You are on page 1of 46

‫د‪ .

‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫ﺑﲔ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻋﻨﺪ ﺭﻳﻨﻴﻪ ﺟﻴﻨﻮ‬


‫ﺩ‪ .‬ﺃﲰﺎء ﻋﺒﺪ ﺍﶈﺴﻦ ﺿﺎﺣﻲ ﺟﺎﺩ‬
‫م رس الفل فة ال عاص ة‬
‫الفل فة‪ -‬ل ة اﻵداب‪ -‬جامعة اس‬ ‫ق‬

‫ﺍﳌﻠﺨﺺ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪:‬‬
‫ارة الغ ة ال ي ة‬ ‫م ال‬ ‫ش ح وت ل ل ل قف ج‬ ‫ي اول ه ا ال‬
‫ج ع أن ا ال اة ال ي ة‬ ‫مع ى ذل أنه ي ف‬ ‫معارض ها لل اث؛ ول‬ ‫وم‬
‫نف ه في ال اضي‪ ،‬وما ف ه م ت لف واخ اء‪ ،‬فه ي ع إلى ض ورة‬ ‫و‬
‫إذا ت‬ ‫ن‪ -‬أ‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ‫إصﻼح الغ ب؛ وه ا اﻹصﻼح م ى ح ث‬
‫ع ة تقارً ا مع ال ق‪.‬‬ ‫ة ال‬ ‫ن ال‬ ‫الغ ب م إس عادة تقال ه ال ق ق ة‪ -‬ف‬
‫ُم ِ ﱡق ن ت اما في آخ ه على‬ ‫أن ال ق‬ ‫م خﻼل ه ا ال‬ ‫ج‬ ‫و‬
‫ح ارة ة أو ع ى آخ ح ارة ماد ة‪،‬‬ ‫س‬ ‫ارة الغ ة أنها ل‬ ‫ال‬
‫إلى أن ال اس في الغ ب ﻻ ع ف ن ال ق‬ ‫أشار ج‬ ‫وفي ض ء ذل‬
‫ح ت اؤًﻻ مفاده‪ :‬إنه إذا ان اﻷم ق ان هى ال ه ر ال قي‬ ‫‪ ،‬وه‬ ‫ال ق ق‬
‫لع‬ ‫ال‬ ‫إل ه ﻼ أك اث‪ ،‬ف‬ ‫‪ ،‬ع ان ان ي‬ ‫ان أص ح معادًا للغ‬
‫ة في‬ ‫دور ال‬ ‫ج‬ ‫ن أنف ه ؟ وه ا ي‬ ‫ة‪ ،‬أم الغ‬ ‫ذل ‪ ،‬هل هي تل ال‬
‫انها ل تع م ج دة في الغ ب‪.‬‬ ‫ذل ‪ ،‬في ح‬ ‫ال ق في ت ق‬
‫ال ل ات ال ف اح ة‪ :‬ج ‪ -‬الغ ب‪ -‬ال ق‪ -‬ح ارة ماد ة‪ -‬ال اث‪.‬‬

‫‪١٧٢٧‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
(ISSN: 2536 - 9555)

Between the Materialism of the West and the


Rationality of the East according to René Guénon

Dr.Asmaa Abdelmohsen Dahy Gad


Lecturer of Contemporary philosophy
Deparment of philosophy, faculty of Art, Assiut University

Abstract:
This research deals with an explanation and analysis of
René Guénon position on modern Western civilization and the
extent of its opposition to tradition, This does not mean that he
rejects all new patterns of life and confines himself to the past,
and what it contains of backwardness and errors, So Guénon
calls for the need to reform the West, And this reform when it
happened as it should be- That is, if the West can restore its
true traditions– The natural result will be a rapprochement
with the East, Guénon confirms, through this research, that the
Orientals are absolutely right in taking the Western
civilization as being nothing but a quantitative civilization, or
in other words, a material civilization. In light of this, Guénon
pointed out that people in the West do not know the true
Orientals. He raises the question: If the oriental audience ends
up becoming anti-Western, after he was looking at them
indifferently, who is responsible for this, is it that elite, or the
Westerners themselves? Guénon emphasizes the role of the
elite in the East, while it no longer exists in the West.
Key words: Guénon- West- East- Material civilization-
Tradition.

١٧٢٨
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬
‫ال اث‬ ‫ال اثة وال اث؛ فاخ ار ج‬ ‫اخ لف الفﻼسفة ف ا ب ه ما ب‬
‫ج ع أن ا ال اة ال ي ة و‬ ‫مع ى ذل أنه ي ف‬ ‫ال اثة‪ ،‬ول‬ ‫ودح‬
‫ة‬ ‫اول ال ص ل إلى ال‬ ‫نف ه في ال اضي‪ ،‬وما ف ه م ت لف وأخ اء‪ ،‬فه‬
‫ال ال ة والعل ال ق س م خﻼل دع ته إلى ض ورة الع دة إلى ال اث وال‬
‫ه‬ ‫ارة الغ ة ال عاص ة وما ت‬ ‫دع ته في نق ه ال‬ ‫ال رسة ال اث ة‪ ،‬وق ت ل‬
‫لة واﻹن ان ة وال ة ﻻع ادها على ال ادة؛ وﻷن قان ن‬ ‫م دمار لﻸخﻼق والف‬
‫ح ًا في ال غ ‪ ،‬فق ت أ ج‬ ‫ع ال غ‬ ‫ال ادة ه ال غ ‪ ،‬وﻷن الغ ب‬
‫اح ال ة انه اره‪.‬‬
‫ال ق دراسة ع قة ودق قة‪،‬‬ ‫الغ ب إلى ض ورة دراسة م اه‬ ‫ول ا ي ع ج‬
‫أن نه ة الغ ب ل ت إﻻ م خﻼل اﻻت ال ال اث ال قي‪ ،‬وه‬ ‫ف ان ي‬
‫ر‬ ‫أن الع‬ ‫ارة ال قل ة‪ ،‬و‬ ‫ورة الع دة إلى ه ه ال‬ ‫اول إق اع الغ ب‬
‫ال س ى في الغ ب تق م م ًاﻻ واض ً ا على ه ه ال ارة ال اث ة و ال الغ ب‬
‫ل إلى ال فاه ب الغ ب وال ق‪،‬‬ ‫ورة الع دة إلى تقال ه اﻷص لة ح ى‬
‫ة اﻷف ار ال اه ة لل اث ة‪.‬‬ ‫ل ل ناه‬
‫ال ادة‪ ،‬وفي ض ء ذل‬ ‫ح ل ف ة ال اث ورف‬ ‫م لفات ج‬ ‫وت ور مع‬
‫قه ع ما اب ع ع ال اث وان غل ب راسة ال اد ات‬ ‫أن الغ ب ضل‬ ‫كان ي‬
‫ب ع ة ال عارف ال اك ة ل ه‪ ،‬ون ا اه‬ ‫ال ي ‪ ،‬ول يه‬ ‫وال وة واب ع ع‬
‫ه‪.‬‬ ‫ه ون‬ ‫ها‪ ،‬م ا ساع على ت‬
‫ه الغ اب ال امل‬ ‫ال ي‬ ‫ة للف‬ ‫أه ال ات ال‬ ‫أن م‬ ‫و ان ي‬
‫أنه ﻻ يهاج‬ ‫ج‬ ‫عل ة‪ .‬و‬ ‫لل ع فة ال اف ق ة ون ار ل مع فة ل‬
‫ال اب‬ ‫ف ها س‬ ‫الغ ب في ح ذاته؛ ول ه يهاج ن ته ال ي ة ال ي ي‬
‫للغ ب‪.‬‬ ‫الف‬
‫س‬ ‫ارة الغ ة إنها ل‬
‫في أخ ه على ال‬ ‫ال ق‬ ‫و ار ج‬
‫أن الغ ن ي خل ن ال ال في ال اﻻت ال ي ﻻ‬ ‫اما‪ ،‬و‬
‫ح ارة ماد ة ت ً‬

‫‪١٧٢٩‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫رون أ‬ ‫عامة‪ ،‬ﻻ ي‬ ‫ث‬ ‫إلى أن ال‬ ‫ج‬ ‫ن لل ال دور ف ها‪ ،‬و‬
‫عل س العل اﻷش اء ال ي تقاس وال ي تع وت ذن أ اﻷش اء ال اد ة؛ ﻷنها‬
‫ل ال ة ال ة‪ ،‬و ان ي ان ال ال ة إرجاع ال ف إلى‬ ‫ال يء ال ح ال‬
‫ال هي م أه ال ات الق ة للعل ال ي ‪.‬‬
‫ً‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﻧﺒﺬﺓ ﻋـﻦ ﺣﻴﺎﺗــﻪ‪:‬‬
‫ف ن ا عام ‪١٨٨٦‬م‪ ،‬وق ن أ في ب ة اث ل ة‬ ‫ول ر ه ج في بل‬
‫صارمة و ان ي رس في ال رسة ال اس ع ة‪ .‬وفي ش ا ه ساف إلى ار ل راسة‬
‫ال قاﻻت واﻷ وحات ال اض ة ح ى ق ل وفاته‪ ،‬ول ه‬ ‫ال اض ات و ل ي‬
‫م ال ع ات‬ ‫ارز في‬
‫ان قل إلى ال راسات اﻷكاد ة‪ ،‬وأص ح ع ً ا ًا‬
‫ة‬ ‫معارضا‬
‫ً‬ ‫ال ص ف ة وال وح ة وال اس ن ة وال ع ف ة و ل لة ح اته‬
‫لل ارة اﻷدب ة ال عاص ة)‪.(١‬‬
‫ة‪ ،‬واله وس ة‪،‬‬ ‫م اللغات اللغة ال‬ ‫كان خ ًا لغ ا م ً ا‬
‫وال نان ة والع ة‪ ،‬والﻼت ة‪ ،‬واﻹن ل ة‪ ،‬واﻷل ان ة‪ ،‬واﻹ ال ة‪ ،‬واﻷس ان ة‪،‬‬
‫ة‪ ،‬وال ل ة‪ .‬وق م ه ا ج م ال د على أ ة‬ ‫وال وس ة‪ ،‬والع ة‪ ،‬وال‬
‫أن ت ح عل ه‪ ،‬ف ان إم انه ال ث مع مع م اوره بلغ ه‬ ‫أس لة‬
‫ال اصة‪ ،‬و ان م قًا للغة وروح ال ارات ال ع ة على ح س اء")‪.(٢‬‬
‫ا اته تعاد‬ ‫م ع ه ان‬ ‫وفي وق م م ح اته في ال ان ة والع‬
‫سﻼحا ذا ح ي ‪ ،‬فه م ناح ة ﻻقى ف له ال‬ ‫ً‬ ‫ال ل ة و ان اه امه ال ق‬
‫ع ح ارات ال ق الق ‪ ،‬وم‬ ‫واﻻم ان م ق ل أول ال ي حاول ا ال‬
‫تع ض‬ ‫الغال ة الع ى لل ي‬ ‫ال اح ة اﻷخ ﻻقى ال اه ة واﻻض هاد م‬
‫لق اع ه وآرائه ال ا ة م وجهة ن ه)‪.(٣‬‬

‫‪(1) Harry old meadow: René Guénon‬‬


‫‪http://www.scribd.com/document/3264760841Réne-Guuénon-H-old-‬‬
‫‪meadow.pdf/5/8/2017.P. 1.‬‬
‫‪(2) Paul chacornac: The simple life of Réne Guénon trans. Cecil Bet hell,‬‬
‫‪Sophia perennis, 2001, P.1‬‬
‫‪(3) Réne Gouénon: Biograpical information.‬‬
‫‪http://www.réneguénon.Net/ingles/inglesguenon biografia/5/8/2017‬‬

‫‪١٧٣٠‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫ل عام‪ ،‬فلق‬ ‫وم ل الف ة ما ب عامي ‪١٩٣٠-١٩١٢‬م ح اة ج‬


‫ًا م ال قاﻻت إلى جان م اف ه‬ ‫ال اض ات في ال ن‪ ،‬و‬ ‫ح‬
‫على ال اصل اﻻج اعي والف ‪ ،‬وق ن أول ه في الع ﱠات وس عان ما‬
‫أص ح مع وًفا ا اته الفل ف ة وال اف قة)‪.(٤‬‬
‫ف ًﻼ ع أن ال ات ما ب ‪١٩٢٧‬م‪١٩٣٠ ،‬م ان نق ة ت ل أ ً ا في‬
‫ح اة ج ‪ ،‬و لغ ذروتها ع ما ان قل إلى القاه ة في عام ‪١٩٣٠‬م ودخ له‬
‫اﻹسﻼم‪ ،‬وفي ي اي ‪١٩٢٨‬م ت ف زوج ه فغادر ف ن ا إلى القاه ة و قى ف ها‬
‫ح ى وفاته عام ‪١٩٥١‬م)‪.(٥‬‬
‫ًا م اﻷع ال ال ئ ة في ه ا ال ال وال ي ت ل‬ ‫أضف إلى ذل أنه ق م‬
‫ب نارد ‪St.‬‬ ‫ج ان ة دان ي ‪ (١٩٢٥) l'ésotérisme de clante‬والق‬
‫‪Lesymbolisme de la croix‬‬ ‫‪١٩٢٩) Bernard‬م(‪ ،‬ورم ة ال ل‬
‫‪Autorite‬‬ ‫)‪ (١٩٣١‬وال وحان ة اﻷص لة‪ ،‬والفق وال وحي )‪١٩٢٩‬م(‬
‫اسعا في اﻷوسا‬
‫‪ spirituelle et pouvior temporal‬ال أح ث ج ًﻻ و ً‬
‫ال عاص ة)‪ ،(٦‬واﻹن ان وم ق له وفقا للف ان ا‪ ،‬وال ال ث ال ‪ ،‬ومق مة ل راسة‬
‫العقائ اله وس ة)‪.(٧‬‬
‫اب ه ال ق والغ ب وأزمة العال ال ي في ال ف اﻷول م‬ ‫وق ن‬
‫‪ ،‬ه ان ال ا ان الل ان ﻻ زاﻻ ُق آن على ن اق واسع ح ى ال م‪،‬‬ ‫الق ن الع‬
‫ت ج ه ا إلى ع ة لغات‪ .‬و اﻹضافة إلى ه ي ال اب‬ ‫ف ًﻼ ع أنه ت‬
‫ال س ل ق العال ال ي م ال اح ة ال اث ة؛ فإن ا ات ج ت‬
‫عات‬ ‫ة إلى ال فاه ال اف ق ة والفل ف ة ال ا ة ال ائ ة في ال‬ ‫إشارات‬
‫الغ ة ال ي ة)‪.(٨‬‬

‫‪(4) Paul chacornac: The simple life of Réne Guénon, P. 1‬‬


‫‪(5) Ibid. P. 1.‬‬
‫‪(6) Harry old meado: Réne Guénon, P. 2‬‬
‫‪(7) Kalin Ibrahim: Réne Gouénon (Abdel – Wahid Yahya) www.cis-‬‬
‫‪ca.org/voics/9/guénon-mn.htm/15/8/2017, p. 2‬‬
‫‪(8) Kalin Ibrahim: Réne Gouénon (Abdel – Wahid Yahya) www.cis-‬‬
‫‪ca.org/voics/9/guénon-mn.htm/15/8/2017, p. 1‬‬

‫‪١٧٣١‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫ال ض عات في ال اف قا وال م ة ل ق العال‬ ‫ًا م‬ ‫ج‬ ‫وق‬


‫ال ي والعل م ال قل ة؛ وم ب ال ض عات ال ي اع اد على اب ها م ض ع‬
‫بها م لف اﻷد ان‪ ،‬و"العال‬ ‫ال اد ب ال ة ال اث ة ال ي ت‬ ‫ال اق‬
‫ًا م‬ ‫ت‬ ‫ا اته ال سة ل ق ال اثة والعال ال ي‬ ‫وال اثة" وق ان‬
‫ال ل ﻼت الع قة وال ائ ة للعال ال ي ون ته الفل ف ة)‪.(٩‬‬
‫ا أن ن لل آراء ج إلى ف‬ ‫أن العل ‪،‬‬ ‫ا ات ج‬ ‫وف ا ي عل‬
‫ا اته ال ل ل ال ق للعل م ال ي ة ورؤ ها‬ ‫ت عل الف ة اﻷولى م‬ ‫أساس‬
‫ا اته مع العل م ال ع ة ال اث ة‪ ،‬م ل‪:‬‬ ‫عة ال ان ة م‬ ‫الفل ف ة‪ .‬وت عامل ال‬
‫عل ال ن ات‪ ،‬وال اء‪ ،‬وفل فة اﻷرقام‪ ،‬وعل ال ف ‪ .‬و اول ال ء ال اني م‬
‫أع اله م لفات ع ال اه ال اث ة‪ ،‬وم خﻼل ه ه ال لفات اول ج إح اء‬
‫ال فاه ال اث ة والعل م ال ي ت ت اهلها أو فق انها مع ه ر الفل فة ال ي ة م ل‬
‫ك ا ه "زم ال ة وعﻼمات اﻷزم ة" ‪The Reign of Quantity and the‬‬
‫‪ ،Signs of the Times, Multiple States of Being‬وال م ز اﻷساس ة للعل‬
‫ال ق س ‪.(١٠)Fundamental Symbols of Sacred Science‬‬
‫وق أشار م خﻼل ا ه زم ال ة إلى أن العل م ال ي ة وال ن ة هي‬
‫م‬ ‫في واقع اﻷم ن ع م ال س م ال ار ات رة ال ه ره)‪ ،(١١‬وق اسه‬
‫ال ول وال مات في إح اء ال اه ال اث ة م ا ساع على نه ة وان ار‬
‫ف ش ان ‪Frithjof Schuon‬‬ ‫ال رسة ال اث ة وال ي ان م أب ز م ل ها ف‬
‫)‪ ،(١٩٩٨-١٩٠٧‬وأنان اك مارس امي ‪-١٨٧٧) Ananda Coomaraswamy‬‬
‫‪ ،(١٩٤٧‬وت س ب هارت ‪ ،(١٩٨٤-١٩٠٨) Titus Burckhard‬ومار‬
‫‪Seyyed‬‬ ‫ن‬ ‫‪ (١٩٩٠-١٨٩٥) Marco Pallis‬وس ح‬ ‫ال‬
‫)‪Martin (٢٠٠٥-١٩٠٩‬‬ ‫ل‬ ‫‪ (١٩٣٣) Hussein Nasr‬ومارت‬
‫‪.(١٢)Lings‬‬

‫‪(9) Kalin Ibrahim: Réne Guénon, P. 1.‬‬


‫‪(10) Ibid. P. 1.‬‬
‫‪(11) Harry old meadow: Réne Guénon, P. 2.‬‬
‫‪(12) Kalin Ibrahim: Réne Guénon, P. 1.‬‬

‫‪١٧٣٢‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫في ف ن ا م أس ة اث ل ة ث ة م اف ة… ودو اس ه في‬ ‫ن أر هج‬


‫ل ن ال راسات‬ ‫ال ي ي‬ ‫أورا قا ة وأم ا‪ ،‬ف ًﻼ ع أنه ان مع وفا ل‬
‫ذو‬ ‫م‬ ‫ه ت ض ائ ال‬ ‫الفل ف ة وال ي ة‪ .‬وق ان إسﻼمه ث رة‬
‫ائ العاقلة فاق وا ه‪ ،‬واع ق ا اﻹسﻼم‪ ،‬و ن ا ج اعات م م ة م ل ة تع‬ ‫ال‬
‫داخل معاقل ال اث ل ة في الغ ب)‪.(١٣‬‬ ‫ﷲ على ق‬
‫ب‬ ‫ً ا وم قًا في آن واح … لق أراد أن ع‬ ‫و ان س إسﻼمه‬
‫– ع دراسة ع قة–‬ ‫مق س ﻻ أت ه ال ا ل م ب ي ه وﻻ م خلفه‪ ،‬فل‬
‫وﻻ ال يل؛ ﻷن ﷲ ت فل‬ ‫س الق آن‪ ،‬فه ال اب ال ح ال ل ي ل ال‬
‫‪.[ ٩ :‬‬ ‫ف ه في ق له تعالى‪ِ) :‬إنﱠا َن ْ ُ َن ﱠ ْلَا ال ِّ ْك َ َوِ ﱠنا لَ ُه َل َ ِاف ُ َن( ]ال‬
‫ل ائه‪،‬‬ ‫ه‪ ،‬وسار ت‬ ‫لق وج ج الق آن ن ا مق ًسا ص ً ا فاع‬
‫ق ة وح اسة ع ال ي اﻹسﻼمي‪،‬‬ ‫فغ ه اﻷم ال ف ي‪ ،‬بل أص ح م ال افع‬
‫وضع ع ه ع ة م لفات م ه رة‪ ،‬م ب ها اب "أزمة العال ال ي " ت اول‬ ‫ال‬
‫تعال‬ ‫مه ب‬ ‫تعاني م ه أورا و ف ة ال ل‬ ‫ف ه اﻻن اف وال ﻼل ال‬
‫اﻹسﻼم ال ي ف ها ال ل اﻷم ل ل ى ال اكل ال ي تع ض اﻷم وال ع ب‪ .‬ك ل‬
‫ال ف ة ال ي رد ف ها‬ ‫قام ب ضع اب أس اه "ال ق والغ ب" وه ع م ال‬
‫إلى ال ق م ان ه م ًا أصال ه في ال ارة ال ي لها ف ل على الغ ب)‪.(١٤‬‬
‫ار ال ف‬ ‫ة ﻻ تفعل ه ا إﻻ مع‬ ‫ه‪ ،‬وال‬ ‫ة ق اءة‬ ‫ال‬ ‫وق ح م‬
‫ال ي ات ت ات اهه‬ ‫ار ع اق ة الف‬ ‫ى خ ه ‪ ،‬وق وضع ه ب ل‬ ‫ال ي ت‬
‫سا ق ه ف م‬ ‫لخ‬ ‫نف ال ال ‪ ،‬ول ها رأت في "ر ه ج " خ ًا‬
‫ال ي ع ه‪.‬‬

‫د‪ :‬أورا واﻹسﻼم‪ ،‬م ا ع اﻷه ام‪ ،‬القاه ة‪١٩٧٣ ،‬م‪ ،‬ص‪ ،٩١‬وان‬ ‫م‬ ‫)‪ (١٣‬ع ال ل‬
‫ة الل ان ة‪ ،‬القاه ة‪،‬‬ ‫ال في وراء إسﻼم ه ﻻء‪ ،‬ال ار ال‬ ‫‪ :‬ال ان‬ ‫ا‪ :‬ﷴ امل ع ال‬ ‫ا‬
‫‪١٩٩٥‬م‪ ،‬ص‪.٨١‬‬
‫)‪ (١٤‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.٨٢‬‬

‫‪١٧٣٣‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫ا ًا وع ات ال قاﻻت إلى‬ ‫م لفاته ال ي ت ل إلى ع‬ ‫تق‬ ‫و‬


‫أرعة م اور أساس ة‪ ،‬هى‪ :‬اﻹن ان‪ ،‬وال ن‪ ،‬والعال ال ي ‪ ،‬وعال ال اث‪ .‬ا‬
‫أن‬ ‫إلى دراسات م ه ة ودراسات رم ة‪ ،‬وما‬ ‫رة أخ‬ ‫ها‬ ‫تق‬
‫ل ة م ال اح ة ال ار ة)‪.(١٥‬‬
‫ن ل عل ه دراسات ت‬
‫ال راسات ال ف ة واﻹسﻼم ة‪ ،‬وأص ر م لة ال ع فة ل‬ ‫لق ُعِ ي ج‬
‫َ‬
‫اﻷ اث ع اﻹسﻼم وال ذ ة ود انات اله ‪ .‬وق لق ه ال افة اﻷور ة ف ل ف‬
‫اب ال وح‪ ،‬وم م اح ه‬ ‫فة‬ ‫القاه ة‪ .‬وم لفاته مع ها ع اله وعقائ ال‬
‫الع ة س ح ف ال ن واﻷلف اء الع ة ‪ :‬دراسات تقل ة ‪١٩٣٨‬م‪ ،‬وله في‬
‫ة في اﻹسﻼم ‪١٩٤٧‬م‪،‬‬ ‫اﻹسﻼم والع ب س ف اﻹسﻼم ‪١٩٤٧‬م والعق ة ال ا‬
‫‪١٩٦٩‬م‪ ،‬وق‬ ‫ال‬ ‫ف ة دراسات اﻷد ان ال قارنة ‪١٩٦٧‬م‪ ،‬وم‬ ‫ال‬ ‫وع‬
‫أص ر ال ر ع ال ل م د اًا ع ه ع ان‪ :‬الف ل ف ال ل )‪.(١٦‬‬
‫عه‬ ‫ات ال ي أخ ت م انها في ال ارخ‪ ،‬ح‬ ‫ور ه ج م ال‬
‫ار أفل‬ ‫ال ل‬ ‫عه غ‬ ‫ار اﻹمام الغ الي وأم اله‪ ،‬و‬ ‫ال ل ن‬
‫)‪(١٧‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثة وأم اله‬ ‫اﻷفﻼ ن ة ال‬ ‫صاح‬
‫ً‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺃﻡ ﻋﻘﻠﻴﺔ؟‬
‫في "اﻵل ة‬ ‫ى ال ال العل ي‬ ‫ان أول م ج للعقﻼن ة ف ا‬ ‫لق‬
‫ال ق ‪ ،‬فه ان‬ ‫ي ى ع لل اد ة ال ه ر في ذل‬ ‫ال ارت ة" ول‬
‫‪ ،‬ف ه ا ان‬ ‫ل ان ﻻ يل ق ان في ال اقع إﻻ في ب ا ة الق ن ال ام ع‬ ‫ال‬
‫اﻵل ة وال اد ة)‪.(١٨‬‬ ‫ن ا ا د ارت نف ه‪ ،‬فإن ه اك ن ًعا م ال اي ال اش ب‬

‫ع الع ‪ :‬مقاﻻت م ر ه ج ‪ ،‬دار اﻷن ار‪ ،‬القاه ة‪١٩٩٦ ،‬م‪ ،‬ص‪٩‬‬ ‫)‪ (١٥‬ز‬
‫ق ن‪ ،‬ج‪ ،١‬دار ال عارف‪ ،‬القاه ة‪١٩٨٠ ،٤ ،‬م‪ ،‬ص‪٢٩٠-٢٨٩‬‬ ‫العف في‪ :‬ال‬ ‫)‪ (١٦‬ن‬
‫ف )ال رسة ال اذل ة(‪ ،‬دار ال عارف‪ ،‬القاه ة‪١٩٩٩ ،‬م‪،‬‬ ‫ة ال‬ ‫د‪ :‬ق‬ ‫)‪ (١٧‬ع ال ل م‬
‫او ‪ :‬فل فة‬ ‫أ ً ا ع ال ل م د‪ :‬أورا واﻹسﻼم‪ ،‬ص ‪ ،٨٧‬ﷴ ال‬ ‫ص‪ ،٣٠١‬وان‬
‫ال ف اﻹسﻼمي‪ ،‬م ة م ب لي‪٢٠٠٨ ،‬م‪.‬‬
‫‪(18) Réne Guénon: The Reign of Quantity and the signs of the times,,‬‬
‫‪trans lord North Bourne Sophia Perennis, Part 1, P. 96.‬‬

‫‪١٧٣٤‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫لح العقﻼن ة ي جع في اﻷصل إلى د ارت‪،‬‬ ‫وت ر اﻹشارة إلى أن م‬


‫ان ة‪ ،‬على‬ ‫عة ال‬ ‫ن أته ف ة ال‬ ‫ل م اش وم‬ ‫لح‬ ‫ه ا ال‬ ‫و ت‬
‫ه ا اﻻت اه‬ ‫‪ ،‬وق أث‬ ‫م ج دة في ذل ال‬ ‫ال غ م أن ال ل ة نف ها ل ت‬
‫ع أش الها م خﻼل‬ ‫ل واضح في م ال الفل فة‪ ،‬وتع ف العقﻼن ة‬ ‫وج ده‬
‫ل ض ي إن ار ل‬ ‫ادة العقل ب صفه العق ة ال ق ق ة‪ ،‬م ا ع ي‬ ‫اﻻع قاد‬
‫ل معها م ق ا‬ ‫‪ ،‬وه ا‬ ‫ال ال‬ ‫شيء ف ق ف د ‪ ،‬وﻻ س ا ال س الف‬
‫ل امل)‪.(١٩‬‬ ‫اس عاد ال ع فة ال اف ق ة ال قة‬
‫س‬ ‫ارة الغ ة إنها ل‬ ‫في أخ ه على ال‬ ‫ال ق‬ ‫و ار ج‬
‫ا في ه ا اﻻت اه‪ ،‬وأن ا م ى‬ ‫أنها ق ت رت ح‬ ‫اما‪ ،‬و‬
‫ح ارة ماد ة ت ً‬
‫ما ه ه‬ ‫ات اه وج نا ه ه ال اد ة إﻻ أن ا إذا اس‬ ‫ن نا إلى ه ا اﻷم م أ‬
‫ﻻ ع ق ون أنه مادي ن مع‬ ‫‪ ،‬م‬ ‫العال ال عاص ‪ ،‬فإن ال ع‬ ‫ال اد ة ل‬
‫ا و ق ع ا أن اﻷم ه ا‬ ‫ل به ال م ح ى‬ ‫ادعائه أنه ح ث ن ج ا ل‬
‫اف اء حق قي)‪.(٢٠‬‬ ‫س‬ ‫ل‬
‫امها إﻻ في الق ن‬ ‫ه ا أن ل ة ال اد ة نف ها ل ي أ اس‬ ‫د ج‬ ‫و‬
‫ة‬ ‫و فها لﻺشارة إلى ن‬ ‫‪ ،‬وأنها م اخ اع الف ل ف ار لي‪ ،‬ال‬ ‫ال ام ع‬
‫ت ل ال ج د ال ق قي لل ادة‪ ،‬و ع ها أخ ت ال ل ة نف ها مع ى أض ‪ ،‬وه ال‬
‫ح أن ﻻ وج د ل يء غ‬ ‫مفه ًما‬ ‫ال ق ‪ :‬لق م‬ ‫ذل‬ ‫ه م‬ ‫اح ف‬
‫ا أنه‬ ‫ح ة م ل ه ا ال فه م‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ر ه ا أن ج‬ ‫ر ع ها؛ و‬ ‫ال ادة وما‬
‫مفه ٌم ج ه ﱞ فه ن اج للعقل ال ي ‪ ،‬و ا أنه ي اف على اﻷقل مع ج ء م‬
‫ال عات ال اصة به ا العقل)‪.(٢١‬‬

‫‪(19) Ibid, P. 90‬‬


‫ال ي ‪ ،‬ال خ ج ال ع ار‪ ،‬ال‬ ‫)‪ (٢٠‬ر ه ج ‪ :‬أزمة العال ال ي ‪ ،‬ت ج ة‪ :‬ع نان ن‬
‫ة‪٢٠١٦ ،‬م‪ ،‬ص‪.١٠٩‬‬ ‫اﻹسﻼمي لل راسات اﻹس ات‬
‫)‪ (٢١‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪١١٠ ،١٠٩‬‬

‫‪١٧٣٥‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫وأك‬ ‫ع ى آخ ‪ ،‬مع ى أوسع‬ ‫ال اد ة ول‬ ‫ها ع‬ ‫و ل ج‬


‫ذاتها‪ ،‬و‬ ‫وض ًحا‪ ،‬ف ا ت له ل ة ال اد ة به ا ال ع ى‪ ،‬ه عقل ة‬
‫ة‪ ،‬وه في‬ ‫ال فه م ال ع فه ج ق ل قل ل ت لً ا لها م ب ت ل ات أخ‬
‫ال ي تق م ب عي‬ ‫ة فل ف ة‪ ،‬إن ه ه العقل ة هي تل‬ ‫ل ن‬ ‫ذاته م قل ع‬
‫ال اد ولﻼه امات ال ي ت ت‬ ‫م فاوت على م ح ال ف ق لﻸش اء ال ا عة لل‬
‫‪،‬‬ ‫لم‬ ‫ه تأملي أم ع لي‬ ‫تل اﻻه امات ت ف‬ ‫بها‪ ،‬س اء أكان‬
‫أن ه ه هي عقل ة الغال ة الع ى م‬ ‫إن ان أن ي‬ ‫ﻷ‬ ‫وﻻ‬
‫معاص ا)‪.(٢٢‬‬
‫ت ر خﻼل‬ ‫له‪ ،‬ال‬ ‫إلى أن العل ال ن‬ ‫ج‬ ‫وفي ض ء ذل‬
‫ل‬ ‫س‪ ،‬وأنه ق وقع في أس ة‬ ‫دراسة العال ال‬ ‫س‬ ‫الق ون اﻷخ ة‪ ،‬ل‬
‫أن‬ ‫في ه ا ال ال ال ح ؛ وق أعل‬ ‫س‬ ‫قابلة لل‬ ‫‪ ،‬وم اه ه غ‬ ‫ح‬
‫ه ه ال اهج تﱡ َع ﱡ م اهج عل ة دون أ ة م اهج أخ ‪ ،‬م ا ع ي إن ار ل عل ﻻ‬
‫ي عل ال اد ات‪ .‬وفي ال قابل ن أن ه اك م رف ا أن عل ا أنف ه "مادي "‬
‫ا ي ج آخ ون عل ن ـ‬ ‫ات فل ف ة ت ل ه ا اﻻس ؛‬ ‫ا إلى ن‬ ‫أو أن ي‬
‫ل مل س ع‬ ‫لف‬ ‫م قفه العل ي ﻻ‬ ‫اع ة؛ عقائ ه ال ي ة ـ ل‬
‫م قف ال ادي )‪.(٢٣‬‬
‫دي ة م ألة مع فة ما إذا ان‬ ‫م وجهة ن‬ ‫أنه غال ًا ما ن ق‬ ‫ج‬ ‫و‬
‫ال ألة‬ ‫ح‬ ‫اد ‪ ،‬وفي اﻷغل ‪،‬‬ ‫أو‬ ‫ل‬ ‫أن ه‬ ‫العل ال ي‬
‫ل ص ح اﻹل اد أو‬ ‫اه‬ ‫أن ه ا العل ﻻ‬ ‫ال‬ ‫ل س ئ ج ا؛ ف‬
‫أف ار م قة ب اهل‬ ‫في ع‬ ‫ج ا أن ه ا العل‬ ‫ا أنه م ال‬ ‫ال اد ة‪،‬‬
‫ا فعل ه ا الف ل ف أو‬ ‫اﻷم ر ب ون أن عل ا ات اهها إن ًا‬
‫ار ق ع ا‬ ‫ع‬

‫)‪ (٢٢‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪١١٠‬‬


‫‪(23) The Essential Réne Guénon (Metaphysics, Tradition, and The Crisis‬‬
‫‪of Modernity), p. 29.‬‬

‫‪١٧٣٦‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫ع ماد ة مل سة‬ ‫ـ أن ن ل س‬ ‫العل ال ي‬ ‫ا ـف ا‬ ‫ذاك؟ إذ ﻻ‬


‫ه ماد ة ع ل ة)‪.(٢٤‬‬ ‫في ال اقع‪ ،‬أ ع ا ن‬
‫ن لل ال‬ ‫ن ي خل ن ال ال في ال اﻻت ال ي ﻻ‬ ‫أن الغ‬ ‫ج‬ ‫و‬
‫س؛‬ ‫ال‬ ‫ع اﻻرتفاع ع م‬ ‫الغ‬ ‫في أر ه ع‬ ‫دور ف ها‪ ،‬وه ا ي‬
‫ر وت ل‪ ،‬و ع‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ن الق ام أدنى ت‬ ‫ون ﻻ‬ ‫أن ال‬ ‫وه ي‬
‫له‬ ‫قابل لل‬ ‫الفﻼسفة أم ال ان ي ه ن إلى ح الق ل‪ :‬إن ل ما ه غ‬
‫ى‬ ‫أن ما‬ ‫ي‬
‫قابل لﻺدراك أ ً ا‪ .‬وله ا‪ ،‬فإن ج‬ ‫ر وغ‬ ‫قابل لل‬ ‫غ‬
‫ه في اﻷغل ‪ ،‬س ن ع م ال اد ة ال ق لة‪ ،‬وه ا‬ ‫روحان ة أو م ال ة ل‬
‫على ما ع ف اس ال وحان ة الفل ف ة ال ي ت عل نف ها ال ف‬ ‫فق‬ ‫ي‬
‫ال قابل لل اد ة)‪.(٢٥‬‬
‫فه‬ ‫ال‬ ‫إلى ال وحان ة وال اد ة م ال اح ة الفل ف ة أنه م غ‬ ‫و‬
‫ﻼن ن فا ال ائ ة‬ ‫ج‬ ‫ال اح ة م ه ا دون فه اﻷخ ‪ ،‬فه ا ب ا ة ف ا ي‬
‫الفل فة‬ ‫ل‬ ‫اد‪ ،‬وم ث‬ ‫ل الف ل ب ها ن ًعا م ال‬ ‫ال ارت ة‪ ،‬وعلى ه ا‬
‫م ت اوزه ا)‪.(٢٦‬‬ ‫م دون أن ت‬ ‫ل‬ ‫ه ي ال‬ ‫ت أرجح ب‬
‫العل‬ ‫عل آخ س‬ ‫رون أ‬ ‫عامة‪ ،‬ﻻ ي‬ ‫ث‬ ‫إلى أن ال‬ ‫ج‬ ‫و‬
‫اﻷش اء ال اد ة؛ ﻷنها ال يء ال ح‬ ‫اﻷش اء ال ي تقاس وال ي تع وت ذن أ‬
‫هي‬ ‫ة‪ ،‬وال ال ة إرجاع ال ف إلى ال‬ ‫ة ال‬ ‫عل ه ال‬ ‫أن ت‬ ‫ال‬
‫م وجهة ن ه أول ة د ارت ب ا ة‬ ‫ات الق ة للعل ال ي ‪ .‬وق رس‬ ‫م ال‬
‫الف اء ال ارت ة؛ ﻷنها ل‬ ‫رغ سق‬ ‫ه ه ال عة ال ي ل ت ف ع ال ع‬
‫ر عام لل ع فة العل ة)‪.(٢٧‬‬ ‫ة م دة‪ ،‬بل ب‬ ‫مت ةب‬

‫)‪ (٢٤‬ر ه ج ‪ :‬أزمة العال ال ي ‪ ،‬ص‪.١١١‬‬


‫‪(25) The Essential Réne Guénon (Metaphysics, Tradition, and The Crisis‬‬
‫‪of Modernity), p. 30.‬‬
‫‪(26) Ibid, 30.‬‬
‫)‪ (٢٧‬ر ه ج ‪ :‬أزمة العال ال ي ‪ ،‬ص‪.١١٣‬‬

‫‪١٧٣٧‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫ام الق اس في م ال عل ال ف ‪،‬‬ ‫أن ه اك م اوﻻت ﻻس‬ ‫ف ج‬ ‫و‬


‫ذاتها‪ ،‬ولى‬ ‫عة عل ال ف‬ ‫فعل ذل‬ ‫على ال غ م أنه م ال ع‬
‫إﻻ على خاص ة ذات ة لل ادة‪ ،‬وال ي هي قابل ها‬ ‫أن ق رة الق اس ﻻ ت ت‬ ‫جان‬
‫ودة لﻼنق ام؛ إﻻ إذا ت ال صل إلى ح اﻻع قاد أن ه ه ال اص ة‬ ‫ال‬ ‫غ‬
‫ت ل ل ما ه م ج د‪ ،‬ما ع ي ماد ة ج ع اﻷش اء)‪.(٢٨‬‬
‫قة أخ‬ ‫ة‪ ،‬ما ه إﻻ‬ ‫ارة الغ ة أنها ح ارة‬ ‫ال‬ ‫ووصف ج‬
‫ًقا‬ ‫اعة فق ت‬ ‫ه ا إلى أنه ل تع ال‬ ‫ج‬ ‫للق ل‪ :‬إنها ح ارة ماد ة‪ .‬و‬
‫على‬ ‫علة وج د العل وم ره‪ ،‬وق ع ل العل ال ي‬ ‫للعل ‪ ،‬بل أص ح ال‬
‫ة‬ ‫ع ه إلى ال‬ ‫أن ال‬ ‫ج‬ ‫اعة وال عة اﻵل ة؛ وله ا ي‬ ‫ال‬ ‫ت‬
‫حاته العقل ة في‬ ‫ا‪ ،‬إﻻ في‬ ‫اماته ل ي‬ ‫على ال ادة وخ اعها ﻻس‬
‫ا ه أنف ه آﻻت)‪.(٢٩‬‬ ‫اخ اع اﻵﻻت وص اع ها‪ ،‬وآل أم ه إلى أن أص‬
‫على العقل ة الغ ة ال ي ة واه امه‬ ‫ردي وت ف ل إلى ه م ج‬ ‫و‬
‫أو ح ى ثقاف‬ ‫جغ افﱠ‬ ‫ال ق‪ ،‬فال ق والغ ب ل ا ت‬ ‫وع ا ه الع‬
‫الغ ب وخﻼل‬ ‫م لف ‪ ،‬فق ر‬ ‫أساس‬ ‫في ال قام اﻷول‪ ،‬ول ها رم ان ل قف‬
‫ﻻ‬ ‫وفق ال اصل مع ال اقع ال‬ ‫ائة عا ٍم ال اض ة على العال ال اد‬ ‫ال‬
‫اﻻس هانة ه)‪.(٣٠‬‬
‫و ا أن العل واخ اق ال ادة ع ان على اﻻنق ام والف ل وال ل ل وال عي‬
‫وراء "إما‪/‬أو"‪ ،‬فإن الغ ب ق اخ ق ال ادة والعال ال اد إلى ح أنه جعل ال ادة‬
‫ون إلى ال اقة على أنها مادة‪ .‬وه ا ال قف ق‬ ‫هي ال ق قة ال ح ة‪ ،‬ف ان ا ي‬
‫)‪(٣١‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻷش اء‬ ‫جعل اﻹن ان ﻻ ي رك م انه ال ق قي في م‬

‫‪(28) The Essential Réne Guénon (Metaphysics, Tradition, and The Crisis‬‬
‫‪of Modernity), p. 31.‬‬
‫‪(29) Ibid. 33.‬‬
‫‪(30) Robin Waterfild: Réne Guénon and the future of the west the life and‬‬
‫‪writings of a 20 Th century metaphysican Sophia perennis Hillsdaleny,‬‬
‫‪2002, P. 67.‬‬
‫‪(31) Ibid. P. 67.‬‬

‫‪١٧٣٨‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫م‬ ‫ال‬ ‫ء على ال اقع ال‬ ‫وم ناح ة أخ ‪ ،‬فإن ال ق ق ألقى ال‬
‫ال اش ‪ .‬وق ات ع‬ ‫ال هل على ال ء ال ص ل إل ه م خﻼل ال س الف‬
‫إلى أع اق‬ ‫ال‬ ‫ل تقل‬ ‫إلى أع اق ال ادة‪ ،‬وات ع ال ق‬ ‫الغ ب ال‬
‫لفة‪ ،‬وق ف ل‬ ‫ق ه ال‬ ‫ال ه ل‪ ،‬ل‬ ‫ال وح‪ ،‬وق ت اول ال ان ان ال ان‬
‫الغ ب ال وح ع ال ادة‪ ،‬وخل مق ﻻت ﻻ وج د لها في ال ق وﻻ س ا الف ل‬
‫ب ﷲ والعال ‪ ،‬وال اء واﻷرض‪ ،‬وال ق س والعل اني‪ ،‬و العقل وال ادة‪ ،‬وال‬
‫وال وح‪ .‬وﻻ ي ج أ م ه ه اﻻنق امات في ال ق‪ .‬ول ه في ال ق حاف ا‬
‫داخل ه ه ال ح ة‪ .‬وﻻ ت ج م وجهة ن ه‬ ‫ل واضح على ال ح ة مع ال‬
‫)‪(٣٢‬‬
‫‪.‬‬ ‫أن ت م ه ه ال ح ة‬ ‫أ ة انق امات‬
‫على اﻷول‬ ‫ج‬ ‫ل‬ ‫العل م ال ي ة وال قل ة؛‬ ‫ب‬ ‫ال اي الع‬ ‫ول أك‬
‫‪ .‬والعل ال ق س في ه ا ال اق ه العل‬ ‫العل ال ن‬ ‫العل ال ق س‪ ،‬وعلى اﻷخ‬
‫" م ناح ة‪ ،‬وال ل ل اله مي‬ ‫ال ادف للعل ال اثي و ق م على "ال س الف‬
‫في‬ ‫ال‬ ‫فإن ال س الف‬ ‫ة ل‬ ‫ناح ة أخ ‪ .‬و ال‬ ‫لل ن م‬
‫ع فة ال ل ‪،‬‬ ‫م اش ة‬ ‫اب ة؛ ﻷنه ي ت‬ ‫ال ع فة ال‬ ‫عات ال اث ة‬ ‫ال‬
‫وتق ات‬ ‫قاتها ف ن في ش ل أسال‬ ‫ي في م ال العل م الف ائ ة وت‬ ‫أما ال‬
‫ك ة م لفة)‪.(٣٣‬‬
‫عال ال ع د ة وه ا ما‬ ‫ع ى أنها ت ت‬ ‫ي‬ ‫عة مع ال‬ ‫وت عامل عل م ال‬
‫ة م ح‬ ‫وج د العل م ال اث ة ال ي ت ضح اﻻخ ﻼفات ال‬ ‫وفقا ل‬
‫ً‬ ‫ف‬
‫ح‬ ‫أ ة ح ارة ت اث ة أخ ‪ ،‬ول ها ت قى هي نف ها م‬ ‫ال ل واللغة م‬
‫ة م عة لل اد‬ ‫على أنها ت فات ورس م ت ض‬ ‫ج ه ها وم ؤها ع ما تف‬
‫م‬ ‫ال ن ة والعل ة وال اث ة ال ي ت‬ ‫ال اف ق ة إلى عال ال ج د ال اد وال‬
‫م رة‪ .‬و اول ج‬ ‫ح ارات أص‬ ‫م ه ات م لفة ولغات داخل وع‬
‫ال الي‪:‬‬ ‫ي العل م ال ي ة و ح ال ال على ال‬ ‫م ألة ن أة ال هج ال‬

‫‪(32) Ibid. P. 67.‬‬


‫‪(33) Kalin Ibrahim: Réne Gouénon (1886-1951), P. 3.‬‬

‫‪١٧٣٩‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫ارة ال ي ة م ل ا ل ت لقها أ ة‬
‫ة ت ًار في ال‬ ‫ل اذا تلق العل م ال‬
‫ج ع ه ا ال ال م خﻼل تأك ه اﻻت اه‬ ‫ح ارة أخ م ق ل؟ و‬
‫للعقل ال ي مع ما ه مع ى ل ا‬ ‫للعال ال ي ‪ ،‬وأنه ل اﻻه ام ال‬
‫ا ال ع ى ال اش )‪.(٣٤‬‬ ‫في ت‬
‫تع فها على ال ال ال اد وت ف وص ًﻻ‬ ‫العل م ال ع ة‬ ‫وتق‬
‫اخ اره فق في العال ال عق ل‪ ،‬و ال الي فإن العل م ت عامل‬ ‫م ه ًا إلى ما‬
‫ل م اش م ح اﻹح اس وال اع‬ ‫مع ال اقع ومع ما ه م اح لها‬
‫م د‬ ‫وال ات‪ ،‬وق ان الفل فة ع ان و ﻼ ه خادمة للف اء أ أنها ان‬
‫م ج لل قائ وال ع ات ال ي تق مها ل ا العل م الف ائ ة)‪.(٣٥‬‬
‫و صفه ال افع اﻷب ز ع ال اف قا ال اث ة وفل فة العل في الق ن الع‬
‫ها ولف انج‬ ‫وفقا ل ا‬
‫العل ة ‪َ scientism‬‬ ‫دور مه ً ا في ت‬
‫ًا‬ ‫لع ج‬
‫ل غ مع وف إلى ح‬ ‫‪ ،wolfgung smith‬على ال غ م أن ج‬ ‫س‬
‫ان قاده ال اصل للعال ال ي ودفاعه ال ﻻ‬ ‫ما في اﻷوسا اﻷكاد ة‬
‫م‬ ‫ه ادة ف ه ع ال اث وع ال ق‪ ،‬وق ان ل ا اته أع اﻷث على‬
‫وال اب في الغ ب وال ق‪.‬‬ ‫ال قف‬
‫وت ه ال ارة ال ي ة على أنها شيء شاذ‪ ،‬ف ل ما نع فه ق ت ر ع ى‬
‫‪ ،‬ودون أن ن م ع ًما م أ م أ أعلى‪ .‬وه ا ال ر ال اد ال‬ ‫ماد‬
‫له ا ال ق م‬ ‫ﻻ‬ ‫ح ث لع ة ق ون وت ب ت ة م ارعة ق رافقه ان ار ف‬
‫ها عقل ة‬ ‫ال اد نف ه أن ي له‪ ،‬و ل عل ها ج روحان ة؛ ﻷنه ي ف أن‬
‫ى‬ ‫‪ ،intellectudity‬وه ا ال ر غ ال أل ف ال ت ام ب ا ة مع ما‬
‫مقابل‪ ،‬وه ا ﻷن الغ ب ال م ل ع ع ف‬ ‫ال ه ة‪ ،‬ق رافقه ت اجع ف‬ ‫ع‬
‫ارة ال ق ة؛‬ ‫فق لل‬ ‫ما ال ق د الف ال ال ‪ ،‬و ال الي ي و ازدراؤه ل‬
‫ول أ ً ا للع ر ال س ى في أورا)‪.(٣٦‬‬

‫‪(34) Ibid. P. 3.‬‬


‫‪(35) Ibid. P. 4.‬‬
‫‪(36) Réne Guénon: East and West, trans. by martin lings, P. 11; and Réne‬‬
‫‪Guénon: Fundamental symbols the universal language of sacred science,‬‬

‫‪١٧٤٠‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫وجهة ن ه‪" :‬فإذا ان الفعل ‪ civilize‬ق‬ ‫ج مق لة ل أي‬ ‫وه ا ق‬


‫أن‬ ‫اس م ب اس ة م لف الق ن ال ام ع ‪ ،‬فإن اﻻس "ح ارة" ﻻ‬
‫ع إﻻ في اﻻق ادي ؛ وذل في ال ات ال ي س ق ال رة الف ن ة م اش ة‪،‬‬
‫لها أك م ق ن ون ف على وج دها‪ .‬ففي‬ ‫و ال الي فإن ل ة ال ارة ل‬
‫‪ .‬فل‬ ‫قها إلى قام س اﻷكاد‬ ‫عام ‪١٨٣٥‬م ق وج ت ه ه ال ل ة‬
‫الق ماء– ال ي ن عه – ع ف ن ما ع ه م لح ال ارة‪ ،‬فإذا أع ا ه ه‬
‫على ال الﻼت ي‪ ،‬س ال ال نف ه في مأزق؛ إذ إنه س اجه‬ ‫ال ل ة للقائ‬
‫ة في ت ج ها‪ ،‬وق ان ت ه ه ال ل ة ل ة ال ارة خﻼل الق ن‬ ‫صع ة‬
‫اعة وال ارة واﻻزدهار‬ ‫ال‬ ‫ف ل اﻻك افات العل ة وت‬ ‫ال اسع ع‬
‫ال ي ي ‪."enthusiasm‬‬ ‫وال عا ة ال اد ة‪ ،‬وه ا ق خل ن ًعا م ال ة "ال ع‬
‫أما مفه م ال ق م فإنه ي جع إلى ال ف ال اني م الق ن ال ام ع ‪ ،‬وه ا‬
‫ى ع‬ ‫ع ًا ج يً ا‪،‬‬ ‫ال فه م ساع على إق اع ال ة أنها دخل‬
‫او م ل ‪،uttervtopian‬‬ ‫اما ف ر ه وه‬
‫ال ارة ال لقة‪ ،‬إنه ن ى ت ً‬
‫ال ارة" على ع نا ال اض ‪،‬‬ ‫و جع إل ه الف ل اﻷول في إ ﻼق "ع‬
‫ال ي … وه ا ان ال ارة هي درجة ال ر‬ ‫وت ي ه لل ارة الع‬
‫لح‪،‬‬ ‫وال ال ال ي وصل إل ها دول أورا في الق ن ال ام ع ‪ .‬وه ا ال‬
‫فإنه ا ﻻ‬ ‫مع وًفا‪ ،‬ا في ذل ال ق م ال اد وال ع‬ ‫على ال غ م أنه ل‬
‫ي ف ﻼن‪ -‬اخ ار‪ -‬ان ح ارة أورو ا نف ها‪ ،‬ت ل ب اءة اخ اع ق م ها‬
‫ما ي م ه ج و ه وق اق‬ ‫العال اﻷوري ل ف ه)‪ .(٣٧‬وه ا ه ال‬
‫‪.‬‬ ‫على ه ا ال‬ ‫ف‬ ‫ه ال ح ال‬ ‫ع أنه ل‬ ‫لل‬ ‫ه ه الفق ة ه ا ل‬
‫ف وع ال ع فة العل ة لها أساس ت اثي‪ ،‬وم‬ ‫ه ا أن ع‬ ‫و ضح ج‬
‫اما وم ًعا‬ ‫ن م ً‬
‫قﻼ ت ً‬ ‫ال ات ال اصة له ا العل الغ ي هي ادعاؤه أن‬

‫‪trans. Alvin moore Jr., Revised and ed. Martin Lings, Quintaessentia,‬‬
‫‪Combridge, 1995, P. 3.‬‬
‫‪(37) Réne Guénon: East and West, P. 13-14 and Guénon quoited it from‬‬
‫‪l'Avenir de la civilization, Revue universelle, March, 1922, PP. 586-587.‬‬

‫‪١٧٤١‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫ه ا اﻻدعاء إﻻ ب اهل ج ع ال عارف ذات‬ ‫تأي‬ ‫ال اتي‪ ،‬وﻻ‬ ‫ال‬


‫ل م ه ي أو م خﻼل إن ارها رس ا‪ ،‬ف ا‬ ‫اﻷعلى لل ع فة العل ة‬ ‫ال ت‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(٣٨‬‬
‫ف ق العل ه ال اف قا وهي مع فة م عال ة وهي عل ال ع فة العقﻼن ة فق‬
‫يف ق‬ ‫ة وه ال ال ال‬ ‫ج إلى ال ر الهائل في العل م ال‬ ‫و‬
‫ل واضح‪ ،‬وه ه العل م م ج دة في ال ق‪ ،‬وهي م ب‬ ‫ف ه الغ ب ال ي‬
‫أن ن ل عل ها عل م ت اث ة‪ ،‬وح ى في الغ ب ان ه اك‬ ‫تل العل م ال ي‬
‫قات ع ل ة‬ ‫إلى ت‬ ‫ر ال س ى ه ه العل م‪ ،‬و ع ها ي د‬ ‫أ ً ا خﻼل الع‬
‫)‪(٣٩‬‬
‫‪.‬‬ ‫لي أورا ال ي ة‬ ‫إن ارها ل‬ ‫فعالة ﻻ‬
‫وفي م ل ه ه ال وف‪ ،‬فإنه ل ادعى الف ل ف ال ي أنه مه ٌ‬
‫ن على ق م أن ما ل ه ﻻ شيء على‬ ‫لل ء أن‬ ‫ال اف قا‪،‬‬
‫ها‬ ‫ت‬ ‫ال اف قا ال ق ق ة وه ا ه ال ال في ال اقع‪ ،‬و‬ ‫اﻹ ﻼق ي عل‬
‫هي الغ اب ال امل‬ ‫ال ي‬ ‫ة للف‬ ‫"ال اف قا ال ائفة وال ات العامة ال‬
‫عل ة‪ .‬فال اف قا هى أساس مع فة‬ ‫لل ع فة ال اف ق ة ون ار ل مع فة ل‬
‫ة ت اوز ال ع فة العل ة‪ ،‬و ال الي العقﻼن ة‬ ‫ف ق عقﻼن ة‪ ،‬وﻻ ت ج مع فة م‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(٤٠‬‬
‫ث ن فﻼسفة عقﻼن ن‬ ‫ل ض ور ‪ ،‬ففي ال اف قا‪ ،‬ل الفﻼسفة ال‬
‫ة لها‬ ‫أن ا ع ما نق ل‪ :‬إن العل م وح ى العل م ال‬ ‫ج‬
‫وعلى ه ا ي‬
‫العل م الغ ة‬ ‫في ال ق أساس ت اثي فإن ا نع ي‪ -‬في أر ه‪ -‬أنها على نق‬
‫ال ع فة‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫مع ة‪ .‬ص ح أنه ﻻ ي ال ه اك ت‬ ‫اد‬ ‫ت عل‬
‫)‪(٤١‬‬
‫‪.‬‬ ‫م ل ب ها‬ ‫ه اك ت‬ ‫ل‬ ‫ال اف ق ة وال ع فة العل ة‪ ،‬ول‬
‫ً‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻐﺮﺏ‪ :‬ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺃﻡ ﺍﺟﺘﻴﺎﺡ؟‬
‫‪ ،‬وذل م أن اب ع‬ ‫الف ة في أن الغ ب ق ضل ال‬ ‫رؤ ج‬ ‫تل‬
‫ق ت اصل‬ ‫ال اثي اﻹ اني‪ ،‬وخاض في ال اد ات‪ ،‬وأن ه ا ال‬ ‫ع ذل ال‬

‫‪(38) Réne Guénon: East and West, P. 33.‬‬


‫‪(39) Ibid, p.34.‬‬
‫‪(40) Ibid, p. 34.‬‬
‫‪(41) Ibid, p. 36– 37.‬‬

‫‪١٧٤٢‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫ن ة م ع ة ال اث ال قي‬ ‫عى إلى ت‬ ‫ان‬ ‫في ال ق وﻻ زال‪ ،‬ل ل‬


‫اف عال‬ ‫اﻹسﻼمي‪ ،‬ل ق م بها نه ة الغ ب ثان ة؛ فه ا ال ال يه ف إلى اس‬
‫ي ه ه العال ال اد ؛ ﻷنه‪ -‬في أر ه‪-‬م ود‬ ‫عة‪ ،‬وذل العال ال‬ ‫ما ف ق ال‬
‫إلى تأمل‬ ‫ون الغ‬ ‫ال ي ي‬ ‫إلى نفع أول‬ ‫ته ف أع ال ج‬ ‫اﻷف … ل ل‬
‫ل إل ه)‪.(٤٢‬‬ ‫ه ا ال ال ل غ ف م ه ل ف د ما في وسعه أن‬
‫و و واض ً ا ان قاده للغ ب ال أ اح أوًﻻ ب رج الق في افة ال اﻻت‪،‬‬
‫وقلل م شأن ال ال الف ‪ ،‬و الغ في أه ة ل م ال ال ال اد والعا في‪،‬‬
‫ة– فل ع م رً ا لع امة ال ادة وﻻ ل ر ال ه ‪ ،‬ل ل‬ ‫وال‬ ‫و أنه ق فق ال‬
‫أص ح سل ي ال ح ة أو ال ق اس‪ ،‬ف ق إلى ال اد ال اث ة ال ارثة‪ .‬اﻷم ال‬
‫أد إلى تل الف ضى الف ة‪ ،‬ولى ت اعف ع د الف ق ال ي ة وش ه ال ي ة‬
‫واﻷن ة الفل ف ة إلى ما ﻻ نها ة؛ ﻷن إرجاع ل شيء إلى العقل– إن أم‬
‫ل ة)‪.(٤٣‬‬ ‫الف‬ ‫وال اه ة؛ و ﻼه ا ي د ان إلى ت م‬ ‫الق ل– ي د إلى ال‬
‫أ م أ عل ‪ ،‬بل إنه قائ على إن ار ال اد ‪ ،‬ل ل‬ ‫وأص ح الغ ب ﻻ ي م‬
‫ع ة‪ ،‬فق ت ت‬ ‫ارات ال اث ة أو ال‬ ‫ل أ ة وس لة لل فاه مع ال‬ ‫ل ع‬
‫ال ع ة إلى تفاهة‬ ‫م‬ ‫ا ع مق س أو ت اثي‪ ،‬و ل أن‬ ‫كل شيء م أ‬
‫ال اة العاد ة م ل ا ن اها ال م)‪.(٤٤‬‬
‫أن‬ ‫ر ه ج‬ ‫ال اثي ال اصل‪ ،‬ي‬ ‫ال ا‬ ‫ة ﻻب عاد الغ ب ع‬ ‫ون‬
‫على‬ ‫ذل‬ ‫عي… وق انع‬ ‫ا ه غ‬ ‫ت‬ ‫ارة الغ ة أص‬ ‫ال‬
‫أص ح م ال‬ ‫ع– ع أن فق ت تلقائ ها… و ل‬ ‫تُ‬ ‫العقل ة نف ها ال ي ات‬
‫القل ال ه ي إلى ما ﻻ نها ة‪ ،‬ولى ما ﻻ م ج…‬ ‫الغ ي في ن ه ي‬ ‫الف‬
‫رة خ أ‪ ،‬وﻻ يه‬ ‫وم ه ا غ ق في ال اكل ال ف علة وال ا ة أو ال ي ت ح‬

‫‪ :‬مقاﻻت م ر ه ج ‪ ،‬ص‪.٩‬‬ ‫ع الع‬ ‫)‪ (٤٢‬ز‬


‫)‪ (٤٣‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١١‬‬
‫)‪ (٤٤‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١١‬‬

‫‪١٧٤٣‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫ع حل ل صائ ة لها؛ ون ا ق م ن ب غ ة ال ﻼفات‬ ‫لها أو ال‬ ‫ن‬ ‫الغ‬


‫أن‬ ‫ال ع فة‪ ،‬مع إلغاء مفه م ال ق قة ل ة‪ ،‬في ح‬ ‫وال اق ات واس ال ال‬
‫ل شيء في‬ ‫ة وال ل إلى ح‬ ‫أن ت ل إل ه‪ ،‬واك ف ا ال‬ ‫ال ق قة‬
‫سة)‪.(٤٥‬‬ ‫ة ال‬ ‫ن اق ال‬
‫ال ق ق ة ال ي تق م عل ها‬ ‫وق أدت ع م ق رته على ال صل إلى ال اد‬
‫انه‬ ‫‪ ،‬وفي ح ود‬ ‫ل شيء ب اق اﻹن ان ال‬ ‫ال ن إلى ت ي‬ ‫م از‬
‫إلى الفل فة العقﻼن ة‪ ،‬ال ي أدت ب ورها إلى‬ ‫… وه ما أد‬ ‫ف‬ ‫ال اد‬
‫ه‬ ‫اس الة الع ر على حل ل العقل وح ه‪ ،‬فان قل ا إلى فل فة ال س ال‬
‫ال فع ة‪ ،‬ولى إحﻼل ال فعة ب ًﻻ م ال ق قة‪.‬‬ ‫ال اقع ال ل س… ث إلى م ه‬
‫الف ي خ أك‬ ‫يع ت‬ ‫الغ ي ال‬ ‫الع‬ ‫أن ذل‬ ‫ج‬ ‫و‬
‫ارات‬ ‫ﻷن ان‬ ‫م ى…؛ وذل‬ ‫ع‬ ‫ع فها أ‬ ‫ال ع ق ات ال ه ة‪ ،‬ال ي ل‬
‫‪ ،‬وﻻ ت ل ش ًا في‬ ‫انة م ألقة ال‬ ‫في م د ل ات‬ ‫ت‬ ‫العال ال ي‬
‫فه م ال اواة‪ ،‬وأنه‬ ‫ه ال لع ال ي‬ ‫على الغ‬ ‫ما ع ه ج‬ ‫اتها وأك‬
‫‪ ،‬وه ا‬ ‫افة ال‬ ‫احل م‬ ‫رغ ه ا ال لع‪ ،‬ي م ن أنه أعلى وأرقى‬
‫م أن مق اس العل وال قي ل يه قاس ال ادة وال وة‪ ،‬أ أنه رقي اه ‪،‬‬ ‫ج‬
‫ن ع ال قي ال ق قي القائ على درجة ال ع فة العال اﻵخ ‪ ،‬و الق رة‬ ‫أ ع ما‬
‫اه اﻷور ن ﻹج ار‬ ‫ع امة ال ادة ون ر ال ه … ومع ذل‬ ‫ب‬ ‫على ال‬
‫اه امه ‪ ،‬وعلى وضع اﻻه امات ال اد ة‬ ‫العال أس ه على اﻻه ام فق ب ف‬
‫ارة وعلى ت ي اخ اره ل امه ال اسي)‪.(٤٦‬‬ ‫اد ة في ال‬ ‫واﻻق‬
‫ة على ق‬ ‫دوما ال‬ ‫ال ي ي اه ن‬ ‫الع‬ ‫م أول‬ ‫ج‬ ‫و‬
‫ً‬
‫ة له ه‬ ‫ن ن ع فه الق ال ق ق ة ال‬ ‫أنه أ ع ما‬ ‫مر‬ ‫عة‪ ،‬غ‬ ‫ال‬

‫)‪ (٤٥‬ال جع ال اب ‪ ،‬ال ضع نف ه‪.‬‬


‫)‪ (٤٦‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١٢ ،١١‬‬

‫‪١٧٤٤‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫ال ي أوج تها…‬ ‫الق‬ ‫ها‪ ،‬وﻻ ع فه تل‬ ‫عة‪ ،‬ال ي ﻻ ي قف ن ع ته‬ ‫ال‬
‫اع ة‬ ‫ال اح وأص ح ي ق ل‬ ‫ل ة‪ ،‬وع إ انه ا‬ ‫فق اب ع الغ ب ع ال ي‬
‫أغ ب ال اق ات على أنها م ل ات)‪.(٤٧‬‬
‫في م لفاته ف أن ح ارة الغ ب ي ق ها ال ج ه م م ه‬ ‫و ضح ج‬
‫فق‬ ‫ب ع ة ال عارف ال ي ت اك ل يها‪ ،‬ون ا ته‬ ‫‪ ،‬فهي ح ارة ﻻ ته‬ ‫ف‬
‫في تفاص لها الﻼنهائ ة‪ ،‬وت‬ ‫بها إلى ال‬ ‫يد‬ ‫ها… اﻷم ال‬
‫ارة‬ ‫خ رة م ل ه ه ال‬ ‫ة م اي ة اﻻض ﻼل‪ ،‬وت‬ ‫في ن‬ ‫العقل ال ي‬
‫إﻻ أن ن عاب ًا؛ ﻷن قان ن‬ ‫القائ ة على ال ادة وح ها‪ ،‬في أن ن احها ﻻ‬
‫ال ادة ه ال غ ‪ ،‬بل إن م ازفة ال ق م ال اد وح ه ق ت د إلى ارثة جارفة‪.‬‬
‫وم ه ا فالغ ب س هي ه ال اف إلى أن يه م نف ه ب ف ه‪ ،‬س اء أكان‬
‫ها‪،‬‬ ‫ال اد ال ي ي‬ ‫بع‬ ‫م قعة للع‬ ‫ة غ‬ ‫في ح ب مه لة‪ ،‬أم‬ ‫ذل‬
‫ف اي‬ ‫ارة‬ ‫وال ي ق تأتي على قارة أس ها وع م اس ارة م ل ه ه ال‬
‫ون على‬ ‫ل ما ه ثاب ‪ ،‬و أنه‬ ‫في ال عة ال ام ة ال ي ت ح‬ ‫ج‬
‫ل ا إلى إت ام ال اء ح ى ي هار ل شيء‪ ،‬وعلى‬ ‫ة… ف ا أن‬ ‫أرض م‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(٤٨‬‬
‫ة‬ ‫ال مان إﻻ ق ة ش ي ة ال‬ ‫م ذل ‪ ،‬فإن ال ق ﻻ ع‬ ‫ال ق‬
‫وال يل على‬ ‫القائ ة على ال غ‬ ‫ال عاص‬ ‫س ات الف‬ ‫وق انع‬
‫ة‪،‬‬ ‫وال‬ ‫ه ت ل دائ ً ا إلى ال غ‬ ‫ش‬ ‫ة الف د الغ ي نف ه فأص‬ ‫ش‬
‫ح ا في ال غ ‪ ،‬و ل ع ارة ال ق م‬ ‫ل إلى ال غ‬ ‫فأفق ه ه ا اﻻت ان وأص ح‬
‫ل يه إلى ال ضع نف ه‬ ‫ات اه… وق وصل شغف ال‬ ‫في أ‬ ‫على ال‬
‫وع م اﻻس ق ار)‪.(٤٩‬‬ ‫ال د إلى م د ال غ‬

‫‪ :‬مقاﻻت م ر ه ج ‪ ،‬ال ضع نف ه‪.‬‬ ‫ع الع‬ ‫)‪ (٤٧‬ز‬


‫)‪ (٤٨‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١٢‬‬
‫)‪ (٤٩‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١٣‬‬

‫‪١٧٤٥‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫عل ه أﻻ ع على ال اعة‪ ،‬وﻻ على العل‬ ‫ص‪،‬‬ ‫إن الغ ب ال‬
‫أرض ة تفاه مع ال ق؛ إذا ح ث‬ ‫ال ي ال ﻻ ي ف ل ع ه؛ وذل ل ي‬
‫ة‬ ‫نها وق ة‪ ،‬فﻸنها ال‬ ‫ورة م ع ة‪ ،‬مع‬ ‫اعة‬ ‫أن تق ل ا ه ه ال‬ ‫لل ق‬
‫ه م‬ ‫سﻼحا ُ‬
‫ً‬ ‫أن ت ن أك م ذل ‪ ،‬ول ت ن أب ً ا إﻻ‬ ‫له ‪ ،‬ﻻ‬
‫ها‬ ‫ج‬ ‫مقاومة اﻻج اح الغ ي وم ال اف ة على وج ده ال اص‪ .‬و‬
‫ل‬ ‫ﻼف ذل ‪ ،‬وع ما‬ ‫ن‬ ‫أن‬ ‫ع أن اﻷم ﻻ‬ ‫ض ورة أن ي رك ال‬
‫ب ة‬ ‫فق‬ ‫فعل ن ذل‬ ‫اد ة إزاء الغ ب‪ ،‬فإنه‬ ‫ر م اق ة اق‬ ‫ال ق ن ل‬
‫إﻻ على الق ة ال ح ة‪ ،‬وعلى الق ة‬ ‫م اله ة اﻷج ة ال ي ﻻ ت ت‬ ‫ال ل‬
‫ي غي‬ ‫ع الع ف‪ -‬ل‬ ‫فها‪ -‬فالع ف‬ ‫ت‬ ‫اعة ت‬ ‫ال اد ة ال ي ت عها ال‬
‫اع على ه ا)‪.(٥٠‬‬ ‫ا ه ال أك م سعي إلى ال‬ ‫ل‬ ‫أن نع ف أن ال ق‬
‫ال ق والغ ب‪ ،‬م ال هل‬ ‫ف ًﻼ ع ذل ‪ ،‬فإنه خارج م ألة العﻼقات ب‬
‫ال اصل ﻷدوات ال ب‬ ‫ت ل واح ة م أه ن ائج ال ر ال اعي وال‬
‫في وح ه للق اء على اﻷحﻼم‬ ‫عال ة ج ا‪ .‬ه ا‬ ‫وزادة ق رتها ال م ة ب‬
‫غ‬ ‫وال ال‬ ‫ال ال‬ ‫بـ "ال ق م" ال ي ‪ ،‬ل‬ ‫ال ف ن‬ ‫"ال ل ة" ل ع‬
‫)‪(٥١‬‬
‫‪.‬‬ ‫لﻺصﻼح ي و أن س اج ه ﻻ ح ود لها‬ ‫القابل‬
‫ل‬ ‫ات اﻷخ ة‪،‬‬ ‫لق ول ت الف ضى ال ي ة في الغ ب‪ ،‬ولى ح ال‬
‫رة ل ا في ح اه؛ وق ام ت ه ه الف ضى إلى ل م ان‪ ،‬و و أنها ق‬ ‫م‬
‫أم ًا ج ي ً ا لًا‪،‬‬ ‫ح ى ال ق أ ً ا… فاﻻج اح الغ ي ه ال أك ل‬ ‫بلغ‬
‫ودا به ة م فاوتة ال ح ة م ل ة على ال ع ب‬
‫إلى اﻵن‪ ،‬ان م ً‬ ‫ل‬
‫رة في ال ال ال اسي واﻻق اد ‪.‬‬ ‫اﻷخ ‪ ،‬ه ة ان آثارها م‬
‫‪-‬‬ ‫ارة ال قل ة الق ة سل ة‪ .‬ول ها ع ذل ‪ -‬وعلى ال ق‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫وق‬
‫ا ل ضﻼﻻت العقل‬ ‫ل ا‪ ،‬وه وا تقال ه ل‬ ‫اغ‬ ‫ق اص‬ ‫وج نا ش ق‬

‫)‪ (٥٠‬ر ه ج ‪ :‬أزمة العال ال ي ‪ ،‬ص‪.١١٩‬‬


‫)‪ (٥١‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١١٩‬‬

‫‪١٧٤٦‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫في ال امعات اﻷور ة‬ ‫ه ه الع اص ال الة ف ل ال عل‬ ‫ال ي ‪ ،‬وأص‬


‫)‪(٥٢‬‬
‫‪.‬‬ ‫في بل انه اﻷصل ة‬
‫واﻷم ة س ًا لﻼض اب وال‬
‫ل واضح أن العقل الغ ي‪ ،‬ل نه ش ًا غ ًا م ً ا‪ ،‬فإن‬ ‫و حج‬
‫م جهة‬ ‫أن ع ون غ‬ ‫الف ة‬ ‫ه‪ ،‬ح ى ون ان ا ش ق‬ ‫ال أث‬
‫العقائ‬ ‫ال امل‪ ،‬و قى جهله‬ ‫العقل ة؛ ﻷن ل ف ة ش ق ة هي أج ة ع ه‬
‫ال قل ة ع ره ال ح لع ائه لها‪ .‬وما ي و غ ًا‪ ،‬بل وح ى م اق ً ا‪ ،‬ه أن‬
‫ار لل عة الغ ة م وجهة ال‬‫ه ﻻء ال اس أنف ه ال ي ن ا أنف ه أن ًا‬
‫م لها في‬ ‫الف ة‪ ،‬و اﻷصح أع اء ل ل عقﻼن ة حق ق ة‪ ،‬ه ون أح ًانا‬
‫)‪(٥٣‬‬
‫ال ال ال اسي‪ ،‬ومع ذل فل ه اك في ال ق قة ما ي ج ال ه ة ‪.‬‬
‫ع ن إلى تأس ق م ات م لفة في ال ق‪ ،‬و ل ق م ة‬ ‫إن ه ﻻء ال ي‬
‫؛ إذا أرادوا م ارة اله ة ال ارج ة؛‬ ‫ال قل‬ ‫ورة‪ ،‬م اق ة للف‬ ‫هي ال‬
‫قة نف ها ال ي‬ ‫ال‬ ‫الغ ة نف ها‪ ،‬أ‬
‫ف غي أن ي ذل ح ًا اﻷسال‬
‫ت ارع بها ال ع ب الغ ة ف ا ب ها‪ ،‬ور ا ان ه ا اﻷم م ر وج ده ‪.‬‬
‫إلى ح أن أص ح اس ع ال م ل ه ه اﻷسال‬ ‫اﻷم ر ق وصل‬ ‫ف الفعل إذا ان‬
‫ل صلة‬ ‫ع اص ق ق ع‬ ‫أن ي إﻻ على أي‬ ‫م ًما‪ ،‬فإن ت ف ذل ﻻ‬
‫ل عاب ‪ ،‬ث ي‬ ‫إذن أن ت ع ل ه ه الع اص في ذل‬ ‫لها ال اث‪ ،‬و‬
‫أنف ه )‪.(٥٤‬‬ ‫ا ح ل مع الغ‬ ‫م ها‬ ‫ال ل‬
‫وف ًﻼ ع ذل ‪ ،‬س ن م ق ا ج ا أن ت ت عل ه اﻷف ار ال ي روجها ه ﻻء‬
‫إﻻ أن ت ن ع امل انق ام وخ اب؛ وم ه ا ال ات‬ ‫الغ ن؛ ﻷنها ﻻ‬
‫س‬ ‫ل أو آخ ‪ ،‬وﻻ يه أن تع ف إذا ما ان ذل‬ ‫ارة الغ ة‬ ‫س اد ال‬
‫ال قات‬ ‫اﻷم أو ب‬ ‫‪ ،‬أو فعل ال قاق ب‬ ‫الغ‬ ‫فعل ال قاق ب‬

‫)‪ (٥٢‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١٣١‬‬


‫)‪ (٥٣‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١٣٢‬‬
‫)‪ (٥٤‬ر ه ج ‪ :‬أزمة العال ال ي ‪ ،‬ت ج ة‪ :‬ع نان ص‪.١٣٣ -١٣٢‬‬

‫‪١٧٤٧‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫فعل ه ات ال ق "ال غ "‪ ،‬أو أ ً ا‬ ‫اﻻج اع ة‪ ،‬أو ا ف ض ال ع‬


‫ها ال ق م العل ي"؛ في ج ع ال اﻻت‪ ،‬فإن العال الغ ي ﻻ ي ع ض‬ ‫إث ارثة‬
‫ر ع ه ه نف ه)‪.(٥٥‬‬ ‫خ ه و فعل ما‬ ‫إﻻ‬ ‫لل‬
‫أزمة‬ ‫ه ال ق‪ -‬ب أث العقل ال ي ‪ -‬س‬ ‫قائﻼ‪" :‬أل‬
‫ً‬ ‫و اءل ج‬
‫ة ج عاء؟ م‬ ‫معه‪ ،‬في سق ه ال‬ ‫ة‪ ،‬أم أن الغ ب س‬ ‫عاب ة وس‬
‫ال ع أن نع ي في ال ق ال اه له ا ال ال ج ا ًا م ً ا إلى إث اتات راس ة‪،‬‬
‫إن العقل ال عارض ل ه ا م ج دان في ال ق‪ ،‬والق ة ال وح ة‪ ،‬ال ات ة لل قل ‪،‬‬
‫هه‬ ‫ها أن ته م الق ة ال اد ة‪ -‬ع ما تلع‬ ‫مها‪،‬‬ ‫ف بها م ق ل خ‬ ‫وال‬
‫ا يُ د ال ر ال ل ات‪ ،‬بل نق ل ب قة‪ :‬إنها س ه مها‪ ،‬ح ً ا‪،‬‬ ‫دورها‪ -‬وأن ت دها‬
‫العال ف ة تع ف ها‬ ‫‪ ،‬ق ل إدراك ذل ال م‪ ،‬أن‬ ‫آجﻼ‪ ،‬ل‬
‫عاجﻼ أو ً‬
‫ً‬
‫ال ل ات‪.‬‬
‫ت؛ ﻷنه ـ في ج ه ه ـ م عال ع ال ت‪،‬‬ ‫ل أن‬ ‫إن العقل ال قل‬
‫ل ا م العل ال ارجي‪ ،‬وع ها س ن ً‬
‫فعﻼ‬ ‫أن ي‬ ‫وع ال غ ؛ ل‬
‫"نها ة العال " وت ق ه ا اﻻح ال‪ ،‬في م ق ل غ ع ن ا‪ ،‬ه أم غ‬
‫ا أن‬ ‫ه ه ال ة ال لقة م الغ ب وال ي ت اج ال ق‪،‬‬ ‫م ع ‪ .‬في خ‬
‫اول‬ ‫ج ‪ -‬م د ت قعات؛ ل ل فه‬ ‫نل ح "ب ا ة ال ها ة"‪ ،‬و ل ه ا‪ -‬ف ا ي‬
‫ف ه‪ -‬في أر ه‪-‬‬ ‫ال‬ ‫إلى اﻷح اث ال اه ة‪ ،‬وم ا ﻻ‬ ‫ال‬ ‫ى ذل‬ ‫أن ي‬
‫أن الغ ب اح ل شيء؛ فه ارس أوًﻻ فعله في ال ال ال اد ‪ ،‬س اء م‬
‫خﻼل الغ و الع ف‪ ،‬أم م خﻼل ال ارة واﻻس ﻼء على م ارد ج ع ال ع ب‪،‬‬
‫ا إلى ح ما في إنقاذ عقله‬ ‫ق ن‬ ‫أ ع م ذل ‪ .‬أن الغ‬ ‫اﻷم ر ت ه‬ ‫ل‬
‫‪ ،‬و ع ما ان اﻻج اح ﻻ ي ث إﻻ على‬ ‫لل قل ‪ ،‬م اﻵخ‬ ‫وال عاد‬ ‫ال اد‬
‫العق ل و ق ل ال وح ة)‪.(٥٦‬‬ ‫اﻷج اد‪ ،‬فإنه أص ح‬

‫)‪ (٥٥‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١٣٣‬‬


‫)‪ (٥٦‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١٣٤‬‬

‫‪١٧٤٨‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫ون م ًقفا‬ ‫ه ن ال ق ال ق قي و هاج نه و‬ ‫إلى أن ال ي‬ ‫ج‬ ‫و‬


‫ماس ‪M.‬‬ ‫افعا ع الغ ب وه ه‬ ‫نف ه م ً‬ ‫فه م ن‬ ‫معادًا له؛‬
‫قائﻼ‪" :‬إنه ل‬
‫‪ Henri Mussis‬م خﻼل ا ه "ال فاع ع الغ ب"‪ ،‬فإنه ي د ً‬
‫أن فعل ه‬ ‫كان ه اك أناس ه ن الغ ب ق ة إلى ه ا ال ‪ ،‬فإن أول ما‬
‫أن ت ع إلى م ع‬ ‫ف ا عقائ ه ﻷنف ه ‪ ،‬وأن ل جه ده‬ ‫ه أن‬
‫إل ها‪ ،‬مع العل أن ه ا ه أح ال اخ ات ال ي ت جه إلى‬ ‫وص ل الغ‬
‫ل ن ال ق ق ن للعقائ‬ ‫اما‪ ،‬فال‬
‫ال ق ‪ .‬إن ال ق قة رغ ذل ‪ ،‬م لفة ت ً‬
‫واح ل ف ه ‪ ،‬وه‬ ‫ل ن أ ة ضغ ة ﻷح ول ه اك إﻻ س‬ ‫ال قل ة ﻻ‬
‫ع‬ ‫العاج‬ ‫ال قائ ﻷول‬ ‫ال ف ‪ -‬ال ه‪ -‬ع ض ع‬ ‫أنه ي ون أنه م غ‬
‫ل ن أن ال اصفات‬ ‫فه ها؛ ل ه ل ي ف ا أبً ا أن ي لغ ها إلى ال ي‬
‫ال ل ة" مه ا ان أصله )‪.(٥٧‬‬
‫‪،‬‬ ‫حقا للغ‬
‫وذا ان اﻷم ق ان هى ال ه ر ال قي إلى أن أص ح معاد ًا ً‬
‫إل ه ﻼ اك اث‪ ،‬و ائل ج قائﻼ‪ :‬م‬ ‫ل‪ -‬ي‬ ‫ع أن ان‪ -‬ل م‬
‫ة ال ي انغ اسها ل ا في ال أمل العقلي‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ل ع ذل ؟ هل هي تل‬ ‫ال‬
‫ن أنف ه ه ال ي فعل ا‬ ‫الغ‬
‫ت قى ع ً ا ع اﻻض اب ال ارجي أو اﻷح‬
‫ال ي‬ ‫كل ما يل م ل عل ح ره غ ً ا وﻻ اق‪ ،‬وعلى اف اض أن ال ق‬
‫ن ا ه اﻷس اد في بل ه ‪/‬‬ ‫نادر ال ج د‪ ،‬ي ون أخ ًا أن‬
‫أب وا ح ى اﻵن ص ًا ًا‬
‫اﻷور ن– ف ا ي‬ ‫ب اله‪ ،‬أن ي ن ه ؟ و‬ ‫ه أن‬ ‫بل انه ‪ ،‬ف‬
‫وأن ف‬ ‫ه في ل م ان‪ ،‬وم ع ل إن ان م أن ع‬ ‫ج – إلى ف ض ه‬
‫ن ه أنف ه و ف ون‪ ،‬اس اء حاﻻت هي م نة ج ا ق ر ما‬ ‫ﻼف ما ع‬
‫م ال اس و ﻼه ا ع‬ ‫صف‬ ‫ع ي ج في الغ ب س‬ ‫هي نادرة ج ا‪ ،‬فل‬
‫ة‪،‬‬ ‫ال ل ات ال‬ ‫ع ن بل‬ ‫ال ج ال ي ي‬ ‫اﻷه ة تق ً ا‪ ،‬أما اﻷول ف‬
‫أنه أدوات ل اد ة‬ ‫واع‬ ‫وال ي ي م ن أنه أص اب رسالة ح ارة غ‬

‫)‪ (٥٧‬ر ه ج ‪ :‬أزمة العال ال ي ‪ ،‬ص‪.١٣٩‬‬

‫‪١٧٤٩‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫غل ن‬ ‫ال ي‬ ‫ال ادق‬ ‫قعها‪ ،‬وأما ال اني ف‬ ‫ا ل ا في م‬ ‫ة ق أنغ‬ ‫ه‬


‫)‪(٥٨‬‬
‫‪.‬‬ ‫ع ل يه‬ ‫تل العقل ة ﻹش اع غ ائ الع ف وال‬
‫ﻻ يه دون أح ً ا وﻻ‬ ‫ه أن ال ق‬ ‫وفي ل اﻷح ال‪ ،‬إن ما ه م‬
‫ل أو آخ ؛ إنه م غ ل ن ج ا‪ ،‬حال ًا‬ ‫ن م لًقا إلى اج اح الغ ب‬
‫أن‬ ‫يش‬ ‫الق ام ا يل م لل فاع ع أنف ه ض اﻻض هاد اﻷوري‪ ،‬ال‬
‫ال ع ي‬ ‫ه ح ى في عقله ‪ ،‬و ال اﻷدنى ي و اﻷم غ ًا أن ن‬
‫ا ا‪ .‬والغ ن على د ار ة تامة ال ارة اﻹسﻼم ة ق ر‬ ‫ق م ن أنف ه‬
‫أن ن د عل ه ه ا ه ما ي عل‬ ‫ارة ال ق ة‪ ،‬وأه ج ء‬ ‫ال‬ ‫مع ف ه‬
‫)‪(٥٩‬‬
‫اما م ه‬ ‫‪.‬‬
‫ال اف قا إﻻ أن ما يه ا ه ا يه ب ت ً‬
‫وما ه ج ع أث ال قافة اﻹسﻼم ة وأ ه ف ه ف ل ال قافة اﻹسﻼم ة‬
‫ال قافة‬ ‫ه م‬ ‫ل ي ر ا ق ة ما اق‬ ‫الغ‬
‫على أورا ق له‪" :‬إن ًا م‬
‫ارة الع ة في الق ون ال اض ة‪،‬‬ ‫اﻹسﻼم ة‪ ،‬ول فه ا حق قة ما أخ وه م ال‬
‫ﻷن ال قائ ال ي تلقى إل ه م هة‬ ‫بل ر ا ل ي ر ا م ها ش ًا م لًقا‪ ،‬وذل‬
‫م ق ة ال قافة اﻹسﻼم ة وتقلل م ق ر ال ي ة الع ة"‪ .‬وق حاول م‬ ‫وت‬
‫ال ال ة ال ي ت عل ل ش قي ف‬ ‫خﻼل ا ه "ال ق والغ ب"‪ ،‬وه م ال‬
‫ق ه‪ ،‬أن ي د لل ق مقامه وم ان ه‪ ،‬م ًا أصال ه في ال ارة ال ي لها ف ل‬
‫‪ ،‬ون ان ه ال ي ﻻ تقاس بها ماد ة الغ ب وف اده‬ ‫على الغ ب‪ ،‬وس ه في ال ف‬
‫على ال اد ة‬ ‫ﻻ قف ع ح ‪ ،‬و ل ه ال س‬ ‫اصه لل ماء‪ ،‬وع وانه ال‬ ‫وام‬
‫وع قه وفه ه‬ ‫واﻻس غﻼل‪ ،‬وم ه ًا في ل صف ة م صف اته ن ل ال ق‬
‫)‪(٦٠‬‬
‫‪.‬‬ ‫لﻸم ر فه ً ا ص ً ا ي ف مع الف لة ومع أس ى ال اد اﻹن ان ة‬

‫)‪ (٥٨‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١٤١‬‬


‫‪(59) Réne Guénon: East and West, P. 148.‬‬
‫ف )ال رسة ال اذل ة(‪ ،‬دار ال عارف‪ ،‬القاه ة‪١٩٩٩ ،‬م‪،‬‬ ‫ة ال‬ ‫د‪ :‬ق‬ ‫)‪ (٦٠‬ع ال ل م‬
‫د‪ :‬أورا واﻹسﻼم‪ ،‬م ا ع اﻷه ام‪ ،‬القاه ة‪١٩٧٣ ،‬م‪،‬‬ ‫م‬ ‫ا ً ا‪ :‬ع ال ل‬ ‫ص‪ ،٣٠١‬وان‬
‫ص‪.٨٧‬‬

‫‪١٧٥٠‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫انة ال ق ع ما دأب اﻻس ع ار أن غ س في نف س‬ ‫لق أشاد ج‬


‫ق ه‪،‬‬ ‫لل ق‬ ‫‪ ...‬ف‬ ‫ال ق أنه أقل ح ارة بل أقل إن ان ة م الغ‬
‫وأنه م ع ال ر واله ا ة‪ ،‬وم ق ال حي واﻹلهام)‪.(٦١‬‬
‫و ه ج ه ا ال ي م خﻼله أن الغ ب ُ ر ال قائ و فها‪،‬‬
‫اﻹسﻼمي ع ة ق ون؛‬ ‫ال‬ ‫ف ا ه شائع ومع وف م أن اس ان ا ل ت‬
‫ال ارخ الغ ي ق أن صقل ة وال ء ال ي لف ن ا انا ت‬ ‫ا ﻻ ي‬ ‫ب‬
‫اﻹسﻼمي أ ً ا‪ ،‬ور ا ع ا ال ع ه ا اﻻه ال م ال رخ إلى تع ه‬ ‫ال‬
‫و ائه ‪ ،‬م ا م عه م إدراك‬ ‫ي ي‪ ،‬وم ا ي ل على مق ار زه الغ‬ ‫ال‬
‫ة‪ ،‬ومق ار ما ه م ي ن ه لل ق‪.‬‬ ‫قائ ال‬ ‫ال‬
‫لل ي ة‬ ‫واﻷغ ب م ذل ‪ ،‬أنه ب ا ع اﻻور ن أنف ه ال رثة ال اش‬
‫زع ه ه ا‪ ،‬إذ أن ال اقع ال ع وف م ال ارخ‬ ‫يح‬ ‫ال نان ة الق ة‪ ،‬فإن ال‬
‫إﻻ ب اس ة‬ ‫ل ا أن عل م ال نان وفل ف ه ل ت قل إلى اﻷور‬ ‫نف ه‪ ،‬ي‬
‫ال ل ‪ ،‬و ع ارة أخ ‪ ،‬ل ت ل ال لفات العقل ة لل نان إلى الغ ب‪ ،‬إﻻ ع‬
‫أن درسها ال ق‪ .‬ول ﻻ عل اء اﻹسﻼم وفﻼسف ه ل ل الغ ن جاهل ب ل‬
‫ﻼ‪ ،‬بل ر ا ل ي ر ها ل ة)‪.(٦٢‬‬ ‫العل م زم ا‬
‫ال هل أن نف ق ب العل م‬ ‫قائﻼ‪" :‬أما ع العل م ف‬ ‫د ج‬ ‫و‬
‫أنها ان قل‬ ‫ع ة‪ ،‬والعل م ال اض ة‪ ،‬فأما ع اﻷولى؛ فإن ا نعل عل ال ق‬ ‫ال‬
‫ال ارة اﻹسﻼم ة‪ ،‬فال اء اح ف‬ ‫ل اتها وج ئ اتها إلى أورا ع‬
‫ان له مع ى م‬ ‫الق ة‪ ،‬وال‬ ‫دائ ا اس ها الع ي ال ي جع أصله إلى م‬
‫أع ال عاني ال ي ل ع فها ال ائ ن ال ي ن حق قة"‪.‬‬
‫‪ ،‬بل ن‬ ‫"أما ال اض ات‪ ،‬فإن م انها ال اسع ﻻ ن ف ه عل م ال نان ف‬
‫ف ه أك اﻷث لل قافة اﻹسﻼم ة‪ ،‬م افا إل ها عل م اله أ ا‪ .‬أما ال نان ن فق‬

‫ف )ال رسة ال اذل ة(‪ ،‬ص ‪.٣٠٤‬‬ ‫ة ال‬ ‫د‪ :‬ق‬ ‫)‪ (٦١‬ع ال ل م‬
‫ة‬ ‫د‪ :‬ق‬ ‫م‬ ‫ا ع ال ل‬ ‫أ‬ ‫د‪ :‬أورا واﻹسﻼم‪ ،‬ص‪ ،٩٣‬وان‬ ‫م‬ ‫)‪ (٦٢‬ع ال ل‬
‫ف )ال رسة ال اذل ة(‪ ،‬ص‪.٣١٠‬‬ ‫ال‬

‫‪١٧٥١‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫بلغ ا درجة ال ال في اله سة وعل اﻷرقام‪ .‬ون ان م ال ائع أن اﻷرقام ال ي‬


‫ع لها اﻷور ن هي نف اﻷرقام ال ي اس ع لها الع ب‪ ،‬ول أن م رها اﻷول‬
‫ع ل نها ق ا ما هي إﻻ ح وف‬ ‫ه اله ؛ ﻷن عﻼمات الع ال ي ان الع ب‬
‫اله اء نف ها")‪.(٦٣‬‬
‫ع‬ ‫وق بلغ اﻷث اﻹسﻼمي للفل فة في الق ون ال س ى م لغا ع ا ل‬
‫ق ته؛ وذل ﻷن ال اج الﻼت ة ﻷفﻼ ن‬ ‫أش خ م ال ق تع ا أن ي‬
‫وأرس ل ت قل أو ت ج م اﻷصل ال ناني م اش ة‪ ،‬بل أخ ت م ال ج ة‬
‫الع ة وأضاف ا إل ها ما ه ال عاص ون ال ل ن في الفل فة اﻹسﻼم ة‪ ،‬وم‬
‫‪ :‬اب رش واب س ا‪ ،‬وغ ه ا)‪.(٦٤‬‬ ‫ال عاص‬ ‫أول‬
‫ً‬
‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪ :‬ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ‪.‬‬
‫ل‬ ‫ا اته إلى ما‬ ‫م م ضع م‬ ‫م م ة وفي أك‬ ‫لق أشار ج أك‬
‫ي م ه ﻻء العل اء والفﻼسفة ال ي ع ون‬ ‫ة ‪ elite‬الف ة‪ ،‬ول ه‬ ‫عل ه ال‬
‫ن ن غ م هل لﻼن اء إلى ه ه‬ ‫ال ل في م اﻻته ‪ ،‬فق‬ ‫م أع‬
‫إلى معاي أخ وﻻ عﻼقة‬ ‫ها ق‬ ‫ال ة؛ وذل ﻷنه ي أن مع ار ال‬
‫لل ه ة أو ال انة العل ة فه اك م وجهة ن ه أش اص في ع بل ان ال ق‬
‫ل ن إلى م ت ة عال ة جً ا وأص ا ال ة‬ ‫ﻻ ع ف ن الق اءة أو ال ا ة‪ ،‬ل ه‬
‫الف ة ل ﻼده ‪.‬‬
‫م ج دة في الغ ب‪ ،‬واﻻس اءات‬ ‫وه ه ال ة الف ة م وجهة ن ه ل‬
‫ل امل؛ ﻷنه أف اد ي ي ن ف ا ل شيء‬ ‫نادرة ج ا‪ ،‬فاﻷف اد ل ا غ‬
‫ه ن ال ق في أورا)‪.(٦٥‬‬ ‫لل ق وه‬
‫في ال ص ل إلى أول‬ ‫ج‬ ‫وجهة ن‬
‫ال ع ة اﻷساس ة م‬ ‫وت‬
‫الفعل وال ي ق ﻻ ن ل يه أدنى ش في إم ان اته ال اصة‪ ،‬وت‬ ‫ال هل‬

‫)‪ (٦٣‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص ‪.٣١٠‬‬


‫)‪ (٦٤‬ع ال ل م د‪ :‬أورا واﻹسﻼم‪ ،‬ص‪.٩٥‬‬
‫‪(65) Réne Guénon: East and West, trans. Martin Lings, Sophia perennis,‬‬
‫‪2004, P. 122.‬‬

‫‪١٧٥٢‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫الفعل و عاد أول‬ ‫ال هل‬ ‫أول‬


‫ال ع ة الﻼحقة في اﻻخ ار واﻻس عاد ب‬
‫أن ه اك‬ ‫ج‬ ‫ال ي ع ق وا أنه م هل ن دون أن ن ا ل الفعل‪ ،‬و‬
‫أن ت اع في ت ي اﻹم ان ات الف ة ل ل ف د‪.‬‬ ‫وسائل م ال‬
‫ة الف ة‬ ‫ف ل ا في م اع ة ال‬ ‫ل‬ ‫وق أشار ج أ ً ا إلى أن ال ق‬
‫ن ن دائ ا على اس ع اد ل أس‬ ‫في إن از مه ها؛ ح إنه في ال اقع س‬
‫ه ا ف ض م ًقا وج د ن ة‬ ‫العﻼقات ال ي ي غي أن ت ن م ج دة‪ ،‬ول‬
‫غ ة ودس رها الفعلي)‪.(٦٦‬‬
‫ه ه اﻹم ان ات؛‬ ‫ها اﻹم ان ات وت ح له ب ق‬ ‫ح ارات ت ح ل‬ ‫ف‬
‫ارات ذات‬ ‫م ل ه ه ال‬ ‫ذاتها ال امل‪ ،‬ب‬ ‫أف ادها ب ق‬ ‫بل ت ح ل ع‬
‫‪ ،‬فﻼ ت ج‬ ‫وت رت في ال ال ال اد ال‬ ‫ال روثات ال اصلة وح ارة ن‬
‫ل أو ادعاء أن‬ ‫ة تف‬ ‫وال‬ ‫ال‬ ‫إﻻ لفاق‬ ‫ة‪ .‬وﻻ‬ ‫أ ة ع اص م‬
‫الغ ب على ما‬ ‫ﻷح أن‬ ‫‪ .‬وﻻ‬ ‫الف‬ ‫ع ض ال‬ ‫ال ف ق ال اد‬
‫الهﻼك إن ل ي ارك في ال ق‬ ‫إل ه ح ارته ال ي ة؛ إذ إنه على وش‬ ‫آل‬
‫الغ ب حاجة إلى م‬ ‫ال اس ‪ .‬و اول الع دة إلى أص له الع قة‪ .‬وما أك‬
‫ع ها أه اﻷخ ار ال ق ق ة ال ي‬ ‫ه م نف ه وم ات اهاته ال ال ة ال ي ت‬
‫ته ده)‪.(٦٧‬‬
‫في‬ ‫مها ج‬ ‫ا ما اس‬ ‫ة م ال ل ات ال ي‬ ‫و ل ة ال ف ة أو ال‬
‫م مقاﻻته‪ ،‬وال ف ة ال ي ع ها ت ل ش ا ل ع م ج دا في الغ ب‪ ،‬ون ان‬
‫ه ه ال ف ة م أول ال و اﻷساس ة للق ام ع ل ة‬ ‫في ن ه أن إعادة ت‬
‫امها‬ ‫أن ه ه ال ل ة ق اسيء اس‬ ‫ج‬ ‫وصﻼح ت اثي‪ ،‬و‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫ل دارج لل ﻻلة على مفاه ﻻ عﻼقة لها ا تع ه‬ ‫امها‬ ‫ك ا‪ ،‬وأنه ق ت اس‬

‫‪(66) Ibid. P. 123-124.‬‬


‫‪(67) The Essential Réne Guénon (Metaphysics, Tradition, and The Crisis‬‬
‫‪of Modernity), ed. John Herlihy, indroduction by Martin Lings, world‬‬
‫‪wisdom, 2009, P. 91.‬‬
‫وان أ ً ا ز ع الع ‪ :‬مقاﻻت م ر ه ج ‪ ،‬ص‪.٢١‬‬

‫‪١٧٥٣‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫ع له‬ ‫تق ي‪ ،‬ب ف‬ ‫رة ما‪ ،‬لف‬ ‫أن ه ه ال ل ة ت ت‬ ‫أصﻼ‪ ...‬فه ي‬


‫قادر على فه ها‬ ‫في‪ ،‬وﻻ دخل للع ام ف ها؛ ﻷنه ـ في أر ه ـ غ‬ ‫اﻹع اد ال‬
‫م‬ ‫ش ع ة‪ ،‬وذل‬ ‫قة غ‬ ‫م نها‬ ‫ف نها ع مع اها اﻷصلي‪ ،‬بل‬ ‫و‬
‫)‪.(٦٨‬‬ ‫أن فق الغ ب ال ف ة ال ق ق ة‪ ،‬واب ع وا ع ال ال الف‬
‫ف ها إ ا ا ﻻ ل وم‬ ‫ع ارة "ال ف ة الف ة"‪ ،‬ون ان ي‬ ‫وله ا ف ل ج‬
‫ال ل‬ ‫ا أن هات‬ ‫إﻻ أن ت ن ف ة أو روح ة‪،‬‬ ‫له‪ ،‬فال ف ة ﻻ‬
‫لم ل‬ ‫ا قل‬ ‫ع ارة ال ف ة‪،‬‬ ‫ت او ان في ال ع ى‪ .‬وما ي مي إل ه ج‬
‫عة ال ال‬ ‫في‪ ،‬وال ي ه‬ ‫ل ن ال فات ال ل ة لﻺع اد ال‬ ‫ال ي‬ ‫أول‬
‫‪.‬‬ ‫أقل ة وس ال‬
‫أن ه ه ال ف ة ت ج الفعل دائ ا ون ان ع دها قل ﻼ‪،‬‬ ‫وق ع ض ال ع‬
‫ال ف ة ﻻ ق ة‬ ‫ع م وج دها‪ ،‬فالع د ﻻ ق ة له‪ ،‬ففي ل ما ي عل‬ ‫فل ﻻ‬
‫على ه ا اﻻع اض أنه ص اب‪ ،‬ل ه ﻻ‬ ‫ج‬ ‫ال ‪ .‬و‬ ‫إﻻ لل ع ول‬
‫ة‪،‬‬ ‫الق ل‪ ،‬إم ان ة وج د ال‬ ‫ة‪ ،‬أو إن أم‬ ‫ل ن في ه ه ال الة إﻻ صف ة ن‬
‫اﻷخ‬ ‫ا‬ ‫ها ﻻب م أن ي رك أع اؤها صفاءه أنف ه ‪،‬‬ ‫فل ي ي ت‬
‫ج عها م ال‬ ‫ان ان ال فات اﻹع اد ة م ال اح ة ال ق ة ل‬ ‫في ال‬
‫نة لﻺن ان)‪.(٦٩‬‬ ‫ال‬ ‫ا الع اص اﻷخ‬ ‫ا‬ ‫‪ ،‬ون ا ت‬ ‫الف‬
‫حق قة‪،‬‬ ‫إنه ل أن ل ال اس ان ا فه ن ما ه العال ال ي‬ ‫وق ل ج‬
‫فإن ه ا اﻷخ س هي ح ً ا وج ده ف ًرا‪ ،‬ﻷن وج ده‪ ،‬ه م ل وج د ال هل‪،‬‬
‫‪ .‬وه ا ال غ م وجهة ن ه س ق‬ ‫ود‪ ،‬سل ي م‬ ‫ٍ‬
‫شيء م ٍ‬ ‫ووج د ل‬
‫أن‬ ‫أن ال ل‬ ‫ج ا ال ل‬ ‫ه ا دون ح وث أ ة ارثة‪ ،‬إﻻ أنه م ال ع‬
‫ل ا إلى ه ه ال ع فة‪ ،‬وال ي أغل ال اس ه ق ًعا أ ع ع ها م ا ان ا في أ‬
‫ل‬ ‫أن ت ن م نة‬ ‫زم م ى؛ و في فق له ا وج د ن ة قل لة الع د‬

‫)‪ (٦٨‬ر ه ج ‪ :‬ازمة العال ال ي ‪ ،‬ص‪.١٤٥‬‬


‫)‪ (٦٩‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١٤٧‬‬

‫‪١٧٥٤‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫ه ا م داه‪ ،‬هل ما زال‪ ،‬ع‬ ‫ي ه ج‬ ‫وال ال ال‬ ‫ل ي تق د ال اه‬ ‫ج‬


‫)‪(٧٠‬‬
‫؟‬ ‫ة في الغ ب‬ ‫ه ه ال‬
‫م ًا ت‬
‫ه الع ر‬ ‫أن ن‬
‫ي ه ال غ ال ُ ل ما‬ ‫وأ ا ما ان ال ل ال‬
‫م عال إلى آخ ‪ ،‬س اء أ ال دورة ل عال م ها أم ق ت‪ ،‬فإن ه ا ال غ ‪،‬‬
‫تاما؛ ﻷن ه اك ت ا ً ا‬
‫اعا ً‬
‫ح ى ون ات م ه ق عة م اغ ة ﻻ ل م أب ً ا انق ً‬
‫س ًا ل ج ع ال ورات ب ع ها‪ .‬وما أن ت ل ال ة إلى الِّ ﱡ ل‪ ،‬فإنه س ن‬
‫إم انها اﻹع اد لل غ ‪ ،‬إﻻ أن لها مه ة أخ ‪ ،‬هي ال اه ة في حف ما‬
‫م في ب اء عال الغ )‪.(٧١‬‬ ‫أن ي قى م ج ًدا في العال ال الي ل‬
‫ع‬ ‫حى‬ ‫وم ال يهي‪ -‬ف ا ي ج ‪ -‬ع م ان ار اك ال اله‬
‫ورة‪ ،‬ح ى ون ل‬ ‫ل ال‬ ‫د أنه عل أن ه ا ال ع د س ف‬ ‫لل ع د ل‬
‫‪ ،‬ق ل ذل ‪ ،‬إلى ارثة ما؛ وه ا‪ ،‬في ج ع ال اﻻت‪،‬‬ ‫اله‬ ‫اﻹم ان تفاد‬
‫ال اس‬ ‫ن ذل م ًا إﻻ في ما‬ ‫س ‪ :‬ل‬ ‫الع ل ال‬ ‫ل يه‬
‫ة لل ائج اﻵجلة‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ن اﻷم‬ ‫ل‬ ‫ة ل ف ها‪ ،‬ل‬ ‫ها ال‬ ‫ال ي س‬
‫)‪(٧٢‬‬
‫‪.‬‬ ‫لﻺن ان ة ج عاء‬
‫ارات ال ق ة‪ ،‬ومع ال ل‬ ‫ة م ج دة في ال‬ ‫ال‬ ‫أنه ما زال‬ ‫ج‬ ‫و‬
‫أمام اﻻج اح ال ي ‪ ،‬فإنها رغ ذل‬ ‫فأك‬ ‫اءل ف ها أك‬ ‫ق قة أنها ت‬
‫ن اﻷم ه ا ل ا ة ود عة ال قل‬ ‫ور أن‬ ‫س قى ح ى ال ها ة؛ ﻷنه م ال‬
‫حف ه)‪.(٧٣‬‬ ‫ان نقل ل ما‬ ‫أﻻ ي ق ض ول‬ ‫ال‬
‫ا إ ًذا‬ ‫ة م ج دة حالًا؛‬ ‫م ذل ‪ -‬ل تع ال‬ ‫وفي الغ ب‪ -‬على اال ق‬
‫نا ه ا‪ ،‬أ‬ ‫ل ف ه م ج ي ق ل نها ة ع‬ ‫سفت‬ ‫أن ن اءل ع ا إذا ان‬

‫)‪ (٧٠‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص ‪.١٤٧ ،١٤٦‬‬


‫)‪ (٧١‬ال جع ال اب ‪ ،‬ال ضع نف ه‪.‬‬
‫)‪ (٧٢‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١٤٨‬‬
‫)‪ (٧٣‬ر ه ج ‪ :‬أزمة العال ال ي ‪ ،‬ص ‪.١٤٨‬‬

‫‪١٧٥٥‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫ن للعال الغ ي‪ -‬رغ ان افه‪ -‬م اه ة في ه ا ال ف ‪ ،‬وفي ه ا‬ ‫ع ا إذا س‬


‫ارة س ق ض أك لها؛‬ ‫ة هي أن ال‬ ‫ل ‪ ،‬فإن ال‬ ‫اﻷم‬ ‫ال قل‪ ،‬إذا ل‬
‫ن‬ ‫ا أنه س ف‬ ‫ق ل‪،‬‬ ‫صالح لﻼس فادة م ه لل‬ ‫ع‬ ‫ف ها أ‬ ‫ﻷنه ل ي‬
‫‪.‬‬ ‫ق اخ في ل أث للعقل ال قل‬
‫ما‬ ‫قائﻼ إنه ي ج اﻵن في الغ ب ع د م ال اس‪ -‬أك‬‫ً‬ ‫د ج‬ ‫و‬
‫حات‬ ‫ح ارته ‪ ،‬وذا ما ان ا ق اخ ل ا‬ ‫ُع ق ‪ -‬ب ءوا في إدراك ما ي ق‬
‫اما‪-‬‬
‫م ه ة و أ اث عق ة في أغل اﻷح ان‪ ،‬بل‪ -‬ون ح ل أنه تأه ا ت ً‬
‫أن ع ضها شيء‪ ،‬وﻷنه ﻻ ت ج أ ة‬ ‫ف ل ﻷنه ف ق ون مع ات حق ق ة ﻻ‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(٧٤‬‬
‫ور‬ ‫ال‬ ‫ها أن تُ ِّم له اﻹرشاد العقائ‬ ‫م ة‬
‫ا م إ اد ه ا اﻹرشاد في ال قال‬ ‫وﻻ ي ل ج ه ا ع أول ال ي ت‬
‫ﻻ‬ ‫ال الي‪ -‬عقل ا‪ -‬خارج العال الغ ي؛ إن ه ﻻء‪ ،‬ال ي‬ ‫ه‬ ‫ال ق ة‪ ،‬وال ي‬
‫ه ‪ -‬ال ة‪ -‬أن ن ا ج ًءا م ً ا‬ ‫حالة اس ائ ة‪ ،‬ﻻ‬ ‫ل ن‪ ،‬مع العل س‬
‫ه أن ي ل‬ ‫ال ق ة‪ ،‬ام اد‬ ‫م ن ة غ ة‪ ،‬إنه في ال اقع‪ ،‬ام اد لل‬
‫الغ ة‪ ،‬ي م ت ل ه ه اﻷخ ة‬ ‫ال‬ ‫ه ه اﻷخ ة و‬ ‫وصل ب‬ ‫إلى ع‬
‫ادرة غ ة‬ ‫ل إﻻ‬ ‫ها أن ت‬ ‫تع فها‪ -‬ﻻ‬ ‫إلى ال ﱡ ل؛ ل ها‪ -‬و‬
‫ال لة ﱡلها)‪.(٧٥‬‬ ‫ال امل‪ ،‬وه ا ال ات ت‬
‫‪ :‬إما أن الغ ب س‬ ‫ق‬ ‫وه ه ال ادرة ل ت ن قابلة لل ق إﻻ إح‬
‫لها ال سائل في ذاته م خﻼل ع دة م اش ة إلى تقل ه ال اص‪ ،‬ع دة ي غي أن‬
‫الع اص الغ ة‬ ‫ت ن ا ة ق ة تلقائ ة لﻺم ان ات ال ام ة‪ ،‬أو أن ع‬
‫ع فة ما العقائ ال ق ة‪ ،‬مع فة ﻻ‬ ‫مه ة اﻹح اء تل اﻻس عانة‬ ‫س‬
‫‪،‬‬ ‫ة إل ه ؛ ﻷن عل ه أن ل ا غ‬ ‫ها‪ -‬مع ذل ‪ -‬أن ت ن م اش ة ال‬
‫ب م ال أث م ال رجة ال ان ة‪ ،‬ارس ع‬ ‫لها‬ ‫ت‬ ‫ل ها مع فة‬
‫ا ق أش نا إل ه م قل ل‪ .‬إن الف ض ة اﻷولى م ع ة‬ ‫ال ي‬ ‫وس اء م ل أول‬

‫)‪ (٧٤‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١٤٩‬‬


‫)‪ (٧٥‬ال جع ال اب ‪ ،‬ال ضع نف ه‪.‬‬

‫‪١٧٥٦‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫على اﻷقل‪ ،‬ق ت ف ه حف العقل‬ ‫أن ي ج في الغ ب ع‬ ‫ج‬ ‫ج ا ﻷنها ت‬


‫ل ا‪ ،‬وق ذ ج سا ًقا‪ :‬إن ه ا ال ج د‪ ،‬ي و ل ا م ً ا ف ه)‪.(٧٦‬‬ ‫ال قل‬
‫ـ أن‬ ‫وفي ه ه ال الة‪ ،‬س ن م ال ف – رغ أن ه ا ﻻ ل ض ورة ق‬
‫ال ة في ر ال ل‪ ،‬م أن ن لها م ت ًا في م ة ع ة لها في‬ ‫ت‬
‫اﻷصل وج د فعلي‪ ،‬وال ال أنه ي و جل ا أنه ل ع في الغ ب‪ ،‬إﻻ م ة واح ة‬
‫ا ًعا تقل ًا وت ف عق ة قابلة ﻷن ت ود الع ل ال ع ى قاع ة م اس ة‪ :‬إنها‬ ‫تل‬
‫ال ت ل ه حق قة في‬ ‫ال ة ال اث ل ة‪ ،‬في أن عاد إل ها ال ع ى الع‬
‫ذاتها‪ .‬ول ال ي و أن م ل ها ال ال ل ع دوا ي ر ن ه ا ال ع ى ‪.‬‬
‫)‪(٧٧‬‬

‫إعادة ب اء ل ما ان م ج ًدا ق ل اﻻن اف‬ ‫واﻷم ي عل ع ج‬


‫آخ ‪ ،‬وذا ان ه‬ ‫ف ال ورة ل وف ع‬ ‫ال ي ‪ ،‬مع الق ام أع ال ال‬
‫ا عل ها ف ل ﻷنه ه أنف ه ‪ ،‬ﻼ عل م ه ‪ ،‬أو‬ ‫ال ع م ه ه الف ة‪ ،‬أو اح‬
‫رغ ً ا ع ه ‪ ،‬م ن العقل ة ال ي ة إلى درجة أنه أضاع ا ل ا مع ى ت اث‪ ،‬ول‬
‫ع دوا ف ن م ه س الق ة‪.‬‬
‫و ال الي ي ج أنه وراء تفاه الف ضى ال ي تع أك فأك ‪ ،‬فإن ه اك ما‬
‫فعﻼ في العال ال ارجي‪ ،‬في‬‫ار الق ال وح ة ال ي ل ت ارس‪ً ،‬‬ ‫ي ع ﻻس‬
‫اما ا في ال ق‪ ،‬وﻻ ي ج م ذل ‪ ،‬م ناح ة الغ ب‪ ،‬إﻻ‬ ‫الغ ب ت ً‬
‫ال ة ال اث ل ة إذا اس اع ه ه اﻷخ ة أن ت اصل)‪.(٧٨‬‬
‫و ائل ج قائﻼ‪ :‬ماذا ع ال ة؟ ل ي ت ل‪ ،‬إﻻ أن تع ل على جه د‬
‫أول ال هل ل ا ل ن م ق رة عقل ة‪ ،‬خارج ل وس م د‪ ،‬وتع ل ل‬
‫لفعلها أن ي ث إﻻ في‬ ‫على دع ال ق‪ ،‬وه ا س ح ع لها أصع ‪ ،‬وﻻ‬
‫ورة ل ل )‪.(٧٩‬‬ ‫عل ها أن ت ف ب ف ها ل ال سائل ال‬ ‫أم أ ل‪ ،‬ا أنه ي ج‬

‫)‪ (٧٦‬ر ه ج ‪ :‬أزمة العال ال ي ‪ ،‬ص ص‪.١٥٠-١٤٩‬‬


‫)‪ (٧٧‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١٥٠‬‬
‫)‪ (٧٨‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١٥١‬‬
‫)‪ (٧٩‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١٥٢‬‬

‫‪١٧٥٧‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫على‬ ‫ن في ت ل ل ج ع العق ات‪ ،‬وفي ال غل‬ ‫ال ي س‬ ‫أن أول‬ ‫و‬


‫مة‬ ‫ج‬ ‫قل لي الع د؛ و‬ ‫معارض ل ل روح ة‪ ،‬س ن ن ﻼش‬ ‫ع اوة ف‬
‫أن ا ه ا في م ان ق ان ه ت و مغاي ة‬ ‫الع د ه ما يه ؛؛ ﻷنه ي‬ ‫أخ ‪ ،‬ل‬
‫ة مل سة ق ل أن‬ ‫لق ان ال ادة‪ ،‬فﻼ م ال إ ًذا لل أس‪ ،‬وﻻ أمل لل ص ل إلى ن‬
‫ن ه ا اﻷم أ ً ا س ًا وج ًها‬ ‫ارثة ما‪ ،‬ول‬ ‫غ ق العال ال ي في خ‬
‫أن أول ال ي‬ ‫ال الي‪ .‬و‬ ‫لع م الق ام ع ل ي اوز تأث ه ال ق قي الع‬
‫أن ﻻ شيء م ا ق أن‬ ‫ن ا واثق‬ ‫ه ه اﻻس ﻼم لﻺح ا عل ه أن‬
‫إﻻ‬ ‫ها أن ت‬ ‫ع‪ ،‬و أن الف ضى وال ﻼم ﻻ‬ ‫أن‬ ‫في ه ا اﻹ ار‬
‫أن ن عى إلى إرساء ال ازن العام‪ ،‬وأن‬ ‫اما‪ ،‬و‬
‫في ال اه و ل م ق ت ً‬
‫ن شعاره ‪" :‬ال ق قة تغل ل شيء")‪.(٨٠‬‬
‫ة مل مة‬ ‫ن ال‬ ‫ة وتقل ة‪ ،‬س‬ ‫ن الغ ب في ح زة ح ارة م‬ ‫وع ما‬
‫ارة‬ ‫ن ح ها ال س لة ال ي س اصل بها ال‬ ‫ل أك ‪ ،‬س‬ ‫الق ام ب ورها‬
‫)‪(٨١‬‬
‫اﻹشارة ه ا إلى أن ه ه‬ ‫‪ .‬و‬ ‫ارات اﻷخ‬ ‫ل دائ مع ال‬ ‫الغ ة‬
‫إل ه ج‬ ‫ال ي‬ ‫أو العل اء‪ ،‬فأول‬ ‫عة م ال‬ ‫ة ﻻ تع ي م‬ ‫ال‬
‫ات م ف قة ول يه مع فة‬ ‫ا م ال قف ؛ ول ه ـ في أر ه ـ رجال ذوو ش‬ ‫ل‬
‫ال اف قا‪.‬‬
‫ً‬
‫ﺧﺎﻣﺴﺎ‪ :‬ﻫﻞ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ؟‬
‫ال ق والغ ب‪،‬‬ ‫هي اﻻنق ام ب‬ ‫ال ات ال اصة العال ال ي‬ ‫إن إح‬
‫ق ها‬ ‫فه اك ف ا ي ج ح ارات م لفة وم ع دة ت رت ل م ها‬
‫ال‬ ‫ال اصة و ات اه ي ﻼءم مع اس ع ادات ه ا ال ع أو ذل الع ق؟ ل‬
‫ح ارات‬ ‫ن ه اك ن ع م ال اف ب‬ ‫تعارضا‪ ،‬فق‬
‫ً‬ ‫ف ا ي ج ﻻ عي‬
‫اﻷساس ة نف ها‬ ‫م لفة‪ ،‬ف ل ه ه ال ارات ت ت في اﻷساس على ال اد‬

‫)‪ (٨٠‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.١٥٧‬‬


‫‪(81) Réne Guénon: The East and West, P. 146.‬‬

‫‪١٧٥٨‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫ارات‬ ‫وف م لفة‪ ،‬تل هى حالة ل ال‬ ‫قات م و ة‬ ‫ال ي ت لها فق ت‬


‫تعارض‬ ‫ب ها أ‬ ‫ح ارات عاد ة أو ت اث ة‪ ،‬فل‬ ‫عل ها ج‬ ‫ل‬ ‫ال ي‬
‫اه ة أو‬ ‫اخ ﻼفات‬ ‫س‬ ‫أن ت ج ‪ ،‬ل‬ ‫ج ه ‪ ،‬وأ ة اخ ﻼفات‬
‫ة)‪.(٨٢‬‬ ‫س‬
‫اﻹن ان ة‬ ‫ن تق‬ ‫أن‬ ‫‪ -‬في أر ج ‪ -‬إلى ح رف‬ ‫ال ع‬ ‫وق ذه‬
‫ة للع‬ ‫اﻷم ‪ ،‬على اﻷقل ال‬ ‫‪ :‬ش ًقا وغ ًا م ا ًقا لل اقع‪ ،‬ل‬ ‫نف ه ق‬
‫ل ج ‪ .‬أوًﻻ ـ إن وج د‬ ‫أن ن م ضع ش‬ ‫ال الي‪ ،‬ﻻ ي و أنه‬
‫له م فًقا‬ ‫ن العال‬ ‫أن‬ ‫أورا وأم ا‪ ،‬ه واقع‬ ‫ةب‬ ‫ح ارة غ ة م‬
‫)‪(٨٣‬‬
‫‪.‬‬ ‫ارة‬ ‫أن ن لقه على ق ة ه ه ال‬ ‫ال‬ ‫ح له‪ ،‬مه ا ان ال‬
‫ع م وج د‬ ‫ك ا ت و اﻷم ر ال ة لل ق‪ -‬في أر ه– أك تعق ً ا‬
‫ع‬ ‫في أنها ق ت ل‬ ‫ح ارة واح ة ع ل ا بل ع ة ح ارات ش ق ة؛ ل‬
‫ح ارة "ت اث ة"‪ ،‬وأن‬ ‫ل عل ه ج‬ ‫ما‬ ‫ة‪ ،‬وهي تل ال ي ت‬ ‫ال ات ال‬
‫وح ى ال عارض ب‬ ‫ن ال‬ ‫ارة الغ ة ل ي‬ ‫ه ه ال ات ﻻ ت ج في ال‬
‫‪.‬‬ ‫ال ق والغ ب م ًار ل امل‬
‫)‪(٨٤‬‬

‫ل‬ ‫كب‬ ‫الفعل م‬ ‫ه‬ ‫وه ا ـ في أر ه ـ ال ال في ال اقع‪ ،‬وال ا ع ال قل‬


‫ا ال‬ ‫مع ذل ه ص ح إذا ت‬ ‫ال ارات ال ق ة‪ ،‬وه ا ال ق‬
‫ة‪ ،‬وال ق‬ ‫ل أساسي في ال ارة ال‬ ‫‪ :‬ال ق اﻷق ى م ل‬ ‫ال‬
‫اﻷوس في ال ارة اله وس ة‪ ،‬وال ق اﻷدنى في ال ارة اﻹسﻼم ة‪ .‬و‬
‫إلى ح ارة ال ق اﻷدنى‪ ،‬أو اﻷح ال ارة اﻹسﻼم ة‬ ‫ج ض ورة ال‬
‫على أنها وس ب ال ق والغ ب‪ ،‬وأن ًا م س اتها تق ها م ا ان عل ه‬
‫ال س ‪ ،‬أما عﻼق ها الغ ب ال ي ‪ ،‬ف و في أر ه‬ ‫ارة الغ ة في الع‬ ‫ال‬

‫)‪ (٨٢‬ر ه ج ‪ :‬أزمة العال ال ي ‪ ،‬ص‪.٣٣‬‬


‫)‪ (٨٣‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.٣٤‬‬
‫)‪ (٨٤‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.٣٤‬‬

‫‪١٧٥٩‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫ة‬ ‫أن ت ن م‬ ‫ارات ال ق ة ال ي‬ ‫معها م لها م ل ال‬ ‫على ت اق‬


‫معها في ه ه ال ة)‪.(٨٥‬‬
‫له مع ى إﻻ ع ما ي عل‬ ‫ال ق والغ ب ل‬ ‫وعلى ه ا فإن ال عارض ب‬
‫نه‬ ‫م‬ ‫اﻷم الغ ب ال ي ؛ ﻷن ه ا ال عارض ه تعارض عقلي أك‬
‫على‬ ‫ان جغ اف م فاوتي ال ي )‪ .(٨٦‬وه ي أن ع م ال‬ ‫تعارضا ب‬
‫ً‬
‫اما ع الغ ب‪ ،‬ول أ ً ا ﻷن ال اد‬
‫ة ل فق ﻷنها ع ة ت ً‬ ‫ال ارة ال‬
‫اما ع‬
‫واﻷش ال ال ي تع عل ها في ال ع ع م اه ها هي أ ً ا ع ة ت ً‬
‫العقل ة الغ ة)‪.(٨٧‬‬
‫ال ق والغ ب في ال ال الغ ي م ض ً ا أن‬ ‫و ضح ج الف ق ب‬
‫ال اف قا واح ة‪ ،‬فهي ﻻ ش ق ة وﻻ غ ة‪ ،‬م لها م ل ال ق قة ال ال ة‪ ،‬إﻻ أن‬
‫ما ي د ت ض ه ه اخ ﻼف مفه مها أو اخ ﻼف ت اولها في ل م ال ق‬
‫والغ ب‪ .‬ا أن ت ي ه ع ارة ش ق ة ي جع إلى أن الغ ب‪ ،‬وخاصة في ال وف‬
‫الغارقة في ال اد ة ال ي ي ج ف ها‪ ،‬ق اب ع ع ذل ال ال ال ه ون ى ل ما‬
‫ي عل ه م ت اصل ت اثي‪ ،‬ب ا ال ق ما زال ي عامل معه على أنه م ال‬
‫ال ع فة ال ق ق ة)‪.(٨٨‬‬
‫الغ ب ال ي وال ق في‪ :‬أن ال ق ق حاف‬ ‫الف ق ال اسع ب‬ ‫و‬
‫ه م م اﻻت‪ ،‬ب ا الغ ب ال ي ‪،‬‬ ‫ل ما ت‬ ‫على ت اثه وتقال ه ال ارثة‬
‫فق ن ى أو أضاع ه ا ال اث ال ارث أو ق ل آخ إن ا ن في ال ق ت اصل‬
‫ل ما ي عل‬ ‫لل ع فة الغ ة‪ ،‬ب ا ﻻ ن في الغ ب ال ي س جهل م‬
‫به ا ال ال)‪.(٨٩‬‬

‫)‪ (٨٥‬ال جع ال اب ‪ ،‬ال ضع نف ه‪.‬‬


‫)‪ (٨٦‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.٣٥‬‬
‫‪(87) Réne Guénon: East and West, P. 147.‬‬
‫‪ :‬مقاﻻت م ر ه ج ‪ ،‬ص‪.١٧‬‬ ‫ع الع‬ ‫)‪ (٨٨‬ز‬
‫)‪ (٨٩‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.٢١‬‬

‫‪١٧٦٠‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫ع م العا فة‬ ‫ال ق‬ ‫هن‬ ‫ه ا ال قف ال‬ ‫وم ال ه ع م ال ل ب‬


‫ي‬ ‫مارس امي أن ج‬ ‫ال اض ‪ .‬ف ا أشار‬ ‫ال ي ًا ما ي وج لها في ال ق‬
‫ﻷنها ت ل‬ ‫ﻷنها ش ق ة؛ ول‬ ‫م الغ ب أن ي ل إلى ال اف قا ال ق ة‪ ،‬ل‬
‫أنه ي غي أﻻ ت لف‬ ‫ج‬ ‫في أر ه ال اف قا اﻷص لة‪ ،‬وفي ض ء ه ا ي‬
‫أن‬ ‫ال اف قا الغ ة ع ال اف قا ال ق ة؛ ﻷن ال اف قا واح ة وﻻ‬
‫نها م اف قا في اﻷساس)‪.(٩٠‬‬ ‫اما‬
‫ت لف‪ ،‬ﻷن اخ ﻼفها ي في ت ً‬
‫ل إلى ال اف قا ال ق ة‪ ،‬فإن‬ ‫أراد أن ي ه الغ ب أو أن ي‬ ‫ول أن ج‬
‫ال اف قا نف ها؛ فإذا اخ لف‬ ‫ﻷن ال اف قا ش ق ة‪ ،‬ول‬ ‫ها ل‬
‫ت لف الفل فة ال ق ق ة ع ما‬ ‫ال اف قا ال ق ة ع ال اف قا الغ ة– ح‬
‫ى غال ًا في جامعات ا ال ي ة– فإن إح اه ا ل ت ن م اف قا‪ .‬وه ا ﻷن ه ه‬
‫عات ال ق ة)‪.(٩١‬‬ ‫ق ة ح ة في ال‬ ‫ال اف قا ﻻ ت ال تع‬
‫ارة ال ي ة؟ وهل س ن‬ ‫ل ب ا ة ال ها ة لل‬ ‫هل حقا ه ا‬ ‫و اءل ج‬
‫ة على نف ه في ال ق ال اس ؟ فالقل ل َم‬ ‫قادر على اس عادة ال‬
‫الغ ب ًا‬
‫امل لل قافة‪ ،‬ون ا في حالة ح ب مع أنف ا‪،‬‬ ‫أن ا ن اجه إم ان ة تف‬ ‫ي‬
‫و ال الي في حالة ح ب مع ع ا ع ً ا‪ ،‬فال جل الغ ي ي و ش ً ا غ‬
‫)‪(٩٢‬‬
‫فعﻼ أن ي عافي؟‬
‫ً‬ ‫م ازن‪ ،‬وال ال‪ :‬هل‬
‫في م ادي‬ ‫أن ي‬ ‫ب له ه ا‬ ‫ي‬ ‫على أن الع ل ال‬ ‫ج‬ ‫و ه‬
‫ات الف ة؛ ح‬ ‫على أعلى ال‬ ‫ال اف قا وال ي وأنه ي غي أن ي‬
‫ع أة م ل ة و‬ ‫ف ال‬ ‫اﻷولى و‬ ‫ال صل إلى اتفاق على ال اد‬
‫ة أن تق د الع ل‪.‬‬ ‫على ال‬

‫‪(90) Harry old meadow: Réne Guénon, P. 3- 4.‬‬


‫‪(91) The essential Ananda K. Coomarswamy Eastern Wisdom and‬‬
‫‪western Knowledge, ed. Rama P. Coomaraswamy China, World‬‬
‫‪Wisdom, 2004, P. 90-91.‬‬
‫‪(92) Ibid. P. 91.‬‬

‫‪١٧٦١‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫ة‬ ‫ت رها ال‬ ‫وه ا ي اءل ج ع إم ان ة ال ي إن وج ت ال ي‬


‫للغ ب‪ ،‬وﻻ ت ج اﻹم ان ة إﻻ في حالة الع دة إلى ال اد اﻷولى و ق ال ع ة‬
‫اﻷولى‪ -‬و ا ه ال ال في‬ ‫ال اد‬ ‫ت‬ ‫ال ع ة العاد ة ال ي ت قل م‬
‫على الغ ب‪ -‬في‬ ‫م ج دة‪ ،‬وعلى ه ا‬ ‫ال ق‪ -‬فإن ه ه اﻷم ر ﻻ زال‬
‫أن ي ه أ الغ ب لل هاب ن ال ق أ‬ ‫أر ه‪ -‬أن أخ زمام ال ادرة‪ ،‬و‬
‫ارة ال اث ة)‪.(٩٣‬‬ ‫ع دة الغ ب إلى ال‬
‫ارة‬ ‫اﻻ على ال‬
‫و ج أنه ﻻ ت ال الع ر ال س ى في الغ ب تق م م ً‬
‫ال اث ة‪ ،‬وال ه ال اش لل ارة ال اث ة ه ال ارة ال ي ة س اء الغ ة‪ ،‬أم‬
‫ة ل ل شيء م ف ق على اﻹن ان– س اء أكان‬ ‫اﻷف ار ال‬ ‫ال ق ة‪ ،‬وهي ت‬
‫ف ًدا أم ج اعة)‪.(٩٤‬‬
‫ارة ال اث ة‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ال ق والغ ب‪ ،‬ول‬ ‫ب‬ ‫ال ق قي ل‬ ‫وال ق‬
‫ح ارة جغ اف ة وﻻ تار ة؛ ول ها ذات‬ ‫ارة ال ي ة‪ ،‬و ال الي فهى ل‬ ‫وال‬
‫)‪(٩٥‬‬
‫‪.‬‬ ‫ا ع م رف ل جي ‪Typological‬‬
‫اف‬ ‫أن ال ضع في ال ق م لف‪ ،‬وﻻ ي ال ال ق‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫وفي أر‬
‫أنه‬ ‫في ن اح أخ ‪ .‬و ع ق ج‬ ‫ارة ال اث ة ال ي اخ ف‬ ‫ال ة لل‬ ‫على ال ان‬
‫على اﻷزمة ال ي عاني م ها الع دة إلى ن‬ ‫أن ي غل‬ ‫للعال ال ي‬ ‫ﻻ‬
‫ه ال اث‪ ،‬فﻼ ي ال‬ ‫لة ما ي‬ ‫ارة‪ ،‬و ا أن الغ ب ق فق م ف ة‬ ‫ت اثي لل‬
‫ارة اﻷصل ة)‪.(٩٦‬‬ ‫ه اك أمل للع دة إلى ال‬
‫لي ال وح ال اث ة‬ ‫ة الغ ة‬ ‫في ض ء ذل أه ة ات ال ال‬ ‫ج‬ ‫و‬
‫انة ال ح ة ﻹنقاذ الغ ب م ا ه ف ه‪ ،‬ف ع‬ ‫في ال ق؛ وه ا في أر ه ال‬

‫‪(93) Ibid. P. 91.‬‬


‫‪(94) J. Evola: Réne Guénon (East and West), Vol. 4, No. 4 (January.‬‬
‫‪1964), PP. 255-258 http://www.jstor.org/stable/29158099.‬‬
‫‪(95) Réne Guénon: East and West, P. 255.‬‬
‫‪(96) Ibid. P. 255-256.‬‬

‫‪١٧٦٢‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫ﻹح اء‬ ‫ل ج م اس‬ ‫ع تقال ه ال اصة‪ ،‬وت‬ ‫الغ ب ه ا إلى ض ورة ال‬
‫‪.‬‬ ‫ال اث الغ ي وت ر ا س أتي ال فاه ب ال ق والغ ب‬
‫)‪(٩٧‬‬

‫الغ ب‬ ‫في اس عادة تقال‬ ‫اﻷساسي‬


‫و و واض ً ا ه ا أن ه ف ج‬
‫ع دة الغ ب إلى تقال ه اﻷصل ة أم م خﻼل إح اء‬ ‫س اء أكان ذل ع‬
‫عاما ش ح ًا م اصلة ض اﻷف ار ال اه ة‬
‫ً‬ ‫ه ه ال قال ‪ ،‬وعلى م ار ع‬
‫لل اث ة‪ ،‬وﻻ ي هاون ج في أن ي أ ا تأك على أن ال ون ال عل ال اث‬
‫اﻷولى ق ت ل إلى ال ق‪ ،‬وف ه ت ج اﻵن اﻷش ال ال ه ة ال ي ان لق م ه‬
‫إﻻ في‬ ‫حق ق‬ ‫ع للعقل ال ق قي ال اثي م م ل‬ ‫أنه ل‬ ‫م اش ة‪ ،‬يلي ذل‬
‫ال ق)‪.(٩٨‬‬
‫أن‬ ‫الغ ي م س اته‬ ‫الف‬ ‫إ قا‬ ‫و ج أن ال ة اﻷولى ن‬
‫ة‬ ‫م د دراسة س‬ ‫ت ن دراسة م اه ال ق دراسة ع قة ودق قة؛ ول‬
‫م‬ ‫على اله أك‬ ‫ض ورة أن ن‬ ‫ج‬ ‫ق ‪ ،‬وله ا ي‬ ‫قة ال‬ ‫على‬
‫ع ة ع الغ ب‬ ‫ارة اﻷق ب إلى الغ ب‪ ،‬وهي ل‬ ‫على ف ض أنها ال‬ ‫ال‬
‫)‪(٩٩‬‬
‫‪.‬‬ ‫ة‬ ‫في أم ر‬
‫م وراء ذل الق ل‪ :‬إن ل العقائ ال اث ة ان ذات‬ ‫عى ج‬ ‫ل‬
‫ر الغ ة الق ة نف ها ق تلق تقال ها م ال ق؛‬ ‫أصل ش قي‪ ،‬وأن الع‬
‫ﻷن ال ع ات ال اث ة‬ ‫عل ج ً ا أن ه ا خ أ؛ وذل‬ ‫وه أن ج‬ ‫ل‬
‫ت عارض ب ض ح مع تأك م ه ا ال ع؛ ﻷنه ي أن ال اث اﻷولى لل ورة‬
‫ال ال ة جاء م اﻷقال ال ال ة)‪.(١٠٠‬‬
‫قائﻼ‪" :‬إنه ح ى ول اف ض ا أن الغ ب عاد‪ ،‬إلى تقال ه‪ ،‬فإن‬
‫ً‬ ‫وف ض ج‬
‫ما ان ل ج إﻻ‬ ‫ن له وج د‪ ،‬ﻷن ه ا ال اق‬ ‫ت اق ه مع ال ق ل‬

‫‪(97) Ibid. P. 256.‬‬


‫‪(98) Paul Chacornac: The simple life of Réne Guénon, P.2.‬‬
‫‪(99) Réne Gouénon: East and West, P. 147-148.‬‬
‫ج ‪ :‬أزمة العال ال ي ‪ ،‬ص‪.٣٦‬‬ ‫)‪ (١٠٠‬ر‬

‫‪١٧٦٣‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫العقل‬ ‫ب‬ ‫اﻻن اف الغ ي‪ ،‬وه في واقع اﻷم تعارض عقلي أو ه ت اق‬
‫ن ائ ها اﻷول ة‬ ‫نم ب‬ ‫ال اثي والعقل ال عاد له؛ ﻷن الع دة إلى ال اث س‬
‫ارات ال ي‬ ‫ل ال‬ ‫رة م اش ة‪ ،‬ا ه حاصل ب‬ ‫إعادة ال فاه مع ال ق‬
‫ارات؛ ﻷن ه ه ال اد هي‬ ‫ه ه ال‬ ‫ب ها م اد م ابهة أو م او ة وفق ب‬
‫ل‬ ‫ف قها وح ها ه ا ال فاه‬ ‫ال ي ت ل اﻷرض ة ال ح ة ال ي‬
‫ص ح")‪.(١٠١‬‬
‫ض ورة إق اع الغ ب الع دة إلى ه ه‬ ‫ي‬
‫و و واض ً ا ه ا أن ج‬
‫ال ارة ال اث ة‪ ،‬ا ان م ج دة في الق ون ال س ى‪.‬‬
‫ج إلى أن وه اﻹن ان نه "معاد ًا للغ ب" إذا جاز ال ع ‪ ،‬صار‬ ‫و‬
‫اولة ﻹنقاذ الغ ب م ال لل‬ ‫لح‬ ‫ع ي ق ًعا أنه معاد لل اثة؛ ﻷن ذل ق‬
‫في ال فاع ع نف ه ض م له‬ ‫عاني م ه‪ .‬فل الغ ب م ل ة‬ ‫ال‬
‫ه بها‪ -‬ال أك ‪ -‬إلى ال اب وال مار؛ وعلى ه ا‬ ‫ت‬ ‫ال اصة‪ ،‬ال ي ق ي د‬
‫حه‪ -‬ف ا ي ج ‪ -‬ه ض ورة إصﻼح الغ ب‪ ،‬وه ا اﻹصﻼح‬ ‫فإن ما‬
‫ن ن ه ال ع ة تقارً ا مع ال ق)‪.(١٠٢‬‬ ‫إذا ما ت ف‬
‫أن ال ارة ال ي ة تعاني م نق في ال اد ؛ وتعاني م ه ا‬ ‫ج‬ ‫و‬
‫في ل ال اﻻت؛ و ال الي فإنها ح ارة ﻼ م اد ‪ ،‬أو أنها ح ارة ذات‬ ‫ال ق‬
‫أن‬ ‫ارة ال ي‬ ‫ارة اﻹسﻼم ة هى ال‬ ‫أن ال‬ ‫ج‬ ‫م اد سل ة فق ‪ .‬و‬
‫ًا إلى ال ارة اﻷور ة في الق ون ال س ى‪ .‬ف ًﻼ ع وج د أوجه‬ ‫تق ب‬
‫أن ت خ في ال ان)‪.(١٠٣‬‬ ‫شه‬
‫عد‬ ‫أنها ن ع م ال وج ع ال أل ف م ب‬ ‫وت و ح ارة الغ ب ال ي‬
‫ارة ال ح ة ال ي ت رت على‬ ‫ارة هى ال‬ ‫ارات‪ ،‬وه ه ال‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫مقابل‪،‬‬ ‫ال ه ة ق رافقه ت اجع ف‬ ‫راف ع‬ ‫ر ال‬ ‫اﻷقل ماد ا‪ ،‬وه ا ال‬

‫)‪ (١٠١‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.٤٣‬‬


‫)‪ (١٠٢‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.٤٦‬‬
‫‪(103) Réne Guénon: East and West, P. 116.‬‬

‫‪١٧٦٤‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫ر ال س ى‬ ‫ارة ال ق ة‪ ،‬ول أ ً ا للع‬ ‫فق لل‬ ‫و ال الي ي و إزدراءه ل‬


‫ارة‪ ،‬فإن‬ ‫أن ما ل عل ه الغ ن ال‬ ‫ج‬ ‫في أورا‪ ،‬وفي ض ء ه ا ي‬
‫ال غ‬ ‫س‬ ‫ن ال ق م ل‬ ‫ه الغ‬ ‫ة‪ ،‬وما‬ ‫ة واله‬ ‫نه ال‬ ‫اﻵخ ون‬
‫ال ي )‪.(١٠٤‬‬ ‫س ة م س ات الع‬ ‫وع م اﻻس ق ار‪ ،‬وال اجة إلى ال غ‬
‫م ل‬ ‫فق ه الغ ب وال‬ ‫ال ق قي ال‬ ‫ن ه اك اس عادة للف‬ ‫أن‬ ‫ث‬
‫أن‬ ‫ن فإنه‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ‫إذا ت اﻻه ام ه‬ ‫ال قي‪ ،‬وال‬ ‫دراسة الف‬
‫اما‪،‬‬
‫ة الغ ة ت ً‬ ‫ار فإنه ﻻب م إصﻼح ال‬ ‫ًا على ال عافي‪ ،‬اخ‬ ‫اع‬
‫أن ي ق إﻻ في ن ة م ودة‪ ،‬إن ل‬ ‫وه ا اﻹصﻼح في ال ا ة ﻻ‬
‫آجﻼ‪ ،‬وذل‬
‫عاجﻼ أم ً‬
‫ً‬ ‫م أجل أن ت تي ث ارها‬ ‫ه اك حاجة إلى ال‬
‫ال أث ال ل تف ل ه ه ال ة في م ارس ه ح ى دون ال عي ص احة إلى الق ام‬
‫ب ل على العال الغ ي أس ه)‪.(١٠٥‬‬
‫ﻹنقاذ الغ ب م‬ ‫ج‬ ‫ن ه ا اﻷرجح‪ ،‬ال س لة ال ح ة في أر‬ ‫وس‬
‫ارة الغ ة ع ى أن ل‬ ‫اﻷخ ار ال ق ق ة ال ي ي اجهها مع ال اف ة على ال‬
‫ن في ع ال احي مف ً ا أو م افًقا مع ال الة العاد ة ف ة‪،‬‬ ‫شيء ف ها ق‬
‫وعﻼوة على ذل في م ل ه ا اﻻح ال؛ فإن ال ة إذا ان الفعل ف ة‬
‫ة‪ ،‬وذا‬ ‫وح ها م م ع الع دة إلى ال ح ة وال‬ ‫ال ع ى ال ق قي لل ل ة س‬
‫ة‬ ‫ه ه العقل ة‪ ،‬فإنه م شأن ه ه ال‬ ‫ال افي ل غ‬ ‫ة ال ق‬ ‫ه ه ال‬ ‫كان ل‬
‫ارات اﻷخ ؛ ول ها‬ ‫أن ت ق الغ ب م اﻻض ار إلى اس عابها م ق ل ال‬
‫ال ارث الع ق ة)‪.(١٠٦‬‬ ‫الع ب‬ ‫ق ت د إلى ع‬
‫نف ها دون أن‬ ‫ن قادرة على ت‬ ‫س‬ ‫فه ه ج‬ ‫ارة ال ع ى ال‬ ‫وال‬
‫اما في م قفه ه ا‬
‫ت ل خ ًا على ال ارات اﻷخ ‪ ،‬وق ان ج واض ً ا ت ً‬
‫ع ما أك أنه ﻻ يهاج الغ ب في ح ذاته‪ ،‬ول ه فق يهاج ال ة ال ي ة ال ي‬

‫‪(104) Ibid, P. 11.‬‬


‫‪(105) Ibid, P. 80.‬‬
‫‪(106) Réne Guénon: East and West, P. 80.‬‬

‫‪١٧٦٥‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫الغ ي‪ .‬ف ا ه م غ ب ف ه‪ -‬في أر ه‪ -‬ه إعادة‬ ‫ال اب الف‬ ‫ف ها س‬ ‫ي‬


‫ارات ع ه‬ ‫ع ة؛ ﻷن ت ع ال‬ ‫على أس‬ ‫ب اء ح ارة غ ة حق ق ة‪ ،‬ول‬
‫)‪(١٠٧‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻷج اس‬ ‫ع ة لل ﻼفات العقل ة ال ي ت‬ ‫ة ال‬ ‫كان ال‬
‫ن‬ ‫ورة‪،‬‬ ‫إح اه ا ال‬ ‫أنه ي ج ات اهان يه‬ ‫حع ج‬ ‫وال‬
‫‪ ،‬فه مه العام‬ ‫د أن ال ا ال‬
‫ت سع إح اه ا قائ ً ا على ح اب اﻵخ ‪ ،‬ل‬
‫أن ارس في ل ال اﻻت و ل اﻻت اهات في آن‪ .‬إن ه ا ما ع ي ـ‬ ‫ﻻ‬
‫في أر ه ـ ـ م ًه تعارض‪ ،‬والق ل ال عارض أو ال اي ع ي أ ً ا الق ل ع م‬
‫ن ة‬ ‫أن ي ج إﻻ م وجهة ن‬ ‫يء‪ ،‬ﻻ‬ ‫اﻻن ام أو ال لل‪ ،‬أ‬
‫وم ودة)‪.(١٠٨‬‬
‫العقل ال قي والعقل‬ ‫وذا ن نا إلى أه وج ه ال عارض ال ج دة حالًا ب‬
‫الغ ي ال ه في حق قة اﻷم تعارض ب العقل ال اثي والعقل ال عاد لل اث‬
‫ال ع ى ال اص لل ل ة‪ .‬فال عارض‬ ‫ي‬ ‫ال أمل والفعل‬ ‫عارض ب‬ ‫ي و‬
‫ل إلى‬ ‫ة عل ه س‬ ‫م ج د في ال اه ‪ ،‬وﻻ اع اض على ذل ‪ ،‬وذا ل ي ال‬
‫ل في واقع اﻷم ‪ ،‬فﻼ‬ ‫ن‬ ‫أن‬ ‫تعارض امل ب ه ا؛ إﻻ أن اﻷم ﻻ‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(١٠٩‬‬
‫فاعﻼ ل ح‬
‫أو ً‬ ‫ن تأمل ﱡا ل ح‬ ‫ي ج شع ٌ أو ف ٌد‬
‫ب ال ق والغ ب في ال الة‬ ‫ف ا ي ج ـ إن ال اق‬ ‫و ا الق ل ـ‬
‫ن ال قي ي فع م شأن ال أمل على الفعل‪ ،‬في ح ي‬ ‫ال اه ة‪ ،‬ي ل في‬
‫ا‬ ‫ا ل‬ ‫عي‬ ‫ع اﻷم‬ ‫الغ ي ال قابل تف ق الفعل على ال أمل‪ .‬وه ا‪ ،‬ل‬
‫ب ال ف ‪،‬‬ ‫ن ل فق ع تعارض أو ع ت امل‪ ،‬و ال الي ع عﻼقة ت‬
‫ت ها وق لها‪،‬‬ ‫ل ل واح ة م ه ا أن ت‬ ‫ول ع ع ي أ ً ا وجه ي ن‬
‫ع ال اح‬ ‫ادان في ال اقع‪،‬‬ ‫ران م‬ ‫فعﻼقة ال ع ة ﻻ رجعة ع ها‪ ،‬فال‬

‫‪(107) Ibid. P. 80, 81.‬‬


‫)‪ (١٠٨‬ر ه ج ‪ :‬أزمة العال ال ي ‪ ،‬ص‪.٤٩‬‬
‫)‪ (١٠٩‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.٥٠-٤٩‬‬

‫‪١٧٦٦‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫د ق ل ا ب ج د ت ع ة فعل ة س ه أن‬ ‫م ه ا اﻵخ ‪ ،‬م ا ع ي ح ً ا أنه‬


‫اح ه ا ص ح واﻵخ خ أ)‪.(١١٠‬‬
‫ل ام از للعقل ال قي‪ .‬وت ع العقائ ال ق ة‬ ‫ج ال أمل‬ ‫ع‬
‫ا أن ال اب أس ى‬ ‫شأنا م الفعل‪،‬‬
‫و ل الق ة على تأك أن ال أمل أعلى ً‬
‫أ أ ع م م الة‬ ‫س تع يل ي ل‬ ‫م ال غ ‪ .‬إن الفعل ال ه ل‬
‫م ه الفعل‬ ‫‪ ،‬وه ا ال أ ال‬ ‫ال ار )ال ادث(‪ ،‬ه ل س وه م‬
‫أن ي ج إﻻ في ال أمل‪ ،‬أو ع ى أدق في ال ع فة‪ ،‬ﻷن‬ ‫كل واقعة وج ده ﻻ‬
‫م ادفان‪ ،‬أو على اﻷقل م ا قان‪ .‬وتلع ال ع فة ت اه الفعل‬ ‫ل‬ ‫ه ي ال‬
‫)‪(١١١‬‬
‫‪.‬‬ ‫دور ه ال ور ال يلع ه ال ك ال ﻻ ي ك ع أرس‬ ‫ًا‬
‫و الغ العقل الغ ي ال ي في أنه ﻻ في فق ب أك ه ة الفعل‪ ،‬بل‬
‫ل ها‬ ‫وصل إلى جعله شغله ال اغل‪ ،‬بل ولى ن ع أ ة ق ة لل أمل ال‬
‫العقل أو ي اهل ع ه ال ق ق ة‪ .‬وعلى ال ان اﻵخ ن العقائ ال ق ة مع‬
‫تأك ها ال اضع ه ة ال أمل وت ام ه على الفعل‪ ،‬فهى ﻻ ت في ع اﻵخ م ان ه‬
‫أه ه في ن اﻷح اث اﻹن ان ة)‪.(١١٢‬‬ ‫خا‬ ‫ال ق ة‪ ،‬بل تع ف‬
‫ال ي ‪ :‬ال اجة إلى اض اب ﻻ ي اف ‪،‬‬ ‫الع‬ ‫وعلى ه ا فإن أه ما‬
‫‪ ،‬وم ث ع م الق رة على اﻻس اج واس الة أ ت ‪ ،‬م ا‬ ‫ولى تغ م‬
‫رة‬ ‫م ًا ال ق ‪ .‬وتل ن ة ع ة وم مة ل عل ل شيء ماد ا‬
‫ع ها‬ ‫ذاتها ة وانق ام؛ و ال الي فإن ل ما ي‬ ‫م اع ة؛ ﻷن ال ادة هى‬
‫أن ي ل إﻻ ال اعات وال اعات ب ال ع ب ا ب اﻷف اد‪ .‬و ال الي‬ ‫ﻻ‬
‫‪،‬‬ ‫أك ع امل اﻻنق ام وال اد وتعا‬ ‫ف ل ا انغ ا في ال ادة أك ‪ ،‬ت اك‬
‫أن‬ ‫ل ا ارتفع ا ن ال وحان ة‪ ،‬اق ا م ال ح ة ال ي ﻻ‬ ‫وعلى ال ق‬
‫ت ق إﻻ ال عي ال اد العامة)‪.(١١٣‬‬

‫)‪ (١١٠‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.٥٢‬‬


‫‪111‬‬
‫‪( ) Réne Guénon: Spiritual authority and temporal power, p.26.‬‬
‫‪(112) Ibid. p.27.‬‬
‫)‪ (١١٣‬ر ه ج ‪ :‬أزمة العال ال ي ‪.٥٤ ،‬‬

‫‪١٧٦٧‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫أن‬ ‫ال ق والغ ب‪ ،‬فإن ا ن‬ ‫في ف ة ت ي العﻼقات الف ة ب‬ ‫وع ال‬


‫ي هه‬ ‫واﻷصالة‪ ،‬وف ة ال‬ ‫ي ما هي إﻻ حاجة إلى ال غ‬ ‫س ات ال اثة وال‬
‫أن قلل م‬ ‫م ال اس في الغ ب‪ ،‬وه ا ﻻ‬ ‫ال‬ ‫الفعل ل‬ ‫ق حث‬
‫ة ل ق م الغ ب‪ ،‬والغ ب وح ه ال‬ ‫ة ال‬ ‫ال‬ ‫ق ها أو أه ها‪ .‬بل ان‬
‫ل ة؛ ﻷن ال ق في ج ه ه ل ي غ م ًلقا و ل ال اوﻻت ال ي‬ ‫ي ل ال‬
‫ت م به ه ال ق قة ان م ًما عل ها الف ل؛ ﻷن ال ق ل ل ه رغ ة في أن‬
‫ال م ما ان عل ه م ق ون)‪.(١١٤‬‬ ‫غ‬
‫مفه م "ال ق م ال اد " و"ال ق م‬ ‫الف ل ب‬ ‫إلى أنه م ال ع‬ ‫ج‬ ‫و‬
‫ال ق م ال ع‬ ‫ج‬ ‫وجهة ن‬ ‫معاص ونا م‬ ‫يت‬ ‫" في ح‬ ‫ال ع‬
‫على أه ه فق ول شع‬ ‫على وج د ال ق م ال اد ؛ ول‬ ‫واﻻع اض ه ا ل‬
‫إلى ح ما‪ ،‬فإن ه ا الق ل ل ي ق‬ ‫ال ق ن أنه مل م ن ق ل ال ق م ال اد‬
‫ال ي‬ ‫ج ر ؛ ﻷنه ع ون ع اس ائه ال ي م أول‬ ‫أبً ا إلى إح اث تغ‬
‫عاج ون‬ ‫ث‬ ‫ال‬ ‫)‪ .(١١٥‬و و أن الغ‬ ‫ع له ا ال غ‬ ‫أج وه على ال‬
‫حال‬ ‫ه أ‬ ‫اول ن الق ام ب ل ﻻ‬ ‫أنف ه م ال ادة‪ ،‬وع ما‬ ‫ع ت ل‬
‫م اﻷح ال اﻻب عاد ع م ال ال اة‪.‬‬
‫الفعل ما عل ه‬ ‫أن الغ ب ﻻ ل‬ ‫ج ه ا أ ً ا إلى ض ورة ال ل‬ ‫و‬
‫أة‬ ‫أن ال ق ﻻ‬ ‫ر ج‬ ‫لل ق‪ ،‬إﻻ في ال ال ال اد فق ؛ ح‬
‫ائ ة ﻻ‬ ‫ي بها مقابل م اوﻻت‬ ‫أن‬ ‫م ل ة أو أ ة ح ا ات ماد ة‬
‫لها م ل م‬ ‫ه ا عقﻼن ة د ارت ال ي ل‬ ‫ه ج‬ ‫ج و م ها)‪ .(١١٦‬و‬
‫ق ل‪.‬‬

‫‪(114) Réne Guénon: East and West P. 85.‬‬


‫‪(115) Ibid. P. 86.‬‬
‫‪(116) Ibid. P. 87.‬‬

‫‪١٧٦٨‬‬
‫د‪ .‬أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫ر الغ ب م أن اس اره في ع اده وت ل ه في ت اهل ه ا ال س‬ ‫وه ا‬


‫ت اث ال ع ى ال ق قي‬ ‫ل على أ‬ ‫ن إس اع ه ال‬ ‫العقلي أو إن اره ل‬
‫ال ق ق‬ ‫اﻷصل‬ ‫ل‬ ‫مع ال‬ ‫ق وره ال اف‬ ‫ن‬ ‫له ه ال ل ة‪ ،‬ول‬
‫ارات ال ق ة ال ي ي و ف ها ل شيء معلقا على ه ا ال س ال اب‬ ‫لل‬
‫مع‬ ‫ت ر ي اس‬ ‫نق ة اﻹن ﻼق ال ح ة ﻷ‬ ‫ه‬ ‫م ب اته وال‬ ‫وال ع‬
‫ال اث ة)‪.(١١٧‬‬ ‫ال عاي‬
‫أضف إلى ذل ‪ ،‬و ا أن ال ارة الغ ة هى اﻷصغ س ًا على اﻹ ﻼق‪،‬‬
‫فإن الق اع اﻷك أدًا‪ ،‬إذا ت ق لها ب صفها صال ة في العﻼقات ب ال ع ب‬
‫أن ت ن اف ة ﻹب از الغ ب‪ ،‬ص ح أن‬ ‫أو اﻷع اف ا هى ب اﻷف اد‪،‬‬
‫اما‪ ،‬فل‬ ‫ق‬
‫ع ال ‪ ،‬ل ب ا ا م لفة ت ً‬ ‫الغ ب ه ال ذه الفعل لل‬
‫اله ف اﻻس فادة م ه ال عل ‪ ،‬ول ال عي ان م أجل م اكاته ل قة‬
‫افة ‪hospitality‬‬ ‫ال ق ن ذل ورأوه خ ًقا لق ان‬
‫ال‬ ‫تف ه ‪ .‬وق رف‬
‫ص‬ ‫وال ن ة ال ق ة؛ ﻷنها تق ي م وجهة ن ج على العادات ال ي‬
‫أن الغ ب‬ ‫ح ارته ال اث ة‪ ،‬و‬ ‫عل ها ب صفها تع‬ ‫الغ ب على ال فا‬
‫ي في وراء اﻻب ارات ب صفها ال ضة‪ ،‬وهي ﻻ ت قى إﻻ إلى م د م اكاة‬
‫على شيء فإنه ي ل على ال هل وع م الفه ‪ ،‬وه دل ل‬ ‫ساخ ة‪ .‬ون دل ذل‬
‫ال ي ي اها‬ ‫ال قائ‬ ‫م‬ ‫أن ال‬ ‫واضح على غ اب العقل ة)‪ .(١١٨‬وله ا ي‬
‫م‬ ‫ت ل ال‬ ‫ة لل ق‬ ‫الغ ن دل ًﻼ واض ً ا على تف قه ‪ ،‬هي ال‬
‫عﻼمات ال ون ة‪.‬‬

‫)‪ (١١٧‬ر ه ج ‪ :‬أزمة العال ال ي ‪ ،‬ص‪.٥٨ -٥٧‬‬


‫‪(118) Réne Guénon: East and West, P. 86-87.‬‬

‫‪١٧٦٩‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫ﺧﺎﲤﺔ‬
‫ت‬ ‫ع أن ع ض ا ل ض ع ماد ة الغ ب وعقﻼن ة ال ق ع ر ه ج‬
‫ارة الغ ة أنها ل‬ ‫في أخ ه على ال‬ ‫ار ال ق‬ ‫اول أن‬ ‫ل ا أنه‬
‫ارة الغ ة أنها‬ ‫ال‬ ‫وصف ج‬ ‫ح ارة ماد ة ت اما‪ ،‬وفي ض ء ذل‬ ‫س‬
‫ها فق ‪،‬‬ ‫ب ع ة ال عارف ال اك ة ل يها؛ ون ا ته‬ ‫ة ﻻ ته‬ ‫ح ارة‬
‫ان انه ارها‬‫فأص ح ن احها عاب ًا ﻻع ادها لﱠ ًة على ال ادة وال وة‪ ،‬وم ث‬
‫‪ ،‬وع م اس ارة ه ه‬ ‫م ًﻼ؛ ﻷن ه ا ال ق م ال اد ق رافقه ت اجع ف‬
‫ـ ـ في أر ه ـ في ال عة ال ام ة ال ي ت ح ل‬ ‫ال ارة وم ان ة انه ارها‬
‫ل ا إلى إت ام ال اء‬ ‫ة‪ ،‬فل‬ ‫ون ال اء على ارض م‬ ‫و أنه‬ ‫ما ه ثاب‬
‫ح ا في ال غ ؛ وم ث‬ ‫ع ال غ‬ ‫ح ى ي هار ل شيء‪ ،‬وق اص ح الغ ب‬
‫فإنه يه م نف ه ب ف ه‪.‬‬
‫ال ق والغ ب‪ ،‬وال ي أك م خﻼلها‬ ‫قابل ه ب‬ ‫فل فة ج‬ ‫وق ات‬
‫لا م‬ ‫ارة ال ي لها ف ل على الغ ب‪ ،‬وت‬ ‫أه ة ال ق واصال ه في ال‬
‫قه واب ع ع ال اث وأن على‬ ‫أن الغ ب ق ضل‬ ‫ي‬ ‫خﻼل ذل أن ج‬
‫ال ق ودراسة م اه ه ﻹس عادة تقال ه وم ان ه‬ ‫الغ ب أن ي ه أ لل هاب ن‬
‫ة ال ق ة في م اع ة‬ ‫دور ال‬ ‫أك ج‬ ‫وح ارته اﻷص لة‪ ،‬وفي ض ء ذل‬
‫على اس عاده ح ارته اﻷص لة والع دة إلى ال اث‪.‬‬ ‫الغ‬
‫نﻻ‬ ‫إ ا تأك آث ال قافة اﻹسﻼم ة في الغ ب‪ ،‬وان ان الغ‬ ‫وق أك ج‬
‫أن ال ق‬ ‫ي ون أن ع ف ا في وض ح ف ل ال ق عل ه ‪ .‬وأك ج‬
‫س ح ارة ة أو‬ ‫ُم ِ ﱡق ن ت اما في آخ ه على ال ارة الغ ة أنها ل‬
‫ع ى آخ ح ارة ماد ة‪ ،‬وأك ج ه ا دور ال ة في ال ق في م اع ة‬
‫الغ ب ﻹس عادة تقال ه اﻷص لة‪.‬‬

‫‪١٧٧٠‬‬
‫ أﺳﻤاء عﺒد الﻤحسن ضاحي جاد‬.‫د‬ ‫بين مادية الغرب وعقﻼنية الشرق عند رينيه جينو‬
‫مجلة وادى النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية والتربوية‬

‫ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ‬
.‫ ال اجع اﻷج ة‬:‫أوﻻ‬
ً
1- Harry old meadow: René Guénon
http://www.scribd.com/document/3264760841Réne-
Guuénon-H-old-meadow.pdf/5/8/2017
2- J. Evola: Réne Guénon (East and West), Vol. 4, No. 4
(January. 1964), PP. 255-258.
http://www.jstor.org/stable/29158099
3- Kalin Ibrahim: Réne Gouénon (Abdel– Wahid Yahya)
www.cis-ca.org/voics/9/guénon-mn.htm/15/8/2017
4- Paul chacornac: The simple life of Réne Guénon trans.
Cecil Bet hell, Sophia perennis, 2001
5- Robin Waterfild: Réne Guénon and the future of the west
the life and writings of a 20th century metaphysican sophia
perennis Hillsdaleny, 2002.
6- Guénon quoited it from l'Avenir de la civilization, Revue
universelle, March, 1922.
7- Réne Guénon: Fundamental symbols the universal
language of sacred science, trans. Alvin Moore Jr., Revised
and ed. Martin Lings, Quintaessentia, Combridge, 1995.
8- Réne Guénon: Spiritual authority and Temporal power,
Trans., Henry D. Fohr, ed.Samuel D. Fohr, Sophia
Perennis, 1929.
9- Réne Guénon: The Reign of Quantity and the signs of the
times, trans lord Northbourne Sophia Perennis, Hillsdale
NY, 2004.
10- Réne Guénon: East and West, trans., Martin Lings, Sophia
perennis, 2004.

١٧٧١
‫مجلة وادي النيل للدراﺳات والﺒحوث اﻹنسانية واﻻجتﻤاعية – مجلة علﻤية محكﻤة‬
‫)‪(ISSN: 2536 - 9555‬‬

‫‪11- The Essential Réne Guénon (Metaphysics, Tradition, and‬‬


‫‪The Crisis of Modernity), ed. John Herlihy, indroduction‬‬
‫‪by Martin Lings, world wisdom, 2009.‬‬
‫‪12- Réne‬‬ ‫‪Gouénon:‬‬ ‫‪Biograpical‬‬ ‫‪information.‬‬
‫‪http://www.réneguénon.Net/ingles/inglesguenon‬‬
‫‪biografia/5/8/2017.‬‬
‫‪13- The Essential Ananda K. Coomarswamy Eastern Wisdom‬‬
‫‪and western Knowledge, ed. Rama P. Coomaraswamy‬‬
‫‪China, World Wisdom, 2004.‬‬

‫ثان ً ا‪ :‬ال اجع الع ة‪.‬‬


‫ال ي ‪ ،‬وج ال ع ار‪،‬‬ ‫‪ -١‬ر ج ‪ :‬أزمة العال ال ي ‪ ،‬ت ج ة ع نان ن‬
‫اﻹسﻼمي لل راسات اﻹس ات ة‪١٤٣٨ ،‬ه‪.‬‬ ‫سل لة ال راسات الغ ة‪ ،‬ال‬
‫‪ :‬مقاﻻت م ر ه ج ‪ ،‬دار اﻷن ار‪ ،‬القاه ة‪١٩٩٦ ،‬م‪.‬‬ ‫ع الع‬ ‫‪ -٢‬ز‬
‫د‪ :‬أورا واﻹسﻼم‪ ،‬م ا ع اﻷه ام‪ ،‬القاه ة‪١٩٧٣ ،‬م‪.‬‬ ‫‪ -٣‬ع ال ل م‬
‫ف )ال رسة ال اذل ة(‪ ،‬دار ال عارف‪ ،‬القاه ة‪،‬‬ ‫ة ال‬ ‫‪ -٤‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ :‬ق‬
‫‪١٩٩٩‬م‪.‬‬
‫ف اﻹسﻼمي‪ ،‬م ة م ب لي‪٢٠٠٨ ،‬م‪.‬‬ ‫او ‪ :‬فل فة ال‬ ‫‪ -٥‬ﷴ ال‬
‫ة‬ ‫ال في وراء إسﻼم ه ﻻء‪ ،‬ال ار ال‬ ‫‪ :‬ال ان‬ ‫‪ -٦‬ﷴ امل ع ال‬
‫الل ان ة‪ ،‬القاه ة‪١٩٩٥ ،‬م‪.‬‬
‫ق ن‪ ،‬ج‪ ،١‬دار ال عارف‪ ،‬القاه ة‪١٩٨٠ ،٤ ،‬م‪.‬‬ ‫العف في‪ :‬ال‬ ‫‪ -٧‬ن‬

‫‪١٧٧٢‬‬

You might also like