي ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪ ،‬ص‪. 446‬‬
‫(‪)5‬‬
‫محمد باقر الصدر ‪ ،‬االسالـ يقكد الحياة ‪ ،‬ص‪. 431‬‬
‫‪214‬‬
‫(‪)4‬‬
‫حػػاكؿ السػػيد محمػػد بػػاقر الصػػدر مػػف خػػالؿ أفكػػاره كنظرياتػػو تأسػػيس " مدرسػػة إسػػالمية فكريػػة أصػػمية "‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫كالميػاديف التػي تحػاكؿ بحثيػا ‪ ،‬لػذلؾ‬ ‫‪ ،‬مػف حيػث القضػايا كالمشػاكؿ التػي عنيػت بيػا‬ ‫اتسمت " بالشػموؿ "‬
‫كانػػت " إطركحػػة المرجعيػػة الرشػػيدة " حركػػة إصػػالحية كاسػػعة تحػػاكؿ تحقيػػؽ إنجػػازات إصػػالحية حيػػث تكاصػػؿ‬
‫(‪)1‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫اإلصػػالح التعميمػػي ‪،‬‬ ‫التبميػػغ العقائػػدم ‪،‬‬ ‫عطائيػػا لفت ػرات متالحقػػة ‪ ،‬منيػػا التصػػدم لمتبشػػير الصػػميبي ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬كبيف المخطط رقـ ( ‪ )35‬المرجعية الرشيدة ‪.‬‬ ‫لتكجيو التربكم كرعاية الشباب‬

‫(‪)4‬‬
‫المدرسة الفكرية تعني مجمكعػة اعتقػادات اإلنسػاف التربكيػة كاالجتماعيػة كالسياسػية كاالقتصػادية أك االعتقاديػة المذىبيػة أك غيػر‬
‫المذىبية سكاء كانت جماعية أك غير جماعية ىذه االعتقادات ِّ‬
‫تككف لنػا بنػاء فكريػا كاحػدا ‪ ،‬عمػي شػريعتي ‪ ،‬تػاريخ الحضػارة ‪،‬‬
‫تعريب حسف نصرم ‪ ( ،‬النجؼ االشرؼ ‪ :‬مؤسسة اآلداب الشرقية ‪3111 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص ‪. 331‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أف المدرسػػة الفكريػػة لػػـ تكػػف مرتبطػػة بكجػػكد دار كعػػدـ كجػػكد اطالعػػات أك تصػػديقات أك معمكمػػات فينػػاؾ العديػػد مػػف األشػػخاص‬
‫الػذيف أسسػكا مدرسػة فكريػػة كلكػػنيـ لػـ يككنػكا مػػف الشخصػيات المعركفػػة كبػالعكس ‪ ،‬فينػػاؾ عمػػى أصػحاب نظريػػات كاكتشػػافات‬
‫لكنيـ لـ ينتمكا إلى أم ( مدرسة فكرية ) ‪ ،‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص ‪. 331‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أمير سعيد الياسرم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص ‪ ( ، 431‬األضكاء ) " مجمة " ‪ ،‬شباط ‪4614‬ـ ‪ ،‬العدد (‪ )4‬ص ‪. 160‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حسف شبر ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص ‪.211‬‬
‫(‪)5‬‬
‫لمتفاصيؿ ينظر ‪ :‬حسيف بركة الشامي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ 42‬؛ ( الفكر الجديد ) " مجمة " ‪ ،‬لندف ‪ ،‬كانكف األكؿ ‪،4663‬‬
‫العدد ( ‪ ) 1‬ص ‪ 21‬ػ ص ‪. 25‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ينظر ‪ ( :‬قضايا إسالمية ) " مجمة " ‪ ،‬قـ ‪4661 ،‬ـ ‪ ،‬العدد (‪ ، )5‬ص ‪ 126‬ػ ص ‪. 152‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أمير سعيد الياسرم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص ‪ 430‬؛ (األضكاء ) أب ‪4611‬ـ ‪ ،‬العدد (‪ ، )4‬ص ‪. 2‬‬
‫‪215‬‬
‫المخطط رقـ (‪) 36‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ىيكمية المرجعية الرشيدة‬

‫إيجاد دكائر‬ ‫تنظيـ دراسة ماقبؿ الخارج‬


‫متابعة الفكر العالمي‬
‫تنظيـ البحث الخارج‬

‫لجنة النتائج العممية‬ ‫لجنة الوضع الدراسي في الحوزة‬

‫الدراسي في‬ ‫الحوزة‬


‫كضع المنياج كالكتب‬
‫الحوزة‬
‫ترشيح المناطؽ الستقباؿ الككيؿ‬ ‫التنسيب الجغرافي لمطمبة‬

‫ضبط اليكية الشخصية‬


‫الصمة بيف المرجعية والمناطؽ‬ ‫متابعة سيرتيـ‬

‫لجنة المرجع‬
‫لجنة االتصاالت‬ ‫لجنة شؤوف العمماء‬
‫التخطيط‬
‫متابعة نكاقصيـ العمماء‬
‫القياـ بالزيارات التفقدية‬ ‫كتابة التقرير‬
‫االتصاؿ مع مفكرم العالـ‬
‫تسجيؿ الماؿ كضبط مكارده‬
‫معرفة مصاديؽ العمؿ اإلسالمي‬ ‫ايجاد ككالء مالييف‬
‫تقديـ العكف كالمساعدة‬
‫المجنة المالية‬
‫لجنة رعاية العمؿ اإلسالمي‬

‫تنمية المكارد كبيت الماؿ‬


‫بذؿ النصح كالتشاكر‬ ‫تسديد مصاريؼ المرجعية‬

‫(‪)4‬‬
‫لمتفاصيؿ ينظر ‪ :‬أميره سعيد الياسرم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص المالحؽ ؛ محمد الحسيني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص ‪ 311‬ػ ص‬
‫‪ 252‬؛ احمد أبك زيد ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص‪ 61‬ػ ص‪ 441‬؛ محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬مكسكعة الحكزة العممية كالمرجعية‬
‫‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪. 410‬‬
‫‪216‬‬
‫كنستنتج مما تقدـ ‪ ،‬أف " أطروحة المرجعية الرشيدة " ما تزاؿ كاحدة مف اىـ المشاريع الفكرية التي طرحت‬
‫في الساح ة الشيعية ‪ ،‬لتطكير عمؿ المرجعية الدينية كترشيدىا كاالرتقاء بيا كانتشاليا مف حالة الفردية الى‬
‫حالة أكثر اتزانا كتنظيما مع المحافظة عمى األسس التي قامت عمييا تاريخيا ‪ ،‬إلى جانب العمؿ عمى زيادة سعة‬
‫المساحة الجغرافية لنشاط المرجعية في محيطيا العربي كاإلسالمي عف طريؽ الجاف المتقرحة لتككف القناة‬
‫الفكرية بيف المرجعية كاألمة ‪.‬‬
‫كقد تمثػؿ ذلػؾ فػي مرجعيػة السػيد محسػف الحكػيـ ( ‪ 4650‬ػ ‪ ، ) 4611‬التػي تبنػت ىػذا االتجػاه كعممػت عمػى‬
‫مػػد جسػػكر التكاصػػؿ مػػع المجتمعػػيف الع ارقػػي كاإلسػػالمي ‪ ،‬مػػف خػػالؿ اختيارىػػا لككالئيػػا فػػي مػػدف الع ػراؽ كبعػػض‬
‫الدكؿ اإلسالمية مف ذكم الفكر المتجدد ‪ ،‬كالخبرة المتراكمة في التعامؿ مع المجتمعات ‪ ،‬معززة ذلػؾ بػدعـ كاسػع‬
‫لكؿ ما مػف شػأنو االرتقػاء بالمسػتكل الفكػرم كالثقػافي إلػى م ارحػؿ متقدمػة ‪ ،‬مػف خػالؿ تنشػيط الميرجانػات األدبيػة‬
‫كالثقافية بما يساعد عمى خمؽ كعي فكرم عمى مساحة أكسع فرديا كاجتماعيا ‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫مظاهر الحٌاة الفكرٌة فً النجف االشرف‬
‫‪1561 -1551‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬التعلٌم وأنواعه ‪.‬‬

‫المبحث الثانً ‪ :‬الصحافة والنشر ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬الجمعٌات الثقافٌة واألدبٌة‬

‫‪211‬‬
‫المبحث األوؿ‬

‫التعميـ وأنواعػو‬
‫أوال ‪ :‬التعميـ الديني ‪:‬‬
‫ظؿ التعميـ الديني في النجػؼ االشػرؼ كفػي مراحمػو األكلػى قائمػان عمػى (الكتلػاب) ‪ ،‬كمتقصػ انر عمػى قكاعػد‬
‫المغة العربية ‪ ،‬كحفظ سكر مف القركف الكريـ ‪ ،‬فنشأت في المدينػة عػدد مػف البيكتػات لتعمػيـ التالميػذ الراغبػة بػذلؾ‬
‫‪ ،‬كمػػع ازديػػاد أىميػػة المدينػػة بعػػد تكسػػع الد ارسػػات الحكزكيػػة فييػػا كشػػيكع اليػػدكء كاالسػػتقرار فييػػا ممػػا شػػكؿ عامػػؿ‬
‫استقطاب الراغبيف بالدراسات الدينية ‪ ،‬اضحت الحاجة ممحة النشاء مدارس دينيػة نظاميػة ‪ ،‬تعتمػد نظامػان خاصػان‬
‫لمقبػكؿ ‪ ،‬مػػف منػػاىج د ارسػػية محػػددة ‪ ،‬فضػالن عػػف الجكانػػب االداريػػة ‪ ،‬نشػػأت العديػػد مػػف تمػػؾ المػػدارس التػػي بمغػػت‬
‫العشرات(‪ ،)4‬إال اف ما يقع منيا ضمف مدة البحث تتمثؿ بالمدارس التالية ‪:‬‬
‫‪ -2‬جامعة النجؼ الدينية ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الدينية في النجؼ‬ ‫انشأت عاـ ‪4651‬ـ‪ ،‬بتبرعات الكجيو محمد تقي اتفاؽ ‪ ،‬فكانت مف اكسع المدارس‬
‫كأكثرىا دقة في التنظيـ‪ ،‬كتمسكان بػالقيـ العمميػة الرصػينة ‪ ،‬كمػا بنيػت عمػى اىػداؼ سػامية كػاف فػي مقػدمتيا "نشػر‬
‫الثقافػػة اإلسػػالمية" ‪ ،‬ك"تنشػػيط الحركػػة العمميػػة" ‪ ،‬ك "تشػػجيع حركػػة التػػاليؼ كالنشػػر" مػػع التركيػػز عمػػى بػػث الػػكعي‬
‫الفكرم بمبادئ الديف اإلسالمي ‪ ،‬فضالن عف تخريج الدعاة كالمبمغيف لنشر رسالة اإلسالـ كمبادئو(‪.)2‬‬
‫اسندت إدارة الجامعة إلى احد عمماء المدينة كمفكرييا ممف سعكا في فكرتيا ‪ ،‬ككضع لبناتيػا األكلػى كىػك‬
‫(‪)1‬‬
‫السػػيد محمػػد الكمنتػػر ‪ ،‬الػػذم كجػ هػد فييػػا مشػػركعان يمبػػي طمكحاتػػو فػػي تطػػكير الد ارسػػة فػػي المدينػػة ‪ ،‬كلػػتكف صػرحان‬
‫عمميان يقؼ بكجو رياح األفكار الغربية المعادية لإلسالـ‪.‬‬

‫اشػػتممت الجامعػػة عمػػى ابنيػػة خدميػػة كالمسػػجد كالمكتبػػة التػػي احتػػكت عمػػى أكثػػر مػػف سػػتة االؼ كتػػاب(‪،)4‬‬
‫فض ػ ػالن عػ ػػف القاعػ ػػات الد ارسػ ػػية كالقسػ ػػـ الػ ػػداخمي ‪ ،‬كسػ ػػارت الجامعػ ػػة كفػ ػػؽ نظػ ػػاـ د ارسػ ػػي صػ ػػارـ ‪ ،‬تميػ ػػز بػ ػػالحزـ‬

‫(‪)4‬‬
‫لمتفاصػيؿ عػف تمػػؾ المػدارس ينظػػر ‪ :‬امػاؿ حسػػيف خػكير ‪ ،‬المصػدر السػػابؽ ‪ ،‬ص‪11-32‬؛ جعفػر الخميمػػي ‪ ،‬مكسػكعة العتبػػات‬
‫المقدسة ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ -430‬ص‪.411‬‬
‫(‪)3‬‬
‫تبمغ مساحة الجامعة (‪5111‬ـ‪ )3‬في منطقة حي السعد ‪ ،‬كتـ رصد مبمغ مػالي كبيػر فػي حينػو النشػائيا كفػؽ الطػراز الحػديث ‪،‬‬
‫إذ بمغ مقداره (‪451‬الؼ) دينار عراقي ‪ ،‬جعفر باقر محبكبة‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.411‬‬
‫(‪)2‬‬
‫جامعة النجؼ الدينية ‪ ،‬النظاـ الداخمي لجامعة النجؼ الدينية ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪ ،)4613 ،‬ص‪.41‬‬
‫(‪)1‬‬
‫السػػيد محمػػد الكمنتػػر (‪3111-4641‬ـ) ‪ :‬ىػػك محمػػد بػػف سػػمطاف بػػف مصػػطفى المكسػػكم الشػػيير ب ػػ(كمنتر) ‪ ،‬كلػػد فػػي النجػػؼ‬
‫االشرؼ ‪ ،‬درس المقدمات كالسطكح عمى مشاىير عمماءىا حتى ناؿ درجة االجتياد عاـ ‪4612‬ـ‪ ،‬لو العديد مف اآلثار الفكريػة‬
‫منيا ‪ :‬د ارسات في أصكؿ الفقو في أربعة أجػزاء ‪ ،‬البػداء عنػد الشػيعة األماميػة ‪ ،‬كحقػؽ شػرح الممعػة الدمشػقية ككػاف مػف عشػرة‬
‫أجزاء كغيرىا ‪ ،‬محمد ميدم النراقي ‪ ،‬جامع السعدات ‪( ،‬بغداد ‪ :‬د‪ .‬مط ‪،)3112 ،‬ج‪،4‬ص‪.4‬‬
‫‪215‬‬
‫كاالنضػػباط ‪ ،‬كتحديػػد أيػػاـ الغيابػػات ‪ ،‬كمػػا كاىتمػػت إدارة الجامعػػة بتحديػػد سػػنكات الد ارسػػة بخمػػس سػػنكات ‪ ،‬تتػػكزع‬
‫خالليا مفردات المنيج الدراسي ‪ ،‬التي شػممت عمػكـ العربيػة كالمنطػؽ كاالصػكؿ كالفقػو كالفمسػفة كاالخػالؽ ‪ ،‬كعمػـ‬
‫النفس كالفقو المقارف كلغة اجنبية تحددىا االدارة(‪.)3‬‬
‫كاف نظاـ االمتحانات فييا قائـ عمى االمتحانات الشيرية كالسنكية ‪ ،‬كالتي تشمؿ امتحانات شفكية كأخرل‬
‫تحريرية ‪ ،‬اشترط اف يؤدييا الطالب بنجاح خالؿ السنكات األربع األكلى كي ينقؿ إلى مرحمة البحث الخارج(‪.)2‬‬
‫كلك ػػي تن ػػأل الجامع ػػة بنفس ػػيا ع ػػف التجاذب ػػات السياس ػػية كمالحق ػػات الس ػػمطات الحاكم ػػة ‪ ،‬اش ػػترطت عم ػػى‬
‫طالبيا االبتعاد عف االنتماءات السياسية ‪ ،‬مع التشديد عمى اف ال تككف لو حتى اتجاىات مف ىػذا النػكع(‪ ،)1‬كػي‬
‫تتمكف مف تنفيذ برامجيا الفكرية ‪ ،‬كلكي تحقؽ الغاية التي انشأت مف اجميا‪.‬‬
‫كلتفعيػػؿ النشػػاطات الطالبيػػة ‪ ،‬كاحتضػػاف المكاىػػب كالطاقػػات األدبيػػة كالفكريػػة كتكجيييػػا بمػػا يخػػدـ مسػػيرة‬
‫الجامعػػة الفكريػػة ‪ ،‬كينمػػي قػػدرات طالبيػػا ‪ ،‬اصػػدرت عػػاـ ‪4611‬ـ مجمػػة شػػيرية اسػػميا "د ارسػػات اسػػالمية" (‪،)5‬‬
‫كركزت في مكضكعاتيا عمى الجكانب الفكرية كاالصالحية ‪.‬‬
‫ارتك ػػزت الجامع ػػة عم ػػى نخب ػػة م ػػف المدرس ػػيف ال ػػذيف عرفػ ػكا بالعممي ػػة الكاس ػػعة ‪ ،‬كالمق ػػدرة الفكري ػػة ‪ ،‬ألج ػػؿ‬
‫التاسيس لقاعدة معرفية كفكرية نيضػكية ‪ ،‬تعتمػد الػديف كالعمػـ أساسػا فػي أحػداث اإلصػالح داخػؿ المجتمػع ‪ ،‬كقػد‬
‫رأل الباحث كضعيـ في الجدكؿ رقـ (‪.)31‬‬

‫(‪)4‬‬
‫(مقابم ػػة شخص ػػية) ‪ ،‬الس ػػيد ض ػػياء محم ػػد كمنت ػػر ‪ ،‬عمي ػػد جامع ػػة النج ػػؼ الديني ػػة كنجم ػػو ‪ ،‬مكالي ػػد ‪ ،4615‬النج ػػؼ االش ػػرؼ ‪،‬‬
‫‪.3141/44/1‬‬
‫(‪)3‬‬
‫قػػررت الييئػػة االداريػػة اف تكػػكف المغػػة االنكميزيػػة ضػػمف المػػنيج التدريسػػي ليػػا (مقابمػػة شخصػػية) ‪ ،‬السػػيد ضػػياء محمػػد كمنتػػر‬
‫‪.3141/43/4،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫جامعة النجؼ الدينية ‪ ،‬المصدر السابؽ‪،‬ص‪.41‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كقفية جامعة النجؼ الدينية كنظاميا األساسي‪( ،‬النجؼ ‪ :‬د‪.‬مط‪ ،)4615 ،‬ص‪.31‬‬
‫(‪)5‬‬
‫سيتـ التعريؼ بيا خالؿ المبحث الثاني مف ىذا الفصؿ‪.‬‬
‫‪211‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)37‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أسماء اساتذة جامعة النجؼ الدينية‬

‫نماذج مف اثارىـ الفكرية‬ ‫المادة الدراسية‬ ‫جنسيتو‬ ‫اسـ األستاذ‬ ‫ت‬


‫ديكاف شعر‪،‬بحكث فقيو‬ ‫النحك الصرؼ كاالصكؿ‬ ‫عراقي‬ ‫الشيخ محمد تقي الجكاىرم‬ ‫‪-4‬‬
‫تقريرات شيكخو في الفقو‬ ‫البالغة كالمنطؽ‬ ‫لبناني‬ ‫الشيخ محمد ىادم معرفة‬ ‫‪-3‬‬
‫كاالصكؿ كاخرل‬
‫دراسة في أصكؿ الفقو ‪1‬جزء‬ ‫الفمسفة ‪،‬عمـ الكالـ‬ ‫ايراني‬ ‫السيد محمد كمنتر‬ ‫‪-2‬‬
‫كغيرىا‬
‫بحكث في المنطؽ كأصكؿ‬ ‫عمـ الحديث كتفسيرالقركف‬ ‫لبناني‬ ‫الشيخ مسمـ الرابي‬ ‫‪-5‬‬
‫الفقو كغيرىا‬
‫لو الكضياع‪،‬كتاب محاضرات‬ ‫الفقو اإلسالمي عامة‬ ‫افغاني‬ ‫الشيخ محمد اسحاؽ فياض‬ ‫‪-1‬‬
‫في أصكؿ الفقو‬
‫بحكث في الفمسفة كأصكؿ‬ ‫الفقو الجعفرم خاصة‬ ‫ايراني‬ ‫الشيخ إبراىيـ الجناتي‬ ‫‪-1‬‬
‫الفقو‬
‫تفسير القركف الكريـ‬ ‫عراقي‬ ‫الشيخ احمد البيادلي‬ ‫‪-0‬‬

‫كاف لنظاميا االدارم كاالمتحاني الذم امتػاز بػالحزـ كالصػرامة‪ ،‬مػع التنػكع فػي مفػردات المػنيج الد ارسػي ‪،‬‬
‫فضالن عف كادرىا التدريسي النخبكم ‪ ،‬انعكاسو الكاضػح عمػى مسػتكل طالبيػا العممػي كالفكػرم بالشػكؿ الػذم ادل‬
‫إلػػى تخػػرج عػػددان لػػيس باليسػػير مػػف الطػػالب الػػذيف كانػػت ليػػـ اسػػياماتيـ المػػؤثرة فػػي الكاقػػع الفكػػرم لػػيس النجفػػي‬
‫فحسب بؿ كاالسالمي أيضا(‪.)3‬‬
‫‪ -3‬مدرسة الجزائري (مدرسة النجؼ الدينية)‪:‬‬
‫تميزت المدارس الدينية التي ظيرت في ىذه المدة ككنيا لػـ تكػف تقميديػة فػي نظاميػا التعميمػي كاالمتحػاني‬
‫‪ ،‬الف مؤسسييا مف النخب النجفية المثقفػة ذات التكجيػات االصػالحية ‪ ،‬كالتػي تمكنػت مػف الممازجػة بػيف الثقافػة‬
‫مثمػػت ىػػذا االتجػػاه‬ ‫الحكزكيػػة كالد ارسػػة االكاديميػػة ‪ ،‬فكػػاف ذلػػؾ انعكاس ػان لممشػػاريع العمميػػة التػػي تبنكىػػا ‪ ،‬كقػػد‬

‫(‪)4‬‬
‫لمتفاصيؿ ينظر ‪ :‬كقفية جامعة النجؼ الدينية كنظاميا األساسي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪31-40‬؛ محمػد الغػركم ‪ ،‬مػع عممػاء‬
‫النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.551‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كمف الشخصي ات التي كانت مف خريجي جامعة النجؼ الدينية ‪ :‬الشيخ محمد اليعقكبي (مجتيد) ؛ السيد عمي البعاج (مجتيد)‪،‬‬
‫الشػػيخ عمػػي العفػػي (مجتيػػد) ‪ ،‬السػػيد إب ػراىيـ امينػػي (مجتيػػد) ‪ ،‬الشػػيخ صػػبحي الطفيمػػي (مجتيػػد) ‪ ،‬الشػػيخ يكسػػؼ عبػػد السػػتار‬
‫(اديب كباحث) كغيرىـ (مقابمة شخصية) ‪ ،‬السيد ضياء الكمنتر ‪.3144/2/41،‬‬
‫‪211‬‬
‫مدرسة الجزائرم التي أسسيا الشيخ عز الديف الجزائرم (‪ ،)4‬كىك ييدؼ مف خالليا إلى تنشأة جيؿ مف الخػريجيف‬
‫يأخػػذكف عمػػى عػػاتقيـ عمميػػة التصػػدم فكري ػان كعقائ ػديان لمطركحػػات الماديػػة كالقكميػػة العنص ػرية التػػي بػػدأت تغػػزك‬
‫المجتمػػع الع ارقػػي كالنجفػػي عم ػػى كجػػو الخصػػكص ‪ ،‬كتغط ػػي بأفكارىػػا كمعتقػػداتيا عم ػػى السػػاحة اإلسػػالمية الت ػػي‬
‫شيدت ىي األخرل نشاطان مممكسان في مجاؿ التنظيـ الحزبي ‪ ،‬كمكاجية تمؾ األفكار(‪.)3‬‬
‫افتتحػت المدرسػة فػي الثػػامف مػف كػانكف الثػػاني سػنة ‪4651‬ـ‪ ،‬كيقػكـ منياجيػا الد ارسػػي عمػى تػدريس عمػػكـ‬
‫الشريعة ‪ ،‬كعمكـ العربية ‪ ،‬بما ال يختمؼ كالدراسة التقميدية ‪ ،‬إال مف حيث طريقة التدريس التي جاءت كفػؽ نظػاـ‬
‫تعميمػػػي جديػػػد ‪ ،‬حػػػددت عمػ ػػى ضػ ػػكء مقػ ػػررات الد ارسػػػة فػ ػػي كػ ػػؿ مرحمػ ػػة ‪ ،‬كس ػػنكات الد ارس ػػة ‪ ،‬مػ ػػع كجػػػكد نظػ ػػاـ‬
‫لالمتحانات قائـ عمى أساس االمتحانات األسبكعية كنصؼ سنة كنيايتيا ‪ ،‬معززة ذلؾ النظاـ بالمحاضػرات التػي‬
‫تساعد عمى فرز الطمبة األذكياء كالمتفكقيف ‪ ،‬مما يعمؿ عمى رفع المستكل العممي لدل الدارسيف(‪.)2‬‬
‫ل ػػـ تك ػػف الد ارس ػػة ف ػػي المدرس ػػة الجزائري ػػة ذات اط ػػر جام ػػدة ‪ ،‬كمح ػػددة ب ػػالمنيج الد ارس ػػي ‪ ،‬ب ػػؿ كان ػػت لي ػػا‬
‫نشػػاطاتيا (الالصػػفية) ‪ ،‬التػػي كػػاف مػػف شػػأنيا اف تظيػػر طاقػػات الدارسػػيف ‪ ،‬كتنمػػي م ػكاىبيـ كقابميػػاتيـ األدبيػػة‬
‫كالفكرية ‪ ،‬فأتخذت األشكاؿ التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬االحتفػاالت الدينيػػة كالميرجانػػات المكسػػمية ‪ ،‬التػي كػػاف يشػػارؾ فييػػا الطمبػة بالكممػػات كالقصػػائد ‪ ،‬التػػي‬
‫تعكػػس امكػػانيتيـ األدبيػػة كااللقائيػػة ‪ ،‬فض ػالن عػػف تخصيصػػيا ليػػكـ كاحػػد فػػي األسػػبكع أطمػػؽ عميػػو "يػػوـ الخطابػػة‬
‫االسبوعي" (‪ ،)1‬اىتـ بإبراز قابميات الطمبة االخطابية ‪ ،‬التي عمؿ المدرسكف عمى تنميتيا كتقكيميا‪.‬‬

‫ب‪ -‬تأسيس مكتبة عامة في المدرسة سنة ‪4611‬ـ رفدىا بالعديد مف الكتب ‪ ،‬كفتحت طيمة أياـ االسبكع‬
‫لمقراء مف الطمبة ‪ ،‬كالتي ظمت مستمرة حتى إغالقيا(‪.)4‬‬

‫(‪)4‬‬
‫عز الديف الجزائرم (‪ 3115-4631‬ـ) ‪ :‬مػف اسػرة عمميػة ‪ ،‬كالػده المفكػر الشػيخ محمػد جػكاد الج ازئػرم ‪ ،‬اكمػؿ تعميمػو االبتػدائي‬
‫داخؿ النجؼ ‪ ،‬ثـ انتقؿ إلى الدراسة الحكزكية ‪ ،‬الذم تمقى عمكمو فييا عمى يد كالده كعمػو الشػيخ عبػد الكػريـ الج ازئػرم كالسػيد‬
‫عب ػ د الحسػػيف شػػرؼ الػػديف ‪ ،‬كتكجػػو بعػػد ذلػػؾ إلػػى المػػدارس الرسػػمية ليكمػػؿ مرحمتػػي المتكسػػطة كالثانكيػػة ‪ ،‬يػػدرس فػػي بغػػداد‬
‫كيحصؿ عمى دبمكـ في اليندسة المدنية كدبمكـ ىندسة التجميؿ (الديككر) كدبمكـ في عمػكـ التجاريػة ‪ ،‬ثػـ عػاد مدرسػان فػي حػكزة‬
‫النجػػؼ االشػػرؼ لليػػدرس الفقػػو كاصػػكلو ‪ ،‬كيعػػد مػػف ركاد العمػػؿ السياسػػي فػػي الع ػراؽ ‪ ،‬إذ أسػػس اثنػػيف مػػف المنظمػػات السياسػػية‬
‫كاالسػػالمية فػػي خمسػػينيات القػػرف العش ػريف ىمػػا منظمػػة الشػػباب المسػػمـ كمنظمػػة المسػػمميف العقائػػدييف ‪ ،‬لػػو مجمكعػػة مؤلفػػات ‪:‬‬
‫شرح دعاء كميؿ ‪ ،‬شرح الصحيفة السجادية ‪ ،‬أصكؿ الفقو ‪ ،‬تكفي في لبناف عاـ ‪3115‬ـ‪ ،‬لمتفاصيؿ ينظر‪ :‬جكدت القزكيني ‪،‬‬
‫عز الديف الجزائرم رائد الحركة اإلسالمية في العراؽ ‪( ،‬بيركت ‪ :‬دار االضكاء ‪ ، )3115،‬ص‪.32-46‬‬
‫(‪)3‬‬
‫عز الديف الجزائرم ‪ ،‬تنظيـ الحكزة العممية ‪( ،‬قضايا اسالمية) "مجمة" ‪ ،‬قـ ‪4661 ،‬ـ‪ ،‬العدد (‪، )5‬ص‪.550‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محسف محمد محسف ‪ ،‬مف التنظيـ الدراسي في النجؼ االشرؼ كالحكاضر العممية المتشابية‪( ،‬بيػركت ‪ :‬دار االضػكاء‪)4660،‬‬
‫‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رحيـ عبد الحسيف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪411‬؛ محسف محمد محسف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪212‬‬
‫ج‪ -‬اإلصػػدارات ‪ :‬ابتػػدأت المدرسػػة باصػػدار نش ػرة جداريػػة باسػػـ "التوعيػػة" أصػػدرتيا "لجنػػة التوعيػػة" فػػي‬
‫المدرسػة المككنػػة مػف نخبػػة مػف الطمبػػة ‪ ،‬تطػكر عمميػػا بعػد ذلػػؾ ليشػمؿ إصػػدار سمسػمة مػػف اإلصػدارات كالنشػرات‬
‫المطبكعة تمثؿ ذلؾ في اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -4‬سمسػػمة دركس دينيػػة ‪ ،‬ركػػزت أبحاثيػػا عمػػى التعريػػؼ باإلسػػالـ كمقدرتػػو عمػػى حػػؿ مشػػاكؿ المجتمػػع‪،‬‬
‫فكػػاف مػػف تمػػؾ المكضػػكعات ‪" :‬اإلسػػالـ يػػدعو لمسػػعادة"‪" ، ،‬العمػػـ فػػي اإلسػػالـ" ‪" ،‬اإلسػػالـ نظػػاـ المسػػتقبؿ" ‪،‬‬
‫"حكمة الصالة"‪" ،‬محو االمية"‪.‬‬
‫‪ -3‬نشػرة مطبكعػة بعنػكاف "الػذكرل" صػدر عػددىا األكؿ فػػي بدايػة العػاـ ‪4611‬ـ كتكقفػت فػي نيايػة العػػاـ‬
‫الدراسي ‪4611‬ـ‪ ،‬بعد اف أصدرت عشرة أعداد(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬المعارؼ اإلسالمية ‪ :‬كىي مختارات عممية ىادفة ‪،‬لـ يصدر منيا سكل عدد كاحد فقط(‪.)2‬‬
‫‪ -1‬رسػػالة النجػػؼ ‪ :‬كىػػي سمسػػمة فكريػػة عامػػة صػػدر عػػددىا األكؿ أكاخػػر العػػاـ ‪4611‬ـ‪ ،‬كتكقفػػت بعػػد‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫صدكر عددىا الثالث في اذار سنة ‪4610‬ـ‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬كذلػؾ‬ ‫كضعت المدرسػة لنفسػيا سياسػة تعميميػة مسػتقمة ‪ ،‬نػأت بنفسػيا عػف االعتمػاد عمػى جيػة أخػرل‬
‫لكي تحافظ عمى خطيا الفكرم المستقؿ البعيد عف التجاذبات السياسية ‪ ،‬عمػى الػرغـ مػف حصػكليا عمػى اعتػراؼ‬
‫ك ازرة المعارؼ بيا ‪ ،‬ككذلؾ ك ازرة الدفاع التي اعفت طمبتيا الناجحيف مف اداء الخدمة االلزامية ‪.‬‬
‫عممػػت مدرسػػة الج ازئػػرم عمػػى نشػػر الثقافػػة اإلسػػالمية س ػكاء مػػف خػػالؿ مناىجيػػا الد ارسػػية ‪ ،‬أك مػػف خػػالؿ‬
‫نشػػاطاتيا الثقافيػػة ‪ ،‬ممػػا انعكػػس ايجابػان عمػػى تخػريج عػػدد مػػف الخطبػػاء كالمرشػػديف القػػادريف عمػػى القيػػاـ بالتكعيػػة‬
‫كاالصالح داخؿ المجتمع ‪ ،‬فكانت بحث اسيامة ميمة في رفد الكعي الفكرم في المجتمع النجفي‪.‬‬
‫‪ -4‬المدرسة الشبرية ‪:‬‬

‫(‪)4‬‬
‫تعرضت المدرسة حاليا حاؿ التجارب االصالحية األخرل إلى مضايقات مػف قبػؿ الحكػـ فػي العػراؽ بعػد انقػالب عػاـ ‪4610‬ـ‪،‬‬
‫كالتي عممػت عمػى اغالقيػا فػي بدايػة عػاـ ‪4611‬ـ‪ ،‬كلػـ يتكقػؼ األمػر عنػد االنغػالؽ بػؿ تعػداه إلػى ىػدـ بنايػة المدرسػة بعػد اف‬
‫اتيمتيا السمطة باتخاذىا مق انر ليا مف قبؿ الحركات اإلسالمية ‪ ،‬كىي تيمة دئبت سمطات البعث التي حكمت الػبالد حجػة تتخػذ‬
‫منيا سببان إلى اغالؽ المدارس الدينية ‪ ،‬جكدت القزكيني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫(‪)3‬‬
‫سيتـ التعريؼ بيا أكثر تفصيال ضمف المبحث الثاني مف ىذا الفصؿ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫احمد البيادلي ‪ ،‬الحكزة العممية في النجؼ ‪ ،‬ص‪.221‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(رسالة النجؼ) "مجمة" ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬كانكف األكؿ ‪4611‬ـ‪ ،‬العدد (‪ )4‬ص الغػالؼ ؛ محسػف محمػد محسػف ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ‪،‬‬
‫ص‪.32‬‬
‫(‪)5‬‬
‫رغب مؤسس المدرسة بجعميا بعيدة عػف السػمطات الحاكمػة قػدر المسػتطاع ‪ ،‬إذ اف المدرسػة تاسسػت فػي العػاـ قبػؿ األخيػر مػف‬
‫الحكػـ الممكػي فػي العػراؽ ‪ ،‬كلػذا فمػيس ىنػػاؾ مػا يػذكر مػف احتكػاؾ بينيػا كبػيف السػػمطة ‪ ،‬كعنػد مجػيء الػزعيـ عبػد الكػريـ قاسػػـ‬
‫‪ 4612-4650‬ـ‪ ،‬اخػػذ يتقػػرب مػػف أصػػحاب المػػدارس الدينيػػة قػػدر المسػػتطاع ‪،‬إال اف عػػز الػػديف الج ازئػػرم اسػػتمر باالتبعػػاد عػػف‬
‫السمطة ‪ ،‬كرفضو جميع المنح المقدمة لو ‪ ،‬كبقي عمػى ىػذا الػنيج حتػى مجػيء السػمطات البعثيػة فػي ‪ 41‬تمػكز ‪4610‬ـ‪ ،‬التػي‬
‫اعمنت عداءىا كبشكؿ عمني إلى المشاريع االصالحية ‪ ،‬احمد البيادلي ‪ ،‬الحكزة العممية في النجؼ ‪ ،‬ص‪. 221‬‬
‫‪213‬‬
‫أسسػػيا السػػيد محمػػد عمػػي شػػبر الحسػػيني(‪ ،)4‬كافتتحػػت بتػػاريخ ‪ 40‬تشػريف الثػػاني سػػنة ‪ ،)3(4611‬ككانػػت‬
‫رسالتيا التربكية تؤكد عمى ضركرة التمسؾ باالخالؽ الحميدة ‪،‬ككنيا ركيزة أساسية ‪ ،‬مف ركائز "الػدعاة" كالكعػاظ‬
‫‪ ،‬عمالن بحديث اإلماـ الصادؽ (‪ )‬الذم يقكؿ ‪( :‬ككنػكا دعػاة باعمػالكـ قبػؿ اف تككنػكا دعػاة بالسػنتكـ) ‪ .‬مػف‬
‫ىنػػا جػػاء نظاميػػا الػػداخمي لػػيعكس الحػػزـ كالشػػدة مػػع الطػػالب فػػي الحضػػكر كاالنص ػراؼ ‪ ،‬كالتغيػػب عػػف سػػاعات‬
‫الدرس التػي صػدرت بشػدة ككػاف عقابيػا اف يفصػؿ الطالػب بعػدىا مػف المدرسػة ‪ ،‬كىػذا تعكػس فػي ديباجػة النظػاـ‬
‫التي تؤكد عمى حسف السمكؾ كعدـ المجاممة مع االخريف(‪.)2‬‬
‫كالجؿ الكصكؿ إلى مستكل دراسي جيد ‪ ،‬يمكف مف خاللو إفراز الطمبة ذكم المستكيات العممية المتقدمػة‬
‫‪ ،‬حددت إدارة المدرسة إجراء امتحانػات فصػمية تجػرل كػؿ أربعػة أشػير ‪ ،‬تكػكف األسػاس فػي تقيػيـ جيػكد الطالػب‬
‫العممية ‪ ،‬التي مف شأنيا اف تضعو عمى الطريؽ الصػحيح ‪ ،‬ألجػؿ تخػريج طمبػة دعػاة كمرشػديف يمتمكػكف المقػدرة‬
‫الفكرية كالخطابية ‪ ،‬كي يككف ليـ الدكر المؤثر في المجتمع(‪.)1‬‬
‫لقػد عكسػػت كممػات طمبتيػػا التػي القيػػت فػي حفػػؿ افتتاحيػا عمػػى إمكانيػة خطابػػة ‪ ،‬كمقػدرة لغكيػػة ‪ ،‬كتمكػػف‬
‫مف بيانيا كبالغتيا ‪ ،‬فضالن عما كرد فييا مف طركحػات أصػالحية تجديديػة عمػى مسػتكل الفكػر كالممارسػة دلػت‬
‫عمى ارسائيا عمى أسس فكرية سميمة ‪ ،‬كقاعدة عممية متينة‪.‬‬
‫تميزت المدرسة الشبرية بميزة تفردت بيا مف بيف مدارس النجػؼ الدينيػة‪ ،‬إذ كانػت مدرسػة "معطػاء" غػذت‬
‫الساحة النجفية فك انر كثقافة بالككادر النخبكية مف خريجييا ‪ ،‬كاف الدليؿ عمى ىذا التمييز كذلؾ التفرد االعػداد مػف‬
‫شػػيداء الفكػػر كالعقيػػدة الػػذيف قػػدمتيـ المدرسػػة ق ػرابيف عمػػى طريػػؽ الفكػػر اإلسػػالمي الصػػحيح كالعقيػػدة المحمديػػة‬
‫السمحاء ‪ ،‬فبمغ عدد الذيف اعدميـ نػاظـ الحكػـ الصػدامي مػا يقػارب ( ‪ ) 206‬شػخص ‪ ،‬جػراء مػا كػانكا يحممكنػو‬
‫مف فكر إسالمي صحيح ‪ ،‬شكؿ خط انر مركعان عمى النظاـ انذاؾ‪.‬‬
‫كاتساقا مع نيجيا القائـ عمى نشر الفكر كالمعرفة فقد اسست فييا مكتبة عامة سنة ‪4610‬ـ ‪ ،‬حكت عمى‬
‫عنكانػات متعػددة فػي مكضػػكعات الفقػو كاالصػكؿ كعمػػكـ القػركف ‪ ،‬كالتفسػير‪ ،‬كعمػكـ الحػػديث كالرجػاؿ ‪ ،‬فضػالن عػػف‬
‫الصرؼ كالنحك كالبالغة كالمنطؽ ‪ ،‬كناىيؾ عف كتب التاريخ كالجغرافية كالفمؾ كالعمكـ الطبيعية كبالمغتيف العربية‬
‫كالفارسية ‪ ،‬فضالن عف المخطكطات النادرة كقد اظير تنكع مكضكعات كتب المكتبة اىتماما كبي ار مف قبؿ ادارتيا‬

‫(‪)4‬‬
‫محمد عمي شبر الحسيني ‪ :‬كلد عاـ ‪ ،4001‬فػي النجػؼ ‪ ،‬كىػك ابػف السػيد عمػي السػيد حسػيف عبػد اهلل شػبر الػذم ادت مؤلفاتػو‬
‫عمى ‪ 211‬كتابان ‪ ،‬درس السيد محمد عمى يد اعالـ عصره منيـ ‪( :‬الشيخ باقر الجكاىرم ‪ ،‬كالمير از حسيف النػائيني كالسػيد أبػك‬
‫الحسف األصفياني كغيرىـ ‪ ،‬كلو اثا ار مطبعة مثؿ ‪ ،‬فكائد الصكـ كاس ارره ‪ ،‬السكانح الحيدرابادية‪ ،‬العمؿ االبقى فػي شػرح العػركة‬
‫الكثقى (جزءاف) كغيرىا ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حسب المكحة المكجكدة في خزينة المدرسة في النجؼ االشرؼ التي كانت مثبتة عمى الكاجية عند االفتتاح ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ذكرل افتتاح المدرسة الشبرية في النجؼ االشرؼ ‪( ،‬بيركت ‪ :‬مطبعة دار الكتب ‪ ،‬د‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫(‪)1‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪214‬‬
‫التي حرصت عمى تكفير مصادر الدراسة لمطالب بالشكؿ الػذم يسػيؿ عمػييـ الحصػكؿ عمييػا لتسػاىـ فػي تعزيػز‬
‫قدراتيـ العممية كالفكرية(‪.)4‬‬
‫كانػػت تػػاثيرات المدرسػػة عمػػى الكاقػػع الثقػػافي كالفكػػرم النجفػػي كالع ارقػػي كمػػف ثػػـ اإلسػػالمي ‪ ،‬كاضػػحة مػػف‬
‫خالؿ الطػالب النخبػة الػذيف خػرجتيـ المدرسػة ‪ ،‬كالػذيف كضػع الباحػث نمػاذج مػنيـ فػي الجػدكؿ رقػـ (‪ )31‬ليبػيف‬
‫لمقػػارئ االثػػر الػػذم اضػػطمعت بػػو ىػػذه المدرسػػة فػػي نشػػر الثقافػػة اإلسػػالمية القػػادرة عمػػى التعػػايش مػػع الثقافػػات‬
‫األخرل في حينيا‪.‬‬

‫جدوؿ رقـ (‪)38‬‬


‫(‪)3‬‬
‫نماذج مف خريجي المدرسة الشبرية في النجؼ االشرؼ‬
‫المالحظات‬ ‫المدينة‬ ‫البمد‬ ‫االسـ‬ ‫ت‬

‫(‪)4‬‬
‫تحتكم المكتبة عند افتتاحيا أكثر مف (‪ )4311‬كتابا كمخطكطا ناد ار منيا ‪ :‬جعفر شبر ‪ ،‬مخطكط اكسير السػعادات فػي احكػاـ‬
‫العبادات (‪ 2‬جزء) ‪ ،‬كمخطػكط أبػي الحسػف القمػي تفسػير القػركف الكػيـ كمخطػكط رسػالة فػي الفمػؾ كالنجػكـ لمؤلفػو خكاجػو نصػير‬
‫الػػديف محمػػد بػػف محمػػد بػػف الحسػػف الطكسػػي كمخطػػكط فػػركؽ المغػػات لنػػكر الػػديف الج ازئػػرم ‪ ،‬كمخطػػكط قصػػص األنبيػػاء كعمػػدة‬
‫العمماء إلى عبد اهلل شب ر كغيرىا‪(( .‬المدرسة الشبرية))‪ ،‬الخزانة الخاصة بالمخطكطات ؛ محمد أميف شبر ‪ ،‬المدرسة الشبرية ‪،‬‬
‫(د‪.‬ـ‪ :‬المؤسسة الشبرية الحياء التراث ‪، )3111 ،‬ص‪ -65‬ص‪. 311‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(المدرسة الشبرية) ‪ ،‬السجؿ العاـ (طبؽ األصؿ)‪ ،‬اكليات الطمبة المسػجميف فػي المدرسػة ‪( ،‬كثػائؽ متفرقػة) ؛ محمػد أمػيف شػبر‪،‬‬
‫المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ -333‬ص‪. 356‬‬
‫‪215‬‬
‫اديبا كلو ديكاف شعر ثـ عالما فاضال في بمده‬ ‫جبؿ عامؿ‬ ‫لبناف‬ ‫الشيخ حسف طراد العاممي‬ ‫‪-4‬‬
‫كاتبا كادبيا كمػف اشػطر طالبيػا لػو بحػكث حػكؿ كجػكد‬ ‫سنجار(المكصؿ)‬ ‫العراؽ‬ ‫الشيخ فيصؿ السنجارم‬ ‫‪-3‬‬
‫اإلماـ الميدم(عج) كتب تاريخية أخرل‪.‬‬
‫اكمؿ مرحمتي المقدمات كالسطكح‪.‬‬ ‫صكر‬ ‫لبناف‬ ‫الشيخ حسيف سبيتي‬ ‫‪-2‬‬
‫عاد إلى لبناف كاحد أعضاء المجمس الشيعي االعمى‪.‬‬ ‫بيركت‬ ‫لبناف‬ ‫الشيخ سركر‬ ‫‪-1‬‬
‫كصؿ إلى مرحمة البحث الخارج ثـ عاد إلى بالده‪.‬‬ ‫جبؿ عامؿ‬ ‫لبناف‬ ‫خميؿ شقير‬ ‫‪-5‬‬
‫خطيبا كادبيا ‪ ،‬لو ديكاف شعر كمؤلفات تاريخية عدة‪.‬‬ ‫النجؼ‬ ‫العراؽ‬ ‫الشيخ شاكر القرشي‬ ‫‪-1‬‬
‫خطيبا كاديبا كشاع ار لو شػعراء الحسػيف ادبيػات الطػؼ‬ ‫النجؼ‬ ‫العراؽ‬ ‫السيد جكاد شبر‬ ‫‪-1‬‬
‫كغيرىا ‪.‬‬
‫خطيبػػا مشػػيك ار اعػػدـ عمػػى يػػد نظػػاـ البعػػث فػػي العػراؽ‬ ‫العمارة‬ ‫العراؽ‬ ‫الشيخ عبد األمير الساعدم‬ ‫‪-0‬‬
‫في بداية ثمانينيات القرف العشريف‪.‬‬
‫م ػ ػػدرس ف ػ ػػي الح ػ ػػكزة ‪ ،‬اع ػ ػػدـ ع ػ ػػاـ ‪ 4604‬عم ػ ػػى ي ػ ػػد‬ ‫بغداد‬ ‫العراؽ‬ ‫الشيخ حسيف باقر حمكدم‬ ‫‪-6‬‬
‫السمطة‪.‬‬
‫احد اساتذة الحكزة العممية‪ ،‬اعدـ عاـ ‪4603‬ـ‪.‬‬ ‫كشمير‬ ‫باكستاف‬ ‫السيد عارؼ حسيف الحسيني‬ ‫‪-41‬‬
‫ممثػ ػػؿ المرجعي ػ ػػة الدينيػ ػػة ف ػ ػػي منطقػ ػػة كشػ ػػمير الجػ ػػزء‬ ‫كشمير‬ ‫اليند‬ ‫السيد عباس الكشميرم‬ ‫‪-44‬‬
‫اليندم‪.‬‬
‫مف الطالب المتمييزف ككاف خطيبا كشاع ار اعتقػؿ فػي‬ ‫البصرة‬ ‫العراؽ‬ ‫الشيخ ناظـ عبد البصرم‬ ‫‪-43‬‬
‫بداي ػ ػػة الثمانيني ػ ػػات م ػ ػػف القػ ػ ػرف العشػ ػ ػريف كل ػ ػػـ يع ػ ػػرؼ‬
‫مصيره‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬التعميـ األىمي ‪-:‬‬


‫أخذت النخب النجفية المثقفة عمى عاتقيا مسؤكلية العمؿ عمى تأسيس المدارس األىمية فػي المدينػة ‪ ،‬منطمقػة‬
‫مف تكجياتيا اإلصالحية‪ ،‬فاضطمعت بدكر رائد في دعـ المؤسسات التربكية الجؿ تطكير المجتمع كتنميتو فكريان‬
‫مػػف خػػالؿ تمػػؾ المػػدارس التػػي قػػدر ليػػا اف تسػػتمر خػػالؿ مػػدة البحػػث كمابعػػده ‪ .‬فأسسػػت مػػدارس أىميػػة نياريػػة‬
‫كمس ػػائية حظي ػػت بال ػػدعـ م ػػف المفكػ ػريف كاألى ػػالي بمعظ ػػـ تكاليفي ػػا ‪ ،‬كك ػػاف إقب ػػاؿ الدارس ػػيف عميي ػػا كاض ػػحان من ػػذ‬
‫تأسيسيا‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫(‪) 4‬‬
‫كػػاف عػػدد المػػدارس األىميػػة التػػي أسسػػت فػػي بدايػػة القػػرف العش ػريف ثػػالث مػػدارس ىػػي العمكيػػة كالرضػػكية‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬كسكؼ يركز الباحث عمى الدراسة عمى المدرسة العمكية يتخذىا أنمكذجان لمتعمػيـ األىمػي فػي النجػؼ‬ ‫كالغرم‬
‫االشرؼ ‪ ،‬ككنيا المدرسة األىمية الكحيدة التي استمرت أىمية حتى نياية مدة البحث ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫المدرسة الرضكية ‪ :‬أسست في النجؼ عاـ ‪ 4616‬ـ في محمة المشراؽ عمى يد المير از عبد الرحيـ الباكككبي ‪ ،‬درس فييا‬
‫عدد مف المدرسيف الحامميف لمشيادات العممية االجنبية لمتدريس فييا ‪ ،‬ايدييا رجاؿ الديف أمثاؿ ابك القاسـ الماممقاني ‪ ،‬اذ‬
‫قدمكا ليا دعمان ماليان زمعنكيان ‪ .‬كفر مكسسيا كتبان كدكريات الى مكتبتيا التي احتكت عمى قاعة لممطالعة المنظمة ‪ .‬كنالت‬
‫المدرسة اىتماـ القنصؿ الركسي في النجؼ ابك القاسـ الشيركاني الذم حاكؿ الحصكؿ عمى امتيازات خاصة مف السمطات‬
‫العثمانية ‪ ،‬دعمان لمجيكدىا ‪ .‬ككانت نشكب الحرب العالمية االكلى عاـ ‪ 4641‬ـ سببان إلى إغالقيا بعد التدىكر االقتصادم‬
‫الذم اصاب البمد مما انعكس عمييا حتى انتيى دكرىا كميان ‪ .‬عبد اهلل فياض ‪ ،‬الثكرة العراقية الكبرل سنة ‪ ( ، 4631‬بغداد ‪:‬‬
‫مطبعة دار السالـ ‪ ، ) 4615 ،‬ص ‪ 435‬؛ عمي عبد المطمب عمي خاف ‪ ،‬الحياة االجتماعية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ص‪51‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )3‬مدرسة الغرم ‪ :‬كانت الييأة المؤسسة لممدرسة مؤلفة مف نخبة مف االصالحيف كىـ السيد حسيف عيسى كماؿ الديف ‪ ،‬السيد‬
‫سعيد كماؿ الديف ‪ ،‬الحاج محسف ابك عجينة ‪ ،‬السيد يحيى الحبكبي ‪ ،‬السيد كريـ السيد سمماف ‪ ،‬يكسؼ ابك عجينة ‪ ،‬كاظـ‬
‫السيد عمي طالبان الى ك ازرة المعارؼ عاـ ‪ 4634‬ـ ‪ ،‬كقبؿ المكافقة الرسمية اخذت النخبة المؤسسة العمؿ لتنفيذ مشركعيا ‪،‬‬
‫فقامكا بتأجير منزؿ في محمة المشراؽ كمحالن ليا كبدء الدكاـ الفعمي نياية شباط ‪ 4633‬ـ ‪ ،‬مدرسة مسائية ف كفي بداية العاـ‬
‫‪ 4631‬ـ عجزت الييئة االدارية عف مكاصمة العمؿ في ىذه المدرسة فطمب الحاقيا بك ازرة المعارؼ فالحقت بيا كاصبحت‬
‫ضمف المدارس االبتدائية الرسمية ‪ .‬لمتفاصيؿ ينظر ‪ :‬محمد عمي كماؿ الديف ‪ ،‬النجؼ في ربع قرف منذ سنة ‪ ، 4610‬تحقيؽ‬
‫كامؿ سمماف الجبكرم ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار القارل لمطباعة كالتكزيع ‪ ، ) 3115 ،‬ص‪ -05‬ص‪ 444‬؛ جعفر الخميمي ‪ ،‬مكسكعة‬
‫العتبات المقدسة ‪ ،‬ح‪ ، 3‬ص‪ – 404‬ص‪. 403‬‬
‫‪217‬‬
‫‪ -‬المدرسة العموية ‪:‬‬
‫أسسػػت سػػنة ‪4611‬ـ فػػي محمػػة الحػػكيش فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬ككانػػت فػػي بدايػػة أمرىػػا (كتابػػا) ‪ ،‬لتعمػػيـ‬
‫التالميذ القػراءة كالكتابػة بطريقػة مسػتخدمة ىػي الطريقػة " المقطعيػة " مبتعػدة عػف الطريقػة اليجائيػة التػي اعتػادت‬
‫عمييا طرؽ التعميـ السابقة ‪.‬‬
‫بعػػد االنقػػالب العثمػػاني كالعمػػؿ بالدسػػتكر فػػي ‪ 32‬تمػػكز ‪،)4(4610‬تشػػكمت ليػػا ىيئػػة إداريػػة مػػف رجػػاؿ‬
‫الديف(‪ ،)3‬التي اخذت عمى عاتقيا عممية تحكيميا إلػى مدرسػة حديثػة ‪ ،‬تقػكـ منياجيػا الد ارسػية عمػى إدخػاؿ العمػكـ‬
‫المعاصرة في حينيا كالعمكـ كالرياضيات كالتربية الرياضية ‪،‬فضالن عف المغتيف االنكميزية كالفرنسية(‪.)2‬‬
‫حظي ػػت المدرس ػػة ب ػػدعـ كتأيي ػػد رج ػػاؿ ال ػػديف المجتي ػػديف كم ػػنيـ الم ػػال ك ػػاظـ الخ ارس ػػاني كالش ػػيخ عب ػػد اهلل‬
‫كالميز ار حسيف الخميمي(‪ ،)5‬كقد بمػغ ىػذا الػدعـ لممدرسػة‬ ‫(‪)1‬‬
‫المازندراني ك كالشيخ فتح اهلل شيخ الشريعة االصفياني‬
‫باصدارىـ فتاكل تجكز االنفاؽ مف الحقكؽ الشريعة عمى المدرسة ‪.‬‬
‫شػيدت المدرسػػة عقػػب انتيػػاء الحػػرب العالميػػة االكلػػى عػػاـ ‪4640‬ـ ‪ ،‬كتػػأثيرات التػػدىكر االقتصػػادم الػػذم شػػيده‬
‫البمػػد مػػف جػراء العمميػػات الحربيػػة التػػي كػػاف العػراؽ كاحػػدا مػػف سػػاحاتيا ‪ ،‬تػػدىك ار فػػي كضػػعيا المػػادم ممػػا انعكػػس‬
‫(‪)1‬‬
‫ليا في خالؿ‬ ‫سمبا عمى إمكانياتيا التعميمية ‪ ،‬التي شيدت بعض التحسف بعد زيارة الممؾ االيراني رضا شاه‬

‫(‪)4‬حدثت الثكرة الدستكرية في تركيا سنة ‪،4610‬بانقالب عسكرم قادتو جمعية االتحاد كالترقي ‪،‬التي طالبت باعداة العمػؿ بالدسػتكر‬
‫العثمػاني المعطػػؿ منػػذ سػػنة ‪4011‬ـ‪،‬كادت بالنتيجػػة إلػػى االطاحػػة بالسػػمطاف عبػػد الحميػػد الثػػاني سػػنة‪4616‬ـ‪ ،‬لمتفاصػػيؿ ينظػػر‪:‬‬
‫محمد كماؿ الدسكقي ‪ ،‬الدكلة العثمانية كالمسألة الشرقية ‪( ،‬القاىرة‪ :‬دار الثقافة ‪ ، )4611،‬ص‪. 241-242‬‬
‫(‪)3‬‬
‫امثاؿ ‪ :‬السيد ابك القاسـ الكاشاني ‪ ،‬الشيخ ميدم الكاشي ‪ ،‬ميدم الالئيجي ‪ ،‬الشيخ ميدم الخراساني ‪ ،‬مير از محمد المحالتػي‬
‫‪ ،‬الشيخ اسحاؽ الدشتي كغيرىـ ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عبد الرزاؽ الياللي ‪ ،‬تاريخ التعميـ في العراؽ في العيد العثماني ‪( ،‬بغداد‪ :‬شركة الطبع كالنشر االىمية ‪،)4656،‬ص‪.343‬‬
‫(‪)1‬‬
‫شيخ الشريعة األصفياني (‪: )463-4051‬درس في النجؼ االشرؼ خػالؿ الربػع األخيػر مػف القػرف التاسػع عشػر ‪ ،‬أصػبح مػف‬
‫كبار المجتيديف ‪ ،‬لو مكاقؼ سياسية منيا ‪ ،‬فتكاه الشييرة ضد االحتالؿ االيطالي إلػى ليبيػا عػاـ ‪4644‬ـ‪ ،‬محمػد حػرز الػديف ‪،‬‬
‫المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 301‬‬
‫(‪)5‬‬
‫المير از حسيف الخميمػي (‪ : )4616-4034‬كلػد فػي النجػؼ كاصػبح مػف كبػار عمماءىػا ‪ ،‬تػكلى الزعامػة الدينيػة بعػد كفػاة المجػدد‬
‫محمػػد حسػػف الشػػيرازم عػػاـ ‪ 4061‬ـ ‪ ،‬شػػرؼ مجمسػػو العػػامر بحضػػكر رمػػكز االصػػالح ككػػاف مػػف المؤيػػديف لممػػدارس الحديثػػة‬
‫كاالىتماـ بيا ‪ ،‬اغا برزؾ الطيراني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ح‪ ، 3‬ص‪ – 512‬ص‪. 511‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رضا شاه (‪ : )4611-4010‬ىك رضا بيمكم ‪ ،‬مؤسس االسرة البيمكيػة فػي ايػراف بعػد قيادتػو انقػالب عػاـ ‪ ،4634‬ضػد اآلسػرة‬
‫القاجارية حتى تمكف مف إسقاطيا عاـ ‪4635‬ـ‪ ،‬أصبح ممكان (شاه) عمى ايراف حتى اجبرتو ‪ ،‬القكات البريطانية كالسكفيتية عمى‬
‫التنازؿ عمى العرش البنو محمد رضا شاه ‪ ،‬ينظر‪ :‬خضير مظمكـ البػديرم ‪ ،‬ايػراف تفػاقـ الصػراع الػدكلي كأثػره فػي سػقكط رضػا‬
‫شاه كعقد مؤتمر طيراف (‪( ،4612-4614‬النجؼ‪ :‬مطبعة دار الضياء‪ ،)3111،‬ص‪. 40‬‬
‫‪211‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫زيارتػػو لمنجػػؼ االشػػرؼ عػػاـ ‪ ،4632‬اذ محنيػػا مبمغػػا مػػف المػػاؿ سػػاعدىا عمػػى تجػػاكز الضػػائقو المادي ػة‬
‫قػػررت الحككمػػة االيرانيػػة فػػي عػػاـ ‪4636‬ـ ألحػػاؽ المدرسػػة بػػك ازرة المعػػارؼ اإليرانيػػة ‪ ،‬كىػػي خطػػكة شػػجعت أدارة‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬فتمكنػت مػف ذلػؾ كحصػمت‬ ‫المدرسة عمى مخاطبة ك ازرة المعارؼ العراقية لمحصػكؿ عمػى اعتػراؼ رسػمي بيػا‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬ككاف مشركطا باف يضاؼ إلػى مقرراتيػا‬ ‫عمى االعتراؼ بكتاب الك ازرة المرقـ ‪ 2211\11‬في ‪4611\1\44‬ـ‬
‫الدراسية مفردات بالمغة العربية ‪ ،‬كالتاريخ ‪ ،‬كالجغرافية ‪ ،‬كالتربية الكطنيػة ‪ ،‬كبمػا يتفػؽ كأسػس التعمػيـ الرسػمي فػي‬
‫العػراؽ ‪ ،‬ممػا سػػاعد عمػى تكسػػع خطػة القبػػكؿ الػى أدارة المدرسػػة مػف اجػػؿ التكسػع فػػي التعمػيـ ‪ ،‬ممػػا سػاعد عمػػى‬
‫إقبػػاؿ الطػػالب عمػػى الد ارسػػة فييػػا ‪ ،‬كىػػك أمػػر جعػػؿ مسػػاحتيا ال تسػػتكعب تمػػؾ االعػػداد ‪ ،‬فطالبػػت عمػػـ ‪4651‬ـ‬
‫باالنتق ػ ػػاؿ إلػػ ػػى بنايتػ ػ ػػو اكسػػ ػػع الس ػ ػػتيعاب أعػػ ػػداد التالميػػ ػػذ ‪ ،‬كقػػ ػػد تمكن ػ ػػت م ػ ػػف الحص ػ ػػكؿ عم ػ ػػى المكافقػػ ػػة فػػ ػػي‬
‫‪4651\1\30‬ـ(‪.)1‬‬
‫أستكممت المدرسة العمكيػة مراحميػا االبتدائيػة فػي عػاـ ‪4651‬ـ ‪ ،‬فسػاعد ذلػؾ عمػى زيػادة أعػداد طالبيػا ‪ ،‬اذ‬
‫بمػػغ عػػددىـ نيايػػة عػػاـ ‪ ) 560 ( ، 4650‬طالبػػا ‪ ،‬أصػػبح ىػػذا العػػدد بعػػد عػػاـ ( ‪ ) 110‬طالبػػا ‪ ،‬كاسػػتمر ىػػذا‬
‫التزايد في االعداد ‪ .‬كزيادة في الفائدة كضع الباحث جدكال يمثؿ تطكر اعداد طمبتيػا خػالؿ مػدة المبحػث يحمػؿ‬
‫الرقـ( ‪. ) 30‬‬

‫(‪)4‬‬
‫فاضؿ البراؾ ‪ ،‬المدارس الييكدية كااليرانية في العراؽ ‪( ،‬بغداد‪ :‬دار الرشيد ‪،)4601،‬ص‪. 410‬‬
‫(‪)3‬‬
‫د‪ .‬ؾ ‪ .‬ك ‪ ،‬مديرية المعارؼ العامة (المدرسة العمكية االيرانية) ‪ ،‬رقـ الممؼ ‪ ،2211/11 ،‬كثيقة (‪. )310‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المصدر نفسو‪ ،‬كثيقة (‪. )41‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اسػػتأجرت المدرسػػة بنايػػة فػػي محمػػة األميػػر غػػازم تحتػػكم عمػػى (‪ )45‬غرفػػة ‪ ،‬منيػػا (‪ )43‬غرفػػة صػػالحة كصػػحية كغرفػػة لممػػدير‬
‫كالمعمميف كمخزف ‪ ،‬مقابؿ بدؿ ايجار قدره (‪ )20‬دينػار سػنكيان ‪ ،‬د‪.‬ؾ‪.‬ك‪ ،‬التقريػر المدرسػي السػنكم لممديريػة رقػـ الممػؼ (‪)306‬‬
‫في‪ ،4651/1/30‬كثيقة (‪. )401‬‬
‫‪215‬‬
‫جدوؿ رقـ ( ‪) 39‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫أعداد طمبة المدرسة العموية خالؿ المدة البحث ‪ 2:69‬ػ ‪2:79‬ـ‬
‫نسبة النجاح‬ ‫أعداد الطمبة‬ ‫السنة الدراسية‬ ‫ت‬
‫‪% 64‬‬ ‫‪560‬‬ ‫‪ 4651‬ػ ‪4650‬‬
‫‪% 62‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪ 4650‬ػ ‪4656‬‬
‫‪% 05‬‬ ‫‪510‬‬ ‫‪ 4656‬ػ ‪4611‬‬
‫‪% 13‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪ 4611‬ػ ‪4614‬‬
‫‪% 10‬‬ ‫‪511‬‬ ‫‪ 4614‬ػ ‪4613‬‬
‫‪% 16‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪ 4613‬ػ ‪4612‬‬
‫‪% 66‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪ 4612‬ػ ‪4611‬‬
‫‪% 00‬‬ ‫‪002‬‬ ‫‪ 4611‬ػ ‪4615‬‬
‫‪% 61‬‬ ‫‪001‬‬ ‫‪ 4615‬ػ ‪4611‬‬
‫‪% 62‬‬ ‫‪061‬‬ ‫‪ 4611‬ػ ‪4611‬‬
‫‪% 60‬‬ ‫‪610‬‬ ‫‪ 4611‬ػ ‪4610‬‬
‫أف قرأه بسيطو لمجدكؿ أعاله يظير مدل التطكر الذم حصػؿ فػي إعػداد الطػالب خػالؿ السػنكات العشػر‬
‫‪ ،‬اذ شػػيدت سػػنة ‪4610‬ـ زيػػادة بمغػػت ( ‪ ) 211‬طالبػػا بالقيػػاس إلػػى سػػنة االسػػاس ‪4650‬ـ ‪ ،‬أم بمعػػدؿ زيػػادة‬
‫بمغ ( ‪ ) 21‬طالبا تقريبا سنكيا ‪ ،‬كىك رقػـ لػيس باليسػير فػي حسػابات الزمػاف كالظػرؼ الػذم كانػت تعيشػو المدينػة‬
‫انذاؾ ‪.‬‬
‫لـ يكف التعمػيـ مقتصػ ار عمػى البنػيف بػؿ سػعت أدارة المدرسػة إلػى افتتػاح مدرسػة لمبنػات ‪ ،‬ككػاف ذلػؾ عػاـ‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬كقد حصػمت‬ ‫‪ ، 4611‬اذ بمغ عدد طالبات سنتيا االكلى ( ‪ ) 60‬طالبة ‪ ،‬يقكـ عمى تعميميف خمسة معممات‬
‫المدرسة عمى االعتراؼ الرسمي مف ك ازرة المعارؼ العراقية سنة ‪.)2( 4611‬‬
‫شجع عدد الطالب المتخػرجيف مػف المرحمػة االبتدائيػة ‪ ،‬عمػى افتتػاح مرحمػة متكسػطة مبتػدأيف فػتح صػؼ‬
‫كاحد سنة ‪ 4651‬ممحقا بالمدرسة االبتدائية ‪ ،‬ثػـ اصػبحت منػذ العػاـ الد ارسػي ‪ 4656‬ػ ‪ 4611‬متكسػطة لمبنػيف ‪،‬‬
‫بمغ عدد طالبيا في عاـ التأسيس ( ‪ ) 431‬طالبا ‪ ،‬أخذ باالزدياد عاما بعد أخر (‪.)1‬‬

‫(‪)4‬‬
‫معمكمػػات الجػػدكؿ مسػػتقاة مػػف ‪ :‬د‪ .‬ؾ‪.‬ك‪ ،‬ك ازرة المعػػارؼ العراقيػػة ‪( ،‬المدرسػػة العمكيػػة االبتدائيػػة) ‪ ،‬رقػػـ الممػػؼ ‪13‬؛ ‪،23431‬‬
‫مجمكعة الكثائؽ كالتقارير السنكية المتعمقة بالمدرسة ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫د‪.‬ؾ‪.‬ك‪( ،‬المدرسة االيرانية لمبنات) ‪ ،‬رقـ الممؼ ‪ ،134311/414‬كثيقة(‪. )333‬‬
‫(‪)2‬د‪.‬ؾ‪.‬ك‪( ،‬المدرسة العمكية االيرانية) ‪ ،‬رقـ الممؼ ‪ ،134311/414‬كثيقة (‪.)212‬‬
‫(‪)1‬‬
‫د ‪ .‬ؾ ‪ .‬ك ( المدرسة العمكية االبتدائية ) ‪ ،‬رقـ الممؼ ‪ ، 134311 / 414‬كثيقة (‪. )211‬‬
‫‪221‬‬
‫كالجػػؿ اسػػتيعاب خرجػػي الد ارسػػة المتكسػػطة تم ػؾ فتح ػت مرحمػػة إعداديػػة ‪ ،‬اذ بمػػغ عػػدد الطػػالب فػػي العػػاـ‬
‫الد ارسػػي ‪ 4651‬ػ ‪ ) 26 ( 4650‬طالبػػا ‪ ،‬ثػػـ ارتفػػع ىػػذا العػػدد فػػي السػػنكات التاليػػة حتػػى بمػػغ عػػددىـ ( ‪) 261‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫طالبا في بداية سبعينات القرف العشريف‬
‫كانػػت المدرسػػة العمكيػػة كاحػػدا مػػف مظػػاىر الحيػػاة الفكريػػة فػػي النجػؼ االشػػرؼ خػػالؿ مػػدة البحػػث كحتػػى‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫الػػذيف تخط ػػك السػػاحة النجفي ػػة‬ ‫‪ ،‬كلع ػػؿ القػػارئ يس ػػتطيع اف يممػػس ذل ػػؾ الػػدكر م ػػف خػػالؿ خريجيي ػػا‬ ‫اغالقيػػا‬
‫بنشاطاتيـ الفكرية كمؤلفاتيـ ذات الطركحات الفكرية كاإلصالحية ‪ ،‬كالتي اسيمت كبما ال يقبؿ الشؾ فػي تحريػؾ‬
‫الكسط الثقافي في المدينة بما شجع عمى تنامي الجكانب الفكرية في المدينة ‪.‬‬
‫ػ مشروع جامعة الكوفة ‪:‬‬
‫كاف المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ دعـ كاسناد لمعديد مف المؤسسات كالجيات العممية كاألكاديمية‬
‫فكانت جامعة الككفة إحدل تمؾ المؤسسات التي اكلتيا المرجعية الرشيدة اىتماىا البالغ ‪.‬‬
‫دأبػت المرجعيػة منػذ بػداياتيا لممبحػث عػف مؤسسػة أكاديميػة فكريػة قػادرة عمػى نشػر العمػكـ الحديثػة ألبنػاء‬
‫األمػػة عمػػى أسػػس كقكاعػػد رصػػينة ‪ ،‬يمكػػف مػػف خالليػػا التصػػدم كتحػػدم التيػػارات الشػػيكعية كالقكميػػة اليادفػػة الػػى‬
‫التأثير عمى شباب المسمميف ‪ ،‬ككاف " مشروع جامعة الكوفة " مشركعا عمميان مستقال كال يعني ما ذكر أنفا بأف‬
‫المرجعيػػة كانػػت تتػػدخؿ فػػي شػػؤكف ىػػذه المؤسسػػة ‪ ،‬إذ أنيػػا كانػػت قػػد منحػػت المشػػركع مباركتيػػا القكيػػة كتأييػػدىا‬
‫كمسػػاندتيا ‪ ،‬فضػػال ع ػف تأييػػد الشخصػػيات المؤسسػػة لػػوُ ‪ ،‬كىػػذا يعتبػػر ردا لكػػؿ االدعػػاءات التػػي تػػتيـ المرجعيػػة‬
‫بالتػػدخؿ فػػي شػػؤكف المؤسسػػات األخػػرل ‪ ،‬فكانػػت الجمسػػات الخاصػػة العػػداد ىػػذا المشػػركع كػػاف يحضػػرىا السػػيد‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ميدم الحكيـ ابف المرجع األعمى السيد محسف الحكيـ‬
‫لذلؾ يعد المشركع مف أىـ المشاريع التي انبعثت كبرعاية مباشػرة مػف المرجعيػة العميػا ككػاف أصػؿ الفكػرة‬
‫جاء مف قبؿ الميندس المشرؼ عمى بناء مكتبة اإلماـ الحكيـ العامة كاظـ شػبر ‪ ،‬كقػد تػـ تػداكؿ األفكػار كالػرؤل‬
‫حكؿ ىذا المكضكع كانضاجيا خالؿ االجتماعات الدكرية المنعقدة بيف السيد ميدم الحكيـ كعدد مف الشخصيات‬
‫(‪)5‬‬
‫السياسية كالعممية كاالجتماعية لمنقاش كالتداكؿ بالشأف العاـ ‪ ،‬كطرحو عمى السيد حسف الحكيـ‬

‫(‪)4‬‬
‫أ خذت اإلعداد الطالب تزداد في الدراسة االعدادية خالؿ العكاـ التالية ‪ ،‬إذ بمغػت خػالؿ السػنة ‪4614-4611‬ـ عػددىـ(‪)261‬‬
‫طالبا كاصبح عػددىـ خػالؿ العػاـ األخيػر ‪ 4610-4611‬مجمػكعيـ (‪ )411‬طالبػان ‪ .‬د‪.‬ؾ‪.‬ك‪( ،‬الدرسػة العمكيػة االيرانيػة) ‪ ،‬رقػـ‬
‫الممؼ ‪ ،134311/414‬كثيقة (‪،)104‬ك(‪.)111‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اغمقتيا السمطات العراقية عاـ ‪4616‬ـ‪ ،‬بعد التغيرات التي طرأت عمػى العالقػات بػيف ايػراف كالعػراؽ اثػر انتصػار الثػكرة االيرانيػة‬
‫مما دعا ايراف إلى الرد بنفس االتجاه باغالؽ المدارس العراقية فييا ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مػػنيـ ‪:‬جعفػػر الخميمػػي ‪ ،‬محمػػكد الحبػػكبي ‪ ،‬محمػػد ميػػدم الج ػكاىرم ‪ ،‬االديػػب كالباحػػث عبػػد الػػرحيـ محمػػد عمػػي ‪ ،‬السػػيد ضػػياء‬
‫الديف بحر العمكـ ‪ ،‬الشيخ عبد الرزاؽ الشيخ راضي ‪ ،‬االديب عمي حساـ الديف كاخريف ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬مكسكعة الحكزة ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪345‬؛ الخطيب ابف النجؼ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 13‬‬
‫(‪)5‬‬
‫حيدر نزار عطية ‪ ،‬المرجعية الدينية في النجؼ االشػرؼ ‪ ،‬ص‪451‬؛ محمػد ىػادم االسػدم ‪ ،‬األمػاـ الحكػيـ ‪،‬ح‪ ، 4‬ص‪-411‬‬
‫ص‪. 413‬‬
‫‪221‬‬
‫تػػألؼ األعض ػػاء المؤسسػػكف لمجامع ػػة مػػف أكث ػػر مػػف خمس ػػة كعشػػركف شخص ػػية عراقيػػة م ػػف األك ػػادمييف‬
‫كاساتذة الجامعات كالتجار كالسياسييف كرجاؿ الػديف ‪ ،‬ككػاف رئػيس الييئػة التأسيسػية الػدكتكر محمػد مكيػة االسػتاذ‬
‫في كمية اليندسة كصالح كبة عضك مجمس السػيادة فػي النظػاـ الجميػكرم األكؿ كالػكزير السػابؽ ‪ ،‬كقبػؿ أف يقػدـ‬
‫الطمػب الرسػػمي لمحككمػػة العراقيػػة ‪ ،‬اجتمعػت الشخصػػيات اعػػاله بالسػػيد محسػػف الحكػيـ لعرضػػيـ اليػػدؼ مػػف ذلػؾ‬
‫التأسيس ‪ ،‬فخاطبيـ بالقكؿ ‪:‬‬
‫"اف ىػػػذا العمػػػؿ ىػػػو عمػػػؿ ثقػػػافي وفػػػي الواقػػػع ال اىػػػتـ كثيػػػ ار بيػػػذا‬
‫المشػػروع بكونػػو ثقػػافي الف الدولػػة ليػػا إمكانيػػات اكثػػر مػػف إمكانياتنػػا‬
‫وىي تعمؿ عمػى تخػريج أطبػاء وميندسػيف وغيػرىـ ولػذلؾ فػأف ألشػعر‬
‫أننػػا بحاجػػة وانمػػا ىػػذا العمػػؿ مطمػػوب منػػو اف يكػػوف وسػػيمة تجمعكػػـ‬
‫وقاؿ أف تكوف ىذه الجامعة جامعة لكـ"(‪.)2‬‬
‫قدمت الييئة المذككرة طمبا لمسمطات العراقية في ‪ 40‬تشريف األكؿ ‪4611‬ـ ‪ ،‬إلػى ك ازرة الداخميػة العراقيػة‬
‫مػػف اجػػؿ استحصػػاؿ مكافقتيػػا عمػػى تأسػػيس جمعيػػة عرفػػت باسػػـ " الجمعيػػة المؤسسػػة لجامعػػة الكوفػػة " ‪ ،‬كردت‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫الك ازرة بعد شيريف مف تقديـ الطمب عمى أجراء تعديالت في النظاـ الداخمي المقترح‬
‫كافقػػت الػػك ازرة عمػػى تأسػػيس الجمعيػػة المؤسسػػة لجامعػػة الككفػػة كاعتبارىػػا مػػف المنػػافع العامػػة حسػػب كتػػاب‬
‫الداخمي ػػة المػ ػرقـ ـ ‪ .‬ج ‪ 3544 /‬كالم ػػؤرخ ف ػػي ‪4611 / 44 / 4‬ـ باالس ػػتناد عم ػػى قػ ػرار مجم ػػس ال ػػك ازرة الع ارق ػػي‬
‫بجمستو المنعقدة بتاريخ اذار ‪4611 /‬ـ كتمخض عف ذلؾ انتخاب لجنػة إدارة مؤقتػة لتسػيير أمػكر الجمعيػة كالتػي‬
‫كػػاف مقرىػػا بغػػداد فػػي ‪ / 42‬اذار ‪4611 /‬ـ ككانػػت تمػػؾ المجنػػة مؤلفػػة مػػف الػػدكتكر محمػػد مكيػػة رئيسػػا ‪ ،‬الػػدكتكر‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫باقر عبد الغني أمينا لمجمعية‪ ،‬الدكتكر كاظـ شي أمنيا لمصندكؽ‬
‫باشر المؤسسكف األكائؿ لمشركع جامعة الككفة بكضع المخططات المستقبمية ليذا المشركع لتكػكف مركػ از‬
‫متقػػدما عمػػى غػرار الجامعػػات العمميػػة ‪ ،‬كقػػد تػػـ االتفػػاؽ عمػػى مرقػػع ىػػذا المشػػركع فػػي المنطقػػة الكاقعػػة إلػػى يسػػار‬
‫الذاىب مف النجؼ إلى الككفة مقابؿ المنطقة الصناعية لكي تككف مكانا لمجامعات المرتقبة ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عمػػى العديػػد مػػف المبػػالغ لممسػػاىمة فػػي تنفيػػذ المشػػركع كقػػد منحػػت‬ ‫حصػػمت الجامعػػة عػػف طريػػؽ التبػػرع‬
‫الحككمة العراقية عاـ ‪4611‬ـ قطعت االرض البالغ مساحتيا ( ‪1641‬دكنـ ) ‪ ،‬تقع ىذه األرض في كاجيػة يبمػغ‬

‫(‪)4‬‬
‫مقابمة مع السػيد محمػد بػاقر الحكػيـ بتػاريخ ‪4665/44/35‬ـ‪ ،‬نقػال عػف صػالح الخرسػاف ‪ ،‬اإلمػاـ السػيد محمػد بػاقر الصػدر ‪،‬‬
‫ص‪. 232‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الجمعية المؤسسة لجامعة الككفة ‪ ،‬جامعة الككفة فكرتيا ‪ ،‬اىدافيا ‪،‬تاسيسيا ‪(،‬بغداد‪ :‬مطبعة االزىر‪4610 ،‬ـ)‪،‬ص‪. 6‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المصدر نفسو‪ ،‬ص‪. 21-41‬‬
‫(‪)1‬‬
‫تبرع احد تجار بغداد كاظـ مكيػة بمبمػغ ‪51‬الػؼ دينػار ع ارقػي كقطعػة ارض مسػاحتيا ‪3511‬ـ فػي منطقػة الكػرادة باالضػافة إلػى دعػـ تجػار‬
‫اخريف مع مبالغ التي قدمتيا المرجعية الدينية لتنفيذ المشركع ‪( ،‬العدؿ) "مجمة"‪ ،‬السنة (‪4611 ،)3‬ـ‪ ،‬العدد(‪ ،)1‬ص‪. 416‬‬
‫‪222‬‬
‫طكليا ( ‪4551‬ـ ) مف شارع النجؼ ػ ككفة ‪ ،‬مما كلد ذلؾ ارتياحا لدل االكسػاط الدينيػة كالشػعبية ‪ ،‬ككػاف تعبيػر‬
‫احد الصحؼ النجفية كاضحا لذلؾ الترحيب قائمة ‪:‬‬
‫" نػحف الػيوـ بػحاجة الى جامػعة يمتػزج فيػػيا الػروح والفقػو بالطػب‬
‫والعمـ واالدب ليتخرج فييا عمماء نحتاج الييـ عمى يد اساتذة جمعوا‬
‫الفقو والحكمة واالدب والعمػـ كعبػاقرة الفكػر االسػالمي الخالػديف ‪" ...‬‬
‫(‪.)2‬‬
‫ش ػػكمت لج ػػاف أخ ػػذت عم ػػى عاتقي ػػا تنفي ػػذ المش ػػركع ‪ ،‬مبت ػػدل عممي ػػا ب ػػإجراء االتص ػػاالت كالتباح ػػث م ػػع‬
‫المؤسسػػات المعنيػػة فػػي نقػػاط المشػػركع ىػػادفيف الػػى تكػػكيف كيػػاف جػػامعي ‪ ،‬باالضػػافة إلػػى كضػػع جػػدكؿ أعمػػاؿ‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫كنظاما أساسيا لمجامعة كتعييف الكميات كالمعاىد التي يمكف اف تبدئ بيا الجامعة‬
‫أتمت الجمعية المؤسسة استعداداتيا لتنفيذ المشركع ‪ ،‬كبدء العمؿ الفعمي لذلؾ بتنفيذ األسس الخاصػة بػو‬
‫عمػػى االرض ‪ ،‬غيػػر اف مجػػيء البعثيػػيف السػػيما بعػػد انقالبيػػـ الثػػاني إلػػى السػػمطة فػػي تمػػكز ‪4610‬ـ ‪ ،‬بػػدكف أم‬
‫مق ػػدمات كس ػػابؽ ان ػػذار ‪ ،‬ق ػػد ش ػػكمت ذل ػػؾ نياي ػػة مأس ػػاكية لمش ػػركع جامع ػػة الككف ػػة ‪ ،‬فق ػػد تم ػػت مص ػػادرة االمػ ػكاؿ‬
‫المرصػػكدة لمجامعػػة قيػػد اإلنشػػاء ككػػاف مجمكعيػػا ( ‪ ) 135213111‬دينػػار ‪ ،‬كتػػـ سػػحب اجػػازة الجمعيػػة بمكجبػػة‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫قانكف تأميـ المدارس اإلسالمية‬
‫قكبمػة ذلػؾ الحػديث بامتعػاض شػػديد مػف قبػؿ رجػاؿ الػديف كالم ارجػػع الكبػار ‪ ،‬فػاحتج السػيد محسػف الحكػػيـ‬
‫(‪)1‬‬
‫كابمغػػو‬ ‫عمػػى ذلػػؾ الق ػرار ‪ ،‬فطمػػب مػػف نجمػػو السػػيد ميػػدم الحكػػيـ مقابمػػة رئػػيس الجميكريػػة أحمػػد حسػػف البكػػر‬
‫احتجاج كالده كالذم رد عمى ذلؾ االحتجاج قائال ‪:‬‬

‫(‪)4‬‬
‫(العدؿ) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪4611 ، )3‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )1‬ص‪. 416‬‬
‫(‪()3‬العدؿ) ‪ ،‬السنة (‪4611 ، )3‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )6‬ص‪.1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عمػػي المػػؤمف ‪ ،‬سػػنكات الجمػػر سػػيرة الحركػػة اإلسػػالمية فػػي الع ػراؽ ‪4601-4651‬ـ‪( ،‬بيػػركت ‪ :‬المركػػز اإلسػػالمي المعاصػػر ‪،‬‬
‫‪3111‬ـ)‪ ،‬ص‪ 441‬؛ عبػػد اهلل طػػاىر التكريتػػي ‪ ،‬مػػذكرات كزيػػر الػػدفاع الع ارقػػي االسػػبؽ حػػرداف التكريتػػي ‪( ،‬ط ػرابمس ‪ :‬المنشػػأة‬
‫العامة لمنشر كالتكزيع ‪4602 ،‬ـ)‪،‬ص‪.11‬‬
‫(‪)1‬احمد حسف البكر (‪4603-4641‬ـ) ‪:‬كلد في تكريت ‪ ،‬مارس التعميـ فييا في شػبابو‪ ،‬ثػـ التحػؽ بالكميػة العسػكرية عػاـ ‪4620‬ـ‪،‬‬
‫ساىـ في ثكرة ‪4650‬ـ‪ ،‬ثـ انقمب عمييا بمشاركتو في انقالب ‪ 0‬شباط ‪4612‬ـ كأصبح رئيسػا لمػكزراء ‪ ،‬كبعػد عػاـ كاحػد اعتقػؿ‬
‫مػػف قبػػؿ عبػػد السػػالـ عػػارؼ بتيمػػة التػػنمر كبقػػي فػػي سػػجنو خمػػس سػػنكات ‪ ،‬كفػػي عػػاـ ‪4610‬ـ‪ ،‬خػػرج مػػف سػػجنو كشػػارؾ فػػي‬
‫االنقالب الثاني في ‪ 41‬تمكز مف العػاـ نفسػو كاصػبح رئيسػا لمجميكريػة اطػاح بػو صػداـ حسػيف فػي انقػالب ابػيض كاجبػر عمػى‬
‫االستقالة عاـ ‪ 4616‬ـ ‪ ،‬فرضت عميو اإلقامة الجبرية كقضى أخر سنينو منعزال خاصة بعد اغتياؿ كلده (ىيثـ) ‪،‬طالب الحسف‬
‫‪ ،‬حككمػػة القريػػة ‪،‬فصػػكؿ مػػف سػػمطة النػػازحيف مػػف تكريػػت ‪( ،‬بي ػركت ‪ :‬دار اكر لمنشػػر ‪،)3113 ،‬ج‪،4‬ص‪ -464‬ص‪463‬؛‬
‫عالء جاسـ الحربي ‪ ،‬رجاؿ العراؽ الجميكرم ‪( ،‬بغداد‪ :‬دار الحكراء لمطباعة كالنشر ‪،)3115،‬ص‪ -10‬ص‪. 52‬‬
‫‪223‬‬
‫" إننػػا لػػيس لػػدنيا عمػػـ ال فػػي الحػػزب وال فػػي الحكومػػة ‪ ،...‬واف ىػػذا‬
‫اتخذ ىذه الخطوة وحده ‪.)3( " ...‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫حرداف‬
‫أف خطاب اإلنكار لرئيس الجميكرية البكر ال يتمػاش مػع طبيعػة النظػاـ الع ارقػي اكالن كالحػزب ثانيػان كالػذم‬
‫عػػرؼ عنيػػا قػػكة المركزيػػة فػػي الحكػػـ كال يحػػؽ الم شػػخص اتخػػاذ ابسػػط الق ػرارت بصػػكرة منفػػردة ‪ ،‬فكيػػؼ لمسػػألة‬
‫تخص اكبر مشركع عممي ترعاه المرجعية الدينية بصكرة مباشرة ‪.‬‬
‫خسػػرت النجػػؼ االشػػرؼ خسػػارة فكريػػة كبيػرة بسػػبب سػػطكة السػػمطة كمصػػادرتيا ليػػذا المشػػركع ‪ ،‬عممػػا اف‬
‫تمؾ الخسارة لـ تكف عمى حساب النجؼ فحسب بؿ عمى العراؽ بشكؿ عاـ‪ ،‬حيث تـ القضػاء عمػى اكبػر مشػركع‬
‫حيكم عممي أىمي ‪ ،‬كلك قدر لمظركؼ تنفيذه ال صبح صحا حضاريا يفتخر بو كيتحذل لو ‪.‬‬
‫كيتضػػح ممػػا تقػػدـ اف المرجعيػػة ليػػا االش ػراؼ المباشػػر كالمسػػاندة ك التشػػجيع األكؿ ليػػذا المشػػركع كىػػذا‬
‫يعتبػػر خطػػكة متقدمػػة جػػدا عمػػى صػػعيد تنسػػيؽ كايجػػاد التػرابط الكثيػػؽ كالعالقػػة الحميمػػة كالمشػػتركة مػػا بػػيف القيػػادة‬
‫لدينية كالطبقة المثقفة ‪ ،‬اذ كانت االخيػرة تعػيش فػي عػالـ يختمػؼ عػف االكلػى ‪ ،‬ككانػت حالػة مػف حػاالت التطػكر‬
‫في مجاؿ عالقة المرجعية بالمثقفيف كاالكادمييف ‪ ،‬فضال عف نجاح االكلى باستيعاب طمكحات االخػريف يبحثػكف‬
‫عف مشاركة فعمية في بناء صركح فكرية تعمؿ عمى بناء األجياؿ ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التعميـ الرسمي ‪:‬‬
‫‪2‬ػ التعميـ العاـ ‪:‬‬
‫شيد التعميـ الرسمي تطك ار كازدياد عدد الطمبة بعد ثكرة تمكز‪4650‬ـ داخػؿ النجػؼ االشػرؼ ممػا انعكػس‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬فػػي مختمػػؼ م ارحػػؿ التعمػػيـ بعػػد أف‬ ‫فػػي زيػػادة كاضػػحة فػػي أعػػداد المػػدارس كاعػػداد الطػػالب المسػػجميف فييػػا‬
‫شػيدت ىػذه الفتػرة اىتمامػػا مػف قبػؿ االبػػاء بأرسػاؿ أبنػائيـ إلػػى المػدارس الحككميػة لمحصػػكؿ عمػى التعمػيـ الحػػديث‬
‫مما تعكس صكرة مغايرة اتجاه تمؾ المؤسسات المعرفية مف قبؿ األسر التي طالما أخذت مكاقػؼ سػمبية منيػا منػذ‬
‫االحتالؿ العثماني لمعراؽ كحتى بداية القرف العشريف ‪ ،‬اذ كجدت في التعمػيـ الحكػكمي القاعػدة االساسػية كالعمميػة‬
‫لبناء شخصية الفرد معرفيا ‪.‬‬

‫(‪)4‬حػػرداف عبػػد الغفػػكر التكريتػػي (‪4614-4631‬ـ) ‪ :‬لعػػب دك ار فػػي انقػػالب شػػباط ‪4612‬ـ‪ ،‬كػػاف مكاليػػا إلػػى زعػػيـ االنقػػالب عبػػد‬
‫السالـ عػارؼ الػذم عينػو نائبػا لمقائػد العػاـ ككزيػ ار لمػدفاع‪ ،‬كبعػد عػاـ اقالػو مػف منصػبو‪ ،‬شػارؾ فػي انقػالب ‪ 41‬تمػكز ‪4610‬ـ‪،‬‬
‫كعػػيف نائػػب رئػػيس الػػكزراء ككزيػ ار لمػػدفاع (‪ )4611-4610‬ثػػـ نائػػب رئيسػػا لمجميكريػػة ‪ .‬ثػػـ ابعػػده البكػػر كصػػداـ عػػف المنصػػب‬
‫خكفػػا مػػف تعػػاظـ نفػػكذه كعػػيف سػػفي ار لمع ػراؽ فػػي اسػػبانيا الػػذم لػػـ يمحػػؽ بػػو كفضػػؿ بقػػاءه فػػي الككيػػت الػػذم اغتالتػػو المخػػابرات‬
‫العراقية فييا بتاريخ ‪ 21‬اذار ‪4614‬ـ‪ ،‬ينظر ‪ :‬عبد اهلل طاىر التكريتي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪.‬‬
‫(‪()3‬العدؿ) ‪ ،‬السنة (‪4611 ، )3‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.401‬‬
‫(‪)2‬ذكر الباحث اعداد المدارس كطالبيا حتى نياية عاـ ‪4651‬ـ‪ ،‬خالؿ المبحث االكؿ مف الفصؿ االكؿ مف االطركحة‪.‬‬
‫‪224‬‬
‫بمػػغ عػػدد المػػدارس الرسػػمية داخػػؿ النجػػؼ االشػػرؼ كخػػالؿ السػػنة الد ارسػػية ‪ 4650‬ػ ‪ 4656‬تسػػعة عشػػر‬
‫مدرسػة ‪ ،‬كػاف منيػا اثنػي عشػػر لمبنػيف ‪ ،‬ضػمت ( ‪ ) 55:7‬طالبػا ‪ ،‬كخمسػة مػػدارس لمبنػات بمػغ عػدد طالباتيػػا (‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ، ) 24:8‬فضال عف مدرستيف مسائيتيف‬
‫"‬ ‫شػػيد العػػاـ الد ارسػػي ‪ 4656‬ػ ‪ 4611‬زيػػادة كاضػػحة فػػي عػػدد المػػدارس ‪ ،‬فبمغػػت مػػدارس البنػػيف‬
‫أربعػػػة عشػػػر " مدرسػػة ‪ ،‬كلمبنػػات " سػػػت " مػػدارس ‪ ،‬ضػػمت ( ‪ ) 261:‬طالبػػة ‪ ،‬يقػػكـ عمػػى تعمػػيميف ( ‪) 33‬‬
‫معممة (‪.)3‬‬
‫كمع تنامي كالكعي المعرفي لدل األىالي ‪ ،‬اضمت الحاجة ممحة ألرساؿ أبنػائيـ إلػى المػدارس فػي العػاـ‬
‫الدراسي ‪ 4614‬ػ ‪ ، 4613‬ليصؿ إلى ( ‪ ) 31‬مدرسة أبتدائية لكؿ الجنسيف‪ ،‬كاف منيا ( ‪ ) 41‬مدرسة لمذككر ‪،‬‬
‫ي ػػدرس في ػػو ( ‪ ) 5::9‬طالب ػػا ‪ ،‬ك ( ‪ ) 1‬م ػػدارس لألن ػػاث ض ػػمت (‪ ) 2689‬طالب ػػة ‪ ،‬ف ػػي ح ػػيف ش ػػيدت اع ػػداد‬
‫المعمميف زيادة طردية مع ازدياد عدد التالميذ ليصبح عددىـ ( ‪ ) 11‬معمما ك ( ‪ ) 31‬معممة(‪.)2‬‬
‫لػػـ تشػػيد السػػنة الد ارسػػية ‪ 4613‬ػ ‪4612‬ـ أيػػة زيػػادة فػػي عػػدد المػػدارس ‪ ،‬لكنيػػا شػػيدت زيػػادة فػػي عػػدد‬
‫الطالب فبمغ عددىـ ( ‪ ) 783‬طالبا كطالبة (‪.)1‬‬
‫(‬ ‫تميػزت السػنة الد ارسػية ‪ 4611‬ػ ‪4615‬ـ بافتتػاح مدرسػة ابتدائيػة مختمطػة كاحػدة بمػغ عػدد طالبيػا‬
‫‪ ) 446‬طالبا كطالبة ‪ ،‬لتصبح بذلؾ أعداد المدارس االبتدائية ( ‪ ) 46‬مدرسة لمػذككر‪ ،‬ك( ‪ ) 0‬لإلنػاث كمدرسػة‬
‫مختمطػػة كاحػػدة (‪ .)5‬زاد ىػػذا العػػدد فػػي العػػاـ الد ارسػػي ‪ 4611‬ػ ‪4610‬ـ ليص ػؿ إلػػى ( ‪ ) 36‬مدرسػػة كػػاف منيػػا‬
‫لمذككر ( ‪ ) 31‬مدرسة ‪ ،‬كلإلناث ( ‪ ) 6‬مدارس ‪ ،‬تظـ ( ‪ ) 9:12‬طالبا كطالبة(‪.)1‬‬
‫كتماشيا مع تزايد أعداد المدارس االبتدائية كتالميذىا ‪ ،‬فقد شيد التعميـ في المرحمتيف المتكسطة كالثانكية‬
‫اضػػطرادا ‪ ،‬اذا اظيػػرت السػػجالت االحصػػائية فػػي ل ػكاء ك ػربالء كجػػكد (‪ )6‬مػػدارس لمبنػػيف كالبنػػات بػػيف متكسػػطة‬
‫كثانكية ‪ ،‬فضال عف (‪ )1‬مدارس مسائية ما بيف متكسطة كاعدادية (‪.)1‬‬
‫يخمػص الباحػث ممػػا تقػدـ اف عػػدد التالميػذ قػػد شػيد زيػادة مقبكلػػة لممػدة مػػا بػيف ‪ 4610 -4650‬ـ ‪ ،‬بمػػا‬
‫معدلو ( ‪ ) 111‬تمميذ في السنة ‪ ،‬كىػي المػدة زيػادة ليسػت بالقميمػة فػي تمػؾ المػدة ‪ ،‬كمػا انيػا تعكػس مػدل أىتمػاـ‬
‫المجتمع النجفي بالتعميـ ‪ ،‬كرغبة االىالي في االرتقاء بمكستكيات أبنائيـ العممية ‪ ،‬عمى الرغـ مػف اف الزيػادة فػي‬
‫عدد األبنية المدرسية لـ تناسب كحجـ التزايد العددم لمتالميذ ‪ ،‬حيث اف عدد المػدارس خػالؿ ذات المػدة لػـ يػزدد‬

‫(‪)4‬ك ازرة المعارؼ ‪( ،‬بغداد‪ :‬المطبعة العامة ‪4656 ،‬ـ)‪ ،‬ص‪.12‬‬


‫(‪)3‬د‪.‬ؾ‪.‬ك‪ ،‬ك ازرة المعارؼ ‪ ،‬نشرة االنباء اليكمية ‪ ،‬ممفة تحت الرقـ (‪ ،)11‬نشرة رقـ ‪ 451‬في ‪4611/44/21‬ـ‪.‬‬
‫(‪)2‬د‪.‬ؾ‪.‬ك‪ ،‬نتائج االحصاء الثقافي في لكاء كربالء لمسنة ‪4613-4614‬ـ‪ ،‬جداكؿ رقـ (‪.)31( ،)44( ، )41‬‬
‫(‪)1‬د‪.‬ؾ‪.‬ك‪ ،‬نتائج االحصاء الثقافي لكاء كربالء لمسنة ‪4612-4613‬ـ‪ ،‬جدكؿ رقـ (‪.)31(، )46( ،)44‬‬
‫(‪)5‬د‪.‬ؾ‪.‬ك‪ ،‬نتائج االحصاء الثقافي في لكاء كربالء لمسنة ‪4615-4611‬ـ‪ ،‬جداكؿ رقـ (‪.)31( ،)31( ،)3‬‬
‫(‪)1‬د‪.‬ؾ‪.‬ك‪ ،‬نتائج االحصاء الثقافي لكاء كربالء لمسنة ‪4610-4611‬ـ‪ ،‬جدكؿ رقـ (‪.)21(، )21( ،)31‬‬
‫(‪)1‬د‪.‬ؾ‪.‬ك‪ ،‬ك ازرة التربيػػة كالتعمػػيـ ‪ ،‬االحصػػاء التربػػكم ‪ ،‬التعمػػيـ الثػػانكم ‪ ،‬ممفػػة تحػػت رقػػـ ‪ ،23431/2‬جػػداكؿ رقػػـ (‪،)21( ،)44‬‬
‫(‪.)14( ،)21‬‬
‫‪225‬‬
‫سػػكل (‪ )41‬مػػدارس ‪ ،‬أم بمعػػدؿ مدرسػػة كاحػػدة فػي السػػنة ‪ ،‬كىػػي نسػػبة ضػػئيمة جػػدا اذا مػػا قيسػػت بحجػػـ االقبػػاؿ‬
‫عمى التعميـ(‪.)4‬‬
‫ظػػؿ التعمػػيـ المينػػي فػػي مدينػػة النجػػؼ االشػػرؼ متخمفػػا عػػف ركػػب التطػػكر الػػذم شػػيده التعمػػيـ العػػاـ ‪ ،‬فمػػـ‬
‫تفتح في النجؼ سكل مدرسة صناعية كاحدة ىي في بداية الخمسينات مف القرف العشريف ‪ ،‬استمرت ذاتيا خػالؿ‬
‫مدة البحث ‪ ،‬كقد غصت بإعداد الطمبة الدارسيف فييا ‪ ،‬كالبالغ عددىـ ( ‪ ) 2138‬طالبا مف الذككر فقط ‪ ،‬درس‬
‫فييػا ( ‪ ) 06‬مدرسػػا عراقيػػا ك ( ‪ ) 41‬مدرسػػا اجنبيػػا ‪ .‬كقػػد أختصػػت ىػػذه المدرسػػة بػػالتعميـ الصػػناعي ‪ ،‬فػػي حػػيف‬
‫ظؿ التعميـ التجارم ممحقا كعمى شكؿ أقساـ تجارية في المدارس الثانكية (‪.)3‬‬
‫(‬ ‫بيد أف الفترة ‪ 4650‬ػ ‪ 4610‬ـ قػد شػيدت اىتمامػا بشػؤكف الطفكلػة ‪ ،‬ففتحػت فػي النجػؼ االشػرؼ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬دؿ ذلؾ عمى اىتماـ العائمة بتنشئة االطفاؿ نشئة صحيحة ‪،‬‬ ‫‪ )1‬رياض لألطفاؿ بمغ عددىـ ( ‪ ) 3:1‬طفال‬
‫‪ ،‬كتييئيـ لممرحمػة االبتدائيػة ‪ ،‬فضػال عػف انشػغاؿ اكليػاء امػكرىـ فػي اداء كاجبػاتيـ فػي دكائػر الدكلػة ‪ ،‬ممػا شػكؿ‬
‫نقمة نكعية في مجاؿ التفكير في مدينة محافظة مثؿ النجؼ ‪.‬‬
‫كترافؽ مع التطكر الحاصؿ في مجاؿ التعميـ ‪ ،‬اف شيدت النجؼ حممة لمحك االمية بيف غير المتعمميف‬
‫‪ ،‬اذ أفتتحت عاـ ‪4650‬ـ (‪ )5‬م اركز لمحك االمية بمغ عدد الدارسيف فييا (‪ )456‬دارسا يقكـ عمى تعمػيميـ احػد‬
‫عشر معمما (‪.)1‬‬
‫ازداد عػػدد الم اركػػز عػػاـ ‪4611‬ـ ليصػػبح (‪ )1‬مرك ػ از يػػدرس فييػػا (‪ )521‬دارسػػا ‪ ،‬ك (‪ )31‬معممػػا ‪ ،‬كمػػا‬
‫افتتح ػػت ( ‪ )6‬ش ػػعب لتعم ػػيـ اإلن ػػاث بم ػػغ ع ػػدد المتعمم ػػات فيي ػػا ( ‪ )421‬د ارس ػػة ‪ ،‬كيق ػػكـ عم ػػى تعم ػػيميف (‪) 43‬‬
‫معممة (‪.)5‬‬
‫حقؽ ىذا االىتماـ بتعميـ األميػيف نتػائج مقبكلػة ‪ ،‬اذا أنخفضػت نسػبة األمػيف إلػى ‪ %10‬كحسػب احصػاء‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬في حيف كانت النسبة ‪ %51‬حسب احصاء ‪ 4651‬ـ ‪ ،‬أم بانخفاض ما نسػبتو ‪ ، %41‬كىػك‬ ‫عاـ ‪4611‬ـ‬
‫يشكؿ بحد ذاتو تطك ار نكعي في مستكل عدد االميف في النجؼ االشرؼ ‪.‬‬

‫(‪)4‬د‪.‬ؾ‪.‬ك‪ ،‬نتائج االحصاء الثقافي لكاء كربالء لمسنة ‪4612-4613‬ـ‪ ،‬جدكؿ رقـ (‪.)31(، )46( ،)44‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬ؾ‪.‬ك‪ ،‬ك ازرة المعارؼ ‪ ،‬نشرة االنباء اليكمية ‪ ،‬ممفة تحت الرقـ (‪ )014‬نشرة رقـ (‪ ، )12‬في ‪(،4650/43/31‬جداكؿ)‪.‬‬
‫(‪)2‬د‪.‬ؾ‪.‬ك‪ ،‬مجمكعة االحصاءات الثقافية في لكاء كربالء مف عاـ ‪4610-4651‬ـ‪( ،‬مجمكعة الجداكؿ الخاصة برياض االطفاؿ)‪.‬‬
‫االطفاؿ)‪.‬‬
‫(‪)1‬د‪.‬ؾ‪.‬ك‪ ،‬ك ازرة المعارؼ ‪ ،‬نشرة االنباء اليكمية ‪ ،‬ممفة تحت الرقـ (‪ ،)014‬نشرة رقـ (‪ ،)12‬في ‪( ،4650/43/31‬جداكؿ)‪.‬‬
‫(‪)5‬ك ازرة التربية كالتعميـ‪ ،‬االحصاء التربكم ‪( ،4611-4612‬بغداد‪ :‬مديرية الشؤكف الثقافية العامة ‪،‬د‪.‬ت)‪،‬ص‪.16-1‬‬
‫(‪)1‬بيف الباحث ذلؾ خالؿ الفصؿ األكؿ مف االطركحة‪.‬‬
‫‪226‬‬
‫كانطالقػػا مػػف أىميػػة الكتػػاب فػػي رفػػع مسػػتكل الػػكعي كاإلدراؾ كالثقافػػة لػػدل الطػػالب ‪ ،‬كاد ارك ػان مػػف ك ازرة‬
‫المعارؼ العراقية لتمؾ االىمية فقد زكدت المدارس بالمكتبات المدرسية سكاءان في المدارس االبتدائية اك الثانكية ‪،‬‬
‫ىادفة مف ذلؾ إلى زيادة الكعي الثقافي كالمعرفي فرفدت تمػؾ المكتبػات بالعديػد مػف المؤلفػات العراقيػة كالعربيػة ‪،‬‬
‫فضػػال عػػف الػػدكريات ‪ ،‬كلزيػػادة الفائػػدة يضػػعيا الباحػػث فػػي الجػػدكؿ رقػػـ ( ‪ )36‬كنمكذجػػا لممكتبػػات المدرسػػية فػػي‬
‫المدارس االبتدائية كالثانكية ‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫جدوؿ رقـ ( ‪) 3:‬‬
‫أعداد المكتبات في المدارس االبتدائية في النجؼ االشرؼ حسب عدد الكتب والقراء‬
‫(‪)2‬‬
‫لممدة مف ‪ 2:69‬ػ ‪2:79‬‬
‫عدد القراء‬ ‫مجموع الكتب‬ ‫مجموع النشرات‬ ‫عدد الكتب والمجالت‬ ‫عدد الكتب والمجالت‬ ‫عدد‬ ‫السنة‬
‫خالؿ السنة‬ ‫والمجالت‬ ‫المشروطة‬ ‫والنشرات الوافدة‬ ‫والنشرات بداية السنة‬ ‫المكتبات‬
‫والنشرات‬
‫‪4141‬‬ ‫‪1561‬‬ ‫ػ‬ ‫‪301‬‬ ‫‪1241‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪4650‬ػ‪4656‬‬
‫‪4160‬‬ ‫‪5441‬‬ ‫‪441‬‬ ‫‪311‬‬ ‫‪1601‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪4656‬ػ‪4611‬‬
‫‪3310‬‬ ‫‪1221‬‬ ‫ػ‬ ‫‪231‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪4611‬ػ‪4614‬‬
‫‪2155‬‬ ‫‪0330‬‬ ‫‪311‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪1010‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪4614‬ػ‪4613‬‬
‫‪4444‬‬ ‫‪45121‬‬ ‫ػ‬ ‫‪4001‬‬ ‫‪42552‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪4613‬ػ‪4612‬‬
‫‪3106‬‬ ‫‪6631‬‬ ‫‪605‬‬ ‫‪561‬‬ ‫‪41235‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪4612‬ػ‪4611‬‬
‫‪2132‬‬ ‫‪44614‬‬ ‫‪311‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪44121‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪4611‬ػ‪4615‬‬
‫‪3142‬‬ ‫‪43651‬‬ ‫‪461‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪43121‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪4615‬ػ‪4611‬‬
‫‪3161‬‬ ‫‪4514‬‬ ‫‪401‬‬ ‫‪261‬‬ ‫‪4360‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪4611‬ػ‪4611‬‬
‫‪2116‬‬ ‫‪43511‬‬ ‫‪461‬‬ ‫‪311‬‬ ‫‪43241‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪4611‬ػ‪4610‬‬
‫‪3‬ػ كمية الفقو ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ممثمػة بشػخص رئيسػيا محمػد رضػا المظفػر عمػى تحكيػؿ‬ ‫عممت الييئة المؤسسة لجمعية منتػدل النشػر‬
‫نشػػاطات الجمعيػػة الػػى عمػػؿ أكػػاديمي مػػنظـ يعمػػؿ عمػػى أصػػالح منػػاىج الد ارسػػة الدينيػػة‪ ،‬بالشػػكؿ الػػذم تػػتـ فيػػو‬
‫عممية مزاكجة بيف " الحوزوي واالكاديمي " ‪ ،‬كبيف " المحافظ والعصري" مما يؤدم إلى تييئػة مدرسػييف كخطبػاء‬
‫كمرشديف قادريف عمى التعامؿ مع كؿ مستجدات العصر بمغة تمقى القبكؿ لدل أبناء المجتمع ‪.‬‬

‫(‪)4‬معمكمات الجدكؿ مستقاة مػف ‪ :‬د‪.‬ؾ‪.‬ك‪،‬التقػارير السػنكية كنتػائج االحصػاءات الثقافيػة فػي لػكاء كػربالء مػف سػنة ‪ 4651‬حتػى عػاـ‬
‫رقػـ(‬ ‫‪ 4610‬ـ‪،‬الجداكؿ المعمقة بمكضكع المكتبات في المدارس الرسمية ‪ ،‬ككنمكذج مف تمؾ الجػداكؿ ينظػر ‪ :‬المالحػؽ‬
‫‪.) 45‬‬
‫(‪)3‬سيتـ التعريؼ بيا في المبحث الثالث مف ىذا الفصؿ‪.‬‬
‫‪221‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬فحصػػمت عمػػى االعتػراؼ الرسػػمي مػػف ك ازرة التربيػػة كالتعمػػيـ بكتابيػػا‬ ‫أسسػػت كميػػة الفقػػو سػػنة ‪4651‬ـ‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬عمػػى اف تكػػكف الد ارسػػة فييػػا لمػػدة اربػػع سػػنكات ‪ ،‬يمػػنح المتخػػرج‬ ‫الم ػرقـ ( ‪ ) 321‬فػػي كػػانكف األكؿ ‪4650‬ـ‬
‫منيا شيادة ( البكموريوس ) ‪ ،‬مع تمتعػو بػالحقكؽ كاالمتيػازات المنصػكص عمييػا فػي األنظمػة كالقػكانيف الخاصػة‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫بخريجي المعاىد العالية‬
‫أصػػبحت شػػيادتيا كشػػيادة الكميػػات المنػػاظرة ليػػا فػػي جامعػػة بغػػداد مثػػؿ كميػػة الشػريعة كاالداب بكتابيػػا المػرقـ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪ ) 31202‬في ‪ 36‬كانكف الثاني ‪4613‬ـ‬
‫حػػددت الكميػػة أليػػة القبػػكؿ فييػػا ‪ ،‬كبحسػػب نظاميػػا الد ارسػػي ‪ ،‬يكػػكف لطػػالب الحػػكزة الدينيػػة الػػذم اجت ػازكا‬
‫مرحمتػػي المقػػدمات كالسػػطكح ‪ ،‬كخريجػػي الدارسػػة االعداديػػة اك مػػا يعادليػػا ‪ .‬كمػػا حػػددت مصػػادرىا الماليػػة بػػاجكر‬
‫الطمبة ‪ ،‬التبرعات ‪ ،‬كالمكقكفات ‪ ،‬كمساعدة المرجعية الدينية ‪ ،‬كالمساعدات الحككمية (‪.)5‬‬
‫انطالقا مف النيج التجديدم الذم اختطتو جمعية منتػدل النشػر لمكميػة ‪ ،‬فقػد عممػت عمػى ادخػاؿ مقػررات‬
‫معاصرة عمى مفردات المنيج الدراسي مثؿ الفمسفة الحديثة كالمغة االنكميزية كعمـ االجتماع كالفقو المقارف كالتربية‬
‫كعمـ النفس ‪ ،‬كلزيادة االيضاح يضع الباحث مناىج الد ارسػة فػي كميػة الفقػو بحسػب مراحميػا الد ارسػية فػي الجػدكؿ‬
‫رقـ رقـ ( ‪. ) 21‬‬

‫(‪)4‬محمد ميدم االصفي ‪ ،‬الحركة االصالحية في النجؼ ‪ ،‬ص‪. 436‬‬


‫(‪ )3‬طالبػت الجمعيػػة الحصػػكؿ عمػى اعتػراؼ ك ازرة المعػػارؼ قبػػؿ ‪ 41‬تمػكز ‪4650‬ـ‪ ،‬ككػػاف يحػػكؿ ذلػػؾ سياسػة الحككمػػة فػػي المعيػػد‬
‫الممكػي ازاء التعمػيـ الطػائفي االىمػي كزعميػا اف ايػد غيػر عراقيػة تكجيػة فممػا حػدثت ثػكرة تمػكز ‪4650‬ـ‪ ،‬قػدمت طمبػا إلػى ك ازرة‬
‫التربيػػة كالتعمػػيـ ىػػديب الحػػاج حمػػكد فػػي ‪ 4650/6/33‬لالعت ػراؼ بيػػا ‪ ،‬فشػػكؿ لجنػػة برئاسػػتو كعضػػكية منػػدكبيف مػػف مديريػػة‬
‫األكقاؼ العامة كجامعة بغداد كبعد دراستيا لممكضكع اصدرت االعتراؼ الرسمي بيا ‪ ،‬سػعد عبػد الكاحػد‪ ،‬جمعيػة منتػدل النشػر‬
‫كدكرىا الفكرم كالسياسي في العراؽ ‪4612-4625‬ـ‪ ،‬رسالة ماجستير‪(،‬جامعة القادسية ‪:‬كمية التربية ‪، )3116 ،‬ص‪.430‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ك ػراس كميػػة الفقػػو فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬تقريػػر عػػف فكرتيػػا كفعاليتيػػا كميزاتيػػا خػػالؿ العػػاـ ‪( ،4611-4656‬النجػػؼ ‪ :‬مطبعػػة‬
‫النجؼ ‪،)4611 ،‬ص‪.45‬‬
‫(‪ )1‬جمعية منتدل النشر ‪ ،‬نظاـ كمية الفقو في النجؼ االشرؼ ‪( ،‬النجؼ‪ :‬مطبعة اآلداب ‪ ،‬د‪.‬ت) ‪،‬ص‪.5‬‬
‫(‪ )5‬ك ػػاف ايج ػػار الحكاني ػػت الكاقع ػػة ف ػػي الط ػػابؽ االرضػػػي األكؿ لمبن ػػى الكمي ػػة مص ػػد ار لمتمكي ػػؿ ‪ ،‬باالضػ ػػافة إل ػػى مكافق ػػة االسػػػاتذة‬
‫المحاضريف في ا لكمية مف الجامعات األخرل ‪ ،‬كفي مرحمة التاسيس قد كافقكا عمى تقديـ محاضػراتيـ مجانػا‪ ،‬كالػى جانػب ذلػؾ‬
‫تقػػديـ شخصػػيات تجاريػػة كحككميػػة بتبرعػػات ماليػػة كعينيػػة كمثػػاال عمػػى ذلػػؾ ‪ ،‬تبػػرع حسػػيف الشػػاكرم بمبمػػغ ‪ 411‬دينػػار ‪ ،‬محمػػد‬
‫عمػػي الطحػػاف بمبمػػغ ‪ 411‬دينػػار ‪ ،‬ىػػادم جب ػػارة ‪ 51‬دينػػار ‪ ،‬ص ػػادؽ الخميمػػي ‪ 51‬دين ػػار ‪ ،‬كمػػف ك ازرة الماليػػة ‪ 511‬دينػػار ‪،‬‬
‫كاألكقاؼ ‪ 411‬دينار ‪ ،‬حتػى بمػغ مجمػكع التبرعػات خػالؿ السػنة األكلػى مػف االعتػراؼ ‪ 3211‬دينػار ع ارقػي‪ .‬كػراس كميػة الفقػو‬
‫في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪225‬‬
‫جدوؿ رقـ ( ‪) 41‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المواد الدراسية في كمية الفقو بحسب الفصوؿ الدراسية‬
‫الرابعة‬ ‫الثالثة‬ ‫الثانية‬ ‫األولى‬ ‫المراحؿ الدراسية‬
‫ؼ‪3‬‬ ‫ؼ‪4‬‬ ‫ؼ‪3‬‬ ‫ؼ‪4‬‬ ‫ؼ‪3‬‬ ‫ؼ‪4‬‬ ‫الفصؿ‬ ‫الفصؿ األكؿ‬ ‫المواد‬
‫الثاني‬ ‫الدراسية‬
‫النحك‬ ‫الفقو‬ ‫النحك‬ ‫الفقو‬ ‫البالغة‬ ‫الفقو‬ ‫تاريخ‬ ‫الفقو‬
‫االدب‬
‫تاريخ االدب‬ ‫أصكؿ الفقو‬ ‫العركض‬ ‫أصكؿ الفقو‬ ‫تاريخ االدب‬ ‫أصكؿ الفقو‬ ‫أصكؿ‬ ‫أصكؿ الفقو‬
‫العربي‬ ‫المقارف‬ ‫اؿ‬ ‫البحث‬ ‫الحديث‬
‫العممية‬
‫فقو المغة‬ ‫أصكؿ الفقو‬ ‫تاريخ االدب‬ ‫التفسير‬ ‫التعديالت‬ ‫النحك‬ ‫المنطؽ‬ ‫النحك‬
‫العربي‬ ‫(عمكـ‬
‫القركف)‬
‫التاريخ‬ ‫عمـ نفس‬ ‫التاريخ‬ ‫عمـ‬ ‫البالغة‬
‫االسالمي‬ ‫االجتماع‬
‫طرائؽ‬ ‫التفسير (عمـ‬ ‫النقد االدبي‬ ‫الفمسفة‬ ‫المغة‬ ‫الفمسفة‬ ‫المغة‬ ‫المنطؽ‬
‫التدريب‬ ‫القركف)‬ ‫االسالمية‬ ‫االنكميزية‬ ‫االسالمية‬ ‫االنكميزية‬
‫احكؿ البحث‬ ‫الفمسفة‬ ‫التربية‬ ‫االلتزاـ‬
‫كالحديثة‬ ‫الحديثة‬ ‫(القانكف)‬
‫العرؼ‬

‫ركزت الكمية ‪ ،‬كمف ضػمف تكجيياتيػا التجديديػة عمػى اف يكػكف كادرىػا التدريسػي مػف ابػرز كػكادر الحػكزة‬
‫العمميػػة كأسػػاتذتيا ‪ ،‬فحرصػػت عمػػى اف يككن ػكا مػػف الحاصػػميف عمػػى أجػػازة االجتيػػاد حص ػ ار ‪ ،‬فضػػال عػػف اسػػاتذة‬
‫أكاديميف متخصصيف ممف يحممكف شيادة الدكتكراه في اختصاصات التربية كعمـ النفس كعمـ االجتمػاع كالتػاريخ‬
‫كالمغة االنكميزية ‪.‬‬
‫كػػاف ليػػذا التنػػكع فػػي األسػػاتذة بػػيف الحػػكزكييف كاألكػػاديمييف ‪ ،‬فضػػال عػػف التركيػػز عمػػى حممػػة الشػػيادات‬
‫التخصصية العميا مف كمتا الد ارستيف ‪ ،‬أثره في صػناعة طػالب حممػكا بعػد تخػريجيـ مشػعؿ النيضػة الفكريػة لػيس‬
‫في العراؽ كحسب بؿ كفي بمدانيـ ايضان ‪ ،‬حتػى غػدت الكميػة كىػي تعػانؽ األزىػر الشػريؼ مكانػة عمميػة كمسػتكل‬
‫تدريسي كتأثي انر في المجتمع مف الناحيتيف المعرفية كالفكرية كقد دفع ىذا التميز احد المفكرم بكصؼ الكميػة بأنيػا‬
‫(‪)3‬‬
‫مقارن ػػة بجامع ػػة األزى ػػر ف ػػي الق ػػاىرة ‪ .‬كألج ػػؿ االط ػػالع عم ػػى مس ػػتكيات ىيئتي ػػا التدريسيس ػػة‬ ‫" أزىػػػر العػػػراؽ "‬
‫كامكانياتيـ الفكرية يضعيـ الباحث في الجدكؿ رقـ (‪. ) 24‬‬

‫(‪)4‬الجدكؿ مستقاة مف عدة مصػادر منيػا ‪ :‬ك ارسػي كميػة الفقػو فػي النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ‪ ،‬ص‪6‬؛ سػعيد عبػد الكاحػد ‪،‬‬
‫المص ػ ػػدر الس ػ ػػابؽ ‪،‬ص‪436‬؛ منت ػ ػػدل النش ػ ػػر ‪ ،‬كمي ػ ػػة الفق ػ ػػو ف ػ ػػي النج ػ ػػؼ االش ػ ػػرؼ ‪( ،‬النج ػ ػػؼ‪ :‬مطبع ػ ػػة النج ػ ػػؼ ‪،)4611 ،‬‬
‫ص‪ -1‬ص‪. 41‬‬
‫(‪)3‬‬
‫( العدؿ ) ‪ ، 4611 ،‬العد (‪ ، )1‬ص‪. 403‬‬
‫‪231‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)42‬‬
‫أساتذة كمية الفقو في دورتيا االولى ‪ 2:6:‬ػ ‪2:73‬ـ (‪.)4‬‬
‫المالحظات‬ ‫المادة‬ ‫االسـ‬ ‫ت‬
‫مجتيدا بدرجة استاذ ‪ ،‬عميدا لمكمية عاـ ‪4611‬ـ ‪.‬‬ ‫اصكؿ الفقو المقارف‬ ‫محمد تقي الحكيـ‬ ‫‪4‬‬
‫كالتاريخ االسالمي‬
‫عميدا لمكمية حتى كفاتو عاـ ‪4611‬ـ ‪.‬‬ ‫الفمسفة اإلسالمية‬ ‫محمد رضا المظفر‬ ‫‪3‬‬
‫مجتيدا ‪ ،‬مف كبار اساتذة الحكزة العممية ‪.‬‬ ‫النحك كالصرؼ‬ ‫عبد الميدم مطر‬ ‫‪2‬‬
‫مس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاعد رئػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيس جامعػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة بغػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداد‬ ‫االدب العربي‬ ‫الدكتكر عبد الرزاؽ محي الديف‬ ‫‪1‬‬
‫( محاض ار ) ‪.‬‬
‫استاذ في جامعة بغداد ( محاض ار ) ‪.‬‬ ‫عمـ النفس كالتربية‬ ‫الدكتكر احمد حسف الرحيـ‬ ‫‪5‬‬
‫كطرائؽ تدريس‬
‫استاذ في جامعة بغداد ( محاض ار ) ‪.‬‬ ‫عمـ االجتماع‬ ‫الدكتكر حاتـ الكعبي‬ ‫‪1‬‬
‫استاذ في جامعة بغداد ( محاض ار ) ‪.‬‬ ‫الفمسفة الحديثة‬ ‫الدكتكر صالح الشماع‬ ‫‪1‬‬
‫استاذ في جامعة بغداد ( محاض ار ) ‪.‬‬ ‫المغة االنكميزية‬ ‫الدكتكر عباس الكىاب‬ ‫‪0‬‬
‫استاذ في جامعة بغداد ( محاض ار ) ‪.‬‬ ‫التاريخ الحديث‬ ‫الدكتكر فاضؿ حسيف‬ ‫‪6‬‬
‫حاصؿ اجازة التدريس مف المراجع بدرجة مدرس ‪.‬‬ ‫التاريخ االسالمي‬ ‫محمد ميدم شمس الديف‬ ‫‪41‬‬
‫مدرسا في الحكزة العممية‬ ‫الفقو‬ ‫عمي سماكو‬ ‫‪44‬‬
‫عمى المالؾ الدائـ لمكمية ‪.‬‬ ‫االلتزاـ ( القانكف )‬ ‫الدكتكر عبد المجيد الحكيـ‬ ‫‪43‬‬
‫استاذ في جامعة بغداد ( محاض ار ) ‪.‬‬ ‫االدب العربي‬ ‫الدكتكر عناد غزكاف‬ ‫‪42‬‬
‫مجتيدا ‪ ،‬اساتذة الحكزة العممية ‪.‬‬ ‫الفقو‬ ‫عبد اليادم حمكزم‬ ‫‪41‬‬
‫عمى المالؾ الدائـ لمكمية ‪.‬‬ ‫النحك‬ ‫الدكتكرمحمدالبستاني‬ ‫‪45‬‬

‫(‪)4‬احمػػد البيػػادلي ‪ ،‬الحػػكزة العمميػػة فػػي النج ػؼ ‪ ،‬ص‪-202‬ص‪ ،205‬ك ػراس كميػػة الفقػػو فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪،‬‬
‫ص‪ ،41‬جعفر الدجيمي‪ ،‬المصدر السابؽ ‪،‬ح‪،6‬ص‪-421‬ص‪.421‬‬
‫‪231‬‬
‫اعتمػػدت الكميػػات فػػي القبػػكؿ عمػػى نظػػاـ خػػاص بيػػا ‪ ،‬يركػػز عمػػى النكعيػػة دكف الكميػػة ‪ ،‬اذ شػػكمت فييػػا‬
‫لجنة لممقابمة برئاسة عميدىا الشيخ محمد رضا المظفػر ‪ ،‬اكػدت فييػا عمػى ضػركرة اف يجتػاز المتقػدـ اختبػا ار فػي‬
‫(‪)4‬‬
‫شػكمكا الكجبػة االكلػى التػي‬ ‫مػادتي النحػك كالفقػو ‪ ،‬فػتـ فػي العػاـ الد ارسػي ‪ 4650‬ػ ‪ 4656‬ـ قبػكؿ (‪ ) 16‬طالبػا‬
‫تخرجػػت عػػاـ ‪4613‬ـ ك كػػاف عػػددىـ (‪ )10‬طالبػػا بعػػد اف تخمػػؼ (‪ )34‬طالبػػا بسػػبب الرسػػكب كالتػػرؾ ‪ ،‬اذ حػػاز‬
‫الطالب " السيد عبد اليادي السيد محسف الحكػيـ" عمػى المرتبػة " االولػى " بعػد حصػكلو عمػى معػدؿ ‪%62335‬‬
‫لسػػنيف الثالثػػة كالرابعػػة ‪ ،‬ث ػـ كػػاف نصػػيب المرتبػػة " الثانيػػػة " لمطالػػب " مصػػطفى جمػػاؿ الػػديف " بحصػػكؿ عمػػى‬
‫‪ ، %63335‬كيبػيف الجػػدكؿ رقػػـ (‪ )23‬أسػػماء الطمبػػة الحػػائزيف عمػى الم ارتػػب الخمسػة مػػف خريجػػي الكميػػة لػػدفعتيا‬
‫االكلى ‪.‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)43‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الطالب الخمس االوائؿ مف خريجي الدورة االولى في كمية الفقو عاـ ‪2:73‬‬
‫المعدؿ‬ ‫الرابعة‬ ‫الثالثة‬ ‫الثانية‬ ‫السنة االولى‬ ‫االسـ‬ ‫ت‬
‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪64‬‬ ‫عبد اليادم السيد محسف الحكيـ‬ ‫‪-4‬‬
‫‪63،5‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪64‬‬ ‫مصطفى جماؿ الديف‬ ‫‪-3‬‬
‫‪61،5‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪64‬‬ ‫عارؼ البصرم‬ ‫‪-2‬‬
‫‪06‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪65‬‬ ‫محمكد الككثراني‬ ‫‪-1‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬ ‫احمد الكائمي‬ ‫‪5‬‬

‫كقػػد تػػكزع المتخرجػػكف مػػف الدفعػػة األكلػػى عمػػى جنسػػيات مختمفػػة كػػالعراؽ ‪ ،‬كلبنػػاف ‪ ،‬كاي ػراف ‪ ،‬كالسػػعكدية‪ ،‬كقػػد‬
‫خصيـ الباحث في جدكؿ رقـ (‪ ) 22‬كنماذج مف خريجييا ‪.‬‬

‫(‪)4‬فتحػت الكميػة أبكابيػا لمطمبػة الػراغبيف فػي الد ارسػة ‪ ،‬فتقػدـ حػػاكالي ‪ 311‬طالػب لمد ارسػة فييػا ‪ ،‬فعممػػت عمادتيػا عمػى تكػكيف لجنػػة‬
‫عممية يراسيا عميدىا الشيخ المظفر الجػراء المقابمػة العمميػة ككانػت اسػئمة االختبػار مػف كتػب الفقػو كالنحػك ‪ ،‬فمػـ يػنجح إال ‪11‬‬
‫طالبان ‪ ،‬ثـ قدـ ثمانكف طالب مف خريجي االعداديات مطالبيف بفتح شعبة مسائية كنظ انر لعدـ تكفر االمكانيػات الالزمػة مػف قبػؿ‬
‫العمػػادة ‪ ،‬قػػررت الكميػػة عػػدـ قبػػكليـ سػػكل مػػف يػػتمكف االلتحػػاؽ بالشػػعب الصػػباحية مػػنيـ ‪ ،‬كتػػـ قبػػكؿ ثالث ػو ممػػف تػػكفرت فػػييـ‬
‫ش ػ ػ ػػركط القب ػ ػ ػػكؿ المنص ػ ػ ػػكص عميي ػ ػ ػػا ف ػ ػ ػػي النظ ػ ػ ػػاـ ‪ ،‬حت ػ ػ ػػى أص ػ ػ ػػبح ع ػ ػ ػػدد ال ػ ػ ػػدكرة األكل ػ ػ ػػى الكم ػ ػ ػػي المقب ػ ػ ػػكؿ (‪ )16‬طالبػ ػ ػ ػان ‪.‬‬
‫(‪)3‬كميةالفقو‪،‬التسجيؿ‪،‬سجؿ القيد العاـ‪4613-4614‬ـ‪،‬ص‪،21، 25‬ص‪،52‬ص‪‘51‬ص‪. 05‬‬
‫‪232‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)44‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نماذج مف خريجي الدفعة االولى لكمية الفقو ‪ 2:6:‬ػ ‪2:73‬‬
‫المعدي‬ ‫التقييـ‬ ‫المواليد‬ ‫مسقط الراس‬ ‫الجنسية‬ ‫االسـ‬ ‫ت‬
‫‪15‬‬ ‫متكسط‬ ‫‪4631‬‬ ‫جبؿ عامؿ‬ ‫لبناني‬ ‫احمد حبيب قصير‬ ‫‪-4‬‬
‫‪12‬‬ ‫جيد‬ ‫‪4631‬‬ ‫النجؼ‬ ‫عراقي‬ ‫احمد حسف ابك طبيخ‬ ‫‪-3‬‬
‫‪01‬‬ ‫جيد جدا‬ ‫‪4614‬‬ ‫قندىار‬ ‫افغاني‬ ‫احمد عمى المقدسي‬ ‫‪-2‬‬
‫‪05‬‬ ‫جيد جدا‬ ‫‪4626‬‬ ‫النجؼ‬ ‫ايراني‬ ‫باقر محمد عمي المقدسي‬ ‫‪-1‬‬
‫‪14‬‬ ‫جيد‬ ‫‪4636‬‬ ‫النجؼ‬ ‫عراقي‬ ‫حسيف مرتضى الخرساف‬ ‫‪-5‬‬
‫‪12‬‬ ‫جيد‬ ‫‪4631‬‬ ‫النجؼ‬ ‫عراقي‬ ‫صالح الظالمي‬ ‫‪-1‬‬
‫‪03‬‬ ‫جيد جدا‬ ‫‪4611‬‬ ‫كربالء‬ ‫عراقي‬ ‫صالح ميدم الحائرم‬ ‫‪-1‬‬
‫‪14‬‬ ‫جيد‬ ‫‪4622‬‬ ‫الرفاعي‬ ‫ذم قار‬ ‫طالب الرفاعي‬ ‫‪-0‬‬
‫‪12‬‬ ‫جيد‬ ‫‪4621‬‬ ‫العمارة‬ ‫عراقي‬ ‫عبد الرحيـ الشككي‬ ‫‪-6‬‬
‫‪02‬‬ ‫جيد جدا‬ ‫‪4622‬‬ ‫االحساء‬ ‫السعكدية‬ ‫عبد اليادم الفضمي‬ ‫‪-41‬‬
‫‪01‬‬ ‫جيد جدا‬ ‫‪4626‬‬ ‫النجؼ‬ ‫عراقي‬ ‫عدناف عمي البكاء‬ ‫‪-44‬‬
‫‪16‬‬ ‫متكسط‬ ‫‪4621‬‬ ‫بيركت‬ ‫لبناني‬ ‫محسف يكسؼ سبتي‬ ‫‪-43‬‬
‫‪11‬‬ ‫جيد‬ ‫‪4640‬‬ ‫النجؼ‬ ‫عراقي‬ ‫محمد جكاد الحكيـ‬ ‫‪-42‬‬
‫‪12‬‬ ‫جيد‬ ‫‪4621‬‬ ‫صكر‬ ‫لبناني‬ ‫محمد حسيف القيسي‬ ‫‪-41‬‬
‫‪11‬‬ ‫جيد‬ ‫‪4614‬‬ ‫بصرة‬ ‫عراقي‬ ‫محمد حسيف المظفر‬ ‫‪-45‬‬
‫‪11‬‬ ‫جيد‬ ‫‪4611‬‬ ‫النجؼ‬ ‫ايراني‬ ‫محمد صادؽ االيركاني‬ ‫‪-41‬‬
‫‪11‬‬ ‫جيد‬ ‫‪4631‬‬ ‫النجؼ‬ ‫عراقي‬ ‫محمد عمي بحر العمكـ‬ ‫‪-41‬‬
‫‪02‬‬ ‫جيد جدا‬ ‫‪4612‬‬ ‫نجؼ‬ ‫عراقي‬ ‫محمد محمد صادؽ الصدر‬ ‫‪-40‬‬
‫‪11‬‬ ‫جيد‬ ‫‪4620‬‬ ‫النجؼ‬ ‫ايراني‬ ‫محمد ميدم عمي االصفي‬ ‫‪-46‬‬
‫‪03‬‬ ‫جيد جدا‬ ‫‪4646‬‬ ‫النجؼ‬ ‫عراقي‬ ‫مسمـ الجابرم‬ ‫‪-31‬‬
‫‪01‬‬ ‫جيد جدا‬ ‫‪4621‬‬ ‫سماكة‬ ‫عراقي‬ ‫ميدم السماكم‬ ‫‪-34‬‬
‫‪04‬‬ ‫جيد جدا‬ ‫‪4631‬‬ ‫النجؼ‬ ‫عراقي‬ ‫مير حسف ابك طبيخ‬ ‫‪-33‬‬
‫‪11‬‬ ‫متكسط‬ ‫‪4630‬‬ ‫النجؼ‬ ‫عراقي‬ ‫ىاشـ محمد السيد سمماف‬ ‫‪-32‬‬
‫بعد مصادقة مجمس الكزراء عمى قرار جامعة بغداد في ‪ 4612/1/6‬كالقاضي بتعػيف خريجػي كميػة الفقػو‬
‫أسكة بخريجي كمياتيا المناظرة(‪ ،)3‬فقد شجع ذلؾ الطمبػة عمػى التقػدـ لمقبػكؿ فييػا‪ ،‬فضػال عػف رغبػة ىيئتيػا الداريػة‬

‫(‪()4‬كمية الفقو) ‪ ،‬التسجيؿ ‪ ،‬السجؿ العاـ ‪4613/4614‬ـ‪ ،‬ص‪ -4‬ص‪.63‬‬


‫(‪()3‬النجؼ) ‪ ،‬كانكف األكؿ ‪4612 ،‬ـ‪ ،‬العدد (‪،)1‬ص‪.61‬‬
‫‪233‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬فكػاف مػف بػيف األسػباب التػي أدت إلػى ازديػاد عػدد‬ ‫الجديدة بالتكسع بالدراسة لتفتح قسما لمدراسات العميػا فييػا‬
‫الطالب المقبكليف فييا كيمكف مالحظة ذلؾ مف خالؿ الجدكؿ رقـ (‪. ) 21‬‬
‫الجدوؿ رقـ (‪. )45‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أعداد الطمبة المسجميف في كمية الفقو خالؿ المدة ‪ 2:69‬ػ ‪2:79‬‬
‫عدد الطالب‬ ‫التاريخ‬ ‫ت‬
‫‪16‬‬ ‫‪ 4650‬ػ ‪4656‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪ 4656‬ػ ‪4611‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪ 4611‬ػ ‪4614‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪ 4614‬ػ ‪4613‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪ 4613‬ػ ‪4612‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 4612‬ػ ‪4611‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪ 4611‬ػ ‪4615‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪420‬‬ ‫‪ 4615‬ػ ‪4611‬‬ ‫‪.0‬‬
‫‪415‬‬ ‫‪ 4611‬ػ ‪4611‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪421‬‬ ‫‪ 4611‬ػ ‪4610‬‬ ‫‪.41‬‬
‫أضػػحت كميػػة الفقػػو كالسػػيما بعػػد تخػريج عػػدة دكرات مػػف طالبيػػا ‪ ،‬تحظػػى بسػػمعة عمميػػة كمكانػػة مرمكقػػة‬
‫بػػيف الكميػػات كالجامعػػات العراقيػػة ك العربيػػة ‪ ،‬كىػػذا منحيػػا مسػػاحة اكسػػع فػػي التعامػػؿ مػػع محيطيػػا العربػػي كبنػػاء‬
‫عالقات عممية ‪ ،‬ليا تاثيراتياعمى الكاقع الفكرم تاثي انر كتأث ار ‪ ،‬كألجؿ ذلؾ طمبت جامعة األزىر كلغرض فتح أفاؽ‬
‫مف التعاكف العممي بيف المعيديف العمميف مف عمادتيا إعارة اسػتاذيف لتػدريس الفقػو الشػيعي فػي جامعػة األزىػر ‪،‬‬
‫كما خصصت ثالثو مقاعد دراسية لخريجييا لمحصكؿ عمى شيادتي الماجستير كالدكتكراه(‪.)2‬‬

‫(‪)4‬باشرت عمادة كمية الفقو برئاسة السيد محمد تقي الحكيـ عاـ ‪4611‬ـ بالتخطيط لتطكير الدراسة في الكمية ‪ ،‬فشكمت لجنة مككنة‬
‫مف أعضاء ميمتيا فتح قسـ لمدراسات العميا كتتألؼ مف ىادم الفياض كالسيد محمد تقي الحكيـ كعبد اليػادم الفضػمي كمحمػد‬
‫كاظـ سمشاد‪ ،‬ينظر ‪ :‬حيدر نزارعطية ‪ ،‬المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ص‪.430‬‬
‫(‪()3‬كميػػة الفقػػو) ‪ ،‬التسػػجيؿ ‪ ،‬السػػجالت العامػػة لمكميػػة منػػذ السػػنة األكلػػى حتػػى سػػجؿ عػػاـ ‪4616‬ـ؛ (النجػػؼ) "مجمػػة"‪ ،‬السػػنة (‪)2‬‬
‫‪،‬كانكف الثاني ‪4610‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.61‬‬
‫(‪)2‬منتدل النشر في شير ‪( ،‬النجؼ) ‪ ،‬السنة (‪ ،)4‬تمكز ‪4611‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.432‬‬
‫‪234‬‬
‫كانت كمية الفقو مف ابرز المؤسسات المعرفية كالفكرية في النجؼ االشرؼ التي اضطمعت باثر ميػـ فػي‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬كالمي ػػداف الفك ػػرم ‪ ،‬فأص ػػبحت إح ػػدل محفػ ػزات النخ ػػب‬ ‫أح ػػداث نقم ػػو نكعي ػػة ف ػػي مي ػػداني اإلص ػػالح كالتجدي ػػد‬
‫الحكزكية كاصالحيا كادخاؿ مفردات العمكـ الحديثة في منياجيا ‪ ،‬كما أنيا كانت الرابط الحيكم كالصػحيح لمفكػر‬
‫الشيعي بمحيطو العربي مف خالؿ أسياميا في تككيف عالقات ثقافية كفكرية بينيا كبػيف اعػرؽ الجامعػات العربيػة‬
‫المتمثمة باألزىر الشريؼ ‪.‬‬

‫(‪)4‬اسػػتمرت كميػػة الفقػػو بعطاءىػػا الفكػػرم الخػػاص حتػػى ‪ 6‬ايمػػكؿ ‪4611‬ـ حينمػػا تػػـ تػػاميـ كافػػة م ارحػػؿ التعمػػيـ كجعمػػت تابعػػة لػػك ازرة‬
‫التعمػيـ العػػالي كالبحػػث العممػػي ‪ ،‬كمػا أصػػبحت شػػياداتيا مقتصػرة عمػى الشػريعة كالعمػػكـ اإلسػػالمية ‪ ،‬كتابعػة إلػػى جامعػػة بغػػداد‪،‬‬
‫كفػػي ‪ 4‬كػػانكف الثػػاني ‪4611‬ـ الحقػػت بالجامعػػة المستنص ػرية ‪ ،‬كعنػػد اسػػتحداث جامعػػة الككفػػة سػػنة ‪4601‬ـ‪ ،‬أصػػبحت احػػدل‬
‫كمياتيا كفي سنة ‪4664‬ـ الغيت جامعة الككفة كمف ضمنيا كمية الفقو ‪ ،‬كحينما تػـ اعػادة جامعػة الككفػة عػاـ ‪4663‬ـ‪ ،‬كمياتيػا‬
‫مف جديد ‪ ،‬لـ يتـ اعادة تشكيؿ كمية الفقػو كبقيػت ممغػاة اثنػا عشػر عامػان حتػى اعيػد تشػكيميا مػف جديػد مػع بدايػة العػاـ الد ارسػي‬
‫‪3111/3112‬ـ باسػػـ كميػػة الد ارسػػات اإلسػػالمية ‪ ،‬كاسػػتمرت كػػذلؾ حتػػى العػػاـ الد ارسػػي ‪3111/3111‬ـ إذ اعيػػد إلييػػا اسػػميا‬
‫القػػديـ لتصػػبح كميػػة الفقػػو مػػف جديػػد ‪ ،‬عبػػد السػػتار شػػنيف‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪ ،‬ص‪201‬؛ (مقابمػػة شخصػػية) ‪ ،‬الػػدكتكر حسػػف‬
‫الحكيـ‪.3141/44/41 ،‬‬
‫‪235‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الصحافة والنشر‬
‫اوالً‪ -‬الصحافة ‪:‬‬
‫أدركػػػت النخػػػب المثقفػػػة ذات التكجيػ ػػات االصػ ػػالحية فػ ػػي مدينػػػة النج ػػؼ االشػ ػػرؼ ‪ ،‬كبأسػػػناد كتأيػػػد مػ ػػف‬
‫المرجعية الدينية كمفكرييا ‪ ،‬أىمية الصحافة ككسيمة ميمة مف كسائؿ االتصاؿ كنشر األفكار بيف ابنػاء المجتمػع‬
‫‪ ،‬في بث الكعي الديني كالكطني ‪ ،‬كبما ييدؼ إلى تككيف مجتمع متفاعؿ مع االحداث ‪ ،‬كمتناغـ مع الطركحات‬
‫كاالفكار كالمعاصرة ‪ ،‬لذا فيي كما عبػر عنيػا احػد البػاحثيف بػالقكؿ " ىػي الػنجـ الػذي ييتػدي بػو الضػالوف إلػى‬
‫طريؽ الصواب ‪ ،‬وىي التي توقظ الضمير االنساني وتحفزه نحو األخطار المحدقة بو" (‪.)4‬‬
‫مف ىنا جاءت رغبة المرجعية الدينيػة فػي مكاجيػة األفكػار كالنشػاطات داخػؿ المجتمػع بػاقالـ رجػاؿ الػديف‬
‫كالتي تحمؿ بيف جنباتيػا الػركح االصػالحية ‪ ،‬بمػا يعػزز مػف قػدرتيا عمػى مكاجيػة المشػاكؿ المعاصػرة التػي تحػيط‬
‫بالفرد كالمجتمع ‪ .‬كتعمؿ – ربما‪ -‬عمى انحرافو عف خط اإلسالـ كمبادئو(‪.)3‬‬
‫تأسيسان عمى ما تقدـ ‪ ،‬فبعد اف اضحت الصحافة المحمية (النجفيػة) تحظػى باألىميػة لػدل مػف سػعى إلػى‬
‫تاثير لقربيا مف مسرح اإلحداث ‪ ،‬مع سيكلة االتصاؿ كاحتكاؾ أصحابيا بالمجتمع فضالن‬
‫تأسيسيا ككنيا األكثر نا‬
‫عػػف ذلػػؾ فانيػػا تشػػكؿ عػػامالن ميمػان فػػي نقػػؿ االكجػػو الحضػػارية مػػف بمػػداف بعيػػدة ‪ ،‬كػػي تسػػتطيع مػػف خالليػػا إفػػادة‬
‫المجتمػػع بمػػا ىػػك حسػػف كمقبػػكؿ ‪ ،‬ككػػذلؾ مكاكبػػة التطػػكرات التػػي تحصػػؿ فػػي العػػالـ فتقػػرب المسػػافة بينيػػا كبػػيف‬
‫المجتمع الذم نشأ فيو‪.‬‬
‫كالجؿ ذلؾ فقد نشطت حركة الصحافة كالنشر داخؿ المجتمع النجفي فأنتجت عدد مف الجرائد كالمجػالت‬
‫‪ ،‬التي كاف كانت األقؿ عددان مقارنػة بمثيالتيػا فػي المػدف العراقيػة األخػرل ككمػا يكضػحيا الجػدكؿ رقػـ (‪ ،)25‬إال‬
‫انيا تمكنت مف أحداث حراكان فكريان ‪ ،‬كمػا أنتجػت العديػد مػف األقػالـ الحػرة كالمجػددة كالتػي ارتقػت بالثقافػة كالفكػر‬
‫النجفي إلى مصافي المدف المتحضرة‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫ناجي كداعة الشريس ‪ ،‬لمحات مف تاريخ النجؼ ‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(اإليماف) "مجمة" السنة (‪ ،)4‬تشريف الثاني ‪4612‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )3‬ص‪.1‬‬
‫‪236‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)46‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أعداد الجرائد والمجالت في النجؼ االشرؼ مقارنة بعددىا في مدف عراقية أخرى‬
‫النسبة المئوية‬ ‫المجالت‬ ‫النسبة المئوية‬ ‫أعداد الجرائد‬ ‫المدينة‬ ‫ت‬
‫‪03.10‬‬ ‫‪310‬‬ ‫‪%04.26‬‬ ‫‪415‬‬ ‫بغداد‬ ‫‪-4‬‬
‫‪5.41‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪1.15‬‬ ‫‪41‬‬ ‫البصرة‬ ‫‪-3‬‬
‫‪5.41‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪1.61‬‬ ‫‪6‬‬ ‫المكصؿ‬ ‫‪-2‬‬
‫‪2.40‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3.23‬‬ ‫‪2‬‬ ‫كربالء‬ ‫‪-1‬‬
‫‪2.50‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4.55‬‬ ‫‪3‬‬ ‫النجؼ‬ ‫‪-5‬‬
‫كسيعرؼ الباحث الصحافة المستمرة خالؿ مدة البحث باإلضافة إلى الجرائد كالمجالت التي تأسست فييا‬
‫كىي ‪:‬‬
‫‪ -‬جريدة التوحيد ‪:‬‬
‫جريػػدة ذات تكجػػو سياسػػي كأدبػػي ‪ ،‬كتعتبػػر جريػػدة أسػػبكعية ‪ ،‬صػػدر عػػددىا األكؿ يػػكـ ‪ 34‬كػػانكف الثػػاني‬
‫‪4656‬ـ‪ ،‬ككاف صاحبيا كرئيس تحريرىا "ىادي كماؿ الديف"(‪،)3‬‬
‫انتيجػػت ىػػذه الجريػػدة تكجي ػان سياسػػيان كادبي ػان ‪ ،‬حيػػث نشػػرت صػػفحاتيا العديػػد مػػف المكضػػكعات السياسػػية‬
‫كالفكريػة كاألدبيػة كحتػػى المكضػكعات المخالفػػة لتكجياتيػا ‪ ،‬حيػػث نشػرت فػي أعمػػى صػفحاتيا الرئيسػػية فػي الجيػػة‬
‫اليمنى عنكانان بار انز ىك "ليس كؿ ما ننشره موافؽ لعقيدتنا فقد ننشر ما ال يتفؽ ورأينا عمالً بحرية النشر" (‪.)4‬‬
‫نشػػرت بعػػددىا األكؿ الػػذم جػػاء بثمػػاف صػػفحات العديػػد مػػف المكاضػػيع السياسػػية منيػػا عمػػى سػػبيؿ المثػػاؿ‬
‫"ثورة ‪ 25‬تموز الخالدة حررت الشعب مف العبودية"(‪ ،)1‬كفي جانب أخر نشرت مكضكع تحت عنكاف "الشيوعية‬
‫بيف السياسة والديف" ‪ ،‬مبينة فيو اف الشيكعية مبدأ ىداـ مدمر ألبناء المجتمع كأركانو(‪.)5‬‬

‫تناكلت مكاضيع سياسية خارجية منيا "جماؿ عبد الناصر" متيمة إياه بالتدخؿ الساخر كالسمبي في الشأف‬
‫العراقي ‪ ،‬معتبرة شعاراتو القكمية سالحان لتحقيؽ أىدافو الشخصية كالطائفية عمى حساب الدكؿ األخرل (‪.)4‬‬

‫(‪)4‬‬
‫زاىدة إبراىيـ ‪ ،‬كشاؼ الجرائد كالمجالت العراقية ‪( ،‬بغداد ‪ :‬دار الحرية لمطباعة ‪.)4614 ،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ىادم كماؿ الديف (‪ : )4611-4610‬بدء حياتو اديبان كشاع انر ‪ ،‬ثـ درس العمكـ الدينية فػي النجػؼ ‪ ،‬حتػى صػار مػف عمماؤىػا‪،‬‬
‫لو مجمكعة مف اآلثػار الفكريػة منيػا ‪ :‬شػرح نيػج البالغػة ‪ ،‬الحػرب بػيف الرذيمػة كالفضػيمة ‪ ،‬فقيػاء الحمػة كغيرىػا ‪ ،‬ىػادم محمػد‬
‫االميني ‪ ،‬معجـ رجاؿ الفكر كاالدب ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.4161‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(التكحيد) "جريدة" ‪ ،‬السنة (‪ ، )4‬كانكف الثاني ‪4656 ،‬ـ‪ ،‬العدد (‪.)4‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المصدر نفسو‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫( التكحيد ) السنة (‪ 43 ، )4‬ايمكؿ ‪4656‬ـ‪ ،‬العدد (‪.)31‬‬
‫‪237‬‬
‫لـ تغفؿ صفحاتيا نشر المكاضع الثقافية كاألدبية بقمـ كتابيػا(‪ ،)3‬إذ طالبػت بتأسػيس نػكادم ثقافيػة لتطػكير‬
‫المجتمع ‪ ،‬مؤكدة عمى أبناء النجؼ عدـ االكتفاء بتعميـ القراءة كالكتابة فحسب ‪ ،‬بؿ الحصكؿ عمى جميػع العمػكـ‬
‫لما فيو خي اُر لمبمد(‪ ،)2‬كاستمرت عمى ذلؾ النيج حتى الغي امتيازىا في ‪ 34‬اب ‪4614‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬جريدة الحوزة ‪:‬‬
‫جريدة دينية أسبكعية صاحبيا كرئيس تحريرىا "رياض شػير عمػي" (‪ ،)1‬كتعتبػر مػف بػيف الصػحؼ الميمػة‬
‫كالناطقة باسـ الحكزة الشريفة في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ككانت تحمػؿ أفكػار كرؤل جديػدة تختمػؼ عػف بػاقي الصػحؼ‬
‫المكجػػكدة فػػي تمػػؾ الفتػرة ‪ ،‬كقػػد صػػدر عػػددىا األكؿ فػػي ‪ 1‬كػػانكف الثػػاني عػػاـ ‪4650‬ـ‪ ،‬كبينػػت فػػي عػػددىا األكؿ‬
‫بمقاؿ افتتاحي تحت عنكاف "اىدافنا" األسباب الرئيسة في تأسيس الجريدة قائمة ‪:‬‬
‫" ال شػػػػؾ وال ريػػػػب اف القػػػػارئ الكػػػػريـ يػػػػدرؾ مغػػػػزى تسػػػػمية ىػػػػذه‬
‫الصػػحيفة باسػػـ الحػػوزة ‪ ...‬تيمن ػاً بػػالحوزة الروحانيػػة الشػػريفة فػػي‬
‫النجؼ بعد ىذا ايحؽ لجريدة الحوزة اف تيدؼ إلػى غيػر مػا ترسػمو‬
‫الحوزة الروحانية الشريفة إلى المسمميف مف مقاصد طيبة فييا خير‬
‫الدارسيف" (‪.)6‬‬
‫تناكؿ عددىا الثاني أخبار األسرة الممكية الياشمية الحاكمة في العراؽ باإلضافة إلى اخبا انر محمية متعددة‬
‫تتعمؽ بأخبار المدف العراقية فضالن عف نشرىا مكضكعات دينية كتغطية المكاضػيع التػي تتعمػؽ بػالنجؼ االشػرؼ‬
‫‪ ،‬كخصصػػت الصػػحيفة أب ػكاب ثابتػػة ىػػي ‪" :‬كممػػة الحػػوزة" ‪ " ،‬صػػدى الحػػوزة" ‪" ،‬كلكػػؿ س ػؤاؿ ج ػكاب ‪ ،‬نصػػيحة‬
‫الحكزة ‪ ،‬مكتبة الحكزة ‪" ،‬قصة الحوزة"(‪.)1‬‬
‫كعنػػد نجػػاح ثػػكرة تمػػكز فػػي ‪ 41‬تمػػكز ‪ 4650‬نشػػرت الصػػحيفة مقػػاالن افتتاحيػػا كاسػػعا بينػػت اىػػداؼ الثػػكرة‬
‫كجػاء‬ ‫كسعت الدعـ الجماىيرم ليا كثانية عمى قادتيا مطالبة الزيادة في العمؿ مف اجؿ التطػكر كاألمػاف ‪،‬‬
‫فيو‪:‬‬

‫(‪)4‬‬
‫المصدر نفسو ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫منيـ ‪ :‬حمزة الباقكرم ‪ ،‬عزيز ضياء الديف ‪ ،‬طارؽ الخالصي ‪ ،‬غازم عبد الحميد ‪ ،‬مكسى طو ‪ ،‬كغيرىا‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ىاشـ احمد الزكيعي ‪،‬صحافة النجؼ ‪4610-4641‬ـ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪( ،‬جامعة بغداد ‪ :‬كمية االداب ‪ ،)4665 ،‬ص‪.444‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ريػػاض شػػير عمػػي (‪ : )4600-4633‬كلػػد فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬درس فػػي مدارسػػيا ‪ ،‬كاصػػبح صػػحفيان ككاتبػان لػػو مؤلفػػات عػػدة‬
‫منيػا ‪ :‬مختػارات ادبيػػة ‪ ،‬جكلػة صػػحفية فػي ايػراف ‪ ،‬عمػػى السػف الحيكانػػات كغيرىػا ‪ :‬حميػد المطبعػػي ‪ ،‬المصػدر السػػابؽ ‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫ص‪.01‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(الحكزة) "جريدة" ‪ ،‬السنة (‪ 1 ، )4‬كانكف الثاني ‪4650‬ـ‪ ،‬العدد (‪.)4‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(الحكزة) ‪ 42 ،‬كانكف الثاني ‪ ،‬العدد (‪.)3‬‬
‫‪231‬‬
‫" يجػػػب اف تصػػػدؽ إذا قمػػػت لػػػؾ اف بغػػػداد المعروفػػػة فػػػي العيػػػد‬
‫الماضي بكؿ مػا يػدؿ انػو ال امػاف وال اطمئنػاف عػادت اليػوـ بغػداد‬
‫تحترـ الديف والقانوف ‪.)2( "...‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬إذ أضػيفت ألبكابيػػا فقػرة ثابتػػة‬ ‫طػكرت الصػحيفة مػػف أبكابيػا الثابتػػة لتتػيح فرصػػة اكبػر لمتعبيػر لكتابيػػا‬
‫أخرل ىػي "مف ينابيع األدب العػالمي الحػر" ك "اخبػار الفػف" ‪ ،‬كبقػي الحػاؿ عمػى ذلػؾ حتػى تكقفػت الجريػدة عػف‬
‫الصدكر بعد أف صدر منيا "احد وعشريف عدداً "خمسة" منيا في العيد الجميكرم(‪.)2‬‬
‫‪ -‬مجمة النجؼ ‪:‬‬
‫مجمػػة أسػػبكعية ‪ ،‬عمميػػة ‪ ،‬أدبيػػة ‪ ،‬نصػػؼ شػػيرية صػػاحبيا كرئػػيس تحريرىػػا ىػػادم فيػػاض ‪ ،‬صػػدر العػػدد‬
‫األكؿ مف سنتيا األكلى في األكؿ مف تشريف الثاني ‪4651‬ـ(‪ ،)1‬اىتمت بنشر المقػاالت الدينيػة كاألدبيػة كالفكريػة‬
‫‪ ،‬ككاف صدكرىا نصؼ شيرم ‪ ،‬ليا أبكاب ثابتة تحت عنػكاف‪ ،‬فػي "افػاؽ العمػـ واألدب" " النجػؼ فػي سػطور" ‪،‬‬
‫" ماجد مػف‬ ‫"نوادر وفكاىات" ‪" ،‬منبر النجؼ" ‪" ،‬الشعر قديماً وحديثاً"‪" ،‬إضافة إلى القصة" ‪ " ،‬اق أر معي" ‪،‬‬
‫المطبوعات" ‪" ،‬القصة"(‪.)6‬‬
‫كتب صاحبيا في مقاليا االفتتاحي تحت عنكاف "افتتاح" أىدافيا جاء فيو ‪:‬‬
‫" فكػػرة فرغبػػة ثػػـ عػػزـ فاقػػداـ عمػػى إصػػدار مجمػػة النجػػؼ ‪ ...‬امػػا‬
‫األىػػداؼ التػػي أتػػوخي تحقيقيػػا فيػػي فػػي جممتيػػا كمػػا يقولػػو كػػؿ‬
‫صحفي غير سياسػي ‪ ،‬خػدمات عمميػة ‪ ،‬أدبيػة ‪ ،‬اجتماعيػة ‪ ،‬امػا‬
‫انػػي اسػػتطيع تحقيػػؽ مػػا أقولػػو فػػي ىػػذا المضػػمار أو ال اسػػتطيع‬
‫فيذا ما سيكتشفو المسػتقبؿ ‪ ...‬فيسػاىـ فػي بنػاء حضػارة عمميػة‬
‫تقع في مصاؼ الحضارات العممية الراقية"(‪.)7‬‬
‫نشر فييا سمسمة مف أعالـ الفكر كاألدب المنتميف إلى منتدل النشر ككمية الفقػو (‪ ،)1‬إذ تنػاكؿ العديػد مػف‬
‫المكاضيػع األدبيػة كالفكريػة خالؿ مسيرتػيا كعمػى سبػيؿ المثػاؿ ال الحصر ‪" ،‬الحرية الفكرية" ‪،‬‬

‫(‪)4‬‬
‫(الحكزة) ‪ ،‬السنة (‪ 3 ، )4‬اب ‪ ،4650‬العدد (‪.)0‬‬
‫(‪)3‬‬
‫مػػف ابػػرز الشخصػػيات التػػي كتبػػت بيػػا ىػػي ‪ :‬عبػػد الػػرحيـ محمػػد عمػػي ‪ ،‬عبػػد الػػرزاؽ الشيرسػػتاني ‪ ،‬عػػدناف النعيمػػي ‪ ،‬حسػػف‬
‫الجكاىرم ‪ ،‬عمي الصياد‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد عباس الدراجي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ -31‬ص‪.30‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(النجؼ) ‪ ،‬السنة (‪ ، )4‬تشريف الثاني ‪ ،4651‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫غفراف محمد صييكد ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ -12‬ص‪. 11‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(النجؼ) ‪ ،‬تشريف الثاني ‪4651‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.4‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مف ابرز كتاب المجمة‪:‬محمد تقي الحكيـ ‪،‬محمػد جػكاد مغنيػة ‪ ،‬ىػادم الج ازئػرم ‪،‬عبػد الميػدم مطػر ‪،‬محمػد عمػي كمػاؿ الػديف ‪،‬‬
‫احمد الكائمي ‪،‬محمد رضا المظفر ‪ ،‬مصطفى جماؿ الديف ‪ ،‬محمد صادؽ القامكسي‪ ،‬جكرج صيدح ‪ ،‬عباس شبر كغيرىـ‪.‬‬
‫‪235‬‬
‫"مفيوـ المثالية" ‪" ،‬التجديد في االدب العراقي" ‪" ،‬مدرسة الشعر الحر"(‪.)2‬‬
‫كعند قياـ ثكرة ‪ 41‬تمكز ‪4650‬ـ نشرت مكاضع حكؿ األحػداث متطرقػة إلػى أىػداؼ الثػكرة منيػا مػا جػاء‬
‫تحت عنكاف "عيد قاسـ في ظؿ انتفاضة وطنية مباركة" ‪" ،‬صدى الثورة في مدينة الثورة" ‪" ،‬مػا حققتػو الثػورة‬
‫في أياـ النظاـ الجميوري" كغيرىا(‪.)3‬‬
‫بقيت مجمة النجؼ تسير بخط المنتدل ككميػة الفقػو حتػى عػاـ ‪4613‬ـ‪ ،‬ففػي تشػريف األكؿ مػف العػاـ المػذككر‬
‫تحػػت عن ػكاف مجمػػة النجػػؼ يحررىػػا طػػالب كميػػة الفقػػو ‪ ،‬كاسػػتمرت عمػػى ىػػذا الحػػاؿ حتػػى نيايػػة عػػاـ ‪4613‬ـ أذ‬
‫أصبح ليا ىيئة تحريرية جديد(‪.)2‬‬
‫كعند قياـ انقالب ‪ 0‬شباط ‪4612‬ـ تكقفت المجمة عف الصدكر ‪ ،‬ثػـ صػدرت ضػمف كجبػة امتيػازات التػي‬
‫منحتيا الحككمة الجديدة في ‪ 41‬شباط ‪4612‬ـ‪ ،‬ككاف أخر صدكرىا في نياية شباط مف نفس العاـ(‪.)1‬‬
‫عادت لمصدكر في شباط ‪4611‬ـ بعنكاف مجمة شيرية تعنى " بقضػايا العقيػدة والفكػر" تصػدر عػف كميػة‬
‫الفقو في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬يحػددىا طػالب الكميػة (‪ ،)5‬ككػاف مجمػكع أعػدادىا فػي السػنة تسػعة مجػالت كاسػتمرت‬
‫حتى اب ‪4610‬ـ (‪.)1‬‬
‫‪ -‬مجمة النشاط الثقافي ‪:‬‬
‫مجمػػة دينيػػة عمميػػة ثقافيػػة ‪ ،‬ذات أىػػداؼ كمسػػاعي أصػػالحية صػػدر عػػددىا األكؿ فػػي ‪ 41‬تشػريف الثػػاني‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬كبينػت المجمػة أىػدافيا‬ ‫‪4651‬ـ‪ ،‬رئيس تحريرىا "عبد الغني الخضري" ‪ ،‬كمػديرىا المسػؤكؿ مرتضػى الحكمػي‬
‫في افتتاحية عددىا األكؿ (‪:)0‬‬

‫(‪)4‬‬
‫(النجؼ) ‪ ،‬السنة (‪ ، )1‬كانكف األكؿ ‪ ،4614‬ص‪ ،2‬غفراف محمد صييكد ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ -61‬ص‪.431‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(النجؼ) السنة (‪ 24 ، )3‬تمكز ‪ ،4650‬العدد (‪ ، )41‬ص البداية ‪.31 ،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تتككف مػف عبػد اليػادم الفضػمي كمحمػد االصػفي كالسػيد عػدناف البكػاء كاالسػتاذ محمػكد المظفػر كىػـ مػف خريجػي الػدكرة األكلػى‬
‫لكمية الفقو‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(النجؼ) ‪ ،‬السنة (‪ ، )5‬شباط ‪4612‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )5‬ىاشـ نغيمش الزكبعي ‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪ -4‬ص‪.2‬‬
‫(‪)5‬‬
‫تتألؼ ىيئة تحريرىا الجديدة ‪ :‬السيد عبد اليػادم الحكػيـ ‪،‬السػيد فاضػؿ الحسػيني الميالنػي ‪ ،‬الشػيخ ىػاني فحػص ‪ ،‬الشػيخ مسػمـ‬
‫ىاشـ الجابرم (افاؽ نجفية) "مجمة" ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬السنة (‪ ،3111 ، )3‬العدد (‪ ، )5‬ص‪.314‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪ -311‬ص‪.314‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مرتضى الحكمي (‪ :)4606-4630‬كاتب أديب ‪ ،‬لو بحكث عديدة في الصػحؼ المحميػة اإلسػالمية ‪ ،‬تػكلى إدارة مجمػة النشػاط‬
‫الثقافي عاـ ‪ 4651‬ـ ‪ ،‬كتب افتتاحيتيا الدالة عمى نبكغو االدبي كخبرتو الكاسعة فػي المغػة العربيػة كالعمػكـ اإلسػالمية ‪ ،‬لػو مػف‬
‫الكتب ‪ :‬االدب النجفي المعاصر كغيرىا ‪ .‬جعفر باقر محبكبة ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.402‬‬
‫(‪)0‬‬
‫(النشاط الثقافي) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪ 4 ، )4‬كانكف األكؿ ‪ ،4651‬العدد (‪ ، )4‬ص‪. 41‬‬
‫‪241‬‬
‫" ‪ ...‬اف تكػػػػوف اداة اصػػػػالحية بيػػػػد المفكػػػػريف وبيػػػػد القػػػػادة مػػػػف‬
‫العمماء والموجييف يستعينوف بيا عمى محاربة الجيػؿ ‪ ،‬ومقاومػة‬
‫االنحطاط ‪ ،‬والعمؿ عمى توجيو الناشئة الجديدة إلى الديف والخمػؽ‬
‫واالنسػػانية ‪ ...‬وبيػػذا نحػػاوؿ اف نمثػػؿ جانب ػاً مػػف رسػػالة النجػػؼ‬
‫العممية واالصالحية ‪ ،‬وننطؽ باسـ ثقافتيا إلػى جانػب نشػر ثقافػة‬
‫عربية واسالمية مف مختمؼ االقطار ‪."...‬‬
‫اىتمت المجمة بنشر مختمؼ المكاضيع كباألخص المكاضيع التي تخص الػديف اإلسػالمي حضػكر متميػز‬
‫عمى صفحتيا ‪ ،‬ككذلؾ أكجدت المجمة ليا أبكابان ثابتة في كؿ عدد منيا "مكتبة النشاط الثقػافي" ‪" ،‬انبػاء عامػة"‬
‫‪" ،‬موكب الشعر" ‪" ،‬نقص عميؾ"‪.‬‬
‫نشرت المجمة لعدد كبير مف أدباء العرب إضافة لمفكرم النجؼ االشرؼ خاصة كالعراؽ عامة سكاء عف‬
‫نشرىا لمقصة كالمكاضيع التاريخية التي مف شأنيا إشاعة التعاليـ كالقيـ االجتماعية ‪.‬‬
‫بػػرزت المجمػػة فػػي أعػػداد مػػف القصػػائد لشػػعراء النجػػؼ االشػػرؼ فػػي مختمػػؼ الجكانػػب اإلصػػالحية كخاصػػة‬
‫التي تتعمؽ بقضية الطؼ الخالدة كأىدافيا(‪.)4‬‬
‫اس ػػتمرت المجم ػػة حت ػػى انقطع ػػت ف ػػي ع ػػددىا العاش ػػر م ػػف الس ػػنة األكل ػػى ف ػػي ‪ 6‬تشػ ػريف األكؿ ‪4650‬ـ ‪،‬‬
‫لظػػركؼ اجتماعيػػة خاصػػة اكتنفتيػػا ‪ ،‬ثػػـ عػػاكدت لمصػػدكر فػػي سػػنتيا الثانيػػة ‪ ،‬فصػػدر عػػددىا األكؿ فػػي كػػانكف‬
‫الثػػاني عػػاـ ‪4612‬ـ‪ ،‬كعػػددىا الثػػاني فػػي األكؿ مػػف نيسػػاف عػػاـ ‪4612‬ـ‪ ،‬كانقطعػػت تمامػان عػػف الصػػدكر بمكجػػب‬
‫(‪)3‬‬
‫بايقاؼ الصحؼ كالمجالت‪.‬‬ ‫المرسكـ القضائي‬
‫‪ -‬مجمة المعارؼ ‪:‬‬
‫بػػرزت الحاجػػة لػػدل األكسػػاط الثقافيػػة النجفيػػة لتأسػػيس مجمػػة شػيرية دينيػػة ‪ ،‬تعنػػى بػػالعمـ كاالدب كالتػػاريخ‬
‫كاالجتماع ‪ ،‬ك فتأسست ىذه المػجمة كصػدر عػددىا األكؿ فػي تش ػريف الثػاني ‪4650‬ـ‪ ،‬صػاحبيا كرئػيس تحريرىػا‬
‫"محمد حسف الطالقاني" ‪ ،‬الذم كتب في مقاؿ افتتاحيا في عددىا األكؿ مقاالن تحت عنػكاف أىػدافنا أكجػزه بنقػاط‬
‫(‪)2‬‬
‫‪" :‬تشػػجيع الشػػباب عمػػى الكتابػػة والػػنظـ فػػي م ػػيداف االدب بنشػػر نتاجػػاتيـ" ‪" ،‬خدمػػة الثقافػػة العربيػػة‬ ‫منيػػا‬
‫بمختمؼ الوانيا"‪" ،‬العمؿ عمى إرساء قواعػد الفضػيمة والخمػؽ اإلسػالمي النبيػؿ" ‪ " ،‬االصػالح االجتمػاعي عمػى‬
‫ضوء التعاليـ الدينية واالسالمية " ‪ " ،‬خدمة المؤلؼ العراقػي واالخذ بيده في تسييؿ انجاز مؤلفو" ‪ ،‬كغيرىا‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫ينظر ‪( :‬النشاط الثقافي ) ‪ 1 ،‬اب ‪4650‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )0‬ص‪106‬؛ كانكف الثاني ‪4612‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.112‬‬
‫(‪)3‬‬
‫صدر القانكف في ‪ 5‬مايس عاـ ‪4612‬ـ‪ ،‬كالغي جميع االمتيازات الممنكحة لمصحؼ قبػؿ ىػذه الفتػرة مػف قبػؿ السػمطة الجديػدة ‪،‬‬
‫لتحقيػػؽ الرقابػػة المركزيػػة عػػف طريػػؽ ك ازرة االرشػػاد كعمييػػا لمتفاصػػيؿ ينظػػر ‪ :‬جعفػػر عبػػاس حميػػدم ككخػػركف ‪ ،‬تػػاريخ الػػك ازرات‬
‫العراقية في المعيد الجميكرم ‪( ،4610-4650‬بغداد‪ :‬بيت الحكمة ‪،)3113،‬ج‪ ،1‬ص‪.11-50‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(المعارؼ) ‪ ،‬السنة (‪ ، )4‬تشريف الثاني ‪4650‬ـ‪ ،‬العدد(‪ ، )4‬ص‪.2‬‬
‫‪241‬‬
‫ركزت المجمة عمى "المقالة" ككنيا احد الفنكف األدبية كنشرت العديد مف المكاضيع التي سمطت األضػكاء‬
‫مف خالليا عمى المقالة كتعريفاتيا كأساليب الكتابة فييا(‪.)4‬‬
‫تصدر المعارؼ "عشرة" أعداد سنكيان ‪ ،‬كاف لمجانب االدبي مكاف كاسع فييا كابرز األبػكاب األدبيػة "الشػعر"‬
‫‪" ،‬القصػػػة" ‪" ،‬المقالػػػة" ‪ ،‬إذا فػػرزت مسػػاحة لنشػػر حتػػى خصصػػت بابػػا تحػػت عن ػكاف "ديػػػواف المعػػػارؼ" كمػػف‬
‫الشعراء النجفيكف الذيف نشركا فييا لصكرة مستمرة محمد ميدم الجكاىرم كمحمد صالح بحر العمكـ‪.‬‬
‫اما فيما يخص "القصة" ‪ ،‬نشرت مجمكعة تحت باب ثابتة سميت "باب القصة"(‪.)3‬‬
‫خصصت المقاالت كاألعمدة لالحتفاء بالمناسبات الدينية ‪ ،‬كقد خصصت المجمة في العاشر بابػا بعنػكاف‬
‫"مكتبة المعارؼ" ‪ ،‬كتكجو ثابت نحك الجكانب الدينية ‪ ،‬لغرض اظيػار الكتػب الدينيػة التػي تناكلػت الفكػر الشػيعي‬
‫كمف ىذه الكتب "الذريعة إلى تصانيؼ الشيعية " لمؤلفو أغا بزرؾ الطي ارنػي(‪ ،)2‬كاضػافة إلػى كتػب كمكضػكعات‬
‫أخرل(‪.)1‬‬
‫تحكلت المجمة في نياية عاـ ‪ 4613‬إلى جريدة اسبكعية ‪ ،‬إذ استمرت بالصدكر حتى احتجبت عنػد قيػاـ‬
‫انقالب ‪ 0‬شباط ‪4612‬ـ(‪.)5‬‬
‫‪ -‬مجمة األضواء ‪:‬‬
‫صػػدرت فػػي بػػدايتيا كنشػرة أسػػالمية تعنػػى بنشػػر الثقافػػة عمػػى ضػػكء الػػديف ‪ ،‬كانػػت تصػػدرىا شػػيريان المجنػػة‬
‫التكجييية لجماعة العمماء في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬إذ صدر عددىا األكؿ في شباط ‪4656‬ـ‪ ،‬كجػاء بثمػاف كأربعػيف‬
‫صػػفحة كاشػػرؼ عمػػى تحريرىػػا مرتضػػى الكشػػميرم ‪ ،‬كفػػي السػػنة الرابعػػة تغيػػر اسػػميا إلػػى "االض ػواء اإلسػػالمية "‬
‫كأصػػبحت مجمػػة دينيػػة تشػػرؼ عمييػػا لجنػػة تكجيييػػة مػػف العممػػاء ‪ ،‬كطػػرء تغييػػر عمػػى صػػفحة الغػػالؼ األكؿ ‪ ،‬إذ‬
‫كتب عمييا الحديث الشريؼ ‪" :‬انا مدينة العمـ وعمي بابيا" (‪ ،)1‬ككاف صاحب االمتياز كاظـ الحمفي(‪.)1‬‬

‫(‪)4‬‬
‫ينظر ‪ :‬يكسؼ يعقكب مسككني ‪ ،‬دراسات في المقالة ‪( ،‬المعارؼ) ‪،‬السنة (‪4656 ، )4‬ـ‪ ،‬العدد(‪ )6‬ك (‪ ، )0‬ص‪.212‬‬
‫(‪)3‬‬
‫مػػف ابػػرز الكتػػاب ال ػػذيف نشػػركا فػػي بػػاب القصػػة إبػػراىيـ العطيػػة كحسػػف الجكاىرم‪(.‬المع ػػارؼ) ‪ ،‬السػػنة(‪ ،)44‬ايمػػكؿ ‪4656‬ـ‪،‬‬
‫العدد(‪ ، )41‬ص‪-32‬ص‪.56‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أغػػا بػػزرؾ الطي ارنػػي (‪ : )4611-4015‬مػػؤرخ كمحقػػؽ كثيػػر البحػػكث كالتػػاليؼ ‪ ،‬كلػػد فػػي طي ػراف ثػػـ ىػػاجر إلػػى النجػػؼ عػػاـ‬
‫‪4062‬ـ كدرس عمػػى يػػد عمماؤىػػا مػػنيـ الشػػيخ محمػػد ط ػو نجػػؼ ‪ ،‬كالسػػيد كػػاظـ اليػػزدم كغيػػرىـ‪ ،‬ابػػرز مؤلفاتػػو الذريعػػة إلػػى‬
‫تصػػنيؼ الشػػيعة يتكػػكف مػػف ‪ 35‬جػػزءان لمتفاصػػيؿ ينظػػر ‪ :‬عبػػد الػػرحيـ محمػػد عمػػي ‪ ،‬شػػيخ البػػاحثيف أغػػا بػػزرؾ الطي ارنػػي حياتػػو‬
‫ككثاره ‪( ،4611-4015‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف‪.)4611 ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كمػػف الكتػػب التػػي نش ػرتيا المجمػػة (فػػرؽ الشػػيعة) تػػأليؼ الحسػػف بػػف مكسػػى ‪ :‬ينظػػر ‪( :‬المعػػارؼ) ‪ ،‬السػػنة(‪ ، )4‬ايمػػكؿ ‪،4656‬‬
‫العدد(‪ ، )41‬ص‪.12‬‬
‫(‪)5‬‬
‫دليؿ الصحافة العراقية ‪ ،‬ك ازرة االعالـ ‪( ،‬بغداد‪ :‬مطبعة الك ازرة ‪ ،)4614 ،‬ص‪.51‬‬
‫(‪()1‬االضكاء) ‪ ،‬السنة (‪4613 ،)2‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )4‬ص الغالؼ‪.‬‬
‫(‪)1‬كاظـ الحمفي ( ‪ : ) 4603 -4633‬كاتػب كشػاعر ‪ ،‬كلػو مقػاالت ككتابػات فػي الصػحؼ كمؤلفػات منيػا ‪ :‬ادب االندلسػيات ‪،‬‬
‫االدب كالمجتمعات ‪ ،‬ديكاف شعر ‪ ،‬ادباء السجكف ‪ ،‬عمي الخاقاني ‪ ،‬شعراء الغرم ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.111‬‬
‫‪242‬‬
‫كتػب فييػػا نخبػة مػػف مثقفػػي المدينػة كعمماؤىػػا ‪ ،‬كمػػنيـ السػيد محمػػد بػاقر الصػػدر الػػذم تبنػى كتابػػة مقاليػػا‬
‫االفتتاحي تحت عنكاف "رسالتنا" فضالن عف مراجعتو ما يكتب مف أفكار كابداء مالحظات عمييا‪.‬‬
‫تناكل ػػت المجم ػػة مكاض ػػيعان اص ػػالحية حي ػػث نش ػػرت مختم ػػؼ الجكان ػػب االجتماعي ػػة كتش ػػخيص المعكق ػػات الت ػػي‬
‫تعترض ابناء األمة لمكصكؿ إلى اىداؼ سامية كحياة كريمة ‪،‬مؤكدة عمػى الػدعكة اإلسػالمية بانيػا "دعػكة انسػانية‬
‫عالمية شاممة لجميع مظاىر الحياة اإلنسانية " ‪ ،‬مشيرة اف الكاقع الحككمي المتردم ىك سػبب فسػاد المؤسسػات‬
‫االجتماعية كلذلؾ مف الضركرم االصالح تمؾ المراكز لتادية كاجبيا التي كانت مف اجميا(‪.)4‬‬
‫استمرت المجمة بالصدكر حتى تكقفيا نيائيان في تمكز عاـ ‪4611‬ـ(‪.)3‬‬
‫‪ -‬مجمة اإليماف ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫إذ صػدر عػددىا المشػترؾ‬ ‫صاحبيا كمحررىا‬ ‫مجمة دينية شيرية ‪ ،‬أصدرىا" الشيخ موسى اليعقوبي"‬
‫المشترؾ األكؿ كالثاني في ‪ 41‬تمكز ‪4612‬ـ ‪ ،‬كتكقفت عف الصدكر في ‪ 0‬كانكف الثاني ‪4610‬ـ(‪ ،)5‬بينت فػي‬
‫في مقاليا االختتامي عف أسباب صدكرىا ذاكرة ‪:‬‬
‫"لقػػد كانػػت فكػػرة اصػػدار اإليمػػاف امػػال يخػػامرني منػػذ زمػػاف لػػيس‬
‫بالقصير معتقدا اف خير ما يعتقد اإلنسػاف فػي حياتػو العمميػة ىػو‬
‫المثابرة عمى دعـ األسس العقائديػة وتركزييػا فػي ارجػاء المجتمػع‬
‫االنساني‪."...‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪،‬‬ ‫ُعرفت المجمػة باىتماماتيػا بػالنكاحي األدبيػة ‪ ،‬كالثقافيػة فضػالن عػف تنػاكؿ شخصػيات تاريخيػة اسػالمية‬
‫كنشػػرت فييػػا العديػػد مػػف المقػػاالت القيمػو لسمسػػمة مػػف األسػػاتذة كالكتػػاب مػػف داخػػؿ العػراؽ كخارجػػو(‪ )4‬كىػػي سػػجؿ‬

‫(‪)4‬‬
‫(االضكاء ) ‪ ،‬السنة (‪ ، )2‬شباط ‪4613 ،‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.62‬‬
‫(‪)3‬محمد عباس الدراجي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫(‪)2‬مكسػى اليعقػػكبي (‪ : ) 4603-4631‬كلػػد فػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬درس فػي بدايػػة حياتػػو فػي الكتاتيػػب النجفيػػة لػتعمـ القػرأة كالكتابػػة‬
‫‪،‬كمػػا صػػاحب كالػػده ب صػػكرة مسػػتمرة إلػػى المنتػػديات كالمجػػالس النجفيػػة ‪ ،‬درس الػػدركس الحكزكيػػة عمػػى يػػد نخبػػة مػػف اعالميػػا ‪،‬‬
‫منيـ الشيخ باقر شريؼ القرشي كالشيخ محمػد عمػي المظفػر كغيػرىـ ‪،‬حتػى أصػبح خطيبػا فاضػال كاديبػا مشػيكر ‪،‬ينظػر ‪:‬محمػد‬
‫اليعقكبي ‪ ،‬مكسى اليعقكبي حياتو ‪ ،‬شعره ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬د‪ .‬مط ‪ ،‬مط‪ ، )3113 ،‬ص‪ -41‬ص‪.31‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كاف الشيخ مكسى اليعقكبي محررىػا ثػـ أصػبح السػيد ىػادم الحكػيـ رئيسػا لمتحريػر منػذ نيسػاف كمػايس عػاـ ‪( ،4611‬اإليمػاف) ‪،‬‬
‫نيساف كمايس ‪ ،4611‬العدداف (‪ ، )0-1‬ص‪.4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫محمد عباس الدراجي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لمتفاص ػػيؿ ع ػػف تم ػػؾ المكاض ػػيع ينظ ػػر ‪ :‬عم ػػي فم ػػيح ال ػػتفالكم ‪ ،‬مجم ػػة اإليم ػػاف النجفي ػػة ‪"4610-4612‬د ارس ػػة تاريخي ػػة" رس ػػالة‬
‫ماجستير ‪( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬كمية االداب ‪.)3141 ،‬‬
‫‪243‬‬
‫ادبػػي تػػاريخي لممرحمػػة التػػي كاكبتيػػا ‪ ،‬إذ كػػاف ليػػذه المجمػػة أبػكاب ثابتػػة ‪ " ،‬مػػف تفسػػير الق ػروف الكػػريـ" ‪ " ،‬مػػف‬
‫تراثنا الخالد" ‪" ،‬نقد وتفريض" ‪" ،‬دراسات في الفمسفة" ‪" ،‬ممتقى األفكار" ‪" ،‬اخترنا لػؾ" ‪" ،‬بريػد المجمػة" ‪ ،‬نشػرة‬
‫تحتيا سمسمة مف المقاالت الفكرية كالفمسفية لرفد الحركة الثقافية كاألدبيػة لػيس فػي النجػؼ االشػرؼ كحسػب كانمػا‬
‫في العراؽ عمكمان‪.‬‬
‫‪ -‬مجمة دراسات أسالمية ‪:‬‬
‫مجمة ثقافيػة دينيػة تصػدر كػؿ شػيريف مػرة كاحػدة ‪ ،‬صػدرت لممػرة األكلػى عػاـ ‪4611‬ـ‪ ،‬مػف جامعػة النجػؼ‬
‫الدينية ‪ ،‬كقد بمغ مجمكع إصداراتيا خالؿ السنة "ستة اعداد" (‪.)3‬‬
‫اما عف ابػرز المكضػكعات التػي ركػزت عمييػا المجمػة فػي طرحيػا فقػد أكػدت عمػى المكض ػكعات الدينيػة إذ‬
‫اخػتص عػددىا األكؿ الػػذم صػدر فػي "‪ "287‬صػػفحة بحيػاة اإلمػاـ جعفػػر الصػادؽ (‪ )‬كعطػاءه الفكػػرم (‪،)2‬‬
‫كتناكؿ العدد الثاني مقاالت مختمفة أسالمية منيا ‪" ،‬تفسير القروف الكريـ" ‪" ،‬ومف حقػائؽ القػروف" ‪" ،‬مػف تعػاليـ‬
‫اإلسالـ" ‪" ،‬العدالة في اإلسالـ" ‪" ،‬التبميغ اإلسالمي"(‪.)5‬‬
‫كصدر عددىا الثالث كاألخير فػي عػاـ ‪4615‬ـ الػذم لػـ يختمػؼ عػف األعػداد السػابقة فػي تنػاكؿ المكاضػيع‬
‫الدينية البحتو(‪.)5‬‬
‫‪ -‬مجمة عبقر ‪:‬‬
‫صدر عددىا األكؿ في تمكز ‪4611‬ـ‪ ،‬كىي حمقات أشبو بالكتاب ‪ ،‬تصدرىا ندكة عبقر األدبية في النجػؼ‬
‫االشرؼ‪.‬‬
‫في افتتاحية حمقتيا األكلى ‪:‬‬

‫" ىذا ىو المقاء األوؿ بينؾ اييا القارئ الكريـ وبيف عبقر وقػد‬
‫تكوف األخير فيذا ىو الواقػع المفػروض عمػى الصػحافة عنػدنا‬
‫في العراؽ ‪ ،‬فيي تولػد بعػد مخػاض مػؤلـ ولكنيػا تمػوت بعثػرة‬
‫تافية بسيطة‪.)7( "...‬‬

‫(‪)4‬‬
‫نماذج مف كتاب المقػاالت العػرقييف ‪ :‬عمػي الصػفي محمػد تقػي الحيػدرم ‪ ،‬مرتضػى كؿ ياسػيف ‪ ،‬محمػد حسػيف الصػغير ‪ ،‬محمػد‬
‫الحيدرم ‪ ،‬كغيرىـ‪ ،‬اما العرب ‪ :‬عمي الككراني ‪ ،‬حسف األميف ‪ ،‬انطكاف كرـ‪ ،‬أميف الخكلي ‪ ،‬نظير زيتكف ‪ ،‬محمد جكاد مغنيػة‬
‫‪ ،‬كغيرىـ ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(دراسات اسالمية) "مجمة" ‪ ،‬شباط ‪4611‬مف العدد (‪.)4‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المصدر نفسو‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(دراسات اسالمية) ‪ ،‬نيساف ‪4611‬ـ‪ ،‬العدد (‪.)3‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(دراسات السالمية) ‪ ،‬حزيراف ‪4615‬ـ‪ ،‬العدد (‪.)2‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(عبقر) "مجمة" ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬السنة (‪ ، )4‬تمكز ‪4611‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.4‬‬
‫‪244‬‬
‫تناكلت المجمة القصص التي تناقش مف خالليا األكضاع االجتماعية كحتى السياسية داخؿ الػبالد ‪ ،‬كمػا‬
‫كانت تسمط األضكاء عمى الشعر الناقد لمكضع االجتمػاعي كاالقتصػادم لممجتمػع(‪ ،)4‬فضػالن عػف تناكليػا مختمػؼ‬
‫المكاضيع األدبية كالمقالة كتبنت اتجاىان قكميان مف خالؿ نشر القصائد التي تعني بالقضية الفمسطينية‪.‬‬
‫كبينػػت أىميػػة اضػػطالع األدبػػاء العػػرب بػػدكرىـ الريػػادم المتمثػػؿ بالػػدعكة مػػف الحككمػػات العربيػػة القائمػػة‬
‫العم ػػؿ الج ػػاد إل ػػى ح ػػؿ مختم ػػؼ القض ػػايا القكمي ػػة العربي ػػة كعم ػػى أرس ػػيا قض ػػية فمس ػػطيف المختص ػػة(‪ ،)3‬إذ نش ػػرت‬
‫مكضػػكعان بعنػكاف "االديػػب العربػػي امػػاـ تحػػديات المسػػؤولية" ‪ ،‬التػػي طالبػػت مػػف خاللػػو إلػػى التاكيػػد عمػػى االدب‬
‫المقاكـ الذم ظير في تمؾ المرحمة(‪.)2‬‬
‫كاستمرت "مجمة عبقر" عمى ىذا األسمكب حتى صدكر عػددىا الخػامس كاألخيػر فػي اذار عػاـ ‪4610‬ـ‪،‬‬
‫ككاف مجمكع صفحاتو "‪ 83‬صفحة" ‪،‬احتكل عمى مختمؼ القضايا الفكرية كاالجتماعية(‪.)1‬‬
‫‪ -‬رسالة النجؼ ‪:‬‬
‫مجمة دكرية فكرية عامة ‪ ،‬صدر عددىا األكؿ في النجػؼ االشػرؼ أك كخػر عػاـ ‪4611‬ـ(‪)5‬ككػاف مجمػكع‬
‫اعدادىا السنكيو "عشرة" أعداد ‪ ،‬كختمت صدكرىا بالعدد الثالث في اذار ‪4610‬ـ(‪.)1‬‬
‫اىتمػت المجمػػة بنشػػر القصػة كالشػػعر ‪ ،‬فضػالن عػػف تغطيػة مختمػػؼ اإلخبػػار األدبيػة ‪ ،‬إذ شػػارؾ فييػػا نخبػػة‬
‫(‪)1‬‬
‫الذيف حاكؿ ابراز نتاجاتيـ تتالءـ كفؽ مطالب األمة المصػيرية ‪ ،‬فضػالن عػف الػدعكة لبنػاء‬ ‫مف األدباء كالكتاب‬
‫مجمع قائـ كفؽ النظريات العممية الحديثة(‪.)0‬‬

‫لـ تيمؿ المجمة الجكانب السياسية ‪ ،‬إذ نشرت عمى صفحاتيا مقػاالت سياسػية تطالػب السػمطات المحكمػة‬
‫عمى االىتماـ بالجكانب المعرفية داخؿ المدينة كاالبتعاد عف التمييز الذم يعتبر سالحان مدم انر لكحده البالد(‪.)6‬‬
‫‪ -‬مجمة الكممة ‪:‬‬

‫(‪)4‬‬
‫كتػػب فييػػا مختمػػؼ الشػػعراء العػػرب كالع ػراقييف امثػػاؿ ‪ :‬محمػػد حسػػيف األمػػيف ‪ ،‬محمػػكد دركيػػش ‪ ،‬محمػػد ميػػدم الجػكاىرم ‪ ،‬عبػػد‬
‫الجبار البصرم ‪ ،‬صالح الجعفرم ‪ ،‬محمد البستاني كغيرىـ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(عبقر) ‪ ،‬السنة (‪ ، )4‬تمكز ‪ ،4611‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.42‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(عبقر) ‪ ،‬السنة (‪ ، )3‬اذار ‪4610 ،‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )5‬ص‪.22‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ىاشـ احمد الزكبعي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.433‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(رسالة النجؼ) "النجؼ" ‪ ،‬السنة (‪ ،)4‬حزيراف ‪4611‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )4‬ص الغالؼ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ىاشـ احمد الزكبعي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.432‬‬
‫(‪)1‬‬
‫امثاؿ ‪ :‬مصطفى جماؿ الديف ‪ ،‬محمد عمي اليعقكبي ‪ ،‬صالح الجعفرم ‪ ،‬عمي الصغير ‪ ،‬كغيرىـ‪.‬‬
‫(‪)0‬‬
‫(رسالة النجؼ) السنة (‪ ، )3‬اذار ‪4610‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )2‬ص‪ -21‬ص‪.11‬‬
‫(‪)6‬‬
‫المصدر نفسو‪.‬‬
‫‪245‬‬
‫تعتبر مف بيف المجالت الميمة التي اىتمت بالجانػب األدبػي فػي الدرجػة األسػاس كقػد صػدر العػدد األكؿ‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬كقػدمت نفسػيا لمقػراء بػالقكؿ ‪" :‬لػيس فػي‬ ‫في كانكف الثاني ‪4611‬ـ‪ ،‬أساسيا كاشرؼ عمييػا "حميد المطبعي"‬
‫الجولة األولى إال اف نعمف البدء في رحمة كالتي نعيشيا باعصابنا ‪ ،‬ونترجميا اعماقاً‪.)3( "....‬‬
‫أسػػيمت المجمػػة فػػي تحريػػؾ الجػػك األدبػػي لػػيس فػػي النجػػؼ االشػػرؼ فحسػػب بػػؿ فػػي الع ػراؽ عامػػة ‪ ،‬إذ‬
‫(‪)2‬‬
‫بمختمؼ اتجاىاتيـ‬ ‫اىتمت بالشعر كالقصة كالنقد ‪ ،‬ككتب فييا معظـ أدباء العراؽ كبشكؿ خاص الشباب منيـ‬
‫اتجاىػػاتيـ األدبيػػة كالفكريػػة كربمػػا كانػػت أكثػػر المجػػالت النجفيػػة شػػيرة كجميػػك انر خػػالؿ تمػػؾ الفت ػرة ‪ ،‬كقػػد تميػػزت‬
‫بتخصيص باب لنقد النتاج الذم تشير فييا تحت عنكاف "قرأت في العدد مف الكممة " عمى غرار ما كانػت تفعمػو‬
‫مجمة االداب البيركتية مف تقييـ كنقد لما ينشر فييا بأقالـ نقاد معركفيف‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رئيسان لتحريرىا فػي سػنتيا الثانيػة كاألخيػرة ‪ ،‬إذ ذكػر عػددىا األخيػر عمػى القصػة‬ ‫كأصبح مكسى كريدم‬
‫كاىميتيا كمدل اثرىا في التاثير في المجتمع إلى حسب تاناكليا شخصية محمد ميدم الجكاىرم(‪.)5‬‬
‫‪ -‬مجمة العدؿ ‪:‬‬
‫كانػػت بػػذرتيا األكلػػى جريػػدة ادبيػػة اسػػبكعية ‪ ،‬صػػاحبيا كرئػػيس تحريرىػػا "إبػراىيـ احمػػد الفاضػػمي" ‪ ،‬صػػدر عػػددىا‬
‫األكؿ كالكحيد في ‪ 1‬نيساف ‪4612‬ـ‪ ،‬ثـ اغمقت بسػبب صػدكر قػانكف المطبكعػات الجديػد فػي نفػس العػاـ‪ .‬ذكػرت‬
‫مجمة العدؿ النجفية في مقاليا االفتتاحي األكؿ (‪.)1‬‬

‫" اف العػػدؿ ىػػو الرسػػالة األولػػى التػػي انطمػػؽ بيػػا اإلسػػالـ إلػػى افػػاؽ‬
‫الػػدنيا ليبشػػر بيػػا ويػػدعوا النػػاس إلييػػا‪ .... ،‬واننػػا إذ افتتحنػػا ىػػذا‬
‫العدد مف جريدتنا العدؿ بيػذه الكممػة المػوجزة لنػدرؾ اإلدراؾ كمػو اف‬
‫البحث في موضوع العدؿ يحتاج إلى مجاؿ غير ىذا‪."...‬‬

‫(‪)4‬‬
‫حميػد المطبعػي (‪ : )..... -4613‬كاتػػب كناقػد ادبػي ‪ ،‬كلػػد فػي النجػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬نشػر بمػا يقػػارب ‪ 5111‬مقالػة فػي الصػػحؼ‬
‫العراقيػػة كالعربيػػة فػػي الفمسػػفة كالتػػاريخ كالنقػػد االدبػػي ‪ ،‬اصػػدر أكثػػر مػػف ‪ 11‬كتابػػا اىميػػا ‪ :‬رسػػالة فػػي الحريػػة ‪ ،‬اعػػالـ الع ػراؽ‬
‫(‪ 2‬جػػزء) ‪،‬سػػقراط الرمػػز الػػذم يعنػػي التضػػحية مػػف اجػػؿ المبػػادئ ‪ ،‬كغيرىػػا ‪ ،‬عبػػد الرضػػا فرىػػكد ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪ ،‬ج‪،4‬ج‪،3‬‬
‫ص‪.66‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(الكممة) "مجمة" ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬السنة (‪4611 )4‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ،)4‬ص‪.3‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كمػػف تمػػؾ الكتػػاب كالشػػعراء مكفػػؽ خضػػر ‪ ،‬محمػػد البكػػاء ‪ ،‬مكسػػى كريػػدم ‪ ،‬محمػػد عمػػي الخفػػاجي ‪ ،‬محمػػد حسػػيف األمػػيف ‪،‬‬
‫مصطفى جماؿ الديف ‪ ،‬بشرل البستاني كاخريف‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مكسػى كريػدم (‪ : ).... -4626‬كلػد فػي النجػؼ االشػرؼ ػ خػريج مػف جامعػة بغػداد كميػة االداب ‪4615‬ـ‪ ،‬كعمػؿ مدرسػان لمغػة‬
‫العربية في مدارس النجؼ ‪ ،‬شغؿ منصب رئػيس تحريػر مجمػة (الكممػة) لمػدة خمػس سػنكات‪ ،‬عػرؼ بكتابػة القصػة اليادفػة ‪ ،‬لػو‬
‫ديكاف شعر ‪ ،‬اصكات في المدينة كغيرىا عبد الرضا فرىكد ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.126‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(الكممة) ‪ ،‬السنة (‪4610 ،)3‬ـ‪ ،‬العدد (‪.)3‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(العدؿ) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪ 1 ، )4‬نيساف ‪4612‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.4‬‬
‫‪246‬‬
‫ركزت منػذ بدايػة انطالقيػا عمػى المكاضػيع الدينيػة كالفكريػة كالثقافيػة كاألدبيػة ‪ ،‬كمػا كانػت ليػا مكاقػؼ مػف‬
‫القضػػايا الكطنيػػة العربيػػة السػػيما القضػػية الفمسػػطينية فضػالن عػػف أبكابيػػا الثابتػػة كتحػػت عنػكاف "اخبػػار" ‪" ،‬شػػؤوف‬
‫صحية" ‪" ،‬خواطر سريعة"‪.‬‬
‫كعادت لمصدكر مجمة العدؿ عمى شكؿ مجمة عاـ ‪4615‬ـ‪ ،‬تصػدر مػرتيف فػي األسػبكع برئاسػة صػاحبيا‬
‫األكؿ الفاضمي‪ ،‬ككاف رئيسان لتحريرىا عبد اليادم العصامي‪ ،‬ككانت المجمة تخصص عددان مف صفحاتيا لمشعر‬
‫كمكف مف ألكانيا األدبية ‪ ،‬كتغطي مساىمات الشعراء النجفيكف في المحافؿ العربية ‪ ،‬إذ نشرت ذلؾ تحػت عنػكاف‬
‫"شعراء النجؼ في نوادي القاىرة"(‪ ،)4‬ككاف لمقصة حضكرىا في ىذا العدد‪.‬‬
‫ككانت المجمة تسػمط األضػكاء عمػى مدينػة النجػؼ كأثارىػا الفكريػة كاألدبيػة ‪ ،‬باإلضػافة إلػى أبكابيػا الثابتػة‬
‫المتمثمة "اآلثار المخطوطة في النجؼ" ‪" ،‬عالـ المخطوطات" ‪ ،‬كاستمرت عمى منياجيا حتى تكقفيا عف العمؿ‪.‬‬
‫تناكل ػػت الص ػػحؼ النجفي ػػة الت ػػي ت ػػـ تعريفي ػػا أنف ػػا مختم ػػؼ المكاض ػػيع الفكري ػػة كاإلص ػػالحية ف ػػي الجكان ػػب‬
‫االجتماعية كالثقافية كالسياسية مف خالؿ المقاالت التي عبرت مف خالؿ كتابيا عف تمػؾ المكاضػيع ‪ ،‬إذ اتسػمت‬
‫فت ػرة البحػػث بظيػػكر رؤل حديثػػة كأفكػػار تجديديػػة ‪ ،‬اظيػػر تقػػدمان مممكس ػان فػػي مجػػاؿ الطػػرح كالنشػػر كعكػػس مػػدل‬
‫تكىج الفكر النجفي كبركز األفكار اإلصالحية التي نػادت بمكاكبػة العصػر كالتطػكر فػي المجػاالت كافػة ‪ ،‬كزيػادة‬
‫لإليضاح بيف الباحث نماذج مف تمؾ المقاالت التي صدرت في الصحافة النجفية خػالؿ مػدة البحػث فػي الجػدكؿ‬
‫رقـ (‪.)21‬‬

‫(‪)4‬‬
‫(العدؿ) ‪،‬مايس ‪4615‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.33‬‬
‫‪247‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)47‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نماذج مف المقاالت الفكرية في الصحافة النجفية خالؿ مدة البحث‬
‫الصفحات‬ ‫التاريخ‬ ‫العدد‬ ‫الكاتب‬ ‫نوعو‬ ‫اسـ الموضوع‬ ‫المجمة‬ ‫ت‬
‫‪41-45‬‬ ‫‪4650‬‬ ‫‪5‬‬ ‫محمد حسيف المحتصر‬ ‫ادب‬ ‫االدب النجفي‬ ‫النجؼ‬ ‫‪-4‬‬
‫‪42-44‬‬ ‫‪4611‬‬ ‫‪42‬‬ ‫محمد ميدم االصفي‬ ‫فمسفة‬ ‫عث في الفمسفة‬
‫‪31-40‬‬ ‫‪4614‬‬ ‫‪45 ،41‬‬ ‫خضر عباس الصالحي‬ ‫اجتماعي‬ ‫كصمة عار‬
‫‪31-41‬‬ ‫‪4612‬‬ ‫‪3‬‬ ‫محمد ميدم االصفي‬ ‫ديني‬ ‫التقكل في القركف الكريـ‬
‫‪21-6‬‬ ‫‪4611‬‬ ‫‪0،6‬‬ ‫محمكد المظفر‬ ‫اقتصاد‬ ‫الرىف التاميف في التشريع‬
‫اإلسالمي‬
‫‪413-423‬‬ ‫‪4611‬‬ ‫‪0،6‬‬ ‫عبد الكريـ القزكيني‬ ‫فقيي‬ ‫التشريع اإلسالمي كعامؿ‬
‫الزماف‬
‫‪45-5‬‬ ‫‪4610‬‬ ‫‪1‬‬ ‫محمكد المظفر‬ ‫فكر سياسي‬ ‫مع القائميف بعممانية الدكلة‬
‫‪62-01‬‬ ‫‪4610‬‬ ‫‪1‬‬ ‫محمد ميدم االصفي‬ ‫فكر سياسي‬ ‫نقد مع القائميف بعممانية‬
‫الدكلة‬
‫‪136-131‬‬ ‫‪4650‬‬ ‫‪0‬‬ ‫العالمة الصدر‬ ‫تاريخي‬ ‫سيقى ىذا الصكت خالدان‬ ‫النشاط‬ ‫‪-3‬‬
‫الثقافي‬
‫‪312-131‬‬ ‫‪4650‬‬ ‫‪5‬‬ ‫باقر شريؼ القرشي‬ ‫تاريخي‬ ‫نضرة في ماضي النجؼ‬
‫‪011-015‬‬ ‫‪4612‬‬ ‫‪3‬‬ ‫محمد عز الديف‬ ‫فكر‬ ‫ال مخرج لمشيكعية إال‬
‫باالسالـ‬
‫‪045-044‬‬ ‫‪4612‬‬ ‫‪4‬‬ ‫جكاد شبر‬ ‫ديني‬ ‫اإلماـ جعفر الصادؽ(‪)‬‬
‫‪40-41‬‬ ‫‪4650‬‬ ‫‪4‬‬ ‫محمد حسف الطالقاني‬ ‫سياسة‬ ‫ثكرة العراؽ حمـ تحقؽ‬ ‫المعارؼ‬ ‫‪-2‬‬
‫‪20-21‬‬ ‫‪4656‬‬ ‫‪6، 0‬‬ ‫ىديب الحاج حمكد‬ ‫اقتصاد‬ ‫الزراعة دعامة اقتصادنا‬
‫‪16-11‬‬ ‫‪4656‬‬ ‫‪6، 0‬‬ ‫محمد الخميمي‬ ‫اجتماعي‬ ‫الطب في القركف‬
‫‪25-30‬‬ ‫‪4611‬‬ ‫‪1‬‬ ‫محمد رضا فرج اهلل‬ ‫ديني‬ ‫مكلد الرحمة كالنكر‬
‫‪20-25‬‬ ‫‪4611‬‬ ‫‪1‬‬ ‫يكسؼ امجد داغر‬ ‫تاريخي‬ ‫االديار في لبناف كاثرىا‬
‫‪5-3‬‬ ‫‪4615‬‬ ‫‪1 ،1‬‬ ‫عبد الكريـ الزنجاني‬ ‫ديني‬ ‫المثؿ االعمى لمديف‬ ‫العدؿ‬ ‫‪-1‬‬
‫‪2- 3‬‬ ‫‪4611‬‬ ‫‪41، 42‬‬ ‫محمد الحسيف البغدادم‬ ‫اصالح‬ ‫تاكيد االخكة بيف المسمميف‬
‫‪23-34‬‬ ‫‪4611‬‬ ‫‪0‬‬ ‫خميؿ رشيد‬ ‫تاريخي‬ ‫ثكرة اإلماـ الحسيف(‪)‬‬
‫‪6- 4‬‬ ‫‪4611‬‬ ‫‪1‬‬ ‫إبراىيـ الفاضمي‬ ‫اقتصاد‬ ‫حكؿ النقابات‬
‫‪5- 1‬‬ ‫‪4610‬‬ ‫‪42‬‬ ‫ابف النجؼ‬ ‫اجتماعي‬ ‫انقذكىـ مف المخدرات‬

‫(‪)4‬‬
‫اعتمد الباحث عمى معمكماتو لمرجكع إلى المجالت النجفية كأعدادىا المشار إلييا في الجدكؿ‪.‬‬
‫‪241‬‬
‫كأسست العديد مف النشػرات االىميػة كالتػي تػدخؿ ضػمف نطػاؽ الصػحافة النجفيػة التػي ادت دك انر بػار انز فػي‬
‫ىذه الحقبة الزمنية في استطقابيا أصحاب االقالـ المبدعة كالمكاىب الشابة ‪ ،‬إذ برزت كثير مف الطاقات األدبية‬
‫كالعممية كاالجتماعية ‪ ،‬كمف النشرات الصادرة خالؿ الحقبة الزمنية ‪4610-4650‬ـ‪ ،‬ىي‪:‬‬
‫‪ -‬نشرة الذكرى ‪:‬‬
‫نشرة دينية ثقافية تصدرىا لجنة طالبية مف مدرسة النجؼ الدينية ‪ ،‬ككاف صدكرىا األكؿ في حزيراف عاـ‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬كقد جاء في افتتاحية عددىا األكؿ ‪:‬‬ ‫ككاف مؤسسيا محمد تقي الكائمي‬ ‫‪4611‬ـ‪ ،‬بحجـ صغير‬
‫" يحفػػػؿ تػػػاريخ النجػػػؼ االشػػػرؼ الثقػػػافي بازدىػػػار االدبػػػاء ‪ ،‬وقػػػد‬
‫انجبت اخيػ ار مػف االعػالـ واالدبػاء الػذيف قػدمو الخػدمات مػا يػذكر‬
‫ليػػػػـ باالكبػػػػار واكممػػػػوا مػػػػف المكتبػػػػة اإلنسػػػػانية جوانػػػػب عديػػػػدة‬
‫بمؤلفػػػاتيـ الغنيػػػة فػػػي شػػػتى العمػػػوـ والمعػػػارؼ والػػػى جانػػػب ذلػػػؾ‬
‫حفظت النجؼ المغة الفصحى في ارجاء واسعة‪.)2(" ...‬‬
‫كتناكلػت "الػػذكرى" مختمػػؼ المكاضػػيع األدبيػػة كالدينيػػة كالفكريػػة كالتشػريع اإلسػػالمي كأصػػكؿ الفقػػو كتغطيػػة‬
‫المسائؿ االجتماعية كالدينيػة كالتطػرؽ ألراء المفكػريف العػرب كاالجانػب حػكؿ الػديف اإلسػالمي كالػرد عمػييـ بػأقالـ‬
‫نخبة مف مفكرم المدينة(‪.)1‬‬
‫كدعػػت إلػػى نشػػر تعػػاليـ اإلسػػالـ فيمػػا يخػػص تربيػػة الػػنشء الجديػػد كالػػدعكة إلػػى اتباعيػػا مػػف اجػػؿ بنػػاء‬
‫المجتمع الرصيف ‪ ،‬حيث نشرت مكضػكعان بعنػكاف "التمميػذ فػي المدرسػة" ‪ ،‬بينػت أىميػة غايػة التعمػيـ ليسػت حشػك‬
‫الذىاف بالمعمكمات النظرية فحسب ‪ ،‬بؿ البػد مػف تربيتػو عمػى النبػؿ كحػب الخيػر كالسػمكؾ المسػتقيـ فػي الحيػاة ‪،‬‬
‫كعميو كاجب اخالقي داخؿ المدرسة كخارجيا(‪.)5‬‬
‫‪ -‬نشرة العامؿ االشتراكي ‪:‬‬
‫نشرة أسبكعية لساف المكتب التنفيذم لنقابات العماؿ في النجؼ رئيس تحريرىا "حميػد المطبعػي" ‪ ،‬صػدر‬
‫العدد األكؿ في ‪ 1‬تشريف األكؿ ‪.)1(4612‬‬
‫كتػػب رئػػيس تحريرىػػا فػػي عػػددىا الصػػادر مقػػاالن اافتتاحيػػا بعنػكاف "لكػػف التنظػػيـ النقػػابي مطمقػػا"‪ ،‬بػ لػيف فيػػو‬
‫تأخر الحالة المعيشية لمطبقة العاممة كتعرضيا لإلىماؿ طكاؿ تاريخيا ‪ ،‬تخكض نضاؿ مقدس مف اجؿ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫صدرت النشرة بقياس ‪ 46‬سـ طكؿ × ‪ 43‬سـ عرض‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد تقػي الػكائمي (‪ : )4611-4611‬كاتػب كاديػب كشػاعر ‪ ،‬درس الفقػو كاالصػكؿ فػي المػدارس الدينيػة فػي النجػؼ االشػرؼ‪،‬‬
‫عرؼ بمقاالتو الصحفية الداعية إلى الصالح كالتجديد ‪ ،‬ساىـ في تحرير مجمة الذكرل‪ ،‬عمي الخاقػاني ‪ ،‬شػعراء الغػرم ‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫ص‪.362‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(الذكرل) "نشرة" ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬السنة (‪ )4‬حزيراف ‪4611‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.3‬‬
‫(‪)1‬‬
‫امثاؿ ‪ :‬محمد كاظـ القزكيني ‪ ،‬عبد اهلل الحسيني ‪ ،‬محمد جكاد فرج اهلل ‪ ،‬محمد الحيدرم كاخركف‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(الذكرل) ‪ ،‬حزيراف ‪ ، 4611‬العدد ( ‪ ، ) 4‬ص‪2‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(العامؿ االشتراكي) "نشرة" ‪ ،‬السنة (‪1 ، )4‬تشريف األكؿ ‪ ،4612‬العدد (‪ ، )4‬ص الغالؼ‪.‬‬
‫‪245‬‬
‫اإلنساف ككجكده المقدس مطالبان مف المجتمع التكجو إلييا بشتى أساليب الدعـ كاإلرشاد(‪.)4‬‬
‫تناكلت النشرة المقاالت السياسية معبرة عف كجية نظر حػزب البعػث الع ارقػي ‪ ،‬اذ كرسػت صػفحاتيا لفكػرة‬
‫كالػػدفاع عػػف أىدافػػو كطػػرح مبادئػػو ‪ ،‬كأبػػرزت نشػػاطات العمػػاؿ فػػي القطػػر ‪ ،‬كمػػا عرضػػت عمػػى صػػفحاتيا الثمػػاف‬
‫مكادان ثقافية كادبية جميا حكؿ النجؼ االشرؼ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كلػـ يػتمكف رئػيس تحريرىػا أعادتيػا لمعمػؿ‬ ‫كقد صدر منيا عػدد كاحػد فقػط كأغمقػت بقػرار ك ازرة األعػالـ‬
‫ثانيان‪.‬‬
‫‪ -‬نشرة النقابي ‪:‬‬
‫نشػرة أسػػبكعية لسػػاف المكتػػب التنفيػػذم لنقابػػات العمػػاؿ فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬صػػدر عػػددىا األكؿ فػػي‬
‫‪ 35‬تشػريف األكؿ ‪4612‬ـ‪ ،‬ككػػاف حميػػد المطبعػػي رئيسػان لتحريرىػػا(‪ ،)2‬كتعتبػػر امتػػدادا لنشػرة العامػػؿ االشػػتراكي ‪،‬‬
‫ككاف نيجان اشتراكيا مكرسا لخدمة البعث كنشر مبادئو كالػدفاع عػف قضػايا العمػاؿ ‪ ،‬كخصصػت أكثػر الصػفحات‬
‫لمشؤكف الثقافية القكمية المطالبة لتحقيؽ اىداؼ الكحدة كالحصكؿ عمى الحرية لالمة حسب ادعائيا‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المقػ ػػاالت السياسػ ػػية التػ ػػي دعػ ػػت أبنػ ػػاء الشػ ػػعب الع ارقػ ػػي إلػ ػػى التمسػ ػػؾ باىػ ػػداؼ األمػ ػػة‬ ‫كتنػ ػػاكؿ كتابيػ ػػا‬
‫كاالسػػتمرار بالنضػػاؿ لتحقيػػؽ أىػػداؼ األمػػة العربيػػة الكحدكيػػة(‪.)5‬أحتجبػػت عػػف الصػػدكر فػػي ‪ 40‬تش ػريف الثػػاني‬
‫‪4612‬ـ‪ ،‬كلـ يصدر منيا سكل ثالث أعداد(‪.)1‬‬
‫لػـ تقتصػػر عمميػة التكعيػػة الفكريػة عمػػى الج ارئػد كالمجػػالت كالنشػرات األىميػػة كالنقابيػة داخػػؿ المدينػة ‪ ،‬فقػػد‬
‫عممػػت المػػدارس الرسػػمية عمػػى اصػػدار نش ػرات خاصػػة بيػػا ‪ ،‬منطمقػػة مػػف منيجيػػا فػػي التاكيػػد عمػػى زيػػادة الثقافػػة‬
‫لمطمب كرفع الكعي المعرفي ‪ ،‬ليتسنى تربية جيؿ قادر عمى "االبداع" ك "الكتابة" ‪،‬في الجكانػب الدينيػة كاألدبيػة ‪،‬‬
‫كمنػابر ثقافيػػة كفكريػػة حػرة معتدلػػة لعػػرض األفكػػار كالنتػػائج ‪ ،‬كيبػػيف الجػػدكؿ رقػػـ (‪ )21‬أسػػماء النشػرات المدرسػػية‬
‫التي صدرت خالؿ مدة البحث ‪.4610-4650‬‬

‫(‪)4‬‬
‫المصدر نفسو‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اغمقػػت مػػف ك ازرة االعػػالـ العراقيػػة لكجػػكد جريػػدة بػػذات العنػكاف كانػػت تصػػدر فػػي كركػػكؾ ‪ ،‬كسػػبب غمقيػػا كػػاف مباشػ ار مػػف رئػػيس‬
‫ك ازرة العػراؽ حيػث كتػػب شػرحا عمػػى كاجيػة عػددىا األكؿ يتضػػمف سػؤاال عػػف سػبب مػنح الجريػػدة امتيػا از ‪ ،‬ينظػػر ‪ :‬ىاشػـ محمػػد‬
‫الزكبعي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.440‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(النقابي) ‪" ،‬نشرة" ‪ 35 ،‬تشريف األكؿ ‪4612‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )4‬ص الغالؼ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ابرز كتابيا ‪ :‬صالح إبراىيـ ‪ ،‬عبكد الطفيمي ‪ ،‬حميد المطبعي ‪ ،‬عبد المطيؼ الدارمي ‪ ،‬محمكد يد نر كاخريف‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(النقابي) ‪ 5 ،‬تشريف األكؿ ‪ 40 ،‬تشريف الثاني ‪4612‬ـ‪ ،‬العدداف (‪.)2(،)4‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد عباس الدراجي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪251‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)48‬‬
‫(‪)2‬‬
‫النشرات المدرسية الصادرة خالؿ المدة ‪2:79-2:69‬‬
‫المالحظات‬ ‫سنة االصدار‬ ‫مديرىا المسؤوؿ‬ ‫المدرسة‬ ‫اسـ النشرة‬ ‫ت‬
‫نشرة دكرية طبعت في مطابع النجؼ‬ ‫‪4650‬‬ ‫المختارية‬ ‫صكت المختارية‬ ‫‪-4‬‬
‫طبعت في مطبعة الغرم‬ ‫‪4650‬‬ ‫سعد عبد الكريـ‬ ‫العصمة لمبنات‬ ‫القدكة‬ ‫‪-3‬‬
‫ادبية اجتماعية طبعت في مطبعة النجؼ‬ ‫‪4656‬‬ ‫الكثبة‬ ‫الثقافة‬ ‫‪-2‬‬
‫ادبية شيرية طبعت في مطبعة النجؼ‬ ‫‪4656‬‬ ‫الكرامة‬ ‫صكت الكرامة‬ ‫‪-1‬‬
‫طبعت في مطبعة االداب‬ ‫‪4611‬‬ ‫)‬ ‫الصادؽ(‪‬‬ ‫الطرائؼ‬ ‫‪-5‬‬
‫طبعة في مطبعة الغرم‬ ‫‪4614‬‬ ‫منعـ عبد الحسيف‬ ‫النبراس‬ ‫الطالب الجديد‬ ‫‪-1‬‬
‫طبعت في مطبعة النعماف‬ ‫‪4614‬‬ ‫الكميت‬ ‫صكت‬ ‫‪-1‬‬
‫ادبية ثقافية اجتماعية‬ ‫‪4614‬‬ ‫عبد الحسيف الرفيعي‬ ‫الرشيد‬ ‫الرشيد‬ ‫‪-0‬‬
‫طبعت في مطبعة القضاء‬ ‫‪4613‬‬ ‫الكفاح‬ ‫الكفاح‬ ‫‪-6‬‬
‫طبعت في مطبعة القضاء‬ ‫‪4613‬‬ ‫شاكر البرمكي‬ ‫النضاؿ‬ ‫نداء المعرفة‬ ‫‪-41‬‬
‫ادبية ثقافية طبعت في مطبعة الغرم‬ ‫‪4613‬‬ ‫الخنساء‬ ‫الخنساء‬ ‫‪-44‬‬
‫طبعت في مطبعة القضاء‬ ‫‪4613‬‬ ‫عبد الرحيـ محمد عمي‬ ‫المحمدية‬ ‫صكت المحمكدية‬ ‫‪-43‬‬
‫طبعت في مطبعة االداب‬ ‫‪4613‬‬ ‫رحيـ مكسى حاجب‬ ‫النعماف‬ ‫االنكار‬ ‫‪-42‬‬
‫شيرية ادبية ثقافية‬ ‫‪4611‬‬ ‫االسكاف‬ ‫ينبكع االسكاف‬ ‫‪-41‬‬
‫عمي الساعدم كعبد‬
‫‪4610‬‬ ‫ثانكية الكندم‬ ‫اليافعكف‬ ‫‪-45‬‬
‫األمير معمة‬

‫نخمػػص ممػػا تقػػدـ بػػرزت نخبػػة مػػف مشػػاىير الفكػػر كالتعمػػيـ فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬كنتيجػػة لتفػػرع الصػػحافة‬
‫النجفية الممثمة بالصػحؼ كالمجػالت كالنشػرات ‪ ،‬إذ احتاجػت تمػؾ المنػابر االعالميػة إلػى تمػؾ االقػالـ التػي يمكػف‬
‫لنتاج ػػاتيـ اف تك ػػكف اح ػػد عكام ػػؿ التغيي ػػر كالنيض ػػة ف ػػي المجتم ػػع ‪ ،‬فضػ ػالن عم ػػى تاثيرى ػػا عم ػػى حرك ػػة الطباع ػػة‬
‫كالمطبكعات داخؿ المدينة‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬الطباعة ‪:‬‬
‫تعتبر مدينة النجؼ االشرؼ مف أكلى المدف التي أكلت لمطباعة كالنشر اىتمامان خاصان ‪ ،‬فكانت المطػابع‬
‫(‪)3‬‬
‫فكاف الباحث النجفي يجيز تمػؾ‬ ‫في ىذه المدينة المقدسة في عمؿ دؤب كمستمر كفي نشاط دائـ منذ تأسيسيا‬

‫(‪)4‬‬
‫اعػػد الجػػدكؿ حسػػب السػػبؽ الزمنػػي لصػػدكر النش ػرات ‪ ،‬باالعتمػػاد عمػػى العديػػد مػػف المصػػادر ىػػي ‪ :‬محمػػد عبػػاس الػػدراجي ‪،‬‬
‫المصػػدر السػػابؽ ‪ ،‬ص‪21-24‬؛ عمػػي فمػػيح الفػػتالكم ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪ ،‬ص‪ -62‬ص‪61‬؛ محمػػد ىػػادم االمينػػي ‪ ،‬معجػػـ‬
‫المطبكعات النجفية ‪ ،‬ص‪ -66‬ص‪.320‬‬
‫(‪)3‬‬
‫تعتبر مطبعة جيؿ المتنبي أكؿ مطبعة جمبػت مػف الينػد إلػى النجػؼ االشػرؼ بكاسػطة السػيد جػالؿ الػديف الحسػيني الػذم ارسػميا‬
‫إلػػى اخيػػو فػػي المدينػػة السػػيد محمػػد عمػػي حبػػؿ المتػػيف ‪ ،‬كعنػػد نيايػػة الحػػرب العالميػػة األكلػػى تعطمػػت المطبعػة كبعيػػت ادكاتيػػا ‪.‬‬
‫جعفر باقر محبكبة ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.411‬‬
‫‪251‬‬
‫المطػػابع بػػالبحكث العمميػػة الرصػػينة كالرسػػائؿ كالمقػػاالت الجػػاىزة لمطبػػع ‪ ،‬كبػػيف الحػػيف كاالخػػر تعػػرض المطػػابع‬
‫سمسمة متنكعة مف الكتب كالمجالت بانكاعيا كقد كاف لذلؾ األمر اثره البارز في تزايد كاتساع النشاط الثقافي مف‬
‫جيػػة كت ازيػػد عػػدد القػراء كالمثقفػػيف مػػف جيػػة ثانيػػة ‪ ،‬كمػػا تبػػث الػػركح فػػي العديػػد مػػف مطابعيػػا القديمػػة ‪ ،‬فبمغػػت مػػا‬
‫احتكتو النجؼ أكثر مف عشر مطابع ‪ ،‬إذ كاف معظميا قد تأسست في عشرينيات القرف العشريف حتػى اصػبحت‬
‫المسػػاعد األكؿ لمحركػػة العمميػػة كاألدبيػػة كصػػد انر ثقافيػان لمعديػػد مػػف شػرائح المدينػػة قبػػؿ حقبػػة البحػػث كبعػػدىا كأبػػرز‬
‫تمؾ المطابع ‪:‬‬
‫‪ -‬مطبعة الغري ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ .‬كقػد طبعػت فييػا طائفػة مػف نػكادر المطبكعػات‬ ‫تأسست عاـ ‪4646‬ـ مف قبؿ محمد عمػي الصػحاؼ‬
‫كالكتب الميمة كعمى مختمؼ انكاعيا (دينيػة – ثقافيػة – اجتماعيػة) كقػد اضػيفت إلييػا مطبعػة صػاحب الذريعػة ‪،‬‬
‫العائدة لمشػيخ أغػا بػزرؾ الطي ارنػي ‪ ،‬فقػاـ مؤسسػيا بشػرائيا عػاـ ‪4625‬ـ كبعػد عػاـ كاحػد أطمػؽ عمييػا الصػحاؼ‬
‫"مطبعة الغػري الحديثػة" ‪ ،‬بعػد اف أجريػت عمييػا تحسػينات كثيػرة كاضػيفت ليػا مكػائف حديثػة (‪ ،)3‬كقػد بػذلت فييػا‬
‫جيػػكد كبي ػرة لنشػػر النتػػاج النجفػػي فػػي المػػدة مػػف ‪4610-4650‬ـ كالػػذم سػػيبيف الباحػػث اعػػدادىا مػػع المطػػابع‬
‫األخرل في الجدكؿ رقـ (‪.)20‬‬
‫‪ -‬المطبعة الحيدرية ‪:‬‬
‫جػػاءت بيػػا الحككمػػة البريطانيػػة إلػػى النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬لطبػػع منشػػكراتيا كاالعالنػػات الخاصػػة بيػػا ‪ ،‬كبعػػد‬
‫انقضاء حصار النجؼ (‪ ،)2‬كاستغنائيا عنيا ‪ ،‬اشتراىا صادؽ الكتبي كأخػكه مػف البريطػانييف ‪ ،‬كقػد طبعػت نػكادر‬
‫المطبكعػػات ‪ ،‬كالكتػػب الميمػػة الدينيػػة كالعمميػػة بعػػد اف أبػػدلت إلػػى مطبعػػة حديثػػة فػػي سػػنة ‪4633‬ـ تحػػت إدارة‬
‫محمد كاظـ الكتبي(‪.)1‬‬
‫‪ -‬المطبعة العممية ‪:‬‬
‫أنشأىا محمد إبراىيـ الكتبي سنة ‪4623‬ـ‪ ،‬انتقمت بعد كفاتو إلى اكالده ‪ ،‬فػاجركا عمييػا تحسػينات كثيػرة ‪،‬‬
‫كاضػافكا مكػػائف حديثػػة ‪ ،‬حتػػى صػػارت مػػف المطػػابع المتطػػكرة فػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬كبعػػد سػػنتيف انتقمػكا بيػػا إلػػى‬
‫بغداد كلـ تزؿ مستمرة في عمميا في شارع المتنبي كتعرؼ بمطبعة االرشاد(‪.)5‬‬

‫(‪)4‬‬
‫محمد عمي الصحاؼ (‪ : )4632-4051‬اديب فاضؿ كشاعر ‪ ،‬لو مقاالت في الصحافة النجفية ‪ ،‬في االدب كالتاريخ ‪ ،‬عرؼ‬
‫بحبو لالدب كالشعر ‪ ،‬كلو ديكاف شعر ‪،‬ج‪ ،4‬محمد ىادم االميني ‪ ،‬معجـ رجاؿ الفكر كاالدب ‪ ،‬ح‪ ، 4‬ص‪.312‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد باقر البيادلي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.421‬‬
‫(‪)2‬‬
‫لمتفاصيؿ عف حصار النجؼ ‪ ،‬ينظر ‪ :‬عبد الرزاؽ الحسني ‪ ،‬ثكرة النجؼ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة العرفاف ‪.)4602 ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد ىادم االميني ‪ ،‬معجـ المطبكعات النجفية‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫(‪)5‬‬
‫محمد عباس الدراجي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 11‬‬
‫‪252‬‬
‫‪ -‬مطبعة دار النشر والتأليؼ ‪:‬‬
‫أنشػػئت عػػاـ ‪4613‬ـ ‪ ،‬أسسػػيا شػػيخ الع ػراقييف عبػػد الرضػػا كاشػػؼ الغطػػاء ‪ ،‬اسػػيمت فػػي طباعػػة الكتػػب‬
‫كمجمة الغرم(‪.)4‬‬
‫‪ -‬مطبعة النعماف ‪:‬‬
‫انشػػأت ىػػذه المطبعػػة عػػاـ ‪4656‬ـ عمػػى يػػد مؤسسػػيا حسػػف إب ػراىيـ الكتبػػي مػػف المطػػابع الجيػػدة الكبي ػرة‬
‫باحػػدث كسػػائؿ الطباعػػة كالتصػػحيؼ كالمػػزكدة بػػانكاع المكػػائف ‪ ،‬طبػػع فييػػا الكثيػػر مػػف الكتػػب العمميػػة كاألدبيػػة‬
‫كالنشرات كالمجالت كالمخطكطات(‪.)3‬‬
‫‪ -‬مطبعة القضاء ‪:‬‬
‫مػػف المطػػابع الحديثػػة انشػػأت سػػنة ‪4651‬ـ صػػاحبيا إب ػراىيـ احمػػد الفاضػػمي صػػاحب مجمػػة العػػدؿ فػػي‬
‫النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬إذ عمػػؿ مػػف خػػالؿ مطبعتػػو بنشػػر المؤلفػػات العص ػرية كاألفكػػار الحديثػػة المختمفػػة عػػف طريػػؽ‬
‫مطبكعاتيا المتعددة كالكتب الحديثة ‪ ،‬أك الصحؼ فضالن عف طبعيػا أك ارقػا تجاريػة كاعالنػات كمنشػكرات مختمفػة‬
‫كعرؼ عنيا بدعـ الحركة الفكرية كالدينية في النجؼ االشرؼ بكؿ قكة كنشاط(‪.)2‬‬
‫‪ -‬مطبعة االداب ‪:‬‬
‫انشأت في النجؼ االشرؼ عػاـ ‪4651‬ـ كقػد جمػب إلييػا صػاحبيا عبػد العزيػز البغػدادم المكػائف الحديثػة‬
‫كالحركؼ الجيدة ‪ ،‬مع امير العماؿ لذا تقدمت بشكؿ كاضح عمى المطابع األخرل حيث االنتاج كاقباؿ المؤلفػكف‬
‫بمطبكعاتيـ كمؤلفاتيـ عميو مف داخؿ النجؼ كخارجيا ‪ ،‬إذ عدت منتكجاتيا الطبعيػة تضػاىي مطبكعػات القػاىرة‬
‫‪ ،‬كجمب مؤسسيا مكائف خياطة المطبكعات بالطرؽ الفنية(‪.)1‬‬
‫‪ -‬مطبعة دار الحكمة ‪:‬‬
‫أسس ػػت س ػػنة ‪4614‬ـ ص ػػاحبيا حمي ػػد الحك ػػيـ م ػػف بغ ػػداد كش ػػرعت ف ػػي العم ػػؿ كطبع ػػت بع ػػض الكت ػػب‬
‫(‪)5‬‬
‫‪.‬‬ ‫كالنشرات كلـ تكف طباعتيا جيدة كلعكامؿ فنية بيعت عاـ ‪4612‬ـ‬

‫(‪ )4‬محمد عباس الدراجي ‪،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 16‬‬


‫(‪)3‬‬
‫جالكم عبطاف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪،‬ص ‪.62‬‬
‫(‪)2‬‬
‫جعفر باقر محبكبة ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ح‪، 4‬ص ‪.411‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد ىادم االميني ‪ ،‬معجـ المطبكعات النجفية ‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫(‪)5‬محمد عباس الدراجي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪،‬ص‪. 04‬‬
‫‪253‬‬
‫‪ -‬مطبعة الباقر ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كاسماىا مطبعة الباقر كاضافيا حػركؼ‬ ‫اشترل مطبعة دار الحكمة سنة ‪4612‬ـ(‪)4‬محمد باقر الخرساف‬
‫كاداكت جيدة حديثة كاخرج كتبػا كمخطكطػات نفيسػة كاسػتمرت سػنة كاممػة كنظػ ار النصػراؼ صػاحبيا إلػى البحػث‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫كالمطالعة ‪ ،‬تـ بيع اجزائيا عمى المطابع األخرل‬
‫نشرت المطابع تمؾ العديد مف المؤلفات كالدراسات بمختمؼ مكضكعاتيا ‪ ،‬كتمكػف الباحػث مػف احصػاءىا‬
‫خالؿ مدة البحث ‪ ،‬إذ بمغ مجمكع مطبكعاتيا (‪ )102‬كتابان مػف خػالؿ الرجػكع إلػى مضػمكف كتػابي العائػديف إلػى‬
‫(‪)1‬‬
‫ككتابػػو المكسػػكـ "معجػػـ المطبوعػػات النجفيػػة" كالثػػاني "عبػػد‬ ‫كػػؿ مػػف البػػاحثيف األكؿ "محمػػد ىػػادي االمين ػي"‬
‫الجبػػار عبػػد الػػرحمف" كمؤلفػػو المكسػػكـ "فيرسػػػت المطبوعػػػات العراقيػػػة "بجزئيػػو ‪ ،‬ممػػا يعنػػي اف مطػػابع النجػػؼ‬
‫االشرؼ في المدة أنفة الذكر كانت تطبع شيريان (‪ )531‬كتابػا ‪ ،‬أم (‪ )10.2‬كتابػا سػنكيا كألىميػة المكضػكع مػف‬
‫جيػ ػة ‪ ،‬كالكق ػػكؼ عم ػػى طبيع ػػة تن ػػكع المطبكع ػػات م ػػف جي ػػة أخ ػػرل ‪،‬ص ػػنؼ الباح ػػث تم ػػؾ المطبكع ػػات حس ػػب‬
‫مكضكعاتيا ككما مبيف في الجدكؿ رقـ (‪.)20‬‬

‫(‪)4‬تكقػؼ فػتح المطػػابع بػالنجؼ االشػػرؼ حتػى فػتح مطبعػػة الرسػالة عػػاـ ‪4616‬ـ‪ ،‬لعػدـ مػنح السػػمطات العراقيػة اجػػازات مكافقػة عمػػى‬
‫ذلؾ ‪.‬‬
‫(‪)3‬محمػػد بػػاقر الخرسػػاف (‪ : )4662-4625‬شػػاعر كثيػػر الػػنظـ فػػي االدب الشػػعبي ‪ ،‬يعػػد مػػف ذكم الفكػػر التجػػددم ‪ ،‬لػػو قصػػائد‬
‫مشيكرة منيا االبجدية تسمى (الحرية اليكجاء) كغيرىا ‪ ،‬محمد ىادم االميني ‪ ،‬معجـ رجاؿ الفكر كاالدب‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.452‬‬
‫(‪)2‬ىاشـ احمد الزكبعي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪،‬ص‪.51‬‬
‫(‪)1‬محمػػد ىػػادم االمينػػي (‪ : )3114-4612‬شػػاعر كاديػػب كمحقػػؽ ‪ ،‬كلػػد كنشػػاء فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬اتخػػذ الصػػحافة العراقيػػة‬
‫كالعربية منب انر لنشػر افكػا ره مػف جريػدة اليقظػة كالقػدكة كمجمػة المكتبػة بغػداديات الصػدكر ‪ ،‬كمجمػة العرفػاف المبنانيػة ‪ ،‬لػو مجمكعػة‬
‫مف المؤلفات في العربيػة كالفارسػية منيػا ‪ :‬معجػـ المطبكعػات النجفيػة ‪ ،‬معجػـ رجػاؿ الفكػر كاالدب فػي النجػؼ كمناعػة المجتمػع‬
‫العربي كغيرىا ‪ ،‬حسيف شاكر ‪ ،‬ربع قرف مع العالمة االميني ‪( ،‬قـ ‪ :‬مطبعة ستارة ‪4661،‬ـ) ‪.‬‬
‫‪254‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)49‬‬
‫(‪)4‬‬
‫المطبوعات النجفية ‪2:79 – 2:69‬ـ‬
‫النسبة المئوية‬ ‫عدد المؤلفات‬ ‫الموضوعات‬ ‫ت‬
‫‪%21.24‬‬ ‫‪310‬‬ ‫الدينية‬ ‫‪-4‬‬
‫‪%41.14‬‬ ‫‪434‬‬ ‫التاريخية‬ ‫‪-3‬‬
‫‪%41.31‬‬ ‫‪440‬‬ ‫االدبية‬ ‫‪-2‬‬
‫‪%44.51‬‬ ‫‪16‬‬ ‫االجتماعية‬ ‫‪-1‬‬
‫‪%5.43‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الرد عمى الماركسية‬ ‫‪-5‬‬
‫‪%2.11‬‬ ‫‪34‬‬ ‫العممية‬ ‫‪-1‬‬
‫‪%2.21‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السياسية‬ ‫‪-1‬‬
‫‪%3.11‬‬ ‫‪41‬‬ ‫التراجـ‬ ‫‪-0‬‬
‫‪%1.50‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الجغرافية‬ ‫‪-6‬‬
‫‪%4.41‬‬ ‫‪0‬‬ ‫التقريب بيف المذاىب االسالمية‬ ‫‪-41‬‬
‫‪%4.61‬‬ ‫‪42‬‬ ‫القكمية‬ ‫‪-44‬‬

‫كاستكماالن ألىمية المكضكع ‪ ،‬بيف الباحث ما قدمتو مدينة النجؼ االشرؼ في النشر كالطباعة مقارنة مع‬
‫مػػدف الع ػراؽ الكبػػرل (بغػػداد كالبصػػرة كالمكصػػؿ) ‪ ،‬فكػػاف الجػػدكؿ رقػػـ ( ‪ )26‬كالػػذم يتبػػيف مػػف خاللػػو جممػػة مػػف‬
‫الحقػػائؽ لعػػؿ مػػف بػػيف أبرزىػػا انيػػا احتمػػت المركػػز الثػػاني بعػػد عاصػػمة العػراؽ مػػف حيػػث الكتػػب المطبكعػػة لتمييػػا‬
‫كعمى التػكالي كػؿ مػف المكصػؿ فالبصػرة ‪ ،‬فضػالن عػف اف إنتاجيػة مطابعيػا كانػت األعمػى مػف بػيف جميػع مطػابع‬
‫المػػدف المػػذككرة بمػػا فييػػا بغػػداد‪ ،‬ىػػذا األمػػر اف دؿ عمػػى شػػيء انمػػا يػػدؿ عمػػى مػػدل سػػعة حركػػة النشػػر كالطباعػػة‬
‫كتداكؿ األفكار في الساحة النجفية ‪ ،‬كالتي نافست كعف جدارة العاصمة ثقافيان كفكريان ككما مبيف في الجػدكؿ رقػـ‬
‫(‪.)26‬‬

‫(‪)4‬‬
‫معمكمات الجدكؿ مستقاة مف ‪ :‬محمد ىادم االميني ؛ معجـ المطبكعات النجفية ‪ ،‬عبد الجبار عبد الرحمف ‪ ،‬المصدر السػابؽ‪،‬‬
‫ج‪-4‬ج‪3‬؛ عمي فميح الفتالكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.0‬‬
‫‪255‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)4:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫احصاء لعدد المطابع والمطبوعات لبعض المدف العراقية ‪2:79 – 2:69‬‬
‫المعدؿ العاـ إلنتاج كؿ مطبعة‬ ‫عدد المطابع‬ ‫عدد المطبوعات‬ ‫اسـ المدينة‬ ‫ت‬
‫‪31.116‬‬ ‫‪415‬‬ ‫‪3124‬‬ ‫بغداد‬ ‫‪-4‬‬
‫‪15.00‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪102‬‬ ‫النجؼ االشرؼ‬ ‫‪-3‬‬
‫‪3.12‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪26‬‬ ‫المكصؿ‬ ‫‪-2‬‬
‫‪31.1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪433‬‬ ‫البصرة‬ ‫‪-1‬‬
‫س ػاىمت المطػػابع المكج ػػكدة ‪ ،‬فػػي ت ػػدعيـ الحركػػة الفكري ػػة كالنشػػاط الثق ػػافي فػػي النج ػػؼ االشػػرؼ بص ػػكرة‬
‫مباش ػرة فعالػػة ‪ ،‬كاحػػدث ىػػذا التطػػكر تقػػدمان محسكس ػان فػػي عمميتػػي النشػػر كالتػػأليؼ ‪ ،‬كأصػػبح باعث ػان عمػػى الكتابػػة‬
‫‪،‬كىذا ما عكستو األرقاـ أنفة الذكر كنتيجة لمتطكر الفني في عالـ الطباعة‪.‬‬
‫المكتبات ‪:‬‬
‫فػػي الكقػػت الػػذم امتػػازت ب ػو مدينػػة النجػػؼ االشػػرؼ بميػػداف لمطباعػػة كالنشػػر فقػػد امتػػازت كػػذلؾ بكجػػكد‬
‫المكتبات أك ما يسمى "خزائف الكتب" كالتي تعد مف المؤسسػات كالم اركػز الثقافيػة التػي اسػيمت كبشػكؿ فاعػؿ فػي‬
‫تبمكر كتنشيط الحياة الفكرية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬كيعكد كلع النجفييف كاىتماميـ بجمع الكتب كاقتنائيا كتأسػيس‬
‫المكتبات إلى أزمنة بعيدة حتى قيؿ ((أف النجفييف صرعى الكتب كالمكتبات)) (‪ ،)3‬بػؿ حتػى عممػكا عمػى اسػتبداؿ‬
‫القكؿ المشيكر (( أف زكاة الكتاب أعارتو)) إلى عبارة أخرل ((اف زكاة الكتاب رعايتو)) (‪.)2‬‬
‫لـ يأت اىتماـ النجفييف بالكتب كالمكتبات مف فراغ كانما كانت ىنالؾ عكامؿ عدة ميزت مػف خالليػا ىػذه‬
‫المدينػة عمػػى بقيػػة المػػدف األخػػرل كمػف بػػيف ىػػذه العكامػػؿ المكانػػة العمميػة كالدينيػػة لممدينػػة ‪ ،‬إذ ترنػكا إلييػػا أبصػػار‬
‫المس ػمميف فػػي مشػػارؽ األرض كمغاربيػػا باعتبارىػػا مرك ػ انز ىام ػان "لمتقميػػد الػػديني "كمػػف ىػػذه الناحيػػة اتصػػؼ اغمػػب‬
‫سكاف المدينة باقتنائيـ الكتب النفيسة كبذلؾ أصبحت ىذه الكتب شغميـ الشاغؿ يتناقمكنيا مف جيؿ ألخر‬
‫لقػػد انتشػػرت فػػي المدينػػة العش ػرات مػػف المكتبػػات العامػػة كالخاصػػة ط ػكاؿ تاريخييػػا(‪ ،)1‬كسػػيتناكؿ الباحػػث‬
‫مكتبػػة اإلمػػاـ الحكػػيـ العامػػة نمػػكذج لممكتبػػات النجفيػػة التػػي بػػدء تأسيسػػيا بعػػد منتصػػؼ الخمسػػينيات مػػف القػػرف‬
‫العشػ ػريف ‪ ،‬إذ تمي ػػزت المكتب ػػة بفركعي ػػا ف ػػي العػ ػراؽ كخارج ػػو ‪ ،‬فك ػػاف لي ػػا ف ػػي العػ ػراؽ (‪15‬فرعػ ػان) كف ػػي خارج ػػو‬
‫(‪45‬فرعان) كسيرد ذلؾ في ثنايا البحث‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫معمكمات الجدكؿ مستقاة مف ‪ :‬محمد ىادم االميني ‪ ،‬معجـ المطبكعات النجفية ؛ عبد الجبار عف الرحمف ‪ ،‬المصػدر السػابؽ‪،‬‬
‫ج‪-4‬ج‪3‬؛ عمي فميح الفتالكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪،‬ص‪.6‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد باقر البيادلي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪،‬ص ‪.434‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عمي البيادلي ‪ ،‬الكتب كالمكتبات في النجؼ ‪( ،‬نكر اإلسالـ) "مجمة" ‪،‬بيركت ‪ ،4142 ،‬العدداف (‪،)32(،)24‬ص‪.41‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لمتفاصيؿ عف تمؾ المكتبات ينظر ‪ :‬جعفر باقر محبكبة ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ح‪ ،4‬ص‪ -411‬ص‪.412‬‬
‫‪256‬‬
‫كمف بيف االنجػازات كالمسػاىمات اإلصػالحية التػي شػيدتيا المكتبػات النجفيػة كالتػي كػاف ىػدفيا األساسػي‬
‫ىك رفع الكعي كالثقافة لدل شريحة الشباب في العراؽ الميمة ‪ ،‬ما قاـ بو السيد محسف الحكيـ كدكره في تأسيس‬
‫شبكة كاسعة مف المكتبات ‪ ،‬شممت اغمب منػاطؽ العػراؽ كخارجػو ‪ ،‬فأصػبحت كسػيمة لتعريػؼ المسػمميف بالكتػاب‬
‫اإلسػػالمي ككانػػت رغبتػػو األساسػػية ىػػك بػػث الػػكعي لػػدل الشػػباب كزيػػادة إدراكيػػـ لمبػػادئ اإلسػػالـ كتعاليمػػو ‪،‬حيػػث‬
‫يقكؿ ‪:‬‬
‫" انػػو عمػػؿ فػػروع لممكتبػػػة حتػػى تكػػوف مراكػػز خاصػػػة‬
‫لتجميع الشباب بدالً مف قضاء وقتيـ في دور السػينما‬
‫والمالىي والمقاىي ‪ ،‬واحب اف يجتمعوا في المكتبات ‪،‬‬
‫وتكوف ليـ تربية دينية" (‪.)2‬‬
‫كمػػا انػػو رأل فػػي تأسيسػػيا دك انر ميمػان فػػي التصػػدم لألفكػػار الشػػيكعية التػػي انتشػػرت بػػيف صػػفكؼ الشػػباب‬
‫بفعؿ كثرة الكتب كالكراسات التي تدعك كتركج ليكذا افكار كسيكلة كصكليا السيما الى المناطؽ الشػعبية كالفقيػرة‬
‫لتصػػكيرىا اف عمميػػة االنقػػاذ تػػاتي عػػف ط ػريقيـ ‪ ،‬ممػػا دفػػع السػػيد محسػػف الحكػػيـ إلػػى االىتمػػاـ فػػي نشػػر الػػكعي‬
‫الفكػرم كالثقافػة اإلسػالمية بػيف الشػباب عبػر إنشػاء مكتبػة تسػيـ فػي تحقيػؽ ذلػؾ اليػدؼ(‪ ،)3‬ممػا دفػع نجمػو السػيد‬
‫ميدم الحكيـ كاف يرل في مقدمة أىػدافيا ىػك كجػكب إيجػاد حالػة مػف الػكعي الفكػرم بػيف أفػراد األمػة ‪ ،‬ال يمكػف‬
‫اف يتـ إال عف طريؽ العمماء الذيف يتصمكف بيا كمف ثـ تزكيد ىؤالء بالمكتبات العامة(‪.)2‬‬
‫اما "مجمة االضواء " النجفية فانيا كانت ترل بأنيا مف بيف المشاريع الرائدة كمف الكسائؿ المباشرة التي‬
‫تعالج الكاقع االجتماعي كالػديني ‪ ،‬اعتبرتيػا فكػرة جديػدة كمبتكػرة فقػد نقػؿ السػيد الحكػيـ مػف خالليػا العمػؿ الػديني‬
‫مػػف عمميػػة تبميػػغ فتػػكل فػػي المسػػائؿ العباديػػة إلػػى تأسػػيس مركػػز لمتكعيػػة كالثقافػػة اإلسػػالمية ‪ ،‬باعتبػػاره مػػف انجػػع‬
‫الكسائؿ في مكافحة التخمؼ كالجيؿ كنشر الكعي بيف الشباب السيما المعارؼ اإلسالمية كعمكميا (‪.)1‬‬
‫يعكد ا ىتماـ المرجعية الدينية بيذه المكتبة كمساندتيا ليا إلى عامؿ ميـ إال كىك الحيكية التي تمتعت بيا‬
‫المؤسسػػة الدينيػػة ‪ ،‬كتحركيػػا المتعػػدد الجكانػػب كتعزيػػز نفكذىػػا مػػف خػػالؿ المكتبػػات كنشػػر ثقافػػة االطػػالع كالقػراءة‬
‫كالتعمػيـ ‪ ،‬إذ رغػب المرجعيػػة الدينيػو االصػػالحية فػي تمػؾ الفتػرة الػذم أراد ايصػػاؿ تغمغمػو إلػى كػػؿ مفاصػؿ الحيػػاة‬
‫العامة كمالء الفراغ الذم قد تستغمو األحزاب كالتيارات الفكرية األخرل(‪.)5‬‬

‫(‪)4‬‬
‫احمد الحسػيف االشػككرم ‪ ،‬رئػيس لجنػة متابعػة سػير العمػؿ فػي مكتبػة اإلمػاـ الحكػيـ العامػة ‪ ،‬نقػال عػف عػدناف إبػراىيـ السػراج ‪،‬‬
‫المصدر السابؽ ‪،‬ص‪.423‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(االضكاء) ‪ ،‬السنة (‪4611 ،)2‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )3‬ص‪.40‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الخطيب ابف النجؼ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(االضكاء) السنة (‪4614 ، )4‬ـ‪ ،‬العدداف (‪ )32‬ك (‪ ، )31‬ص ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫محمد حسيف الصغير ‪ ،‬اساطيف المرجعية الدينية ‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪257‬‬
‫كتعكد البدايات األكلى لفكرة تأسيس المكتبة عػاـ ‪4651‬ـ‪ ،‬حيػث بػادر السػيد محسػف الحكػيـ بشػراء داريػف‬
‫متصػػميف بالمسػػجد الينػػدم ‪ ،‬كانتيػػت المرحمػػة األكلػػى عػػاـ ‪4650‬ـ‪ ،‬كافتتحػػت امػػاـ ركادىػػا ‪ ،‬كقػػد خاط ػب السػػيد‬
‫مكسى بحر العمكـ (‪ ،)4‬ذلؾ اليكـ‪:‬‬
‫الػػػػػػػػػػػػػػػػػػػدانيات قطوفيػػػػػػػػػػػػػػػػػػػا لممجتنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػي‬ ‫ىػػػػػػػػذي ريػػػػػػػػاض العمػػػػػػػػـ نافحػػػػػػػػة الشػػػػػػػػذى‬

‫التاليػػػػػػػػػػػػػػات ليػػػػػػػػػػػػػػا بغيػػػػػػػػػػػػػػر االلسػػػػػػػػػػػػػػف‬ ‫الناطقػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػات بحكمػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػة اسػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػفارىا‬


‫(‪)3‬‬
‫فمتبػػػػػػػػػػؽ مكتبػػػػػػػػػػة الحكػػػػػػػػػػيـ المحسػػػػػػػػػػف‬ ‫لمعمػػػػػػػػػػػػػػػـ والعممػػػػػػػػػػػػػػػاء كنػػػػػػػػػػػػػػػ ازً ارخػػػػػػػػػػػػػػػوا‬

‫حققت المكتبة نجاحان في بدايتيا مما دفع ذلؾ المجنة المشرفة عمييا في أكائؿ عاـ ‪4656‬ـ لفتح مكتبات‬
‫فرعية في المدف األخرل بكصفيا فركعان لمكتبة اإلماـ الحكيـ كاف تبقى مكتبة اإلماـ الحكػيـ فػي النجػؼ االشػرؼ‬
‫األـ كالنيػػكض بكافػػة أجػػكر كمصػػاريؼ ىػػذه المكتبػػات كزكدىػػا بالمصػػادر كمػػا تحتاج ػو مػػف الم ارجػػع المختمفػػة ‪،‬‬
‫كاعتماد مؤسسيا األمنػاء ألدارتيػا مػف ككالئػو كحمقػة كصػؿ بينػو المكتبػات لسػد حاجاتيػا المختمفػة(‪ ،)2‬فضػالن عػف‬
‫تس ػييمو االتصػػاؿ بككالئػػو خػػارج الع ػراؽ كعمميػػة ربػػط مباش ػرة بالجيػػات الثقافيػػة المختمفػػة فػػي البمػػداف اإلسػػالمية‬
‫كغيرىا‪ ،‬حيث زكدت تمؾ المكتبات بػالكثير مػف المصػادر األساسػية كالعامػة ممػا تحتاجػو الد ارسػات الدينيػة ‪ ،‬كتػـ‬
‫جمػ ػػب كتصػ ػػكير عػ ػػدد كبيػ ػػر مػ ػػف المخطكطػ ػػات العربيػ ػػة مػ ػػف مختمػ ػػؼ البمػ ػػداف ‪ ،‬كػ ػػدار الكتػ ػػب المص ػ ػرية كمعيػ ػػد‬
‫المخطكطات التابع لجامعة الدكؿ العربية كمكاتب دمشؽ كطيراف(‪.)1‬‬
‫اختمفت المصادر في عدد الفركع التي فتحت ‪ ،‬إال اف بعضيا احصت تمؾ الفركع كتتفؽ عمى اف عػددىا‬
‫خمسة كستكف فرعان مكزعة عمى جميع مدف العراؽ كضكاحييا مف الشماؿ إلى الجنكب(‪.)5‬‬
‫كعػػالكة عمػػى انتشػػارىا داخػػؿ الع ػراؽ ‪،‬افتػػتح ليػػا فػػي الػػدكؿ اإلس ػػالمية ‪ ،‬إذ افتتحػػت فػػي مدينػػة جاكارتػػا‬
‫باندنكسػيا بتػػاريخ ‪ 33‬اب عػػاـ ‪4614‬ـ‪ ،‬كأخػػرل فػػي مدينػػة حم ػص بسػػكريا‪ ،‬كمكتبػػة فػػي كرمنشػػاه بػػايراف ‪ ،‬كافتػػتح‬
‫جنػػاح خػػاص فػػي مكتبػػة المقاصػػد اإلسػػالمية فػػي بيػػركت بتػػاريخ ‪ 33‬كػػانكف الثػػاني ‪4613‬ـ‪ ،‬كجنػػاح فػػي مكتبػػة‬
‫االزىر بالقاىرة ‪ ،‬كفي اليند كباكسػتاف كغيرىا (‪ ،)1‬كبيف الجدكؿ رقـ (‪ )11‬أعداد فركعيا في العراؽ كخارجو‪.‬‬

‫مخطط رقـ (‪) 51‬‬

‫(‪)4‬‬
‫السيد مكسى بحر العمكـ (‪ :)4611-4616‬كلد فػي النجػؼ كنشػا فييػا ‪ ،‬كتػب فػي االدب كالشػعر منػذ شػبابو ‪ ،‬تػكفي كالػده كىػك‬
‫في السف السابعة ‪ ،‬تربى في حجر ابف عمو العالمة ‪ ،‬السيد عمي بحر العمكـ‪ ،‬نظـ السيد مكسى الشعر عاـ ‪ ،4624‬مف أثاره‬
‫‪ :‬كتابات في الفقو كاالصكؿ ‪ ،‬ديكاف شعر حرز الديف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.401‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حناف فاىـ السمماف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫(‪)2‬‬
‫صالح الخرساف ‪ ،‬اإلماـ السيد محمد باقر الصدر‪ ،‬ص‪241‬‬
‫(‪)1‬‬
‫جعفر الخميمي ‪ ،‬مكسكعة العتبات المقدسة‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.311‬‬
‫(‪)5‬ينظر ‪ :‬صالح الخرساف‪ ،‬اإلماـ السيد محمد باقر الصدر ‪ ،‬ص‪241‬؛ ىاشـ الحسيني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 26‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كسف سعيد الكرعاكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪252‬؛ الخطيب ابف النجؼ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪251‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فروع مكتبة الحكيـ العامة في العراؽ وخارجو‬
‫عدد الفروع‬ ‫المدينة‬ ‫البمد‬ ‫ت‬
‫العراؽ ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ 41‬فرعان‬ ‫بغداد‬
‫‪42‬‬ ‫البصرة‬
‫‪41‬‬ ‫القادسية‬
‫‪1‬‬ ‫بابؿ‬

‫‪0‬‬ ‫كربالء المقدسة‬


‫‪5‬‬ ‫كاسط‬
‫‪1‬‬ ‫ميساف‬
‫‪3‬‬ ‫نينكل‬
‫‪3‬‬ ‫النجؼ االشرؼ‬
‫خارج العراؽ‬ ‫‪-3‬‬

‫‪3‬‬ ‫حمب كدمشؽ‬ ‫سكريا‬


‫‪3‬‬ ‫بيركت‬ ‫بيركت‬
‫‪4‬‬ ‫المنامة‬ ‫البحريف‬
‫‪4‬‬ ‫غانا‬
‫‪4‬‬ ‫ىامبكرؾ‬ ‫المانيا‬
‫‪4‬‬ ‫جاكرتا‬ ‫اندنكسيا‬
‫‪3‬‬ ‫كرمنشاه كطيراف‬ ‫ايراف‬
‫‪4‬‬ ‫في مكتبة االزىر‬ ‫القاىرة‬
‫‪4‬‬ ‫اليند‬
‫‪4‬‬ ‫باكستاف‬

‫رغػػب مؤسػػس المكتبػػة السػػيد محسػػف الحكػػيـ بتكسػػيع المكتبػػة األـ فػػي النجػػؼ االشػػرؼ بعػػد كصػػكؿ اعػػداد‬
‫كبيرة مػف المصػادر كعػدـ اسػتيعاب المكػاف األكؿ ليػا فقػرر شػراء قطعػة أخػرل متصػمة بالمسػجد كالمكتبػة كبكشػر‬

‫(‪)4‬‬
‫الجدكؿ مستقاة مف المصادر التالية ‪ :‬حسف عيسى الحكيـ ‪ ،‬المفصؿ في تاريخ النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ج‪ ،46‬ص‪15-11‬؛ صػالح‬
‫الخرساف ‪ ،‬اإلماـ السيد محمد باقر الصدر ‪ ،‬ص‪241‬؛ ىاشـ الحسني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 26‬‬
‫‪255‬‬
‫البناء بيا عمى كفؽ الطراز الحديث ‪ ،‬صممت المكتبة عمى خمسة ادكار ‪ :‬االسفؿ فييػا مخػزف لمكتػب كلمتجميػد ‪،‬‬
‫كفكقو طابؽ يحتكم عمى إدارة كخزانة المخطكطات ‪ ،‬كارضي يحتكم عمى االدارة كقاعة الرجاؿ لممطالعػة كغرفػة‬
‫الفيرسػػت ‪ ،‬كالػػدكر األكؿ لممطبكعػػات كقاعػػة لمنسػػاء ‪ ،‬كبمغػػت المسػػاحة الكميػػة لممكتبػػة ‪401‬ـ‪ .3‬ككػػاف االنتيػػاء‬
‫مػػف بنائيػػا عػػاـ ‪4615‬ـ‪ ،‬كفتحػػت ابكابيػػا بعػػد إكمػػاؿ تجييزىػػا لمػػركاد سػػنة ‪4611‬ـ ‪ ،‬بعػػد اف زكدت المكتبػػة بكػػؿ‬
‫كسائؿ ال ارحة لممطالعيف كاحدث كسائؿ التصكير كالعرض كقراءة افالـ الكتب(‪.)4‬‬
‫كبعد تكسيع المكتبة بادرت لجنة خاصة بشػراء الكتػب ليػا (‪ ،)3‬كلتحقيػؽ الغايػة األىػـ التػي ظيػرت الجميػا‬
‫فك ػرة إنشػػاء المكتبػػة ىػػي تحصػػيف الشػػباب امػ ػاـ الف ػػكر الشػػيكعي ‪ ،‬إلػػى ش ػراء الكتػػب المتصػػدية إلػػى ذلػػؾ الفكػػر‬
‫بأعداد كبيرة تضع نسخة في المكتبة األـ كمجاميع تكزع عمى المكتبات األخرل ‪ ،‬إذ بمغت التقديرات لعدد الكتػب‬
‫المكجكدة بيا في النجؼ االشرؼ خالؿ مدة البحث بحكالي "ستة عشر ألؼ" مطبوع "وثالثة االؼ" مخطكط‪.‬‬
‫ككنتيجة لذلؾ ‪ ،‬أدل أزياد نمك حركة المكتبة بشكميا الشمكلي ‪ ،‬كالذم شػمؿ الداخميػة كالعالميػة إلػى تكافػد‬
‫ػالميا ‪ ،‬كىػػي غايػػة سػػامية سػػعت‬
‫الدارسػكف كالبػػاحثكف عمييػػا كاسػػتطاع العممػػاء مػػف اسػػتقطاب الجيػؿ كتػػكجيييـ اسػ ن‬
‫إلييا المرجعية الدينية بكؿ قكة لنشر تمؾ الثقافة بيف صفكؼ الشباب المتعمـ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫ألجمعيات الثقافية واألدبية‬
‫تعػد الجمعيػػات الثقافيػػة كالفكريػػة مػػف الظػكاىر الميمػػة كالسػػمات البػػارزة التػػي اتسػػمت بيػػا النجػػؼ االشػػرؼ‬
‫كتعػػد مػػف المعػػالـ الشاخصػػة فييػػا ‪ ،‬كتعػػكد أىميتيػػا إلػػى االثػػر الفاعػػؿ الػػذم تمعبػػو فػػي التطػػكر الحضػػارم كالبنػػاء‬

‫(‪)4‬‬
‫كسف سعيد الكرعاكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪210‬؛ عدناف إبراىيـ السراج ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪422‬؛ حميد حمكد ناصر ‪،‬‬
‫دليؿ المكتبات العراقية ‪( ،‬بغداد ‪ :‬دار الحرية لمطباعة ‪ ،)4615 ،‬ص‪.56‬‬
‫(‪)3‬‬
‫قررت المجنة المشرفة عمى المكتبة تشكيؿ لجنة فرعية منيػا تتػكلى اختيػار الكتػب المقتضػبة لػذلؾ كشػرائيا كتكفيرىػا كىػـ ‪ :‬السػيد‬
‫كاظـ الحكيـ ‪ ،‬السيد محمد بحر العمكـ ‪ ،‬السيد محمد حسيف الحكيـ ‪ ،‬كباالستعانة بالسيد محمد تقي الحكيـ كالسػيد محمػد بػاقر‬
‫(‪،)0‬‬ ‫الصػػدر ‪ :‬ينظػػر ‪ :‬مكتبػػة اإلمػػاـ الحكػػيـ ‪ ،‬عطػػاء ال ينظػػب ( النبػػأ العظػػيـ ) " مجمػػة " ‪ ،‬حزيػراف ‪ ، 3115‬العػػدد‬
‫ص‪.43‬‬
‫‪261‬‬
‫الثقافي في المدينة ككاف لذلؾ الدكر سببان أخر لو مبرراتو التاريخية كالدينية كالبيئية ‪ ،‬إذ ال يمكف إنكار أك إغفػاؿ‬
‫المكقع الركحي لممدينة الذم تمثؿ بكجكد المرجعيػة الدينيػة فييػا كالتػي تعػد مػف بػيف العكامػؿ الميمػة التػي اسػيمت‬
‫في تشجيع كتأسيس مثؿ ىكذا نشاط ليس ىذا فحسب ‪ ،‬كتمؾ المرجعية التي ارتػبط كجكدىػا بكجػكد المرقػد العمػكم‬
‫الشريؼ‪.‬‬
‫ك ػػؿ ى ػػذه العكام ػػؿ ادت ال ػػى تك ػػكيف كتأس ػػيس الجمعي ػػات كالمؤسس ػػات األدبي ػػة كالثقافي ػػة كالفكري ػػة كص ػػقمت‬
‫باألفكار كالتكجيات التي نبعت مف تمؾ المؤسسة الدينية‪.‬‬
‫اصبغت ثقافة المدينة كفكرىا بالصبغة الركحانية كلذا فقد كانت النخب النجفية المثقفة تتقمى باستمرار كؿ‬
‫جديد كما يحدث في العالـ مف تطكرات كمنيا الحضارية ككاف استقباليا لالفكار الجديدة مػف األمػكر التػي تميػزت‬
‫بيا عف باقي المدف(‪.)4‬‬
‫كدأبػػت النخػػب المثقفػػة فػػي مدينػػة النجػػؼ االشػػرؼ نحػػك العمػػؿ المػػنظـ كتكحيػػد الجيػػكد كتنسػػيؽ نشػػاطاتيا‬
‫ضػػمف اط ػر صػػحيحة جامعػػة لمجيػػكد كاالبػػداعات ‪ ،‬لػػذلؾ فقػػد كػػاف لتاسػػيس الجمعيػػات كبػػركز العديػػد منيػػا س ػكاء‬
‫كانػػت ادبيػػة أـ عمميػػة اسػػتطاعت المشػػاركة كفػػي مناسػػبات كاجتماعػػات ثقافيػػة كفكريػػة مختمفػػة كانػػت مػػف خالليػػا‬
‫تيػػدؼ الظيػػار قػػدرات اصػػحابيا االبداعيػػة كفػػي مجػػاالت كثيػرة كذلػػؾ لالسػػياـ الجػػاد فػػي بػػث األفكػػار كالتكجيػػات‬
‫التػػي اعتنقتيػػا ‪ ،‬كأصػػبحت ىػػذه الجمعيػػات المشػػكمَّة كالمؤلفػػة انػػذاؾ عنكن ػان لمثقفػػي المدينػػة كمتنكرييػػا المتطمعػػيف‬
‫كالمشغكفيف بالتطكرات العممية كالفكرية كالثقافية في العالـ‪.‬‬
‫اتسػػـ النشػػاط الػػذم قامػػت بػػو الجمعيػػات النجفيػػة بتنػػاكؿ جكانػػب كمشػػاكؿ الحيػػاة السياسػػية كاالقتصػػادية‬
‫كاالجتماعية ككيفية معالجة ىذه المشكالت كالنيكض بيا لكنيػا ال تخػرج مػف محػكر الفكػر كالثقافػة كاالدب لػذلؾ‬
‫فقد مارست تمؾ الجمعيات نشاطاتيا كفقػا لمبػادئ الشػرع القػكيـ كاف اختمفػت فػي مناىجيػا كاتػػجاىاتيا فػاف ىػدفيا‬
‫كاحػدان يتمثػػؿ فػػي خدمػة النػػاس ‪ ،‬كبنػػاء كيػػاف األمػة كرفػػع شػػأف الػبالد كالنيػػكض بػػو إلػػى المسػتكل الػػذم يجعػػؿ مػػف‬
‫ابنائػػو ادكات لالصػػالح نافعػػة لمجػػتمعيـ‪ ،‬كػػؿ فػػي محػػاؿ عممػػو ليتسػػنى لالمػػة اف تحصػػؿ عمػػى مػػا ترنػػك مػػف تقػػدـ‬
‫تطمح إليو كمنزلة سابقة تتكخ الكصكؿ إلييا (‪.)3‬‬
‫شيدت النجؼ االشرؼ خالؿ المدة ‪ 4610-4650‬تنكعان كتعػددان مػا يتعمػؽ بالجمعيػات الثقافيػة ‪ ،‬كيمكػف‬
‫اإلشارة إلى اف قسـ مف ىذه الجمعيات قد تأسست خالؿ ىذه المدة ‪ ،‬كلكف ىذا ال يعني عدـ كجكد جمعيات قبػؿ‬
‫ذلػػؾ التػػاريخ كىنالػػؾ عػػدد منيػػا البػػد مػػف الكقػػكؼ عمييػػا لمتعريػػؼ بيػػا كببرامجيػػا كأفكارىػػا كالتػػي اسػػتمرت بعطائيػػا‬
‫الفكرم كاالدبي كبشكؿ فاعؿ منيا‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬جمعية الرابطة األدبية ‪:‬‬

‫(‪)4‬‬
‫الب ػػرت ح ػػكراني ‪ ،‬الفك ػػر العرب ػػي ف ػػي عص ػػر النيض ػػة ‪ ،4626-4160‬ترجم ػػة كػ ػريـ عزق ػػكؿ ‪( ،‬بي ػػركت ‪ :‬دار الني ػػار لمنش ػػر ‪،‬‬
‫‪4611‬ـ) ‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حسيف عمي محفكظ ‪( ،‬بحث) ضمف الذكرل السنكية االربعكف لمشيخ محمكد جكاد الج ازئػرم ‪( ،‬بغػداد ‪ :‬مركػز د ارسػات الككفػة ‪،‬‬
‫‪ ،)4600‬ص‪.4‬‬
‫‪261‬‬
‫ىػػي أكؿ جمعيػػة رسػػمية أدبيػػة فػػي النجػػؼ االشػػرؼ تأسسػػت فػػي ايمػػكؿ عػػاـ ‪4623‬ـ كعػػدت أكؿ مدرسػػة‬
‫لألدب في تاريخ العػراؽ الحػديث ‪ ،‬ككػاف ليػا مسػاىمة فاعمػة فػي بعػث الحركػة األدبيػة كالفكريػة فػي المدينػة ‪ ،‬كقػد‬
‫انتخػػب الشػػيخ محمػػد عمػػي اليعقػػكبي عميػػدان ليػػا ‪ ،‬لػػذلؾ يمكػػف اإلشػػارة إلػػى اف ىػػذه الجمعيػػة قػػد أصػػبحت ارئػػدة‬
‫النيضة األدبية الحديثة فييا(‪.)4‬‬
‫كزيادة لمفائدة العامػة ‪ ،‬افتتحػت الجمعيػة مكتبػة خاصػة بيػا كمػا ال يخفػى بػاف ىػذه الجمعيػة حصػمت عمػى‬
‫(‪)3‬‬
‫تشجيع السمطات الرسمية ‪ ،‬لذلؾ أصبحت مف المكتبات التي تضـ اعدادان كبيرة مف المراجع البعض منيا نادرة‬
‫‪ ،‬فكاف لذلؾ اثره البالغ عمى أعضاء الجمعة باعتباره يمثؿ دعمان قكيان لنشاطيـ االدبي كالتنكيرم‪.‬‬
‫امػػا بػػرز أىػػداؼ الجمعيػػة فيػػي تيػػدؼ إلػػى نشػػر اآلداب العربيػػة كتنشػػيطيا بطػػرؽ ككسػػائؿ كثيػرة منػػو عقػػد‬
‫االمسيات األدبية كالشعرية كاجراء الحكارات الثقافيػة حتػى تعػدت بأىػدافيا إلػى التصػدم لممشػاكؿ التػي تحػدث فػي‬
‫العػػالـ اإلسػػالمي ‪ ،‬كعػػرض القضػػايا التػػي تخػػص الػػكطف العربػػي لػػذلؾ فقػػد أخػػذت عمػػى عاتقيػػا مصػػالح الع ػراؽ‬
‫الكطنيػػة بمػػا تسػػتطيعو مػػف رعايػػة كتضػػحية ‪ ،‬كمػػا كػػاف ليػػا أثرىػػا المشػػرؼ فػػي التعريػػؼ بػػالنجؼ االشػػرؼ فػػي‬
‫العكاصـ ا إلسالمية ‪ ،‬كتبنت استقباؿ الكفكد األدبية كالعممية العربية كاالسػالمية كاالحتفػاء بيػـ ‪ ،‬كسػاير أعضػائيا‬
‫الرأم العاـ بكؿ ثبات كاخالص(‪.)2‬‬
‫كػػاف لمجمعيػػة إسػػيامات فاعمػػة فػػي طبػػع كنشػػر العديػػد مػػف االصػػدارات الفكريػػة كاالدبيػ ػة تنفيػػذان لػ ػخطتياا‬
‫العممية ‪ ،‬فكانت النتاجات الشعرية متنكعة مف حيث اإلصدارات كاحتضنت عدد كبير مف شعراء النجؼ االشرؼ‬
‫خصكصان الميتميف بالقضايا العربية بصكرة عامة كالقضية الفمسطينية عمى كجو الخصكص كاالىتماـ بتطكراتيا‬
‫" جيػػاد المغػػرب‬ ‫كقػػد تمخػػض ذلػػؾ االىتمػػاـ إصػػدار "ديػػواف الفمسػػطينيات" ‪ ،‬كاصػػدر عػػاـ ‪4651‬ـ دي ػكاف‬
‫العربػي" ‪ ،‬الػػذم يحتػػكم عمػى قصػػائد حماسػية مشػػجعة بنضػاؿ الشػػعب العربػػي فػي الشػػماؿ االفريقػي ‪ ،‬فضػالن عػػف‬
‫قياميا بنشػر العديػد مػف الػدكاكيف الشػعرية عرفػكا بفػنيـ االدبػي الممتػزـ أمثػاؿ محمػد رضػا الشػبيبي عػاـ ‪4614‬ـ ‪،‬‬
‫ديكاني الشاعريف محمكد الحبكبي كمحمد عمي اليعقكبي عاـ ‪4615‬ـ(‪.)1‬‬
‫دأبت الجمعيػة منػذ منتصػؼ السػتينات مػف القػرف العشػريف كفػي كػؿ خمػيس مػف أالسػبكع مكعػدان السػتقباؿ‬
‫الشعراء النجفييف كالشباب الذيف يجدكف في أنفسيـ القابمية في تعاطي الشعر ‪ ،‬كمف بيف الشخصيات التػي كانػت‬

‫(‪)4‬‬
‫جمعيػػة الرابطػػة األدبيػػة ‪ ،‬لمحػػات مػػف حيػػاة الشػػيخ اليعقػػكبي عميػػد الرابطػػة األدبيػػة فػػي النجػػؼ ‪( ،‬النجػػؼ ‪ :‬مطبعػػة النعمػػاف ‪،‬‬
‫‪ ، )4615‬ص‪ ، 21-31‬النظاـ األساسي لجمعية الرابطة األدبية في النجؼ ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪ ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حسف عيسى الحكيـ ‪ ،‬المفصؿ في تاريخ النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ -22‬ص‪.21‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عمػػى سػػبيؿ المثػػاؿ ‪ :‬اسػػتقباؿ الرابطػػة سػػميماف كتػػاني االديػػب المبنػػاني المعػػركؼ كرككػػس بػػف ازئػػد العزيػػزم ممثػػؿ الرابطػػة الدكليػػة‬
‫لحقػػكؽ اإلنسػػاف كعبػػد اهلل الخنيػػزم االديػػب المعػػركؼ فػػي المممكػػة العربيػػة السػػعكدية عنػػد زيػػارتيـ لمحافػػؿ االدب فػػي النجػػؼ ‪.‬‬
‫(‪)41-1‬‬ ‫ينظر‪( :‬اإليماف) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪4611 ، )2‬ـ‪ ،‬العدداف (‪ )4‬ك(‪ ، )3‬ص‪311‬؛ السنة (‪4610 ، )2‬ـ‪ ،‬العػدد‬
‫‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حكؿ تمؾ االصدارات ينظر ‪ :‬ناجي كداعة الشريس ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪44‬؛ في الرابطة األدبية ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم‬
‫الحديثة ‪ ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص المقدمة‪.‬‬
‫‪262‬‬
‫مترددان عمييا في الحضكر ىي شخصية الشيخ احمد الكائمي كالسيد مصطفى جماؿ الديف كمحمد عمي اليعقػكبي‬
‫كمحم ػػد مي ػػدم الجػ ػكاىرم كمحم ػػد رض ػػا الش ػػبيبي كالمظف ػػر كغي ػػرىـ م ػػف األس ػػماء المعركف ػػة ف ػػي ع ػػالمي الثقاف ػػة‬
‫كاالدب(‪.)4‬‬
‫اسػػتم ار ار م ػع خطتيػػا العمميػػة التػػي نفػػذتيا فػػي سػػبيؿ نشػػر الفكػػر كاألدب ‪ ،‬عقػػدت جمعيػػة الرابطػػة األدبيػػة‬
‫مػػؤتم انر فكريػ ػان بت ػػاريخ ‪ 36‬ايم ػػكؿ ‪4611‬ـ‪ ،‬كق ػػد ع ػػد معمم ػػا ميمػػا م ػػف معالمي ػػا الفكري ػػة كالت ػػي عرف ػػت بي ػػا النج ػػؼ‬
‫االشرؼ كقد حددت مدة شي ار كامال النعقاده كاطمؽ عمى ىػذا المػؤتمر اسػـ "الموسػـ الثقػافي األوؿ" كػاف مسػرحا‬
‫كمنطمقا كممتقى لمختمؼ األفكار ‪ ،‬إذ اسيـ فيو نخبة مف رجاؿ الفكر كاألدب في العراؽ كالعالـ العربي ‪ ،‬ك تخمؿ‬
‫ىذا المكسـ "أمسيات شعرية" ‪ ،‬ككذلؾ فقد تـ تخصيص ليمتيف ألحياء ذكرل عمميف مف مفاخر األمة ىما ‪:‬‬
‫‪ -4‬أبك جعفر محمد بف الحسف الطكسي‪.‬‬
‫‪ -3‬الشريؼ الرضي‪.‬‬
‫تـ عقد الجمسة األكلى مساء يكـ الخميس المصادؼ ‪4611/6/36‬ـ ‪ ،‬كقد خصصت بالشػيخ الطكسػي ‪،‬‬
‫كتضػػمنت مشػػاركات ادبيػة كفكريػػة عديػػدة – فعمػػى سػػبيؿ المثػػاؿ ال الحصػػر – فقػػد ألقػػى األديػػب الع ارقػػي كالباحػػث‬
‫حسيف محفكظ كممتو ككانت بعنػكاف " الطوسي في سػطور" ‪ ،‬كتنػاكؿ األديػب كالشػاعر السػيد محمػد صػادؽ بحػر‬
‫العمكـ محاضرة أطمؽ عمييا اسـ " لمحة في مصنفات الشيخ الطوسي"(‪.)3‬‬
‫عقػػدت الجمسػػة الثانيػػة عصػػر يػػكـ الجمعػػة ‪4611/6/21‬ـ كاحتػػكت عمػػى محاض ػرة الشػػيخ محمػػكد ج ػكاد‬
‫مغنية ‪ ،‬ككانت تحت عنػكاف "االجتيػاد" كمحاضػرة ممثػؿ الرابطػة األدبيػة لحقػكؽ اإلنسػاف رككػس بػف ازئػد لعزيػزم‬
‫كعنكانيػػا "الجػػاحظ الخالػػد" ككانػػت الجمسػػة الثالثػػة فػػي مسػػاء الخمػػيس ‪4611/41/1‬ـ كقػػد خصصػػت ىػػذه الجمسػػة‬
‫امسػية شػػعرية ضػػمت جماعػة مػػف األدبػػاء كالشػػعراء أبػرزىـ الشػػيخ عبػػد المػػنعـ الفرطكسػي كالسػػيد محمػػكد الحبػػكبي‬
‫كاالديب الشاعر صدر الشيرستاني كغيرىـ(‪،)2‬ككانت الدعكة عامة لجميع ابناء المجتمع لحضكرىا(‪.)1‬‬
‫لقػػد اسػػتمرت الجمعيػػة بأسػػبكعيا الثقػػافي األكؿ ‪ ،‬فبمػػغ عػػدد جمسػػاتو إحػػدل عشػػر جمسػػة كى ػذا دليػػؿ عمػػى‬
‫نجاح عمػؿ ىػذه الجمعيػة كنجػاح محاضػراتيا ‪ ،‬كقػد خصصػت الجمسػة األخيػرة عػف حيػاة الشػريؼ الرضػي بتػاريخ‬
‫‪4611/44/2‬ـ ككانػػت قػػد ضػػمت مجمكعػػة مػػف البحػػكث كاالنجػػازات ‪ ،‬منيػػا لمشػػيخ محمػػد ميػػدم شػػمس الػػديف‬
‫"‬ ‫المعنػػكف "المسػػمـ المعاصػػر" و " شخصػػية اإلنسػػاف المسػػمـ" ‪ ،‬فضػالن عمػػى كممػػة حسػػيف محفػػكظ المعنكنػػة‬
‫بالغة الشػريؼ الرضػي" ‪ ،‬كخػتـ رئيسػيا السػيد محمػد بحػر العمػكـ بكممتػو الختاميػة المكسػـ الثقػافي األكؿ لجمعيػة‬
‫الرابطة األدبية(‪.)5‬‬

‫(‪)4‬‬
‫في الرابطة األدبية ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪3‬؛ النظاـ االساسي لجمعية الرابطة في النجؼ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫جمعية الرابطة األدبية ‪ ،‬المكسـ الثقافي األكؿ ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪ ، )4611 ،‬ص‪ -4‬ص‪.3‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.0-1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫((مقابمة شخصية)) ‪ ،‬الشيخ شريؼ كاشؼ الغطاء ‪.3144/2/31 ،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(اإليماف) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪4611 ،)2‬ـ‪ ،‬العدداف (‪ )4‬ك (‪ ، )3‬ص‪.404‬‬
‫‪263‬‬
‫كعػػد عم ػالن ادبي ػان كبي ػ انر‬
‫عقػػدت الجمعيػػة مكسػػميا الثقػػافي الثػػاني عػػاـ ‪4611‬ـ ‪ ،‬كقػػد تميػػز بدقػػة التنظػػيـ ُ‬
‫كمجيكدان فكريان ضخمان بما سػاىـ فيػو كبػار األدبػاء كرجػاؿ العمػـ كالمعرفػة كالفكػر ‪ ،‬كاتسػـ ىػذا المكسػـ كمػا أقيمػت‬
‫فيو مف ندكات شعرية ميزة خاصة الى النجؼ االشرؼ كنشاطيا االدبي(‪.)4‬‬
‫كافتػػتح رئػػيس الجمعيػػة السػػيد محمػػد بحػػر العمػػكـ المػػؤتمر الثالػػث عػػاـ ‪4610‬ـ كقػػد عبػػر فيػػو عػػف أىميػػة‬
‫الثقافػػة كاالىتمػػاـ بػػاالدب كالفكػػر كعكامػػؿ أساسػػية كميمػػة تعمػػؿ عمػػى دفػػع األمػػة نحػػك العمػػؿ كالتطػػكر كاالصػػالح‬
‫قائالن بيذا الصدد ‪:‬‬
‫" لػػيس ىنػػاؾ مػػف يجيػػؿ قيمػػة الثقافػػة فػػي حيػػاة األمػػة‬
‫ودورىػػا فػػي تفتيػػؽ وعييػػا ‪ ،‬واغنػػاء حضػػارتيا ‪ ... ،‬اف‬
‫تاريخ الحضػارة اإلنسػانية يثبػت عبػر تحوالتػو الكثيػرة اف‬
‫موضوع االدب كعامؿ مف عوامؿ التعبير التي تحفز االمـ‬
‫عمى التفكير وتبعثيا عمػى العمػؿ ‪ ...‬اف الخطػب الثػائرة‪،‬‬
‫والقصيدة الالىبة والمقالة المعبرة مف أىػـ الوسػائؿ التػي‬
‫يحسب القادة حسابيا في عممية تحسػيس األمػة ودفعيػا‬
‫لمعمؿ‪.)3( "...‬‬
‫ككاف لمسيد محمد جماؿ الياشمي مشاركة عبر كممتو كالتي حممت عنكانػان "رسالة النجػؼ االشػرؼ" مبينػان‬
‫مف خالليا اف النجؼ االشرؼ سكؼ تبقى مشركعان لمنكر كاالشعاع ما داـ لالسالـ كاحكامو تاثير في العقكؿ‪.‬‬
‫كفي بحث حمؿ عنػكاف "االتجاىػات المسػتقبمية لحركػة االجتيػاد" لمسػيد محمػد بػاقر الصػدر مكضػحان فيػو‬
‫أىػداؼ الحركػػة كاضػػعان قكاعػد فكريػػة جديػػدة لكػي يػػتمكف اإلسػػالـ مػػف تأديػة رسػػالتو الحقيقيػػة فػي الحيػػاة فػػي الحيػػاة‬
‫كيككف ىك الحؿ األكؿ لمشاكميا(‪ ،)2‬كلزيادة الفائدة فقد كجد الباحػث ضػركرة كضػع الجػدكؿ المػرقـ ( ‪ ) 14‬يبػيف‬
‫فيو نماذج مف المساىمات الفكرية في المكاسـ الثقافية الثالث التي عقدت في النجؼ االشػرؼ خػالؿ مػدة البحػث‬
‫كالتي تعكس مدل النشاط الفكرم التي تمتعت بو االحتفاالت داخؿ المدينة‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫جمعيػػة الرابطػػة األدبيػػة ‪ ،‬المكسػػكـ الثقػػافي الثػػاني ‪( ،‬النجػػؼ ‪ :‬مطبعػػة االداب ‪4611 ،‬ـ؛ (اإليمػػاف) ‪4611 ،‬ـ‪ ،‬العػدداف(‪ )5‬ك‬
‫( ‪ ، ) 1‬ص ‪.1‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(اإليماف) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪4610 ، )2‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )41-1‬ص‪.0‬‬
‫(‪)2‬‬
‫جمعية الرابطة األدبية ‪ ،‬المكسـ الثقافي الثالث ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪ 4610 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫‪264‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪) 52‬‬
‫(‪)4‬‬
‫نماذج مف الشخصيات المشاركة في المواسيـ الثقافية وبحوثيـ‬
‫تاريخ المحاضرة‬ ‫العنواف‬ ‫البمد‬ ‫اسـ الباحث‬ ‫سنة التاسيس‬
‫‪4611/6/36‬‬ ‫كممة‬ ‫العراؽ‪/‬بغداد‬ ‫د‪.‬حسيف محفكظ‬ ‫المؤتمر األكؿ ‪4611‬ـ‪:‬‬
‫‪4611 /6/ 36‬‬ ‫االجتياد‬ ‫لبناف ‪ /‬بيركت‬ ‫د‪.‬محمكد جكاد مغنية‬
‫‪4611 /6/ 21‬‬ ‫الجاحظ الخالد‬ ‫االردف ‪ /‬عماف‬ ‫رككسيف زائد الغركم‬
‫‪4611/41/1‬‬ ‫قصيدة‬ ‫العراؽ ‪ /‬كربالء‬ ‫محمكد الحبكبي‬
‫‪4611/41/1‬‬ ‫المسمـ المعاصر‬ ‫لبناف ‪ /‬بيركت‬ ‫محمد ميدم شمس الديف‬
‫‪4611/41/43‬‬ ‫في االدب الشيعي القديـ‬ ‫العراؽ ‪ /‬بغداد‬ ‫د‪ .‬باقر عبد الغني‬
‫‪4611/41/31‬‬ ‫مشاكمنا‬ ‫لبناف ‪ /‬بيركت‬ ‫مكسى الصدر‬
‫‪4611/41/5‬‬ ‫رسالة جمعية الرابطة‬ ‫العراؽ‪/‬النجؼ‬ ‫محمد باقر الصدر‬ ‫المؤتمر الثاني ‪4611‬ـ‪:‬‬
‫‪4611/41/1‬‬ ‫قيمة العقؿ البشرم كنقده في فمسفة‬ ‫العراؽ‪/‬بغداد‬ ‫تكفيؽ الفكيكي‬
‫اإلماـ عمي كالفمسفة الحديثة‬
‫‪4611/41/1‬‬ ‫عمـ الكالـ الحديث‬ ‫العراؽ‪/‬بغداد‬ ‫احمد أميف‬

‫(‪)4‬‬
‫معمكمػػات الجػػدكؿ مسػػتقاة مػػف المصػػادر التاليػػة ‪ :‬جمعيػػة الرابطػػة األدبيػػة ‪ ،‬المكسػػـ الثقػػافي األكؿ ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ؛ المكسػػـ‬
‫الثقافي الثاني ‪ ،‬المصدر السابؽ ؛ المكسـ الثقافي الثالث ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪.‬‬
‫‪265‬‬
‫‪4611/41/43‬‬ ‫اثر اإلسالـ في احراز النصر‬ ‫العراؽ‪/‬بغداد‬ ‫محمكد خطاب‬
‫‪4611/41/43‬‬ ‫اإلسالـ في افريقيا الغربية‬ ‫لبناف‪/‬بيركت‬ ‫مكسى الصدر‬
‫‪4611/41/31‬‬ ‫قضية فمسطيف في الشعر النجفي‬ ‫لبناف‪/‬بيركت‬ ‫عمي الككراني‬
‫‪4611/41/31‬‬ ‫شعراء جبؿ عامؿ‬ ‫لبناف‪/‬بيركت‬ ‫حسف األميف‬
‫‪4611/44/0‬‬ ‫المنظمات الدكلة في الحياد‬ ‫مصر‪/‬القاىرة‬ ‫عبد اليادم مسعكد‬
‫‪4610/6/35‬‬ ‫رسالة النجؼ االشرؼ‬ ‫العراؽ‪/‬نجؼ‬ ‫محمد جماؿ الياشمي‬ ‫المؤتمر الثالث ‪4610‬ـ‪:‬‬
‫‪35‬ا‪4610/6/‬‬ ‫االتجاىات المستبقمة لحركة االجتياد‬ ‫العراؽ‪/‬الكاظمية‬ ‫محمد باقر الصدر‬
‫‪4610/5/2‬‬ ‫السبئية بيف الحقيقة كالخرافة‬ ‫العراؽ‪/‬بغداد‬ ‫عبد اهلل فياض‬
‫‪4610/41/1‬‬ ‫قادة الفكر التربكم في االسالـ‬ ‫العراؽ‪/‬بغداد‬ ‫محمد جكاد رضا‬
‫‪4610/41/1‬‬ ‫حقكؽ اإلنساف المعاشية في الحياة‬ ‫العراؽ‪/‬بغداد‬ ‫صادؽ ميدم السعيد‬
‫‪4610/41/43‬‬ ‫المسجد المعيد األكؿ لمتعميـ عند‬ ‫العراؽ‪/‬بغداد‬ ‫حسيف أميف‬
‫المسمميف‬
‫‪4610/41/43‬‬ ‫القيـ الجمالية في شعر العالمة الحبكبي‬ ‫العراؽ‪/‬بغداد‬ ‫تكفيؽ الفكيكي‬

‫‪266‬‬
‫قامت جمعية الرابطة االدبية بتنظيـ االحتفاالت الثقافية في المناسبات الدينية المختمفة ككالدة النبي محمد‬
‫(‪ )‬كاؿ بيتو ‪ ،‬كتعد غالبية تمؾ االحتفاالت نشاطان فكريان أدبيان اليدؼ مف خالليا الكصكؿ إلى المقاءات المشتركة‬
‫بيف المجتمع كالتعرؼ أك الكشؼ مف خالليا عف طاقات الشباب الثقافية كالفكرية كاألدبية(‪.)4‬‬
‫لقد كانت جمعية الرابطة األدبية كمنذ تأسيسػيا كجيػا مشػرفا لػألدب النجفػي كصػكرة المعػة لمثقافػة النجفيػة‬
‫كلساف معبر عف نيضة فكرية – ادبية في شتى المجاالت ‪ ،‬ألنيا ضمت نخبا كريمة مػف ادبػاء المدينػة كمثقفييػا‬
‫ب ػػؿ ف ػػي العػ ػراؽ ‪ ،‬كعمم ػػت عم ػػى تط ػػكير األدب كانمائ ػػو كك ػػؿ ذل ػػؾ ادل إل ػػى اف يظي ػػر م ػػف ب ػػيف ازقتي ػػا الض ػػيقة‬
‫كفضاءاتيا الكاسعة الرحبة كبار االدباء كالشعراء الذيف يفتخر بيـ االدب العربي الحديث كلعؿ الجدكؿ رقـ ( ‪35‬‬
‫) في المالحؽ يبيف نماذج مختارة مف الشعراء الذيف اعتمد نجاحيـ بشكؿ كبير عمػى مقػدرتيـ األدبيػة الفائقػة فػي‬
‫صناعة الكممة كبمكرة الفكرة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫تجربػة فريػدة ‪ ،‬اكجػدت تفػاعالن حيػان بػيف‬ ‫يمكف الحكـ عمى تجربة جمعيػة الرابطػة األدبيػة كحتػى اغالقيػا‬
‫"الفكر النجفي" ك "الفكر العراقي" و "اإلسالمي" كذلؾ بمجمكعيا اف األمة ميما تحفيا مػف احػداث كاالـ كمشػاكؿ‬
‫فالبد اف تنتيي إلى ارحبة الفكر‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬جمعية منتدى النشر ‪:‬‬
‫شػيدت مدينػػة النجػؼ االشػػرؼ منػػذ بدايػة الثالثينيػػات مػػف القػرف العشػريف ظيػػكر مجمكعػة مػػف المصػػمحيف‬
‫الساعيف الحداث تغييرات في المناىج كاالساليب المتبعة في التدريس الحكزكم ككاف لذلؾ األمر دكره في تجسػيد‬
‫المحاكالت االصالحية التي اضطمع بيا المجددكف في مجاؿ التعميـ ‪ ،‬إذ اخذ ىؤالء الذيف يممككف ركحيػة التغييػر‬
‫عمى عاتقيـ ميمة النيكض بمستكل التعمػيـ الحػكزكم كادخػاؿ المنػاىج الحديثػة ‪ ،‬فاخػذ ىػذا االتجػاه بالتجػذر شػيئان‬
‫فشػػيئان كيبػػدك انػػو االتجػػاه السػػائد قبػػؿ نيايػػة العقػػد الخػػامس مػػف القػػرف العش ػريف كىػػذا مػػا اشػػار إليػػو كاكػػده بكضػػكح‬
‫األديب عمي الخاقاني قائالن بيذا الصدد ‪:‬‬

‫(‪)4‬‬
‫في الرابطة األدبية ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ -3‬ص‪.6‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أغمقت الجمعية بأمر مػف السػمطات العراقيػة بدايػة عػاـ ‪4601‬ـ اسػكة بجميػع الجمعيػات كاالنديػة الثقافيػة فػي المدينػة ‪ ،‬كنػكع مػف‬
‫تحجيـ الفكر في العراؽ كىي سمة سياسة البعث اليادؼ مف فرض قبضتيا االستبدادية عمى البمد كابناءه‪.‬‬
‫‪267‬‬
‫" ‪ ...‬نجد اف العموـ األخرى مف الحسػاب واليندسػة التػي‬
‫ىػػػي جػػػزء مػػػتمـ لمفقػػػو بالنسػػػبة إلػػػى معرفػػػة المواريػػػث‬
‫وتشػػخيص القبمػػة الثػػر ليػػا عنػػدىـ وممػػا يمفػػت النظػػر‬
‫انيػػـ تركػػػروا دراسػػػة الفقػػػو المقػػارف الػػػذي كػػػاف القػػػدماء‬
‫يمزمػػوف انفسػػيـ واتبػػاعيـ كجػػزء مػػتمـ لمتخصػػص وامػػا‬
‫المغػػػات االجنبيػػػة التػػػي تعػػػيف الطالػػػب وتؤىمػػػو الف يمتػػػد‬
‫شخصػػو وتعػػـ معموماتػػو ليسػػتفيد اكبػػر عػػدد ممكػػف مػػف‬
‫البشر فمـ يعف بيا وال يفسح المجاؿ لمطالب اف يتعمميػا"‬
‫(‪.)2‬‬
‫اما المحاكلػة األىػـ مػف بػيف تمػؾ المحػاكالت االصػالحية التػي اضػطمع بيػا المجػددكف فػي مجػاؿ التعمػيـ‬
‫كالتي كخذت عمى عاتقيا ‪ ،‬سد ىذه الثغرات ادخاؿ المناىج الحديثة ىي "جمعية منتدى النشر" التي اتت ببعض‬
‫النتائج االيجابيػة عمػى لسػاف السػيد محمػد تقػي الحكػيـ احػد ابػرز مؤسسػييا مبينػا انيػا كانػت تجاربيػا تتػارجح بػيف‬
‫النجاح كاالخفاؽ ‪ ،‬عمى اختالؼ ظركفيا الخاصة(‪.)3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫عمي الخاقاني ‪ ،‬شعراء الغرم ‪ ،‬ج‪ ،43‬ص‪ -103‬ص‪.102‬‬
‫(‪)3‬‬
‫عبد الحسيف شرؼ الديف ‪ ،‬النص كاالجتياد ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪ ،)4651 ،‬ص‪.35‬‬
‫‪261‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ .‬طمػب إلػى‬ ‫تأسست جمعية منتدل النشر في النجؼ االشرؼ عػاـ ‪4625‬ـ‪ ،‬بعػد أف قػدـ ثمػة مػف المصػمحيف‬
‫ك ازرة الداخمية لتأسيسيا كقد أجازتيـ بحسب كتاب ك ازرة الداخمية ذم الرقـ (‪ )6111‬في ‪4625/5/0‬ـ(‪.)3‬‬
‫حاكلت الجمعية تطبيؽ مشاريعيا اإلصالحية دفعة كاحدة مف دكف مراعاة تقبؿ أك عدـ تقبؿ الرأم العاـ‬
‫لمفكرة ‪ ،‬كايمانا منيا بالنيج االصالحي فقد ذكرت أىدافيا بصكرة أجمالية في المادة الرابعة مف نظاميا األساسػي‬
‫‪ ،‬إذ جاء ما نصو ‪:‬‬
‫" تعمػػػيـ الثقافػػػة اإلسػػػالمية والعمميػػػة بواسػػػطة النشػػػر‬
‫والتػػاليؼ وغيرىمػػا مػػف الطػػرؽ المشػػروعة التػػي يسػػنيا‬
‫مجمس اإلدارة" (‪.)4‬‬
‫أصبحت الجمعية أكثػر كضػكحان فػي ذكػر أىػدافيا بعػد مػركر مػا يقػارب مػف عشػريف عامػان عمػى تاسػيييا ‪،‬‬
‫فقد جاء في المادة الرابعة مف نظاميا األساسي الجديد لسنة ‪4651‬ـ ما نصو‪:‬‬
‫" مقاصػػد المنتػػدى ‪ :‬تعمػػيـ الثقافػػة اإلسػػالمية والعمميػػة‬
‫واإلصالح االجتماعي بواسػطة النشػر والتػاليؼ والتعمػيـ‬
‫وغيػػر ذلػػؾ مػػف الطػػرؽ المشػػروعة التػػي يسػػنيا مجمػػس‬
‫ادارتو" (‪.)1‬‬
‫اتجيت الجمعية بعد سنة مف تأسيسيا ‪ ،‬نحك تحقيؽ ىدفيا المركزم ‪ ،‬كىك أصػالح التعمػيـ ‪ ،‬فبػدء الشػيخ‬
‫محمػػد رضػػا المظفػػر عػػاـ ‪ 4620‬بنػػاء كميػػة " منتػػدى النشػػر " ‪ ،‬المككنػػة مػػف ثالثػػة صػػفكؼ ‪ ،‬كبعػػد سػػنة كاحػػدة‬
‫حصؿ رجاؿ الجمعية عمى االعتراؼ ‪ ،‬كىك أكؿ اعتراؼ يمنح لمدرسة دينية الغراض التاجيػؿ ‪ ،‬أك االعفػاء مػف‬
‫الخدمة العسكرية(‪.)5‬‬

‫(‪)4‬‬
‫مف الشخصيات المؤسسة لمجمعية ‪ :‬الشيخ محمد جكاد قساـ ‪ ،‬الشيخ محمد رضا المظفر ‪ ،‬السيد ىادم الفياض ‪ ،‬السيد مكسى‬
‫بحرالعمػػكـ كاخ ػريف ‪ ،‬عػػز الػػديف عبػػد الرسػػكؿ عمػػي خػػاف المػػدني ‪ ،‬االتجاىػػات اإلصػػالحية فػػي النجػػؼ ‪4615 -4623 ،‬ـ ‪،‬‬
‫أطركحة دكتكراه ‪( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬كمية االداب ‪ ، )3111 ،‬ص‪ -60‬ص‪.66‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رحيـ عبد الحسيف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪)2‬‬
‫جمعية منتدل النشر ‪ ،‬نظاـ جمعية منتدل النشر لسنة ‪(، 4625‬النجؼ ‪ :‬د‪ .‬مط ‪ ،)4625 ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الغيت جمعية منتدل النشر بعد اصػدار ك ازرة نػكرم السػعيد الثانيػة عشػر المرسػكـ (‪ )46‬لسػنة ‪4651‬ـ القاضػي بحػؿ الجمعيػات‬
‫كاألح ػزاب السياسػػية فػػي الع ػراؽ ‪ ،‬كاصػػدرت ك ازرة الداخميػػة بيان ػان اكضػػحت فيػػو اف عمػػى ال ػراغبيف باسػػتمرار نشػػاط جمعيػػاتيـ اف‬
‫يتقػػدمكا بطمبػػات جديػػدة لغػػرض اجازتيػػا ‪ ،‬لػػذا قػػدـ كػػؿ مػػف الشػػيخ محمػػد رضػػا المظفػػر كالسػػيد ىػػادم فيػػاض كالسػػيد محمػػد تقػػي‬
‫الحكيـ كالشي خ صادؽ القامكسي كالشػيخ أحمػد الػكائمي كالشػيخ محمػد حسػيف المظفػر ‪ ،‬كالشػيخ عبػد الميػدم مطػر كالشػيخ مسػمـ‬
‫الجابرم ‪ ،‬طمبان جديدان بيذا الخصكص كقد اجازت ك ازرة الداخميػة الجمعيػة مػف جديػد بكتابيػا المػرقـ (‪ )46416‬فػي ‪ ،21‬كػانكف‬
‫األكؿ ‪4651‬ـ‪ ،‬لممزيػػد مػػف التفاصػػيؿ ينظػػر ‪ :‬عبػػد الػػر ازؽ الحسػػني ‪ ،‬تػػاريخ الػػك ازرات العراقيػػة ‪،‬ج‪ ،6‬ص‪451‬؛ جمعيػػة منتػػدل‬
‫النشر ‪ ،‬نظاـ جمعية منتدل النشر لسنة ‪( ،4651‬النجؼ ‪ :‬د‪ .‬مط ‪ ،)4655 ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪)5‬‬
‫رحيـ عبد الحسيف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪265‬‬
‫حرصػػت الجمعيػػة عمػػى إضػػافة م ػكاد جديػػدة لمد ارسػػة كعمػػـ االجتمػػاع كعمػػـ الػػنفس كالرياضػػيات كالقػػانكف‬
‫كاخضػػعت طالبيػػا عمػػى اداء االمتحانػػات الشػػيرية كالسػػنكية كالت ػزاـ الطػػالب بتقػػديـ بحػػث سػػنكم فػػي مػػادة معينػػة‬
‫باشراؼ احد اساتذتيا (‪.)4‬‬
‫اس ػػتمرت جمعي ػػة منت ػػدل النش ػػر بف ػػتح الم ػػدارس ‪ ،‬إذ فتح ػػت ع ػػاـ ‪4611‬ـ مدرس ػػة ابتدائي ػػة ‪ ،‬كف ػػي ع ػػاـ‬
‫‪4616‬ـ‪ ،‬فتحت مدرسة اخرل تحمؿ اسـ "مدرسة منتػدى النشػر االبتدائيػة االىميػة" (‪ ،)3‬كفػي عػاـ ‪4614‬ـ‪ ،‬تػـ‬
‫افتتػػاح "ثانويػػة منتػػدى النشػػر المسػػائية" ‪ ،‬كعػػدد طالبيػػا نحػػك (‪ )51‬طالب ػان كقػػد درس عمػػى المػػنيج المقػػرر فػػي‬
‫المػػدارس الثانكيػػة الرسػػمية بد ارسػػة شػػيء مػػف الفقػػو كالعقائػػد اإلسػػالمية كالمنطػػؽ‪ ،‬كجيػػزت المدرسػػة بػػالمختبرات‬
‫كمستمزمات أخرل(‪.)2‬‬
‫أسست الجمعية عاـ ‪" 4651‬مجمة النجؼ" ‪ ،‬ككاجية ثقافية إعالمية ليا ككمنبػ ار أعالمػي لمنخػب المثقفػة‬
‫داخؿ المدينة(‪.)1‬‬
‫تكجيت جمعية منتدل النشر في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬عاـ ‪4651‬ـ بتأسػيس كميػة الفػؽ ‪ ،‬كالتػي تػـ التعريػؼ‬
‫بيا في المبحث الثاني مف ىذا الفصؿ‪.‬‬
‫كفي الجكانب الثقافية ‪ ،‬أسست الجمعية لجنتاف لالضطالع بتمؾ الميمة ىما ‪:‬‬
‫‪ -‬لجنة تاخي الطالب ‪ :‬كىي لجنة دكرية تشكؿ في كؿ سنة مف الطمبة المتميزيف في كمية منتدل النشػر‬
‫باش ػراؼ احػػد األسػػاتذة ‪ ،‬كمػػف اعماليػػا بعػػث الػػركح العمميػػة كالحمػػاس الػػديني فػػي الطمبػػة كتشػػجيع التكجػػو االدبػػي‬
‫(‪)5‬‬
‫التػػي كانػػت تصػػدرىا لجنػػة تػػاخي الطػػالب شػػيريان ‪ ،‬لتكػػكف‬ ‫عنػػدىـ بالنش ػرات المدرسػػية ‪ ،‬فكانػػت نش ػرة "البػػذرة"‬
‫ممتقى جيكد الطالب جميعان كمجمع نشارتيـ(‪.)1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لمجمس إدارة جمعية منتدل النشر‬ ‫‪ -‬لجنة المجمع الثقافي ‪ :‬طالبت مجمكعة مف أعضاء الجمعية‬

‫(‪)4‬‬
‫محمد بحر العمكـ ‪،‬جامعة النجؼ االشرؼ العممية ربط الحاضر بالماضي ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬د‪ .‬مط ‪ ، )3111 ،‬ص‪.35‬‬
‫(‪)3‬‬
‫د‪ .‬ؾ ‪.‬ك(ممفػ ػػات ك ازرة المعػ ػػارؼ) ‪ ،‬كتػ ػػاب ك ازرة المعػ ػػارؼ إلػ ػػى ك ازرة الداخميػ ػػة المػ ػػرقـ (‪ )40152‬كالمػ ػػؤرخ فػ ػػي ‪4615/1/30‬‬
‫كالمعنكف فتح مدرسة ابتدائية ‪ ،‬رقـ الممؼ (‪ ، )556‬كثيقة رقـ (‪.)31‬‬
‫(‪)2‬‬
‫د‪ .‬ؾ ك (ممفات ك ازرة المعارؼ) ‪ ،‬كتاب مدرسة منتدل النشر المسائية ‪ ،‬الممؼ رقـ (‪ ، )551‬ص‪.1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عرؼ الباحث بيا في المبحث الثاني مف ىذا الفصؿ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫البذرة ‪ :‬نشرة مدرسية شيرية اصدرتيا لجنة التاخي ‪ ،‬صدر عددىا األكؿ في ‪ 43‬شباط ‪ 4610‬كتب فييا عدد مف رجػاؿ الفكػر‬
‫الفكػػر فاصػػبحت فػػي سػػنتيا الثانيػػة مجمػػة صػػاحبيا ىػػادم الفيػػاض كمػػديرىا المحػػامي كزيػػر الػػنجـ ‪ ،‬لػػـ يصػػدر فػػي سػػنتيا الثالثػػة‬
‫االعػػدد كاحػػد فقػػط عػػاـ ‪ 4654‬ثػػـ تكقفػػت ‪ :‬ينظػػر ‪ :‬فػػائؽ بطػػي ‪ ،‬المكسػػكعة الصػػحفية العراقيػػة ‪( ،‬بغػػداد ‪ :‬مطبعػػة االداب ‪،‬‬
‫‪4611‬ـ) ‪ ،‬ص‪.400‬‬
‫(‪)1‬‬
‫جمعية منتدل النشر ‪ ،‬نظاـ جمعية منتدل النشر لسنة ‪ 4651‬ص‪.4‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ىـ ‪ :‬ىادم الفياض ‪ ،‬محمد الشريعة ‪ ،‬محمد حسيف المظفر ‪ ،‬عبد الحسيف الحجار ‪ ،‬كمحمد جػكاد قسػاـ ‪ ،‬محمػد تقػي الحكػيـ‪،‬‬
‫محمد جماؿ الياشمي ‪ ،‬صادؽ القامكسي ‪ ،‬محمد سعيد مانع ‪ ،‬مسمـ الجابرم ‪ ،‬جكاد شبر‪.‬‬
‫‪271‬‬
‫عمػى المكافقػػة عمػػى تاسػػيس لمجنػػة عػػاـ ‪4611‬ـ‪ ،‬الػػذم حصػػمت عمػػى المكافقػػة عمػػى تأسيسػػيا فػػي نفػػس العػػاـ(‪.)4‬‬
‫سعت المجنة إلى تحقيؽ اىداؼ الجمعية المؤسسة ليا ‪ ،‬فنالحظ في المادة الثانية مف نظاميا ما نصو ‪:‬‬
‫" أىػػػداؼ المجنػػػة ىػػػي بعػػػض األىػػػداؼ التػػػي أسػػػس‬
‫منتػػدى النشػػر مػػف اجميػػا وىػػي رفػػع مسػػتوى الثقافػػة‬
‫وخدمػػػة العمػػػـ والػػػديف عػػػف طريػػػؽ النشػػػر والتػػػاليؼ‬
‫والمحاضرات واحداث الػروابط الثقػافي مػع المؤسسػات‬
‫األخرى" (‪.)3‬‬
‫تكزعت أنشطة المجمع الثقافي بيف أربع لجاف في سبيؿ العمؿ عمى تحقيؽ اىدافو ‪ ،‬كىذه األىداؼ ىي (‪:)2‬‬
‫‪ -4‬لجنػة النشػػر ‪ :‬ميمتيػا االشػراؼ عمػػى تحريػر مجمتيػا اف كجػػدت ‪ ،‬ككتبيػا الدكريػة كطبػػع الكتػب التػػي‬
‫تقرىا إدارة المجمع‪.‬‬
‫‪ -3‬االدب ‪ :‬ميمتيػػا العنايػػة بػػالبحكث المغكيػػة كتيسػػيرىا ‪ ،‬فضػػال إلػػى أعػػداد المباريػػات األدبيػػة كتشػػجيع‬
‫المتباريف ‪ ،‬كالتماس الطرؽ لتجديد الفنكف األدبية ‪ ،‬بجانب احياء ذكرل المناسػبات الدينيػة كالبحػث عمػف يسػتحؽ‬
‫بعث ذكره مف اعالـ العمـ كاالدب‪.‬‬
‫‪ -2‬لجنػػة التحقيػػؽ ‪ :‬مػػف ابػػرز ميػػاـ االس ػرة البحػػث عػػف الكتػػب الثمينػػة كتحقيقيػػا تحقيقػػا عمميػػا حػػديثا ‪،‬‬
‫كتتبع الد ارسػات اإلسػالمية كمالحظػة مػا يمػس المبػادئ اإلسػالمية ‪ ،‬كمراجعػة الكتػب المقدمػة لمطبػع كابػداء الػرأم‬
‫فييا كاالشراؼ عمى طبعيا ‪.‬‬
‫‪ -1‬لجنػػة المكتبػػة ‪ :‬أىػػـ أعمالػػو القيػػاـ بتنميػػة المكتبػػة كتكسػػيعيا كتنظيميػػا تنظيمػان حػػديثا كاعػػداد فيػػارس‬
‫ليا‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ففػػي نيايػػة خمسػػينيات القػػرف‬ ‫نشػػر المجمػػع الثقػػافي خػػالؿ مػػدة بحثنػػا سمسػػمة مػػف الكتػػب تحقيقػػا كتاليفػػا‬
‫العش ػريف طبػػع المجمػػع كتػػب عػػدة منيػػا ‪ -‬عمػػى سػػبيؿ المثػػاؿ ال الحصػػر – كتػػاب "ميػػػثـ التمػػػار" ك "الشػػػيعة"‬
‫ك" سمسمة عصور اإلسالـ" لمسيد محمد تقي الحكيـ مف ابرز شخصيات لجنة التحقيؽ كالنقد في المجمع الثقافي‬
‫‪ ،‬ككػذلؾ كتػاب "أصػػوؿ الفقػػو" و "كفايػػة األصػوؿ" تػػأليؼ الشػيخ محمػػد رضػا المظفػػر عػاـ ‪4656‬ـ ‪ ،‬ككاصػػالت‬
‫جميكرىا فػي ذلػؾ المجػاؿ فػي سػتينيات القػرف العشػريف ‪ ،‬إذ طبعػت كتػاب "الػنص كاالجتيػاد" لمسػيد عبػد الحسػيف‬
‫شػػرؼ الػػديف عػػاـ ‪4611‬ـ‪ ،‬كبعػػد عػػاميف نشػػرت العديػػد مػػف الكتػػب المحققػػة بشػػكؿ كاسػػع ابرزىػػا كتػػاب "االقتصػػاد‬

‫(‪)4‬جمعية منتدل النشر‪،‬نظاـ لجنة المجمع الثقافي الديني لمنتدل النشر‪ ،‬الممحؽ بنظاـ جمعية منتدل النشر لسنة ‪ ،4625‬ص‪.30‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫(‪)2‬‬
‫رحيـ عبد الحسيف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ -01‬ص‪ 00‬؛ نظاـ جمعية منتدل النشر لسنة ‪4651‬ـ‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫(‪)1‬‬
‫نجح المجمػع الثقػافي ابتػداء مػف العػاـ ‪ 4611‬فػي نشػر المؤلفػات كتحقيقيػا ‪ ،‬منيػا ‪ :‬لمسػيد محمػد تقػي الحكػيـ المؤلفػات اآلتيػة ‪:‬‬
‫مالؾ االشتر كشاعر العقيدة ‪ ،‬كلمسيد محمد جماؿ الياشمي كتاب الزىراء ‪ ،‬كلمشيخ محمػد رضػا المظفػر كتػاب المنطػؽ بجزئيػة‬
‫ككتاب السقيفة المجمع الثقافي الديني ‪ ،‬اسبكع اإلماـ ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬النعماف ‪ ، )4611 ،‬ص‪.1‬‬
‫‪271‬‬
‫فيما يتعمؽ باالعتقاد" لمشيخ الطكسي ‪ ،‬ككذلؾ نشر كتاب "القواعد والفوائد" لمؤلفو الشييد األكؿ محمد بف مكي‬
‫‪ .‬كقاـ بتحقيقو السيد عبد اليادم نجؿ السيد محسف الحكيـ كتـ طبع الكتاب بجزئييف(‪.)3‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫العاممي‬
‫لقػػد كػػاف لمجمعيػػة اثػػر بػػارز فػػي مجػػاؿ الخطػػاب الثقػػافي ‪ ،‬كأخػػذت تطبػػع بصػػماتيا عمػػى المنػػاخ العػػاـ فػػي‬
‫سيرة النجؼ الثقافية كالخطابية ‪ ،‬كتػألؽ نجميػا فػي المدينػة خاصػة كالعػراؽ عامػة‪ ،‬كنػرل اعضػاءىا يشػارككف فػي‬
‫الميرجانػػات األدبيػػة كالقػػاء المحاض ػرات النافعػػة الحيػػاء ذكػػرل عظمػػاء اإلسػػالـ (‪ ،)2‬فض ػالن عػػف تخصػػيص يػػكـ‬
‫(‪)5‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫التػػي كانػػت إلييػػا‬ ‫اضػػافة الػػى اقامػػة دكرات فػػي بعػػض العمػػكـ فػػي مقرىػػا‬ ‫الجمعػػة مػػف كػػؿ اسػػبكع لممحاضػرات‬
‫الحاجة ممحة في العقد السادس مف القرف العشريف ‪ ،‬مثؿ دكرة مسػؾ الػدفاتر الجاريػة كدكرة قسػـ العمػكـ الرياضػية‬
‫إلى جانب الدكرة الخاصة ببعض المغات األجنبية(‪.)1‬‬
‫كم ف خالؿ ما تقدـ ‪ ،‬تمكنت المؤسسات التعميمية كالثقافية لمنتدل النشر بجيكد القائميف عمى امرىا حتى‬
‫(‪)1‬‬
‫مػػف تخػ ػريج االالؼ مػػف حمم ػػة شػػيادة البك ػػالكريكس فػػي المغ ػػة كعمػػـ الشػػريعة اكمػػؿ ع ػػدد كبيػػر م ػػنيـ‬ ‫اغالقيػػا‬
‫الدراسات العميا فضالن عف تخريج المئػات مػف عممػاء الػديف االكػاديمييف كالػكاعيف مػف كميتيػا "كميػة الفقػو" ‪ ،‬كالتػي‬

‫(‪)4‬‬
‫محمد بف مكي العاممي (‪121‬ىػ‪101-‬ىػ) ‪ :‬ىك شمس الػديف أبػك عبػداهلل محمػد بػف مكػي الجزينػي ‪ ،‬مػف خريجػي مدرسػة الحمػة األصػكلية ‪،‬‬
‫كلد في قرية جزيف مف جبػؿ عامػؿ ‪ ،‬تمقػى عمكمػو االكليػة فييػا ثػـ ىػاجر إلػى العػراؽ كاسػتقر فػي الحمػة ليػدرس عمػى يػد اسػاتذتيا كمػف أىػـ‬
‫مؤلفاتو كتاب (الممعة الدمشقية) استشيد قتال بالسيؼ بفتكل مف المفتي المالكي بياء الديف كالمفتي الشافعي عباد بف جماعة بعد اف سجف‬
‫سنة كاممة بتيمة االرتداد عف الديف ‪ ،‬جكدت القزكيني‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.411‬‬
‫(‪)3‬‬
‫عبد اليادم الحكيـ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.202‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مف نماذج مف تمؾ النشاطات ‪:‬‬
‫ميرجاف خطابي لذكرل استشياد اإلماـ عمي (ع) عاـ ‪4650‬ـ‪ ،‬احياء ذكػرل عيػد الغػدير ‪ ،4656 ،‬احيػاء كفػاة اإلمػاـ الحسػف(ع)‪ ،‬احيػاء‬
‫ذكػػرل عاشػػكراء اإلمػػاـ الحسػػيف (ع) ‪ ،‬كغيرىػػا ‪ ،‬ينظػػر (النجػػؼ) "مجمػػة" ‪ ،‬شػػباط ‪ ،4611‬العػػدد (‪ )4‬ص‪ ،32‬نيسػػاف ‪4611‬ـ‪ ،‬العػػدداف‬
‫(‪0‬ك‪ ، )6‬ص‪.25-23‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المجمع الثقافي الديني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫(‪)5‬‬
‫محمد بحر العمكـ كاخركف ‪ ،‬السيد محمد تقي الحكيـ كحركتو االصالحية في النجؼ ‪( ،‬لندف ‪ :‬د‪ .‬مط ‪ ، )3111 :‬ص‪.210‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.211‬‬
‫(‪)1‬‬
‫نرل مف الضركرم اإلشارة ىنا إلى مصير المؤسسات العمميػة لجمعيػة منتػدل النشػر التػي لػـ تتػرؾ كشػأنيا بعػد العػاـ ‪4610‬ـ‪ ،‬إذ كضػع الحكػـ الجديػد فػي‬
‫العراؽ الذم جاء فػي انقػالب ‪ 41‬تمػكز‪461 0‬ـ‪ ،‬نصػب عينيػو مسػألة تنػامي الػكعي اإلسػالمي ‪ ،‬لػذا اتخػذ قػ ار انر مبكػ انر بالقضػاء عمػى مػا اسػماه بالرجعيػة‬
‫الدينية في اجتماع لمقياديتيف القطرية كالقكمية لحزب البعث في الثاني مف نيساف ‪ ،4616‬كنيط ىػذا األمػر بمجنػة مككنػة مػف ‪ :‬طػو الجػزراكم كنػاظـ كػزار‬
‫كعبد الكىاب كريـ كشبمي العيسمي كصالح ميدم عماش ‪ ،‬كقسمت المجنة عمماء الحكزة عمى ثالث اصناؼ ‪:‬‬
‫‪ -4‬العمماء النفعيكف ‪ -3‬العمماء الجامدكف ‪ -2‬العمماء الكاعكف ‪ ،‬كبحسب رأم المجنة العممػاء النفعيػكف يمكػف شػراؤىـ بػاالمكاؿ كال شػأف لمسػمطة بالعممػاء‬
‫الجامدكف ‪ ،‬اما العمماء الكاعدكف فيـ ىدؼ السمطة كيجب القضػاء عمػييـ ‪ .‬كلمػا كانػت جمعيػة منتػدل النشػر كمؤسسػاتيا التعميميػة كاحػدة مػف المؤسسػات‬
‫التي يشرؼ عمييا نخبة مف عمماء الحكزة كتعمؿ عمى اعداد جيؿ مف العمماء المبمغيف الكاعييف باساليب معاصرة كبمغة جديػدة ‪ ،‬لػذا عممػت السػمطة عمػى‬
‫اخضػػاع تمػػؾ المؤسسػػات لمسػػيطرة المباش ػرة لمدكلػػة ‪ ،‬بغيػػة تكجيييػػا الكجػػو التػػي تريػػد ‪ ،‬فكانػػت البدايػػة عػػاـ ‪4611‬ـ باصػػدار ق ػرار تػػاميـ التعمػػيـ االىمػػي ‪،‬‬
‫كشمؿ القرار جميع المدارس االىمية (ابتدائية كمتكسطة كاعدادية) مف غير استثناء بما فييا مدارس منتدل النشر ‪ ،‬كعادت جميػع ممتمكػات تمػؾ المػدارس‬
‫كمبانييا كاكقافيػا ممكػا لمدكلػة ‪ ،‬ينظػر ‪ :‬رحػيـ عبػد الحسػيف ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ‪ ،‬ص‪ ،61‬جعفػر الػدجيمي ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ -411‬ص‪431‬‬
‫‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫أسػػيمت فػػي تقميػػؿ الفػكارؽ بػػيف المػػدارس الدينيػػة القديمػػة كالحديثػػة التػػي تػػديرىا الدكلػػة ‪ ،‬ممػػا مكػػنيـ مػػف النيػػكض‬
‫باعباء تمؾ النيضة الفكرية في النجؼ االشرؼ خاصة كالعراؽ عامة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬جمعية التحرير الثقافي ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫كعمػػى أرسػػيـ الش ػػيخ عبػػد الغن ػػي‬ ‫أسسػػت عػػاـ ‪4615‬ـ م ػػف قبػػؿ مجمكعػػة م ػػف طػػالب الحػػكزة العممي ػػة‬
‫الخضػػرم ‪ ،‬ككانػػت الجمعيػػة تيػػدؼ إلػػى محاربػػة االمػراض االجتماعيػػة ‪ ،‬كالسػػعي لنشػػر المبػػادئ الخمقيػػة السػػامية‬
‫لالسالـ ‪ .‬كخدمة المغة العربية كالسعي لنشر العمـ كالثقافة(‪.)3‬‬
‫فتحت جمعية التحرير الثقافي عاـ ‪4611‬ـ مدرسة ابتدائية كما لبثت اف فتحت مدرسة ثانكية ‪ .‬كانتػا مػف‬
‫بػػيف المػػدارس التػػي أممػػت عػػاـ ‪4611‬ـ ‪ ،‬كقػػد ارعػػت الجمعيػػة فػػي مدارسػػيا مسػػألة تػػدريس العمػػكـ الدينيػػة بجانػػب‬
‫العمكـ الحديثة (‪ ،)2‬كاصد ار الجمعية عػاـ ‪4651‬ـ مجمػة النشػاط الثقػافي التػي ُعرفػت باىتماماتيػا الثقافيػة كاألدبيػة‬
‫ككما ذكر ذلؾ في المبحث الثاني مف ىذا الفصؿ‪.‬‬
‫كفي مجػاؿ النػدكات األدبيػة ‪ ،‬عقػدت عػاـ ‪4650‬ـ ‪ ،‬اجتماعػا لشػعراء النجػؼ فػي مقرىػا الكػائف فػي حػي‬
‫السعد مف المدينة ‪،‬حضره عدد مف كبار شػعراء المدينػة مػنيـ محمػكد الجبػرم ‪ ،‬محمػد صػالح بحػر العمػكـ ‪ ،‬عبػد‬
‫المنعـ الفرطكسي ‪ ،‬عبد الغني الخضرم ككخريف(‪.)1‬‬
‫اكػػد مؤسسػ ػكا الجمعيػػة بت ػػأثرىـ بأنش ػػطة جمعيػػة الرابط ػػة األدبيػػة كمنت ػػدل النش ػػر ‪ ،‬لكػػف جمعي ػػة التحري ػػر‬
‫الثقػػافي لػػـ تبمػػغ مػػا بمغتػػو منتػػدل النشػػر مػػف األىميػػة كالتػػأثير ‪ ،‬كلػػـ تكػػف قػػادرة ىػػي األخػػرل عمػػى تحقيػػؽ أىػػدافيا‬
‫الكبيرة لذا بقيت تراكح مكانيا(‪.)5‬‬
‫خامساً‪ -‬جمعية التوجيو الديني ‪:‬‬
‫تعد كاحدة مػف بػيف الجمعيػات البػارزة التػي كػاف ليػا اثػر ميػـ كصػدل كاسػع فػي مجػاؿ العمػؿ المؤسسػاتي‬
‫المػػنظـ كالػػذم تكفػػؿ بػػو عػػدد مػػف الناشػػطيف فػػي الميػػداف الثقػػافي كالعممػػي كالسػػيما ممػػف كجػػدكا فػػي انفسػػيـ الرغبػػة‬
‫كالقػدرة ‪ ،‬عمػى العمػػؿ التضػامني الجمػػاعي خدمػة الػػى أىػدافيا الداعيػػة لػدعـ كمسػػاندة النشػاطات الفكريػػة فػي عقػػد‬
‫الستينيات مف القرف العشريف خصكصان في الجكانب كالنشاطات األدبية كالعممية كالدينية ‪ ،‬كلذلؾ فقد أطمؽ عمييا‬
‫تسمية "جمعية التوجيو الديني" ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫كىـ عبد المنعـ الشميسػاكم كمجيػد ازيػر دىػاـ ككػاظـ الكفػائي كغيػرىـ ينظػر ‪ :‬نػاجي كداعػة الشػريس ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫ص‪. 05‬‬
‫(‪)3‬‬
‫جمعية التحرير الثقافي ‪ ،‬كحي اليراع ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪ ، )4615 ،‬ص‪ -1‬ص‪.0‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عمي احمد البيادلي ‪ ،‬الحكزة العممية في النجؼ ‪ ،‬ص‪. 255‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حسف عيسى الحكيـ ‪ ،‬المفصؿ في تاريخ النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ج‪ ،40‬ص‪. 62‬‬
‫(‪)5‬‬
‫جعفر الخميمي ‪ ،‬مكسكعة العتبات المقدسة ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪401‬؛ جمعية التحرير الثقافي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪44‬؛ حسف عيسى‬
‫عيسى الحكيـ ‪ ،‬المفصؿ في تاريخ النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ج‪ ،40‬ص‪ -06‬ص‪.60‬‬
‫‪273‬‬
‫تأسسػػت جمعيػػة التكجيػػو الػػديني بتػػاريخ ‪4615/5/41‬ـ(‪ ،)4‬بالكتػػاب الم ػرقـ (ـ‪/‬ج ػػ‪ ، )4114/‬بعػػد اف قػػدـ‬
‫إب ػراىيـ الفاضػػمي طمب ػان إلػػى ك ازرة الداخميػػة بتػػاريخ ‪4615/5/3‬ـ مػػف اجػػؿ تأسػػيس الجمعيػػة ‪ ،‬كقػػد عػػدت ال ػك ازرة‬
‫الجمعية مؤسسة بعد مضي المدة القانكنية كأصبحت عاممة عمى الساحة العراقية بعد ىذه المكافقة(‪.)3‬‬
‫أعمػػف مؤسسػػيا عػػف اليػػدؼ األكؿ مػػف تاسيسػػيا ‪ ،‬كيمكػػف اف نمحػػظ ذلػػؾ جمي ػان فػػي المػػادة الثالثػػة المعممػػة‬
‫لألغراض التي تشكمت عمى أساسيا ذاكر ذلؾ ما نصو ‪:‬‬
‫" اقامػػػة حفػػػالت فػػػي المناسػػػبات الدينيػػػة والتاريخيػػػة‬
‫واألدبيػػة والوطنيػػة التػػي ترفػػع مػػف شػػأف الجميوريػػة‬
‫العراقيػػػػػػة ‪ ...‬التعػػػػػػاوف مػػػػػػع المؤسسػػػػػػات المماثمػػػػػػة‬
‫لمجميورية العراقيػة والػبالد العربيػة الشػقيقة واالقطػار‬
‫األجنبيػػػػػػة الصػػػػػػػديقة فػػػػػػػي ميػػػػػػػداف االدب والثقافػػػػػػػة‬
‫العامةعمى اف تراعي بيذا الشػأف احكػاـ المػادة (‪)32‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ذي الػػػػػػرقـ (‪ )2‬لسػػػػػػنة‬ ‫مػػػػػػف قػػػػػػانوف الجمعيػػػػػػات‬
‫‪.)1(2:71‬‬
‫ضػػمت الجمعيػػة فػػي صػػفكفيا عػػددان مػػف الشػػباب المتطمػػع لمنشػػاط المػػدني كرفػػد الحيػػاة الثقافيػػة كالدينيػػة فػػي‬
‫العراؽ بالدماء الشابة لتحقيؽ نيضة عممية دينية تتسـ باالعتداؿ كالكسطية (‪.)5‬‬
‫تكجت جمعية التكجيو الديني أعماليا منذ سػنتيا األكلػى بتأسػيس "مجمػة العػدؿ" كالتػي تعػد احػد الكاجيػات‬
‫الثقافي ػػة كالت ػػي تناكل ػػت مختم ػػؼ القض ػػايا الفكري ػػة كاالجتماعي ػػة الداخمي ػػة كالخارجي ػػة ‪ ،‬كم ػػا ب ػػيف ذل ػػؾ الباح ػػث ف ػػي‬
‫المبحث الثاني مف ىذا الفصؿ عند تناكلو مكضكع الصحافة‪.‬‬
‫لـ تقتصر أعماؿ الجمعية عمػى إصػدارىا المجمػة ‪ ،‬بػؿ سػعت إلػى إصػدار مجمكعػة مػف الكتػب كمسػاىمة‬
‫فعالة في مجاؿ نشر الفكر ‪ ،‬كيبيف الجدكؿ رقـ ( ‪ ) 13‬نماذج مف تمؾ اإلصدارات خالؿ مدة البحث ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫حسف عيسى الحكيـ ‪ ،‬المفصؿ في تاريخ النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ج‪ ،40‬ص‪.66‬‬
‫(‪)3‬‬
‫تغريد جاسـ الحسناكم ‪ ،‬مجمة العدؿ ‪4614-4615‬ـ‪ ،‬دراسة تاريخية ‪ ،‬رسالة ماجستير‪( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬كمية التربية لمبنػات‪،‬‬
‫‪ ،)3144‬ص‪. 31‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تنص ىذه المادة عمػى منػع أم جمعيػة اف تنتسػب أك تشػترؾ أك تػنظـ إلػى جمعيػة مقرىػا خػارج العػراؽ إال بػامر كزيػر الداخميػة ‪،‬‬
‫كما ال يجكز ليا اف تستمـ مبالغ مالية مف خارج الجميكرية كاف ال ترسؿ أم شيء مما ذكػر إلػى جيػة أك اشػخاص فػي الخػارج‬
‫إال باذف كزير الداخمية أيضا ‪ ،‬دليؿ الجميكرية العراقية لسنة ‪ ،4611‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 111‬‬
‫(‪)1‬‬
‫جمعية التكجيو الديني ‪ ،‬النظاـ االساسي لجمعية التكجيو الديني ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪ ،)4615 ،‬ص‪. 5‬‬
‫(‪)5‬‬
‫منيـ ‪ :‬إبراىيـ الفاضمي ‪ ،‬عبد اليادم العصامي ‪ ،‬ناصر الساعدم ‪،‬احمد البغدادم ‪ ،‬عمي الشيخ احمد عبد الكريـ الجزائرم ‪،‬‬
‫‪ ،‬حسيف نصػار ‪ ،‬مػال عبػد الحسػف االسػدم ‪ ،‬عبػد األميػر عمػي الػكائمي ‪ ،‬عبػد الجبػار الزىيػرم ‪ ،‬مػرزة ىػادم الصػافي ‪ ،‬يػكنس‬
‫الساعدم ‪ ،‬عبد الباقي الجزائرم كاخركف ‪.‬‬
‫‪274‬‬
‫جدوؿ رقـ ( ‪) 53‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نماذج مف اصدارات جميعة التوجيو الديني خالؿ مدة البحث‬
‫مكاف الطبع‬ ‫التاريخ‬ ‫اسـ الكتاب‬ ‫المؤلؼ‬ ‫ت‬
‫مطبعة القضاء‬ ‫‪4615‬‬ ‫مجمة العدؿ‬ ‫إبراىيـ الفاضمي‬ ‫‪-4‬‬
‫مطبعة القضاء‬ ‫‪4611‬‬ ‫ثكرة اإلماـ الحسيف‬ ‫إبراىيـ الفاضمي‬ ‫‪-3‬‬
‫مطبعة القضاء‬ ‫‪4611‬‬ ‫ألجؿ اف نكسب المعركة‬ ‫إبراىيـ الفاضمي‬ ‫‪-2‬‬
‫مطبعة القضاء‬ ‫‪4611‬‬ ‫تحرير فمسطيف‬ ‫خضر عباس الصالحي‬ ‫‪-1‬‬
‫مطبعة القضاء‬ ‫‪4610‬‬ ‫مناسؾ الحج‬ ‫إبراىيـ الفاضمي‬ ‫‪-5‬‬

‫لقد اسيمت جمعية التكجيو الديني أسياما فاعال في تطكير الجانب العممي كالمعرفي ككانت داعمػا رئيسػا‬
‫ليا ‪ ،‬فقدمت إلى رئاسة ديكاف األكقاؼ في بغداد بتاريخ ‪4610/2/42‬ـ طمبان تركـ فيو تأسيس مدرستيف احػدىما‬
‫متكسػػطة كاألخػػرل ثانكيػػة تاخػػذ عمػػى عاتقيػػا أسػػمكب الد ارسػػة كفق ػان لألسػػاليب الحديثػػة فػػي اعػػداد كتأسػػيس ىكػػذا‬
‫مدارس ‪ ،‬بالفعؿ فقد حصمت المكافقة عمى ذلػؾ المشػركع بتػاريخ ‪4610/0/4‬ـ ‪ ،‬كحصػمت الجمعيػة عمػى مكافقػة‬
‫كاجازة بفتح مدرسة تابعة ليا بعد مركر شيريف مف نفس العاـ مف التاريخ المذككر(‪.)3‬‬
‫كمػػف بػػيف األىػػداؼ األساسػػية ليػػذه الجمعيػػة ىػػك عقػػد النػػدكات الفكريػػة األدبيػػة ‪ ،‬حيػػث يمقػػي اعػػالـ الػػديف‬
‫كأقطاب الفكر محاضراتيـ إلى جانب القصائد في المناسب المختمفػة ‪ ،‬كمػف بػيف النشػاطات األخػرل كالتػي دأبػت‬
‫الجمعية عمى االحتفاؿ بيػا ىػي مناسػبة استشػياد اإلمػاـ عمػي كالسػيدة فاطمػة بنػت محمػد الزىػراء (‪ )‬كاؿ البيػت‬
‫إلى جانب االحتفاؿ السنكم في يكمي ‪ 41‬ربيع األكؿ مف كؿ عػاـ بمناسػبة ذكػرل المكلػد النبػكم الشػريؼ إضػافة‬
‫(‪)2‬‬
‫إلى المناسبات الدينية األخرل التي يتـ االحتفاؿ بيا‬
‫كتأسيسان عمى ذلؾ فقد أدركت الجمعيات في النجؼ االشرؼ أىمية مكقعيا كخطكرة دكرىػا الكاجػب تأديتػو‬
‫بعد اف عرفت اف الغايات الكبرل مبنية عمى فيـ صادؽ لكاقع النجؼ كمركز ديني إسالمي كلتطكرات العصػر ‪،‬‬
‫فكاف البد مف العمؿ عمى إيجاد النخب المثقفة التي تأخذ عمى عاتقيا العمؿ جيد االمكاف لتحقيؽ حاجات األمة‬
‫كاف تؤدم رسالتيا عمى الصكرة التي يتطمبيا الكاقع المميػئ بالتيػارات الفكريػة المختمفػة كدكرىػا السياسػي ‪ ،‬إذ كػاف‬
‫مػػف كاجبػػات الجمعيػػات التصػػدم إلػػى تمػػؾ األفكػػار العممانيػػة مػػف خػػالؿ طػػرح سياسػػي ناضػػج كىػػذا مػػا سيدرسػػو‬
‫الباحث في الفصؿ القادـ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫الجدكؿ معمكماتو منتقاة مف نفس المصادر المذككرة داخمو ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حكؿ الكثائؽ المتعمقة بفتح مدارسيا ينظر ‪ :‬تغريد جاسـ الحسناكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.311-314‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ينظػػر ‪( :‬العػػدؿ) "مجمػػة" ‪ ،‬السػػنة (‪ ، )4‬اب ‪4615‬ـ‪ ،‬العػػدد (‪ ، )1‬ص‪1‬؛ السػػنة (‪4611 ، )4‬ـ‪ ،‬العػػدد (‪ ، )45‬ص‪16-24‬؛‬
‫السنة (‪ ، )2‬ايمكؿ ‪4610‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )41‬ص‪.11‬‬
‫‪275‬‬
‫الفصل الخامس‬

‫الفكر السٌاسً فً النجف االشرف ‪ ،‬التطورات والمواقف‬

‫المبحث األول‪ :‬تطور الفكر السٌاسً ‪.‬‬

‫المبحث الثانً ‪ :‬الصراعات الفكرٌة بٌن التٌارات السٌاسٌة فً النجف االشرف‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬موقف النجف االشرف من األحداث السٌاسٌة فً العراق‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬موقف النجف االشرف من األحداث الدولٌة‬

‫‪276‬‬
‫المبحث األوؿ‬
‫تطور الفكر السياسي‬
‫شيدت المدة التي عالجيا البحث ( ‪ )4610 -4650‬كقائعان في غاية األىمية بتاريخ العراؽ المعاصر ‪،‬‬
‫كتحكالت ميمة عمى المستكييف الداخمي كالخارجي ‪ ،‬فقد تميزت تمؾ المدة بالتكتر الدائـ كعدـ االستق ارر السياسػي‬
‫‪ ،‬ادل – كفػي كثيػػر مػػف االحيػاف – إلػػى اىتػزاز أسػػس النظػاـ السياسػػي الع ارقػػي انػػذاؾ ‪ ،‬ال بػؿ ىػػددت كجػػكده فػػي‬
‫احياف أخرل ‪ ،‬حتى كصمت إلى لأكجيا في قياـ النظاـ الجميكرم األكؿ في صبيحة ‪ 41‬تمكز عاـ ‪4650‬ـ‪ ،‬كما‬
‫اعقبو مف سمسمة االنقالبات الدامية التي استمرت حتى عاـ ‪4610‬ـ كىي نياية مدة البحث ‪.‬‬
‫كعمى الرغـ مف تمؾ التطكرات الدراماتيكية التػي شػيدتيا السػاحة السياسػية غيػر اف التيػارات الرئيسػية فػي‬
‫مدينػػة النجػػؼ االشػػرؼ كأىميػػا الشػػيكعي كالقػػكمي لػػـ تشػػيد أم تطػػكر عمػػى صػػعيد الفكػػر خػػالؿ مػػدة البحػػث –‬
‫فالتيار الشيكعي كانت جميع افكاره كمبادئو ىي استمرار لطركحاتو الفكرية منذ التأسيس كالتي عرض ليا الباحث‬
‫في الفصؿ األكؿ ‪ ،‬غير اف ىذه الفتػرة شػيدت تطػك ار عمػى صػعيد الممارسػة يمكػف لمباحػث اف يسمسػميا فػي اطػار‬
‫السياسة التكتيكية لتمؾ التيارات ‪ ،‬كقد تمثؿ ذلؾ عمى سػبيؿ المثػاؿ ‪ ،‬فػي ممارسػات الحػزب الشػيكعي الع ارقػي فػي‬
‫النجؼ المتمثمة بمسايرة المشاعر الدينية التػي تتمتػع بيػا مدينػة النجػؼ االشػرؼ بالمكاكػب الدينيػة كاالحتفػاؿ بتمػؾ‬
‫المناسبات لدغدغة مشاعر الجماىير تحقيقا ألىدافو ككصكال إلى مبتغاه‪.‬‬
‫ػكر جديػ نػدا عمػػى صػػعيد الممارسػػة أيض ػان خػػالؿ مػػدة البحػػث تمثػػؿ ف ػي‬
‫فػػي حػػيف شػػيد التيػػار القػػكمي تطػ نا‬
‫االعتمػػاد عمػػى المدرسػػيف المص ػرييف الػػذيف كفػػدكا لمتػػدريس فػػي مػػدارس النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬كالػػذيف كػػانكا يحممػػكف‬
‫األفكار القكمية التي عممكا عمى تغذيتيا لطمبة المدارس في محاكلػة مػنيـ لكسػب اكبػر عػدد ممكػف مػف الجمػاىير‬
‫ألجؿ تكسيع قاعدتيـ الشعبية ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫امػػا الفكػػر السياسػػي اإلسػػالمي فقػػد شػػيد تطػػك ار عمػػى مسػػتكل الطركحػػات الفكريػػة تثمػػؿ ذلػػؾ فػػي تجديػػد‬
‫أطركحػػة كالي ػة الفقيػػو فػػي الحكػػـ ‪ ،‬كالتػػي سػػيعرفيا الباحػػث ‪ ،‬ككنيػػا مػػف الطركحػػات الفكريػػة التػػي طرحػػت مجػػددا‬
‫خالؿ مدة البحث‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫لـ تكف اطركحة كالية الفقيو بجديدة عمى الفكر السياسي اإلسالمي ‪ ،‬بؿ انما سبؽ اف طرحت قبؿ ما يزيد عمى القرف مف الزمف‬
‫‪ ،‬حيػػث طرحيػػا أكال الشػػيخ احمػػد الن ارقػػي الػػذم اف ػرد ليػػا عنكانػػا مسػػتثال (كاليػػة الفقيػػو العامػػة) ‪ ،‬فغػػدل بػػذلؾ أكؿ فقيػػو شػػيعي‬
‫يتصدل ليكذا مكضكع في التاريخ الحديث ‪ ،‬كالذم أسس مرجعية دينية قائػدة تعػكض غيػاب اإلمػاـ المعصػكـ كمػا احيػى محمػد‬
‫حسف النجفي المعركؼ بصاحب الجكاىر ىذا الطرح ثانية في سنة ‪4010‬ـ في كتابػو ذائػع الصػيت (جػكاىر الكػالـ) غيػر انيػا‬
‫شيدت اعتراضا مف قبؿ الشيخ مرتضى االنصارم صاحب كتاب (المكاسب) كىك تمميػذ الن ارقػي كالنجفػي تمثػؿ ذلػؾ فػي مسػألة‬
‫تصػرؼ الفقيػو فػػي حػؽ النػػاس ‪ ،‬كعػدـ كجػكد دليػػؿ شػرعي عمػػى ذلػؾ ‪ ،‬فػال تجػػب طاعتػو كطاعػػة اإلمػاـ كمػا تبنػػى تمػؾ النظريػػة‬
‫الشيخ محمػد حسػيف كاشػؼ الغطػاء الػذم كػاف يعتقػد بالكاليػة المطمقػة ‪ ،‬كمعتبرىػا كاجػاب مػف أىػـ كاجباتػو ككظيفػة يتػداكليا ابػا‬
‫عف جد ينظر ‪ :‬نكرة كطاؼ ىيداف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ -16‬ص‪. 11‬‬
‫‪277‬‬
‫‪ -‬والية الفقيو (‪:)2‬‬
‫لـ تكف كالية الفقيو باتجػاه كاحػد لمريػدييا مػف العممػاء كمؤيػدييـ فػي الشػارع ‪ ،‬إذ قسػمت تمػؾ النظريػة إلػى‬
‫ثالث مسارات كاتجاىات تمثمت بالشكؿ التالي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬نظرية كالية الفقيو العامة كتمثميا طركحات السيد الخميني(‪.)3‬‬
‫ب‪ -‬نظرية كالية الفقيو المقيدة كمثميا الشييد محمد باقر الصدر ‪.‬‬
‫ج‪ -‬نظرية كالية الفقيو الكسطى كمثميا السيد أبك القاسـ الخكئي كالسيد عمي السيستاني (داـ ظمو) (‪.)2‬‬
‫أ‪ -‬والية الفقيو العامة ‪:‬‬
‫ذىب أنصارىا إلى القكؿ باف الفقيو الجامع لمشرائط ىك نائب اإلماـ المعصكـ في كؿ األمكر المتعمقة بو‬
‫اداريا كسياسيا‪ ،‬كمؤكديف بالكقت ذاتو عمى حقيقة ثابتة بأنػو "إذا نيض بامر تشكيؿ الحكومة فقيو عالـ عػادؿ ‪،‬‬
‫فانو يمي مف أمور المجتمع ما كاف يميو النبي (‪ )‬منيـ ‪ ،‬وواجب عمى الناس اف يسمعوا لو ويطيعوه"(‪.)1‬‬
‫كلمكلي الفقيو الكالية المطمقة عمى المجتمع كابناه ‪ ،‬فيجب عمييـ االلتزاـ بكؿ أحكامو في شؤكنيـ العامة كالخاصة‬
‫التي تتحرؾ في دائرة النظاـ العاـ الخاضع لحاجة إلى السمطة الحاكمة التي تدير شؤكف البالد كالعباد(‪.)5‬‬

‫(‪)4‬‬
‫يمكف تعريؼ كالية الفقيو لغة ‪ :‬فكممة الكالية مشتقة مف (كلي) ‪ ،‬كىػي لغػة تحمػؿ مفيكمػان ىػك القػرب كمشػقة مػف جػذر ( ك – ؿ‬
‫– م ) كتسػػتعمؿ فػػي عػػدة معػػاف مثػػؿ الصػػديؽ كالمحػػب كالناصػػر ‪ ،‬فض ػالن عػػف معنيػػيف اخ ػريف ىمػػا التسػػمط كالتفػػكؽ كالقيػػادة‬
‫كالحككمػػة ‪ ،‬كلكػػف أكثػػر المعػػاني ارتباطػػات بيػػذه المفػػردة ىػػك معنػػى االمػػارة كالحككمػػة كالزعامػػة ‪ .‬ابػػف منظػػكر ‪ ،‬لسػػاف العػػرب‪،‬‬
‫تحقيؽ عامر احمد ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الكتب العممية ‪ ، ) 3115 ،‬ح‪ ، 41‬ص‪. 116‬‬
‫كامػػا اصػػطالحان ‪ :‬ىػػي السػػمطة عمػػى الغيػػر بحكػػـ العقػػؿ أك الشػػرع فػػي البػػدف كالمػػاؿ أك كمييمػػا ‪ ،‬يػػكمكف اف تمػػارس ىػػذه‬
‫السػمطة باالصػالة أك النيابػة ‪ ،‬ككػػذلؾ تعػرؼ بانيػا الكاليػة التػػي ترجػع بالنتيجػة إلػى الشػريعة كالفقػو كمصػدرىا االدلػة الشػرعية أك‬
‫األدلة العقمية الكشافة عف الحكـ الشرعي كمنيا الكالية المجعكلة لمفقيو الجػامع لمشػرائط كالمتصػدم لمشػأف العػاـ مػف قبػؿ اإلمػاـ‬
‫المعصكـ كالثابتة بالنص الشػرعي كالػدليؿ العقمػي ‪ .‬احمػد عبػد اليػادم ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ‪ ،‬ص‪14‬؛ محمػد مصػطفكم ‪ ،‬نظريػا‬
‫الحكـ كالدكلة ‪( ،‬بيركت ‪ :‬معيد الرسكؿ األكرـ العالي لمشريعة كالدراسات ‪ ، )3113 ،‬ص‪.24‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السيد الخميني (‪ : )4606-4613‬اسمو ركح اهلل الخميني ‪ ،‬جد في طمب العمـ منذ صباه ‪ ،‬درس عمى مقدمات اإلسالمية لدل‬
‫اخيو السيد مرتضى ثـ درس عمى يد الشيخ عبد الكريـ اليػزدم فػي مدينػة اراؾ ليػدرس أصػكؿ المغػة العربيػة ‪ ،‬ثػـ ارسػؿ إلػى قػـ‬
‫اكماال لدراستو ‪ ،‬بدء التدريس في حكزة قـ العممية في بداية الرابعة كاالربعيف مف عمره ‪ ،‬لو مجمكعة مف المؤلفات منيا ‪ :‬شرح‬
‫دعاء السحر ‪ ،‬كتاب االربعكف حديثان ‪ ،‬الحككمة اإلسالمية ‪ ،‬ديكاف شعر ‪ ،‬كغيرىا مف المؤلفات ‪ ،‬اعتبر مف ابرز الشخصػيات‬
‫العممية كالسياسة التي ادت دك انر ىامان في القرف العشريف ‪ ،‬إذ استطاع اسقاط حكـ شاه ايراف عاـ ‪ 4616‬كأعمػف نظامػان اسػالميان‬
‫‪ ،‬ينظر ‪ :‬رشيد القساـ كاخر ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مثمت الكالية الكسطى اتجاىا تقريبيان بػيف الكاليػة المطمقػة كالكاليػة الخاصػة كالتػي ظيػرت بعػد كفػاة السػيد أبػك القاسػـ الخػكئي التػي‬
‫تزعميا السيد عمي السيسػتاني (داـ ظمػو) كالتػي احجػـ الباحػث عػف التفصػيؿ فييػا ككنيػا خػارج مػدة البحػث ‪ ،‬لمتفاصػيؿ ينظػر ‪:‬‬
‫احمد عبد اليادم ‪ ،‬المصدر ‪ :‬السابؽ ‪ ،‬ص‪. 16‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلماـ الخميني ‪ ،‬الحككمة اإلسالمية (كالية الفقيو) ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬مؤسسة تنظيـ كنشر تراث اإلماـ الخميني ‪ )3112 ،‬ص‪.13‬‬
‫(‪)5‬‬
‫حميد الدىمكي ‪ ،‬المصدر السابؽ ؛ محمد الشيراكزم ‪ ،‬الشكرل في اإلسالـ ‪( ،‬بيركت ‪ :‬دار الفردكس ‪ ،)4606 ،‬ص‪.41‬‬
‫‪271‬‬
‫كاعتبػػرت شخصػػية السػػيد الخمينػػي ابػػرز الشخصػػيات المعاص ػرة التػػي اعػػادت طػػرح المكضػػع فػػي التػػاريخ‬
‫المعاصر مػف ارض النجػؼ االشػرؼ الػذم كصػميا بتػاريخ ‪ 5‬ايمػكؿ ‪ ،)4(4615‬كراح يطػرح اراءه كأفكػاره عػف تمػؾ‬
‫النظرية مف خالؿ محاضراتو التي كاف يمقييا عمى طالبو في المدينة (‪.)3‬‬
‫اسػػتندت النظريػػة العامػػة إلػػى دعامػػة النصػػب الشػػرعي لمفقيػػو العػػاـ العػػادؿ كلي ػان لالمػػة بكصػػفو نائب ػان عام ػان‬
‫لإلماـ الميدم (عج) ‪ ،‬كيممؾ ىذا الحاكـ مف أمر اإلدارة كالرعية كالسياسػة لمنػاس مػا كػاف يممكػو النبػي (‪ )‬كىػك‬
‫أمر حصر الحؽ الشرعي في رئاسة الدكلة االسالمية بو بكصفيا احد مظػاىر كاليتػو ‪ ،‬ألنيػا شػرعية مكتسػبة مػف‬
‫كالية اإلماـ المعصكـ(‪.)2‬‬
‫كيمكػػف القػػكؿ بػػاف مػػا يميػػز ىػػذه النظريػػة التػػي طكرىػػا السػػيد الخمينػػي ‪ ،‬بعػػد منتصػػؼ العقػػد السػػادس مػػف‬
‫القرف العشريف انيا "جػاءت اطروحػة فقييػة اجتماعيػة عقميػة ومسػتقمة ‪ ،‬وتسػتيدؼ التنظيػر لمدولػة اإلسػالمية‬
‫المنشودة ‪ ،‬وىدـ الذات االنتظاري ومحاولة منو لدحض متبنيات دعػاة نظريػة واليػة الفقيػو الجزئيػة (الخاصػة)‬
‫في معقميا"(‪.)5‬‬
‫كطكر اإلماـ الخميني كالية الفقيو في كتابو (البيع) كامده بتطكرات كاستدالالت عقميػة مستفيضػة ‪ ،‬كابعػاد‬
‫كاسػػعة كثبػػت فيػػو مفيكمػان متقػػدمان لالسػػالـ الػػذم ىػػك حسػػب السػػيد الخمينػػي فػػي النيايػػة ليسػػت شػػيئان أخػػر إال إقامػػة‬
‫الدكلة ‪ ،‬بما نصو‪" :‬إف اإلسالـ ىك الحككمة بشؤكنيا كاالحكاـ قكانيف اإلسالـ كىػي شػأف مػف شػؤكنو بػؿ االحكػاـ‬
‫مطمكبات بالعرض كامكر إليو الجرائيا كبسط العدالة"(‪.)5‬‬

‫فاالسالـ كما يراه الخمينػي ‪" :‬ديف خالفاً لالدياف والمػذاىب غيػر التوحيديػة ‪ ،‬يػدخؿ فػي جميػع الشػؤوف‬
‫الفردية واالجتماعية والمادية والمعنوية والثقافية والسياسية واالقتصادية والعسكرية ويشرؼ عمييا ‪ ،‬ولـ ييمؿ‬

‫(‪)4‬‬
‫عرؼ السيد الخميني بمعارضتو العمنية كالشديدة الى شاه ايراف محمد رضا ‪ ،‬مما دفع االخير الى نفيو الى تركيػا عػاـ ‪ 4611‬ـ‬
‫‪ ،‬ثـ انتقؿ الػى النجػؼ عػاـ ‪ . 4615‬لمتفاصػيؿ ينظػر ‪ :‬حميػد االنصػارم ‪ ،‬الحيػاة العمميػة كالسياسػية لالمػاـ الخمينػي ال ارحػؿ ‪،‬‬
‫ط‪ ( ، 44‬طيراف ‪ :‬مكسسة تنظيـ كنشر تراث االماـ الخميني ‪ ، ) 3115 ،‬ص‪. 42‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حيدر نزار عطية ‪ ،‬المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫(‪)2‬‬
‫سرمد الطائي ‪ ،‬مدخؿ لدراسة الفكر السياسي لمشييد الصدر ‪( ،‬قضػايا اسػالمية) "مجمػة" ‪ ،‬قػـ المقدسػة ‪4661 ،‬ـ ‪ ،‬ص‪-316‬‬
‫ص‪ 352‬؛ صدر الديف القبنجي ‪ ،‬الجاىد السياسي لمسيد الصدر‪( ،‬دـ‪ :‬المكتب االعالمي ‪ ،‬د ت) ف ص‪. 2‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فؤاد إبراىيـ ‪ ،‬الفقيو كالدكلة ‪( ،‬بيركت ‪ :‬دار الكنكز األدبية ‪ ، )4660 ،‬ص‪. 301‬‬
‫(‪)5‬‬
‫اإلماـ الخميني ‪ ،‬البيع ‪( ،‬قـ ‪ :‬مؤسسة مطبكعات اسماعيمياف ‪ ، )4602 ،‬ح‪ ،3‬ص‪. 113‬‬
‫‪275‬‬
‫وية مالحظة ولو كانت بسيطة ولو دور في تربية اإلنسػاف والمجتمػع وتقػدميما المػادي والمعنػوي ‪ ،‬وقػد حػذر‬
‫مف الموانع والمشكالت التي تقؼ في طريؽ تكامؿ المجتمع وسعى إلى ازالتيا"(‪.)2‬‬
‫كاجماال يمكف اف نمخص أراء السيد الخميني في كالية الفقيو المطمقة بالنقاط اآلتية (‪:)3‬‬
‫‪ -4‬اف كجكد الحككمة في المجتمع ىك أمر ضركرم‪.‬‬
‫‪ -3‬ليس ألحد مف نفسو حؽ الكالية عمى االخريف كانما تحتاج الكالية إلى منشأ مشركعية‪.‬‬
‫‪ -2‬اف اهلل تعالى ىك نصب اإلماـ عمي (‪ )‬في منصب الكالية باخبار مف رسكؿ اهلل (‪ )‬كاف الكاليػة‬
‫بعد اإلماـ عمي ىي لالئمة المعصكميف كاحدان تمك األخر ‪.‬‬
‫‪ -1‬يجب عمى الفقياء العدكؿ المتصديف المر الكالية اف تتكفر فييـ خصمتاف ‪:‬‬
‫العمـ كالعدالة‪.‬‬
‫‪ -5‬الكلي الفقيو ىك منشأ مشركعية النظاـ فكػؿ المؤسسػات الحككميػة كالدسػتكرية كالقػكانيف العاديػة تعتبػر‬
‫مشركعة بامضائو‪.‬‬
‫‪ -1‬لكالية الفقيو مدل كاسع جدان عؿ الصعيد الجغرافي كاالنساني ‪.‬‬
‫‪ -1‬الكلي الفقيو مسؤكؿ اماـ اهلل فقط‪.‬‬
‫يمكػػف القػػكؿ اف كاليػػة الفقيػػو بالشػػكؿ الػػذم صػػاغيا اإلمػػاـ الخمينػػي ‪ ،‬تعػػد ذركة الفكػػر السياسػػي الشػػيعي‬
‫المعاصػػر ‪ ،‬فقػػد يؤسػػس فػػي ظػػؿ النظػػرم االفت ارضػػي لالسػػالـ دكلػػة الػػكلي الفقيػػو ‪ ،‬باعتبارىػػا اعمػػى قمػػة فػػي اليػػرـ‬
‫السياسي الذم يرقى كظيفيا إلى رتبة اإلماـ المعصكـ في عصر الغيبة ‪ ،‬كيككف الفقيػو حػائ انز عمػى شػركط القيػادة‬
‫بمعايير المدرسة الشيعية التي تفترض في القائد انحداره مف المراتب العميا لممؤسسة الدينية‪.‬‬
‫كان ػػت لطركح ػػات الس ػػيد الخمين ػػي ى ػػذه اص ػػداءات كاس ػػعة ف ػػي القب ػػكؿ داخ ػػؿ الح ػػكزة العممي ػػة ‪ ،‬الت ػػي راح‬
‫مفكركىا يعممكف عمى دراسة النظرية كاستيعابيا كمف ثـ العمؿ عمى تطكرييا ‪ ،‬كاف مف ابرزىـ السػيد محمػد بػاقر‬
‫الصػدر كالسػيد محسػف الحكػيـ ‪ ،‬فػي حػيف القػت النظريػة الػرفض مػف قبػؿ الشػيخ محمػد ميػدم شػمس الػديف الػػذم‬
‫كاف يرل فييا غير ذلؾ مؤكدان عمػى اف السػيادة التامػة كالحاكميػة المطمقػة كالكاليػة ىػي هلل تعػالى ‪ ،‬كال كاليػة ألحػد‬
‫عمػػى احػػد ‪ ،‬كرفػػض نظريػػة كاليػػة الفقيػػو ‪ ،‬ألنيػػا تحػػكؿ دكف اف يكػػكف لالمػػة أم دكر عمػػى مسػػتكل السػػمطة فػػي‬
‫المجتمػػع ‪ ،‬باعتبػػار اف نظريػػة الكاليػػة (العامػػة) قائمػػة عمػػى أسػػاس انيػػا متفرعػػة عػػف الكاليػػة الكبػػرل المتمثمػػة فػػي‬
‫المعصكـ (‪ ، )‬في كؿ زماف ‪ ،‬كاكد أيضا ‪ ،‬عمى مشركعية الحككمة اإلسالمية ‪ ،‬لكف ليس عمى اساس كاليػة‬
‫الفقيو ‪ ،‬كانما عمى أساس كالية األمة عمى نفسيا(‪.)2‬‬

‫(‪)4‬‬
‫االماـ الخميني ‪،‬البيع ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪. 114‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اإلماـ الخميني ‪ ،‬الحككمة اإلسالمية ‪ ،‬ص‪-12‬ص‪.10‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ف ػػرح مكس ػػى ‪ ،‬ال ػػديف الدكل ػػة كاالم ػػة ‪( ،‬بي ػػركت ‪ :‬دار الي ػػادم لمطباع ػػة كالنش ػػر كالتكزي ػػع ‪3113 ،‬ـ) ص‪361‬؛ محم ػػد إبػ ػراىيـ‬
‫المكسكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 431‬‬
‫‪211‬‬
‫طرح شمس الديف مشركعة كالية األمة عمى نفسيا "التػي تسػمح لالمػة بػاف تمػارس السػمطة مػف خػالؿ‬
‫إنشاء مؤسسات ادارية واجيزة تنفيذيػة ليػا ‪ ،‬وتعيػيف اشػخاص يمارسػوف سػمطات عمػى االنفػس واألمػواؿ مػف‬
‫دوف اف تتوقػػؼ شػػرعية االج ػراءات التنظيميػػة والخاصػػة عمػػى فتػػوى الفقيػػو ‪ ،‬أو حكمػػو ‪ ،‬خالف ػاً لنظريػػة واليػػة‬
‫الفقيو "(‪.)2‬‬
‫كب ػػنفس الس ػػياؽ ‪ ،‬اق ػػر بمش ػػركعية الحككم ػػة اإلس ػػالمية كاقامتي ػػا ‪ ،‬عم ػػى أس ػػاس اف األم ػػة ‪ ،‬ى ػػي المرج ػػع‬
‫االساسي لمسمطة ‪ ،‬مف حيث مصدر شرعيتيا كالقكانيف ‪ ،‬كتشكيؿ الحككمة كتعييف اشخاص ‪ ،‬يمارسكف سمطاتيـ‬
‫عمى االنفس كاألمكاؿ(‪.)3‬‬
‫ايضا مف حيث كظيفتيا ‪ ،‬فقد اكد عمػى اف السػيادة التامػة كالحاكمػة المطمقػة ‪ ،‬كالكاليػة ‪ ،‬ىػي هلل تعػالى‪،‬‬‫ك ن‬
‫كال كالية ألحد عمى احد(‪.)2‬‬
‫ب‪ -‬الواليػػة المقيػػدة (الفقيػػو والشػػورى) ‪ :‬طرحيػػا السػػيد محمػػد بػػاقر الصػػدر تحػػت اسػػـ "واليػػة الفقيػػو‬
‫والشػورى" واليػة "الفقيػو المنتخػػب" فػي منتصػؼ سػتينيات القػرف العشػريف كىػػي نظريػة حديثػة تتكسػط كاليػة الفقيػػو‬
‫كنظرية الشػكرل ‪ ،‬اذانيػا تشػترط الفقاىػة فػي كلػي األمػر ‪ ،‬كلكػف اختيػاره يػتـ فػي اطػار الشػكرل التػي تمثػؿ األمػة‪،‬‬
‫كانتخػػاب األمػػة ىػػك الػػذم يمنحػػو شػػرعية ممارسػػة الحكػػـ ‪ ،‬كمػػا اف أسػػاليب إدارة السػػمطة مترككػػة لالمػػة أيضػػا مػػف‬
‫خػػالؿ ممثمييػػا ‪ ،‬كبػػذلؾ تكػػكف لالمػػة كاليػػة الحكػػـ ‪ ،‬كلمفقيػػو كاليػػة الرقابػػة كاالشػراؼ كاالدارة العميػػا ‪ ،‬كبكصػػفو نائبػان‬
‫لإلماـ المعصكـ ‪ ،‬كمظاىرىا القيادة العامة كرئاسة الدكلة اإلسالمية(‪.)1‬‬
‫اف أكؿ مف طرح ىذه النظرية كبمكرىا السيد محمد باقر الصػدر ‪ ،‬كتعػد ىػذه النظريػة بيػذا الشػكؿ المرحمػة‬
‫الثانية(‪ ،)5‬مف مراحؿ تطكر فكرة الدكلة اإلسالمية عند الشييد الصدر‪ ،‬كما عبر عف ذلؾ بعض تالمذتو(‪.)1‬‬
‫كتب الصدر في حينيا رسالة "برىف فييا عمى جواز أو وجوب قياـ الحكومة اإلسالمية في زمف الغيبػة‬
‫‪ ،‬وذلؾ خالؿ وية الشورى (‪ ،)8‬واكد في الرسالة شورية الحكـ اإلسالمي وحؽ األمة في االنتخاب"(‪.)9‬‬

‫(‪)4‬‬
‫محمد ميدم شمس الديف ‪ ،‬في االجتماع السياسي اإلسالمي ‪( ،‬قـ ‪ :‬دار الثقافة لمطباعة ك كالنشر ‪ ، )4661 ،‬ص‪.455‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فرح مكسى ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.432‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد إبراىيـ المكسكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.410‬‬
‫(‪)1‬‬
‫احمد عبد اليادم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫(‪)5‬‬
‫كاف التصكر االكلي لمسػيد الصػدر عػف النظػاـ السياسػي لمدكلػة المفترظػة ‪ ،‬يقػكـ عمػى أسػاس الشػكرل كشػكؿ لمسػمطة فػي الدكلػة‬
‫اإلسػػالمية المنشػػكدة ‪ ،‬حيػػث شػػيدت ىػػذه المرحمػػة – كىػػي مرحمػػة الخمسػػينيات – مػػف القػػرف العشػريف تػػأث انر كبيػ انر بفكػػر االخ ػكاف‬
‫المسمميف ‪ ،‬فقد لعب بعض االعضػاء الشػيعة الػذيف كػانكا منظمػيف إلػى االخػكاف المسػمميف ‪ ،‬كفػي حػزب التحريػر دك انر كبيػ انر فػي‬
‫التاثير عمى فكر السيد محمد باقر الصدر ‪ ،‬صالح الخرساف ‪ ،‬اإلماـ السيد محمد باقر الصدر‪،‬ص‪-13‬ص‪. 13‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كاظـ الحائرم ‪ ،‬مباحث األصكؿ ‪ ،‬ح‪ ،4‬ص‪.412‬‬
‫(‪)1‬‬
‫سكرة الشكرل ‪ ،‬كية (‪.)20‬‬
‫(‪)0‬‬
‫سرمد الطائي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.351‬‬
‫‪211‬‬
‫كلكػػف فكػػر الصػػدر بػػدأ يطػػرئ عميػػو بعػػض التغييػػر فيمػػا يتعمػػؽ بالشػػكؿ الػػذم يفتػػرض اف تعتمػػده الدكلػػة‬
‫اإلسالمية خاصػة بعػد مجػيء السػيد الخمينػي إلػى العػراؽ كالبػدء بطػرح نظريػة كاليػة الفقيػو العامػة ‪ ،‬ككػذلؾ نتيجػة‬
‫لطػػركء تغييػػر أساسػػي عمػػى فيػػـ السػػيد الصػػدر الدلػػة الشػػكرل مػػف الق ػركف كالك ػريـ كالسػػنة الش ػريفة نتيجػػة لػػبعض‬
‫االعتراضات العممية عميو(‪.)4‬‬
‫رغـ ذلؾ التحكؿ ‪ ،‬لـ يمغ الشػكرل تمامػان مػف نظريتػو ‪ ،‬كلكنػو حػاكؿ إيجػاد نظريػة تتكسػط مػا بػيف النظريػة‬
‫الشيعية كالنظرية السنية ‪ ،‬كالذم سمى األكلى ( خالفة األمة ) ‪ ،‬باعتبار الخالفة الممنكحة لإلنساف عمى األرض‬
‫‪ ،‬كالثانيػػة "شػػيادة الفقيػػو" باعتبػػار نيابتػػو العامػػة لإلمػػاـ المعصػػكـ مػػف خػػالؿ انتخػػاب األمػػة لمفقيػػو سػػيمتقي خػػط‬
‫الخالفة بخط الشيادة ‪ ،‬فيككف الفقيو حينيا مجسد لمخطيف(‪.)3‬‬
‫اعتمد السيد الصدر في طرحو لنظريتو عمى مجمكعة مف القكاعد كاالسس ‪ ،‬يمكف اجماليا باالتي(‪:)2‬‬
‫‪ -4‬ال كالية باالصؿ إال هلل تعالى ‪.‬‬
‫‪ -3‬اف األمػػة ىػػي المصػػدر الرئيسػػي النتخػػاب الفقيػػو كالػػذم ينتخػػب عمػػى أسػػاس قاعػػدة الشػػكرل ‪ ،‬كيكػػكف‬
‫نكاب الشعب ليـ االشراؼ كالرقابة الدستكرية لتحقيؽ ذلؾ‪.‬‬
‫‪ -2‬النياب ػػة العام ػػة ع ػػف اإلم ػػاـ المعص ػػكـ ى ػػي لممجتي ػػد المطم ػػؽ الع ػػادؿ الكف ػػيء‪ ،‬كى ػػي مص ػػدر الكالي ػػة‬
‫الممنكحة لمفقيو ‪ ،‬بمعنى القيمكمة عمى تطبيؽ الشريعة كحتى االشراؼ الكامؿ‪.‬‬
‫‪ -1‬فكرة أىؿ الحؿ كالعقد التي طبعت في الحياة اإلسالمية كالتي يؤدم تطبيقيا عمى النحك الذم ينسػجـ‬
‫مع قاعدة الشكرل كقاعدة االشراؼ الدستكرم مف نائب اإلماـ إلى افتراض يمثؿ األمة كينبثؽ عنيا باالنتخاب‪.‬‬
‫كبناء عمى ذلؾ ‪ ،‬يخمص السيد الصدر إلى اف اإلسالـ يرفض نظرية القكة كالغمبػة فػي تكػكيف الحككمػة ‪،‬‬
‫كنظرية التفكيض اإلليي كنظرية العقد االجتماعي كنظرية تطك ار الدكلة عف عائمة ‪ ،‬كيذىب إلى اف الدكلة ظاىرة‬
‫نبكيػػة كتجسػػيد لمعمػػؿ النبػػكم ‪ ،‬امػػا مػػف الناحيػػة االكظيفيػػة فػػاف الدكلػػة – كمػػا يقػػكؿ – كظيفتيػػا تطبيػػؽ الش ػريعة‬
‫اإلسالمية التي كازنت بيف الفرد كالمجتمع ‪ ،‬كتحمػي المجتمػع ال بكصػفو كجػكدان (ىيغميػان) مقػابالن لمفػرد بػؿ بكصػفو‬
‫تعبي انر عف مجمكعة االفراد(‪.)1‬‬
‫اف نظريػػة كاليػػة الفقيػػو المقيػػدة (كاليػػة الفقيػػو كالشػػكرل) التػػي صػػاغيا السػػيد الصػػدر سػػجمت عمييػػا بعػػض‬
‫االنتقادات منيا (‪:)5‬‬

‫(‪)4‬‬
‫المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.343‬‬
‫(‪)3‬‬
‫سرمد الطائي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.343‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد باقر الصدر ‪ ،‬اإلسالـ يقكد الحياة ‪ ،‬ص‪-41‬ص‪.41‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪ -41‬ص‪. 41‬‬
‫(‪)5‬‬
‫محسف الكميدار ‪ ،‬نظريات الدكلة في الفقو الشيعي ‪( ،‬قضػايا اسػالمية) "مجمػة" ‪4660 ،‬ـ‪ ،‬العػدد (‪ ، )1‬ص‪-01‬ص‪05‬؛ احمػد‬
‫عبد اليادم السعدكف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.03‬‬
‫‪212‬‬
‫‪ -4‬اف نظرية الصدر ينـ انيا ال تعطي الكلي الفقيػو فػي جانػب الكظيفػة أكثػر مػف ككنػو شػييدان أك مشػرفان كنػاظ انر‬
‫‪ ،‬إال انيا فيما تمنحو لمكلي الفقيو مف صالحيات ال تقؿ عف نظرية كالية الفقيو المطمقة بؿ ىي ذاتيا‪.‬‬
‫‪ -3‬اف ىذه النظرية كاف كانت تؤكد حؽ األمة أكثر مما أكدتو نظرية كاليػة الفقيػو المطمقػة ‪ ،‬لكنيػا تراجعػت عنػو‬
‫مف خالؿ اعطائيا المرجع مرك انز ال يسأؿ فيو ‪ ،‬ىذا باالضافة إلػى مػا منحتػو مػف صػالحيات كاسػعة دكف اشػراؼ‬
‫كمراقبة‪.‬‬
‫‪ -2‬رغػػـ انيػػا حػػؽ االسػػتخالؼ األمػػة إال انيػػا ترجػػع ممارسػػة ىػػذا الحػػؽ إلػػى امضػػاء المرجػػع ‪ ،‬فيػػي كاف اعطػػت‬
‫األم ػػة حق ػػا ف ػػي انتخ ػػاب رئ ػػيس الجميكري ػػة كحقػ ػان ف ػػي االنتخاب ػػات المباش ػػر لمجم ػػس أى ػػؿ الح ػػؿ كالعق ػػد (الس ػػمطة‬
‫التشريعية) ‪ ،‬إال انيا عادت لحد مف حرية األمة في اطار مرشحي المراجع ليذا المكقع (الرئاسة) كما جحػدت مػا‬
‫يصدر عف المجمس مف قكانيف إال بامضاء المرجع‪.‬‬
‫‪ -1‬لـ تشر النظرية إلى انو إذا كاف المرجع كلو كؿ ىذه الصػالحيات الكاسػعة مسػؤكالن امػاـ األمػة أـ ال ‪ ،‬ثػـ ىػؿ‬
‫انتخػػاب األمػػة لػػو فػػي حػػاؿ تعػػدد الم ارجػػع ىػػك مػػف جيػػة الكشػػؼ عنػػو كحسػػب أـ األمػػة ىػػي صػػاحبة حػػؽ فػػي ىػػذا‬
‫االنتخاب ‪.‬‬
‫اما مؤسسة النجؼ الدينية بزعامة السيد محسف الحكيـ فمـ تكف بعيدة عف الطركحات الفكريػة التػي بػرزت‬
‫عمى الساحة النجفية ‪ ،‬إذ كاف مياال لطرح السيد الصدر في نظريتو المقيدة‪.‬‬
‫اعتمد السيد الحكيـ في كتابو نيج الفقاىة "ذكر العديد مف الركايات التي اسػتدؿ بيػا انصػار ىػذه النظريػة‬
‫الثباتيا مف قبيؿ (اف العمماء لـ يكرثكا درىمان كال دينا انر كلكف كرثكا العمـ فمػف اخػذ منػو اخػذ بحػظ كافػر) كحػديث ‪:‬‬
‫( مجػػارم األمػػكر كاالحكػػاـ عمػػى أيػػدم العممػػاء بػػاهلل االمنػػاء عمػػى حاللػػو كح ارمػػو) ك ( عممػػاء امتػػي كانبيػػاء بنػػي‬
‫اسرائيؿ) ك (افتخر يكـ القيامة بعمماء امتي فػاقكؿ عممػاء امتػي كسػائر األنبيػاء قبمػي) ك ( أكلػى باالنبيػاء اعمميػـ‬
‫بما جاءكا بو) كقكؿ النبي (‪" : )‬الميـ ارحـ خمفائي ثالثان قيؿ كمف خمفاؤؾ ؟ قاؿ‪ :‬الذيف يأتكف مف بعدم يرككف‬
‫حديثي كسنتي" ‪ ،‬كمقكلة عمر بف حنظمة ‪ " :‬قد جعمتو عميكـ حاكمان" كاما الحػكادث الكاقعػة فػارجعكا فييػا كؿ ركاة‬
‫احاديثنػػا فػػانيـ حجتػػي عمػػيكـ كانػػا حجػػة اهلل" ‪ ،‬كبعػػد االنتيػػاء مػػف سػػرد ىػػذه الركايػػات يقػػكـ السػػيد الحكػػيـ يتفصػػيؿ‬
‫الكػػالـ فييػػا كيردىػػا جميعػان امػػا لضػػعؼ فػػي السػػند أك الداللػػة ‪ ،‬بػػالقكؿ "كال يخفػػى اف مػػا كرد فػػي شػػأف العممػػاء مػػع‬
‫ضعؼ سند بعضو قاصر الداللة عمى ثبكت الكالية بالمعنى الكاسع ليا"(‪.)4‬‬
‫ثـ يبدأ الحكيـ بتفصيؿ الكالـ عمى كؿ حديث عمى حدة معرفان إياه ‪ ،‬عف الحػديث األكؿ صػريح فػي ارث‬
‫العمػػـ كالثػػاني فػػي االئتمػػاف عمػػى االحكػػاـ كتبميغيػػا كالثالػػث ال يخمػػك مػػف اجمػػاؿ مػػع اف العممػػاء بػػاهلل غيػػر العممػػاء‬
‫باالحكػػاـ الػػذيف ىػػـ مكضػػكع البحػػث كال اربػػع محاكلػػة التشػػبيو بانبيػػاء بنػػي اسػرائيؿ الخػػامس كالسػػادس ال يخمػػك مػػف‬
‫اجمػػاؿ فػػي األكلكيػػة كالسػػابع ظػػاىر فػػي االسػػتخالؼ فػػي ركايػػة الحػػديث كالسػػنة(‪ ،)3‬ثػػـ يجمػػؿ الحػػديث عػػف ىػػذه‬
‫الركايات بانيا اضحة المعنى مف انيا ظاىرة في خصكص الكظيفة الدينية‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫السيد محسف الحكيـ ‪ ،‬نيج الفقاىة ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬منشكرات جامعة النجؼ الدينية ‪ ،‬د‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪. 211‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪-211‬ص‪.214‬‬
‫‪213‬‬
‫ثـ ينتقؿ السيد محسف الحكيـ لمحديث عف كاحدة مف أىـ الركايات في إثبات الكالية المطمقة لمفقيو ‪ ،‬كىي‬
‫الركايػػة المشػػيكرة بمقبكلػػة عمػػر بػػف حنظمػػة كالتػػي جػػاء فػػي بعضػػيا قػػكؿ اإلمػػاـ الصػػادؽ (‪" : )‬انػػي قػػد جعمتػػو‬
‫عميكـ حاكمان" كيعني الفقيو ‪ ،‬فيفيـ الحكيـ مف ىذه الركاية اف الحاكـ الذم كرد ذكره في الركاية يراد منو بأنو مػف‬
‫لو كظيفة الحكـ بيف الناس فيختص ببعض الخصػكمات بػيف النػاس أك يػراد منػو بأنػو الحػاكـ الشػرعي التػي تكػكف‬
‫كظيفتو االفتاء ‪ ،‬كبالقكؿ "واما الحاكـ في المقبولة فالظاىر مف لو وظيفة الحكـ وفصؿ الخصومة بيف الناس"‪.‬‬
‫ثػـ يتعػػرض الحكػػيـ فػػي النيايػػة إلػػى الحػػديث المػػركم عػػف اإلمػػاـ الميػػدم الػػذم ذكػره فػػي البدايػػة ‪ ،‬فيناقشػػو‬
‫بشكؿ مفصؿ كيتكصؿ مف خالؿ ذلؾ إلى نتيجة بالقكؿ ‪" :‬بالجممة ال ينبغي التأمؿ في اجماؿ التوقيػع الشػريؼ‬
‫فال مجاؿ لمركوف إليو في إثبات الوالية في األمور العامة لمفقيو فضالً عف صالحيتو الثبات الوالية العامة كما‬
‫ىو محؿ الكالـ ومف ذلؾ تعرؼ اف التوقيع الشريؼ اجنبي عف إثبات الوالية بالمعنى الواسع "(‪.)4‬‬
‫ىػػذا بشػػكؿ مػػكجز عصػػارة أراء السػػيد محسػػف الحكػػيـ فػػي كاليػػة الفقيػػو كالتػػي تظيػػر عػػدـ ايمانػػو "بنظريػػة‬
‫الفقيػػو العامػػة" كتأيػػده " بالمقيػػدة" ‪ ،‬كىػذا كاضػػح مػػف خػػالؿ دحضػو لجميػػع الركايػػات التػي اعتبرىػػا مسػػاكية لكاليػػة‬
‫اإلماـ المعصكـ ‪.‬‬
‫ىػػذا عمػػى الصػػعيد النظػػرم امػػا عمػػى صػػعيد الكاقػػع العممػػي ‪ ،‬فػػاف الحكػػيـ كػػاف لػػو مكاقػػؼ سياسػػية كبي ػرة‬
‫كاىتماـ بأكضاع السياسة كالشأف العاـ بشكؿ جعؿ الكثيريف يعتقدكف بأنو مف أنصار الكالية العامة‪.‬‬
‫لكف الحكيـ لـ يظير أم نزعة نحك إقامة الدكلػة اإلسػالمية رغػـ الفػرص الكبيػرة التػي اتيحػت لػو إلقامتيػا‪،‬‬
‫يقكؿ احد الباحثيف‪:‬‬
‫" وكنػػا فػػي بعػػض األحيػػاف نػػذىب لمسػػيد الحكػػيـ عمػػى شػػكؿ وفػػود ‪...‬‬
‫ونسألو عف رايو فيما لو تمكنا مف إقامة الدولة اإلسالمية ىؿ نقيميػا‬
‫فكػػػاف يقػػػوؿ ‪ :‬اف عمػػػيكـ اف تعممػػػوا عمػػػى نشػػػر الػػػديف وتػػػدعوا ار‬
‫سبحانو اف يظير الحجة (عج)" (‪.)3‬‬
‫إما فيمو لمسياسة فيك فيـ خاص يختمؼ عما ىك عميو مفيكميػا ‪ ،‬فيػي ال تعنػي عنػده الحكػـ أك السػمطة‬
‫كانما تعني شيء أخر إذ يقكؿ ‪:‬‬
‫" إذا كػػاف معنػػى السياسػػة اصػػالح شػػؤوف العبػػاد والعمػػؿ عمػػى ترفيػػو‬
‫احػػػػواليـ واستصػػػػالح امػػػػورىـ كمػػػػا المفيػػػػوـ مػػػػف معنػػػػى السياسػػػػة‬
‫والمطموب مف الساسة ‪ ،‬فمػـ يػأت الػديف اإلسػالمي المقػدس إال لمقيػاـ‬
‫بيذه األمور ومػف الطبيعػي اف مػف واجػب رجػاؿ الػديف القيػاـ بكػؿ مػا‬
‫اوتوا مف قوة بيذه األمور ‪ ،‬كمػا اف الػالزـ عمػييـ السػعي فػي تطبيػؽ‬
‫ىذه الواجبات عمى حد سواء ‪ ،‬اما إذا كاف لمسياسػة معنػى أخػر فيػذا‬

‫(‪)4‬‬
‫السيد محسف الحكيـ ‪ ،‬نيج الفقاىة ‪ ،‬ص‪.212‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الصادؽ العيد ‪ ،‬صفحات مف حياة الداعية المؤسس األستاذ محمد صالح االديب ‪( ،‬بيركت ‪ :‬دار االضكاء ‪ ،‬د‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪214‬‬
‫الشيء بعيد عف روح اإلسالـ اشد البعد ‪ ،‬وعمػى رجػاؿ الػديف االبتعػاد‬
‫عف مثؿ ىذه االعماؿ التي تتنافى مع الديف اإلسػالمي وال تػتالءـ مػع‬
‫واقعية عممو البناء" (‪.)2‬‬
‫ىػػذا يعنػػي اف السػػيد الحكػػيـ اكتشػػؼ اطػػا انر خاص ػان لمتع ػاطي مػػع السياسػػة يعطيػػو المركنمػػة فػػي التاسػػيس‬
‫كاالدارة اليادئة بناء عمى الكاقع كالتصالح معو مف اجؿ تكظيؼ اممكاناتو بدال مف الخيارات الثكرية أك الخيػارات‬
‫السياسية المباشرة ‪ ،‬كعميو فاف ىذا االطار افرز بدالن مف ذلؾ سياسة مطمبية مف األنظمة السياسية التي عايشػيا‬
‫كلـ يفرز مشركعان صداميان مع السمطة أك مشركعان تخطيطيان لإلطاحة بيا‪.‬‬
‫يسػػتنتج الباحػػث ممػػا تقػػدـ بػػاف الفكػػر السياسػػي الشػػيعي ‪ ،‬كانػػت لديػػو معرفػػة تامػػة بنظريػػة الحكػػـ ‪ ،‬كاف‬
‫مفكريو متفقكف عمػى تمػؾ النظريػة باعتبارىػا بػديالن لمحكػـ عػف النظريػات الكضػعية ‪ ،‬بيػد اف االخػتالؼ يظيػر فػي‬
‫تفاصػيؿ تطبيػؽ ىػذه النظريػة كالياتيػا ‪ ،‬التػي تتػارجح بػيف حكػـ المرجػع الفػرد ‪ ،‬كبػيف حكػـ المؤسسػة كلعػؿ الكثيػر‬
‫مف أكلئؾ المفكريف يرجحكف نظرية الحكـ المؤسساتي التي تعتمد عمى الرقابة الجماعية في الجكانب االجتماعيػة‬
‫كالماليػة كحتػى السياسػية فيػك لػـ يسػتطع بمػكغ مرتبػة النبػي أك اإلمػاـ المعصػكـ ليتسػنى لػو الحكػـ بحسػب النظريػػة‬
‫المطمقة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫الصراعات الفكرية بيف التيارات السياسية في النجؼ االشرؼ‬
‫شػػيدت مدينػػة النج ػػؼ االشػػرؼ فػػي تاريخي ػػا المعاصػػر تف ػػاعالت سياسػػية ‪ ،‬تبمػػكرت عم ػػى شػػكؿ تي ػػارات‬
‫مختمفة التكجيات كالطركحات كىك دليؿ عمى ثقميا االجتماعي كالسياسي ‪.‬‬
‫اثػػرت التيػػارات المختمفػػة س ػكاء الكافػػدة إلػػى المدينػػة أك التػػي اظيػػرت مػػف كقاعيػػا فكري ػان كسياسػػيان ليػػا فػػي‬
‫األحداث السياسية التي شيدىا العراؽ ‪ ،‬مما افرز صراعان حسب مراحمة الزمنية ‪ ،‬المتسمة بتغيير سماتو مدة إلى‬
‫أخرل ‪ ،‬فضالن اف معرفة أدكاتو التي انعكست سمبا كايجابػا عمػى الصػراع الفكػرم السياسػي بػيف التيػارات السياسػية‬
‫النجفية ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫احمد الحسيني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ 11‬؛ احمد عبد اليادم السعدكف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.64-61‬‬
‫‪215‬‬
‫أوالً ‪ :‬التيار الشيوعي ‪:‬‬
‫استبشػػر الشػػيكعيكف خي ػ انر بانبثػػاؽ ثػػكرة ‪ 41‬تمػػكز ‪4650‬ـ ‪ ،‬كاعتبركىػػا ثػػكرتيـ ‪ ،‬كليػػـ الػػدكر الميػػـ فػػي‬
‫تفجيرىػػا كالقضػػاء عمػػى الحكػػـ الممكػػي ‪ ،‬منطمقػػيف فػػي ذلػػؾ مػػف قاعػػدة مشػػاركتيـ فػػي جبيػػة االتحػػاد الػػكطني عػػاـ‬
‫‪4651‬ـ (‪ ،)4‬كالتي شكمت لتكحيد الجيكد السياسية ضمف عمؿ ثكرم يستيدؼ اسقاط النظاـ انذاؾ‪.‬‬
‫مػػنح الشػػيكعيكف النفسػػيـ دك انر ميم ػان فػػي قيػػاـ الثػػكرة (‪ ،)3‬ك ارح ػكا يعممػػكف عمػػى ذلػػؾ األسػػاس فػػي اتسػػاع‬
‫قاعدتيـ الشعبية أكال ‪ ،‬كفي المطالبة بالمشاركة في الحكـ بحصة تتناسب كدكرىـ ثانيان ‪ ،‬كتناسكا في ظؿ الكضػع‬
‫الجديد كالتفاىـ حكؿ زعيـ الثكرة عبد الكريـ قاسـ (‪ ،)2‬األحزاب السياسية التي اشترككا معيا ‪ ،‬غير مباليف ليا‪.‬‬
‫كفػػي تحػػرؾ ال ينطمػػؽ مػػف إيمػػاف مبػػدئ بقػػدر مػػا كػػاف تكتيك ػان سياسػػيان ىػػدفكا مػػف كراءه لتكسػػيع قاعػػدتيـ‬
‫الشػػعبية ‪ ،‬شػػارككا فػػي إحػػدل المناسػػبات الدينيػػة فػػي النجػػؼ االشػػرؼ بمػػغ عػػددىـ كحسػػب بعػػض المصػػادر خمسػػة‬
‫االؼ شػخص ‪ ،‬غيػػر اف مشػػاركة التيػػار القػػكمي فػػي ىػػذه المناسػػبة بمككػػب كحمميػػـ شػػعارات تقػػاطع مػػع الشػػعارات‬
‫التي رفعيا الشيكعيكف ادل إلى حدكث الصدامات فيما بينيـ ككاف مف نتائجيا سقكط الجرحى منيما‪.)1( .‬‬
‫ازداد تنامي النفكذ الشيكعي داخؿ العراؽ عامةن كالنجؼ خاصةن ‪ ،‬ففػي أكائػؿ عػاـ ‪4656‬ـ ‪ ،‬كػاف مػكقفيـ‬
‫مف احداث المكصؿ عاـ ‪4656‬ـ بقيادة عبد الكىاب الشكاؼ(‪ ،)5‬كالذم ىدؼ منيػا االطاحػة بحككمػة عبػد الكػريـ‬
‫قاس ػػـ بحج ػػة تف ػػرده ف ػػي الس ػػمطة ‪ ،‬مم ػػا كل ػػدت تم ػػؾ االح ػػداث انعػ ػ ازالن عراقيػ ػان ع ػػف المح ػػيط العرب ػػي بس ػػبب سياس ػػة‬
‫الجميكرية العربية المتحدة الداعمة لمنشاط القكمي في العراؽ(‪.)1‬‬

‫(‪)4‬ينضر‪:‬مقداـ فياض‪،‬المصدر السمبؽ‪،‬ص‪.310‬‬


‫(‪)3‬‬
‫لمتفاصيؿ عف ثكرة ‪ 41‬تمكز ‪4650‬ـ كاىدافيا ‪ ،‬ينظر ‪ :‬ليث عبد الحسيف الزبيدم ‪ ،‬ثكرة ‪ 41‬تمكز في العػراؽ ‪( ،‬بغػداد ‪ :‬دار‬
‫الرشيد ‪4616 ،‬ـ)‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عبد الكريـ قاسـ (‪4612-4641‬ـ) ‪ :‬كلد في بغداد ‪ ،‬كمؤسس الجميكرية العراقية ‪ ،‬رئيس الكزراء ‪ ،‬ككزي انر لمدفاع ‪ ،‬عيف معممان‬
‫في بداية حياتو سنة ‪ 4624‬لمغة النجميزية ‪ ،‬في مدرسة الشامية االبتدائية في لكاء الديكانية ‪ ،‬ثـ استقاؿ منيا لمدخكؿ في الكمية‬
‫العسكرية عاـ ‪4623‬ـ كتخرج منيا بعد خمس سنكات ‪ ،‬شارؾ في حػركب فمسػطيف عػاـ ‪4610‬ـ‪ ،‬قػاد ثػكرة ‪ 41‬تمػكز ‪4650‬ـ‬
‫التي اطاحت بالحكـ الممكي ‪ ،‬انقمػب عميػو البعثيػكف فػي ‪ 0‬شػباط ‪4612‬ـ كاقتػادكه إلػى مبنػى االذاعػة كالتمفزيػكف كقيػاميـ بتنفيػذ‬
‫حكـ االعداـ بدكف محاكمة ‪ ،‬الزبيدم ‪ ،‬حسف لطيؼ المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 201‬‬
‫(‪)1‬‬
‫منشكرات حركة القكمييف العرب ‪ ،‬العراؽ كاعداء الكحدة ‪( ،‬بيركت ‪ :‬دار االضكاء ‪4656 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫(‪)5‬‬
‫عبد الكىاب الشكاؼ (‪ : )4656 – 4641‬كلد في بغداد ‪ ،‬عمؿ مدير الغرفة التدريب في مديريػة التػدريب العسػكرم ‪ ،‬فػي ك ازرة‬
‫الدفاع ‪ ،‬اتفقا مع الحاج سرم كناظـ الطبقجمي عمى القياـ بانقالب ييدؼ االطاحة بعبد الكريـ قاسـ عاـ ‪4656‬ـ بػدعـ مباشػر‬
‫مػف جمػػاؿ عبػػد الناصػػر فػػي مصػػر ‪ ،‬ككػػاف مػػف نتػػائج االنقػالب اعدامػػو مػػع أصػػحابو فػػي نفػػس العػػاـ ‪ .‬حسػػف لطيػػؼ الزبيػػدم ‪،‬‬
‫المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.136‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد الحسيني الشيرازم ‪ ،‬تمؾ اإلياـ ‪( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة الكعي اإلسالمي ‪ ، )3111 :‬ص‪ – 434‬ص‪.432‬‬
‫‪216‬‬
‫اخمدت الحككمة العراقية ذلؾ االنقالب ‪ ،‬ممػا دفػع الحركػات الشػيكعية الصػاعدة فػي تمػؾ الفتػرة إلػى جمػع‬
‫(‪)4‬‬
‫كالقيػػاـ بتسػػميحيا ‪ ،‬كقػػد تمثػػؿ ذلػػؾ فػػي اف‬ ‫تشػػكيالتيـ الجماىيريػػة مػػف منتمػػيف كاعضػػاء المنظمػػات الجماىيريػػة‬
‫ارسمت النجؼ كفدان مف الشيكعييف إلى المكصؿ يترأسو الشيخ ميدم العبد (‪.)3‬‬
‫كفي ذات االطػار كقػؼ الحػزب الشػيكعي داعمػان الصػدار الحككمػة العراقيػة قػانكف األحػكاؿ الشخصػية فػي‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬عمػػى الػػرغـ مػػف تقػػاطع الكثيػػر مػػف م ػكارد مػػع مبػػادئ الػػديف اإلسػػالمي ‪ ،‬متكمفػػيف مػػف‬ ‫‪ 41‬تمػػكز ‪4656‬ـ‬
‫افكارىـ في دعـ حقكؽ حؽ المرأة العراقية كحريتيا كالعمؿ عؿ انصافيا ‪ ،‬مما يتطابؽ كنيج الحككمة انػذاؾ التػي‬
‫ال ترل مبر انر في تعدد مصادر القضاء بيف المذاىب في مكضكع األحكاؿ الشخصية ‪ ،‬بمػا يجعػؿ العائمػة العراقيػة‬
‫(‪)1‬‬
‫امػا أىػـ بنػكده‬ ‫غير مستقرة ‪ ،‬ككجدت الحككمة اف ىذا القانكف ‪ ،‬ىك جػامع الحكػاـ الشػرع المكجػكد فػي العػراؽ‬
‫التي اكجدت نقاشان في المجتمع العراقي فكانت(‪:)5‬‬
‫‪ -4‬إلغ ػػاء القػ ػكانيف اإلس ػػالمية ف ػػي األحػ ػكاؿ الشخص ػػية الت ػػي اعتم ػػدتيا المح ػػاكـ كقػ ػكانيف النك ػػاح ‪ ،‬كدكر‬
‫القاضي الشرعي في الزكاج ‪ ،‬كتعدد الزكجات ‪ ،‬إذ أصبح الرجؿ مقيد بزكجة كاحدة ال غير‪.‬‬
‫‪ -3‬مساكاة المرأة بالرجؿ في االرث بشكؿ متناصؼ فيما بينيما ‪.‬‬
‫‪ -2‬امكاف طالؽ المرأة لمرجؿ ‪.‬‬
‫كقػػد أيػػد التيػػار الشػػيكعي فػػي النجػػؼ االشػػرؼ تمػػؾ الق ػ اررات ‪ ،‬كمػػف أكجػػو الص ػراع األخػػرل بػػيف التيػػاريف‬
‫الشػػيكعي كالقػػكمي ‪ ،‬مػػا افرزتػػو الحممػػة االعالميػػة ضػػد الثػػكرة كزعيميػػا كالتػػي تبنتيػػا إذ اعتػػي صػػكت العػػرب مػػف‬
‫القػاىرة كاذاعػػة دمشػؽ ‪ ،‬فضػالن عػف اذاعػػات أخػرل اجنبيػػة ناطقػػة بالمغػة العربيػػة ‪ ،‬مػا كانػػت لػو انعكاسػػاتو السػػمبية‬
‫عمى نكع العالقة كحجميا بيف التياريف(‪.)1‬‬

‫(‪)4‬‬
‫مف المنظمات الجماىيرية الشيكعية في النجؼ االشرؼ ‪ :‬انصار اإلسالـ كمنظمة المقاكمة الشعبية ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ميدم العبد ‪ :‬شيخ عشيرة البػك عػامر ‪ ،‬كىػك مػف الشخصػيات المقربػة لمشػيكعييف كتربطػو بعالقػات صػداقة معيػـ ‪ ،‬د‪ .‬ؾ ‪ .‬ك ‪.‬‬
‫(ك ازرة الداخميػػة العراقيػػة) ‪ ،‬ممػػؼ مديريػػة االمػػف العامػػة تحػػت التسمسػػؿ (‪ ، )0241‬كثيقػػة برقيػػة مديريػػة االمػػف العػػاـ إلػػى الحػػاكـ‬
‫العسكرم ‪ ،‬كثيقة (‪.)41‬‬
‫(‪)2‬‬
‫لمتفاصيؿ عف القانكف ينظر ‪ :‬محمد بحر العمكـ ‪ ،‬اضكاء عمى قانكف األحكاؿ الشخصية العراقية ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعمػاف ‪،‬‬
‫‪.)4612‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ناصر البديرم ‪ ،‬المعركة بيف اإليماف كااللحاد ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪ ، )4656 ،‬ص‪.12‬‬
‫(‪)5‬‬
‫غانـ زىدم ‪ ،‬محطات مف تاريخ الحركة النسائية كدكر رابطة المرأة العراقية ‪( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة الركاد ‪ ،‬د‪ .‬ت ) ‪ ،‬ص‪1‬؛ محمد‬
‫محمد بحر العمكـ ‪ ،‬اضكاء عمى قانكف األحكاؿ ‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫(‪)1‬‬
‫إسماعيؿ رسكؿ ‪ ،‬ضكء عمى الجذكر التاريخية لثكرة ‪ 41‬تمكز ‪( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة النجؼ ‪4656 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪217‬‬
‫تمثمػػت ردة الفعػػؿ عمػػى تمػػؾ الحممػػة االعالميػػة ‪ ،‬بكقػػؼ الشػػيكعييف الع ػراقييف مػػف الكحػػدة االندماجيػػة مػػع‬
‫الجميكرية العربية المتحدة ‪ ،‬كالتي ظير خالليا الدكر المتميػز لمشػيكعييف النجفيػيف فػي ذلػؾ مػف خػالؿ الشػعارات‬
‫التي كانكا يرفعكنيا كالتي تمجد بزعيـ الثكرة كتؤكد عمى تفضيؿ الجميكرية عمى اإلقميـ(‪.)4‬‬
‫امػػا عمػػى صػعيد المكقػػؼ العممػػي لجمػػاىير التيػػار الشػػيكعي داخػػؿ النجػػؼ مػػف الكحػػدة‪ ،‬فقػػد تمثػػؿ بتظػػاىرة‬
‫استنكارية ‪ ،‬انطمقت مف الميداف الرئيس في المدينة مخترقة السكؽ الكبير إلى الصحف الحيدرم الشػريؼ ‪،‬فدخمتػو‬
‫‪ ،‬كالقيػػت فيػػو عػػدد مػػف الخطػػب كالكممػػات الحماسػػية كاالىػػازيج الشػػعبية المؤيػػدة لمنظػػاـ كمسػػاندة الحككمػػة ككػػاف‬
‫كاضػػحان الزيػػادة العدديػػة لممنتمػػيف لمتيػػار الشػػيكعي عمػػى حسػػاب التيػػار القػػكمي الػػذم كػػاف يتجػػو نحػػك االنحسػػار‬
‫كاليبكط خالؿ تمؾ المرحمة الزمنية مف تاريخو(‪.)3‬‬
‫كاتساقا مع ما تقدـ عمؿ الشيكعيكف عمى زيادة اتساع قاعدتيـ الشعبية كالتنظيمية ماديف نفكذىـ بالسيطرة‬
‫عمػػى العديػػد مػػف التنظيمػػات المدنيػػة التػػي اصػػبحت ذات تكجيػػات عممانيػػة تمثػػؿ ذلػػؾ فػػي تحػػركيـ عػػاـ ‪4656‬ـ‬
‫لمسػػيطرة عمػػى تمػػؾ النقابػػات كىػػي "نقابػػة عمػػاؿ ومسػػتخدمي الكيربػػاء" ‪" ،‬اتحػػاد نقابػػات العمػػاؿ فػػي النجػػؼ"‪" ،‬‬
‫المقاومػػػة الشػػػعبية " ‪" ،‬ورابطػػػة الػػػدفاع عػػػف حقػػػوؽ المػػػرأة" ‪ ،‬و"حركػػػة انصػػػار السػػػالـ" ‪ " ،‬واتحػػػاد الشػػػبيبة‬
‫الديمقراطيػػة العراقػػي فػػي النجػػؼ" ‪ ،‬كقػػد اسػػتغمت الرمػػكز الشػػيكعية الصػػالت الشخصػػية المحػػدكدة التػػي تػربط بػػيف‬
‫(‪)2‬‬
‫لنشػر ثقافػاتيـ كسياسػتيا اليادفػة إلػى‬ ‫العناصر العممانية ‪ ،‬كالى جانب استغالؿ المناسػبات السػنكية االجتماعيػة‬
‫نشر الفكر المادم في المجتمع(‪.)1‬‬
‫كفي محاكلة اخرل مف الشػيكعييف لمتغمغػؿ داخػؿ صػفكؼ المجتمػع النجفػي ‪ ،‬ككسػب َّ‬
‫كد كػؿ مػف التيػاريف‬
‫"الشػػػيوعية ال‬ ‫اإلس ػػالمي كالق ػػكمي اص ػػدركا منش ػػك انر ف ػػي األكؿ م ػػف ش ػػباط ‪4656‬ـ رك ػػزكا في ػػو عم ػػى اف‬
‫تتصػػادـ مػػع الػػػديف وال مػػع القوميػػػة العربيػػة " ‪ ،‬كىػػي محػػاكالت السترضػػاء التيػػاريف اإلسػػالمي كالقػػكمي كعػػدـ‬
‫االنجرار إلى التصادـ(‪.)5‬‬
‫لقػػد اسػػتثمر الشػػيكعيكف قػربيـ مػػف عبػػد الكػريـ قاسػػـ كالتفػػافيـ حكلػػو أفضػػؿ اسػػتثمار ‪ ،‬حينمػػا طػػالبكا زعػػيـ‬
‫الثكرة بالحصكؿ عمى نصيب اكبر في السمطة ‪ ،‬مف خالؿ الرسالة بعث بيػا حسػيف ارضػي (النجفػي) بتػاريخ ‪24‬‬
‫اذار ‪4656‬ـ إلى الحككمة العراقية مطالبػان إياىػا بػاربع ك ازرات حصػة لمحػزب الشػيكعي شػريطة اف تكػكف الداخميػة‬
‫مف ضمنيا(‪.)1‬‬

‫(‪)4‬‬
‫د‪ .‬ؾ ‪ .‬ك ‪( ،‬ك ازرة الداخمية) ‪ ،‬برقية مػف متصػرفية لػكاء كػربالء بعنػكاف (المظػاىرات ) بتػاريخ تشػريف األكؿ ‪4656‬ـ‪ ،‬رقػـ المػؼ‬
‫‪( ، 411111/43/42‬كثائؽ غير مصنفة)‪.‬‬
‫(‪)3‬د‪ .‬ؾ ‪.‬ك‪(،‬مديرية االمف العامة) ‪،‬تقارير خاصة ‪،4611-4656‬رقـ الممفة(‪، )3233‬في ‪ 41‬اذار ‪4611‬ـ‪،‬ص‪ – 42‬ص‪.32‬‬
‫(‪)2‬كمناسبة عيد العماؿ كالميرجاف السنكم ليكـ الشبيبة الذم كاف يعقد بالنجؼ بعد قياـ ثكرة تمكز ‪.‬‬
‫(‪)1‬ناصر البديرم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫(‪)5‬محمد ىادم االميني ‪ ،‬الشيكعية عدكة اإلنسانية ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪4611 ،‬ـ)‪ ،‬ص‪ -33‬س‪.32‬‬
‫(‪)1‬صالح الخرساف ‪ ،‬صفحات مف تاريخ العراؽ السياسي الحديث ‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪211‬‬
‫بيد اف تمؾ الرسالة قد جاءت بنتائج عكسية ‪ ،‬فكلدت ردكد فعؿ معاكسة مف عبد الكريـ قاسـ تمثمت بعدـ‬
‫االعتماد عمييـ كعزليـ كمحاربتيـ ‪ ،‬فانسحب ذلؾ عمى اتباعيـ في النجؼ الذيف تعرضكا إلػى حممػة مطػاردة فػي‬
‫بيكتيـ كمقراتيـ الحزبية مف قبؿ شرطة المدينة(‪.)4‬‬
‫تعرض التيار الشيكعي النجفي إلى ضربة سياسية بعد اعالف عبد الكريـ قاسـ قػانكف الجمعيػات رقػـ (‪)4‬‬
‫(‪)3‬‬
‫لسػػنة ‪4611‬ـ فػػي األكؿ مػػف كػػانكف الثػػاني ‪4611‬ـ‪ ،‬كفيػػو رفػػض إعطػػاء الحػػزب الشػػيكعي الع ارقػػي ترخيص ػان‬
‫بالعمػػؿ السياسػػي ‪ ،‬فػػي حػػيف سػػمح لمشػػيكعي المنش ػػؽ داكد الصػػايغ بتاسػػيس ىػػذا الحػػزب ليصػػبح حسػػيف احم ػػد‬
‫الراضي ‪ ،‬خارج الحككمة ‪ ،‬ككانو بمثابة تحدم لمتيار الشيكعي النجفي الذم كاف الراضي مف أبناءه(‪.)2‬‬
‫اف الظركؼ التي احاطت بيـ بعد ذلؾ القانف لـ تؤثر عمى اعدادىـ‪ ،‬إذ ازداد انتماء الشيكعييف مف ابنػاء‬
‫النجؼ االشرؼ إلى الجرأة في طرح نشاطيـ ‪ ،‬فقد دعا الشيخ محمد حسف الصكرم ‪ ،‬إلى انصاؼ المرأة العراقية‬
‫‪ ،‬كمنحيا الحقكؽ الدستكرية ‪ ،‬ككصؿ األمر إلى جكاز الشيكعية في الفكػر كاالنتمػاء ‪ ،‬ككػاف مػف أشػير المؤيػديف‬
‫ليذا الطرح الشيخ عبد الحميـ كاشؼ الغطاء كمجيد زايد دىاـ كمحمد القائيني(‪.)1‬‬

‫(‪)4‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪. 14‬‬


‫(‪ )3‬لمتفاصيؿ عف القانكف ينظر ‪ :‬رعد ناجي الجدة ‪ ،‬تشريعات الجمعيػات كاالحػزاب السياسػية فػي العػراؽ ‪( ،‬بغػداد‪ :‬مطبعػة الفػرات ‪،‬‬
‫‪ ، )3113‬ص‪ -14‬ص‪.11‬‬
‫(‪)2‬عبد الكىاب حميد رشيد ‪ ،‬العراؽ المعاصر ‪( ،‬دمشؽ ‪ :‬دار المدل الثقافية كالنشر ‪ ،)3112،‬ص‪.410‬‬
‫(‪)1‬رياض حمزة شير عمي ‪ ،‬نفاؽ الرفاؽ ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء‪ ، )465 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪215‬‬
‫اسػػتمر تصػػاعد المػػد الشػػيكعي فػػي الشػػارع الع ارقػػي عامػػة كالنجػػؼ خاصػػة ‪ ،‬حتػػى قيػػاـ انقػػالب ‪ 0‬شػػباط‬
‫‪4612‬ـ ‪ ،‬الػػذم اطػػاح بحكػػـ عبػػد الك ػريـ قاسػػـ ‪ ،‬كاشػػتركت فييػػا جميػػع الفئػػات القكميػػة كحتػػى المكالػػكف السػػابقكف‬
‫(‪)4‬‬
‫الػػذم نصػػب رئيس ػان لمجميكريػػة العراقيػػة فيمػػا بعػػد ‪ ،‬كتشػػكيؿ حككمػػة جديػػدة يكػػكف‬ ‫امثػػاؿ عبػػد السػػالـ عػػارؼ‬
‫رئػػيس كزرائيػػا إلػػى احمػػد حسػػف البكػػر ‪ ،‬كمػػا اعمػػف تشػػكيؿ ق ػكات الحػػرس القػػكمي الػػذم اسػػتخدمت كقػػكة عسػػكرية‬
‫مكازية لمجيش كالشرطة لمسيطرة عمى الكضع االمني لمبمد كالقضاء عمى الخصكـ(‪.)3‬‬
‫اف االحػػداث التػػي رافقػػت انقػػالب ‪ 0‬شػػباط ‪4612‬ـ كالتػػي تعػػرض خاللػػو الحػػزب الشػػيكعي إلػػى المالحقػػة‬
‫كالتصفية مف قبؿ قكات الحػرس القػكمي (‪ ،)2‬ادت تمػؾ االحػداث بػالحزب إلػى االنكفػاء نحػك التنظػيـ السػرم الػذم‬
‫اسػػتمركا فيػػو حتػػى تش ػريف الثػػاني عػػاـ ‪4615‬ـ‪ ،‬حينمػػا حػػاكلكا اعػػادة نشػػاطيـ السياسػػي بتنظػػيـ جمػػاىير النجػػؼ‬
‫مظػػاىرة فػػي المدينػػة تيػػدؼ إلػػى التحشػػيد لالطاحػػة بالسػػمطة القائمػػة انػػذاؾ ‪ ،‬ممػػا كلػ لػد ردة فعػػؿ معاكسػػة مػػف قبػػؿ‬
‫السمطات تجسدت في حمالت االعتقاؿ كالمطاردة(‪.)1‬‬
‫كعنػػد تسػػمـ احمػػد حسػػف البكػػر السػػمطة عػػاـ ‪4610‬ـ ‪ ،‬طالػػب التيػػار الشػػيكعي الحككمػػة الجديػػدة باقامػػة‬
‫الحكػػـ الػػكطني الػػديمقراطي االئتالفػػي ممػػا دفػػع السػػمطة إلػػى تشػػديد قبضػػتيا فػػي العػراؽ عامػػة كالنجػػؼ منيػػا عمػػى‬
‫تحركػػات التيػػار الشػػيكعي ‪ ،‬الػػذم بػػدء كاضػػحا لمعيػػاف بعػػدـ فعاليتػػة التػػي كػػاف يتمتػػع بيػػا فػػي خمسػػينيات القػػرف‬
‫العشريف كمدا احتكار التيار القكمي لمساحة العراقية عامة(‪.)5‬‬
‫ػرزات ىػػذا الص ػراع بػػيف التيػػارات السياسػػية اف نشػػطت حركػػة التػػاليؼ كالكتابػػة ‪ ،‬مخمفػػة حركػػة‬
‫كػػاف مػػف افػ ا‬
‫فكريػػة كانػػت ليػػا انعكاسػػاتيا عمػػى كاقػػع الحيػػاة الفكريػػة فػػي المدينػػة ‪ ،‬فشػػيدت بػػذلؾ الصػػحؼ كالمجػػالت كالنشػرات‬
‫المطبكعػػة ف ػػي النج ػػؼ االشػػرؼ كبغ ػػداد ‪ ،‬حمم ػػة اعالمي ػػة تبناىػػا الح ػػزب الش ػػيكعي فػػي التعريػ ػؼ بافك ػػاره كال ػػدفاع‬
‫عنيا(‪.)1‬‬

‫(‪)4‬عبد السالـ عارؼ (‪ : )4611 -4634‬كلد في الرمادم ‪ ،‬نشأ في محيط اجتمػاعي ضػيؽ تسػكده نزعػة طائفيػة كطمػكح ال حػدكد‬
‫لو اثرت عمى سمككو الطائفي المتطرؼ ‪ ،‬لعب دك انر في ثكرة ‪ 41‬تمكز ‪4650‬ـ مع عبد الكريـ قاسـ ‪ ،‬أصبح فػي عيػد األخيػر‬
‫نائب رئيس الكزراء ككزير الداخمية ‪ ،‬ثـ اعفػي مػف منصػبو ‪ ،‬كقػاـ بانقالبػو األكؿ عػاـ ‪4612‬ـ كبػنفس العػاـ بتػاريخ ‪ 40‬تشػريف‬
‫الثػػاني قػػاـ بانقالبػػو ا لثػػاني عمػػى البعثيػػيف الػػذيف مكنػػكه مػػف حكػػـ عبػػد الك ػريـ قاسػػـ ‪ .‬حسػػف لطفػػي الزبيػػدم ‪ ،‬المصػػدر السػػابؽ ‪،‬‬
‫ص‪ – 152‬ص‪. 151‬‬
‫(‪)3‬محمد ىادم االسدم ‪ ،‬اإلماـ الحكيـ ‪ ،‬ح‪ ،4‬ص‪.304‬‬
‫(‪)2‬رياض حمزة شير عمي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫(‪)1‬محمد الحسيني الشيرازم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫(‪)5‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪. 11‬‬
‫(‪)1‬نشػػر اتبػػاع التيػػار الشػػيكعي العديػػد مػػف المقػػاالت كالقصػػص مػػف مبػػدء الػػدفاع عػػف فكػػرىـ أكال كككسػػيمة ثانيػػة لالسػػتقطاب العقػػكؿ‬
‫كالشباب لمتفاصيؿ عف تمؾ المقاالت ينظر ‪ :‬الصحؼ النجفية ‪( ،‬المعارؼ ‪ ،‬الصباح) ك الصحؼ البغدادية ‪( ،‬حبزبػكز‪ ،‬الفمقػة‬
‫‪ ،‬المثقؼ ‪ ،‬قرندؿ)‪.‬‬
‫‪251‬‬
‫كمػػا تبنػػى عػػدد مػػف اتبػػاع التيػػار مكضػػكع الػػرد عمػػى مػػا كػػاف يطػػرح فػػي السػػاحة الثقافيػػة مػػف مكضػػكعة‬
‫(األفكػػار الكافػػدة ) ‪ ،‬فكتػػب احػػدىـ فػػي مجمػػة المعػػارؼ مكضػػكعان تحػػت عن ػكاف (األفكػػار الكافػػدة) ‪ ،‬أكضػػح فيػػو –‬
‫كحسب كجية نظره – انو قد أطمؽ مف قبؿ الفئات الحاكمة ككنو ييدد معالميا ‪ ،‬بعد اف رأت انتشار تمؾ األفكار‬
‫بػػيف صػػفكؼ الشػػعب (‪ ،)4‬فػػي حػػيف كتػػب أخػػر مكضػػكعان عمػػى شػػكؿ قصػػة اسػػماىا (فػػي البيػػت قصػػة) بػػيف فػػي‬
‫مضمكنيا باف المبادئ االشتراكية ىي الحؿ االمثؿ لجميع مشاكؿ المجتمع(‪.)3‬‬
‫ثانياً ‪ :‬التيار اإلسالمي ‪:‬‬
‫كػػاف مػػف نتػػائج تنػػامي التيػػاريف الشػػيكعي كالقػػكمي ‪ ،‬كسػػيطرتيـ عمػػى السػػاحة النجفيػػة ‪ ،‬كاتسػػاع انتشػػار‬
‫افكػػارىـ التػػي شػػممت عػػددان لػػيس بالقميػػؿ مػػف اتبػػاع رجػػاالت الػػديف ‪ ،‬فض ػالن عػػف اف المبػػادئ كاألفكػػار التػػي كػػانكا‬
‫يركجكف ليا تتقاطع تمامان مع المبادئ اإلسالمية ‪ ،‬كتكجو الحكزة العممية في بناء المجتمع ‪ ،‬كاقامة أسس العالقػة‬
‫بيف أبناءه‪.‬‬
‫لقد دفعت تمؾ النتائج بػالمفكريف االسػالمييف إلػى ضػركرة دخػكؿ المعتػرؾ السياسػي الع ارقػي ‪ ،‬لتشػارؾ فػي‬
‫بناء المؤسسات السياسية التي تعمؿ عمى بناء المجتمع فك انر كسمككان ‪.‬‬
‫‪ -4‬حزب الدعوة اإلسالمية ‪:‬‬
‫رأت مجمكعػػة مػػف الشخصػػيات اإلسػػالمية كف ػي مقػػدمتيا السػػيد محمػػد بػػاقر الصػػدر عػػدـ إمكانيػػة تطبػػؽ‬
‫عممية التغيير الشامؿ إال في حالة تطبيػؽ الشػريعة اإلسػالمية فػي شػؤكف الحيػاة اإلنسػانية كجكانبيػا كافػة ‪ ،‬األمػر‬
‫الػػذم يتطمػػب إقامػػة دكلػػة اسػػالمية لتتػػكلى عمميػػة التطبيػػؽ ‪ .‬كالعمػػؿ عمػػى اعػػداد المجتمػػع فكري ػان مػػف خػػالؿ تربيػػة‬
‫قاعدة شعبية كاسعة مؤمنة باالسالـ عمى انو نظاـ كامؿ لمحياة ‪ ،‬فاخذت عمى عاتقيا التصدم لمتيارات العممانيػة‬
‫‪.‬‬
‫ما زاؿ تحديد تاريخ تاسيس حزب الدعكة اإلسالمية مكضع خالؼ ‪ ،‬ككاحدة مف النقػاط التػي أثػارت جػدالن‬
‫طكيالن فػي صػفكؼ األحػزاب اإلسػالمية ‪ ،‬فبينمػا يؤكػد كػراس صػادر عػف الحػزب اف تاسيسػو كػاف فػي ‪ 43‬تشػريف‬
‫األكؿ ‪4651‬ـ(‪ ،)2‬مػف قبػؿ السػيد محمػد بػػاقر الصػدر كمجمكعػة مػف المػػؤمنيف ‪ ،‬كمػا كجػدت بعػض المصػػادر اف‬
‫تاسػيس الحػػزب كػػاف فػي نيايػػة عػػاـ ‪4650‬ـ مػف قبػػؿ عممػػاء الػديف فػػي مقػػدمتيـ السػيد الصػػدر (‪ ،)1‬فبينمػػا حػػددت‬

‫(‪)4‬نكرم جعفر ‪( ،‬المعارؼ) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪4656 ، )4‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )0‬ص‪ -10‬ص‪.16‬‬
‫(‪)3‬عبد المجيد لطفي ‪ ،‬في البيت قصة ‪( ،‬المعارؼ) ‪ ،‬السنة (‪4650 ، )4‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )4‬ص‪ -11‬ص‪.14‬‬
‫(‪)2‬كاف االجتماع التاسيسي األكؿ لمحزب عقد في دار السيد ميدم الحكيـ داخؿ النجؼ عػاـ ‪4651‬ـ‪ ،‬ككػاف بػيف الحاضػريف السػيد‬
‫محمػػد بػػاقر الصػػدر ‪ ،‬عبػػد الصػػاحب دخيػػؿ ‪ ،‬عبػػد اليػػادم الفضػػمي ‪ ،‬مرتضػػى العسػػكرم ‪ ،‬ميػػدم السػػماكم ‪ ،‬ككانػػت االجتمػػاع‬
‫يػػدكر حػػكؿ الطػػابع التنظيمػػي كالفكػػرم ‪ ،‬كتقػػرر بعػػد ذلػػؾ انطػػالؽ كػػؿ داعيػػة منػػاطؽ الع ػراؽ لغػػرض كسػػب االنصػػار كتعريػػؼ‬
‫المجتمع العراقي باىدافو ‪ ،‬صالح الخرساف ‪ ،‬اإلماـ محمد باقر الصدر ‪ ،‬ص‪ -16‬ص‪.04‬‬
‫(‪)1‬محمد الحسيني الشيرازم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ 13‬؛ محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬الحكزة العممية كمرجعية الشييد الصدر ‪( ،‬النجؼ ‪:‬‬
‫‪ :‬مؤسسة تراث الشييد الحكيـ ‪ ، )3115 ،‬ص‪.413‬‬
‫‪251‬‬
‫مصادر أخرل عاـ ‪4656‬ـ تاريخان لتاسيسو (‪ ،)4‬غير اف الركاية التي يثبتيا الحػزب عػف تػاريخ تأسيسػو تقػكؿ انػو‬
‫قد أسس في النجؼ االشرؼ في تشريف الثاني عاـ ‪4651‬ـ عمى كفؽ ما ذكره محمد صالح االديب(‪.)3‬‬
‫يرل المتتبع اف االختالؼ في تحديد تاريخ تاسيس حزب الػدعكة اإلسػالمية يعػكد إلػى جممػة أسػباب منيػا‬
‫اعتماد ىذا األمر عمى ذاكرة االعضاء المؤسسيف كلـ يكف ثمة اىتماـ تدكيف تاريخ الحزب إال في كقت متػاخرة ‪،‬‬
‫فضالن عف اف الحزب لـ يحمؿ اسـ (حزب الدعكة اإلسػالمية) فػي بدايػة تاسيسػو كانمػا أطمػؽ عميػو ىػذا االسػـ فػي‬
‫كقت الحؽ(‪.)2‬‬
‫أطمؽ السيد محمد باقر الصػدر اسػـ "الػدعوة اإلسػالمية" بعػد ثػكرة ‪ 41‬تمػكز ‪4650‬ـ‪ ،‬كىػك أمػر يتضػح‬
‫جميان مف خالؿ احدل النشارت الداخمية لمحزب ‪ ،‬قائال ‪:‬‬
‫" اف اسػػـ الػػدعوة اإلسػػػالمية ىػػو االسػػـ الطبيعػػػي لعممنػػا ‪ ،‬والتعبيػػػر‬
‫الشرعي عف واجبنا في دعوة الناس إلػى اإلسػالـ ‪ ،‬وال مػانع اف نعبػر‬
‫عف انفسنا بالحزب والحركة والتنظيـ‪.)1( "...‬‬
‫كانػػت اىػػداؼ الحػػزب تػػتمخص فػػي تغييػػر كاقػػع األمػػة كاعػػادة ربطيػػا بتاريخيػػا كعقيػػدتيا كالسػػعي مػػف اجػػؿ‬
‫تحقيؽ اىدافيا ‪ ،‬كاعادة اإلسالـ إلى مكقعو الطبيعي مف التطبيؽ في كؿ مناحي الحياة ليعيد صياغة فكػر األمػة‬
‫كسمكؾ ابنائيا(‪.)5‬‬
‫كمػػف األىػػداؼ األخػػرل التػػي سػػعكا أصػػحابو ليػػا ىػػك طػػرح البػػديؿ اإلسػػالمي لمحيػػاة االجتماعيػػة مقابػػؿ مػػا‬
‫تطرحػػو التيػػارات الفكريػػة السياسػػية المكجػػكدة عمػػى السػػاحة ‪ ،‬كالكصػػكؿ إلػػى القطاعػػات الشػػعبية التػػي يص ػػعب‬
‫الكصكؿ إلييا مف قبؿ عممػاء الػديف كالمبمغػيف بسػبب الحػكاجز النفسػية كاالجتماعيػة كالثقافيػة بػيف ىػذه القطاعػات‬
‫كالحكزة العممية (‪.)1‬‬
‫بػػدء حػػزب الػػدعكة اليػػة تنظيميػػة لعممػػو تعتمػػد العمػػؿ السػػرم كالتقػػدـ عمػػى شػػكؿ م ارحػػؿ متتابعػػة مػػف اجػػؿ‬
‫الكصكؿ عمى تييئة المجتمع لقبكؿ فكرة التغيير كقياـ الحكـ اإلسػالمي ‪ ،‬كلعػؿ الجػدكؿ رقػـ (‪ )12‬يبػيف الم ارحػؿ‬
‫االربع التي كضعيا الحزب لمكصكؿ إلى اىدافو ‪.‬‬

‫(‪)4‬حس ػػف ش ػػبر ‪ ،‬ال ػػرد الكػ ػريـ عم ػػى الس ػػيد محم ػػد ب ػػاقر الحك ػػيـ ‪( ،‬بي ػػركت ‪ :‬دار االنػ ػكار ‪ ، )3111 ،‬ص‪ 1-3‬؛ محم ػػد الحس ػػيني‬
‫الشيرازم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫(‪)3‬محمػػد صػػالح االديػػب (‪ : )4661-4625‬كلػػد فػػي ك ػربالء كاكمػػؿ د ارسػػتو االكليػػة كالثانكيػػة فييػػا ‪ ،‬التحػػؽ بكميػػة الز ارعػػة بجامعػػة‬
‫بغداد كتخرج منيا ميندسان زراعيان ‪ ،‬شارؾ فػي تاسػيس حػزب الػدعكة كاصػبح مػف اعضػائو البػارزيف ‪ ،‬غػادر العػراؽ بعػد مالحقػة‬
‫البعثيف لو كتكفي في الميجر ‪ ،‬ينظر ‪ :‬الصادؽ العيد ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ – 22‬ص‪.21‬‬
‫(‪)2‬رحيـ عبد الحسيف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.425‬‬
‫(‪)1‬محمد الحسيني الشيرازم‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.215‬‬
‫(‪)5‬حزب الدعكة اإلسالمية ‪ ،‬حزب الدعكة اإلسالمية مكجز يتاسيسو كمسيرتو كاىدافو ‪( ،‬بيركت ‪ :‬د‪ .‬مط‪ ، )3112 ،‬ص‪.1‬‬
‫(‪)1‬صالح الخرساف ‪ ،‬اإلماـ السيد محمد باقر الصدر ‪ ،‬ص‪.460‬‬
‫‪252‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)54‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مراحؿ العمؿ اإلسالمي وسماتيا لحزب الدعوة اإلسالمي‬
‫األىداؼ‬ ‫الوسائؿ‬ ‫السمات‬ ‫المراحؿ‬
‫تككيف كنشر االيديكلكجيا‬ ‫فكرية ‪ /‬سرية‬ ‫فكرية‬ ‫األكلى‬
‫اضعاؼ نظاـ الحكـ‬ ‫العمؿ السياسي العمني‬ ‫سياسية‬ ‫الثانية‬
‫ازاحة الحاكـ‬ ‫غير محددة‬ ‫ثكرية‬ ‫الثالثة‬
‫بناء المجتمع المثاؿ‬ ‫غير محددة‬ ‫حكمية‬ ‫الرابعة‬
‫اف مػػف الطبيعػػي ألم حركػػة أك حػػزب سياسػػي بعػػد تشػػكيؿ قيادتػػو اف يتحػػرؾ صػػكب كسػػب المزيػػد مػػف‬
‫االنصػار ‪ ،‬كىػػذا بالضػػبط مػػا عمػػؿ بػػو حػػزب الػػدعكة اإلسػالمية فػػي مدينػػة النجػػؼ االشػػرؼ ككنيػػا منطمػػؽ الحػػزب‬
‫ككانت أكلى محاكالت الكسب مكجية نحك طالب الحكزة كمف ثـ طالب الثانكيات كككالء المرجع االعمى كفيما‬
‫بعد امتد التنظيـ إلى جامعة بغداد نياية العاـ ‪4650‬ـ بعد انتشاره في مدف عدة مثؿ كربالء كالبصرة كبالتػدريج‬
‫أصبح لمحزب كجكد في كؿ مناطؽ العراؽ تقريبان كبدرجات متفاكتة(‪.)3‬‬
‫لـ يقتصر نشاط الحزب خالؿ ىذه المرحمة عمػى مجػرد كسػب االعضػاء كبنػاء اجيزتػو الداخميػة ‪ ،‬بػؿ فػي‬
‫الكق ػػت نفس ػػو ك ػػاف يق ػػكـ بنش ػػاطات ثقافي ػػة ذات ط ػػابع اخالق ػػي تماش ػػيان م ػػع اعتم ػػاده العم ػػؿ المرحم ػػي كم ػػف ى ػػذه‬
‫النشاطات ‪:‬‬
‫‪ -4‬دعـ فكرة تأسيس المكتبات العامة ‪ ،‬كفركع لمكتبػة اإلمػاـ الحكػيـ فػي النجػؼ االشػرؼ كخارجيػا كقػد‬
‫بمغ عددىا (‪ 15‬فرعان ) كما ذكره الباحث انفان ‪ ،‬لخمؽ جيؿ كاع مف الشباب المتسمح بالثقافة اإلسالمية(‪.)2‬‬
‫‪ -3‬التقميػد السػػنكم فػػي تعبئػػة اعضػاءه كانصػػاره كالجمػػاىير مػػف طمبػػة الجامعػات العراقيػػة فػػي مسػػيرة كبيػرة‬
‫تنطمؽ سنكيا في العاشر مف المحرـ ‪ ،‬بدئت ىذه الممارسة عاـ ‪4611‬ـ‪ ،‬إذ كانت بدايتيا (بمكاكب الطمبة) التػي‬
‫تنطمػػؽ بالمناسػػبات اإلسػػالمية فػػي بغػػداد كالكاظميػػة كالبص ػرة كك ػربالء ‪ ،‬ثػػـ أصػػبحت تضػػـ كميػػات جامعػػة بغػػداد‬
‫كالمػػدف القريبػػة منيػػا ‪ ،‬كاشػػترؾ فييػػا عػػدد غيػػر قميػػؿ مػػف اسػػتاذة الجامعػػات ‪ ،‬كخػػالؿ العػػاميف التػػالييف ‪ 4611‬ك‬
‫‪ 4610‬اشتركت مختمؼ الجامعات العراقية (بغداد ‪ ،‬المكصؿ ‪ ،‬البصرة ‪ ،‬أصكؿ الديف) فاطمؽ‬

‫(‪)4‬الجدكؿ مستقاة مػف المصػادر التػالي ‪ :‬حػزب الػدعكة اإلسػالمية ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ‪ ،‬ص‪ -1‬ص‪ 0‬؛ فػالح عبػد الجبػار ‪ ،‬العمامػة كاالفنػدم ‪،‬‬
‫سكسيكلكجيا خطاب كحركات االجتماع الديني ‪ ،‬ترجمة امجد حسيف ‪( ،‬بيركت ‪ :‬منشكرات الجمؿ ‪ ، )3141 ،‬ص‪ – 421‬ص‪.424‬‬
‫(‪)3‬رحيـ عبد الحسيف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.411‬‬
‫(‪)2‬صالح الخرساف ‪ ،‬اإلماـ محمد باقر الصدر ‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪253‬‬
‫عمييا بػ (مواكػب الجامعػة) (‪ ،)4‬إذ عػدت خطػكة لػربط الشػباب بػاجكاء ايمانيػة ‪ ،‬تبعػدىـ عػف افكػار الكفػر‬
‫االلحاد‪.‬‬
‫لـ يغفؿ الحزب الجانب االعالمي فػي نشػر افكػاره كالػدفاع عنيػا ‪ ،‬فسػعت المجمكعػة التنظيميػة بػاالطالؽ‬
‫نش ػرة ناطقػػة باسػػميا ىػػي "الػػدعوة اإلسػػالمية" ‪ ،‬ككانػػت فػػي بػػدايتيا تكتػػب بخػػط اليػػد ‪ ،‬ظيػػر منيػػا عش ػرة اعػػداد‬
‫متتابعة ثـ تحكلت إلى مطبكع كتغير اسميا إلى "صكت الدعكة" في عاـ ‪4611‬ـ(‪.)3‬‬
‫كقد تصدرت المنشكر كيتػاف كريمتػاف دلتػا فػي مضػمكنيما عمػى مػف ييػدؼ إليػو مػف غايػات سػامية ترتكػز‬
‫عمػى قاعػػدتي مػف اجػػؿ اإلسػػالـ ‪ ،‬كاألمػؿ بتحقيػػؽ النصػػر (‪ ،)2‬كيبػيف الجػػدكؿ رقػػـ (‪ )11‬أعػداد المنشػػكر الصػػادرة‬
‫خالؿ مدة البحث ‪.‬‬

‫(‪)4‬كانػػت الفك ػرة تعتمػػد عمػػى أسػػاس حشػػد مئػػات الطػػالب فػػي مسػػيرة شػػعبية منظمػػة ‪ ،‬يتقػػدميا عػػدد مػػف اسػػاتذة الجامعػػات ‪ ،‬كتتقػػدـ‬
‫المكاكب صكرة كبيرة لمسيد محسف الحكػيـ ‪ ،‬كترفػع شػعارات تحمػؿ مضػاميف سياسػية كتاريخيػة كمفػاىيـ ثكريػة ‪ ،‬كفػي بدايػة عػاـ‬
‫‪ 4610‬ـ اخػػذت تػػزداد فػػي اعػػداد المشػػاركيف بيػػا ‪ ،‬إذ اصػػطؼ معيػػا الطمبػػة االكػراد ككػػذلؾ الفمسػػطينيكف المقيمػػكف فػػي العػراؽ ‪.‬‬
‫حسف شبر ‪ ،‬الرد الكريـ ‪ ،‬ص‪ ،13‬حسيف السعيد ‪ ،‬نكاطير الغرب ‪ ،‬صفحات مف ممؼ عالقة المعبة الدكلية مع البعث العراقي‬
‫‪4610 – 4610‬ـ ‪( ،‬بيركت ‪ :‬دار االضكاء ‪ ،)4663 ،‬ص‪ – 355‬ص‪.350‬‬
‫(‪)3‬اف حقيقة ككف ىاتيف المطبكعتيف كانتا تكتباف بخط اليد كتشبياف المناشير تدؿ عمى فقر المػكارد الماليػة كالماديػة لػدل المجمكعػة‬
‫‪ .‬محمد الحسيني الشيرازم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫(‪)2‬كتب عمى الجانب األيمف اآلية ‪(( :‬وَيٍَْ أَحْسٍَُ لَىْال يًٍَِّْ دَعَب إِنَى انهَّهِ وَعًَِمَ صَبنِحًب وَلَبلَ إََِّنِي يٍِْ انًُْسْهًِِنيَ)) سكرة فصمت‪ :‬كية ( ‪.)23‬‬
‫ف انَّب ِريٍَ يِبٍْ لَببْهِهِىْ)) سػكرة‬
‫ه َه َ‬
‫كًَبب اسْب َخ ْ‬
‫ا َ‬
‫ز ِ‬
‫أل ْ‬
‫ه ِه َف َّنهُى فِبي ا َ‬
‫ث َن َيسْب َخ ْ‬
‫ى َو َع ًِهُبىا انصَّبب ِنحَب ِ‬ ‫في حيف كتب عمى الجانب الشمالي اآليػة ‪َ (( :‬وعَب َد انهَّب ُه انَّب ِري ٍَ آ َينُبىا يِب ْن ُ‬
‫ك ْ‬

‫النكر ‪ :‬كية (‪.)51‬‬


‫‪254‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪)55‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تواتر صدور منشور (صوت الدعوة) في النجؼ االشرؼ ‪2:79 – 2:71‬ـ‬
‫المالحظات‬ ‫التواتر‬ ‫فترة االصدار‬ ‫عدد االصدارات‬ ‫الفترة‬
‫نشاط بطيء بسبب‬ ‫كؿ ‪ 40‬شير‬ ‫‪ 2‬سنكات‬ ‫‪3‬‬ ‫العيد الجميكرم‬
‫الضعؼ كااللتباس‬ ‫األكؿ‬
‫كؿ ‪ 1‬شيكر‬ ‫‪ 41‬أشير‬ ‫‪3‬‬ ‫العيد الجميكرم‬
‫الثاني‬
‫انقطاعات حادة في‬ ‫كؿ ‪ 1 ، 2‬اشير‬ ‫‪ 1‬سنكات‬ ‫‪44‬‬ ‫حكـ العارفياف‬
‫‪ 4615‬ك ‪4610‬‬
‫غير اف النشاط كاف‬
‫مكثفا عند مقارنتو‬
‫بالفترات السابقة‬
‫انحسار النشاط‬ ‫كؿ ‪ 42‬شير‬ ‫‪ 41‬سنكات‬ ‫‪6‬‬ ‫العيد الجميكرم‬
‫بسبب ارىاب الدكلة‬ ‫الثالث ‪4616- 10‬‬

‫(‪)4‬الجدكؿ معمكماتو مستقاة مف ‪ :‬فالح عبد الجبار ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ – 411‬ص‪.454‬‬
‫‪255‬‬
‫‪ -3‬جماعة العمماء ‪:‬‬
‫شكؿ الفكر الشيكعي تحديان كبي انر لممؤسسػة الدينيػة فػي النجػؼ االشػرؼ لمػا تمتػع بػو مػف نفػكذ كقػكة مقابػؿ‬
‫قكتيا كنفكذىا ‪ ،‬خاصة بعد االكضػاع المرتبكػة فػي اعقػاب ثػكرة ‪ 41‬تمػكز ‪4650‬ـ‪ ،‬ككػاف مػف تػداعياتيا تسػييؿ‬
‫الطريؽ إلى اجتياح الشارع العراقي عامة كالنجفي خاصة مػف قبػؿ التيػار الشػيكعي ممػا دعػا المؤسسػة الدينيػة اف‬
‫تعمؿ بكؿ قكة كنشاط ضد تمؾ األفكار كخاصة األكلى منيا ‪ ،‬كلمػا كانػت ىػذه المكاجيػة تحتػاج إلػى عمػؿ مػنظـ‬
‫كمخط ػػط ل ػػو فق ػػد س ػػعت مجمكع ػػة م ػػف عمم ػػاء ال ػػديف إل ػػى تش ػػكيؿ تجم ػػع ياخ ػػذ عم ػػى عاتق ػػو جانبػ ػان م ػػف المكاجي ػػة‬
‫المحتمدمة عمى الصعيد الثقافي كالفكرم كيقدـ الطركحات البديمة عما تطرحو الشيكعية مف األفكار‪.‬‬
‫تاسسػ ػػت جماعػ ػػة العممػ ػػاء فػ ػػي النجػ ػػؼ االشػ ػػرؼ عػ ػػاـ ‪4656‬ـ باش ػ ػراؼ مباشػ ػػر مػ ػػف المرجعيػ ػػة الدينيػ ػػة‬
‫كتايػػدييا(‪ ،)4‬كاختيػػار الشػػيخ مرتضػػى اؿ ياسػػيف معتمػػدان ليػػا كرئيسػان تكجيييػان كبعضػػكية كػػؿ مػػف السػػيد محمػػد تقػػي‬
‫بحػػر العمػػكـ ف كالشػػيخ حسػػيف اليمػػداني كاحمػػد الطػػاىر الشػػيخ ارضػػي كمحمػػد بػػاقر الشػػخص كالسػػيد مكسػػى بحػػر‬
‫العمكـ كالسيد إسماعيؿ الصدر كاخركف مف الشخصيات الدينية(‪.)3‬‬
‫ى ػػدفت جماع ػػة العمم ػػاء ف ػػي النج ػػؼ االش ػػرؼ إل ػػى المطالب ػػة ب ػػالحقكؽ لممس ػػمميف كط ػػرح الفك ػػر السياس ػػي‬
‫اإلسالمي عمى الشعب ‪ ،‬كاتخاذ المكاقؼ السياسية تجاه االحداث التي تكاجو األمػة كايجػاد تيػار سياسػي إسػالمي‬
‫مقابؿ التيارات األخرل كالعمؿ عمى جمع اطػراؼ الحػكزة العمميػة كالم ارجػع الدينيػة فػي صػؼ كاحػد تجػاه األحػداث‬
‫كالمكاقؼ حيث كانت الجماعة تمثؿ كؿ اإلطراؼ في داخؿ الحكزة(‪.)2‬‬
‫اكدت جماعػة العممػاء فػي النجػؼ االشػرؼ مػف خػالؿ البيانػات التػي اصػدرتيا عمػى حككمػة تمػكز بالعمػؿ‬
‫عمػػى حػػؿ مشػػاكؿ الػػبالد االقتصػػادية ‪ ،‬كالمشػػاريع االصػػالحية بػػالمجكء إلػػى التشػريع اإلسػػالمي الػػذم سػػجميا عمػػى‬
‫فضؿ كجو الف التشريع يتمكف مف إيجاد الحمكؿ لجميع مشاكؿ األمة عامة كمعاناة المجتمع العراقي خاصة(‪.)1‬‬
‫كمػػا كجػػدت جماعػػة العممػػاء فػػي النجػػؼ االشػػرؼ مػػف يحػػاكؿ عرقمػػة نشػػاطيا كينافسػػيا ‪ ،‬كلكػػف بمسػػتكل‬
‫ضػػعيؼ ال يمكػػف االعتػػداد بقكتػػو أك اتسػػاع نشػػاطو ‪ ،‬كذلػػؾ عنػػدما نشػػطت جماعػػة أخػػرل مػػف رجػػاؿ الػػديف الػػذيف‬
‫يممك ػػكف اتص ػػاالت بالحككم ػػة ‪ ،‬كب ػػاالحزاب السياس ػػية القائم ػػة ‪ ،‬إذ أس ػػس تجمعػ ػان أخ ػػر من ػػافس اطمقػ ػكا عمي ػػو اس ػػـ‬
‫"جماعػػة رجػػاؿ الػػديف االح ػرار" ‪ ،‬تكػػكف مػػف رجػػاؿ الػػديف فػػي النجػػؼ كك ػربالء كالحمػػة كتشػػير الكتابػػات التاريخيػػة‬
‫القريبة مف جماعة العمماء اف رجاؿ الديف االحرار ساىـ في تاسيسيا الشيكعييف كالحككمة(‪.)5‬‬

‫(‪)4‬ينظر الممحؽ رقـ (‪.)5‬‬


‫(‪)3‬محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬جماعة العمماء ‪( ،‬طيراف ‪ :‬د‪ .‬مط ‪4601 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪)2‬حيدر نزار عطية ‪ ،‬المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫(‪)1‬لمتفاصيؿ عف فقرات البياف ينظر ‪ :‬محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬جماعة العمماء ‪ ،‬ص‪ – 1‬ص‪.0‬‬
‫(‪ )5‬مف ابرز كجػكىيـ ‪ :‬السػيد مصػطفى جمػاؿ الػديف ‪ ،‬الشػيخ عبػد الكػريـ الماشػطة مػف الحمػة كالشػيخ مجيػد ازيػر دىػاـ كالسػيد محمػد‬
‫كػ ػ ػ ػ ػػاظـ الكفػ ػ ػ ػ ػػائي كاخ ػ ػ ػ ػ ػريف ‪ ،‬ينظػ ػ ػ ػ ػػر ‪ :‬سػ ػ ػ ػ ػػامي العسػ ػ ػ ػ ػػكرم ‪ ،‬الحركػ ػ ػ ػ ػػة اإلسػ ػ ػ ػ ػػالمية فػ ػ ػ ػ ػػي الع ػ ػ ػ ػ ػراؽ ‪(( ،‬مكقػ ػ ػ ػ ػػع انترنػ ػ ػ ػ ػػت))‬
‫‪.www.is;amicdawaparxy,org/7-aslam.‬‬
‫‪256‬‬
‫اصػػدرت جماعػػة رجػػاؿ الػػديف االحػرار بيػػانيف فقػػط ‪ ،‬األكؿ فػػي ‪ 32‬شػػباط ‪4656‬ـ اكػػد عػػدـ كجػػكد خطػػر‬
‫عمػػى اإلسػػالـ مػػف األفكػػار األخػػرل فػػي ميػػداف حريػػة الفكػػر ‪ ،‬كالسػػبيؿ الكحيػػد لصػػيانة اإلسػػالـ كالعركبػػة كالحكػػـ‬
‫الكطني ىك تكحيػد الكممػة كرص الصػفكؼ كاشػاد البيػاف بزعامػة عبػد الكػريـ قاسػـ ‪ ،‬فيمػا صػدر البيػاف الثػاني فػي‬
‫االسبكع األخر مف اذار ‪4656‬ـ استنكرت فيػو الجماعػة التػدخالت الجميكريػة العربيػة المتحػدة بالشػؤكف الداخميػة‬
‫لمعراؽ‪.‬‬
‫كىاجمػػت جماعػػة العممػػاء فػػي النجػػؼ االشػػرؼ كاتيمتيػػا بػػالخركج عػػف طاعػػة المرجعيػػة الدينيػػة كانيػػا ال‬
‫تحظى بدعـ عمماء الديف كفي مقدمتيـ السيد محسف الحكيـ(‪.)4‬‬
‫حظيت بعد ذلؾ جماعة العمماء في النجػؼ االشػرؼ بػدعـ كاسػع مػف عممػاء المرجعيػة الدينيػة ‪ ،‬ممػا كػاف‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬إذ تمكنػػت الجماعػػة مػػف السػػير بقػػكة لتحقيػػؽ اىػػدافيا بعػػد اف كثػػار‬ ‫سػػببان رئيس ػان فػػي فػػتح فرع ػان ليػػا فػػي بغػػداد‬
‫البعض الشػككؾ فػي طريقيػا ‪ ،‬فاصػدر السػيد محسػف الحكػيـ كالسػيد أبػك القاسػـ الخػكئي كالسػيد عبػد اهلل الشػيرازم‬
‫كالشيخ عبد الكريـ الج ازئػرم كالسػيد ميػدم الشػيرازم كالسػيد محمػد البغػدادم فتػاكل بيػذه الصػدد لتصػبح الجماعػة‬
‫قكية في نشاطيا(‪.)2‬‬
‫عممػػت الجماعػػة عمػػى جػػذب اعػػداد كبي ػرة مػػف الشػػباب المتػػاثر بالطركحػػات السياسػػية اإلسػػالمية بكاسػػطة‬
‫تنظػػيـ االحتفػػاالت كالميرجانػػات بالمناسػػبات الدينيػػة ‪ ،‬كاعتبػػرت تمػػؾ الخطػػكة مػػف الخطػكات المتقدمػػة عمػػى الػػنمط‬
‫التقميدم السائد داخؿ الكسط الحكزكم (‪.)1‬‬
‫اعتبرت تمؾ الميرجانات التػي كضػعيا بعػض المػؤرخيف "بالميرجانػات الشػعبية الكبػرى" ‪ ،‬االطػر المعبػرة‬
‫عػف سياسػة المرجعيػة الدينيػػة كتكسػعت ىػذه االحتفػػاالت لتشػمؿ مػدف أخػرل بعػػد النجػاح الػذم حققتػػو فػي كػؿ مػػف‬
‫النجؼ ككربالء فكانت االحتفػاالت الجماىيريػة تقػاـ فػي البصػرة كسػامراء كالديكانيػة كالحمػة ككركػكؾ كمػا اصػدرت‬
‫جماعة العمماء منشكرات تتناكؿ قضايا سياسػية ‪ ،‬ككزعػت بكثافػة فػي كافػة انحػاء العػراؽ ابػرزت ىػذه المنشػكرات‬
‫االطركحات السياسية اإلسالمية كمكاقعيا الفكرية ‪ ،‬كلعػؿ أكضػح مػا يمكػف رؤيتػو فػي ىػذه المنشػكرات ىػك التاييػد‬
‫القكل لثكرة ‪ 41‬تمكز ‪4650‬ـ‪ ،‬كلعبد الكريـ القاسـ نفسو(‪.)5‬‬

‫(‪)4‬صالح الخرساف ‪ ،‬اإلماـ محمد باقر الصدر ‪ ،‬ص‪ – 131‬ص‪.316‬‬


‫(‪ )3‬لمتفاصيؿ عف جماعة عمماء بغداد ينظر ‪ :‬كسف سعيد الكرعاكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪– 460‬ص‪.311‬‬
‫(‪)2‬جماعة العمماء في النجؼ ‪ ،‬منشكرات جماعة العمماء ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪4656 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫(‪)1‬ممد ىادم االسدم ‪ ،‬اإلماـ الحكيـ‪ ،‬ح‪ ، 4‬ص‪ – 340‬ص‪.334‬‬
‫(‪)5‬لالطػػالع أكثػػر عمػػى طبيعػػة ىػػذا المنشػػكرات كمػػا تتضػػمنو مػػف دع ػكات كمناشػػدات تاييػػد ثػػكرة تمػػكز ‪4650‬ـ ‪ ،‬يمكػػف الرجػػكع إلػػى‬
‫المنشػػكرات السػػبع التػػي اصػػدرتيا الجماعػػة فػػي كتػػاب مسػػتقؿ صػػادر عنيػػا حيػػث تتصػػدر كاجيػػة الغػػالؼ األكؿ لمكتػػاب كمم ػات‬
‫الػػزعيـ عبػػد الكػريـ قاسػػـ تضػػمنت عبػػارات مػػديح لرجػػاؿ الػػديف كدكرىػػـ فػػي تكحيػػد كممػػة الشػػعب كرفػػع مسػػتكل ثقافيػػة الدينيػػة عػػف‬
‫طريؽ التكجيو كاالرصاد كىي كممات مكجية إلى جامعة العمماء في النجػؼ ‪ .‬جماعػة العممػاء فػي النجػؼ ‪ ،‬المصػدر السػابؽ ‪،‬‬
‫ص‪.35‬‬
‫‪257‬‬
‫ت ازيػػدت المحػػالت الدعائيػػة كاالعالميػػة المكجيػػة ضػػد جماعػػة العممػػاء فػػي النجػػؼ االشػػرؼ كخاصػػة مػػف‬
‫ادخػ ػػؿ الحػ ػػكزة العمميػ ػػة كمػ ػػف الفئػ ػػة المحافظػ ػػة االكثػ ػػر اقالقػ ػػا كالرافضػ ػػة لكجػ ػػكد جماعػ ػػة منظمػ ػػة تػ ػػدخؿ الميػ ػػداف‬
‫السياسي(‪.)4‬‬
‫كانت مجمة االضكاء مف االدكات الميمة لنشر الثقافة اإلسالمية لجاعة العمماء ‪ ،‬إذ حظيت المجمة بدعـ‬
‫(‪)3‬‬
‫كمف خالليا تـ التركيز عمى اف اإلسالـ عقيدة كنظاـ كامؿ كمنظـ صالح‬ ‫المرجع االعمى السيد محسف الحكيـ‬
‫الدارة الحياة كحؿ مشاكميا ‪ ،‬كلـ تقتصر مكضكعات المجمة عمى نقد كتقيد المبادئ الشيكعية التي اسست اصػال‬
‫مف اجؿ مكاجية انتشار بالشيكعية ‪ ،‬بؿ كاف لممبادئ الرأسمالية نصيب في مكضكعاتيا مف حيث المقارنة كالنقد‬
‫كالتنفيذ باالضافة المقاالت الرادة عمى تيجمات رجاؿ الديف االحرار باقالـ مشيكرة مف اعضاءىا(‪.)2‬‬
‫كرغـ ذلؾ ‪ ،‬فاف جماعة العمماء ساىمت بقكة كنشػاط فػي تاكيػد العمػؿ السياسػي المنػتظـ ‪ ،‬كاكجػدت جػيال‬
‫مػػف رجػػاؿ الػػديف كالمثقفػػيف اإلسػػالمية شػػقكا ط ػريقيـ فيمػػا بعػػد كمنظ ػريف كناشػػطيف سياسػػييف كدعػػاة أشػػداء لمفكػػر‬
‫اإلسالمي كلحؿ المعضالت ‪ ،‬كالمشاكؿ التي يعاني منيا المجتمع اإلسالمي‪.‬‬
‫كت ارفػػؽ مػػع النشػػاط السياسػػي الػػذم قامػػت بػػو التنظيمػػات الحزبيػػة ‪ ،‬نشػػاط جيػػادم مرجعػػي عمػػى صػػعيد‬
‫الفتكل ‪ ،‬لمكاجية األفكار المادية الكافدة ‪ ،‬كتمثؿ ذلؾ في فتػاكل العممػاء كرجػاؿ الحػكزة الػذيف كجيػكا تمػؾ الفتػاكل‬
‫المكاجيػػة المػػد الشػػيكعي ‪ ،‬ككػػاف ابرزىػػا فتػػكل المرجػػع السػػيد محسػػف الحكػػيـ الصػػادرة فػػي ‪ 43‬شػػباط ‪4611‬ـ ف‬
‫التي حرـ االنتماء إلى الحزب الشػيكعي كعػده كفلػر كالحػاد كممػا جػاء فػي ىػذه الفتػكل ‪ (( :‬ال يجػكز االنتمػاء إلػى‬
‫الحزب الشيكعي فاف ذلؾ كفلر كالحاد كتركيج لمكفر كااللحاد ‪.)1( ))....‬‬
‫كالكقػػت ذاتػػو اصػػدرت مجمكعػػة مػػف الم ارجػػع الكبػػار فتػػاكاىـ المتعمقػػة بتح ػريـ الشػػيكعية كتكفيرىػػا ‪ ،‬كمػػنيـ‬
‫السيد ميدم الشيرازم الذم اعمف رأيو الصريح بيا قائال ‪ (( :‬نعـ االنتماء إلييا حػراـ كالػدعكة إلييػا حػراـ ‪...‬كىػي‬
‫كفر كالحاد‪.)5( ))...‬‬
‫كاكد السيد أبك القاسـ الخكئي تمؾ اآلراء بفتكاه الشييرة بداية ستينيات القػرف العشػريف ‪ ،‬مكضػحان فػي فتػكاه‬
‫‪ .. (( :‬اف الشيكعية كعقيدة فمسفية تناقض أصكؿ اإلسالـ فيي كفر كالحاد ‪.)1( ))...‬‬
‫امػػا رئػػيس جماعػػة العممػػاء الشػػيخ مرتضػػى كؿ ياسػػيف ‪ ،‬افتػػى بػػنفس االتجػػاه التػػي اتبعيػػا العممػػاء كالم ارجػػع‬
‫قائالن ‪ ...(( :‬كاف االنتماء إلى الحزب الشيكعي مف اعظـ المحرمات ‪.)1( ))...‬‬

‫(‪)4‬فالح عبد الجبار ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.410‬‬


‫(‪)3‬ينظر نص فتكل التاييد في الممحؽ رقـ (‪.)1‬‬
‫(‪)2‬لمتفاصيؿ ينظر ‪( :‬االضكاء) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪4611 ، )34‬ـ‪ ،‬العدد (‪ )4‬؛ العدد (‪. )5‬‬
‫(‪)1‬ينظر الممحؽ رقـ (‪. )1‬‬
‫(‪)5‬ينظر الممحؽ رقـ (‪.)0‬‬
‫(‪)1‬الممحؽ رقـ (‪. )6‬‬
‫(‪)1‬الممحؽ رقـ (‪. )41‬‬
‫‪251‬‬
‫امػػا الشػػيخ عبػػد الكػريـ الج ازئػػرم اعمػػف حػػكؿ ذلػػؾ بػػاف ‪(( :‬الشػػيكعية ىػػدـ لمػػديف ككفػػر كضػػالؿ فػػال يجػػكز‬
‫االنتماء إلييا )) (‪.)4‬‬
‫ادت فتػػاكل تكفيػػر الشػػيكعية أنفػػة الػػذكر (‪ ،)3‬دركان ميم ػان فػػي احسػػار التاييػػد الشػػيكعي األمػػر الػػذم تجسػػد‬
‫بصكرة كاضحة مف خالؿ الكثير لدار السيد الحكيـ العػالف التكبػة ‪ ،‬فقػد خػؼ ليجتػو فػي فتػكل الحقػة فػرؽ عمػى‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫نكعيف مف االنتماء‬
‫رد التيار السياسي اإلسالمي عمى اعدائو الشػيكعييف بكاسػطة مؤلفػات‬
‫كفي ىذا السياؽ مف الصراع ‪ ،‬فقد ه‬
‫كبحكث ألباحثيف ‪ ،‬كمف ابرزىا مؤلفي السيد محمد باقر الصدر"فمسفتنا" و "اقتصادنا"‪.‬‬
‫‪ -‬فمسفتنا ‪:‬‬
‫ص ػػدرت الطبع ػػة األكل ػػى م ػػف الكت ػػاب ع ػػاـ ‪ ،)1( 4656‬ف ػػي غض ػػكف احت ػػداـ المكاجي ػػة ب ػػيف االس ػػالمييف‬
‫كالشيكعييف في الكقت الذم كانت فيو المكتبػة اإلسػالمية بػأمس الحاجػة إلػى مثػؿ ىػذا الكتػاب التػي تػرد الشػبيات‬
‫عف الفكر اإلسالمي‪.‬‬
‫ى ػػدؼ الس ػػيد الص ػػدر م ػػف الكت ػػاب ى ػػك التص ػػدم الكاض ػػح لمتي ػػارات الفك ػػر الغرب ػػي ‪ ،‬كمفاىيم ػػو الحض ػػارية‬
‫كالتصػػدم ليػػا مػػف خػػالؿ الكممػػة المبنيػػة عمػػى اإلسػػالـ كتعاليمػػو التػػي تشػػمؿ الكػػكف كالحيػػاة كاالنسػػاف كالمجتمػػع‬
‫كالدكلة كالنظاـ(‪.)5‬‬
‫كصػػؼ كتػػاب "فمسػػفتنا" بأنػػو نقػػؿ المعركػػة الفكريػػة مػػف مكقػػع الػػدفاع إلػػى مكقػػع اليجػػكـ عمػػى النظريػػات‬
‫الماركسػػية كال ارسػػمالية كتفنيػػدىا‪ ،‬فػػال نجػػد فيػػو المكاقػػؼ الدفاعيػػة كالتبريريػػة التػػي كانػػت السػػمة البػػارزة فػػي كتابػػات‬
‫المفكريف الذيف سبقكا السيد محمد باقر اصدر في الدفاع عف العقيدة اإلسالمية(‪.)1‬‬
‫‪ -‬اقتصادنا ‪:‬‬
‫صػػدر فػػي النجػػؼ االشػػرؼ عػػاـ ‪4614‬ـ (‪ ،)1‬كخصػػص لنقػػد النظريػػات االقتصػػادية ال أرسػػمالية كالشػػيكعية‬
‫كقدـ نظرية اسالمية لالقتصاد السياسي فػي محاكلػة لػدحض اطركحػة العممػانييف كالشػيكعييف القائمػة بػاف اإلسػالـ‬

‫(‪)4‬الممحؽ رقـ (‪.)44‬‬


‫(‪ )3‬كالعمماء االخريف الذيف اصدركا بتكفير المرجعية الشيكعية ىـ ‪ :‬عبد اليادم الشيرازم ‪ ،‬السيد محمد جكاد الطباطبائي ‪ ،‬السيد محمكد الشاىركدم‪.‬‬
‫(‪)2‬محمد ىادم االسدم ‪ ،‬اإلماـ الحكيـ ‪ ،‬ح‪ ،3‬ص‪.241‬‬
‫(‪)1‬سامي العسكرم ‪ ،‬المصدر السابؽ ؛ رحيـ عبد الحسيف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.415‬‬
‫(‪)5‬محمد باقر الصدر ‪ ،‬فمسفتنا ‪ ،‬ط‪( ،3‬بيركت ‪ :‬دار المعارؼ ‪4603 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫(‪)1‬أرل كاجبان اف أكرد كاحدان مف أكلى التقييمات الميمة التي قيمت بحػؽ كتػاب فمسػفتنا ‪ ،‬فقػد اكػد الكاتػب االكػاديمي العربػي المعػركؼ اكػرـ زعيتػر فػي د ارسػة لػو‬
‫نشػرتيا جريػػدة الحيػػاة البيركتيػػة فػػي ‪ 32‬نيسػػاف عػػاـ ‪4611‬ـ جػػاء فيػػو ‪ ...(( :‬كىػػذه الد ارسػػة تتسػػـ بالػػدفاع المنطقػػي الحػػار عػػف الميتافيزيقيػػة اإللييػػة حتػػى‬
‫يمكف القكؿ اف الكتاب ىك جيد فمسفي منطقي مكفؽ لنسؼ األسػس الفمسػفية لاللحػاد ‪ ،‬كاعتقػد اف الماديػة الريالكتيػة (الديالكيتكيػة) الماركسػية ‪ ...‬لػـ تقػرع‬
‫بػػردكد عمميػػة مػػف قبػػؿ الكتػػاب العػػرب المتفمسػػفيف كمػػا جبيػػت ككمػػا قرعػػت بيػػذا الكتػػاب )) ‪ ،‬فمػػيس غريبػان اف يتػػرجـ ىػػذا الكتػػاب ‪ ،‬الػػذم امتػػاز بطركحاتػػو‬
‫العممية كجديتيا إلى المغة االنكميزية سنة ‪4601‬ـ‪ ،‬رحيـ عبد الحسيف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.411‬‬
‫(‪)1‬شبمي المالط ‪ ،‬تجديد الفقو اإلسالمي ‪ ،‬محمد باقر الصدر بيف النجؼ االشرؼ كشيعة العػالـ ‪ ،‬ترجمػة غسػاف غػص‪( ،‬بيػركت ‪:‬‬
‫دار االضكاء ‪4660 ،‬ـ)‪ ،‬ص‪.303‬‬
‫‪255‬‬
‫يفتقر إلى الحمكؿ التي مف شأنيا معالجة اإلنساف المعاصر ‪ ،‬ككانت ميمة الكتاب الرئيسة ابراز اىتمػاـ اإلسػالـ‬
‫بحياة اإلنساف االقتصادية كرفاىيتو‪.‬‬
‫اف صدكر ىذا الكتاب ‪ ،‬يعني اف االسالـ يمتمؾ رؤيا اقتصادية كىك أمر ميـ ‪ ،‬كلو تاثير كبير فػي إ ازلػة‬
‫حالة االنبيار بالنظريات االقتصادية الكافدة لػدل اغمػب الميتمػيف بيػذه المكاضػيع حينػذاؾ‪ ،‬األمػر الػذم خمػؽ فػي‬
‫ىؤالء نزعة العكدة إلى الثقافة اإلسالمية كبخاصػة بعػد اف لمسػكا فػي البػديؿ اإلسػالمي االصػيؿ تفكقػان عمػى الكافػد‬
‫المستكرد(‪.)4‬‬
‫كمػػف المؤلفػػات األخػػرل التػػي ظيػػرت فػػي السػػاحة النجفيػػة فػػي بدايػػة سػػتينيات القػػرف العش ػريف عمػػى سػػبيؿ‬
‫رد عمػى أقػكاؿ‬
‫المثػاؿ ال الحصػر كتػاب " حقػائؽ عػف الشػيوعية" لمؤلفػو "الشػيخ طػاىر حسػف الخطيػب" ‪ ،‬الػذم ه‬
‫الشػػيكعييف التػػي تؤكػػد انيػػا ال تصػػدـ مػػع الػػديف ‪ ،‬كمػػف اف الص ػراع كطػػرؽ كممػػات االتحػػاد الفػػدرالي ‪ ،‬كالنك ػراف‬
‫لمخالؽ ‪ ،‬ما ىي إال اقاكيؿ المرتبطيف باالستعمار(‪.)3‬‬
‫كفي كتاب "الرفاؽ تحت المجير" لمؤلفو السيد "كاظـ محمد الطباطبائي" تضمف حممة عمى الشػيكعييف ‪،‬‬
‫فف ػػي مقدمت ػػو إش ػػارة إل ػػى الش ػػيكعية كنظري ػػة ف ػػي االتح ػػاد الس ػػكفيتي ‪ ،‬كاس ػػاليبيا لمقض ػػاء عم ػػى االدي ػػاف الييكدي ػػة‬
‫المسيحية ‪ ،‬اإلسالمية(‪.)2‬‬

‫اما كتاب "اإلسالـ والمبدأ الشيوعي" لمؤلفو الشيخ "محمد عمي الطبيب" ىػاجـ الشػيكعية ‪ ،‬معتبػ انر افكارىػا‬
‫رجعيػػة التػػتالءـ كركح العصػػر(‪ ،)1‬كفػػي نيايػػة عػػاـ ‪4611‬ـ صػػدر كتػػاب "الشػػيوعية عػػدوة اإلنسػػانية " لصػػاحبو‬
‫"محمد ىادي االميني" كصؼ الشيكعية بالجبركت الذم يعمؿ عمى استبعاد الناس باسػتخداـ الكسػائؿ المختمفػة ‪،‬‬
‫كاثباتو اف ىذا المبدء يعمؿ عمى تحكيؿ العالقات البشرية كفؽ األسس المادية(‪.)5‬‬
‫ككػػاف الشػػيخ "محمػػػد حسػػػف وؿ ياسػػػيف " فػػي كتابػػو "اإلسػػػالـ بػػػيف المرجعيػػػة والتقدميػػػة" يػػذكر فيػػو اف‬
‫الشيكعية ىي جزء مف العممانية التي تسعى الدكؿ الكبرل إلػى زرعيػا فػي نفػكس الجيػؿ الجديػد بكاسػطة المعممػيف‬
‫السياسييف ‪ ،‬كالمناىج الحديثة ‪ ،‬كاعتبرىا حممة استشراقية تستخدـ جميع الطرؽ الممتكية لمقضاء عمى اإلسالـ(‪.)1‬‬
‫اإلسالـ(‪.)1‬‬

‫(‪)4‬لـ يكف الباحػث المتميػز شػمبي المػالط مجانبػان لمحقيقػة عنػدما كصػؼ الكتػاب (اقتصػادنا) بيػذه الكممػات ‪ (( :‬كالػى ىػذا اليػكـ ‪ ،‬مػا‬
‫زاؿ (اقتصادنا) األثر االىـ شأنان كاالكثر شمكالن بيف كؿ ما كتب عف االقتصاد اإلسالمي ‪ .‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.406‬‬
‫(‪)3‬طاىر حسف الخطيب ‪ ،‬حقائؽ عف الشيكعية ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪4666 ،‬ـ)‪ ،‬ص‪ – 1‬ص‪.33‬‬
‫(‪)2‬كاظـ محمد الطباطبائي ‪ ،‬الرفاؽ تحت المجير ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪4656 ،‬ـ) ‪ ،‬ح‪ ،4‬ص‪ -46‬ص‪.31‬‬
‫(‪)1‬محمد عمي الطبيب‪ ،‬اإلسالـ كالمبدأ الشيكعي بيف يديؾ ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪4656 ،‬ـ)‪،‬ص ‪. 31‬‬
‫(‪)5‬محمد ىادم االميني ‪ ،‬الشيكعية عدكة اإلنسانية ‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫(‪)1‬محمد حسف كؿ ياسيف ‪ ،‬اإلسالـ بيف المرجعية كالتقدمية ‪( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف‪4614 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪311‬‬
‫كفي عاـ ‪4614‬ـ نشر السػيد محمػد ميػدم الشػيرازم كتػاب بعنػكاف "بػيف اإلسػالـ ودارويػف" كعقػد مقارنػة‬
‫بيف "المسمـ" و "دارويف" ‪ ،‬فاألكؿ صاحب عقيدة يعػرؼ ربػو كدينػو كالثػاني أطمػؽ عميػو الممحػد المػؤمف بالطبيعػة‬
‫كعبادتيا(‪.)4‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬التيار القومي ‪:‬‬
‫تضافرت عكامؿ عػدة عمػى تحقيػؽ االنتشػار كالكسػب الكاسػع لمتيػار القػكمي داخػؿ النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬كػاف‬
‫مف بينيا الزيارة التي قاـ بيا كزير الداخميػة خػالؿ ثػكرة تمػكز عبػد السػالـ عػارؼ عػاـ ‪4650‬ـ اليادفػة إلػى حشػد‬
‫الجماىير كالحصكؿ عؿ انصار قد اتت اكميا بعػد فتػرة كجيػزة ‪ ،‬فاسػتطاع احػد القػكمييف النجفيػيف المػدعك عبػاس‬
‫الجابرم مف كسب عشرات الشباب إلى التيار القكمي " حتى أصبحت محمة العمارة شبو قكمية(‪.)3‬‬
‫كمف األسباب التي ادت إلى دعـ ذلػؾ الفكػر داخػؿ المدينػة المقدسػة ‪ ،‬كصػكؿ عػدد مػف المدرسػيف العػرب‬
‫الحػػامميف لمفكػػر القػػكمي ‪ ،‬فكػػاف ليػػـ دك انر مػػؤث انر فػػي تعميػػؽ ذلػػؾ االتجػػاه بػػيف شػػباب النجفيػػيف ‪ ،‬ففػػي بدايػػة عػػاـ‬
‫‪4656‬ـ ارسؿ االتحاد الطالبي في النجؼ كتابييف رسػمييف فػي ‪ 41‬اذار مػف العػاـ المػذككر مشػددان عمػى الطمبػة‬
‫حمايػػة المدرسػػيف القػػكمييف المص ػرييف مػػف اتبػػاع التيػػار الشػػيكعي ‪ ،‬كتػػـ تعمػػيـ ىػػذا الطم ػب عمػػى جميػػع مػػدارس‬
‫المدينة (‪.)2‬‬
‫ككنتيجة لذلؾ النمك المقبكؿ عمى الساحة النجفية ‪ ،‬نشر انصار القكمية مؤلفات بالنمك كاالصالح رافعيف‬
‫شعا انر الكحدة بيف ابناء األمة العربية مستخدميف مصطمح "العالـ العربي" الػذم كػاف سػائدان فػي السػاحة كىػك دليػؿ‬
‫عمى تصاعد نمكىـ السياسي(‪ ،)1‬فقد نشر القكمي " محمد رضا الموسوي" كتابػو "الثورة واالصالح االجتماعي" ‪،‬‬
‫‪ ،‬مكضػػحان فػػي بدايتػػو مفيػػكميـ لمسياسػػة ‪ ،‬إلػػى جانػػب التأكيػػد عمػػى ضػػركرة إرشػػاد النػػاس نحػػك كجيػػة اجتماعيػػة‬
‫سػػميمة لتحقيػػؽ الكحػػدة مػػع األمػػة – حسػػب تعبيػره – كمػػا ربػػط بػػيف اإلسػػالـ كالثػػكرة ‪ ،‬كدعػػا إلػػى نػػكع مػػف االتحػػاد‬
‫كالتنخي بيف الكرد كالعرب(‪.)5‬‬
‫اصدر القكميكف النجفيكف سمسمة مف المؤلفات تدعيمان لمكقفيـ كاىدافيـ ‪ ،‬تحت عنػاف "مف وحػي العقيػدة‬
‫" لمكاتب القػومي النجفػي "حميػد المطبعػي" ‪ ،‬فكانػت أكؿ إصػداراتيا كتػاب "قوميتنػا الثػائرة" ال ارعػي إلػى االتحػاد‬
‫العربي كنبذ الخالفات بيف ابناه ‪ ،‬إلى جانب ضركرة محاربة اإلسالمية السياسية كالقكميات الكردية(‪.)1‬‬

‫(‪)4‬محمد ميدم الشيرازم ‪ ،‬بيف اإلسالـ كداركيف ‪( ،‬النجؼ‪ :‬مطبعة الغرم الحديثة ‪4614 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪ – 40‬ص‪.34‬‬
‫(‪)3‬حمد عيسى القابجي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ك‪.51‬‬
‫(‪ )2‬اتحادنا الطالبي في عاـ ‪ ،‬مكجز نشاطات كفعاليات كانجازات اتحػاد الطمبػة العػاـ فػي النجػؼ لمسػنة الد ارسػية ‪4656- 4650‬ـ‪،‬‬
‫(النجؼ‪ :‬مطبعة النعماف ‪ ، )4656 ،‬ص‪.21‬‬
‫(‪)1‬رياض حمزة شير عمي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )5‬محمػػد رضػػا المكسػػكم ‪ ،‬الثػػكرة كاالسػػالـ االجتمػػاعي حػػكؿ السياسػػة كالتػػاريخ كاالجتمػػاع ‪( ،‬النجػػؼ‪ :‬مطبعػػة النعمػػاف ‪4650 ،‬ـ)‪،‬‬
‫ص‪. 21‬‬
‫(‪)1‬حميد المطبعي ‪ ،‬قكميتنا الثائرة (النجؼ‪ :‬مطبعة الغرم الحديثة ‪4611 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪311‬‬
‫لػـ يػػدـ ذلػؾ البػػركز كاالنتشػار لمفكػػر القػكمي فػػي العػراؽ عامػػة كالنجػؼ خاصػػة ‪ ،‬أذ بعػد محاكلػػة االغتيػػاؿ‬
‫الفاشػػمة التػػي نفػػذت يػػكـ ‪ 0‬تش ػريف األكؿ ‪4656‬ـ‪ ،‬ضػػد الػػزعيـ عبػػد الك ػريـ قاسػػـ فػػي بغػػداد عمػػى يػػد القػػكمييف‬
‫البغػػدادييف ‪ ،‬كالػػذم سػػببت اضػػطرابان امني ػان كتػػدىكر كبيػػر فػػي مدينػػة النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬ممػػا ادل اعػػالف حظ ػ انر‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬التي خرجت فيو مظاىرات استنكرية ضػد‬ ‫لمتجكاؿ مف ليؿ ‪ 0‬تشريف األكؿ ‪4656‬ـ حتى صباح اليكـ التالي‬
‫القكمييف كخاصة البعثييف ككانت شعاراتيا تصفيـ بالخكنة كالجبية القكمية العميمة(‪.)3‬‬
‫انحسػػر المػػد القػػكمي فػػي النجػػؼ االشػػرؼ بعػػد ذلػػؾ الحػػدث كاصػػبح نشػػاطاتيـ محػػدكدان ‪ ،‬كلػػـ يظيػػر ليػػـ‬
‫ح ػراؾ يػػدؿ عمػػى ىػػكيتيـ القكميػػة كبالتػػالي اخػػذكا يرمػػكف بانفسػػيـ تحػػت جنػػاح رجػػاؿ الػػديف كيسػػاندكف تكجييػػاتيـ‬
‫بيدؼ مسايرة الكضع المعادم ليـ في الشارع(‪.)2‬‬
‫كما يجب اإلشارة إليو ‪ ،‬اف احػداث الشػكاؼ عػاـ ‪4656‬ـ‪ ،‬فػي المكصػؿ ‪ ،‬شػيدت تمػؾ المرحمػة حػاؿ مػف‬
‫التكافؽ بػيف االسػالمييف السياسػييف كالقػكمييف ‪ ،‬عمػى أسػاس محاربػة الشػيكعية (‪ ،)1‬فكػاف التيػار األكؿ بيػدؼ مػف‬
‫خالؿ ذلؾ المحافظة عمى دماء العراقييف بما سعى الثاني إلػى اعػالف المعارضػة رغبػة فػي البػركز ككسػب المزيػد‬
‫مف المؤيديف عمى حساب دماء العراقييف‪.‬‬
‫بيد اف الصراع بيف التيارييف اإلسالمي كالقكمي قد عػاد إلػى المكاجيػة كاالحتػداـ بعػد اف بػدء رجػاؿ حػزب‬
‫الدعكة في "مجمة االضواء" ‪ ،‬بطرح افكارىـ بشػأف إقامػة "الحكومػة اإلسػالمية" فػي عػاـ ‪4611‬ـ‪ ،‬فقػد بػيف السػيد‬
‫محمد باقر الصدر عند كتابة االفتتاحية "رسالتنا" التي كانت بمثابة برنامج سياسي مف األفكار السياسية(‪ ،)5‬ففي‬
‫ففػػي العػػدد األكؿ كشػػؼ عػػف ىبػػكط الػػكعي اإلسػػالمي بػػيف النػػاس ‪ ،‬كسػػيطرة األفكػػار العممانيػػة الكفػػادة (القكميػػة‬
‫كالشيكعية) التي كصفيا بالرجعية‪ ،‬كاضعان السيد الصدر ثالث شركط النقاذ الناس ‪ ،‬ىػي كجػكد المبػدأ الصػالح ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كيبػػدك كاضػػحان اف المبػػدأ الػػذم كػػاف يرن ػكا إليػػو الصػػدر مشػػركع‬ ‫كااليمػػاف بيػػذا المبػػدأ ‪ ،‬كفيػػـ النػػاس ىػػذا المبػػدأ‬
‫"الحكومة اإلسالمية" ‪.‬‬
‫ازداد معارضة القكمييف لمتيار اإلسالمي بكاسطة االعتداءات عمى انصار التيار كالتجاكز عمييـ بااللفاظ‬
‫النابيػػة(‪ ،)1‬ككانػػت زيػػارة "حركػػة القػػومييف العػػرب" مػػف االردف لمدينػػة النجػػؼ االشػػرؼ دافعػان لرفػػع الػػركح المعنكيػػة‬
‫لمتيػػار ‪ ،‬فعمػػؿ أعضػػاء الحركػػة االردنيػػة المؤلفػػة مػػف "نػػايؼ حواتمػػة واحمػػد جبريػػؿ" المػػذاف عمػػال عمػػى ترتيػػب‬

‫(‪ )4‬د‪ .‬ؾ ‪ .‬ك ‪( ،‬ك ازرة الداخمية) ‪ ،‬برقية متصرفية لكاء كربالء إلػى الػكزراء تحػت عنػكاف المظػاىرات ‪ ،‬بتػاريخ ‪4656/41/44‬ـ‪ ،‬رقػـ‬
‫الممؼ ‪ (،441141‬كثائؽ غير منصفة) ‪.‬‬
‫(‪)3‬حنا بطاطكف ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.311‬‬
‫(‪)2‬عدم حاتـ عبد الزىرة ‪ ،‬االتجاىات السياسية في مدينة المقدسة ‪ ،‬ص‪.450‬‬
‫(‪)1‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.453‬‬
‫(‪T.M.Aziz, the Role of muhammed BaqirAl-Sader in shi'I political Gtivism in Iraq From 1958 To )5‬‬
‫‪.1980, middle East stud "Journal" U.S.A, nom (25) 1993. P. 178‬‬
‫(‪)1‬محمد باقر الصدر ‪ ،‬رسالتنا ‪( ،‬االضكاء) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪ ، )4‬حزيراف ‪4611‬ـ‪ ،‬العدد(‪ ، )4‬ص‪ – 4‬ص‪.3‬‬
‫(‪)1‬حسيف بركة الشامي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.421‬‬
‫‪312‬‬
‫صػػفكؼ القػػكمييف النجفيػػيف ‪ ،‬كتكحيػػد جيػػكدىـ(‪ ،)4‬األمػػر الػػذم شػػجع التيػػار النجفػػي عمػػى تعزيػػز الثقافػػة القكميػػة‬
‫بكاسػػطة مطبكعػػات نجفيػػة ‪ ،‬حيػػث اعيػػد فػػي عػػاـ ‪4611‬ـ طبػػع كتػػاب "الشػػعوبية وادوارىػػا التاريخيػػة فػػي العػػالـ‬
‫العربي "(‪ ،)3‬كقد تضمف ىذا الكتاب تكضيحان لػ (مصطمح الشعكبية) التي تعنػي كػؿ فكػر يعػادم العػرب ككحػدتيـ‬
‫‪ ،‬كقصد الشيكعية كافكارىا(‪.)2‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الذم تضمف قصائد تمجػد الج ازئػر كتػكنس كمػراكش ‪،‬‬ ‫كبنفس العاـ اعيد كتاب "جياد المغرب العربي "‬
‫فضالن عف نقد االكضاع السمبية في العراؽ خاصة االكضاع المعيشة في االرياؼ ‪.‬‬
‫لـ يكف كجكد التيار القكمي في الساحة النجفية عمى كتيػرة كاحػدة ‪ ،‬فتػارة يظيػر بمظيػر القػكة كتػارة أخػرل‬
‫يتعرض إلى االنعزاؿ كالعمؿ شبو السرم بيف اعضاءه ‪ ،‬ككما اف طبيعة العالقة طكاؿ تاريخية لـ تكف عمى نيج‬
‫كاحد ‪ ،‬فالسمة االغمب تحقيؽ المصمحة الشخصية كبكؿ الكسائؿ المتاحة مف شعارات أك كسائؿ قمعية – دمكية‬
‫ككما حدث سيطرتو عمى السمطة في ‪ 0‬شباط ‪4612‬ـ‪.‬‬
‫كع ند اعالف االنقالب األكؿ انؼ الذكر ‪ ،‬اعمنت التنظيمات القكميػة تأييػدىا كدعػت زعمػاء انقػالب شػباط‬
‫إلى تأليؼ حككمة تضـ التيارات القكمية في العراؽ مف اجؿ السػيطرة عمػى األمػكر كتسػيير الحكػـ كالقضػاء عمػى‬
‫الشيكعييف كالرجعييف(‪.)5‬‬
‫إبد التيار القكمي فػي النجػؼ االشػرؼ ذلػؾ االنقػالب كدعمػو مػف خػالؿ المظػاىرات المؤيػدة التػي انطمقػت‬
‫مف مساحة الميداف كحتى الصحف الحيدرم الشػريؼ مػرددة لمكحػدة العربيػة كانييػار االسػتبدادية – حسػب تعبيػرىـ‬
‫– ادرؾ عبد السالـ عارؼ منذ األياـ األكلى النقالب شباط عاـ ‪4612‬ـ ‪ ،‬اف سمطة كصالحياتو مقيدة بالقيادة‬
‫الجماعية التي يمثميا المجمس لقيادتيػا ‪ ،‬كمػا ادرؾ اف القيػادة الفعميػة بيػد قيػادات حػزب البعػث لػذلؾ قػاـ بػانقالب‬
‫الثاني بتاريخ العراؽ ككاف البياف األكؿ في ‪ 40‬تشريف الثاني ‪4612‬ـ(‪.)1‬‬
‫كجدت العناصر القكمية في النجؼ االشرؼ فرصة لمبركز إلى الساحة السياسية بقكة مرة أخرل مطالبة‬
‫بتظاىراتيا مشركع حكؿ الكحدة االتحادية كاىمية تجسيد مبدأ حكـ الشعب لمصمحة الشعب عف طريؽ مؤسسػات‬
‫ديمقراطية ثكرية لمتمثيؿ الشعبي تعكس حقكؽ الجماىير كمصالحيا كرغباتيا(‪.)1‬‬
‫كمػ ػػف الكاضػ ػػح اف تمػ ػػؾ الرغبػ ػػة لمتيػ ػػار القػ ػػكمي لػ ػػـ تحقػ ػػؽ ‪ ،‬قياس ػ ػان لطبيعػ ػػة كايدلكجيػ ػػة النظػ ػػاـ الطائفيػ ػػة‬
‫كاالستبدادية التي مارسيا عارؼ ضد جميع فئات الشعب العراقي كالرغبة الجامحة المييمنة عمى السمطة‪.‬‬

‫(‪)4‬عدم حاتـ المفرجي ‪ ،‬االتجاىات السياسية في مدينة النجؼ المقدسة ‪ ،‬ص‪.403‬‬


‫(‪)3‬طبع الكتاب لممرة األكلى عاـ ‪4610‬ـ في مدينة النجؼ االشرؼ ‪.‬‬
‫(‪)2‬عبد الصاحب الدجيمي ‪ ،‬الشعكبية كادكراىا التاريخية ‪ ،‬ط‪ ( ،3‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪ ،) 4611 ،‬ص‪.1‬‬
‫(‪)1‬طبع في النجؼ االشرؼ طبعة األكلى عاـ ‪4656‬ـ‪.‬‬
‫(‪)5‬مصطمح برز بعد كصكؿ البعثييف إلى السمطة كيطمؽ عمى رجاؿ المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ ‪.‬‬
‫(‪)1‬لمتفاصػػيؿ عػػف ذلػػؾ االنقػػالب ينظػػر ‪ :‬عمػػي حمػزة الحسػػناكم ‪ ،‬النظػػاـ السياسػػي فػػي العػراؽ ‪4610-4650‬ـ‪ ،‬اطركحػػة دكتػػكراه ‪،‬‬
‫(جامعة الككفة ‪ :‬كمية االداب ‪4660 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪ – 415‬ص‪.416‬‬
‫(‪()1‬مقابؿ شخصية) ‪ ،‬األستاذ حسيف الميالي‪. 3141/3/31 ،‬‬
‫‪313‬‬
‫لقي عبد السالـ محمد عارؼ حتفو في حادث طائرة مركحية غامض في مساء ‪ 42 ،‬نيساف ‪)4(4611‬ـ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رئيسان لمعراؽ‪.‬‬ ‫كبعد مركر خمسة اياـ بتاريخ ‪40‬نيساف ‪4611‬ـ‪ ،‬انتخبت عبد الرحمف عارؼ‬
‫كبن ػػاء عم ػػى ى ػػذه التغيػ ػرات عق ػػدت االجتماع ػػات ف ػػي الم ػػدف العراقي ػػة كمني ػػا مدين ػػة النج ػػؼ االش ػػرؼ ال ػػى‬
‫انصػارالتيار القػكمي ‪ ،‬إذ نكقشػػت ضػركرة العمػػؿ بالحيػاة الديمقراطيػػة السػممية كتظػػافر جميػع جيػػكد المػكاطنيف فػػي‬
‫ىػػذا السػػبيؿ ‪ ،‬كمػػا نكقشػػت قضػػية االحػزاب السياسػػية كمكضػػكع اعػػادة بنػػاء الدسػػتكر عمػػى أسػػس ديمقراطيػػة كحػػؿ‬
‫المسألة الكردية(‪.)2‬‬
‫يتضػػح مم ػا تقػػدـ بػػاف مػػدة البحػػث قػػد شػػيدت ص ػراعان فكري ػان حػػادان بػػيف ثػػالث تيػػارات رئيسػػة عمػػى السػػاحة‬
‫النجفية ‪ ،‬مثمتيا الشيكعية كالقكمية كاالسالمية ‪ ،‬كيظير مما عرضناه أيضا باف مػدة الصػراع كػاف فػي البػدء بػيف‬
‫الشػػيكعييف الػػذيف كجػػدكا مػػف التفػػافيـ عمػػى عبػػد الك ػريـ قاسػػـ كثكرتػػو قػػكة دفعػػتيـ إلػػى الغػػركر الػػدامي ‪ ،‬أك بػػيف‬
‫القكمييف الذيف كانكا يركف في مبادئيـ كانفسيـ أحؽ في اخذ ذلؾ الدكر‪.‬‬

‫غيػػر أف ىػػذا الصػراع قػػد اسػػتغؿ مػػع قػػكة سػػاعد التيػػار اإلسػػالمي كانتكاسػػة الشػػيكعييف فػػي اعقػػاب انقػػالب‬
‫عاـ ‪4612‬ـ‪ ،‬إلػى صػراع إسػالمي قػكمي كانػت فيػو الغمبػة فػي كثيػر مػف الفتػرات لالخيػر ككنػو قػد اسػتمـ السػمطة‬
‫اكالن ‪ ،‬كالسػتخدامو أسػمكب العنػؼ كالقتػػؿ كاالعتقػاؿ طريقػا لمتمسػػؾ بالسػمطة كالتيػارات فػي السػػاحة ثانيػان ‪ ،‬كىػذا مػػا‬
‫حجـ الكجكد في الشيكعييف كاإلسالمي مف خالؿ تغييب قياداتيـ في سجكف القكمييف ‪ ،‬كعمى اعكاد مشانقيـ ‪.‬‬

‫(‪)4‬لالطالع عف لمتفاصيؿ مقتؿ عارؼ ينظر ‪( :‬الجميكرية) "جريدة" ‪ 45 ،‬نيساف ‪4611‬ـ‪ ،‬العدد (‪.)041‬‬
‫(‪)3‬عبد الرحمف عارؼ (‪ : ) 3141-4641‬كلد في الرمادم ‪ ،‬كاف يشغؿ منصب رئيس أركاف الجيش بالككالة ابػاف حكػـ اخيػو عبػد‬
‫السػػالـ ‪ ،‬ثػػـ أصػػبح رئيسػػا لمع ػراؽ بعػػد تػػدخؿ مباشػػر مػػف القػػكمييف المص ػرييف بزعامػػة جمػػاؿ عبػػد الناصػػر ‪ ،‬أطػػيح بػػو البعثيػػيف‬
‫بانقالبيـ الثاني في ‪ 41‬تمكز ‪4610‬ـ‪ ،‬كنفي إلى تركيا ‪ .‬حسف لطيؼ الزبيدم ‪ ،‬المصدر السابؽ ص‪. 152‬‬
‫(‪)2‬عمي حمزة الحسناكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.321‬‬
‫‪314‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫موقؼ النجؼ االشرؼ مف األحداث السياسية في العراؽ‬
‫كانت مدينة النجؼ االشرؼ ممثمة بمرجعيتيػا الدينيػة ‪ ،‬عمػى اتصػاؿ دائػـ باالحػداث السياسػية فػي العػراؽ‬
‫منذ بداية القرف العشريف ‪ ،‬حيث شيدت السػاحة السياسػية العراقيػة حضػك انر مرجعيػان فػاعالن فػي احػداثيا ‪ ،‬بػدءان مػف‬
‫مقارعة االستعمار البريطاني كاعالف الثكرة عميو كمرك انر بمكضػكع االسػتفتاء عمػى شػكؿ الحكػـ ‪ ،‬كمػف ثػـ مػا تػاله‬
‫مف تطكرات سياسية تمثمت في إجراء انتخابات المجمػس التاسيسػي كالمكقػؼ منيػا ‪ ،‬ككػذلؾ المكاقػؼ الثقافيػة فػي‬
‫كثير مف االحداث السياسية طيمة العيد الممكي‪.‬‬
‫ممػػا تقػػدـ نػػرل بػػاف النجػػؼ االشػػرؼ كانػػت متفاعمػػة مػػع الحػػدث السياسػػي الع ارقػػي كمػػؤثرة فػػي العديػػد مػػف‬
‫مفاصمو ‪ ،‬اف لـ تكف ىي المكجة األكؿ لو كالفاعؿ فيػو ‪ ،‬تقصػدىا الشخصػيات القياديػة فػي البمػد بيػدؼ ارضػائيا‬
‫أك تػػكحي بػػذلؾ لتكسػػب كد الجمػػاىير لػػتظمف االسػػتقرار ‪ ،‬ايمانػػا منيػػا باىميػػة النجػػؼ االشػػرؼ مدينػػة كمرجعيػػة‬
‫فظمت تتمتع بفاعميػة التػاثير فػي جميػع عيػكد الحكػـ كالسػيطرة السياسػية ‪ ،‬كالػذم سػنراه كاضػحان فػي فتػرة بحثنػا مػا‬
‫بيف ‪4610-4650‬ـ‪.‬‬
‫اوالً‪ -‬الموقؼ مف ثورة ‪ 25‬تموز ‪2:69‬ـ ‪:‬‬

‫‪315‬‬
‫استمرت النجؼ االشرؼ في تسجيؿ مكاقفيا النضػالية الثابتػة فتػرة ليسػت بالقصػيرة ‪،‬إذ حظيػت الثػكرة فػكر‬
‫انػػدالعيا بمػؤازرة جمػػاىير كاسػػعة ‪ ،‬ككقػػؼ العراقيػػكف فػػي كافػػة انحػػاء الػػبالد صػػفان كاحػػدان إلػػى جانبيػػا ‪ ،‬مستبشػريف‬
‫بقياـ الحكـ الجميكرم(‪.)4‬‬
‫كقؼ النجفيكف في مقدمة الصػفكؼ المؤيػدة لمثػكرة ‪ ،‬كنزلػت الجمػاىير إلػى الشػارع معبػرة عػف فرحيػا عػادة‬
‫الثكرة نقطػة انطػالؽ نحػك تغييػر مسػار العػراؽ سياسػيان كاقتصػاديان كاجتماعيػان ‪ ،‬كاكفػدت النجػؼ ادبييػا الكبيػر عمػي‬
‫الخاقاني ‪ ،‬ليقمي مف دار االذاعة العراقية ليمة ‪ 41‬تمكز كممة بعنكاف "صوت النجؼ المدوي" ‪ ،‬معب انر عػف شػعكر‬
‫ابناء النجؼ بذلؾ االنجاز كتايدىـ الكامؿ لو(‪.)3‬‬
‫كالى جانب مشاعر التأييد التػي أبػداىا الشػارع النجفػي ‪ ،‬فقػد انطمقػت عػدد مػف الجمعيػات الثقافيػة كالدينيػة‬
‫فػ ػػي المدينػ ػػة لمباركػ ػػة الثػ ػػكرة ‪ ،‬فكانػ ػػت جمعيػ ػػة منتػ ػػدل النشػ ػػر فػ ػػي طميعػ ػػة تمػ ػػؾ المؤسسػ ػػات العمميػ ػػة ‪ ،‬إذ اىابػ ػػت‬
‫بالمسؤكليف الجدد اف ينتصركا لمديف اإلسالمي المقدس ‪ ،‬كيعممكا عمى تحقيؽ امػاني العػرب كالمسػمميف(‪)2‬كطالبػت‬
‫جمعية التحرير الثقافية عمى لساف الشيخ عبد الغني الخضرم معتمدىا "الثكرة الجبارة" إلى تكحيػد صػفكؼ العػرب‬
‫تحقيقان لسيادتيـ ككرامتيـ بيف امـ العالـ(‪.)1‬‬
‫انعكػػس عمػػؽ ىػػذا التفاعػػؿ الػػكطني فػػي أنشػػطة فكريػػة ‪ ،‬مػػف لػػدف المجػػالت النجفيػػة ‪ ،‬كالسػػيما "النجػػؼ" ك‬
‫"النشػػاط الثقػػافي المتػػاف طفحػػت صػػفحاتيما بالمقػػاالت السياسػػية كالخطػػب الحماسػػية التػػي تحيػػي الثػػكرة كزعماءىػػا‬
‫كتعمؽ اآلماؿ الكبيػرة كاالمػاني العريضػة عمػى العيػد الجديػد ‪ ،‬كىػي ال تنفػؾ تنشػر القصػائد الشػعرية فػي كػؿ عػدد‬
‫مف اعدادىا ‪ ،‬كتكرد رسائؿ التينئة كالتبريؾ لقادة الثكرة كزعماء الجميكرية(‪.)5‬‬
‫استقبمت النجؼ االشرؼ نائػب رئػيس الػكزراء ككزيػر الداخميػة عبػد السػالـ عػارؼ بتجمػع جمػاىيرم حاشػد‬
‫صبيحة يكـ ‪ 31‬تمكز ‪4650‬ـ في ساحة الميداف تخممتو ىتافات حماسػية كشػعارات ترحيبيػة ‪ ،‬كقػاـ بالقػاء خطبػة‬
‫اماـ الجماىير المتجميرة في ميداف المدينة مبينان فييا اىداؼ الثكرة كطمكحاتيا (‪.)1‬‬
‫كممػػا ال شػػؾ فيػػو ‪ ،‬اف ثػػكرة ‪ 41‬تمػػكز القػػت اسػػتجابة كتفػػاعالن مػػف جانػػب المؤسسػػة الدينيػػة فػػي النجػػؼ‬
‫سيما الطبقة العميا منيا ‪ ،‬كىذا يعكد بالتأكيد إلى اف تمؾ الثػكرة قػد كفػرت مناخػان ايجابيػان اثػر عمػى مكاقػؼ كفاعميػة‬
‫تمػؾ المؤسسػػة عمػػى مجػػرل الحيػػاة السياسػػية فػػي العػراؽ ‪ ،‬فبعػد اطمػػأف العممػػاء عمػػى اىػػداؼ الثػػكرة كنكايػػا القػػائميف‬
‫جأت رسائميـ كبرقياتيـ مؤازرة تامة لمحككمة الجميكرية ‪ ،‬تتقػدميا رسػالة السػيد محسػف الحكػيـ إلػى رئػيس مجمػس‬

‫(‪)4‬‬
‫ليػػث عبػػد الحسػػيف الزبيػػدم ‪ ،‬ثػػكرة ‪ 41‬تمػػكز ‪4650‬ـ فػػي العػراؽ ‪ ،‬ط‪ (،3‬بغػػداد ‪ :‬منشػػكرات مكتبػػة اليقظػػة العربيػػة ‪4604 ،‬ـ)‪،‬‬
‫ص‪ -403‬ص‪. 462‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(النجؼ) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪ 24 ، )3‬تمكز ‪4650‬ـ ‪ ،‬العدد (‪ ، )41‬ص‪.4‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(النجؼ) ‪ 30 ،‬اب ‪4650‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )43‬ص‪.31‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(النشاط الثقافي) "مجمة" السنة (‪ 40 ، )4‬تمكز ‪4650‬ـ‪ ،‬العدداف (‪ )1‬ك (‪ ، )0‬ص‪.143‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ينظر ‪( :‬النجؼ) ‪ ،‬السنة (‪ ، )3‬تمكز كاب ‪4650‬ـ‪ ،‬العدداف (‪ )4‬ك (‪ )0‬؛ (النشاط الثقافي) ‪ ،‬السنة (‪ )4‬تمػكز كاب ‪4650‬ـ‪،‬‬
‫العدداف (‪ )0‬ك (‪.)6‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(النشاط الثقافي) "مجمة" السنة (‪ 40 ، )4‬تمكز ‪4650‬ـ‪ ،‬العدداف (‪ )1‬ك (‪ ، )0‬ص‪.143‬‬
‫‪316‬‬
‫ال ػػكزراء عب ػػد الكػ ػريـ قاس ػػـ ‪ ،‬ليب ػػارؾ لي ػػـ أعم ػػاليـ "الس ػػديدة الجب ػػارة" ‪ ،‬كداعيػ ػان لي ػػـ بحس ػػف التكفي ػػؽ لخدم ػػة ال ػػديف‬
‫اإلسالمي كالمحافظة عمى الصالح العاـ ‪ ،‬في حيف أعرب الشػيخ عمػي كاشػؼ الغطػاء فػي رسػالتو إلػى قاسػـ عػف‬
‫كجػػكب االتفػػاؽ كالتماسػػؾ كرص الصػػفكؼ بػػيف ابنػػاء الشػػعب الع ارقػػي كافػػة ‪ ،‬كانتيػػاج سياسػػة عادلػػة ال تفػػرؽ بػػيف‬
‫ابناء البمد الكاحد إال عمى أساس الكفاءة كالنزاىة(‪.)4‬‬
‫كدعا الشيخ عبد الكريـ الجزائرم في رسالتو عف اممو في اف يككف عيد الجميكرية " عيدان مباركان" تسػكده‬
‫العدالة االجتماعية كالمساكاة كالقيـ الركحية ‪ ،‬ليشعر الفرد بقيمتو كمكاطف لو حريتو ككرامتو(‪.)3‬‬
‫كالى جانب مشاعر التاييد مف جممة مػف العممػاء الكبػار ‪ ،‬فقػد انطمػؽ عػدد مػف الشػعراء كاالدبػاء النجفيػيف‬
‫بشػػعرىـ ‪ ،‬ذلػػؾ السػػالح الػػذم طالمػػا ارىبػػت بػػو النجػػؼ اعػػداءىا ‪ ،‬إذ اخػػذت حنػػاجر الشػػعراء بقصػػائد عصػػماء‬
‫تفيض بالمشاعر النبيمة المعبرة عف ضمير الشعب كارادتو المؤيدة لمثكرة ‪ ،‬فنظـ عبد الميدم مطػر احػدل ركائعػو‬
‫فػػي البمػػد"‬ ‫الشػػعرية ‪ ،‬التػػي تشػػيد بػػالثكرة كتنػػدد برمػػكز الممكيػػة ‪ ،‬كىػػي تحمػػؿ عنػكاف "مشػػت السػػيادة‬
‫(‪)2‬كنشر الشاعر إبراىيـ الكائمي مجمكعة مف القصائد منيا "معجزة التاريخ" و "وطف الرؤى" و "تحية إلػى تمػوز"‬
‫(‪.)5‬‬
‫اف كطنية الفرد النجفي تجػاه شػعبو ككطنػو العػراؽ ىػي التػي جعمتػو يشػيد بالػدكر البطػكلي الػذم نيػض بػو‬
‫الشػعب انػذاؾ فػي ثكرتػو المجيػدة بكجػو الحكػـ الممكػي ‪ ،‬مشػدديف عمػى الكحػدة كالػتالحـ لتحقيػؽ الحريػة كمجاالتيػػا‬
‫المتمثمػة فػي حريػة الػكطف كالػديف كالعقيػدة ‪ ،‬كلػـ تقتصػر تمػؾ االحتفػاالت عمػى فئػة معينػة ‪ ،‬بػؿ امتػدت مػف اعمػػى‬
‫اليرـ المتمثؿ بالمرجعية الدينية العميا إلى جميع فئات المجتمع النجفي‪.‬‬
‫بيػد اف ىػذا التعػاطؼ مػع الثػػكرة لػـ يسػتمر إلػى أمػػد طكيػؿ ‪ ،‬بػؿ سػرعاف مػػا اصػيبت المرجعيػة الدينيػة فػػي‬
‫خيبػػة امػػؿ كبي ػرة ‪ ،‬شػػعرت خالليػػا بػػاف الثػػكرة قػػد طعنتيػػا بالصػػميـ ككنيػػا قػػد تعرضػػت لمسػػألة مػػف أكثػػر المسػػائؿ‬
‫حساسية مف الناحية الشرعية ذلؾ ىك قانكف األحكاؿ الشخصية ‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬قانوف األحواؿ الشخصية ‪ 99‬لسنة ‪2:6:‬ـ ‪:‬‬
‫صدر ىذا القانكف في ‪ 30‬تمكز ‪4656‬ـ ككاف يحتػكم عمػى نصػكص مخالفػة لمشػريعة اإلسػالمية ‪ ،‬منيػا‬
‫مػػنح المػرأة حػػؽ الطػػالؽ كالغائػػو دكف الحصػػكؿ عمػػى مكافقػػة كلػػي الزكجػػة أك حضػػكر القاضػػي فػػي عقػػد الػػزكاج ‪،‬‬
‫كمنع القانكف الزكاج بأكثر مف كاحدة ‪ ،‬فضالن عف ذلؾ فقد ساكل القانكف بيف الرجؿ كالمرأة في الميراث(‪.)5‬‬

‫(‪)4‬‬
‫(اليقظة) "جريدة" ‪ ،‬السنة (‪ 31 ، )25‬تمكز ‪4650‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )3633‬ص‪.1‬‬
‫(‪)3‬‬
‫مقداـ الفياض ‪ ،‬تاريخ النجؼ السياسي ‪ ،‬ص‪.353‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(النجؼ) "مجمة" ‪ ،‬السنة(‪ 30 ، )3‬اب ‪4650‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ،)43‬ص‪.1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مميحة عزيز الدعمي ‪ ،‬الحس القكمي في الشعر النجفي المعاصػر ‪4611-4631‬ـ‪ ،‬اطركحػة دكتػكراه ‪( ،‬جامعػة الككفػة ‪ :‬كميػة‬
‫لمتربية لمبنات ‪4665 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪.444‬‬
‫(‪)5‬‬
‫قاؿ تعالى ‪(( :‬يُىصِيكُىْ انهَّهُ فِي أَوْالَدِكُىْ نِهرَّكَسِ يِثْمُ حَظِّ انْأَُثَيَيٍِْ))‪ .‬سكرة النساء ‪ ،‬كية (‪. )41‬‬
‫‪317‬‬
‫ادل ذلػؾ االخػتالؼ الفكػػرم إلػى تصػػعيد المكقػؼ ‪ ،‬الصػراع بػػيف المؤسسػة الدينيػػة كالحككمػة الجديػػدة ‪ ،‬إذ‬
‫طالب المؤسسكف مف رجاؿ الديف في كؿ مناسبة بضركرة الغائو ‪ ،‬كاف يترككا المسمميف اح ار انر فػي امػكرىـ الدينيػة‬
‫يستقكنيا بحرية مف منابعيا المذىبية دكف ترجيح بعض عمى أخر(‪.)4‬‬
‫ػدد مػف القػانكف ‪ ،‬فمػـ يكتػؼ بالتنديػد بػؿ ارسػؿ الكفػكد إلػى عبػد الكػريـ قاسػـ‬
‫اظير السيد الحكيـ مكقفان متش ن‬
‫لحثو عمى الغاءه ‪ ،‬كلما لـ يستجيب لذلؾ ‪ ،‬انتقمت المرجعية مف المطالبة إلى العمؿ ‪ ،‬فبدأت كممات رجاؿ الديف‬
‫تيػػاجـ القػػانكف فػػي جميػػع االحتفػػاالت األدبيػػة كالدينيػػة منكىػػة إلػػى ضػػركرة اسػػتبدالو لتاثي ارتػػو السػػمبية فػػي العالقػػات‬
‫االسرية خصكصان في باب االرث كالطالؽ(‪.)3‬‬
‫كعمى المستكل الجماىيرم ‪ ،‬كاف التيار الشيكعي المتنامي كما ذكر الباحث انفا مؤيػدا قكيػا لػذلؾ القػانكف‬
‫لمػػا يتنػػاغـ كميػػا مػػع اىدافػػو كأفكػػاره كقػػد عبػػر عػػف مناصػرة الحككمػػة لمثػػؿ ىػػذه القػكانيف مػػف خػػالؿ الشػػعارات التػػي‬
‫ترفعيا خالؿ المظاىرات في شكارع المدينة كمنيا "بعد شير ماكو مير ونذب القاضي بالنير"(‪.)2‬‬
‫أثارت تمؾ الشعارات حفيظة المعارضػيف لمقػانكف ‪ ،‬فػراح الخطبػاء عمػى المنػابر يميبػكف حمػاس النػاس فػي‬
‫التصػػدم لمقػػانكف كالتعبيػػر عػػف اسػػتيائيا الشػػديد منػػو كافػػرز الق ػرار ردكد فعػػؿ غاضػػبة فػػي االكسػػاط الشػػعبية كمػػا‬
‫انعكػػس ذلػػؾ فػػي المؤسسػػات الحككميػػة نفسػػيا إذ امتنػػع بعػػض القضػػاة فػػي تطبيقػػو فػػي المحػػاكـ الشػػرعية ‪ ،‬كعػػدـ‬
‫الت ػزاـ النسػػاء ذكات االرث ‪ ،‬إذ رفضػػف اخػػذ الحصػػص المتسػػاكية عمػػى حسػػاب الخػػركج عمػػى نصػػكص الش ػريعة‬
‫اإلسالمية(‪.)1‬‬
‫انعكػػس ذلػػؾ الص ػراع بػػيف المؤسسػػة الدينيػػة كالحككمػػة عمػػى طبيعػػة العالقػػة بينيمػػا ‪ ،‬فنػػرل امتنػػاع السػػيد‬
‫محسف الحكيـ مقابمة الزعيـ عبد الكريـ قاسـ لمرات عدة رغـ الحاح األخيػر بالرغبػة فػي ذلػؾ ‪ ،‬إال اف ىػذا األمػر‬
‫لـ يجبر الحككمة عمى الغاءه أك حتى تعديمو كاستمر الحاؿ حتى سقكط النظاـ ‪ ،‬كعمؿ السػيد محمػد بحػر العمػكـ‬
‫عمى تأليؼ كتاب حكؿ القػانكف مكضػح فيػو الجكانػب المخالفػة لمشػريعة اإلسػالمية الػكاردة فػي نصكصػو كقػد طبػع‬
‫الكتاب مرتيف في العاـ ‪4611‬ـ(‪.)5‬‬
‫ادل ذلػ ػػؾ المكقػ ػػؼ مػ ػػف رجػ ػػاؿ المؤسسػ ػػة الدينيػ ػػة فػ ػػي النجػ ػػؼ االشػ ػػرؼ إلػ ػػى نمػ ػػك المعارضػ ػػة السياسػ ػػية‬
‫كاالجتماعيػػة لمحكػػـ الجميػػكرم األكؿ كتعبئػػة المجتمػػع ضػػد سياسػػة كاعتبارىػػا خارجػػو عػػف الشػػرع ‪ ،‬كالعػػرؼ كممػػا‬
‫شكؿ عامؿ ضعؼ لمنظاـ مف بيف العكامؿ العديدة التي ابعدت الجماىير عنو ‪ ،‬كجعمتو اميؿ إلى السقكط‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫صػػاحب الحكػػيـ ‪ ،‬بعػػض انتياكػػات حقػػكؽ المرجعيػػة الدينيػػة (بحػػث) فػػي النجػػؼ االشػػرؼ اسػػيامات فػػي الحضػػارة اإلنسػػانية ‪،‬‬
‫المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪-265‬ص‪.261‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كسف سعيد الكرعاكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.411‬‬
‫(‪)2‬‬
‫حسف العمكم ‪ ،‬عبد الكريـ قاسـ رؤية بعد العشريف ‪( ،‬لندف‪ :‬مؤسسة الجياد ‪4602 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫(‪)1‬‬
‫إبراىيـ السراج ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪333‬؛ (النجؼ) "مجمة" ‪ ،‬كانكف األكؿ ‪ ،4656‬العدد (‪ ، )43‬ص‪.1‬‬
‫(‪)5‬‬
‫صدر الكتاب عمى ىيئة كراس في اكاخر اياـ عبد الكريـ قاسـ ‪ ،‬كبعد انييار نظامو طبع مرتيف في مطبعة النعمػاف فػي النجػؼ‬
‫النجؼ االشرؼ ‪ .‬محمد بحر العمكـ ‪ ،‬اضكاء عمى قانكف األحكاؿ الشخصية العراقي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪.‬‬
‫‪311‬‬
‫ثالثاً‪ -‬انقالب ‪ 9‬شباط ‪2:74‬ـ ‪:‬‬
‫بدأت االكضاع داخؿ العراؽ تظير عمييػا عالمػات االنحػالؿ عػاـ ‪4656‬ـ عنػدما اتخػذ عبػد الكػريـ قاسػـ‬
‫سياسػػة المػػيف كالتيػػاكف مػػع البعثيػػيف الػػذيف حػػاكلكا اغتيالػػو فػػاطالؽ س ػراحيـ ‪4612‬ـ‪ ،‬ممػػا زاد مػػف ثقػػتيـ بانفسػػيـ‬
‫فعممكا عمػى اعػادت تنظػيميـ مػف خػالؿ قيػادة جديػدة تكلػت مسػؤكلية اعػادة النشػاط السياسػي كقػد نضػجت عنػدىـ‬
‫فكرة القياـ بانقالب عسكرم تكلت المجنة العسػكرية السػرية التخطػيط لػو (‪ ،)4‬كعممػت عػاـ ‪4613‬ـ عمػى االتصػاؿ‬
‫بالضػػبط كالقػػادة العسػػكرييف حيػػث شػػكمكا لجنػػة عسػػكرية تابعػػة لمبعػػث تاخػػذ عمػػى عاتقيػػا تنسػػيؽ النشػػاط العسػػكرم‬
‫كاعداد الميمشيات الحزبية(‪.)3‬‬
‫اختمفت المرجعية الشيعية مع االنقالبيف منذ اليكـ األكؿ لالنقالب عندما اتخػذكا االشػتراكية ىػدفا مػف بػيف‬
‫اىػػدافيـ ‪ ،‬فابرقػػت إلػػى السػػمطة فػػي بغػػداد شػػاجبة تمػػؾ المبػػادئ ‪ ،‬كمػػا طمبػػت ككالءىػػا فػػي المػػدف العراقيػػة بتقػػديـ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫برقيات تحمؿ عبارات االستيجاف كاالستنكار‬
‫سعت المرجعية الدينية إلى بناء سمطة تسيير عمى أسػس المبػادئ كالتعػاليـ اإلسػالمية السػمحاء ‪ ،‬منطمقػة‬
‫مف المبدء االساسي "اكثرية الشعب المسمـ" ‪ ،‬مع التدرج في العمؿ مف اجؿ الكصكؿ إلى النتائج المطمكبة‪.‬‬
‫مارسػت العناصػػر التػػي يطمػػؽ عمييػػا الحػرس القػػكمي المسػػمحة فػػي عيػػد عبػد السػػالـ عػػارؼ القتػػؿ كاعمػػاؿ‬
‫اضػػرت بالسػػكاف ممػػا دفػػع الشػػعب المجػػكء إلػػى المرجعيػػة الدينيػػة ‪ ،‬التػػي اعمنػػت سػػخطيا كاسػػتنكارىا القػػائـ ‪ ،‬ممػػا‬
‫دعاىا ارساؿ كفدان عممائيان إلػى بغػداد لمقابمػة رئػيس الػكزراء احمػد حسػف البكػر ‪ ،‬حػامميف رسػالة مػف السػيد محسػف‬
‫الحكػػيـ تض ػػمنت النص ػػح الكػ ػريـ ‪ ،‬كالتاكيػػد عم ػػى نب ػػذ الخالف ػػات المذىبيػػة كرف ػػض االس ػػتف اززات لممرجعي ػػة(‪ ،)1‬كق ػػد‬
‫اسػتجابت الحككمػة السػتقباؿ الكفػد ‪ ،‬كتػػـ التفػاىـ عمػى تشػكيؿ لجنػة ضػػمت الشػيخ عمػي الصػغير كالسػيد مرتضػػى‬
‫العسػ ػػكرم كالػػػدكتكر احمػ ػػد عبػػػد السػػػتار الج ػ ػكارم لمنظػ ػػر فػ ػػي منػ ػػاىج التعم ػػيـ كقضػ ػػايا الكقػ ػػاؼ كتطبيػ ػػؽ العدالػ ػػة‬
‫االجتماعيػػة كاالحتكػػاـ إلػػى اإلسػػالـ عنػػد الخػػالؼ كمشػػاركة اجيػزة االعػػالـ فػػي نقػػؿ النشػػاط االسػػالمي كالمرجعػػي‬
‫لمجماىير(‪.)5‬‬

‫(‪)4‬‬
‫ضػػمت أمػػيف سػػر حػػزب البعػػث صػػالح السػػعدم كاعضػػاء مػػف القيػػادة القطريػػة مػػنيـ طالػػب شػػبيب كحػػازـ ج ػكاد كسػػاطع ال ػراكم‬
‫كصالح ميدم عماش كعبد السالـ عارؼ كطاىر يحيى كعبد الغني الراكم كاخريف ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫مػػاريكف كبيتػػر سػػمكجمت ‪ ،‬الع ػراؽ الحػػديث مػػف الثػػكرة إلػػى الدكتاتكريػػة ‪ ،‬ترجمػػة مركػػز الد ارسػػات كالترجمػػة ‪ ( ،‬القػػاىرة ‪ :‬الزى ػراء‬
‫لالعالـ العربي ‪4663 ،‬ـ‪ ،) ،‬ص‪.423‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عبد اليادم الفضمي ‪ ،‬ىكذا قرأتيـ ‪ ،‬ح‪ ،4‬ص‪.311‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد حسيف الصغير ‪ ،‬اساطيف المرجعية العميا المعاصريف ‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫(‪)5‬‬
‫محمد ىادم االسدم ‪ ،‬اإلماـ الحكيـ ‪ ،‬ح‪ ،4‬ص‪ -46‬ص‪. 31‬‬
‫‪315‬‬
‫بيد اف السمطة لـ تكف جادة في ذلؾ ‪ ،‬فعمدت إلػى اسػتفزاز المرجعيػة كمشػاعر المسػمميف ‪ ،‬ممػا د لؿ عمػى‬
‫عدـ جديتيا تطبيؽ االحكاـ اإلسالمية في العراؽ(‪ .)4‬كمد الجسكر مع المؤسسة الدينية‪.‬‬
‫ازداد الخ ػػالؼ ب ػػيف المرجعي ػػة الديني ػػة كالس ػػمطات الحاكم ػػة ‪ ،‬مم ػػا دع ػػا الس ػػيد محس ػػف الحك ػػيـ إل ػػى اع ػػالف‬
‫سػػخطو كعػػدـ رضػػاه عػػف الحككمػػة الجديػػدة ‪ ،‬كرفضػػو لسياسػػتيا الطائفيػػة فقػػاـ فػػي ‪ 41‬تشػريف األكؿ عػػاـ ‪4612‬‬
‫بمسػػيرة احتجاجيػػة إلػى بغػػداد كسػػامراء قصػػد مػػف كرائيػػا اظيػػار قػػكة المؤسسػػة الدينيػػة كنفكذىػػا كقػػدرتيا إلػػى تحريػػؾ‬
‫الجماىير ‪ ،‬ككذلؾ اظيار الكجو الحقيقػي لطغيػاف البعثيػيف كحكميػـ ‪ ،‬الػذيف صػمكا اذانيػـ عػف سػماع التكجييػات‬
‫(‪)3‬‬
‫انؼ الذكر‪.‬‬ ‫كالمطالب التي نقميا ليـ كفد العمماء‬
‫شيدت النجؼ االشرؼ ككربالء احتفاالت دينية كاسػعة بمناسػبة مكلػد اإلمػاـ عمػي بػف أبػي طالػب (‪)‬‬
‫أثنػػاء سػػفر الحكػػيـ كادت الكممػػات التػػي القيػػت عمػػى الػػدعـ الجمػػاىيرم لمطالػػب المرجعيػػة الدينيػػة المتمثػػؿ بالعدالػػة‬
‫السياسية كاالجتماعية كالغاء قانكف األحكاؿ الشخصية(‪.)2‬‬
‫كألجؿ امتصاص نقمة المؤسسة الدينية كالغضب الشعبي ‪ ،‬سعت السمطة إلى اتباع سياسة ذر الرماد في‬
‫العيكف ‪ ،‬فعممت عمػى إلغػاء قػانكف األحػكاؿ الشخصػية لعػاـ ‪4656‬ـ كابدالػو بقػانكف رقػـ (‪ )44‬لسػنة ‪4612‬ـ‪ ،‬إذ‬
‫شممت فقرة كاحدة خطط التعديؿ المتعمقة بمسألة االرث باالضافة إلى إعطاء القانكف القاضػي سػمطة الفقيػو كيسػد‬
‫باب االجتياد في االحكاـ ‪ ،‬إال اف التعديالت لـ ترقى إلى طمكح المرجعية التي طابت بالغائو(‪.)1‬‬
‫أدت االختالفات الفكرية كالتكجيػات العامػة لػدل الجػانبيف إلػى تكسػع اليػكة بػيف المرجعيػة الدينيػة كالسػمطة‬
‫القائمػة باالضػافة إلػى التجػاكزات كاالعتقػاالت التػي قامػت بيػػا القػكات االمنيػة ‪ ،‬كالحػرس القػكمي التػي كانػت تثيػػر‬
‫قمػؽ المرجعيػة كغضػبيا كالتػي عكسػيا السػيد محسػف الحكػػيـ مػف خػالؿ رفضػو اسػتقباؿ قيػادة البعػث فػي الكاظميػػة‬
‫كاحاليـ إلى كلده السيد ميدم الحكيـ كككيمو الشيخ عمي الصغير(‪.)5‬‬

‫(‪)4‬‬
‫يبػػدك اف السػػيد الحكػػيـ كػػاف يسػػعى إلػػى تمكػػيف التيػػار اإلسػػالمي الشػػيعي كالسػػني السػػممة قػكانيف الدكلػػة بالتػػدريج أك منػػع القػكانيف‬
‫التػي تتعػػارض مػػع الشػريعة اإلسػػالمية بكصػػفو ذلػؾ حػػدان ادنػػى ‪ ،‬إال اف ىػػذا االجػراء لػػـ يرقػػى لمسػمطة فحػػاكلكا المماطمػػة ‪ ،‬كسػػف‬
‫سعيد الكرعاكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.345‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كانت نقطة االنطالؽ مف مدينة كربالء مرك انر بالمسيب كالمحمكدية إلػى بغػداد ثػـ الكاظميػة ‪ ،‬ككػاف السػيد الحكػيـ فػي كػؿ مدينػة‬
‫أك محطة يقؼ فييا يتـ استقبالو مف حشكد كبيػرة مػف االىػالي ‪ ،‬كىػك مػا حػدث خػالؿ مػركره بشػارع الرشػيد كمػف ثػـ الكاظميػة ‪،‬‬
‫فقد احتشدت امكاج بشرية عارمة ‪ ،‬كاستقباؿ الحشكد الشعبية كالدينية كالعشائر في مقر اقامتو في الكاظمية خالؿ اياميػا السػبع‬
‫التي قضاىا ‪( .‬اإليماف) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪4611 )4‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )1‬ص‪ -033‬ص‪.604‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.401‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حيدر نزار عطية ‪ ،‬المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ص‪.04‬‬
‫(‪)5‬‬
‫لمتفاصػػيؿ ينظػػر‪ :‬عمػػي كػػريـ سػػعيد ‪ 0 ،‬شػػباط مػػف ح ػكار المفػػاىيـ إلػػى ح ػكار الػػدـ ‪( ،‬بي ػػركت ‪ :‬دار المن ػػكز األدبيػػة‪ ،‬د‪.‬ت) ‪،‬‬
‫ص‪-231‬ص‪.221‬‬
‫‪311‬‬
‫يتضػػح ممػػا تقػػدـ اف المؤسسػػة الدينيػػة قػػد ازدادت اقتناعػػا بػػاف البعثيػػيف كعبػػد السػػالـ عػػارؼ ال يمكػػف اف‬
‫يخطػػك باتجػػاه تحسػػيف العالقػػة معيػػا عػػف طريػػؽ االسػػتجابة لػػبعض طمباتيػػا إذ كانػػا عمػػى طرفػػي نقػػيض فػػي الػػرؤل‬
‫كاالفكار كاالىداؼ‪.‬‬
‫لـ يستمر الكئاـ طكيال بيف عبد السالـ عارؼ كالبعثيػيف‪ ،‬حتػى قػاـ األكؿ بانقالبػو عمػى رفاقػو بتػاريخ ‪40‬‬
‫تشريف الثاني ‪4612‬ـ لتسميـ السمطة بشكؿ منفرد مبعدان حمفاءه البعثييف مف طريقو‪.‬‬
‫كبكصػػكؿ عػػارؼ إلػػى السػػمطة دخمػػت العالقػػة بػػيف المرجعيػػة الدينيػػة كالحكػػـ الجديػػد مرحمػػة جديػػدة امتػػازت‬
‫بالتنػافر كازديػػاد حػدة الخػػالؼ الػذم تركػػز عمػى قضػػايا سياسػية كاقتصػػادية كاجتماعيػة جكىريػػة اتخػذت ابعػػاد أكثػػر‬
‫تاثي ار في الكعي السياسي لممؤسسة الدينية التي خبرت كؿ اإلطراؼ السياسية العاممة في الساحة العراقية‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬كارتكػز عمػػى التفريػؽ بػػيف أبنػاء المجتمػػع عمػى أسػػاس‬ ‫اتسػـ حكػـ عبػػد السػالـ عػػارؼ بالسػمة الطائفيػػة‬
‫مذىبي ‪ ،‬كىي سياسة امتعضت منيػا المرجعيػة الدينيػة كعبػرت عػف رفضػيا لتمػؾ السياسػة مػف خػالؿ كممػة السػيد‬
‫محمػػد بػػاقر الحكػػيـ لمناسػػبة االحتفػػاؿ بػػذكرل مكلػػد اإلمػػاـ عمػػي (‪ )‬فػػي عػػاـ ‪4611‬ـ ‪ ،‬إذ دعػػا فييػػا الحككمػػة‬
‫إلى نبذ السياسة الطائفية المعتمدة في البالد مطالبان بتحقيؽ "المساواة" كالعدالػة االجتماعيػة " بػيف المسػمميف عمػى‬
‫أساس " اإلسالـ" و "الكفاءة" ‪ ،‬كمذك انر باف الطائفية ىي سياسة "الدمار" و "االنييار" لمجمكع أفراد األمة(‪.)3‬‬
‫أظيرت مرجعية النجؼ االشرؼ تذم ار شديدا مف تمؾ السياسة المتبعة مف قبؿ رأس السمطة ‪ ،‬اتضح ذلؾ‬
‫جميا خالؿ مقابمة كفد الحككمة المرسؿ مف قبؿ عارؼ يكـ ‪ 46‬اذار ‪4611‬ـ برئاسة رئػيس الػكزراء طػاىر يحيػى‬
‫(‪ ،)2‬إلػػى دار السػػيد الحكػػيـ بذريعػػة االطمئنػػاف عمػػى صػػحتو ‪ ،‬فػػازاح المرجػػع االعمػػى الغمػػكض الػػذم كيكاجػػو بػػو‬
‫البعض الطائفيػة كاشػفان لػرئيس الػكزراء مػا كصػؿ إليػو حػاؿ البمػد مػف تشػرذـ كقػكل تعمػؿ عمػى تػاجيج ىػذا الكضػع‬
‫قائالن بيذا الخصكص ‪:‬‬
‫" ويؤسػػفني اف أرى اآلف فجػػوة بػػيف الشػػعب والحكومػػة ‪ ،‬عمػػؿ عمػػى‬
‫ايجادىا شػرذمة تحػاوؿ اثػارة االغػراض والنعػرات اليدامػة بػيف الشػعب‬
‫فمربمػػا يقػػوؿ قائػػؿ ‪ :‬بػػاف المفيػػوـ السػػائد فػػي الدولػػة ىػػذه األيػػاـ بػػاف‬
‫معامالت عبد القدر تنفذ ومعػامالت عبػد الحسػيف تػؤخر وتتػرؾ ‪ ،‬كمػا‬
‫اف ىناؾ نعرات بمدية ضيقة مثؿ ىذا عاني وىذا تكريتي ‪ ،‬وىذا نجفي‬

‫(‪)4‬‬
‫(االضكاء) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪ ، )5‬كانكف األكؿ ‪4611‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.410‬‬
‫(‪ )1‬لمتفاصيؿ ينظر ‪ :‬حسف لطيؼ الزبيدم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ – 152‬ص‪. 151‬‬
‫(‪)2‬‬
‫طػػاىر يحيػػى (‪ : )4610-4641‬ضػػابط كرئػػيس كزراء سػػابؽ ‪ ،‬مػػف مكاليػػد تكريػػت ‪ ،‬تقمػػد مناصػػب عػػدة منيػػا‪ ،‬مػػدي انر لمشػػرطة‬
‫العامة في ‪4650‬ـ‪ ،‬انتسب إلى حزب البعث عاـ ‪4613‬ـ كساىـ في انقالب البعث األكؿ عاـ ‪4612‬ـ‪ ،‬اصدر قػانكف التػأميـ‬
‫في عيده الذم ادل إلى جر بكادر أزمة اقتصادية ضربت االقتصاد العراقي ‪ ،‬اعتقػؿ فػي تمػكز عػاـ ‪4610‬ـ كمػات فػي سػجنو‬
‫بظركؼ غامضة ‪ ،‬حنا بطاطك ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪-61‬ص‪.64‬‬
‫‪311‬‬
‫وىػػذا كػػوفي ‪ ...‬فانػػا ال ارغػػب اف اذكػػركـ إال مػػا فيػػو صػػالحي وصػػالح‬
‫شعبي عمى اختالؼ انواعيـ‪.)2( "...‬‬
‫حػػاكؿ عبػػد السػػالـ عػػارؼ مقابمػػة السػػيد الحكػػيـ عنػػدما بػػدء بجكلتػػو لعػػدد مػػف المػػدف فػػي الف ػرات االكسػػط‬
‫كالجنكب (‪ ،)3‬في نسياف ‪4611‬ـ‪ ،‬كعند كصكلو إلى النجؼ االشرؼ رفض السػيد الحكػيـ اسػتقبالو ممػا كلػد عنػده‬
‫امتعاضان كغضبان لعدـ استقباؿ الحكيـ لو أثناء الزيارة ‪ ،‬كقد ىدد باالنتقػاـ ليػذا األمػر حػاؿ عكدتػو إلػى بغػداد بعػد‬
‫انتياء جكلتو‪ ،‬إال اف ذلؾ لـ يحػدث حيػث سػقطت طائرتػو فػي مدينػة البصػرة كلقػي عبػد السػالـ عػارؼ كمػف معػو‬
‫حتفيـ في يكـ ‪ 42‬نيساف ‪4611‬ـ بفعؿ عاصفة رممية(‪.)2‬‬
‫رابعاً‪ -‬الموقؼ مف ق اررات التاميـ في تموز عاـ ‪2:75‬ـ‪:‬‬
‫اصػػدر الق ػرار فػػي عيػػد عبػػد السػػالـ عػػارؼ بتػػاريخ ‪ 41‬تمػػكز ‪4611‬ـ ىادف ػان مػػف خاللػػو تػػاميـ التجػػارتيف‬
‫الداخمية كالخارجيػة ‪ ،‬بعػد اف اتضػح لػو امتيػاف شػريحة كاسػعة مػف الشػيعة مينػة العمػؿ التجػارم التػي اسػتطاعكا‬
‫مف خالليا اسناد المرجعية الشيعية كالعمماء بكاسطة دفع الحقكؽ الشرعية(‪.)1‬‬
‫اختمؼ الباحثكف في تحديد أسباب صدكر القرار كاالىداؼ المبطنة مف المراد تحقيقيا مف خاللػو ‪ ،‬فمػنيـ‬
‫مػػف يؤيػػد اف الق ػرار جػػاء بعػػد تظػػاىرة االربعػػيف فػػي ك ػربالء ضػػد الحككمػػة بتػػاريخ تمػػكز ‪4611‬ـ التػػي بمػػغ عػػدد‬
‫المشاركيف فييا مف قبؿ الزكار إلى أكثر مف ربع مميكف مكاطف(‪.)5‬‬
‫كيرجح باحث أخر إلى االنتقادات التي كاف يكجييا الخطيػب الحسػيني احمػد الػكائمي فػي مجػالس العاشػر‬
‫مػػف المحػػرـ فػػي بغػػداد ‪ ،‬كالتػػي تصػػادؼ حضػػكر رئػػيس الػػكزراء انػػذاؾ طػػاىر يحيػػى ‪ ،‬فقػػرر حينيػػا تكجيػػو ض ػربة‬
‫مكجعة إلى القطاع التجارم الذم كاف غالبيتو مف تجار الشيعة في منطقة الشكرجة التجارية(‪.)1‬‬
‫ىػػدفت السػػمطة لضػػرب التجػػار مػػف ابنػػاء الطائفػػة الشػػيعية التػػي عرفػػت باختالفيػػا مػػع السػػمطة ‪ ،‬كنتيجػػة‬
‫لسياسػػة األخيػ ػرة الطائفيػػة ‪ ،‬كرغ ػػـ ذل ػػؾ فقػػد تض ػػرر م ػػف ذلػػؾ القػ ػرار مجمكعػػة م ػػف تج ػػار الطائفػػة الس ػػنية نتيج ػػة‬
‫القرار(‪.)4‬‬

‫(‪)4‬‬
‫(اإليماف) "مجمة" السنة (‪ )4‬شباط كاذار ‪4611‬ـ ‪ ،‬العدداف (‪ )5‬ك(‪ ، )1‬ص‪.203‬‬
‫(‪)3‬‬
‫تبمػػغ اعػػداد الطائفػػة الشػػيعية حسػػب تقػػديرات أحػػد الكثػػائؽ البريطانيػػة اف نسػػبتيـ بعػػد عػػاـ كاحػػد مػػف االنقػػالب أم عػػاـ ‪4611‬ـ‪،‬‬
‫كانت تشكؿ حكالي (‪ )%55‬مف سكاف العراؽ ‪ ،‬اما أىؿ السنة العرب منيـ حكالي (‪35‬ك ‪ )%31‬مف مجمكع السػكاف ‪ ،‬الممػؼ‬
‫اؼ أك ‪ ، 401015/ 14‬أم كيك ‪ 4/4144‬تكزيع ك ازرة الخارجية كالحككمة البريطانية في ‪ 1‬كانكف الثاني ‪4615‬ـ‪ ،‬نقػالن عػف‬
‫كسف سعيد الكرعاكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ، ،‬ص‪321‬؛ حامد البياتي ‪ ،‬شيعة العراؽ بيف الطائفيػة كالشػبيات فػي الكثػائؽ السػرية‬
‫البريطانية ‪4611-4612‬ـ ‪ ،‬دراسة كثائقية (لندف ‪ :‬دار الرافد ‪4661 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عدناف السراج ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ ،311‬ك ازرة الثقافة كاإلرشاد العراقي ‪ ،‬الرئيس الراحؿ عبػد السػالـ محمػد عػارؼ بمناسػبة‬
‫مركر عاـ عمى استشياد الرئيس كرفاقو االبرار ‪( ،‬بغداد ‪ :‬دار الجميكرية ‪ ،)4611 ،‬ص‪.415‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عبد الكريـ االزرم ‪ ،‬مشكمة الحكـ في العراؽ ‪ ( ،‬لندف ‪ :‬د‪ .‬مط ‪4664 :‬ـ) ‪ ،‬ص‪.311‬‬
‫(‪)5‬‬
‫حامد البياتي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.454‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عبد الكريـ االزرم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.311‬‬
‫‪312‬‬
‫افرز القرار نتائج خطيرة اضرت الشعب العراقي عامة ‪ ،‬كلكف الكثائؽ البريطانية تؤكد اف الضػرر االكبػر‬
‫كاف مف نصيب التجار الشيعة أم بنسبة ‪.)3(%01‬‬
‫اصرت السمطة العراقية عمى تنفيػذ خطػة التػاميـ كالتػي اعمنػت عمػى لسػاف رئػيس كزرائيػا طػاىر يحيػى اف‬
‫ىدفيا تحقيؽ االشتراكية(‪ ،)2‬في العراؽ ‪.‬‬
‫كثـ اعمف القكانيف االشتراكية التي نصت عمى إنشاء المؤسسة االقتصادية المرتبطة برئيس الكزراء(‪.)1‬‬
‫ادت تمؾ السياسة إلى ىجرة رؤكس األمكاؿ إلى الخارج كانخفاض كبير في انتػاج الشػركات المصػدرة ممػا‬
‫ادل إلى زيادة استيراد السمع مف الخارج كفقداف الخبراء كالفنييف كالمػكظفيف االكفػاء الػذيف ليػـ القػدرة كالكفػاءة فػي‬
‫إدارة الشركات كالمؤسسات المؤممة(‪.)5‬‬
‫اث ػػرت القػ ػ اررات االش ػػتراكية الش ػػركات الش ػػيعية كالتج ػػار ال ػػذيف فق ػػدكا ممتمك ػػاتيـ كمع ػػامميـ (‪ ،)1‬مم ػػا تاك ػػد‬
‫لممجتمػػع الع ارقػػي اف تمػػؾ الق ػ اررات مكجيػػة فع ػالن ضػػد الطائفػػة الشػػيعية خاصػػة بعػػد سػػيطرة عناصػػر تابعػػة لمكسػػط‬
‫الحاكـ كاقارب المسؤكليف باالضافة إلى أسماء اسر غير شيعية عمى السكؽ بعد تراجع التاميـ(‪.)1‬‬

‫كقفػػت المرجعيػػة الدينيػػة ىػػذه القػ اررات مكقفػان رافضػػا ليػػا تجسػػد ذلػػؾ فػػي البرقيػػات التػػي رفعيػػا مجمكعػػة مػػف‬
‫طمبة الحػكزة العمميػة كاسػاتذتيا بتػاريخ ‪ 36‬تمػكز ‪ 4611‬مطػالبيف بالغػاء (‪ ،)0‬كالحقيقػة اف ىػذه القػ اررات لػـ تكاجػو‬
‫بمعارضة المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ فحسب بؿ رفضتيا مجمكعة كبيرة مػف الخبػراء االقتصػادييف التػي‬
‫اعتبركىػػا برنامجػػا تػػدميريا إلػػى اقتصػػاد الػػبالد ‪ ،‬كلػػـ تمػػر سػػنة عمػػى تطبيػػؽ ىػػذه القػ اررات حتػػى بػػدأ التنصػػؿ منيػػا‬
‫كاعمف عبد السالـ عارؼ اف اصدار ىذه الق اررات لـ يستند إلى أسػباب اقتصػادية بػؿ إلػى أسػباب سياسػية ‪ ،‬كاراد‬
‫التنصػػؿ مػػف مسػػؤكلية الفشػػؿ الػػذم احدثتػػو ىػػذه الق ػرارت ‪ ،‬كمػػا اصػػاب االقتصػػاد الػػكطني مػػف تػػدىكر كتضػػخـ ‪،‬‬

‫(‪)4‬‬
‫كمف تجار الطائفة السنية التي تاثرت بالقرار ‪ :‬فتاح باشا ‪ ،‬التاجر محمد حديد ‪ ،‬الدامرجي ‪ ،‬الجقمجي كاخريف‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المم ػػؼ اؼ أك ‪ ،415111/214‬أم كيػ ػػك ‪ 34/4413‬م ػػف السػ ػػفارة البريطاني ػػة فػ ػػي بغ ػػداد إلػ ػػى ك ازرة الخارجي ػػة فػ ػػي ‪ 35‬تمػ ػػكز‬
‫‪4611‬ـ‪ ،‬نقالن عف حامد البياتي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.416‬‬
‫(‪)2‬‬
‫االشتراكية ‪ :‬عقيدة اك ممارسة مسنده عمػى االيمػاف بػاف كسػيمة االنتػاج ينبغػي اف يمتمكيػا المجتمػع كيسػيطر عميػو ‪ ،‬الف االنتػاج‬
‫ينبغ ػػي اف يك ػػكف مكجيػ ػان جزئيػ ػان عم ػػى االق ػػؿ لس ػػد الحاج ػػات االجتماعي ػػة ال اف يح ػػدد الرغب ػػات الشخص ػػية كح ػػدىا ‪ ،‬كاف تكزي ػػع‬
‫المكأفات ينبغي اف تككف مف يتعاطى االعانات االجتماعية ذك الدخؿ المحدكد ( الكاطي) احمد عطية‪،‬المصدر السابؼ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أميف ىكيدم ‪ ،‬كنت سفي انر في العراؽ ‪4615-4612‬ـ‪( ،‬القاىرة ‪ :‬دار المستقبؿ العربي ‪4602 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪.461‬‬
‫(‪)5‬‬
‫مجيد خدكرم ‪ ،‬العراؽ الجميكرم (قـ ‪ :‬مطبعة أمير ‪4661 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪-241‬ص‪.245‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حسف العمكم ‪ ،‬الشيعة كالدكلة القكمية في العراؽ ‪ ( ،4661-4641 ،‬د ـ ‪ :‬دار الثقافة‪ ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.336‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مجمكعة مف الباحثيف ‪ ،‬النجؼ االشرؼ ‪ ،‬اسيامات في الحضارة ‪ ،‬ح‪ ،4‬ص‪.515‬‬
‫(‪)0‬منيـ ‪ :‬الشيخ عبد اليادم الدجيمي ‪ ،‬السيد عز الديف بحر العمكـ ‪ ،‬السيد سعيد محمد عمي الحكيـ ‪ ،‬السيد محمد صادؽ الصػدر‬
‫السيد محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬ينظر ‪ :‬محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬مكسكعة الحكزة ‪ ،‬ح‪ ،2‬ص‪.211‬‬
‫‪313‬‬
‫كالقػػاء المسػػؤكلية عمػػى عػػاتؽ مرؤكسػػية ‪ ،‬ككػػذلؾ كجيػػت انتقػادات إلػػى اشػػخاص ممػػف تصػػدركا المناصػػب الميمػػة‬
‫الرتكابيـ المخالفات كلثرائيـ المفاجئ(‪.)4‬‬
‫تبمػكر كبشػكؿ كاضػح فشػػؿ الحككمػة فػي أقامػة نظػػاـ اقتصػادم قػائـ عمػى أسػػس عمميػة ىدفػو األكؿ خدمػػة‬
‫البمد كابناؤه كاعتماده السياسة الطائفية العنصػرية البغيضػة فػي تنفيػذ قػ اررات ميمػة كخطيػرة كقػ اررات التػاميـ كالتػي‬
‫كاجيت معارضة جماىيرية قادتيا مرجعيتيـ الدينية بشعكرىا بخطكرة المكقؼ كالمخطط الخبيث اليادؼ إلػى رفػع‬
‫فئػػة معينػػة مػػف الشػػعب عمػػى حسػػاب أخػػرل ‪ ،‬كيمكػػف القػػكؿ اف نجػػاح القيػػادة الدينيػػة فػػي افشػػاؿ المشػػركع كاجبػػار‬
‫السمطة عمى عدـ تنفيذه انقاذ لمعراؽ كاقتصاده الكطني‪.‬‬
‫خامساً‪ -‬الموقؼ مف القضية الكردية ‪:‬‬
‫منذ اف أصبح االكراد ضمف السيادة العراقية اعمنكا رفضيـ القبػكؿ بػاالمر الكاقػع ‪ ،‬كاسػتمركا فػي مطػالبيـ‬
‫لنيؿ حقكقيـ السياسية كالثقافية كاالقتصادية كاالجتماعية ‪ ،‬كاقامة حكـ ذاتي ليـ(‪.)3‬‬
‫أصبحت القضية الكردية مف اخطر المشاكؿ التي تكاجو العراؽ ‪ ،‬إذ ازدادت المعارؾ بيف الجيش العراقي‬
‫كاالك ػراد مػػع اسػػتالـ البعثيػػيف السػػمطة فػػي انقػػالب شػػباط ‪4612‬ـ ‪ ،‬كفػػي عيػػد عبػػد السػػالـ عػػارؼ ازداد العنػػؼ‬
‫المسمح بػيف الطػرفيف ‪ ،‬خاصػة بعػد فشػؿ المفاكضػات لتيدئػة الحػاؿ ‪ ،‬باإلضػافة إلػى كقػكع عػارؼ شخصػيا تحػت‬
‫ضػػغط كبػػار الضػػباط فػػي الجػػيش كالػػذم خشػػى مػػف االطاحػػة بسػػمطتو ‪ ،‬ممػػا دفعػػو القيػػاـ بيجػػكـ كاسػػع فػػي شػػتاء‬
‫‪4611‬ـ ‪ ،‬الذم لـ يحقؽ اىدافو رغـ التحضيرات الجيدة لو ‪ ،‬كبالمقابؿ ازدادت قكة القائد الكردم المال مصػطفى‬
‫البرزاني(‪.)2‬‬
‫ابدت الصحؼ النجفية تخكفيا مف تدىكر الكضع االمني كانعكاس قضية االكراد عمػى العػراؽ بشػكؿ عػاـ‬
‫باالضػػافة إلػػى التخػػكؼ الجمػػاىيرم الكاسػػع مػػف سػػقكط ضػػحايا مػػف الطػرفيف فضػالن عػػف تسػػبب تمػػؾ المعػػارؾ مػػف‬
‫ظػػركؼ انس ػػانية ‪ ،‬ممػػا دع ػػى "مجم ػػة العػػدؿ" ف ػػي كػػانكف األكؿ إل ػػى ح ػػؿ المشػػاكؿ العالق ػػة عػػف طري ػػؽ التف ػػاكض‬

‫(‪)4‬‬
‫حيدر نزار ‪ ،‬عطية ‪ ،‬المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ص‪00‬؛ مجيد قدكرم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.245‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اعمػػف االك ػراد عقػػب انتيػػاء الحػػرب العالميػػة األكلػػى عػػاـ ‪4640‬ـ رغبػػتيـ الحصػػكؿ عمػػى حقػػكقيـ السياسػػية كاالجتماعيػػة إذ عممػػت الػػدكؿ‬
‫المنتصرة في مؤتمر باريس عاـ ‪4646‬ـ عمى إعطاء األراضي التي كاف مف المقرر اف تكػكف مػف حصػة ركسػيا التػي خرجػت مػف الحػرب‬
‫بعػد قيػاـ ثػكرة اكتػػكبر ‪4641‬ـ‪ ،‬إلػى كػؿ مػػف ارمينيػا كاالكػراد ليقيمػكا دكلػػتيـ المسػتقمة عمييػا ‪ ،‬ىػػذا مػا تجسػد فػي اتفاقيػػة سػيفر التػي عقػػدتيا‬
‫الدكؿ الحميفة في ‪ 41‬اب ‪4631‬ـ مػع الحككمػة العثمانيػة ‪ ،‬كقػرر مصػطفى كمػاؿ اتػاتكرؾ اف األ ارضػي التػي يتكاجػد فييػا االكػراد التػابعيف‬
‫لمدكلػة العثمانيػػة أ ارضػػي تركيػة يجػػب تحريرىػػا ‪ ،‬كىػػذا يعنػي شػػمكؿ ا ارضػػي كردسػتاف العػراؽ بيػػذا القػرار الػذم سػػاعدت التطػػكرات السياسػػية‬
‫عمػػى السػػاحة العالميػػة كبػػركز عالقػػات دكليػػة جديػػدة ‪ ،‬كخشػػية الػػدكؿ الكبػػرل عمػػى مصػػالحيا إلػػى تعديمػػو باتفاقيػػة لػػكزاف عػػاـ ‪4632‬ـ حيػػث‬
‫تػػكزع االكػراد فعميػػا عمػػى ايػراف كتكريػػا كالعػراؽ كعػػدد مػػف الػػدكؿ األخػػرل ‪ .‬ديفيػػد مكػػدكؿ ‪ ،‬تػػاريخ االكػراد الحػػديث ‪ ،‬ترجمػػة راج كؿ محمػػد ‪،‬‬
‫(بيركت ‪ :‬دار الفارابي ‪ ، )3111 ،‬ص‪-311‬ص‪.301‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الم ػػال مص ػػطفى البر ازن ػػي (‪: )4616-4611‬زع ػػيـ الح ػػزب ال ػػديمقراطي الكردس ػػتاني ‪ ،‬كل ػػد ف ػػي ب ػػارزاف ‪ ،4611‬حص ػػؿ عم ػػى لقب ػػو ال ػػديني الم ػػال ف ػػي ع ػػاـ‬
‫‪ 4612‬ـ‪ ،‬برز كىك في سػف التاسػعة كالثالثػيف كػاقكل زعػيـ قبمػي فػي كردسػتاف العػراؽ ‪ ،‬عػرؼ بمناكئتػو لمحككمػات العراقيػة المتعاقبػة التػي كػاف االخػتالؼ‬
‫معيا السمة البارزة في العالقػة بػيف الطػرفيف ‪ ،‬تػكفي سػنة ‪4616‬ـ فػي الكاليػات المتحػدة كنقػؿ ليػدفف عمػى الحػدكد العراقيػة اإليرانيػة قريبػان مػف مسػقط أرسػو‬
‫لمنع سمطات البعث دفنو في كردستاف العراؽ ‪ ،‬لمتفاصيؿ ينظر ‪ :‬حسف لطيؼ الزبيدم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪. 322‬‬
‫‪314‬‬
‫كاالبتعػػاد عػػف مبػػدء القػػكة التػػي ال يمكػػف مػػف خالليػػا حػػؿ القضػػية ‪ ،‬مؤكػػدة عمػػى اف تمػػؾ اعمػػاؿ يعنػػي الخسػػائر‬
‫البشرية كاالنييار االقتصادم كتمزؽ البالد إلى مناطقية(‪.)4‬‬
‫اما مجمة االضكاء في الثامف مف كانكف األكؿ ‪4611‬ـ ‪ ،‬فقد دعت الى ضبط النفس كعدـ االنجرار كراء‬
‫المخططات المعادية لمعراؽ كاالنحراؼ خمؼ التخندقات القكمية التي ستككف سببان إلى تمزيؽ كحدة البمػد كالعمػؿ‬
‫م ػػف الس ػػمطة عم ػػى اني ػػاء التميي ػػز كايج ػػاد الحم ػػكؿ الس ػػممية كالتاكي ػػد عم ػػى ض ػػركرة إلغ ػػاء الفػ ػكارؽ ب ػػيف القكمي ػػات‬
‫كالطكائؼ(‪.)3‬‬
‫اىتمػػت المرجعيػػة الدينيػػة بالمسػػألة الكرديػػة اىتمامػػا كاضػػحا كرفضػػت أسػػمكب الحػػؿ العسػػكرم الػػذم اتبعتػػو‬
‫الحككم ػة فكػػاف تعاطفيػػا كاضػػحا مػػع االك ػراد كربمػػا ذلػػؾ نػػاتج مػػف الشػػعكر بقسػػكة السػػمطة الحاكمػػة عمػػى االك ػراد‬
‫كالشيعة ‪ ،‬لذلؾ كانت مشاركتيا فعالة في االحتفاالت الدينية عف طريؽ الخطب كالكممات الممقاة فييا مستخدميف‬
‫عب ػػارات ذات دالل ػػة ح ػػكؿ المكض ػػكع مؤك ػػديف خاللي ػػا عم ػػى اف مش ػػكمة االكػػراد كمش ػػكمة الش ػػيعة ف ػػي العػػراؽ كم ػػا‬
‫(‪)2‬‬
‫كاحده في جميع الظركؼ ‪.‬‬ ‫يتعرض لو الطرفاف مف تمييز‬
‫عقد في بغداد كألجؿ افضاء الصفة الشرعية عمػى مصػالح الحككمػة مػؤتم انر بتػاريخ ‪ 21‬حزيػراف ‪4615‬ـ‬
‫أطمػػؽ عميػػو "مػػؤتمر عممػػاء المسػػمميف"(‪ ،)1‬ليضػػفي عمػػى حربيػػا لمكػػرد طػػابع الشػػرعية ‪ ،‬كعممػػت السػػمطة القنػػاع‬
‫عمماء النجؼ االشرؼ لحضكره ‪ ،‬التي رد عمماؤىػا كرجػاؿ حكزتيػا العمميػة بعػدـ الحضػكر(‪ ،)5‬كقػد حصػؿ عػارؼ‬
‫عمى مراده لمحصكؿ عمى فتكل مف قبؿ رجاؿ الديف المشاركيف في المؤتمر(‪.)1‬‬
‫اظيػػرت المرجعيػػة الدينيػػة كعمػػى أرسػػيا السػػيد محسػػف الحكػػيـ مكقفػان مػػف المػػؤتمر خاصػػة بعػػد اف اصػػدرت‬
‫الحككمػػة بيانػان مػػزك انر اعمنػػت فيػػو حصػػكؿ الفتػػكل مػػف قبػػؿ عممػػاء الػػديف بػػدعـ مكقفيػػا مػػف حػػرب االكػراد كاعالنيػػا‬
‫كذلؾ منشك انر مزك انر يعمف استنكار السيد محسف الحكيـ لمكرد كقد استنفر ىذا المنشكر المزكر القيادات الدينية في‬
‫النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬فصػػدر بيػػاف شػػديد الميجػػة يكػػذب خبػػر الحككمػػة ‪ ،‬كدعػػا السػػيد محسػػف الحكػػيـ جميػػع العممػػاء‬
‫كالطمبة إلى مؤتمر في كربالء عقد في الصحف الحسيني المطير في حزيراف عاـ ‪4615‬ـ‪ ،‬إذ القى السيد ميدم‬
‫الحكيـ نجؿ السيد محسف كممة كالده التي تضمنت رفض ق اررات المػؤتمر كاسػتنكاره (‪ ،)1‬كقػاـ بقػراءة نػص الفتػكل‬

‫(‪)4‬‬
‫(العدؿ) "مجمة" ‪ ،‬كانكف األكؿ ‪4615‬ـ ‪ ،‬العدد (‪ ، )42‬ص‪. 441‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(االضكاء) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪ ، )5‬كانكف األكؿ ‪4611‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.451‬‬
‫(‪)2‬‬
‫((مقابمة شخصية)) ‪ ،‬السد ىاشـ الغريفي ‪.3144/31 ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لمتفاصيؿ عف المؤتمر ينظر ‪ :‬تغريد جاسـ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪-443‬ص‪.441‬‬
‫(‪)5‬‬
‫شارؾ مف الجانب الشيعي الشيخ عمي كاشؼ الغطاء ‪ ،‬كالشيخ محمد ميدم الخالصي مف الكاظمية فقط‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لالطالع عمى نصكص فتاكل التأبيد مف الحاضريف ينظر ‪ :‬المؤتمر اإلسالمي العراقي ‪ ،‬البرنامج التفصيمي لمػدكرة المنعقػدة فػي‬
‫بغداد خالؿ ‪ 21‬حزيراف – ‪ 2‬تمكز ‪4615‬ـ‪( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة دار البصرم ‪ ،‬د‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪ -441‬ص‪.440‬‬
‫(‪)1‬‬
‫سػػميـ الع ارقػػي ‪ ،‬لمػػاذا قتمػػكه ‪( ،‬بيػػركت ‪ :‬د‪ .‬مػػط ‪4665 ،‬ـ )‪ ،‬ص‪56‬؛ محمػػد بػػاقر الحكػػيـ ‪ ،‬مكسػػكعة الحػػكزة العمميػػة ‪ ،‬ح‪،2‬‬
‫ص‪.315‬‬
‫‪315‬‬
‫(‪)4‬‬
‫كاحقػييـ فػي المطالبػة بحقػكقيـ المسػتباحة كالمسػاكاة مػع بقيػة‬ ‫الشييرة لمسيد محسف الحكػيـ بحرمػة قتػاؿ االكػراد‬
‫المكاطنيف العراقييف‪.‬‬
‫نستنتج مما تقدـ ‪ ،‬اف فترة عبد السالـ عارؼ التػي حكػـ بيػا العػراؽ منػ ُذ انقالبػو الثػاني فػي تشػريف الثػاني‬
‫‪4612‬ـ‪ ،‬بمػػغ مجمكعيػػا ثػػالث سػػنكات كشػػيريف كسػػتة أيػػاـ ‪ ،‬تعػػد مػػف الفت ػرات التػػي امتػػازت بالص ػراع الطػػائفي‬
‫كالتسػػمط بقػػكة النػػار ‪ ،‬حتػػى أصػػبح الن ػزاع محتػػدمان بػػيف المرجعيػػة المطالبػػة بالمسػػاكاة كالعدالػػة كبػػيف عػػارؼ حتػػى‬
‫أنيضت بإصرار األكلى عمى مكاقفيا كمكت عارؼ في اجكاء البصرة ‪.‬‬
‫سادساً‪ -‬النجؼ االشرؼ وموقفيا مف عبد الرحمف عارؼ ‪:‬‬
‫نصب عبد الرحمف عارؼ رئيسان لمجميكرية في ‪ 41‬نيساف ‪4611‬ـ ‪ ،‬بعد مقتؿ عبد السػالـ ‪ ،‬فػي عمميػة‬
‫انتخػػاب صػػكرية جػػرت داخػػؿ مجمػػس الػػكزراء الع ارقػػي ‪ ،‬كصػػدر بػػذلؾ بيػػاف إلػػى العمػػكـ فػػي ‪ 41‬نيسػػاف مػػف العػػاـ‬
‫رئيسان لمكزراء‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫نفسو(‪ ،)3‬كبعد ٍ‬
‫يكـ كاحد صدر ام انر أخر بتعييف عبد الرحمف البزاز‬
‫استقبمت النجؼ االشرؼ الحدث الجديد بكثير مػف الحػذر كالترقػب خاصػة بعػد الحقبػة التػي حكػـ بيػا عبػد‬
‫السالـ عارؼ كسمتيا "الصراع" و "االختالؼ" مع الشيعة كاالكراد ‪ ،‬فكاف الشارع النجفي عمى عمـ مسبؽ‪.‬‬
‫بشخصية عبد الرحمف عارؼ التي اعتبرىا المؤرخكف انيا اكثر اعتداال كانفتاح عمى الشعب العراقي(‪.)1‬‬
‫كاف الرئيس الجديد معركفان لدل المرجعية كاكساطيا بميمو إلى التيدئة كابتعاده عف استخداـ لغة التصػعيد‬
‫مما كفر ذلؾ امال لدل المرجعية الدينية كاالكساط العامة بحمكؿ ىدكء نسبي في العالقة بينيا كبيف السمطة ‪ ،‬بػؿ‬
‫أكثر مف ذلؾ عز لدل المرجعية االمؿ باالنتقاؿ مف الحكـ العسكرم إلى الحكـ المدني النيابي القائـ عمى أسػاس‬
‫التكازف(‪.)5‬‬
‫شيد عيد عبد الرحمف عارؼ نمك نشاط الحركة اإلسالمية المرتبطة بالمرجعية الدينية ‪ ،‬مما انعكس ذلؾ‬
‫عمى االحتفػاالت الدينيػة فػي العػراؽ عامػة كالنجػؼ خاصػة مػف خػالؿ الكممػات كالخطابػات التػي كانػت تػدعكا إلػى‬

‫(‪ )4‬ثمنت القيادة الكردية ذلؾ المكقؼ الصادر مف السيد الحكيـ الداعـ إلى قضيتيـ كحقكقيـ المسمكبة عمػى يػد السػمطات التػي تكلػت‬
‫حكـ العراؽ ‪ ،‬مما انعكس ذلؾ المكقؼ بارساؿ المال مصػطفى البر ازنػي كفػدان كرديػان رفيػع المسػتكل لممشػاركة فػي مجػالس العػزاء‬
‫كالفاتحة المقامػة عمػى ركح السػيد محسػف الحكػيـ عػاـ ‪4611‬ـ ب ارسػة مسػعكد بر ازنػي النجػؿ االكبػر لممػال مصػطفى ‪ ،‬فقػاـ القػاء‬
‫كممة تابينية في الحاضريف كالمعزيف نقؿ فييػا تعػازم كالػده إلػى العػراقييف جميعػان كالػى المرجعيػة الدينيػة فػي النجػؼ خصكصػان ‪،‬‬
‫حيدر نزار عطية ‪ ،‬المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد ىادم االسدم ‪ ،‬اإلماـ الحكيـ ‪ ،‬ح‪ ،3‬ص‪.12‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عبػػد الػػرحمف الػزاز (‪ : )4614-4643‬كلػػد فػػي عانػػة‪ ،‬سياسػػي ككزيػػر رئػػيس كزراء سػػابؽ ‪ ،‬اعتقػػؿ عػػاـ ‪ ، 4614‬عقػػب انقػػالب‬
‫حركػػة رشػػيد عػػالي الكيالنػػي ‪ ،‬ثػػـ أطمػػؽ س ػراحو‪ ،‬بعػػد انقػػالب ‪ 0‬شػػباط ‪4612‬ـ‪ ،‬عػػيف سػػفي انر لمع ػراؽ لػػدل الجميكريػػة العربيػػة‬
‫المتحػػدة ‪ ،‬تكمػػؼ بتشػػكيؿ الحككمػػة فػػي عيػػد عبػػد الػػرحمف عػػارؼ ‪ ،‬اعتقػػؿ عػػاـ ‪4616‬ـ بتيمػػة العمالػػة ‪ ،‬كبعػػد عػػاـ اخػػرج عنػػو‬
‫كمات في لندف عاـ ‪4614‬ـ ‪ ،‬ينظر ‪ :‬حسف لطيؼ الزبيدم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.311‬‬
‫(‪)1‬‬
‫سميـ العراقي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪)5‬‬
‫كسف سعيد الكرعاكم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪ -314‬ص‪.312‬‬
‫‪316‬‬
‫بناء العراؽ عمى أسس تحقيؽ العدالة العميا ‪ ،‬بعيدان عف أنكاع التطرؼ كالعصؼ الطائفي الذم ساؽ الػبالد خػالؿ‬
‫الفترات السابقة(‪.)4‬‬
‫شػػيدت السػػمطة فػػي عيػػد عبػػد الػػرحمف عػػارؼ صػراعان داخميػان بػػيف جناحييػػا الرئيسػػييف المػػدني الػػذم يمثمػػو‬
‫عبػػد الػػرحمف البػزاز كالعسػػكرم ممػػثال بػػكزير الػػدفاع عبػػد العزيػػز الفضػػمي ‪ ،‬إذ ابػػدل الجانػػب العسػػكرم كرغبتػػو فػػي‬
‫العكدة إلى الحكـ العسكرم فقد ادرؾ البزاز عػف طبيعػة تفكيػرىـ الػذم كػانكا يعتقػدكف بػانيـ االحػؽ بحكػـ العػراؽ ‪،‬‬
‫مما اتصفت فترة حككمتو بالصراع كعدـ االستقرار بيف االجنحة الحاكمة(‪.)3‬‬
‫كبقػدر مػػا كػاف الصػراع محتػدمان فػػي اكسػاط الحكػػـ بػيف المػػدنييف كالعسػكرييف كانػػت عالقػة السػػمطة بػػالقكل‬
‫األخرل خارجيا ىادئػان عمكمػان ‪ ،‬حيػث لػـ يحصػؿ مػثالن أم احتكػاؾ سػمبي بػيف المرجعيػة الدينيػة كالحككمػة إال فػي‬
‫حاالت نادرة ثـ حميا في حينيا(‪.)2‬‬
‫لـ تغفؿ الصحافة باداء دكرىػا مػف ذلػؾ الكضػع فػي العػراؽ ‪ ،‬ممػا دفػع مجمػة العػدؿ إلػى تقػديـ الشػكر إلػى‬
‫عبد الرحمف عارؼ عمى احترامو العمماء كاىتمامو بشؤكف المسمميف(‪.)1‬‬
‫سابعاً‪ -‬انقالب ‪ 28‬تموز ‪2:79‬ـ وموقؼ المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ ‪:‬‬
‫لـ يكف االنقالب العسكرم الذم كقع فجر االربعاء ‪ 41‬تمكز ‪4610‬ـ‪ ،‬مفاجئان لالكساط السياسية العراقية‬
‫‪ ،‬فالشػػيكر األخيػرة التػػي قضػػاىا عبػػد الػػرحمف عػػارؼ رئيس ػان لمجميكريػػة شػػيدت تراجعػان كبيػ انر فػػي سػػيطرة الحككمػػة‬
‫عمى مجريات األمكر في البالد ‪ ،‬مما دفع العسكرييف ليمة ‪ 41-41‬تمكز ‪4610‬ـ سيطرتيـ عمى العراؽ(‪.)5‬‬
‫اء‬ ‫ٍ‬
‫لـ تصػدر المرجعيػة الدينيػة فػي النجػؼ االشػرؼ ‪ ،‬أك ككالئػو رد فعػؿ كاضػح تجػاه االنقػالب الجديػد سػك ن‬
‫كػاف ايجابيػػا أك سػمبيان ‪ ،‬ككػػاف الجميػػع يترقػب االكضػػاع كاالجػراءات العمميػة التػػي سػػكؼ تتخػذىا الحككمػػة الجديػػدة‬
‫حيػاؿ مختمػػؼ القضػػايا الجاريػة بػػالبالد ‪ ،‬كىػػذا ال يعنػي اف المرجعيػػة لػػـ تكػف تعػػرؼ ىكيػػة القػادة الجػػدد لمحكػػـ فػػي‬
‫بغػػداد ‪ ،‬بػػؿ كانػػت تعػرفيـ كتعػػرؼ تكجيػػاتيـ سػػيما كاف الكثيػػر مػػنيـ كػػانكا يمارسػػكف نشػػاطيـ العمنػػي عػػؿ المسػػرح‬
‫السياسي في العراؽ ‪ ،‬ككانت اف بعض الشخصيات البعثية ليا دكر بارز في االنقالب (‪.)1‬‬

‫(‪)4‬‬
‫الخطيب ابف النجؼ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫(‪)3‬‬
‫لمتفاصيؿ عف تمؾ الحقبة ينظر ‪ :‬عمي حمزة الحسناكم ‪ ،‬المصدر ‪،‬ص‪ – 404‬ص‪. 401‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فعمػػى سػػبيؿ المثػػاؿ القصػػيدة التػػي ق أرىػػا الػػدكتكر محمػػد حسػػيف الصػػغير فػػي جػػامع با ارثػػا فػػي بغػػداد عػػاـ ‪4611‬ـ كالتػػي انتقػػد‬
‫الحككمة بشكؿ عنيؼ كتـ اعتقالو عمى اثرىا كاحالتػو إلػى االمػف العامػة بيػدؼ تقديمػو لمعدالػة كاعدامػو ليكػكف عبػرة لغيػره كلكػف‬
‫تدخؿ المرجعية الدينية ادت إلى اطالقو كاغالؽ القضية تمامان بعد عاـ‪ (( .‬مقابمة شخصية)) ‪ ،‬الػدكتكر محمػد حسػيف الصػغير‬
‫‪.3144/2/30 ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(العدؿ) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪4611 ،)3‬ـ‪ ،‬العدداف (‪)4‬ك (‪ ، )3‬ص‪.16‬‬
‫(‪)5‬‬
‫الخطيب ابف النجؼ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪-61‬ص‪.61‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لػػـ تكػػف التشػػكيمة كميػػا مػػف البعثيػػيف بػػؿ كػػاف إلػػى جػػانبيـ بعػػض القػػكمييف العػػرب مثػػؿ عبػػد الػػرزاؽ النػػايؼ رئػػيس االسػػتخبارات‬
‫العسكرية كابراىيـ عبد الرحمف الداكد قائد الحرس الجميكرم كسعدكف غيداف قائد كتيبة دبابات الحرس الجميكرم ‪.‬‬
‫‪317‬‬
‫ب ػػدء فص ػػؿ جدي ػػد ب ػػالعراؽ ي ػػكـ ‪ 21‬تم ػػكز ‪4610‬ـ(‪ ،)4‬كب ػػدأت مع ػػو عالق ػػات جدي ػػدة م ػػع الق ػػكل األخ ػػرل‬
‫السياسية كالدينية ‪ ،‬كمنيا المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬كقد كاف رجاؿ الديف أكثر النػاس انزعاجػا ككػد ار‬
‫لكصكؿ البعثييف إلػى السػمطة فػي العػراؽ بعػد تجربػة شػباط ‪4612‬ـ ‪ ،‬لكػنيـ اطمقػكا عمػى انقالبيػـ الثػكرة البيضػاء‬
‫كانيػػـ جػػاؤكا لتصػػحيح اخطػػاء الماضػػي ‪ ،‬كىػػذا مػػا دفػػع المرجعيػػة الدينيػػة اف تتخػػذ مكقف ػان حػػذ انر كالحكػػيـ بم ارعػػاة‬
‫جػػانبيف فػػي التعامػػؿ مػػع حككمػػة البعػػث الجديػػدة تقػػكـ عمػػى أسػػاس عػػدـ االظيػػار لمحككمػػة الجديػػدة أم مسػػالمة أك‬
‫محاربة ‪ .‬كاف يراقب المكقؼ عمى اعتبار اف البياف األكؿ مقبكالن نكعان ما(‪.)3‬‬
‫حاكلػػت السػػمطة التقػػرب لممرجعيػػة الدينيػػة فػػي النجػػؼ ‪ ،‬إذ اكفػػد احمػػد حسػػف البكػػر متصػػرؼ ل ػكاء ك ػربالء‬
‫نيابػػة عنػػو لزيػػارة المرجػػع الػػديني االعمػػى السػػيد محسػػف الحكػػيـ كتقػػديـ التحيػػة ‪ ،‬ثػػـ اكمػػؿ الميمػػة بزيػػارة العممػػاء‬
‫االخريف مؤكدان لو اف حككمتو لـ تالكا جيدان في سبيؿ رعاية العتبات المقدسة ‪ ،‬كاالىتماـ بيا لمكانتيا السامية في‬
‫قمكب المسمميف ‪ ،‬كتحقيؽ المشاريع النافعة لمدف المقدسة(‪.)2‬‬
‫رد عمماء الديف عمى الزائر بالدعاء لمحككمة بالتكفيؽ في خدمة المكاطنيف كتعزيػز كيػاف الػديف اإلسػالمي‬ ‫ه‬
‫كالػى تكحيػد الصػفكؼ ‪ ،‬كفػي نفػس االتجػاه قػاـ البكػػر بزيػارة مفاجئػة إلػى النجػؼ فػي شػير تشػريف الثػػاني ‪4610‬ـ‬
‫كتكجو إلى منزؿ السيد محسف الحكيـ لالستفسار عػف صػحتو ‪ ،‬كقػد تنػاكؿ الجانبػاف األمػكر العامػة ‪ ،‬ككعػد البكػر‬
‫باالستجابة لما تحتاجو مدينة النجؼ االشرؼ(‪.)1‬‬
‫حاكلت السمطة تسخير تمؾ الزيارة لخدمة مصالحيا ‪ ،‬بعد اف بثػت كسػائؿ االعػالـ بػاف الزيػارة كػاف متفػؽ‬
‫عمييػػا مسػػبقان كاف السػػيد الحكػػيـ قػػدـ الػػدعـ الكامػػؿ لزعمػػاء الثػػكرة كقادتيػػا االح ػرار كاعالنػػو الػػدعـ كالتاييػػد لقيػػادة‬
‫الحزب كالثكرة عمى حد تعبيرىـ(‪.)5‬‬
‫ادرؾ السػيد محسػف الحكػيـ اف تمػؾ الزيػارة تيػدؼ إلػى كسػب النػاس لصػالح الحككمػة ‪ ،‬كمػا اف نشػر خبػر‬
‫الزيػػارة عمػػى انػػو باتفػػاؽ مسػػبؽ كثػػار حفيضػػة المرجعيػػة الدينيػػة ‪ ،‬ممػػا دعػػا السػػيد الحكػػيـ إلػػى اصػػدار بيػػاف شػػديد‬
‫الميجة مطالب فيو اعادت نشر الخبر مؤكدة اف الزيارة كانت مفاجئة(‪.)1‬‬
‫سعت حككمة البعث إلى جر المرجعية الدينية إلى المكاجيػة المباشػرة بعػد اف ادركػت قػدرتيا عمػى تحريػؾ‬
‫الشارع ضدىـ ‪ ،‬خاصة بعد اجبػار السػمطة عمػى تغييػر خبػر زيػارة البكػر لػو ‪ ،‬كرفػض السػيد الحكػيـ التكسػط لػدل‬
‫شاه ايػراف فػي ايقػاؼ دعمػو لالكػراد فػي منطقػة كردسػتاف فجػاء الػرد السػريع مػف سػمطة باصػدار عػدد مػف القػ اررات‬

‫(‪)4‬‬
‫ىك االنقالب الداخمي الثاني داخؿ سمطة البحث خالؿ عاـ ‪4610‬ـ‪ ،‬فبعد التخمص مف حمفائيـ عبد الػرزاؽ نػايؼ كابػراىيـ عبػد‬
‫الرحمف الداكد عاد البعثييف ليتفردكا بالسمطة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حيدر نزار عطية ‪ ،‬المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ص‪.444‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الخطيب ابف النجؼ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد ىادم االسدم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ح‪ ،3‬ص‪.420‬‬
‫(‪)5‬‬
‫المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.426‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ابراىيـ السراج ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.311‬‬
‫‪311‬‬
‫كاف منيا قرار ربط العتبات المقدسة كاألكقاؼ الدينية بك ازرة األكقاؼ كتشريع قػانكف التجنيػد االلزمػي لطمبػة العمػكـ‬
‫الدينيػػة فػػي حػػكزة النجػػؼ ‪ ،‬كالغػػاء مشػػركع جامعػػة الككفػػة كمصػػادرة امكاليػػا ‪ ،‬كالقيػػاـ بحممػػة تغيػرات كاسػػعة لمطمبػػة‬
‫االيرانييف المقيميف في العراؽ(‪.)4‬‬
‫كانػػت السػػمطة تيػػدؼ بتمػػؾ االج ػراءات إلػػى اعػػادة الييبػػة كاب ػراز القػػكة عمػػى المرجعيػػة الدينيػػة خاصػػة بعػػد‬
‫اجبارىػػا عمػػى تقػػديـ التنػػازالت عمػػى الزيػػارة ‪ ،‬إذ السػػمطة كانػػت تحػػاكؿ االيحػػاء إلػػى القطػػاع الكاسػػع مػػف الجميػػكر‬
‫المؤيد لممرجعية الدينية العميا في النجػؼ االشػرؼ بػاف الحكػـ الجديػد بػات مقبػكالن مػف قبميػا ‪ ،‬كبػذات الكقػت كانػت‬
‫المرجعية مف خالؿ اصرارىا عمى تغيير البياف الحككمي اف تبعث رسالة إلى الشعب العراقي كجميكرىػا العػريض‬
‫‪ ،‬باف ىذا النظاـ ال يحضى بالتاييد كاف المقاء لـ يكف سكل حدث فرضو األمر الكاقع‪.‬‬
‫لقد اتسمت الحقبة التي تمت االنقالب داخؿ العراؽ عامة كالنجؼ االشرؼ خاصة بسمة التشنج كالتصعيد‬
‫كاسػتخداـ الترىيػػب ضػػد العامػػة ‪ ،‬كقػد تحػدث معاصػػركا الفتػرة (‪ ،)3‬كعبػػركا عنيػػا بانيػا "فتػػرة ظممػػأ "‪ ،‬انتشػػرت فييػػا‬
‫مميشيات البعث فػي السػاحات ‪ ،‬كبػدء أسػمكب اختطػاؼ الشػباب المتػديف مػف الشػكارع دكف سػابؽ انػذار ‪ ،‬كاعتقػاؿ‬
‫كؿ مف يحمؿ فكر معارض كمخالؼ ميما بمغت درجة العممية كاالجتماعية‪.‬‬
‫يػرل الباحػػث ممػػا تقػدـ بػػأف المرجعيػػة الدينيػػة فػي النجػػؼ االشػػرؼ كانػػت تشػكؿ ثقػالن سياسػػيان كاجتماعيػػا ال‬
‫يسػػتياف بػػو ‪ ،‬جعػػؿ السػػمطات الحاكمػػة عمػػى اخػػتالؼ مشػػاربيا كميكليػػا تتجػػو إلييػػا بكسػػب كدىػػا ‪ ،‬ايمانػان مػػف تمػػؾ‬
‫السمطات بالدكر الكبير كالمؤثر لممرجعية عمى اكساط المجتمع المختمفة ‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫موقؼ النجؼ االشرؼ مف االحداث الدولية‬
‫شيدت الساحة السياسية الدكلية كالعربية منيا عمى كجو الخصكص كخالؿ المدة المحصػكرة بػيف ‪4650‬‬
‫ك ‪4610‬ـ‪ ،‬العديد مف المتغيرات السياسية التي كانت ليا اثارىا الكاضحة عمى مجمؿ جكانػب الحيػاة االجتماعيػة‬
‫كاالقتصػػادية كالدينيػػة ‪ ،‬فمػػف قيػػاـ الكحػػدة بػػيف مصػػر كسػػكريا إلػػى احػػداث الػػيمف كمػػا رافقيػػا مػػف تػػدخؿ عسػػكرم‬
‫مصرم في شأنيا ‪ ،‬إلى ىزيمة العرب عمى يػد اسػرائيؿ عػاـ ‪4611‬ـ‪ ،‬كانتقػاالن إلػى المتغيػر الػدكلي فػي الباكسػتاف‬
‫كانتشار الطائفية فييػا ‪ ،‬ككػذلؾ مػا حصػؿ فػي ايػراف مػف اعتػراؼ باسػرائيؿ ‪ ،‬كمػا قامػت بػو الحككمػة االيرانيػة مػف‬
‫عممية اصالح جرت البالد باتجاه التخريب‪.‬‬
‫كانػػت تمػػؾ احػػداثان ميمػػة كجػػدت ليػػا مكانيػػا لػػدل الشػػارع كالمثقػػؼ النجفػػي بكجػػو عػػاـ ‪ ،‬كالمرجعيػػة الدينيػػة‬
‫باعتبارىا تمثؿ القيادة الدينية لشريحة كاسعة مف المسمميف في العالـ بكجو خػاص ‪ ،‬فحضػيت باالىتمػاـ كالمتابعػة‬
‫حينان كالمساندة كالمكقؼ في احياف أخرل ‪ ،‬فكاف مف بيف تمؾ االحداث ما يمي ‪:‬‬

‫(‪)4‬‬
‫سميـ العراقي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪15‬؛ (العدؿ) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪ ، )2‬اب ‪4610‬ـ ‪ ،‬العدد (‪ ، )6‬ص‪.33‬‬
‫(‪)3‬‬
‫((مقابمػ ػ ػػة شخصػ ػ ػػية)) ‪ ،‬الشػ ػ ػػيخ ش ػ ػ ػريؼ كاشػ ػ ػػؼ الغطػ ػ ػػاء ‪3144/4/1 ،‬؛ ((مقابمػ ػ ػػة شخصػ ػ ػػية)) ‪ ،‬السػ ػ ػػيد ىاشػ ػ ػػـ الغريفػ ػ ػػي ‪،‬‬
‫‪3144/3/42‬؛ ((مقابمة شخصية)) ‪ ،‬حسيف الميالي ‪.3144/3/31 ،‬‬
‫‪315‬‬
‫أوالً ‪ :‬القضايا العربية (الفمسطينية انموذجاً))‪:‬‬
‫ابدت النجؼ االشرؼ اىتماما كبي انر ككاضحان منذ احتالؿ فمسطيف كتقسيميا (‪ ،)4‬لكف الفترة المراد بحثيػا (‬
‫‪4610 – 4650‬ـ) شيدت تصاعدان فػي االىتمػاـ العربػي كاالسػالمي بتمػؾ القضػية ‪ ،‬كخاصػة المرجعيػات الدينيػة‬
‫في العراؽ ‪ ،‬التي ابدت الكثيػر مػف االىتمػاـ كالمتابعػة بشػأنيا ‪ ،‬كصػدرت مػف النجػؼ مكاقػؼ كميػا تصػب لصػالح‬
‫القضية الفمسطينية كالتي مف خالليا تـ تعبئة الرأم العاـ العراقي دعما كاسنادا(‪.)3‬‬
‫سبقت النجػؼ غيرىػا مػف المػدف العربيػة ‪ ،‬فػي النضػاؿ عمػى صػعيد االدب السياسػي مػف اجػؿ فمسػطيف إذ‬
‫كاف الحس القكمي العربي االصيؿ في ذلؾ الشعر سباقان إلى تسػجيؿ كػؿ شػاردة ككاردة فػي احػداث كطننػا العربػي‬
‫الكبيػػر متفػػاعالن معيػػا بحكػػـ عالقػػات الت ػرابط الجغرافيػػة كالمقكميػػة كالدينيػػة فػػنظـ شػػاعرىا السػػيد محمػػد بحػػر العمػػكـ‬
‫قصػػيدتو تحػػت عنػكاف "مػػف المأسػػاة الفمسػػطينية" بتػػاريخ ‪ 45‬كػػانكف األكؿ ‪ 4650‬الػػذم قصػػد فييػػا مأسػػاة فمسػػطيف‬
‫كرسـ معالميا كاكد عمى الالجئ كمقاساتو(‪.)2‬‬
‫كما عبر شاعرىا "محمود البستاني" بقصػيدتو المعنونػة "ىمسػات فػي ليػؿ الصػمت فػي فمسػطيف " التػي‬
‫نظميػػا عػػاـ ‪4613‬ـ كالػػذم بػػيف فيػػو مػػف خطػػكرة الصػػييكنية ‪ ،‬كدعػػا إلػػى العمػػؿ الجػػاد انقػػاذ فمسػػطيف خشػػية قيػػاـ‬
‫دكلية ييكدية مدعكمة مف بعض الرجعية لتيديد الديف اإلسالمي(‪.)1‬‬
‫كحفزت زيارات الكفكد العربية األدبية كالعممية لمدينة النجؼ االشرؼ ‪ ،‬الشعراء النجفيػيف لمتغنػي بالقضػية‬
‫الفسمطينية ‪ ،‬فنظـ شاعر النجؼ "عبد الميدي مطر" بمناسبة زيارة كفد "مؤتمر االدباء العرب " الذم زار المدينة‬
‫المقدسة عاـ ‪4615‬ـ في جمعية منتدل النشر قصيدة عنكانيا "يا شمكسان " ‪ ،‬مستعرضا فييػا جػرائـ اسػرائيؿ ضػد‬
‫فادحػػا ‪ ،‬مػػذك ار فػػي نيايتيػػا بحتميػػة‬
‫ابنػػاء الشػػعب الفمسػػطيني كمنتقػػدان االسػػتعمار الػػذم بنػػا ليػػا مجػػدان كاذبػان ‪ ،‬كامػػال ن‬
‫الزكاؿ(‪.)5‬‬
‫شارؾ الشاعر النجفي زمالئو في التعبير عف الكالء لمقضية الفسمطينية ‪ ،‬إذ ندبيا بقصيدتو "ليب التحرير‬
‫في األرض المحتمة" بداية شير حزيراف ‪4611‬ـ ‪ ،‬داعيان إلى المزيد مف التضحيات النقاذىا مف مغتصبييا(‪.)1‬‬
‫ب عػف فمسػطيف ‪،‬‬
‫حاكؿ الشاعر النجفي "احمد الصغير" ‪ ،‬اف يستنيض العرب ‪ ،‬كيستنفر تحكليـ فػي الػ هذ ل‬
‫باثارة عكاطفيـ ‪ ،‬كاشد عزيمتيـ ‪ ،‬كقػد تجمػى ذلػؾ كاضػحان فػي قصػيدتو "مػف اجػؿ فمسػطيف" التػي نظميػا فػي ‪4‬‬
‫كانكف األكؿ ‪4610‬ـ(‪.)1‬‬

‫(‪)4‬‬
‫لمتفاصػػيؿ ينظػػر ‪ :‬صػػالح صػػائب الجبػػكرم ‪ ،‬محنػػة فمسػػطيف كاسػػرارىا السياسػػية كالعسػػكرية ‪( ،‬بي ػػركت ‪ :‬مطػػابع دار الكتػػب ‪،‬‬
‫‪4611‬ـ) ‪ ،‬ص‪ -414‬ص‪.411‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬مكسكعة الحكزة العممية ‪ ،‬ح‪ ،4‬ص‪ -341‬ص‪.311‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد حسيف الصغير ‪ ،‬فمسطيف في الشعر النجفي المعاصر ‪ ،‬ص‪.211‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(الكتاب) "مجمة" ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬السنة (‪4612 ، )3‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )4‬ص‪.10‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(اإليماف) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪4615 ، )3‬ـ ‪ ،‬العدداف (‪ )4‬ك (‪ ، )3‬ص‪.412‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عمي الخاقاني ‪ ،‬شعراء الغرم ‪ ،‬ح‪ ،0‬ص‪.240‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد حسيف الصغير ‪ ،‬فمسطيف في الشعر النجفي ‪ ،‬ص‪.211‬‬
‫‪321‬‬
‫نبيت الصحافة النجفية العراقييف جميعػان إلػى حجػـ الخطػر االسػرائيمي مػف خػالؿ نشػرىا المقػاالت فكتبػت‬
‫مجمة العدؿ النجفية عف الحؽ الفمسطيني في أرضو عبر تاريخو الطكيػؿ كمػذكرة بسمسػمة المػؤامرات التػي كاجيػت‬
‫ىػػذا البمػػد بيػػدؼ تيجيػػر اىمػػو كالسػػيطرة عمػػى أرضػػو(‪ ،)4‬كنشػػرت مقػػاالن أخػػر بينػػت زيػػؼ ادعػػاء المقكلػػة القائمػػة بػػاف‬
‫العدك االسرائيمي القكة التي ال تقير مفندة ذلؾ بالدالئؿ الكاقعية(‪.)3‬‬
‫كنبيت مجمة النجؼ إلى اف كسب قضية فمسطيف مقترف بحػد السػيؼ ‪ ،‬كاالفسػيؿ الفجػائع ال ينقطػع ‪ ،‬مػا‬
‫لـ تسؿ الدماء ‪ ،‬كػذلؾ القػكة كاالسػتعداد تعمػؿ عمػى حفػظ المجػد ‪ ،‬فالسياسػة االسػتعمارية العالميػة ال تحػؿ مشػكمة‬
‫فمسطيف ‪ ،‬فدابيا التفريؽ ‪ ،‬متسمة بالعدؿ زك انر ‪ ،‬كالمضي إلى المكت بػإرادة كتصػميـ يبقػى المجػد مرتفعػان ‪ ،‬كيػدع‬
‫التاريخ االنساني مفتخ انر ‪ ،‬كؿ ذلؾ مف اجؿ انقاذ فمسطيف مف أيدم العصابات الصييكنية(‪.)2‬‬
‫كاصػػدرت مجمػػة اإليمػػاف عػػددان خاصػان حػػكؿ القضػػية الفمسػػطينية احتػػكل عمػػى العشػرات مػػف المقػػاالت منيػػا‬
‫"الشػػعر النجفػػي كقضػػية فمسػػطيف" كدعػػت فييػػا العػػرب إلػػى الكحػػدة مػػف اجػػؿ مكاجيػػة التحػػديات كالتضػػحية بػػالنفس‬
‫(‪)1‬‬
‫كاستمرت عمى ىذا الػنيج فنشػرت العديػد مػف القصػائد الحماسػية التػي اشػادت‬ ‫كالنفيس مف اجؿ تحرير فمسطيف‬
‫بالقدس كاعدهُ البمد المقدس حقان‪.‬‬
‫كاف الرأم العاـ في النجؼ االشرؼ منسجمان مع المؤسسة الدينية التي سػارت عمػى نفػس االتجػاه الشػعبي‬
‫في دعـ الشعب الفمسطيني فػي الحصػكؿ عمػى صػفة الشػرعية باسػتعادة كطنػو ‪ ،‬ككػاف التجسػيد ليػذا المكاقػؼ فػي‬
‫عقد الستينيات مف القرف العشريف ‪ ،‬عنػدما تطػكر النضػاؿ الفمسػطيني إلػى مسػتكل الحركػات كالمنظمػات المعتمػدة‬
‫عمى العمؿ العسكرم المسػمح(‪ ،)5‬حيػث اصػدر عممػاء النجػؼ الفتػاكل المؤيػد لػذلؾ االتجػاه إذ افتػى السػيد محسػف‬
‫الحكػػيـ بجػكاز تقػػديـ األمػكاؿ لمفػػدائييف كاالنخػراط فػػي صػػفكفيـ ‪ ،‬كاعتبػػر قضػػية فمسػػطيف اسػػالمية كليسػػت عربيػػة‬
‫فقط ‪ ،‬مستيجنا حصرىا بالبعد القكمي العربي مما يؤدم إلى إخراج مالييف المسػمميف خػارج دائػرة الصػراع ‪ ،‬ففػي‬
‫رسػػالة إلػػى عبػػد الػػرحمف عػػارؼ ايػػاـ حػػرب حزي ػراف عػػاـ ‪4611‬ـ ‪ ،‬اكػػد عمػػى ىػػذه المفػػاىيـ داعي ػان الجميػػع باسػػـ‬
‫المصمحة اإلسالمية إلى حؿ الخالفات كالتكحد لمكاجية الخطر الداىـ(‪.)1‬‬
‫طال ػػب الس ػػيد محم ػػد البغ ػػدادم جمي ػػع المس ػػمميف المش ػػاركة الفعال ػػة ف ػػي تحريرى ػػا م ػػف اليي ػػكد‪ ،‬كاعػ ػد بفتػ ػكاه‬
‫"التطػػكع" فػػي حركػػة التحريػػر الكطنيػػة الفمسػػطينية مػػف أىػػـ الكاجبػػات اإلسػػالمية كارفعيػػا درجػػة ‪ ،‬كمػػا هعػ لػد العمػػؿ‬
‫الفدائي ركنان اساسيان مف التعاليـ اإلسالمية كاف مف يسقط في المعارؾ شػييدان خالػدان ‪ ،‬كفػي جانػب أخػر مػف فتػكاه‪،‬‬

‫(‪)4‬‬
‫(العدؿ) "مجمة" ‪4611 ،‬ـ‪ ،‬العدداف (‪ ، )41( ، )42‬ص‪.45‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(العدؿ) " مجمة" ‪4610 ،‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )6‬ص‪.12‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(النجؼ) "مجمة" ‪4611 ،‬ـ‪ ،‬العدد ( ) ‪ ،‬ص ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(اإليماف) "مجمة" السنة (‪4611 ، )2‬ـ‪ ،‬العدداف (‪ )5‬ك (‪.)1‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(اإليماف) " مجمة" ‪ ،‬السنة (‪4610 ، )2‬ـ‪ ،‬العدداف (‪ )1‬ك (‪.)0‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عبد الجبار الزىيرم ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪321‬‬
‫اكػػد عم ػػى كج ػػكب مقاطعػػة ال ػػدكؿ الت ػػي م ػػدت اس ػرائيؿ ‪ ،‬معتب ػػر تم ػػؾ ال ػػدكؿ مناكئػػة كمعادي ػػة لالس ػػالـ كاف كان ػػت‬
‫مسممة(‪.)4‬‬
‫كاخي ػ انر طال ػػب البغػػدادم بش ػػرعية االسػػتعانة بال ػػدكؿ األجنبي ػػة ‪ ،‬كالسػػيما إذا ك ػػاف االنتصػػار متكق ػػؼ عم ػػى‬
‫الحصكؿ عمى االسمحة منيا(‪.)3‬‬
‫بعث السيد عبد اهلل الشيرازم رسالة إلى رئيس الكزراء االي ارنػي أميػر عبػاس ىكيػدا ‪ ،‬طالػب فييػا الحككمػة‬
‫االيرانية إلى الكقكؼ مع الدكؿ اإلسالمية بكؿ امكانياتيا المادية كالمعنكية كعمػى قطػع عالقتػو بػاالخيرة ‪ ،‬ليتسػنى‬
‫لمجميع المشاركة في عممية تخميص األراضي اإلسالمية مف دنس الييكد كاحتالليـ (‪.)2‬‬
‫كفػػي ذات االتجػػاه بعػػث السػػيد الخمينػػي مػػف مقػػر اقامتػػو فػػي النجػػؼ االشػػرؼ عػػاـ ‪4615‬ـ بكتػػاب إلػػى‬
‫الحككمػػة االيرانيػػة يحمػػؿ ذات المعنػػى ‪ ،‬كمؤكػػدا عمػػى ضػػركرة دحػػر الييػػكد كدفػػع خطػػرىـ عػػف الػػبالد اإلسػػالمية‬
‫كح ػػذر الدكل ػػة ف ػػي ايػ ػراف م ػػف االنص ػػياع الدكل ػػة اسػ ػرائيؿ ‪ ،‬كاف تعم ػػؿ م ػػع ال ػػدكؿ اإلس ػػالمية عم ػػى اق ػػتالع الغ ػػدة‬
‫السرطانية كما اسماىا مف الجسد اإلسالمي كاعمف السيد الخمينػي اف الشػعب االي ارنػي كعممائػو كجيشػو اخػكه لكػؿ‬
‫المسمميف يشارككنيـ في السراء كالضراء ‪ ،‬كيسيركف بنفس االتجاه لقضاء عمى ذلؾ الخطر الكبير المتمثؿ بكجكد‬
‫اسرائيؿ(‪.)1‬‬
‫اكجػػدت نكسػػة حزي ػراف عػػاـ ‪4611‬ـ(‪ ،)5‬اثرىػػا فػػي النجػػؼ بشػػكؿ كاضػػح ‪ ،‬إذ نػػرل الفئػػة المثقفػػة النجفيػػة‬
‫كجػػدت معالجػػات لتمػػؾ القضػػية فػػي شػػتى المجػػاالت ‪ ،‬فكتػػب ادبػػاء المدينػػة قصػػائد حممػػت كثيػ انر مػػف اليػػأس كخيبػػة‬
‫االم ػػؿ ‪ ،‬فكت ػػب ش ػػاعرىا محم ػػد حس ػػيف الص ػػغير قص ػػيدتو "إل ػػى ش ػػعب فمس ػػطيف" داعيػ ػان الفمس ػػطينييف إل ػػى تف ػػادم‬
‫االكضاع الشاذة كاالحالـ الصييكنية(‪.)1‬‬
‫كاكد الشاعر عبػد المػنعـ الفرطكسػي فػي قصػيدتو التػي حممػت كجيػة نظػر عربيػة اسػالمية "مػيالد الرسػكؿ‬
‫األعظػ ػػـ" فػ ػػي جػ ػػامع ب ارثػ ػػا فػ ػػي بغػػػداد بتػػػاريخ ‪ 31‬حزي ػ ػراف ‪4611‬ـ‪ ،‬اسػ ػػتعرض حالػ ػػة ضػ ػػحايا العػ ػػدكاف كمطالب ػ ػان‬
‫باالنتقاـ(‪.)1‬‬

‫(‪)4‬‬
‫جماعة الحكزة العممية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬مكقؼ اإلماـ البغدادم حكؿ قضية تحرير فمسطيف ‪ ،‬ط‪( ،3‬بغداد ‪ :‬مطبعة اسعد ‪،‬‬
‫‪ ، )4611‬ص‪.25‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(العدؿ) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪4611 ، )3‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )6‬ص‪ -13‬ص‪.10‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد عبد الجميؿ ‪ ،‬المرجعية الشيعية كالقضية الفمسطينية ‪( ،‬ىكلندا‪ :‬مؤسسة الفكر اإلسالمي ‪3113 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪.443‬‬
‫(‪)5‬‬
‫لمتفاصػػيؿ عػػف نكسػػة حزي ػراف ينظػػر ‪ :‬عمػػي حسػػيف ‪ ،‬القضػػية الفمسػػطينية فػػي جامعػػة الػػدكؿ العربيػػة ‪ ،‬أطركحػػة دكتػػكراه (جامعػػة‬
‫بغ ػػداد ‪ :‬كمي ػػة التربي ػػة (اب ػػف رش ػػد) ‪3111 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪ -33‬ص‪321‬؛ حس ػػف مص ػػطفى ‪ ،‬ح ػػرب حزيػ ػراف ‪ ( ، 4611‬بي ػػركت ‪:‬‬
‫المؤسسة العربية لمدراسات كالنشر ‪. ) 4612 ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد حسيف الصغير ‪ ،‬فمسطيف في الشعر النجفي المعاصر ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حيدر محالتي ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.440‬‬
‫‪322‬‬
‫كاتجو الشيخ احمد الكائمي بمعالجة قضية فمسطيف ‪ ،‬فحاكؿ تصكير المأساة العرب كالمسمميف كمشػكمة ال‬
‫يمكف حمليا إال عف طريقيـ‪ ،‬بالكقكؼ صفان كاحدان إلى جانب الشعب الفمسطيني الجريح ‪ ،‬فنظـ قصيدتو "فمسطيف"‬
‫عقب نكسة حزيراف كالمؤرخة في ‪ 4‬تمكز ‪4611‬ـ‪ ،‬مقدمان مف خالليا صكرة شعرية رائعة بالقكؿ ‪ :‬كال كىف العػرـ‬
‫‪ ،‬كال مات المييب ‪ ،‬كال اظمـ االمؿ ‪ ،‬فسكح الجاىد تنتظرىا الحياد فاما الحياة الشريفة ‪ ،‬كاما المكت العزيز‪.‬‬
‫كقفػػت الجمعيػػات الثقافيػػة كالدينيػػة – ككعادتيػػا – إلػػى جانػػب ادبػػاء النجػػؼ كشػػعارئيا مػػف خػػالؿ إقامتيػػا‬
‫الميرجانػػات الفكريػػة لمتعريػػؼ باسػػباب النكسػػة كمعالجتيػػا ‪ ،‬فعقػػدت جمعيػػة الرابطػػة األدبيػػة فػػي ‪ 31‬تش ػريف األكؿ‬
‫‪4611‬ـ نػػدكة فكريػػة لمناقشػػة احػػداث حزي ػراف فػػي فمسػػطيف ‪ ،‬إذ القػػى محمػػد حسػػيف الصػػغير قصػػيدتو "ميرجػػػاف‬
‫فمسطيف" التي أكضح فييا خطكرة المكقؼ كعظـ المشاعر الحزينة كفداحة النكسة(‪.)4‬‬
‫اما جمعية التكجيو الديني فكػاف ليػا دك انر فػي عقػد امسػيات شػعرية كثقافيػة احيػاء لمنكسػة مػنيـ عبػد الغنػي‬
‫الخضرم الذم القى قصيدة حمؿ فييا الحكاـ العرب لبعض الػدكؿ العربيػة اسػبابيا ‪ ،‬كالشػاعر احمػد الصػغير فػي‬
‫قصيدتو "مػف اجػؿ فمسػطيف" كاالديػب كالشػاعر يحيػى الصػافي الػذم طالػب بايقػاض الضػمير كاليمػـ(‪ ،)3‬كلمشػاعر‬
‫جكاد شبر قصيدتو "يوـ المحنة" اكد اف ليب النكسة ال يطفأ كاف تناستو العرب ‪ ،‬فماىـ بعرب ‪ ،‬كاف غفػت عمػى‬
‫الثار ‪ ،‬فال سجعت بامجادىا الكتب ‪ ،‬فالعيد باالمة اف ال تعر عمى الضيـ كال تتجرع الذؿ‬
‫تيكل الممات ازاء شراذـ الصياينة (‪.)2‬‬
‫انعكس عمؽ ىذا التفاعؿ الكطني في انشطة فكريػة أخػرل مػف لػدف المجػالت النجفيػة ‪ ،‬كالسػيما "النجػؼ"‬
‫ك "الع ػػدؿ" ك "اإليم ػػاف" الالت ػػي حمم ػػت ص ػػفحاتيا بالمق ػػاالت السياس ػػية كالخط ػػب الحماس ػػية ‪ ،‬الت ػػي ت ػػذكر باس ػػباب‬
‫النكس ػػة كتعم ػػؽ اآلم ػػاؿ الكبيػ ػرة كاالم ػػاني العريض ػػة عم ػػى الشػ ػرفاء م ػػف ابن ػػاء األم ػػة لمني ػػكض كاخ ػػذ الت ػػاثر كانق ػػاذ‬
‫فمسطيف(‪.)1‬‬

‫(‪)4‬‬
‫نظمت القصيدة بتاريخ ‪ ،4611/6/21‬حينما اعمنت بعض الحككمات العربيػة ‪ ،‬اعتبػار اليػكـ نفسػو عيػدان ‪ ،‬بالكقػت الػذم تيػاجـ‬
‫قكات العدك االسرائيمي ‪ ،‬األماكف الدينية كالمكاقع العسكرية كيسفر عف ضحايا في االركاح كخسائر اقتصادية ‪ ،‬فما يدرم اعياد‬
‫أـ مأتـ؟ ((مقابمة خاصة)) الدكتكر محمد حسيف الصغير ‪.3144/3/6 ،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫عمي الخاقاني ‪ ،‬شعراء الغرم ‪ ،‬ح‪ ،1‬ص‪.214‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كمف ابيات القصيدة ‪:‬‬
‫اف تنسػػػػػػػػػو العػػػػػػػػػرب مػػػػػػػػػا ىػػػػػػػػػـ بعػػػػػػػػػده عػػػػػػػػػػرب‬ ‫يػػػػػػػػػػػػوـ عمػػػػػػػػػػػػػى الػػػػػػػػػػػػدىر ال يطفػػػػػػػػػػػػػا لػػػػػػػػػػػػو ليػػػػػػػػػػػػػب‬

‫يومػػػػػػػػػػػػػػػػػاً بامجادىػػػػػػػػػػػػػػػػػا االقػػػػػػػػػػػػػػػػػالـ والكتػػػػػػػػػػػػػػػػػب‬ ‫واف غفػػػػػػػػػػػػت عػػػػػػػػػػػػف طػػػػػػػػػػػػالب الثػػػػػػػػػػػػائر ال سػػػػػػػػػػػػجعت‬

‫حتػػػػػػػػػػػػى ولػػػػػػػػػػػػو طالػػػػػػػػػػػػت االعػػػػػػػػػػػػواـ والحقػػػػػػػػػػػػب‬ ‫عيػػػػػػػػػػػػػػدي بيػػػػػػػػػػػػػػا ال تقػػػػػػػػػػػػػػر الضػػػػػػػػػػػػػػيـ شػػػػػػػػػػػػػػيمتيا‬

‫(‪)1‬ينظر(اإليماف)"مجمػ ػ ػ ػ ػػة"‪4611،‬ـ‪،‬السػ ػ ػ ػ ػػنة (‪ ، )2‬العػ ػ ػ ػ ػػدد (‪ ، )5‬ص‪ -13‬ص‪4610 ،11‬ـ‪ ،‬العػ ػ ػ ػ ػػدداف (‪ )1‬ك (‪ ، )0‬ص‪-324‬‬
‫ص‪.311‬‬
‫‪323‬‬
‫فال غرك اف نجد لمقضية الفمسطينية مساحة في المجتمع النجفي الحديث كالمعاصػر ‪ ،‬ألنيػا جػزء رئيسػي‬
‫كاساسي مف القضية العربية كاالسالمية ‪ ،‬فكانت النجؼ االشرؼ السباقة مف المدف العراقيػة إلػى تسػميط االضػكاء‬
‫عمػػى المكاقػػؼ الخاصػػة بتمػػؾ القضػػية ‪ ،‬انعكػػس ذلػػؾ جمي ػان فػػي قصػػائد شػػعراءىا ككتابػػات مثقفييػػا فػػي الصػػحؼ‬
‫المحمية التي طفحت صفحاتيا بمقاالت جميا التنبيو ككشؼ زيػؼ الحكػاـ المحسػكبيف عمػى األمػة العربيػة كاظيػار‬
‫زيؼ معاىداتيـ ككعكدىـ كالتشيير بفظائعيـ كدسائسيـ‪.‬‬
‫ككانػػت المرجعيػػة الدينيػػة المؤسسػػة الفكريػػة التػػي طالمػػا عبػػرت عػػف طريػػؽ مكاقفيػػا كفتاكاىػػا انيػػا المسػػاف‬
‫الحقيقي عف الـ األمة كمظمكميتيا كالمطالبة باعادة الحقكؽ المختصبة الصحابيا الشرعييف‪.‬‬
‫ثانياً ‪ -‬المؤتمر اإلسالمي في القدس عاـ ‪2:72‬ـ ‪:‬‬
‫عقػد فػػي القػدس عاصػػمة فمسػطيف مػػؤتم انر اسػالميان فػػي شػير رجػػب عػاـ ‪4614‬ـ‪ ،‬اليػػدؼ األكؿ مػف عقػػده‬
‫تكحيػػد المسػػمميف كجمػػع كممػػتيـ كحػػث الجميػػع عمػػى مكاجيػػة التحػػديات كالتضػػحية بػػالنفس كالمػػاؿ مػػف اجػػؿ تحريػػر‬
‫فمسطيف كعدـ السككت كاالغضاء عمى المؤامرات االستعمارية التي تحيكيا دكؿ الغرب ضدىا(‪.)4‬‬
‫طمبت رئاسة المؤتمر مػف المرجعيػة الدينيػة فػي النجػؼ االشػرؼ المشػاركة الفعالػة فػي جمسػاتو ‪ ،‬ممػا دعػا‬
‫السيد محسف الحكيـ الرد برسالة تظمنت الكثير مف النقػاط كاالرشػادات المعبػرة عػف طبيعػة المرحمػة الصػعبة التػي‬
‫يعيشػػيا العػػالـ اإلس ػػالمي ‪ ،‬األمػػر الػػذم يس ػػتدعي التحػػرؾ الفعمػػي كال ػػتخمص مػػف المػػؤتمرات الش ػػكمية التػػي تعق ػػد‬
‫لمتنفيس عف العكاطؼ دكف اف تقكـ بعمؿ لحؿ مشاكؿ األمة في مختمؼ مجاالت حياتيا(‪.)3‬‬
‫قدـ السيد الحكيـ جممػة مػف الطركحػات التػي كجػدىا نافعػة كقػادرة عمػى خدمػة المسػمميف كتحقػؽ تطمعػاتيـ‬
‫نحػػك اليػػدؼ الػػذم يرنػػكف إليػػو كالقضػػاء عمػػى مصػػائبيا الحقيقػػة التػػي تكالػػت عبػػر تاريخيػػا الطكيػػؿ ‪ ،‬حتػػى عزلػػت‬
‫مركزىػػا الػرئيس فػػي تيػػار الحضػػارة كفرضػػت ىػػذه المصػػائب عمػػى األمػػة التػػي كػػاف الكاجػػب عمييػػا اف تقػػكـ بعمميػػة‬
‫تكجيو التيار العالمي مثمما كاف دكرىا في تاريخيا الطكيؿ(‪.)2‬‬
‫كاكػػد عمػػى المػػؤتمريف بػػاف مػػف الكاجػػب عمػػى مػػف يتحسػػس بػػاالـ األمػػة كمصػػائبيا اف ال يفكػػر باالستسػػالـ‬
‫لممشػػاكؿ كالمصػػائب التػػي يكاجييػػا ‪ ،‬يعػػدىا امػػك انر حتميػػة كالتصػػرؼ ضػػمف نطاقيػػا العػػاـ ‪ ،‬فالكاجػػب الترفػػع عػػف‬
‫الكاقػػع الفاسػػد الػػذم تعيشػػو األمػػة حتػػى يتػػاح لقادتيػػا اف يفكػػركا فػػي كيفيػػة معالجػػة الكاقػػع كاصػػالحو ‪ ،‬كفضػالن عػػف‬
‫ذلػػؾ فػػاف المسػػمميف ليسػكا بحاجػػة إلػػى التعػػرؼ بقػػدر مػػا ىػػـ بحاجػػة إلػػى أسػػس اسػػالمية قكيػػة يقػػكـ عمييػػا التعػػارؼ‬
‫كمػػف تمػػؾ المنطمقػػات يعمػػؿ المسػػممكف عمػػى الكصػػكؿ إلػػى اىػػداؼ األمػػة كقكانينيػػا ليتػػاح ليػػا بعػػد ذلػػؾ اف تتعػػارؼ‬
‫عمى أساس اإلسالمي كاف أم تعارؼ بيف حككمات المسمميف ميما كاف شكمو لػف يكػكف اسػالميا مػا لػـ تكػف تمػؾ‬
‫الحككمات اسالمية بحد ذاتيا(‪.)1‬‬

‫(‪)4‬‬
‫لمتفاصيؿ عف المؤتمر ينظر ‪ :‬حيدر نزار عطية ‪ ،‬المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(االضكاء) "مجمة" ‪ ،‬السنة (‪4614 ، )3‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )5‬ص‪.314‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪ ،313‬كينظر الممحؽ رقـ (‪.)43‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬الكحدة اإلسالمية مف منظكر الثقميف ‪ ،‬ص‪.426‬‬
‫‪324‬‬
‫ثالثاً‪ -‬موقؼ النجؼ االشرؼ مف الفتنة الطائفية في باكستاف ‪:‬‬
‫شػػيدت المػػدف الباكسػػتانية فػػي حزيػراف عػػاـ ‪4612‬ـ صػػدامات طائفيػػة بػػيف السػػنة كالشػػيعة ‪ ،‬كذلػػؾ بسػػبب‬
‫تع ػػرض بع ػػض التجمع ػػات كالمن ػػاطؽ س ػػكنية ش ػػيعية إل ػػى االعت ػػداء ‪ ،‬فضػ ػالن عم ػػا حص ػػؿ أثن ػػاء االحتف ػػاؿ ب ػػذكرل‬
‫عاشػػكراء ‪ ،‬حيػػث جػػرت اعتػػداءات داميػػة عمػػى المحتفمػػيف راح ضػػحيتيا أكثػػر مػػف اربعمائػػة قتيػػؿ مػػف بيػػنيـ نسػػاء‬
‫كاطفاؿ(‪.)4‬‬
‫اخفقت السمطات الباكستانية كقكاتيا االمنية التي كانت تشارؾ المتطرفيف في مياجمة الشػيعة فػي منػاطؽ‬
‫مختمفة مف البمد ‪ ،‬مما كلد قمقا كبي ار لدل المرجعية الدينية في النجػؼ االشػرؼ مػف عػدـ جديػة تمػؾ السػمطات فػي‬
‫انياء االزمة كحماية االىالي ‪ ،‬كىك أمر رفع حالة القمػؽ عنػدما طالػب رجػاؿ الػديف الباكسػتانييف المرجعيػة الدينيػة‬
‫في النجؼ االشرؼ إلػى التػدخؿ كالتحػرؾ اليقػاؼ نزيػؼ الػدـ كمطالبػة الحككمػة الباكسػتانية باخػذ دكرىػا فػي كقػؼ‬
‫المجػػازر ‪ ،‬كىػػذا ممػػا جعػػؿ السػػيد محسػػف الحكػػيـ يرسػػؿ برقيػػة إلػػى السػػفير الباكسػػتاني فػػي بغػػداد مسػػتنك ار فييػػا‬
‫االعماؿ الكحشية التي حمت بالشيعة في باكستاف كمطالب بالكقت ذاتػو معاقبػة الجنػاة الػذيف ارتبكػكا ىػذه الجريمػة‬
‫كتقديميـ لمعدالة ‪ ،‬كتعكيض المتضرريف مف ذكم الضحايا(‪.)3‬‬
‫ردت الس ػػفارة الباكس ػػتانية بت ػػاريخ ‪ 32‬حزيػ ػراف ‪4612‬ـ عم ػػى برقي ػػة الس ػػيد محس ػػف الحك ػػيـ ‪ ،‬بأني ػػا ابمغ ػػت‬
‫حككمتيػػا بػػذلؾ االحتجػػاج كتعيػػدت عمػػى اخػػذ التػػدابير الالزمػػة بمن ػع تكرارىػػا ثانيػان كتكػػكيف لجػػاف تحقيقيػػة لمكشػػؼ‬
‫عمى الجناة كتقديميـ لمعدالة(‪.)2‬‬
‫بيد اف الحقائؽ كالكقائع خالؿ األياـ التالية بعد الحادث االجرامي اثبتػت عػدـ جديػة الحككمػة فػي معالجػة‬
‫األمكر ‪ ،‬خاصة كاف بعض قيادات االجيزة االمنية الباكسػتانية مػف حممػة الفكػر المتطػرؼ اخػذت باالعتػداء عمػى‬
‫المناطؽ االمنػة األخػرل ‪ ،‬فضػالن عمػى قياميػا باعتقػاالت عشػكائية بػيف صػفكؼ االبريػاء ‪ ،‬ممػا دفػع السػيد الحكػيـ‬
‫إلى ابراؽ برقية ثانية إلى الرئيس الباكستاني محمد ايكب خاف شجب فييا تياكف الحككمة الباكستانية في معالجة‬
‫ىذا الكضع كتكاطئ بعض القيادات االمنية ضد االبرياء ‪ ،‬كعبر الحكيـ في برقيتػو اف النجػؼ االشػرؼ كمرجعيػة‬
‫الدينية تشعر بالقمؽ العميؽ كالحزف لما قامت بيا تمؾ العناصػر الخبيثػة التػي تػدعي اإلسػالـ زك انر كىػك منيػا بػرئ‬
‫إلى يكـ الديف ‪ ،‬مطالبان مف الرئيس الباكستاني تحقيؽ العدالة في حكمة بيف الرعية كاالبتعاد عف الطائفيػة المقيتػة‬
‫كالعنصرية كالكشؼ عف الخباة كعدـ تكريط االبرياء مف الذيف قتمكا اصحابيـ كأىؿ ممتيـ(‪.)1‬‬
‫ادعا السفير الباكستاني في بغداد برسالتو إلى النجػؼ بػاف حككمتػو تتعامػؿ عمػى كفػؽ مبػدأ التسػامح التػاـ‬
‫مع كؿ االقميات المكجكدة في البمد عامة كالمسػمميف خاصػة كانيػا ال تفػرؽ بػيف احػد كانيػا مصػممة عمػى الحيمكلػة‬

‫(‪)4‬‬
‫حيدر نزار عطية ‪ ،‬المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ص‪.414‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(االضكاء) "مجمة" ‪ 45‬تشريف األكؿ ‪4612‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )1‬ص‪ -04‬ص‪.03‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الممحؽ رقـ (‪.)42‬‬
‫(‪)1‬‬
‫احمد الحسيني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.426‬‬
‫‪325‬‬
‫دكف تكػرار كقػػكع ح ػكادث فػػي المسػػتقبؿ ‪ ،‬كقػػد اتخػػذت الخط ػكات العمميػػة مػػف اجػػؿ ذلػػؾ كانيػػا تسػػير باتجػػاه اعػػداد‬
‫لجاف تاخذ عمى عاتقيا القياـ بمصالحة بيف الشيعة كالسنة في باكستاف(‪.)4‬‬
‫ابػػرؽ السػػفير الباكسػػتاني فػػي السػػنة التاليػػة مػػف االحػػداث بتػػاريخ ‪ 1‬حزيػراف ‪4611‬ـ برسػػالة لمسػػيد محسػػف‬
‫الحكيـ يخبره اف احتفاالت عاشكراء في ذكرل استشياد اإلماـ الحسػيف بػف عمػي بػف أبػي طالػب (‪ )‬جػرت بػدكف‬
‫أم احداث كفي اجكاء امنة كاف الكئاـ كالمحبة تسكد المسمميف جميع انحاء باكستاف تكحيػدان لكممتػو كاعػالء لشػأنو‬
‫كلتفكيت الفرصة اماـ اعدائو(‪.)3‬‬
‫لقد تجمى في اتكف ىذه االحداث كالتطكرات دكر النجػؼ االشػرؼ كزعامتيػا الدينيػة فػي التصػدم لممشػاكؿ‬
‫العالمية مستندة عمى عراقتيا كعمؽ تاريخييا كعطائيا العظيـ فضالن عف تاثيرىا كأثرىا عمى االخريف كيظير ذلؾ‬
‫جمي ػان مػػف خػػالؿ البرقيػػات التػػي ارسػػمت إلػػى السػػيد الحكػػيـ مػػف اعمػػى رمػػكز السػػمطات الباكسػػتانية حػػكؿ الح ػكادث‬
‫الدامية ضد ابناء الطائفة الشيعية‪.‬‬

‫رابعاً‪ -‬الموقؼ مف صراع شاه ايراف حوؿ التغيرات الدستورية االيرانية عاـ ‪2:73‬ـ‪:‬‬
‫اصػ ػػدر شػ ػػاه اي ػ ػراف محمػ ػػد رضػ ػػا بيمػ ػػكم مجمكعػ ػػة مػ ػػف الق ػ ػ اررات اليادفػ ػػة الصػ ػػالح األكضػ ػػاع السياسػ ػػية‬
‫كاالقتصادية ‪ ،‬كاالجتماعية في ايراف راغبان مػف ذلػؾ إلػى تغييػر القػكانيف خدمػة لنظامػو ‪ ،‬ككػاف أىػـ القػ اررات التػي‬
‫اصدرىا الشاه قيامو بالغاء البرلماف كاعتماد مشػركع المجػاف المحميػة ‪ ،‬المتضػمف إلغػاء شػرط القسػـ بػالقركف الكػريـ‬
‫لممنتخبػػيف ‪ ،‬كاحػػالؿ كممػػة الكتػػاب السػػماكم كبيػػدالن عنػػو ‪ ،‬فض ػالن عػػف ذلػػؾ الغػػاءه شػػرط اإلسػػالـ مػػف النػػاخبيف‬
‫كالمنتخبيف(‪.)2‬‬
‫ىدؼ شاه ايراف مف تمؾ التغيرات إيجاد قكانيف عممانيػة ‪ ،‬ممػا كثػار المؤسسػة الدينيػة الشػيعية سػكاء داخػؿ‬
‫ايراف أك في العراؽ ‪ ،‬التي كجػدت عممػو منافيػان لمشػريعة اإلسػالمية ‪ ،‬كسػمب اليكيػة اإلسػالمية التػي تعػد سػمة مػف‬
‫سمات الشعب االيراني كتراثو كتاريخيو الطكيؿ ‪ ،‬مما دفع السػيد ركح اهلل المكسػكم الخمينػي الشػعب االي ارنػي إلػى‬
‫التحرؾ الكاسع لمكاجية ىذا الخطر الذم ييػدد اإلسػالـ فػي ايػراف كمطالبػة الحككمػة إلغػاء ىػذه البنػكد ألنيػا تخػدـ‬
‫الدكؿ الكبرل كاعداء الديف حسب تعبيره(‪.)1‬‬
‫ازدادت االحتجاجػػات التػػي قادىػػا رجػػاؿ الػػديف داخػػؿ الشػػارع االي ارنػػي ‪ ،‬ممػػا دفػػع الشػػاه إلػػى اعػػالف بيػػاف‬
‫يكضح نيتو تنظيـ استفتاء شػعبي حػكؿ االصػالحات التػي اعمنيػا ‪ ،‬كاخػذ رأم شػعبو ‪ ،‬ممػا كجػد عممػاء الػديف فػي‬

‫(‪)4‬‬
‫(االضكاء) "مجمة" ‪ 45‬تشريف الثاني ‪4612‬ـ‪ ،‬العدد (‪ ، )1‬ص‪.04‬‬
‫(‪)3‬‬
‫إبراىيـ عدناف السراج ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.341‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محسف العراقي ‪ ،‬الصحكة اإلسالمية المعاصرة ‪ ،‬بحيث ضمت النجػؼ االشػرؼ اسػيامات فػي الحضػارة اإلنسػانية ‪ ،‬ح‪ ،4‬ص‬
‫‪ -256‬ص‪.211‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حيدر نزار عطية ‪ ،‬المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪326‬‬
‫ايػراف تمػػؾ الخطػػكة منػػاكرة سياسػػة لتمريػػر خطتػػو المشػػبكىة – حسػػب تعبيػػرىـ‪ -‬كتمريػػر مشػػركعو الػػذم أطمػػؽ عميػػو‬
‫"الثكرة البيضاء" (‪ ،)4‬كالتي اعتبركىا عمػالن منافيػان لمدسػتكر االي ارنػي كالتعػاليـ اإلسػالمية ‪ ،‬فطالػب الشػعب االي ارنػي‬
‫بالقيػػاـ بمظػػاىرات اسػػتمرت ثػػالث ايػػاـ دفعػػت السػػمطات إلػػى اصػػدار بيػػاف بمنػػع االحتجاجػػات كالتجمعػػات كجميػػع‬
‫حركػػات االحتجػػاج ‪ ،‬محػػذرة فػػي الكقػػت نفسػػو بانيػػا سػػتتخذ اج ػراءات صػػارمة ضػػد المخػػالفيف ‪ ،‬كعمػػى اثػػر تمػػؾ‬
‫التعميمػػات اتخػػذت السػػمطات االمنيػػة االيرانيػػة اج ػراءات امنيػػة حػػكؿ بيػػكت الم ارجػػع الكبػػار كنشػػر تمػػؾ الق ػكات فػػي‬
‫الشكارع االيرانية (‪.)3‬‬
‫أثػػارت تص ػرفات السػػمطات االيرانيػػة الداعيػػة إلػػى ضػػرب التيػػار اإلسػػالمي كمحاكلتيػػا تحجػػيـ دكر العممػػاء‬
‫عدت ذلؾ تجاك انز ال يمكف السككت عميػو ‪ ،‬فاصػدرت‬ ‫كاعتقاليـ حفيظة المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ التي ل‬
‫الييئػة العمميػػة فػي المدينػػة (‪ ،)2‬بيانػان ادانػػت تمػؾ التصػرفات ‪ ،‬كاصػفة مػػا يجػرم فػػي الػداخؿ االي ارنػػي مػف االحػػداث‬
‫بانيػػا حػػرب عمػػى اإلسػػالـ ممػػثالن بعممائػػو كالشػعب االي ارنػػي كاف سػػببيا األكؿ ىػػك االسػػتعمار اليػػادؼ إلػػى السػػيطرة‬
‫كالتكسع كاذالؿ الديف(‪.)1‬‬
‫كاكػػد بيػػاف الرابطػػة عمػػى اف ىػػدؼ لتمػػؾ التغي ػرات الدسػػتكرية ىػػك فصػػؿ الشػػعب عػػف القاعػػدة الفكريػػة التػػي‬
‫تضعؼ مف قكتو عمى يد الحكاـ العمالء الذيف شعركا بضركرة التغييػر كلػك اسػميا لمحفػاظ عمػى م اركػزىـ كبالتػالي‬
‫يػػؤدم ذلػػؾ إلػػى تقكيػػة النفػػكذ االجنبػػي ضػػد االي ػرانيف الػػذيف كجػػدكا فػػي اإلسػػالـ كاحكامػػو الحػػؿ كالعػػالج لممشػػاكؿ‬
‫االجتماعية(‪.)5‬‬
‫بيف السيد أبك القاسـ الخكئي مكقفو مف ذلؾ االسػتفتاء الػذم حاكلػت السػمطات اجػراؤه ‪ ،‬بػالقكؿ اف مجمػؿ‬
‫االج ػراءات الجاريػػة فػػي اي ػراف تعػػد خارجػػة عػػف اإلسػػالـ كتعاليمػػو ‪ ،‬كاكػػد انيػػا بنيػػت ضػػد المصػػالح العامػػة لمنػػاس‬
‫كخداعيـ لتمرير مخططات مريبة الشغاؿ الناس عف المشاكؿ االجتماعية كاالقتصادية المتدىكرة في البالد(‪.)1‬‬
‫(‪)4‬‬
‫المتاف تيدفاف إلى‬ ‫كارجع الخكئي االحداث الجارية عمى الساحة االيرانية إلى تدخؿ الصييكنية كالبيائية‬
‫إلػػى خمػػؽ الفكضػػى كالبمبمػػة كاالنحػػالؿ لمسػػيطرة عمػػى الػػبالد كالحككمػػة كجعميمػػا منػػاطؽ نفػػكذ ليػػا لمحصػػكؿ عمػػى‬
‫التكسع كالييمنة في العالمي العربي كاالسالمي (‪.)3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫لمتفاصيؿ عف الثكرة البيضاء ينظر ‪ :‬خميؿ عمي مراد كاخر ‪ ،‬ايراف كتركياا دراسة في التػاريخ الحػديث كالمعاصػر ‪( ،‬المكصػؿ ‪:‬‬
‫دار الكتب لمطباعة كالنشر ‪4663 ،‬ـ) ‪ ،‬ص‪.400‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ىاشـ الحسيني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ىي رابطة مف طالب العمكـ الدينية ‪ ،‬كرجاؿ الديف مف المراتب االقؿ مف المجتيديف‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(االضكاء) "مجمة" ‪4613 ،‬ـ ‪ ،‬العدداف (‪ )1‬ك(‪ ، )0‬ص‪.315‬‬
‫(‪)5‬‬
‫المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الييئػػة العمميػػة فػػي النجػػؼ االشػػرؼ ‪ ،‬تص ػريحات خطي ػرة لإلمػػاـ الخػػكئي حػػكؿ التغمغػػؿ الييػػكدم فػػي اي ػراف ‪( ،‬النجػػؼ ‪ :‬مطبعػػة‬
‫االداب ‪ ،‬د‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪327‬‬
‫ام ػػا مكقف ػػو م ػػف مس ػػألة االقام ػػة الجبري ػػة الت ػػي فرض ػػتيا الحككم ػػة االيراني ػػة عم ػػى رج ػػاؿ ال ػػديف ‪ ،‬ب ػػيف ع ػػف‬
‫الحصانة الدينية التي تمتع بيا تمػؾ الطبقػة ‪ ،‬مؤكػدان عػدـ اسػتطاعة أم احػد النيػؿ مػف قدسػيتيا ‪ ،‬كذكػر بالدسػتكر‬
‫االساسي االيراني الذم يكفر الحماية الكاممة ليـ(‪.)2‬‬
‫تصدت مرجعية النجؼ االشرؼ لالحداث الدمكية التي جرت في مديف قـ المقدسػة االيرانيػة فػي منتصػؼ‬
‫عػاـ ‪4613‬ـ‪ ،‬كحػذر رجػاؿ الػديف شػاه ايػراف مػف المضػي فػي سػفؾ دمػاء المػدنييف ‪ ،‬منبيػيف إلػى إمكانيػة إمكانيػػة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫اعالف الجياد في حالة استم ارره بتمؾ السياسات‬

‫كفي نفس السياؽ ارسػؿ السػيد محمػكد الشػاىركدم برقيػة بيػذا الخصػكص عبػر فييػا عػف المػو الشػديد لمػا‬
‫(‪)5‬‬
‫‪.‬‬ ‫تعرض لو العمماء في مدينة قـ التي جرحت قمكب عمماء الديف في النجؼ االشرؼ‬
‫دفعت البرقيات كاالجتماعات مف قبؿ المرجعيػة الدينيػة شػاه ايػراف عمػى الت ارجػع عػف بعػض مكاقفػو كقػرر‬
‫ارساؿ سفيره في بغداد لمقاء العمماء الكبار في النجؼ عاـ ‪4613‬ـ‪ ،‬ككاف لقاؤه بالسيد محسف الحكيـ الذم اخبره‬
‫رغبػػة الحككمػػة االيرانيػػة إلػػى السػػتماع الػػى افكػػار المرجعيػػة الدينيػػة فػػي النجػػؼ االشػػرؼ كالنػػزكؿ عنػػد مطالبيػػا‬
‫كارشاداتيا(‪.)1‬‬
‫اكد السيد محسف الحكيـ لمسفير االيراني اف الحككمة االيرانية ارتكبػت اخطػاء كبيػرة سػببت سػخط الشػعب‬
‫كزاد غضبو لمتصػريحات غيػر المنطقيػة لممسػؤكليف فػي ايػراف ‪ ،‬كالتػي اتصػفت بالسػب كالشػتـ كالقػذؼ ضػد عممػاء‬
‫الػػديف الميتمػػيف بمصػػالح الشػػعب ‪ ،‬كحػػذر الحكػػيـ السػػفير مػػف انييػػار النظػػاـ الممكػػي فػػي بػػالده فػػي حػػاؿ اسػػتمرار‬
‫االكضػػاع المتػػدىكرة ‪ ،‬كطالػػب بضػػركرة إج ػراء اصػػالحات ترتقػػي إلػػى طمػػكح الجمػػاىير كفػػؽ المعػػايير اإلسػػالمية‬
‫كتقديـ االعتذار الى العمماء االعالـ عما اصابيـ ‪ ،‬كصدكر تصريح رسمي مف قبؿ الحككمة االيرانية يمزـ احتراـ‬
‫الشػػعب االي ارنػػي كحفػػظ حريتػػو كحقكقػػو كبالفعػػؿ ‪ ،‬فػػأف الحككمػػة االيرانيػػة قامػػت بتنفيػػذ ىػػذه المطمػػب مػػف اجػػؿ حػػؿ‬
‫النزاع الحاصؿ في ايراف ‪ ،‬إال انيا عادت مرة في عاـ ‪4611‬ـ كدخمت في صراع جديد مػع عممػاء الػديف كزجػت‬
‫بكثير منيـ في السجكف(‪.)1‬‬

‫(‪)4‬‬
‫البيائية ‪ :‬احد الفرؽ المنحرفة المنشقة عف الحركة البابية التي اسسيا المير از عمي محمد رضا الشيرازم في ايراف سنة ‪4011‬ـ‪،‬‬
‫ليا افكار كمعتقدات خاصة بيا ‪ ،‬لمتفاصيؿ ينظر عمي عبد المطمب المدني ‪ ،‬مكقؼ المرجعية الدينية فػي النجػؼ االشػرؼ مػف‬
‫الفرؽ الدينية اليدامة ‪ ،‬ص‪ – 441‬ص‪. 446‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الييئة العممية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المصدر نفسو ‪.36 ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ىاشـ الحسيني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫(‪)5‬‬
‫احمد الحسيني اإلماـ الشاىركدم ‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ىاشـ الحسيني ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حيدر نزار عطية ‪ ،‬المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪321‬‬
‫كيستنتج الباحث مما تقدـ ‪ ،‬اف العمؽ التاريخي لمدينة النجؼ االشرؼ الذم يمتد إلى أكثر مف ألؼ عاـ‬
‫ىك ما اعطاىا الكثير مف مصادر القكة كالمراس عمى الفعؿ كاالستجابة لالكضاع العامة كالتقمبات السياسية التػي‬
‫تحصؿ في العالـ العربػي كاالسػالمي ‪ ،‬كذلػؾ كػاف دلػيالن عمػى اف النجػؼ كاىميػا كمرجعيتيػا الدينيػة العميػا لػـ تكػف‬
‫بعيدة كمنفصمة عف الكاقع العالمي ‪ ،‬بؿ ىي متصمة فيو مف خالؿ التكاصؿ المباشر مع الجميكر بكؿ فئاتو كليا‬
‫المكاقؼ المؤثرة المشيكرة كما مر بنا أنفان ‪.‬‬

‫الخػػاتمة واالستنتاجػات‬
‫بعد دراسة الحياة الفكرية في النجؼ االشرؼ ‪4610 – 4650‬ـ ‪ ،‬تكصؿ الباحث الى مجمكعة مف‬
‫االستنتاجات ىي ‪:‬‬
‫‪ -‬يبدك كاضحان مما تقدـ كمف خالؿ استعراض فصكؿ األطركحة ‪ ،‬إف تشرؼ النجؼ االشرؼ بمثكل األماـ‬

‫عمي ابف ابي طالب (‪ )‬اكسبيا عمقان تاريخيان كحضاريان كقدسيان جعميا ابرز المدف العراقية التي ادت نشاطان‬
‫كبي انر في حقبة زمنية ميمة مف تاريخنا الفكرم ( ‪4610 -4650‬ـ ) ‪ ،‬امتد أثره إلى معظـ بقاع العالـ ‪.‬‬
‫كلد حرمة فكرية ‪ ،‬تمتاز مف غيرىا مف الحركات الفكرية في المدف‬
‫تعززت بكجكد الدراسة اإلسالمية فييا ‪ ،‬مما ه‬
‫اثره داخميان كدكليان ‪.‬‬
‫كاألقاليـ األخرل ‪ ،‬اظير كالريب مكقعيا الفكرم المميز في تمؾ الحقبة ك ُ‬
‫‪ -‬شيدت النجؼ االشرؼ تطكرات اجتماعية كاقتصادية منذ منتصؼ القرف العشريف ‪ ،‬اذ نمت الصناعة‬
‫كازدادت الزراعة ‪ ،‬كانتعشت حركة التجارة كالتبادؿ النقدم ‪ ،‬كالعمؿ المصرفي كتطكرات أكضاع السكاف‬
‫الصحية كالمعيشية عما سبؽ ‪ ،‬عكامؿ مجتمعة أدت إلى الحاجة الممحة كالضركرية إلى فتح معاىد أكاديمية‬
‫لرفد تمؾ المؤسسات بالككادر الكظيفة إلدارتيا كتسير أمكرىا مما ظير ذلؾ ايجابيان عمى الجكانب المعرفية‬
‫لممدينة كابنائيا ‪.‬‬

‫‪ -‬عممت بعض الدكؿ العربية عمى التفاعؿ كالتكاصؿ الحضارم مع النجؼ كمثمت بالد الشاـ كايراف مثالن‬
‫مرك انز لمنيضة اإلصالحية العربية كاإلسالمية عززت الكعي الثقافي داخؿ المدينة مف خالؿ حركة السفر‬

‫‪325‬‬
‫كالتنقؿ ‪ ،‬كالزيارات الدينية ‪ ،‬حيث تبادلت ىذه الحكاضر الكثير مف اإلبداعات الفكرية كاالنجازات الحضارية‬
‫التي انعكست عمى مجمؿ الحياة الفكرية في العراؽ كالسيما النجؼ االشرؼ ‪.‬‬
‫كعززت تمؾ المراكز مف خالؿ صحافتيا كطباعتيا ‪ ،‬ككتابات مثقفييا ‪ ،‬كانجازات ركادىا في مختمؼ فركع‬
‫الثقافة ‪ ،‬أكاصر زادت مف النمك الفكر اإلصالحي كج أرة في الطرح الذم شمؿ قضايا تخص مصير األمة مف‬
‫خالؿ أفكار كأساليب لتحقيؽ أىدافيا في الكحدة كنبذ الخالفات ‪.‬‬
‫‪ -‬عرفت النجؼ االشرؼ باالنفتاح الفكرم عمى جميع المذاىب كالثقافات عمى نحك عممي كأسس عممية‬
‫كحس عميؽ بضركرة الكحدة االسالمية ‪ ،‬ككاف ذلؾ نتيجة امتالكيا ارثان فكريان غنيان في االصالح التقريبي‬
‫كضعو مفكرم االصالح مف الشيعة فييا ‪ ،‬كدعموُ العديد مف كبار المراجع كاالساتذة في الحكزة العممية ‪.‬‬
‫‪ -‬مثمت المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ الزعامة الركحية المطمقة لعمكـ الشيعة في العالـ كاتصفت‬
‫بخصائص كسمات ميزتيا مف غيرىا مف المؤسسات الدينية ‪ ،‬فكانت تعد امتدادان لخط االمامة الذم اكسبيا‬
‫احترامان كبي انر كصؿ إلى حد التقديس كعزز اثرىا في قيادة الجماىير المسممة ‪ ،‬كقد تمتعت باستقاللية كاممة في‬
‫الشؤكف المادية كاإلدارية ‪.‬‬
‫‪ -‬استطاعت مؤسسة النجؼ مف إدخاؿ المناىج كالمفردات الجديدة لمتدريس الحكزكم ‪ ،‬حتى يتسنى ليا تخريج‬
‫عدد كب ير مف المجتيديف كالعمماء كالخطباء كالمصنفيف ‪ ،‬كالمكلفيف ‪ ،‬كتـ ذلؾ بعد دراسة معمقة كجيد‬
‫متكاصؿ ‪ ،‬تكفرت داخؿ المدينة المقدسة عبر عممائيا كمدارسيا الدينية فكانت نتيجة كاضحة في رصؼ‬
‫المؤلفات كالمصنفات التي احتكت عمى أفكار كأطركحات جديدة لـ تكف قد طرحت في أم زمف مضى ‪،‬‬
‫باالظافة إلى الدكاكييف الشعرية التي صدرت في تمؾ المدة ‪ ،‬فضالن عف عدد كبير مف الشعراء كالمثقفيف‬
‫كاصحاب الفضيمة‪.‬‬
‫‪ -‬تميز الطالب كأساتذتيـ في الحكزة العممية في النجؼ بااللتزاـ باسس ركحية كأخالقية كعممية ‪ .‬فكاف‬
‫الطالب كأستاذه يتحرؾ بكازع ركحي ذاتي ‪ ،‬دكف الرجكع إلى أجيزة رقابية ‪ ،‬كانما يستند إلى أسس ركحية عميا‬
‫دكف االلتفات إلى الجكانب المادية ‪ ،‬اليدؼ االكؿ منو الكصكؿ إلى تككيف الشخصية القكية الممتزمة بمبدأ‬
‫اإلسالـ ‪ ،‬المدعكمة بالمنيجية الرصينة ‪.‬‬
‫‪ -‬اما عمى صعيد التطكر الفكرم لتطكير المرجعية الدينية ‪ ،‬فاف فترة البحث ‪ 4610 -4650‬ـ ‪ ،‬شيدت‬
‫طركحات فكرية عمى الساحة النجفية مثمت محاكالت جديدة في تحديث الفكر المرجعي ‪ ،‬كىي اقؿ مايقاؿ عنيا‬
‫انيا جديدة في بابيا جريئو في اقتحاـ أسكار المؤسسة الدينية ‪ ،‬قد النغالي اذا ماقمنا انيا لـ تطرح منذ اف اسس‬
‫شيخ الطائفة فييا اكؿ حمقة حكزكية ‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫‪ -‬اعتبر التعمـ بمختمؼ انكاعو ( العاـ ‪ ،‬الديني ‪ ،‬االىمي ) سمو بارزةن لمدينة النجؼ كاالشرؼ‪ ،‬خالؿ مدة‬
‫البحث ‪ ،‬فنرل ارتفاع عدد الطالب في المدارس الرسمية كانييار جدار المحافظة الذم طالما عرفت بو االسر‬
‫النجفية مف ارساؿ ابنائيا الى تمؾ المدارس كالتي اثبتتيا االرقاـ المثبتة في السجالت العامة المخزكنة في دار‬
‫الكتب كالكثائؽ ككما اظيرىا الباحث في ثنايا البحث ‪.‬‬
‫‪ -‬نجحت الصحافة النجفية كبجزء حيكم كبير بتحقيؽ أىدافيا كرسالتيا الخاصة المتمثمة تنكير النشئ الجديد‬
‫كقرائيا مف معاصرييا بمكنكنات كؿ جديد كحديث باإلضافة الى الدفاع عف العقيدة اإلسالمية كعرضيا يتناسب‬
‫مع العصر مف خالؿ معالجتيا المختمفة في القضايا الدينية كالسياسية كحتى األدبية اذ كانت صفحاتيا منب انر‬
‫ادبيان دافقان سجؿ فييا أدباء النجؼ االشرؼ مف الشعراء كغيرىـ اكالن كأدباء العراؽ ثانيان العديد مف القصائد‬
‫لمختمؼ أىدافيا كتنكعات مضامينيا ‪.‬‬
‫‪ -‬أسيمت المطابع في المدينة عمى نحك فعاؿ في دعـ الحياة الفكرية كالنشاط الثقافي في النجؼ االشرؼ‬
‫كخارجو كأدل التنافس بيف أصحابيا إلى تطكرىا حتى استطاعت منافسو كبار المدف العراقية كبغداد كالمكصؿ‬

‫كالبصرة مما اظير ايجابان عمى الطباعة فطبع فييا الكثير مف الكتب كالصحؼ كالمجالت مما احدث تقدمان‬
‫كبي انر في مجالي التأليؼ كالنشر كدؿ عمى ازدىار الحياة الفكرية فييا ‪.‬‬
‫‪ -‬لعبت المكتبات دك انر ميمان في دعـ الكاقع الفكرم كاتضح ذلؾ جميان في مكتبة األماـ الحكيـ العامة التي‬
‫اتخذت نمكذجان لمدراسة كالتي أضحت بمثابة مؤسسة تعميمية جامعة لمحبي العمـ كالتعمـ ‪ ،‬باإلضافة إلى كسب‬
‫الشباب المسمـ كالحفاظ عميو بكاسطة المؤلفات كالكتب التي تحكييا مف الغزك العقائدم كالثقافي المعادم‬
‫لإلسالـ كتعاليمو داخؿ العراؽ كخارجو ‪.‬‬
‫‪ -‬أسيمت الجمعيات الثقافية كاألدبية في دعـ الحياة الفكرية في النجؼ االشرؼ لما تحكيو مف منتسبيف مف‬
‫خيرة المثقفيف مف ابنائيا كلككنيا تسير كفؽ إرشادات المرجعية الدينية مما انعكس ذلؾ في عرضيا االصالحي‬
‫كتأسيس المكتمرات الثقافية كاإلسالمية السنكية اليادفة إلى اإلصالح كالتجديد ‪.‬‬
‫‪ -‬امتمكت النجؼ االشرؼ أىمية سياسية ‪ ،‬تمثمت في مركزيتيا التي تعززت بكجكد المراجع كعمماء الديف ‪،‬‬
‫مما كسبيا أىمية في أدارة الصراعات السياسية فالرجكع الى الزعامات الدينية العميا مكنيا مف امتالؾ رؤية‬
‫فكرية سياسية مستقبمية ‪.‬‬
‫‪ -‬تكاصؿ البحث الفقيي السياسي بكتائر متسارعة مف التطكر ‪ ،‬فرزت نظرية كالية الفقيو مجددان عمى التراب‬
‫النجفي عند كصكؿ االماـ الخميني الى النجؼ االشرؼ عاـ ‪ 4615‬ـ ‪ ،‬حيث طرح الكؿ مرة شرعية الدكلة‬

‫‪331‬‬
‫القائمة في عصر الغيبة كالذم أطمؽ عميو " والية الفقية العامة " بالمقابؿ بركز الطرح الفكرم المقابؿ " كالية‬
‫الفقيو المقيدة " اشتقاقات اشتدت عمى التراث الفقيي الشيعي كعمى الفكر السياسي الحديث ‪.‬‬
‫‪ -‬شيدت النجؼ االشرؼ في مرحمة البحث ‪ ،‬زيادة الصراع السياسي بيف الشيكعييف كاالسالميف كالقكميف‬

‫كاثبت الكقائع المتقدمة اف ذلؾ الصراع اجتاح المجتمع في المدينة بكافة فئاتو كطبقاتة مما احدث انقسامان حادان‬
‫كعنيفان داخؿ الساحة النجفية ‪.‬‬
‫‪ -‬برز نشاط المرجعية الدينية في أتكف اإلحداث كالتطكرات الداخمية كالخارجية ‪ ،‬تمؾ المؤسسة التي عرفت‬
‫بعراقتيا كعمؽ تاريخيا النضالي كعطائيا العظيـ ‪ ،‬التي عبرت عف نفسيا مف خالؿ المكاقؼ السياسية داخؿ‬
‫العراؽ كخارجو ‪.‬‬
‫‪ -‬كجدت التفاعالت السياسية اصداءىا في ميداف األدب النجفي ‪ ،‬شع انر كنث انر ‪ ،‬األمر الذم ظير مرحمة‬
‫األدب السياسي في العراؽ بصكرة عامة كالنجؼ بصكرة خاصة ‪ ،‬كالسيما كىي المدينة العربية التي أنجبت‬
‫فحكالن في ميداف الشعر العربي المعاصر ‪ ،‬ككاف لشعرىـ أعظـ األثر في أثارة العزائـ كتكجيو الرأم العاـ‪.‬‬
‫كىكذا فاف النجؼ االشرؼ تعد إحدل الحكاضر العربية كاإلسالمية في المشرؽ التي تفاعمت فييا حركة‬
‫الثقافة كالفكر ‪ ،‬كأسيمت في نمك الحركة الفكرية العربية كاإلسالمية ككضعت أسس التيارات الفكرية كرسمت‬
‫أطياؼ مف اإلبداعات األدبية كالفكرية ‪.‬‬
‫كالغرك اف نجد الشعراء كاألدباء قد نظمك قصائدىـ اعتزاز كحبان بتراثيا كايماننان ببركة قبة أمير المؤمنيف‬
‫) فيقكؿ الشاعر عبد المنعـ الفرطكسي اعت از انز بذلؾ التراث ‪:‬‬ ‫عمي (‪‬‬
‫يوصى وياتربة تحيا بما خصبا‬ ‫مدينة النجػؼ الغػراء ياافقاً‬
‫فذاً وشيخػاً عمى اسفاره حػدبا‬ ‫كـ احتضنت وكـ خرجت نابغة‬
‫تقري العقوؿ وتروييا بمػا عذبا‬ ‫فأنػت مدرسػة لمعمػـ جامعة‬
‫كالننسى قكؿ الشاعر العراقي مصطفى جماؿ الديف ‪ ،‬حكؿ فضؿ القبة كبركتيا الشريفة السامية عمى مر‬
‫العصكر قائالن ‪:‬‬
‫مجداً عمى ىاـ السنيف مديدا‬ ‫ياقبة الكرار حسبؾ في الدنػى‬
‫طيبو المحمودا‬
‫ُ‬ ‫وحوى ترابؾ‬ ‫ضـ جنباؾ االماـ المرتضى‬
‫اف ّ‬

‫‪332‬‬
333
‫الممحؽ(‪)2‬‬
‫ترجمة السيد اسماعيؿ عمي الصدر بقمـ شقيقو محمد باقر الصدر ( قدس سرىة )‬

‫‪334‬‬
‫الممحؽ رقـ (‪) 3‬‬

‫‪335‬‬
‫النظاـ الداخمي لجمعية الصدوؽ الخيري االسالمي‬

‫المحمؽ رقـ (‪) 4‬‬


‫فتوى الشيخ محمد شمتوت الداعية الى االعتراؼ بالمذىب الشيعي ( الجعفري ) بشكؿ رسمي‬
‫‪336‬‬
‫وجواز االخذ عنو باالحكاـ الشرعية‬

‫الممحؽ رقـ (‪) 5‬‬


‫فتوى السيد محسف الحكيـ حوؿ الكتابي‬
‫‪337‬‬
‫الممحؽ رقـ (‪) 6‬‬
‫فتوى السيد محسف الحكيـ حوؿ تأييد جماعة العمماء في النجؼ االشرؼ‬

‫‪331‬‬
‫الممحؽ رقـ (‪) 7‬‬
‫دعوة السيد محسف الحكيـ لدعـ مجمة االضواء‬
‫‪335‬‬
‫الممحؽ رقـ (‪) 8‬‬
‫نص فتوى السيد محسف الحكيـ بتحريـ االنتماء إلى الحزب الشيوعي‬

‫‪341‬‬
‫الممحؽ رقـ ( ‪) 9‬‬
‫فتوى السيد ميدي الشيرازي حوؿ الشيوعية‬

‫‪341‬‬
‫الممحؽ رقـ ( ‪) :‬‬
‫فتوى السيد ابو القاسـ الخوئي حوؿ تحريـ االنتماء لمشيوعية‬

‫‪342‬‬
‫الممحؽ رقـ ( ‪) 21‬‬
‫فتوى تحريـ الشيوعية لمشيخ مرتضى اؿ ياسيف‬

‫‪343‬‬
‫الممحؽ رقـ (‪)22‬‬
‫فتوى الشيخ عبد الكريـ الجزائري حوؿ االنتماء لمتيار الشيوعي‬
‫‪344‬‬
‫الممحؽ رقـ (‪)23‬‬
‫نص رسالة السيد محسف الحكيـ الى المؤتمر االسالمي‬

‫‪345‬‬
‫الممحؽ رقـ (‪) 24‬‬
‫نص جواب سماحة السيد الحكيـ حوؿ حوادث التي وقعت في باكستاف‬

‫‪346‬‬
‫تابع الى الممحؽ رقـ (‪) 24‬‬

‫‪347‬‬
‫الممحؽ رقـ (‪) 25‬‬
‫المدارس الثانوية الرسمية واالىمية واالجنبية الدراسية ‪2:74 -2:73‬‬

‫‪341‬‬
‫الممحؽ رقـ (‪) 26‬‬
‫عدد مكتبات المدارس الرسمية موزعة حسب الوحداتاالدارية لمسنة الدراسية ‪2:76 – 2:75‬‬

‫‪345‬‬
‫الممحؽ رقـ ( ‪) 27‬‬

‫‪351‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أىـ مطبوعات مطبعة النعماف‬
‫سنة الطبع‬ ‫اسـ الكتاب‬ ‫المؤلؼ‬ ‫ت‬

‫‪4615‬‬ ‫االدب لمحياة‬ ‫ابف الطؼ‬ ‫‪2‬‬

‫‪4611‬‬ ‫حؿ االلغاز في النحك‬ ‫ابف ىشاـ االنصارم‬ ‫‪3‬‬

‫‪4612‬‬ ‫تصريحات خطيرة‬ ‫ابك القاسـ الخكئي‬ ‫‪4‬‬

‫‪4613‬‬ ‫مناسؾ الحج‬ ‫ابك القاسـ الخكئي‬ ‫‪5‬‬

‫‪4611‬‬ ‫المختصر النافع‬ ‫ابك القاسـ نجـ الديف الحمي‬ ‫‪6‬‬

‫‪4611‬‬ ‫تحقيؽ االماني لطالؿ االمالي‬ ‫ابك ىشاـ تعـ جرجيس ز ارزني‬ ‫‪7‬‬

‫‪4615‬‬ ‫سر العالميف‬ ‫ابي حامد الغزالي‬ ‫‪8‬‬

‫‪4612‬‬ ‫قالئد الدرر في بياف ايات االحكاـ‬ ‫احمد اسماعيؿ الجزائرم‬ ‫‪9‬‬

‫باالثر‬
‫‪4615‬‬ ‫منتخب خاتـ الرسائؿ باحسف‬ ‫احمد المتسبط المكسكم‬ ‫‪:‬‬

‫الكسائؿ‬
‫‪4611‬‬ ‫كفكرة اسالمي حج‬ ‫احمد المطيرم السادجي‬ ‫‪21‬‬

‫‪4613‬‬ ‫متف االجركمية‬ ‫احمد حبيب العاممي‬ ‫‪22‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مع ايميا ابك ماضي في طالسمو‬ ‫احمد عبد الحميد السماكم‬ ‫‪23‬‬

‫‪4615‬‬ ‫ذكرل ميالد الرسكؿ‬ ‫احياء الذكريات االسالمية‬ ‫‪24‬‬

‫‪4611‬‬ ‫التقكيـ العربي‬ ‫استخراج حبيب اهلل النجكمي‬ ‫‪25‬‬

‫‪4615‬‬ ‫خطبة البياف‬ ‫االماـ امير المؤمنيف ‪‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪2:76‬‬ ‫بطكلة المراة المسممة‬ ‫امنة الصدر‬ ‫‪27‬‬

‫‪4650‬‬ ‫التصديقة‬ ‫بعض عمماء القطيؼ‬ ‫‪28‬‬

‫‪4615‬‬ ‫التقكيـ العربي‬ ‫تعريب بعض الفضالء‬ ‫‪29‬‬

‫‪4611‬‬ ‫سمكة الشباب‬ ‫جابر عبد الرضا الشكرجي‬ ‫‪2:‬‬

‫‪4615‬‬ ‫صكمكا تصحكا‬ ‫جعفر شير‬ ‫‪31‬‬

‫‪4611‬‬ ‫كسيمة الداريف الكبرل‬ ‫جمع كتنظيـ السيد محمد حسيف‬ ‫‪32‬‬

‫الطالقاني‬

‫(‪ )4‬استخدمت الحركؼ األبجدية خالؿ تسمسؿ األسماء في جداكؿ مطبكعات المطابع ‪ ،‬ككانت الغاية في اختيار ىذه النماذج مف المؤلفيف‬
‫كمطبكعاتيـ إلعطاء صكرة كاضحة عف طبيعة التكجو الفكرم ‪ ،‬فضالن عف أظيار الطباعة كالنشر كابراز نشاطيا خالؿ مدة البحث كالتي‬
‫تككف عادة نتيجة الزدىار الحياة الفكرية ‪.‬‬

‫‪351‬‬
‫‪4656‬‬ ‫‪ 41‬تمكز في الرابطة األدبية‬ ‫جمعية الرابطة األدبية‬ ‫‪33‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الجزائره المجاىده‬ ‫جمعية الرابطة االدبية في النجؼ‬ ‫‪34‬‬

‫‪4615‬‬ ‫أشعة مف حياة الصادؽ ‪‬‬ ‫جكاد شبر‬ ‫‪35‬‬

‫‪4611‬‬ ‫نداء الى اعالـ الفكر‬ ‫جكاد شبر‬ ‫‪36‬‬

‫‪4611‬‬ ‫النقد النزيو لرسالة التنزيو‬ ‫حاتـ الكعبي‬ ‫‪37‬‬

‫‪4650‬‬ ‫ديكاف‬ ‫الحاج زائر‬ ‫‪38‬‬

‫‪4611‬‬ ‫فرائد السمطيف في فضائؿ‬ ‫الحافظ الحمكيني السشافعي‬ ‫‪39‬‬

‫المرتضى كالبتكؿ كالسبطيف‬


‫‪4611‬‬ ‫المسافر كفيركزة البحار‬ ‫حجر ميدم‬ ‫‪3:‬‬

‫‪4613‬‬ ‫منية االديب كبغية االديب‬ ‫حسيف البالدم البحراني‬ ‫‪41‬‬

‫‪4613‬‬ ‫المرأة الناظرة لمنازؿ االخرة‬ ‫حسيف اليمداني‬ ‫‪42‬‬

‫‪4614‬‬ ‫االسالـ كشبيات االستعمار‬ ‫حسيف اليزدم‬ ‫‪43‬‬

‫‪4614‬‬ ‫انكار اليداية‬ ‫حسيف اليزدم الكشنكبي‬ ‫‪44‬‬

‫‪4611‬‬ ‫محراث الكالـ‬ ‫حسيف عبكد قساـ‬ ‫‪45‬‬

‫‪4612‬‬ ‫منياج الزائر‬ ‫الحسيني‬ ‫‪46‬‬

‫‪4613‬‬ ‫تاريخ االسر الخاقانية‬ ‫حمدم الشرقي‬ ‫‪47‬‬

‫‪4611‬‬ ‫كمكـ راع‬ ‫حميد الخفاجي‬ ‫‪48‬‬

‫‪4612‬‬ ‫االدب العربي‬ ‫حميد المطبعي‬ ‫‪49‬‬

‫‪4614‬‬ ‫اخي المثقؼ‬ ‫حميد المطيعي‬ ‫‪4:‬‬

‫‪4611‬‬ ‫عيناف بال لكف‬ ‫خالد الحمي‬ ‫‪51‬‬

‫‪4611‬‬ ‫درس في قكاعد المغة العربية‬ ‫خميؿ العاني مكلكد الدكرم‬ ‫‪52‬‬

‫‪4611‬‬ ‫بمناسبة ذكرل كفاة عبد االمير‬ ‫خميؿ رشيد كشككت الربيعي‬ ‫‪53‬‬

‫المكسكم‬
‫‪4615‬‬ ‫القراف كالعمكـ‬ ‫سعيد ناصر الدىاف‬ ‫‪54‬‬

‫‪4613‬‬ ‫انعكاسات االضكاء في االدب‬ ‫سمسمة ادبية تصدر بالمناسبات الدينية‬ ‫‪56‬‬

‫الشعبي‬
‫‪4610‬‬ ‫فاطمة الزىراء‬ ‫سميماف كتاني‬ ‫‪57‬‬

‫‪4611‬‬ ‫االسالـ عمى نبراس كمتراس‬ ‫سميماف كتاني‬ ‫‪58‬‬

‫‪352‬‬
‫‪4611‬‬ ‫مقتؿ الحسيف ‪‬‬ ‫السيد جكاد شبر‬ ‫‪59‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مناسؾ الحج‬ ‫السيد عمي االصفياني‬ ‫‪5:‬‬

‫‪4612‬‬ ‫ىذا رسكؿ اهلل‬ ‫السيد مجتبى الشيرازم‬ ‫‪61‬‬

‫‪4612‬‬
‫مسائؿ كأجكبة في أعماؿ عمرة كحج التمتع الكاجبة‬
‫السيد محسف الحكيـ‬ ‫‪62‬‬

‫‪4613‬‬ ‫حاشية تكضيح المسائؿ‬ ‫السيد محسف الحكيـ‬ ‫‪63‬‬

‫‪4614‬‬ ‫تكضيح المسائؿ‬ ‫السيد محسف الحكيـ‬ ‫‪64‬‬

‫‪4615‬‬ ‫المعالـ الجديدة لالصكؿ‬ ‫السيد محمد باقر الصدر‬ ‫‪65‬‬

‫‪4611‬‬ ‫راىنمام مناسؾ‬ ‫شمس المحدثيف حسيني‬ ‫‪66‬‬

‫‪4612‬‬ ‫كشؼ الريبة في احكاـ العتيبة‬ ‫الشييد زيف الديف الجبعي العاممي‬ ‫‪67‬‬

‫‪4650‬‬ ‫تيذيب االحكاـ‬ ‫الشيخ اطكسي‬ ‫‪68‬‬

‫‪4615‬‬ ‫الغيبية‬ ‫شيخ الطائفة الطكسي‬ ‫‪69‬‬

‫‪4611‬‬ ‫االمالي‬ ‫شيخ الطائفة الطكسي محمد بف الحسف‬ ‫‪6:‬‬

‫‪4615‬‬ ‫كيؼ تتعمـ المغة الفارسية‬ ‫الشيخ كاظـ‬ ‫‪71‬‬

‫‪4612‬‬ ‫حميؼ مخزكـ‬ ‫صدر الديف عبد الحسيف شرؼ الديف‬ ‫‪72‬‬

‫‪4615‬‬ ‫غديريات ىادفة‬ ‫طالب يكسؼ الخرساف‬ ‫‪73‬‬

‫‪4611‬‬ ‫االماـ الصادؽ ‪‬‬ ‫عارؼ القره غكلي‬ ‫‪74‬‬

‫‪4614‬‬ ‫أشعة مف حياة الرسكؿ ( ‪) ‬‬ ‫عبد االمير قبالت‬ ‫‪75‬‬

‫‪4611‬‬ ‫المنافقكف في القراف‬ ‫عبد االمير قبالت‬ ‫‪76‬‬

‫‪4611‬‬ ‫عقيدة المؤمف‬ ‫عبد االمير قبالف‬ ‫‪77‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الشرياؽ الفاركقي‬ ‫عبد الباقي الفاركقي‬ ‫‪78‬‬

‫‪4615‬‬ ‫ديكاف تحقيؽ كجمع حميد مجيد‬ ‫عبد الحسيف الحكيزم‬ ‫‪79‬‬

‫ىدك‬
‫‪4615‬‬ ‫ديكاف ذخيرة الشيعة‬ ‫عبد الحسيف القطيفي‬ ‫‪7:‬‬

‫‪4650‬‬ ‫النجكـ الزاىرة‬ ‫عبد الحسيف حبيب الحائرم‬ ‫‪81‬‬

‫‪4611‬‬ ‫فمسفة الميثاؽ كالكالية‬ ‫عبد الحسيف شرؼ الديف‬ ‫‪82‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مسائؿ فقيية‬ ‫عبد الحسيف شرؼ الديف‬ ‫‪83‬‬

‫‪4615‬‬ ‫تحديد النسؿ مف كجية نظر‬ ‫عبد الرسكؿ عمي خاف‬ ‫‪84‬‬

‫االسالـ‬
‫‪4611‬‬ ‫المبداء كالمعاد في معرفة الرام‬ ‫عبد الزىرة الصغير‬ ‫‪85‬‬

‫‪353‬‬
‫‪4615‬‬ ‫في تطكير التربية كالتعميـ‬ ‫عبد الستار البعاج‬ ‫‪86‬‬

‫‪4656‬‬ ‫ماضي العراؽ كحاضره‬ ‫عبد الستار البعاج‬ ‫‪87‬‬

‫‪4611‬‬ ‫البطكلة في ثكرة العشريف ثكرة‬ ‫عبد الشييد الياسرم‬ ‫‪88‬‬

‫العراؽ ‪4631‬‬
‫‪4615‬‬ ‫اعالـ العرب في العمكـ كالفنكف‬ ‫عبد الصاحب الدجيمي‬ ‫‪89‬‬

‫‪4611‬‬ ‫اعالـ العرب في العمكـ كالفنكف‬ ‫عبد الصاحب الدجيمي‬ ‫‪8:‬‬

‫‪4612‬‬ ‫دمعة الحبيب‬ ‫عبد الصاحب الريحاني‬ ‫‪91‬‬

‫‪4612‬‬ ‫ديكاف الدمعة الحبيب‬ ‫عبد الصاحب الريحاني‬ ‫‪92‬‬

‫‪4611‬‬ ‫االسالـ كالقضية الفمسطينية‬ ‫عبد الكاظـ البديرم‬ ‫‪93‬‬

‫‪4612‬‬ ‫ثمرات االفكار‬ ‫عبد اهلل البحرايني‬ ‫‪94‬‬

‫‪4611‬‬ ‫ديكاف‬ ‫عبد اهلل الركازؼ‬ ‫‪95‬‬

‫‪4611‬‬ ‫منية الراغبيف كاجكبة المسائؿ‬ ‫عبد اهلل السندم البحراني‬ ‫‪96‬‬

‫‪4611‬‬ ‫ايضاح العكامؿ‬ ‫عبد اهلل المكحدم القندىارم‬ ‫‪97‬‬

‫‪4611‬‬ ‫االخالؽ‬ ‫عبد اهلل شبر‬ ‫‪98‬‬

‫‪4611‬‬ ‫ديكاف‬ ‫عبكد غفمة الشمرتي‬ ‫‪99‬‬

‫‪4612‬‬ ‫األسرة المسممة‬ ‫عدناف البكاء‬ ‫‪9:‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مكانة القصيدة بيف النقاد كالركاة‬ ‫عدناف غزكاف اسماعيؿ‬ ‫‪:1‬‬

‫العرب‬
‫‪4612‬‬ ‫الحسيف الثائر‬ ‫عدكة البطاط‬ ‫‪:2‬‬

‫‪4612‬‬ ‫عمار بف ياسر‬ ‫عطية حميكت‬ ‫‪:3‬‬

‫‪4615‬‬ ‫شرح الكيمياء الفيزياكية‬ ‫عالء الديف نجؼ‬ ‫‪:4‬‬

‫‪4611‬‬ ‫دستكر حج كعمرة‬ ‫عمي االصفياني‬ ‫‪:5‬‬

‫‪4611‬‬ ‫أنكار البدريف في تراجـ عمماء القطيؼ كاإلحساء‬


‫عمي البالدم‬ ‫‪:6‬‬

‫‪4615‬‬ ‫فمسفة الشيادة‬ ‫عمي البيادلي‬ ‫‪:7‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الركضيو العممية‬ ‫عمي الحبشي القطيفي‬ ‫‪:8‬‬

‫‪4611‬‬ ‫دعبؿ بف عمي الخزاعي‬ ‫عمي الخزاعي‬ ‫‪:9‬‬

‫‪4615‬‬ ‫مختصر المسائؿ‬ ‫عمي الفاني االصفياني‬ ‫‪::‬‬

‫‪4615‬‬ ‫مختصر المسائؿ‬ ‫عمي الفاني االصفياني‬ ‫‪211‬‬

‫‪4612‬‬ ‫الزاـ الناصب‬ ‫عمي اليزدم‬ ‫‪212‬‬

‫‪354‬‬
‫‪4612‬‬ ‫الزاـ الناصب‬ ‫عمي اليزدم الحائرم‬ ‫‪213‬‬

‫‪4610‬‬ ‫مع التقدـ كالحضارة‬ ‫عمي بدر العاممي‬ ‫‪214‬‬

‫‪4610‬‬ ‫انكار الربيع في انكاع البديع‬ ‫عمي صدر الديف المدني‬ ‫‪215‬‬

‫‪4611‬‬ ‫االماـ الصادؽ ‪‬‬ ‫عمي محمد عمي دخيؿ‬ ‫‪216‬‬

‫‪4614‬‬ ‫األبطاؿ‬ ‫عمي محمد عمي دخيؿ‬ ‫‪217‬‬

‫‪4615‬‬ ‫الثقات في اسانيد كامؿ الزيارات‬ ‫غالـ عرفاتياف‬ ‫‪218‬‬

‫‪4611‬‬ ‫المجمكعة الحسينية‬ ‫فارس محسف اليصارم‬ ‫‪219‬‬

‫‪4613‬‬ ‫دفاع عف العقيدة‬ ‫فاضؿ الميالني‬ ‫‪21:‬‬

‫‪4615‬‬ ‫سعيان كراء السعادة‬ ‫فاضؿ الميالني‬ ‫‪221‬‬

‫‪4615‬‬ ‫السعادة في نظر االسالـ‬ ‫فاضؿ عباس الميالني‬ ‫‪222‬‬

‫‪4612‬‬ ‫األزىار االرجيو في اآلثار الفرجيو‬ ‫فرج القطيفي‬ ‫‪223‬‬

‫‪4615‬‬ ‫مكلد االماـ الحسف المجتبى‪‬‬ ‫فريؽ مف الركحانيف في كربالء‬ ‫‪224‬‬

‫‪4656‬‬ ‫الشيكعية في نظر االسالـ‬ ‫كاظـ الحمفي‬ ‫‪225‬‬

‫‪4610‬‬ ‫الدعكة كالعقبات‬ ‫كاظـ محمد النقيب‬ ‫‪226‬‬

‫‪4612‬‬ ‫اثر العمكـ التجربييو‬ ‫كاميؿ فال ماريسكف‬ ‫‪227‬‬

‫‪4611‬‬ ‫جببابرة العقؿ البشرم‬ ‫كريـ اسماعيؿ كؿ كاشؼ الغطاء‬ ‫‪228‬‬

‫‪4612‬‬ ‫زيارة مفجعة زينب‬ ‫لبعض الطالب‬ ‫‪229‬‬

‫‪4611‬‬ ‫حديث االماـ الحكيـ مع رئيس‬ ‫لجنة ادارة مختارات اسالمية‬ ‫‪22:‬‬

‫الكزراء‬
‫‪4656‬‬ ‫ذكرل مكلد االماـ ‪‬‬ ‫لجنة االحتفاؿ‬ ‫‪231‬‬

‫‪4650‬‬ ‫مقررات مجمس المكاء العاـ‬ ‫متصرفية لكاء كربالء‬ ‫‪232‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مجمكعة أدعية الزيارات الحج‬ ‫‪233‬‬

‫‪4615‬‬ ‫جياد الحسيف ‪‬‬ ‫مجيد حميد الثامر‬ ‫‪234‬‬

‫‪4612‬‬ ‫الدر النفيد في مرائي السبط الشييد‬ ‫محسف االميف العاممي‬ ‫‪235‬‬

‫‪4615‬‬ ‫الكاعج االشيحاف في مقتؿ الحسيف ‪‬‬ ‫محسف االميف العاممي‬ ‫‪236‬‬

‫‪4615‬‬ ‫المجالس السنية‬ ‫محسف االميف العاممي‬ ‫‪237‬‬

‫‪4611‬‬ ‫كادم السالـ في النجؼ‬ ‫محسف عبد الصاحب المظفر‬ ‫‪238‬‬

‫‪4615‬‬ ‫صراط الحؽ‬ ‫محمد اصؼ المحسني‬ ‫‪239‬‬

‫‪4612‬‬ ‫االساسة في التشريع االسالمي‬ ‫محمد االصفي‬ ‫‪23:‬‬

‫‪355‬‬
‫‪4612‬‬ ‫الديف كالحياة‬ ‫محمد الحسيف االديب‬ ‫‪241‬‬
‫مف أمالي األماـ الصادؽ ‪ ‬شرح تكحيد المفضؿ‬
‫‪4611‬‬ ‫محمد الخميمي‬ ‫‪242‬‬

‫‪4612‬‬ ‫تحرير االصكؿ‬ ‫محمد الشاىركدم‬ ‫‪243‬‬

‫‪4650‬‬ ‫االمامة الكبرل‬ ‫محمد القزكيني‬ ‫‪244‬‬

‫‪4613‬‬ ‫البياف في اخبار صاحب الزماف‬ ‫محمد الكبنجي الشافعي‬ ‫‪245‬‬

‫( عج )‬
‫‪4611‬‬ ‫االسالـ ينابيعو مناىجو غاياتو‬ ‫محمد اميف زيف الديف‬ ‫‪246‬‬

‫‪4612‬‬ ‫أشعة مف عقائد اإلسالـ‬ ‫محمد باقر الصدر‬ ‫‪247‬‬

‫‪4611‬‬ ‫المدرسة االسالمية‬ ‫محمد باقر الصدر‬ ‫‪248‬‬

‫‪4614‬‬ ‫اقتصادنا‬ ‫محمد باقر الصدر‬ ‫‪249‬‬

‫‪4615‬‬ ‫منيج السعادة في مستدرؾ نيج‬ ‫محمد باقر محمكد الحائرم‬ ‫‪24:‬‬

‫البالغة‬
‫‪4611‬‬ ‫مكاقؼ حاسمة في تاريخ التضحية‬ ‫محمد بحر العمكـ‬ ‫‪251‬‬

‫كالفداء‬
‫‪4650‬‬ ‫نخبة االفكار في حرماف الزكج مف‬ ‫محمد تقي البركجكردم‬ ‫‪252‬‬

‫االراضي كالعقار‬
‫‪4615‬‬ ‫تعميـ الصالة اليكمية كاحكاميا‬ ‫محمد تقي الكشميرم‬ ‫‪253‬‬

‫‪4614‬‬ ‫االسالـ في صالتو كزكاتو‬ ‫محمد جماؿ الكمبايكاني‬ ‫‪254‬‬

‫‪4613‬‬ ‫اصكؿ الديف االسالمي‬ ‫محمد جماؿ الكمبايكاني‬ ‫‪255‬‬

‫‪4615‬‬ ‫دكؿ الشيعة في التاريخ‬ ‫محمد جكاد مغنية‬ ‫‪256‬‬

‫‪4611‬‬ ‫أشعة االشراؽ‬ ‫محمد حسف القبيسي‬ ‫‪257‬‬

‫‪4656‬‬ ‫الحج مف شرح كتاب القكاعد‬ ‫محمد حسف المظفر‬ ‫‪258‬‬

‫‪4612‬‬ ‫أسمكب الدعكه في القراف‬ ‫محمد حسيف فضؿ اهلل‬ ‫‪259‬‬

‫‪4615‬‬ ‫عقائد االمامية‬ ‫محمد رضا المظفر‬ ‫‪25:‬‬

‫‪4650‬‬ ‫الثكره كاالصالح االجتماعي‬ ‫محمد رضا المكسكم‬ ‫‪261‬‬

‫‪4615‬‬ ‫حكؿ نيضة الحسيف‪‬‬ ‫محمد رضا محسف الكشميرم‬ ‫‪262‬‬

‫‪4650‬‬ ‫تفسير البرغاني‬ ‫محمد صالح البرغاني‬ ‫‪263‬‬

‫‪4615‬‬ ‫مكجز تكاريخ اىؿ البيت‬ ‫محمد طاىر السماكم‬ ‫‪264‬‬

‫‪4610‬‬ ‫محمد عمي االفغاني‬ ‫‪265‬‬


‫المدرس االفضؿ في شرح مايرمز كيشار اليو بالمطكؿ‬

‫‪356‬‬
‫‪4611‬‬ ‫شباب كسراب‬ ‫محمد عمي الخفاجي‬ ‫‪266‬‬

‫‪4615‬‬ ‫الشيعة‬ ‫محمد عمي الخفاجي‬ ‫‪267‬‬

‫‪4615‬‬ ‫مي انر لعينييا‬ ‫محمد عمي الخفاجي‬ ‫‪268‬‬

‫‪2:74‬‬ ‫االيفاد في كفاة النبي كاالئمة‪‬‬ ‫محمد عمي الشاه عبد العظيـ‬ ‫‪269‬‬

‫‪4615‬‬ ‫المؤلكء المرتب في أخبار البرامكة كاؿ لميمب‬


‫محمد عمي الشاه عبد العظيـ‬ ‫‪26:‬‬

‫‪4615‬‬ ‫مكررات المدرس شرح السيكطي‬ ‫محمد عمي المدرس االفغاني‬ ‫‪271‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الكالـ المفيد لمدرس كالمستفيد‬ ‫محمد عمي المدرس االفغاني‬ ‫‪272‬‬

‫‪4615‬‬ ‫مع نظرية التطكر‬ ‫محمد عمي النكرم‬ ‫‪273‬‬

‫‪4656‬‬ ‫الشيكعية تناقض الديف‬ ‫محمد عمي النكرم‬ ‫‪274‬‬

‫‪4613‬‬ ‫معراج المؤمف كسعادة الداريف‬ ‫محمد عمي الكاعظ‬ ‫‪275‬‬

‫‪4612‬‬ ‫منتخب الرباني في الشعر‬ ‫محمد عمي الكاعظ الرباني‬ ‫‪276‬‬

‫‪4611‬‬ ‫حفرية كسائر االياـ‬ ‫محمد عمي الكراؽ‬ ‫‪277‬‬

‫‪4611‬‬ ‫جياد المغرب العربي‬ ‫محمد عمي اليعقكبي‬ ‫‪278‬‬

‫‪4612‬‬ ‫أضكاء عمى قانكف األحكاؿ‬ ‫محمد عمي بحر العمكـ‬ ‫‪279‬‬

‫الشخصية‬
‫‪4612‬‬ ‫اضكاء عمى قانكف االحكاؿ‬ ‫محمد عمي بحر العمكـ‬ ‫‪27:‬‬

‫الشخصية‬
‫‪4615‬‬ ‫ماتـ الحسيف ‪‬‬ ‫محمد عمي طاىر الحائرم‬ ‫‪281‬‬

‫‪4611‬‬ ‫االخالؽ المرىينو‬ ‫محمد عمي قساـ‬ ‫‪282‬‬

‫‪4612‬‬ ‫األخالؽ المرضية‬ ‫محمد عمي قساـ‬ ‫‪283‬‬

‫‪4615‬‬ ‫اخبار السيد الحميرم‬ ‫محمد عمراف المزرباني‬ ‫‪284‬‬

‫‪4611‬‬ ‫ىداية المنطؽ‬ ‫محمد عيسى القاسمي‬ ‫‪285‬‬

‫‪4615‬‬ ‫قامكس المغة‬ ‫محمد كاظـ القزكيني‬ ‫‪286‬‬

‫‪4656‬‬ ‫شرح نيج البالغة‬ ‫محمد كاظـ القزكيني‬ ‫‪287‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مدرسة النجؼ كتطكر الحركة‬ ‫محمد ميدم االصفي‬ ‫‪288‬‬

‫االصالحية‬
‫‪4615‬‬ ‫النظاـ المالي كتداكؿ الثركة في‬ ‫محمد ميدم االصفي‬ ‫‪289‬‬

‫االسالـ‬
‫‪4611‬‬ ‫شرح الصحيفة السجادية‬ ‫محمد ميدم الشيرازم‬ ‫‪28:‬‬

‫‪357‬‬
‫‪4612‬‬ ‫عبادات االسالـ‬ ‫محمد ميدم الشيرازم‬ ‫‪291‬‬

‫‪4612‬‬ ‫المسمـ‬ ‫محمد ميدم الشيرازم‬ ‫‪292‬‬

‫‪4612‬‬ ‫ىؿ تريد الحج‬ ‫محمد ميدم الشيرازم‬ ‫‪293‬‬

‫‪4610‬‬ ‫ىؿ تريد الحج‬ ‫محمد ميدم الشيرازم‬ ‫‪294‬‬

‫‪4611‬‬
‫معالي السبطيف في احكاؿ الحسف كالحسيف ‪‬‬
‫محمد ميدم المازندراني‬ ‫‪295‬‬

‫‪4611‬‬ ‫معجـ المطبكعات النجفية‬ ‫محمد ىادم االميني‬ ‫‪296‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الشيكعية ثكرة كتامر‬ ‫محمد ىادم االميني‬ ‫‪297‬‬

‫‪4656‬‬ ‫مفاتيح الصحة في طب النبي‬ ‫محمكد االصفياني‬ ‫‪298‬‬

‫كاألئمة(‪) ‬‬
‫‪4611‬‬ ‫الديمقراطية في العراؽ‬ ‫محمكد العبطة المحامي‬ ‫‪299‬‬

‫‪4610‬‬ ‫تكضيح المسائؿ‬ ‫محمكد حسيف شاىركدم‬ ‫‪29:‬‬

‫‪4615‬‬ ‫تكضيح المسائؿ‬ ‫محمكد عمي الشاىركدم‬ ‫‪2:1‬‬

‫‪4615‬‬ ‫مكلد االماـ الحجة ‪‬‬ ‫مدرسة االماـ الباقر ‪ ‬في كربالء‬ ‫‪2:2‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مبادئ القانكف الدكلي الخاص‬ ‫مرتضى نصر اهلل‬ ‫‪2:3‬‬

‫التجارم‬
‫‪4612‬‬ ‫ذكرل مكلد الرسكؿ‬ ‫مكتبة اية اهلل الحكيـ العمامة في‬ ‫‪2:4‬‬

‫الجميكرية‬
‫‪4615‬‬ ‫شير الصكـ‬ ‫مكتبة اية اهلل الحكيـ في الديكانية‬ ‫‪2:5‬‬

‫‪4656‬‬ ‫المرىكنيات‬ ‫المال عبد العظيـ المرىكف‬ ‫‪2:6‬‬

‫‪4611‬‬ ‫ديكاف شعالف االحزاف‬ ‫ممة حسف البحراني‬ ‫‪2:7‬‬

‫‪4615‬‬ ‫مجمكعة‬ ‫الممة فاطمة‬ ‫‪2:8‬‬

‫‪4615‬‬ ‫قصيدة‬ ‫ممة لميعة‬ ‫‪2:9‬‬

‫‪4611‬‬ ‫جمع كتحقيؽ محمد ىادم االميني‬ ‫الممؾ الصالح طالئع بف رزيؾ‬ ‫‪2::‬‬

‫‪4650‬‬ ‫القكاعد العربية‬ ‫منصكر القطيفي‬ ‫‪311‬‬

‫‪4611‬‬ ‫أسس الدعكة المحمدية‬ ‫ميدم البصرم‬ ‫‪312‬‬

‫‪4615‬‬ ‫ذكرل فتية الشباب‬ ‫ميدم السكيج‬ ‫‪313‬‬

‫‪4615‬‬ ‫قكؿ حكمة لعبد باسط الرحمة‬ ‫ميدم خميس الكاسطي‬ ‫‪314‬‬

‫‪4615‬‬ ‫تعميقة العركة الكثقى‬ ‫مير از اليحنكرم‬ ‫‪315‬‬

‫‪4615‬‬ ‫احقاؽ الحؽ‬ ‫المير از مكسى الحائرم‬ ‫‪316‬‬

‫‪351‬‬
‫‪4612‬‬ ‫العقؿ كالشيطاف الرجيـ‬ ‫ناظـ عبيده الكزير‬ ‫‪317‬‬

‫‪4611‬‬ ‫اليداية الحسينية‬ ‫ىادم القصاب‬ ‫‪318‬‬

‫‪4615‬‬ ‫الشعبنيات‬ ‫ىادم جبار الحمي‬ ‫‪319‬‬

‫‪4612‬‬ ‫ىدية المسترشديف‬ ‫ىادم زيف العابديف التبريزم‬ ‫‪31:‬‬

‫‪4614‬‬ ‫ماىك نيج البالغة‬ ‫ىبة الديف الشيرستاني‬ ‫‪321‬‬

‫‪4615‬‬ ‫لمحات عف حياة اليعقكبي‬ ‫الييئة االدارية لجمعية الرابطة االدبية‬ ‫‪322‬‬

‫‪4615‬‬ ‫قبس مف مكلد النبكم‬ ‫الييئة العممية في مدرسة االماـ الباقر‪ ‬في كربالء‬ ‫‪323‬‬

‫‪4611‬‬ ‫ديكاف‬ ‫ياسيف عبد الككفي‬ ‫‪324‬‬

‫‪4613‬‬ ‫ديكاف‬ ‫يعقكب النجفي الحمي‬ ‫‪325‬‬

‫‪4615‬‬ ‫لؤلؤ البحريف‬ ‫يكسؼ البحراني‬ ‫‪326‬‬

‫‪4614‬‬ ‫الكشككؿ‬ ‫يكسؼ البحراني‬ ‫‪327‬‬

‫‪4611‬‬ ‫حسيف يجؼ البحر‬ ‫يكسؼ الحيدرم‬ ‫‪328‬‬

‫‪4615‬‬ ‫كفاة النبي ( ‪) ‬‬ ‫يكسؼ القديحي‬ ‫‪329‬‬

‫الممحؽ رقـ ( ‪) 28‬‬


‫أىـ مطبوعات مطبعة اآلداب‬
‫سنة الطبع‬ ‫اسـ الكتاب‬ ‫المؤلؼ‬ ‫ت‬

‫‪4611‬‬ ‫تكضيح المسائؿ‬ ‫ابك القاسـ الخكئي ( ؽ )‬ ‫‪2‬‬

‫‪4611‬‬ ‫تاريخ خميفة بف خياط‬ ‫ابك عمرك خميفة بف خياط‬ ‫‪3‬‬

‫‪355‬‬
‫‪4656‬‬ ‫اتحادنا الطالبي‬ ‫اتحاد الطمبة العاـ في النجؼ‬ ‫‪4‬‬

‫‪4611‬‬ ‫العقائد الحقو في االصكؿ الخمسة‬ ‫احمد المكسكم المستنبط‬ ‫‪5‬‬

‫‪4614‬‬ ‫في ظؿ الكحي‬ ‫احمد المكسكم اليندم‬ ‫‪6‬‬

‫‪4611‬‬ ‫اصكؿ تدريس المغة العربية‬ ‫احمد حسف الرحيـ‬ ‫‪7‬‬

‫‪4615‬‬ ‫طبيعة االنساف البيكلكجية‬ ‫احمد حسف الرحيـ‬ ‫‪8‬‬

‫‪4611‬‬ ‫محاضرات في عمـ النفس‬ ‫احمد حسف الرحيـ‬ ‫‪9‬‬

‫‪4611‬‬ ‫شجاعة امير المؤمنيف ‪‬‬ ‫احمد عزيز الفالي‬ ‫‪:‬‬

‫‪4611‬‬ ‫االماـ الحكيـ‬ ‫احمد عمي االشكمكرم‬ ‫‪21‬‬

‫‪4650‬‬ ‫العقكد الدرية‬ ‫باقر الحمي‬ ‫‪22‬‬

‫‪4615‬‬ ‫حياة الحسف بف عمي ‪‬‬ ‫باقر شريؼ القرشي‬ ‫‪23‬‬

‫‪4611‬‬ ‫العمؿ‬ ‫باقر شريؼ القريشي‬ ‫‪24‬‬

‫‪4615‬‬ ‫تاريخ المشعشييف‬ ‫جاسـ حسف شبر‬ ‫‪25‬‬

‫‪4615‬‬ ‫كقفية جامعة النجؼ‬ ‫جامعة النجؼ الدينية االسالمية‬ ‫‪26‬‬

‫‪4614‬‬ ‫اخبار الدىكر في حكادث االياـ‬ ‫جعفر شبر‬ ‫‪27‬‬

‫كالشيكر‬
‫‪4611‬‬ ‫ضياء المؤمنيف‬ ‫جعفر شبر‬ ‫‪28‬‬

‫‪4611‬‬ ‫أجمؾ اهلل‬ ‫جماؿ ميدم الينداكم‬ ‫‪29‬‬

‫‪4615‬‬ ‫أمؿ االمؿ‬ ‫الحر العاممي محمد بف الحسف‬ ‫‪2:‬‬

‫‪4611‬‬ ‫اقتباس مف ثكرة ‪ 41‬تمكز‬ ‫حسف الجكاىرم‬ ‫‪31‬‬

‫‪4650‬‬ ‫االعتصاـ بتعاليـ االسالـ‬ ‫حسف الحمي‬ ‫‪32‬‬

‫‪4656‬‬ ‫عمي كاالسس التربكية‬ ‫حسف القبانجي‬ ‫‪33‬‬

‫‪4612‬‬ ‫االشتقاؽ‬ ‫حسف ميدم الشيرازم‬ ‫‪34‬‬

‫‪4650‬‬ ‫اغادير الثكرة‬ ‫حسيف البيبياني‬ ‫‪35‬‬

‫‪4650‬‬ ‫العزيز في االدب الشعبي‬ ‫حسيف البيبياني‬ ‫‪36‬‬

‫‪4615‬‬ ‫قالكا في االسالـ‬ ‫حسيف بف خضر الظالمي‬ ‫‪37‬‬

‫‪4650‬‬ ‫مف كحي الثكرة‬ ‫حسيف البيبياني‬ ‫‪38‬‬

‫‪4611‬‬ ‫حالؿ المشاكؿ‬ ‫حسيف خضير الضالمي‬ ‫‪39‬‬

‫‪4615‬‬ ‫رياض المدح كالرثاء‬ ‫حسيف عمي البالدم البحراني‬ ‫‪3:‬‬

‫‪4656‬‬ ‫نصير االسالـ‬ ‫حيدر صالح المرجاني‬ ‫‪41‬‬

‫‪361‬‬
‫‪4615‬‬ ‫شاعرية ابي المحاسف‬ ‫خضر عباس الصالحي‬ ‫‪42‬‬

‫‪4612‬‬ ‫الخمؼ الصالح كاالجر الرابح‬ ‫خمؼ الكيشكاف‬ ‫‪43‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مع االدب العربي القديـ‬ ‫داكد سمكـ‬ ‫‪44‬‬

‫‪4610‬‬ ‫تعميؽ عبد الجبار الساعدم‬ ‫ديكاف الياسرم‬ ‫‪45‬‬

‫‪4611‬‬ ‫تحقيؽ احمد الحسيني‬ ‫رسالة الشريؼ المرتضى‬ ‫‪46‬‬

‫‪4611‬‬ ‫شعراء مف كربالء‬ ‫سمماف ىادم الطعمة‬ ‫‪47‬‬

‫‪4611‬‬ ‫تراث كربالء‬ ‫سمماف ىادم طعمة‬ ‫‪48‬‬

‫‪4611‬‬ ‫البياف في تفسير القراف‬ ‫السيد ابك القاسـ الخكئي‬ ‫‪49‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الفرائد الفكالي عمى الشكاىد‬ ‫السيد المرتضى‬ ‫‪4:‬‬

‫االمالي‬
‫‪4611‬‬ ‫الشعائر الحسينية‬ ‫السيد حسف الشيرازم‬ ‫‪51‬‬

‫‪4611‬‬ ‫شرح رسالة الحقكؽ‬ ‫السيد حسف عمي القبانجي‬ ‫‪52‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الصكـ‬ ‫السيد صادؽ الشيرازم‬ ‫‪53‬‬

‫‪4613‬‬ ‫شرح تبصرة المتعمميف‬ ‫السيد صادؽ الشيرازم‬ ‫‪54‬‬

‫‪4611‬‬ ‫عمدة الكسايؿ في الحاشية عمى‬ ‫السيد عبد اهلل الشيرازم‬ ‫‪55‬‬

‫الرسائؿ‬
‫‪4611‬‬ ‫تقريب القراف الى االذىاف‬ ‫السيد محمد ميدم الشيرازم‬ ‫‪56‬‬

‫‪4615‬‬ ‫الرسكؿ في المدينة‬ ‫السيد محمد ميدم الشيرازم‬ ‫‪57‬‬

‫‪4615‬‬ ‫ايماف ابي طالب ‪‬‬ ‫شمس الديف فخار المكسكم‬ ‫‪58‬‬

‫‪4615‬‬ ‫الفالكة كالمفمكككف‬ ‫شياب الديف احمد الدلجي‬ ‫‪59‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الركضة البيية في شرح الممعة‬ ‫الشييد الثاني زيف الديف‬ ‫‪5:‬‬

‫الدمشقية‬
‫‪4612‬‬ ‫تمخيص الشافي‬ ‫شيخ الطائفة الطكسي‬ ‫‪61‬‬

‫‪4612‬‬ ‫االصالح الزراعي في االسالـ‬ ‫صادؽ ميدم الشيرازم‬ ‫‪62‬‬

‫‪4615‬‬ ‫المذىب االخالقي في القراف الكريـ‬ ‫صالح الشماع‬ ‫‪63‬‬

‫‪4650‬‬ ‫مباحث عمـ الكالـ‬ ‫صفي الديف الطريحي‬ ‫‪64‬‬

‫‪4656‬‬ ‫التكبة كالعفك االليي‬ ‫طاىر ابك رغيؼ البصرم‬ ‫‪65‬‬

‫‪4612‬‬ ‫حرب الديكو‬ ‫طاىر ابك رغيؼ‬ ‫‪66‬‬

‫‪4612‬‬ ‫دمكع كفاء‬ ‫طالب ثانكية منتدل النشر‬ ‫‪67‬‬

‫‪361‬‬
‫‪4615‬‬ ‫رثاء سيد الشيداء‬ ‫عباس الفتالكم‬ ‫‪68‬‬

‫‪4611‬‬ ‫ازىار الدماء‬ ‫عبد االمير الحصيرم‬ ‫‪69‬‬

‫‪4611‬‬ ‫عمدة الباكيف‬ ‫عبد االمير عباس اؿ سميسـ‬ ‫‪6:‬‬

‫‪4611‬‬ ‫االسالـ كالطبقات‬ ‫عبد الجبار شربو‬ ‫‪71‬‬

‫‪4615‬‬ ‫سيرتنا كسنتنا‬ ‫عبد الحسيف احمد النجفي‬ ‫‪72‬‬

‫‪4650‬‬ ‫المكاعظ كاالداب‬ ‫عبد الحسيف المكسكم‬ ‫‪73‬‬

‫‪4613‬‬ ‫سيرة االماـ العاشر عمي اليادم‬ ‫عبد الرزاؽ البدرم‬ ‫‪74‬‬

‫‪‬‬
‫‪4611‬‬ ‫اصكؿ الشيعة كفركع الشيعة‬ ‫عبد الرسكؿ الكاعظي‬ ‫‪75‬‬

‫‪4613‬‬ ‫اشعة مف بالغة االماـ الصادؽ‬ ‫عبد الرسكؿ الكاعظي‬ ‫‪76‬‬

‫‪‬‬
‫‪4615‬‬ ‫االماـ الحسيف ‪‬‬ ‫عبد الرضا الحسيني الشيرستاني‬ ‫‪77‬‬

‫‪4611‬‬ ‫انساـ كاعاجز‬ ‫عبد الصاحب الدجيمي‬ ‫‪78‬‬

‫‪4612‬‬ ‫االسالـ كالتطكر االجتماعي‬ ‫عبد العالي المظفر‬ ‫‪79‬‬

‫‪4612‬‬ ‫االسالـ كالتطكر االجتماعي‬ ‫عبد العالي محمد حسف المظفر‬ ‫‪7:‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مبادل قكاعد االنكميزية‬ ‫عبد العظيـ محمد سعيد‬ ‫‪81‬‬

‫‪4611‬‬ ‫المطيركف في القراف‬ ‫عبد الغفار االنصارم‬ ‫‪82‬‬

‫‪4611‬‬ ‫شعراء مف الشيعة‬ ‫عبد المجيد الحائرم‬ ‫‪83‬‬

‫‪4613‬‬ ‫الككفة مكلد الكندم كمدرستو‬ ‫عبد الميدم البالغي‬ ‫‪84‬‬

‫‪4615‬‬ ‫دراسات في قكاعد المغة العربية‬ ‫عبد الميدم مطر‬ ‫‪85‬‬

‫‪4611‬‬ ‫خالصة المنطؽ‬ ‫عبد اليادم الفضمي‬ ‫‪86‬‬

‫‪4615‬‬ ‫الجبر االعدادم‬ ‫عدناف زكيف‬ ‫‪87‬‬

‫‪4612‬‬ ‫الغزؿ في شعر كربالء‬ ‫عدناف غازم الغزاؿ‬ ‫‪88‬‬

‫‪4611‬‬ ‫بحكث فقيية‬ ‫عز الديف عمي بحر العمكـ‬ ‫‪89‬‬

‫‪4611‬‬ ‫زينب الكبرل‬ ‫عمي الياشمي‬ ‫‪9:‬‬

‫‪4615‬‬ ‫تاريخ مسجد براثا‬ ‫عمي حسف الحسيني‬ ‫‪91‬‬

‫‪4615‬‬ ‫ابك دالمو االسدم‬ ‫عمي عبد عيداف الخزاعي‬ ‫‪92‬‬

‫‪4614‬‬ ‫النكر الساطع في الفقة النافع‬ ‫عمي كاشؼ الغطاء‬ ‫‪93‬‬

‫‪4611‬‬ ‫االماـ امير المؤمنيف ‪‬‬ ‫عمي محمد عمي دخيؿ‬ ‫‪94‬‬

‫‪362‬‬
‫‪4611‬‬ ‫سيرة االئمة ‪‬‬ ‫عمي محمد عمي دخيؿ‬ ‫‪95‬‬

‫‪4611‬‬ ‫شعراء القطيؼ قديمان كحديثان‬ ‫عمي منصكر المرىكف‬ ‫‪96‬‬

‫‪4615‬‬ ‫فتاكم العمماء االعالـ في تشجيع الشعائر‬ ‫‪97‬‬

‫الحسينية‬
‫‪4615‬‬ ‫سمسمة مقاالت‬ ‫في مرحمة البناء‬ ‫‪98‬‬

‫‪4615‬‬ ‫قصة‬ ‫القاضي كالحرامي‬ ‫‪99‬‬

‫‪4614‬‬ ‫المسند‬ ‫كاظـ الكفائي‬ ‫‪9:‬‬

‫‪4611‬‬ ‫صكمكا تصحكا‬ ‫كامؿ سمماف الجبكرم‬ ‫‪:1‬‬

‫‪4610‬‬ ‫الطريقة البيانية لتبسيط األعراب‬ ‫مجيد الماشطة‬ ‫‪:2‬‬

‫في المغة العربية‬


‫‪4611‬‬ ‫ديكاف‬ ‫محسف ابك الحب‬ ‫‪:3‬‬

‫‪4611‬‬ ‫حقيقة الحرية‬ ‫محمد االصفي البركجكردم‬ ‫‪:4‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الشيعة كالعقائد االربعة‬ ‫محمد الحائرم‬ ‫‪:5‬‬

‫‪4613‬‬ ‫الفقو‬ ‫محمد الشيرازم‬ ‫‪:6‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مقاالت‬ ‫محمد الشيرازم‬ ‫‪:7‬‬

‫‪4615‬‬ ‫االرشاد لمف طمب الرشاد‬ ‫محمد النائيني‬ ‫‪:8‬‬

‫‪46556‬‬ ‫فمسفتنا‬ ‫محمد باقر الصدر‬ ‫‪:9‬‬

‫‪4615‬‬ ‫مع الرسؿ‬ ‫محمد تقي المدرسي‬ ‫‪::‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الطفؿ بيف الكراثة كالتربية‬ ‫محمد تقي فمسفي‬ ‫‪211‬‬

‫‪4611‬‬ ‫كيؼ تستعيد الحياة‬ ‫محمد جاسـ العيداف‬ ‫‪212‬‬

‫‪4615‬‬ ‫حؿ الطالسـ‬ ‫محمد جكاد‬ ‫‪213‬‬

‫‪4615‬‬ ‫ترجمة اصكؿ الفمسفة‬ ‫محمد حسيف‬ ‫‪214‬‬

‫‪4615‬‬ ‫طمب الثار في احكاؿ المختار‬ ‫محمد حسيف الجزائرم‬ ‫‪215‬‬

‫‪4611‬‬ ‫ترجمة اصكؿ الفمسفة‬ ‫محمد حسيف الطباطبائي‬ ‫‪216‬‬

‫‪4611‬‬ ‫طرؽ تدريس الرسـ في الثانكية‬ ‫محمد حسيف جكدم‬ ‫‪217‬‬

‫‪4615‬‬ ‫اصؿ الشيعة كاصكليا‬ ‫محمد حسيف كاشؼ الغطاء‬ ‫‪218‬‬

‫‪4615‬‬ ‫االكراد في نظر العمـ‬ ‫محمد رشيد الفيؿ‬ ‫‪219‬‬

‫‪4615‬‬ ‫جغرافية العراؽ‬ ‫محمد رشيد الفيؿ‬ ‫‪21:‬‬

‫‪4650‬‬ ‫العبرات الحسينية‬ ‫محمد رضا المظفر‬ ‫‪221‬‬

‫‪363‬‬
‫‪4611‬‬ ‫ضياء الصالحيف‬ ‫محمد صالح الجكىرجي‬ ‫‪222‬‬

‫‪4610‬‬ ‫المطالعات في مختمؼ المؤلفات‬ ‫محمد عمي الحمامي‬ ‫‪223‬‬

‫‪4611‬‬ ‫فاجعة الطؼ‬ ‫محمد كاظـ القزكيني‬ ‫‪224‬‬

‫‪4615‬‬ ‫بيف االزىار كالنجؼ االشرؼ‬ ‫محمد كاظـ الكفائي‬ ‫‪225‬‬

‫‪4611‬‬ ‫االسالـ كالزكاج العصرم‬ ‫محمد كاظـ الالمي‬ ‫‪226‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مفتاح الكتب االربعة‬ ‫محمد ميدم االصفياني‬ ‫‪227‬‬

‫‪4611‬‬ ‫عاشكر كثناء الشيعة‬ ‫محمد ميدم البحراني‬ ‫‪228‬‬

‫‪4615‬‬ ‫لماذا نزكر األماـ ؟‬ ‫محمد ميدم الحسني‬ ‫‪229‬‬

‫‪4611‬‬ ‫أعماؿ الحج‬ ‫محمد ميدم الشيرازم‬ ‫‪22:‬‬

‫‪4611‬‬ ‫تقريب القراف إلى االذىاف‬ ‫محمد ميدم الشيرازم‬ ‫‪231‬‬

‫‪4612‬‬ ‫ىكذا الشيعة‬ ‫محمد ميدم الشيرازم‬ ‫‪232‬‬

‫‪4615‬‬ ‫الفكائد الرجالية‬ ‫محمد ميدم بحر العمكـ الطباطبائي‬ ‫‪233‬‬

‫‪4615‬‬ ‫الذكرل األلفية لتأسيس جامعة‬ ‫محمد ىادم االميني ‪ ،‬عبد الرحيـ محمد‬ ‫‪234‬‬

‫النجؼ‬ ‫عمي‬
‫‪4613‬‬ ‫األنكار‬ ‫مدرسة االنكار في النجؼ‬ ‫‪235‬‬

‫‪4614‬‬ ‫مساعد مسرحيات شكسبير‬ ‫مصطفى كماؿ الينداكم‬ ‫‪236‬‬

‫‪4613‬‬ ‫مفيكـ االشتراكية في االسالـ‬ ‫ميدم البصرم‬ ‫‪237‬‬

‫‪4613‬‬ ‫مكقؼ االسالـ مف القكمية‬ ‫ميدم البصرم‬ ‫‪238‬‬

‫‪4656‬‬ ‫التفتح في شرح العركه‬ ‫المير از عمي التبريزم الغركم‬ ‫‪239‬‬

‫‪4611‬‬ ‫ثكرة زيد بف عمي ‪‬‬ ‫ناجي حسف‬ ‫‪23:‬‬

‫‪4612‬‬ ‫ميالد االماـ الرضا ‪‬‬ ‫الندكة الطالبية االسالمية‬ ‫‪241‬‬

‫‪4650‬‬ ‫رأم في األعراب‬ ‫يكسؼ كرككش‬ ‫‪242‬‬

‫الممحؽ رقـ ( ‪) 29‬‬


‫أىـ مطبوعات مطبعة الغري الحديثة‬
‫سنة الطبع‬ ‫اسـ الكتاب‬ ‫المؤلؼ‬ ‫ت‬

‫‪4615‬‬ ‫الدليؿ الثكرم‬ ‫االتحاد العربي االشتراكي في الحمة‬ ‫‪2‬‬

‫‪4614‬‬ ‫الرثاء كاالسى‬ ‫احمد المستنبط‬ ‫‪3‬‬

‫‪364‬‬
‫‪4656‬‬ ‫معرفة المبتدئيف‬ ‫احمد بمستاني‬ ‫‪4‬‬

‫‪4614‬‬ ‫لجنة التابيف‬ ‫األماـ الشيرازم‬ ‫‪5‬‬

‫‪4656‬‬ ‫المنياج كالنظاـ الداخمي‬ ‫باعة التبغ كالعطاريف المفردة في الحمة‬ ‫‪6‬‬

‫‪4610‬‬ ‫ضباب في لظييرة‬ ‫برىاف الخطيب‬ ‫‪7‬‬

‫‪4610‬‬ ‫بيف القصر كالصيرفة‬ ‫بيناـ كديع اكغسطيس‬ ‫‪8‬‬

‫‪4610‬‬ ‫تاريخ امارة كعب العربية‬ ‫تحقيؽ عمي الحمك‬ ‫‪9‬‬

‫‪4611‬‬ ‫قصص فكاىيو‬ ‫جابر عبكد الينداكم‬ ‫‪:‬‬

‫‪4650‬‬ ‫أرشاد الخطيب‬ ‫جاسـ شبر‬ ‫‪21‬‬

‫‪4611‬‬ ‫دمعة كابتسامة‬ ‫جبراف خميؿ جبراف‬ ‫‪22‬‬

‫‪4656‬‬ ‫نمكذج النظاـ الداخمي‬ ‫الجمعيات التعاكنية‬ ‫‪23‬‬

‫‪4656‬‬ ‫النظاـ الداخمي‬ ‫جمعية ارباب السيارات‬ ‫‪24‬‬

‫‪4656‬‬ ‫النظاـ الداخمي‬ ‫جمعية القصابيف‬ ‫‪25‬‬

‫‪4614‬‬ ‫الصالة جامعة المسمميف‬ ‫جكاد شبر‬ ‫‪26‬‬

‫‪4615‬‬ ‫الدعكة لمكحدة اإلسالمية‬ ‫حسف كاظـ عمكش الحمي‬ ‫‪27‬‬

‫‪4615‬‬ ‫االىازيج الشعبية‬ ‫حسيف حمزة العامرم‬ ‫‪28‬‬

‫‪4612‬‬ ‫الشاعره كالده‬ ‫حسيف دره الكافمي‬ ‫‪29‬‬

‫‪4612‬‬ ‫سنجات الكالـ‬ ‫حسيف عبكد قساـ‬ ‫‪2:‬‬

‫‪4611‬‬ ‫قكميتنا الثائرة‬ ‫حميد المطبعي‬ ‫‪31‬‬

‫‪4612‬‬ ‫إقباؿ الشاعر اليندم‬ ‫حميد مجيد ىدك‬ ‫‪32‬‬

‫‪4615‬‬ ‫خيرة االماـ الصادؽ ‪‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الكعي اإلسالمي‬ ‫السيد حسف الشيرازم‬ ‫‪34‬‬

‫‪4614‬‬ ‫اجتماعيات اإلسالـ‬ ‫السيد مجتبى الحسيني‬ ‫‪35‬‬

‫‪4616‬‬ ‫المجمكعة اإلنشائية‬ ‫شاكر البدرم‬ ‫‪36‬‬

‫‪4614‬‬ ‫ىداية المديد الى عمـ التجكيد‬ ‫الشيخ عبد عمي الحائرم‬ ‫‪37‬‬

‫‪4615‬‬ ‫كيؼ تتعمـ المغة الفارسية‬ ‫الشيخ كاظـ‬ ‫‪38‬‬

‫‪4656‬‬ ‫مأساة كرككؾ‬ ‫صاحب رسف‬ ‫‪39‬‬

‫‪4615‬‬ ‫المكجز‬ ‫صادؽ الحسني‬ ‫‪3:‬‬

‫‪4611‬‬ ‫المكجز في المنطؽ‬ ‫صادؽ ميدم الحسيني‬ ‫‪41‬‬

‫‪4610‬‬ ‫الظؿ‬ ‫صبيح الشماذ‬ ‫‪42‬‬

‫‪365‬‬
‫‪4611‬‬ ‫الحاف صبا‬ ‫صالح سعيد الحديثي‬ ‫‪43‬‬

‫‪4610‬‬ ‫شكقي كامارة الشعر‬ ‫عب الرحيـ محمد عمي‬ ‫‪44‬‬

‫‪4612‬‬ ‫اهلل نكر الحؽ‬ ‫عبد الجبار مدفكف االسدم‬ ‫‪45‬‬

‫‪4610‬‬ ‫جكاد السحب الداكنة‬ ‫عبد الجميؿ المياح‬ ‫‪46‬‬

‫‪4612‬‬ ‫ديكاف‬ ‫عبد الحسيف السيد عيف اهلل البناء‬ ‫‪47‬‬

‫‪4615‬‬ ‫كممة حكؿ الرؤية‬ ‫عبد الحسيف شرؼ الديف‬ ‫‪48‬‬

‫‪4656‬‬ ‫تغاريد الزعيـ‬ ‫عبد الحميد المطبعي‬ ‫‪49‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الرىيمو‬ ‫عبد الرحيـ محمد عمي‬ ‫‪4:‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الكاظمي شاعر العرب‬ ‫عبد الرحيـ محمد عمي‬ ‫‪51‬‬

‫‪4610‬‬ ‫ثقب في الجدار الصدئ‬ ‫عبد الرزاؽ المطمبي‬ ‫‪52‬‬

‫‪4656‬‬ ‫ايف حقي‬ ‫عبد الستار البعاج‬ ‫‪53‬‬

‫‪4615‬‬ ‫دكر البغاء‬ ‫عبد الكريـ البديرم‬ ‫‪54‬‬

‫‪4614‬‬ ‫الفقو االرقى‬ ‫عبد الكريـ الزنجاني‬ ‫‪55‬‬

‫‪4613‬‬ ‫الكندم‬ ‫عبد الكريـ الزنجاني‬ ‫‪56‬‬

‫‪4614‬‬ ‫الكحدة اإلسالمية‬ ‫عبد الكريـ الزنجاني‬ ‫‪57‬‬

‫‪4611‬‬ ‫دليؿ المسمميف في زيارة أعماؿ‬ ‫عبد المجيد عمي‬ ‫‪58‬‬

‫الحرميف‬
‫‪4611‬‬ ‫لمحات مف التربية اإلسالمية‬ ‫عبد المحسف العاني‬ ‫‪59‬‬

‫‪4613‬‬ ‫الكاجبات الدينية‬ ‫عبد المحسف العاني‬ ‫‪5:‬‬

‫‪4611‬‬ ‫ديكاف الفرطكسي‬ ‫عبد المنعـ الفرطكسي‬ ‫‪61‬‬

‫‪4615‬‬ ‫فدعة الشاعر‬ ‫عبد المكلى الطريحي‬ ‫‪62‬‬

‫‪4610‬‬ ‫االكديسو مف كحي فمسطيف‬ ‫عدناف الراكم‬ ‫‪63‬‬

‫‪4611‬‬ ‫جميمة‬ ‫عمي اسماعيؿ الغكار‬ ‫‪64‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مجمكعة رسائؿ الرسكؿ ( ‪) ‬‬ ‫عمي االحمدم‬ ‫‪65‬‬

‫‪4610‬‬ ‫الزنا‬ ‫عمي دخيؿ‬ ‫‪66‬‬

‫‪4611‬‬ ‫االماـ الرضا‬ ‫عمي دخيؿ‬ ‫‪67‬‬

‫‪4615‬‬ ‫العاده السريو‬ ‫عمي محمد عمي دخيؿ‬ ‫‪68‬‬

‫‪4615‬‬ ‫التقكيـ االسالمي‬ ‫عماد الديف المكسكم الحائرم‬ ‫‪69‬‬

‫‪4615‬‬ ‫عنتر بف شداد‬ ‫قصة‬ ‫‪6:‬‬

‫‪366‬‬
‫‪4612‬‬ ‫قصة قمر الزماف‬ ‫‪71‬‬

‫‪4656‬‬ ‫ىؿ تصدقكف ؟‬ ‫كاظـ عبد الحسيف الحمي‬ ‫‪72‬‬

‫‪4612‬‬ ‫المضمار الرياضي‬ ‫لجنة الرياضة كاأللعاب في كربالء‬ ‫‪73‬‬

‫‪4650‬‬ ‫مقررات مجمس المكاء العاـ‬ ‫متصرفية لكاء الديكانية‬ ‫‪74‬‬

‫‪4614‬‬ ‫مقررات مجمس المكاء العاـ‬ ‫متصرفية لكاء الديكانية‬ ‫‪75‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مقررات مجمس المكاء العاـ‬ ‫متصرفية لكاء ديالى‬ ‫‪76‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مقررات مجمس المكاء العاـ‬ ‫متصرفية لكاء كربالء‬ ‫‪77‬‬

‫‪4612‬‬ ‫اإلسالـ في صراعو مع الفكر‬ ‫مجيد حميد الثامر‬ ‫‪78‬‬

‫‪4612‬‬ ‫االسالـ قضية عادلة‬ ‫محسف ماؿ اهلل‬ ‫‪79‬‬

‫‪4613‬‬ ‫حسيف مني كانا مف حسيف‬ ‫محمد الخالصي‬ ‫‪7:‬‬

‫‪4613‬‬ ‫الفمسفة العربية الجديده‬ ‫محمد الفكاد‬ ‫‪81‬‬

‫‪4613‬‬ ‫إنسانية الدعكة اإلسالمية‬ ‫محمد حسيف الصغير‬ ‫‪82‬‬

‫‪4610‬‬ ‫انفاس الشباب‬ ‫محمد رضا اؿ صادؽ‬ ‫‪83‬‬

‫‪4615‬‬ ‫قكاعد اإلحساف في تفسير القراف‬ ‫محمد رضا الحساني‬ ‫‪84‬‬

‫‪4610‬‬ ‫أعكاـ الضما مجمكعة قصص‬ ‫محمد ضارم الجميمي‬ ‫‪85‬‬

‫‪4614‬‬ ‫كشاع السماء في شاف سامراء‬ ‫محمد طاىر السماكم‬ ‫‪86‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الصييكنية ككاجب المسمميف تجميا‬ ‫محمد عمي خرـ ابادم‬ ‫‪87‬‬

‫‪4613‬‬ ‫اإلسالـ ككاقع المسمـ المعاصر‬ ‫محمد كاظـ القزكيني‬ ‫‪88‬‬

‫‪4610‬‬ ‫النصرة في رثاء العترة اك ديكاف‬ ‫محمد كاظـ القطبغي البياغي‬ ‫‪89‬‬

‫القطيفي‬
‫‪4610‬‬ ‫التاريخ الصحيح‬ ‫محمد ميدم الشيرازم‬ ‫‪8:‬‬

‫‪4610‬‬ ‫السر – مسرحية في فصؿ كاحد‬ ‫محي الديف حميد زنكنة‬ ‫‪91‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مف كحي االخالؽ‬ ‫مصطفى اؿ االعتماد‬ ‫‪92‬‬

‫‪4611‬‬ ‫اصداء الحياة‬ ‫مظير أطيمش‬ ‫‪93‬‬

‫‪4610‬‬ ‫مدح في فردكس صغير‬ ‫مكسى خضر‬ ‫‪94‬‬

‫‪4656‬‬ ‫عشنا‬ ‫نجـ الجبكرم‬ ‫‪95‬‬

‫‪4650‬‬ ‫النغمات الحسينية‬ ‫نجـ عبكد الككاز‬ ‫‪96‬‬

‫‪4656‬‬ ‫النظاـ الداخمي‬ ‫نقابة عماؿ كمستخدمي البناء كالمشاريع‬ ‫‪97‬‬

‫البنائية‬

‫‪367‬‬
‫‪4656‬‬ ‫النظاـ الداخمي كاألساسي‬ ‫نقابة عماؿ كمستخدمي ك ازرة المعارؼ‬ ‫‪98‬‬

‫العراقية‬
‫‪4612‬‬ ‫لحساب مف ىذه الخيانة ؟‬ ‫ىادم كماؿ الديف‬ ‫‪9:‬‬

‫الممحؽ رقـ ( ‪) 2:‬‬


‫أىـ مطبوعات المطبعة الحيدرية‬
‫سنة الطبع‬ ‫اسـ الكتاب‬ ‫المؤلؼ‬ ‫ت‬

‫‪4611‬‬ ‫القصد كاالمـ في التعريؼ باصكؿ‬ ‫ابف عبد البرالقرطيسيس‬ ‫‪2‬‬

‫انساب العرب كالعجـ‬


‫‪4610‬‬ ‫تييئة محمد ميدم الخرساف‬ ‫ابك اسماعيؿ ابراىيـ ابف طباطبا‬ ‫‪3‬‬

‫‪361‬‬
‫‪4615‬‬ ‫مقتؿ الطالبيف‬ ‫ابك الفرج عمي االصفياني‬ ‫‪4‬‬

‫‪4613‬‬ ‫الجباؿ كاالمكنة كالمياه‬ ‫ابك القاسـ الزمخشرم‬ ‫‪5‬‬

‫‪4611‬‬ ‫المحاسف‬ ‫ابك جعفر احمد البرقي‬ ‫‪6‬‬

‫‪4611‬‬ ‫ركضة الكاعظيف‬ ‫ابك عمي محمد بف الحسف السينابكرم‬ ‫‪9‬‬

‫‪4612‬‬ ‫سر السمسمة العمكية‬ ‫ابي نصر سيؿ بف عبد اهلل‬ ‫‪:‬‬

‫‪4611‬‬ ‫شذكر العقكد في ذكر النقكد‬ ‫احمد عمي المقريزم‬ ‫‪21‬‬

‫‪4615‬‬ ‫خطبة البياف‬ ‫االماـ امير المؤمنيف ‪‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مجمكعة كراـ‬ ‫االمير كراـ بف ابي فراس المالكي‬ ‫‪23‬‬

‫‪4612‬‬ ‫غاية االختصار‬ ‫تاج السعديف احمد بف حمزة بف زىرة‬ ‫‪24‬‬

‫‪4611‬‬ ‫فاجعة بنت الحسيف ‪‬‬ ‫جعفر النقدم‬ ‫‪25‬‬

‫‪4614‬‬ ‫غزكات امير المؤمنيف ‪‬‬ ‫جعفر النقدم‬ ‫‪26‬‬

‫‪4614‬‬ ‫معالـ العمماء‬ ‫الحافظ محمد عمي اشكب‬ ‫‪27‬‬

‫‪4610‬‬ ‫تاريخ الككفة‬ ‫حسف البراقي‬ ‫‪28‬‬

‫‪4614‬‬ ‫رجاؿ العالمة‬ ‫الحسف الحمي‬ ‫‪29‬‬

‫‪4656‬‬ ‫فرقة الشيعة‬ ‫الحسف النكبختي‬ ‫‪2:‬‬

‫‪4612‬‬ ‫تحؼ العقكؿ عف كؿ الرسكؿ‬ ‫الحسف بف عمي بف شعبة البحراني‬ ‫‪31‬‬

‫‪4613‬‬ ‫نعـ المفزع ليكـ الفزع‬ ‫حسيف البحراني‬ ‫‪32‬‬

‫‪4615‬‬ ‫طب االئمة‬ ‫حسيف عبد اهلل ابف سبطاـ الزيات‬ ‫‪33‬‬

‫‪4612‬‬ ‫بشارة االسالـ‬ ‫حيدر الكاظمي‬ ‫‪34‬‬

‫‪4650‬‬ ‫مراجع تراجـ ادباء العرب‬ ‫خمدكف الكىابي‬ ‫‪35‬‬

‫‪4615‬‬ ‫الرسالة الذىبية اك طب االماـ‬ ‫الرسالة التي كتبيا االماـ الرضا ‪ ‬الى‬ ‫‪36‬‬

‫الرضا ‪‬‬ ‫المامكف‬


‫‪4612‬‬ ‫المالحـ كالفتف‬ ‫رضي الديف ابف طاككس‬ ‫‪37‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مكجز ترجمة التاريخ الفارسي‬ ‫سعيد بف عمي الكاكسي‬ ‫‪38‬‬

‫‪4615‬‬ ‫ينابيع المكدة‬ ‫سميماف بف ابراىيـ البالخي‬ ‫‪39‬‬

‫‪4615‬‬ ‫فالح السائؿ‬ ‫السيد رشي الديف ابف طاككس‬ ‫‪3:‬‬

‫‪4610‬‬ ‫منطقة الطالبية‬ ‫الشريؼ ابك اسماعيؿ العمكم‬ ‫‪41‬‬

‫‪4612‬‬ ‫مثي ار االحزاف‬ ‫شريؼ عبد الحسيف الجكاىرم‬ ‫‪42‬‬

‫‪4611‬‬ ‫تكحيد‬ ‫الشيخ الصدكؽ ابف بابكيو القمي‬ ‫‪43‬‬

‫‪365‬‬
‫‪4615‬‬ ‫عمؿ الشرائع‬ ‫الشيخ الصدكؽ ابف بابكيو القمي‬ ‫‪44‬‬

‫‪4614‬‬ ‫رجاؿ الطكسي‬ ‫شيخ الطائفة الطكسي‬ ‫‪45‬‬

‫‪4611‬‬ ‫نزىة الحبيس كمنية االديب االنيس‬ ‫عباس حسيف المكسكم‬ ‫‪46‬‬

‫‪4611‬‬ ‫تحفة االبرار‬ ‫عبد اهلل القطيفي‬ ‫‪47‬‬

‫‪4613‬‬ ‫المنح االليية في المجالس‬ ‫عبد المجيد القطيفي‬ ‫‪48‬‬

‫العاشكرية‬
‫‪4613‬‬ ‫الفصكؿ الميمة‬ ‫عمي المالكي ابف الصباغ‬ ‫‪49‬‬

‫‪4611‬‬ ‫أعماؿ كادعية شير رمضاف‬ ‫عمي المرىكف‬ ‫‪4:‬‬

‫‪4610‬‬ ‫المطالب الميمة في تاريخ النبي‬ ‫عمي الياشمي‬ ‫‪51‬‬

‫‪4612‬‬ ‫ديكاف كحي الشعكر‬ ‫عمي بف محمد الرمضاف‬ ‫‪52‬‬

‫‪4614‬‬ ‫زىرة العقكؿ في نسب ثاني فرعي‬ ‫عمي شد قـ الحسيني‬ ‫‪53‬‬

‫الرسكؿ‬
‫‪4611‬‬ ‫قصص القراف‬ ‫عمي منصكر المرىكف‬ ‫‪54‬‬

‫‪4656‬‬ ‫كفاة زينب الكبرل‬ ‫فرج كؿ عمراف القطيفي‬ ‫‪55‬‬

‫‪4650‬‬ ‫مدرسة الحسيف االبتدائية‬ ‫لجنة ادارة المدرسة‬ ‫‪56‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مات النيار‬ ‫لطيؼ عبد الحسيف‬ ‫‪57‬‬

‫‪4611‬‬ ‫شذكر العقكد في ذكرل النقكد‬ ‫احمد بف عمي‬ ‫‪58‬‬

‫‪4611‬‬ ‫التقكيـ العربي‬ ‫محمد الجزائرم‬ ‫‪59‬‬

‫‪4612‬‬ ‫الركابط االجتماعية في االسالـ‬ ‫محمد الحسني االديب‬ ‫‪5:‬‬

‫‪4613‬‬ ‫امالي الشيخ المفيد‬ ‫محمد النعماف‬ ‫‪61‬‬

‫‪4611‬‬ ‫النصائح الكافية لمف يتكلى معاكية‬ ‫محمد بف عقيؿ العمكم‬ ‫‪62‬‬

‫‪4612‬‬ ‫قضاء امير المؤمنيف ‪‬‬ ‫محمد تقي التسترم‬ ‫‪63‬‬

‫‪4614‬‬ ‫زينة الرجاؿ‬ ‫محمد حسيف االديب‬ ‫‪64‬‬

‫‪4615‬‬ ‫عمـ االماـ‬ ‫محمد حسيف المظفر‬ ‫‪65‬‬

‫‪4615‬‬ ‫ميثـ التمار‬ ‫محمد حسيف المظفر‬ ‫‪66‬‬

‫االرض كالتربة الحسينية‬ ‫محمد حسيف كاشؼ الغطاء‬ ‫‪67‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مقتؿ الحسيف ‪‬‬ ‫محمد شريؼ اؿ كاشؼ الغطاء‬ ‫‪68‬‬

‫‪4612‬‬ ‫االيقاد في كفاة النبي كاالئمة ‪‬‬ ‫محمد عمي الشاه عبد العظيـ‬ ‫‪69‬‬

‫‪4613‬‬ ‫التقكيـ العربي‬ ‫محمد كاظـ الكتبي‬ ‫‪6:‬‬

‫‪371‬‬
‫‪4615‬‬ ‫حمية االداب‬ ‫محمد ميدم الجكاىرم‬ ‫‪71‬‬

‫‪4615‬‬ ‫ماىي الزكاة‬ ‫محمد ميدم الشيرازم‬ ‫‪72‬‬

‫‪4615‬‬ ‫ىؿ تعرؼ الصالة‬ ‫محمد ميدم الشيرازم‬ ‫‪73‬‬

‫‪4614‬‬ ‫صدل التيذيب‬ ‫مدرسة التيذذيب االبتداية‬ ‫‪74‬‬

‫‪4614‬‬ ‫تنزيو االنبياء‬ ‫المرتضى عمـ اليدل‬ ‫‪75‬‬

‫‪4610‬‬ ‫االنس الجميؿ بتاريخ القدس‬ ‫معبير الديف العنبمي‬ ‫‪76‬‬

‫كالخميؿ‬
‫‪4656‬‬ ‫ديكاف كحي المشعكر‬ ‫ممة عمي الخطي‬ ‫‪77‬‬

‫‪4611‬‬ ‫ترجمة ىادم الفضمي‬ ‫مناظرة الكردة كالكمامة‬ ‫‪78‬‬

‫‪4614‬‬ ‫قصص االنبياء‬ ‫نعمة اهلل الجزائرم‬ ‫‪79‬‬

‫‪4611‬‬ ‫ديكاف الكعبي‬ ‫ىاشـ بف حرداف الكعبي‬ ‫‪7:‬‬

‫‪4611‬‬ ‫تذكره الخكاص‬ ‫يكسؼ بف قراكغمي ابف الجكزم‬ ‫‪81‬‬

‫‪4615‬‬ ‫تاريخ الحمة‬ ‫يكسؼ كرككش الحمي‬ ‫‪82‬‬

‫الممحؽ رقـ ( ‪) 31‬‬


‫أىـ مطبوعات مطبعة النجؼ‬
‫سنة الطبع‬ ‫اسـ الكتاب‬ ‫المؤلؼ‬ ‫ت‬

‫‪4615‬‬ ‫ركضة الكافي‬ ‫ابكجعفر بابكيو القمي‬ ‫‪2‬‬

‫‪4650‬‬ ‫حياة االماـ مكسى بف جعفر‪‬‬ ‫باقر القرشي‬ ‫‪3‬‬

‫‪4613‬‬ ‫العمؿ‬ ‫باقر القرشي‬ ‫‪4‬‬

‫‪4615‬‬ ‫مف تراث الشيعة‬ ‫حبيب سمماف الخطيب‬ ‫‪5‬‬

‫‪4615‬‬ ‫ديكاف‬ ‫حسف القيـ الحمي‬ ‫‪6‬‬

‫‪371‬‬
‫‪4611‬‬ ‫الطريؽ الى اهلل‬ ‫حسيف البحراني‬ ‫‪7‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مناقشات مع الدكتكر مصطفى‬ ‫رؤكؼ جماؿ الديف‬ ‫‪8‬‬

‫جكاد‬
‫‪4611‬‬ ‫عناية االصكؿ في شرح كفاية‬ ‫السيد مرتضى الحسيني الفيركزكبادم‬ ‫‪9‬‬

‫االصكؿ‬
‫‪4612‬‬ ‫النقد السديد عمى مشرح الشقيقية‬ ‫الشيخ محسف كؿ كريـ البزكني‬ ‫‪:‬‬

‫العمكية البف ابي الحديد‬


‫‪4611‬‬ ‫الخمر ككلي ار المجتمع‬ ‫صادؽ ميدم الحسيني‬ ‫‪21‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مصابيح الظالـ‬ ‫صالح الحسف العمكيات‬ ‫‪22‬‬

‫‪4612‬‬ ‫عقيؿ بف ابي طالب‬ ‫طاىر حسيف الخطيب‬ ‫‪23‬‬

‫‪4612‬‬ ‫مف عمكـ الطب في االسالـ‬ ‫عارؼ سميـ القرىغكلي‬ ‫‪24‬‬

‫‪4650‬‬ ‫المكاعظ كاالداب‬ ‫عبد الحسيف حبيب المكسكم‬ ‫‪25‬‬

‫‪4615‬‬ ‫ثكرة الحسيف‬ ‫عبد اليادم الفضمي‬ ‫‪26‬‬

‫‪4614‬‬ ‫اخي المثقؼ‬ ‫عمي الككراني‬ ‫‪27‬‬

‫‪4611‬‬ ‫كشؼ الغمة في معرفة االئمة‬ ‫عمي عبد الحسيف االربمي‬ ‫‪28‬‬

‫‪4612‬‬ ‫ديكاف‬ ‫عمي عبد الحسيف الحيثي‬ ‫‪29‬‬

‫‪4615‬‬ ‫شعراء القطيؼ‬ ‫عمي منصكر المرىكف‬ ‫‪2:‬‬

‫‪4615‬‬ ‫أجكبة المسائؿ الككيتية‬ ‫فرج العمراف‬ ‫‪31‬‬

‫‪4650‬‬ ‫نخبة الحديث في الكصايا‬ ‫محمد ابراىيـ الكرباسي‬ ‫‪32‬‬

‫كالمكاريث‬
‫‪4613‬‬ ‫محاضرات في اصكؿ الفقو‬ ‫محمد اسحاؽ الفياض‬ ‫‪33‬‬

‫‪4611‬‬ ‫طب االماـ الصادؽ ‪‬‬ ‫محمد الخميمي‬ ‫‪34‬‬

‫‪4613‬‬ ‫الكندم‬ ‫محمد بحر العمكـ‬ ‫‪35‬‬

‫‪4650‬‬ ‫مشكمة االماـ الغائب كحميا‬ ‫محمد جماؿ الياشمي‬ ‫‪36‬‬

‫‪4615‬‬ ‫حؿ الطالسـ‬ ‫محمد جكاد الجزائرم‬ ‫‪37‬‬

‫‪4611‬‬ ‫ايات االحكاـ‬ ‫محمد حسيف الطباطبائي اليزدم‬ ‫‪38‬‬

‫‪4656‬‬ ‫تحفة الحكيـ‬ ‫محمد حسيف الغركم‬ ‫‪39‬‬

‫‪4650‬‬ ‫مبادئ االيماف‬ ‫محمد حسيف كاؼ الغطاء‬ ‫‪3:‬‬

‫‪4650‬‬ ‫انكار الكسائؿ‬ ‫محمد طاىر اؿ شبر الخاقاني‬ ‫‪41‬‬

‫‪372‬‬
‫‪4612‬‬ ‫مناسؾ الحج‬ ‫محمد طاىر كؿ شبر الخاقاني النجفي‬ ‫‪42‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الكاعظ‬ ‫محمد عمي الكاعظ االصفياني‬ ‫‪43‬‬

‫‪4611‬‬ ‫كقفة مع المكجكديف‬ ‫محمد ميدم الشيرازم‬ ‫‪44‬‬

‫‪4612‬‬ ‫مصادر الدراسة عف النجؼ‬ ‫محمد ىادم االميني‬ ‫‪45‬‬

‫االشرؼ كالشيخ الطكسي‬


‫‪4613‬‬ ‫مف نكادر مخطكطات مكتبة‬ ‫محمد ىادم االميني‬ ‫‪46‬‬

‫األماـ الحكيـ ( ؽ )‬
‫‪4614‬‬ ‫كنية الذذىب كالفة‬ ‫ميدم الحجازم‬ ‫‪47‬‬

‫‪4615‬‬ ‫اآليات الساطعة‬ ‫مكسى بف جعفر السكداني‬ ‫‪48‬‬

‫‪4612‬‬ ‫جامع السعادات‬ ‫المكلى محمد ميدم النرافي‬ ‫‪49‬‬

‫‪4611‬‬ ‫المحاسبة نظرية كتطبيؽ‬ ‫نجـ يجرم‬ ‫‪4:‬‬

‫‪4650‬‬ ‫التيذيب لمغني المبيب‬ ‫ىاشـ الطباطبائي اليزدم‬ ‫‪51‬‬

‫‪4615‬‬ ‫مجمكعة أسئمة كأجكبة‬ ‫كاجبات المركة المسممة‬ ‫‪52‬‬

‫الممحؽ رقـ ( ‪) 32‬‬


‫أىـ مطبوعات مطبعة القضاء‬
‫سنة الطبع‬ ‫اسـ الكتاب‬ ‫المؤلؼ‬ ‫ت‬

‫‪4656‬‬ ‫الثكرة في الشعر الشعبي‬ ‫ابراىيـ التميمي‬ ‫‪2‬‬

‫‪4650‬‬ ‫العقد الثميف‬ ‫احمد الخضراكم‬ ‫‪3‬‬

‫‪4611‬‬ ‫خاتـ الرسائؿ‬ ‫احمد المستنبط‬ ‫‪4‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مكجز صرؼ كتاب انكار الربيع‬ ‫احمد نظاـ الديف الحسيني خميؿ رشيد‬ ‫‪5‬‬

‫في انكاع البديع‬


‫‪4615‬‬ ‫النظاـ السياسي‬ ‫جمعية التكجيو الديني‬ ‫‪6‬‬

‫‪373‬‬
‫‪4650‬‬ ‫االجتياد كالتقميد‬ ‫حسف الناصرم‬ ‫‪7‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الرحمة الدينية في األقطار العربية‬ ‫حسف كاظـ عمكش‬ ‫‪8‬‬

‫كالعكاصـ األكربية كاإلسالمية‬


‫‪4613‬‬ ‫صكرة مف الماضي‬ ‫خميؿ رشيد‬ ‫‪9‬‬

‫‪4610‬‬ ‫لحظات مف ابي الطيب المتنبي‬ ‫خميؿ رشيد‬ ‫‪:‬‬

‫‪4612‬‬ ‫محمد جكاد ‪‬‬ ‫خميؿ رشيد المعمارم‬ ‫‪21‬‬

‫‪4656‬‬ ‫نفاؽ الرفاؽ‬ ‫رياض حمزة شير عمي‬ ‫‪22‬‬

‫‪4611‬‬ ‫بطانة حسف الركاع‬ ‫رياض شير عمي‬ ‫‪23‬‬

‫‪4613‬‬ ‫التدخيف كالسرطاف‬ ‫سالـ جاكيد‬ ‫‪24‬‬

‫‪4656‬‬ ‫الشيكعية كالديف االسالمي‬ ‫صاحب جكاد الحكيـ‬ ‫‪25‬‬

‫‪4614‬‬ ‫الدرر الغركية في مدح كرثاء‬ ‫صالح القزكيني‬ ‫‪26‬‬

‫العترة المصطفكية‬
‫‪4656‬‬ ‫نحف كالشيكعية‬ ‫صبرم محمد حسف‬ ‫‪27‬‬

‫‪4611‬‬ ‫االغراء في التضميؿ الشرعي‬ ‫طاىر الخطيب‬ ‫‪28‬‬

‫‪4613‬‬ ‫صكت السماء‬ ‫طالب دار المعمميف االبتدائية في كربالء‬ ‫‪29‬‬

‫‪4650‬‬ ‫دمكع الماس‬ ‫عباس الجابرم‬ ‫‪2:‬‬

‫‪4613‬‬ ‫فكائد الناصرية‬ ‫عباس الخكابيراكم‬ ‫‪31‬‬

‫‪4656‬‬ ‫بطؿ الحرية‬ ‫عباس الفتالكم‬ ‫‪32‬‬

‫‪4656‬‬ ‫مف انكار االسالـ‬ ‫عبد الجبار االعظيـ‬ ‫‪33‬‬

‫‪4656‬‬ ‫السيدة سكينة‬ ‫عبد الرزاؽ المكسكم‬ ‫‪34‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الشعكبية‬ ‫عبد الصاحب الدجيمي‬ ‫‪35‬‬

‫‪4611‬‬ ‫كتاب الصكـ‬ ‫عمي االركمي‬ ‫‪36‬‬

‫‪4614‬‬ ‫النظاـ الداخمي‬ ‫غرفة تجارة كربالء‬ ‫‪37‬‬

‫‪4613‬‬ ‫ديكاف العبرة في رثاء العترة‬ ‫فاضؿ الكاسطي‬ ‫‪38‬‬

‫‪4611‬‬ ‫االسالـ كنظرية االنتخاب الطبيعي‬ ‫كاظـ الحمفي‬ ‫‪39‬‬

‫‪4611‬‬ ‫اهلل صفاتو كاسماء الحسنى‬ ‫كاظـ الحمفي‬ ‫‪3:‬‬

‫‪4611‬‬ ‫اهلل في نضر االسالـ كالشيكعية‬ ‫كاظـ الحمفي‬ ‫‪41‬‬

‫‪4656‬‬ ‫تاريخ البصرة‬ ‫كاظـ الساعدم‬ ‫‪42‬‬

‫‪4611‬‬ ‫االسالـ في العقيدة كاالسالـ‬ ‫كاظـ الساعدم‬ ‫‪43‬‬

‫‪374‬‬
‫محسف االميف‬ ‫المتبؽ في عمـ التصريؼ‬ ‫‪44‬‬

‫‪4611‬‬ ‫الحمة الجديدة‬ ‫متصرفية لكاء الحمة‬ ‫‪45‬‬

‫‪4615‬‬ ‫القراف كاالحكاؿ المناخية‬ ‫محسف عبد الصاحب المظفر‬ ‫‪46‬‬

‫‪4613‬‬ ‫كتاب الحج‬ ‫محمد ابراىيـ الشاىركدم‬ ‫‪47‬‬

‫‪4611‬‬ ‫ارجكزة في الصكـ كاالعتكاؼ‬ ‫محمد ابف صادؽ البغدادم‬ ‫‪48‬‬

‫كالخمس‬
‫‪4611‬‬ ‫ىداية االناـ الشريعة االسالمية‬ ‫محمد البغدادم الحسيني‬ ‫‪49‬‬

‫‪4612‬‬ ‫مناسؾ الحج‬ ‫محمد الحسيني البغدادم‬ ‫‪4:‬‬

‫‪4611‬‬ ‫كجكب النيضة‬ ‫محمد الحسيني النجفي‬ ‫‪51‬‬

‫‪4615‬‬ ‫قصتي مع صديؽ مشكؾ‬ ‫محمد باقر الناصرم‬ ‫‪52‬‬

‫‪4614‬‬ ‫تعميـ المغات الشرقية كاالسالمية‬ ‫محمد تقي اليندم‬ ‫‪53‬‬

‫‪4615‬‬ ‫ىكذا تحدث ابك تراب‬ ‫محمد حسف عميكم‬ ‫‪54‬‬

‫‪4612‬‬ ‫درر االخبار‬ ‫محمد رضا الصبي‬ ‫‪55‬‬

‫‪4612‬‬ ‫المنية في حكـ الشارب كالمحية‬ ‫محمد رضا المطبعي‬ ‫‪56‬‬

‫‪4614‬‬ ‫احاديث المسمميف في قضاء امير‬ ‫محمد عمي الطبي‬ ‫‪57‬‬

‫المؤمنيف ‪‬‬
‫‪4611‬‬ ‫امثاؿ كحكـ‬ ‫محمد عمي جعفر التميمي‬ ‫‪58‬‬

‫‪4611‬‬ ‫مخطكطات مكتبة اية اهلل السيد‬ ‫محمد ىادم االميني‬ ‫‪59‬‬

‫البغدادم‬
‫‪4613‬‬ ‫عيد الغدير في عيد الفاطميف‬ ‫محمد ىادم االميني‬ ‫‪5:‬‬

‫‪4656‬‬ ‫مناعة المجتمع العربي‬ ‫محمد ىادم االميني‬ ‫‪61‬‬

‫‪4650‬‬ ‫نظـ دكر السمطيف‬ ‫محمد يكسؼ الزرندم الحنفي‬ ‫‪62‬‬

‫‪4650‬‬ ‫ارشاد العباد الى سبيؿ الرشاد‬ ‫محمكد الكرمككدم‬ ‫‪63‬‬

‫‪4656‬‬ ‫تاييد منشكرات جماعة العمماء‬ ‫مدرسة العمـ الدينية في الناصرية‬ ‫‪64‬‬

‫‪4613‬‬ ‫نداء المعرفة‬ ‫مدرسة النضاؿ‬ ‫‪65‬‬

‫‪4611‬‬ ‫االسالـ ديف اجتماعي‬ ‫مدرسة اية اهلل الشيرازم‬ ‫‪66‬‬

‫‪4656‬‬ ‫بياف‬ ‫ممثمي طمبة القائمة المستقمة في النجؼ‬ ‫‪67‬‬

‫‪4614‬‬ ‫النظاـ الداخمي‬ ‫نادم الغرم الرياضي‬ ‫‪68‬‬

‫‪4656‬‬ ‫السالـ العالمي‬ ‫ناصر البديرم‬ ‫‪69‬‬

‫‪375‬‬
‫‪4650‬‬ ‫عمى ضكء القراف‬ ‫ناصر البديرم‬ ‫‪6:‬‬

‫‪4612‬‬ ‫النظاـ الداخمي لجمعية التضامف‬ ‫‪71‬‬

‫االسالمي‬
‫‪4656‬‬ ‫مف مخازم الشيكعييف‬ ‫ىادم كماؿ الديف‬ ‫‪72‬‬

‫‪4656‬‬ ‫رسائؿ العادلي‬ ‫يكسؼ ماجد العادلي‬ ‫‪73‬‬

‫الممحؽ رقـ ( ‪) 33‬‬


‫اىمـ مطبوعات المطبعة العممية‬
‫سنة الطبع‬ ‫اسـ الكتاب‬ ‫المؤلؼ‬ ‫ت‬

‫‪4650‬‬ ‫تحرير الكتابة‬ ‫احمد شكقي االميني‬ ‫‪2‬‬

‫‪4650‬‬ ‫حاشية العركة الكثقى‬ ‫السيد محسف الحكيـ‬ ‫‪3‬‬

‫‪4611‬‬ ‫التقكيـ العربي‬ ‫عبد الجميؿ العادلي‬ ‫‪4‬‬

‫‪4650‬‬ ‫جغرافية العراؽ كتاريخو القديـ‬ ‫عبد الرزاؽ البغدادم االسدم‬ ‫‪5‬‬

‫‪4650‬‬ ‫اية التطيير في الخمسة اىؿ‬ ‫محي الديف الغريفي‬ ‫‪6‬‬

‫الكساء‬
‫‪4611‬‬ ‫تذكرة الخكاص‬ ‫يكسؼ بف قراكغمي ابف الجكزم‬ ‫‪7‬‬

‫‪376‬‬
‫الممحؽ رقـ ( ‪) 34‬‬
‫أىـ مطبوعات مطبعة دار الحكمة‬
‫سنة الطبع‬ ‫اسـ الكتاب‬ ‫المؤلؼ‬ ‫ت‬

‫‪4612‬‬ ‫االيجاز في الفرائض كالمكاريث‬ ‫شيخ الطائفة الطكسي‬ ‫‪2‬‬

‫‪4612‬‬ ‫يكـ الحسيف ‪‬‬ ‫عمي محمد دخيؿ‬ ‫‪3‬‬

‫‪4613‬‬ ‫عندما كنت قاضيا‬ ‫محمد الخميمي‬ ‫‪4‬‬

‫‪4613‬‬ ‫ديكاف اليدل كالغراـ‬ ‫محمد باقر االيركاني‬ ‫‪5‬‬

‫‪4613‬‬ ‫حاشية تكضيح المسائؿ‬ ‫يحيى المدرس اليزدم‬ ‫‪6‬‬

‫‪377‬‬
‫الممحؽ رقـ ( ‪) 35‬‬
‫أىـ مطبوعات مطبعة الباقر‬
‫سنة الطبع‬ ‫اسـ الكتاب‬ ‫المؤلؼ‬ ‫ت‬

‫‪4611‬‬ ‫التقكيـ العربي‬ ‫تعريب بعض الفضالء‬ ‫‪2‬‬

‫‪4613‬‬ ‫مجمكعة المكاليد‬ ‫عباس الترجماف‬ ‫‪3‬‬

‫‪4612‬‬ ‫ديكاف‬ ‫محمد حسيف ابك المحاسف الكربالئي‬ ‫‪4‬‬

‫‪4612‬‬ ‫ضحاياه العقيدة‬ ‫محمد عمي بحر العمكـ‬ ‫‪5‬‬

‫‪4612‬‬ ‫األصكؿ االعتقادية في اإلسالـ‬ ‫مسمـ بف حمكد الحسيني‬ ‫‪6‬‬

‫‪371‬‬
‫المالحؽ رقـ ( ‪) 36‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نماذج مف الشعراء ذات النتائج األدبي المتميز خالؿ مدة البحث‬
‫سنة التولد‬ ‫اسـ الشاعر‬ ‫ت‬

‫‪2:25‬‬ ‫إبراىيـ الوائمي‬ ‫‪2‬‬


‫‪2:34‬‬ ‫احمد الجزائري‬ ‫‪3‬‬
‫‪2:33‬‬ ‫احمد السماوي‬ ‫‪4‬‬
‫‪29:7‬‬ ‫احمد الصافي‬ ‫‪5‬‬
‫‪2:13‬‬ ‫احمد اليندي‬ ‫‪6‬‬

‫( ‪ )3‬رتبت األسماء حسب األبجدية كباالعتماد عمى المصادر التالية ‪ :‬محمد حسيف الصغير ‪ ،‬فمسطيف في الشعر النجفي المعاصر ؛ محمد باقر‬
‫البيادلي ‪ ،‬الحياة الفكرية في النجؼ ؛ عمي الخاقاني ‪ ،‬شعراء الغرم ‪.‬‬
‫‪375‬‬
‫‪2:34‬‬ ‫احمد الوائمي‬ ‫‪7‬‬
‫‪2:36‬‬ ‫احمد حسف الدجيمي‬ ‫‪8‬‬
‫‪2:16‬‬ ‫جواد قساـ‬ ‫‪9‬‬
‫‪2:31‬‬ ‫حسف الشميساوي‬ ‫‪:‬‬
‫‪2:1:‬‬ ‫حسيف الصغير‬ ‫‪21‬‬
‫‪2:17‬‬ ‫حسيف كماؿ الديف‬ ‫‪22‬‬
‫‪2:25‬‬ ‫سمماف الخاقاني‬ ‫‪23‬‬
‫‪2:26‬‬ ‫السيد جواد شبر‬ ‫‪24‬‬
‫‪2:19‬‬ ‫صالح الجعفري‬ ‫‪25‬‬
‫‪2:38‬‬ ‫صالح الظالمي‬ ‫‪26‬‬
‫‪2:22‬‬ ‫ضياء الدخيمي‬ ‫‪27‬‬
‫‪2:1:‬‬ ‫عبد الحسيف الفرطوسي‬ ‫‪28‬‬
‫‪29:1‬‬ ‫باقر الشبيبي‬ ‫‪29‬‬
‫‪2:43‬‬ ‫جعفر الياللي‬ ‫‪2:‬‬
‫‪2:13‬‬ ‫حسف الجواىري‬ ‫‪31‬‬
‫‪29:2‬‬ ‫حسف الدجيمي‬ ‫‪32‬‬
‫‪2:37‬‬ ‫حسيف بحر العموـ‬ ‫‪33‬‬
‫‪2:28‬‬ ‫حسيف محمد الصغير‬ ‫‪34‬‬
‫‪2:16‬‬ ‫خضر القزويني‬ ‫‪35‬‬
‫‪29::‬‬ ‫سعيد الحكيـ‬ ‫‪36‬‬
‫‪2994‬‬ ‫صادؽ االعسـ‬ ‫‪37‬‬
‫‪2:3:‬‬ ‫ضياء الديف الخاقاني‬ ‫‪38‬‬
‫‪2994‬‬ ‫عبد الحسيف الحمي‬ ‫‪39‬‬
‫‪2:29‬‬ ‫عبد الحميد الصغير‬ ‫‪3:‬‬
‫‪2:29‬‬ ‫عبد الحميد الصغير‬ ‫‪41‬‬
‫‪2:17‬‬ ‫عبد الرزاؽ محي الديف‬ ‫‪42‬‬
‫‪2:28‬‬ ‫عبد الزىراء الصغير‬ ‫‪43‬‬
‫‪2:18‬‬ ‫عبد الصاحب الخضري‬ ‫‪44‬‬
‫‪2:25‬‬ ‫عبد الصاحب الدجيمي‬ ‫‪45‬‬

‫‪311‬‬
‫‪2:29‬‬ ‫عبد الصاحب سميسـ‬ ‫‪46‬‬
‫‪2:32‬‬ ‫عبد العزيز الحمفي‬ ‫‪47‬‬
‫‪2:19‬‬ ‫عبد الغني الخضري‬ ‫‪48‬‬
‫‪2983‬‬ ‫عبد الكريـ الجزائري‬ ‫‪49‬‬
‫‪2:17‬‬ ‫عبد الكريـ الدجيمي‬ ‫‪4:‬‬
‫‪2:11‬‬ ‫عبد المنعـ العكاـ‬ ‫‪51‬‬
‫‪2:28‬‬ ‫عبد المنعـ الفرطوسي‬ ‫‪52‬‬
‫‪2:11‬‬ ‫عبد الميدي مطر‬ ‫‪53‬‬
‫‪2:2:‬‬ ‫عبد النبي الشريفي‬ ‫‪54‬‬
‫‪2:45‬‬ ‫عبد اليادي الشرقي‬ ‫‪55‬‬
‫‪29:3‬‬ ‫عبد الواحد المظفر‬ ‫‪56‬‬
‫‪2998‬‬ ‫عمي البازي‬ ‫‪57‬‬
‫‪2:15‬‬ ‫عمي الجواىري‬ ‫‪58‬‬
‫‪2:14‬‬ ‫عمي الخالدي‬ ‫‪59‬‬
‫‪29:2‬‬ ‫عمي الشرقي‬ ‫‪5:‬‬
‫‪2:25‬‬ ‫عمي الصغير‬ ‫‪61‬‬
‫‪29:4‬‬ ‫عمي حيدر‬ ‫‪62‬‬
‫‪2:21‬‬ ‫عمار سميسـ‬ ‫‪63‬‬
‫‪29:9‬‬ ‫قاسـ محي الديف‬ ‫‪64‬‬
‫‪2999‬‬ ‫كاظـ السوداني‬ ‫‪65‬‬
‫‪2997‬‬ ‫كاظـ كاشؼ الغطاء‬ ‫‪66‬‬
‫‪2:11‬‬ ‫محسف شرارة‬ ‫‪67‬‬
‫‪2:39‬‬ ‫محمد اؿ حيدر‬ ‫‪68‬‬
‫‪2:32‬‬ ‫محمد الحويزي‬ ‫‪69‬‬
‫‪2:11‬‬ ‫محمد الخميمي‬ ‫‪6:‬‬
‫‪2:15‬‬ ‫محمد السعبري‬ ‫‪71‬‬
‫‪29:6‬‬ ‫محمد تقي صادؽ‬ ‫‪72‬‬
‫‪2:23‬‬ ‫محمد جماؿ الياشمي‬ ‫‪73‬‬
‫‪2:22‬‬ ‫محمد جواد الشيخ راضي‬ ‫‪74‬‬

‫‪311‬‬
‫‪2993‬‬ ‫محمد جواد مطر‬ ‫‪75‬‬
‫‪2:14‬‬ ‫محمد جواد مغنية‬ ‫‪76‬‬
‫‪2:51‬‬ ‫محمد حسيف الصغير‬ ‫‪77‬‬
‫‪2:52‬‬ ‫محمد رضا اؿ صادؽ‬ ‫‪78‬‬
‫‪29:4‬‬ ‫محمد رضا ذىس‬ ‫‪79‬‬
‫‪2:18‬‬ ‫محمد رضا سيد سمماف‬ ‫‪7:‬‬
‫‪2:15‬‬ ‫محمد طاىر شيخ راضي‬ ‫‪81‬‬
‫‪29:3‬‬ ‫محمد عمي االورباوي‬ ‫‪82‬‬
‫‪2:48‬‬ ‫محمود البستناني‬ ‫‪83‬‬
‫‪2:15‬‬ ‫ميدي االعرجي‬ ‫‪84‬‬
‫‪2:11‬‬ ‫ميدي الحجار‬ ‫‪85‬‬
‫‪29:8‬‬ ‫ميدي مانع‬ ‫‪86‬‬
‫‪2:13‬‬ ‫محمد ميدي الجواىري‬ ‫‪87‬‬

‫‪2:26‬‬ ‫محمد اميف زيف الديف‬ ‫‪88‬‬


‫‪29:9‬‬ ‫محمد باقر الشخص‬ ‫‪89‬‬
‫‪2:14‬‬ ‫محمد تقي الفقيو‬ ‫‪8:‬‬
‫‪29:9‬‬ ‫محمد حسيف الزيف‬ ‫‪91‬‬
‫‪2:35‬‬ ‫محمد حسيف الصافي‬ ‫‪92‬‬
‫‪2:12‬‬ ‫محمد رضا فرج ار‬ ‫‪93‬‬
‫‪2:17‬‬ ‫محمد شرارة‬ ‫‪94‬‬
‫‪2:33‬‬ ‫محمد صادؽ القاموسي‬ ‫‪95‬‬
‫‪29:6‬‬ ‫محمد صادؽ بحر العموـ‬ ‫‪96‬‬
‫‪2:1:‬‬ ‫محمد صالح بحر العموـ‬ ‫‪97‬‬
‫‪2:32‬‬ ‫محمد عمي الحمامي‬ ‫‪98‬‬
‫‪29:8‬‬ ‫محمد عمي اليعقوبي‬ ‫‪99‬‬
‫‪2:16‬‬ ‫محمود الحبوبي‬ ‫‪9:‬‬
‫‪2:24‬‬ ‫مرتضى فرج ار‬ ‫‪:1‬‬
‫‪2:23‬‬ ‫مسمـ الجابري‬ ‫‪:2‬‬
‫‪2:38‬‬ ‫مصطفى جماؿ الديف‬ ‫‪:3‬‬

‫‪312‬‬
‫‪2:26‬‬ ‫ميدي المخزومي‬ ‫‪:4‬‬
‫‪29::‬‬ ‫موسى بحر العموـ‬ ‫‪:5‬‬
‫‪2:18‬‬ ‫نوري شمس الديف‬ ‫‪:6‬‬
‫‪2:25‬‬ ‫نوري شمس الديف‬ ‫‪:7‬‬
‫‪2:21‬‬ ‫ىادي الفياض‬ ‫‪:8‬‬
‫‪2:32‬‬ ‫يحي الصافي‬ ‫‪:9‬‬
‫‪2:31‬‬ ‫يحيى الصافي‬ ‫‪::‬‬

‫‪313‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫المصادر والمراجع‬
‫القروف الكريـ‬

‫أوال ‪ -:‬الوثائؽ ‪:‬‬


‫أ‪ -‬الوثائؽ الرسمية غير المنشورة ‪:‬‬
‫‪ -4‬د ‪ .‬ؾ ‪ .‬ك ‪ ،‬ممؼ إحصاء النفكس في لكاء كربالء المرقـ ‪ 44 / 41‬كتاب مديرية الداخمية المتضمف مف‬
‫ألمشركعات كجداكؿ نفكس العراؽ ( العراقييف فقط ) ‪ ،‬القسـ الخاص بنفكس لكاء كربالء ‪.‬‬
‫‪ ، .............. -3‬ممفات ( البالط الممكي) ‪ ،‬الممؼ المرقـ ( ‪ ، ) 2021‬برقيات مرفكعة إلى الممؾ فيصؿ‬
‫الثاني لعاـ ‪. 4651‬‬

‫‪314‬‬
‫‪ ( ، ............ -2‬ك ازرة الداخمية ) ‪ ،‬الممؼ المرقـ ( ‪ ) 2031 / 344‬برقيات مرفكعة إلى البالط الممكي‬
‫سنة ( ‪. ) 4653‬‬
‫‪ ( ، ............ -1‬ك ازرة الداخمية ) ‪ ،‬ممؼ رقـ ( ‪. ) 4101 / 212‬‬
‫‪ ( ، ............ -5‬ك ازرة الداخمية ) ‪ ،‬ممؼ رقـ ( ‪. ) 41231‬‬
‫‪ ( ، .............. -1‬ممفات البالط الممكي ) ‪ ،‬ممؼ رقـ ( ‪. ) 2035‬‬
‫‪ ( ، .............. -1‬ك ازرة الدفاع ) ‪ ( ،‬رئاسة أركاف الجيش ‪ ،‬الممؼ المرقـ ( ‪ ، ) 231114 / 136‬حكادث‬
‫النجؼ في ‪. 4651 / 44 / 31‬‬
‫‪ ( ، ................ -0‬ك ازرة الداخمية ) ‪ ،‬برقية مف متصرفية لكاء كربالء بعنكاف ( المظاىرات ) بتاريخ تشريف‬
‫االكؿ ‪ 4656‬ـ ‪ ،‬رقـ الممفة ‪. 411111 / 43 / 42‬‬
‫‪ ( ، ............... -6‬مديرية األمف العامة ) ‪ ،‬تقارير خاصة ‪ ، 4611 – 4656‬رقـ الممفة ( ‪ ) )3233‬في‬
‫‪ 41‬اذار ‪. 4611‬‬
‫‪ ، ........... -41‬مديرية المعارؼ العامة ( المدرسة العمكية االيرانية ) ‪ ،‬رقـ الممؼ ‪. 2211 / 11‬‬
‫‪ ، ............... -44‬التقرير المدرسي الشيرم لممديرية رقـ الممؼ ( ‪ ) 306‬في ‪. 4651 / 1 / 30‬‬
‫‪ (، ............ -43‬التعميـ األىمي ) ‪ ،‬تقرير المدرسي تحت الممؼ المرقمة ( ‪ ) 102‬في ‪4651 / 43 / 24‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ ( ، .............. -42‬المدرسة اإليرانية لمبنات ) ‪ ،‬رقـ الممؼ ‪. 134311 / 414‬‬
‫‪ ( ، .............. -41‬المدرسة العمكية اإليرانية ) ‪ ،‬رقـ الممؼ ‪. 134311 / 414‬‬
‫‪ ، ................ -45‬ك ازرة المعارؼ العراقية ‪ ( ،‬المدرسة العمكية االبتدائية ) ‪ ،‬رقـ الممؼ ‪. 23431 / 13‬‬
‫‪ ، ................. -41‬د ‪ .‬ؾ ‪ .‬ك ‪( ،‬ك ازرة المعارؼ) ‪ ،‬نشرة االنباء اليكمية ما ممفة المرقمة ( ‪ ، )11‬نشرة‬
‫رقـ ‪ 451‬في ‪. 4611 / 44 / 21‬‬
‫‪ ، ................ - 41‬نتائج اإلحصاء الثقافي في لكاء كربالء لمسنة ‪. 4613 -4614‬‬
‫‪ ، ................ -40‬نتائج اإلحصاء الثقافي في لكاء كربالء لمسنة ‪. 4612 -4613‬‬
‫‪ ، ............... -46‬نتائج اإلحصاء الثقافي في لكاء كربالء لمسنة ‪. 4615-4611‬‬
‫‪ ، ............... -31‬نتائج اإلحصاء الثقافي في لكاء كربالء لمسنة ‪. 4610 -4611‬‬
‫‪ ، ............... -34‬ك ازرة الترب ية كالتعميـ ‪ ،‬اإلحصاء التربكم ‪ ،‬التعميـ الثانكم ‪ ،‬ممؼ تحت الرقـ ‪/ 2‬‬
‫‪. 23431‬‬
‫‪ ، .............. -33‬ك ازرة المعارؼ ‪ ،‬نشرة اإلنباء اليكمية ‪ ،‬ممؼ تحت الرقـ ( ‪. )014‬‬
‫‪ ( ، ............ -32‬التعميـ األىمي ) ‪ ،‬تقرير المدرسي تحت رقـ الممؼ ( ‪ ) 401‬في ‪. 4655 / 1 / 21‬‬
‫‪ ، ............. -31‬ك ازرة المعارؼ ‪ ،‬نشرة اإلنباء اليكمية ‪ ،‬ممفة تحت الرقـ ( ‪ ، )014‬نشرة رقـ ( ‪ ) 12‬في‬
‫‪ ( ، 4660 / 43 / 31‬جداكؿ ) ‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫(‬ ‫‪ ( ، ............... -35‬ممفات ك ازرة المعارؼ ) ‪ ،‬كتاب ك ازرة المعارؼ إلى ك ازرة الداخمية المرقـ‬
‫‪ ) 40152‬المؤرخ في ‪ ( ، 4615 / 1 / 30‬لفتح مدرسة ابتدائية ) ‪ ،‬الممؼ رقـ ( ‪. ) 556‬‬
‫‪ ( ، ................ -31‬ممفات ك ازرة المعارؼ ) ‪ ،‬كتاب مدرسة منتدل النشر المسائية الممؼ تحت الرقـ (‬
‫‪. ) 551‬‬
‫‪ -31‬مجمكعة االحصات الثقافية في لكاء كربالء ‪ ،‬مف عاـ ‪ ( 4610 -4651‬الجداكؿ الخاصة برياض‬
‫األطفاؿ ) ‪.‬‬
‫‪ ( ، ............ -30‬التعميـ االبتدائي ) ‪ ،‬كتاب تأسيس مدرسة حككمية في النجؼ ‪ ،‬رقـ الممؼ ( ‪) 1421‬‬
‫‪ ( ، ............ -36‬مديرية معارؼ كربالء ) ‪ ،‬ممؼ تحت رقـ ‪ 23431‬في ‪. 4650 / 43 / 24‬‬
‫‪ ( ، ............. -21‬التعميـ الصناعي ) ‪ ،‬ك ازرة المعارؼ ‪ ،‬رقـ الممؼ ( ‪. ) 14411 / 02‬‬
‫‪ ( ، ............. -24‬ك ازرة الداخمية ) ‪ ،‬لكاء كربالء ‪ ،‬تكزيع منشكرات شيكعية ‪ ،‬كانكف الثاني ‪، 4611‬‬
‫التسمسؿ ( ‪ ) 2‬الممؼ رقـ ‪ / 36‬ؾ ‪.‬‬
‫(‬ ‫‪ ( ، ............ -23‬ك ازرة الداخمية ) برقية مرفكعة الى البالط الممكي سنة ‪ ، 4611‬الممؼ المرقـ‬
‫‪. ) 2621 / 144‬‬
‫‪ ( ، ............. -22‬ك ازرة الدفاع ) ‪ ،‬رئاسة اركاف الجيش ‪ ،‬الممؼ رقـ ( ‪ ) 414 / 136‬حكادث النجؼ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الوثائؽ الرسمية المنشورة ‪-:‬‬


‫‪ -4‬المممكة العراقية ‪ ،‬ك ازرة الشؤكف االجتماعية ‪ ،‬مديرية النفكس العامة المجمكعة اإلحصائية لتسجيؿ ‪، 4651‬‬
‫( بغداد ‪ :‬مطبعة المعارؼ ‪. ) 4651 ،‬‬
‫‪ -3‬الجميكرية العراقية ‪ ،‬ك ازرة التخطيط ‪ ،‬الجياز المركزم لإلحصاء ‪ ،‬نتائج التعداد السكاني لسنة ‪( ، 4615‬‬
‫بغداد ‪ :‬مطبعة الجياز المركزم ‪. ) 4615 ،‬‬
‫‪ ، ....................-2‬ك ازرة التخطيط ‪ ،‬دائرة اإلحصاء ‪ ،‬دائرة اإلحصاء المركزم ‪ ،‬قسـ األبحاث كالنشر ‪،‬‬
‫المجمكعة اإلحصائية السنكية العامة ‪ ( ، 4611‬بغداد ‪ :‬مطبعة الحككمة ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -1‬دليؿ الصحافة العراقية ‪ ،‬ك ازرة األعالـ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة الك ازرة ‪. ) 4614 ،‬‬
‫‪ -5‬مقررات مجمس لكاء كربالء العاـ ‪ ،‬االجتماع األكؿ ‪ ،‬الدكرة الخامسة ‪ ( ، 4655 -46541 ،‬النجؼ ‪:‬‬
‫المطبعة الحيدرية ‪. ) 4655 ،‬‬
‫‪ ، ................................ -1‬االجتماع األكؿ ‪ ،‬الدكرة الرابعة ‪ ( ، 4653 -4654 ،‬النجؼ ‪:‬‬
‫المطبعة الحيدرية ‪. ) 4653 ،‬‬
‫‪ ، ................................ -1‬االجتماع االكؿ ‪ ،‬الدكرة السادسة ‪ ( ، 46513 – 4651 ،‬النجؼ ‪:‬‬
‫المطبعة الحيدرية ‪) 4651 ،‬‬

‫‪316‬‬
‫‪ ، .............................. -0‬االجتماع االكؿ ‪ ،‬الدكرة السادسة ‪ ( ، 4651 -4655 ،‬النجؼ ‪:‬‬
‫المطبعة الحيدرية ‪. ) 4651 ،‬‬
‫‪ -6‬مقررات مجمس لكاء كربالء العاـ ‪ ،‬االجتماع االكؿ ‪ ،‬الدكرة السابعة ‪ ( ، 4656 – 4650 ،‬النجؼ ‪:‬‬
‫مطبعة الغرم الحديثة ‪. ) 4656 ،‬‬
‫‪ -41‬ك ازرة األعالـ العراقية ‪ ،‬مديرية األعالـ العامة ‪ ،‬دليؿ الصحافة العراقية ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة الجميكرية ‪،‬‬
‫‪. ) 4613‬‬
‫‪،‬د‬ ‫‪ -44‬ك ازرة التربية كالتعميـ‪ ،‬اإلحصاء التربكم ‪ ( 4611 – 4612‬بغداد ‪ :‬مديرية الشؤكف الثقافية العامة‬
‫‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -43‬ك ازرة الشؤكف االجتماعية‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4651‬‬

‫ب‪ -‬الوثائؽ غير الرسمية‬


‫‪ ( -4‬المدرسة الشبرية ) ‪ ،‬السجؿ العاـ ( طبؽ األصؿ ) ‪ ،‬أكليات الطمبة المسجميف في المدرسة ‪.‬‬
‫‪ ( -3‬كمية الفقة ) ‪ ،‬التسجيؿ ‪ ،‬سجالت قيد العاـ مف ‪. 4616 -4650‬‬
‫‪ -2‬مصرؼ الرىكف فرع النجؼ ‪ ( ،‬األرشيؼ ) ‪ ،‬السجالت الكثائقية ‪.‬‬
‫‪ ( -1‬مكتبة األماـ كاشؼ الغطاء العامة ) ‪ ،‬النجؼ االشرؼ رسالة الشيخ محمد الحسيف اؿ كاشؼ الغطاء إلى‬
‫الشيخ محمد البشير االبراىيمي بتاريخ ‪. 4652‬‬
‫‪ ، ................ -5‬رسالة الشيخ محمد بشير اإلبراىيمي إلى الشيخ محمد الحسيف كاشؼ الغطاء ‪.‬‬
‫‪ ( -1‬مكتبة الحكيـ العامة ) ‪ ،‬ممفة استفتاءات السيد محسف الحكيـ رقـ ( ‪. ) 2412‬‬
‫‪ ( -1‬مؤسسة الشيخ عمي كاشؼ الغطاء ) ‪ ،‬ممفو استفتاءات الشيخ عمي كاشؼ الغطاء رقـ ( ‪. ) 4411‬‬
‫‪ ( -0‬مكتبة ابك سعيدة الكثائقية العامة ) ‪ ،‬رسالة الممؾ السعكدم سعكد بف عبد العزيز الى الشيخ الزنجاني‬
‫بتاريخ ‪ 33‬كانكف األكؿ ‪. 4611‬‬
‫‪ ( -6‬مكتبة محمد تقي الحكيـ الشخصية ) ‪ ( ،‬الممؼ الكثائقي )‪ ،‬كثائؽ المتعمقة بالسيد محمد تقي الحكيـ حكؿ‬
‫مشاركة في مؤتمرات التقريب ‪.‬‬
‫‪( -41‬مكتبة ابك سعيدة الكثائقية العامة ) ‪ ،‬نص رسالة أمير الككيت إلى الشيخ الزنجاني حكؿ المقاؿ بتاريخ‬
‫‪ 41‬تشريف الثاني ‪. 4611‬‬

‫ثانياً – المخطوطات ‪:‬‬


‫‪ -4‬حسف الخاقاني ‪ ،‬التحقيقات الحقيقية في االصكؿ العممية ‪ ( ،‬مخطكط ) تحت الرقـ ( ‪ ( ، ) 003‬النجؼ ‪:‬‬
‫مكتبة االماـ كاشؼ الغطاء ‪ ،‬د ‪ .‬ت )‬

‫‪317‬‬
‫‪ -3‬حسف عيسى الحكيـ ‪ ،‬تاريخ الصحافة النجفية كتراجـ اعالميا ‪ ( ،‬مخطكط ) ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬المكتبة‬
‫الشخصية ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد الكىاب طاىر عمي خاف ‪ ،‬مؤلفك السيد اؿ عمي خاف ‪ ( ،‬مخطكط ) ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مكتبة المؤلؼ‬
‫الشخصية ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -1‬عمي كاشؼ الغطاء ‪ ،‬نيج الصكاب في المكاتب كالكتابة ( مخطكط ) ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مكتبة االماـ كاشؼ‬
‫الغطاء ‪ ،‬د ‪ .‬ت )‬
‫‪ -5‬كاظـ محمد عمي شكر ‪ ،‬االرىاط العربية في النجؼ الغركية ( مخطكط ) ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مكتبة المؤلؼ‬
‫الشخصية ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ ، ..................... -1‬المجالس النجفية ( مخطكط ) ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مكتبة المؤلؼ الشخصية ‪.) 4662 ،‬‬
‫‪ ، .....................-1‬النجؼ رجاؿ كافكار كمكاقؼ ‪ ( ،‬مخطكط ) ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مكتبة المؤلؼ الشخصية‬
‫‪،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ، .....................-0‬تاريخ الحركة القكمية العربية في النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬مخطكط ) ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مكتبة‬
‫المؤلؼ الشخصية ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -6‬محمد ميدم الحمي ‪ ،‬فمؾ النجاة في احكاـ اليداة مف الكاجبات كالمستحبات ( مخطكط ) ‪ ( ،‬النجؼ ‪:‬‬
‫مكتبة كاشؼ الغطاء ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪ ،‬تحت الرقـ ( ‪. ) 464‬‬
‫‪ -41‬محمد بحر العمكـ ‪ ،‬تاريخ المرجعية ‪ ( ،‬النجؼ االشرؼ ‪ :‬مكتبة االماـ الحكيـ ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -44‬محمد حسف الطالقاني ‪ ،‬جكلة صحفية في المانيا االتحادية ( مخطكط ) ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مكتبة احفاده ‪،‬‬
‫‪. ) 4611‬‬
‫‪ -43‬محمد حسيف المظفر ‪ ،‬المساجالت االدبية ( مخطكط ) ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مكتبة المؤلؼ الشخصية ‪،‬‬
‫د‪.‬ت)‬
‫‪ -42‬محمد محمكد القابجي ‪ ،‬ذكريات كتاريخ النجؼ السياسي ‪( ، 4610 – 4610‬مخطكط) ‪ ( ،‬النجؼ ‪:‬‬
‫مكتبة المؤلؼ الشخصية ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ -:‬مصادر التراث العربي االسالمي ‪:‬‬
‫‪ -4‬ابف منظكر ‪ ،‬لساف العرب ‪ ،‬تحقيؽ عامر احمد ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الكتب العممية ‪-. ) 3115 ،‬‬
‫‪ -3‬المفيد ‪ ،‬محمد بف النعماف الكعبرم ‪ ،‬االرشاد ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬بيركت ‪ :‬د مط ‪. ) 4616 ،‬‬

‫رابعاً ‪ -:‬المقابالت الشخصية ‪:‬‬


‫‪. 3141 /‬‬ ‫‪-4‬األستاذ حسيف الميالي ‪ ،‬معمـ متقاعد ‪ ،‬مكاليد ‪ ، 4613‬النجؼ االشرؼ ‪،‬‬
‫‪-3‬باقر شريؼ القرشي ‪ ،‬رجؿ ديف مجتيد ‪ ،‬مكاليد ‪ ، 4631‬النجؼ االشرؼ ‪. 3141 / 43 / 41 ،‬‬
‫‪ -2‬حسيف كؿ ياسيف ‪ ،‬مفكر اسالمي كاديب ‪ ،‬مكاليد ‪ ، 4611‬الكاظمية المقدسة ‪. 3141 / 43 /3‬‬

‫‪311‬‬
‫‪ -1‬حمد عيسى محمكد القابجي ‪ ،‬باحث ‪ ،‬مكاليد ‪ ، 4616‬النجؼ االشرؼ ‪. 3141 / 3 / 41 ،‬‬
‫‪ -5‬خميؿ القزكيني ‪ ،‬دفاف ‪ ،‬مكاليد ‪ ، 4631‬النجؼ االشرؼ ‪. 3141 / 3 / 1 ،‬‬
‫‪ -1‬داخؿ شاكر ماؿ اهلل ‪ ،‬دفاف ‪ ،‬مكاليد ‪ ، 4626‬النجؼ االشرؼ ‪. 3141 / 2 / 41 ،‬‬
‫‪-1‬السيد حسيف اسماعيؿ الصدر ‪ ،‬عالـ مجتيد كمرجع ديف ‪ ،‬مكاليد ‪ ، 4655‬الكاظمية المقدسة ‪/ 43 /1‬‬
‫‪. 3141‬‬
‫‪ -0‬السيد صالح الخرساف ‪ ،‬باحث اسالمي ‪ ،‬مكاليد ‪ ، 4655‬الكاظمية المقدسة ‪. 3141 / 43 / 1‬‬
‫‪-6‬السيد عبد الحسيف شكر اهلل المكسكم ‪ ،‬صيدالني مكاليد ‪ ، 4631‬النجؼ االشرؼ ‪ 45 ،‬تشريف األكؿ‬
‫‪. 3141‬‬
‫‪-41‬السيد ىاشـ الغريفي ‪ ،‬رجؿ ديف كاستاذ حكزكم مكاليد ‪ ، 4611‬النجؼ االشرؼ ‪. 3141 / 3 / 41 ،‬‬
‫‪-44‬السيد محمد بحر العمكـ ‪ ،‬دكتكر كرجؿ ديف كرئيس مجمس الحكـ في العراؽ عاـ ‪ ، 3112‬مكاليد ‪، 4632‬‬
‫النجؼ االشرؼ ‪. 3144 / 4 /1 ،‬‬
‫‪ -43‬الشيخ شريؼ كاشؼ الغطاء ‪ ،‬نجؿ الشيخ محمد الحسيف كاشؼ الغطاء ‪ ،‬رجاؿ ديف ‪ ،‬مكاليد ‪، 4621‬‬
‫النجؼ االشرؼ ‪. 3141 / 2 / 42 ،‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪ -42‬ضياء الكالنتر ‪ ،‬رجؿ ديف كعميد كمية جامعة الكمنتر ‪ ،‬مكاليد ‪ ، 4615‬النجؼ االشرؼ‬
‫‪. 3141 / 44 /‬‬
‫‪ -41‬محمد حسيف الصغير ‪ ،‬استاذ في جامعة الككفة ‪ ،‬مكاليد ‪ ، 4626‬النجؼ االشرؼ ‪. 3144 / 4 / 15‬‬
‫خامساً ‪ -:‬الرسائؿ واالطاريح الجامعية ‪:‬‬
‫‪ -4‬احمد عبد اليادم ‪ ،‬المرجعية الدينية دراسة في فكرىا السياسي كمكاقفيا السياسية في العراؽ ‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ( ،‬جامعة بغداد ‪ :‬كمية العمكـ السياسية ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -3‬احمد عدناف الميالي ‪ ،‬العدالة االجتما عية عند االماـ عمي بف طالب ( عميو السالـ ) ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪( ،‬‬
‫جامعة بغداد ‪ :‬كمية العمكـ السياسية ‪) 3111 ،‬‬
‫‪ -2‬اماؿ حسيف خكير ‪ ،‬مدرسة النجؼ االشرؼ كجيكدىا في الحديث كعمكمو ‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫( جامعة الككفة ‪ :‬كمية الفقو ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -1‬امجد سعيد ا لمحاكيمي ‪ ،‬محمد حسيف النايئني ‪ ،‬دراسة تاريخية ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬جامعة الككفة ‪:‬‬
‫كمية االداب ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -5‬امجد عبد الغفكر محمد ‪ ،‬الديف كالتحديث في ايراف ‪ ، 4616 -4611‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬الجامعة‬
‫المستنصرية ‪ :‬معيد الدراسات األسيكية كاإلفريقية ‪) 4600 ،‬‬
‫‪ -1‬أميره سعيد الياسرم ‪ ،‬محمد باقر الصدر – دراسة تاريخية ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬جامعة بابؿ ‪ :‬كمية التربية‬
‫‪. ) 3110 ،‬‬
‫‪ -1‬بمسـ سمير صالح ‪ ،‬التكزيع الجغرافي لسكاف فمسطيف ‪ ( ،‬جامعة بغداد ‪ :‬كمية االداب ‪. ) 3112 ،‬‬

‫‪315‬‬
‫‪ -0‬تغريد جاسـ الحسناكم ‪ ،‬مجمة العدؿ ‪ ، 4614 -4615‬دراسة تاريخية ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬جامعة‬
‫الككفة ‪ :‬كمية التربية لمبنات ‪. ) 3144 ،‬‬
‫(‬ ‫‪ -6‬جالكم عبطاف ‪ ،‬التيارات الفكرية كالسياسية في النجؼ االشرؼ ‪ ، 4650 -4615‬رسالة ماجستير ‪،‬‬
‫بغداد ‪ :‬معيد التاريخ العربي ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -41‬جناف فاىـ ‪ ،‬اسرة بحرالعمكـ كدكرىـ في تاريخ العراؽ ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬جامعة القادسية ‪ :‬كمية التربية‬
‫‪. ) 3110 ،‬‬
‫‪ -44‬حاتـ الساعدم ‪ ،‬شعر احمد الصافي النجفي ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ( ،‬جامعة القاىرة ‪ :‬كمية دار العمكـ " قسـ‬
‫اآلداب " ‪. ) 4616 ،‬‬
‫‪ -43‬حيدر سعد الصفار ‪ ،‬مجتمع مدينة النجؼ بيف سنتي ‪ ، ) 4626 – 4623 ( ،‬دراسة في التاريخ‬
‫االجتماعي ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬جامعة بابؿ ‪ :‬كمية التربية ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -42‬رحيـ عبد الحسيف ‪ ،‬اثر المجدديف في الحياة السياسية كالثقافية في النجؼ ‪ ، 4612 – 4615‬اطركحة‬
‫دكتكراه ‪ ( ،‬الجامعة المستنصرية ‪ :‬كمية التربية ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -41‬رسكؿ نصيؼ جاسـ الشمرتي ‪ ،‬مجمة االعتداؿ النجفية ‪ ، 4610 – 4622‬دراسة تاريخية ‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير ‪ ( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬كمية اآلداب ‪. ) 3115‬‬
‫‪ -45‬رفعت لفتة ‪ ،‬الشيخ محمد رضا المظفر ‪ ،‬دراسة في جيكده الفكرية كارائو االصالحية ‪، 4611 – 4611‬‬
‫رسالة ماجستير ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬معيد التاريخ العربي كالبحث العممي ‪. ) 3116 ،‬‬
‫‪ -41‬سعد عبد الرزاؽ محسف ‪ ،‬محافظة النجؼ دراسة في جغرافية السكاف ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬جامعة بغداد‬
‫‪ :‬كمية االداب ‪. ) 4600 ،‬‬
‫‪ -41‬سعد عبد الكاحد ‪ ،‬جمعية منتدل النشر كدكرىا الفكرم كالسياسي في العراؽ ‪ ، 4612 -4625‬رسالة‬
‫ماجستير ‪ ( ،‬جامعة القادسية ‪ :‬كمية التربية ‪. ) 3116 ،‬‬
‫‪ -40‬صالح القريشي ‪ ،‬السيد محمد تقي الحكيـ كجيكده العممية ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬كمية‬
‫الشريعة كالعمكـ االسالمية ‪. ) 3111 ،‬‬
‫(‬ ‫‪ -46‬عباس فرحاف المكسكم ‪ ،‬الحياة االجتماعية في مدينة بغداد ‪ ، 4650 – 4626‬أطركحة دكتكراه ‪،‬‬
‫جامعة بغداد ‪ :‬كمية التربية ‪. ) 3112 ،‬‬
‫‪ -31‬عبد التكاب احمد سعيد ‪ ،‬العراؽ كالقضية الفمسطنية ‪ ، 4611 – 4621‬رسالة ماجستير ( جامعة عيف‬
‫شمس ‪ :‬كمية االداب ‪. ) 4610 ،‬‬
‫‪ -34‬عدم حاتـ عبد الزىرة ‪ ،‬االتجاىات السياسية في النجؼ المقدسة كمكقعيا مف التطكرات السياسية في‬
‫العراؽ ‪ ، 4612 – 4651‬اطركحة دكتكراه ‪ ( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬كمية االداب ‪. ) 3110 ،‬‬
‫‪ -33‬عز الديف عبد الرسكؿ عمي خاف المدني ‪ ،‬االتجاىات االصالحية في النجؼ ‪ ، 4615 – 4623‬أطركحة‬
‫دكتكراه ‪ ( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬كمية االداب ‪. ) 3111 ،‬‬

‫‪351‬‬
‫‪ -32‬عمي حسيف ‪ ،‬القضية الفمسطنية في جامعة الدكؿ العربية ‪ ،‬أطركحة دكتكراه ‪ (،‬جامعة بغداد ‪ :‬كمية التربية‬
‫‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -31‬عمي حمزة الحسناكم ‪ ،‬النظاـ السياسي في العراؽ ‪ ، 4610 -4650‬اطركحة دكتكراه ‪ ( ،‬جامعة الككفة‬
‫‪ :‬كمية االداب ‪. ) 4660 ،‬‬
‫‪ -35‬عمي عبد المطمب عمي خاف المدني ‪ ،‬الحياة االجتماعية في النجؼ االشرؼ ‪ ، 4623 -4641‬رسالة‬
‫ماجستير ‪ ( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬كمية االداب ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -31‬عمي عكادم ميدم ‪ ،‬الشيخ محمد اميف زيف الديف كجيكده العممية ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬جامعة الككفة ‪:‬‬
‫كمية الفقو ‪. ) 3110 ،‬‬
‫(‬ ‫‪ -31‬عمي فميح الفتالكم ‪ ،‬مجمة االيماف النجفية ‪ ، 4610 -4612‬دراسة تاريخية ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪،‬‬
‫جامعة الككفة ‪ :‬كمية االداب ‪. ) 3141 ،‬‬
‫‪ -30‬غانـ نجيب عباس ‪ ،‬احمد الكائمي ‪ ،‬سيرتو كدكره في الحياة الفكرية كاالجتماعية في العراؽ ‪– 4630‬‬
‫‪ ، 3112‬أطركحة دكتكراه ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬معيد التاريخ العربي كالت ارث العممي ‪) 3115 ،‬‬
‫‪ -36‬مجيد حميد عباس الحدراكم ‪ ،‬مجمة العرفاف المبنانية ‪ ، 4621 – 4616‬رسالة ماجستير ‪ ،‬دراسة تاريخية‬
‫‪ ( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬كمية اآلداب ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -21‬محمد ابراىيـ المكسكم ‪ ،‬الفكر السياسي عند محمد ميدم شمس الديف ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬جامعة بغداد‬
‫‪ :‬كمية العمكـ السياسية ‪) 3116 ،‬‬
‫‪ -24‬محمد جكاد جاسـ الجزائرم ‪ ،‬الشيخ عبد الكريـ الزنجاني ‪ ، ) 4610 – 4001 ( ،‬رسالة ماجستير ‪،‬‬
‫دراسة تاريخية ‪ ( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬كمية االداب ‪. ) 3116 ،‬‬
‫‪ -23‬محمكد شاكر الخفاجي ‪ ،‬منيج السيد الخكئي في معجـ رجاؿ الحديث ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬جامعة الككفة‬
‫‪ :‬كمية الدراسات االسالمية ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -22‬مميحة عزيز الدعمي ‪ ،‬الحس القكمي في الشعر النجفي المعاصر ‪ 4611 – 4631‬ـ ‪ ،‬أطركحة دكتكراه‬
‫‪ ( ،‬جامعة الككفة – كمية التربية لمبنات ‪. ) 4665 ،‬‬
‫‪ -21‬ميا عبد المطيؼ ‪ ،‬انتفاضة تشريف الثاني ‪ 4653‬في العراؽ ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬جامعة بغداد ‪ :‬كمية‬
‫القانكف كالسياسة ‪. ) 4615 ،‬‬
‫‪ -25‬ناىده كيس ‪ ،‬تاريخ النجؼ في العيد العثمانيف االخير ‪ ،‬اطركحة دكتكراه ‪ ( ،‬جامعة بغداد ‪ :‬كمية التربية ‪،‬‬
‫‪. ) 4666‬‬
‫‪ -21‬نجاة عبد الكريـ ‪ ،‬بكاكير االتجاه التكفيقي في النيضة الفكرية الحديثة في العراؽ ‪، 4623 – 4610‬‬
‫أطركحة دكتكراه ‪ ( ،‬جامعة البصرة ‪ :‬كمية اآلداب ‪) 4660 ،‬‬
‫‪ -21‬نزار الديف الشمرم ‪ ،‬الفكر الكالمي عند السيد محمد باقرالصدر ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ (،‬جامعة الككفة ‪ :‬كمية‬
‫الفقو ‪. ) 3116،‬‬

‫‪351‬‬
‫‪ -20‬نكرة كطاؼ عيداف ‪ ،‬الفكر السياسي لمشيخ محمد الحسيف كاشؼ الغطاء ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬جامعة‬
‫بغداد ‪ :‬كمية العمكـ السياسية ‪. ) 3110 ،‬‬
‫‪ -26‬ىاشـ احمد الزكبعي ‪ ،‬صحافة النجؼ ‪ ، 4601 – 4641‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬جامعة بغداد ‪ :‬كمية‬
‫االداب‪. ) 4665 ،‬‬
‫(‬ ‫‪ -11‬كليد خالد احمد ‪ ،‬صراع التيارات الفكرية في الكطف العربي ‪ ، 4666 – 4160‬رسالة ماجستير‬
‫الجامعة المستنصرية ‪ :‬معيد القائد المؤسس لمدراسات القكمية كاالشتراكية‪. ) 3113 ،‬‬
‫‪ -14‬كليد عبد الحميد خمؼ االسدم ‪ ،‬مدرسة النجؼ كأبعادىا العممية كالفكرية في العيد العثماني ‪ ،‬أطركحة‬
‫دكتكراه ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬معيد التاريخ العربي كالتراث العممي ‪. ) 3113 ،‬‬
‫سادساً ‪ :‬المراجع العربية والمعربة ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬المراجع العربية ‪-:‬‬
‫‪ -4‬ابراىيـ الدسكقي ‪ ،‬الثكرة اإليرانية الجذكر كااليديكلكجية ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4616 ،‬‬
‫‪ -3‬ابك القاسـ الخكئي ‪ ،‬البياف في تفسير القراف ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مؤسسة احياء اثار االماـ الخكئي ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪ ،‬ح ‪4‬‬
‫– ح‪. 2‬‬
‫‪ ، ..................-2‬معجـ رجاؿ الحديث ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪. ) 4613 ،‬‬
‫‪-1‬ابك عمي ‪،‬الحركة األسالمية في العراؽ ‪(،‬لندف ‪:‬مؤسسة الجياد )‪.‬‬
‫‪ -5‬اتحادنا الطالبي في عاـ ‪ ،‬مكجز نشاطات كفعاليات كانجازات اتحاد الطمبة العاـ في النجؼ لمسنة الدراسية‬
‫‪ ( ، 4610 -4650‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪. ) 4656 ،‬‬
‫‪ -1‬احمد الحسيني ‪ ،‬االماـ الحكيـ السيد محسف الطبطائي ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬دار الثقافة ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -1‬احمد الصافي النجفي ‪ ،‬صفحات مف االدب الفارسي ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬المطبعة الحيدرية ‪. ) 4620 ،‬‬
‫‪ -0‬احمد الفالي ‪ ،‬بيف االنساف كسائر المكجكدات ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -6‬احمد الكاتب ‪ ،‬تجربة الثكرة االسالمية في العراؽ ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬دار القبس االسالمية ‪. ) 4601 ،‬‬
‫‪ -41‬احمد الكائمي ‪ ،‬تجاربي مع المنبر ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬مطبعة الشريؼ الرضي ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -44‬احمد جيياف بزرؾ ‪ ،‬نظرية كالية الفقيو ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬الغدير لمدراسات كالنشر ‪. ) 3112 ،‬‬
‫‪ -43‬احمد زكي بدكم ‪ ،‬لمصطمحات السياسية كالدكلة ‪ ( ،‬القاىرة ‪ :‬دار الكتاب المصر م ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -42‬احمد سكسة ‪ ،‬كادم الفرات كمشركع سدة اليندية ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪ ، ) 4615 ،‬ج‪. 3‬‬
‫‪ -41‬احمد عبد اهلل ابك زيد ‪ ،‬محمد باقر الصدر كالمسيرة في حقائؽ ككثائؽ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬العارؼ لممطبكعات ‪،‬‬
‫‪ ، ) 3111‬ح ‪ ، 4‬ح‪. 1‬‬
‫‪ -45‬احمد عطية اهلل ‪ ،‬المعجـ السياسي الحديث ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬شركة بيجة المعرفة ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -41‬احمد مصطفى خاطر ‪ ،‬التغيير االجتماعي كالتحديث مدخؿ تكاممي لفيـ كاستيعاب ظاىرة التغير‬
‫االجتماعي ‪ ( ،‬القاىرة ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬

‫‪352‬‬
‫‪ -41‬اسماعيؿ رسكؿ ‪ ،‬ضكء عمى الجذكر التاريخية لثكرة ‪ 41‬تمكز ف ( بغداد ‪ :‬مطبعة النجؼ ‪)4656 ،‬‬
‫‪ -40‬اغا برزؾ الطيراني ‪ ،‬طبقات أعالـ الشيعة ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪ ، ) 4612 ،‬ح ‪. 4‬‬
‫‪ -46‬اـ نكر الحسيف ‪ ،‬سفر ككرامات أىؿ البيت ( ع ) ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة االعممي لممطبكعات ‪) 3110 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -31‬االماـ الخميني ‪ ،‬البيع ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مؤسسة مطبكعاتي اسماعيمياف ‪ ، ) 4602 ،‬ح‪. . 3‬‬
‫‪ ، ................-34‬الحككمة االسالمية ( كالية الفقيو ) ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬مؤسسة تنظيـ كنشر تراث االماـ‬
‫الخميني ‪. ) 3112 ،‬‬
‫‪ -33‬امجد رسكؿ العكادم ‪ ،‬اغابرزؾ الطيراني ( مؤرخان ) ‪ ( ،‬النجؼ االشرؼ ‪ :‬مركز اليدل لمدراسات الحكزية‬
‫‪. ) 3116 ،‬‬
‫‪ -32‬اميف ىكيدم ‪ ،‬كنت سفي انر في العراؽ ‪ ( ، 4615 -4612‬القاىرة ‪ :‬دار المستقبؿ العربي ‪) 4602 ،‬‬
‫‪ -31‬باقر شريؼ القرشي ‪ ،‬العمؿ كحقكؽ العامؿ في االسالـ ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬دار احياء تراث اىؿ البيت ‪4603 ،‬‬
‫) ‪ ،‬ح‪. 4‬‬
‫‪ ، ......................-35‬النظاـ السياسي في االسالـ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النجؼ ‪. ) 4612 ،‬‬
‫(د‬ ‫‪ -31‬بنت اليدل ‪ ،‬المجمكعة القصصية الكاممة ‪ ،‬تحقيؽ عبد الكريـ الزىرم ‪ ،‬كماجد العاصي ‪ ،‬ط ‪، 3‬‬
‫‪ .‬ـ ‪ :‬مؤسسة التاريخ العربي ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -31‬بيف جامعة االماـ عمي كاشؼ الغطاء كمجمع البحكث االسالمية في القاىرة ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب‬
‫‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -30‬تاريخ االدب العربي في العراؽ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪ ، ) 4613 ،‬ح ‪. 3‬‬
‫‪ -36‬جامعة النجؼ الدينية ‪ ،‬النظاـ الداخمي لجامعة النجؼ الدينية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪. ) 4613 ،‬‬
‫‪ -21‬جعفر الباقكرم ‪ ،‬الحكزة العممية ثكابت كمتغيرات ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الصفكة ‪. ) 4661 ،‬‬
‫‪ -24‬جعفر الخميمي ‪ ،‬مكسكعة العتبات المقدسة ( قسـ النجؼ ) ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة االعممي لمطباعة ‪،‬‬
‫‪ ، ) 4604‬ح ‪. 3‬‬
‫‪ ، ..................-23‬ىكذا عرفتيـ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار التعارؼ ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪ ،‬ج‪. 4‬‬
‫‪ -22‬جعفر الدجيمي ‪ ،‬مكسكعة النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار األضكاء لمطباعة كالنشر ‪ ، ) 4661 ،‬ج‪، 1‬‬
‫ج ‪. 44‬‬
‫‪ -21‬جعفر النقدم ‪ ،‬االسالـ كالمراة ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم الحديثة ‪. ) 4651 ،‬‬
‫‪ -25‬جعفر باقر محبكبة ‪ ،‬ماضي النجؼ كحاضرىا ‪ ،‬ط‪ ( ، 3‬بيركت ‪ :‬دار االضكاء ‪ ، ) 4601 ،‬ج‪. 4‬‬
‫‪ -21‬جعفر عباس حميدم ‪ ،‬التطكرات كاالتجاىات السياسية الداخمية في العراؽ ‪ ( ، 4650 -4652‬بغداد ‪:‬‬
‫مطبعة جامعة بغداد ‪. ) 4601 ،‬‬

‫‪353‬‬
‫‪ -21‬جعفر عباس كاخركف ‪ ،‬تاريخ الك ازرات العراقية في العيد الجميكرم ‪ ( ، 4610 -4650‬بغداد ‪ :‬بيت‬
‫الحكمة ‪. ) 3112 ،‬‬
‫‪ -20‬جالؿ الخياط ‪ ،‬الشعر العراقي الحديث – مرحمة كتطكر ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار صادره ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -26‬جماعة العمماء في النجؼ ‪ ،‬منشكرات جماعة العمماء ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪. ) 4656،‬‬
‫‪ -11‬جماعة م ف اخكاف البغدادم في العراؽ ‪ ،‬مدرسة عبد العزيز البغدادم في النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬بيركت ‪:‬‬
‫مطابع المصرم ‪ ،‬د ‪ .‬ت )‬
‫‪ -14‬جمعية التحرير الثقافي ‪ ،‬كحي اليراع ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪. ) 4615 ،‬‬
‫‪ -13‬جمعية التكجيو الديني ‪ ،‬النظاـ األساسي لجمعية التكجيو الديني ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪. )4615 ،‬‬
‫‪-12‬جمعية الرابطة االدبية ‪ ،‬المكسـ الثقافي االكؿ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ ، .....................-11‬المكسـ الثقافي الثالث ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪. ) 4610 ،‬‬
‫‪ ، ......................-15‬المكسـ الثقافي الثاني ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ ،.......................-11‬لمحات مف حياة الشيخ اليعقكبي عميد الرابطة االدبية في النجؼ ‪ ( ،‬النجؼ ‪:‬‬
‫مطبعة النعماف ‪. ) 4615 ،‬‬
‫‪ -11‬جمعية منتدل النشر ‪ ،‬نظاـ جمعية منتدل النشر ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4625 ،‬‬
‫‪ ، ....................-10‬نظاـ جمعية منتدل النشر لسنة ‪ ( ، 4651‬النجؼ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4655 ،‬‬
‫‪ ، .....................-16‬نظاـ كمية الفقو في النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪ ،‬د ‪ .‬ت )‬
‫‪ -51‬جميؿ القريشي ‪ ،‬مكلد النجؼ كالحكزة العممية ( بغداد ‪ :‬مكتبة نكف لمطباعة ‪. ) 4665 ،‬‬
‫‪ -54‬جكدت القزكيني ‪ ،‬المرجعية الدينية العميا عند الشيعة االمامية ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الرافديف ‪) 3115 ،‬‬
‫‪ ، .................-53‬عز الديف الجزائرم ‪ ،‬رائد الحركة االسالمية في العراؽ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار االضكاء ‪،‬‬
‫‪. ) 3115‬‬
‫‪ -52‬جكرج جرداؽ ‪ ،‬األماـ عمي صكت العدالة اإلنسانية ‪ ،‬تحقيؽ حسف حميد السنيد ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مطبعة ليمى‬
‫‪. ) 3112 ،‬‬
‫‪ -51‬حازـ العكادم ‪ ،‬شيادة العالمة السيد محمد ميدم الحكيـ ‪ ،‬أضكاء كانعكاسات ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬مركز شيداء‬
‫كؿ الحكيـ ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -55‬حازـ صاغيو ‪ ،‬صراع االسالـ كالبتركؿ في ايراف ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الطميعة ‪. ) 4610 ،‬‬
‫‪ -51‬حامد البياتي ‪ ،‬شيعة العراؽ بيف الطائفية كالشبيات في الكثائؽ السرية البريطانية ‪، 4611 -4612‬‬
‫دراسة كثائقية ‪ ( ،‬لندف ‪ :‬دار الرافد ‪. ) 4661 ،‬‬
‫‪ -51‬حزب الدعكة االسالمية ‪ ،‬حزب الدعكة االسالمية تعريؼ مكجز بتأسيسو كمسيرتو كأىدافو ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د‬
‫‪ .‬مط ‪. ) 3112 ،‬‬
‫‪ -56‬حسف االسدم ‪ ،‬ثكرة النجؼ عمى االنكميز ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار الحرية ‪. ) 4615 ،‬‬

‫‪354‬‬
‫‪ -11‬حسف األميف ‪ ،‬المكسكعة اإلسالمية الشيعية ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار األضكاء ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -14‬حسف عيسى الحكيـ ‪ ،‬الشيخ احمد الكائمي كنجفياتو في الشعر كاألدب كالتاريخ كالخطابة ‪ ( ،‬النجؼ ‪:‬‬
‫مطبعة الغرم الحديثة ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ ، ...............-13‬المفصؿ في تاريخ النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الككفة لمطباعة كالنشر ‪)3110 ،‬‬
‫‪ ،‬ج‪ ، 1‬ج ‪ ، 1‬ج ‪ ، 0‬ج ‪. 46‬‬
‫‪،....................-12‬النجؼ االشرؼ في ذاكرة الدكتكر مصطفى جماؿ الديف ‪(،‬النجؼ ‪:‬د‪.‬مط‪.)3112،‬‬
‫‪ -11‬حسف السعيد ‪ ،‬نكاطير الغرب ‪ ،‬صفحات مف ممؼ عالقة المعبة الدكلية مع البعث العراقي ‪-4610‬‬
‫‪ 4610‬ـ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار األضكاء ‪. ) 4663 ،‬‬
‫‪ -15‬حسف العمكم ‪ ،‬الشيعة كالدكلة القكمية في العراؽ ‪ ( ، 4661 -4641‬د ـ ‪ :‬دار الثقافة ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ ، ...............-11‬عبد الكريـ قاسـ رؤية بعد العشريف ‪ ( ،‬لندف ‪ :‬مكسسة الجياد ‪) 4602 ،‬‬
‫‪-11‬حسف شبر ‪ ،‬الرد الكريـ عمى السيد محمد باقر الحكيـ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار األضكاء ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ ، ...........-10‬تاريخ العراؽ السياسي المعاصر ‪ ( ، 4651 -4611‬بيركت ‪ :‬دار التراث العربي ‪4661 ،‬‬
‫) ‪ ،‬ح‪. 3‬‬
‫‪ -16‬حسف عالكم ‪ ،‬حزب الدعكة االسالمية اشكالية الصراع ‪ ( ،‬د ‪ .‬ـ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4666 ،‬‬
‫‪ -11‬حسف لطيؼ الزبيدم ‪ ،‬مكسكعة االحزاب العراقية ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة العارؼ لممطبكعات ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -14‬حسيف بركة الشامي ‪ ،‬المرجعية الدينية مف الذات الى المؤسسة ‪ ( ،‬لندف ‪ :‬مؤسسة دار االسالـ ‪4666 ،‬‬
‫)‪.‬‬
‫‪ -13‬حسيف شاكر ‪ ،‬ربع قرف مع العالمة االميني ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مطبعة ستارة ‪. ) 4661 ،‬‬
‫‪ -12‬حسيف عمي منتظرم ‪ ،‬دراسات في كالية الفقيو ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬المركز العالمي لمدراسات االسالمية ‪، ) 4601 ،‬‬
‫ح‪. 4‬‬
‫‪ -11‬حسيف معتكؽ ‪ ،‬المرجعية الدينية العميا عند الشيعة ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -15‬حسيف منصكر الشيخ ‪ ،‬الشيخ عبد اليادم الفضمي كتجديد مناىج التعميـ الديني ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪،‬‬
‫‪. ) 3116‬‬
‫‪ -11‬حسيف نزار ‪ ،‬عذراء العقيدة كالمبدأ ( الشييدة بنت اليدل ) ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار المعارؼ ‪. ) 4605 ،‬‬
‫‪ -11‬حمداف بف راجح ‪ ،‬الممؾ عبد العزيز اؿ سعكد كالدعكة الى اهلل ‪ ( ،‬المدينة المنكرة ‪ :‬فيرسة مكتبة الممؾ‬
‫فيد الكطنية ‪. ) 4660 ،‬‬
‫‪ -10‬حمدم حافظ ‪ ،‬ثكرة ‪ 3‬يكليك – االحداث ‪ ،‬االىداؼ ‪ ،‬االنتماءات ‪ ،‬ط‪ ( ، 3‬القاىرة ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪) 4611‬‬
‫‪ -16‬حميد الدىمكي ‪ ،‬المرجعية بيف الكاقع كالطمكح ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة المعارؼ لممطبكعات ‪)3115 ،‬‬
‫‪-01‬حميد المطبعي ‪ ،‬قكمينا الثائرة ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم الحديثة ‪. ) 4611 ،‬‬

‫‪355‬‬
‫‪ ، ...............-04‬مكسكعة اعالـ العراؽ في القرف العشريف ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار الشؤكف الثقافية العامة ‪،‬‬
‫‪. ) 4666‬‬
‫‪ -03‬حميد حمكد ناصر ‪ ،‬دليؿ المكتبات العراقية ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار الحرية لمطباعة ‪. ) 4615 ،‬‬
‫‪ -02‬حيدر المرجاني ‪ ،‬النجؼ االشرؼ قديمان كحديثان ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة السالـ ‪. ) 4601 ،‬‬
‫‪ ، ...................-01‬خطباء المنبر الحسيني ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة دار النشر كالتاليؼ ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ح‪. 4‬‬
‫‪ -05‬حيدر محالتي ‪ ،‬عبد المنعـ الفرطكسي حياتو كادبو ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مطبعة ستاره ‪. ) 4666 ،‬‬
‫(‬ ‫‪ -01‬حيدر نزار عطية ‪ ،‬المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ كمكاقفيا السياسية ‪ 4610 -4650‬ـ ‪،‬‬
‫بيركت ‪ :‬مؤسسة التاريخ العربي ‪. ) 3141 ،‬‬
‫‪ -01‬خانـ زىدم ‪ ،‬محطات مف تاريخ الحركة النسائية العراقية كدكر رابطة المراة العراقية ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة‬
‫الركاد ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -00‬خضير مظمكـ البديرم ‪ ،‬ايراف تفاقـ الصراع الدكلي كاثره في سقكط رضا شاه كعقد مؤتمر طيراف ‪( ،‬‬
‫‪ ( ، ) 4612 -4614‬النجؼ ‪ :‬مطبعة دار الضياء ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -06‬خطار سكار كاخر ‪ ،‬جغرافية العراؽ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4616 ،‬‬
‫‪ -61‬الخطيب ابف النجؼ ‪ ،‬تاريخ الحركة اإلسالمية المعاصرة في العراؽ ‪ (،‬بيركت ‪ :‬دار المقدسي ‪) 4604 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -64‬خميؿ عمي مراد كاخر ‪ ،‬ايراف كتركيا دراسة في التاريخ الحديث كالمعاصر ‪ ( ،‬المكصؿ ‪ :‬دار الكتب‬
‫لمطباعة كالنشر ‪. ) 4663 ،‬‬
‫‪ -63‬خميؿ كنو ‪ ،‬العراؽ امسو كغده ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الريحاني لمطباعة كالنشر ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -62‬خير الديف الزركمي ‪ ،‬االعالـ ‪ ،‬ط‪ ( ، 5‬بيركت ‪ :‬دار العمـ لممالييف ‪ ) 4601 ،‬ح‪. 1‬‬
‫‪-61‬داكد سمكـ ‪ ،‬األدب المعاصر في العراؽ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة المعارؼ ‪. ) 4613 ،‬‬
‫‪ -65‬ذكرل افتتاح المدرسة الشبرية في النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مطبعة دار الكتب ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -61‬رشيد قساـ كاخر ‪ ،‬االنكار الساطعة مف سيرة عمماء العصر ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬النبراس لمطباعة كالنشر ‪ ،‬د ‪.‬‬
‫ت ) ح‪. 4‬‬
‫‪ -61‬رضا محمد حدرج ‪ ،‬بيجة الراغبيف ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الحجة البيضاء لمطباعة كالنشر ‪. ) 3112 ،‬‬
‫‪ -60‬رعد ناجي الجده ‪ ،‬تشريعات الجمعيات كاالحزاب السياسية في العراؽ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة الفرات ‪3113 ،‬‬
‫)‪.‬‬
‫‪ -66‬رياض حمزة شير عمي ‪ ،‬نفاؽ الرفاؽ ف ( النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪. ) 4656 ،‬‬
‫‪ -411‬زاىدة ابراىيـ ‪ ،‬كشاؼ الجرائد كالمجالت العراقية ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار الحرية لمطباعة ‪. ) 4614 ،‬‬
‫‪ -414‬زكي الميالد ‪ ،‬مف التراث الى االجتياد ‪ ،‬الفكر االسالمي كقضايا االحالـ كالتجديد ‪ ( ،‬بيركت ‪) :‬‬

‫‪356‬‬
‫‪ -413‬سامي الغركم ‪ ،‬محمد الحسيف كاشؼ الغطاء احد ركاد التقريب ف ( بيركت ‪ :‬مؤسسة البالغ ‪3112 ،‬‬
‫)‪.‬‬
‫‪ -412‬سعد ميدم شالش ‪ ،‬حركة القكمييف العرب كدكرىا في التطكرات السياسية في العراؽ ‪ 4611 -4650‬ـ‬
‫‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مركز دراسات الكحدة ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -411‬سعيد عبكد السامرائي ‪ ،‬الجياز المصرفي كدكره في النخبة االقتصادية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪،‬‬
‫‪. ) 4602‬‬
‫(‬ ‫‪ -415‬سميـ الحسيني ‪ ،‬المعالـ الجديدة لممرجعية الشيعية ‪ ،‬حكار مع كية اهلل محمد حسيف فضؿ اهلل ‪،‬‬
‫بيركت ‪ :‬دار المالؾ ‪. ) 4600 ،‬‬
‫‪ -411‬سميـ العراقي ‪ ،‬لماذا قتمكه ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4665 ،‬‬
‫‪ -411‬سمير شيخاني ‪ ،‬صانعكا التاريخ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة عز الديف لمطباعة كالنشر ‪ ، ) 4601 ،‬ح‪. 3‬‬
‫‪ -410‬سمير عبد الكريـ ‪ ،‬اضكاء عمى الحركة الشيكعية في العراؽ ف ( بيركت ‪ :‬دار الراصد ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪ ،‬ح‬
‫‪.4‬‬
‫‪ -416‬السيد محسف الحكيـ ‪ ،‬مستمسؾ العركة الكثقى ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪، ) 4614‬ح ‪. 43‬‬
‫‪ ، ....................-441‬نيج الفقاىة ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬منشكرات جامعة النجؼ الدينية ‪ ،‬د ‪ .‬ت )‬
‫‪ -444‬شبمي المالط ‪ ،‬تجديد الفقو اإلسالمي ‪ ،‬محمد باقر الصدر بيف النجؼ كشيعة العالـ ‪ ،‬ترجمة غساف‬
‫غصف ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار األضكاء ‪. ) 4660 ،‬‬
‫‪ -443‬صائب عبد الحميد ‪ ،‬محمد باقر الصدر ‪ ،‬تكامؿ المشركع الفكرم الحضارم ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مكتبة الصدر ‪،‬‬
‫‪. ) 3113‬‬
‫‪ -442‬الصادؽ العيد ‪ ،‬صفحات مف حياة الداعية المؤسس االستاذ محمد صالح االديب ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬االعالـ‬
‫المركزم ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -441‬صادؽ جعفر الركزاؽ ‪ ،‬أمير المنابر ( قـ ‪ :‬مطبعت شريعت ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -445‬صالح صائب الجبكرم ‪ ،‬محنة فمسطيف كاسرارىا السياسية كالعسكرية ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مطابع دار الكتب‬
‫‪. )4611‬‬
‫‪ -441‬صدر الديف القبنجي ‪ ،‬الجياد السياسي لمشييد الصدر ‪ ( ،‬د ‪ .‬ـ ‪ :‬المكتب االعالمي ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -441‬صالح الخرساف ‪،‬االماـ السيد محمد باقرالصدرفي ذاكرة العراؽ ‪(،‬بغداد‪:‬مطبعة الكساـ ‪)3111،‬‬
‫‪ ، ...................-440‬صفحات مف تاريخ الحركة الشيكعية في العراؽ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مطبعة الفرات ‪،‬‬
‫‪.) 4662‬‬
‫‪ ، ...................-446‬صفحات مف تاريخ العراؽ السياسي الحديث ‪ ،‬الحركة الماركسية ‪4661 -4631‬‬
‫‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة العارؼ لممطبكعات ‪. ) 3114 ،‬‬

‫‪357‬‬
‫‪ -431‬طالب الحسف ‪ ،‬حككمة القرية ‪ ،‬فصكؿ مف سمطة النازحيف مف تكريت ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار اكر لمنشر ‪،‬‬
‫‪ ، ) 3113‬ح‪. 4‬‬
‫‪ -434‬طالب عمي الشرقي ‪ ،‬اؿ الشرقي رجاؿ االسرة الخاقانية النجفية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة اكفسيت لالدباء ‪،‬‬
‫‪. ) 3111‬‬
‫‪ ، ...................-433‬النجؼ االشرؼ عاداتيا كتقاليدىا ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪. ) 4610 ،‬‬
‫‪ -432‬طاىر حسف الخطيب ‪ ،‬حقائؽ عف الشيكعية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪. ) 4656 ،‬‬
‫النيار‬ ‫‪ -431‬طاىر خمؼ البكاء ‪ ،‬التطكرات الداخمية في ايراف ‪ ( ، 4654 -4614‬بغداد ‪ :‬مطبعة‬
‫‪. ) 3113 ،‬‬
‫‪ -435‬طراده حمادة كاخر ‪ ،‬االماـ ابك القاسـ الخكئي ‪ ،‬زعيـ الحكزة العممية ‪ ( ،‬لندف ‪ :‬دار النكر لمطباعة‬
‫كالنشر ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -431‬طو الفياض ‪ ،‬االعصار الشديد في تنفيذ سياسة السعيد ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة السجؿ ‪. ) 4651 ،‬‬
‫‪ -431‬عادؿ رؤكؼ ‪ ،‬الصدر بيف دكتاتكرييف ‪ ( ،‬دمشؽ ‪ :‬المركز العراقي لإلعالـ كالدراسات ‪. ) 3114 ،‬‬
‫‪ -430‬عامر الحمك ‪ ،‬النجؼ االشرؼ خكاطر كذكريات ‪ ( ،‬دمشؽ ‪ :‬مطبعة الثبات ‪. ) 4603 ،‬‬
‫‪ ، .............-436‬تاريخ الحركة اإلسالمية المعاصرة في العراؽ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار المالؾ ‪. ) 4604 ،‬‬
‫‪ -421‬عباس كاشؼ الغطاء ‪ ،‬المدخؿ إلى الشريعة اإلسالمية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النجؼ االشرؼ ‪)3110 ،‬‬
‫‪) 3111‬‬ ‫‪ -424‬عبد االعمى السبزكارم ‪ ،‬مكاىب الرحمف في تفسير القراف ‪ ،‬ط‪ ( ، 3‬قـ ‪ :‬مطبعة شريعت ‪،‬‬
‫‪ ،‬مج ‪. 1‬‬
‫‪ -423‬عبد االمير ىادم العكاـ ‪ ،‬تاريخ حزب االستقالؿ العراقي ‪ ( ، 4650 -4611‬بغداد ‪ :‬دار الحرية‬
‫لمطباعة ‪. ) 4601 ،‬‬
‫‪ -422‬عبد الجبار الزىيرم ‪ ،‬اية اهلل البغدادم ‪ ،‬حياة جياد كنضاؿ ‪ ( ،‬كربالء ‪ :‬مطبعة تمكز ‪. ) 4614 ،‬‬
‫‪ -421‬عبد الجبار ايكب ‪ ،‬مع الشيكعيكف في سجكنيـ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار المعرؼ ‪. ) 4650 ،‬‬
‫‪ -425‬عبد الحسيف الزبيدم ‪ ،‬ثكرة ‪ 41‬تمكز في العراؽ ف ( بغداد ‪ :‬دار الرشيد ‪. ) 4616 ،‬‬
‫‪ -421‬عبد الحسيف زيني ‪ ،‬االحصاء السكاني ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬بغداد ‪ :‬دار الحرية لمطباعة ‪. ) 4615 ،‬‬
‫‪ -421‬عبد الحسيف شرؼ الديف ‪ ،‬النص كاالجتياد ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪. ) 4651 ،‬‬
‫(‬ ‫‪ -420‬عبد الرحيـ محمد عمي ‪ ،‬شيخ الباحثيف اغا برزؾ الطيراني حياتو كافكاره ‪، 4611 -4015‬‬
‫النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪4600‬‬ ‫‪ -426‬عبد الرزاؽ الحسني ‪ ،‬تاريخ الك ازرات العراقية ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬بغداد ‪ :‬دار الشؤكف الثقافية العامة ‪،‬‬
‫) ‪ ،‬ح‪. 6‬‬
‫‪ ، ......................-411‬الجبية الكطنية في العراؽ جذكرىا التاريخية كتطكرىا ‪ ،‬ط‪ ( ، 3‬بيركت ‪ :‬مركز‬
‫االبجدية لمنشر ‪. ) 4601 ،‬‬

‫‪351‬‬
‫‪ ، .........................-414‬تاريخ االحزاب السياسية العراقية ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مركز االبجدية لمطباعة‬
‫كالنشر ‪. ) 4602 ،‬‬
‫‪ -413‬عبد الرزاؽ الياللي ‪ ،‬معجـ العراؽ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة النجاح ‪ ، ) 4652 ،‬ج ‪. 4‬‬
‫‪ -412‬عبد الرزاؽ محي الديف ‪ ،‬الحالي كالعاطؿ ‪ ( ،‬القاىرة ‪ :‬مطبعة السعادة ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪4615‬‬ ‫‪ -411‬عبد الرسكؿ عمي خاف ‪ ،‬تحديد النسؿ مف كجية نظر إسالمية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪،‬‬
‫)‪.‬‬
‫‪ -415‬عبد الرضا فرىكد ‪ ،‬النجؼ االشرؼ ادباؤىا ‪ ،‬كتابيا ‪ ،‬مؤرخكىا ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النبراس ‪3111 ،‬‬
‫) ‪ ،‬ح‪. 2‬‬
‫‪ -411‬عبد الزىرة الحسيني ‪ ،‬مصادر نيج البالغة كأسانيدىا ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4605 ،‬‬
‫‪ -411‬عبد الستار النفاخ ‪ ،‬مجالس النجؼ االشرؼ عبر التاريخ الحديث كالمعاصر ‪، 3111 -4646‬‬
‫( النجؼ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -410‬عبد الستار شنيف ‪ ،‬التاريخ االجتماعي لمنجؼ ‪ ( ، 4610 – 4623‬بغداد ‪ :‬مؤسسة ديمكبرس لمطباعة‬
‫‪. ) 3141 ،‬‬
‫‪ -416‬عبد الصاحب الحكيـ ‪ ،‬مكسكعة عف قتؿ كاضطياد مراجع الديف ‪ (، 3112 -4610‬بغداد ‪ :‬مطبعة‬
‫حقكؽ اإلنساف في العراؽ ‪ ، ) 3112 ،‬ح‪. 3‬‬
‫‪-451‬عبد الصاحب الدجيمي ‪ ،‬الشعكبية كادكراىا التاريخية ‪ ،‬ط‪ ( ، 3‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -454‬عبد القادر حسيف اميف ‪ ،‬القصص في االدب العراقي الحديث ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4655 ،‬‬
‫‪-453‬محمد حرز الديف ‪ ،‬معارؼ الرجاؿ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪. ) 4615 ،‬‬
‫‪4660‬‬ ‫‪ -452‬عبد الكريـ اؿ نجؼ ‪ ،‬مف أعالـ الفكر كالقيادة المرجعية ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار المحبة البيضاء ‪،‬‬
‫)‪.‬‬
‫‪ -451‬عبد الكريـ االزرم ‪ ،‬مشكمة الحكـ في العراؽ ‪ ( ،‬لندف ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4664،‬‬
‫‪ -455‬عبد الكريـ الدباغ ‪ ،‬محمد حسف اؿ ياسيف ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 3116 ،‬‬
‫‪-451‬عبد الكريـ الزنجاني ‪ ،‬الكحدة االسالمية اكالتقريب بيف مذاىب المسمميف ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم‬
‫الحديثة ‪. ) 4614 ،‬‬
‫‪ ، ................ -451‬صفحة مف رحمة االماـ الزنجاني ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة النعماف لمطباعة ‪) 4661 ،‬‬
‫ح‪. 4‬‬
‫‪ -450‬عبد الكريـ فرحاف ‪ ،‬ثكرة ‪ 41‬تمكز في العراؽ ‪ ( ،‬باريس‪:‬مؤسسة الكاتب العربي لمدراسات كالترجمة‬
‫كالنشر ‪. ) 4601 ،‬‬
‫‪ -456‬عبد اهلل االصفياني ‪ ،‬رياض العمماء كحياض الفضالء ‪ ،‬تحقيؽ احمد الحسيني ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مكتبة اية اهلل‬
‫العظمى المرعشي ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ح‪. 5‬‬

‫‪355‬‬
‫‪ -411‬عبد اهلل الفريجي ‪ ،‬مكقؼ المرجعية مف الحركة الشيكعية في العراؽ ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -414‬عبد اهلل النفيسي ‪ ،‬دكر الشيعة في تطكر العراؽ السياسي الحديث ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار النيار ‪) 4612 ،‬‬
‫‪ -413‬عبد اهلل طاىر التكريتي ‪ ،‬مذكرات كزير الدفاع العراقي االسبؽ حرداف التكريتي ‪ ( ،‬طرابمس ‪ :‬المنشأة‬
‫العامة لمنشر كالتكزيع ‪. ) 4602 ،‬‬
‫‪ -412‬عبد اهلل عمي الخنيزم ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬المطبعة الحيدرية ‪. ) 4651 ،‬‬
‫‪ -411‬عبد المحسف شالش ‪ ،‬مكجز تاريخ النجؼ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪ ، ) 4612 ،‬ج ‪. 4‬‬
‫‪ -415‬عبد اليادم الحكيـ ‪ ،‬حكزة النجؼ االشرؼ النظاـ كمشاريع االصالح ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مجمكعة العدالة‬
‫لمطباعة كالنشر ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -411‬عبد اليادم الفضمي ‪ ،‬االسالـ مبدأ ( النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ ، .....................-411‬التربية الدينية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ ،.....................-410‬دليؿ النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النجؼ ‪. ) 4615 ،‬‬
‫‪ ،.....................-416‬مشكمة الفقر ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النجؼ ‪. ) 4612 ،‬‬
‫‪ ،.....................-411‬ىكذا قراتيـ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار المرتضى ‪ ، ) 3112 ،‬ح‪. 4‬‬
‫‪ -414‬عبد الكىاب حميد رشيد ‪ ،‬العراؽ المعاصر ‪ ( ،‬دمشؽ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪. ) 4656 ،‬‬
‫‪-413‬عبكد الطفيمي ‪ ،‬لكحة الشرؼ لرجاؿ االعماؿ االكائؿ في النجؼ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الضياء ‪) 3115 ،‬‬
‫‪ -412‬عدناف ابراىيـ السراج ‪ ،‬االماـ محسف الحكيـ ‪ ( ، 4611 – 4006‬بيركت ‪ :‬دار الزىراء ‪) 4662 ،‬‬
‫‪ -411‬عدم حاتـ عبد الزىرة ‪ ،‬النجؼ االشرؼ كحركة التيار اإلصالحي ‪ ( ، 4623 -4610‬بيركت ‪ :‬دار‬
‫القارم لمطباعة كالنشر ‪. ) 3115 ،‬‬
‫‪ -415‬عز الديف بحر العمكـ ‪ ،‬التقميد في الشريعة اإلسالمية ‪( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة الديكاني ‪) 4661 ،‬‬
‫‪ -411‬عزيز سباىي ‪ ،‬عقكد مف تاريخ الحزب الشيكعي العراقي ‪ ( ،‬دمشؽ ‪ :‬منشكرات الثقافة الجديدة ‪3113 ،‬‬
‫) ‪،‬ح ‪. 4‬‬
‫(‬ ‫‪ -411‬عصاـ عيتاكم ‪ ،‬الشيخ محمد جكاد مغنية ‪ ،‬دراسة سكسيكلكجية في مشركعو اإلصالحي ‪،‬‬
‫بيركت ‪ :‬مركز الحضارة لتنمية الفكر اإلسالمي ‪. ) 3110 ،‬‬
‫(‬ ‫‪ -410‬عالء الديف محمد تقي الحكيـ ‪ ،‬المفكر االسالمي السيد محمد تقي الحكيـ سيرتو كمسيرتو الفكرية ‪،‬‬
‫النجؼ ‪ :‬مطبعة الرائد ‪. ) 3116 ،‬‬
‫‪ -416‬عالء جاسـ الحربي ‪ ،‬رجاؿ العراؽ الجميكرم ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار الحكراء لمطباعة كالنشر ‪.) 3115 ،‬‬
‫‪ -401‬عمي احمد البيادلي ‪ ،‬الحكزة العممية في النجؼ معالميا كحركتيا االصالحية ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الزىراء ‪،‬‬
‫‪. ) 4662‬‬
‫‪ -404‬عمي الخاقاني ‪ ،‬تاريخ الصحافة في النجؼ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة دار الجميكرية ‪. ) 4616 ،‬‬
‫‪ ، ...............-403‬شاعر الشعب محمد صالح بحر العمكـ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة اسعد ‪. ) 4650 ،‬‬

‫‪411‬‬
‫‪ -402‬عمي الشرقي ‪ ،‬االحالـ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة االرشاد ‪. ) 4612 ،‬‬
‫‪ -401‬عمي الفضؿ النجفي ‪ ،‬عمـ األصكؿ تاريخيان كتطكر ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4601 ،‬‬
‫‪ -405‬عمي المؤمف ‪ ،‬سنكات الجمر سيرة الحركة االسالمية في العراؽ ‪ ( ، 4601 – 4651‬بيركت ‪ :‬المركز‬
‫االسالمي المعاصر ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -401‬عمي الكردم ‪،‬لمحات اجتماعية في تاريخ العراؽ الحديث ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬االرشاد ‪ ، ) 4616 ،‬ح ‪. 1‬‬
‫‪ -401‬عمي كاشؼ الغطاء ‪ ،‬ادكار عمـ الفقو كاطكاره ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الزىراء لمطباعة ‪. ) 4616 ،‬‬
‫‪ ، ....................-400‬اسس التقكل لنيؿ جنة الماكل ‪ ( ،‬القطيؼ ‪ :‬مطبعة االنكار ‪. ) 4612 ،‬‬
‫‪ ، .....................-406‬الكمـ الطيب ‪ ( ،‬النجؼ االشرؼ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4605 ،‬‬
‫‪ -461‬عمي كريـ سعيد ‪ ،‬عراؽ ‪ 0‬شباط مف حكار المفاىيـ الى حكار الدـ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الكنكز االدبية ‪ ،‬د‬
‫‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -464‬عمي محمد الشريؼ الجرحاني ‪ ،‬تعريفات كمصطمحات لغكية كفقيية كفمسفية ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪،‬‬
‫‪. ) 4616‬‬
‫‪ -463‬عمي محمد رضا كاشؼ الغطاء ‪ ،‬باب مدينة العمـ ك الفقو ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الزىراء ‪. ) 4605 ،‬‬
‫‪ -462‬عمار الدجيمي ‪ ،‬زعماء الشيعة في النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبكعات دار االندلس ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -461‬غرفة تجارة النجؼ االشرؼ ‪ ( ، 4651 -4626‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم الحديثة ‪. ) 4651 ،‬‬
‫‪ -465‬فائؽ بطي ‪ ،‬المكسكعة الصحفية العراقية ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة االداب ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -461‬فاضؿ البراؾ ‪ ،‬المدارس الييكدية كااليرانية في العراؽ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار الرشيد ‪. ) 4601 ،‬‬
‫‪ -461‬فاضؿ حسيف ‪ ،‬تاريخ الحزب الكطني الديمقراطي ‪ ( ، 4650 -4611‬بغداد ‪ :‬مطبعة الشعب ‪،‬‬
‫‪. ) 4612‬‬
‫(‬ ‫‪ -460‬فاطمة البدرم ‪ ،‬لمحات مضيئة مف النيج التربكم كالرسالي في قصص الشييدة بنت اليدل ‪،‬‬
‫النجؼ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -466‬فالح عبد الجبار ‪ ،‬العمامة كاالفندم ‪ ،‬سكسيكلكجيا خطاب كحركات االحتجاج الديني ‪ ،‬ترجمة امجد‬
‫حسيف ‪ (،‬بيركت ‪ :‬منشكرات الجمؿ ‪. ) 3141 ،‬‬
‫‪ -311‬فرج مكسى ‪ ،‬بيف كىج اإلسالـ كجميد المذىب ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار اليادم لمطباعة كالنشر ‪. ) 4662 ،‬‬
‫‪ ، ..............-314‬الديف كالدكلة كاالمة ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار اليادم لمطباعة ك النشر كالتكزيع ‪. ) 3113 ،‬‬
‫‪ ،...............-312‬بيف كىج االسالـ كجمؿ المذىب ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬المؤسسة الدكلية لمدراسات كالنشر ‪،‬‬
‫‪ 4664‬ـ ) ‪.‬‬
‫‪ -311‬في الرابطة األدبية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم الحديثة ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -315‬قدرم قمعجي ‪ ،‬تجربة عربي في الحزب الشيكعي ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الغد ‪ ،‬د ‪ .‬ت )‬

‫‪411‬‬
‫‪ -311‬قسـ اإلعالـ في ممثمية السيد الحكيـ في الديكانية ‪ ،‬شذرات مف حياة السيد محسف الحكيـ ‪ ( ،‬ديكانية ‪ :‬د‬
‫‪ .‬مط ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -311‬كاظـ الحائرم ‪ ،‬مباحث االصكؿ ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -310‬كاظـ الفتالكم ‪ ،‬المنتخب مف اعالـ الفكر كاالدب ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4660 ،‬‬
‫‪ -316‬كاظـ محمد الطباطبائي ‪ ،‬الرفاؽ تحت المجير ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪. ) 4656 ،‬‬
‫‪ -341‬كامؿ الجادرجي ‪ ،‬مذكرات كامؿ الجادرجي كتاريخ الحزب الكطني الديمقراطي ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الطميعة‬
‫لمطباعة كالنشر ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -344‬كمية الفقو في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬تقرير عف فكرتيا كفعاليتيا كميزاتيا خالؿ العاـ ‪( ، 4611 – 4656‬‬
‫النجؼ ‪ :‬مطبعة النجؼ ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -343‬كميؿ الحاج ‪ ،‬المكسكعة الميسرة في الفكر الفمسفي االجتماعي ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مكتبة لبناف ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -342‬لجنة استقباؿ أعضاء مؤتمر ك ازرة التربية كالتعميـ في البالد العربية ‪ ،‬مكجز تاريخ النجؼ االشرؼ ‪( ،‬‬
‫النجؼ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -341‬المجنة العممية في مؤسسة االماـ الصادؽ ‪ ،‬معجـ طبقات المتكمميف ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪ ، ) 3115 ،‬ح‪5‬‬
‫‪ -345‬ليث عبد الحسيف الزبيدم ‪ ،‬ثكرة ‪ 41‬تمكز في العراؽ ف ط‪ (، 3‬بغداد ‪ :‬منشكرات مكتبة اليقضة العربية‬
‫‪. ) 4604 ،‬‬
‫‪ -341‬مؤسسة الدراسات االسالمية ‪ ،‬العراؽ بيف الماضي كالحاضر كالمستقبؿ ‪ ( ،‬بريكت ‪ :‬مؤسسة الفكر‬
‫االسالمي ‪. ) 4666 ،‬‬
‫‪ -341‬ماجد النترارم ‪ ،‬عبد الصاحب دخيؿ كدكره في الحركة االسالمية المعاصرة ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الفرقاف ‪،‬‬
‫‪. ) 4661‬‬
‫‪ -340‬المجمع الثقافي الديني ‪ ،‬اسبكع االماـ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -346‬مجمكعة مف الباحثيف ‪ ،‬الحكزة العممية العراقية كالتقريب ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬مطبعة فجر االسالـ ‪. )3112 ،‬‬
‫‪ -331‬مجمكعة مف الباحثيف ‪ ،‬السيد محمد تقي الحكيـ كحركتو االصالحية في النجؼ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬منشكرات‬
‫معيد الدراسات العربية ‪) 3112 ،‬‬
‫‪ -334‬محافظة كربالء ‪ ،‬اإلدارة المحمية ‪ ،‬النجؼ حقيقة النشكء كاالرتقاء ‪ ( ،‬كربالء ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪.) 4611 ،‬‬
‫‪ -333‬محسف االميف العاممي ‪ ،‬اعياف الشيعة ‪ ،‬تحقيؽ حسف االميف ‪ ،‬ط‪ ( ، 5‬بيركت ‪ :‬دار التعارؼ‬
‫لممطبكعات ‪ ، ) 3111 ،‬ح‪. 42‬‬
‫‪ ، ..................... .-332‬سيرة السيد محسف االميف ‪ ،‬تحقيؽ ىيثـ األميف كصابريف ميرڤاف ‪ ( ،‬بيركت ‪:‬‬
‫حركة رياض الريس لمكتب كالنشر ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -331‬محسف عبد الصاحب المظفر ‪ ،‬مدينة النجؼ الكبرل – دراسة في نشأتيا كعالقتيا االقميمية ‪ ( ،‬بغداد ‪:‬‬
‫دار الحرية لمطباعة ‪. ) 4603 ،‬‬

‫‪412‬‬
‫‪ ، ............................-335‬كادم السالـ بيف اكسع مقابر العالـ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪،‬‬
‫‪. )4611‬‬
‫(‬ ‫‪ -331‬محسف محمد محسف ‪ ،‬مف التنظيـ الدراسي في النجؼ االشرؼ كالحكاضر العممية المتشابية ‪،‬‬
‫بيركت ‪ :‬دار االضكاء ‪. ) 4660 ،‬‬
‫‪ -331‬محمد االسدم ككخركف ‪ ،‬طريؽ العمماء في طريؽ الجياد ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4601 ،‬‬
‫‪ -330‬محمد الحسكف ككخر ‪ ،‬أعالـ النساء المؤمنات ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬دار األسكة لمطباعة كالنشر ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -336‬محمد الحسيف كاشؼ الغطاء ‪ ،‬المرجعيات الريحانية ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مطبعة ستاره ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -321‬محمد الحسيني الشيرازم ‪ ،‬تمؾ االياـ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة الكعي االسالمي ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -324‬محمد الحيدرم ‪ ،‬االماـ محمد باقر الصدر معايشة مف قريب ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة السالمي ‪) 3112 ،‬‬
‫‪ -323‬محمد الشيرازم ‪ ،‬الشكرل في االسالـ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار لفردكس ‪. ) 4606 ،‬‬
‫‪ -322‬محمد الغركم ‪ ،‬الحكزة العممية في النجؼ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬منشكرات دار الثقميف ‪. ) 4661 ،‬‬
‫‪ ، ...............-321‬مع عمماء النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬منشكرات دار الثقميف ‪ ) 466 ،‬ح ‪. 3‬‬
‫‪ -325‬محمد النكيني ‪ ،‬اضكاء عمى معالـ محافظة كربالء ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪. ) 4614 ،‬‬
‫‪ -321‬محمد اميف زيف الديف ‪ ،‬االسالـ ينابعيوُ ‪ ،‬مناىجو ‪ ،‬غاياتو ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ ، ........................-321‬العفاؼ بيف السمب كااليجاب ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪. ) 4650 ،‬‬
‫‪ ،..........................-320‬الى الطميعة المؤمنة ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ ،..........................-326‬كممة التقكل ‪ ( ،‬د ‪ .‬ـ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪ ،‬د ‪ .‬ت )‬
‫‪ ،..........................-311‬مع الدكتكر احمد اميف في حديث الميدم كالميدكية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة‬
‫النجؼ ‪. ) 4615 ،‬‬
‫‪ ، ..........................-314‬ياابنتي ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪. ) 4650 ،‬‬
‫‪ -313‬محمد اميف شبر ‪ ،‬المدرسة الشبرية ‪ (،‬د ‪ .‬ـ ‪ :‬المؤسسة الشبرية الحياء التراث ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -312‬محمد باقر البيادلي ‪،‬الحياة الفكرية في النجؼ االشرؼ ‪( 4615-4634‬قـ‪:‬ستارة‪.)3111،‬‬
‫‪ -311‬محمد باقر الحكيـ ‪ ،‬الحكزة العممية كحركة االصالح ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬دار التبميغ االسالمي ‪. ) 3112‬‬
‫‪ ، .................-315‬الحكزة العممية كمرجعية الشييد الصدر ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مؤسسة تراث الشييد الحكيـ ‪،‬‬
‫‪. ) 3115‬‬
‫‪ ، ..................-311‬المرجعية الدينية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مؤسسة تراث الشييد الحكيـ ‪. ) 3115 ،‬‬
‫‪ ، ..................-311‬الكحدة االسالمية مف منظكر الثقميف ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مؤسسة تراث شييد المحراب ‪،‬‬
‫‪) 3110‬‬
‫‪ ، ..................-310‬جماعة العمماء ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4601 ،‬‬

‫‪413‬‬
‫‪، ................-316‬مكسكعة الحكزة كالمرجعية ‪( ،‬النجؼ ‪:‬مؤسسة تراث الشييد الحكيـ ‪)3115 ،‬ج‪-4‬ج‪1‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ ، ..................-351‬مرجعية االماـ االحكيـ ‪ ،‬نظرة تحميمية شاممة ‪ ( ،‬الطيراف ‪ :‬مطبعة عترت ف‬
‫‪. ) 3111‬‬
‫‪ -354‬محمد باقر الصدر ‪ ،‬االسالـ يقكد الحياة ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬ك ازرة اإلرشاد اإلسالمي ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ ، ..................-353‬الفتاكم الكاضحة كفقان لمذىب اىؿ البيت ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مطبعة شريعت ‪) 4666 ،‬‬
‫ح‪ -4‬ح‪. 3‬‬
‫‪ ، ...................-352‬المحنة كحب الدنيا ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مؤسسة النبراس ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ ، ...................-351‬المعالـ الجديدة لالصكؿ ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬بيركت ‪ :‬دار المعارؼ ‪. ) 4604 ،‬‬
‫‪ ، ...................-355‬حياة حافمة فكر خالؽ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار السالـ ‪. ) 3141 ،‬‬
‫‪ ، ....................-351‬فمسفتنا ‪ ،‬ط‪ ( ، 3‬بيركت ‪ :‬دار التعارؼ ‪. ) 4603 ،‬‬
‫‪ -351‬محمد باقر المجمسي ‪ ،‬بحار األنكار ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة الكفاء ‪ ) 4602 ،‬ح‪. 3‬‬
‫‪ -350‬محمد بحر العمكـ ‪ ،‬أضكاء عمى قانكف االحكاؿ الشخصية العراقية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪،‬‬
‫‪. ) 4612‬‬
‫‪ ، ...................-356‬االجتياد كاصكلو كاحكامو ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار االضكاء ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ ،....................-311‬حصاد االياـ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الزىراء ‪. ) 4664 ،‬‬
‫‪ ،....................-314‬شمس الديف عطاء دائـ ‪ ( ،‬لندف ‪ :‬معيد الدراسات العربية كاالسالمية ‪)3111 ،‬‬
‫‪ -313‬محمد بحر العمكـ كاخركف ‪ ،‬السيد محمد تقي الحكيـ كحركتو االصالحية في النجؼ ‪ ( ،‬لندف ‪ :‬د ‪ .‬مط‬
‫‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -312‬محمد حسف الحر العاممي ‪ ،‬امؿ االمؿ ‪ ،‬تحقيؽ احمد الحسيني ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪4615 ،‬‬
‫)‪.‬‬
‫‪ -311‬محمد تقي كؿ الفقيو العاممي ‪ ،‬جامعة النجؼ في عصرىا الحاضر ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مطبعة صكر ‪ ،‬د ‪ .‬ت‬
‫)‪.‬‬
‫‪ -315‬محمد تقي الحكيـ ‪ ،‬االصكؿ العامة لمفقو المقارف ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار االندلس ‪) 4612 ،‬‬
‫‪ ، .................-311‬النص كاالجتياد ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬منشكرات مؤسسة االعممي لمطباعة ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ ، ..................-311‬قصة التقريب بيف المذاىب كبحكث اخرل ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬مكتبة النجاح ‪) 4603 ،‬‬
‫‪ -310‬محمد جماؿ الياشمي ‪ ،‬المراة كحقكؽ االنساف ‪ ( ،‬النجؼ االشرؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -316‬محمد جكاد مغنية ‪ ،‬الشيعة كالحاكمكف ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4601 ،‬‬
‫‪ ، .................-311‬مع عمماء النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مطبعة نينـ ‪. ) 4612 ،‬‬
‫‪ -314‬محمد حسف اؿ ياسيف ‪ ،‬االسالـ بيف المرجعية كالتقدمية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪. ) 4614 ،‬‬

‫‪414‬‬
‫‪ -313‬محمد حسيف الصغير ‪ ،‬اساطيف المرجعية العميا في النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مؤسسة البالغ ‪،‬‬
‫‪.)3112‬‬
‫‪ ، ....................-312‬فمسطيف في الشعر النجفي المعاصر ( ‪ ( ، ) 4610 -4630‬بغداد ‪ :‬كمية‬
‫أصكؿ الديف ‪. ) 4610 ،‬‬
‫‪ ، ....................-311‬ىكذا رايتيـ ‪ ( ،‬لبناف ‪ :‬مؤسسة المعارؼ لممطبكعات ‪. ) 3114 ،‬‬
‫‪ -315‬محمد حسيف حرز الديف ‪ ،‬تاريخ النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬منشكرات دليؿ ‪، ) 4661 ،‬ج‪. 4‬‬
‫‪ -311‬محمد حسيف فضؿ اهلل ‪ ،‬حكارات فكرية في شؤكف المرجعية كالحركة االسالمية ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪،‬‬
‫‪. ) 3112‬‬
‫‪ -311‬محمد حسيف كاشؼ الغطاء ‪ ،‬الفردكس االعمى ‪ ،‬جمع كتعميؽ محمد عمي الفياض ‪ ( ،‬تبريز ‪ :‬شركة‬
‫جاب ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -310‬محمد حسيف ىيكؿ ‪ ،‬عبد الناصر كالعالـ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار النيار لمنشر ‪. ) 4663 ،‬‬
‫‪ -316‬محمد رضا المظفر ‪ ،‬المنطؽ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة الزىراء ‪ ) 4615 ،‬ح‪. 4‬‬
‫‪ -301‬محمد رضا المكسكم ‪ ،‬الثكرة كاالسالـ االجتماعي حكؿ السياسية كالتاريخ كاالجتماع ‪ ( ،‬النجؼ ‪:‬‬
‫مطبعة النعماف ‪. ) 4650 ،‬‬
‫‪ -304‬محمد رضا النعماني ‪ ،‬سنكات المحنة كاياـ الحصار ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مطبعة شريعت ‪. ) 4661 ،‬‬
‫‪ ، .....................-303‬شييد االمة كشاىدىا ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مطبع شريؼ ‪ ، ) 3111 ،‬ح‪. 4‬‬
‫‪ -302‬محمد سعيد الحكيـ ‪ ،‬المرجعية الدينية كقضايا اخرل ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬بيركت ‪ :‬مؤسسة المرشد ‪، ) 3112 ،‬‬
‫ح‪.4‬‬
‫‪ -301‬محمد عارؼ كاظـ ‪ ،‬الشييدة بنت اليدل سيرتيا كمسيرتيا ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار المرتضى ‪) 3111 ،‬‬
‫‪ -305‬محمد عباس الدراجي ‪ ،‬صحافة النجؼ تاريخ كابداع ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة دار الثقافة العامة ‪) 4606 ،‬‬
‫‪ -301‬محمد عبد الجميؿ ‪ ،‬المرجعية الشيعية كالقضية الفمسطينية ‪ ( ،‬ىكلندا ‪ :‬مؤسسة الفكر االسالمي ‪،‬‬
‫‪. ) 3113‬‬
‫‪ -301‬محمد عبد اهلل ‪ ،‬تاريخ الجامع االزىر ‪ ،‬ط‪ ( ، 3‬القاىرة ‪ :‬مطبعة لجنة التاليؼ كالترجمة ‪) 4650 ،‬‬
‫‪4655‬‬ ‫‪ -300‬محمد عبد المنعـ خفاجي ‪ ،‬االزىر في الؼ عاـ ‪ ( ،‬القاىرة ‪ :‬المطبعة المنبرية في االزىر ‪،‬‬
‫) ح‪. 3‬‬
‫‪ -306‬محمد عمي الحكماني ‪ ،‬بيف النيريف دجمة كالفرات ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مطبعة الكشاؼ ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -361‬محمد عمي الطبسي ‪ ،‬االسالـ كالمبدأ ‪ ،‬الشيكعية بيف يديؾ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬النعماف ‪. ) 4656 ،‬‬
‫‪ -364‬محمد عمي رضام ‪ ،‬التحصيؿ الدراسي الشيعي في الحكزة العممية ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مكتب اإلعالـ اإلسالمي ‪،‬‬
‫‪. ) 4660‬‬
‫‪ -363‬محمد عكض الخطيب ‪ ،‬صفحات مف تاريخ الجزيرة العربية الحديث ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مطبعة قمـ ‪) 4661 ،‬‬

‫‪415‬‬
‫‪ -362‬محمد كاظـ الطريحي ‪ ،‬النجؼ االشرؼ مدينة العمـ كالعمراف ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار اليادم لمطباعة كالنشر‬
‫كلتكزيع ‪. ) 3113 ،‬‬
‫‪ -361‬محمد كاظـ القزكيني ‪ ،‬االسالـ المعاصر ‪ ،‬سمسمة متابع الثقافة االسالمية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم‬
‫الحديثة ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -365‬محمد كماؿ الدسكقي ‪ ،‬الدكلة العثمانية كالمسألة الشرقية ‪ ( ،‬القاىرة ‪ :‬دار الثقافة ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -361‬محمد محمد صالح كاخركف ‪ ،‬تاريخ اكربا في التاسع عشر ( بغداد ‪ :‬مطبعة جامعة بغداد ‪) 4605 ،‬‬
‫‪ -361‬محمد ميدم االصفي ‪ ،‬النظاـ المالي كتداكؿ الثركة في االسالـ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬الغرم ‪. ) 4613 ،‬‬
‫‪ ، ......................-360‬حقيقة الحرية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ ، . ...................-366‬مدرسة النجؼ كتطكر الحركة اإلصالحية فييا ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪،‬‬
‫‪. ) 4611‬‬
‫‪ -211‬محمد ميدم الحسيني ‪ ،‬العدالة االسالمية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -214‬محمد ميدم الزافي ‪ ،‬جامع السعدات ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪ ) 3112 ،‬ح‪4‬‬
‫‪ -213‬محمد ميدم الشيرازم ‪ ،‬بيف االسالـ كداركف ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم الحديثة ‪. ) 4614 ،‬‬
‫‪ -212‬محمد ميدم شمس الديف ‪ ،‬االجتياد كالتجديد في الفقو اإلسالمي ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬المؤسسة لمدراسات‬
‫كالنشر ‪. ) 4666 ،‬‬
‫‪ ،...........................-211‬ثكرة الحسيف في الكجداف الشعبي ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مطبعة الدار اإلسالمية ‪،‬‬
‫‪. ) 4601‬‬
‫(‬ ‫‪ ، ..........................-215‬حركة التاريخ عند االماـ عمي ( ع ) ‪ ،‬دراسة في نيج البالغة ‪،‬‬
‫بيركت ‪ :‬المؤسسة الجامعية لمدراسات كالنشر ‪. ) 4605 ،‬‬
‫‪ ، ..........................-211‬في االجتماع السياسي االسالمي ‪ ( ،‬قـ دار الثقافة لمطباعة كالنشر ‪،‬‬
‫‪. ) 4661‬‬
‫‪ ، ...........................-211‬مكاقؼ كتامالت في قضايا الفكر كالسياسية ( بيركت ‪ :‬مطبعة الزىراء ‪،‬‬
‫‪. ) 4601‬‬
‫‪ ، ..........................-210‬نظاـ الحكـ كاالدارة في االسالـ ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬بيركت ‪ :‬المؤسسة الدكلية‬
‫لمدراسات كالنشر ‪) 3111 ،‬‬
‫‪ ، ...........................-216‬كاقعة كربالء في الكجداف الشعبي ‪ ،‬ط‪ ( ، 3‬بيركت ‪ :‬المؤسسة الدكلية‬
‫لمدراسات كالنشر ‪. ) 4661 ،‬‬
‫‪ -241‬محمد ىادم االسدم ‪ ،‬االماـ الحكيـ عرض تاريخي لدكره السياسي كالثقافي ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة العدالة‬
‫ف ‪ ، ) 3111‬ح‪ – 4‬ح‪. 3‬‬
‫‪ ، ......................-244‬المرجعية المجاىدة ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4601 ،‬‬

‫‪416‬‬
‫‪ -243‬محمد ىادم االميني ‪ ،‬الشيكعية عدكة االنسانية ‪ ( ،‬النجؼ االشرؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ ،...................-242‬معجـ المطبكعات النجفية ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ ، ....................-241‬معجـ رجاؿ الفكر خالؿ الؼ عاـ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪ ، ) 4611 ،‬ح‪4‬‬
‫‪ ،‬ح ‪ ، 3‬ح‪. 2‬‬
‫‪ -245‬محمد ىادم دفتر ‪ ،‬صفحة مف رحمة االماـ الزنجاني كخطبو في االقطار العربية كالعكاصـ االسالمية ‪،‬‬
‫ط‪ ( ، 2‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم الحديثة ‪ ، ) 4651 ،‬ح‪. 3‬‬
‫‪ -241‬محمكد الياشمي ‪ ،‬مصدر التشريع كنظاـ الحكـ في االسالـ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار االعراؼ ‪. ) 4663 ،‬‬
‫‪ -241‬محمكد دركيش ككخركف ‪ ،‬دليؿ الجميكرية العراقية ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار التمكف ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -240‬مرتضى األنصارم ‪ ،‬المكاسب ‪ ،‬تحقيؽ محمد كمنتر ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪ ،‬ح‪. 4‬‬
‫‪ -246‬مرتضى الرضكم ‪ ،‬في سبيؿ الكحدة االسالمية ‪ ( ،‬القاىرة ‪ :‬دار العمـ لمطباعة ‪. ) 4601 ،‬‬
‫‪ -231‬مرتضى مطيرم ‪ ،‬األصكؿ كالفقو ‪ ،‬ترجمة حسف الياشمي ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬دار الكتاب اإلسالمي ‪) 311 ،‬‬
‫‪ ، ..................-234‬التجديد كاالجتياد في االسالـ ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4610 ،‬‬
‫‪ -232‬مركز الحضارة لتنمية الفكر االسالمي ‪ ،‬مشاريع التجديد كاالصالح في الحكزة العممية ‪ ( ،‬بيركت ‪:‬‬
‫معيد الرسكؿ االكرـ العالمي لمدراسات االسالمية ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -231‬مركز الحضارة لتنمية الفكر اإلسالمي ‪ ،‬مشاريع التجديد كاإلصالح في الحكزة العممية ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪.‬‬
‫مط ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫د‬ ‫‪ -235‬المركز الكثائقي لحقكؽ اإلنساف في العراؽ ‪ ،‬اغتياؿ العالمة السيد ميدم الحكيـ ‪ ( ،‬طيراف ‪:‬‬
‫‪ .‬مط ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -231‬مشككر االسدم ‪ ،‬رؤكس اقالـ عابرة عف جعفر الخميمي ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار المعارؼ ‪. ) 4614 ،‬‬
‫‪ -231‬مصطفى جماؿ الديف ‪ ،‬الديكاف ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار المؤرخ العربي ‪ ) 3110 ،‬ج‪ – 4‬ج ‪. 3‬‬
‫‪ -230‬معيد الرسكؿ األكرـ العالي لمدراسات اإلسالمية ‪ ،‬مشاريع التجديد كاإلصالح في الحكزة العممية ‪ ،‬تحقيؽ‬
‫محمد مصطفكم ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مركز الحضارة لتنمية الفكر اإلسالمي ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -236‬معيد الرس كؿ االكرـ لمشريعة كالدراسات االسالمية ‪ ،‬الحكزة العممية في فكر االماـ الخامنئي ‪ ،‬ط‪( ، 3‬‬
‫بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 3112 ،‬‬
‫كالتكزيع ‪،‬‬ ‫‪ -221‬مفيد الزبيدم ‪ ،‬مكسكعة تاريخ اكربا الحديث كالمعاصر ‪ ( ،‬د ‪ .‬ـ ‪ :‬دار أسامة لمنشر‬
‫د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ، .................-224‬عبد العزيز اؿ سعكد كبريطانيا ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الطميعة ‪. ) 3113 ،‬‬
‫‪ -223‬مقداـ عبد الحسف الفياض ‪ ،‬تاريخ النجؼ السياسي ‪ ( ، 4650 – 4614‬بيركت ‪ :‬دار االضكاء ‪،‬‬
‫‪. ) 3113‬‬
‫‪ -222‬مكتب محمد حسيف فضؿ اهلل ‪ ،‬المرجعية انجازات كأماؿ ‪ (،‬بيركت ‪ :‬الدائرة اإلعالمية ‪. ) 3112 ،‬‬

‫‪417‬‬
‫‪ -221‬مكتبة الركضة الحيدرية ‪ ،‬سمسمة صحافة النجؼ االشرؼ ‪ ،‬مجمة الدليؿ ( النجؼ ‪ :‬مطبعة التعارؼ ‪،‬‬
‫‪. ) 3141‬‬
‫‪ -225‬منتدل النشر ‪ ،‬كمية الفقو في النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النجؼ ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -221‬منشكرات حركة القكمييف العرب ‪ ،‬العراؽ كاعداء الكحدة ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار االضكاء ‪. ) 4656 ،‬‬
‫‪ -221‬ميدم البزركاف ‪ ،‬المطيرات في اإلسالـ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -220‬المكسكعة السرية لمحزب الشيكعي العراقي ‪ ،‬السرم ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة الحككمة ‪ ، ) 4616 ،‬ح‪. 2‬‬
‫‪ -226‬مير بصرم ‪ ،‬أعالـ السياسية في العراؽ الحديث ‪ ( ،‬لندف ‪ :‬دار الحكمة ‪ ، ) 3111 ،‬ح‪. 5‬‬
‫‪ -211‬ناجي كداعو الشريس ‪ ،‬العشائر العربية في النجؼ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الغرم ‪ ، ) 4615 ،‬ح‪. 4‬‬
‫‪ ، ......................-214‬لمحات مف تاريخ النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪. ) 4612 ،‬‬
‫‪ -213‬ناصر البديرم ‪ ،‬المعركة بيف االيماف كااللحاد ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة القضاء ‪. ) 4656 ،‬‬
‫‪ -212‬نبيؿ احمد الحمي ‪ ،‬التكفيؽ ككسيمة لحؿ المنازعات الدكلية في القانكف الدكلي العاـ ف ( القاىرة ‪ :‬د ‪.‬‬
‫مط ‪. ) 4602 ،‬‬
‫‪ -211‬نجؼ عمي الميرزائي ‪ ،‬مطارحات في منيجية االصالح كالتغير ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬المجمع العممي لمتربية‬
‫كالثقافة المعاصرة ‪. ) 3113 ،‬‬
‫‪ -215‬النجفي القكجاني ‪ ،‬سياحة في الشرؽ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار البالغة لمطباعة كالنشر ‪. ) 4663 ،‬‬
‫‪ -211‬النظاـ االساسي لجمعية الرابطة االدبية في النجؼ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النعماف ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -211‬نيج البالغة ‪ ،‬شرح االماـ محمد عبده ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4662 ،‬‬
‫‪ -210‬نكاؿ فياض ‪ ،‬صفحات مف تاريخ جبؿ عامؿ في العيديف العثماني كالفرنسي ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الجديد ‪،‬‬
‫‪. ) 4660‬‬
‫‪ -216‬نكر الديف الشاىركدم ‪ ،‬المرجعية الدينية كمراجع األمامية ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬عماد‬
‫لممطبكعات ‪. ) 4665 ،‬‬
‫‪ -251‬ىاشـ فياض الحسيني ‪ ،‬حياة االماـ السيد ابك الحسف االصفياني ‪ ( ،‬بيركتركز البحكث كالدراسات‬
‫كالنشر ‪. ) 3114 ،‬‬
‫‪ -254‬الييئة العممية في النجؼ االشرؼ ‪ ،‬تصريحات خطيرة لالماـ الخكئي حكؿ التغمغؿ الييكدم في ايراف ‪،‬‬
‫( النجؼ االشرؼ ‪ :‬مطبعة االداب ‪ ،‬د ‪ .‬ت ) ‪.‬‬
‫‪ -253‬كجيو ككثراني ‪ ،‬جدلية الديف كالسياسية ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار الطميعة لمطباعة كالنشر ‪. ) 3114 ،‬‬
‫‪ -252‬ك ازرة الثقافة كاالرشاد العراقي ‪ ،‬الرئيس الراحؿ عبد السالـ محمد عارؼ بمناسبة مركر عاـ عمى ‪-251‬‬
‫استشياد الرئيس كرفاقو االبرار ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار الجميكرية ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -255‬كسف سعيد الكرعاكم ‪ ،‬السيد محسف الحكيـ دراسة في دكره السياسي كالفكرم في العراؽ ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مطبعة‬
‫ثامف الحجج ‪. ) 3116 ،‬‬

‫‪411‬‬
‫‪ -251‬كفاء جكاد الجياشي ‪ ،‬مف النجؼ إلى النجؼ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مؤسسة تراث الشييد الحكيـ ‪)3111 ،‬‬
‫‪ -251‬كقفية جامعة النجؼ الدينية كنظاميا االساسي ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4615 ،‬‬
‫‪ -250‬يكسؼ اسعد ‪ ،‬معجـ االسماء المستعارة كاصحابيا ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار االضكاء ‪. ) 4660 ،‬‬
‫‪ -256‬يكسؼ القرضاكم ‪ ،‬االسالـ كالعممانية كجيان لكجو ‪ ( ،‬القاىرة ‪ :‬مطبعة المدني ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -211‬يكسؼ عز الديف ‪ ،‬الشعر العراقي الحديث كاثر التيارات السياسية كاالجتماعية ‪ ( ،‬القاىرة ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪،‬‬
‫‪. ) 4615‬‬
‫‪ -214‬يكنس ابراىيـ السامرائي ‪ ،‬مجالس بغداد ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬مطبعة االنتصار ‪. ) 4605 ،‬‬

‫ب‪ -‬المراجػع المعػُربة ‪:‬‬


‫‪ -4‬أرسطك ‪ ،‬كتاب السياسية ف ط‪ ( ، 2‬بيركت ‪ :‬المجنة المبنانية لترجمة الركائع ‪. ) 4601 ،‬‬
‫‪ -3‬اسحاؽ نقاش ‪ ،‬شيعة العراؽ ‪ ،‬ترجمة عبد االلو النعيمي ‪ ( ،‬قـ ‪ :‬مطبعة أمير ‪. ) 4660 ،‬‬
‫‪ -2‬االف بالمر ‪ ،‬مكسكعة التاريخ الحديث ‪ ،‬ترجمة سكسف فيصؿ السامر ‪ ،‬يكسؼ محمد اميف ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار‬
‫المؤمكف لمترجمة كالنشر ‪ ، ) 4663 ،‬ح‪. 4‬‬
‫‪ -1‬البرت حكراني ‪ ،‬الفكر العربي في عصر النيضة ‪ ، 4626 – 4160‬ترجمة كريـ عزقكؿ ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار‬
‫النيار لمنشر ‪. ) 4611 ،‬‬
‫‪ -5‬البرت شفيستر ‪ ،‬فمسفة الحضارة ‪ ،‬ترجمة عبد الرحمف بدكم ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬د ‪ .‬ـ ‪ :‬دار االندلس ‪)4602 ،‬‬
‫‪ -1‬تشارلز تريب ‪ ،‬صفحات مف تاريخ العراؽ ‪ ،‬ترجمة زينة براديس ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬مطابع الدار العربية لمعمكـ ‪،‬‬
‫‪. ) 3111‬‬
‫‪ -1‬حنا بطاطك ‪ ،‬الحزب الشيكعي ‪ ،‬ترجمة عفيؼ الرزاز ‪ ( ( ،‬قـ ‪ :‬منشكرات فرىاد ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -0‬عمي شريعتي ‪ ،‬تاريخ الحضارة ‪ ،‬تعريب حسف نصرم ‪ ( ،‬النجؼ االشرؼ ‪ :‬مؤسسة االداب الشرقية ‪،‬‬
‫‪) 3111‬‬
‫‪ -6‬فالح عبد الجبار ‪ ،‬العمامة كاالفندم ‪ ،‬سكسيكلكجيا خطاب كحركات االحتجاج الديني ‪ ،‬ترجمة امجد حسيف‬
‫‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬منشكرات الجمؿ ‪. ) 3141 ،‬‬
‫‪ -41‬ماريكف كبترسمكجمت ‪ ،‬العراؽ الحديث مف الثكرة الى الديكتاتكرية ‪ ،‬ترجمة مركز الدراسات كالترجمة ‪( ،‬‬
‫القاىرة ‪ :‬الزىراء لالعالـ العربي ‪. ) 4663 ،‬‬
‫‪ -44‬ىيكج اكتف ‪ ،‬دراسة التاريخ كعالقا تيا بالعمكـ االجتماعية ‪ ،‬ترجمة محمكد زايد ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار العمـ‬
‫لممالييف ‪. ) 4612 ،‬‬

‫سابعا‪-:‬البحوث‪:‬‬

‫‪415‬‬
‫‪ -4‬احمد حمكد سمماف ‪ ،‬الحركة العممية كقياداتيا في النجؼ عبر التاريخ ‪(،‬بحث) مكسكعة النجؼ االشرؼ‬
‫إسيامات في الحضارة اإلنسانية ‪ ( ،‬لندف ‪ :‬مركز كربالء لمبحكث كالدراسات ‪ ، ) 3111 ،‬ح‪ – 4‬ح‪. 3‬‬
‫‪ -3‬حسف عيسى الحكيـ ‪ ،‬الجذكر التاريخية لنشاة مدرسة النجؼ ‪ ( ،‬بحث ) ‪ ( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬مركز دراسات‬
‫الككفة ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -2‬حسف عيسى الحكيـ ‪ ،‬طريؽ زبيدة ‪ ( ،‬بحث ) ( جامعة الككفة ‪ :‬مركز دراسات الككفة ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -1‬حسيف عمي محفكظ ‪ ( ،‬بحث ) ضمف الذكرل السنكية االربعكف لمشيخ محمد جكاد الجزائرم ‪ ( ،‬بغداد ‪:‬‬
‫مركز دراسات الككفة ‪. ) 4600 ،‬‬
‫‪ -5‬حسيف كاظـ الحكيـ ‪ ،‬قدرة الحكزة العممية عمى القيادة ‪ ( ،‬بحث ) ضمف بحكث المكتمر الثالث ألحياء‬
‫التراث الفكرم كالعممي لمشييد اية اهلل محمد باقر الحكيـ ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة النخيؿ ‪. ) 3116 ،‬‬
‫‪ -1‬رؤكؼ االنصارم ‪ ،‬النجؼ االشرؼ مدينة أسالمية عريقة ‪ ( ،‬بحث ) ضمف مكسكعة النجؼ االشرؼ‬
‫إسيامات في الحضارة اإلنسانية ‪ ( ،‬لندف ‪ :‬مركز كربالء لمبحكث كالدراسات ‪ ، ) 3111 ،‬ج‪. 4‬‬
‫‪ -1‬صاحب الحكيـ ‪ ،‬بعض انتياكات حقكؽ المرجعية الدينية ‪ (،‬بحث ) النجؼ االشرؼ اسيامات في الحضارة‬
‫االنسانية ‪ ( ،‬لندف ‪ :‬مركز كربالء لمبحكث كالدراسات ‪ ، ) 3111 ،‬ح‪. 3‬‬
‫‪ -0‬طارؽ نافع الحمداني ‪ ،‬طبيعة الحركة الفكرية ‪ ( ،‬بحث ) منشكر في كتاب حضارة العراؽ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار‬
‫الحرية لمطباعة ‪ ، ) 4605 ،‬ح‪. 44‬‬
‫(‬ ‫‪ -6‬عبد االمير زاىد ‪ ،‬المعاصرة كالمتقمبات في مشركع المظفر الثقافي ‪ ( ،‬بحث ) مقدـ الندكة الفكرية ‪،‬‬
‫النجؼ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4661 ،‬‬
‫‪ -41‬محمد حسف الزبيدم ‪ ،‬التربة كالتعميـ ‪ ( ،‬بحث ) ضمف مكسكعة حضارة العراؽ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار الحرية‬
‫لمطباعة ‪. ) 4605 ،‬‬
‫‪-44‬محمد طنطاكم ‪ ،‬التقريب بيف المذاىب اإلسالمية ‪ ( ،‬بحث ) القي في مؤتمر التقريب بيف المذاىب‬
‫اإلسالمية في البحريف ‪ ( ،‬البحريف ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 3112 ،‬‬
‫‪-43‬محمد مسمـ محمد ‪ ،‬السياحة الدنية في النجؼ ( بحث ) ‪ ( ،‬جامعة الككفة ‪ :‬كمية اآلداب ‪. ) 4665 ،‬‬
‫ثامػناً الدواويػف ‪:‬‬
‫‪ -4‬صالح كاشؼ الغطاء ‪ ،‬ديكاف الجعفرم ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار الحرية لمطباعة ‪. ) 4605 ،‬‬
‫‪ -3‬محمد رضا القامكسي ‪ ،‬ديكاف صادؽ القامكسي ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 3111 ،‬‬
‫‪ -2‬محمد صالح بحر العمكـ ‪ ،‬المكاطف ( ديكاف شعر ) ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬مطبعة الراعي ‪. ) 4624 ،‬‬
‫‪ -1‬محمد صالح بحر العمكـ ‪ ،‬ديكاف بحر العمكـ ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار التضامف ‪ ، ) 4616 ،‬ح‪. 3‬‬
‫‪ -5‬محمد ميدم الجكاىرم ‪ ،‬ديكاف محمد ميدم الجكاىرم ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار العكدة ‪. ) 4603 ،‬‬
‫‪ -1‬محمكد الحبكبي ‪ ،‬ديكاف الحبكبي ‪ ( ،‬النجؼ ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪ ، ) 4610 ،‬ح‪. 4‬‬
‫‪ -1‬مصطفى جماؿ الديف ‪ ،‬الديكاف ‪ ( ،‬بيركت ‪ :‬دار المؤرخ العربي ‪ ، ) 3110 ،‬ح‪. 4‬‬

‫‪411‬‬
‫تاسعاً – المصػادر االجنبػية ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬المصػػادر الفارسية ‪:‬‬
‫‪ -4‬حميد ركحاني ‪ ( ،‬زيارتي ) ‪ ،‬نيضت اماـ خميني ‪ ( ،‬طيراف ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪. ) 4211 ،‬‬
‫ب‪ -‬المصػػادر االنكميزية ‪-:‬‬

‫‪1- ayor , Harold m . and clyde F . klom . Reading in urban yeogruphy , university of‬‬
‫‪Chicago press Chicago . 1959 .‬‬
‫‪2- T.M. Aziz , the role of Muhammad Bagir Alsada in shil political Activism in Iraq‬‬
‫‪from 1958 to 1980 middle East studu " Jourmal " U.S. A , no m ( 25) 1993 .‬‬

‫عاش ارً – الصحافة العراقية والعربية واالجنبية ‪:‬‬


‫أ‪ -‬المقػػأالت ‪:‬‬
‫‪ -4‬ابراىيـ العاتي ‪ ،‬عمماء النجؼ اسسك ثقافة الحكار بيف المذاىب ‪ ( ،‬النكر ) " مجمة " أب ‪ ، 4660‬العدد‬
‫(‪. )01‬‬
‫‪ -3‬ابك احمد ‪ ،‬العمؿ كالعمالة ( التربية االسالمية ) " مجمة " ‪ ،‬بغداد السنة (‪ )4‬شباط ‪ ، 4656‬العدد (‪. )1‬‬
‫‪-2‬احمد الدجيمي ‪ ،‬أبييا أماـ المصميف ‪ ( ،‬النشاط الثقافي ) " مجمة " ‪ 2 ،‬اذار ‪ 4650‬ـ ‪ ،‬العدداف ( ‪، ) 2‬‬
‫( ‪. )1‬‬
‫‪-1‬احمد الصافي النجفي ‪ ،‬يخرج مف صمتو ‪ ( ،‬الشعب ) " مجمة " ‪ ،‬بغداد ‪ 41 ،‬تمكز ‪ ، 4610‬العدد‬
‫( ‪. ) 410‬‬
‫‪-5‬احمد الكائمي ‪ ،‬ثكرة األماـ الحسيف ‪ ( ،‬النجؼ ‪ " 6‬مجمة " ‪ ،‬السنة (‪ )3‬شباط ‪ ، 4610‬العدد ( ‪. ) 2‬‬
‫‪ -1‬احمد اميف ‪ ،‬المسجد المعيد االكؿ لمتعميـ عند المسمميف ‪ ( ،‬االيماف ) " مجمة " ‪ ، 4610 ،‬العدد ( ‪)41‬‬
‫‪ -1‬احمد عارؼ الزيف ‪ ،‬الكحدة العربية ‪ ( ،‬العرفاف ) " مجمة " ‪ ،‬مجمد (‪ ، 4656 ، ) 15‬ح‪. 6‬‬
‫‪ -0‬أغا برزؾ الطيراني ‪ ،‬ذكرة مكلدة األماـ عمي ( ع ) ‪ ( ،‬المعارؼ ) " مجمة " ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬تشرم الثاني‬
‫‪ ، 4650‬العدد ( ‪. ) 4‬‬
‫‪ -6‬بنت اليدل ‪ ،‬المغاالة في الميكر ‪ ( ،‬االضكاء ) " مجمة " ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬السنة (‪ ، ) 2‬ايار ‪ 4613‬ـ ‪ ،‬العدد‬
‫(‪.)2‬‬
‫‪ -41‬تركي كاظـ جكدة ‪ ،‬ذات ليمة ‪ ( ،‬المعارؼ ) " مجمة " ‪ ،‬السنة (‪ ، )4‬تشريف الثاني ‪ ، 4650‬العدد (‪)4‬‬
‫‪ -44‬محمد ىادم الفياض ‪ ،‬تدريس الديف في جمع المدارس ‪ ( ،‬النجؼ ) " مجمة " ‪ ،‬شباط ‪ ، 4611‬العدد‬
‫( ‪. ) 41‬‬
‫‪ -43‬جعفر عباس الحائرم ‪ ،‬سعادة المجتمع بكالية األماـ عمي ( ع ) ‪ ( ،‬األيماف ) " مجمة " كانكف االكؿ‬
‫كالثاني ‪ 4611 ، 4612‬ـ ‪ ،‬العدداف ( ‪. ) 1 ( ، ) 2‬‬
‫‪ -42‬جميؿ ابراىيـ العطية ‪ ،‬صار انسانان ‪ ( ،‬المعارؼ ) " مجمة " ‪ ،‬ايمكؿ ‪ ، 4656‬العدد (‪. ) 41‬‬

‫‪411‬‬
‫‪ -41‬حسف مامكف ‪ ،‬الكحدة االسالمية ‪ ( ،‬نكر االسالـ ) " مجمة " ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬السنة (‪ ، 4615 ، ) 21‬العدد‬
‫(‪. ) 23‬‬
‫‪ -45‬حسيف الخزرجي ‪ ،‬أىمية اإلصالح الزراعي ‪ ( ،‬النجؼ ) " مجمة " ‪ ،‬شباط ‪4611‬ـ ‪ ،‬العدد ( ‪. )45‬‬
‫‪ -41‬حميد المطبعي ‪ ،‬مكجز تاريخ الصحافة النجفية ‪ ( ،‬الكممة ) " مجمة " ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬السنة ( ‪4661 ، ) 4‬‬
‫‪ ،‬العدد ( ‪. ) 2‬‬
‫‪ -41‬خكرم ياخكش ‪ ،‬دكر النجؼ التاريخي ( المشرؽ ) " مجمة " بيركت ‪ ،‬شباط ‪ ، 4611‬عدد( ‪. ) 15‬‬
‫‪ -40‬الذكرل السنكية لرحيؿ األماـ الحكيـ ‪ ( ،‬العالـ ) " مجمة " ‪ ،‬لندف ‪ 36 ،‬تشريف الثاني ‪ ، 4601‬العدد‬
‫(‪. ) 411‬‬
‫‪-46‬رشيد ياسيف ‪ ،‬ذكريات عف الصافي النجفي ‪ ( ،‬اإلذاعة كالتمفزيكف ) " مجمة " ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬تمكز ‪، 4611‬‬
‫العدد (‪. ) 331‬‬
‫‪ -31‬صادؽ ميدم ‪ ،‬حقكؽ االنساف المعاشية في الحياة ‪ ( ،‬االيماف ) " مجمة " ‪4610‬ـ ‪ ،‬العدداف ( ‪، ) 1‬‬
‫( ‪. ) 41‬‬
‫‪-34‬طالب الخرساف ‪ ،‬رباعيات ‪ ( ،‬النشاط الثقافي ) "مجمة " ‪ ،‬النجؼ ‪ 30 ،‬كانكف الثاني ‪ 4612‬ـ ‪ ،‬العدد‬
‫(‪.)4‬‬
‫‪ -33‬عامر الحمك ‪ ،‬مف أرشيؼ التحرؾ اإلسالمي في العراؽ ‪ ( ،‬لكاء الصدر ) " صحيفة " ‪ 4605‬ـ ‪ ،‬العدد‬
‫(‪. ) 11‬‬
‫‪ -32‬عبد الرسكؿ الكفائي ‪ ،‬اهلل اكبر ثرنا ‪ ( ،‬اليماف ) " مجمة " ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬السنة ( ‪ ، 4611 ، ) 2‬العدداف ‪،‬‬
‫( ‪. )1( ، ) 5‬‬
‫‪ -31‬عبد المنعـ الشيمساكم ‪ ،‬لماذا نيض الحسيف ‪ ( ،‬النشاط الثقافي ) " مجمة " ‪ 1 ،‬اب ‪ 4650‬ـ ‪ ،‬العدد‬
‫(‪.)0‬‬
‫‪ -35‬عبد اليادم العصامي ‪ ،‬اقتراف ارادة الشعب بارادة اهلل تعالى ‪ ( ،‬المعارؼ ) " مجمة " ‪ ،‬تشريف الثاني‬
‫‪ ، 4650‬العدد ( ‪. ) 4‬‬
‫‪ ، ....................-31‬اقتراف ارادة الشعب بارادة اهلل تعالى ‪ ( ،‬المعارؼ ) " مجمة " ‪ ،‬تشريف الثاني‬
‫‪ ، 4650‬العدد ( ‪. ) 4‬‬
‫‪ -31‬عبد اليادم الفضمي ‪ ،‬االجتياد دراسة فقيية لظاىرة االجتياد ابشرم ‪ ( ،،‬المناىج ) " مجمة " ‪ ،‬بيركت ‪،‬‬
‫السنة (‪ ، 3111 ، ) 5‬العدد (‪. ) 40‬‬
‫‪ ، ...................-30‬عمـ البالغة العربية ‪ ( ،‬النجؼ ) " مجمة " ‪ ،‬السنة ( ‪ ، )3‬تمكز ‪ ، 4610‬العدد (‬
‫‪. ) 11‬‬
‫‪-36‬عز الديف الجزائرم ‪ ،‬تنظيـ الحكزة العممية ‪ ( ،‬قضايا اسالمية ) " مجمة " قـ ‪ ، 4661‬العدد (‪. )5‬‬

‫‪412‬‬
‫‪ -21‬عمي احمد البيادلي ‪ ،‬النجؼ االشرؼ حنيف الزكار كليفة طالب العمـ ‪ ( ،‬نكر االسالـ ) " مجمة " ‪،‬‬
‫القاىرة ‪ ،‬شباط ‪ ، 4663‬العدد ( ‪. ) 212‬‬
‫‪ -24‬عمي عبد المطمب عمي خاف المدني ‪ ،‬مكقؼ المرجعية الدينية في النجؼ االشرؼ مف الفرؽ الدينية‬
‫اليدامة – الكىابية كالبابيبة كالبيائية ‪ ( ،‬دراسات في التاريخ كاآلثار) " مجمة " بغداد ‪ ،‬ايار ‪ 3110‬ـ ‪ ،‬العدد (‪3‬‬
‫)‪.‬‬
‫‪ -23‬عمي كاشؼ الغطاء ‪ ،‬مف صدل االستنكار عمى ما جاء بو في راية اإلسالـ ‪ ( ،‬النجؼ ) " مجمة " السنة‬
‫(‪ 41 ، ) 1‬تشريف الثاني ‪ ، 4611‬العدداف (‪. ) 1( ، ) 5‬‬
‫‪ -22‬قيس النكرم ‪ ،‬العمؿ في المجتمع البدائي ‪ ( ،‬النجؼ ) " مجمة " ‪ ،‬كانكف الثاني ‪ ، 4610‬العدد (‪. )4‬‬
‫‪ -21‬كممة السيد محسف الحكيـ بذكرل ميالد األماـ الحسي ( عميو السالـ ) ‪ ( ،‬رسالة االسالـ ) " مجمة " ‪،‬‬
‫النجؼ ‪ ،‬السنة ( ‪ ، 4615 ، ) 3‬العدد ( ‪. ) 2‬‬
‫‪ -25‬ماجد الصافي ‪ ،‬مع احمد الصافي النجفي ‪ ( ،‬االقالـ ) " مجمة " ‪ ،‬بغداد ‪ 3 ،‬نيساف ‪. 4611‬‬
‫‪ -21‬ماؿ اهلل العطية ‪ ،‬أركاف التجديد في فكرة الشييد الصدر ( الفكر الجديد ) " مجمة " ‪ ،‬لندف ‪ ،‬نيساف‬
‫‪ 4660‬ـ ‪ ،‬العدد ( ‪. ) 41‬‬
‫‪ -21‬محمد اميف زيف الديف ‪ ،‬الحجاب بيف السمب كاالعجاب ‪ ( ،‬االضكاء ) " مجمة " ‪ 45‬كانكف الثاني ‪4612‬‬
‫‪ ،‬العدد ( ‪. )1‬‬
‫‪ -20‬محمد باقر الصدر ‪ ،‬اإلسالـ ىك الحقيقة ‪ ( ،‬األضكاء ) " مجمة " ‪ 45‬كانكف االكؿ ‪ ، 4614 ،‬العدد‬
‫(‪. )4‬‬
‫‪ ، ..................-26‬المرجعية الصالحة ‪ ( ،‬صكت األمة ) " مجمة " ‪ ،‬طيراف ‪ ،‬السنة ( ‪، 4601 )4‬‬
‫العدد ( ‪. ) 4‬‬
‫‪ -11‬محمد بح ر العمكـ ‪ ،‬الجامعة العممية في النجؼ االشرؼ ‪ ( ،‬الغد ) " مجمة " لندف ‪ ،‬تشريف الثاني‬
‫‪4664‬ـ ‪ ،‬العدد (‪. ) 5‬‬
‫‪ -14‬محمد تقي الحكيـ ‪ ،‬االسس الثكرية لدراسة التاريخ ‪ ( ،‬النجؼ ) " مجمة " ‪ 40‬تشريف االكؿ ‪، 4650‬‬
‫العدد ( ‪. ) 2‬‬
‫‪ ، ..................-13‬قيـ كمبادئ كشخصيات ‪ ( ،‬النجؼ ) " مجمة " كانكف الثاني ‪ ، 4612‬العدد ( ‪.) 1‬‬
‫‪ -12‬محمد جماؿ الياشمي ‪ ،‬االسالـ كالمادية التاريخية ‪ ( ،‬النجؼ ) " مجمة " ‪ ،‬تشريف الثاني ‪ ، 4611‬العدد‬
‫(‪. ) 5‬‬
‫‪ -11‬محمد جكاد مغنية ‪ ،‬الفكر الغربي كالمتغيير في المجتمع العربي ( المستقبؿ العربي ) " مجمة " ‪ ،‬بيركت ‪،‬‬
‫‪ ، 4601‬العد ( ‪. ) 310‬‬
‫‪ ، ..................-15‬الى النجؼ ‪ ( ،‬العرفاف ) " مجمة " ‪ ،‬مجمد ( ‪ ، ) 11‬ايمكؿ ‪ ، 4650‬ح‪. 4‬‬
‫‪ ، ..................-11‬حكؿ الدراسة في النجؼ ‪ ( ،‬العرفاف ) " مجمة " صيدا ‪ ،‬مج ‪ ، 4613 ، 16‬ح‪. 1‬‬

‫‪413‬‬
‫‪ -11‬محمد حسف الطالقاني ‪ ،‬ثكرة العراؽ حمـ تحقؽ ‪ ( ،‬المعارؼ ) " مجمة " ط( ‪ ) 4‬تشريف الثاني ‪، 4650‬‬
‫العدد ( ‪. )4‬‬
‫‪ -10‬محمد حسيف اؿ ياسيف ‪ ،‬الحياة المادية المعاصرة ‪ ( ،‬البالغ ) " مجمة " ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬السنة (‪، 4611 ، )4‬‬
‫العدد (‪. )4‬‬
‫‪ -16‬محمد حسيف فضؿ اهلل ‪ ،‬في ظالؿ كربالء ‪ ( ،‬النشاط الثقافي ) " مجمة " ‪ ،‬اب ‪ 4650‬ـ ‪ ،‬العدد (‪. ) 0‬‬
‫‪ -51‬محمد رضا المظفر ‪ ،‬االصالح ‪ ( ،‬الرابطة ) " مجمة " ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬كانكف الثاني ‪ ، 4611‬العدد ( ‪. ) 1‬‬
‫‪ ، ...................-54‬تنمية الممكة كدراسة منتدل النشر ‪ ( ،‬البذرة ) " مجمة " ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬حزيراف ‪، 4651‬‬
‫العدد (‪. ) 0‬‬
‫‪ ، ....................-53‬جامعة النجؼ االشرؼ كجامعة القزكييف ‪ ( ،‬المجمع العممي العراقي ) " مجمة "‬
‫بغداد ‪ ، 4611 ،‬العدد ( ‪. ) 4‬‬
‫‪ -52‬محمد زيد ‪ ،‬دكر اإلماـ الحكيـ في حركة الكعي اإلسالمي في العراؽ ‪ ( ،‬لكاء الصدر ) " صحيفة " ‪،‬‬
‫طيراف ‪ 3 ،‬كانكف األكؿ ‪ 4601‬ـ ‪ ،‬العدد ( ‪. ) 310‬‬
‫‪-51‬محمد صالح الظالمي ‪ ،‬شريعة ىادم ‪ ( ،‬النجؼ ) " مجمة " ‪ ،‬نيساف ‪ ، 4611‬العدد ( ‪. ) 0‬‬
‫‪ -55‬محمد عمي التسخيرم ‪ ،‬التقريب اسسو كقيمو كدكر العمماء فيو ‪ ( ،‬اليداية ) " مجمة " البحريف ‪ ،‬السنة (‬
‫‪ ، 3112 ، ) 31‬العدد (‪. ) 244‬‬
‫‪-51‬محمد ميدم االصفي ‪ ،‬كتب الدراسة في النجؼ ف ( النجؼ ) " مجمة " ‪ ،‬نيساف ‪ ، 4650‬العدد (‪. )5‬‬
‫‪ ، ....................-51‬مف حديث الدعكة كالدعاة ‪ ( ،‬االضكاء ) " مجمة " ‪ ،‬حزيراف ‪ ، 4614‬العدد (‪)4‬‬
‫‪-50‬محمد ميدم شمس الديف ‪ ،‬االتجاىات الفكرية المعاصرة ‪ ( ،‬السفير ) " صحيفة " ‪ ،‬بيركت ‪ 41 ،‬ايمكؿ‬
‫‪ ، 4605‬العدد ( ‪. ) 20‬‬
‫‪ ، .....................-56‬المسمـ المعاصر كشخصية االنساف المسمـ ‪ ( ،‬االضكاء ) السنة (‪4614 ، ) 3‬ـ‬
‫‪ ،‬العدد (‪. ) 0‬‬
‫‪ -11‬مصطفى الرافعي ‪ ،‬الديمقراطية في االسالـ ‪ ( ،‬العرفاف ) " مجمة " ‪ ،‬مجمد (‪ ) 15‬أيار ‪ ، 4650‬ح‪. 0‬‬
‫‪ -14‬مصطفى صالح يكسؼ ‪ ،‬االسالـ ديف العمؿ ‪ ( ،‬التربية االسالمية ) " مجمة " ‪ ،‬السنة (‪، 4656 ، ) 4‬‬
‫العدد (‪. )3‬‬
‫‪ -13‬مقداـ عبد الحسيف الفياض ‪ ،‬دكر الشيخ عبد الكريـ الزنجاني في التقريب بيف مذاىب المسمميف ‪-4621‬‬
‫‪ ( ، 4610‬كمية التربية لمبنات لمعمكـ االنسانية ) " مجمة " ‪ ،‬النجؼ ‪ ،‬كانكف االكؿ ‪ ،‬العدد ( ‪) 2‬‬
‫‪-12‬زكي الميالد ‪ ،‬مف رحالت الكحدة االسالمية ‪ ( ،‬المرشد ) " مجمة " شباط ‪ ، 4661‬العدد ( ‪) 1‬‬
‫‪ -11‬مكي زبيبة ‪ ،‬خبز المعكف ‪ ( ،‬النجؼ ‪ " 6‬مجمة " ‪ ،‬كانكف الثاني ‪ ، 4610‬العدد (‪. )4‬‬

‫‪414‬‬
‫‪ -15‬مكسى فرج ‪ ،‬العالمة الشيخ شمس الديف ‪ ( ،‬نكر االسالـ ) " مجمة " ‪ 4110‬ـ ‪ ،‬العدد (‪) 0‬‬
‫‪ -11‬عدناف البكاء ‪ ،‬كية اهلل العظمى الشيخ محمد اميف زيف الديف ( أفاؽ نجفية) " مجمة " النجؼ ‪ ،‬السنة (‪)2‬‬
‫‪ ، 3110 ،‬العدد (‪. ) 6‬‬
‫‪ -11‬ناصر حسيف ‪ ،‬االنساف في فكر االنساف عمي ابف ابي طالب ( ع ) ‪ ( ،‬المكاطف ) " مجمة " ‪ 45 ،‬ايمكؿ‬
‫‪ ، 3116‬العدد (‪. ) 4141‬‬
‫‪ -10‬ىادم الفياض ‪ ،‬حركة اصالحية دينية جديدة ‪ ( ،‬النجؼ ) " مجمة " ‪ 1 ،‬اذار ‪ ، 4656‬العدد‪. ) 40‬‬
‫‪ -16‬يكسؼ اسد داغر ‪ ،‬حكؿ التربية في الغرب ‪ ( ،‬العرفاف ) " مجمة " ‪ ،‬مجمد ( ‪ ) 15‬حزيراف ‪ ، 4650‬ح‪0‬‬
‫‪.‬‬
‫(‬ ‫‪ -11‬يكسؼ عمر ‪ ،‬النجؼ االشرؼ كالكحدة االسالمية ‪ ( ،‬الكحدة االسالمية ) " مجمة " ‪ ،‬بيركت ‪ ،‬السنة‬
‫‪ ، ) 3‬ايار ‪ ، 3112‬العدد ( ‪. ) 0‬‬
‫ب‪ -‬الصحػػافة‬
‫‪4615‬‬ ‫بغداد‬ ‫‪ -4‬النكر‬
‫‪4616 ، 4610‬‬ ‫بغداد‬ ‫‪ -3‬الحرية‬
‫‪3111‬‬ ‫بغداد‬ ‫‪ -2‬البالغ‬
‫‪4610 ، 4611‬‬ ‫بيركت‬ ‫‪ -1‬االمة‬
‫‪4601 ،4605‬‬ ‫طيراف‬ ‫‪ -5‬لكاء الصدر‬
‫ب‪ -‬المجػػالت‬
‫‪2:57 ،2:4:‬‬ ‫النجؼ‬ ‫‪ -4‬الغرم‬
‫‪2:62 ،2:58‬‬ ‫النجؼ‬ ‫‪ -3‬البياف‬
‫‪2:59‬‬ ‫النجؼ‬ ‫‪ -2‬الشعاع‬
‫‪2:57 ، 2:56 ، 2:51‬‬ ‫النجؼ‬ ‫‪ -1‬الياتؼ‬
‫‪2:61‬‬ ‫النجؼ‬ ‫‪ -5‬البذرة‬
‫‪2:73 ، 2:72، 2:71‬‬ ‫النجؼ‬ ‫‪-1‬االضكاء‬
‫‪2:75 ، 2:74،‬‬
‫‪2:68،2:69،2:74‬‬ ‫النجؼ‬ ‫‪ -1‬النشاط الثقافي‬
‫‪2:71 ، 2:6: ، 2:69‬‬ ‫النجؼ‬ ‫‪ -0‬النجؼ‬
‫‪، 2:74 ، 2:73 ، 2:72،‬‬
‫‪2:79 ، 2:78‬‬
‫‪، 2:6: ، 2:69 ، 2:68‬‬ ‫النجؼ‬ ‫‪ -6‬االيماف‬
‫‪، 2:77 ، 2:75 ، 2:74‬‬

‫‪415‬‬
‫‪2:79 ، 2:78‬‬
‫‪2:77 ، 2:76‬‬ ‫النجؼ‬ ‫‪ -41‬رسالة اإلسالـ‬
‫‪2:73 ، 2:6: ، 2:69‬‬ ‫النجؼ‬ ‫‪ -44‬المعارؼ‬
‫‪2:79 ، 2:78 ، 2:76‬‬ ‫النجؼ‬ ‫‪ -43‬العدؿ‬
‫‪2:82‬‬ ‫النجؼ‬ ‫‪ -42‬الرابطة‬
‫‪3119‬‬ ‫النجؼ‬ ‫‪ -41‬افاؽ نجفية‬
‫‪3119‬‬ ‫النجؼ‬ ‫‪ -45‬كمية التربية لمبنات لمعمكـ‬
‫اإلنسانية‬
‫‪2:78 ، 2:6:‬‬ ‫بغداد‬ ‫‪ -41‬التربية االساسية‬
‫‪2:76‬‬ ‫بغداد‬ ‫‪ -41‬الشؤكف االجتماعية‬
‫‪2:77‬‬ ‫بغداد‬ ‫‪ -40‬البالغ‬
‫‪2:79‬‬ ‫بغداد‬ ‫‪-46‬الشعب‬
‫‪2:88‬‬ ‫بغداد‬ ‫‪ -31‬االذاعة كالتمفزيكف‬
‫‪2:75‬‬ ‫بغداد‬ ‫‪ -34‬المجمع العممي العراقي‬
‫‪2:69 ، 2:61 ، 2:4:‬‬ ‫لبناف‬ ‫‪ -33‬الفرقاف‬
‫‪، 2:71 ، 2:69 ، 29:9‬‬ ‫لبناف‬ ‫‪ -32‬المشراؽ‬
‫‪2:79‬‬
‫‪2:41‬‬ ‫لبناف‬ ‫‪ -31‬نكر االسالـ‬
‫‪2:96‬‬ ‫لبناف‬ ‫‪ -35‬السفير‬
‫‪3111‬‬ ‫لبناف‬ ‫‪ -31‬المناىج‬
‫‪2:6:‬‬ ‫لبناف‬ ‫‪ -31‬المنار‬
‫‪2::9 ، 2:97‬‬ ‫لبناف‬ ‫‪ -30‬الفكر الجديد‬
‫‪2:76‬‬ ‫القاىرة‬ ‫‪ -36‬الكحدة االسالمية‬
‫‪2:5:‬‬ ‫القاىرة‬ ‫‪ -21‬رسالة‬
‫‪2::9 ، 2::2‬‬ ‫لندف‬ ‫‪ -24‬النكر‬
‫‪2:97‬‬ ‫لندف‬ ‫‪ -23‬العالـ‬
‫‪3114‬‬ ‫البحريف‬ ‫‪ -22‬اليداية‬
‫‪2:91‬‬ ‫طيراف‬ ‫‪ -21‬صكت االمة‬

‫‪416‬‬
‫الحادي عشر – موقع االنترنيت ‪-:‬‬
‫‪http : w w w . uazhar . edull‬‬ ‫‪ -4‬جامع األزىر‬
‫‪www.rayat islam . com‬‬ ‫‪-3‬مجمة راية االسالـ‬
‫‪www. almussawi . org‬‬ ‫‪ -2‬حمزة المكسكم ‪ ،‬ذكريات بمدينتي‬
‫‪www.froon . com‬‬ ‫‪ -1‬احمد الكاتب ‪ ،‬دعكة إلعادة النظر في شرعية المرجعية الدينية‬
‫‪www.islamon linco . ne‬‬ ‫حامد محمكد ‪ ،‬كيات اهلل كمراجع التقميد‬
‫‪www.alsuden . com‬‬ ‫‪ -1‬فراس طارؽ ‪ ،‬الفمفسة السياسية لممرجعية الشيعية في الدكلة العراقية المعاصرة‬
‫‪www. dainislam .com‬‬ ‫‪ -1‬سامي العسكرم ‪ ،‬التحرؾ االسالمي في العراؽ‬
‫‪www. efnoox . com‬‬ ‫‪ -0‬احمد الكاتب ‪ ،‬المرجعية الدينية الشيعية ‪ ،‬دكلة في دكلة‬
‫‪www. is amomline . net‬‬ ‫‪ -6‬حامد محمكد ‪ ،‬كيات اهلل العظمى كمراجع التقميد عند الشيعة‬
‫‪www. Bint Al- Huda . com‬‬ ‫‪ -11‬الشييدة امنة الصدر ( بنت اليدل )‬

‫‪417‬‬

You might also like