You are on page 1of 14

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫‪:‬الملتقى الوطني حول‬

‫مراقبة التسيير كآلية لحوكمة المؤسسات و تفعيل اإلبداع‬

‫يوم ‪-25‬أفريل‪2017-‬‬

‫استمارة مشاركة‪:‬‬

‫رافع نادية‬ ‫قرامطية زهية‬ ‫اإلسم الكامل‪:‬‬

‫متحصلة على شهادة دكتوراه ختصص اتصال‬ ‫أستاذة حماضرة ب‬ ‫الرتبة العلمية‪:‬‬
‫تسويقي‬
‫أستاذة مؤقتة‬ ‫أستاذة حماضرة‬ ‫الوظيفة‪:‬‬
‫‪0796.28.27.20‬‬ ‫‪0790.49.58.86‬‬ ‫الهاتف ‪:‬‬
‫‪Nadiarafa1990@yahoo.fr‬‬ ‫البريد اإللكتروني‪:‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير جامعة علي لونيسي‪-‬البليدة ‪2‬‬ ‫مكان العمل‪:‬‬
‫الرقابة التسويقية كأداة لتدعيم وظيفة مراقبة التسيير لمواجهة مشكالت‬ ‫عنوان المداخلة‪:‬‬
‫األداء‪.‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬دور مراقبة التسيير في معالجة مشاكل المؤسسة وتحسين أداءها‪.‬‬ ‫محور المداخلة‪:‬‬
.‫الرقابة التسويقية كأداة لتدعيم وظيفة مراقبة التسيير لمواجهة مشكالت األداء‬

‫ قرامطية زهية‬.‫د‬
‫ رافع نادية‬.‫د‬
2‫جامعة البليدة‬

:‫ملخص‬
‫تش كل مراقب ة التس يير الوظيف ة واألدوات ال تي تس مح للمؤسس ة التأك د من فعالي ة اس تغالل م وارد المؤسس ة‬
‫ وهو‬،‫والكفاءة في تحقيق األهداف ومراقبة العمليات وتدفق المعلومات بين المستويات لتحقيق األداء المطلوب‬
‫الدور الذي تمثله الرقابة على األنشطة التسويقية باعتبارها العمليات التي تساهم في الرفع من األداء والتعرف‬
.‫على االنحرافات وتصحيحها‬
‫تتناول هذه الورقة البحثية مدى مساهمة الرقابة التسويقية في تحسين وتفعيل دور مراقبة التسيير في حل‬
‫ ومدى قدرة هذا النظام في مراقبة وتقييم‬،‫المشاكل واألزمات الداخلية التي تطرأ على أداء المؤسسة ومتابعته‬
.‫األداء الذي من شأنه خدمة وظيفة مراقبة التسيير وتدعيم دورها الرقابي في المؤسسة االقتصادية‬
.‫ األداء‬،‫ مراقبة التسيير‬،‫ الرقابة التسويقية‬،‫ الرقابة‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract:
Management oversight is the function and tools that allow the organization to ensure the efficient
utilization of the organization's resources and the efficiency in achieving the objectives and control
the processes and flow of information between levels to achieve the required performance, which is
the control of marketing activities as processes that contribute to the increase in performance and
identify and correct deviations.
This paper discusses the contribution of marketing control in improving and activating the role
of governance control in solving internal problems and crises that affect the performance of the
institution and its follow-up, and the ability of this system to monitor and evaluate the performance
that serves the function of monitoring the management and strengthening its oversight role in the
economic institution.
Keywords: control, marketing control, management control, performance.
‫مقدمة‪:‬‬
‫إن جوهر ظهور وأهمية الرقابة التسويقية كان نتيجة للتغيرات الحاصلة في بيئة أعمال المؤسسة‪ ،‬وتزايد‬
‫أنشطتها وكذا االرتباط والتكامل الحاصل ما بين تلك األنشطة‪ ،‬هذه العوامل استدعت وجود هذه الوظيفة التي‬
‫تقدم مهام رقابية الكتشاف االنحرافات من خالل تحديد نقاط القوة والضعف في الوظائف التسويقية‪ ،‬وتحديد‬
‫الجه ود التس ويقية الض ائعة وال تي تزي د من التك اليف‪ ،‬باإلض افة ل ذلك تعم ل الرقاب ة التس ويقية على التزوي د‬
‫بالمعلومات التي يتم جمعها من مختلف مراكز العمل والوظائف‪.‬‬
‫من جهة أخرى تمثل مراقبة التسيير الوظيفة أو النظام الفرعي في المؤسسة الذي يمكن من خالله التحكم‬
‫في تس يير المؤسس ة من جه ة‪ ،‬وأداة لت دفق المعلوم ات ووض ع المع ايير الرقابي ة والتع رف على االنحراف ات‬
‫والقي ام بالتص حيحات المطلوب ة على مس توى تنفي ذ األعم ال وتأدي ة الوظ ائف ال تي تظه ر من خالل األداء‬
‫المحقق‪.‬‬
‫فمن خالل ما سبق يمكن القول أن مراقبة التسيير هي أداة مراقبة كما تشير إلى الوظيفة التي من خاللها‬
‫يمكن متابع ة م دى اس تغالل الوظ ائف بطريق ة ذات كف اءة وفعالي ة في تأدي ة المه ام على مس توى األداء‬
‫المؤسساتي العام للمؤسسة‪ ،‬وهما تظهر أهمية الرقابة التسويقية ومساهمتها في تدفق المعلومات وتعزيز دور‬
‫وه ام الم راقب في وظيف ة مراقب ة التس يير من خالل التع رف على االنحراف ات القائم ة على مس توى األنش طة‬
‫التس ويقية وبالت الي تص حيحها ومعالجته ا معالج ة آني ة لحظي ة‪ ،‬من ش أنها الرف ع من أداء المؤسس ة بش كل فع ال‬
‫وكفء‪.‬‬
‫نعالج في هذه الورقة البحثية إشكالية الدور الذي تلعبه الرقابة التسويقية في تعزيز وتفعيل وظيفة مراقبة‬
‫التس يير في س بيل متابع ة األداء المحق ق في المؤسس ة اإلقتص ادية‪ ،‬وتحقي ق ذل ك س نقدم ثالث مح اور أساس ية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى الخاتمة التي تتضمن االستنتاجات والتوصيات‪ ،‬وذلك كمايلي‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬ماهية الرقابة التسويقية‬
‫المحور الثاني‪ :‬مدخل عام لمراقبة التسيير‬
‫المحور الثالث‪ :‬دور الرقابة التسويقية في تفعيل مراقبة التسيير ومتابعة فعالية األداء‬
‫الخاتمة‬
‫المحور األول‪ :‬ماهية الرقابة التسويقية‬
‫تعت بر الرقاب ة التس ويقية بمثاب ة الحلق ة األخ يرة ال تي تكتم ل به ا العملي ة التس ويقية وهي نظ ام يعم ل على‬
‫مقارنة وقياس النتائج مع األهداف وتقييم مدى الفعالية والوصول إلى األداء التسويقي المرغوب‪.‬‬
‫أوًال‪ :‬تعريف الرقابة التسويقية‬
‫تع د الرقاب ة التس ويقية عملي ة قي اس وتق ييم نت ائج االس تراتيجيات والخط ط التس ويقية واتخ اذ اإلج راءات‬
‫التصحيحية للتأكد من أن األهداف التسويقية قد تم تحقيقها‪.1‬‬
‫كم ا تع رف الرقاب ة التس ويقية أيض ا أنه ا تق ييم مس تمر لألداء التس ويقي‪ ،‬تعم ل على مقارن ة النت ائج م ع‬
‫األهداف كي يتضح لمدراء التسويق مدى فعالية األداء التسويقي‪ ،‬وأنها العملية التي تحصل بها اإلدارة على‬
‫المعلومات المتعلقة باألداء التسويقي بإتباع إطاران رئيسيان هما‪:2‬‬
‫الرقابة من خالل الكفاءة في العمل التسويقي‪ :‬وذلك باستخدام بيانات الربحية لمدد زمنية سابقة كمعيار‬ ‫‪-‬‬
‫لتقييم التوقعات التسويقية المستقبلية‪.‬‬
‫المقارن ة م ا بين الخط ط وأداء الفعلي‪ :‬يتم تأش ير االختالف ات م ابين األداء المخط ط واألداء الفعلي‬ ‫‪-‬‬
‫والكشف على أسباب التباين في ذلك األداء‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع الرقابة على األنشطة في المؤسسة‬
‫تشمل الرقابة على كافة األنشطة التسويقية وال يتعلق األمر فقط الرقابة على النشاط التسويقي‪ ،‬وحسب ‪Kotler‬‬
‫أنواع الرقاب ة والتي تصنف ض من المس توى اإلداري لإلدارات المسؤولة عن كل ن وع من الرقاب ة واألساليب‬
‫المتبعة في ذلك والهدف أو الغاية من كل نوع‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد فريد الصحن‪" ،‬التسويق"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص ‪.375‬‬
‫‪ -2‬ثامر البكري‪" ،‬استراتيجيات التسويق"‪ ،‬ط‪ ،01‬جهينة للنشر‪ ،‬األردن‪ ،2007 ،‬ص‪.397‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)03‬أنواع الرقابة على األنشطة في المؤسسة‬

‫المدخل واألسلوب المتبع‬ ‫الغاية‬ ‫اإلدارة المسؤولة‬ ‫نوع الرقابة‬

‫‪-‬تحليل المبيعات وتحليل الحصة السوقية‬ ‫للتأكد من التنفيذ الفعلي‬ ‫‪ -‬اإلدارة العليا‬ ‫الرقابة على‬

‫‪-‬تحليل اإلنفاق إلى المبيعات‬ ‫لنتائج التخطيط‬ ‫والتسويقية‬ ‫الخطة السنوية‬

‫‪-‬التحليل المالي‬ ‫‪ -‬اإلدارة الوسطى‬ ‫(الرقابة الزمنية)‬

‫‪-‬تحليل بطاقة الزبون‬

‫‪ -‬مراقبة االتجاهات‬

‫تحليل الربحية من خالل‪:‬‬ ‫لمعرفة المواقع المحققة‬ ‫العاملون في مجال‬ ‫الرقابة على‬

‫لألرباح وأين تكمن الخسائر ‪ -‬المنتج والزبون‬ ‫الرقابة التسويقية (إدارة‬ ‫الربحية‬

‫‪ -‬المنطقة الجغرافية وتجزئة السوق‬ ‫(تحديد ما إذا كانت‬ ‫التسويق)‬

‫‪ -‬القنوات البيعية وحجم الطلبية‬ ‫المؤسسة تنمى إمكاناتها أم‬

‫تخسرها)‬

‫كفاءة كل من‪:‬‬ ‫لتقييم وتحسين كفاءة اإلنفاق‬ ‫مراقبو إدارة التسويق‬ ‫الرقابة على‬

‫‪ -‬القوى البيعية والتوزيع‬ ‫وأثر النفقات التسويقية‬ ‫االستشاريون‬ ‫الكفاءة‬

‫‪ -‬اإلعالن وترويج المبيعات‬ ‫والتنفيذيون‬

‫‪ -‬أداة قياس فاعلية التسويق‬ ‫لمعرفة فيما إذا كانت‬ ‫مدقق التسويق في‬ ‫الرقابة على‬

‫‪ -‬التدقيق التسويقي‬ ‫المؤسسة تستغل أفضل‬ ‫اإلدارة العليا‬ ‫اإلستراتيجية‬

‫الفرص فيما يتعلق باألسواق ‪ -‬مراجعة جودة األداء التسويقي‬

‫‪ -‬المسؤولية االجتماعية واألخالقية‬ ‫والمنتجات والقنوات البيعية‬

‫المصدر‪ :‬نادية رافع‪" ،‬اليقظة اإلستراتيجية وأثرها على األداء التسويقي للمؤسسة‪ :‬دراسة حالة مجمع‬
‫الصناعات الغذائية عمور"‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬فرع اتصال تسويقي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،2‬الجزائر‪ ،2017-2016 ،‬ص‪.137‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهمية الرقابة التسويقية‬
‫يبرز الدور الفعال للرقابة التسويقية نتيجة لما يصيب الحياة االقتصادية واالجتماعية من تفاقم للعالقات‬
‫وتش ابكها وتض اعف أع داد وحجم وأن واع المؤسس ات والمس ارات المختلف ة في مج ال التس ويق‪ ،‬وك ذا التزاي د‬
‫المستمر في حجم وأنواع السلع والخدمات التي تنتجها المؤسسة‪ ،‬وهنا كان لزاما أن تؤدي الرقابة التسويقية‬
‫دوره ا خاص ة فيم ا يتعل ق بالوص ول إلى األه داف التس ويقية‪ ،1‬ويمكن الق ول أن ه يتم ذل ك من خالل من ع وق وع‬
‫االنحراف ات والعم ل على القي ام بالتص حيحات الالزم ة في حال ة ح دوثها اس تنادا لمجم وع المعلوم ات ال تي يتم‬
‫جمعها من مراكز العمل‪.‬‬
‫على ه ذا األس اس تتبل ور أهمي ة الرقاب ة التس ويقية من خالل م ا تق وم ب ه من متابع ة لألنش طة التس ويقية‬
‫وتصحيح االنحرافات لتحقيق أداء تسويقي متميز وتتحدد هذه األهمية بس بب ثالث عوام ل رئيس ة هي‪ :2‬البيئ ة‪،‬‬
‫تعقد النظام‪ ،‬التراكم‪ ،‬وفيمايلي شرح لهذه العوامل‪:‬‬
‫‪.1‬البيئة‪ :‬تحدثنا سابقا على صفة التغير والتعقيد التي تالزم البيئة بمختلف ما تحتويه من متغيرات‪ ،‬هذا األمر‬
‫يحتم على المؤسسة التي تنشط فيها ضرورة التجاوب والتكيف معها‪ ،‬وهنا تظهر أهمية الرقابة في كونها‬
‫تمثل أحد القنوات الرئيسة لتوصيل المؤسسة إلى حالة التجاوب السريع مع التغيرات البيئية‪ ،‬والتأكد من أن‬
‫الخطط التسويقية تتوافق معها‪.‬‬
‫‪.2‬تعق‪HH‬د التنظيم‪ :‬إن م ا تتم يز ب ه المؤسس ات المعاص رة من ك بر حجم أس واقها وتع دد منتجاته ا جع ل تنظيمه ا‬
‫اإلداري أكثر تعقيدا‪ ،‬هذا ما جعل من الرقابة التسويقية تملك أهمية كبيرة من خالل القدرة على متابعة كاف ة‬
‫األنشطة والوظائف وتقديم المعلومات والتصحيحات الالزمة لضمان السير الحسن لكافة أنشطتها التسويقية‬
‫للوصول إلى األداء واألهداف المطلوبة‪.‬‬
‫‪.3‬التراكم‪ :‬والذي يشير إلى حقيقة ثابتة مفادها أن الخطأ الصغير الذي يكتشف ال اليوم يصبح خطرا كبيرا في‬
‫اليوم التالي‪ ،‬وقياس على ذلك فإن إدارة المؤسسة التي ال تستطيع معرفة سبب االنحراف البسيط في تكلفة‬
‫اإلنتاج وتتغاضى عنه في المدى القصير ستفاجئ بعدئذ بأنها في موقف التخلف مقارنة مع المنافسين هنا‬
‫تكمن قيم ة الرقاب ة في متابع ة واكتش اف األخط اء في وقت مبك ر يس مح باتخ اذ اإلج راءات التص حيحية‬
‫المالئمة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬خطوات الرقابة التسويقية‬

‫‪ -1‬مجيد جاسم‪" ،‬اإلدارة الحديثة في التسويق‪ :‬الوقت‪ ،‬الجودة"‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص‪.208‬‬
‫‪ -2‬علي شريف‪" ،‬اإلدارة المعاصرة"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2003-2002 ،‬ص‪.366‬‬
‫تتضمن مراحل الرقابة التسويقية على أربع مراحل اساسية ونشير في هذا األمر أنها تتشابه إلى حد كبير‬
‫مع مراحل مراقبة التسيير وآلية عملها خاصة في ما يتعلق بمراحل اكتشاف االنحرافات والقي ام بالتص حيحات‪،‬‬
‫ويمكن شرح خطوات الرقابة التسويقية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬وضع األهداف‪ :‬تبدأ عملية الرقابة التسويقية بوضع األهداف التي يتم على أساسها التقييم‪ ،‬وقد تكون هذه‬
‫األه داف على ش كل أرق ام‪ ،‬أو بش كل زم ني وغيره ا‪ ،‬وتمث ل ه ذه المرحل ة القي ام بتحدي د األه داف المطل وب‬
‫تحقيقها بشكل مالئم والقيام بجدولة الوقت الضروري النجازها‪ ،‬ويتم ذلك على أساس طبيعة السوق والموارد‬
‫واإلمكانيات المتاحة للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ .2‬قي‪HH‬اس األداء الفعلي‪ :‬في بعض الح االت تك ون عملي ة قي اس األداء عملي ة س هلة وفي ح االت أخ رى يك ون‬
‫ذل ك ص عبا‪ ،‬ويرج ع ذل ك إلى أن بعض المع ايير تم تحدي دها وص ياغتها بطريق ة أك ثر دق ة من البعض اآلخ ر‪،‬‬
‫فالمع ايير المع بر عنه ا في ش كل زم ني أو كمي تجع ل عملي ة القي اس أس هل بالمقارن ة بالمع ايير األخ رى الغ ير‬
‫ملموس ة وال تي ال يك ون التعب ير عليه ا بش كل رقمي‪ .‬أي أن س هولة القي اس ترج ع في م دى كف اءة وواقعي ة‬
‫ومالئمة المعايير الموضوعة‪.‬‬
‫‪ .3‬تق‪HH‬ييم األداء‪ :‬وفي ه ذه المرحل ة يتم اعتم اد المعادل ة الرقابي ة التالي ة ال تي يتم من خالله ا احتس اب درج ة‬
‫االنحراف بين األداء التسويقي الفعلي واألداء المخطط‪.1‬‬

‫درجة االنحراف= األداء التسويقي المرغوب – األداء التسويقي الفعلي‬

‫حيث تش ير درج ة االنح راف إلى م دى الحاج ة إلى اإلج راء التص حيحي‪ ،‬أم ا األداء المرغ وب فه و يش ير إلى‬
‫المعيار المتخذ كأساس للمقارنة‪ ،‬واألداء التسويقي الفعلي يشير إلى األداء المقاس‪.‬‬
‫‪ .4‬اتخ ‪HH‬اذ اإلج ‪HH‬راءات التص ‪HH‬حيحية‪ :‬ف الخطوة التالي ة من مراح ل الرقاب ة التس ويقية هي القي ام ب اإلجراءات‬
‫التصحيحية الالزمة‪ ،‬ويكون ذلك بالبحث عن األسباب التي أدت إلى االنحراف من خالل تشخيصه من جوانبه‬
‫المختلفة للعمل على عالجه وتصحيحه بعد الكشف عن أسبابه الحقيقي ة‪ .2‬وهن ا نش ير إلى ثالث خط وات تواج ه‬
‫متخذي القرارات التسويقية عند القيام باإلجراءات التصحيحية‪:‬‬
‫تحديد أسباب المشكلة؛‬ ‫‪-‬‬
‫تحقيق التوازن والتقريب بين وقت اتخاذ القرار ووقت العمل والتصحيح؛‬ ‫‪-‬‬
‫وضع الميزانيات وتحديد إجراءات الرقابة على التكاليف‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -1‬طارق طه‪" ،‬إدارة التسويق"‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص ‪.399‬‬
‫‪ -2‬بالل خلف السكارنة‪" ،‬التخطيط اإلستراتيجي"‪ ،‬ط‪ ،01‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.315‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬مدخل عام لمراقبة التسيير‬
‫أوال‪ :‬تعريف مراقبة التسيير‬

‫يع رف نظ ام مراقب ة التس يير بأن ه العملي ة ال تي من خالله ا ي ؤثر المس يرون في أف راد المؤسس ة لتط بيق‬
‫االستراتيجيات وضمان الحصول واستعمال الموارد بفعالية وكفاءة لتحقيق أهداف المؤسسة ‪.1‬‬

‫وتعرف أيضا على أنها العملية التي من خاللها يتأكد المسير أن موارد المؤسسة تم الحصول عليها‪،‬‬
‫واستعمالها بطريقة فعالة وبكفاءة من أجل تحقيق أهداف المنظمة‪.2‬‬

‫ومن خالل التعاريف السابقة نستنج أن مراقبة التسيير تعتمد على ثالث معايير أساسية في تقييم األداء‬
‫ناتجة عن العالقة بين األهداف المخطط لها‪ ،‬الموارد المتاحة وكذا النتائج المحققة كما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬الكفاءة‪ :‬هناك عدة تعاريف للكفاءة ‪:‬‬

‫الكفاءة‪ :‬هي االستخدام األمثل للموارد المتاحة ‪3‬؛‬ ‫‪‬‬


‫الكفاءة‪ :‬هي إنتاج و تحقيق أقصى النتائج بأقل تكاليف‪4‬؛‬ ‫‪‬‬
‫الكفاءة‪ :‬هي العالقة بين وسائل اإلنتاج المستعملة و النتائج المحصلة‪ ،‬و تعرف الكفاءة على أنها إنجاز‬ ‫‪‬‬
‫األعمال بطريقة اقتصادية تضمن الوصول لألهداف المرتقب تحقيقها‪.5‬‬

‫ك ل ه ذه التع اريف تؤك د على إبق اء التكلف ة في ح دودها ال دنيا‪ ،‬واألرب اح في ح دودها القص وى‪ ،‬أي أن‬
‫الكفاءة مفهوم مرتبط بالتكلفة والعالقة بين المدخالت والمخرجات‪. 6‬‬

‫‪-2‬الفعالية ‪ :‬هناك عدة تعاريف للفعالية نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ -1‬رقية شرون‪ ،‬محاضرات في مراقبة التسيير ‪ ،‬مقدمة لطلبة السنة األولى ماستر‪ ،‬تخصص‪ :‬مقاوالتية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‬
‫بسكرة‪ ،2016/2017 ،‬ص‪.05‬‬
‫‪ -2‬محمد بن سعيد‪ ،‬هودة صلصان قدوري‪ ،‬تجارب نموذجية لتطبيق آليات مراقبة التسيير في تسيير المؤسسات االقتصادية‬
‫الجزائرية‪-‬دراسة حالة لمؤسسات جزائرية‪ ،‬ص‪.03‬‬
‫‪ -3‬كاظم محمد خضير‪ ،‬ياسين كاسب الخرشة‪ ،‬إدارة الموارد البشرية‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬الطبعة االولى‪،‬عمان‪،2007،‬ص‪.149‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Bernard MARTORY, Daniel Crozet, gestion des ressources humaines,dunod,‬‬
‫‪4édition,paris,2001,p149.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- M.Gervais,contrôle de gestion , economica,6édition,paris,sans date,p15.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- G.DONNADIEU ,les ressources humaines, édition d’organisation, paris,1999,p288.‬‬
‫الفعالي ة تع ني تق ارب النت ائج المحص لة م ع األه داف المس طرة ‪ ،‬فالمس ؤول الفع ال ه و ال ذي يتمكن من‬ ‫‪‬‬
‫الوصول لألهداف و يحققها في اآلجال المحددة ‪. 1‬‬
‫تشير الفعالية إلى درجة تحقيق أو الوصول إلى األهداف مهما كانت الوسائل المستخدمة ‪. 2‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-3‬المالئم ‪HH‬ة‪ :‬تع بر عن م دى النج اح في إنج از مه ام معين ة ‪ ،‬فهي االختي ار األفض ل و االس تخدام األمث ل‬
‫للمدخالت من أجل الحصول على مخرجات معنية ‪ ،‬فالمالئمة هي تحقيق األهداف المحددة من قبل المنظمة و‬
‫ذلك بتعظيم نسبة الناتج المحقق من استخدام الموارد المتاحة خالل فترة زمنية محددة ‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص مراقبة التسيير‬


‫‪4‬‬
‫يمكن تلخيص خصائص نظام مراقبة التسيير فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تق‪HH‬ديم معلوم‪HH‬ات ص‪HH‬حيحة‪ :‬يعم ل نظ ام مراقب ة التس يير على تق ديم معلوم ات ص حيحة لمتخ ذي الق رار ألن‬
‫المعلومات الخاطئة أو المشوهة تضلل متخذ القرار وكثيرا ما تؤدي إلى نتائج سيئة؛‬

‫‪ -‬حسن توقيت المعلومة المقدمة‪ :‬يوفر نظام مراقبة التسيير المعلومات المناسبة في الوقت المناسب حيث أن‬
‫المعلومة المتأخرة تفقد معناها وفائدتها جزئيا وكليا‪ ،‬فحصول متخذ القرار على معلومة صحيحة ولكن متأخرة‬
‫ليس لها أثر على القرار؛‬

‫‪-‬االقتصاد في التكاليف‪ :‬يس اهم نظ ام فع ال لمراقب ة التس يير على تخفيض التك اليف خاص ة إذا ك ان ه ذا النظ ام‬
‫الكتروني مبني على الحاسوب والبرمجيات‪ ،‬فهو يخفض من تكاليف التشغيل وتكاليف الوقت؛‬

‫‪-‬س‪HH‬هولة الفهم‪ :‬يتص ف نظ ام مراقب ة التس يير بالس هولة س واء في الفهم أو التط بيق ف إذا لم يفهم المس ير نظ ام‬
‫الرقابة جيدا وطبيعة المعلومات والنتائج التي يقدمها فإنه سوف يسيء تفسير هذه النتائج األمر الذي يؤدي به‬
‫إلى اتخاذ القرارات الخاطئة؛‬

‫‪- Tony ALBERTO,rendre l’entreprise, nathan ,paris,1998,p128.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪- MARTORY Bernard, Crozet Daniel, gestion des ressources humaines,dunod, 4édition,‬‬
‫‪2‬‬

‫‪paris,2001 ,p149.‬‬
‫‪ -3‬محمد جمال الكفافي‪،‬اإلستثمار في الموارد البشرية للمنافسة العالمية‪،‬دار الثقافة‪،‬الطبعة االولى‪،‬القاهرة‪،2007،‬ص‪.243‬‬
‫‪ -4‬بوقرة رابح‪ ،‬عريوة محاد‪ ،‬أثر المعايير المحاسبية الدولية في تفعيل أدوات مراقبة التسيير لتحسين األداء في المؤسسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬مجلة البحوث االقتصادية والمالية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬جامعة أن البواقي‪ ،‬جوان ‪ ،2014‬ص‪.18‬‬
‫‪-‬تسهيل اتخاذ الق‪H‬رار‪ :‬يس اهم نظ ام مراقب ة التس يير في عملي ة اتخ اذ الق رار من خالل المعلوم ات ال تي يق دمها‬
‫ه ذا األخ ير إلى متخ ذ الق رار وال تي تتص ف بالوض وح والجاهزي ة دونم ا الحاج ة إلى التفس ير والتحلي ل‬
‫واالستسقاء‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية مراقبة التسيير‬

‫من خالل تط ور المؤسس ات االقتص ادية تظه ر أهمي ة مراقب ة التس يير حيث أن ه في بعض المؤسس ات‬
‫الفردي ة لم تكن هن اك حاج ة لوج ود نظ ام رقاب ة على عملياته ا لقي ام أص حابها بإدارته ا بأنفس هم وإ لم امهم بك ل‬
‫وظائفها‪ .‬وعندما ك برت أحجام المؤسس ات وتعددت مش اكلها وزاد عدد الع املين به ا للقيام باألنشطة المختلفة‬
‫سواء كانت إنتاجية أو تسويقية أو إدارية أو تمويلية فقد تعذر على أصحابها إدارتها إدارة فعلية‪ ،‬وص حب ذلك‬
‫تن ازل أص حابها عن اختصاص اتهم في اإلدارة والرقاب ة ألش خاص آخ رين‪ ،‬مم ا دع ا غلى ض رورة إدارة‬
‫المؤسس ة على أس س علمي ة وعملي ة س ليمة تتض من المحافظ ة على أمواله ا ورس م سياس تها ومتابع ة تنفي ذها‬
‫‪1‬‬
‫بسهولة وتحقيق الكفاءة في استغالل االمكانيات المتاحة وذلك من خالل ‪:‬‬

‫‪-‬تقسيم المؤسسات إلى وحدات إدارية‪ ،‬أو ما تعرف بمراكز المسؤولية؛‬

‫‪-‬تحديد اختصاصات كل وحدة وسلطات المستويات االدارية؛‬

‫‪-‬وضع القواعد التنظيمية التي تحكم تنفيذ العمليات المختلفة وتضمن تدفقها في ظل نظام رقابة دقيقة؛‬

‫‪-‬تسجيل مجمل المؤشرات المالية وغير المالية التي تمكن من قياس أداء كل مستوى من المستويات؛‬

‫‪-‬إم داد إدارة المؤسس ة بالبيانات التي تس اعدها في اتخاذ القرارات ورس م السياسات‪ .‬كذلك ق د تأك د أن وجود‬
‫نظام للرقابة على أنشطة المؤسسة ضرورة حتمية تقتضيه اإلدارة العلمية الحديثة الكتساب الميزة التنافسية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أهداف مراقبة التسيير‬


‫‪2‬‬
‫تتمثل أهداف مراقبة التسيير فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬تحلي ل االنحراف ات الناتج ة عن النش اطات الفعلي ة والنش اطات التقديري ة وإ ب راز األس باب ال تي أدت إلى ه ذه‬
‫االنحرافات باستعمال الموازنات التقديرية؛‬
‫‪-‬ترشيد التكاليف وعقلنتها؛‬

‫‪ -1‬محمد الصغير قريشي‪ ،‬شريفة رفاع‪ ،‬مطبوعة دروس في مراقبة التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪2014/2015 ،‬‬
‫ص ص ‪.26 ،25‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. -‬بوقرة رابح‪ ،‬عريوة محاد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪17‬‬
‫‪-‬استنتاج نقاط القوة واستخراج نقاط الضعف ومحاولة تدعيم نقاط الضعف وباقتراح مجموعة من األساليب‬
‫لتفاديها؛‬
‫‪-‬البحث عن سبل لتحسين األداء؛‬
‫‪-‬تحقيق النجاعة للتأكد من االستعمال األمثل للموارد والطاقات المتاحة من أجل تحقيق األهداف المسطرة مع‬
‫امكانية تحقيقها حاضرا ومستقبال‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬دور الرقابة التسويقية في تفعيل مراقبة التسيير وتحقيق فعالية األداء‬
‫أغلب الباحثين يعبرون عن األداء من خالل مدى النجاح الذي تحققه المؤسسة في تحقيق أهدافها‪ ،‬حيث‬
‫ي رى ك ل من ‪ Robbins & wierseman‬أن األداء يع بر عن ق درة المؤسس ة على تحقي ق أه دافها طويل ة‬
‫األجل‪.1‬‬
‫ومن خالل ذل ك يمكن الق ول أن ه يع بر األداء على الوس ائل والط رق ال تي تعتم دها المؤسس ة في الوص ول‬
‫ألهدافها ومدى قدرتها على استغالل الموارد‪ ،‬ونالحظ أن األداء من هذا المنظور هو التفاعل بين عنصرين‪:‬‬
‫العنص ر األول ه و الطريق ة في اس تعمال الم وارد وال تي يع بر عنه ا بالكف اءة‪ ،‬والعنص ر الث اني ه و النت ائج أو‬
‫األهداف المحققة من استعمال الموارد والتي يعبر عنها بالفعالية‪.‬‬

‫وبه ذا الط رح ف إن مراقب ة التس يير وكم ا ذكرن ا س ابقا تش ير إلى معي ارين أساس ين عن د تحدي د وتق ييم األداء‬
‫وهما معيار الكفاءة والفعالية‪ ،‬وهي األساسيات التي تقوم عليها الرقابة التسويقية القائمة على تحديد المعايير‬
‫الالزم ة لتق ييم األداء التس ويقي لألنش ة التس ويقية‪ ،‬ونحن نعلم أن األداء التس ويقي في مض مونه وبتحقق ه س وف‬
‫يس اهم وبش كل كب ير في تحقي ق األداء الكلي للمؤسس ة من بتحق ق الكف اءة والفعالي ة بين ط رفين مهمين هم ا‬
‫الموارد واألهداف‪.‬‬

‫كم ا ينظ ر لألداء بأن ه فع ل (‪ )action‬يع بر عن مجموع ة من المراح ل والعملي ات ((‪ processus‬وليس‬
‫النتيجة التي تظهر في وقت من الزمن‪ ،2‬كما وأنه من الناحية التسييرية يركز األداء على محورين هما‪ :‬محور‬
‫تحقي ق النتيج ة الموجب ة للنش اط‪ ،‬والمح ور الث اني ارتب اط ذل ك بالفع ل ال ذي يق ود إلى النج اح وال ذي يمت دد على‬
‫طول مراحل التسيير وهو األمر الذي تدعمه وظيفة مراقبة التسيير من خالل مجالها المعلوماتي والتي ينشئ‬
‫عن طريق المتابعة المستمرة لألنشطة وتدفق المعلومات بين الوظائف والمستويات‪.‬‬

‫‪ -1‬حس ن ع داي فالح الحس يني‪" ،‬اإلدارة اإلس‪HH‬تراتيجية‪ :‬مفاهيمه‪HH‬ا‪ ،‬م‪HH‬داخلها‪ ،‬عملياته‪HH‬ا المعاص‪HH‬رة"‪ ،‬ط‪ ،01‬دار وائ ل‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص‪.231‬‬
‫‪ -2‬يوسف بومدين‪" ،‬إدارة الجودة الشاملة واألداء المتميز"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،05‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.33‬‬
‫على ه ذا األس اس فإن ه إذا قارن ا أه داف ومراح ل الرقاب ة التس ويقية م ع المب ادئ والمراح ل األساس ية ال تي‬
‫يتضمنها نشاط ووظيفة مراقبة التسيير فنجدها تتكامل وتتداخل في بما بينها تحت هدق واحد هو تحقيق فعالية‬
‫وكف اءة ألداء المؤسس ة (التك اليف واأله داف) وذل ك من خالل ق درتهما في توف ير المعلوم ات وتحقي ق وتس جيل‬
‫االنحرافات والعمل على تصحيحها وفق معايير كمية وكيفية يتم تحديدها مسبقا‪ .‬كما وأنه يندرج مفهوم الرقاب ة‬
‫التس ويقية في عملي ة تجنب الفج وة الزمني ة (ال وقت) والمالي ة (التكلف ة) ال تي يمكن ح دوثها أثن اء تنفي ذ الخط ط‬
‫التسويقية‪ ،‬األمر الذي قد يغير في نتائج األداء وهنا تظهر أهمية الرقابة التسويقية في إظهار وتزويد وظيفة‬
‫مراقبة التسيير بالمعلومات الالزمة فيما يخص تلك المتغيرات‪.‬‬

‫باإلض افة إلى ذل ك ومن خالل التط رق لمراح ل الرقاب ة التس ويقية فإنه ا تض م مرحلي تين أساس يتين هم ا‪:‬‬
‫مرحلة تقييم األداء والتي تشير إلى المقارن ة بين األداء الفعي والمخطط له‪ ،‬ومرحلة تصحيح االنحرافات في‬
‫األداء في حال ة تس جيلها‪ ،‬وهن ا يظه ر ال دور الكب ير للرقاب ة التس ويقية في تس جيل االنحراف ات في وقت ح دوثها‬
‫والقيام بالتصحيحات الالزمة للعودة لمسار األداء المخطط وهو األمر الذي يساعد مراقبة التسيير في التحكم‬
‫في أداء المؤسسة وحل مشكلة األداء الغير متوازن أو األداء الغير مخطط له‪.‬‬

‫كم ا نش ير إلى أن اله دف الرئيس ي للرقاب ة التس ويقية ه و العم ل على تحقي ق الت وازن الح ركي للمؤسس ة‬
‫وذلك في كل من األجل القصير والطويل‪ ،‬وذلك باالعتماد على مكونين أساسين هما‪:1‬‬
‫مكون الضبط‪ :‬يقصد به ضبط التنفيذ في األجل القصير بين التدفق المادي وتدفق المعلومات‪ ،‬وذلك من‬ ‫‪-‬‬
‫خالل قياس ما تم تنفيذه‪ ،‬ثم مقارنته مع ما هو مخطط‪ ،‬ثم عملية تصحيح االنحرافات الموجودة‪.‬‬
‫مكون التكيف‪ :‬الذي يقصد به إحداث نوع من المالئمة بين التدفق المادي وتدفق المعلومات الواردة إلى‬ ‫‪-‬‬
‫المؤسس ة من التغ يرات البيئي ة‪ ،‬وذل ك من خالل تمي يز المتغ يرات التكنولوجي ة واالقتص ادية والسياس ية‬
‫والدولي ة في البيئ ة وتحلي ل تأثيره ا على المؤسس ة‪ ،‬باإلض افة إلى اتخ اذ ق رار خ ارجي بتحدي د‬
‫االس تراتيجيات المناس بة له ذه التغ يرات‪ ،‬وتع ديل سياس ات واس تراتيجيات المؤسس ة ح تى تتالءم م ع ه ذه‬
‫التغيرات البيئية‪.‬‬
‫هذا الهدف التوازني التي تقوم به الرقابة التسويقية والقائم على تحقيق التوازن في أداء المؤسسة خاصة‬
‫في مكون الضبط يعمل على تفعيل مراقبة التسيير واعتبار الرقابة التسويقية كجزء ونظام يدعم قدرتها على‬
‫تحقيق مراقبة فعالة في األداء الكلي وهو األمر الذي من شأنه حل المشاكل التي قد تعيق الوصول إلى األداء‬
‫المخط ط في الخط ة العام ة للمؤسس ة وتحقي ق التكي ف من خالل تحقي ق المالئم ة في ت دفق المعوم ات من البيئ ة‬
‫إلى المؤسسة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد الصيرفي‪" ،‬إدارة التسويق"‪ ،‬مؤسسة حورس الدولية‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص ص ‪.296-295‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫ت ولي المؤسس ة االقتص ادية الي وم اهتمام ا أك بر بكيفي ة المحافظ ة على مس توى مقب ول من األداء المطل وب‬
‫ال ذي يمث ل األه داف المخطط ة والفعلي ة‪ ،‬حيث تتبل ور ه ذه األه داف بنت ائج تعكس م دى كف اءة ال برامج‬
‫واإلستراتيجية التي قامت بها خالل فترة زمنية معينة‪.‬‬

‫وتعبر مراقبة التسيير من الوظائف األساسية التي تعتمدها المؤسسة في الكشف عن االنحرافات الحاصلة‬
‫على مس توى األداء والبحث عن س بل التص حيح للع ودة إلى المس ار المخط ط ل ه في األه داف األولى‬
‫واإلستراتيجية‪ ،‬معتمدة في ذلك على تدفق المعلومات التي تتحصل عليها من مصادر مختلفة‪ ،‬وتعتبر الرقابة‬
‫التسويقية كنظام داخل المؤسسة تعمل على تزويد وظيفة مراقبة التسيير بالمعلومات والمساعدة على التعرف‬
‫على االنحراف ات باعتب ار أن الرقاب ة التس ويقية تخص الرقاب ة على األداء التس ويقي ال ذي يع بر على الكف اءة‬
‫والفعالية في تأدية الوظائف التسويقية والتي تعتبر جوهر األداء الكلي للمؤسسة‪.‬‬

‫في األخير نشير إلى أن ك ل من الرقابة التسويقية ومراقبة التسيير تعمل على تأدي ة المهام بالطريقة التي‬
‫تس مح بمتابع ة تط ور األداء والعملي ات والكش ف عن االنحراف ات وتص حيحها وتزوي د بالمعلوم ات وه و األم ر‬
‫الذي يدل على التكامل والعمل التوازني بين الوظيفتين في سبيل االرتقاء بأداء المؤسسة والمحافظة على كف اءة‬
‫وفعالية متميزة‪.‬‬

‫قائمة الهوامش والمراجع‪:‬‬

‫اللغة العربية‪:‬‬

‫‪ -‬محمد فريد الصحن‪" ،‬التسويق"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬


‫‪ -‬ثامر البكري‪" ،‬استراتيجيات التسويق"‪ ،‬ط‪ ،01‬جهينة للنشر‪ ،‬األردن‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬نادي ة راف ع‪" ،‬اليقظ ة اإلس تراتيجية وأثره ا على األداء التس ويقي للمؤسس ة‪ :‬دراس ة حال ة مجم ع الص ناعات‬
‫الغذائي ة عم ور"‪ ،‬رس الة دكت وراه‪ ،‬ف رع اتص ال تس ويقي‪ ،‬كلي ة العل وم االقتص ادية والتجاري ة وعل وم التس يير‪،‬‬
‫جامعة البليدة‪ ،2‬الجزائر‪.2017-2016 ،‬‬
‫‪ -‬مجيد جاسم‪" ،‬اإلدارة الحديثة في التسويق‪ :‬الوقت‪ ،‬الجودة"‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -‬علي شريف‪" ،‬اإلدارة المعاصرة"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2003-2002 ،‬‬
‫‪ -‬طارق طه‪" ،‬إدارة التسويق"‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬بالل خلف السكارنة‪" ،‬التخطيط اإلستراتيجي"‪ ،‬ط‪ ،01‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ -‬رقي ة ش رون‪ ،‬محاض رات في مراقب ة التس يير‪ ،‬مقدم ة لطلب ة الس نة األولى ماس تر‪ ،‬تخص ص‪ :‬مقاوالتي ة‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪.2016/2017 ،‬‬
‫‪ -‬محم د بن س عيد‪ ،‬ه ودة صلص ان ق دوري‪ ،‬تج ارب نموذجي ة لتط بيق آلي ات مراقب ة التس يير في تس يير‬
‫المؤسسات االقتصادية الجزائرية‪-‬دراسة حالة لمؤسسات جزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬ك اظم محم د خض ير‪ ،‬ياس ين كاس ب الخرش ة‪ ،‬إدارة الم وارد البش رية‪ ،‬دار المس يرة‪ ،‬الطبع ة االولى‪،‬عم ان‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -‬محم د جم ال الكف افي‪،‬اإلس تثمار في الم وارد البش رية للمنافس ة العالمي ة‪،‬دار الثقاف ة‪،‬الطبع ة االولى‪،‬الق اهرة‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -‬بوقرة رابح‪ ،‬عريوة محاد‪ ،‬أثر المعايير المحاسبية الدولية في تفعيل أدوات مراقبة التسيير لتحسين األداء في‬
‫المؤسسات االقتصادية‪ ،‬مجلة البحوث االقتصادية والمالية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬جامعة أن البواقي‪ ،‬جوان ‪.2014‬‬
‫‪ -‬محمد الصغير قريشي‪ ،‬شريفة رفاع‪ ،‬مطبوعة دروس في مراقبة التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪،‬‬
‫‪.2014/2015‬‬
‫‪ -‬حس ن ع داي فالح الحس يني‪" ،‬اإلدارة اإلس تراتيجية‪ :‬مفاهيمه ا‪ ،‬م داخلها‪ ،‬عملياته ا المعاص رة"‪ ،‬ط‪ ،01‬دار‬
‫وائل‪ ،‬األردن‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬يوسف بومدين‪" ،‬إدارة الجودة الشاملة واألداء المتميز"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،05‬الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬محمد الصيرفي‪" ،‬إدارة التسويق"‪ ،‬مؤسسة حورس الدولية‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬
‫اللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪-Bernard MARTORY, Daniel Crozet, gestion des ressources humaines,dunod,‬‬
‫‪4édition,paris,2001.‬‬
‫‪-M.Gervais,contrôle de gestion , economica,6édition,paris,sans date.‬‬
‫‪-G.DONNADIEU ,les ressources humaines, édition d’organisation, paris,1999.‬‬
‫‪-Tony ALBERTO,rendre l’entreprise, nathan ,paris,1998,p128.‬‬
‫‪-MARTORY Bernard, Crozet Daniel, gestion des ressources humaines,dunod,‬‬
‫‪4édition, paris,2001.‬‬

You might also like