Professional Documents
Culture Documents
اكرم سالم
( ) Akram Salim Hasan Al-janabi
الحوار المتمدن-العدد13:26 - 29 / 7 / 2007 - 1991 :
المحور :االدارة و االقتصاد
تبرز عالقة عضوية اكيدة بين دورة حياة المنظمة والبيروقراطية وقواعد عملها التي تالزم استمرارية حياتها طالت ام
قصرت ،تلك القواعد تتبلور مع االيام بصورة معايير تنظيمية تقوم بضبط صيرورة المنظمة وتوازنها السلوكي
وعالقاتها مع البيئة ،لكن التركيز عليها يفضي الى نوع من التيبس والجمود الذين اليتناسبان مع المتغيرات والتحديات
البيئية المعاصرة ،هذه الثغرة قد تتسع وتؤدي الى تخلف المنظمة وهبوط كفاءتها وفاعليتها ومن ثم افولها وموتها اذا
لم تكن القيادة االدارية متيقظة و ديناميكية لتجاوزها ومعالجتها .
هنالك شبه بين المنظمات االدارية والكائن الحي وبشكل خاص االنسان ،تأكيدا على كونها في تفاعل مستمر مع البيئة
وفقا لمنظور النظم المفتوحة ،ويكمل هذه الصورة المنظور الذي يرى ان التنظيم يمر بمراحل شبيهة بالمراحل التي
يمر بها االنسان خالل مراحل العمر .ولكن مراحل حياة المنظمة يعتريها الغموض عادة ،عالوة على ان الجسم
البشري يمر بتغيرات ومراحل فسيولوجية معروفة .ان دراسة دورة حياة المنظمة تفيد القيادات االدارية في فهم ماذا
يمكن ان يلوح في االفق ،من خالل امكانات التنبؤ والتوقعات المدروسة ،وليس بالضرورة ان تمر كل المنظمات
بالمراحل او االطوار ذاتها بشكل متطابق .
لتصور طبيعة هذه الدورة التنظيمية يمكننا تخيل تسلق جبل ما ،وعند المباشرة في صعوده في االسفل يكون ذلك "
مرحلة الطفولة " وبعدها يتم التقدم نحو مرحلة النمو ومن ثم مرحلة النضج ،وبعد العبور الى الجهة االخرى من الجبل
تكون مرحلة الشيخوخة ،وبعدها مرحلة االفول ومن ثم االحتضار ان طال الزمن او قصر .والقادة الذين يفهمون هذه
التطورات والمراحل البد ان يكونوا في وضع جيد لمساعدة منظمتهم بتجنب عوامل االفول قدر االمكان .كذلك فانه ومن
خالل فهم المراحل النموذجية وفهم كيفية تقديم الدعم والمساعدة والتعامل خالل ذلك سيكونون اهال للثقة .
وكما كتب ايفانزفيج من ان السلوك ،والهيكل ،والعمليات ،تتأثر جوهريا بالظروف البيئية الخارجية وبالعوامل الداخلية
" كلنا معنيون بصعود المنظمات وسقوطها ،وان الصناعات كلها ..وخبراء التسويق يراقبون ويرصدون دورة حياة
المنتجات ،ومن الالفت االستنتاج ان المنظمات لها دورات حياة "
وبشكل ملخص فان دورة الحياة هذه وكما اكد كاميرون وكوين في "علم االدارة " بان انماط التحول ومراحلها تتابع
بشكل قابل للتكهن من خالل بعض المؤشرات التنظيمية التي ترافقها وبشكل متسلسل يصعب رده ،وتتداخل مع مدى
واسع من االنشطة والتراكيب الهيكلية .ان عدد المراحل لم يتفق عليها ،فبعض المحللين قال بانها عشر مراحل
مختلفة ،بينما اخرون قد بسطها وخفضها الى ثالث او اربع ،ومعظم األنماط اشارت الى انها خمسة كاالتي :
.1االنبثاق او الوالدة
.2النمو
.3النضج
.4االنحطاط او االفول .
.5الموت
ان هذه المراحل وتسمياتها عرضة للتغيير من كاتب آلخر فهذه ماري جوهانسون تقول انها كاالتي :
.1مرحلة االنبثاق او الوالدة
. 2مرحلة النمو – ويمكن ان تنقسم الى مرحلة النمو المبكر والى مرحلة النضج او النمو البطيء
.3مرحلة االنحدار
.4مرحلة االحياء
.5مرحلة الموت
وكل واحدة من هذه المراحل او االطوار تقدم ادارة مختلفة وقيادة مختلفة وتحديات مختلفة يستوجب التعامل معها .
وكما قال هنري فورد " االستعداد سر النجاح " .
ان األبحاث بخصوص دورة الحياة المنظمية تشير الى ان هنالك اربع مراحل اساسية تميز التطور المنظمي ،فالنمو
ليس عملية سهلة اذ في كل مرة تدخل فيها المنظمة مرحلة جديدة من دورة حياتها فانها تدخل الى لعبة جديدة بالكامل
مع مجموعة جديدة من القواعد حول كيفية ارتباطها مع البيئة الخارجية والعالئق الداخلية .وفي عصرنا الراهن فان
دورات الحياة اخذت تصبح اقصر ،ولكي تبقى تنافسية فأن على الشركات ان تتقدم وبنجاح خالل المراحل المبكرة من
الدورة .
وقد رأى دافت ان تلك المراحل هي اربع وكاالتي :
. 1مرحلة المقاوالت :حينما تولد منظمة ما فان التأكيد يكون على استحداث منتوج جديد او خدمة جديدة مع البقاء في
السوق .ان المؤسسين يكونون رجال اعمال مقاولين وانهم يكرسون طاقاتهم الكاملة لالنشطة الفنية لالنتاج
والتسويق ،وتكون المنظمة غير رسمية وغير بيروقراطية ،وساعات العمل طويلة والسيطرة قائمة على االشراف
الشخصي للمالكين .لكن هؤالء ستواجههم مشكالت ادارية عملية لكنهم يركزون طاقاتهم على صنع وبيع المنتوجات او
اختراع المنتوجات والخدمات ،ولكن خالل هذه االزمة :البد من ان يصححوا هيكل المنظمة لكي يتوافق مع النمو
المستمر او يتم جلب مدير قوي بأمكانه القيام بذلك .
. 2المرحلة الجماعية :اذا تم حل ازمة القيادة فان المنظمة تبدأ بأنشاء اهداف واضحة واتجاه واضح ،ان االقسام يتم
تأسيسها الى جانب سلم هرمي للسلطة وتعيين الوظائف .ان االتصال والتفاهم المتبادل والسيطرة تكون رسمية في
الغالب بالرغم من ان انظمة رسمية قليلة تبدأ بالظهور .ان هذه المرحلة هي شباب المنظمة وان النمو يكون سريعا ،
وان العاملين ملتزمون بمهامهم ومتحمسون النجاز هدفهم في النمو المستمر .
االزمة تحتاج الى تفويضات ،اذا كانت االدارة الجديدة ناجحة فان المستوى االدنى سوف يجد نفسه مقيدا بالقيادة
القوية ،لذا فان مدراء المستوى االدنى يبدأون بأكتساب الثقة في مجاالتهم الوظيفية ويطالبون بالمزيد من حرية
التصرف ،ان ازمة االستقاللية autonomyالبد ان تحصل حينما التريد االدارة العليا وطابعها القوي التخلي عن
المسؤولية ،فهؤالء ينشدون التنسيق بين االجزاء والعمل الموحد ،لذا على المنظمة ان تجد آليات للسيطرة على
االقسام وتنسيقها دون اشراف مباشر من القمة .
- 3مرحلة الصياغة الرسمية :وهذه المرحلة تتضمن وضع واستخدام القواعد واالجراءات ونظم السيطرة ،ان
االتصال يكون اقل تكرارا واكثر رسمية ،واكثر اعتمادا على الموارد البشرية المتخصصة .وان االدارة العليا تصبح
مهتمة بقضايا جوهرية مثل الستراتيجية والتخطيط وتترك عمليات الشركة الى االدارة الوسطية .ويمكن ان تشكل
الوحدات الالمركزية لغرض تحسين التنسيق ،اذ ان انظمة التنسيق والسيطرة الجديدة تمكن المنظمة من االستمرار في
النمو من خالل ترسيخ آليات روابط جديدة بين االدارة العليا والوحدات الميدانية .خالل هذه المرحلة تدخل المنظمة الى
منتصف العمر ،وان السمات البيروقراطية تبدأ بالظهور ،وان االبتكار من الممكن تحقيقه بأقامة قسم منفصل للبحث
والتطوير ،وان الهدف الرئيسي يكون التوسع في السوق واالستقرارالداخلي ،وتأخذ االدارة العليا بتفويض السلطة
والصالحيات مع تنفيذ انظمة السيطرة الرسمية .
االزمة :العديد من الخطوط الحمر اذ ان تكاثر االنظمة والبرامج تبدأ في خنق المدراء التنفيذيين في المستوى
الوسطي ،وتبدو المنظمة بيروقراطية وكبيرة ومعقدة للغاية تدار من خالل البرامج الرسمية ،لذا فان االدارة الوسطية
تستاء من التدخالت الثقيلة ،ويصبح االبتكار مقيدا .
- 4مرحلة التوسع :ان حل ازمة الخطوط الحمر يكون بالتعاون والتآزر وبالعمل الفرقي ،ففي ارجاء المنظمة يقوم
المدراء بتدريب وتطوير المهارات لمواجهة المشاكل والعمل معا ،فقد تكون البيروقراطية وصلت الى غايتها ،وان
السيطرة واالنضباط الذاتيين للعامليين سيقلل الحاجة الى السيطرة الرسمية ،اذ يتكيف المدراء للعمل ضمن مناخات
البيروقراطية ويتم تبسيط االنظمة الرسمية واستبدالها بفرق المدراء ومجموعات المهام الصعبة التي تشكل في كافة
االقسام والوظائف ،وان المنظمة قد يجري شطرها الى اقسام متعددة ووحدات اصغر للحفاظ على فلسفة الشركة
الصغيرة .
ان المنظمة الناضجة تكون كبيرة وبيروقراطية ذات انظمة سيطرة موسعة وقواعد واجراءات ،وان مدراء المنظمة
ينشؤون فرق عمل لمنع المزيد من البيروقراطية ،و االبتكار يكون مؤسساتيا من خالل قسم البحث والتطوير .
االزمة :تحتاج الى اعادة األحياء بعد ان تصل المنظمة الى النضج فأنها قد تدخل الى مرحلة االفول واالنحدار ،ان
الحاجة الى التجديد قد تحصل كل عشر الى عشرين عاما ،بعد ان تكون بطيئة الحركة ومفرطة في البيروقراطية ،حيث
البد ان يعاد تنظيمها ونفخ روحية االبتكار فيها .و المدراء في المستويات العليا البد ان يتم استبدالهم خالل هذه
المرحلة كضرورة من ضرورات االحياء .
ان مرحلة النمو كما قال الدكتور علي حسون الطائي اهم مرحلة من مراحل حياة المنظمة ألنها المرحلة التي تحدد نجاح
واستمرارية المنظمة ومدى تقدمها ،وفي هذه المرحلة ترسم االهداف وتتبلور وتتأسس االقسام الى جانب السلم
الهرمي للسلطة ،وتتعامل مع البيئة الخارجية من خالل صيغ التكيف الفاعل ،و ان دورة الحياة جاءت كعملية مراجعة
تجريبية واعية في ظل االزمة الطاحنة التي عصفت بالنظام الرأسمالي عام 1929ومروره بموجة اضطرابات ابتلعت
أالفا من الشركات والمنظمات وانهتها ،فتداعى المفكرون االداريون لدراسة االوضاع وانقاذ النظام من السقوط وكانت
نظرية دورة حياة المنظمة احد ابرز تلك المراجعات ،التي اعتمدت نموذج حياة الكائن االنساني كأفضل مثال نظمي في
الكون ،وتأسيسا على ذلك فان مصير اية منظمة بعد نضجها هو األفول والموت مهما تالقي من نجاح ومهما يطيل بها
الزمن وكالكائن الحي بالضبط .
وقال ان ابرز المشاكل الداخلية في المنظمة هو عدم القدرةعلى فهم البيئة الخارجية وعدم القدرة الفاعلة على التكيف
معها ،فعوامل ومحددات البيئة الخارجية حاسمة وال يمكن تجاهلها او التقليل من شأنها ابدا ،بل العكس هو الصحيح .
وفي ضوء ذلك ظهرت مفاهيم حاضنات االعمال ،والهدم الخالق ،والجودة الشاملة التي تشمل كل مفاصلها االنتاجية
واالدارية ،و الهادفة الى اعادة ترتيب اوضاع الشركات الخاسرة او التي تعاني من التدهور واالفول من اجل منحها
دفعا حيويا على طريق النجاح واطالة مرحلة النمو او النضوج
دورة حياة المنظمة والبيروقراطية :
بالرغم من ان فيبر قد اشار الى ان البيروقراطية تهديد للحريات الشخصية االساسية اال انه ادرك بأنها النظام االكثر
كفاءة للتنظيم ،فهو قد تنبأ بنجاح البيروقراطية من خالل قدرتها على ضمان اداء اكثر كفاءة للمنظمة على صعيد
االعمال والقطاع الحكومي ،فقد حدد مجموعة من الخصائص والقواعد واالجراءات القياسية التي تمكن االنشطة
المنظماتية من اتمام ادائها بأسلوب روتيني يمكن التنبؤ بمجرياته االساسية ،مع االبتعاد عن المحسوبيات والعالقات
الشخصية التي تدهور بدرجة كبيرة االداء واالنتاجية .ان السجالت المكتوبة والوثائقية والسياقات العامة التنظيمية قد
اعطت المنظمة ذاكرة واستمراية عبر الزمن ،بالرغم من ان التطرف في تلك السياقات وجعلها هدفا بذاته يتم انتقاده
بشكل واسع في يومنا هذا ،اال ان تلك المعيارية هي فكرة مهمة وصيغة ادارية عظيمة للمنظمة .
ان حجم المنظمة قد تم وصفه على انه متغير مهم يؤثر على التصميم الهيكلي وطرق السيطرة ،وخالل مرحلة نمو
المنظمة فأنها تكتسب القواعد والخصائص والمعايير البيروقراطية تدريجيا ،وان الصياغة الرسمية تشير الى القواعد
واالجراءات والوثائق المكتوبة مثل كراريس سياسة المنظمة واوصاف الوظائف وواجبات الموظفين .فالمنظمات
الكبيرة تعتمد على القواعد البيروقراطية والمعامالت الورقية لغرض تحقيق عملية التقييس او المعيارية والسيطرة عبر
اعدادها الكبيرة من الموظفين واقسامها المتعددة ،في حين ان كبار المدراء في المنظمات الصغيرة بأمكانهم ومن خالل
مالحظاتهم الشخصية السيطرة على مجريات العمل في منظمتهم .
وفي ضوء ذلك فان تنبؤ فيبر بنجاح البيروقراطية قد اثبت بأنه دقيق ،اذ ان الخصائص والسمات البيروقراطية تمتلك
العديد من الفوائد التي تعمل بشكل جيد للغاية بما يتعلق بحاجات العصر الصناعي ،فمن خالل معاييرها قد وفرت طريقة
فاعلة لبسط النظام للمجموعات الكبيرة من العاملين ومنع اسائة استخدام السلطة ،فالعالقات غير الشخصية القائمة
على االدوار بدال من االشخاص قد قلل من المحسوبية وخصائص ومحاباة االقارب في التوظيف .ومع ذلك فان النظام
البيروقراطي المشابه للماكنة في هذا العصر لم يعد يعمل بشكل ممتاز اذ بوجود التنافس العالمي والبيئات الديناميكية
غير المؤكدة فأن العديد من المنظمات تكافح ضد الصياغة الرمية المتزايدة ،وان المشكلة الناجمة عن االفراط في
الصيغ البيروقراطية تكون واضحة في احيان كثيرة ،وبخاصة من خالل هبوط مستويات الكفاءة والتركيز على
مستويات االداء الدنيا – المعيارية .وان العديد من منظمات االعمال تحتاج الى تقليل الشكل الرسمي ،فأوصاف
الوظائف المعرفة بشكل محدد او ضيق تميل الى تحديد االبداع والمرونة واالستجابة السريعة المطلوبة لمنظمات اليوم ،
هذه المنظمات القائمة على المعرفة والمعلومات .
طرق اخرى لتقليل البيروقراطية :
ان المنظمات الكبيرة في يومنا هذا والمتخمة بالصيغ البيروقراطية كمكونات وادوات منهجية البد منها ،تظهر في
مرحلة النمو من حياة المنظمة ،وتتبلور في المراحل الالحقة " ومع تقدم المنظمات خالل دورةالحياة تنمو لتصبح اكبر
فانها تصبح اكثر رسمية وقياسية ،وضمن منظمة كبيرة فان االفا من سلوكيات العمل وتبادل المعلومات تحصل عموديا
وفقيا ،وان القواعد والسياسات تنشأ من خالل عملية التجربة والصواب لغرض تنظيم تلك السلوكيات "
تتخذ خطوات لتقليل تلك الصيغ ،في تقليص طبقات السلم الهرمي وبخاصة المستويات الوسطى ،العطاء الحرية بشكل
اكبر لالدارة العليا في صنع القرار واختصارا للكلف و سرعة في االستجابة للبيئة الخارجية ،كذلك باالعتماد على
المركزية السلطة والمسؤولية ،وضغط الجهد االداري ،واالعتماد اكثر على ادارة المعرفة وتكنولوجيا المعلومات ،
وتكثيف توظيف الخبرات العلمية العالية التي تتجاوز الرسمية في العمل المهني وتركز على عملية الخلق واالبداع .ان
التعليم المتزايد بكل اشكاله سوف يحل محل مساحة كبيرة من القواعد واالجراءات البيروقراطية .
ان االستخدام المتنامي لالنترنيت والكومبيوتر يقود غالبا الى انتشار حر للمعلومات في كافة ارجاء المنظمة ،ويجبر
العديد من الشركات على االعتماد بدرجة اقل على السيطرة البيروقراطية ،وبدرجة اكبر على القيم المشتركة التي ترشد
االجراءات الفردية لمصلحة المنظمة " ،ان آليات السيطرة التقليدية القائمة على القواعد الصارمة واالشراف المباشر
تكون غير فاعلة للسيطرة على السلوك في ظرف انعدام اليقين والتغير السريع ،وان شركات اليوم الساعية الى ان
تكون شركات متعلمة غالبا ما تستخدم سيطرة الجماعة او السيطرة الذاتية بدال من االعتماد على القواعد والتشريعات "
االستنتاجات :
ان كل مرحلة تقترن بسمات او خصائص هيكلية وانظمة للسيطرة واالهداف واالبتكار ،وان ظاهرة دورة الحياة لها
اساس قوي يستخدم لفهم المشاكل التي تواجه المنظمة ومعالجتها واالنتقال بها الى المرحلة التالية ،وان التحول
يصبح اكثر صعوبة مع تقدم المنظمات خالل المراحل الالحقة او المتأخرة من دورة الحياة وتفاقم المعايير والقواعد
البيروقراطية بشكل مفرط ،وان المنظمات التي التحل بنجاح المشاكل المقترنة بتلك التحوالت تكون مقيدة في نموها بل
يكون حليفها الفشل وتكون ازمة دورة الحياة حقيقية .
التوصيات :
• ان مراحل دورة حياة المنظمة اليمكن ردها او عكسها نهائيا ،ولكن يمكن التصرف ببعض مجرياتها نسبيا بحسن
ادارتها والتنبه الى مؤشراتها االزموية ،ومن خالل التكيف البيئي السليم .
• المعايير البيروقراطية ليست عابرة او مهمشة بل هي ادوات وقواعد اساسية للعمل والحركة االيجابية خالل مسيرة
المنظمة ،وهي تتبلور في مرحلتي النمو والنضوج وقد تتفاقم بشكل مفرط وهنا تكون مرضية ،واذا لم يتم معالجتها و
تحجيمها ووضعها في اطرها الصحيحة فأنها تصبح قيودا تقتل االبداع والمبادأة .
• ان المنظمات المعاصرة قد دشنت بنجاح كبير عصر تقنية المعلومات والمعرفة التنظيمية المتزايدة ،االمر الذي جاء
بلسما ضد التحجر واالفراط البيروقراطي الذي يثقل المنظمات الكبيرة ويدهور حالتها وقد يودي بها الى االفول
واالنحدار السريع اذا لم تأخذ المنظمات بالمعايير المستجدة لعصر تقنية المعلومات وادارة المعرفة .
• يمكن تقليص القواعد واالجراءات البيروقراطية خالل مرحلتي النمو والنضج بوسائل متعددة ووفقا للظروف
والتحديات البيئية ،وبما ينسجم مع روح العصر واالختصاصات المهنية المرموقة للعاملين ،وبرفد المنظمة بمهارات
ومعلومات ومعارف عالية ومن خالل التدريب والتعليم بأشكالها كافة .