يعتبُر االقتصادي المفكرآلفريد مارشال من األوائل الذين أشاروا إلى نمو
المؤسسة كنظام يحاكُي في تطورّه لكائن الحي ،فقد ذكرفي كتابه "مبادئ القتصاد "أّن نمو المؤسسة ُيــماثل نمو الشجرةّ، التي تتطوّر حتى تصل إلى حجمها الطبيعي خاضعة في ذلك إلى قانون الطبيعة وظروف المكان و الزمان ،حيث تمارسُ عليها ضغوط تؤدي في األخير إلى انهاء دورة حياتها و من ذلك جاءت "نظــــرية دورة الحياة" فتعد دورة حياة المؤسسة أحد المفاهيم األساسية التي يجب على رواد األعمال والمديرين واالستراتيجيين فهمها وتطبيقها .فهي توضح لنا المراحل المختلفة التي تمر بها المؤسسة ،منذ بدايتها وحتى االنحدار .ومن خالل دراسة دورة حياة المؤسسة ،يمكن للمؤسسات تحديد أفضل استراتيجية لتحقيق النجاح المستدام وتحديد الخطط المناسبة لكل مرحلة ،وبالتالي تحسين أدائها وتعزيز نموها وتحقيق المزيد من األرباح. المبحث األول :ما هية دورة حياة المؤسسة المطلب الول :تعريف دورة حياة المؤسسة يمكن تعريف دورة حياة المؤسسة على انها ا":نمٌط من التغير المتوقع في المؤسسة فهي سلسلة من المراحل التي تمر بها المؤسسة منذ إنشائها حتى إنهائها، وتهدف هذه الدورة إلى توفير إطار عمل شامل إلدارة وتطوير المؤسسة بشكل فعال ،حيث تمكن اإلدارة من تحديد األهداف واالستراتيجيات المناسبة لكل مرحلة و التنبؤ بها .وعلى الرغم من أن كل مؤسسة قد تمر بمراحل مختلفة في دورة حياتها ،إال أن دراسة دورة حياة المؤسسة يمكن أن تساعد على تحسين أدائها وزيادة فرص نجاحها في السوق التي تعمل بها. المطلب الثاني :أهمية دورة حياة المؤسسة تعد دورة حياة المؤسسة مهمة بشكل كبير ألنها توفر إطار عمل شامل إلدارة وتطوير المؤسسة بشكل فعال لأن األسلوب القيادي يجب أن يختلف من مرحلة ألخرى بسبب اختالف ظروف المؤسسة ،و تحديد األهداف واالستراتيجيات المناسبة لكل مرحلة ،وتحديد الخطط الطويلة والقصيرة األجل المناسبة لتحقيق النجاح المستدام وزيادة األرباح وتقليل المخاطر .كما أن دراسة دورة حياة المؤسسة يمكن أن تساعد على تحديد النقاط القوية والضعف في أداء المؤسسة ،وتوفير الفرص المناسبة للنمو والتوسع ،وتحديد االستثمارات الالزمة في األصول والموارد البشرية والتكنولوجيا واإلعالن والتسويق ،وكذلك تحديد الخطط الالزمة للتعامل مع التحديات المستقبلية وتحديد العوامل الرئيسية التي تؤثر على نجاح المؤسسة .باإلضافة إلى ذلك ،تساعد دراسة دورة حياة المؤسسة على تحسين االتصال بين أعضاء الفريق وتحديد األدوار والمسؤوليات المناسبة لكل فرد ،وزيادة الشفافية والثقة بين الموظفين والعمالء ،وتحسين الصورة العامة للمؤسسة وتقديم الخدمات والمنتجات ذات الجودة العالية ،مما يؤدي في النهاية إلى زيادة األرباح وتحسين مستوى رضا العمالء المبحث :الثاني اهم التقسيمات التي مرت بها المؤسسة المطلب :األول تقسيم MILLER & KIMBERLY 1980 قسم كل من الباحثين المراحل التي تمـــــر بها حياة المؤسسة إلى ثالثة مراحل، وهي: مرحلة النشأة :وتعتبر أولى المراحل التي تمر بها المؤسسة ،و تتزامن مع وضع الهيكل التنظيمي و اختيار التخصص في النشاط االقتصادي. مرحلة التحولُ :تعد هذه المرحلة مرحلة نصف العمر،يتم العمل فيها على تحسين أداء المؤسسة والبحث على الموارد الالزمة لتمويل أنشطتها االستثمارية. مرحلة التدهور :تعتبر هذه المرحلة عن الركود و الفشل الذي قد يصيب المؤسسة ،وعن نهايتها و تصفيتها المطلب الثاني :تقسيم GUP يعتبر من التقسيمات األكثر شيوعًا ،حيث عمد GUPإلى تقسيم حياة المؤسسة إلى أربعة مراحل ،وهي: -مرحلة النشأة واالنطالق هي مرحلة دخول السوق وتتمثل في السنوات األولى من تأسيس المؤسسة -مرحلة النمو والتوسع ُتعبر هذه المرحلة عن مدى االنتعاش ،والتوسع الذي حققته المؤسسة -مرحلة النضج واالستقرار:فما يميز هذه المرحلة عن باقي المراحل هي القدرة على المنافسة والتحكم في األسعار .البحث عن أسواق جديدة ،لتسويق منتوجاتها. العمل على تطوير اإلنتاج و السمعة الجيدة التي حققتها المؤسسة .حسن العالقة مع العمالء و القدرة على معالجة االنحرافات -مرحلة التدهور و التارجعُ تعبر هذه المرحلة فشل الذي أصبح يهدد استقرار نشاطا لمؤسسة ،وتتميز ب -البحث عن تخفيض عن عدد العمال والتكاليف. -التخلص من بعض األنشطة المكلفة. -التنازل عن بعض األصول غير الضرورية ،وهذا لتوفير السيولة. -بالمراحل مقارنة المبيعات ،مستويات في التراجع السابقة. -مطالبة الدائنين بمستحقاتهم
المطلب الثالث :تقسيم FULD & HOUSE 1995
قسم هذان الباحثان مراحل حياة المؤسسة إلى خمسة مراحل وهي: مرحلة النشأة :تعتبر هذه المرحلة بداية حياة المؤسسة،ويتم تسطير فيها إستراتيجيتها واتخاذ اهم القرارات المرتبطة بالتخصص في النشاط. مرحلة الشباب:تعكس هذه المرحلة بداية تطبيق المفاهيم والقرارات المرتبطة بالتخصص،ووضع السياسات الموجهة للعمل ولنشاط المؤسسة. مرحلة منتصف العمر:تعكس هذه المرحلة درجة التوسع ،والتوجه البيروقراطي في عملياتها الداخلية،واألساليب المتبعة في تنسيق العمل وتفويض السلطة. النضج مرحلة:يتم العمل في هذه المرحلة على تحقيق األهداف المسطرة ،بناًءعلى فرق العمل المستخدمة. مرحلة الفناء والتدهور :تعبر هذه المرحلة عن الوضع الذي وصلت إليه المؤسسة من عدم القدرة على التوسع والنمو وتحقيق االستقرار ،مما يعني توجه المؤسسة تدريجيًا نحو التدهور والفناء
المبحث الثالث :مراحل دورة حياة المؤسسة التقسيم الكالسيكي
المطلب األول :مرحلة النشأة -لمرحلة األولى :المرحلة الناشئة ()Entrepreneurial Stage :établissement de l’entrepriseتتميز هذه المرحلة بوجود مؤسس أو فريق من المؤسسين يعملون على إطالق فكرة جديدة ،وتتميز باالبتكار والتحدي والمخاطرة ،وتعاني من الغموض في اتجاهاتها المستقبلية وأدائها اآلني و ما يميزها ان -عدد األفراد فيها قليل كونها قيد التأسيس والتكوين. -الوظائف في المؤسسة أكثرعمومية و شمولية في محتواها -مكزية عالية في اتخاذ القرارات من قبل القيادة العليا في المؤسسة. -االتجاه األساسي للمؤسسة هو إيجاد الزبائن و بيع المنتوج. -تمر المؤسسة بمرحلة الخوف و اكتشاف لبناء موقعها في السوق ومجاالت عملها و أدائها المطلب الثاني :مرحلة النمو مرحلة النمو : Growth stageفي هذه المرحلة تبدأ المؤسسة بالنمو التدريجي و االنتشار و تحقيق نمو سريع وملحوظ في حجم المبيعات واألرباح والتوسع الذاتي لضمان حصة سوق تؤهلها للبقاء واالستمرار ،وتتميز هذه المرحلة ب -التغيرات التي تواجهها المؤسسة مستمرة وسريعة. -درجة الثبات الداخلي للفعاليات واإلجراءات والقواعد قليلة. -التوسع في المهام والوظائف وإثرائها في المؤسسة لسد أعمال تتطلبها التي الجديدة األعمال إلى الحاجة النمو. -بناء إطار جيد وواسع من اإلنتماء العالي للمؤسسة من قبل العاملين لخلق الدافعية باتجاه زيادة معدالت النمو
المطلب الثالث مرحلة البلوغ و التوسع
مرحلة البلوغ و التوسع stage de la maturité et de l’expansion هي مرحلة التكامل الذاتي التي تصل إليها المؤسسة في أدائها ،حيث تكون قد وصلت إلى مداها الكامل في األداء وتعمل على تأكيد موقعها في السوق بين المؤسسات و لضمان حصة سوقية أوسع ،واالستفادة من اقتصاديات الحجم في المؤسسة و من امتيازاتها تحسين العمليات :يتطلب النمو السريع للمؤسسة تحسين العمليات وتطويرها لمواكبة الزيادة في حجم األعمال إدارة الموارد :تصبح إدارة الموارد أكثر تعقيدًا مع زيادة حجم األعمال ،مما يتطلب التركيز على إدارة الموارد المالية والبشرية بكفاءة تطوير القدرات التشغيلية :يجب أن تقوم المؤسسة بتطوير قدراتها التشغيلية لتلبية احتياجات العمالء وتلبية المتطلبات األخرى التحول الثقافي :قد يتطلب النمو السريع تغيير الثقافة المؤسسية والتحول إلى ثقافة تتميز باالنفتاح والتجديد واالبتكار. إدارة المخاطر :تزداد المخاطر المرتبطة بنمو المؤسسة و توسعها ،مما يتطلب االهتمام بادارة المخاطر و اتخاذ القرارات بحكمة .على المؤسسات ان تتبنى استراتيجيات و أساليب فعالة إلدارة هذه التحديات و الحفاظ على نموها المطلب الرابع :مرحلة االستقرار و التدهور مرحلة االستقرار والتدهور هي المرحلة األخيرة في دورة حياة المؤسسة ،وتتميز بتوقف النمو واالستقرار في حجم المبيعات واإليرادات .قد يحدث في هذه المرحلة أيًض ا تدهور في أداء المؤسسة وتراجع في اإليرادات واألرباح .وتتميز مرحلة االستقرار والتدهور بعدة عوامل ،منها: تراجع في نمو المبيعات :تتراجع معدالت نمو المبيعات في هذه المرحلة بسبب تشبع السوق أو عدم تحديث المنتجات والخدمات بشكل كاف. انخفاض اإلبداع واالبتكار :يحدث في هذه المرحلة انخفاض في اإلبداع واالبتكار ،وقد يؤدي ذلك إلى عدم قدرة المؤسسة على تلبية احتياجات العمالء بشكل كاف. تجاهل المشكالت الداخلية :يمكن أن يؤدي التركيز المفرط على االستقرار إلى تجاهل المشكالت الداخلية للمؤسسة ،وهذا يؤدي في النهاية إلى تدهور أداء المؤسسة. التقليص في االستثمار :قد يحدث في هذه المرحلة تقليص في االستثمارات والتحديثات الالزمة لتطوير المنتجات والخدمات وتحسين األداء الركود االقتصادي :يمكن أن يؤدي الركود االقتصادي إلى تراجع في الطلب واإليرادات وتدهور أداء المؤسسة. لتفادي التدهور في مرحلة االستقرار ،يجب على المؤسسة البحث على فرص جديدة للنمو و االبتكار و تطوير منتجات جديدة و تحسين خدماتها و التركيز على العمالء ،كما يجب عليها التحلي بالمرونة و االستجابة للتغييرات في السوق و التحديات المحتملة. الخاتمة : اختلفت النظريات المفسرة لدورة حياة المؤسسة في تحديد المراحل و المحطات التي تعيشها ،اال أنها توافقت أن لكل مؤسسة بداية توافقك انطالقتها و مرحلة االزدهار و مرحلة التدهور و الغناء ،و هذه المراحل تختلف من موسسة الخرى حسب طبيعة و مسار كل منها و حسب الظروف و المتغيرات التي تعيشها