Professional Documents
Culture Documents
تمهيد:
العديد من المسيرين يرون أن التدقيق االجتماعي عبارة عن نوع من أنواع التدقيق المالي
والمحاسبي إذ ييتم فقط بمراجعة صحة المعمومات الكمية مما يؤدي إلى إحداث أو زرع عدة
شكوك حول أىمية ىذا األخير بالنسبة لوظيفة الموارد البشرية.
واألمر الذي ساعد ىذا األخير عمى االبتعاد عن ىذه النظرة الضيقة ىو اىتمام مجموعة من
الخبراء في الميدان بـ:
*اإلجراءات وذلك بمعرفة أوال ىل ىي موجودة ،ثم البحث في تناسقيا فيما بينيا ،وبين
مختمف سياسات ،RHوبين مختمف األىداف المحددة.
ىو أن ASيعتبر كوسيمة مساعدة في عممية التسيير ،وذلك بجعمو أكثر فعالية.
إذا كانت فكرة أو مصطمح ASحديث النشأة ،فإن مصطمح التدقيق في حد ذاتو قديم إذا
يعود إلى الحضارة المصرية القديمة أين كان يقوم مراقبون بمراجعة صحة الحسابات الخاصة
باستيراد وتصدير القمح ومبالغ المحصول والضرائب.
*وبالفعل ففي سنة 033قبل الميالد ،كمف مجموعة من الخبراء بمراجعة حسابات الخزينة
العمومية وحسابات أخرى.
*مصطمح Auditوجد مصدره في التطبيقات الرومانية وذلك بالحكم عمى الشكاوى المقدمة
انطالقات من سماع الشيودaudition des témoins(audire=écouter):
ثم تطور المصطمح تدريجيا ليشمل التشخيص الرسمي لمحسابات عمى أساس معايير مقدمة
كشيادة الشيود أو مجموعة من الوثائق [ثم تطورت إلى التركيزعمى الوثائق].
-ثم تطور المصطمح تدريجيا ألن يكون أو يقترب من معناه الحالي في سنة 3903مع
نشأة القوانين األمريكية الخاصة بعمميات البورصة حيث اضطرت المؤسسات الداخمة إلى
البورصة ،إلى مراجعة أو مراقبة حساباتيا من طرف المدققين الخارجيين (ونظ ار لحاجة المؤسسات
ذاتيا والى تحاليل معمقة ،اضطرت إلى المجوء إلى المدققين الداخميين).
ومنو يظير مصطمح المراقبة كأساس لمتدقيق :التدقيق عبارة عن مراقبة المراقبات.
-1تحديد األىداف
دورة الرقابة
- 3يجب أن تكون االىداف كمية :مثال :يجب تحسين مناخ العمل (ال).
- 2يجب توضيح المؤشرات التي تسمح بقياس النتائج :مثال :عدد النزاعات ،عدد الشكاوي
لكل فئة ،معدل الغياب أو دوران العمل.
– 0تحديد المؤشرات غير كافي إذ يجب تحديد المعايير (المعايير ليست دولية ،وانما
خاصة بوضعية أو بقطاع معين مثال :معدل غياب %8ليس معيار (
-4معمومات المراقبة يجب أن توصل إلى األشخاص أو المسؤولين عن األنشطة التي تمت
مراقبتيا :ماذا نقول لو؟ لمن؟ متى وكيف؟
-5إجراءات التصحيح تتخذ بعد مقارنة عدة حمول ممكنة ،بقياس تكمفتيا ونتائجيا المحتممة.
مالحظة :نستبعد فكرة العقاب كيدف من الرقابة بل يجب التركيز عمى التحكم في التسيير
من خالل حسن استغالل الموارد
نشأة التدقيق االجتماعي تدريجيا ،وذلك باالختالف عن التدقيق العام والمالي باىتمامو
بميدان خاص.
*كانت المحاوالت األولى إذن في تقييم الميدان االجتماعي داخل المؤسسة في
الواليات المتحدة األمريكية سنة :1491اىتمت ىذه األخيرة بقياس النتائج االقتصادية لبعض
أنشطة تسيير الموارد البشرية وذلك من طرف أشخاص خارجيين عن المؤسسة.
*غير أنه في نهاية الخمسينيات :بدأت المؤسسات ذات الحجم الكبير في التقييم التمقائي
والمتواصل ألنشطة تسيير المستخدمين باستعمال عدة طرق مختمفة.
* في مجموعة :IBM
في نفس الفترة :تقوم بمقارنات دورية حول مؤشرات التسيير االقتصادي واالجتماعي.
* 3964بدأت بعض البنوك األمريكية في محاولة تطبيق مبادئ التدقيق بوظيفة تسيير
المستخدمين.
وابتداء من سنوات السبعينات بدأت المعاىد في العمل بيذا الميدان إذ نشأ أول عمل
3974ثم في سنة 3976نشأ بفرنسا guide d’audit «معايير التطبيق الميني لمتدقيق في
.de la fonction personnel.
وفي ىذه السنة قامت Gervais-Danoneبتنظيم تحميل ألنظمة دفع األجور في 24
مؤسسة ،وتوالت المحاوالت بعد ذلك.
قدم كل ىؤالء نظرة جديدة في التعامل مع المؤسسة بالتعاون والمشاركة (حتى اآلن لم تكن
معروفة في ىذا الحقل).
في بداية األمر :كل فئة كانت ترى الـ ASبطريقة أو بتسمية خاصة (التدقيق االجتماعي،
تدقيق المستخدمين ،تدقيق العالقات االجتماعية أو الصناعية ،تقييم المستخدمين ،مراقبة الوظيفة
االجتماعية) إلى أن ظير أول تعريف لتدقيق المستخدمين:
تدقيق المستخدمين عبارة عن تحميل سياسات ،برامج واجراءات في منظمة ما ،إضافة إلى
تقييم فعالية وفاعمية ىذه األخيرة (السياسات.)...
-2تعريف : 1491R.Vatier
التدقيق االجتماعي ىو وسيمة إدارة وتسيير ،ومجموعة مراحل لممالحظة :فيو يقدر أو يتنبأ
بقدرة المؤسسة عمى التحكم في المشاكل االجتماعية أو اإلنسانية التي ستسبب فييا محيطيا،
وتسييرىا عبر توظيف العمال الالزمين لنشاطيا.
*عبارة عن حكم :قد يكون ايجابي أو سمبي :فيو رأي يعطيو المدقق الذي يكون مستقل و
ذو كفاءة).
*نوعية الموارد البشرية :قدرة المورد البشري عمى تحقيق أىداف المؤسسة واالستجابة
لمتطمباتيا الكمية والنوعية.
-بمع نى تشخيص أسباب المشاكل المالحظة ،تقييم أىميتيا ثم إعداد أو تحديد مجموعة من
التوصيات أو االقتراحات (تنفيذ التوصيات ال يدخل في عمل المدقق).
من الناحية التطبيقية ،يبدأ المدقق بتحميل النتائج لتحديد نقاط القوة والمشاكل الحالية
والمستقبمية (انطالقا من مؤشرات االنحرافات المحددة أساسا بالمجوء إلى معايير (أو نظام
مرجعي ،)Référentiel formaliséثم تحديد أسبابيا (وتشخيصيا) ،ثم اقتراح التوصيات التي
تنفذ من طرف الخاضعين لمتدقيق).
تكمن أساس خصوصية الـ ASفي طبيعة الميدان المدروس ،األمر الذي يؤدي إلى استعمال
مجموعة من الطرق والتقنيات الخاصة بحقل العموم االجتماعية و بيذا النوع من التدقيقات .
تماما كالتدقيق عامة ،يسمح الـ ASبتحسين فعالية المؤسسة بواسطة تسيير المستخدمين:
عن طريق المراحل المقدمة في التعريف :يصبح الـ ASكأداة مساعدة عمى اتخاذ القرار
إذ يبرز مساىمة الوظيفة في تحقيق فعالية المؤسسة.
فيو إذن كتكممة طبيعية لمتدقيق المالي :يدخل في عائمة التدقيقات لكن ،تختمف عنيا ببعض
الخصائص (خصوصية الميدان،و المنيجية المستعممة).
الخصوصية األساسية تكمن في طبيعة الميدان المدروس الذي لو طابع نوعي ،مما يؤثر
عمى الطرق والتقنيات المستخدمة فيو.
فيجعل جزء من الظواىر كمي في تشخيص ظاىرة معينة ،تظير أو تنتج سموكات مغايرة
(مثال في الغياب،قبل نياية التدقيق نالحظ بداية تناقص الظاىرة).
وباعتبار التدقيق كإجراء بيداغوجي :فيو يحث عمى التغيير :فمشاركة األفراد فيو يسيل من
عممية تقبل التغيير أو التغييرات الالزمة لحل المشاكل المشخصة (التي قبميا ىو).
ىذا الطابع النوعي (غير الممموس) والمعقد وغياب المعمومات المنظمة ،ولبموغ هدف
المصداقية يؤدي إلى المجوء من طرف المدقق إلى تقنيات خاصة بجمع وتحميل المعمومات تابعة
لحقل العموم االجتماعية.
وبالتالي تصبح اآلراء والتصورات أحد أىم مصادر المعمومات في التدقيق االجتماعي:
-ومن ىنا استعمال التقنيات الكالسيكية لممقابالت (لمحوار) ،أو صبر اآلراء أو التصرفات.
-القيمة الحالية لممؤشر في مؤسسات من نفس الحجم والتكنولوجيا وفي نفس المجموعة
(المؤسسة ليا نفس خصائص المؤسسة المدروسة).
ىذه العممية أو المقارنة ال تصح إال إذا كانت قاعدة حساب المؤشر المعمول بيا نفسيا وأن
المؤسسات متماثمة.
مثال :مقارنة معدل الغياب بين مختمف الوحدات مثال ال تكون ليا معنى إال إذا كان:
(نفس ساعات العمل) ،طريقة الحساب نفسيا ،ىيكمة عدد العمال (حسب السن ،الجنس،
التأىيل...الخ) نفسيا ،التكنولوجيا نفسيا( ،واال المقارنة ليس ليا معنى).
-القيم السابقة لممؤشر (في الظروف العادية :استثناء مثال المؤشر في حالة االضراب مثال).
-أىداف المؤسسة.
تمهيد: